Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2477 du 04.03.2007
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: نداء عاجل من أجل وضع حد للمعاملات الاانسانية و للتجاوزات الفظيعة التي يشهدها سجن المرناقية
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: نداء من أجل الإفراج عن سجين الرأي الأستاذ محمد عبو
رد المجلس الوطني للحريات على ادعاءات السلطة بخصوص اعتقال الأستاذ محمد عبّو
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: خبــر عاجـــل
نورالدين الخميري: تطوّرات الأحداث في السّجن المدني بالمرناقيّة
لطفي الهمامي: البوليس يفرق بالقوة احتجاجات في الشارع
رويترز: تونس والجزائر تتفقان على تعزير التعاون العسكري
في حوار مع الحوار نت الأستاذ العياشي الهمامي يؤكد: « هناك جزء من المعارضة التونسية ينتظر الديمقراطية دون أن يعمل من أجل تحقيقها … »
صابر التونسي: ســـواك حـار (20)
محمد العروسي الهاني: خطاب أريحا بفلسطين يوم 03/03/1965 سيبقى مرجعا للعرب ومتحف بمصر للزعيم بورقيبة هو إعتراف بالفضل من أهل الفضل
زهير الخويلدي: نحن في عصر يسير نحو التنوير !
« إيلاف: الحبيب بو جناح « الخلل الجنسي عند الرجال في تونس مرض العصر
الشروق: أمراض الشيخوخة في تونس – مليون مسنّ مهدّدون… والأعصاب والمخّ في الصدارة
المخرج السينمائي النوري بوزيد يكشف لكم وجهه الآخر: الطالب القومي الثائر الذي حوّله السجن إلى شاعر فمخرج عالمي
الصباح :الـمسؤولية ليست تشـريـفـــا أو بــابا للــــرزق غـــــير الشريف
المرأة التي تأثر لمأساتها من شاهدها على قناة «حنبعل» تقول لـ«الأسبوعي»: قضية ردّ الاعتـبار تنطـــلق أولى جلساتها الشهر القادم
الصباح : مقترحات لتحسين البنية الأساسية وتطوير التجهيزات وتشريك الشباب في برامج التنشيط
رويترز : القاعدة تعلن مسؤوليتها عن هجوم على الشرطة الجزائرية
الحياة: الجزائر: مقتل 7 بينهم 4 روس
رويترز : حوار مع القذافي يظهر محدودية التغيير في ليبيا
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
تونس في 2007/3/4
نداء عاجل
من أجل وضع حد للمعاملات اللاانسانية و
للتجاوزات الفظيعة التي يشهدها سجن المرناقية
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن حملة الإيقافات التي عرفتها البلاد في المدة الأخيرة مازالت متواصلة إلى حد اليوم، إذ لا يزال عشرات الشبان يحالون على القضاء لمحاكمتهم في ظروف لا تتوفر فيها أبسط الضمانات القانونية .
كما علمت الجمعية أن عددا من الموقوفين وعائلاتهم يتعرضون إلى أبشع أنواع التنكيل في خرق فاضح لقانون السجون وقانون الإجراءات الجزائية، فقد وضع عدد من المساجين بزنزانات انفرادية بسجن المرناقية لا تتوفر فيها الإضاءة والهواء، شديدة البرودة والرطوبة وحرمانهم من الفسحة اليومية ومن كل وسائل الاتصال بالعالم الخارجي، ونذكر منهم على سبيل المثال السجين محمد على بن محمد شرفي وفيصل بن صالح الحريزي، وقد لاحظ عدد من المحامين أن منوبيهم يقع إحضارهم من طرف أعوان السجون في سيارات مغلقة وبعد وضع كيس أسود cagoule على رؤوسهم وتقييد أيديهم بالأغلال .
كما يتعرض البعض الآخر من الموقوفين الى التنكيل و ذلك بحرمانهم من العلاج رغم وضعيتاهم الصحية المتدهورة نتيجة اصابة البعض منهم بالرصاص أثناء القاء القبض عليهم من طرف البوليس، ونذكر هنا خاصة وضعية كل من محمد أمين ذياب الذي أصيب برصاصة في ظهره ويده وفتحي الصالحي الذي أصيب بشظية في رأسه وتعكرت صحته وأصبح يعاني من الرعاش ومن أوجاع مبرحة بالرأس ولم يقع تمكينهما من العلاج لحد اليوم، اضافة الى السجين محمد البختي الذي يعاني من اعاقة بصرية.
كما بلغ الى علم الجمعية ان ادارة السجن تعمد الى تعذيب المساجين وذلك بضربهم وحرمانهم من النوم، اذ يتم اخضاعهم فور وصولهم الى السجن الى الضرب المبرح و التنكيل كما يتم اخراجهم في اوقات مختلفة من الليل وفي كل حين لضربهم وإجبارهم على الهرولة وترديد ألفاظ مهينة تحط من كرامتهم مثل تقليد أصوات الحيوانات وترديد عبارة « أنا سارق دجاجة » بينما يقف الأعوان تحت إشراف مسؤوليهم ومنهم الضابط طارقو مثنى وإخضاعهم لإجراءات تنفيذ عملية إعدام صورية لترويعهم.
وتعمد إدارة السجن كذلك الى التنكيل بعائلات المساجين و ذلك بحجب المعلومات عن العائلات الآتية للاستفسار والبحث عن أبنائها فضلا عن ترك العائلات التي تأتي للزيارة عدة ساعات وتحت المطر تنتظر تمكينها من رؤية أبنائهم.
والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين اذ تشجب كل أشكال المعاملات المهينة والماسة بكرامة المساجين فانها تطالب السلطة باحترام القوانين المنظمة للسجون والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة المساجين و تحملها مسؤولية الحفاظ على أرواحهم، كما تطلب فتح تحقيق جدي ومستقل حول هذه التجاوزات الفظيعة ومحاسبة مرتكبيها.
عن الجمعية
الرئيس
الاستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
تونس في
2007/3/4
نداء
من أجل الإفراج عن سجين الرأي الأستاذ محمد عبو
مرت الآن سنتان على اعتقال سجين الرأي الأستاذ محمد عبو العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و الناشط الحقوقي .
والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين توجه نداءا إلى السلطات التونسية للاستجابة للنداءات المحلية و الدولية المطالبة بإطلاق سراحه.
عن الجمعية
الرئيس
الأستاذ محمد النوري
المجلس الوطني للحريات بـتونس
تونس في 5مارس 2007
رد المجلس الوطني للحريات على ادعاءات السلطة بخصوص اعتقال الأستاذ محمد عبّو
اطلع المجلس الوطني للحريات يوم 4 مارس 2007 على بيان رسمي من الحكومة التونسية نفت فيه أنّ يكون الأستاذ محمد عبّو المعتقل منذ 1 مارس 2005 والمحكوم بالسجن3 سنوات و6 أشهر سجين رأي وذكرت أنّه قد سجن بسبب اعتدائه بالعنف على زميلته.
ويهمّ المجلس بوصفه متضررا من هذه الادعاءات الزائفة التي تمسّ من سمعة عضو من أعضائه أن يؤكد:
– أنّ التهمة الموجة ضد الأستاذ عبّو تتعلق بجريمة رأي نصّت عليها فصول من مجلة الصحافة. فقد وقع تتبّعه بسبب مقال نشره على الانترنت. وجاء في نصّ التهمة الموجهة إليه أنّه أحيل من أجل « نشر وترويج أخبار زائفة عن سوء نيّة من شأنها تعكير صفو الأمن العام. والاعتداء بالثلب على الدوائر القضائية وحثّ السكان على خرق قوانين البلاد وعرض كتابات على العموم من شأنها تعكير صفو النظام العام المنصوص عليها وعلى عقاب مرتكبها بالفصول 42 و44 و49 و51 و68 و72 من مجلة الصحافة والفصل 121 ثالثا من المجلة الجنائية ». وحكم عليه من أجلها سنة و6 أشهر سجنا. (أنظر نص الإنابة العدلية المرفق)
– أنّه على إثر الشكوى التي رفعها المجلس الوطني للحريات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية لمجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنيّة بالاعتقال التعسفي أصدرت هذه الهيئة في نوفمبر 2005 تقريرا مفاده أنّ اعتقال الأستاذ محمد عبّو « هو فعلا اعتقال تعسفي وينتهك المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة اللتين تكفلان الحق في حرية التعبير. »
– أنّ ادّعاء ممثلة السلطة دليلة مراد كونها معتدى عليها من قبل الأستاذ عبّو فاقد لأيّ أساس مادي وهو ما تدعّمه شهادة المراقب الدولي الأستاذ « ألان فارنار » المحامي السويسري الذي كان حاضرا يوم الواقعة المذكورة وأدلى بشهادة مفادها أنّه لم يحدث هذا الاعتداء البتة. وقد رفضت هيئة المحكمة الاستماع إلى هذا الشاهد دون أي مبرر وحكمت ضد الأستاذ عبّو تعسّفيا بسنتين سجنا. (أنظر نصّ الشهادة المرفق)
نّ المجلس الوطني للحريات يؤكّد أنّ الأستاذ محمد عبّو سجين رأي قد عوقب من أجل ممارسة حقّه في التعبير المكفول بالدستور التونسي والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية.
عن المجلس
الناطقة الرسمية
سهام بن سدرين
Testimony of the Swiss Lawyer Alain Werner in the Abbou case that the Court refused to hear
To whom it may concern
My name is Alain Werner. I am a Swiss citizen, lawyer in the canton of Geneva and currently engaged by the Federal Department of the Foreign Affairs of my country as expert near the office of the Prosecutor of the Special Court for Sierra Leone, an international penal court.
I was on a mission in June 2002 in Tunis, sent by the International Commission of Jurists (ICJ) and the Swiss League of Human rights, in order to attend the trial of Zouhair Yahiaoui in the Court of Tunis.
Within this framework I had attended on June 20th 2002 a meeting held by the young lawyers‘s association in the Bar association’s room on the first floor of the Court in presence in particular of Me Mohamed Abbou and Me Dalila Mrad. Although the discussion had began in Arabic, a lawyer present, Me Dalila Mrad, took me to task with verbal violence, and loudly let the assembly know that my presence at this meeting was unjustified. I was surprised by the verbal violence of Me Mrad. A very sharp discussion had followed from there, during which many lawyers started to verbally take to task Me Mrad. She, then, became hysterical, shouting and gesticulating in all directions. At that moment, Me Mohamed Abbou approached Me Mrad with the intention of calming her and making her find some measurement. Me Mrad then started to howl sharper and to accuse Me Mohamed Abbou of attacking her, which then appeared to be ridiculous. Me Abbou then pushed her back towards the door, by intimating to her the order to leave the place. A great confusion followed from there, Me Mrad ending up leaving the room to howl continuously.
During the meeting, I was assisted by one of the members of the young lawyers association which translated to me into French what was said in Arabic.
I am formal to affirm that Me Abbou never attacked Me Mrad during this meeting. He pushed her back, in reaction to the state of hysteria in which she got into. I am ready to come to the bar to testify under oath.
Freetown, Sierra Leone, Wednesday June 8 2005
Alain Werner
Passport number: H0001163
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
خبــر عاجـــل
يواصل السيد رشيد الشملي (الجامعي بكلية الصيدلة بالمنستير والباحث الأكاديمي وعضو هيئة فرع المنستير للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) إضرابه عن الطعام الذي شنه منذ يوم الخميس 01 مارس 2007 احتجاجا عن المضايقات والحصار الذي يتعرض له منذ سنوات على المستوى المهني والأكاديمي والعلمي، وآخرها ما جدّ يوم الأحد 25 فيفري 2007 إذ تمّ منع اجتماع تمهيدي لندوة علمية بكلية الصيدلة بالمنستير بمحاصرة الكلية من طرف أعوان الأمن السياسي ومنع الصيادلة والأطباء الوافدين من مختلف أنحاء الجمهورية من دخول الكلية.
ويعتبر هذا الإضراب الذي يقوم به السيد رشيد الشملي مؤشرا إضافيا على حالة التدهور التي تعيشها الحريات ببلادنا.
وللإتصال بالسيد رشيد الشملي يرجى مراجعة :
الهاتف الجوال: 97128000
الفاكس: 73.461830/503114 73.
البريد الإلكتروني: rachid_chemli@yahoo.com
عنوان مكان الإضراب : كلية الصيدلة بالمنستير
بيـــان
تطوّرات الأحداث في السّجن المدني بالمرناقيّة
بلغنا للتوّ أنّ الحالة الصحيّة للسيّد رضا البوكادي السّجين السّياسي بالسّجن المدني بالمرناقية قد تدهورت على إثر الإعتداء الجسدي الفضيع الذي تعرض له من طرف المسمى عبد الحميد الدريدي ورفاقه ممّا يستدعي نقله بسرعة إلى المستشفى للمعالجة وتلقي الرعاية اللازمة .علما وأنُه يعاني من مرض خطير ومستعصي العلاج أصيب به في السّجن مما قد يعرض حياته في أيّ لحظة للخطر.
لذا فإننا نناشد وبإلحاح شديد :
ـ كل الدوائر الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان والأحزاب والشخصيات الوطنية والعالمية للعمل بكل الوسائل القانونية المتاحة لوضع حدّ لهذه المظالم ومطالبة السّلطة التونسية بتمكين السيد رضا البوكادي من علاج فوري وعاجل كحق ضمنه الدستور التونسي وكل القوانين والأعراف الدولية.
ـ هيئة المحامين التونسيين ووكيل الجمهوريّة ووزير العدل بفتح تحقيق في قضية الإعتداء الهمجي الذي تعرّض له السّجين السيّاسي رضا البوكادي و متابعة الجاني عبد الحميد الدريدي وزملائه عدليّا.
كما ندعو كلّ الضمائر الحيّة في البلاد للتّضامن مع السيّد رضا البوكادي ودعمه و مساندته في القضيّة التي رفعها لدى السّلطة القضائيّة بتونس عبر السيّد سمير بن عمر ضد السفّاح عبد الحميد الدريدي وزملائه والمطالبة بإنهاء معاناته ومعاناة إخوانه من المساجين السيّاسيّين ضمن عفو تشريعي عام .
نورالدين الخميري
2007.03.05
البوليس يفرق بالقوة احتجاجات في الشارع
تجمع أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية -9 افريل – وسط حشود طلابية قدمت من مختلف الأجزاء الجامعية في يوم مطلبي احتجاجي مطالبين بالحق في الشغل وذلك منذ صبيحة هذا اليوم (05 مارس 2007)وأقاموا تظاهرة للغرض قصد التعريف بهذه المظلمة التي يعانيها الشباب الطلابي والتي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مست جل العائلات التونسية وهي ألان تعد بآلاف من الخرجين اللذين يجوبون الوزارات وأماكن التشغيل بدون جدوى .
وتمكن المعطلين بمعية الطلاب من الخروج إلى الشارع المقابل للكلية رغم الحشود البوليسية الهائلة التي صدت في البداية الأبواب ولكن إصرار الأذرع والتزاحم كانت له هذه المرة الغلبة وتمركز المتظاهرون أمام الكلية قاطعين الطريق الذي تحول بدوره إلى ساحة للاجتماعات العامة التي قادها المعطلين عن العمل ومناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس .إلا أن قوات البوليس والتي تعززت في الأثناء هاجمت هذه التظاهرة متصادمة مع الطلاب اللذين حاولوا بدورهم حماية اجتماعهم الاحتجاجي السلمي إلا أن قوات البوليس التي هاجمتهم تمكنت من تفريقهم بالقوة وإخلاء المكان مخلفة العديد من الجروح والأماكن الزرقاء على الأجزاء التي لحقت بها المتراك .ومن بين اللذين تم الاعتداء عليهم نذكر المعطل عن العمل والسجين السابق الشاعر شوقي الشيحي والقيادي في اتحاد المعطلين عن العمل سالم ألعياري كما تعرض احد مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس جزء منوية إلى كسر على مستوى الساق .وسببت هذه الاعتداءات البوليسية ذعرا في الشارع المطوق بدوه بسيارات وقوات هائلة من الأمن العمومي والبوليس السياسي الذي لاحق الطلبة إلى مداخل الأسواق وعلى مفترق طريق الملا سين وساحة معقل الزعيم المحاذية للكلية .
