الخميس، 17 سبتمبر 2009

 

TUNISNEWS

9 ème année, N 3404 du 17.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


منظمة صوت حر :بيان بمناسبة إطلاق سراح الدكتور أحمد العش

منظمة مراسلون بلا حدود:توقيف عبدالله زواري من جديد: معاناة لا نهاية لها

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حرية وإنصاف : الحصار أولاً وأخيراً

حــرية و إنـصاف:إضراب الناشطة الحقوقية زينب الشبلي عن الطعام

السيدة زينب الشبلي:بــــــــــلاغ

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :من اجل رفع الحصار عن منظمة حرية وإنصاف

زياد الهاني:تقريرالكنفدرالية النقابية الدولية حول الاستهداف الحكومي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:المعهد العالي بمجاز الباب يفرض على الطالبات إلتزاما بنزع الحجاب

رضا كارم:موعد 5 اكتوبر : موعد مع المحبة ورفض الظلم

 رويترز:منظمة حقوقية بتونس تطالب بمحاسبة معذبي منتظر الزيدي

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ :نشرة الكترونيّة

 « مواطنون »:قفصة :مواطنو لالة يطلقون صيحة فزع من أجل إنقاذ الواحة القديمة

« مواطنون »:مطالبنا الاجتماعية بين التجاهل و الاستهزاء

 « الشرق الأوسط »:حضور محتشم للنساء في القوائم الانتخابية لأحزاب المعارضة.. و7 فقط ترأسنها  « الصباح » :الربط الكهربائي بين تونس وايطاليا:  16 شركة دولية على الخط

صحيفة « مواطنون »:صور من الحياة

مذكرة موجهة من الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا إلى الأمم المتحدة

« العرب »:سوريا وتركيا تلغيان التأشيرات.. وتؤسسان مجلس تعاون استراتيجي

 « مواطنون »:في ديمقراطية الانتخابات

د. محمد عمارة: محمد عبده لم يقل إن حجاب المرأة مجرد « عادة » نتجت عن الاختلاط بأمم أخرى

« العرب »:أزمة الجامعات العربية: استقلالية الجامعة والوهم العربي (1 من 2)

بوابة « إسلاميون »:الإخوان السوريون .. حصاد الرحيل واستحقاقات العودة !

 علاء الأسواني:سياسة الكيل بمكيالين.. الإسلام في الميزان الغربي

آي بي إس:الانتحار، ثالث أسباب موت الشبان ومتوسطي العمر

الجزيرة.نت :أوروبا والإسلام.. تاريخ من سوء التفاهم

الجزيرة.نت:الخوف من البرابرة


 

 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009      https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         

 


بيان بمناسبة إطلاق سراح الدكتور أحمد العش

 


تتقدم منظمة صوت حر ببالغ التهنئة للدكتور أحمد العش وعائلته ولمحبيه ولكل من ناصروه وساندوه في محنته بمناسبة الإفراج عنه وبهذه المناسبة تعبر منظمة صوت حر عن بالغ ارتياحها لإطلاق سراح الدكتور أحمد العش العائد إلى وطنه بعد أكثر من عشرين سنة من المنفى كما ترجو المنظمة أن يكون هذا الإفراج نقطة البداية لتعاط ايجابي للسلطات التونسية مع هذا الملف المؤلم الذي يطال المئات من الكفاءات التونسية في مختلف المجالات و الممنوعين من العودة إلى بلدهم وأهاليهم منذ أكثر من عشريتين، الشيء الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام الجميع لعودة كريمة وآمنة. كما تدعو إلى أن يتم الإفراج عن الدكتور الصادق شورو وعن سجناء الحوض المنجمي وعن ضحايا ما يسمى بقانون الإرهاب. منظمة صوت حر باريس، في 16 سبتمبر 2009

بيان صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود تونس، 17 سبتمبر 2009 توقيف عبدالله زواري من جديد: معاناة لا نهاية لها


في 16 أيلول/سبتمبر، وبعد دقائق من إطلاق سراحه، أعلن عبدالله زواري لمراسلون بلا حدود: « لم تكف عناصر من قوى الأمن، خلال توقيفي الذي دام ساعات عدة، عن قول شتائم مهينة بحق القانونيين والمنظمات الداعمة لقضيتي، مثل « هيومن رايتس ووتش » و »مراسلون بلا حدود ». وحاول هؤلاء الرجال إجباري على توقيع تعهد بالتوقف عن الكتابة كصحفي ومناضل. إلا أنني رفضت الامتثال إلى أوامرهم، وأكدت لهم أنني لن أوقع ورقة مماثلة إلا في حال أجبرت على ذلك بالقانون. فما كان منهم إلا أن هددوني وعائلتي ما لم أتوقف عن تصوير رجال الشرطة الذين عاودوا مراقبة منزلي. وقد حاولوا لساعات عدة أن يحصلوا مني على معلومات شخصية وكلمة المرور الخاصة ببريدي الإلكتروني. » وفي هذا الإطار، نددت مراسلون بلا حدود بما حصل:  » لقد كنا محقين في إبداء الحذر من بعض الإعلانات الصادرة عن السلطات القضائية، والوضع الضاغط الذي يعيشه الصحافي والمناضل عبدالله زواري يؤكد خشيتنا. ففي 2 آب/أغسطس 2009، أنهت هذه السلطات سبع سنوات من الإقامة الجبرية كانت قد فرضتها على زواري و18 سنة من ملاحقة القضاء والشرطة له (يرجى قراءة البيان المعنون « هل هذه نهاية المعاناة؟ »). إلا أن الوقائع تظهر أن الصحافي لا يزال خاضعاً لإقامة جبرية حتى ولو كانت مقنعة ». فقد خطفت عناصر من الشرطة في لباس مدني عبدالله زواري بالقوة، ثم اقتادته إلى إدارة أمن جرجيس حيث أوقفته لأكثر من ثماني ساعات، لتعود وتطلق سراحه مساء الخامس عشر من أيلول/سبتمبر. كما أن ثلاث سيارات تابعة للشرطة متوقفة دوماً أمام منزله. وأضاف زواري: « أرى في هذه الممارسات وسائل ضغط جديدة لمنعي عن الكتابة، إلا أنني لا أنوي التخلي عن هذا الحق في التعبير ». وفي 11 أيلول/سبتمبر، عاودت سيارات الشرطة تمركزها أمام منزل زواري من دون أن يتم توجيه أي إنذار أو مذكرة إلى الصحافي. وتجددت كذلك معاناة الاستدعاءات. وها هي الشرطة تراقب من جديد تحركات زواري ليل نهار، وتستمر في منع أقربائه عن زيارته وتواصل ممارسة الضغوط على حياته الخاصة. يرجى قراءة الرسالة التي كتبها عبدالله زواري في 12 أيلول/سبتمبر حول عودة عناصر الشرطة، تحت عنوان « هذا ما يجري في جرجيس! » الرابط:http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31560


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 17 سبتمبر 2009

حرية وإنصاف : الحصار أولاً وأخيراً


تعرض محل إقامة الناشطة الحقوقية و العضوة بمنظمة حرية وإنصاف السيدة زينب الشبلي (أم خالد) بمدينة منزل بورقيبة إلى حصار مكثف من قبل أعوان أمن بسيارات مدنية يومي الإربعاء والخميس 16 و17 سبتمبر 2009 ، وقد تعمّد أعوان الأمن رشق نوافذ منزلها بالحجارة خلال الليل ، في محاولة لإرهابها ، ولم يتفرق أعوان الأمن السياسي بسياراتهم إلا حين بلغهم أن نشطاء حقوق الإنسان من مدينة بنزرت في طريقهم إليها، وقد أمكن للنشطاء طرد عَونَيْ الأمن الذيْن اُستُبقيا لمراقبة المنزل عن بعد، وتأتي هذه الأعمال الأمنية في سياق الحصار المضروب منذ الأربعاء 16 سبتمبر 2009، حول مقرات سكنى وعمل أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف ومقرها الإجتماعي بنهج مختار عطية – تونس ، وقد كان مثل هذا الحصار تكرر في مناسبات سابقة بصورة متقطعة منذ أول صائفة 2009. وإذ تسجل الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تضامنها مع منظمة حرية وإنصاف ونشطائها فإنها تلاحظ أن الحصار المضروب على أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف يأتي بقصد الحؤول دون ممارسة نشاطهم الحقوقي وعقد جلستها العامة، كما تؤكد أن الاستمرار في هرسلة أعضائها الفاعلين والتضيق عليها لتعطيل أشغالها إنما يأتي في إطار نهج التصفية لمكوّنات المجتمع المدني التي اختارته السلطات العليا لأجل إعطاب أجهزة مناعة المجتمع المدني التونسي و وإضعاف القدرة على صمود مكوناته في مواجهة الحالة الأمنية التي باتت السمة الحاكمة لحياة التونسيين و الناظمة لسلوكهم، وهي تذكّر أن ما جرى ويجري مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وفروعها منذ سبتمبر 2005 ومنعها من عقد مؤتمرها وما يجري مع المجلس الوطني للحريات وإذاعة كلمة في جانفي 2009 ومنع إنعقاد مؤتمر الإتحاد العام لطلبة تونس في أفريل 2009 ، ومحاصرة محل إنعقاد الجلسة العامة لمنظمة العفو الدولية –فرع تونس في جويلية 2009، والإعتداء على قيادة الديمقراطي التقدمي في جويلية 2009 من قبل الميليشيات بسيدي بوزيد  والسطو على الشرعية والمقرللنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين خلال شهري أوت وسبتمبر2009 ….إنما يؤكد الرغبة من جهة السلطات العليا في الإستمرار على صمّ الآذان عن مطلب الحريات التي تتمسك برفعه مكونات المجتمع المدني التونسي مجتمعة، عن الجمعية الهيئة المديرة


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 رمضان 1430 الموافق ل 17 سبتمبر 2009

إضراب الناشطة الحقوقية زينب الشبلي عن الطعام


دخلت السيدة زينب الشبلي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف ووالدة سجين الرأي خالد العرفاوي في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الأربعاء 16 سبتمبر 2009 احتجاجا على الاضطهاد الذي تتعرض له من قبل أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بمدينة منزل بورقيبة. فبالإضافة للحصار المضروب على منزلها مثل بقية أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة، عمد هؤلاء  »الأعوان » نذكر من بينهم المدعو  »عارف » إلى رشق منزلها ليلا بالحجارة وطرق بابها بالقوة في ساعة متأخرة، وتحريض أحد المنحرفين على محاولة خلع باب منزلها الخارجي (Fer forgé) على مرأى ومسمع منهم علما بأنه لم يكن يوجد بالبيت حينها إلا السيدة زينب الشبلي، كما عمدوا أيضا إلى الاتصال بها عبر الهاتف وطلبوا منها الخروج من المنزل لتسليمها رسالة من ابنها السجين. وعند احتجاجها على هذا الإزعاج  »الأمني » أجابوها بأنهم يطبقون  »التعليمات »، أي أنه باسم التعليمات تنتهك حرمة منزل ناشطة حقوقية على يد أعوان يفترض أنهم حماة  »الأمن » في دولة تكرم  »المرأة »، في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي من المفروض أن تكون حرة ونزيهة. وحرية وإنصاف: 1)    تدين بشدة الاضطهاد الذي يمارسه أعوان البوليس السياسي بمدينة منزل بورقيبة ضد الناشطة الحقوقية السيدة زينب الشبلي وتدعو إلى وضع حد لهذه المهزلة ورفع الحصار الجائر المضروب على أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة. 2)تدعو السلطة إلى مراجعة سياستها المتبعة في التضييق على الناشطين الحقوقيين واحترام عهودها والتزاماتها الدولية الخاصة بحمايتهم. 3)تطالب بفتح تحقيق حول هذه الاعتداءات وتقديم المعتدين إلى القضاء. 4)تدعو الجمعيات والمنظمات الحقوقية في الداخل والخارج لمناصرة المنظمة فيما تتعرض له من حصار ومنع لنشاطاتها واعتداء على أعضائها.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

بــــــــــلاغ

إني الممضية أسفله الناشطة الحقوقية زينب الشبلي والدة سجين الرأي خالد العرفاوي أعلم الرأي العام في الداخل والخارج عن دخولي في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة برفع الحصار الجائر الذي يتعرض له منزلي الكائن بمدينة منزل بورقيبة منذ ثلاثة أيام، وتنديدا واحتجاجا على الاعتداءات المتكررة التي أتعرض لها شخصيا مثل رشق منزلي بالحجارة من قبل أعوان البوليس السياسي وطرق بابي في ساعة متأخرة من الليل وتحريض منحرف على محاولة خلع باب منزلي الخارجي.
السيدة زينب الشبلي ناشطة حقوقية

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني:marced.nakabi@gmail.com

من اجل رفع الحصار عن منظمة حرية وإنصاف


يتابع المرصد التونسي بانشغال بالغ حملة المحاصرة الأمنية التي تتعرض لها منظمة حرية وإنصاف الحقوقية  مقرا وأعضاء  وذلك منذ يوم أمس 16 /09 / 2009 . إن المرصد يأسف على وقوع هذا الحصار الأمني ضد أعضاء منظمة حقوقية سلمية هدفها الارتقاء بوضع حقوق الإنسان في تونس ويأمل أن يرفع هذا الحصار فورا حتى يتمكن أعضاء هذه المنظمة من أداء مهامهم الحقوقية بكل حرية ودون أية عراقيل كما يأمل المرصد أن يتحرك كل  المدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني التونسي لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة الممكنة إلى منظمة حرية وإنصاف لتجاوز  وضعية الحصار . المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لكل النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العنوان الالكتروني التالي : http://marced.maktoobblog.com                                عن المرصد المنسق  محمد العيادي


تقريرالكنفدرالية النقابية الدولية حول الاستهداف الحكومي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين


تعرضت الكنفدرالية النقابية الدولية (السيزل سابقا) في تقرير لها صدر مؤخرا للاستهداف الحكومي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومساعي الانقلاب على قيادتها الشرعية المنتخبة ديمقراطيا. وفي تقرير بعنوان الشرق الأوسط : الحكومات تشدد القمع في وقت تضرب فيه الأزمة الاقتصادية رأسا مواطن الشغل والمداخيل، أوردت الكنفدرالية بخصوص الوضع في تونس ما يلي: « دعمت السلطات التونسية عقد مؤتمر استثنائي يوم 15 أوت لصحفيين مقريبين من الحكومة، سعوا للإطاحة بقيادة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين المنتخبة في جانفي 2008. وأطلقت الحكومة حملتها لزعزعة استقرار النقابة كرد فعل على تقرير للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين انتقد نقص حرية الصحافة في البلاد ». للاطلاع على النص الكامل للتقرير باللغة الفرنسية، الرجاء الضغط على الرابط التالي http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=7016678033552660939 (المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 17 سبتمبر 2009)

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في 17.09.2009

المعهد العالي بمجاز الباب يفرض على الطالبات إلتزاما بنزع الحجاب


بعد رسالة الطالبة بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب ، بشأن تعرض الطالبات المحجبات بالمدرسة المذكورة إلى مضايقات في التسجيل ودخول الجامعة لمزاولة دراستهن ، والمنشورة في بيان اللجنة المؤرخ في 10 سبتمبر 2009، حصلت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس على نص الإلتزام التى تفرض إدارة المدرسة العليا على الطلبة التوقيع عليه ، مرفوقا بالنظام الداخلي الذي يستند إليه الإلتزام . وقد ورد في أحد بنود النظام الداخلي ما نصه : » تحجير اللباس الطائفي والإلتزام بالحضور إلى المؤسسة الجامعية بلباس محترم ومظهر لائق (ذقن محلوق ورأس مكشوف وهندام محترم) » ، وهو ما يكشف طبيعة الحرب المحمومة التى يتعرض لها الحجاب والمحجبات في تونس على يد السلطة الرسمية والتى سخرت كل مؤسسات الدولة وإداراتها لمحاربة الحجاب وغيره من مظاهر التدين ، كما ينص الشرط بأن تكون الطالبة مكشوفة الرأس وللشاب أن يكون حليق اللحية . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تؤكد مجددا أن ما يحدث للمحجبات في البلاد منذ عقود لا يعدو أن يكون سوى حرب حقيقية تستخدم فيها السلطة كل أشكال القمع والإرعاب من خلال أجهزة الدولة ومؤسساتها العمومية . تطالب السلطات الرسمية بوقف كل أشكال التمييز بحق المواطنات التونسيات المحجبات ، وإلغاء كل المناشير والقوانين التى تنتقص من حق المحجبات في إرتداء الحجاب أثناء الدراسة والعمل وفي الأماكن العامة . تطالب كل أحرار في كل مكان ، وكل الهيئات والمنظمات والشخصيات الحقوقية بعدم الصمت تجاه محنة المرأة التونسية المحجبة وإبداء مواقف تنسجم مع ما يدعون إليه من حريات وحقوق إنسان ، وتطالب علماء الأمة ودعاتها إلى الوقوف بحزم أمام الإنتهاكات التى ترتكب بحق المرأة التونسية المحجبة وتهيب بهم أن ينصروها في محنتها ، ولا تعفى أحدا من مسؤوليته مهما كان موقعه . تجدون أدناه نص الإلتزام وكذلك نص النظام الداخلي المذكورين : مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي *** المدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب إلتـــــــــــــــــــــزام إننى الممضي أسفله الطالب (ة) الإسم …………اللقب:…………… المرسّم(ة) بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب والمقيم(ة) بالغرفة رقم ……..بمبيت المدرسة . إطلعت على القانون الداخلي للمبيت وألتزم بإحترام ما جاء فيه إحتراما كليا . الإمضاء معرّف به لدى السلط ————- الجمهورية التونسية وزارة التعليم العالي النظــــــــام الداخـــــــــلي عملا بالقانون عدد 70 لسنة 1989 المؤرخ في 28 جويلية 1989 والمتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي ، وبجميع النصوص التى نقحته وخاصة القانون عدد 67 لسنة 2000 المؤرخ في 17 جويلية 2009 . وبالأمر عدد 516 لسنة 1973 المؤرخ في 30 أكتوبر 1973 والمتعلق بتنظيم الحياة الجامعية ، وبجميع النصوص التى نقحته وخاصة الأمر عدد 2013 لسنة 2002 المؤرخ في في 4 سبتمبر 2002 . وبالأمر عدد 1939 لسنة 1989 المؤرخ في 14 ديسمبر 1989 والمتعلق بتنظيم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ، وبجميع النصوص التى نقحته أو تممته وخاصة الأمر عدد23 لسنة 2002 المؤرخ في 8 جانفي 2002 . وتوضيحا لما تعلّق من أحكام هذه النصوص بخصوص سلوك لطلبة داخل المؤسسات الجامعية فإنه يتعيّن تطبيق ما يلي : – الإلتزام بسلوك يقوم على الإحترام بين الطلبة مع تجنب كل تصرّف من شأنه أن يدفع بهم إلى الخصام أو العنف أو الفوضى . – تحجير كل ما من شأنه أن يُحدث ضررا بمكاسب المؤسسة المنقولة وغير المنقولة . – تحجير الكتابة على جدران مباني المؤسسة وتعليق المنشورات في الأماكن غير المعدّة لذلك . – الإلتزام بإحترام المسؤولين بالمؤسسة وكل العاملين بها من أساتذة وإداريين وعملة ، وتجنب كل سلوك من شأنه أن يمسّ بحرمة المؤسسة أو يخّل بالنظام أو بسير الدروس بها . – تحجير اللباس الطائفي والإلتزام بالحضور إلى المؤسسة الجامعية بلباس محترم ومظهر لائق (ذقن محلوق ورأس مكشوف وهندام محترم) . كــل مخالفة لهذه الإلتزامات يترتب عنه سحب لتسجيل الطالب من المؤسسة بعد سماعه ، كما يترتب عنها ، عند الإقتضاء ، تتبعات قضائية . ويحجّر على الطالب القيام بأي ثلب أو شتم أشخاص أو هيئات داخل مؤسسته الأصلية أو أي مؤسسة جامعية أخرى ، وتتولّى المؤسسة إلى حين البت في قضيته من قبل القضاء . وتعلم سلطة الإشراف فورا بقرار التتبع القضائي وتعليق التسجيل . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr

