السبت، 19 يناير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2796 du 19.01.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 حرّية و إنصاف:اعتداء على سيارة الأستاذ رابح الخرايفي حرّية و إنصاف:محاصرة مكتب الأساتذة عبو و العيادي و الهمامي حرّية و إنصاف:محاصرة لصيقة للمناضلين المهندسين:حمادي الجبالي و علي العريض الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: محكمة الإستئناف تخفض حكما من 4 سنوات سجنا .. إلى السجن المؤجّل..! : لجنة مساندة الصحفي سليم بوخذير:المحكمة الابتدائية بصفاقس تقر سجن الزميل سليم بوخذير لمدة سنة اللجنة العربية لحقوق الإنسان: تثبيت سجن عام  للصحفي سليم بوخدير  رويترز :تونس تـؤيـَـد حكما بالسجن عاما على صحفي معارض العربية.نت:محاموه: المحكمة تحمل معاني سياسية وهي عقاب له لجرأته :تثبيت الحكم بالسجن عاما على مراسل »العربية.نت » في تونس السبيل أونلاين :هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تستعد لعقد لجتماع تضامني مع القلم الحر سليم بوخذير أخبار متفرقة من الإتحاد الجهوي للشغل بسوسةوتتواصل التجاوزات وكالة تونس افريقيا للأنباء:الرئيس زين العابدين بن علي يوجه برقية تهنئة إلى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الصباح: في السبيخة – شعر بالإهانة وقلة القيمة بين أفراد عائلته فوضع لهم مادة سامة في الشربة «الحقائق» تحاور تونسي حكم بالإعدام وفر إلى فرنسا منذ 21 عاماً مرسل الكسيبي: ظواهر الانحراف العقدي والسلوكي هل هي عبئ تتحمله الدولة لوحدها ؟ شهاب: مرسل الكسيبي يتخلى عن صفوف المعارضة عبدالحميد العدّاسي: كل أرض كربلاء كل يوم عاشوراء نصر الدين: ما بـالُ أقــوام!!! سمير ساسي: إلى الشهيد أحمد بوعزيزي محمـد العـروسـي الهانـي: 18 جانفي 1952 كان بمثابة الضوء الأخضر للكفاح الوطني المسلح التونسي الشاذليّ بن عليّ العيّـادي :نــــداء إلى المجتمعات الأمنيّة و العسكريّة المغاربيّة جريدة الشعــب :إحياء ذكرى المناضل سعيد قاقي جريدة الشعــب :للوفاء والذكرى:سعيد قاقي: سيرة ثرية لرجل منا أحببناه.. فقدناه.. واليوم نحيي ذكراه جريدة الشعــب :توضيح حول وقائع الأزمة النقابية 1983 كونا: أبنية تونس المعمارية مزيج من الروح الشرقية والهيكلة الغربية القدس العربي: المشهد السينمائي في تونس: مشاريع كثيرة في الأفق إيلاف: الحبيب بوحوال: رسام الكاريكاتور أصبح مضحك عمومي مالك التريكي: ساركوزي يطلب شمس العالمية من مغربها! إسلام أونلاين: قضاء تركيا: رفع حظر الحجاب يضر بالمجتمع


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr ***

تونس في 19 جانفي 2008

اعتداء على سيارة الأستاذ رابح الخرايفي

 
على إثر الزيارة التي قام بها يوم الثلاثاء 15/01/2008 كل من الأستاذ رابح الخرايفي المحامي و السيد المولدي الزوابي القيادي بالحزب الديمقراطي التقدمي و المصور بقناة الحوار التونسي لقرية الزرايبية من معتعمدية غار الدماء بولاية جندوبة و معاينتهما للوضعية المتردية و المأساوية لهذه القرية ، و على خلفية المقال الذي نشره السيد الزوابي بعديد النشريات اللاكترونية ذائعة الصيت تحت عنوان : قرية الزرايبيّة بغار الدماء أم « الجبّانة المنسية »؟  تعرضت سيارة الأستاذ رابح الخرايفي اليوم السبت 19/01/2008 للاعتداء و التهشيم في ذات القرية من قبل مجموعة من الشبان وقع تحريضهم من جهات معلومة كرد على الزيارة الأولى و المقال الصحفي الذي كتبه مرافق الأستاذ رابح الخرايفي. علما بأن السيد المولدي الزوابي كان تعرض لاعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان أمن تقدم ضدهم بشكاية لدى وكالة الجمهورية بجندوبة. كما وقع أيضا الاعتداء بالعنف الشديد على الشاب منير الهيشري الذي حاول منع هؤلاء الشباب من الاعتداء على سيارة الأستاذ رابح الخرايفي و لكن دون جدوى. و حرية و إنصاف : 1) تندد بالاعتداء الذي استهدف سيارة المحامي و المناضل السياسي و الناشط الحقوقي الأستاذ رابح الخرايفي. 2) تستنكر اللجوء لهذا الأسلوب الهمجي الذي لم نعد نسمع عنه حتى في الدول الأقل تحضرا 3) تدعو إلى فتح تحقيق في الغرض و معاقبة المعتدين و تقديم المحرضين إلى العدالة عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr ***

تونس في 19 جانفي 2008

محاصرة مكتب الأساتذة عبو و العيادي و الهمامي

 
يتعرض المحامون الأساتذة محمد عبو و عبد الرؤوف العيادي و العياشي الهمامي إلى مضايقات من طرف البوليس السياسي و ذلك بمحاصرة مكتبهم الكائن بنهج الرائد البجاوي بتونس العاصمة و هو ما أدى على ترويع حرفائهم. و قد بعث المحامون المذكورون برسالة إلى وزير الداخلية بتاريخ 17/12/2007 جاء بها : » إن دور أجهزة الأمن الداخلي حسب نظامها الأساسي العام قد وقع تجاوزه ضرورة أنهم لا يقومون هنا بدور وقائي للحيلولة دون ارتكاب جرائم ، و لا بحفظ النظام ، و لا بمعاينة جرائم و إنما بالتخويف و التنكيل بناء على مواقف سياسية لا شأن لقوات الأمن بها . و هي مهمة تجعل ما يقومون به حول مكتبنا خارجا عن الشرعية » و حرية و إنصاف تندد بهذا الاعتداء على حرمة الدفاع و على سرية العلاقة بين المحامي و حرفائه كما تندد بالممارسات المخالفة للقانون و تطالب بوضع حد لهذه الانتهاكات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberte_equite@yahoo.fr ***

تونس في 19 جانفي 2008

محاصرة لصيقة للمناضلين المهندسين حمادي الجبالي و علي العريض

 
1) يتعرض مدير جريدة الفجر السيد حمادي الجبالي – القيادي في حركة النهضة و السجين السياسي السابق  – منذ خروخه من السجن في 26 فيفري 2006 بعد أن قضى به ما يقارب من 16 سنة إلى أشكال شتى من المضايقات و الممارسات التعسفية التي طالت أفراد أسرته و أقاربه و جيرانه و ذلك بفرض حصار خانق على بيته من طرف أعوان الشرطة السياسية المرتدين للزي المدني مستعملين كل الوسائل لإحكام الحصار ضده من سيارات تابعة لمؤسسات عمومية و دراجات و تكليف أعوان مترجلين لمتابعته بطريقة لصيقة و استفزازية و ذلك أينما ذهب لقضاء شؤونه العائلية. وقد كرست تلك المحاصرة واقعا من المراقبة اللاقانونية حولت حياة السيد حمادي الجبالي و حياة أسرته إلى معاناة يومية و حولت محيطه إلى سجن كبير و هو ما أفرغ كل معنى لإطلاق سراحه. إذ أن تلك الممارسات أعاقته عمليا على ممارسة أي نشاط عام و أي نشاط مهني و حرمته من حق طبيعي و دستوري في الحرية و العمل و القيام بأي نشاط صحفي أو سياسي. 2) كما يتعرض هذه الأيام السيد علي العريض القيادي بحركة النهضة و السجين السياسي السابق إلى محاصرة أمنية من طرف البوليس السياسي حيث يقبع أمام منزله أعوان بالزي المدني يتابعون تحركاته و يضايقونه بمحاصرة لصيقة أينما توجه بواسطة سيارة تلاحقه في كل وقت. و حرية و إنصاف تطالب برفع هذه المظلمة المسلطة على السيدين  حمادي الجبالي و علي العريض و غيرهما من النشطاء السياسيين و الصحفيين كما تطالب برفع المضايقات على كل المسرحين من المساجين السياسيين و تمكينهم من كامل حقوقهم المدنية و السياسية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 19 جانفي 2008

متابعات إخبارية كشف الحساب لقضاء .. » يكافح الإرهاب « ..!  محكمة الإستئناف تخفض حكما من 4 سنوات سجنا .. إلى السجن المؤجّل..! :

 

 
نظرت  الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس   برئاسة القاضي الطاهلر اليفرني اليوم السبت  19 جانفي 2008 في القضية عدد 10456 التي يحال فيها: محمد ثاني بن طالب أحمد بتهم الإنضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية ، و قد ترافع عنه الأستاذ سمير بن عمر  مبينا بالخصوص انعدام أي علاقة للملف بأي أعمال إرهابية أو تنظيم إرهابية و أن كل ما يتهم به منوبه هو التفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية ،  و بعد إعذار المتهم و الإختلاء للمفاوضة قرر القاضي نقض الحكم الإبتدائي القاضي بسجن المتهم مدة 4 سنوات نافذة و إقراره في خصوص مبدإ الإدانة مع تعديل نصه و ذلك بتخفيض العقوبة إلى سنتين مع تأجيل التنفيذ . كمانظرت  الدائرة الجنائية الرابعة  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي اليوم السبت 19  جانفي 2008 في القضية عدد 14662 التي يحال فيها كل من : بوبكر الشرادي و محمد البشير مستورة بتهم الإنضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و خارجه و إعداد محل لاجتماع إعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع و استعمال اسم قصد التعريف بأعضاء تنظيم إرهابي و قد ترافع عنه الأستاذان أنور القوصري و سمير بن عمر   ، و قد  قرر القاضي حجز القضية للنظر في مطلب الإفراج المقدم في حق بوبكر الشرادي و تعيين موعد الجلسة المقبلة  .  عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو


لجنة مساندة الصحفي سليم بوخذير  تونس في 18 جانفي 2008  

المحكمة الابتدائية بصفاقس تقر سجن الزميل سليم بوخذير لمدة سنة

 
أقرت المحكمة الابتدائية بصفاقس اليوم الحكم الصادر عن محكمة الناحية بساقية الزيت و القاضي بسجن الزميل سليم بوخذير لمدة سنة. و بهذا الحكم تكون المحكمة قد رفضت الاستجابة لمطلب هيئة الدفاع – المتكونة من 12 محاميا- بالإفراج الفوري عن الزميل بوخذير و قد بينت مرافعات المحامين  أن القضية كيدية و  أنها في الأصل  عقاب للزميل بوخذير على مقالاته الجريئة تحت غطاء الاعتداء على الأخلاق الحميدة الذي اعتادت السلطة على استعماله لنزع الطابع السياسي عن المحاكمات التي تطال المعارضين لسياستها إن لجنة مساندة سليم بوخذير و بعد اطلاعها على قرار المحكمة   – تدين هذا الحكم الجائر خاصة و أن المحامين ابرزوا انه في الحالات العادية لا تتجاوز عقوبة التهم الموجهة للزميل بوخذير الشهرين.   – تتمسك بطلبها الإفراج عن الزميل بوخذير و الكف عن ملاحقة الصحفيين من اجل كتاباتهم بالتخفي وراء تهم الحق العام .   الإمضاء: لطفي حجي- محمود الذوادي – محمد معالي – كمال العبيدي – سهام بن سدرين  أم زياد( نزيهة رجيبة) – لطفي الحيدوري – رشيد خشانة – محمد الحمروني – محسن المزليني- سمير ساسي –  الصحبي صمارة – توفيق العياشي – الهادي يحمد – بسام بونني – نبيل ريحاني – غسان بن خليفة- محمد الفوراتي – سفيان الشورابي – بدر السلام الطرابلسي


اللجنة العربية لحقوق الإنسان تثبيت سجن عام  للصحفي سليم بوخدير

 
أقرت اليوم محكمة الاستئناف بصفاقس الحكم الابتدائي بسنة سجن مع التنفيذ الذي صدر في حق الصحافي التونسي سليم بوخذير. وكالعادة في كل محاكمات الرأي ومتابعة الصحافيين، لم تشكل هذه المحاكمة أية مفاجأة. فالقاعدة هي دوما تثبيت أحكام ظالمة في إطار مسرحية « عدلية » تراعى فيها شكليات المحاكمة الصورية ويغيب عنها كل مضمون جدي  لعدالة حقيقية. كان واضحا منذ البداية أن هذه المحاكمة تهدف لعقاب هذا الصحافي الحر وإرهاب الصحافيين التونسيين. لكي يبتعدوا عن القضايا التي أودى الحديث فيها لدخول السيد سليم بوخذير السجن، أي قضايا الفساد والاستبداد. من جديد تعرب اللجنة العربية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها لتردي وضع حرية الصحافة ولوضع قضاء أصبح في تونس واكثر من أي وقت مضى مجرد غطاء شكلي لحكم اللا قانون وتنفيذ المعلومات الأمنية. وإذ تجدد اللجنة العربية تضامنها مع الصحافي سليم بوخذير وعائلته، وتدين اعتقاله لمجرد القيام بوظيفته الطبيعية، فهي تطالب كل الصحافيين العرب وفي العالم بالتضامن النشط معه.  فالاستاذ بوخذير رمز آخر من رموز ضحايا القمع الممنهج لنظام سياسي لم يعد خافيا على أحد عداؤه الشديد لحرية الصحافة وللصحافيين الأحرار. باريس في 18-01-2208

تونس تـؤيـَـد حكما بالسجن عاما على صحفي معارض

 
تونس (رويترز) – قالت مصادر في الدفاع عن حقوق الانسان اليوم السبت ان محكمة استئناف بصفاقس ايدت حكما بالسجن لمدة عام على الصحفي سليم بوخذير الذي اشتهر بمعارضته للنظام التونسي بتهمة اهانة ضابط شرطة. يأتي تأييد الحكم على بوخذير بعد صدور الحكم الابتدائي في حقه نهاية العام الماضي بالسجن لمدة عام في وقت تعالت فيه دعوات جماعات حقوقية باطلاق سراحه وانهاء ما اسمته « مسلسل المحاكمات السياسية ». اعتقل بوخذير وهو مراسل صحيفة القدس العربي اللندنية في مطلع شهر ديسمبر كانون الاول الماضي عندما كان متجها الى تونس مستخدما وسائل النقل العام بعد شجار مع الامن اثر رفضه الخضوع لتدقيق في الهوية. اشتهر بوخذير بمقالاته المنتقدة واللاذعة بشدة لسلطات بلاده. وشدد محامو بوخذير ان المحاكمة تحمل معاني سياسية « وهي عقاب لبوخذير على جرأته وتحديه للسلطات في مقالاته الصحفية. » لكن السلطات قالت ان بوخذير اعتقل بعد رفضه الخضوغ لتدقيق روتيني واهان ضابط شرطة واعتدى على الاخلاق الحميدة. وطالبت منظمة حرية وانصاف الحقوقية في تونس باطلاق سراح بوخذير فورا منددة بمحاكمة الصحفيين من اجل ارائهم وكتاباتهم.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 جانفي 2008)