ويندرج هذا التحرك ضمن سلسلة من التحركات التي يخوضها اتحاد أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل والرابطة التونسية لأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل واللجان الجهوية التي تأسست لنفس الغرض وجابت هذه التظاهرات مختلف الأجزاء الجامعية ناهيك عن الاعتصامات التي تنفذ من الحين إلى الآخر أمام الوزارات ومند وبيات التشغيل وغيره من الأماكن التي يعتبرها المعتصمون ذات أهمية خاصة لموضوع نضالا تهم.
ومن الملاحظ أن الشباب البطال في الآونة الأخيرة تصاعدت نضالاتهم وامتدت اتصالاتهم بشكل واضح يمكن مراقبته عبر كثرة الاعتداءات التى تمارس عليهم من قبل البوليس .
اما من جهة دعم هذه النضالات فانه من الملاحض كذلك توسع دائرتها خاصة وان الأطراف السياسية الطلابية متشبثة بهذا المطلب خاصة وأنها المتضرر الأول عبر ملاحقة مناضليها واجتثاثهم من أية إمكانية للتشغيل
.
05-03-2007
لطفي الهمامي
عزم على تعزيز التعاون العسكري بين تونس والجزائر
تونس 5 مارس 2007 (وات) تحادث السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني يوم الاثنين بمقر الوزارة مع السيد عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الجزائري الذي حل بتونس يوم الاحد في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام.
واستعرض الوزيران مدى ما شهده التعاون الثنائي العسكرى خلال السنوات الاخيرة الماضية من تطور في عديد المجالات ومن انطلاقة جديدة ومتميزة سيما بعد احداث اللجنة العسكرية المشتركة التي أوكل اليها متابعة تنفيذ بنود اتفاقية التعاون المبرمة في تونس سنة 2001 والتي ستعقد دورتها الثالثة خلال السنة الحالية بالجزائر.
وأكد السيدان كمال مرجان وعبد المالك قنايزية بالمناسبة ضرورة تعزيز التعاون العسكرى باطراد من أجل دعم العمل المشترك الرامي الى مزيد توطيد الروابط الاخوية التونسية الجزائرية طبقا لما يحدو الرئيسين زين العابدين بن علي وعبد العزيز بوتفليقة من ارادة للارتقاء بالعلاقات الثنائية المتميزة الى ارفع المستويات.
واتفق الوزيران خلال المقابلة التي حضرها أعضاء الوفد الجزائرى وسفير الجزائر بتونس على تكثيف التعاون العسكرى بين البلدين وتنويعه خاصة في مجالات تبادل الزيارات والخبرات والتكوين والبحث العلمي المتعلق اساسا بميدان الصحة العسكرية.
واثر ذلك زار السيد عبد المالك قنايزية والوفد المرافق له المتحف الوطني العسكرى بمنوبة.
(المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 5 مارس 2007)
تونس والجزائر تتفقان على تعزير التعاون العسكري
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاثنين ان تونس والجزائر اتفقتا على النهوض بالتعاون العسكري بينهما في اطار خطط لمواجهة ما تمثله بعض الجماعات الاسلامية المتشددة من تهديد لدول المنطقة.
وقالت وكالة الانباء التونسية (وات) ان كمال مرجان وزير الدفاع التونسي وعبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الجزائري « أكدا ضرورة تعزيز التعاون العسكري باطراد من اجل دعم العمل المشترك ».
وأضافت ان المسؤولين التونسيين والجزائرين « اتفقوا على تكثيف هذا التعاون وتنويعه خاصة في مجال تبادل الزيارات والخبرات ».
ويقول محللون ان تونس والجزائر كثفتا التعاون في مجال مكافحة « الارهاب » خصوصا في مجال حراسة الحدود المشتركة لكنهما تحتاجان لزيادة التنسيق الامني والاستخباراتي في ظل التهديدات المتزايدة التي يمثلها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي كان يعرف سابقا باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
ونفذ هذا التنظيم في الاونة الاخيرة عدة تفجيرات في مناطق جزائرية هي الاعنف منذ نحو خمس سنوات.
وأدى هجوم أعلن التنظيم يوم الاثنين مسؤوليته عنه ويمثل احدث حلقة في سلسلة التفجيرات الى مقتل سبعة من افراد الشرطة.
كما شهدت تونس مطلع العام الماضي مواجهات مسلحة مع عناصر جماعة سلفية اسفرت عن مقتل 14 شخصا واعتقال 15 اخرين تسلل أغلبهم من الحدود الجزائرية.
وتستمر زيارة المسؤول الجزائري لتونس اربعة ايام ينتظر ان يلتقي خلالها مسؤولين اخرين في الحكومة.
وتحاكم تونس مجموعة من الشبان اعتقلتهم السلطات الجزائرية عام 2005 وسلمتهم بتهم السعي للالتحاق بتنظيم سلفي ومحاولة القيام باعمال تخريبية.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 5 مارس 2007)
في حوار مع الحوار نت الأستاذ العياشي الهمامي يؤكد
« هناك جزء من المعارضة التونسية ينتظر الديمقراطية دون أن يعمل من أجل تحقيقها … »
الأستاذ المحامي العياشي الهمامي أحد رموز حركة 18 أكتوبر، عندما تتحدث إليه تكتشف أنه رجل متواضع ، هادئ و يملك رؤية تحليلية للواقع التونسي جديرة بالاحترام و التقدير ، يؤمن بضرورة تفعيل جميع قوى المعارضة على قاعدة الحد الأدنى الديمقراطي و يقدم نفسه على كونه ، ينتمي للتيار اليساري العام دون أن بكون طرفا في أي تنظيم …
طلبنا منه أن يعرفنا ببعض مراحل حياته فأجابنا بأن أهم ما فيها هو أنه طرد من المدرسة القومية للإدارة سنة 1981م بسبب نشاطه النقابي ، فاشتغل بالتدريس بالتعليم الثانوي لكنه فصل من أحد معاهد محافظة سيدي بوزيد بوسط البلاد على خلفية انتمائه لنقابة التعليم الثانوي لما شنت السلطة على الاتحاد العام التونسي للشغل هجمة شرسة بغرض إرجاعه « إلى بيت الطاعة سنة 1985 م ، فكان ذلك بالنسبة إليه كما يقول المثل العربي » رب ضارة نافعة » إذ استأنف من جديد تعليمة الجامعي ليتخرج من كلية الحقوق و يلتحق بسلك المحاماة ، و هو اليوم يحمل شهادة الدراسات المعمقة في الحقوق ـ اختصاص القانون الدولي العام . عمل صحفيا في مجلة المغرب العربي التي كان يديرها الأستاذ عمر صحابو و شغل خطة أمين تحرير ضمن فريق مجلة » أطروحات » ذات التوجه اليساري التي صدرت في الثمانينات من القرن الماضي ، وهي المجلة التي عملت حسب رأيه على مراجعة الفكر السياسي اليساري و التصدي للبعد السلفي في أطروحات الحركة الإسلامية التونسية .
إلتقته الحوار نت على هامش مشاركته في فعاليات الدورة السادسة ليوم السجين السياسي التي شهدتها باريس يوم 23 فيفري 2007 م و أجرت معه الحوار التالي:
الحوار نت : أستاذ العياشي نرحب بك بيننا في باريس و نشكرك على تلبية الدعوة بالمشاركة في فعاليات يوم الدفاع عن السجين السياسي في تونس ، ونقدر لك قبولك التحدث إلى قراء موقعنا رغم وقتك الضيق ؟
الأستاذ العياشي الهمامي : أتوجه في البداية بحية طيبة إلى فريق الحوار نت ، و أرجو أن أوفق في هذه العجالة إلى أن أدلي بما يفيد قراءنا الكرام . الحوار نت :هل لك أن تلخص لنا أهم المحطات النضالية التي مررت بها إلى حد اليوم ؟
لأستاذ العياشي الهمامي: بكل تواضع أقول أنني أعتبر أن ثلاث محطات شاركت فيها و أعتقد أنها كانت موفقة على طريق النضال الذي يخوضه شعبنا من أجل تحقيق الحريات و الديمقراطية و كل محطة من هذه المحطات كان لها أثر إيجابي فيما جاء بعدها :
أولها إطلاق المبادرة الديمقراطية بعد كتابة نص بعنوان » المعارضة التونسية على موعد مع التاريخ فهل نكون في المستوى » ، وهي المبادرة التي انبثق عنها ترشيح الأستاذ محمد على الحلواني في انتخابات الرئاسة لسنة 2004م و للأسف أعتقد أن المعارضة التونسية لم تحسن استثمار الزخم النضالي الذي بعثته هذه المحطة الانتخابية في صفوفها خصوصا و في شرائح من الشعب التونسي عموما ،. علما بأن المبادرة كانت تقوم على استغلال الفقرة القانونية التي توفر فرصة لترشح أحد رموز المعارضة القانونية في هذه الانتخابات و كان علينا أن نجد شخصا يتوفر فيه الشرط القانوني و يتبنى في نفس الوقت الأرضية الديمقراطية النضالية . و فعلا تم الترشح و خضنا معترك الانتخابات بحلوها و مرها ، وصنعنا حدثا سياسيا لكن معضلتنا في المعارضة التونسية أننا قادرون على صنع الأحداث لكن غالبا ما نفشل في استثمار نتائجها الإيجابية …
ثانيها :اعتصام المحامين سنة 2005 و الذي دام 52 يوما على إثر بدء محاكمة الزميل محمد عبو و كنت في ذلك الوقت رئيس لحنة الدفاع عنه ، وقد حظي هذا الاعتصام بمساندة جميع أطراف المجتمع المدني ، و خلق حركية داخل القطاع لم نعرفها من قبل و سوف يكون له الأثر المباشر في تحرك 18 أكتوبر لأنه وفر الأرضية المناسبة التي ستسمح بانطلاق عمل مشترك مع بعض الوجوه الإسلامية مثل الأستاذين سمير ديلو و نورالدين البحيري …
ثالثها : إضراب الجوع الذي بدأ بوم 18 أكتوبر 2006و استمر 33 يوما تحت شعار » الجوع و لا الخضوع » الذي كان تحركا مشتركا وناجحا و خلق حركية نضالية في الداخل و الخارج و انبثقت عنه هيئة 18 أكتوبر للحريات …
الحوار نت : بمناسبة الحديث عن حركة 18 أكتوبر نريد أن نسمع ردك على البعض الذي يشكك في إمكانية تواصل نشاط هذه الهيئة على أساس الخلافات التي برزت داخلها و كذلك لعجزها إلى اليوم عن تحقيق نتائج بمستوى الآمال التي عُلّقت عليها؟
الأستاذ العياشي الهمامي : يجب أن ندرك أن هيئة 18 أكتوبر تقوم على مهمتين رئيسيتين :
ـ تنظيم نضالات وتحركات ميدانية من أجل تحقيق المطالب الثلاث التي تتلخص في فرض الحريات الديمقراطية و إطلاق سراح المساجين السياسيين ـ إدارة حوار وطني معمق حول أسس النظام الديمقراطي و قد أشرف الحوار على الانتهاء في محور المساواة والنظام الديمقراطي .. و الهيئة تدرك أن هذا الحوار يحتاج إلى وقت كاف حتى يؤسس لقاعدة صلبة في العمل المشترك بين التيارين الوطني التقدمي و الإسلامي ، وهي ماضية في ممارسة هاذين المهمتين رغم الصعوبات التي تلاقيها من طرف السلطة و جزء من المعارضة الديمقراطية وأحب أن أذكر هنا أنها اليوم ، الطرف الوحيد الذي ينظم تحركات من أجل تحقيق هدف احترام الحريات في تونس …
الحوار نت : نود أن نثير معك موضوعا يتعلق بتحليل السلطة ، الطرف الآخر في المعادلة السياسية التونسية فهل يمكن الحديث اليوم عن صراع أجنحة داخل هذه السلطة ؟
الأستاذ العياشي الهمامي: لا أعتقد أن هناك صراع أجنحة في تونس ، فالسلطة مركزة في يد الرئيس بن علي و بعض مستشاريه وكل مؤسسات الدولة مفرغة من سلطاتها وليست سوى آليات دعائية و تنفيذية ، و لا نجد على أرض الواقع السياسي مؤشرات جديدة يمكن فهمها على أنها تعكس صراع أجنحة .
الحوار نت : لماذا لم ينخرط الأستاذ العياشي إلى اليوم في أحد الأحزاب التونسية المعارضة؟
الأستاذ العياشي الهمامي: بصراحة … لأني مثل عدد من المناضلات و المناضلين في تونس لم نقتنع بأن هذه الأحزاب توفر الحد الأدنى من شروط العمل الديمقراطي داخلها وهي فيما أرى تفتقر إلى المرونة في تعاملها مع الواقع السياسي لبلادنا .
الحوار نت : كيف تفسر ما يجمع عليه المراقبون من افتقار المعارضة التونسية للجماهيرية ؟
الأستاذ العياشي الهمامي :هناك لا شك عامل القمع و المحاصرة التي تعانيها المعارضة التونسية منذ عقدين على الأقل ، ولكن هناك أيضا عامل اكتفاء المعارضة برفع شعارات ليس لها بعدا اجتماعيا، إلى جانب استبطانها لفكرة أنها أحزاب نخبوية ، فهذا يعتبر نفسه طليعة الطبقة العاملة و ذاك طليعة الجماهير العربية !!
الحوار نت : ما هي في نظرك الطريقة الصحيحة للتعامل مع التيار الجهادي الذي كثر عنه الحديث في تونس ، المدة الأخيرة ؟
الأستاذ العياشي الهمامي: وجود هذه التيارات المتطرفة يعود إلى عوامل خارجية و داخلية ، فحتى لو كانت تونس واحدة من الدول الديمقراطية في العالم فلن يكون ذلك مانعا من وجود هذه التيارات و قيامها بأعمال إرهابية ولكن ذلك لا يعني أن القمع الداخلي و منع كل نفس مخالف من التعبير عن نفسه يصلح للقضاء على المشاكل ولكنه بالعكس بمثل تربة خصبة لانتعاشه .
الحوار نت : هل للأستاذ العياشي الهمامي شيء يود أن يختم به هذا اللقاء السريع مع الحوار نت ؟
الأستاذ العياشي الهمامي: هناك جزء من المعارضة الوطنية في تونس ينتظر الديمقراطية دون أن يعمل من أجل تحقيقها لأنه لا يملك الثقة في النفس و يعاني من خوف مرضي من إمكانية رجوع الإسلاميين للساحة السياسية عبر آليات الديمقراطية مما يدفعه بصفة واضحة إلى الرضا بالواقع الحالي في حين أن أغلب تيارات المعارضة الوطنية اقتنعت اليوم بضرورة العمل المشترك لتحقيق الحد الأدنى الديمقراطي …
و بالنسبة للمعارضة في المهجر فإني أتصور أنها تتوفر على إمكانيات موضوعية كبيرة و كذلك نضجا سياسيا لا أراها تستغلهما الاستغلال الأمثل من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي في تونس .
و أود في الختام أن أوجه شكري للحوار نت على إتاحة هذه الفرصة لي كما أتاحتها لغيري حتى يتم التواصل من أجل بناء الجسور القوية بين مختلف أطياف المعارضة .
الحوار نت : تشكر للسيد العياشي الهمامي لتفضله بالإجابة على أسئلة قرائها الكرام و تود لو تتجدد الفرص في المستقبل لتتناول معه بقية الإشكالات التي تهم الواقع السياسي المتحرك في تونس، و تأمل أن يجري اللقاء المقبل و المساجين السياسيون فيها ، قد فُكّ أسرهم و رُفع الحصار عنهم ، و عادوا إلى القيام بدورهم من أجل تحقيق التغيير الحقيقي في بلادهم .
أجرى الحوار بباريس بتاريخ 24 فيفري 2007 الحبيب أبو وليد المكني.
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 5 مارس 2007)
ســـواك حـار (20)
* ذكر السيد عبد الجليل أنه توجه بالسؤال لأعوان البوليس و هم يقتحمون بيته لاعتقال ولده عبد اللطيف : » لماذا تعتقلونه ولم يفعل شيئا يعاقب عليه القانون ؟ فأجابوه : » نعتقلهم قبل أن يعملوا » و لم يفهم السيد عبد الجليل كيف يمكن لدولة « الاستقلال » أن تعتقل مواطنيها قبل أن يفعلوا شيئا …(الحوار نت)
«
بوليسنا » تعلم في مدرسة: « أرأيت لو » الأمنية وهم أرأيتيون يتحسبون « للبلاء » قبل وقوعه!! لذلك كل مواطن عندهم متهم ولا مجال لإثبات براءته حتى يأخذه الله الى جواره!!