موعد 5 اكتوبر : موعد مع المحبة ورفض الظلم

 


تقرر رسميا اضراب بيوم كامل ،و حدد تاريخه في الخامس من أكتوبر القادم.الاضراب جاء احتجاجا على مواصلة اعتقال سجناء الحوض المنجمي،و اصرار السلطة على موقفها المخالف لواقع التاريخ و حقيقة الأحداث التي دارت في زمن التظاهرات الشعبية بالحوض المنجمي، و  » البيروقراطية النقابية » على موقف المتفرج اللامبالي بآلام النقابيين المقموعين في السجون و المسجونين في الوطن.(و قد أكدت مصادر نقابية مسؤولة أن المكتب التنفيذي يعتبر قضية الحوض المنجمي غير ذات بال و هي ليست موجودة في مضامين تحركاته)… و عليه ،فان موعد 5 أكتوبر صار ضروريا للرد بقوة في اتجاهين ظاهرين:السلطة التي لا تتفاعل ايجابيا مع الجوع بل تسجن مطالبا بالعمل،و المكتب التنفيذي للاتحاد الذي يتصدى عمليا لكل شكل احتجاجي يتضامن مع أهلنا في الحوض المنجمي. فضلا عن ذلك ،تستطيع القوة العمالية في التعليم الاساسي أ، تثبت للرأي العام الوطني أنها على قدر من الوعي و المسؤولية ،و أنها ترفع صوت احتجاجها سوطا بوجه الظلم و القهر و القمع و الاستبداد،و تطالب جهاز السلطة بالتواؤم مع » خطابه الانساني المعلن و المنفتح على أبناء تونس كلها » .ان موعدنا في الخامس من أكتوبر هو موعد تاريخي مع خروج مطالبنا من المهنية الضيقة و القاتلة الى حيز الوجود السياسي و المادي العام.نحن أبناء الشعب المقهور في الحوض المنجمي و المعتقل في ضمائر لا تتحرك لكف الظلم ،نطالب باطلاق سراح المساجين الذين رافقوا أهلهم في الرديف و المتلوي و أم العرائس للمطالبة بالحق في الحياة:المبدأ الأول في حقوق الانسان. الى كل المعلمين :تاريخ 5 أكتوبر 2009 يجب أن يزين تاريخ كل فرد فينا بعناصر التضامن مع أهلنا و اخوتنا في الحوض المنجمي،و اضرابنا خطوة أولى في مسيرة استرداد حقوقنا ،كل حقوقنا ما كان مهنيا تقنيا و ما كان وجوديا ضروريا كملف الحريات رضا كارم معلم – نقابي – قلعة سنان

منظمة حقوقية بتونس تطالب بمحاسبة معذبي منتظر الزيدي


تونس (رويترز) – طالبت منظمة تونسية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان يوم الخميس بمحاسبة المتورطين فيما وصفته بتعذيب الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بحذائه. وأفرج يوم الثلاثاء الماضي عن الزيدي الذي اتهم الحراس العراقيين الذين أمسكوا به بتعذيبه وصعقه بالكهرباء. وحكم على الزيدي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الاعتداء على رئيس دولة زائر ولكن الحكم خفف لاحقا الى سنة واحدة. وقالت المنظمة التونسية لمساندة المساجين السياسيين انها « مرتاحة لانتهاء معاناة الزيدي » لكنها طالبت بفتح تحقيق لمحاسبة معذبيه. ودعت في بيان « كل المنظمات المستقلة بتوحيد جهودها حتى تتم محاسبة من تورطوا في تعذيبه وانتهاك حقوقه المكفولة بالمواثيق الدولية. » وقالت « تعرض الزيدي لابشع انواع التعذيب في الوقت الذي كان فيه رئيس حكومة المنطقة الخضراء يصرح بأنه لم ينم الا بعد أن اطمأن عليه مشابها لتغني الحكومات العربية بحقوق الانسان.. في الوقت الذي تتفنن الاجهزة في التنكيل بالمعارضين وتسليط ابشع أنواع التعذيب عليهم. » وشاهد الملايين في جميع انحاء العالم لقطات تلفزيونية او لقطات بثت على الانترنت للزيدي وهو يرشق بوش بحذائيه ويقول له « يا كلب ». وصاح في بوش قائلا « هذه قبلة الوداع من العراقيين يا كلب… هذه من اليتامى والارامل والذين قتلوا في العراق. » (المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 17 سبتمبر 2009)

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 114 – 17 سبتمبر 2009


يتولّى السيّد أحمد إبراهيم تقديم ترشحه رسميا لدى المجلس الدستوري إلى الانتخابات الرئاسية وذلك يوم الخميس 17 سبتمبر 2009 على الساعة الثانية عشر  بمقرّ المجلس الكائن بضاحية باردو. فرنسا، احتفال « لومانيتيه »: شارك الرفيقان محمد جمور وخالد الفالح عضوا الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بباريس في احتفال « لومانيتيه » نهاية الاسبوع الماضي. كما حضرا الندوة التي عقدتها حركة التجديد (فرع فرنسا) والتي ترأسها الاستاذ أحمد ابراهيم مرشح المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم للانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى، التقى الرفيقان بعدد من المناضلين التونسيين المقيمين بفرنسا وعقدوا اجتماعات مع قيادات مجموعة من الاحزاب نذكر من بينها الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والاشتراكية والنهج الديمقراطي (المغرب) والحزب الشيوعي اللبناني وحزب العمل البلجيكي وحزب العمل السويسري… وعبّر الرفيقان عن تضامن حزب العمل مع تلك الاحزاب الصديقة وخاصة مع النهج الديمقراطي الذي يواجه حملة عنيفة نتيجة مواقفه الشجاعة بخصوص علاقة المغرب مع حلف الناتو والتطبيع مع الكيان الصهيوني ودفاعه المتواصل على حقوق جماهير المغرب. تونس، صفاقس: بمناسبة تدشين مقرّ حركة التجديد بالجهة، عقد اجتماع يوم الثلاثاء 15 سبتمبر شارك فيه عدد كبير من المناضلين، كما حضره الاستاذ احمد ابراهيم مرشح المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم للانتخابات الرئاسية والرفيق محمد الكيلاني المسؤول الأول في الحزب الاشتراكي اليساري والرفيق عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. تونس، بن عروس: لم تجب السلطات الجهوية على مطلب كان قد قدّم لها بغرض استعمال فضاء دار الثقافة بالجهة لعقد اجتماع للمبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم كان مبرمجا ليوم 16 سبتمبر. حزب العمل يحتجّ بشدّة ضدّ هذا الرفض ويطالب باحترام حق المبادرة الوطنية في استعمال الفضاءات العمومية. تونس،اضراب: قررت النقابة الأساسية لأعوان ديوان السياحة بعد اجتماع طارئ الدخول في إضراب عن العمل يوم 30 سبتمبر 2009 وذلك ان لم تستجب الإدارة لمطالب الأعوان التي نذكر منها خاصة إضافة يوم السبت كيوم راحة أسبوعية وحماية الحق النقابي والحرية النقابية. تونس، قرض جديد: قالت مصادر رسمية في تونس يوم الثلاثاء 15 سبتمبر ان فرنسا أقرضت تونس 40 مليون يورو لدعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة. ويمول هذا الخط التمويلي مشتريات المؤسسات التونسية من خدمات ومعدات ومواد أولية من فرنسا. كما يمنح لها الفرصة لتمويل مشترياتها بنسبة 25 بالمئة من السوق التونسية. وتصل الفترة القصوى لسداد خط التمويل الفرنسي الجديد الى عشر سنوات. عن رويترز تونس، نفط: وقعت السلطات التونسية يوم الجمعة على اتفاقية منحت بموجبها ترخيصا للتنقيب عن النفط للشركة الكندية « ديالاكس تونس »، وذلك في إطار عقد شراكة في الإنتاج مع الشركة التونسية للأنشطة النفطية. ويحمل هذا الترخيص الجديد إسم « بوحجلة « ، وهو يجيز مسح 416 كيلومترا مربعا من ولاية القيروان ، باستثمارات بقيمة 5.2 مليون دينار(حوالي 4 ملايين دولار). ويتضمن برنامج المرحلة الأولى من هذا الترخيص الذي يمتد على 3 سنوات القيام بعمليات مسح زلزالي وحفر بئر إستكشافية. ويعتبر هذا الترخيص الثاني من نوعه الذي تمنحه السلطات التونسية لشركة أجنبية ناشطة في مجال التنقيب عن النفط ، وذلك في غضون 3 أشهر. عن تونس24 الكيان الصهيوني، اختفاء نتنياهو: تردد في وسائل الإعلام الروسية أن الدافع لزيارة نتنياهو السرية إلى روسيا هو ما يشاع عن تزويد إيران بأسلحةٍ روسية. وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أن الزيارة مرتبطة بقضية اختطاف السفينة « أركتيك سي »، التي أشيع أنها كانت تنقل منظوماتٍ للدفاع الجوي من طراز « إس- 300 » إلى إيران. في القابل يرى رئيس معهد الشرق الأوسط الروسي يفغيني ساتانوفسكي أن الحديث عن زيارةٍ قام بها نتنياهو إلى موسكو قد يكون من باب التضليل الإعلامي. ويعتقد الخبير الروسي أن الهدف هو التغطية على زيارةٍ قام بها نتنياهو إلى مصر، وذلك لبحث الهجوم الصهيوني المحتمل على إيران لمنعها من صنع قنبلةٍ نووية. من موقع روسيا اليوم 14 سبتمبر. الكيان الصهيوني، بوتين: يبدو وحسب ما ذكرت صحيفة « معاريف » الصهيونية أن رئيس الحكومة الروسي فلاديمير بوتين قد رفض دعوة الرئيس االصهيوني شمعون بيريز لحضور المؤتمر الرئاسي الذي ينعقد يوم عشرين أكتوبر القادم. رفض بوتين جاء بالرغم من أن بيريز قد عرض عليه أن يكون أرفع شخصية سياسية في المؤتمر. الولايات المتحدة، كوبا: مددت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات التجارية المفروضة على كوبا لعام آخر. وأصدر البيت الأبيض بيانا رسميا قال فيه إن أوباما قرر أن من مصلحة الولايات المتحدة استمرار العمل بقانون يفرض عقوبات تجارية على كوبا. الجزيرة تعاني من الحصار منذ أكثر من 50 عاما بالرغم من تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة ضدّ الحظر في كل سنة. انتحار، منظمة الصحة العالمية: قدرت منظمة الصحة العالمية أن نحو مليون شخصا ينتحرون سنويا في العالم، ما يمثل عاشر أسباب الموت عامة وثالثها بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 عاما. كما قدرت أن محاولات الإنتحار تفوق هذا الرقم بما قد يبلغ عشرين ضعفا. وأفادت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي لمنع لإنتحار أن معدلات الإنتحار في العالم قد إزدادت بنسبة 65 في المائة في آخر 45 عاما. وذكرت أن ظاهرة الإنتحار متفشية بين كافة الثقاقات علي إختلاف أنواعها. وأشارت الي ان عدد الرجال المنتحرين يتجاوز النساء بفارق شاسع، وإن كانت محاولات الإنتحار أكثر إنتشارا بين النساء. من آي بي إس

قفصة :مواطنو لالة يطلقون صيحة فزع من أجل إنقاذ الواحة القديمة


تحقيق الهادي الرداوي عرفت منطقة لالة من معتمديه القصر بولاية قفصة على مر التاريخ بواحتها الغناء وبمياهها العذبة التي كانت سببا رئيسيا في شهرة هذه المنطقة على غرار عين السلطان. وكانت هذه المنطقة تستقبل العديد من الباحثين عن لقمة العيش من جميع أنحاء الولاية والمناطق المجاورة، والى وقت قريب كانت واحة لالة أو ما يعرف لدى العامة ب »الجر » تحقق نسبة كبيرة من احتياجات الولاية من زيت الزيتون و الخضر والغلال إضافة الى ما تنتجه من الأعلاف (الفصة…). كان هذا في وقت كان الواد المالح هو المزود الرئيسي بكميات المياه لري الغابة والذي تطور مع دخول المشروع السقوي طور الإنتاج وهو مشروع بتمويل ألماني حيث تم مد عديد القنوات وإنشاء عديد الساكورات وهي  التي تعرف ب « الفانة »وبتدفق حوالي 30لترا في الثانية وبثمن 3500مي الساعة بدخل جملي لفائدة الجمعية المائية بالمكان يقارب 560دينار في 20ساعة دون الحديث عن المداخل المتأتية من استغلال واد المالح وثمن استغلال الساعة الواحة للري 2000مي. وهذه هي المداخل قبل طرح المصاريف طبعا. وهذه الأرقام تعطينا انطباعا أوليا بأن الجمعية المائية المشرفة على توزيع المياه بالواحة تتمتع بمداخيل هامة تجعلها من انجح الجمعيات المماثلة. هل حققت الجمعية الأهداف التي من اجلها تم إحداثها ؟ هل الجمعية مسئولة عن الخدمات المتردية المقدمة لفلاحي المنطقة؟ هل من حلول آنية ومستقبلية للخروج من الوضع الراهن ؟ »مواطنون »زارت الواحة القديمة بلالة والتقت بعض الفلاحين في التحقيق التالي.   واحة لالة ممتدة الأطراف، تعدّ عشرات  الآلاف من شجر الزيتون وأشجار الغلال المثمرة،وفي جولتنا التي امتدت قرابة اليوم في صحبة العديد من فلاحي المنطقة  اطلعنا عن كثب على مشاغلهم وصراعهم المرير من أجل ريّ الغابة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أشجار الزيتون ،نقول هذا دون مبالغة فجولة ميدانية في أنحاء الواحة تعطي للزائر هذا الانطباع ،والمشاهدة خير دليل على ذلك فحبات الزيتون تساقطت بكميات مهولة مما يعني أن الصابة التي كان مقدرا لها ان تكون قياسية هذه السنة ذهبت أدراج الرياح نظرا للنقص الفادح في كميات المياه المقدمة للفلاحين ،وفي هذا الصدد أمدنا  أحد الفلاحين بوصل مسلم من طرف الجمعية المائية بلالة بتاريخ 23 جوان الماضي ولم يتمكن من التمتع بحصته من المياه وتم التعويض له الى شهر جويلية، والى يوم الناس هذا ما زال ينتظر أن يتمتع بحصته التي دفع ثمنها على حساب لقمة عيش عائلته اليومية هذا المواطن ليس الوحيد لكنه عينة من عديد العينات المماثلة ،و من المبكيات المضحكات  التجاء البعض إلى حيلة توفر له كمية هامة من المياه لإنقاذ غابته، و ذلك بتحويل مجرى قنوات التطهير المحاذية للغابة بعد أن ملّ الانتظار حتى يتمتع بحصته من المياه إلى هنا يمكن التأكيد على أن الجمعية لم تحقق الأهداف التي من أجلها تم إحداثها ويبقى السؤال هل الجمعية مسئولة على هذه الوضعية؟ المتابع لنشأة المشروع الري والآليات المتبعة لتواصل استمراره بمردودية عالية  يقف على حقيقة أن هذا المشروع تجاوز عمره الافتراضي وانتهت بذلك صلوحية المعدات المستغلة في ذلك خاصة وأن الصيانة أصبحت مفقودة كليا مما ولد عجزا ماليا للجمعية من جراء ارتفاع كلفة فاتورة الكهرباء مع تقلص كميات المياه (في بداية المشروع كانت في حدود 450 لترا في الثانية واليوم باتت في حدود 250لتر)،هذه المعطيات انجرّ عنها الفساد الإداري في الجمعية بتمكين البعض من المقربين وأصحاب النفوذ من الكميات الكافية من المياه على حساب ضعاف الحال حيث تجد البعض ينتج الخضر والغلال والمواد العلفية (من المقربين، والصور موجودة لدينا)والبعض الآخر ينتظر قطرة ماء لإنقاذ شجرة الزيتون بعد أن فسدت الصابة من جراء هذه المحاباة .  ونحن إذ نكتفي بهذه المعطيات فإننا نؤكد على أن « العناية الموصولة بالفلاحين »بمنطقة لالة كانت نتائجها وخيمة عليهم وعلى محصول هذه السنة من زيت الزيتون ،والثابت أيضا أن المسؤولين المحليين من عمد ومعتمد ووالي لم يلتفتوا إلى هؤلاء الفلاحين خاصة وإن العديد منهم أكدوا لنا أنهم اتصلوا مباشرة بهؤلاء لكن لم يتكرم أي منهم بزيارة ميدانية للواحة القديمة ليقف على ما بات يكابده صغار الفلاحين ولا يبقى إلا صدى الكلمات التي يتشدق بها أولو الأمر منا تتردد على أطراف الواحة ،وإذ تبدو الصورة قاتمة فان الحلول سهلة لو وعى جيدا المسؤولون أصل المشكلة وقبل ذلك اعترفوا بوجود المشكلة أصلا ،ففي فترة أولى يجب معاينة الواحة القديمة والاطلاع على من له الأولوية المطلقة في التمتع بكميات الماء الكافية، وفي مرحلة لاحقة إعادة صيانة كاملة ودراسة جديدة لمردودية المشروع حتى تعود الحياة مجددا للواحة القديمة بمنطقة لالة من معتمدية القصر بولاية قفصة ،ونختم بتوجيه تحية خاصة إلى بعض أشباه المسؤولين ونقول لهم ليس بتهديدنا سنغض الطرف عمّا يعانيه فلاحو المنطقة وليس بتوجيه التهم لهم جزافا بكونهم معارضين نحل المشكل . 
   المروج 2: حي تغمره الفضلات المنزلية   
لاحظ سكان حي المروج الثاني منذ مدّة ليست بالقصيرة حصول فوضى كبيرة في عملية رفع الفضلات المنزلية دون أن توضّح لهم بلدية المكان أسباب ذلك. إذ تبقى أكياس الفضلات المنزلية  البلاستيكية ملقاة أمام المنازل لمدة تتراوح بين اليومين والثلاثة أيام مع ما يرافق ذلك من عبث القطط السائبة بتلك الأكياس، مما يؤدي إلى بعثرة محتوياتها وتناثرها في الشوارع  حيث تختلط فضلات الأسماك بعلب الياغورت الفارغة وقشور الدلاع وحفّاظات الأطفال وقوارير المياه المعدنية ،الشيء الذي يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة وتلويث البيئة ويسيء إلى منظر الحي الجميل  .ويتساءل المواطنون : لماذا لا تمدّهم البلدية بأوقات مرور أعوان النظافة حتى يحافظوا على الفضلات في حاوياتها المنزلية ولا يخرجوها إلا في الوقت المناسب؟ ويقولون ماذا سيكلّف البلدية لو أمدّت المنازل الموجودة في الحي بإعلام حول هذا الموضوع؟ مع العلم أنه هناك تجمعا لحاويات حديدية للفضلات تابعة للبلدية في ما يشبه حديقة تتناثر حولها عديد الأكياس التي لا طاقة لتكل الحاويات باستيعابها مما جعل البعض يقوم بحرقها (انظر الصورة المصاحبة للمقال ) مع ما يمثله ذلك من مخاطر التلوث الهوائي المضر بصحة المتساكنين . إن الغرض من لفت الانتباه هذا هو المحافظة على جمالية حي يوجد فيه منتزه جميل ومحطة نظيفة للمترو يمثل هذا الإهمال في تنظيم أوقات رفع الفضلات المنزلية تشويها له وتهديدا لصحة متساكنيه. مواطن   مكثر  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 117 بتاريخ  09 سبتمبر 2009 )