محاموه: المحكمة تحمل معاني سياسية وهي عقاب له لجرأته تثبيت الحكم بالسجن عاما على مراسل »العربية.نت » في تونس

 
تونس- وكالات، دبي- العربية.نت   قالت مصادر في الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس السبت 19-1-2008 « إن محكمة استئناف بصفاقس أيدت حكما بالسجن لمدة عام على الصحفي سليم بوخذير، ويأتي تأييد الحكم على بوخذير بعد صدور الحكم الابتدائي في حقه نهاية العام الماضي بالسجن لمدة عام، في وقت تعالت فيه دعوات جماعات حقوقية بإطلاق سراحه وإنهاء ما أسمته « مسلسل المحاكمات السياسية ».  واعتقل بوخذير في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما كان متجها إلى تونس مستخدما وسائل النقل العام بعد شجار مع رجال أمن قالوا « إنه رفض الخضوع لتدقيق في الهوية ». وشدد محامو بوخذير أن المحاكمة تحمل معاني سياسية، « وهي عقاب لبوخذير على جرأته وتحديه للسلطات في مقالاته الصحفية »، وطالبت منظمة حرية وإنصاف الحقوقية في تونس بإطلاق سراح بوخذير فورا منددة بمحاكمة الصحفيين من أجل آرائهم وكتاباتهم، لكن السلطات قالت « إن بوخذير اعتقل بعد رفضه الخضوغ لتدقيق روتيني وأهان ضابط شرطة واعتدى على الأخلاق الحميدة ». وكان الزميل سليم بوخذير مراسلا لـ »العربية.نت » من تونس، ونتيجة لسلسلة من تقاريره أقدمت السلطات التونسية على حجب « العربية.نت ».  تجدر الإشارة إلى أن الزميل بوخذير لم يتناول الرئيس التونسي في تقاريره، بل كتب تقارير صحفية عن مختلف الأحداث التونسية، سواء كانت سياسية أم اجتماعية وغطى إضراب سياسيين تونسيين تغطية إخبارية كبقية وسائل الإعلام.  وسلّط الزميل بوخذير الضوء، في تقاريره، على جملة من القضايا التي تهم المجتمع التونسي، وترتبط بأحداث معينة تحصل فيه، من قبيل أوضاع الجامعيين وحقوق المرأة، فضلا عما ترصده جمعيات حقوق الإنسان من أوضاع للسجناء وغير ذلك.  وكان الزميل بوخذير أيضا قد دخل في إضراب عن الطعام لأسبوعين، عقب فصله من صحيفة « الشروق » ومصادرة بطاقته الصحفيه وجواز سفره، وتعرض لمضايقات عديدة أيضا أبزرها « سحله » من قبل قوات الأمن أثناء توجهه لحضور مؤتمر صحفي بتونس لإحدى الهيئات المعنية بحقوق الإنسان والحريات. كما كان الحقوقي التونسي البارز منصف المرزوقي أكد في اتصال سابق مع « العربية.نت »، أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان في باريس ستتحرك دوليا من أجل قضية سليم بوخذير، قائلا « إن الصحفيين بتونس مهددون بالانقراض نتيجة الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الحكومة ».   (المصدر: موقع العربية.نت (دبي) بتاريخ 19 جانفي 2008)


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تستعد لعقد لجتماع تضامني مع القلم الحر سليم بوخذير

 
السبيل أونلاين – خاص – تونس   علم السبيل أونلاين أن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تستعد لعقد إجتماع عام تضامني لأجل إطلاق سراح القلم الحر سليم بوخذير الذي ثبت بحقه حكم السجن لمدة سنة . وكان من المتوقع أن تعقد الهيئة إجتماعها يوم الجمعة الفارط 18/01/2008 بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي وسط العاصمة إلا أن رجال أمن قاموا بتعطيل وصول المحامين و بعض الاطراف المكونة للهيئة بجهة صفاقس . وقد تم توقيف لطفي حجي وعدد من محامي الدفاع عن الصحفي المعتقل سليم بوخذير في ضواحي مدينة صفاقس عقب إنتهاء جلسة إقرار الحكم الإبتدائي .ودام التوقيف وفق مصادر بالهيئة قرابة الساعة وجاء لتعطيل موعد وصولهم للعاصمة لحضور إجتماع المساندة . وقررت الهيئة على إثر ذلك تأجيل عقد الاجتماع التضامني الى حين القيام بالتعبئة اللازمة له وتدارس الأمر مع مكونات الهيئة لصياغة طريقة رد ملائمة على سجن صحافي عرف بتحرره وبحثه الدؤوب عن الحقيقة .   (المصدر: موقع السبيل أونلاين بتاريخ 19 جانفي 2008) 

أخبار متفرقة من الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة وتتواصل التجاوزات

*تتواصل عمليات تأجيل المؤتمرات بدون سابق إعلام والدليل على ذلك تأجيل مؤتمر نقابة نزل بال في بارك وعدم الإعلان عن السبب وتـاجيل نفابة الأطباء الجامعيين بدون سبب …. فهل ياترى سيقع القيام بمؤتمر التعليم الثانوي بسيدي عبد الحميد والمبرمج ليوم 28/01 أم أنه سيؤجل؟   *كثر الحديث في هذه الفترة عن الإقصاءات في توزيع الإنخراطات في القطاع الخاص وعن التلاعب الذي يشهده هذا التوزيع خاصة في بطاقات   2006-2007 خاصة وأن هذه البطاقات هي بصفة إستثنائية لسنتين وخلاصها هو لسنة واحدة ؟؟؟؟؟   * سؤال نطرحه بقوة  متى تبرمج النقابات المؤجلة والنقابات التي حل تاريخها أم أن المكتب التنفيذي الجهوي يحبذ أن تقام في الخفاء حتي يضمن أن تكون موالية له ويضمن الكرسي ولايبالي بالنظام الداخلي للإتحاد؟ خاصة وان مكتب أمانمة المال وقع تاثيثه بقاعة جلوس فخمة في المدة الأخيرة…؟؟؟   وسنواصل سرد كل التجاوزات حتي يتيقن أعضاء المكتب التنفيذي بسوسة إلى أن الإتحاد هو منظمة عتيدة لا مجال فيها للحسابات الضيقة والتكتلات والإقصاءات   بدر الدين نقابي من سوسة

الرئيس زين العابدين بن علي يوجه برقية تهنئة إلى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل

 
قرطاج 19 جانفي 2008 (وات) – وجه الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة احياء ذكرى تاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل برقية تهنئة الى السيد عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد في ما يلي نصها: «بمناسبة الذكرى الثانية والستين لتاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل يطيب لي ان اعرب لكم ولاعضاء المكتب التنفيذى وكافة منخرطي واطارات منظمتكم العتيدة عن خالص التهاني واطيب التمنيات. واذ نؤكد اكبارنا وتقديرنا لتاريخ الاتحاد الملىء بالمحطات المضيئة في النضال الوطني وبناء تونس الحديثة ولما تميز به دوما من حس وطني عميق وتعلق بقيم الحوار والوفاق ساعد على ارساء علاقات متطورة بين الاطراف الاجتماعية وبوا بلادنا مكانة متقدمة في مجال الحوار والتفاوض الاجتماعي. واذ تقبل بلادنا علي دورة جديدة من المفاوضات الاجتماعية فاننا واثقون بانها ستكون مناسبة جديدة لتكريس سياسة الوفاق والتضامن والوعي بالمصالح الوطنية ومزيد الارتقاء بمكاسب الشغالين وظروف عملهم. وفي الختام اجدد لكم التهاني والتمنيات بالتوفيق والنجاح في ما تبذله منظمتكم من جهد للاسهام في رفع التحديات الوطنية وتعزيز المكاسب الاجتماعية وتكريس الخيارات الوطنية وتحقيق التقدم والرفاه لبلادنا. وفقنا الله لما فيه خير بلادنا وتقدمها وكل عام والشغالون والاتحاد العام التونسي للشغل بخير وكل عام وتونس بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 19 جانفي 2008)

ملاحظة حول العرض النقدي لتوفيق المديني: « جرائم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية »

 
أردت فقط إبداء ملاحظة في علاقة بالعرض النقدي الذي نشره السيد توفيق المديني في صحيفة المستقبل (عدد 17 جانفي 2008) و أعادت نشره تونس نيوز. حيث فاجئني إعتبار السيد المديني مؤلف الكتاب، غوردن توماس، بأنه « الكاتب الفرنسي المتخصص في مجال الاستخبارات ».   والواقع أن أي بحث بسيط في الانترنت، بالنسبة لغير المهتمين بدراسة الشأن الاستخباري، يمكن أن يوضح أن توماس كاتب بريطاني معروف خاصة من خلال كتبه المثيرة و كذلك مشاركته في أشرطة وثائقية مثيرة على القنوات التلفزية البريطانية. كذلك تشير الطبعة الفرنسية بوضوح أن الكتاب مترجم الى الفرنسية عن الانجليزية. أتمنى أن الخطأ الوارد في هذا العرض النقدي ناتج عن مجرد السهو   الطاهر الأسود


إصدار النشرية الأخيرة للمرصد الديمقراطي

(نشرية دورية يصدرها مركز الإسلام والديمقراطية بواشنطن – السنة الثانية، العدد السابع – يناير 2008) 

 
المرصد الديمقراطي » (التي يرأس تحريرها السيد صلاح الدين الجورشي) نشرة تعنى برصد مظاهر التحول الديمقراطي السلمي في الدول العربية وعوائقه، وذلك من خلال نشر أخبار وتقارير إخبارية شهرية تحدد اتجاه السياسات الرسمية، ومدى التزامها الفعلي والحقيقي بالإصلاح في مختلف المجالات الحيوية. ستصدر النشرة مرة كل شهر. وهي إذ تحاول تغطية شؤون كل الدول العربية، قررت الإكتفاء في البداية برصد أهم الأحداث في عشر دول عربية على الأقل. حيث منحت الأولوية إلى كل من المغرب، والجزائر وتونس، ومصر، والسودان، والأردن، ولبنان، وفلسطين، واليمن، والعراق. مع السعي المتواصل ليشمل المرصد دولا عربية أخرى.   في هذا العدد : كلمة العدد : الإسلاميون و القوميون: مواصلة المشوار رغم الخلافات الحوار الإسلامي واجب المرحلة المغرب : التعدد اللغوي بالمغرب و الانتقال الديمقراطي حالة الديمقراطية في البلدان العربية تونس: أحداث سليمان: المنعرج السياسي و الديني في تونس حول الإعتقالات في سوريا سوريا: الحالة السورية بين مؤتمر دمشق و برلين اهتمام متزايد بمحالابة الفساد في العالم العربي موريتانيا: قراءة للمشهد السياسي بعد تسعة شهور من التحول الديمقراطي     الرابط: http://www.csidonline.org/images/stories//democracy_watch_1-15-08_lres.pdf  Center for the Study of Islam and Democracy (CSID) 1625 Massachusetts Avenue N.W., Suite 601 – Washington, DC 20036-2212 Tel.: (202) 265-1200 – Fax: (202) 265-1222 http://csidonline.org/


في السبيخة شعر بالإهانة وقلة القيمة بين أفراد عائلته فوضع لهم مادة سامة في الشربة

 
اثر تلقي اعوان الأمن بلاغات من المستشفى حول قبول عائلة تتكون من تسعة أفراد بسبب تناولهم مادة سامة بالاكل تحول الاعوان لاجراء معاينة اولية وتلقوا تصريحات شفاهية من العائلة تفيد ان ابنهم  هو من تولى وضع المادة السامة بالاكل ونتيجة لذلك قام شقيقه بتعنيفه بشدة…    وتم عرض المتضررين على فحص طبي لمعرفة نوعية المادة المتناولة ومدى خطورتها، واحيل الملف على التحقيق وبسماع رب العائلة صرح انه عند موعد الافطار(رمضان) تناول قليلا من الشربة من وعاء على الطاولة ثم قام للصلاة فشعر بدوخة واغماء فظن الجميع انه من اثر الجوع او عواقب التدخين، وبعد الصلاة عاد لتناول الشربة ففاجاه التقيؤ واضطر للخروج وفي الأثناء سمع صراخ ابنائه حيث ان والدتهم اغمي عليها ثم تتالت الاغماءات وحالات التقيؤ لجميع افراد العائلة عندها انتابهم الشك وبتفقدهم اناء طبخ الشربة تفطنوا لوجود بقايا مادة تستعمل للفتك بالحشرات وحامت شكوكهم نحو الابن الذي غادر المنزل غاضبا قبل الافطار… وتم نقل العائلة الى مستشفى السبيخة ومنها الى القيروان للعلاج… وعند رجوعهم علموا من اعوان الحرس الوطني ان ابنهم اعترف بانه وضع المادة الفتاكة بقدر الشربة انتقاما لوجود خلافات له مع والده نظرا لركونه للكسل وكثرة طلباته المادية رغم انه وعده بالمساعدة ان اعتمد على نفسه.   وجاءت تصريحات بقية أفراد العائلة مطابقة لما سبق ذكره وباستجواب الابن المتهم اعترف لدى الباحث موضحا انه يومها وقع خلاف مع والدته وزوجة شقيقه حول ونوعية العشاء كسكسي او مقرونة وتم رفض مقترحه(كسكسي) ونهرته والدته فاحس بانه محتقر ولا رأي له واشتد غضبه وقرر الانتقام، وفي غفلة من الجميع جلب كمية من المادة الفتاكة ووضعها في القدر وحركها بملعقة.. وتحوّل الى منزل خالته القريب للافطار ولتحاشي  مشاركتهم اكل الشربة المسمومة… وقد لحق به شقيقه وبيده عصى ومباشرة ضربه بها فاحدث له جرحا عميقا وتدخلت خالته بينهما وتم نقله للاسعاف وعند عودته قبض عليه واعلم بالتهمة.   واكد ان ما فعله هو نتيجة تجاهل افراد العائلة له وعدم احترامهم له وباستجواب الشقيق الاخر اعترف بالاعتداء على شقيقه كرد فعل على ما فعله بالعائلة وهكذا احيل الاول على المحاكمة من اجل محاولة القتل العمد مع سابقية القصد واحيل الثاني بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد وفي الجلسة اعترف الاول بالاعتداء نافيا نية القتل متراجعا في اقواله امام الباحث وقلم التحقيق.. واعترف الاول بالاعتداء عليه وفي اخر الجلسة قضت المحكمة بسجن الاول مدة سبع سنوات،، وبخطية الثاني   محمد العجيلي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 جانفي 2008)

 

مُسيّرون لا مخيّرون

  ما بالكم تلقون باللائمة كلها على الحُجّابْ.. وتزعمون أنهم يمنعونكم من مقابلة المسؤول ويغلقون عليكم الباب؟! أمَا  تعلمون أنهم مسيّرون لا مخيّرون.. وأنهم على ما يفعلون ويقولون مجبرون. إن اسمهم «حُجّابا» يدل على عملهم فاعتبروهم مغلوبين.. وألقوا بلائمتكم ان شئتم على المسؤولين المحجوبين.   محمد قلبي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 جانفي 2008)