* لكنه لخص ببراءة الشيخ المتواضع جوهر القضية التونسية اليوم و المتمثلة في أن أناسا لم يقترفوا جريمة يعاقب عليها القانون يقضّون أعمارهم في السجن على افتراض أنهم يمكن أن يفعلوا شيئا ضد الاستبداد و الدكتاتورية (الحوار نت)
القانون هو ما يفعله « أولي الأمر » أو يراه وليس نصوصا فارغة كتبها منظرون وحالمون!! … كان على الشيخ < أن يتعلم، حين يظلم، أو يرى حقه يهضم، أن يحمحم ويقول الله أرحم>!! (منقول بتصرف عن الوصايا السبع لبحري العرفاوي)
* من أهداف يوم التضامن مع السجين السياسي في تونس… ضمان صدى إعلامي مناسب لهذه المبادرة واستثمار الحملة الانتخابية الرئاسية بفرنسا من أجل الحصول على مواقف واضحة من طرف المرشحين مع الملف الذي يعنينا. (الحوار نت)
من الخطأ أن نلجأ لمن استعمرنا كي
يساعدنا على من يستبد بنا… و »سيبني ياقط وإن شاء الله نتخبط!! » والبقاء تحت القطر خير من الوقوف تحت الميزاب!
* بدأت زوجة الأستاذ المحامي محمد عبو شهادتها بالتعبير عن كونها تنوب في هذه التظاهرة عن كل عائلات المساجين الذين لم تتيسر لهم فرصة المطالبة بحقوق أبنائهم و الدفاع عنهم في مثل هذه الندوات. و أكدت على أنها هنا تتكلم باسمهم و تبلغ صوتهم (الحوار نت)
« كنا واحلين في محمد ولت وحلتنا وحلتين محمد وسامية »!!
* و ختمت شهادتها (سامية عبو) بالتساؤل عن سبب تقصير الجمعيات و المنظمات الفرنسية المعنية بحقوق الإنسان في مساندة المساجين التونسيين و أنها تشعر بأن هناك نوعا من التواطؤ مع السلطات التونسية لا تجد تبريرا له خاصة و أن هذا الأمر قد ساهم في عدم تحرك قضايا زوجها وأمثاله من ضحايا التعسف و التعذيب… (الحوار نت)
الوقوف إلى جانب الجلاد أسلم وأدسم … ولا تنسي جهاز « البرباشة » والشهائد العالمية فقد شوش عن القضية!!
* استهل الوالد الكريم شهادته بالتذكير بتاريخه النضالي في صفوف المقاومة من أجل تحقيق « استقلال البلاد » و بالتالي فهو يستغرب من تصرّف السلطة ،إذ كيف تزج بابنه في السجن فقط لأنه أراد أن ينعم بالحرية التي جاهد أبوه من أجلها (الحوار نت)
الحرية أنواع يا عمنا، وأنت جاهدت للتحرر من المستعمر أما التحرر من سطوة ابن البلد فذلك أمر آخر اسمه، فوضى و تسيب!! و »الحر » من < تعلم ، كيف لا يتكلم، حين يعلم، أنه قد كان أحتم أن يكون مثل كل البكم أبكم > (منقول بتصرف عن الوصايا السبع لبحري العرفاوي)
* ذكرت السيدة عبير أنها منذ شهر و نصف دعيت للتحدث عن أخيها الأكبر السجين السياسي الهادي الغالي وهي اليوم تحضر هذه الندوة لتقدم شهادتها عن الأخوين الأكبر الهادي و الأصغر ياسر الذي اعتقل هو الآخر في إطار قانون مكافحة الإرهاب ضمن المئات من الشباب التونسي (الحوار نت)
لا ندري هل اختار ياسر السجن
« لينعم » بزيارة مطولة لشقيقه الأكبر ويتعرف عليه في السجن وقد حرم من ذلك خارجه؟! أم أنه يريد أن يعاتب أخاه عن النهج الذي اختاره؟! أم أنها « لفتة » من « الأخ الأكبر لكل التونسيين، والعطوف » حتى يصل الأرحام المقطعة!!
* ورجّح مصدر ديبلوماسي ان يبحث الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على هامش قمة «النيباد» مع نظيريه الليبي والتونسي التطورات التي تعرفها المنطقة المغاربية خصوصاً تهديدات «تنظيم القاعدة» والحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني. (تونس نيوز عن الحياة)
ما تفرقه
« الزعامة » والمطامع السياسية تجمعه المخاوف الأمنية!
* بالمقابل أكدت الباحثة التونسية سامية بن مسعود منسقة برنامج رعاية « الأمهات العازبات » في جمعية «أمل» في أحاديث صحفية سابقة أن عدد الأمهات العازبات يبلغ في تونس حوالي 1060 أما كل سنة وأن هذا الرقم يشهد ارتفاعا ملحوظا من سنة إلى أخرى. (تونس نيوز عن العربية نت)
عسروا الزواج وحددوا النسل و شجعوا الإنجاب خارج مؤسسة الأسرة، لأن ذلك هو
« شرط » اللحاق بالأمم المتقدمة وركبها الحضاري! ويجب أن نأخذ عن الغرب « حلوه » ومره!!
* خير ما عثرت عليه بين يدي لتقديم علم على رأسه نار، الأستاذ الدكتور المنصف بن سالم هو ما حبرته نشرية » صوت تونس » في سنتها الأولى العدد الثاني بتاريخ 8 مايو آيار 1996 في صفحتها الرئيسة (الهادي بريك)
يبدو أن النار قد بدأت تنزل من رأس العلم لتعم بقية أجزائه والفضل يعود لنافخ الكير!
* رغم صعوبة العمل في البحث العلمي في الظروف الحالية لأن ذلك يتطلب الإطلاع على ما يقوم به الباحثون في أنحاء العالم و هو ما يستوجب مطالعة المجلات المختصة و حضور الندوات و السفر إلى داخل الوطن و خارجه و حرية المراسلات و هذا كله بالنسبة لي ممنوع بقوة القانون و البوليس (د: منصف بن سالم)
بقوة قانون البوليس، تموت الأسد في الأقفاص جوعا وخير تونس تنهشه الجهلة
! … والعصابات المتنفذة بالسلطة!
* … رأى السيد المدير أن العقوبات المنصوص عليها بالقانون … غير ذات جدوى في تأديب المساجين و ردعهم فأعرض عنها و لا أدري أهناك من ساعده في ابتكاره هذا (طلي المساجين بالماء والسكر وربطهم لينهشهم الذباب) أم كان إنتاجا خالصا له يحق له أن يسجل براءة لاختراعه يستفيد من عائداته حصريا… (عبد الله الزواري)
لقد سُجل الإختراع لصاحبه وسيجني وزره ووزر من عمل به من بعده إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيئا، و
« للمخترع » الأكبر حظه كاملا غير منقوص!!
صابر التونسي
خاص بالحوار نت www.alhiwar.net
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في: 03/03/2007
الرسالة 204 على موقع الأنترنت تونس نيوز
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
خطاب أريحا بفلسطين يوم 03/03/1965 سيبقى مرجعا للعرب ومتحف بمصر للزعيم بورقيبة هو إعتراف بالفضل من أهل الفضل
تابعنا يوم الثلاثاء الماضي حفل تدشين متحف بمصر العربية الشقيقة التي نسميها في تونس أم الدنيا وعاصمة العرب ومدينة العرب ومدينة العلم والسياسة والأنهر الشريف وطه حسين وجمل عبد الناصر وقنال السويس التاريخي بماضيه المجيد وثروته الرائعة الهامة تابعنا حفل التدشين بفضل قناة الجزيرة الرائدة
وبدعم من الإعلام الحر النزيه الصادق والحمد لله
وجدنا في إخواننا بمصر العربية كل الوفاء والتكريم والعرفان بالجميل لصانع إستقلال تونس وبطل التحرير التونسي وقائد الجهادين ومحرر المرأة نصف المجتمع وبهذه المناسبة السعيدة نتقدم بالشكر الجزيل لكل الإخوة في مصر الذين فكروا في إقامة هذا المتحف التاريخي
للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله
لتخليد ذكراه وأبراز أعماله ونضاله الطويل ومواقفه البطولية وجهاده الكبير من أجل إسعاد الشعب العربي التونسي وكفاحه العربي وهبيرة الأمة العربية وعزقها وقوتها وإشعاعها الحضاري وهو زعيم عربي كبير وبهذا المتحف برهنت مصر العربية من جديد عن وفائها للزعماء الكبار والعملاقة وما تنظيم 3 متاحف في وقت واحد للزعماء جمال عبد الناصر والحبيب بورقيبة والرئيس السادات رحمهم الله إلا دليلا قاطعا على وفاء الشعب المصري لدور الزعماء العمالقة في حجم عبد الناصر وبورقيبة والمتاحف تبرز مكانة الزعماء الثلاثة جمال عبد الناصر رحمه الله والثاني للرئيس أنور السادات والثالث يهم زعيم تونس الحبيب بورقيبة إعترافا بالجميل لنضالاته وتضحياته الجسام ومواقفه الخالدة وكفاحه الطويل المرير ومواقفه مع الأشقاء العرب ولا غرابة في ذلك فالزعيم الحبيب بورقيبة توجه إلى المشرق يوم 26/03/1945 وقصد مصر العربية للتعريف بالقضية التونسية وقضى أربعة أعوام بمصر ووجد الدعم والتشجيع والتفاهم وأسس هناك في مصر مكتب المغرب العربي الكبير وناضل مع أخوانه في المغرب والجزائر من أجل تنسيق المواقف النضالية والوطنية وفي عام 1951 قام الزعيم بورقيبة بجولة واسعة النطاق جولة مارطونية دامت 11 شهرا شملت القارات الأربعة للتعريف بقضية تونس وزار الزعيم مصر العربية وعاد إليها مرارا لتنسيق المواقف مع زعيم مصر جمال عبد الناصر رحمه الله وفي عام 1963 بمناسبة الذكرى الأولى لجلاء القوات الإستعمارية الفرنسية عن قاعدة بنزرت كان أول رئيس عربي عبر عن إستعداده لمشاركة تونس إحتفالاتها يوم 13/12/1963 بعد شهرين من إعلان الجلاء عن قاعدة بنزرت يوم 15/10/1963 وجاء الرئيس جمال عبد الناصر وشارك الشعب التونسي أفراحه بعيد الجلاء وذلك بحضور الرئيس احمد بن بلة رئيس الجزائر والحسن الرخاء مبعوث الملك ادريس ملك ليبيا وكان الزعيم جمال عبد الناصر محفوفا بوفد هام وقد قال الزعيم الحبيب بورقيبة يومها تسمح لي بالمشاركة بخطاب في بنزرت فأجابه الزعيم بورقيبة أنت في أرض العروبة وأنت زعيم العروبة وتفضل أيها الزعيم العربي ثم زار الزعيم بورقيبة مصر عام 1965 للتشاور مع أخيه جمال عبد الناصر حول قضية فلسطين التي هي قضية كل الزعماء العرب وخاصة مصر وتونس وقبل أن يتحول الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة إلى فلسطين لإلقاء خطابه التاريخي زار مصر لتنسيق المواقف مع الزعيم جمال عبد الناصر الذي رحب بفكرة الزعيم بورقيبة وشجعه على الإصداع بفكرة ومصارحة الشعب الفلسطيني بالحقيقة وقال له أنت الزعيم العربي القادر على ذلك وتحمس بورقيبة لنصائح أخيه عبد الناصر وذهب إلى فلسطين مدفوعا بشحنة من الحماس والإيمان وخطب في أريحا يوم 03/05/1965 خطابه التاريخي المشهور بأريحا وكان خطابا واقعيا شجاعا أحرج إسرائيل وأحر العالم وتمسك بقرار الأمم المتحدة قرار التقسيم لعام 1948 حتى يؤكد للعالم الغربي وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وغيرها بأن العرب واعون ومدركون لقرار الأمم المتحدة والعرب يحترمون القرارات الأممية هذا ما قصده بورقيبة وبحول الله سأعمل قريبا على نشر خطاب الزعيم بورقيبة حرفيا للتاريخ وحتى يطلع عليه كل العرب والأجانب وحتى يدرك الجميع بعد النظر والرؤيا الصائبة للزعيم الراحل ومدى قوة عمق إطلاعه على الوضع السائد آنذاك وما كان يريده لفلسطين وللشعب الفلسطيني القبول بقرار الأمم المتحدة والكفاح والمقاومة من داخل الدار بعد الحصول على 51% وإعطاء تجربته في تونس ودعاء إلى سياسة المراحل وتكوين دولة فلسطينية حرة وعاصمتها القدس لا أريد الدخول في الحالة التي حصلت وإنعكاساتها على الأمة العربية وعواقبها هذا أتركه للتاريخ واليوم إخواننا في فلسطين وفي القيادة يدركون هذا الخطاب والفرصة الذهبية التي ضاعت واليوم نطالب بالتفاوض للحصول على أقل ما كان حاصل عام 1965 لو فهمنا رأي ومواقف بورقيبة لكان العرب وضعهم أفضل وقضية فلسطين لأخذت حقها كاملا اليوم ووضعنا أفضل بكثير من الوضع الحالي وصدق رئيس تحرير جريدة الندوة بمكة المكرمة حيث قال لي يوم 19/02/1995 أن الزعيم بورقيبة متقدم على الأمة العربية بثلاثة عقود ولم نفهم مواقف بورقيبة إلا عام 1995 وفعلا بعد النظر البورقيبي معروف وواضح منذ عام 1940. حيث نصح الشعب التونسي عام 1940 بأن لا ينساقوا وراء ألمانيا ولا يغتروا بتفوق المحور ونبه من مغبطة مساعدة ألمانيا وأن لا نتشفى من فرنسا الإستعمارية هذا ما قال بورقيبة في الحرب العالمية الثانية وما نصح به الوطنيين الدستوريين.
أما المحطة والمحور الثانية:
فإنه تكهن مسبقا بإنهيار الإتحاد السوفياتي آنذاك وأكد أن الإتحاد السوفياتي سينهار قريبا.
المحطة والمحور الثالث:
فقد تكهن بعودة الوحدة بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية وفعلا حصل إزاحة الجدار وتم توحيد ألمانيا.
المحطة والمحور الرابع
أكد أن الخوف على تونس والخطر لا يأتي من الخارج وقال لا أخاف على تونس من أبنائها وفعلا الأحداث التي تمت عام 1980 بما يسمى أحداث قفصة كان من أبناء تونس وأحداث 2007 من طرف مجموعة من عناصر الشر والتخريب كانت من أبناء الوطن ومن شباب تونس.
المحطة والمحور الخامس
أكد عام 1990 بعد أن عمد الرئيس صدام حسين إحتلال الكويت قال بورقيبة كلمته المشهورة وحلت المنجل في القلة مثال شعبي
المحطة والمحور السادسة
قال عام 1972 في شهر ديسمبر 1972 أمام القائد معمر القذافي في قاعة البالمريوم بتونس أن التدخل في شؤون الدول يجلب المشاكل ولا يحق التدخل في الشؤون الداخلية للدول وأكد في خطابه أن التحدي للدول الكبرى مثل أمريكا يجلب المشاكل ويصفع الوجوه ودعاء في خطابه التاريخي يوم 16/12/1972 لإلى ضرورة التعاون في المجال التقني والتكنولوجي عام 1972 بورقيبة يدعو للتعاون التقني والتكنولوجي.
المحطة والمحور السابع
يؤكد الزعيم بورقيبة الإنفعالات والحمقات وأن لا نرد على الإسفزازات ونتسلح بضبط النفس عوضا عن الرد بالسلاح وقال جملة للزعيم الهادي نويره الوزير الأول رحمه الله قال له نريد أن نملك أعصابنا دون الدخول في جدل عقيم وليس لدينا منفعة في تكديس السلاح وإستعمالها مع أخواننا والأفضل بناء المدارس والمعاهد والإهتمام بوضع شعبنا والنهوض بأمتنا العربية
محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
نحن في عصر يسير نحو التنوير !