مطالبنا الاجتماعية بين التجاهل و الاستهزاء


نحن مجموعة من شباب معتمدية مكثر لازلنا ننتظر تحقيق مطالبنا الاجتماعية في الشغل و الحياة الكريمة و كنا في مطالبنا مقتنعين بضرورة التوجه رأسا إلى مؤسسات الدولة و السلطات محليا و جهويا و وطنيا ملتزمين بمبدإ المواطنة و روح المسؤولية قناعتنا في ذلك التفاعل الإيجابي مع كل مقترحات المسؤولين التي تمكننا من الحياة الكريمة بعيدا عن رفع مطالب تعجيزية تدفع إلى الصدام أو المزايدة و لكن فوجئنا في الآونة الأخيرة بأحد المستكرشين ممن عرفوا باستنزافهم لأموال الدولة عبر المناقصات التي يدفع فيها الغالي و النفيس و التي تدرّ عليه عشرات الآلاف من الدنانير و ذلك نتيجة التلاعب بمواصفات الخدمات المقدمة في هذه العروض. فوجئنا بهذا الذي يلقبونه بـ »والي مكثر!! » عن عزمه انتدابنا للعمل في مشاريعه المستقبلية « حضائر البناء » و التي يترقب فرص الحصول عليها (مناقصات) و إن هذا اللغو الذي يصدره هذا المستكرش و المبني على الاستهزاء بمطالبنا الاجتماعية حتى أنه أصبح يتندر في مسامراته الليلية بحقنا الدستوري في الشغل و قد أعلن حرفيا « ما دامت السلطة امتفيتهم تاو نخدمهم عندي بشرط اتزودلي الدولة المناقصات، ها ها ها… » سيدي الكريم « تموت الحرة جوعا و لا تأكل بثدييها » و « إن لم تستح فقل ما شئت » كان الأجدر بهذا المستكرش أن يوفي أجور منظوريه من العملة الذين يستنزف قواهم دون أية ضمانات اجتماعية كما كان الأجدر به و بذويه عدم التهرب من أعمالهم و مهامهم الإدارية التي يتقاضون من خلالها  أجورا شهرية دون عمل فعلي و إلا فإن هذه الوظائف لها مستحقيها من طابور العاطلين بهذه الجهة و نحن نعلم أن هذا المستكرش الذي لا علاقة له بالعمل السياسي قد أعلن بأنه قادر على شراء عضوية مجلس النواب بـ25 ألف دينار و هو بذلك يجهل أبجديات العملية الانتخابية متجاوزا بكل عنهجية إرادة المواطنين بالجهة. إن هذه الاستفزازات التي يتأتاها بعض المستكرشين المتجاوزين للقانون تدفع إلى الاحتقانو تجعلنا نفضح الممارسات التي تتعدى على حقوقنا و تتندر بحقنا الطبيعي في الحياة الكريمة و إننا نتوجه بنداء إلى السيد والي سليانة بوصفه ممثل رئيس الدولة لوضع حد لهذه الممارسات الصبيانية التي تنتهك كرامة المواطنة و تمس من هيبة الدولة كما نؤكد مرة أخرى بأننا عازمون على التوجه مباشرة و بشكل جماعي للمطالبة بحقنا في الشغل و الحياة الكريمة الذي أضحى مصدر استهزاء و مسامرات من طرف أصحاب الجشع و إننا نهيب بكل القوى التقدمية و الديمقراطية لمساندتنا في كل تحركاتنا الاحتجاجية التي ننوي القيام بها خاصة و قد بلغ الأمر المساس من كرامتنا. *الإمضاء: مجموعة شباب مكثر (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 117 بتاريخ  09 سبتمبر 2009 )

الحزب الحاكم وضعهن على رأس 49 قائمة

تونس: حضور محتشم للنساء في القوائم الانتخابية لأحزاب المعارضة.. و7 فقط ترأسنها


تونس: المنجي السعيداني بعد إعلان ثلاثة أحزاب تونسية معارضة عن قوائمها الانتخابية، التي ستتقدم بها في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 25 أكتوبر (تشرين الثاني) المقبل، بموازاة مع تنظيم الانتخابات الرئاسية، لم تتمكن النساء من الحصول إلا على نصيب قليل من رئاسة هذه اللوائح، وهي الرئاسة التي تخول لهن إمكانية الوصول إلى البرلمان. وكان أحزاب الوحدة الشعبية (ذو توجه اشتراكي)، والتحرري الاجتماعي (حزب ليبرالي)، والاتحاد الوحدوي الديمقراطي (قومي عربي)، قد أعلنت عن قوائمها الانتخابية. ومن بين 78 قائمة لم تسجل مشاركة سوى 7 نساء كرئيسات لقوائم انتخابية، وهو ما يمثل نسبة تقل عن 10 في المائة من مجموع رؤساء القوائم. وتوزعت النسبة على امرأتين من الاتحاد الوحدوي الديمقراطي، والعدد نفسه من الحزب التحرري الاجتماعي، و3 نساء من حزب الوحدة الشعبية، الذي سجل تراجع مشاركة المرأة بمقعد واحد بعد أن كان عددهن 4 في الانتخابات التشريعية لسنة 2004. ولم تحصل نساء أحزاب المعارضة التونسية في انتخابات 2004 إلا على 4 مقاعد، في حين تمكن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم من تجاوز المشكلة، وخصص 30 في المائة من المقاعد البرلمانية للمرأة (39 مقعدا). ومن المنتظر أن يخصص الحزب الحاكم خلال الانتخابات المقبلة، 49 مقعدا برلمانيا للمرأة من مجموع 159 مقعدا مخصصا للحزب الحاكم، و53 مقعدا للمعارضة. وقال المنذر ثابت، الأمين العام للحزب التحرري الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن نظام الحصص المخصص للمرأة مبدأ مقبول، إلا أن ذلك يتطلب الكثير من النضال والعمل داخل الحزب وخارجه حتى لا تكون الحصة عبارة عن هدية لا يقابلها كد وعمل. وأشار ثابت إلى الجانب المحافظ في المجتمع التونسي، الذي لا يوافق على الانخراط الكامل للمرأة في العمل السياسي مما يجعل النضال الحقيقي أمر نادر. وأوضح ثابت أن حزبه لا يفرق بين المرأة والرجل، ولا يعتمد إلا على مبادئ الكفاءة والنضالية ودرجة الإشعاع. (المصدر: « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) بتاريخ 17 سبتمبر 2009)

الربط الكهربائي بين تونس وايطاليا:  16 شركة دولية على الخط

** القائمة الكاملة لأسماء الشركات التي قدمت عروضها


تونس-الصباح تستعد مصالح وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة الى النظر في  طلبات العروض الدولية للإهتمام (Appel à manifestation d’intérêt) الخاصة بمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا تحت البحر على طول 200 متر بين الهوارية وصقلية والذي سيكون الأول من نوعه بين ضفتي المتوسط وانشاء محطة لتوليد الكهرباء بموقع الهوارية.ومن المنتظر الاعلان عن الشركة الفائزة بالصفقة خلال الأسابيع القليلة القادمة. وذكرت مصادر من وزارة الصناعة للـ »الصباح » أن 16 مؤسسة دولية مختصة في مجال انتاج الكهرباء عبرت عن اهتمامها بالمشروع. وهي شركتان من أبوظبي (Mubadala وMacquarie capital group limited) شركة ألمانية (سيمانس)، شركة كندية (SNC lavalin international) 4 شركات إيطالية (Edison-Enel S.p.a- Med energy – Sorgenia)، شركتان من اليابان (Marubeni corporation التي سبق لها أن أنجزت محطة كهرباء رادس وSumitomo)، شركة من الاكسمبورغ (Novenergia II)، 3 شركات بريطانية (international power p.l.c – British gas – Nur energy وشركتان أمريكيتان (Sithe Global power وQGEN). وكان تقرر سابقا بعث شركة تونسية-ايطالية مشتركة تكلف بإعداد الدراسات والملفات اللازمة لإنجاز محطة توليد الكهرباء. وينتظر تشغيل المحطة في 2014 أو 2016 حسب التقنية التي سيقع الاتفاق عليها لدورة مزدوجة تشتغل بالغاز أو تربينة بخارية بالفحم. أما الخط الكهربائي فستتزامن مراحل إنجازه مع المحطة حتى يكون جاهزا في الوقت المناسب لضمان تصدير الكهرباء إلى ايطاليا ويقوم بإنجازه فرع مشترك بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز(ستاغ) والشركة المتصرفة في شبكة الكهرباء بايطاليا (تيرنا). وينتظر أن يشرع في إنجاز المرحلة الأولى من هذا المشروع في نهاية سنة 2011  على أن يتواصل انجاز المرحلة الثانية منه خلال المخطط الثاني عشر للتنمية. وقد كانت كل من تونس وايطاليا وقعتا على إعلان مشترك يجسم دعم البلدين لانجاز مشروع الربط الكهربائي بين البلدين عبر محطة لتوليد الكهرباء تقام في الهوارية . ربط كهربائي تحت البحر ويتمثل مشروع الشراكة التونسية – الإيطالية في إنجاز ربط كهربائي تحت البحر بطول 200 كلم بين الوطن القبلي من الجانب التونسي وصقلية من الجانب الايطالي بقدرة 1200 ميغاواط منها 800 ميغاواط للتصدير و400 ميغاواط للاستهلاك المحلي الى جانب محطة لتوليد الكهرباء بالهوارية. ويندرج هذا المشروع في إطار دعم التعاون التونسي- الايطالي في مجال الطاقة اقره البلدان ضمن الاتفاقية الممضاة في جويلية 2003 وتم اعتماده في سبتمبر 2005 كمشروع مشترك تونسي- ايطالي من طرف اللجنة المشتركة التونسية الايطالية . وكانت تونس وإيطاليا وقعتّا يوم 8 مارس 2007 بروما إعلانا مشتركا لتكوين فريق عمل تولّى دراسة الجوانب الفنية والاقتصادية والقانونية لبعث المشروع . وقد بيّنت  الدراسات الأولية المنجزة أنّ المشروع سيكون مجديا للطرفين .كما سيمّكن المشروع الجانب الايطالي من الحصول على موارد جديدة من الطاقة الكهربائية بما يدعم تنافسية السوق الايطالية للكهرباء. مراحل المشروع ومن المقرر أن يتم إستغلال هذا المشروع على مرحلتين .الأولى في أواخر سنة 2011 أو بداية سنة 2012 بطاقة 800 ميغاواط نصف إنتاجها يصدر إلى السوق الايطالية والمرحلة الثانية تكون سنة 2015 يوجه إنتاجها كليا للسوق الأوروبية. وتتراوح كلفة هذا المشروع بين 2 و2,5 مليار دينارتونسي. ويذكر أن دول حوض المتوسط أقرت سابقا مشروع لربط شبكات الكهرباء فيما بينها .وتقرر الانطلاق في هذا المشروع في غضون سنة 2010 . ويهدف هذا المشروع المتوسطي إلى ضمان دعم الشبكات المجاورة لعدد اكبر من الدول في حال توقف أنظمتها الكهربائية بحيث انه وفي حال شهد بلد نقصا في الكهرباء في موجات الحرارة المرتفعة أو توقف في محطات أو شهد مشكلة تقنية، تساعده الدول الأخرى في تعويض النقص في التيار كل حسب وسائلها. سفيان رجب (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 17 سبتمبر 2009)

صور من الحياة


الصورة الأولى :غول قربة الجديد بحلول فصل الصيف  وشهر رمضان المبارك تكثفت حملات المراقبة وذلك بتجنيد فرق ميدانية قارة لتغطية الأسواق والمحلات التجارية كما تم تفعيل فرق « المراقب الملاحظ » وقد حدّت هذه الأجراءات من ظواهر الغش والتلاعب بالأسعار كما نشطت فرق المراقبة الصحية فحلّلت وأنذرت وأغلقت غير أن (اللي يسرق يغلب اللي يحاحي) كما يقول المثل الشعبي وبقيت هذه الحملات في حاجة إلى مواطن واع يدعمها ويبلغ عن كل إخلال يلاحظه مهما كان…وفي مدينة قربة لاحظنا تحسنا كبيرا في مراقبة الأسعار ومحاربة البيع المشروط وتطبيق قواعد حفظ الصحة وتفادي الانتصاب الفوضوي باستثناء بعض الجزارين وباعة الخضر الذين يستعملون أساليب ملتوية لابتزاز المواطن ومن ذلك مثلا عدم تصنيف اللحوم وعدم الالتزام بالتسعيرة…وهنا لا بد من العودة إلى الفضاء المهيإ بشاطئ قربة الجميل ووكيله الذي أصبح المواطنون يكنونه « بغول قربة الجديد » والذي كانت جريدة « مواطنون » قد نبهت إلى التجاوزات الكبيرة التي كان يفرضها ومنها بالأخص :            – عدم إشهار الأسعار. – البيع المشروط. – مضاعفة الأسعار. – استعمال العنف مع الحر فاء. – استعمال نوعين  من الوصولات أحدهما غير مطابق لتعريفة وزارة التجارة. – غلق دورة المياه  في وجه الحرفاء … وكان هذا الوكيل دائم الشجار مع الحرفاء مدعيا أنه ابن مدينة معينة من مدن الساحل …مدينة نعلم أن من أبنائها رجالا أسهموا في بناء تونس الحديثة…فهل أصبح هذا الانتماء تأشيرة تخول لصاحبها مخالفة القانون وإهانة المواطنين وابتزاز أموالهم ؟؟؟     ……………………………………………. الصورة 2 :مدرسة الحمير…هل من جديد؟؟؟ كانت جريدة مواطنون  نهاية السنة الدراسية الماضية قد بلّغت صوت أهالي قرية المزرعة بخصوص فتح المدرسة التي تم بناؤها منذ سنوات والتي لم تحتضن التلاميذ إلى يوم الناس هذا والتي ظلت مرتعا للبهائم نهارا وبؤرة فساد يؤمها المتسكعون ليلا…قرية المزرعة أصبحت تعد عددا من التلاميذ كافيا لفتح مدرستهم وتخليصهم من المعاناة اليومية التي يلقونها مع الحر صيفا والبرد شتاء إضافة إلى طول المسافة التي يقطعونها ومخاطر الطريق وخاصة فيضان الوادي في فصل الأمطار على الطريق الشمالية التي يسلكها الأطفال. وكان عضو المكتب  السياسي للتكتل والمسؤول عن الإعلام قد اتصل بمدير المدرسة التطبيقية بتازركة إثر رسالة بلغته أمضاها عشرات المتساكنين بالمنطقة وذلك للتعرف على عدد التلاميذ الذين يقطنون بالمزرعة ويدرسون بهذه المؤسسة محاولا لفت نظر الإطار التربويّ ولكنه لم يجد الحد الأدنى من التعاون من طرف السيد المدير الذي بدا وكأنه لا يرغب في فتح المدرسة لحسابات ومصالح شخصية ضيقة.كان من المفروض أن يسعى الإطار التربوي بالمدرسة التطبيقية بتازركة وعلى رأسه السيد المدير إلى تنبيه السلط المحلية والجهوية وإدارة التعليم حتى تُفتح المدرسة خصوصا وأن فتحها لا يتطلب غير الطلاء والتاثيث وتعيين المعلمين، هذا الإطار وعلى رأسه السيد المدير هو الذي يعايش معاناة أطفال المزرعة اليومية وهو يعلم علم اليقين أن التحاق الأطفال بالمدرسة متأخرين مبللين أو مرهقين يتصببون عرقا وتغيبهم عن الدروس كلها عوامل تسهم في ضعف نتائجهم المدرسية.إن التمادي في إهمال هذه المدرسة وعدم تعهدها وصيانتها سيؤدي حتما إلى انهيارها وتلفها.علما وأن المزرعة منطقة صناعية وفلاحية تعد قرابة المائتي مسكن شعبيّ. وفتح مدرسة ابتدائية بها أمر حتميّ آجلا أم عاجلا.                                                                                                                    صورة للنّسيان: بين شعبان ورمضان مساء اليوم الثاني من رمضان وسط زحام السوق الأسبوعية بمدينة قربة كان « رمضان »  عائدا من البحر في تبانه المبلل وقد خلع قميصه وسلك طريقا بين المارة رافعا رأسه متهاديا لما مرت بجواره دراجة نارية (vespa)على ملك سي شعبان،صاح شعبان :      –  البس مريولك ! التفت رمضان وحدج شعبان بنظرة شزراء وابتسم ابتسامة فيها الكثير من الاستهزاء واللامبالاة مما أغضب شعبان وجعله يوقف دراجته ويتجه نحو رمضان ويسدّ أمامه الطريق حانقا وهو يصرخ : -البس مريولك !!! -آش يهمك في… قالها كلمة بذيئة  خبيثة فتردد صداها وقرع مسامع  رواد السوق فأحرج النساء والأطفال والرجال وأساء إلى  الذوق والأخلاق في هذه الأمسية الرمضانية…عندئذ لم يتمالك شعبان نفسه…وفي لمح البصر تْركْ…تراك… كانت صفعة من الوزن الثقيل مرسومة على وجه رمضان وكانت الكبالة الحديدية في يده…وسار شعبان يجرّ رمضان إلى مركز الأمن…؟؟؟    (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 117 بتاريخ  09 سبتمبر 2009 )  

مذكرة موجهة من الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا إلى الأمم المتحدة