 
كـلـمــة حــرّة ( ركن إسبوعي بموقع الحوار نت)

قاوم فإن الله لم يخلق شعوبا لا تقاوم…

 
كل الناس يدركون اليوم بأن السيدا ـ عافاكم الله جميعا ـ تدمر الجهاز الذاتي لمناعة الجسم البشري ومقتضى ذلك هو أن الخلاق العظيم سبحانه أودع كل مخلوق جهازا دفاعيا ذاتيا سنة من أبدع الكون على قاعدة الإزدواج  » ومن كل شيء خلقنا زوجين « . كل شيء إذن في هذا الكون الفسيح يقاوم من أجل حفظ وجوده وأداء رسالته وليست المقاومة عدوانا أو بدعا من الصنيع حتى تقابل بالإستهجان عند من ألفوا حياة العبودية والذل. لك أن تقول بحق : أنا أقاوم فأنا إذن حر كريم.
 1 ـ قاوم الفساد السياسي في إثر رجال جاهدوا بأبدانهم في السجون حتى آخر لحظة فقضوا وهم يودعون الوجود كلمة حق قالها الشهيد أحمد البوعزيزي ( تونس ) :  » أدعو الله أن أكون آخر ضحايا القمع والظلم « . أما السجين السياسي السابق محمد صالح قسومة فلم يمض على إطلاق سراحه سوى شهرين بعد إحتجاز دام سبعة عشر عاما كاملة فلما خير بين طأطأة الهامة لغير ربه الديان سبحانه وبين إستعادة كرامته إختار هذه ورضي بالسجن من جديد. أولئك فقهوا الحياة حق الفقه فهم على بينة منها فبسيرتهم إقتده.
 2 ــقاوم العدوان على هويتك في إثر نساء يقبضن على دينهن كما يقبض الإنسان بأنامله على الجمر الحامي ولك في الطالبة الجامعية التونسية آمال بن رحومة أسوة حسنة فهي تقاوم عاضة بالنواجذ معتصمة دون التخلي عن جزء من هويتها ضد دولة بأسرها إختصرت رسالتها في مقاومة قطعة قماش تضعها المرأة التونسية على رأسها تعبر بها عن دينها وكرامتها وحريتها.
 3 ـ  قاوم الإحتلال وأحث التراب في وجوه أهله كما فعل كثير من أهل الخليج إحتجاجا على زيارة سفاح القرن في الأسبوع المنصرم ولعمري فذلك أضعف الإيمان. ألا ترى أنه أعطى إشارة إنطلاق لحملة صهيونية جديدة ضد قطاع غزة الذي قدم في أقل من يومين ما يناهز ثلاثين شهيدا؟ الدنيا كلها اليوم إزاء غزة المحاصرة إما محارب بالفعل أو شامت أو مشارك في الحصار الإقتصادي بل الحصار الديني الذي لم ينج منه حجاج بيت الله الحرام أو متفرج يتسلى أو عاجز يكتوي بنار النكاية في اليوم ألف مرة ومرة .. فإذا تكلم الرئيس هنية أصغى الحجر لحديثه كأنه فارس لا يترجل حتى يحرر أرضه أو يقضي كما قضى سيد شهداء العصر : أحمد يسن. حق للحجر أن يصغي للرئيس المجاهد هنية لعله منه يستلهم نداءه المعروف  » يا عبد الله يا مسلم ». بل لعل نداءه ذاك يتلجلج في فيه اليوم يوشك أن ينطق به كما يمسك ملك الصور بصوره يوشك أن ينفخ فيه.
 4 ـ  قاوم الغبن الإجتماعي ولا تنس أن أعرق وأكبر منظمة نقابية عربية وإفريقية ( إتحاد الشغل في تونس ) فجر إحدى أكبر حلقات مقاومته في وجه مصاصي الدماء في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة عقود كاملة ( الخميس 26 يناير ( جانفي ) 1978 ). قاوم في إثر رجال قضوا مقاومين من أجل لقمة عيش كريمة من مثل : الشهيد حشاد والحامي وإبن عاشور. قاوم وقل : هم رجال ونحن في إثر رجال وذاك الشبل من هذا الأسد. قاوم فإن  » من مات دون ماله فهو شهيد « . قاوم  لتختبر سلامة جهازك الدفاعي الذاتي فإن وجدت فيه إنتفاضة تخرق عيدان ضلوع صدرك فإحمد الله سبحانه وإن ألفيت ركونا إلى الظالمين فعد الطبيب ليصف لك بلسما شافيا كتب عليه ما يلي :  » إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق « . أترضى أن تكون حجر عثرة في سبيل المقاومة ضد الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض؟ قاوم هواك لئلا يقعد بك فتموت كما تموت الشاة هلعا وهي في قبضة ذئب ماكر.  قاوم ولا يغرنك قول قائل بأن الإسلام السياسي في مأزق. إنما المأزق الجد هو مأزق مقاوم شب على مقاومة الفساد والظلم فلما بلغ أشده أسرعت إليه الدنيا وشدته شهواتها فرضي بقضيب نخر ألقاه إليه السلطان فهو يتلهى به مقابل فتاوى خائنة : هذا يفتيه بأن الشباب العاطل عن العمل عندما يموت في المتوسط بحثا عن لقمة عيش كريمة .. هو شباب آبق من بيت طاعة أمير المؤمنين بل هو شباب منتحر مثواه النار وبئس المصير وذاك يفتيه بأن طاعته طاعة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام حتى لو كان يعتمد خطة يجفف بها منابع ما قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام.  قاوم ولا تسرع مهرولا راكعا إلى قصور الظالمين تبايعهم بيمينك مسفها شعبا بأسره يئن تحت وطأة جورهم.  قاوم ولو بكف أذاك عن الناس.  قاوم فإن لم تقاوم بقول كلمة حق فقاوم بالكف عن قول كلمة باطل قد يهتز لها عرش الرحمان سبحانه أو يكتب عليك بها الغضب أو يطبع بها على قلبك أو تكاد تنهد الجبال بها عليك هدا.  قاوم وإذكر قالة الشاعر : عش عزيزا أو مت وأنت كريم ــ000ــ بين طعن القنا وخفق البنود. قاوم فإن الله لم يخلق شعوبا لا تقاوم.  الحوار.نت http://www.alhiwar.de  (المصدر: موقع الحوار. دوتش (ألمانيا) بتاريخ 19 جانفي 2008)


 

«الحقائق» تحاور تونسي حكم بالإعدام وفر إلى فرنسا منذ 21 عاماً

لأول مرة أصرّح بهذا الكلام على منبركم دون غيركم السلطة أول من يدرك أنني بريء من كل ما نسب إليّ تونس اليوم من الدول القليلة في العالم التي تحتفظ بمساجين سياسيين منذ أكثر من 17 عاماً… الإسلام السياسي العربي المعاصر ، هو إسلام مواجهة وصراع… الحركات الأيديولوجية لا تتوفر على حرية داخلية… تنظيم حركة النهضة صار أبعد ما يكون عن الروح النضالية الهادفة لخدمة البلاد والإسلام… شجعت أعداداً كبيرة من اللاجئين لتسوية أوضاعهم الإدارية والعودة لزيارة البلد… القيادة رفضت أن تعترف بنا كشركاء فرفضنا أن نقبل بها كزعامة