زهير الخويلدي
« هم في ذلك أشبه بأعمى يريد أن يصارع خصمه البصير في شروط متماثلة، فيستدرجه إلى قاع قبو مظلم دامس » ديكارت
شاع خلط بين الناس بخصوص مفهوم التنوير فهم يعتقدون أنه العصرنة بالمعنى الحضاري الغربي واتباع النهج الليبرالي في المجال الاجتماعي والاقتصادي والانفتاح على العولمة وعالم السموات المفتوحة ونسي أصحاب هذا الرأي أن هذه الكلمة هي مشترك بشري وقيمة كونية وجدت منذ الأزل عند المشرعين الأوائل وموقظي الشعوب ومدشني يقظة الحضارات وأنها ليست حكرا على العقل الغربي المتمركز حول نفسه إذ هناك تنوير اقتصادي مزلزل في شرق آسيا وتنوير ماركسي مادي في الصين وأمريكا اللاتينية وتنوير ديني روحي عرفته الحضارة العربية الاسلامية في عصور الازدهار وتنوير فلسفي عند الإغريق وتنوير سياسي شيده العالم الهندي في مرحلة ما بعد الاستعمار البريطاني وتنوير علمي تقني شهدته الحضارة القارية الأوربية وامتد إلى العالم الأنجلوساكسوني الجديد،زيادة على أن التنوير هو بالأساس مفهوم فلسفي وقع نقله واستخدامه في الفضاءات المعرفية والعملية أخرى وتعرض للتشويه والمسخ نتيجة هذا الاستخدام ونحن نعلم كيف تتقاذف مصالح السياسة والدين والاقتصاد بطهارة الكلمات وتغلفها بإيديولوجيا الأنساق المطلقة والأقاويل الشعوبية المغشوشة. من هذا المنطلق ولكي نعرف كيف استقر هذا المفهوم في مسطح الفلسفة وتوهج في ساحة الفكر كان علينا أن نعود إلى أصوله النظرية ومنابته الفكرية مفككين كل الطبقات التي غطت معناه النفيس،وإذا ركز انتباهنا على الفترة الراهنة من العصر الفلسفي فإن خير من انشغل بهذا المبحث هو كل من الفيلسوف الألماني كانط في عصر الأنوار والفيلسوف الفرنسي فوكو في فكر1968 فهما اللذان أفردا رسالتين حول هذا الموضوع الشائك،فكيف عرف كانط التنوير؟ وماهي مؤاخذات فوكو على هذا التعريف؟ وهل نستطيع نحن اليوم أن نخلق نحن السكان الافتراضين لحضارة اقرأ التنوير الأصيل الذي يخصنا والذي يلاءم خصوصية فكرنا ولغتنا دون السقوط في وهمي التقليد المطلق والتقدم المطلق؟
1/ شعار التنوير عند كانط:
يعادل سؤال:ما التنوير؟ عند كانط سؤال الفكر البشري السرمدي:ما الحقيقة؟ فلكي نعرف حقيقة التنوير ودلالته لابد أن نعرف أولا مفهوم الحقيقة ثم على ضوئه نحدد معنى لمطلبنا وكأن الإنسان لن يرتقي إلى مساحة النور مادام يتخبط في دائرة الوهم والخطأ والكذب وظلام المعتقدات والخرافات. وان رأى البعض أن نشأة التنوير كانت بين أحضان اللاهوت وتعود إلى الخروج عن الزواج عن طريق الكنيسة إلى الدفاع عن الزواج المدني من قبل موسى أندلسون فان الأخبار متضاربة حول اطلاع كانط على ما نشره هذا الراهب البروتستانتي وكذلك تمكن كانط من الإجابة عن سؤال ما التنوير؟ بطريقة واضحة بينما لم يفعل موسى أندلسون ذلك،فهو الذي رفع شعار:تشجع على استعمال عقلك بنفسك، ورأى أنه القيام بخطوة نحو الرشد معتبرا إياه شعار عصر بأسره وليس مجرد فصل من فصول المرحلة. يحدد كانط نقيض التنوير بالقصور بقوله: » التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذي هو نفسه مسئول عنه »،ويضبط أسباب القصور كما يلي:
– عجز المرء عن استعمال عقله وذلك ليس لوجود عيب في العقل بل لرفضه القيام بذلك فهو « عاجز الآن فعلا عن استعمال عقله هو لأنهم لم يدعوه أبدا يحاول ذلك »،فإذا كان العقل أعدل الأشياء قسمة وتوزيعا بين الناس كما يقول ديكارت فان سبب التفاوت بينهم هو طريقة استخدامه لأنه ليس المهم أن يكون لنا عقل حسن بل الأهم أن نحسن استخدامه.
– إشراف الغير على هذا الاستعمال وكثرة الأوصياء وأخذهم على عاتقهم مهمة الإشراف على تربية البشرية،إذ: »لو كان لي كتاب يقوم مني مقام العقل ومرشد يقوم مني مقام الضمير وطبيب يقرر لي نظام غذائي الخ…فلن أكون بحاجة إلى تجشم أي عناء بنفسي…إذ أن آخرين سيتكفلون بهذا العمل المضني ».
– البقاء رهن العادة وقيد الأفكار المألوفة والقوالب الجاهزة والرضا بالحياة كما هي والارتياح إلى ماهو موجود والارتكان إلى السهل والنفور من الأمور العويصة والنظر إلى المغامرة والتشجع على أنها مخاطرة ومقامرة قد تجلب المهالك والويلات.
– الكسل والجبن وتعويض الترشد الذاتي بنظام الدفع المسبق كلها من الأسباب المنتجة للقصور،إذ »لست بحاجة إلى أن أفكر طالما أن بوسعي أن أدفع » كما أن محاولة المرء الخروج من زريبة المخلوقات الوديعة التي أحكم الأوصياء تربيتها على الخضوع والانضباط » يجعل المرء جبانا والهلع الذي ينجم عنه يثني عادة عن تكرار المحاولة. »
– سيطرة المؤسسات والصيغ الجاهزة وأدوات الدمج والتنميط والأدلجة على طرق استعمال العقل وتكون سلسلة استعمالات ميكانيكية مقيدة للمواهب الطبيعية تكرس التبعية وتبرر العبودية وتحرمه من الحرية والاستقلالية و »من يتخلص منها لا يقدر على القيام سوى بقفزة غير مأمونة فوق أضيق الحفر لأنه لم يتعود على تحريك ساقيه بحرية ».
– رسم مجموعة من الحدود والأسوار التي تقيد الحرية وهي سلطات السياسة والاقتصاد والدين والمجتمع، »ففي كل مكان ثمة حد للحرية.
ورغم هذه الممانعات والعوائق التي تسبب بقاء الناس في حالة من القصور فإن كانط يستنتج أن التنوير مطلب صعب ومهمة شاقة لثقل الميراث وسماكة طبقات الأوهام التي تحجب الرؤية الصافية عن العقول واختلاط الأمور والتباس الوضعيات عن الناس،إذ لا يتمكن الناس من الوصول بجهدهم الخاص إلى التنوير إلا النخبة من أصحاب الفطر الفائقة، »فالذين توصلوا إلى التحرر من القصور والمشي بخطى ثابتة بالجهد الخاص لعقلهم هم قلة ». ثم إن تنوير الحشد ليس مسألة مستحيلة وممتنعة بل تدخل في دائرة الممكن بشرط أن تتوفر لهم الحرية وينتشر بينهم روح التقدير العقلي للقيمة الخاصة بكل إنسان.ولن يصل الحشد إلى التنوير دفعة واحدة وبسرعة بل لابد من التدرج وتحقيق التنوير عبر مراحل من خلال التربية والتمرس والتدريب، »فالجمهور لا يمكن أن يصل إلى الأنوار إلا ببطء ». »فإذا سئلنا إذن:هل نعيش حاليا في عصر مستنير؟فإليكم الجواب:كلا،بل في عصر يسير نحو التنوير ». من هذا المنطلق ينبغي أن نميز بين الثورة التي قد تطيح بالاستبداد والاضطهاد لتستبدله بتحكيمات وتقييدات جديدة والتنوير الذي هو »إصلاح حقيقي لطريقة التفكير »،وينبغي كذلك المماهاة بين التنوير والحرية لأن الذي يوصل الأنوار إلى الناس ليس الخضوع ولا السيطرة والإملاء والوصاية بل تركهم أحرار في استعمالهم العمومي لعقولهم وتربيتهم على الاعتماد عقولهم الخاصة.
إن العدالة في التنوير وإعطائه حقه هي إتاحة فرصة ممارسة النقد الذاتي بالنسبة للناس وتمكين المواطنين من إبداء ملاحظاته حول أخطاء المؤسسات وإلغاء كل التحفظات والمحاذير وأشكال المنع التي تحد من حركة النقد. إذ يحقق التنوير التقدم ويجعل كل خطوة إلى الخلف أمرا غير معقول وكل حركة إلى الوراء حركة رجعية لا تتفق مع روح العصر وتحترم منطق التاريخ والتقدم بالأساس هو تقدم سياسي بأن تعبر السلطة التشريعية عن الإرادة العامة للشعب وأن يعامل النظام الناس كمواطنين لا كرعايا. »فالمهم أن يسهر فقط على أن يكون كل تحسين واقعي أو مفترض منسجما مع النظام المدني ». ومن البين أن مهمة التنوير موكولة بعهدة الدولة ولها المشروعية في إكراه الناس على ذلك ولو باستعمال القوة ولا يحق للحاكم أن يتبع أهواء شعبه في امتناعه عن تحصيل المعرفة طالما أن هذا التحصيل هو من الحقوق الإنسانية المقدسة التي يجب أن تفرض بقوة القانون لأن »شأنه هو السهر على أن يمنع بعضهم بالقوة الآخرين من العمل لتحقيق هذا الخلاص والتعجيل به بكل ما أوتوا من القوة. »[1]
لكن ألا يؤدي هذا التنوير الكانطي إلى الاستبداد الديمقراطي؟ وألا يبرر لجوء العقل الغربي المتمركز حول نفسه إلى اعتبار زمنه الوجودي الزمانية الوجودية المطلقة وتاريخه الخاص بوصلة التاريخ الكوني؟ أليس هذا التصور الضيق للتنوير هو المصدر الخلفي للاستعمار الذي تعرضت له المعمورة زمن صعود البرجوازية الأوربية بفضل نشأة الرأسمالية التجارية أولا تفجر الثورة الصناعية فيما بعد؟ فكيف سيعمل فوكو على الحفر في تضاريس مفهوم التنوير الكانطي؟ وماذا سيبقي منه للبشرية التي طالما حلمت به؟
2/ مفارقات التنوير عند فوكو:
« إن التاريخية التي تحملنا وتتحكم فينا تاريخية شرسة… إنها ليست تاريخية لغوية، إنها علاقة سلطة لا علاقة معنى »
تقوم الرؤية الفكرية للفيلسوف الفرنسي فوكو على نقد النزعة الانسانوية من خلال العمل على تقويضها لأنها لم تخلق لدى الإنسان سوى الأوهام والادعاءات الباطلة وقائمة على فكر جدلي تطوري مزيف وحداثة موهومة تهتم بالذات والحقيقة والمعرفة والعلم ولا تأخذ بعين الاعتبار دور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في نشأة هذه المفاهيم. ويعترف فوكو منذ البداية بصعوبة تعريف التنوير وعسر إيجاد جواب عن سؤال ما التنوير؟ وكأن هذا السؤال دخل خفية إلى تاريخ الأفكار ولم تتمكن الفلسفة الحديثة من حلحلته فاكتفت بتكراره وإعادة طرحه، ولكنه يلمح أن التنوير ارتبط بلحظة اعتراف الثقافة الغربية بأوهامها ومراجعتها لأسسها فبعدما ادعت معانقة الكوني هاهي تشرع لحق المواطنة لماهو خصوصي فيها من خلال البحث عن عامل مشترك وقبول مصير مشترك لكل الثقافات المحلية. كما يبين فوكو أن التساؤل عن التنوير بتلك الصيغة وفي ذلك العصر قد طرح مشكلا كبيرا في ساحة الفكر وهو التشريع لضرورة تأمل الحاضر باعتباره مجال للانتماء وميدان للمساءلة ونقطة انتشار نحو عصر جديد.
يفكك فوكو تعريف كانط للتنوير ويرى أنه حدد بطريقة سلبية لكونه خروج ومنفذ وليس عصر تنتمي إليه البشرية أو حدث ينبغي المشاركة في انجازه،فكانط لا يحدد غائية مستقبلية للتنوير بل يكتفي بالاهتمام بالوضع الراهن الخالص أما فوكو فانه يعثر على ماهو مخفي في مشروع التنوير الكانطي وهو الاختلاف لكون كانط يبحث عن الشيء الذي أتى به الحاضر وجعله يكون مختلفا عما سبق.
التنوير الحقيقي عند فوكو هو مساءلة الحاضر،أنطولوجيا الحاضر،لأن الحاضر انتماء لعصر يختلف عن غيره من العصور،ولأنه يحمل بصمات تنبئ بعالم جديد بصدد التشكل،ثم هو »نقطة تحول نحو فجر عالم جديد ». فالتنوير يتطلب تغيير في العلاقة بين الإرادة والسلطات من أجل الاستخدام الشرعي والحر للعقل حتى يعوض التفكير الفردي الكتاب والضمير المرشد الأخلاقي والانهماك بالذات الطبيب لأن التنوير صيرورة خروج من حالة معينة كانت عليها الإرادة تتميز بالشلل والعجز إلى حالة جديدة تتميز بالتصميم والعزم .
يلاحظ فوكو أن التنوير الكانطي يضع الفكر أمام عدة مفارقات الأولى تتمثل فيما يلي:هل التنوير هو مهمة يقوم بها كل فرد بنفسه أم ضرورة تاريخية بالنسبة للجماعة؟ كيف يمكن أن نوفق بين حرية الفرد وانعتاق الجماعة؟ أليس كل طلب لحرية الفرد هو تحد وخيانة لقيم الجماعة؟ وأليس كل بحث عن انعتاق الجماعة يكون بالتضحية بحرية الأفراد؟ وإذا كان الإنسان مسئولا على هذه التجربة وينبغي عليه أن يغير نفسه بنفسه وكان التنوير تغييرا يحدثه المرء بنفسه على نفسه وتعليمات يعطيها المرء لنفسه ويقترحها على الآخرين ألا تتحول هذه الاقتراحات إلى وصاية جديدة وتؤدي التعليمات إلى تكون سلطة إكراه؟
المفارقة الثانية تتمثل في أن التنوير فعل شجاع يقوم به الفرد بنفسه استجابة للنداء الشهير:فلتكن لك الشجاعة والجرأة من أجل المعرفة،وهو في الآن نفسه حدث مشترك لجميع الناس يكون الأفراد فاعلين ومنتجين له.
المفارقة الثالثة تتعلق بمفهوم الإنسانية: هل يتعلق الأمر بالنوع البشري عامة أم بالإنسانية الغربية التي تعايش عصر التنوير؟ هل التغيير المنشود هو تاريخي يمس الظروف السياسية والاجتماعية أم هو تغيير وجودي يمس ما يكون إنسانية النوع البشري؟
إن أهم شروط التنوير هي التفكر كيفما شئنا في مجمل القضايا التي تمس الإنسان حتى وان كانت عقدية مقدسة وينبغي أن يكون التفكر لغاية التفكر وذلك بالتمييز بين الاستعمال العمومي للعقل والاستعمال الخاص له وهنا يكتشف فوكو مفارقة رابعة تهز التنوير من أعماقه وهي القول بأن العقل يجب أن يكون حرا في الاستعمال العمومي وخاضعا في الاستعمال الخاص وهو ما يتناقض مع حرية الرأي،فكيف يستعمل العقل استعمالا خاصا وهو أداة في يد جهاز أو سلطة ما وله وظائف ودور يلعبه في المجتمع؟ ألا يتحول إلى عقل وظيفي تبريري أداتي وبالتالي يخسر حرية الحكم على الأشياء؟
التنوير لن يتحقق إلا إذا حصل تطابق بين الاستعمال الكوني الحر للعقل والاستعمال العمومي له.