تزامنا مع افتتاح الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعثت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بمذكرة، هذا نصها: مذكرة إلى الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة أصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود صاحب السعادة الأمين العام للأمم المتحدة أصحاب السعادة رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي نحييكم في مستهل أعمال الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنين لكم كل نجاح في تحقيق ما تصبو إليه البشرية من سلام وأمن وعدل وتقدم. لقد كانت الأمم المتحدة دوما محط آمال الشعوب المغلوبة على أمرها لتخليصها من الظلم ولتحريرها من الخوف ولمساعدتها لتحقيق النماء والتقدم. وإذا كانت الأمم المتحدة قد نجحت –خلال عقودها الأربعة الأولى- في تخليص معظم شعوب الأرض من نير الاستعمار الأجنبي ومن سياسات وممارسات الفصل العنصري، إلا أنها –وللأسف- لا تزال غير فعالة في مواجهة القمع والقهر وانتهاكات حقوق الإنسان التي تتعرض لها عدد من الشعوب على أيدي حكومات ديكتاتورية تحيل حياة الشعوب إلى جحيم أبدي. وإذا كانت الأمم المتحدة قد نجحت في معالجة كثير من الملفات المتعلقة بالتعاون بين الأمم في مجالات تسخير ثروات الشعوب لتحقيق النماء والتقدم، إلا أنها –وللأسف- فشلت في الحيلولة دون استشراء الفساد وإهدار الثروات الذي ترتكبه هذه الأنظمة الديكتاتورية، وما يترتب عن ذلك من حرمان هذه الشعوب من تسخير ثرواتها وقدراتها لتحقيق النماء والتطور، ولتفعيل التعاون الدولي في محاربة الفقر والمرض والمجاعات. لقد كان للأمم المتحدة دور رئيسي في استقلال ليبيا وفي رعاية صياغة دستورها في عام 1951 والذي تم بموجبه بناء مؤسسات دولة الاستقلال. وكما تعلمون فإن مسيرة ليبيا الدستورية تم إيقافها حين استولى الملازم أول معمرالقذافي على السلطة عبر انقلاب عسكري في الأول من سبتمبر 1969، وأخضع البلاد بقوة القمع والقهر لحكم ديكتاتوري همجي طيلة العقود الأربعة الماضية، وارتكب جرائم القتل والإبادة الجماعية بحق الشعب الليبي، ومارس القمع والقهر والتعذيب، وارتكب جرائم الإرهاب الدولي، وأهدر طاقات ليبيا وقدراتها على المغامرات الإرهابية في العالم، وفرض على الشعب الليبي كل صنوف التخلف والفقر والعوز. هذا هو معمر القذافي الذي سيخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية. إننا نتساءل كيف يجد ديكتاتور قاتل كالقذافي الجرأة لكي يقف فوق منبر الجمعية العامة ويخاطب منظمتكم الموقرة؟ بل إننا نتساءل بكل استنكار كيف يجد من يرحب به لاعتلاء هذا المنبر بل وربما يصفق له؟ إذا كانت منظمتكم الموقرة تريد أن تغض النظر وأن تتغافل عن حقيقة أن هذا الديكتاتور غير منتخب من قبل الشعب الليبي ولا يملك أي شرعية لحكمها، وأنه أبقى بلاده على امتداد الأربعة عقود الماضية بدون دستور بعد أن ألغى دستور 1951 الذي حصلت ليبيا على استقلالها في ظله، والذي رعت الأمم المتحدة وضعه وإعداده، وأنه حكمها بالحديد والنار وميليشيات اللجان الثورية الإرهابية. إلا أننا لا نتصور أن منظمتكم تستطيع أن تتجاهل وتتغافل عن حقيقة أن سيرة هذا الديكتاتور وسجل حكمه بكامله يشكل انتهاكات جسيمة وخروقات خطيرة متواصلة وموثقة لكل ما صدر عن منظمة الأمم المتحدة من مواثيق وعهود نبيلة، ابتداء بميثاق المنظمة ذاتها، ومرورا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وبالاتفاقية المتعلقة بمناهضة التعذيب، وبالاتفاقيات الخاصة بمنع العقوبات الجماعية والجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية. إن سجلات منظمتكم تحتفظ بتفاصيل كاملة حول جريمتي تفجير طائرتي الركاب « بان أميركان » الأمريكية (في عام 1988)، و »يوتي أي » الفرنسية (في عام 1989) اللتين ذهب ضحيتهما ( 441) إنسانا، وجريمة تفجير طائرة الخطوط الجوية الليبية رحلة رقم 1103 في عام 1993 والتي قتل فيها (159) إنسانا، علاوة على غيرها من الجرائم الأخرى التي ارتكبها هذا الديكتاتور في مجال الإرهاب الدولي. كذلك فإن سجلات منظمتكم تحتفظ بعشرات الشكاوى المقدمة من شتى الدول الأعضاء التي تتهمه بالتدخل في شؤونها الداخلية وبالتآمر عليها. كما أن سجلات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان في العالم تحتفظ بسجلات كافية –حتى وإن لم تكن وافية- بالجرائم التي ارتكبها هذا الديكتاتور القاتل بحق مواطنيه ومواطني دول وشعوب كثيرة، ويكفي أن نشير إلى جريمة الإبادة الجماعية التي جاوزت كل حدود البشاعة التي ارتكبت داخل سجن بوسليم عام 1996 بناء على أوامر مباشرة أصدرها هذا الديكتاتور القاتل إلى أعوانه، والتي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين سياسي خلال ساعات قليلة. وفضلا عن ذلك فلا نتصور أنه يخفى عليكم أن كافة التقارير والدراسات الصادرة عن مختلف الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق وحريات الإنسان الأساسية، وبالتنمية البشرية، وبالأداء الاقتصادي، وبنزاهة القضاء، وبحرية الصحافة، وبالشفافية، تضع ليبيا في ذيل قوائمها، كما توضح بجلاء الحالة المزرية والمتردية التي بلغتها البلاد في قبضة هذا الحاكم والنظام الفوضوي الذي أقامه رغم ثرواتها الطبيعية وإيراداتها المالية الهائلة. إن السجل الدموي الإرهابي المخزي لهذا الحاكم يجعل لحظة وقوفه أمام جمعيتكم الموقرة لحظة عار في تاريخها وتاريخ العالم المتحضر .. ولا تختلف عما لو كان ديكتاتور مجرم مثل (بول بوت) قد وقف أمامها. إن وقوف هذا الديكتاتور متحدثا باسم إفريقيا ومتظاهرا بالحرص على وحدتها ومستقبلها، لا ينبغي أن يُنسي الأمم المتحدة ولا يمحو من سجلاتها جرائمه الخطيرة التي ارتكبها بحق دولها وشعوبها ومنظمة وحدتها على امتداد أكثر من ثلاثة عقود من حكمه، ولا ينبغي أن ننسى أن عددا من المشاكل القائمة في إفريقيا الآن هي من إرث ممارسات وجرائم هذا الحاكم في إفريقيا خلال عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كما لا ينبغي أن ننسى أن هذا الديكتاتور ما فتئ يحض قادة إفريقيا على تجاهل كل الدعوات للسير في طريق الديمقراطية وتكريس الحكم الفردي، كما أنه ما زال يدعو ويعمل على تفتيت بعض الدول الإفريقية بتحريض أقاليمها على الانفصال. ولمن يتصور أن الممارسات الرعناء لهذا الحاكم على الصعيد الدولي هي شيء من الماضي فإننا لا نملك إلا أن نذكرهم بمساعيه الحالية العابثة ضد سويسرا التي دعا منظمتكم –في دورتها الحالية- أن تتخذ قرارات وتدابير لتفكيكها وإلغائها كدولة. ولمن يتصور أن انتهاكات حقوق الإنسان قد توقفت فإننا لا نملك إلا أن نذكره بجريمة قتل الصحفي الليبي ضيف الغزال (مايو 2006) وقتل الناشط السياسي فتحي الجهمي (يونيو 2009)، وبجريمة إطلاق النار على متظاهرين بمدينة بنغازي ومقتل وجرح العشرات (فبراير 2006). إن جريمة سجن بوسليم الدامية بالرغم أنها ارتكبت منذ ثلاث عشرة سنة، إلا أنها أخطر الجرائم التي ارتكبها القذافي في حق الشعب الليبي وأشدها دموية. وإلى يومنا هذا ما زالت أجهزة حكم القذافي تمارس التستر والإنكار وتعذيب اهالي الضحايا بعدم الكشف عن القوائم الكاملة للقتلى وبالامتناع عن الكشف عن أماكن الدفن. إنها جريمة مستمرة حتى يومنا هذا، وهي تقدم دليلا صارخا آخر على دموية حكم العقيد معمر القذافي. وهي جريمة تندرج تحت جرائم الإبادة الجماعية والتي ينبغي أن تحظي باهتمام أكبر من منظمتكم الموقرة. إننا نناشد منظمتكم الموقرة بالاهتمام بهذه الجريمة واتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات التي تكفل طرح هذه القضية على الجهات القضائية الدولية وإحضار المجرمين القتلة أمام القضاء العادل. وأن تبادر إلى تقديم الحماية الكاملة لأهالي الضحايا بما يمكنهم من مواجهة والتصدي للضغوط والتهديدات التي يواجهونها، وبما يمكنهم أيضا من متابعة مطالبهم الحقوقية والقضائية. إننا نرى من واجبنا أن نذكركم ونذكر العالم أجمع أن ممارسات هذا الديكتاتور ومن على شاكلته سواء في مجال العلاقات الدولية أو مجال حقوق الإنسان أو في مجال نهب وإهدار ثروات بلدانهم لا تقتصر أضرارها على شعوبهم المغلوبة على امرها فحسب ولكنها طالت وستطال المجتمع الدولي والمسيرة الإنسانية. إن الشعب الليبي وكافة الخيرين في العالم لا يمكنهم أن يصدقوا أن يجري استقبال هذا الديكتاتور القاتل باسم ليبيا في الوقت الذي لا يملك فيه أي مشروعية لحكمها، فضلا أن يمثلها ويتحدث باسمها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. إنها مفارقة مؤلمة أن يسمح للقذافي ان يتحدث باسم الشعب الليبي الذي يعيش جحيما تحت قبضة حكمه. ولا يمكنهم أن يصدقوا أن يجري استقبال هذا الديكتاتور القاتل باسم القارة الإفريقية التي عانت من ممارساته وسياساته العابثة، والتي شغلها بالحروب والقلاقل التي شملت معظم دولها، وليس جنوب السودان ودارفور وتشاد إلا أمثلة شاهدة. إن مكان القذافي كان ينبغي أن يكون في قفص محكمة الجنايات الدولية إلى جوار شريكه في الإرهاب « تشارلس تايلور » حاكم ليبيريا الأسبق وليس في قاعة الجمعية العامة. ولا يمكن للشعب الليبي وكافة الخيرين في العالم أن يصدقوا أن يجري استقبال هذا الديكتاتور القاتل باسم الأمم المتحدة التي انشغلت طويلا وكثيرا بالنظر في المشاكل والشكاوى التي أثارتها ممارساته وسياساته وجرائمه. هناك مفارقة محزنة نرى ضرورة الإشارة إليها في ختام هذه المذكرة وهي أن هذه المنصة التي سيخاطبكم من فوقها هذا الديكتاتور القاتل هي المنصة ذاتها التي خاطبكم من فوقها داعية حقوق الإنسان الأستاذ منصور الكيخيا عندما كان مندوبا لليبيا لدى الأمم المتحدة في أواخر السبعينيات والذي أمر القذافي باختطافه من مصر عام 1993 وبقي مغيبا قسريا منذ يومذاك مع عدد من المغيبين قسريا من أمثال الدكتور عمرو النامي وجاب الله مطر وعزات المقريف والإمام موسى الصدر ورفيقيه. إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا لا تتوقف بمذكرتها هذه عند حد استنكار السماح لديكتاتور قاتل باعتلاء منصة الجمعية العامة، وإنما تطالبكم أن تستشعروا مسؤولياتكم بموجب الميثاق والشرائع الدولية في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي في محنته، وان تناصروا تطلعاته المشروعة في الخلاص من هذا الحكم الهمجي وإعادة بناء الدولة الليبية على أسس وطنية دستورية ديمقراطية، تصون الحقوق والقيم والمقدسات، وتكفل الحرية والعدل لكافة مواطنيها، وتتوخى التقدم والرخاء والإزدهار، وتسهم بكل فاعلية في الجهود الإقليمية والدولية للتعاون المثمر البناء، وصيانة السلام والأمن العالميين. الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا 15 سبتمبر 2009 الموافق 25 رمضان 1430هـ الرابط: http://www.libyanfsl.com

سوريا وتركيا تلغيان التأشيرات.. وتؤسسان مجلس تعاون استراتيجي


 أعلن وزيرا الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والسوري وليد المعلم أمس في اسطنبول إلغاء التأشيرات بين بلديهما، ووقعا اتفاقا لتعزيز التعاون الثنائي، وقال أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري: «سيكون في إمكان شعبينا التنقل في البلدين كما لو كان كل منهما في بلده». ووقع الجانبان وثيقة تنص على إنشاء مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى يهدف بحسب الوزير التركي إلى تأمين حد أقصى من الاندماج خصوصا الاقتصادي، وهذا الاتفاق مستلهم من اتفاق مماثل وقعته تركيا مع العراق في نوفمبر، ويلحظ تنظيم لقاءات دورية بين وزراء في البلدين مع عقد مجلس وزاري مشترك مرة في السنة. وسبق الاجتماع بين الوزيرين لقاء بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد تم خلاله البحث في جهود السلام في الشرق الأوسط والتصدي للمتمردين الأكراد في تركيا، حسب قول المعلم. وشهدت العلاقات بين تركيا وسوريا تحسنا خلال الأعوام الأخيرة بعدما اتهمت أنقرة لفترة طويلة دمشق بدعم متمردي حزب العمال الكردستاني، واضطلعت تركيا العام الفائت بدور الوسيط في مفاوضات سلام غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل. واستبق أردوغان زيارة الرئيس الأسد إلى اسطنبول بالترحيب به في بلده الثاني تركيا قائلا في بيان له إن «سوريا وتركيا تبذلان باستمرار جهودا مكثفة من أجل حل مشكلات الشرق الأوسط وتوفير متطلبات الأمن والاستقرار في المنطقة». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 17 سبتمبر 2009)

في ديمقراطية الانتخابات


بقلم : عبد اللطيف عبيد  تعيش بلادنا على وقع الاستعداد للانتخابات الرئاسية و التشريعية المقررة للخامس و العشرين من شهر أكتوبر القادم، و يؤمل الرأي العام الوطني أن تدور هذه الانتخابات في جو من التنافس النزيه و أن تساعد على تطوير الحياة السياسية في البلاد بما يسهم في تحقيق التنمية المنشودة على الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و بما يخرجنا نهائيا، ولو على مراحل، من مستنقع التخلف و يرتقي بنا إلى مصاف الدول المتقدمة التي حققت لشعوبها و مواطنيها المناعة و التقدم و العزة و الكرامة في كنف الحرية و العدالة و المساواة و الاحترام . و هذا الأمل الذي يحدونا كان قد عبر عنه، منذ أكثر من عقدين، الميثاق الوطني الذي أقره في 7 نوفمبر 1988 ممثلو الأحزاب السياسية و المنظمات الاجتماعية و المهنية و التزموا بالعمل على هديه و التقيد بأخلاقياته و ضوابطه و بالدعوة إلى مبادئه و مقاصده و اعتبروه عقدا مشتركا كفيلا بأن يجمع التونسيين على كلمة سواء، تأسيسا للديمقراطية و دعما لدولة القانون . فقد جاء في الميثاق الوطني أننا « إذ نحرص على إرساء تقاليد التنافس النزيه تسليما بحق الاختلاف الجائز و المشروع الذي لا يعني الفتنة و التمزق نعلن أن هدفنا الأسمى هو تثبيت دعائم الدولة، دولة التونسيين جميعا… ».لكن ما يؤسف له هو أننا عجزنا عن « إرساء تقاليد التنافس النزيه »، ولم نتقيد التقيد الواجب بضوابط العمل السياسي الديمقراطي، و لم نحترم الاحترام اللازم أحكام المجلة الانتخابية و روح الدستور. وإذا كنا ندرك تماما أن الحزب الحاكم مصرّ على أن تكون نتائج الانتخابات الرئاسية و حتى التشريعية محسومة سلفا لفائدته، فإنه لا شيء يمنع السلطة أو يعفيها من التقيد الصارم بأحكام المجلة الانتخابية و من الامتناع عن تسخير الإعلام و الإدارة لتنظيم حملة انتخابية دائمة بدأت بمجرد الانتهاء من انتخابات سنة 2004 و ها هي تتواصل هذه الأيام من قبل أن تبدأ الحملة الانتخابية الرسمية. و على الرغم من هذه التجاوزات بل الخروقات التي ما فتئ الخاص و العام يلاحظها على مر السنين و التي اشتدت وطأتها في الأسابيع الأخيرة، فإنه لا يسعنا إلا أن ندعو بإلحاح إلى احترام القانون و تيسير مهمة الأحزاب في تعيين و تقديم مرشحيها و ملاحظيها، و إلى التزام الإدارة الحياد التام أثناء الحملة الانتخابية لتكون الدولة بحق دولة التونسيين جميعا، وليشعر المواطن بمواطنته و انتمائه الكامل إلى وطن عادل يضمن له الإنصاف و تكافؤ الفرص و حرية الرأي و التعبير. إن الديمقراطية جهد مخلص و ممارسة يومية و سلوك متحضر و موقف أخلاقي و نزاهة فكرية . وإن « الناس على دين ملوكهم »، و المواطنين من صنع حكامهم وإعلامهم و مدارسهم. ومن واجبنا جميعا أن ننهض بمسؤوليتنا في تأطير المواطنين و تنظيم مساهمتهم في الحياة السياسية للبلاد على أسس سليمة بعيدا عن التوظيف الفئوي و المصالح الضيقة و الأهداف الخاصة، وتلك مسؤولية عظيمة تسعى أحزاب المعارضة الجادة إلى تحملها و النهوض بها رغم كل ما يعترضها من مصاعب و عراقيل مادية و معنوية بعضها من مخلفات الماضي الحالك و بعضها الأخر من صنع أيدينا. و كل انتخابات و طموحات و طننا في الديمقراطية الحقّ تتجدد.         (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 117 بتاريخ  09 سبتمبر 2009 )   