 
عبد المجيد الميلي ، أحد الإسلاميين التونسيين، حوكم بالإعدام سنة 1987 في العهد البورقيبي،  وهو يبلغ من العمر 24 سنة آن ذاك،  وقد طبق الحكم في زميلين له، وتمكن هو من الفرار واللجوء إلى فرنسا، وهو يعيش في المنفى منذ 21 سنة، وطيلة كل هذه السنوات لم يدل بأي تصريح أو حوار صحفي، ولأول مرة يخرج عن صمته السياسي، ليخص «الحقائق» دون غيرها بهذا الحوار الشامل.    حوكمت بالإعدام سنة 87 ، وقد نفذ الحكم في زميلين لك هما محرز بودقة، وبولبابة دخيل، وتمكنت أنت من الفرار واللجوء إلى فرنسا، فما هي بعجالة حيثيات تلك القضية؟  دعني أولا أعترف لك، ولأول مرة أصرّح بهذا الكلام على منبركم دون غيركم، وهذا قد يفاجئ المتابعين للشأن التونسي، أنه لا علاقة لي بهذه القضية لا من بعيد ولا من قريب، لم أكن  فيها لا فاعلا ولا مشاركا ولا حتى على علم، وأنني أقحمت فيها إقحاما من طرف جهات اقتضت مصالحها آن ذاك هذا الأمر، والسلطة أول من يدرك أنني بريء من كل ما نسب إليّ، ولم يكن لي من خيار حينها سوى تحمل وزر هذه القضية، التي ارتبط اسمي بها باطلا والنجاة بجلدي هربا من البلاد، لأن التقدم إلى الجهات الأمنية والقضائية لإثبات براءتي، كانت مغامرة قد يكون ثمنها رأسي. 
  •  يوم السبت 29 ـ 12 ـ 2007 ، أصدرت الدائرة الجنائية الرابعة بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي، أحكاما في حق 30 متهما فيما يعرف بقضية سليمان، بينها حكمين بالإعدام ضد صابر الرقوبي، وعماد بن عامر، فما تعليقك على حكم الإعدام، وكيف تنظر إلى هذه العقوبة، خصوصا وأنك من المكتوين بمثل هذا الحكم سابقا؟
 ليس أبشع من أن تسوق أمّة شبابها إلى المشانق على خلفية صراع سياسي، فالمشاريع السياسية سواء كان أصحابها في الحكم أو في المعارضة، من المفروض أن تكون مشاريع إحياء لا قتل أو إعدام، وإن حدث هذا فهو عنوان فشل للدولة أولا ثم للمجتمع ثانيا، وبقطع النظر عن الخطأ الذي وقع فيه المتهمون، فهم ضحايا وليسوا مجرمين، ومسؤولية وصولهم لهذا المآل تعود على السلطة التي صادرت مساحات الحرية، مما دفع البعض في اتجاه اليأس والمغامرة، كما لا يمكننا نفي مسؤولية المجتمع وقواه الحية، التي لم تتمكن من خلق توازن سياسي، بالإضافة أن الإعدام في رأيي الجازم يمثل تعد على حق الحياة، إلى جانب ما يخلفه من آثار تتراوح بين الحقد والثأر، فهو لا يحل مشكلة ولا يستفيد منه أحدا، وأملي أن كل الإطراف في البلاد تعمل على تجنب تنفيذ هذه الأحكام ومنع صدورها. 
  • في المهجر تقلصت لبعض الوقت إحدى المهمات الأمامية في حركة النهضة، فما هي الخلاصات التي خرجت بها، ضمن ممارسة العمل التنظيمي؟
 لم أتبوب مهام أمامية في الحركة، ولكن قمت بواجبي كعضو، ووقفت عند الثغور التي كان عليّ سدها، وأساسا في مساعدة ضحايا مواجهة التسعينات، وكنت شاهدا على ما سمّي بتسوية الوضع التنظيمي للحركة، وفوجئت بأن الصراع الذي حصل آن ذاك لم يكن حول تصورات وأفكار ومشاريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إثر تلك المواجهة، وفتح آفاق جديدة للعمل الإسلامي في تونس، بل كان الصراع حول أشخاص، يسعى كل واحد للتمكين لنفسه، وإمساك قبضته على التنظيم، وذلك في انقطاع تام عما تتطلبه المرحلة من مراجعة وإعادة تقدير للمصلحة، وهذا ما أفرز واقعا تنظيميا منبتا عن آلام وآمال الساحة الإسلامية، وقد أثبتت الأيام عدم جدواه وعجزه على أن يقدم شيئا للبلاد والعباد، عدا تأبيد الأزمة، وقد وجدت المفارقة كبيرة بين ما تربّى عليه شباب الحركة الإسلامية من نضالية ورغبة في العطاء وتجرّد، وبين ما يمارسه بعض ممتهني التنظيم والسياسة داخل الصف القيادي.
  • سنة 1994 علمنا انك أرسلت رسالة داخلية للشيخ  راشد الغنوشي ، فهل يمكن أن تطلعنا على بعض ما جاء فيها وكذلك محتوى الرد؟
في الحقيقة ضاق صدري بما قرأته من تصريحات عديدة للأستاذ راشد الغنوشي تقلل من شأن إخوة لنا عبّروا عن مواقف معارضة لخيارات الحركة، فوصف بعضهم « بضعاف النفوس » والبعض الآخر « قصرت همتهم عن مواصلة المشوار »  وآخرون « بأنهم تكلموا تحت التخويف » وغيرهم متساقطون على الطريق انقلبت عندهم المفاهيم فخلطوا بين الجلاد والضحية « …فأرسلت له رسالة بعنوان « لا يا أستاذ راشد » مما ذكرته فيها أن جوهر الاستبداد أن تنزع عن رأي مخالفك خلفيته الفكرية والسياسية، وأن تقدمه على أنه سفاهة لا معنى لها، وأن ما حصل للحركة أدّى بطبيعة الأشياء إلى خلاف في الموقف والتقدير، وأن القيادة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الرؤى المختلفة، فالقيادة التي ساقت إلى المواجهة والمأزق، لا يمكن أن تكون مؤهلة لتسوقنا إلى فك الاشتباك ومعالجة آثار المواجهة، أما رد الأستاذ راشد فأذكر منه أساسا عبارة « أما إن كان ذلك بحثا عن خلاص فردي فغفر الله لنا ولكم »   
  • نراك في السنين الأخيرة أخذت مسافة من التنظيم، هل هو اعتراض عن النهج العام، أم نوعا من الانسحاب أم استراحة المناضل، أم احتياج للمراجعة والتقييم أم اعتناء بالوضع العائلي؟
 أخذت مسافة من التنظيم وقدمت استقالتي من الحركة قناعة مني، حيث أني لم أكن قادرا أن أعيش داخل جدران التنظيم، أو أن التنظيم غير قادرا على أن يستوعبني، إذ أن هذا التنظيم يقتضي النمطية في التفكير والبحث عن التبرير والقدرة على أن تقدم عجزك على أنه انتصارات باهرة  لاستدامة الأزمة، أما إذا كنت حرا في رأيك مصادر تلقيك متنوعة، فإنك ستجد صعوبة في العيش داخل مثل هذه الأطر، وهذا ما حصل فقد قرّر التنظيم تجميد عضويتي، وكان رد فعلي الاستقالة، ولم أكن وحيدا ضمن هذا التوجه، فالعديد من شباب الحركة استقال أو علق عضويته، أو انسحب، وهذا ما غيّر من طبيعة تنظيم حركة النهضة الذي صار أبعد ما يكون عن الروح النضالية الهادفة لخدمة البلاد والإسلام، ضمن التجرد والتواضع والمصداقية، وهو اليوم أقرب إلى دائرة تبادل مصالح بين أفراد، ليس لهم وجود إلا ضمن هذا الإطار. أما عن مضمون الخلاف مع التنظيم فهو أساسا إدارة ما بعد المواجهة مع السلطة، ففي الوقت الذي كنا نرى لأنفسنا الحق باعتبارنا شركاء في هذه الحركة في أن نقيم وننقد ونقترح ونحاسب، كانت قيادة الحركة تتعاطى بطريقة بدوية، حيث يكون شيخ القبيلة جامعا لكل الصلوحيات، يتعاطى مع الشأن العام بنفس تعاطيه مع شأنه الخاص، ولا يرى فيمن حوله شركاء، بل مجرد مساعدين، يقرب منهم بقدر ما يجد عندهم من استعداد لخدمته، ويستبعد كل من كان يجد الحاجة للتوقف أو التفكير أو التساؤل، فهو وحده القادر على تقمّص كل الأدوار، يحارب ويصالح، ويهادن ويمدح ويهجو، فهذه القيادة رفضت أن تعترف بنا كشركاء، فرفضنا أن نقبل بها كزعامة.
  •  نلاحظ أن بعض أعضاء حركة النهضة ومنهم قيادات لهم وجهات نظر مختلفة، يسرون بها في المجالس الخاصة ويتحاشون الاصداع بها في العلن، فحسب رأيك هل يعود ذلك إلى غياب الجرأة السياسية، أم غياب مساحة من النقد أم خشية من القمقم الحزبي؟
 كل هذا معا، فغياب أدنى قدر من الحرية في البلاد لا يسمح بتطوّر الأفكار ووجهات النظر، فالأفكار لا تنبت ولا تنمو في الهواء، وإنما على أرضية التواصل والحوار، وتبادل وجهات النظر مع المخالف والصديق والأكاديمي، ومع الذين يصنعون الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ولو توفرت أقدار من الحريات، لوجدت هذه الأفكار طريقها إلى النضج، ولعبرت على نفسها بأكثر إيجابية، أما حول نقد تجربة الحركة الإسلامية هناك خشية الوقوع في تهمة التواطىء الموضوعي مع السلطة، خصوصا وأن هذه الأخيرة لم ترفع يديها على المساجين والمهجرين والمحاصرين، بل لا تعبأ بما صدر هنا وهناك من محاولات لتصويب العلاقة بين السلطة والإسلاميين، وفي مثل هذا المناخ، كنا نشعر أن المراجعة الذاتية أو النقد الذي نحن حريصين عليه، هو أقرب للجلد الذاتي منه للعمل البناء، والآن وبعد أن قاربت مشكلة المساجين على الحل النهائي، والسماح لبعض المهجّرين بالعودة، فالمناخ يعتبر انسب للالتفات لماضينا القريب بعيون أكثر عقلانية وأقل توترا، وفي اعتقادي أن الخلافات المجمّدة داخل الحركة طيلة هذه المرحلة، ستشهد طريقها للمناظرة العلنية، وعندها سيكتشف القمقم التنظيمي أنه اضعف ممّا كان يتصور.  
  •  بحكم تاريخك الحركي، هل تتوفر حركة النهضة على مقدار من حرية الآراء المخالفة داخل الجسم التنظيمي؟
 الحركات الإيديولوجية لا تتوفر على حرية داخلية، فهي تحكمها الحقيقة الإيديولوجية، أو ما يقدم على أنه كذلك، ثم ما تقدمه القيادة من فهم وتأويل لهذه الحقيقة.  
  • المدة الأخيرة عاد بعض اللاجئين الإسلاميين إلى تونس بعد سنين طويلة من النفي، ومنهم الأستاذ مصطفى الونيسي، الذي أدلى بآرائه لصحيفة الحقائق، وقد اطلعت على الحوار ، وأثنيت على بعض ما جاء فيه ، فكيف تنظر لهذه العودة، وهل تعتبرها مؤشرا على انفتاح سياسي، أم نوعا من شق الصفوف ؟
تونس اليوم من الدول القليلة في العالم التي تحتفظ بمساجين سياسيين منذ أكثر من 17 عاما، إلى جانب العديد من المنفيين منذ ما يقارب 30 سنة، وهذا « الرصيد » لا أضن السلطة التونسية تفتخر به، بل هو حملا ثقيلا تجرّه ورائها ولا تجني منه أي مصلحة، ونراها بطيئة في تصفية هذه التركة، فخروج بعض المساجين أو عودة بعض المنفيين هي استعادة لحق طال ضياعه، واستعادة هذه الحقوق مقدمة أساسية لأي انفتاح سياسي، ولكنها ليست في حد ذاتها انفتاحا. 
  • النظام التونسي بقي استثناء في معالجة الملف الإسلامي، حتى أن بعض المعارضين يقولون أن السلطة التونسية يحكمها العقل الأمني، وأن المنطق السياسي غائبا تماما، ممّا جعلها تضرب في كل الاتجاهات، والبعض يراها غير ذلك فماذا تراها أنت؟
 الملف الإسلامي في تونس ملف سياسي، يقتضي معالجة سياسية، وقد فضلت السلطة التونسية المعالجة الأمنية، وهي اليوم ترى محدودية هذا النهج، حيث الملف ما يزال مطروحا وسيظل يؤرق، فإلى متى ستبقى تونس تمانع، في أن يشارك جزء من أبنائها في الشأن العام، لمجرد انتماءاتهم الفكرية، والمطلوب من وجهة رأينا أن تراجع السلطة التونسية تعاطيها مع هذا الملف، كما فعلت دول أخرى جربت الحل الأمني، كما مطلوبا أيضا من الإسلاميين إبلاغ  رسائل واضحة للسلطة، وللطبقة الفاعلة، مع الأخذ بالحسبان الإرث الثقيل الذي خلفته سنوات المواجهة 
  •  أحد المحاكم التونسية حكمت لفائدة محجبة بعدم قانونية منشور 102 ، الذي يمنع ارتداء الحجاب ، ألا يعتبر هذا مؤشراً وتحولاً جديداً ؟
 هذا دليل على التنوع داخل المجتمع التونسي، وأن التيار المحافظ جزء من هذا التنوع، وهو جزء أصيل ينتجه المجتمع ويعيد إنتاجه، وهو ليس دخيلا ولا طائفيا؟
  • هناك حديث خافت تسرّب من داخل أروقة السلطة  التونسية حول إمكانية السماح لتواجد حزب إسلامي في تونس ، أو إطارا اجتماعيا يكون بديلا عن النهضة ، وفي نفس الوقت يمتص حالة الاحتقان المنتشرة بين صفوف الشباب، ويجنب البلاد الانزلاق نحو المواجهات، كما حدث في مدينة سليمان، فكيف تنظر لمثل هذه الأقاويل؟
 إذا كان هذا صحيحا فهذا يمثل تحولا عند بعض الأطراف داخل السلطة على الأقل في طريقة التعاطي مع الملف الإسلامي، وإذا كان القصد من ورائه خلق حزب تستعمله السلطة لامتصاص حالة الاحتقان فهذا ليس هو الحل، لأنه سيكون حزبا فاقدا للمصداقية في الساحة الإسلامية، وسيقع تجاوزه بل قد يعقد الوضع، من خلال مما سيخلفه من مزيد اليأس والإحباط وخيبة الأمل تجاه الأطر الرسمية والقانونية، ونحن نتصور أن الحل لا يكون إلا ضمن رفع اليد، وتوفير إطار من الحرية، وعندها سيرى التونسيين أن التيار الإسلامي تيارا مسئولا، ملتزما بالمصلحة الوطنية، يستثمر جهوده وطاقاته في البناء والتنمية، وستسفيد تونس سلطة ومعارضة من هذا التكامل.
  •  العلاقة بين الأنظمة العربية والإسلاميين عادة ما تتسم بالصدام ، في رأيك ما هو الممكن للتعايش بين الأضداد؟
 الإسلام السياسي العربي المعاصر، هو إسلام مواجهة وصراع غير قابل بالمعادلات التي قامت بعد سقوط الخلافة واحتلال فلسطين وواقع التجزئة، وهذا ما جعله وحيدا ضد الكل، استعدى الأنظمة والقوى الدولية وحتى الشعوب !ومن بقي وفياّ لمنطق الصراع هذا سينتهي به الأمر إلى حيث انتهى بن لادن، ولا أضن هذا الاجتهاد مصيبا، وقد وقفت في وجهه الأنظمة العربية دفاعا عن نفسها ونيابة عن أمريكا وعن المستفيدين من هذا المنهاج، وبالمقابل ومنذ أواسط التسعينات بدت تبرز في البلاد العربية قوى سياسية إسلامية جديدة، لا تعترض على معادلة تفوّق الغرب، ولكن تعمل على أن لا يتحوّل هذا التفوّق إلى استعباد، وأن تستفيد أمتنا من التطور، والسعي إلى ردم الهوة الفاصلة في عدة مجالات، والاستفادة من نموذج الحريات السياسية والعدالة الاجتماعية، ومستفيدة من تجارب إسلامية أخرى خارج البلاد العربية، ولعل ما حصل في تركيا يعطي دفعا قويا لهذا التيار.
  • من خلال هذه التجربة الطويلة أي رصيد أضيف لك في الحقل الإسلامي، ولو رجع بك الزمن للوراء هل كنت ستكون كما كنت أحد الشباب النهضوي، أم أنك ستكون إسلاميا دون الانتماء لأحزاب؟
 لا جدال أن هذه التجربة كانت ثرية رغم أن ثمنها البشري كان باهظا، بالمقارنة مع الحصاد الهزيل ومع الآمال الكبيرة المعلقة، حيث أن مشروع الحركة الإسلامية هو الإحياء لا الإعدام والقتل، والتجذير لا التهميش، والتوطين لا التهجير، والحرية لا السجون… والمتأمل لهذه الدمار الذي حصل، لا يجد عناء في الانتباه إلى أن أخطاء قد حصلت في التقدير والتسيير والتدبير والتنزيل، وهذا ما عبر عنه الحديث الشريف  » المنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى »، وما يؤلم أكثر أن الحركات الإسلامية ومنذ الخمسينات تعيش نفس التجارب، وتحصد نفس النتائج المأساوية، دون الوقوف عند أسباب الإخفاقات، ومحاولة الاستفادة من أخطاء التجارب، وما يحدث الآن في صفوف بعض الشباب الإسلامي، هو نفس الخطاب المكرر منذ عشرات السنين، حيث يعتبرون أنفسهم أكثر عزما وأقوى إيمانا وأكثر صدقية ممن سبقهم، وإن كان الزمن لا يعود للوراء لإصلاح ما كان مختلا في تجاربنا، فإن فضاء الواقع فسيحا لتجنيب شبابنا الوقوع في نفس الأخطاء، وسواء كنت داخل التنظيم أو خارجه، فسأظل وفيا لمبادئ الانتماء للإسلام الذي يحترم الذات البشرية في العدل والحرية والكرامة والقيم النبيلة، التي تسعى للنهوض بالإنسان والترفع عن الأنانية والمصلحية استنادا على قوله عليه السلام  » لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه ». 
  • أخيرا تحصلت على بطاقة تعريف تونسية، وتسعى للحصول على جواز سفر فلو تم ذلك، هل تعود لزيارة بلدك الذي غادرته منذ 21 سنة ، وما هي الضمانات التي تعتقد أنها ستنجيك من السجن أو الإيقاف أو قطع الرأس؟
حرمت من بلدي وأعيش في المنفى منذ 21 عاما ظلما وعدوانا، وقد كاتبت رئيس الدولة مرات عديدة مطالبا برفع هذه المظلمة واستعادة حقوقي، وبقيت رسائلي دون رد، وقد تقدمت بطلب جواز سفر في شهر سبتمبر 2006، وكان والدي مريضا إلى أن توفي دون أن أودعه أو أحضر جنازته، وقد بقي رحيله جرحا نازفا في داخلي، ومازلت أنتظر إلى الآن، وقد شجعت أعدادا كبيرة من اللاجئين لتسوية أوضاعهم الإدارية والعودة لزيارة البلد، حتى في ظل غياب ضمانات واضحة،  فحقنا في وطننا معركة نخوضها ونتحمل من أجلها المخاطر، ولا أعتبرها هبة  تقدم على طبق من الضمانات.
 
(المصدر: صحيفة   » الحقائق الدولية « المملكة المتحدة بتاريخ 19 جانفي 2008)

 