المشكلة بالنسبة لفوكو ليس في الاستعمال الكوني الحر للعقل فهذه تجربة ممكنة التحقيق بل في الاستعمال العمومي،إذ »كيف يمكن لجرأة المعرفة أن تشتغل في واضحة النهار رغم أن الأفراد يطيعون كما يجب؟ » و »كيف يمكن للاستعمال العمومي للعقل أن يأخذ شكلا عموميا خاصا به؟ »
هل أن التنوير حدث عام يمس جميع البشر أم أنه مسألة سياسية وضرورة مفروضة من قبل الدولة على المجتمع؟ إذا كان كذلك ألا تتحول إلى استبداد أو من يضمن عدم انحرافها نحو ذلك؟ ألم يقترح كانط على فريدريك2 نوعا من الاستبداد العقلاني يتطابق بمقتضاه الاستعمال العمومي للعقل لدى الأفراد مع الاستعمال الحر الكوني؟
يحفر فوكو نص التنوير الكانطي بقوله: »لنترك الآن هذا النص،فأنا لا أسعى تماما إلى اعتباره يمثل وصفا وافيا للأنوار،وأظن أنه لن يستطيع إشفاء غليل أي رجل تاريخ » لأن هذا النص تاريخي وله طابعه الظرفي الذي نشأ فيه وسياق اجتماعي خاص به وجمهور موجه إليه،ثم هو لحظة للتحرر من السيطرة والخضوع وممارسة النقد .إن النقد هو الاستعمال المشروع للعقل لكي يحدد الإنسان ما يمكن معرفته وفعله وما يمكن توقع وقوعه وان الاستعمال غير المشروع يؤدي بالمرء غالى الوقوع في الوثوقية والتعصب والتقليد والتبعية وهي أوهام لا يستطيع أي عقل التخلص منها ألا بممارسة النقد.
هناك علاقة وثيقة بين التنوير والنقد والحداثة والتقدم لأن كانط يجعل التنوير لحظة مرور الإنسانية إلى حالة من التطور والجديد في هذا النص هو التفكير في الآن كاختلاف داخل التاريخ ودافع نحو مهمة فلسفية جديدة وهي تدشين لحظة الحداثة،والحداثة هي عند فوكو ليست حقبة تاريخية نفصل فيها بين القبل والبعد بل هي موقف متعقل و »شكل من العلاقة مع ما يحدث في الوضع الراهن، واختيار واعي يقوم به البعض، وأخيرا نمط من التفكير والإحساس وطريقة في السلوك والاستجابة التي تدل على انتماء معين وتظهر كمهمة يجب فعلها ».
يسند فوكو مجموعة خصائص للحداثة:
– الحداثة الطارئة والمتقلبة وهي قطيعة مع التقاليد وإحساس بالجدة ووعي بالحركة المتقطعة للزمن.
– الحداثة المتجولة التي تعلي من شأن الحاضر وتعمل على تتبع سيلان الزمن وتشد الرحال نحو ماهو عظيم وجميل فيه من أجل ممارسة لعبة الحرية.
– الحداثة الإرادية وهي شكل من العلاقة مع الذات وهي التأنق في الكشف عن الذات بماهي موضوع معقد ومضني من أجل بنائها ككائن مستقل.
هكذا فإن التنوير يتعرض إلى نوع من الابتزاز عندما يعمل البعض على تشريحه وتحليله والتمييز بين وجهه المضيء ووجهه المظلم وبين ماهو ايجابي منه وماهو سلبي ويدعو فوكو إلى بناء أنطولوجيا الحاضر التي تعمل على القيام بنقد مستمر لأنفسنا من أجل تحليل ذواتنا ككائنات تاريخية يساهم التنوير في تشكيلها،ومن أجل تحقيق هذه المهمة يجب أن يقطع التنوير مع النزعة الانسانوية لأن التنوير هو نمط من العلاقة التي تقيمها الذات مع الحاضر ومجموعة من الأحداث التاريخية المعقدة التي هي بصدد التشكل والحدوث أما النزعة الانسانوية فهي مجموعة من أحكام القيمة تستعمل النقد لخلق التمايز لا غير وتضم عديد الاتجاهات من وجودية وشخصانية وماركسية ووضعية وكلها تتكلم باسم الإنسان وضد الإله والدين والميتافيزيقا،وهي تصورات مستقاة بطريقة ضدية من الدين والسياسة والعلم من أجل تزيين صورة الإنسان عن نفسه بطريقة وهمية. من هنا فإن التنوير لا يعد مذهبا إنسانيا بل هو وعي تاريخي يلتزم بالنقد كسلاح ويلزم الإنسان بالسعي إلى الاكتشاف الدائم لنفسه من خلال تمتعه باستقلاليته.[2]
إن التنوير عند فوكو ليس سلوكا رفضيا وهجوما تحطيميا بل هو موقف فلسفي حدودي يقف عند العتبات ولا يكتفي بالوقوف مع أو ضد بل يتعدى ذلك « نحو نقد ما نقوله وما نفكر فيه وما نفعله من خلال أنطولوجيا تاريخية لأنفسنا ».ومن أجل تلبية هذا المطلب يغير فوكو من مضمون النقد فهو لم يعد نقدا متعاليا بل محايثا وهو لم يعد مجرد رسم للحدود وجغرافيا ذهنية بل أصبح يمارس كتجاوز ممكن و »كبحوث تاريخية من خلال الأحداث التي أدت إلى تكوننا والتعرف على أنفسنا كذوات لما نقوم به وما نفكر فيه وما نقوله ». فهو يجمع بين الأركيولوجيا والجنيالوجيا وبين التعامل مع الخطابات التي ينعقد فيها ما نفكر فيه ونفعله ونقوله ككائنات تاريخية واستخراج إمكانية أن لا نكون ولا نفعل ولا نفكر ما نكونه وما نقوله من الحالة العابرة التي جعلتنا نكون ما نحن عليه. لكن ما معنى مثل هذا التصريح: »الإنسان اختراع تظهر أركيولوجيا فكرنا بسهولة حداثة عهده وربما نهايته القريبة…عندئذ يمكن الرهان أن الإنسان سوف يندثر مثل وجه من الرمل مرسوم على حد البحر… »[3]؟
3/ في تأصيل التنوير في حضارة اقرأ:
« الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم »[4]
إذا تدبرنا هذه الآيات من منظور انسي ينكشف لنا أن التنوير مطلب ضروري في حضارة اقرأ من أجل أن يتضح شيء من الوعي الذي نملكه عن أنفسنا وعن ماضينا ومن أجل القيام بعلمنة جذرية للملة طالما أن جوهر القرآن هو علماني وطالما أن النصوص تدعوك إلى تجاوزها وتأويلها بلا حدود. صحيح أن تجربة التنوير تبدو عصية المنال وصعبة الإدراك في ديارنا لتفجر المكبوت وانفلات اللامعقول وعودة الميراث إلى احتلال سطح الأحداث وسطوة المد السلفي وانتهاج القراءات النصية القطعية وشيوع موجة التقليد وصعود الخطاب الهووي المصاب بالوله الذاتي وانتشار النزعة الافتخارية الامتداحية من جديد ولكن كل ما يحدث الآن هو صيرورة إلى الحداثة وفي عمقه مسيرة نحو التنوير لأن ما نلاحظه على المستوى السياسي والاجتماعي والدولي أن الجميع أصبحوا يحركون عجلة التنوير حتى وهم كارهين لها وتحالفت في ذلك النخب المثقفة والدول المحلية مع المنظمات الأهلية والجمعيات غير الحكومية وحتى إمبراطوريات المعولمة فهي جعلت من شعار التنوير والإصلاح الديمقراطي مطب للتدخل في شؤون الآخرين ومهما يكن من أمر فإن الذي يحدث هو التنوير بالإكراه وكأن الشعوب المنتمية إلى دائرة الضاد تقاد إلى التنوير بالسلاسل وتحت الضرب بالسياط وأنه لحدث تاريخي جلل تتفكك فيه كل العقد وتتفجر معه كل المكبوتات لتتحقق مصالحة قارئ الرسالة مع نفسه ومع السارد الأكبر الذي دعاه للقراءة. »يمكننا أن نفتتح الحقل الفكري للتيولوجيا –الاناسية – المنطقية على مرحلتين: فأولا ينبغي علينا تصفية كل المواقع التبجيلية الافتخارية التي تزعم أن الإسلام قادر على مقاومة العلمنة بفضل تعاليه الإلهي وحده. وثانيا ينبغي علينا أن نرفض مزاعم الفكر العلمانوي الذي يدعي أنه يمثل المرحلة الحاسمة من تحرير العقل خارج كل العقائد الخيالية »[5]
المطلوب هو عرض الإنسية العربية الأولى التي تأسست على يد كل من الجاحظ والتوحيدي والمعري ومسكويه على محك النقد والتمييز بين ما فكرت فيه وفعلته وقالته وما بقي عصيا عن التفكير ولم تفعله ولم تصرح ولو بكلمة حوله من أجل تجذيرها واستكمال ما كانت قد بدأته،ثم من جهة ثانية حري بنا أن نفتح العقل الأكسيولوجي العربي الإسلامي على ثنائية التحسين والتقبيح الاعتزالية حتى تكون أساس الحكم على الأفعال والخروج عن الثائيات الميتافيزيقية اللاهوتية المتمثلة في الخير والشر والحلال والحرام لأن ثنائية التحسين والتقبيح تجعل الإنسان في موضع المغير للأوضاع والمشرع للمعايير التي ينظم بها علاقاته مع نفسه ومع الآخر ومع العالم وليس في موضع المتقبل لمعايير كوسمولوجية فوقية خاصة وأن « لله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ».
زيادة على ذلك إن جهات الحكم الستة في الفقه:المحظور والمكروه والمباح والمتروك والمندوب والواجب تصلح لتجديد المنطق العقلي الذي يستعمل من جهة المعرفة والوجود والذي يحدد ميزان العمل بالنسبة للمرء ويجعله يخرج من ثنائية الوجود بماهو صادق/ كاذب إلى المنطق التعددي الذي يميز بين الحقيقة والصلاحية وبين الحقيقة المطلقة الثابتة والحقائق النسبية المتغيرة وهو منطق ضروري لمناهضة كل أشكال التمييز والعنصرية وادعاء الانتماء إلى الفرقة الناجية والسلالة النقية.
كما أن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفيل بأن يجعل من الدين مجرد موعظة حسنة ونصيحة وتذكرة وليس تسلط وفرض للهيمنة وإكراه بحد السيف ويستدعي السياسة من أجل أن تخدم الحياة لا أن تقود إلى الهلاك والموت وأن يحول نظرية الإمامة إلى نظرية في الحكم الراشد الذي يدعو إلى النظام السياسي الصالح من خلال الشورى والبيعة العامة.وحتى مشروع المقاومة والصمود ضد الاستعمار الآتي من الخارج والاستبداد الضاغط في الداخل تحتاج إلى التنوير والفكر العقلاني والحكمة العالية من أجل أن تجتاز حالة الانفعالية وردود الأفعال العشوائية وتصبح مقاومة وطنية قومية شريفة وتبني رؤية إستراتيجية متكاملة تكفل الاستئناف الحضاري الثاني والانصهار التوحيدي.
إننا « نطالب في كتاباتنا بالعودة إلى الفصل بين ماهو من شؤون الدنيا-التي نحن أدرى بها كما قال الرسول صلعم- وبين ماهو من شأن العقيدة والدين. هذه الدعوة للتحرر لا تقوم على إلغاء الدين وإلغاء نصوصه بقدر ما تقوم على فهمه فهما علميا وتحديد المجال الخاص بها. »[6]
إن التنوير في حضارة اقرأ ينبغي أن يكون تنويرا أصيلا ضد الجهل والزيف والخرافة وينخرط في تجربة التفكير وتقصي الحقائق والكف عن انتظار الأنوار المرسلة من العقل الفعال الإلهي إلى العقل البشري المنفعل وتقليب الأمور على مختلف وجوهها قبل إصدار الأحكام وهو ضد التكفير والإقصاء والاستئصال ويحتكم إلى الدائرة التأويلية والتراث بوصفه مجوعة من أفكار المسبقة التي تساعد على الفهم ولا تعيقه ،انه يتوج جهود السلف ويقتدي بما بذله العلماء والفلاسفة من غير ملتنا احتراما لقيم العقل ومثالية المعنى وانه لابد أن يبتعد عن كل أشكال التنوير الهجين الذي يكتفي بمحاكاة الغرب وتقليده دون مراعاة للخصوصية ودون احترام للمخزون الثقافي الذي يزخر بها التراث في هذا المجال.مما لاشك فيه أننا ننتقل ببطء شديد نحو التنوير وأن هذه الولادة العسيرة للحداثة في حضارة اقرأ هي ولادة قيصرية تتطلب تحريك العلوم الأصيلة على مسطح محايثة جديد يقتطع من السديم الذي يغوص فيه الفكر العربي الإسلامي. »إن الانتقال من مرحلة الاجتهاد الكلاسيكي إلى مرحلة نقد العقل الإسلامي ينبغي أن يصمم ويصور على أساس انه امتداد للاجتهاد الكلاسيكي وإنضاج له. »[7]
فهل قدر التنوير الأصيل أن يكون نقدا للعقل أم أنه مرتبط ببناء الحداثة من وجهة نظر عربية إسلامية ذات أفق كوني؟
المراجع:
كانط ، في الإجابة عن سؤال:ماهو التنوير؟ ترجمة إسماعيل المصدق مجلة فكر ونقد المغربية.
ميشيل فوكو، الكلمات والأشياء ترجمة مركز الإنماء القومي بيروت 1989/1990.
ميشيل فوكو: ماهي الأنوار؟ ترجمة حميد طاس مجلة فكر ونقد المغربية.
محمد أركون، من الاجتهاد التقليدي إلى نقد العقل الإسلامي ترجمة هاشم صالح دار الساقي بيروت لبنان سلسلة بحوث اجتماعية الطبعة الأولى1991.
نصر حامد أبو زيد، التفكير في زمن التكفير مكتبة مدبولي الطبعة الثانية القاهرة 2003.
* كاتب فلسفي
[1] اعتمدنا النص المترجم من الألمانية إلى العربية عن طريق إسماعيل المصدق بعنوان في الإجابة عن سؤال:ماهو التنوير؟ مجلة فكر ونقد المغربية
[2] اعتمدنا الترجمة التي قام بها حميد طاس من الفرنسية إلى العربية وعنوانها: ماهي الأنوار؟ ميشيل فوكو. مجلة فكر ونقد المغربية
[3] ميشيل فوكو الكلمات والأشياء ترجمة مركز الإنماء القومي بيروت 1989/1990ص 313
[5] محمد أركون من الاجتهاد التقليدي إلى نقد العقل الإسلامي ترجمة هاشم صالح دار الساقي بيروت 1991ص 104
[6] نصر حامد أبو زيد التفكير في زمن التكفير مكتبة مدبولي الطبعة الثانية القاهرة 2003 ص 155
[7] محمد أركون من الاجتهاد التقليدي إلى نقد العقل الإسلامي ترجمة هاشم صالح دار الساقي بيروت 1991ص20
الخلل الجنسي عند الرجال في تونس مرض العصر
إيهاب الشاوش
iheb@elaph.com
إيهاب الشاوش من تونس: تغير نمط العيش و الأكل و تسارع وتيرة نسق الحياة، جعل تونس في وضع شبيه، بالدول المتقدمة في ما يخص عدد الرجال المصابين بالخلل الجنسي. ذلك ما يؤكده الدكتور الحبيب بو جناح، رئيس الجمعية التونسية للدراسات و البحوث الجنسية و الخلل الجنسي. خلال لقاءنا به. هذا موضوع ، لم يعد من التابوهات، او المحرمات في تونس، و عدد الرجال الذين يزورون الطبيب لمداواة الخلل الجنسي في ارتفاع. رغم ان وزارة الصحة التونسية مازالت تعتبره من امراض » الرفاهة » او « الترف ».
و يتزامن الاهتمام بهذا المرض، مع الأرقام التي أوردها محمد شعبان ،مدير مركز البحوث والدراسات في ميدان التغطية الاجتماعية،حيث أكد أن نسبة السكان التونسيين الذين يتجاوزون الـ 60 سنة بلغت 9 بالمائة سنة 2006 وستصبح 29 بالمائة سنة 2050 وأن نسبة الشيوخ الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين سنة بلغت 10 بالمائة سنة 2006 وستصل إلى 70 بالمائة سنة 2050 وأن أمل الحياة بعد سن التقاعد بلغ 17 سنة سنة 2005 وسيصل إلى 20 سنة سنة 2010. وهو ما ينبئ بأن موضوع الخلل الجنسي، سيكون في صدارة اهتمام المؤسسات الصحية و الاجتماعية التونسية في المستقبل القريب. كما تجدر الإشارة الى ان نسبة الخلل الجنسي عند الرجال، في العالم، هي ما بين 30 و 40 بالمائة و ترتفع هذه النسبة مع السن و تصيب قرابة ثلث الرجال فوق الأربعين و نصف الرجال فوق الخمسين.