محمد عبده لم يقل إن حجاب المرأة مجرد « عادة » نتجت عن الاختلاط بأمم أخرى

د. محمد عمارة نفى المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، ما ذكرته وكالة « رويترز » منسوبا إلى الإمام محمد عبده منذ أكثر من مائة عام حول اعتبار حجاب المرأة مجرد « عادة » نتجت عن الاختلاط بأمم أخرى، واصفا هذا الكلام بأنه محض كذب وافتراء على الرجل. وقال في تصريح لـ « المصريون » إن الإمام محمد عبده لم يقل أبدا هذا الكلام المنسوب إليه من أنه شكك في فرضية الحجاب، بل أثبته في كل كتبه ومؤلفاته كما اثبت فرضيته بالكتاب والسنة، أما بخصوص النقاب فكان يناقشه في إطار ما اجتمعت عليه آراء علماء الأمة بأنه قد يكون من باب العادات القديمة التي نتجت من الاختلاط بأمم أخرى. وأضاف أن رأى الإمام محمد عبده في الحجاب واضح كوضوح الشمس ولا يستطيع أي إنسان أن يثبت أن الرجل قال مثل هذه التخاريف التي تشكك في ما أوجبه الإسلام فيما يخص الحجاب، أما كلامه عن النقاب فله وجهة نظره وقد يختلف معه بعض العلماء. وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام صاحبة الفكر العلماني تفسر أقوال العلماء الكبار في مثل هذه المسائل بما يخدم توجهاتها وأفكارها العلمانية التي تريد النيل من الإسلام وعقائده. جاء ذلك تعليقا على تقرير بثته وكالة « رويترز » نسبت فيه إلى الإمام محمد عبده القول قوله عن الحجاب بأنه « مجرد « عادة » نتجت عن الاختلاط بأمم أخرى »، وإن آية غض البصر تتوجه إلى الرجال والنساء وإن المرأة « ليست بأولى من الرجل بتغطية وجهها ». بدوره اتفق الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية مع كلام الدكتور عمارة، مؤكدا أن الطريقة التي عرضت بها وسائل الإعلام لكلام الإمام محمد عبده عن الحجاب والنقاب تحتوي على لغط وتلفيق، حيث قال إنها أوهمت القارئ من خلال كلامه عن النقاب بأنه قد يكون عادة ظهرت من خلال الاختلاط بالأمم بأن هذا يخص الحجاب أيضا، وهذا كذب وافتراء على الرجل. وأشار الدكتور المهدي إلى أن الحجاب أية قرآنية، وليس عادة كما نُسب للإمام محمد عبده كذبا وافتراء، ولا خلاف حول هذا الموضوع لأن علماء المسلمين اتفقوا من خلال الاستدلال بالقرآن والسنة إلى فرضيته، كما أن الدعوة إلى سفور المرأة عن وجهها دعوة باطلة ومنكرة شرعا وعقلا ومناهضة للدين الإسلامي ومعادية له، والمسلم مدعو إلى كل ما من شأنه أن يزيد في حسناته ويقلل من سيئاته سرا وجهرا في كل أقواله وأفعاله وأن يبتعد عن وسائل الفتنة ومزاولة أسبابها وغاياتها. ووصف عضو مجمع البحوث الإسلامية هذا الكلام بالمجوجية والكلام الفارغ، موضحا أن المنسوب للإمام محمد عبده لم يناقش ما أجمعت عليه الأمة من خلال القرآن والسنة، فهناك نصوص قطعية وتعبدية لا يجوز النقاش فيها، ومن آيات الحجاب قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} فهذه الآية نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية الحكمة في ذلك وهي أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها. وأوضح أن هذه الآية عامة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من المؤمنات، حيث قال القرطبي رحمه الله: « ويدخل في هذه الآية جميع النساء بالمعنى، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة بدنها وصوتها فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها أو داء يكون ببدنها إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب الحجاب ». (المصدر: « المصريون » (يومية – القاهرة) بتاريخ 16 سبتمبر 2009)

أزمة الجامعات العربية: استقلالية الجامعة والوهم العربي (1 من 2)


 احميدة النيفر (*)  نشرت صحيفة «العرب» في الأسبوع الماضي مقالا إنذاريا استعملت فيه ما أورده موقع غربي متخصص (Webometrics.info) عن أحدث تصنيف عالمي لوضع التعليم في الجامعات والمعاهد الأكاديمية العليا، ومن ضمن ذلك ما يتعلق بوضع عدد من الجامعات العربية. ما أبرزه المقال هو تلك النتائج القاتمة التي كشف عنها تصنيف 2009 لرتب عموم الجامعات العربية وخصوص مرتبة جامعة قطر. موقع هذه الأخيرة بين نظيراتها الـ 6000 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في العالم كان في المرتبة 3729، وكانت ضمن المجموعة العربية متأخرة بصورة لافتة، إذ لم تتجاوز المرتبة الـ 26. لا شك أن مثل هذه النتائج المتدنية لا تتناسب مع الجهود الواضحة المبذولة في قطر للارتقاء بكل ما يتصل بتنشئة جيل من المتمكنين علميا، ولا تعكس الرهان على قيمة الإنسان القادر بفضل نقل المعرفة وحذق المهارات والتخصصات العصرية على مواجهة إيجابية لتحديات التقدم والاتقاء الدائمين. لكن ورغم ما حققته بعض الجامعات العربية من تقدم نسبي في التصنيف الدولي، فإن الذي ينبغي ألا يغيب عنا هو أن هذه النتائج في مستواها العربي لا تعد مفاجأة بأي صورة من الصور. ما نشرته بعض الجهات الجادة من دراسات وبحوث عن قصور عموم الجامعات العربية في أدائها العلمي والبحثي والمجتمعي لا يترك للمتابع مجالا للاستغراب عندما تطالعه آخر التصنيفات العالمية للمؤسسات الجامعية. في السنة الماضية نشرت جامعة شنغهاي الصينية تصنيفا للمائة الأوائل في الميدان الجامعي (Academic Ranking of World Universities) أشرف عليه باحثون جامعيون صينيون ولم يدرجوا فيه اسم جامعة عربية واحدة. عند النظر إلى المقاييس المعتمدة في مثل هذه التصنيفات ندرك أحد أهم الأسباب التي حالت دون بروز الجامعات العربية في مشهد التميز الأكاديمي العالمي. أما المقاييس التي تعتمد على وضع هذه النتائج السنوية فيمكن ذكر عدد الدراسات العلمية المنشورة من قبل الأساتذة والباحثين في المجلات العلمية الدولية المحكمة إلى جانبها نسبة الباحثين المحرزين لجوائز علمية عالمية مثل جائزة نوبل، مع اعتبار عدد الطلاب المنتسبين للجامعة ودرجة التنوع في التخصص العلمي والمخبري الذي توفره الجامعة. يمكن القول إن خلاصة مقاييس الجودة العالمية في المجال الجامعي تتركز في عامل بارز هو إنتاج المعرفة. ذلك أن المؤسسات الجامعية الكبرى التي تخصص ميزانيات هائلة (ميزانية جامعة هارفارد الأميركية مثلا تبلغ 35 مليار دولار سنويا) وتحرز أعلى الرتب العالمية تعتبر أن من أهم وظائفها إنتاج المعرفة وتخريج نخب قيادية من أصحاب الكفاءة العقلية والنفسية التي تخول لهم التفوق والنجاعة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية. في السنة الماضية أصدر الدكتور يوسف سيد محمود كتابا بعنوان «أزمة الجامعات العربية» قدم فيه تشخيصا دقيقا للوضع الجامعي العربي. اعتمد المؤلف في هذا العمل على تخصصه في علوم التربية وعلى خبرته الميدانية المباشرة في الإدارة الجامعية التي اكتسبها من عمادة إحدى الكليات المصرية، ثم من تدريسه بالسعودية بجامعة الملك سعود، إحدى أهم الجامعات العربية الحاصلة على رتبة 197 في تصنيف 2009 سالف الذكر. ما يميز هذا الكتاب هو طابعه التحليلي النقدي للمؤسسة الجامعية العربية من زواياها الرئيسية الثلاث: الرؤية الفكرية التي تصدر عنها، وطبيعتها المؤسسية، وعلائقها الاجتماعية والسياسية. بخصوص العنصر الأول، فإن جل الجامعات العربية تفتقد -حسب مؤلف أزمة الجامعات العربية- وضوحا في الرؤية الفكرية التي تصدر عنها والتي تؤسس عليها المدخلات المعرفية التي تقدمها للطلبة والمنهجية المعتمدة في التكوين. ذلك ما جعل الفكر السائد بين خريجيها يتأرجح بين المحافظة والتقليد وبين الاتباعية التي لا تتجاوز مستوى نقل المعلومات، وهو مستوى مغاير نوعيا لمستوى نقل المعرفة لما يفضي إليه الأول من انبهار، وما يحققه الثاني من وعي ينتج عن تركيز المنهج العلمي في الفكر والسلوك. أما فيما يتعلق بزاوية النظر الثانية التي يُخضع لها مؤلف «أزمة الجامعات العربية» تحليله فتتعلق بالطبيعة المؤسساتية التي آلت إليها الجامعات حين حصرت مهمتها في التدريس، ذلك ما جعل منتهى ما يسعى إليه عموم طلاب الجامعات العربية حصولهم على مؤهل يسمح لهم نظريا بالارتقاء الاجتماعي المهني، ومن ثم خبت الطبيعة المؤسساتية للجامعة بتراجع الرهان العلمي الذي يميزها، والذي يجعل منها محضنا ليقظة العقل الاجتماعي المتيح لها من خلال خريجيها التحفز الدائم والمقدرة النقدية التطويرية. يبقى المنظور الثالث الذي يهتم به الدكتور يوسف سيد محمود وهو الذي يولي العناية بما يسميه «وهم استقلالية الجامعات عن المجتمع». إن أخطر ما يصيب المؤسسة الجامعية العربية من هذا الباب هو ضمور ريادتها الفكرية الإبداعية ما يورث تعاظم الفجوة بينها وبين التطور الاجتماعي والفكري والسياسي. يتجسد ذلك بتزايد معدلات البطالة بين الخريجين، وتراجع مستوى تأهلهم العلمي والمهني إلى الاقتصار على توفير نخب وكوادر وموظفين لجهاز الحكم يدعم به اختياراته ومشاريعه. عندئذ تنقلب الآية، فعوضا عن أن تكون المؤسسة الجامعية هي القائمة على قضايا التفكير في تنظيم المجتمع وصاحبة الريادة في المبادرات الفكرية والسياسية وما تقتضيه من توجهات ورؤى، تضحي في انعزالها عن المجتمع مدفوعة إلى جمود فكري يسهل توظيفها تنفيذيا واستتباعها سياسيا. خلاصة ما ينتهي إليه الدكتور يوسف سيد محمود في كتابه عن الجامعات العربية أن صميم أزمتها في فقدانها ريادتها التي تتيح لها إنتاج المعرفة والارتقاء بمستوى الوعي لدى النخب والرأي العام. فلم تعد بذلك محضنا لغرس ملكات الابتكار والإبداع، فضاع عنها سبيل تفوقها المحلي والقومي. ذلك هو درس إعاقة الجامعات العربية وتعثرها، لقد ذهلت عن صفتها المؤسساتية التي لا تعني اقتصارها على الوظيفة التعليمية وعزلتها عن تطور المجتمع ومتطلبات السياسة بحجة الاستقلالية. هذه هي الحلقة المفقودة في العالم العربي خاصة. أما في الغرب فصدور مثل هذه التصنيفات السنوية للمؤسسات الجامعية يعتبر حافزا لمزيد النقد والتمحيص من أجل الارتقاء. هذا ما حدا بلجنة التربية والثقافة الأوروبية إلى أن تعلن في نوفمبر 2008 عن إطلاق مشروع أوروبي لتقييم التعليم الجامعي يشرع في اعتماده ابتداء من سنة 2010 من أجل تحقيق نموذج متميز وقادر على المنافسة. ذات التوجه اتخذته فرنسا عقب الإعلان عن تصنيف شنغهاي لسنة 2008، والذي أسند إلى ثلاث جامعات فرنسية فقط الرتب 42 و49 و73 بين الـ 100 الأوائل في العالم. مثل هذه النتيجة اعتبرت سيئة، لذلك اتخذت جملة إجراءات إصلاحية هامة هدفها أن تحتل عشر جامعات فرنسية مراتب أفضل بين الـ 100 الأوائل لسنة 2012. لم يختلف الباحثون والساسة الفرنسيون في هذا القرار نظرا لكون الجارتين الكبيرتين، إنجلترا وألمانيا، تسجلان منذ سنوات في مجال الجودة الجامعية العالمية نتائج باهرة. (*) كاتب من تونس (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 17 سبتمبر 2009)  

الإخوان السوريون .. حصاد الرحيل واستحقاقات العودة !