ظواهر الانحراف العقدي والسلوكي هل هي عبئ تتحمله الدولة لوحدها ؟

 
مرسل الكسيبي (*)   الحديث عن ظواهر التبشير والانحراف العقدي والسلوكي داخل بلدان المنطقة المغاربية أو بلاد عربية أخرى لايمكن النظر اليه من منطلق الحرص الدائم والمستمر على ادانة الأنظمة وتحميلها المسؤولية تجاه كل الاخلالات أو النقائص أو التجاوزات , بل ان للمجتمع الأهلي وقوى الخير والبناء في المجتمع دورا بارزا في احداث التوازن وتفعيل الدفاع الذاتي وتحصين النسيج الاجتماعي قبالة الظواهر الانحرافية الوافدة أو المنبثقة من صلب المجتمع .   تأملت بين اليوم والأمس في ملف أعده الزملاء المحترمون في مجلة حقائق التونسية حول موضوع التنصير والتبشير بالمنطقة المغاربية ولقد لفت انتباهي ارتفاع ارقام المعتنقين للمسيحية الانجيلية في دول المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس بدرجة أقل . لم أرد من منطلق المسؤولية الدينية والوطنية والاخلاقية غض البصر تجاه دلالات هذه الأرقام في المناطق الأمازيغية أو حواضر بعض المدن المغاربية , بل حرصت على التمعن في الظاهرة من منطلق يوازن بين الايمان بحرية المعتقد وبين الحرص على حماية الثقافة العربية الاسلامية والانسجام الديني والعقدي بين شعوب بلدان المنطقة .        العودة للمساحة الثقافية من خلال تفعيل اليات الدفاع والاشعاع الحضاري العربي والاسلامي ليست مسؤولية السلطة فقط , بل انها مسؤولية تتحملها وسائل الاعلام ومراكز التكوين والتوجيه والنخب المثقفة ومؤسسات المجتمع الأهلي , بما يعني أن المعارضة ليست معفية هي الأخرى من المسؤولية تجاه مربعات الفراغ التي تستفيد منها فرق التبشير الاغرائي أو مجموعات التضليل العقدي من مثل جماعات عبادة الشيطان أو تيارات الشذوذ الفكري والجنسي المتسربة الى مجتمعنا عبر السماوات المفتوحة أو وسائل الاتصال الحديث …   ماتحمله العولمة الينا من افكار وتيارات وفرق ومذاهب ونحل قد يتجاوز في عمق مؤثراته امكانيات الدول ومؤسساتها الاعلامية والتربوية والتثقيفية الهادفة , ومن ثمة فان للمجتمع الأهلي دورا عظيما في تحصين الثقافة المحلية والرصيد الأخلاقي والديني العظيم لشعوبنا , بحيث أن عملية التحشيد والحماية الذاتية تنطلق أساسا من مخزون نفسي ووطني وحضاري جماعي لايمكن أن تقوم عليه السلطة عبر مؤسساتها التقليدية .   مفهوم المجتمع المدني قد يكون ظاهرة سياسوية لدى البعض من خلال تضخيم الهم السياسي على حساب مجموعة من الهموم والمجالات , وهو مايجعل المجتمع في مواجهة تحديات الفقر والمرض وتلوث البئة وقضايا التربية والتثقيف …بجهد مركزي لاتقدر عليه الدولة الحديثة بمفردها .   تونس على سبيل المثال بلد نامي يتطلع شعبها الى حياة أفضل وسط تدافع حاد وقوي بين تيارات الأصالة والحداثة .. حداثة تحولت في نظر البعض الى اعادة لانتاج الاخر دون اعارة  اهتمام الى عملية الفرز المحلي على أرضية الخصوصية الحضارية والدينية في منطقة شديدة الاعتزاز بانتمائها العربي والاسلامي . أصالة هي لدى البعض عودة سلفية غير ناضجة تقتضي الوقوف على الأشكال والمظهريات أو التفاعل مع قضايا الشرق الأوسط دون التفكير في اهمية الاصلاح الهادئ والرصين داخل التراب الوطني . الموازنة بين الحداثة والأصالة تعني في كل الأحوال ايجاد مناخ من التفاعل والتفاهم بين مقتضيات الدولة الحديثة ومتطلبات الانتماء الى موروث حضاري وديني لابد ان يتقيد بالمقاصد ويراعي روح الثوابت والتشريعات , ومن هذا المنطلق فان الاسلام يشكل واحدا من ابرز مكونات الشخصية التونسية التي تتعهد الدولة دستوريا وعمليا برعايتها وحمايتها من المخاطر والانحرافات .   بعيدا عن منطق الاتهام والاتهام المضاد فاننا نرصد في تونس اليوم تحولات ايجابية جدا في سلوك الدولة قبالة موضوع الهوية والسياسة التربوية , وهو مايبرز لدينا باستمرار من خلال الدور التثقيفي العظيم لاذاعة الزيتونة للقران الكريم أو من خلال الحرص على تدعيم الحضور التثقيفي الاسلامي في الفضاء التلفزيوني الرسمي أو حتى من خلال تعهد الدولة برعاية وتكوين الأطر الاسلامية القائمة على بيوت الله تعالى , هذا بالاضافة الى تشييد بيوت الرحمن في مدن وقرى الجمهورية … نلمس اليوم أيضا من خلال متابعتنا للأخبار تعاونا بين المؤسسة الدينية التونسية وبين نظيرتها الأكثر اشعاعا وخبرة بجمهورية مصر العربية , وهو ماسيعزز في تقديرنا من مكانة الاسلام المعتدل في ربوع تونس .   كل هذه الجهود المثمنة لابد أن تستكمل بمناخ من الحريات يرفع الخوف عن جنبات المجتمع ويقينا مخاطر حالة الاحتقان والتوجس التي تشكل مناخا مناسبا لظواهر الاختراق الثقافي والديني والتطرف السياسي .   نلمس اليوم بلاشك محاولات للتطوير والاصلاح عبر الحرص على تحقيق نسب أعلى للرفاه والتنمية , ولعل تونس اليوم تختلف بحسب شهادات المواطنين والزائرين العرب والأجانب عما كانت عليه قبل عشرين سنة , غير أن هذا الجهد لن يغنينا عن جهد تربوي وتعليمي وتثقيفي واعلامي وسياسي يعزز من انتماء التونسيين لبلدهم كمعين حضاري وديني ولغوي منفتح على منجزات العالم المتقدم .   الاسلام دين عظيم تكفل الله بحفظه كما حفظ كتابه بين ظهراني العالمين , غير أن هناك واجبا نتجند له جميعا من منطلق الأمانة والمسؤولية واستشعار عظمة الرسالة التي حملها لنا الفاتحون وهم يعبرون الصحراء الكبرى حاملين لواء العدل والتنوير والريادة بين الأمم والشعوب , ليصبح بذلك نور التوحيد مقرونا بلواء الحضارة في مدن القيروان والمهدية وسوسة وصفاقس وقابس وتوزر وكل قرى ومدن الجمهورية وكل بلاد افريقية وماجاورها من حواضر وعواصم المغرب الكبير …   أمانة نتجند لها في جميع أحزابنا وجمعياتنا وفضائاتنا العلمية والمعرفية والثقافية والاعلامية .., ولن ننس تلك الوقفات العظيمة للشيخ عبد العزيز الثعالبي في معركة التحرير أو لبورقيبة ايام المؤتمر الأفخارستي أو للشيخ الطاهر بن عاشور والخضر حسين يوم أن كان نور الزيتونة المعمورة العلمي والمعرفي يشع على كامل القارة الافريقية وبلاد العرب وماجاورها …   أمل يتجدد اليوم واذاعة الزيتونة للقران الكريم تسطع بأنوارها في ظل رعاية رئاسية سامية , وهو مايتعزز أكثر فاكثر  باعادة النظر في ماسمي بسياسة تجفيف المنابع التي ألقى بها تونسيا في ركن مهمل من التاريخ بعد أن أعيد النظر في الكثير من المناهج التعليمية رغبة في وضع تونس الحاضر والمستقبل على سكة التوسط والاعتدال .   (*) كاتب واعلامي تونسي:   reporteur2005@yahoo.de   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – المانيا) بتاريخ 19 جانفي 2008)

مرسل الكسيبي يتخلى عن صفوف المعارضة

 
شهاب أراد السيد مرسل الكسيبي من خلال مقاله » دبلوماسيون متـألقون بقنصلية بون.. » أن يزفَ لنا بشرى تقدمه لدى القنصلية التونسية ببون للحصول على جواز سفر. أنا شخصيا لا أملك إلا أن أعزَيك على إقدامك على مثل هذه الخطوة. لأنك تعلم كما يعلم الجميع أن ثمن الحصول على جواز سفر تونسي بالنسبة للاجئ سياسي هو تخلَيه عن أهم رصيد يملكه وأثمن عمل بحوزته وهو المعارضة للظلم والظالمين في تونس. إنَه لثمن بخس أن تشتري جواز سفر برصيد سنوات من النضال والمعارضة. نعم جواز السفر حق لكل مواطن هذا في الظروف العادية وفي الدول الديمقراطية أما مع نظام بن علي فالجواز في الغالب حق فقط لمن لا يعارض لمن لا يقول كلمة الحق لمن يسكت ولمن هو مستعد أن يتخلى عن كل نضالاته ومعارضاته ويعلن توبته.. وإلاَ لماذا يحرم إخواننا المناضلون الصامدون داخل تونس وخارجها من الحصول على هذه الوثيقة؟! لما يحرم منها مثلا الصحفي المستقل كمال العبيدي؟!. لأن هؤلاء وبكل بساطة قالوا للنظام لا لأنهم لم يسكتوا لأنهم صوت حق يفضح السلطة وجرائمها لأنهم شوكة في حلق الطواغيت.. والغريب أن السيد مرسل الكسيبي لم يكتف بإخبارنا بالنَبإ السعيد نبإ حصوله أو قرب حصوله على جواز سفره التونسي. بل زاد ونقل لنا إعجابه الشديد  » بدبلوماسيين متـألَقين بقنصلية بون ».أتمتدح الظلمة وأعوان الظلمة الذين يسعون دائما لتزيين صورتهم وإخفاء حقيقتهم! ربَما أجد لك عذرا وحيدا لصنيعك هذا وهو أنَك ـ واعذرني في هذا الكلام ـ تمهَد لعودة قريبة إلى تونس وهذه العودة تستوجب توفير أشكال من التزلف وكيل المديح والمهادنة علَهم يستقبلونك في مطار قرطاج بوجوه راضية وتكون المساءلة خفيفة ماداموا قد اطمأنوا أنَك لم تعد من المعارضين لحكمهم وسياستهم. سيسجَل التاريخ بحروف سوداء أنَه وفي يوم الثلاثاء الخامس عشر من جانفي 2008  لم يعد السيد مرسل الكسيبي من المعارضين لظلم الظالمين في تونس والتحق بصفوف المسالمين المهادنين الطائعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

 

كل أرض كربلاء كل يوم عاشوراء

 
غزة أرض البطولة والجهاد والشهادة تزف شهدائها في عرس المقاومة والفداء تتوضأ بالدماء الطاهرة لتصلي صلاة العظماء في محراب الجهاد بإمامة سيد الشهداء الحسين بن علي بطل كربلاء، تتحدى فرعون العصر وأبناء القردة والخنازير معلنة انتصار الدم على السيف صارخة هيهات منا الذلة هيهات منا الذلة. تحية إلى شعبنا في فلسطين الأبية وإلى إخواننا في المقاومة الاسلامية والجهاد الإسلامي وإلى كل الفصائل الوطنية المجاهدة الصامدة وخصوصا الدكتور محمود الزهار حفظه الله. نبارك له استشهاد ولده الثاني و نسأل الله العلي القدير أن يوفقكم ويثبتكم ويمنحكم الصبر والنصر. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. السيد عماد الدين الحمروني. بعد أن قرأت هذه الفقرة الموجزة والواردة على صفحات تونس نيوز بتاريخ 16 جانفي (يناير) 2008، وأصلحت أخطاء الرسم التي كانت فيها، أردتّ التوقّف عند بعض الأمور التي أفسدت عليّ سكينتي إلى المسلمين، منذ أوّل يوم وطأت فيه رجليّ أرض المشرق وسمعت فيها الحديث عن « إخواننا » الإفتراضيين. أحوصلها في النّقاط التالية: 1) يُحارَب الإسلام من أعدائه بغيضهم وكرههم وبغضهم، ومن بعض أبنائه بجهلهم وبمبالغة البعض الآخر منهم في المجاملة القاتلة للدّين. ولقد ساقني واجب عزاء في الأيّام الأخيرة إلى سرادق أقيم بالمناسبة، فشهدت فيه أمور هي شرك إذا خفّفت وهي عمل كفر إذا وُصفت بدقّة… والنّاس في ذلك يحسبون أنّهم يحسنون صنعا… وواجب النّصيحة للمسلمين يملي عليّ القول بأنّه قد آن الأوان لنقول دون مجاملة أنّ ما يقوم به البعض من النّاس ليس من الإسلام في شيء، بل هو الشرك والتدليس على النّاس والضلال المبين عياذا بالله تعالى… 2) « كلّ أرض كربلاء »: صدقا، لا أتمنّى أن تكون الأرض ولا حتّى قطعة صغيرة منها كذلك، ونحن نراها (كربلاء) تفعل في النّاس أشدّ ممّا يفعله الخنّاس وأحفادُه فيهم… مع ملاحظة أنّه ليس عند المسلمين ما هو أغلى ممّا اختاره الله سبحانه وتعالى الذي شرّف الكعبة البيت الحرام وأرض المدينة المنوّرة وأرض بيت المقدس، وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القائل: « لا تُشد الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس »… وأزعم أنّه لو شاء الله أن يبعث سيّدنا الحسين، رضي الله عنه، الآن، لأمر المسلمين بالخروج من أرض كربلاء لما أحدثه فيها المتشيّعون إليها من فتنة ألهت عن عبادة الله وأذهلت عمّا يمرّ بالمسلمين من مخازي غزت كربلاء ذاتها… ومن قبلها (كربلاء) هُدمت أصنام وقطعت أشجار كانت تُرى مباركة من أجل تصحيح المعتقد!… 3) كلّ يوم عاشوراء: كلام لا أصل له ولا معنى له. وإلاّ فالأيّام عدّاد العمر لا يعود منها ما مرّ حتّى تقوم الساعة. فهنيئا لمن جعل كلّ أيّامه أعيادا، فإنّ « كلّ يوم لا يُعصى اللهُ فيه عيد« … وعاشوراء هو يوم العاشر من محرّم الحرام، وقد ندب فيه الرّسول الكريم، محمّد بن عبدالله أبو فاطمة الزهراء جدّ الحسن والحسين زوج عائشة بنت الصدّيق رضي الله عنها وعن أبيها وعن سائر أمّهات المؤمنين وعن كلّ الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، صيامه. وقد فعل ذلك وبيّن السبب بقوله: « أنا أحقّ بموسى منكم »، يعني يهود المدينة، وقد رآهم يصومون هذا اليوم لاعتباره يوما صالحا نجّى اللهُ فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل من عدوّهم… ولأنّه صلّى الله عليه وسلّم يحرص على عدم تقليد اليهود فقد سنّ لنا صوم التاسع والعاشر من محرّم … وليس لعاشوراء أيّة علاقة بميلاد أحد أو بمقتله، كما يزعم بعض مَن نسي التفاضل الصحيح بين الأيّام والليالي والأمكنة والأشخاص… 4) لمّا كان يوم أحد استشهد من المسلمين السابقين سبعون رجلا أغلبهم من الأنصار (خمسة وستون) ورجل من اليهود وأربعة من المهاجرين منهم مصعب بن عمير (الفتى المنعّم سابقا) وغسيل الملائكة حنظلة وسيّد الشهداء حمزة بن عبدالمطّلب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأخوه من الرّضاعة. و »سيّد الشهداء » هو لقب شرّف به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمزة كما شرّف به كلّ قائم على الحقّ مدافع عنه، بقوله: « سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ». كي لا ينصرف المغالون إلى توزيع الألقاب تبعا لهواهم… على أنّ هذا السيّد الذي قام إلى إمام جائر لا يسلب بشهادته الصفة من مستحقّها الأوّل وهو حمزة… هذا، وقد بيّن لنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ هذه الألقاب لا تنفع إلاّ أصحابها، فلمّا نزلت آية « وأنذر عشيرتك الأقربين » دعا صلّى الله عليه وسلّم قريشا، فقال ممّا قال: « يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني والله لا أملك لكم من الله شيئا، إلاّ أنّ لكم رحما سأبلها ببلالها ». بل لقد جاء القصص القرآني زاخرا بالعبر، حيث تحدّث عن أنبياء خلّفوا كفرة وعن كفرة خلّفوا أنبياء. لتعلم أيّها المؤمن أنّ من بطّأ به عمله لن يسرع به نسبه مهما علا ذلك النّسب… ولقد تمنّيت على المتحدّثين بمآثر السبطين رضي الله عنهما أن يتذكّروا أنّه ليس على الأرض مَن هو أحقّ بالحبّ بعد الله سبحانه وتعالى وأجدر بالاتّباع من سيّد الخلق أجمعين محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وسلّم، ولو أنّ الله كتب لسيّدنا الحسين رضي الله عنه أن يقوم من قبره اليوم ومكّنه من قراءة السطور أعلاه لاحتجّ رضي الله عنه على كاتبها وأنّبه كثيرا على بخله المتجلّي في عدم السلام والصلاة على جدّه صلّى الله عليه وسلّم، ولأخبره بأنّ الدّين عند الله الإسلام وليس الحبّ فيه ما درج عليه النّاس اليوم من الاتّباع الأعمى المفضي في أحايين كثيرة إلى غضب الله عياذا بالله تعالى… أختم فأقول بأنّ المسلم لم يصب ولن يصاب بما هو أكبر من فقد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ومع ذلك فقلّما تجد من المسلمين من يبكيه أو يرثيه، في الوقت الذي نرى فيه أصحاب السواد والأكفّ والسلاسل قد جاؤوا بما نهى عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم النّساء… وحسبنا الله ونعم الوكيل ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين، ورحم الله جميع موتى المسلمين، والصلاة الدائمة والسلام الزكيّ في البدء والختام على الحبيب المصطفى، والحمد لله ربّ العالمين… عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك


ما بـالُ أقــوام!!!