حول هذه المحاور و غيرها كان هذا اللقاء مع الدكتور الحبيب بو جناح:
** ما هي أسباب انتشار مرض الخلل الجنسي عند الرجال في تونس؟
الأسباب عديدة، أولها تغير نمط العيش. و التغذية و السمنة، إضافة الى الضغط النفسي. و هي نفس الأسباب التي نجدها في الدول المتقدمة، و تونس اصبحت تشبهها في هذا الموضوع. من جهة اخرة نمتلك، الأرقام نفسها بخصوص هذا المرض.
قمنا بدراسة شملت عينة من1000 رجل. و أظهرت ان ثلث الرجال في تونس يعانون من الخلل الجنسي. يمكن ان يكون خفيفا او متوسطا او تاما. وهنا نتحدث عن الخلل و ليس العجز.و هذه الدراسة قمنا بها في المراكز الإستشفائية و العيادات في تونس و صفاقس و مدن أخرى…
** تحدثت عن الأكل، هل هناك علاقة بين الأكل و الخلل الجنسي؟
أكلات الفاست فود، مثلا ، مليئة بالدهون ، لذلك فإن الهضم يتم بصعوبة. هذا إضافة إلى الحلويات و المصبرات. و هي بدورها تؤدي إلى أمراض كالسكري و ضغط الدم و الكولسترول و أمراض الضغط النفسي. و هذا متفش خاصة في المدن الكبرى. أما في القرى الأمر مختلف.
** كيف يتعامل الرجال في تونس مع هذا الخلل؟
التونسي أصبح يزور العيادات الطبية. و كثيرون يأتون رفقة زوجاتهم و بعض الأحيان صديقاتهم. و الموضوع حسب رأي لم يعد من التابوهات، لأن الجنس هو شيء مشترك بين الرجل و المرأة. و هذا أمر يسهل عمل الطبيب.
** وحسب رأيك هل المجتمع التونسي يتقبل ذلك؟
في العالم كله، المجتمع يتقبلها بنفس الشكل. لا يمكن لأي رجل ان يقول أمام الجميع انه لا يستطيع الانتصاب. الرجل يعتبرها رمزا لرجولته. لكن مشكلة الخلل الجنسي، تطرح خاصة عند الزواج. عندها تحدث المشاكل. فالخلل يؤثر على شخصية المريض، و تتأزم نفسيته و يصاب بالإكتآب. و قد يؤدي ذلك إلى الطلاق. وقد بينت الإحصائيات ان ما بين 20 و 30 بالمائة من حالات الطلاق في تونس، سببها الخلل الجنسي سواء بالنسبة للرجل او المرأة. و لايقتصر الأمر على المشاكل الأسرية بل يؤثر أيضا على الحياة المهنية والاجتماعية.
** لماذا لا تعترف الصناديق الاجتماعية في تونس بالخلل الجنسي، و لا تصنفه كمرض؟
في الواقع فإن اغلب دول العالم لا تعترف به كمرض. الا في بعض الحالات. مثال رجل تبتر ساقه، ويؤثر ذلك على حياته الجنسية. او حالات أخرى مماثلة.
** وبخصوص الأدوية، لماذا لا تتوفر في تونس، مثل الفياغرا و السياليس و لوفيترا؟
راسلنا السلط المعنية عديد المرات بخصوص هذا الموضوع. و لم نتلق أي رد الى يومنا هذا. و نحن لا نعرف لماذا لا تتوفر هذه الأدوية في تونس.
** ربما للدواء أعراض سلبية؟
اثبت هذا الدواء انه لا أعراض جانبية له. و هي نسبة نجاحه تبلغ 80 بالمائة. و هي متوفرة في جميع دول العالم، الا تونس. و نحن نعتبر الخلل الجنسي عند الرجال مرضا مثل جميع الأمراض. و يجب ان يحظى بحقه في العلاج.
** لكن في هذه الحالة، و في ضوء عدم توفر الأدوية، ماذا تقدمون للمريض؟
نمتلك أدوية نقدمها للخلل الجنسي الخفيف. لكننا مضطرين ان نصف للمريض أدوية غير موجودة في تونس. و على المريض ان يتدبر أمره، سواء من السوق السوداء او من الخارج…
** وإلى جانب الدواء، هل هناك طرق أخرى للعلاج؟
طبعا المرض له أسباب عضوية و أخرى نفسية. و هي في تداخل و ترابط. و العلاج يكون بين عدة اختصاصات. يوجد مرضى يعانون من أسباب عضوية و نفسية.
** ما هي عراقيل العلاج من هذا المرض؟
في تونس، خطونا خطوة الى الأمام. المريض أصبح يزور الطبيب. لكن يبقى غياب الدواء هو المشكل الأساسي.
(المصدر: موقع إيلاف (لندن) بتاريخ 5 مارس 2007)
الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Reports/2007/3/216188.htm
أمراض الشيخوخة في تونس:
مليون مسنّ مهدّدون… والأعصاب والمخّ في الصدارة
* تونس ـ الشروق:
ناهزت نسبة المسنين في تونس 9 حسب الاحصائيات الأخيرة بما يعادل مليون شخص من الشعب التونسي وهذه النسبة في تزايد باعتبار انقلاب قاعدة الهرم السكاني التونسي من شباب الى شيوخ، وبناء على هذه المعطيات تستوجب تحرّك المختصين والهياكل المعنية للاحاطة بالمسنين وتوفير طرق العلاج المناسبة.
ونظمت رابطة المناضلات التابعة للاتحاد الوطني للمرأة التونسية مساء أول أمس مائدة مستديرة حول أمراض الشيخوخة.
وقدمت الدكتورة ابتسام بن حمّودة أخصائية في أمراض الأعصاب والمخّ عن بعض أنواع أمراض الشيخوخة التي تصيب المسنين.
وقالت: «أن المسن هو الذي يتجاوز سنّه 65 سنة والارتفاع في النسبة ناتج عن ارتفاع أمل الحياة وانخفاض عدد الوفايات وتحسّن ظروف العيش والوقاية من عدّة أمراض».
وذكرت أن هذا التطور يؤدي الى تكاثر الأمراض التي تهمّ فئة المسنين وتتطلب تجنيد موارد بشرية وزيادة في طاقة المراكز الصحية والاجتماعية التي تعتني بهذه الفئة.
وانطلاقا من اختصاصها قالت أن هناك ثلاثة أمراض تهمّ الشيخوخة وهي حوادث الأوعية الدموية الدماغية ومرض العثة (حيث يصبح المريض معتوها)، ومرض الباكنسون Packinson الذي يتعلق ببطء الحركة الخفيف.
وفيما يتعلق بحوادث الأوعية الدموية أفادت أنها تؤدي الى جلطة المخ أو تمزّق في الأوعية أو نزيف دموي بالمخ، وهي متواجدة بكثرة في جميع أنحاء العالم وتؤدي الى الوفاة والاعاقة النصفية.
ومن العوامل المؤدية الى كثرة هذه الأمراض نتيجة التقدم في السن وارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة وعدم ممارسة الانشطة الرياضية والمشي، ومرض السكري وارتفاع نسبة الشحوم في الدم (الكولسترول).
ومن الأسباب الاخرى نجد انسداد عروق المخ وأمراض القلب.
وأشارت الى أن هذا المرض كلما تمت معالجته بصورة مباشرة كلما كان أفضل والاعاقة تكون أخف.
وفيما يتعلق بمرض العثة قالت هذا المرض يؤدي الى ضعف الذاكرة وهو مرض مشهور ومعروف من قبل الجميع تقريبا لأنه انتشر بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.
وفي ما يتعلق بمرض الباكنسون ومن علاماته بطء خفيف في الحركة والتفكير.
* دور العائلة
وفي ما يتعلق بالعلاج قالت: «وسائلها متعددة ومختلفة حسب الحالات وتعتمد على أدوية حديثة لكن لا يمكن استعمالها الا من طرف أطباء مختصين في أمراض المخ والأعصاب، وأضافت أنه يتم اعتماد الجراحة في بعض الحالات، لكن لا ينبغي أن نتغافل عن الجانب النفساني في العلاج والشفاء حيث يتعين عليها مساعدة المريض على تقبّل مرضه والتعاون مع الطبيب خاصة فيما يتعلق بالمواظبة على حصص تقويم الأعضاء والتمسيد وعلى تناول الأدوية.
وافتتحت السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة المائدة المستديرة معتبرة أن أمراض الشيخوخة هي موضوع الساعة باعتبار التحولات التي يعيشها مجتمعنا خاصة التي ترجّح ارتفاع نسبة المسنين.
وقالت نعيمة بن حمودة رئيسة الرابطة الوطنية للمناضلات: «إن أمراض الشيخوخة عديدة ومتعددة وقد كانت الانطلاقة مع أمراض الأعصاب والدماغ بناء على خصوصيتها».
وأضافت أن المسنين التونسيين يتمتعون بحظ الاحاطة العائلية باعتبار تماسك أفراد الأسرة والمجتمع وبذلك نرغب في الوصول الى جميع الشرائح لتوعيتهم حول أهم الأمراض وسبل الوقاية منها.
وتداولت الحاضرات بالنقاش أمراض الشيخوخة وعبّرت كل واحدة عن رغبتها في مزيد التعمّق في جميع الأمراض.
نزيهة بوسعيدي
(المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2007)
لحث الشباب على المشاركة في أنشطة دور الشباب:
مقترحات لتحسين البنية الأساسية وتطوير التجهيزات وتشريك الشباب في برامج التنشيط
تونس ـ الصباح – «ماذا تقترح لحث الشباب على المشاركة في أنشطة دور الشباب؟؟».. هذا هوالسؤال الذي تم طرحه على رواد موقع المرصد الوطني للشباب على شبكة الانترنيت قصد سبر آرائهم..
ويذكر أن نتائج الاستشارة الشبابية الاخيرة قد كشفت عن عزوف الشباب على ارتياد المؤسسات الشبابية والثقافية وفي المقابل برز المقهى كأحد الفضاءات الاكثر ارتيادا من قبل الشباب..
وتفيد النتائج الاولية لاستطلاع الرأي حول دور الشباب أن 38 بالمائة من زوار الموقع يقترحون تحسين البنية الاساسية لدور الشباب وتطوير تجهيزاتها.. كما يقترح 39 بالمائة من المستجوبين مشاركة الشباب في وضع البرامج التي تنجزها دور الشباب وفي التنشيط أيضا.. بالمائة من المشاركين في سبر الاراء أنه يجب تفعيل دور جمعيات أحباء دور الشباب حتى تساهم في تشجيع الشباب على مزيد المساهمة في أنشطة دور الشباب..
ويبدومن خلال سبر الاراء رغبة كبيرة للشباب في الظفر بتجهيزات عصرية ووسائل اتصال حديثة في دور الشباب.. ولوتتطور هذه التجهيزات على النحوالذي يرغبون فيه ويطمحون إليه ستكون دور الشباب قبلة لهذه الفئة.. ومن الاشياء التي يتوقون إليها هي توفر المزيد من تجهيزات الاعلامية وإمكانية النفاذ لشبكة الانترنيت وتوفر الصحف والمجلات وتوفر نوادي تهتم بمشاغلهم وتجلب أنشطتها انتباههم من موسيقى ورقص وشعر وأدب وغيرها.. ويذكر أن مهمة دور الشباب هي العناية بالشباب خلال وقته الحر.. حيث تقدم له برامج وأنشطة تربوية متنوعة بهدف الترفيه عنه وتنمية قدراته المعرفية ومساعدته على التوازن النفسي والاندماج الاجتماعي.
وكان المرصد الوطني للشباب قد أجرى دراسة حول الممارسات الثقافية للشباب بينت أن الشباب التونسي شباب متفاعل مع عصره وحركية مجتمعه النامي ولئن بدا تأثره واضحا بوسائل الثقافة الجماهيرية المنتشرة بفضل الفضائيات والصناعات الثقافية الالكترونية (نسخ الافلام والاشرطة السمعية والاعلامية)، فإن ذلك مؤشر إيجابي يدل على الانخراط في العصر وعدم الانغلاق. ومن هنا تبدوالمهمة الاساسية لمؤسسات التنشئة هي توظيف هذه الوسائل لتعميق المضامين وإثرائها، بالتوازي مع تطوير فضاءات ومجالات الممارسة الثقافية التقليدية وخصوصا فضاءات المجتمع المدني التي يجب أن تعيد النظر في وسائل عملها وتدخلها. ومقابل ما نلاحظه من تراجع في الممارسات الثقافية المعهودة كمطالعة الكتب وارتياد دور الثقافة ودور الشباب فإن ظهور ممارسات جديدة مرتبطة بتكنولوجيات الاتصال الحديثة مثلا رغم أنها في نمومطرد توحي بضرورة التشجيع المتواصل على الاستفادة منها كما تؤكد على سلامة التمشي القاضي بالعمل على نشر الثقافة الرقمية.
وقد بينت الدراسة أن البرامج السائدة في مجال الترفيه بحاجة إلى المراجعة خصوصا أمام الاهمية المتنامية التي يوليها الشباب للانشطة الخارجية أي المتحررة من التأطير التقليدي، وإذا كان المقهى يبدو فضاء ذا جاذبية فلانه يتيح نوعا من الحميمية التي قد تفتقد إليها الفضاءات الرسمية. مؤسسات عريقة تعد دور الشباب من المؤسسات التربوية العريقة بتونس إذ بعثت أول دار شباب في مارس 1963 وهي أول مؤسسة أحدثت في البلدان المغاربية.. لذلك سمّيت بدار الشباب المغاربية برادس. ويسهر على تسيير دور الشباب مؤطرون مختصون في التنشيط التربوي متخرجون من المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي ويعتمدون في ذلك على تكوينهم في العلوم الانسانية (علم النفس وعلم الاجتماع وحركية المجموعات.) وعلى تقنيات التنشيط مثل الاعلامية والوسائل السمعية البصرية والفنون التشكيلية والتعبير الجسماني إلخ…
ويذكر أنه تم وضع خطة متكاملة في ضوء دراسة علمية قصد تطوير أنشطة مؤسسات الشباب لتشمل تكنولوجيات المعلوماتية والاتصال ودعم التجهيزات بنوادي الشباب وفتح فضاءات خصوصية لتعلم اللغات الاجنبية. وشرع منذ سنة 2002 في بعث فضاء الاعلامية والانترنيت وهوفضاء مجهز بأحدث وسائل الاعلامية، ويهدف في إطار نشر الثقافة المعلوماتية إلى تمكين الشباب من التحكم في استغلال الحاسوب والانترنيت وفضاء اللغات الحية قصد تمكين الشباب من التواصل مع شباب العالم والانفتاح على الثقافات الاخرى والتعريف بالثقافة الوطنية وفضاء إعلام الشباب وتتمثل مهمته في استقبال الشباب بجميع شرائحه بهدف الاصغاء إليه وإعلامه وتوجيهه وذلك بتوفير الخدمات الاعلامية الوظيفية له في شتى مجالات حياته (التعليم – التوجيه – التشغيل – التكوين المهني – الصحة – السكن – التغطية الاجتماعية). وهناك فضاء الوقت الحر الذي يوفّر لرواد دار الشباب إمكانية ممارسة هواياتهم المفضلة الاخرى من رقص وبيئة وعلم فلك ورياضات فردية وموسيقى ومسرح ورحلات إلى الداخل وإلى الخارج).