عمر العزي (*)  حين يتناول المحللون والدارسون نماذج الإخوان المسلمين في العالم العربي والإسلامي بالدراسة والتحليل فإن الأقلام تجف حين يتم التعرض للحالتين السورية والتونسية لما بينهما من عوامل مشتركة وظروف متشابهة. كلتا التجربتين السورية والتونسية تعرضتا لقسوة مفرطة من الأنظمة الحاكمة، قتل وتشريد وسجن ومضايقات أمنية لأفرادهما، وأهم وأخطر ما في الأمر هو التهجير الجماعي والهجرة القسرية لأفراد الجماعتين عن الوطن مما أحدث فجوة كبيرة بين كل جماعة ومجتمعها وفي الممارسة العملية لفكر الجماعة داخل الوطن. سوف نستعرض هنا التجربة الإخوانية السورية بشيء من الإيجاز، والسبب يعود إلى تسارع الأحداث المتعلقة بالجماعة وتفاعلاتها على الساحتين السياسية والإعلامية. بعد استلام الرئيس حافظ الأسد من خلال حزب البعث السوري الحكم في بداية السبعينيات بانقلاب عسكري، واجه المجتمع السوري طريقة جديدة في الحكم تتمثل في فرض الاستقرار الحديدي الذي أوقف بعده أي انقلاب عسكري على الحكم، وتمثل في وصول شريحة محددة من المجتمع إلى الحكم وهم أبناء الطائفة العلوية التي تمثل 10% من المجتمع السوري، وتمثل في التضييق على الحريات وعلى الممارسة الديمقراطية التي كان المجتمع السوري ينعم بها قبل هذا الانقلاب. تطورت بعض الممارسات في مواجهة نهاية السبعينيات وما بعد ذلك بين النظام وبين التيار الإسلامي الذي تم التضييق عليه واستفزازه من خلال بعض القوانين والممارسات. وانتهى الأمر بالمواجهة الكبيرة التي حدثت في مدينة حماة عام 1982م التي قضت تماما على وجود التيار الإسلامي في سوريا كتيار له وجود وكيان ونشاط، ووصلت الأمور إلى المفاصلة الكاملة بين التيار الإسلامي (المتمثل بالإخوان) وبين النظام، وأدى ذلك إلى قتل وسجن الألوف وتشريد وهجرة مئات الألوف من أبناء وأتباع هذا التيار. لعنة الخروج هنا تتمثل (النقطة الحرجة) في مسيرة الإخوان السوريين، حيث كان الخروج من الوطن أو الهجرة القسرية هو عامل اجتثاث حقيقي لهم من المجتمع السوري، وأصبح الإخوان خارج دائرة التأثير وخارج الأحداث وخارج حدود الجغرافيا أيضا، ودخل الإخوان متاهة الغربة التي كلما أرادوا أن يخرجوا منها أُعيدوا فيها ! ثلاثون عاما من التواجد خارج الوطن أحدثت فجوة كبيرة بين المجتمع السوري وبين الإخوان، وأحدثت تغييرا دراماتيكيا في طريقة تفكير الأجيال الجديدة للإخوان، وفي نفس الوقت أحدثت شروخا فكرية وتنظيمية لدى الإخوان نتيجة هذا التشتت واختلاف الأولويات والواقع . عند تحليل هذه المرحلة لا بد أن نسأل هل كان قرار الخروج أو الهجرة قرارا صحيحا للإخوان؟ ولو بقي الإخوان في الداخل –رغم كل المضايقات والتصفيات التي تعرضوا لها- هل ستكون المكاسب أفضل من نتائج هذه الهجرة؟ بداية لم يكن هناك قرار تنظيمي بالخروج أو الهجرة وإنما قرار شعوري جماعي نبع من أبناء وأتباع التيار أن الخروج هو استمرار لوجودهم، فكانت الضربة قاسية لم تترك خيارا إلا بين الهجرة أو الموت وكلاهما موت ! لكن بعد هذه السنوات الطويلة من البقاء خارج الوطن تبين أن الخروج كان موتا بطيئا وشبيها بالبقاء تحت الظروف القاسية تلك، وكان على التيار الإخواني أن يولد من جديد في المجتمع السوري لأنه -خلال ثلاثين عاما- لم يعد هناك شيء اسمه الإخوان في داخل سوريا سواء خرجوا بعد الأحداث أو لم يخرجوا لأنه من لم يمت بالخروج مات بغيره . ماذا فعل الإخوان خلال ثلاثين عاما من الغربة عن الوطن؟ سؤال مهم لا بد من محاولة الإجابة عليه حتى نفهم الأحداث الحالية وكيف تجري وتتسارع. أمراض الغربة عانى الإخوان في رحلة الغربة من مشاكل كثيرة كان أكثرها خطرا الانشقاقات المتتالية في التنظيم إلى أن استقر الوضع بعد وحدة الجماعة وانتخاب علي صدر الدين البيانوني مراقبا عاما للجماعة ومازال مستمرا حتى الآن. النقطة الحرجة التي تحدثنا عنها سابقا والمتمثلة في الخروج من الوطن، كان نقطة مفصلية في كثير من الأمور وليس فقط في تواجد الإخوان من عدمه. بل كانت بداية التشرذم الإخواني التنظيمي والهيكلي، والتشتت الفكري وضبابية الرؤية، والاختلاف العميق لوجهات النظر داخل الجماعة وتمايزها بين تيار مواجهة وتيار مصالحة، وبداية أيضا لخلخلة في التركيبة البنيوية والتنظيمية للجماعة، وفقدان البعد التربوي في الأجيال الجديدة المعول عليها قيادة الجماعة في المرحلة المقبلة، وبداية تغليب الجانب السياسي الإعلامي على بقية الجوانب، والتراجع عن حقوق التيار الإسلامي إلى الوصول إلى مطلب واحد فقط وهو البقاء على قيد الحياة داخل المجتمع السوري ! كل هذه الأمور وغيرها جعلت الجماعة تصل في مرحلة ما إلى نقطة الصفر أو ما تحت الصفر كبناء داخلي وتواجد على الساحة، إلى أن استلم بشار الأسد الحكم وبدأت سلسلة من الخطوات أعادت لها بريقها الإعلامي والسياسي. العاصمة حلب لكن من آثار الغربة أيضا ومما يؤخذ على الجماعة أنه تم تغليب طرف على طرف وغابت الشورى والديمقراطية الحقيقية داخل مؤسسات الجماعة، حيث استطاع التيار الحلبي (الإخوان الذين يتبعون محافظة حلب) أن يمسك بمفاصل الجماعة بدءًا من القيادة إلى الإدارات الصغيرة، مرورا بمراكز القرار والمؤسسات الهامة. هذه  السيطرة للتيار الحلبي له خلفية تاريخية تنبع من الخلاف التاريخي بين التيار الحلبي والتيار الدمشقي، إلى أن تخلى التيار الدمشقي عن الساحة فأصبحت المنافسة بين التيارين الحلبي والحموي، والذي كان منطلق الانشقاقات داخل الجماعة، حيث كان التيار الحلبي ينحو نحو المصالحة مع النظام أما التيار الحموي فقد كان يسمى تيار المواجهة أو المتشدد في التعامل مع النظام؛ لذلك عندما يقال إن التيار الحلبي هو الممسك بزمام الأمور فهذا يعني أن وجهة النظر لهذا التيار هي الغالبة داخل الجماعة وتمثلت في كثير من القرارات والخطوات. ورغم المصالحة التي تمت بين الجماعة وبين المراقب السابق لها الأستاذ عدنان سعد الدين، وعودته إلى داخل الصف، يبقى هناك خلاف صامت وصاخب في نفس الوقت بين وجهتي النظر داخل الجماعة تتمثل في جذب وشد في كثير من المواقف، لكن يبقى الموقف الرسمي والخطوات العملية تنبع من مؤسسات وقيادة الجماعة التي يسمك التيار الحلبي بمعظم مفاصلها. ومن آثار الغربة أيضا اختلال في التوازن الفكري والتنظيمي لدى الجماعة، فهناك ضعف واضح في الجانب التربوي، وهناك قلة إقبال من الشباب على أنشطة الجماعة والمشاركة فيها، وهناك سيطرة واضحة لكبار السن على مفاصل الجماعة وتغييب شبه كامل لجيل الشباب، وهناك انقلاب كامل في الأفكار والممارسة بدون تدرج طبيعي أو شورى شاملة لجميع قواعد الجماعة، وهناك تسرب لكثير من قواعد الجماعة نتيجة التغييرات التي أحدثتها الجماعة سواء الفكرية أو التحالفية أو الداخلية التنظيمية. الثورة الفكرية بعد تسلم الرئيس بشار الأسد زمام الحكم، حاولت الجماعة مغازلة النظام والتقرب من أجل فتح صفحة جديدة وعودة الجماعة للوطن، لكن النظام قابل ذلك بتجاهل تام، ثم كانت هناك محاولات عديدة للوساطة بين الجماعة والنظام والتي لم تنقطع أصلا حتى قبل تسلم بشار للحكم، ورغم كل هذه المحاولات فمازلت شروط النظام كما هي، الاعتذار عن أحداث الثمانينيات، العودة كأفراد من خلال البوابة الأمنية، وعدم السماح للجماعة بالعمل السياسي داخل الوطن. خلال هذه الفترة قامت الجماعة بخطوات فكرية وتحالفية جديدة ومثيرة في نفس الوقت، فقد أعلنت عن وثيقة الشرف الوطني، ثم أعلنت انضمامها إلى تجمع إعلان دمشق الذي انطلق من داخل سوريا، ثم أعلنت عن أهم ثورة فكرية قامت بها وهي الإعلان عن المشروع السياسي لسوريا المستقبل، والذي احتوى رؤية الجماعة للمستقبل والعمل التنظيمي والسياسي وآراء الجماعة وأفكارها في كثير من الأمور، والتي أحدثت ضجيجا قويا داخل الجماعة وخارجها، حيث أنهت هذه الأفكار التردد الفكري الذي كانت تعيشه الجماعة، كما أنها جاءت من مرحلة المواجهة مع النظام وتغير الخطاب الإعلامي والسياسي. ضجيج المشروع السياسي أثر سلبا داخل الجماعة وإيجابا خارج الجماعة، فقد كانت هناك اعتراضات كثيرة داخل الجماعة على بعض محتوى هذا المشروع وأنه مخالف لمنهج الجماعة وأفكارها الأساسية، وحدثت خلافات كثيرة نتج عنها انسحاب البعض من الجماعة وانطواء وانزواء البعض الآخر، وإقالة ومحاكمة البعض الذي كان صاخبا في اعتراضه . ورغم تكوين لجنة شرعية لمناقشة ودراسة المشروع والخروج ببعض الملاحظات الجوهرية، فإن المشروع والمدافعين عنه ثبتوا على مواقفهم وتم اعتماده من مؤسسات الجماعة بطريقة يغلب عليها الطابع الحزبي أكثر من الطابع الدعوي والحركي والجماعي كما عبر عن ذلك معارضوه. أما التأثير الإيجابي للمشروع فقد كان خارجيا لدى الشرائح الفكرية المخالفة للجماعة من علمانيين وليبراليين وقوميين، فقد عبروا عن سعادتهم بهذا التحول الفكري لدى الجماعة، كما لاقى المشروع قبولا لدى قيادات العمل الإسلامي في الدول العربية والإسلامية، مما أعطى المشروع ومؤيديه دعما معنويا قويا في ترسيخه وتثبيته. لكن هل فعلا كان المشروع السياسي ثورة فكرية في تاريخ الجماعة؟ وهل اتضحت بعده رؤية الجماعة وخطتها؟ لو كانت ظروف الجماعة طبيعية ومتواجدة داخل الوطن ومتفاعلة مع المجتمع ولها أنشطة وأتباع وحراك داخلي لما كان هذا المشروع السياسي ثورة فكرية أو شيئا جديدا يقدمه الإخوان. لكن (إخوان ما بعد الأحداث) تغيرت لديهم بعض الرؤى والأفكار، وأصبح الواقع يفرض أطروحات تناسب طبيعة المواجهة بين الإخوان والنظام، كما أن التواجد في المهجر أثر أيضا على بعض هذه الرؤى والأفكار، فكان الخروج من مسار الأزمة والعودة إلى المسار الفكري الطبيعي يستلزم مراجعة شاملة وإعادة هيكلة في جميع مساحات الجماعة، وليس فقط المشروع السياسي، لذلك كانت هذه الخطوة الأحادية التي لم ترافقها خطوات أخرى في تعديل المسار وتوضيح الرؤية كانت سببا في هذا الضجيج واعتبار هذا المشروع تجاوزا على أفكار وثوابت الجماعة. صراع صامت داخل البيت الحراك السياسي والفكري الذي قامت به الجماعة في السنوات الأخيرة أحدث ضجيجا داخليا كبيرا، وظهرت معارضة صامتة نوعا ما لكنها لم تصل إلى حالة الانشقاق، وظهر تيار سمى نفسه (الخط الداخلي للإصلاح) من خلال موقع على الإنترنت وإصدار بيانات ومقالات شديدة النقد للقيادة وخطواتها، ولم يعرف من هم قيادات هذا التيار الذي اختفى بعد فترة في ظروف غامضة، ولم يستطع أن يكوّن له شعبية بسبب أسلوبه اللاذع في النقد وأيضا عدم تقديمه رؤية جديدة وواضحة للعمل، إضافة إلى حالة الإحباط العام التي كان يعيشها أفراد الجماعة نتيجة الظروف الداخلية والخارجية. كما ظهرت أيضا بعض التحركات المعارضة داخل الصف وتحركت بعض القيادات في الجماعة وقدمت رسالة أو شكوى إلى المرشد العام للإخوان حول أوضاع الجماعة والقيادة، ولكن هذه التحركات ذهبت أدراج الرياح لأسباب متنوعة. كما ظهرت تكتلات شبابية هنا وهناك تطالب الجماعة بإصلاح داخلي شامل ووضوح في الرؤية والخروج من المأزق الحالي، وأيضا طالبت الجماعة بإعطاء فرصة للتيار الشبابي بالظهور والوصول إلى مراكز القرار، بل وصل الأمر إلى المطالبة بحل الجماعة للخروج من المأزق الحالي وطرح عمل تجديدي شامل. ورغم خطوط المعارضة المتنوعة من بين اليمين واليسار، ورغم الاحتواء لها في كثير من الأحيان، لكنها تبقى شاهدا مهما في أن البيت الداخلي للجماعة غير مستقر ويحتاج إلى صيانة وإصلاح في كثير من أموره وشئونه. الخلاص من الخلاص ! ضمن موجة المد العالي الذي انتهجته الجماعة بعد مرحلة المد المنخفض الذي قابلت به الرئيس بشار الأسد بعد استلامه السلطة، اتخذت الجماعة مواقف أكثر تشددا في مواجهة النظام، فأصدرت الجماعة عدة بيانات تطالب فيها بتغيير النظام وأن الخلاص منه أصبح قريبا خلال أشهر قليلة (كما عبر عن ذلك أحد بيانات الجماعة)، ثم اتخذت الجماعة خطوة من العيار الثقيل ودخلت في تحالف غريب من نوعه، إذ وضعت يدها في يد أحد أركان النظام الرئيسيين في زمن الرئيس الراحل حافظ أسد وأحد الأركان المهمشة في زمن الرئيس الحالي بشار الأسد وهو نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام الذي ظهر فجأة في باريس وأعلن معارضته للنظام. هذه الخطوة طرحت أسئلة كثيرة لم يكن لها إجابات واضحة عند الجماعة أو حتى عند المحللين: من الذي استفاد من الآخر خدام أم الإخوان؟ ماذا لدى خدام من معلومات حتى يدخل معه الإخوان في تحالف خطير؟ ما الذي تغير في خدام –رغم تاريخه المعروف داخل الوطن- حتى تقبل به الجماعة كأحد المعارضين وتقبل به رئيسا لجبهة الخلاص الوطني التي تم تشكيلها بين الطرفين؟ كل هذه الأسئلة وغيرها لم تجد أجوبة صريحة وواضحة، بل كان الجواب النهائي على كل شيء هو الدخول في تحالف مع أي جهة تريد تغيير النظام وتساعد على إنهائه. بعد ثلاث سنوات شعر الإخوان أن هذا التحالف فاشل وسوف يكون سببا في فشل بعض المشاريع الأخرى، لقد اتضح أن عبد الحليم خدام لا يملك تلك القوة أو العلاقات التي يستطيع أن يبني عليها مشروعا تغييريا في سوريا، كما أن نبوءاته حول النظام لم تتحقق، أضف إلى ذلك الصدى السلبي لهذا التحالف لدى الصف الداخلي للجماعة وفي داخل الوطن وأيضا لدى بقية التيارات الإسلامية الأخرى، كل هذا كان من مبررات الخلاص من الخلاص، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة والخطوة الأغرب في تاريخ الجماعة ! معارضة بدون معارضة ! جاءت أحداث الحرب على غزة وظهر فيها النظام السوري كداعم قوي للمقاومة من خلال تبنيه حركات المقاومة الإسلامية وخاصة حماس، وكان الجميع يقف مع حماس والمقاومة الفلسطينية وبالتالي فالجميع يقف بطريقة غير مباشرة مع النظام السوري. هنا وجد الإخوان فرصة تاريخية لرمي الكرة مرة أخرى في ملعب النظام، فكان بيان (تعليق المعارضة) الشهير الذي يصدر لأول مرة في تاريخ المعارضات العربية والإسلامية، حيث ذكر البيان أن أحداث غزة تقتضي الوقوف إلى جانب المقاومة، وهذا يستدعي توجيه الطاقات لهذا الدعم، وذكر البيان أن تعليق المعارضة هو من أجل هذا الأمر وحشد الجهود للمعركة الرئيسية. التفسير الآخر الذي تداوله الكثير من المحللين من داخل وخارج الإخوان أيضا، هو أن (تعليق المعارضة) خطوة من خطوات كثيرة يقوم بها الإخوان لإنفاذ وساطة محددة تقوم بها جهات مقربة من النظام السوري. فكان من متطلبات إنفاذ هذه الوساطات هو الخلاص من الخلاص، فأصدرت جبهة الخلاص بيانا تستنكر فيه موقف الإخوان وتعليق معارضتهم، ثم رد الإخوان ببيان على الجبهة وبرروا موقفهم بالتعليق. لكن الأمور تطورت بشكل سريع وأصدر الإخوان بيانا يعلنون فيه انسحابهم من جبهة الخلاص الوطني بسبب تعدي بعض أعضاء الجبهة على ثوابت التيار الإسلامي حسب بيان الإخوان. صفقة تنتظر التصفيق طبعا هذا التبرير غير مقنع لكثير من المراقبين، وإنما كان الهدف هو الخروج من الجبهة والخلاص منها بأسرع طريقة حتى يتم تنفيذ بقية الخطوات حسب بعض المصادر. فكان بيان التعليق أولا ثم الانسحاب من جبهة الخلاص، وجميع هذه الخطوات أفرحت النظام السوري لأنها تصب في مصلحته، فكان يهمه تدمير جبهة الخلاص، وكان يهمه أن يعلق الإخوان معارضتهم، وكان يهمه أن تنتهي أي معارضة خارجية، وهذا ما حدث. ولعل هذا ما يبرر الكلام حول صفقة تسوية بين النظام والإخوان تدور حول تخلي الإخوان عن أي جبهة معارضة وأن يعلنوا تعليق أو إيقاف معارضتهم، ويعلنوا أيضا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مسئوليتهم عن أحداث الثمانينيات ويعتذروا عنها بطريقة أو بأخرى، مقابل أن يلغي النظام قانون 49 الذي يقضي بإعدام كل منتسب للجماعة، وأيضا يسمح بعودتهم فرادى مع تخفيف الناحية الأمنية، وأن يتم إغلاق ملف المعتقلين نهائيا وعدم المطالبة بأية حقوق أو فتح ملفات في القضاء. كما تشمل الصفقة عدم السماح للجماعة بالعمل السياسي داخل الوطن والظهور إما بصورة حزب جديد أو بالاندماج مع أطراف أخرى. هذه أهم بنود الصفقة التي يتحدث عنها البعض أو الذي تسرب منها، وربما هناك تفاصيل أخرى غير واضحة، والذي ثبت الآن أن الأتراك وجبهة العمل الإسلامي هم من يقوم بهذه الوساطة وترتيب هذه الصفقة. البحث عن مدخل ربما يتشدد البعض في الرد على الإخوان ومهاجمتهم في خطواتهم السياسية والإعلامية والتي تدور حول العودة إلى الوطن ويتهمهم أنهم تنازلوا كثيرا وتخلوا عن كثير من الثوابت والمبادئ والأفكار، وربما يرى البعض الآخر (حتى داخل الجماعة) أن خطوات الجماعة غير كافية وعليها أن تبذل جهدا أكبر للعودة والتنازل عن بعض الأفكار والمواقف لأجل تحقيق المصلحة الأكبر وهي العودة إلى الوطن. وهذا ما يمثله صوت الدكتور محمد سعيد حوى الذي أعلن عن دراسة ذكر فيها أن الجماعة هي التي تتحمل مسئولية جزء كبير من الأحداث، وأن الجماعة تعاملت بطريقة متطرفة مع النظام ووصفته بأوصاف فقهية وشرعية غير صحيحة، وأن عليها أن تفصل بين السياسي والدعوي، وأن عليها العودة والوقوف مع النظام ضد جميع الأعداء. وهذا الصوت لا تكمن الغرابة والمفاجأة في الأفكار التي يحملها فقط، وإنما في كونه صوت حموي (من أهل حماة) وأنه ابن الشيخ سعيد حوى أكثر القيادات الإخوانية مواجهة للنظام، وعندما يكون هذا الصوت الحموي بهذه المواصفات فهذا يعني الكثير جدا للنظام. ورغم اتفاق الجميع على أهمية العودة والعمل داخل الوطن، فإن الخلاف يكمن في كيفية العودة وما بعد العودة، هنا تكمن التعقيدات واختلاف الآراء والضجيج الذي يملأ داخل الإخوان وخارجها. وعلى الإخوان أن يحسنوا الاختيار بين مجموعة من الحلول والاختيارات المعقدة والصعبة جدا، كما أن الإخوان مطالبون بتوضيح الرؤية وطريقة العمل وخط السير والأهداف القريبة والبعيدة، لأن التنقل من مسار لآخر وتغيير المواقف والرؤى قد يفكك بقية الجسد الذي انهارت منه أجزاء كثيرة. عملية الترميم التي يحتاجها الإخوان كبيرة جدا وتشمل جميع النواحي بدءا من القيادة وحتى القواعد، مرورا بجميع مؤسسات الجماعة؛ لأن الجماعة تعاني من خلل داخلي كبير وانفراط عقد كثير من القواعد وتسرب الطاقات وابتعاد الكثير من المحبين والأتباع، والعودة بهذا الشكل يعني أن هناك ثلاثين عاما قادمة فقط للبناء والترميم الداخلي ! وهنا يجب أن يسأل الإخوان أنفسهم: هل المشكلة والقضية في البحث عن مدخل والدخول منه للوطن أم القضية والمشكلة فيما بعد الدخول؟ كيف يتم الدخول؟ وأين يتم الجلوس؟ والخوف كل الخوف من العثور على مدخل ثم البحث بعد ذلك عن مخرج منه! (*) كاتب ومحلل سياسي متخصص في التيارات الإسلامية (المصدر: بوابة « إسلاميون » بموقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 سبتمبر 2009) الرابط:http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1251021435248&pagename=Islamyoun%2FIYALayout