 
بقلم: نصر الدين   بعد مسيرة حافلة بالألم والحزن والتعب هذا  فارس آخر يترجل ..ترجل هذه الأيام أحمد البوعزيزي كما ترجل قبله الكثير سلمتهم السلطة بعد أن إستهلكتهم واستنزفتهم ثم تكرمت برمقهم على أسرهم …كل الشرف أن يخرج فتية من ديارهم الى سجونهم في سبيل الله…إن عادوا فقد عاد من قبلهم سيدنا يوسف وإن قضوا بين أسواره فقد قضى قبلهم شيخ الإسلام وخيّرون غيره …عمر سيمضي لامحالة.. ما باله لو اقتطعت منه سنوات في سبيل الله توشح صدور رجال تميزهم يوم القيامة.   غير أن للموت هيبة خاصة وجب أخذها في الحسبان ، خالجني هذا وأنا أتتبع أخبار الراحل فإذا بي أصطدم ببعض أعوان النظام التونسي يمجدون سابعهم وتغييرهم على قناة رفع أسهمها عمر ابن الخطاب  والخلفاء الراشدون ببرامج تناولتهم ، ومن عليها أبدع الشيخ عائض القرني في تفسيره ، ومن عليها تتابعت ثلة من خيرة الشيوخ لدفع الشبهات عن هذا الدين والذود عن عرض النبي وأمهات المؤمنين حتى إذا اتجهت صوبها كثير من الأعناق المستبشرة وكان رصيدها يزدهر بمشاهديها المحبين لهذا الدين وتاريخه المجيد وبعشاق العربية لغة القرآن من خلال المساجلات الشعرية المتتابعة، فبعد أن استقام عودها بقصص  تحكي  إبداع الجيل الفريد وأخيار خير القرون، ها هي الشهرة التي صنعها تاريخ الفاروق  وتفسير القرآن  وحلية العربية وتاجها ..امتطاها اليوم وفي سرعة غريبة النظام التونسي  لتستضيف وجوها باهتة تسرد من على ورقة أرقام عائمة… أسئلة الصحافي مركبة خالية من المهنية لا تطرح مواضيع بقدر ما تقوم بدور ما ، حوارات هي إلى المسرح المفلس أقرب منها إلى العمل الصحفي.. مشاهد فلكلورية باردة في لوحات مشوهة غلب عليها الإرتجال المركب …حينها تصبح القناة في سباق مع الزمن مستغلة دهشة المشاهدين الذين أتوا لغير هذا وتعودوا بخلافه، والسرعة مطلوبة ليسكب النظام أقصى ما يمكن من انجازاته المزعومة قبل أن يتكشف للمشاهد رقصة القاتل على جثث ضحاياه.   صحيح أن هذا شأن صاحب القناة ولكن إستغلال رصيد الدعوة والدعاة والخلفاء… لتلميع وجه نظام مستبد وهوليس في حالة تراجع بل ماض في إنعاش إستبداده ، قد يحمل كثيرا من المحاذير على « انواعها ».   أقله كان على هذه القناة أن تحترم ضحايا هذا النظام وتترك الجنازة تمر في هدوء حتى إذا تمدد الجسد وأهيل التراب وانفض الناس عادت حليمة… وللإمعان في التشفي والتنكيل وفي وقت متزامن يعددوا هنا انجازاتهم ويراقبوا هناك بيت العزاء ويستلموا رؤوس الانهج ليدققوا في الغادي والرائح وبقاياهم في المقبرة قبل الجنازة والفقيد ، يشاغبون حفار القبر يسألونه أأنت منهم و المسكين يرسل فأسه في طين الأرض و يقول لا يا سيدي انا حفار « مستقل ».   فما بال قناة اشتهرت بغير هذا ولغير هذا بعثت أصبحت وقفا لهم ولم تقف لهذا الراحل وغيره دقيقة صمت واحدة وإن كانت بدعة وجدنا من يحسنها لأجل عيون الشهداء.   « إليك..إليه ..وللجميع …الحذر الحذر من عملية ترويض لجبهة الرفض وتطبيعها مع الواقع  وسحبها عبر فعل مركز إلى حلبة التسليم مرورا بمرحلة التشكيك في دوافع الرفض وصولا الى التخلي عنها وانتهاء العقل الرافض الى رقم سائب في دنيا الناس ، هذا ان لم تكن جرعة التخدير قوية فتسحبه الى رصيد السلطة ليكون عونا  لولي الأمر على « الخوارج والبغاة » وينتهي إلى قرن ثور معلق على بوابتها السوداء ».   ثم ما بال أقوام لا يؤبنوا الشهداء ولا تتحرك أقلامهم ولا أصواتهم وإن كان كبر عليهم هذا وأصبحت ضريبة التأبين باهظة وأوقاتهم محسوبة « فتأبينة » على هامش مرافعة في محكمة  أو سهرة أصهار وأنساب  أو ختان إبن بنت أو إبن إبن أو في أعقاب فسحة في سيدي بوسعيد…هذا يكفي  لقد أصبحنا واقعيين ولم نعد نطلب التأبين الثقيل  في زمن الجفاف والقيظ، المهم « تأبينة » والسلام .فما يدريك لعل هذا الفقيد كان شابا في الزحام لا يعرف طريق الدعوة فمر بحلقة أحد الرعيل وسمعه من نافذة بعض مساجد العاصمة يتلو « وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِين َتَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِك َلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ « آل عمران 104.105- أو غيرها من الآيات والأحاديث والأثر …فتاقت نفسه إلى نهضة هذا الدين وامتلأت حبا للإسلام والجنة ..جنة طالما حدثتموه عنها فحث في طلبها وقعدتم أم أنكم سلكتم طريق غير الذي سلكه الشهيد أم تراكم تصوفتم وطلبتموها في هزيع الليل الأخير على مذهب السادة والأولياء أم أنكم رأيتم انه لا رفقة مع هذا الراحل وأصحابه !! لا يضير هذا.. أيها السادة الكعبة لها سبعة أبواب فمالنا لا نرى حتى طيفكم على بعض أبوابها .   أين أنت أيها الرعيل الأول أم أن الرعيل لم يعد رعيلا ..وآثر التخلي ..وآثر الرحيل!!!.   ليت شعري كيف تبني الطيور أعشاشا حتى إذا امتلأت بعصافير الخير..ذهبت تجلب الطعام فأكلته هناك ونامت في الوثير وتركت أعشاشها للثعالب والجوارح وزوار الليل القاتلة؟؟؟   (المصدر: موقع الحوار. دوتش (ألمانيا) بتاريخ 19 جانفي 2008)


إلى الشهيد أحمد بوعزيزي

 
كأنك استمعت إليّ حين طلبت منك الرحيل لعنة لهؤلاء الين يستمتعون بالموت ينهش إخوانهم في الوطن ولا يتكلمون ،مات قبلك كثير ،مات لطفي العيدودي صامتا لا يتكلم وها أنت تلحق به وها أنا أنشر طلبي إليك كما كتبته قبل موتك …لعلهم يسمعون.   ارحل… أيها الشاهد على عوراتنا ارحل كما أنت… ارحل بلا كفن ولا ماء… ارحل فهذي الأرض آسن ماؤها عكر…لا يغسل الشهداء ارحل يا شاهدا… طهر جسمه رهق الأشقياء ما فعلوا…ما تركوا ما هتكوا…ما جلدوا ما رتقوا…ما فتقوا ارحل… لا تجزعنّ لفعلهم من يغسل العار هم الشهداء ارحل بلا كفن ارحل فثوب الأرض دنسه الأغبياء ارحل ولا تخجل فما عورة فيك أنت عورتنا ارحل » أبا عزيز » واغفر لنا واكتب… على جنبات قبرك عجزنا واصرخ… إذا بلغت روحك قلب السماء جئت بلا كفن جئت بلا ماء جئت من أرض…  بلا شعراء سمير ساسي samirsassi@yahoo.fr


 
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين   الرسالة رقم 379 على موقع تونس نيوز بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي المناضل والكاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي حلقة 2

أين دور المستقلة في هذه الذكرى يا ترى فـي الصميـم وضـع النقـاط علـى الحـروف 18 جانفي 1952 كان بمثابة الضوء الأخضر للكفاح الوطني المسلح التونسي

 
أواصل على بركة الله الحديث حول ذكرى عيد الثورة المباركة التي انطلقت يوم 18 جانفي 1952 إثر اعتقال المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. فجر يوم 18 جانفي مباشرة وقد صعد المقاومون إلى الجبال في نفس اليوم 18 جانفي 1952 ونفذوا تعليمات الحزب الحر الدستوري التونسي ورئيسه الزعيم الحبيب بورقيبة وقيادة الحزب. وتواصل الكفاح الوطني بروح نضالية عالية. وفي يوم 19 جانفي 1952 قامت مظاهرة حاشدة بمدينة ماطر ولاية بنزرت كانت هي الأولى في البلاد وعم الغضب والحماس  والوعي السياسي كامل أنحاء البلاد في الأيام الموالية فقد نظمت مظاهرات عارمة غاضبة في قليبية وحمام الأغزاز وبئر دراسن وتازركة بولاية نابل والمكنين وسوسة وطلبة في ولاية سوسة وفي القيروان. وفي الوردانين وفي كامل أنحاء البلاد احتجاجا على بطش الاستعمار الفرنسي وظلمه وجبروته وقمعه الشديد وضرب الحركة الوطنية واعتقال زعمائها الأبرار وفي طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وبعد اغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد رحمه الله وبعدها اغتيال الزعيم الهادي شاكر رحمه الله وعم الغضب والتشويش كامل أنحاء البلاد وعندما شعرت السلطات الفرنسية المحتلة بخطورة الوضع الأمني عمدت كعادتها إلى طريقة القمع البوليسي والبطش الأمني والظلم السياسي واستعملت كل الأساليب القذرة في المعركة وعمدت إلى القصف بالطائرات والدبابات وأمطرت طلبة بولاية المنستير حاليا بوابل من القنابل وفعلت أشياء قبيحة لا يرضاها الضمير الإنساني وكذلك في مدينة تازركة فعلت كل قبيح وبطشت بالشيوخ والنساء والأطفال وقتلت العديد من المواطنين والشبان والأطفال والنساء مثلما فعلت في طلبلة. ورغم ذلك كان الصمود أقوى والشجاعة أكبر والجرأة أعظم والصبر أعمق… والشجاعة بلغت ذروتها. وحصلت تجاوزات خطيرة من السلطات الفرنسية لا يمحيها التاريخ. وإذ كان السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجزائر يطالب بالاعتذار فإننا نطالب في تونس بالتعويض لأهالي طلبلة وأهالي تازركة وما حصل لهاتين المدينتين من تعسف وظلم وقتل وأشياء لا يمكن ذكرها ولا يفعلها إلا عناصر الإرهاب والإجرام في عصر الحروب الصليبية. هذه لمحة خاطفة على ظلم وبطش الاحتلال الفرنسي لا يمكن أن تمر الذكرى دون الإشارة إليها حتى ترسخ في عقولنا ونعطي قيمة لمن صنع الاستقلال والكرامة والسيادة والحرية والعزة للشعب حتى لا يتمرد شاعر له الحصانة ليكتب ضد رمز الكفاح وعملاق التاريخ وزعيم عالمي بكل المقاييس وحتى نعطي قيمة للمجاهدين والمناضلين والمقاومين الذين صعدوا الجبال والزعماء الذين زج بهم في السجون والمناضلين الذين أبعدوهم إلى سجن الحراش بالجزائر وأماكن أخرى… هؤلاء كلهم عانوا ألوان التعذيب والسجون والمنافي ومنهم من ضحى بحياته واستشهد في سبيل الوطن ودفع روحه فداء للوطن. واليوم هذه الشريحة هي أكثر الناس احتياجا وخصاصة وعدد منهم لم يتقدم لتكوين ملف للحصول على منحة مناضل. وبعضهم ظروفه سمحت له بتسلم المنحة التي قدرها حاليا 140 دينارا أقل من 5 دنانير في اليوم لا تغني ولا تسمن من جوع. وبعضهم من ولد بعد الاستقلال اليوم يلعب بالمليارات وهناك أطفال صغار في العام الأول دخلهم في الشهر يفوق منحة مناضل لمدة عشرة أعوام أو أكثر مع الأسف المناضلون هم في أسفل الدخل ؟ وبعد 56 سنة يوما بيوم على شرارة الثورة في 18/01/1952 فإن المناضلين في سيدي بوزيد وقفصة نسبة 50% من هذه الجهة ومناضلين في القيروان والقصرين وجندوبة وبنزرت وماطر ومدنين وتطاوين وقبلي وزغوان ونابل وتازركة والوردانين وطلبلة وبرقو والكريب والكاف وجمال وسوسة والمكنين وقصر هلال وصفاقس والحنشة وجبنيانة والصخيرة وقابس ومطماطة وجرجيس وباجة ومجاز الباب وحمام الأغزاز والجم والسواسي وشربان وأكودة والقلعة الكبرى وتونس وأريانة وحمام الأنف وسليمان وبني خلاد هم في حاجة إلى الترفيع في المنحة حتى تصبح على الأقل 250 دينارا الأجر الأدنى فقد دفعوا الثمن غاليا والثمن التضحية بالنفس والنفيس. قال الله تعالى :  » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا  » صدق الله العظيم عاشت الثورة التونسية شامخة إلى الأبد بإذن الله بقلم المناضل والكاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 