وتشهد السنة الجارية إحداث ثلاثة دور شباب بكل من الكرم وعقارب وسكرة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 5 مارس 2007)
حيّ لا يهتف
بشمال العاصمة يوجد حي كامل بلا هاتف قار ولا هاتف جوّال… شيء لا يكاد يصدّق ولا يقبله المنطق بأيّ حال من الأحوال. خصوصا وأن تونس تحتل المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا في نسبة الهواتف الجوّالة… فكيف يمكن أن يتصوّر العقل وجود مثل هذه الحالة!؟ اللهمّ إلاّ إذا كان الأمر مقصودا من السادة المسؤولين… فخافوا على تونس وأرادوا بهذا الشّذوذ أن «يطيّروا عليها العين». محمد قلبي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 مارس 2007)
المخرج السينمائي النوري بوزيد يكشف لكم وجهه الآخر:
الطالب القومي الثائر الذي حوّله السجن إلى شاعر فمخرج عالمي
** «لن انسى صفعات المؤدب في الزاوية… وعائلتي رفضت اختلاطي بأبناء الطبقة الكادحة» ** «انخرطت في الجمعية الشيوعية واتهمت عام 1972 بالتآمر على امن الدولة وسجنت» ** «أشرفت على ورشة سينمائية داخل السجن وفيلم صفائح من ذهب هو بمثابــة المواجهــة للارهاب الايديولوجي» ** «يوسف شاهين كان مثلي الأعلى وخطابات عبد الناصر جعلتني أعيش أوهاما وأمجادا»
عندما انطلق النوري بوزيد في رحلة الاخراج احدث ثورة في السينما التونسية باخراجه لافلام لامست الواقع التونسي وغاصت في عمق الالم الانساني وبحث من خلالها شتى معاني الاغتراب والمساءلة الوجودية والبحث عن الذات واصبح من خلال افلامه الفكر الرمز الباحث عن الحرية.. حرية الكلمة والمعتقد والفكر مستلهما من معاناته وآلامه احداثا لافلامه التي احبها الجمهور وجلها عبارة عن لوحة فسيفسائية متفرقة لو جمعت مع بعضها من خلالها حياة ومعاني هذا الرجل. «الاسبوعي» التقت النوري بوزيد ليحدثنا عن ماضيه، عن تاريخه، عن حاضره.. عن وجهه الآخر:
جالسه: حافظ الشتيوي
جذور مصرية
في بداية الحديث قلت له: «تعتبر العائلة وحكاياتها هي المصدر الاول للخيال الفكري فهل كانت كذلك بالنسبة لعائلتك؟» فقال: «عشت من خلال حكاية عائلتي احلى قصة على الاطلاق جعلتني اشعر بالفخر بالانتماء سواء بالنسبة للام او للاب فوالدتي حميدة المصمودي من اصل مصري فهي مولودة بالاسكندرية وامها اسمها تفيدة وجاءت اثر ثورة عرابي وقد كانت هناك تاريخيا عملية تبادل تجاري كبرى بين صفاقس والاسكندرية وكان خالي المولود في مصر «ناصريا» الى حد النخاع وكان لحديثه معنا حول مصر والناصرية الاثر الكبير في بلورة شخصيتي في البداية اما جدي من الاب فهو امين البناء في صفاقس وله نهج باسمه محمد بوزيد وقد كانت له صولات وجولات ابان حركة المقاومة الوطنية حيث عهد له مهمة بناء صور صفاقس اذا ما تهدم وهناك كتاب صادر باللغة الفرنسية يروي بطولاته ويذكر اسمه من بين ثلاثة مقاومين معروفين وهذا الكتاب هو le soleil se leve à l’ouest وكل هذه الحكايات كانت تغذي نواحي الفخر والاعتزاز في داخلي وما زاد هذا الفخر هو انني عشت في دار الجدود بنهج سيدي خليل بجانب دار الجلولي وهي دار ذات طابع معماري جميل وكانت مزارا للسيّاح».
بداية التمرد
قلت له: «هل عشت حياة وديعة ومسالمة؟» فرد قائلا: «بالعكس فمنذ ان التحقت بكتاب الحاج خليفة ـ وكنا نسميه الزاوية ـ صدمت بطريقة القمع في التعليم وكنت اذا اخطأت يصفعني المؤدب صفعة تجعلني اكره المكان والدرس والمؤدب نفسه ولن انسى تلك الصفعات ابدا ثم بدأت اختلط بأبناء الطبقة الكادحة وكانت عائلتي الغنية تلقبهم بالهامشيين ورفض أقاربي مثل هذه العلاقات ولكني اصبحت احبذ جلساتهم في الشارع وحكاياتهم الغريبة ولما كبرت قليلا اكتشفت دور السينما فأصبحت اتردد عليها باستمرار وتعلقت بالأفلام المصرية ونما في داخلي حلم جميل تمنيته طوال حياتي وهو ان اعيش قصة حب حقيقية تمردا على الفكر العائلي المانع لمثل هذه العلاقات الحميمة بين اثنين»
فكر تحرري بالمعهد
قلت له: «وهل وجدت مثل هذا الحلم في المعهد؟» فقال: «اكتشفت بالمعهد علاقات جديدة وفكر جديد واحببت الدراسة بفضل مجموعة من الاساتذة والاصدقاء على غرار محمد محفوظ ومحمد عبد الناظر وعبد الفتاح فخفاخ والمنصف الرقيق ومحمد العش وقد اصبح القاسم المشترك بيننننا هو ثقافة الفكر وكنا نلتقي بباب بحر واصبحت لنا فيما بعد علاقات مع الاساتذة الفرنسيين وبدأ كل واحد منا يختار مثله الاعلى في الحياة فمنهم من اختار الفيلسوف «اندري جيد» او «البار كامي» اما انا فباعتباري لم اكن مولعا بالكتب مثل السينما فقد كان مثلي الاعلى يوسف شاهين ثم تطورت نوعية اهتماماتي لاعشق الناصرية اكثر واصبحت شديد الاهتمام بالاستماع الى اخبار صوت العرب في الاذاعة واذكر ان كل خطاب لجمال عبد الناصر كان يزعزع كياني ويجعلني اعيش اوهاما وامجادا في مخيلتي».
بداية الاهتمام بالسينما
قلت له: «وبالنسبة لاهتماماتك السينمائية؟» فقال: «عندما اصبحت انشد الفكر والثقافة اتجهت الى الفرنكوفونية والبحث عن الثقافات العالمية ومنها تغيرت نظرتي للافلام التي اشاهدها خاصة بعد فيلم «roco et ses freres» الذي احدث نقلة اخرى في اختياراتي السينمائية وخاصة بما يسمى بالموجه الجديدة وانخرطت في نادي السينما واكتشفت عن طريق اساتذتي لغة جديدة غير التي تعودنا عليها واصبحت النقاشات تدور بشكل دوري وتتخذ في بعض الاحيان لغة حادة لترتقي الى اعلى درجات الحرية الفكرية وخاصة مع بروز السينماءات القومية في عدة بلدان كأوروبا الشرقية واليابان وامريكا اللاتينية ثم برزت فيمــا بعد رؤيــة جديــدة للسينمــا وهــي سينمــا المؤلف «cinema d’auteur» ثم تكون فيما بعد نادي سينما الذي يطلق عليه اسم «لوي لومبار» واذكر ان نادي سينما الشباب اراد ان يكون نادي السينما الذي يضم اساتذة فرنسيين مثل لوكلار وجرمان وفرنكوفونيين على غرار الجزائري الدهماني حيث اختاروا ان يكون التوجه للعربية من حيث الاختيارات والنقاشات وباعتبار ان اساتذة العربية غير متعمقين في الثقافة السينمائية عكس لوي لوميار فقد هذا الثاني بريقه وتوجهنا بالتالي الى الفرنكوفونية واصبحت النقاشات ذات طابع تصاعدي فكري كبير تعكس الحركة السينمائية في العالم في ذلك الوقت وفي الاثناء اي سنة 1962 اسس الطاهر شريعة بمعية ثلة من المغرمين بالسينما مثل نور الدين الجنزوري وخليفة الشاطر الجامعة التونسية لنوادي السينما التي صارت تعرض الافلام ويتم وضع معلقات حول هذه الافلام في المقاهي والمكتبات والصيدليات وتسمى هذه المطبوعات مجلس الثلاثة والتي اصبحت فيما بعد مرجع كل طالب وتلميذ حول اهمية الاشرطة المعروضة»
هزيمة حرب 67 وانهيار الفكر الناصري والبحث عن البديل
ويواصل النوري حديثه بقوله: «كنت اشعر رفقة اصدقائي اني من النخبة الوطنية خاصة مع تسلحي بالفكر الناصري وخطب الاذاعي احمد سعيد باذاعة صوت العرب واذكر انه في سنة 1967 كانت الاجواء حماسية للغاية والجيوش العربية تقوم باستعراضها فعشنا حلم العروبة والنصر بكامل جوارحنا الى ان صدمنا بالحقيقة والهزيمة المرة لكل العرب والاهانة والذل والمرارة التي اصبحت تعانيها الشعوب فانهار في داخلي كل سند ناصري واصبحت ابحث عن البديل لاستعادة توازني النفسي الذي وجدته في الجامعة وفي اجوائها اذ كان الفكر الماركسي وتدعيم الوجودية الذاتية محور الاهتمام».
احداث فرنسا وانقلاب فكري
قلت له: «وماذا بعد؟» فقال: «الحقيقة اني شعرت بالاختناق داخل اجواء الجامعة فغادرتها بعد 3 اشهر فقط لاجراء مناظرة في مركز التكوين في التلفزة وقد ساعدني في ذلك صديقي محمد عبد الناظر وقد التقيت في الاثناء بحمادي عرافة ويوسف بن يوسف وبعد نجاحي في المناظراة ارسلتني التلفزة الى فرنسا لاجراء تربص وهناك صدمت باحداث 1968 اذ كانت المدارس والمعاهد مقفلة واستحالت علي العودة الى تونس باعتبار ان الاضرابات شملت قطاع النقل فكان لزاما علي ان اعيش اربعة اشهر على نحو لم يكن مبرمجا فعشت داخل المؤسسة الفرنسية وغصت في اعماق الفكر الفلسفي والوجودي واكتشفت نوعا جديدا من الفكر والحديث المستنير ولما عدت الى تونس واعلمت ادارة التلفزة بانني لم اجر الامتحان بسبب الاضرابات تم ارسالي الى بلجيكــا حيــث نجحــت في المناظـــرة وانخرطــت لاحقـــا في الاتحاد العام للطلبة النقابيين (VGES) ثم اصبحت عضو في جمعية Prespective Tunisienne وتوزعت انشطتي بين دراسة الاخراج السينمائي والتلفزي وبين اللقاءات والمنتديات والنقاشات حول الفكر الماركسي وفي الاثناء اكتشفت ثراء خزينة الافلام بالمعهد فاصبحت مدمنا على مشاهدة الافلام التي تروي تاريخ السينما العالمية وعشت خلال فترة دراستي احلى الفترات وحتى الانتماء الى الجمعية الشيوعية Prespective كانت على اساس طبيعتها الثقافية وروحها الفكرية وليس منهجها الشيوعي اذ كنت بعيدا كل البعد على الاطماع والطموح السياسي واثر انتهائي من الدراسة وحصولي على ديبلوم التخرج اعجبت بالاجواء الفنية وكنت افكر في مواصلة اثراء تجربتي ولكن حدث ان دعتني المنظمة للعودة على جناح السرعة فوجدت نفسي بين خيارين خيار المستقبل وطريق الفن الذي بدأت ادركه او طريق المبادىء والمثل الفكرية التي احببتها فقررت اختيار الثانية وعدت الى تونس لاستجلي الخبر ومنها بدأت المشاكل والمآسي».
انشقاق داخل المنظمة خيانة وسجن
قلت له: «اي مشاكل ومآس تقصد؟» فقال: «مع عودتي إلى تونس عملت في التلفزة كمساعد مخرج وفي الاثناء اصبحت عضوا في القيادة بجمعية Prespective بعد ان تم القبض على مجموعة من القياديين سنة 1972 واثر انضمامي للقيادة اندلع خلاف بين القدامى والجدد بسبب اختلاف في وجهات النظر وطريقة العمل فالقدامى يسعون الى التحريض على الفتن واصدار المناشير والشق الثاني تفاوضي سلمي فقررت السفر الى باريس لاستشارة اعلى هيئة في المنظمة وقد وجدت منهم كل التفهم وعند عودتي الى تونس لم يرق للجماعة تحركاتي فتم تجميد نشاطي الى ان حدث المكروه وداهمتنا الشرطة وقبض علينا فاعتقد الجميع اني وشيت بهم رغم اني مقبوض علي مثلهم ولم يعترفوا بالخطأ اليساري. ووجهت لي عدة تهم وهي التآمر على امن الدولة في الداخل والخارج وانتمائي لمنظمة غير معترف بها وثلب رئيس الدولة وترويج اخبار زائفة واستعمال محل للقيام باجتماعات غير مرخص لها حكم علي بالسجن 5 سنوات واربعة اشهر».
السجن والبناء الذاتي
قلت له: «كيف عشت هذه الفترة؟» فقال: «كدت ان افقد عقلي الى ان اهتديت الى طريقة البناء الذاتي فأصبحت استرجع جميع الافلام التي شاهدتها لقطة بلقطة واعيد نظم الاغاني مقطعا مقطعا ثم انظم الشعر في مخيلتي وتغلبت بالتالي على نفسي وتجاوزت حتى التهم الموجهة لي من طرف المنظمة ثم قررت الخروج الى العالم الاخر عالم الزملاء في السجن فاصبحت العب معهم الكرة ثم قمت بانشاء ورشة سينمائية لعرض بعض الافلام ومناقشتها ثم علمتهم كيف يكتبون السيناريو». قلت له: «وما هو موقف العائلة انذاك؟» فقال: «كانوا يعتبروني مخطئا في اختياراتي وتوجهاتي ورجوني ان اتقدم برسالة عفو لكني رفضت»
من مساعد مخرج مغمور الى مخرج عالمي شهير
سألته اثر خروجه من السجن كيف تمكن من الاندماج في المجتمع والحياة السينمائية بسهولة فقال: «يوم خروجي من السجن وجدت صديقي محمد عبد الناظر في انتظاري وقد كانت لحظات مؤثرة جدا وفي البداية عشت تحت الاقامة الجبرية بصفاقس وكان علي ان اوقع يوميا صباحا ومساءا في سجل الحضور بمركز صفاقس الى ان علمت ان العائلة تبحث في وسيلة لضمان عيشي واستقراري بان تفتح لي محلا تجاريا فاستنجدت بعبد الناظر الذي كان يعمل مصمم ديكور في شريط «عزيزة» لعبد اللطيف بن عمار فتم تحويل اقامتي الجبرية الى تونس وصرت اعمل كمساعد مخرج ووجدت بالتالي المتنفس الذي ابحث عنه واشتهر عملي بين الاوساط السينمائية كأفضل موضب ومساعد مخرج على الاطلاق اذ عملت مع حميدة بن عمار في فيلم الزيتونة ثم فيلم الملائكة لرضا الباهي ثم عملت في افلام اجنبية مع سبيلبارغ وانودوميني»
قلت له: «وكيف بدأت تفكر في الاخراج؟» فقال: «اثر قضائي 15 ساعة تصوير وتحضير كنت اعود منهك القوى ومتنفسي الوحيد كانت الكتابة وقد انطلقت من فكرة الصدام الابوي في العائلة وانهيار منظومة الزواج وكان لزاما وجود عائق كبير فاسترجعت بالذاكرة حادثة وقعت لاحد اصدقائي وألمه النفسي فكتبت فيلم «ريح السد» وقدمته للمنتج احمد بهاء الدين عطية الذي اعجب بالفكرة وتقدم للدعم فتم قبوله فاستفاق بداخلي حينها هاجس الاخراج لذلك انطلقت في العمل وكانت المفاجأة الكبرى ان وجد الفيلم صدى كبيرا لم اكن اتوقعه وتحصل على عديد الجوائز العالمية واحلاها جائزة النقاد العرب في مهرجان كان وشعرت حينها اني ولدت من جديد وهاجت بي ذكريات التعذيب والالم في السجن فقررت تحويل ذات الالم الى صورة حقيقية وان اواجه الارهاب الايديولوجي المادي والنفسي فكان فيلم «صفائح من ذهب» وبدأت ابتعد عن كل ما له علاقة بالعاطفة والماضي من عائلة واصدقاء كي ابتعد عن كل ما يمكن ان يؤثر في سير عملي وانطلقت في تجربة فيلم «البزناس» على اساس طرح اشكالية الهوية ومجتمعنا الذي اغتصبه الغرب واصبح يمارس عليه شتى انواع الارهاب المعنوي وفي البداية رفضت الوزارة دعمه فاستفاق في ذلك الطفل المتمرد بداخلي وقررت تصويره كلفني ما كلفني ولكني فوجئت بهجوم كبير من طرف النقاد والاعلاميين واحسست بالفشل والاحباط يداهمني ولم تعاودني الثقة بنفسي الا بعد ان نادتني مفيدة التلاتلي لكتابة سيناريو وحوار «صمت القصور» فاستفقت من جديد واكتشفت عالم المرأة الجميل المحفوف بالاسرار وهو من دفعني لاخرج فيلم «حرب الخليج» و«بنت فاميليا» و«عرائس الطين».
سألته: «ماهو موقف العائلة من المشاهد الساخنة التي أدرجتها في افلامك؟» فقال: «لم تكن مشكلة العائلة المشاهد الساخنة بقدر ما كانت هناك عديد المواقف والشخصيات الحقيقية التي لا تعرفها الا العائلة التي ادرجتها وهي التي اغضبت الجميع». قلت له: «وهل ابتعدت عن اليسار؟» فقال: «اثر خروجي من السجن ابتعدت عن الجميع ومع نجاحي في افلامي خيرت ان اكون بمعزل عن اي تأثير جانبي لاقول ما احب قوله بكل حرية ودون احتراز فابتعدت عن الاصدقاء والعائلة والتيارات السياسية واذكر اني لما صورت «ريح السد» في صفاقس ورغم طول فترة التصوير فانني لم ازر احد من العائلة».