 
سياسة الكيل بمكيالين.. الإسلام في الميزان الغربي


علاء الأسواني (*) الانحياز السياسي والإعلامي جلي للغاية. لكن يجب علينا، نحن العرب والمسلمين ان نحارب الخطأ، ونصحح الأفكار بشان عقيدتنا. ديني باتين قس اميركي من طراز خاص. في العام 1996 في أريزونا، أطلق برنامجا أسماه «سيلفر رينغ سينغ»، أو خاتم الفضة، هدفه حض الأميركيين على عدم ممارسة الجنس قبل الزواج، مقنعا إياهم بأن ذلك يعد زنا وخطيئة. ينظم باتين باستمرار نشاطات يشارك فيها مئات الشباب الأميركيين، يقرأون الإنجيل معه، ثم يتعهدون أمام الرب بأنهم سيحفظون عذريتهم لأجل أزواجهم وزوجاتهم، في المستقبل. في ختام الاحتفال، يضع كل منهم، خاتماً فضياً، نقشت عليه عبارات من الإنجيل، إلى ان يتزوجوا. المدهش هو ان حملة باتين لقيت استحساناً واسعاً في الولايات المتحدة، لا بل تلقت تمويلاً من الحكومة. في التلفزيون الفرنسي، شاهدت برنامجاً مسهباً حول باتين، حيث دافع أنصار عن العذرية بوصفها فضيلة. أطرقت في التفكير. أفكار باتـين بشأن العفة بوصفها فضيلة تتوافق كلياً مع الثقافة العربية الإسلامية، ومع ذلك فإن التلفزيون الفرنسي تعامل معه بكل أدب، لأنه أميركي ومسيحي وأبيض. فلو قال عربي او مسلم الأمر ذاته، لكان تلقى سيلاً من الاتهامات بأنه متخلف وبربري ويزدري النساء. هذه الازدواجية الغربية سائدة ومنتشرة. وثمة أدلة كثيرة على ذلك. الانتخابات الأخيرة في إيران أسفرت عن فوز الرئيس أحمدي نجاد. لكن ثارت ادعاءات عن تزوير الاقتراع. وقفت الحكومات الغربية في المرصاد. أصدرت بيانات شديدة اللهجة، دفاعا عن الديموقراطية في إيران. في مصر، لطالما تم تزوير الانتخابات، وعلى مدى سنوات، لتأتي بالرئيس مبارك على رأس السلطة، عبر استفتاءات مزورة. فلماذا إذاً لم تثر مثل هذا الغضب؟ الاحتجاج ليس دفاعاً عن الديموقراطية وإنما هو إحراج للنظام الإيراني، المعادي لإسرائيل، والذي يحاول تطوير قدراته النووية، التي تشكل خطراً على الامبريالية الغربية. الحكومة المصرية في المقابل، رغم كونها استبدادية يستشري فيها الفساد فهي مطيعة أليفة، ولهذا يتغاضى الإعلام الغربي عن اخطائها، مهما كانت جسيمة. عندما أرديت الشابة الإيرانية نورا سلطان بنيران مسلح مجهول، احتل خبر وفاتها العناوين العريضة في الصحف عبر العالم. أثير السياسيون الغربيون لدرجة أنه حتى الرئيس أوباما كاد يبكي، وهو يقول ان ما يحصل يدمي القلب. بعد أسابيع قليلة، كانت الشابة المصرية مروة الشربيني تمثل أمام المحكمة في مدينة دريسدن الألمانية، تشتكي على رجل أساء معاملتها عرقياً، لأنها كانت ترتدي حجاباً. غُرّم الرجل بدفع 2800 يورو لأنه شتمها. غضب الرجل المتطرف، فهاجم مروة وزوجها بسين. مروة قتلت على الفور. لا بد من أن ينظر إلى مقتل مروة ومقتل ندى على انهما جريمتان، فيهما القدر ذاته من البربرية. لكن مقتل المرأة المصرية المحجبة لم يدم قلب أوباما، ولم يحتل الصفحات الأولى في صحف العالم. مقتل ندى يجرّم النظام الإيراني، في حين ان مقتل مروة يظهر أن الإرهاب ليس مقتصراً على الـعرب والمسلمين، إرهابي ألماني قتل سيدة بريئة وحاول قتل زوجها ببساطة لانها مسلمة محجبة. لا يهم الإعلام الغربي ان يوصل هذه الرسالة. باختصار، غالباً ما يتبنى الغرب، إعلامياً وسياسياً، وجهات النظر والسياسات التي تعادي العرب والمسلمين. لكن هل العرب والمسلمون، ضحايا هذه الأفكار المسبقة؟ حتما، كلا. لا يمكننا استخدام «الغرب» كتعبير محدد يعكس شيئاً واحداً. ثمة ملايين الغربيين العاديين الذين لا يحبون ولا يكرهون الإسلام، ببساطة لانهم لا يعلمون شيئاً عنه. الآن، ما هي الصورة التي يعكسها المسلمون عن الإسلام؟ إذا قرر غربي عادي أن ينقّب عن حقيقة الإسلام عبر ما يقوم به المسلمون ويقولونه، فماذا سيجد يا ترى؟ أسامة بن لادن سيطلّ عليه، كأنه خارج للتو من كهف بدائي، ليقول له ان الإسلام أمره بقتل أكبر قدر من الصليبيين الغربيين، حتى ولو كانوا مدنيين أبرياء لم يقوموا بشيء يستحق العقاب. بعدها، سيقرأ هذا الغربي عن قرار (حركة) طالبان بإغلاق مدارس الفتيات، مجادلةً بأن الإسلام يحظر التعليم عن النساء، لأنهن ناقصات عقل ودين. ومن ثم، قد يقرأ هذا الغربي تصريحات يدلي بها من يسمون أنفسهم بالمشرعين الإسلاميين، يعلنون انه يتعين على المسلم الذي يعتنق ديناً آخر ان يعلن التوبة.. وإلا فالنحر. بعض المشرعين سيؤكدون ان الإسلام لا يعترف بالديموقراطية وبان طاعة الحاكم واجب، حتى وإن كان يقمع أتباعه ويسرقهم. سيرحبون بالنساء اللواتي يخفون وجوههن بالنقاب، لكيلا يثرن من ينظر إليهن جنسياً. لن يكتشف الغربي أن الإسلام منح النساء والرجال حقوقا متساوية وطلب منهم الواجبات ذاتها. لن يكتشف أن قتل البريء، برأي الإسلام، هو كمن قتل الناس اجمعين. لن يجد قط ان النقاب لا يمت بصلة إلى الإسلام، وإنما هو عادة توارثناها عن المال القادم من الخليج، حيث مجتمعات الصحراء. لن يكتشف الغربي قط أن الرسالة الحقيقية وراء الإسلام هي الحرية، والعدالة، والمساواة، وبأنه يكفل حرية المعتقد، حتى لأولئك الذين يختارون ألا يؤمنوا، وبأن الديموقراطية أساسية في الإسلام، وعليه، فإن الحاكم لا يمكنه أن يتبوأ السلطة من دون حصوله على مبايعة المسلمين. بعد كل هذا، هل بإمكاننا أن نلوم الغربي إذا اعتبر أن الدين الإسلامي دين تخلف وإرهاب؟ العام الماضي، كان عليّ أن ألقي خطاباً في النمسا عن حقيقة الإسلام. رويت لهم كم كان النبي محمد دمث الخُلُق، فكان عندما يسجد للصلاة، كان حفيداه الحسن والحسين يقفزان على ظهره ليلعبا. كان يظل ساجداً لكيلا يزعلهما، ثم يستأنف صلاته. سألتُ الحضور: «هل بإمكانكم ان تتصوروا رجلاً يوقف صلاته من أجل أطفال يروّجون للقتل والإرهاب ضد الأبرياء؟». الكثيرون استمعوا إلى هذه القصة باهتمام شديد ليسألوني لاحقا كيف بإمكانهم الحصول على معلومات تظهر حقيقة الإسلام. صحيح أن سياسة الغرب تعاملنا كأننا شعوب مستعمرة لا تستحق التمتع بحقوق مواطنيه، وصحيح ان إعلامه غالبا ما هو منحاز ضد العرب والمسلمين، لكنه صحيح أيضاً أن النسخة الوهابية المتخلفة عن الإسلام هي السائدة حالياً وتسهم في بلورة صورة غير عادلة ومغلوطة عن الإسلام. من واجبنا أن نبدأ بأنفسنا. علينا صون الإسلام من كل أفكاره المغلوطة والمتخلّفة. والديموقراطية هي الحل. عن الغارديان البريطانية نقلتها إلى العربية جنان جمعاوي (المصدر: « الغد » (يومية – الأردن) بتاريخ 17 سبتمبر 2009)

ضحاياه مليون فرد كل سنة في العالم: الانتحار، ثالث أسباب موت الشبان ومتوسطي العمر

بقلم غوستافو كابديفيلا/ وكالة انتر بريس سيرفس جنيف, سبتمبر (آي بي إس) – قدرت منظمة الصحة العالمية أن نحو مليون شخصا ينتحرون سنويا في العالم، ما يمثل عاشر أسباب الموت عامة وثالثها بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 عاما. كما قدرت أن محاولات الإنتحار تفوق هذا الرقم بما قد يبلغ عشرين ضعفا. وأفادت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي لمنع لإنتحار أن معدلات الإنتحار في العالم قد إزدادت بنسبة 65 في المائة في آخر 45 عاما. وذكرت أن ظاهرة الإنتحار متفشية بين كافة الثقاقات علي إختلاف أنواعها. وأشارت الي ان عدد الرجال المنتحرين يتجاوز النساء بفارق شاسع، وإن كانت محاولات الإنتحار أكثر إنتشارا بين النساء، علما بأن الصين هي البلد الوحيد الذي يزيد فيه عدد حالات إنتحار المرأة عن الرجل، وان كانت البيانات غير مستحدثة. كما أفادت المنظمة أن ليتوانيا تتصدر قائمة دول العالم من حيث عدد حالات الإنتحار، بما يبلغ 68 في الألف من السكان الرجال مقابل 1,2 في الألف من النساء، تليها بيلاروسيا (63,3 و10,3 في الألف علي التوالي)، روسيا (58 و 9,8 في الألف)، كازاخيستان (45 و 8)، وسري لانكا (44,6 و 11 في الألف). هذا ولقد صرحت الكسندرا فلايشمان، الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية لوكالة انتر بريس سيرفس أن دوافع الإنتحار تتباين حسب الثقافات. ففي الدول الأوروبية، يأتي الخلل العقلي ضم أهم دوافع الإنتحار بسبب الكآبة والإفراط في تعاطي المشروبات الكحولية، مقارنة بالدوافع الإنفعالية في آسيا علي سبيل المثال. كذلك فقد إغتنمت المنظمة توقيت اليوم العالمي لمنع لإنتحار في العاشر من سبتمبر للدعوة الي عقد اجتماع في العام القادم لدراسة حالة شعوب الأرض الأصلية، حيث تتجاوز حالات الإنتحار معدلاتها بين بقية السكان. وقد سجلت هذه الظاهرة بصورة خاصة في حالة الشعوب الأصلية في نيو زيلاند والولايات المتحدة وكندا. ومن ناحية أخري، أفادت المنظمة الأممية أن مبيدات الآفات تتصدر قائمة وسائل الإنتحار في العالم، ما حملها علي إطلاق برامج صحية وقائية متخصصة في مختلف الأقاليم، بالتركيز علي ضمان أماكن مأمونة لتخزين مثل هذه المبيدات. وأضافت خبيرة المنظمة أن الشركات العاملة في إنتاج وتسويق المبيدات قد إستجابت لمتطلبات التعاون في هذا المجال. كما ناشدت منظمة الصحة العالمية وسائل الإعلام التحلي بالمسئولية لدي الإعلام عن حالات الإنتحار وعدم المغالاة في إبراز أهميتها.
 
(آي بي إس / 2009)

أوروبا والإسلام.. تاريخ من سوء التفاهم

عرض / بدر محمد بدر يصنف هذا الكتاب في إطار محاولة عدد من مفكري ومؤرخي الغرب البحث في العلاقات التاريخية بين الإسلام والعالم الغربي, لاستجلاء أسباب « سوء التفاهم » بين الأوروبيين والمسلمين, وصولا إلى فهم أفضل لهذه المرحلة التاريخية, التي يراها بعض المراقبين ذروة القلق الغربي من الصعود الإسلامي وظهور الحركات الإسلامية, خصوصًا في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. والمؤلف فرانكو كارديني هو أستاذ تاريخ العصور الوسطى في جامعة فلورنسا بإيطاليا, ويقوم أيضًا بتدريس تاريخ العصور الوسطى في جامعة باريس, وهو مترجم بقسم اللغة الإيطالية بجامعة عين شمس بالقاهرة, وله العديد من الكتب المترجمة عن الإيطالية. والهدف من الكتاب كما يقول المؤلف هو تتبع المسيرة التي قطعتها أوروبا للاتصال بالإسلام, والعملية التاريخية التي تطورت بموجبها العلاقات, وتعدد المظاهر والمفاهيم وأشكال الحكم المسبق وتشويه المعلومات المضادة, التي أثرت على رؤية الطرف الأول (أوروبا) للطرف الثاني (الإسلام). الإسلام عدو محتمل في البداية يؤكد المؤلف أن العلمانية أو الحداثة الغربية تمنع الاستمرار في النظر إلى أوروبا على أنها كيان مسيحي, في الوقت الذي يمكن أن نلحظ ميلاً أوروبيا شائعًا للنظر إلى الإسلام على أنه عدو محتمل, وهو ميل يمكن اعتباره جديدًا. وبنظرة تاريخية يمكن القول إن حروب المسلمين المتكررة على أوروبا بين القرنين السابع والعاشر, وبين القرنين الرابع عشر والثامن عشر, ساهمت في تشويه صورة الإسلام ونشر الأكاذيب والخرافات عنه, في ظل صعوبة التواصل والنقل المباشر بين الشعوب, في نفس الوقت الذي ساهمت في مولد أوروبا وتحديد ملامحها وتشكيل هويتها. ويستعرض المؤلف الصراع بين المسلمين والأوروبيين في القرون: الثامن والتاسع والعاشر الميلادية, وصولاً إلى الحروب الصليبية, التي يشير إلى ارتباطها بقلق ومخاوف المسيحية الغربية من نهاية العالم, كما ارتبطت أيضا بمتغيرات بيئية واجتماعية وصراعات سياسية ودينية, جعلت الناس تنظر بتركيز إلى « القدس » حيث كان ينتظر أن يتحدد فيها مصير البشرية. وفي عام 1033 اشتعلت التوقعات من جديد الخاصة بتوقع نهاية العالم, وتدفقت موجات جديدة من المؤمنين المنزعجين على فلسطين أملا في أن تفاجئهم نهاية العالم هناك, وهز أوروبا الرعب من نهاية العالم الوشيكة, حيث كان المثقفون يفكرون بتركيز أكثر دائما في الوصول إلى « الآخرة » بين الحسابات الفلكية وتفسيرات الكتب المقدسة, وبالتالي لا يمكن فهم الحماس الذي ردت به أوروبا على النداء الموجه عام 1095 من أوربانوس الثاني بدون هذه المقدمات, وبدون التاريخ الطويل للمعاني الروحية للحج عند المسيحيين. ويرى المؤلف أن فشل الحملات الصليبية في الأراضي المقدسة, وزيادة فرص التبادل التجاري والمعارف بين المسيحيين والمسلمين, أديا إلى تغيير الرؤية الشيطانية التي كانت عند الأوروبيين تجاه المسلمين, لتضاف إليها عناصر من التقدير والتعاطف. وكان الأوروبيون يرون أن المسلمين عبدة أصنام, وأن عقيدتهم تدفعهم لكل أنواع الشرور والمفاسد, وفي مرآة الشعر الملحمي المشوهة كان المسلمون يكتسبون صفات أسطورية سحرية وحتى شيطانية, وكانت هذه رؤية شعبية قدر لها مع ذلك أن تبقى قوية في الخيال الجماعي لمدة طويلة. ترجمة القرآن الكريم ويشير المؤلف إلى أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي على يد روبرتو دي كيتون, ويوضح أنها أعدت على ما يبدو من خلال الترجمة من العربية إلى العبرية إلى القشتالية ثم اللاتينية, وعلى الرغم من أنها كانت مضطربة ومليئة بالثغرات وغير مكتملة, فإنها كانت مهمة حتى إنها بقيت أساسية في القرون الأربعة التالية. ويقول المؤلف إن شبه الجزيرة الأيبيرية (الأندلس) هي الأم الحقيقية للتجديد العلمي للغرب, ولنشر واحدة من أعظم الدعائم المادية فيه, وهي صناعة الورق التي نقلها المسلمون عن الصين, حيث بنيت مصانع لإنتاج الورق في طليطلة في القرن العاشر الميلادي. لقد أصبح الاتصال بالثقافة العربية والإسلامية أكثر عمقًا في تلك الفترة, نتيجة للتطور الكبير في الاقتصاد والتجارة, وبدأت حركة ترجمة واسعة لكتب الجغرافيا والرياضيات والطب والفلك والصيدلة والأدب والفلسفة وغيرها. ورغم ذلك ظل العداء « للاستعراب » قائمًا بقوة, وخلال القرن الرابع عشر زادت هذه المواقف المعادية للعرب المسلمين عمقًا, حتى أصبحت أحد المكونات الأساسية للحركة الإنسانية الوليدة. ومع ظهور المطبعة على يد يوحنا جوتنبرج في القرن السادس عشر, انتشرت كتابات تتحدث عن الإسلام بصورة سيئة للغاية, حيث كانت تقدمه بصورة غير صحيحة, أو تكيل له السباب, وحتى ذلك الحين كان الإسلام قد عرف المسيحية أفضل مما عرفته المسيحية, ولكن الاهتمام الذي أثاره تقدم المسلمين الأتراك في أوروبا, مع تزايد عدد التجار والرحالة الأوروبيين إلى أرض الإسلام, بدأ يغير هذا الواقع بالتدريج. ويواصل المؤلف سرده لأحداث الغزوات والحروب والمعارك والانتصارات والانكسارات بين المسلمين والأوروبيين, التي تركت الكثير من الأفكار السيئة عن الإسلام, والخرافات التي انتشرت عبر الملاحم والحكايات الشعبية.  ولكن مع ظهور عصر النهضة وانتشار الفكر والعقلانية, أدركت أوروبا أن الإسلام نجح في مزج الكثير من الشعوب المختلفة جدا, فهؤلاء الناس يرتدون ألف نوع من الثياب ويتحدثون ألف لغة, ولكنهم يصلون لله في نفس ساعات الليل والنهار, متجهين نحو نقطة واحدة من الأرض, وهم يتلون نفس الصيغ بنفس اللغة, حتى ولو كانت منطوقة بتنوع كبير من النبرات والأصوات. وإذا كانت أوروبا التنوير تتجه نحو تحديد العقل والطبيعة والسعادة, فإن الإسلام كان يبدو كظل محمل بالنور الباهر والصمت الغامض, فهو دين سماوي يتجاوز العقل, ولكن خرجت منه مجموعة من أروع الفلاسفة في تاريخ البشرية, ومع ذلك يجب أن لا ننسى أن الإسلام أثار الرعب طويلاً في أوروبا. حملة نابليون ويصل المؤلف إلى نهاية القرن الثامن عشر وانطلاق حملة نابليون بونابرت إلى مصر والمنطقة العربية في ظل ضعف الدولة العثمانية, ثم الاحتلال البريطاني لمصر والفرنسي لسوريا والجزائر وتونس, ووقوع العالم العربي تحت سيطرة الغرب, وظهور المشكلة اليهودية في فلسطين بدءًا من نهاية القرن التاسع عشر. ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تدهورت الظروف المعيشية لليهود الشرقيين, خاصة في روسيا, وهو ما أدى إلى نزوح حقيقي, حيث اختار الكثيرون الولايات المتحدة, واستقر آخرون في أوروبا وخاصة في فرنسا, ولكن ما يقرب من 30 ألفا منهم فضلوا التوجه إلى فلسطين عام 1882 تقريبًا. وبين عامي 1889 و1895 جمعت جمعية أصدقاء صهيون لاستيطان المستعمرين في فلسطين مبالغ طائلة وفي عام 1896 ظهر كتاب تيودور هيرتزل عن الصهيونية, لكنها كانت قائمة على العلمانية وليس على الدين. ويشير المؤلف إلى أن الدبلوماسية البريطانية حققت ثلاثة أهداف لا يمكن التوفيق بينها, وهي: إثارة العرب ضد الأتراك بالوعد بوطن عربي كبير متحد ومستقل, وإبعاد اليهود الصهاينة, الذين كانوا في معظمهم من أصل ألماني عن قضية القوى المحورية في الحرب العالمية الأولى, وتلبية الاحتياجات الحزبية للحركة الصهيونية, التي لم تعد تكتفي بأي أرض لشعب بلا أرض, ولكنها كانت تريد بالذات تلك الأرض, والهدف هو إبعاد أو تخفيف التعاطف الصهيوني مع ألمانيا. ويرى المؤلف أن القضية العربية الإسرائيلية, خلال الثلاثين سنة الأخيرة, ومع غروب أوروبا بوصفها قوة عالمية خصوصا بعد عام 1989, إضافة إلى ظهور نظام عالمي جديد يتميز بوجود قوة عظمى وحيدة, هي الولايات المتحدة الأميركية، كل هذا أثر بصورة قوية وغير بعمق -سلبًا- العلاقات بين أوروبا والإسلام. لقد اهتزت بعمق الثقة التي كانت لدى العديد من الدوائر الإسلامية تجاه الغرب, في أعقاب الهزيمة العربية أمام إسرائيل عام 1967, وبالتالي في إمكانية « عولمة  » الإسلام. أوروبا حائرة ومبهمة إن أوروبا لم تعد محورًا للعالم سياسيًّا, وهي قوة عظمى ماليا واقتصاديًّا, لكنها لا تمتلك حتى الآن مؤسسات موحدة, ولا تزال غير قادرة على التعبير عن سياسة دولية وخط دبلوماسي مستقل إزاء « الحليف » الأميركي, وبالتالي تبدو اليوم حائرة ومبهمة أمام حكومات وشعوب دار الإسلام. ويبدو -كما يرى المؤلف – أن علاقاتها مع الولايات المتحدة تؤثر على حريتها واستقلاليتها سواء في العمل أو في الحكم تجاه دول مثل إيران والعراق وليبيا, في حين أن الرأي العام فيها لا يزال بعيدًا جدًّا عن الحقائق, ونادرًا ما يتأثر بالحركات الدينية والثقافية في العالم الإسلامي, حيث تبدو إزاءه التمييزات المجردة بين « علمانيين » و »متطرفين » أو صفات أخرى غير دقيقة. والمعلومات الهزيلة والرديئة المستوى التي تظهر, وفيرة من خلال الممارسة المتكررة لوسائل الإعلام, تقترن ببقاء أحكام مسبقة قديمة مع تجددها بصورة مضحكة, لمنع الوصول إلى رؤية هادئة ومرنة للأشياء بصورة واقعية, فيما يتعلق بالإسلام. ويشير الكاتب في نهاية مؤلفه إلى ازدياد نمو الجماعات المسلمة في أوروبا في السنوات الأخيرة, سواء من خلال الهجرة أو انتشار الإسلام نفسه, وهذه الجماعات وسعت من حدود دار الإسلام, بيد أن عليها أن تتعامل مع أوروبا, التي هي بدورها في مرحلة إعادة تعريف حساسة لنفسها, وهي قوية ولكنها غير متجانسة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي, ولم تتميز بعد بالوضوح في مجال خياراتها السياسية. وهي حائرة كذلك على صعيد الهوية الثقافية, وفي كل الأحوال يتزايد في أوروبا يومًا بعد يوم المواطنون والمقيمون الذين يتبعون منهج الإسلام. المصدر:الجزيرة.نت