بســـم الله الرحمن الرحيم 

نــــداء إلى المجتمعات الأمنيّة و العسكريّة المغاربيّة

نواقشوط، في16جانفي2008

 
أيها السادة الكِرَام، أتوجه، بكل  ما في الديانة الكونيّة من نقاء نفساني و زهد عملي، إلى مقامكم الأمني  المرموق و  إلى مكانة بعضكم الإجتماعية  البارزة. جاهرًا في الآتي بصفاء النيّة و صادق القول: إياكم و إلتماس كبر المقام السياسي و المجتمعي ووجاهة القوم و الركون إلى فروع الحكم و الحال أن الأمة العربيّة و الإسلاميّة تمر بأحلك الأحوال و صعب الأوحال !!!.    يجب علينا جميعا الإستعانة بنور العقل و جودة الفكر  لكيّ نرفع بصمة التخلف على صفحات الشريعة !. و نُبْعِِد وحش الجهل على فكر الأمن الوطني و تجاهل مبادئ و تقنيات الأمن القومي من حيث الذهنيّة و العمل و السلوك. ونُفَتِّت بالمحبّة  و الحجّة نقطة الجدال بين الإحتلال الفكري و الإنحلال المهني!. و بعدها  نَرُكُن فورًا إلى  علوم و بمادي بسيكولوجيا الأمن والأمن البسيكولوجي!.  ثمّ  نشرع طوعا و بالتزامن في إستأصال مختلف أورام الشخصنة و التنكر للذات مهما كان جهل بعضنا للنفسية الوطنية  القديمة و تشبث البعض الآخر بالتجارب و المكتسبات المستحدثة منذ غابر الأيام و خواليها بحكم تراكمات صنائع الحقبات و النفسيات الدخيلة على الوطن و الأمة.  وخاصة بعد نجاح  » كيفيّة  » تدمير دولة العراق من طرف أبرز ممثلي التيار التلمودي الجنرال إيهود براك(*). و قع إختياره مجددًا و تزكيته من طرف اللوبي التلمودي الجديد في  أمريكا  أثاء زيارة نيكولا ساركوزي إليها قبل إعتلائه سدة الحكم في فرنسا. و إعتماده (باراك)من طرف الإدارة الأمريكيّة بالإشتراك مع بعض قادة أرروبا الغربيّة و المنطقة العربيّة لتخطيط و إدارة الحرب المقبلة على الجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة و بالتالي على دولة الممانعة الأولى في الوطن العربي و بعض تجمعات المقاومة الشريفة المتاخمة للوطن الأم من سلالة  السيّدة مريم العذراء و ملّة محمد إبن عبد الله.   و الأدهى و الأمر، أنه قد تم تعيين شخصيات أمنيّة على رأس و ضمن كل من المجتمع الأمني الأمريكي و الفرنسي، عالية  الخبرة الإستعلاميّة و العملياتيّة و ملمة بنفسيّة العرب و مالكة مفاتيح الشخصية العربيّة. وصاحبة بُعد نظر وخيال أمنيين و ذات إيمان عميق بالتلموديّة الجديدة و بوجوب الركون إلى بواطنها لترسيخ يهوديّة دولة إسرائيل و بسط يدها بالاستيلاء على أراضي موصوفة يحدها من الشرق نهر الفرات و من الغرب نهر النيل و من الشمال نهر الليطاني و من الجنوب البحر الأحمر. بل عُُيّن البعض منهم كرؤساء محطات في العديد من الدور العربية مع تطعيمهم ببعض عناصر المجتمع الأمني الإسرائيلي!!.  كل هذا إنطلق إبّان تحضيرات اللوبي التلمودي لإعتلاء  السيّد نيكولا سركوزي سدة الحكم في فرنسا !.            لم يعد من صالح الأمور عند ساسة و قادة  الكيان الإسرائيلي حتى مجرد التحدث عن الصهيونية أو الكلام في شانها، و خاصة بعد الترويض ثم الإستحواذ على أطراف الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه. لأن الكلام و الحديث في شأن الصهيونيّة في نظر النخبة التلموديّة، لا يتوافق مع ما خطط  لقادم الأيام و مستقبلها  و لتنفيذ رؤى و سنن المذهب القديم الجديد المدون في طيات التلمودية، المستحوذة منذ أكثر من عقدين من الزمن على مثقفي بني إسرائيل و أهل التعليم منهم. و البارزة الآن  في نخب الفكر اليهودي، المتطرف منه و المعتدل،كل حسب نفسيته و المجتمع الذي ترعرع فيه. و تمريره للنشئ بمضامين يهودية متبلورة و مختارة على أساس مبادئ التلموديّة بكل ما يمليه الميدان النفساني و السيكولوجي مع تنقيحه بكل مستجدات الأمر الواقع و الإستلاءات العينيّة و الفكرية. إذًا، يجب علينا وضع فرض عين مصالح إستراتجيّة الأمن القومي فوق مصلحة الفرد  و الموطن و إلاّ سنكون جميعا ممسحة لأحذية الغير و مشجبا لأخطائه و ساحة لمختلف تجاربه بكافة فروعه. و خاصة أن الخط الصهيوني قد أُستنفد و بالتالي أصبح أكثر قربا من مطالب الحق العربي في نظر التلموديّة الجديدة ، النافذة في كل من الإدارة الأمريكيّة و الفرنسيّة. لذا،  بكل ما في الإنسانيّة و المواطنة من معاني ساميّة، أطلب من أهل الإختصاص في كل من المجتمعات الأمنيّة و العسكريّة المغاربيّة،  و المتواجد منها ضمن المحطات الأمنيّة في كافة أنحاء المعمورة، العمل بكل إقتناع  و جديّة و وثوق نفسي لصالح القلب النابض للأمة العربيّة(سوريا) و أصدقائها و حلفائها  و مجموعات المقاومة الشعبيّة اللبنانيّة. كما أحرّض بكل ما في الوطنيّة من سمو كل  المجتمعات المدنية المغاربيّة في العامة و الأحزاب و الحركات العربيّة و الإفريقيّة  في الخاصّة، و على رأسهم  الحركة الجزائريّة للضباط الأحرار  لمساندة القطر السوري المستهدف من  بعض الأشقّاء من أهل العداوة  و الحسد  و بارز الأعداء من الخط التلمودي العالمي على حدّ سواء . وتحريك ثمّ إستنفار شعوب المنطقة المغاربيّة و الهلال الصحراوي للوقوف مع الشعب العربي السوري الأبيّ من خلال نظامه، مهما كان وضع هذا النظام أو إتجاهاته السياسيّة و خياراته الداخليّة. إذًا، على الكل من العرب و  الأمازيغ (البَرْبَر) أحفاد جوغرطة و حنّبعل و عقبة إبن نافع  و  طارق إبن زياد من بلدة سِيوَة المصريّة إلي غاية تخوم المحيط الأطلسي مرورا بأوروبا الغربيّة، أن ينضّموا و ينصهروا و يلتفوّا حول القيادة السوريّة الموضوعة بحِكمة  و إتقان بين طرفيّ خطّ نظر التلموديّة العالميّة و بعض خَدَمِهَا من الجنس العربي ، للذود  عن   آخر معقل للعروبة و الأنفة القوميّة و بالتالي على القدس الشريف و أرض مبعث يسوع سيّد المسيح المخلص .  وإذا لم يُفعل ذلك على صعيد الوطن العربي  بأسره في هذه الحقبة الحالكة على جلّ  قادة العرب  و السواد الأعظم من شعوبهم فعلى العروبة ألف سلام و للعرب بالمفرد و الجمع من المحيط إلى الخليج  أبرز ما قاله المرحوم مظفر النوّاب من وصف مع  أحط ما في أوضاع المقت و الرقّ و  عُهْر الإجتماعي  والرفث السياسي !. وإن طريق سقوط  مابقي  من منطقة المغرب العربي الكبير و إستباحة ما تبقى من  دين و كرامة و عرض شعوبه يمر من خلال سقوط  سوريا و حتى خنوعها لا قدّر الله . (إنتظروا يا عرب من أحرار و خدم نتائج علنيّة و مبطنة لإجتماع الدوّل الكبرى الست في المانيا الأسبوع القادم!!!.) دمتم كما رمتم في ميدان الوطنيّة و حقل القوميّة.أو في النقاء الوطني و الزهد القومي.   لأعداء أوطان العُرْب نِقّم و لمن سالمونــا أرقى ما في الســــلام   الشاذليّ بن عليّ العيّـادي      للإتصال:retour81@yahoo.fr (*) أعلمت بالموضوع  المسؤول الأول عن الإدارة العامة للمصالح المختصة (المخابرات العامة) في تونس في شهر نوفمبر 2001 فتم الإستهزاء   بالفكرة.


 

إحياء ذكرى المناضل سعيد قاقي

 
أحيا الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للمعاش والسياحة يوم الاربعاء 9 جانفي 2008 الذكرى 29 لوفاة المناضل النقابي سعيد قاقي. وقد تزامنت ذكراه هذه السنة مع حدث سعيد بالنسبة للجامعة العامة للمعاش والسياحة حيث توفر لها مقر لائق ومحترم بنهج عنابة بتونس المحاذي لبطحاء محمد علي.   ولتفعيل معاني هذه الذكرى وإبراز الحدث اصدرت الجامعة العامة للمعاش والسياحة ولأول مرة منذ وفاة المرحوم سعيد اي بيانا يبرز سيرة المرحوم النضالية والنقابية اضافة الى اقامة معرض وثائقي بالقاعة التي اختارت الجامعة ان تحمل اسمه وذلك بعد ان أدت وفود نقابية من اطارات القطاع ومن الاتحاد العام التونسي للشغل في مقدمتهم الاخوة علي بن رمضان ومحمد سعد عضوي المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد وكمال سعد الكاتب العام للجامعة العامة للمعاش والسياحة زيارة ترحم الى ضريح المرحوم بمقبرة الزلاج.   وتعقيبا على فعاليات احياء هذه الذكرى صرح لنا الاخ كمال سعد بأن الجامعة العامة للمعاش والسياحة اختارت ان تقرن تدشين مقرها الجديد بنهج عنابة باحياء ذكرى المرحوم سعيد قاقي اعترافا من الاتحاد ونقابيي القطاع وعماله بالجميل لهذا الرجل الذي قضى في السجن دفاعا عن الاتحاد والعمال وأضاف قوله أردنا كذلك ان نكرس مبادئ الوفاء والنضال لكل ابناء الاتحاد ومناضليه وأردنا ان نجعل من هذه الذكرى محطة للاستمرار والتواصل والتجديد بين مختلف الاجيال وان نعرب عن ارادتنا وقدرتنا على التمسك بثوابت الاتحاد ومبادئه التي نستند اليها في أدائنا النقابي وفي تعاطينا مع مشاغل العمال ومطالبهم وفي الاحاطة بهم.   وأكد الاخ كمال سعد  ان احياء ذكرى المرحوم سعيد اي هذه السنة وبهذه الطريقة النوعية ستكون بلا شك الاطار الامثل لضخ دم متجدد  في عروق كل النقابيين ولمزيد تأكيد ان الاتحاد العام التونسي للشغل لا ولن ينسى مناضليه ولا ولن يسمح بطمس اثرهم ولا ولن يتخلى عن رعاية ابنائهم وعائلاتهم وهذه معادلة هامة في تنمية حب الانتماء للاتحاد والنضال في صلب هياكله.   عبد الجبار الذهبي   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)


للوفاء والذكرى: سعيد قاقي: سيرة ثرية لرجل منا أحببناه.. فقدناه.. واليوم نحيي ذكراه

 
يحيي اليوم الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للمعاش والسياحة في كنف الاعتزاز والنخوة الذكرى 29 لوفاة المرحوم المناضل النقابي الكبير «سعيد قاقي».   ولد المرحوم في الخامس من ماي سنة 1930 بجزيرة جربة معتمدية ميدون وتحديدا بحومة الحدادة ميدون. التحق بصفوف الدراسة بالمدرسة الابتدائية «ابن ماضي» «أركو» ـ الحدادة ـ الى حدود السنة السادسة من التعليم الابتدائي ثم انقطع عن التعليم في سن مبكرة والتحق بوالده بتونس في سن الثالثة عشرة، الذي كان يعمل بالرصيف، بميناء تونس، هذا وقد باشر المرحوم عدة مهن حرة الى ان استقر به العمل بشركة «Castro – Strazola» لبيع المواد الغذائية ومقرها لاكانيا وكانت تضم قرابة 60 عاملا عانوا ويلات الاضطهاد والحرمان من أبسط الحقوق مما ولّد لدى مناضلنا الشعور بالضيم والحيف. وبحكم ثقة العمال فيه انخرطوا بالاتحاد العام التونسي للشغل فأرسى نقابة في الشركة المذكورة وانتخب كاتبا عاما لها مما مكنه من الالتحاق بهياكل الاتحاد العام التونسي للشغل والاحتكاك بهم من قريب.   وقد واكب  حادثة الباخرة سنة (1964) التي ما زالت عالقة في أذهان النقابيين والتي تم على اثرها سجن الاخ «الحبيب عاشور» الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل انذاك، حيث قام المناضل المرحوم «سعيد قاقي» صحبة ثلة من النقابيين الصادقين بالتحرك في سرية تامة مدة ثلاثة اشهر من اجل اطلاق سراح الزعيم النقابي الحبيب عاشور وتم لهم ذلك  وكللت جهودهم بالنجاح. لكن ذلك اغضب السلط فتم القبض عليه وزجّ به في غياهب السجون مع ثلة من زملائه النقابيين. واثر خروجه من السجن عاش البطالة بعد طرده من العمل بصورة تعسفية لمدة سنتين وعانى الخصاصة والحرمان سيما مع عائلة وفيرة العدد قوامها احدى عشرة فردا (9 ابناء وزوجة).   بعد سنتين التحق بشركة «تور أفريك» كسائق سيارة سياحية وناضل نقابيا صلب هذه المؤسسة يحدوه في ذلك ايمانه بقيمة العمل النقابي، وكوّن نقابة اساسية تزعمها وواصل نضاله بتوحيد عمال السياحة داخل تراب الجمهورية التونسية، ونظرا لشغفه بالعمل النقابي وحرصه الشديد على تحقيق مطالب العمال وحفظ كرامتهم ترشح سنة 1973 لمؤتمر الجامعة العامة للمعاش والسياحة ليصبح كاتبا عاما لها. هذا وقد تقلد المناضل المرحوم «سعيد قاقي» عدة مهام ومسؤوليات صلب المنظمة  النقابية اذ شغل خطة كاتب عام للنقابة الاساسية بشركة «Castro – Strazola» وكاتب عام للنقابة الاساسية بشركة «تور أفريك» وأمين مال بالاتحاد الجهوي للشغل بتونس وكاتب عام للجامعة العامة للمعاش والسياحة وقد كان المرحوم محل ثقة الامين العام انذاك وكافة النقابيين والعملة في جميع القطاعات المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل. وفي 20 جانفي 1978 استدعي للمثول امام النيابة العمومية وفي 26 جانفي من نفس السنة تم القاء القبض عليه بعد مداهمة الشرطة لمقر الاتحاد العام التونسي للشغل وتم ايقافه، وقد ذاق المرحوم «سعيد اي» ويلات التعذيب وشتى انواع التنكيل والقمع من قبل اجهزة أمن الدولة الى ان حوكم ضمن القيادة الشرعية صحبة جملة من النقابيين. وقد تم نقله الى عدة مستشفيات اثر تدهور حالته الصحية من جراء التعذيب المتواصل. ومنح السراح الشرطي لكنه رفض وفضّل البقاء قابعا في سجنه صحبة زملاء النضال، الى ان وافته المنية في 9 جانفي 1979 عن عمر يناهز التاسعة والاربعين سنة (49) في أوج عطائه تاركا تسعة (9) ابناء وزوجة مضحيا بشبابه ودمه وعمره من اجل  عزة المنظمة والوطن. وظل «سعيد قاقي» حيا يرزق في قلب كل مناضل نقابي صادق، ولا يسع الاتحاد العام التونسي للشغل في هذه المناسبة الا ان يرفع كل التقدير والاعتزاز والعرفان لما قدمه هذا المناضل الفذ رحمه الله رحمة واسعة وطيّب ثراه.   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)