قلت له: «وبالنسبة لعائلتك المصغرة؟» فقال: «تزوجت مرتين ولكني فشلت لاني اشعر بانني لم اخلق لاكون اب عائلة مثل غيري فانا دائم السفر كثير التنقل مزاجي في حياتي وفي المقابل اعشق الاطفال وتحققت اغلى امنياتي بان رزقت بليلى من الزوجة الاولى وزينب من الزوجة الثانية، هاتان البنتان هما اغلى شيء عندي في الوجود اشتاق اليهما كل يوم خاصة مع ليالي الوحدة القاتلة».
قلت له: «من الاهتمامات الجانبية التي لا يعرفها الجميع انك شاعر فكيف ترى هذه الميزة؟» فقال: «كتبت الشعر منذ الصغر وكان المتنفس الكبير في حياتي وصدر لي ديوان بعنوان «بحارة» وما كتبته يعادل عشرات الدواوين وقد تنشر يوما ما».
(المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 5 مارس 2007)
الـمسؤولية ليست تشـــريــفـــا أو بــابا للــــرزق غـــــير الشريف
بادرتنا قناة حنبعل ضمن برنامجها الحواري «دائرة الضوء» للاسبوع المنقضي بطرح موضوع يستحق المزيد من الاهتمام، موضوع ملف الاسبوع المنقضي والذي سيتواصل بثه الاسبوع الجاري عنوانه «ما ضاع حق وراءه طالب».
الملف تعرض لمشاكل مواطنين يعتقدون أن حقوقهم هضمت في تعاملاتهم الادارية أو القضائية وبغض النظر عن ثبوت الحق من عدمه والذي يتطلب سماع كل الاطراف وإعادة النظر في كل الوثائق والملفات فإن ما شدني هو معاناة بعضهم مع الإدارة التونسية ومنهم الملاكم السابق بشير بندقة الذي هدمت بنايته التي كلفته 450 ألف دينار لأن المصالح البلدية لم تجبه عندما تقدم بطلب رخصة بناء ولأن هناك من المسؤولين البلديين من نصحه – على حد زعمه – بالبناء لأن القانون يسمح له بذلك إن لم يتلق جوابا من البلدية خلال شهر من تقديم طلبه.
البشير بندقة هدمت بنايته بعد صدور قرار الهدم وسيكون مطالبا بدفع كل مصاريف الهدم كذلك.. لكن ترى أين كانت ذات المصالح لما شيّد بندقة البناية التي تكلفت بمئات الآلاف من الدنانير على حافة طريق رئيسي…؟ لماذا لم تتحرك التراتيب البلدية وكذلك المصالح الجهوية وتمنعه من البناء؟
إن التسيّب الاداري الذي كان وراء إنجاز أحياء فوضوية بطمّ طميمها لا يمكن أن يتواصل إلى ما لا نهاية له.. وإن غض الطرف عن هذا التسيب لا يمكن كذلك بدوره أن يتواصل لا لشيء إلا لأنه لم يتم بالقدر المطلوب تفعيل مبدأ أساسي في تحمل المسؤولية ألا وهو القبول بالمحاسبة فالمسؤولية ليست تشريفا أو بابا للرزق غير الشريف بل هي تكليف بأتم ما في الكلمة من معان.. ومن كلف بمهمة فإن من أبسط الامور معرفة إن هو أدى هذه المهمة أم لا؟ وهل هو أداها على أحسن ما يكون أم لا..؟ وإذا اعتبرنا المسؤولية أمانة فإن الحفاظ على الأمانة أمر مؤكد عرفا وشرعا وقانونا وأخلاقا والاخلال بها خيانة والخيانة جناية.
إن البشير بندقة عندما هدمت بنايته سدد لوحده الفاتورة وفي حالات الاحياء الفوضوية التي ما انفكت تظهر تسدد المجموعة الوطنية فواتير تهذيبها بسبب إخلالات المسؤولين البلديين والجهويين.. واعتقادي أن على المشرّع أن يعيد النظر في الاجراءات والتراتيب بما يسمح بفتح تحقيق معمق في كل بناء فوضوي يشيّد ومعاقبة من غضّ الطرف عند بنائه.. والمسؤولية كما تطال أعوان التراتيب يجب أن تطال العمد والبعض من رؤساء الشعب الذين يحضرون «صبّ» أسقف البناءات الفوضوية لتأمين الحماية للمخالفين.
إن المحاسبة الصارمة لمن ساهموا في الاخلال بالتراتيب البلدية والتشهير بهم وحده الكفيل بوضع حد للتجاوزات التي ما فتئت البلاد تعيشها على امتداد عقود لأن كل من يعلم مسبقا أنه إذا ما شيّدت بناية دون رخصة سيكون عرضة للعقاب بنفس القدر الذي يتعرض له مشيّدها فإنه سيحكّم عقله قبل أن يقبض رشوة أو أن يغض الطرف لمصلحة.. وفي أسوإ الحالات سيقدم استقالته تاركا المسؤولية لمن هو أهل لها.
حافظ الغريبي (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 5 مارس 2007)
المرأة التي تأثر لمأساتها من شاهدها على قناة «حنبعل» تقول لـ«الأسبوعي»:
قضية ردّ الاعتـبار تنطـــلق أولى جلساتها الشهر القادم
بعد ظهورها على قناة حنبعل في الحصة الأخيرة من برنامج «دائرة الضوء» للزميل عبد الرزاق الشابي وبعد الضجة التي أثارها الريبورتاج الذي أجري معها حول مشكلتها ذكرت فيه أنها أم لطفلين دخلت السجن بسبب مكيدة مدبرة بعد أن اتهما زوجها بالخيانة وحكم عليها بـ8 أشهر ثم بعد شهرين من السجن وعند استئناف الحكم برأتها المحكمة أفادتنا السيدة رجاء الطالبي أن يوم 4 أفريل القادم تنطلق أولى جلسات قضية رد الاعتبار على حد قولها التي ستنتظر في ملف البحث العدلي الذي تضمن اعترافاتها التي وصفتها بأنها مفبركة وقالت أن فريق برنامج دائرة الضوء على قناة حنبعل أعلمها بأنه تلقى عددا كبيرا من المكالمات الهاتفية من المواطنين يطلبون رقمها الشخصي لمهاتفتها تضامنا مع مأساتها وأكدت أنها ورغم تلقيها عددا مهولا من المكالمات الهاتفية لم تتصل بها أي جهة مسؤولة من السلط وللإشارة فإنها اضطرت إلى إقفال هاتفها الجوال عند لقائنا معها بمنزل عائلتها حتى يتسنى لها الحديث معنا…
وللتذكير فإن خلافات زوجية كانت وراء ما آلت إليه حال رجاء التي كانت صرحت على قناة حنبعل أنه اعتدى عليها في أكثر من مرة ورفعت ضده عديد القضايا التي أدخلته السجن لكنها عفت عنه فإذا به على حد تعبيرها يفبرك لها تهمة الخيانة ويصدر ضدها حكم بالطلاق وبحضانة ابنيها.. وقد اتصلنا بزوجها الذي رفض الخوض في الموضوع مدعيا أنها تلاعبت للحصول على البراءة.
الحبيب وذان (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 5 مارس 2007)
القاعدة تعلن مسؤوليتها عن هجوم على الشرطة الجزائرية
دبي (رويترز) – أعلن جناح لتنظيم القاعدة مسؤوليته يوم الاثنين عن هجوم وقع يوم الاحد في الجزائر وأسفر عن مقتل سبعة من رجال الشرطة. وقال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في بيان نشر على موقع يستخدمه متشددون على الانترنت ان مقاتليه شنوا هجوما على قوات الدرك الوطني في تيزي وزو « وقتلوا عددا من المرتدين ».
وقالت صحيفة ان رجال الشرطة قتلوا في كمين يوم الاحد في ولاية تيزي وزو الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائر. وأعلنت الجماعة التي كانت معروفة سابقا باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الشهر الماضي مسؤوليتها عن هجوم راح ضحيته ستة مدنيين في الجزائر. وهددت الجماعة في بيان سابق على الانترنت باستهداف الجنود الجزائريين. كان العنف قد اندلع في الجزائر عام 1992 بعد أن ألغت السلطات بدعم من الجيش انتخابات برلمانية كان حزب سياسي اسلامي هو جبهة الإنقاذ الإسلامية على وشك الفوز بها مخافة اندلاع ثورة على النمط الايراني. وقتل ما يصل الى 200 ألف شخص في أعمال العنف الدامية التي تلت ذلك لكن هجمات المتمردين تراجعت بشدة خلال السنوات الاخيرة.
(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا ) بتاريخ 5 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
بلخادم يؤكد توقيف مدير «بنك الخليفة» في لندن …
الجزائر: مقتل 7 بينهم 4 روس
الجزائر – محمد مقدم أكدت مصادر متطابقة أمس أن سبعة أشخاص، بينهم أربعة روس، قتلوا مساء السبت بانفجار استهدف حافلة تابعة لشركة «سترو ترانس غاز» الروسية في ولاية عين الدفلى غرب الجزائر. وأشارت إلى أن الاعتداء أدى إلى جرح ما لا يقل عن ثمانية آخرين، بينهم أوكرانيان وروسيان. وأكدت موسكو وقوع الهجوم الذي لم تعلق عليه السلطات الجزائرية.
واستهدف الهجوم حافلة كانت تقل 12 من عمال الشركة الروسية المكلفة مد أنابيب الغاز بين عين الدفلى (150 كلم غرب العاصمة) وولاية المدية المجاورة (90 كلم جنوب). وانفجرت قنبلة شديدة المفعول زرعها مجهولون على جانب الطريق لدى مرور الحافلة في منطقة حيوني. ورجحت مصادر أمنية أن تكون وراء الاعتداء سرايا تنشط تحت لواء «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزارة الخارجية الروسية تأكيدها وقوع الحادث. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن الحافلة كانت تحميها مجموعة من رجال الشرطة، مؤكدة أن سفارتها تتعاون «في شكل وثيق» مع السلطات الجزائرية في التحقيق. وأفادت مصادر محلية أن الجيش شن على الفور عملية تمشيط في أحراش المنطقة الجبلية وأرسل تعزيزات على متن شاحنات إلى منطقة الاعتداء.
وهذا هو الهجوم الثاني الذي يستهدف أجانب في الجزائر منذ اعتداء على حافلة كانت تقل موظفي «براون أند روت كوندور» التابعة لشركة «هاليبرتون» الأميركية في منطقة بوشاوي غرب العاصمة نهاية العام الماضي، أسفر عن مقتل شخصين وجرح ثمانية، وتبنته آنذاك «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة الجزائرية عبدالعزيز بلخادم أن السلطات البريطانية أوقفت مدير «بنك الخليفة» رفيق عبدالمؤمن خليفة المقيم في لندن منذ مطلع العام 2003، الذي يحاكم غيابياً في الجزائر بتهمة التسبب بخسائر تقدر بما بين 1.5 إلى 5 بلايين دولار للدولة وعملاء مصرفه بين العامين 1998 و2003.
وقال بلخادم للصحافيين أمس على هامش افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الأمة (الغرفة الثانية في البرلمان): «تم بالفعل توقيف عبدالمؤمن خليفة من طرف السلطات البريطانية». وشدد وزير الداخلية يزيد زرهوني على أنه «لا يمكن أن يكون هناك تعاون جدي بين الجزائر وبريطانيا في مجالات أخرى، إذا لم نتمكن من تسوية… قضية تسليم خليفة». واعتبر أن «البريطانيين شعروا بضرورة التحرك في شأن هذا الملف».
وكانت صحف جزائرية أكدت أمس أن خليفة المطلوب بتهمة تبييض الأموال أيضاً، اعتقل الثلثاء الماضي في لندن بسبب «الإقامة غير المشروعة». لكن ناطقاً باسم الشرطة البريطانية أكد أمس أن «رجال شرطة وحدة الجريمة الاقتصادية أوقفوا في 27 شباط (فبراير) رجلاً في الأربعين من عمره للاشتباه بأنه يقوم بتبييض أموال». واوضح أنهم «أفرجوا عنه بكفالة على أن يتقدم إلى مركز الشرطة في لندن في العشرين من آذار (مارس) الجاري». وأكد أن «التحقيق متواصل».
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن – الرياض) الصادرة يوم 5 مارس 2007)
حوار مع القذافي يظهر محدودية التغيير في ليبيا
طرابلس (رويترز) – اختار الزعيم الليبي معمر القذافي البرامج الحوارية كوسيلة جديدة لتوجيه رسالة للغرب تقول ان الاصلاح الاقتصادي سيساعد ليبيا لكن التغيير السياسي غير ضروري. جلس القذافي على طاولة أمام وسائل اعلام دولية وقال في مناظرة غير مسبوقة مع اثنين من المفكرين الغربيين وصحفي بريطاني شهير ان صناديق الاقتراع لا تصلح لبلده المصدر للنفط. وقال ان الجماهيرية ستظل تدافع عن نظام المؤتمرات الشعبية الذي يحظر انشاء أحزاب سياسية والذي يقول القذافي انه ينبغي على البلدان الاخرى أن تتبناه. وأضاف القذافي الذي يتزعم ليبيا منذ سيطرته على السلطة في انقلاب عام 1969 ان العولمة رغم ذلك قد تكون ذات فائدة اقتصادية في الوقت الذي تقوم فيه ليبيا بتحرير اقتصادها الذي تهيمن عليه الدولة. وقال جورج سنيل المسؤول بشركة علاقات عامة أمريكية شاركت في تنظيم المناظرة يوم الجمعة ان شريط التسجيل الخاص بالحوار سيوزع على القنوات التلفزيونية الدولية وقد ينشر على موقع على شبكة الانترنت تابع للحكومة الليبية.
ورغم تأييد القذافي لنظام الجماهيرية الا أن بعض الليبيين تساءلوا رغم ذلك عما اذا كان التغيير سيحدث يوما في عالم السياسة مشيرين الى نداءات مطالبة بالاصلاحات الديمقراطية أدلى بها العام الماضي أبرز ابنائه على الاطلاق سيف الاسلام. لكن القذافي لم يترك شكا لدى أحد في حواره يوم الجمعة.
وقال الزعيم الليبي لخبير العلوم السياسية الامريكي بنجامين باربر وخبير علم الاجتماع البريطاني انتوني جيدينز خلال المناقشة التي أدارها الصحفي البريطاني ديفيد فروست ان الديمقراطية المباشرة للشعب ستكون خلال السنوات القادمة نموذجا تحتذي به الدول الاخرى. ويقول منتقدون ان نظام الجماهيرية ساهم في زيادة الفقر في ليبيا ويعد ستارا للحكم الاستبدادي. وقال مراقبون ان الحوار الذي شارك فيه القذافي أظهر الامل في التغيير ومحدوديته في ان واحد في البلاد التي بدأت تعاود الانخراط في النظام العالمي بعد سنوات من العزلة الدولية في ظل العقوبات.
وتحدى الخبراء الغربيين الثلاثة بل في بعض الأحيان عارضوا القذافي بخصوص رفضه لصناديق الاقتراع. وقال جيدينز خلال اللقاء مستخدما لهجة لم تسمع علنا على الاطلاق في ليبيا « لدي سبب أساسي لعدم الاتفاق مع السيد القذافي. » لكن الصحف الليبية نشرت يوم السبت تقارير عن اجتماع عقده القذافي يوم الجمعة مع رفاق سياسيين أدان خلاله الهيمنة الغربية على العالم وحث الليبيين على التدرب عسكريا استعدادا لمواجهة الغزاة. ولم تورد الصحف أي أنباء عن الحوار. وقال جورج جوفي الخبير في شؤون شمال افريقيا بجامعة كيمبردج « انه سوء فهم شائع ان الاصلاحات السياسية والاقتصادية تسير جنبا الى جنب. » وأضاف « أصبحت حكومة القذافي أكثر لطفا وتسمح بمساحة أكبر من التعددية مقارنة بالماضي. غير أن أدوات السيطرة الكامنة موجودة. »
من وليام ماكلين (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا ) بتاريخ 5 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
Home – Accueil – الرئيسية