الخوف من البرابرة

عرض/ نزار الفراوي  
في أجواء فكرية وإعلامية محتقنة تؤطرها مقولة « صدام الحضارات »، وتنشطها تيارات مغرقة في التبسيط والاختزال، تمتهن التحريض على دفع الخطر القادم من الجنوب ومن المجتمعات المسلمة أساسا، والاحتراز من الخطر الجاثم داخل المجتمعات الغربية نفسها من خلال الجاليات المسلمة.. تبرز أصوات قليلة، خافتة في ساحة الجدل الإعلامي وبين طوائف الرأي العام، لكنها ثقيلة في ميزان التحليل الموضوعي الهادئ للقضايا المطروحة. نتيجة متابعة طويلة ومتزنة كانت ديدنه في مختلف منتجاته الفكرية الغزيرة، جاء الكتاب الأخير للمفكر الفرنسي البلغاري تزفتان تودوروف مرافعة عالية المستوى لحساب الحوار الحضاري الخلاق، والتعددية الثقافية الضرورية لإغناء التجربة الحضارية البشرية، وضد طروح الصدام المدمر التي تعبئ النخب السياسية ووسائل الإعلام وشرائح الرأي العام ضد الآخر المختلف، المتمثل أساسا في مليار مسلم ينظر إليهم كقنابل موقوتة موجهة لنسف مسار التفوق الحضاري الغربي في مختلف المجالات. بعنوان بليغ له دلالته التاريخية العميقة « الخوف من البرابرة.. ما وراء صدام الحضارات »، يأتي الكتاب محاولة لفتح قنوات حوار حضاري صعب، لكنه ضروري من أجل إنقاذ « كوكبنا الهش » من خلال الانكباب على تبديد دافعين أساسيين يرى المؤلف أنهما يؤطران -إلى مدى بعيد- الذهنية الجماعية أو صناعها بالتحديد في العالمين الغربي والإسلامي. من جهة، شعور الخوف من الاجتياح الإسلامي، إن مادياً عبر قوافل الهجرة والتكاثر الديمغرافي بين المسلمين، أو رمزياً عبر القيم وأنماط الحياة الإسلامية التي ينظر إليها كتحد لمكتسبات الحضارة الغربية المتمثلة أساسا في حقوق الإنسان والحرية. ومن جهة أخرى مشاعر النقمة السائدة في عالم يمتد من المغرب إلى باكستان والموجهة ضد المستعمر السابق، والحنق على سياسات الهيمنة والاستغلال والتدخل التي تنتهجها بعض القوى الغربية. الخوف والتدمير الذاتي للغرب انطلاقا من مقاربة سيكولوجية، يحذر تودوروف من انتشار عدوى الرهاب من الإسلام والمسلمين، بوصفه يفتح باب الارتداد عن القيم الغربية نفسها ولو باسم الدفاع عنها. فالخوف يصبح خطرا بالنسبة للذين يشعرون به.. بل إنه باسم الوقاية من القيم والسلوكات غير الإنسانية لدى الآخر، يصبح التبرير الرئيسي للسلوكات نفسها. إن الخوف من « البرابرة » من شأنه أن يحولنا إلى « برابرة » حسب المؤلف الذي يلوذ بالتاريخ بشكل منهجي مطرد، ليبرز أن العلاج قد يكون أخطر من المرض ذاته. فقد قاد الاستسلام للخوف في الغرب إلى الدخول في مغامرات عسكرية أنتجت فشلا مزدوجا « جعلت الخصم أكثر قوة، وجعلتنا أكثر ضعفا ». الخطر الإرهابي في الحالة الأميركية لم يكن فعل دول بل فعل أفراد، وبالتالي فإن ضرب دول مسلمة عسكريا (العراق وأفغانستان..) لم يضعف الإرهابيين وإنما ألقى بهم في حضن الشعوب. ثم إن هذه الحملات أنعشت مشاعر الحقد والرغبة في الثأر لدى الجماهير الواسعة، فضلا عن أن المبالغة في الرد على الإرهاب أسقطت الغرب في التناقض مع قيمه، وهو يتبنى أو يغض الطرف عن الاجتياح العسكري المنافي للقانون الدولي وممارسة التعذيب وقصف قرى المدنيين من وحي المفهوم المكيافيلي « الغاية تبرر الوسيلة ». هذه السياسة تدمر الغرب من الداخل في نظر تودوروف الذي يمعن في طرح السؤال الأخلاقي على سلوك المنظومة الغربية « ما دمنا من أجل حماية القيم الديمقراطية العزيزة علينا، ننحو نحو التخلي عنها، كيف يمكن التهليل للنصر على عدو إن كان الانتصار عليه فرض علينا أن نصبح مثله؟ ». أما داخل حدود الغرب نفسه، فإن المؤلف يرصد بمتابعة حثيثة ظرفية حافلة بالتوترات الاجتماعية والثقافية التي كانت الأقليات المسلمة طرفا رئيسيا فيها، كيف أن الخوف يسقط الغرب في مقاربة بعيدة عن التسامح تجاه هذه الأقليات الواسعة التي تعطي للدين مكانة أوسع في حياتها الاجتماعية مقارنة مع المجتمعات الغربية التي تجد صعوبة في تفهم هذه الخصوصية. إن الممارسة الدينية لدى الأقليات تثير حفيظة شريحة من الفاعلين السياسيين والإعلاميين الذين يبنون مجدهم على شعبوية يمينية تنسب جميع أمراض المجتمعات الغربية إلى الأجانب والمسلمين بوجه خاص، بل تطور الأمر إلى إفراز طبقة من « الخبراء » في الإسلام الذين تناسلوا فجأة في وسائل الإعلام، وهم يعتبرون التدين خطرا تنبغي محاربته بوصفه يحمل كابوس العودة إلى عهد الشمولية الكنسية. حذار من الكونية الزائفة الكتاب يعد بالفعل درسا في النقد الذاتي وأخلاقيات التحليل الموضوعي لقضايا تعبر المسافة بين الذات والآخر. مشكلة الغرب مع العالم الإسلامي هي إصراره على إسقاط تجربته الحضارية الخاصة على الطرف الآخر. في هذا السياق، يحذر المؤلف من الاعتقاد بأحكام مطلقة عابرة للثقافات، من مثل أن « أي شخص يحمل هذا الاعتقاد يصبح خطيرا عندما يقرر أن على العالم بأسره أن يستفيد من مزايا مجتمعه وتجربته التاريخية المحدودة في الزمان والمكان، وأنه بالتالي مدعو إلى غزو بلدان أخرى إن لزم الأمر من أجل إمدادها ببشائر التقدم والرخاء ». ويلفت تودوروف إلى أن ذلك كان مبرر منظري الاستعمار، وهو نفسه مبرر منظري التدخل باسم الإنسانية أو باسم الديمقراطية والحرية، كما ردد جورج بوش وهو يعبئ لغزو العراق.. « القول بالكونية يهدد فكرة مساواة الشعوب ». يقوم المؤلف بمماثلة منهجية تاريخية حين يربط بين وصف دوائر غربية للحضارة الإسلامية بأنها « بربرية » وبين مفهوم البرابرة في عهد اليونان والذي كان يشمل كل من لا يتحدث اللغة اليونانية، ليخلص إلى أن المركزية الغربية ترى أن كل من يخرج عن القيم الغربية يدخل دائرة « البرابرة ». والحال أن البربرية الحقيقية تتحقق حين تعتقد مجموعة بشرية ما -في إشارة إلى الغرب- بأنها تجسد التمدن والإنسانية وترفض الاعتراف بتجربة الآخر، فتسقط في شرك الانغلاق على ذاتها، وذلك مؤشر رئيسي على حالة « البربرية ». ويلخص المؤلف أطروحة التنوع الحضاري واختلاف قيم التقدم والتفوق بقوله إن « سجادا تقليديا قد يكون أروع من لوحة تجريدية ». ينكب تزفتان تودوروف في سياق دحضه مقولة التفوق الحضاري الغربي على تسفيه كُتاب لمع نجمهم عبر طروح تبسيطية وجدت رواجا لدى دوائر الإعلام المهيج والشعبويين اليمينيين. وخير تجسيد لهذه الأصوات، الصحفية الإيطالية أوريانا فالاتشي في كتابها « السعار والأنفة »، إذ ترى أن « مجرد الحديث عن ثقافتين يزعجني. أما وضعهما على نفس المستوى فيثير حنقي ». كما يتوقف عند نموذج الكاتب إيلي برنافي في كتابه « الأديان القاتلة » الذي جاء فيه « هناك الحضارة وهناك البربرية، وبينهما لا وجود لنقطة حوار ». ولا يتردد تودوروف الذي يتميز بمقاربته ذات التخصصات المتعددة في الاستعانة بآراء الأنثروبولوجيين الغربيين الكبار من حجم كلود ليفي ستروس الذي يقول إن « كل المجتمعات جيدة أو سيئة، وجميع أحكام القيمة نسبية بالضرورة ». أما خلاصة المؤلف فهي أن « خطوة كبرى نحو الحضارة سننجزها يوم نعترف بأن الآخرين لا يحملون نفس ثقافتنا، ولا ينظمون مجتمعاتهم بنفس طريقتنا، ويعيشون بتقاليد مختلفة عن تقاليدنا ». أطروحة الصدام.. اختزال وتحريض عاد المؤلف إلى تقليب مقولة صدام الحضارات كما بلورها صمويل هنتنغتن في كتابه الشهير، ملاحظا أن الباحث الأميركي وهو يحلل الفروق بين القيم الغربية وغيرها يربط اختيارات سياسية معينة -من قبيل الديمقراطية التي رآها حكرا على الغرب- بسمات ثقافية معينة، ما يشكل خلطا غير مقبول أكاديميا. هنتنغتن يقترح -حسب تودوروف- تفسيرا تبسيطيا لعالم معقد ومن هنا سر انتشاره الإعلامي الواسع، علما بأن أطروحته ليست جديدة تماما بحيث بلورها أستاذه برنارد لويس منذ زمن. كتاب هنتنغتن تحريض مباشر على الصدام حين يؤكد أن « بقاء الغرب رهين بتأكيد الأميركان هويتهم الغربية، وأنه على الغربيين أن يتوحدوا لإعطاء حضارتهم الغربية مزيدا من القوة في مواجهة التحديات التي تطرحها الحضارات الأخرى ». بالنسبة لتودوروف، تقوم الأطروحة على مزيج نظري غريب بين العوامل الدينية والجغرافية واللغوية، ويسجل على صعيد آخر أن هنتنغتن يتعامل مع الحضارات ككتل ثابتة بينما هي في حال تغير وتطور دائمين، فضلا عن أن كل فرد يحمل في داخله ثقافات متعددة هي حصيلة تجربته وتفاعله مع العالم، وبالتالي من السذاجة عزل المسلمين كحالة ذهنية وسلوكية استثنائية والحديث عن « الحدود الدموية للإسلام ». على غرار هنتنغتن، لم تنفك أوريانا فالاشي تقرع أجراس الاصطدام الحتمي « نحن في مواجهة حرب صليبية معاكسة.. إنها حرب دينية ترمي إلى غزو أرواحنا وتبديد حريتنا وحضارتنا »، في حين يحذر إيلي برنافي من « أممية إرهابية مسلمة تعلن حربا بلا هوادة على الغرب (الملحد) ». كل هذه الطروحات تجتمع في النظر إلى ردود الفعل العنيفة الوافدة من العالم الإسلامي ضد الغرب على أنها حصيلة طبيعية لتشكيلتهم الأيدولوجية والدينية وليست جوابا على انتهاكات واعتداءات غربية تتعاقب منذ زمن بعيد. إنها كتابات تتجاهل مفعول المهانة والاحتقار الذي تستشعره فئات واسعة من العرب والمسلمين أمام الاستباحة العسكرية لبلدانها كالعراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين.. والواقع أن المؤلف لا يبرر أعمال العنف، لكنه يبحث في ذهنية ونفسية القهر التي تنتج ردود فعل عنيفة ولو باسم الدين، كما هو الشأن بالنسبة للمقاومة في فلسطين، حيث « تحول الدين إلى أيدولوجية حرب ». بهذا يؤكد على الطابع السياسي لاستياء المسلمين من الغرب، إذ لا يتعلق الأمر بحقد ديني أصيل، وحتى أسامة بن لادن لا يستمد شعبيته إلا من كونه الرجل الذي تحدى الغرب الغازي الجائر، وليس من قوة خطابه الديني. ازدواجية المعايير الغربية استنادا إلى وقائع متعددة وتجارب وطنية مختلفة معززة بالمعطيات والمؤشرات الدالة، يحذر تودوروف من اتساع مساحات التضييق على المجموعات المسلمة في أوروبا وعدم التسامح مع خصوصياتهم الحضارية، دون أن يهادن في ضرورة خضوع جميع المواطنين والمقيمين لدولة القانون التي تعلو على الجميع، مهما كانت انتماءاتهم الدينية والقومية. كما ينتقد سياسة التعميم المقصود أحيانا والتي تنحو إلى دمغ الإسلام والمسلمين بمختلف الحوادث المتفرقة الفردية المتعلقة بخرق حقوق الإنسان من قبيل جرائم الشرف وضرب الزوجات وختان الفتيات.. إلخ، علما بأن « الأعراف العنفية لا تأتي من الإسلام بل من تقاليد سابقة منتشرة في فضاء يمتد من المتوسط إلى الهند وجنوب أفريقيا، لدى المسيحيين والبهائيين كالمسلمين ». ويستطرد أن العنف ضد النساء منتشر أيضا في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا حيث تموت امرأة كل ثلاثة أيام إثر عنف يمارسه زوجها أو رفيقها. ومن وحي هذا الواقع، يشدد المؤلف على واجب الاحتكام إلى دولة القانون في الحكم على الممارسات الاجتماعية، تجنبا لتشكل كتل سكانية متنافرة تتصارع من أجل فرض تصوراتها وأنماطها الخاصة. ويحاول القيام بتحليل اجتماعي لسلوكيات المسلمين في أوروبا، وهو يرى من هذه الزاوية أن أعمال العنف في الضواحي الفرنسية خاصة والأوروبية عامة، وسقوط بعض الشباب المسلم في شرك التطرف، ليس إلا حصيلة للطابع المستفز لمجتمع الاستهلاك الذي يشبع نهم البعض ويلقي بالآخر على هامش الحياة العصرية المرفهة. وعبر محطات قوية في مسار الاحتكاك الإسلامي الغربي في البلدان الأوروبية، يرسم المؤلف صورة غير مشرفة لموقف نخب غربية واسعة إزاء الإسلام والمسلمين، بدءا من قتل المخرج الهولندي فان غوخ على يد مسلم غاضب من الاستفزازات الممنهجة من جانب المخرج والمنشط الإذاعي إزاء الإسلام، وصولا إلى قضية الرسوم الدانماركية التي جاءت في أجواء تسمها تعبئة إعلامية شديدة ضد الإسلام وتصاعد للإسلاموفوبيا. ورأى تودوروف أن الرسوم لا علاقة لها بحرية التعبير، لأن الحرية لا تمارس إلا في سياق بنية اجتماعية معينة لها توازناتها ونظمها، فالأمر إذن يتعلق باستفزاز واستهزاء بمشاعر طائفة سكانية. وقدم مقارنة بليغة بين انحياز الأوروبيين إلى الرسامين وصمتهم المطبق عن محاكمة المؤرخ الإنجليزي ديفد إيرفينغ بتهمة نفي المحرقة اليهودية. كما سجل بأسف -في هذا السياق- تصاعد معاداة الأجانب ونمو اليمين المتطرف الذي يتعزز في النمسا وبلجيكا والدانمارك وفرنسا وإيطاليا وهولندا وسويسرا.. مداخل الحوار الحضاري المنشود يبدأ الحوار الحضاري المنشود بوقف الشطط العسكري والتدخلات العنيفة التي تشعل نار الصدام وتنقل المعارك إلى قلب باريس ولندن، ما دامت قناة الجزيرة تنافس قناة سي.أن.أن في نقل وقائع الحرب على لبنان وغزو العراق أو أحداث غزة. ويدعو تودوروف إلى تكريس الاحتفاء بالتنوع الحضاري وتجاوز النظرة الدينية الضيقة للمسلمين، فهؤلاء لا يشكلون جنسا استثنائيا ضمن النوع البشري، كما أن سلوكهم ليس دائما محكوما بانتمائهم الديني، بل هو حصيلة لمجموعة من العوامل، لذلك « ينبغي الكف عن النظر إلى المسلمين من زاوية القرآن فقط ».. إنهم أناس يعيشون زمنهم ويومياتهم على إيقاع دوافع وضغوطات مختلفة. نجاح الحوار الحضاري -وفق رؤية المؤلف- يفرض لزاماً التوقف عن اعتبار الغرب لذاته مرجعا سابقا في الحوار، إذ « على الغربيين أن يتجاوزوا تصورهم عن أنفسهم كتجسيد للخير والكونية والقيم الحضارية »، وعليهم سحب القوات من مناطق التدخل في العراق وأفغانستان، وعليهم المساعدة على إنشاء الدولة الفلسطينية.. أما داخليا فينبغي الاعتراف بالتعددية الثقافية واحترام القيم الدينية التي تعتنقها شريحة واسعة من المجتمعات الأوروبية. في الختام يعد كتاب تزفتان تودوروف دعوة عاجلة إلى النخبة الغربية، « عليكم تجاوز مقاربة إثبات الذات عبر تدمير الآخر أو إخضاعه ». المصدر:الجزيرة.نت

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.