توضيح حول وقائع الأزمة النقابية 1983

نشرت جريدة الشعب بتاريخ 17/11/2007 بالصفحة الاولى والثانية مقالا يمثل حلقة اخرى من سلسلة تعددت حلقاتها مكررة نفس الاحكام والاتهامات الباطلة بأسلوب الثلب والشتم بدل الحوار وتقديم الحجج على الادعاءات الواردة فيه كما ينص على ذلك القانون اذ البينة على المدعي. ورغم اني اطلعت عليه متأخرا بسبب السفر فاني لم أشأ التسرع في الرد لأترك سي عبد العزيز بوراوي ينعم بالاعياد هانئا ولكي اعود الى الوثائق والصحف المتعلقة بما وقع نشره منذ قرابة ربع قرن حتى أذكر بحقيقة الاشياء لمن يستحق التذكير. ولم أشأ قبل ذلك الرد على سي الصالحي في «الشعب» لانه بلغني انه مريض، شفاه الله.   والمقال المذكور اعلاه جاء لينجد سي بوراوي الذي توقعت منه ان يصلح الاخطاء التي وقع فيها من نوع اني حضرت الندوة الصحافية التي عقدها، وهو امر يمكن الرجوع فيه الى الصحف التي نشرت فحوى الندوة للتأكد من بطلانه. وافضّل اعتبار ذلك خطأ، لأني لا أحكم على النوايا ولا أرد على السب والشتم بمثله لاعتقادي ان هذا الاسلوب يلجأ اليه فاقد الحجة، ولا اعتقد أنه يليق بمقام سي بوراوي. ومن ذلك ايضا ما ورد في النص المنشور من اني في الهيئة الادارية لم احرك ساكنا وصادقت على قرار الطرد، وسي بوراوي يعرف ان هـذا غيـر صحيـح فقـد نشـرت جريـدة الشعــب اشغـال الهيئـة الاداريـة (12/12/1983) ورددت جميع الصحف الاخرى الصادرة في نفس الفترة موقفي الرافض للطرد والداعي الى «عدم توسيع رقعة الخلاف» لاني كنت موقنا ان ذلك سيؤدي الى الانقسام والانشقاق بدل حسم الامور داخل هياكل الاتحاد.   ومن دون الدخول في الحزئيات وهي كثيرة تستحق كل واحدة منها تصحيحا خاصا فاني اريد ان اركز بالخصوص على التناقض الصارخ في المواقف المعبر عنها، فقد ذكرسي بوراوي ان عدم حضور الهيئة الادارية (26 ـ 30/11/1983) سببه عدم توجيه الدعوة الى الاخوان السبعة وهو بذلك يريد ان ينفي ما صرحت به عديد المرات من اني بذلت كل جهدي من اجل اقناعه وبقية الاخوان بحضور الهيئة الادارية والدفاع عن المواقف في هياكل الاتحاد، فهل نسي سي بوراوي بوصفه ناطقا رسميا باسم المجموعة كما ذكرت الصحف في ذلك الوقت انه قد اعلن مقاطعة الهيئة الادارية لعدم شرعيتها ومقاطعة اجتماعات المكتب التنفيذي مع المطالبة بمؤتمر استثنائي؟ وهل نسي ان البيان الذي ينسبه اليّ باطلا تحريرا ورقنا قد نشرته جريدة الأنوار قبل الهيئة الادارية بأسبوعين يوم 11/11/1983؟ أليس في ذلك دعم لموقف الرفت والقطيعة؟ ثم أليس كل ذلك مناقضا لما يصرح به اليوم ومناقضا للمبادرة بتسليمي رسالة اثناء انعقاد الهيئة الادارية لتلاوتها والمطالبة بتعيين لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات؟ من يريد حقا لجنة تحقيق لا يقع في كل هذا التناقض وانما يحضر الاجتماع لإبلاغ المواقف والمطالب ولتحميل الجميع مسؤولياتهم.   اما ما ذكرته في توضيحي السابق من اتصال عاشور بي لعقد مكتب تنفيذي اخر يوم السبت 19/11/1983 وذلك لاستئناف المكتب التنفيذي الذي انفض بخلاف واتصالي بالاخوان للغرض، قد اصبح اليوم يوصف بأنه «محض خيال» رغم تأكيد عاشور له في افتتاح الهيئة الادارية (انظر الشعب (2/12/1983).   فلماذا الاصرار على الخطأ وعلى الاساءة المجانية؟ ولماذا كل هذا الحقد الدفين منذ اكثر من عشرين عاما؟ ولماذا لم ينشر مثل هذا الكلام في ذلك الوقت؟ ولماذا لم يقع الرد على مواقفي في وقتها؟ فما أقوله اليوم هو نفس ما صرحت به في ذلك الوقت وما واصلت تأكيده في جميع وسائل الاعلام كلما سئلت في الموضوع حتى اليوم في جميع وسائل الاعلام (انظر على سبيل المثال لا الحصر الانوار الصادرة يوم الاحد 17 افريل 1988 وما نشرته مؤسسة التميمي في السنين الاخيرة).   كل هذا يؤكد اني استعمل لغة واحدة وموقفا واحدا لم يتغير حتى اليوم. فلماذا اذن هذه الحملة اليوم بالذات؟ أمن أجل التقرب المتأخر من التيار الذي كان سببا في الرفت وتشتيت الصفوف ومن اجل مكتب وهاتف وبعض الامتيازات؟ هل يليق هذا بمن تقلب في المسؤوليات النقابية «طيلة نصف قرن»؟ لا اريد الخوض في هذا النصف قرن وكم فيه من انشقاق عن الاتحاد منذ الاستقلال. أترك هذا للمؤرخين النزهاء مع تقديري لنضال كل نقابي ضحى بشكل من الاشكال حتى وان لم أتفق معه في بعض المواقف والتصرفات.   ومن اغرب ما ورد في هذا المقال مما تفتقت عنه عبقرية محرره اني سعيت الى التخلص من السبعة ليخلو لي الجو للتخلص بعد ذلك من عاشور. لا أظن ان مثل هذا الهراء يستحق تعليقا واكتفي بالتذكير بأنني كنت اول من نادى منذ اكثر من عشرين عاما بعدم البقاء في نفس المسؤولية النقابية القيادية اكثر من دورتين متتاليتين، وقد صرحت بذلك في هياكل الاتحاد وفي الصحافة وأكدت اني سأطبق ذلك على نفسي بينما كان غيري يعلن انه يفضّل ان يموت في الاتحاد وان يخرج نعشه منه ولم يعلن عن التخلي عن المسؤولية الا بحضرة السلطة لا امام النقابيين الذين من المفترض انهم انتخبوه.   تحدث محرر المقال عن «الخداع ولتون المواقف والتكلم مع السلطة بلغة ومع اليساريين بلغة ثانية ومع العاشوريين بلغة ثالثة» هذا الكلام المجاني الذي يفتقر الى الحجة والبرهان يسميه علماء النفس اسقاطا اي يسقط صاحبه على غيره ما هو فيه لانه يقيس الاخرين بمقاسه. فالسلطة والنقابيون بمختلف اتجاهاتهم والصحافيون يعرفون من يتكلم بلغة واحدة ومن يتناقض في مواقفه حسب الظروف والاهواء.   وأخيرا  استشهد سي بوراوي بكلام للمرحوم عاشور نشرته صحيفة الحرية لسان الحزب الحاكم في عددها الصادر في 8/4/1988 واعتبره «شهادة تاريخية» ضدي. سبحان مبدل الاحوال! فهل نسي سي بوراوي ان خلافي مع المرحوم عاشور في السجن هو بسبب سي بوراوي الذي كنت متمسكا بأن يكون الناطق الرسمي باسمنا خارج السجن ومنسقا للقيادة الشرعية بينما لم يكن المرحوم عاشور يثق الا في أبنائه.   وأذكر سي بوراوي بأن المرحوم عاشور قال في شأني الشيء وعكسه حسب الظروف والاحوال والمصالح وقد عقبت عليه في كل مرة نسب اليّ شيئا خاطئا، وكل ذلك منشور في الصحافة التونسية والاجنبية. ولما كنت أومن بأن المجالس بالأمانات فاني لن أذكر ما قاله لي عاشور في شأنه ولا ما قاله بعضهم في عاشور لاني حريص على ان لا ينزل توضيحي هذا الى المستوى الذي نزلت اليه المقالات المنشورة في «الشعب» بلغة السب والشتم. سامح الله من أوحى بها ومن حررها لانها تسيء اليه اكثر مما تسيء اليّ.   الطيب البكوش الامين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي  للشغل   (المصدر: جريدة الشعــب (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 12 جانفي 2008)

أبنية تونس المعمارية مزيج من الروح الشرقية والهيكلة الغربية

 
تونس – 19 – 1 (كونا) — تتخالج في أبنية تونس العاصمة الروح الشرقية بالهيكلة الغربية مطرزة صياغة فريدة تظهر انفتاح مجتمع تراكمت ثقافته الحسية لتتشكل مرة اخرى في محيطه. وتتمتع المدينة العتيقة (قلب العاصمة) بتشابك عمراني تربط مبانيه ذات الفناءات المتلازمة شبكة من الطرقات والأزقة مجسدة مشهدا اسلاميا أصيلا. ورغم تناثر المباني الجديدة بأدوارها المتعددة وهندستها الحديثة حول المدينة القديمة فانها تستبقي اللمسات الكلاسيكية من خلال الزخارف الكلسية والرخامية والاسوار العالية والقباب والاقواس والتشكيلات الفنية المعتمدة على الحديد المطروق. ومعظم البيوت هنا تحفل بالنوافير والبرك القائمة في منتصف الفناءات والمصنوعة من الرخام او من الفسيفساء الهندسي الى جانب السلسبيل (المصب) وهو لوح من المرمر المزين بالرخام يسكن على الجدران محاطا باطار وقاعدة مزخرفتين. وتغدو الرسومات والنقوش الظاهرة على أبواب المنازل لوحة فنية مشرفة على الخارج كجزء معلن عن ملامح وثقافة أصحاب البيت بما يعكس طبيعتهم وموروثهم. ولعل الأبواب هنا جمع بين ثقافات ومشارب مختلفة تتمثل في أشكالها (ذات الشطرين) ونقوشها وأقواسها وارتفاعاتها واحجامها الكبيرة. وتحمل أبواب تونس نماذج عامة ورئيسية من الزخرفة والنقوش والألوان فمنها ذات النجمة السداسية (التي توحي عند التونسيين بخاتم سليمان الحكيم) والنجمة الثمانية فضلا عن نقوش يونانية وفينيقية وأهلة عربية – اسلامية مكتسية ألوانا شبه ثابتة منها الأخضر والأبيض الى جانب الأزرق الذي تتقاسم الوانه أبواب المدن الساحلية. وتتناغم صناعات الحديد المطروق والزجاج والخزف والنسيج والنحاس والرخام في أركان البيت التقليدي هنا مسجلة رونقا لائقا بديار شامخة ترتمي شوقا على شواطئ البحر المتوسط. ورغم ما تحققه هذه اللمسات من جمالية العمارة والهندسة الداخلية بنزعتها السالفة فانها تعني ان الانسان التونسي يحاكي القديم بالجديد أملا بجمال الشكل وجودة المضمون كجزء من ثقافة أندلسية من مدينة أشبيلية. وتتوطن رؤى المعماري التونسي ربما ثقافة وحكايا الاولين كي يطوع جديده في صناعة تقليدية لا تخل بمفردات ثقافته مستلهما بعض السمات من عبقرية المهندس المعماري العالمي أنطونيو غاودي.   (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونا بتاريخ 19 جانفي 2008)

المشهد السينمائي في تونس: مشاريع كثيرة في الأفق

 
تونس ـ القدس العربي ـ من سفيان الشورابي يبدو أن المشهد السينمائي التونسي بدأ يعرف حلحلةً نسبية نحو الأفضل. فالنجاح الذي حققته بعض الأعمال السينمائية، محلياً أو دولياً، أثار غيرة بعض المخرجين والممثلين علي حد سواء. فبدأت ماكنة الإنتاج تتحرك، ولو ببطء وبتدرج، لتأخذ نصيباً من تلك النشوة. شريط ثلاثون للمخرج الفاضل الجزيري، قد يصنع الحدث سينمائياً من جديد هذه السنة علي غرار ما أثاره فيلم آخر فيلم للمخرج النوري بوزيد (التانيت الذهبي لمهرجان قرطاج السينمائي سنة 2006) منتصف السنة الماضية. ذلك أن قصة الشريط تتمحور حول حياة المصلح التونسي الطاهر الحداد الذي نادي خلال الثلاثينات من القرن العشرين بمساواة المرأة وبتحريرها مـــــن القيود المفــــروضة عليها تحت مسميات تغرف من قراءات مغلوطة عن الشرع الإسلامي. الفيلم يقترب من الانتهاء، ويأمل مخرجه تقديم العرض الأول في شهر شباط (فبراير) القادم، وأن يشارك به في مهرجان كان السينمائي الدولي. في حين ما تزال المخرجة اللامعة سلمي بكار مترددة في تحديد موعد انطلاق تصوير فيلمها الجديد الذي كلفت سمير العيادي ووجيهة الجندوبي بإعادة صياغة السيناريو، متحفظةً عن الإدلاء بأي معلومة حول عنوانه أو محتواه أو عن الطاقم التمثيلي. ويأمل المهتمون أن تواصل سلمي بكار نفس النفس الذي تجلي بوضوح في فيلمها الأخير خُشخاش . ويواصل المخرج عبد اللطيف بن عمار، هو الآخر، وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق تصوير مبروك ذاهب إلي الحرب . أما المخرج، مثير الجدل علي الدوام، علي العبيدي فلم يعين بعـــــــدُ تاريخاً لانطلاق عرض فيلمه الساعة الأخيرة الذي أتم إنجازه الصيف الماضي في حين تحتضن قاعة سينما أفريكا آرت أولي عروض فيلم جُنون للثنائي المتميز الفاضل الجعايبي وجليلة بكار، الذي تمت صياغته في البدء في شكل عمل مسرحي أثار إعجاب الجمهور المسرحي التونسي والعربي، وذلك يوم 14كانون الثاني (يناير) الجاري. وفي الأثناء يعرض المخرج إلياس بكار، في نفس الوقت، فيلمه القديم هي وهو الذي صوره منذ ست سنوات ويصنفه النقاد في خانة ما يسمي بالسينما النفسانية . من جهته، يقوم المخرج النوري بوزيد بإعادة النظر في أجزاء من فيلمه اسْكت عيبْ الذي أشار في وقت سابق بأنه سينتقد من خلاله الانطباع الراسخ لدي الذهنية العامة للمجتمع التونسي الذي يقدس المحرمات والطابوهات بشكل موسع. ولكن الخطوط الحمراء ليست مجبولةً علي المجتمع فحسب، بل تجد لها صدي بين أروقة أجهزة الرقابة الفنية. ذلك أن لجنة القراءات التابعة لوزارة الثقافة التونسية وجهت له انتقادات كبيرة بخصوص عدد من المشاهد التي من المنتظر أن يتضمنها الفيلم، من دون أن تُعلن عن ذلك للعموم. كما رفضت الوزارة دعم الشريط، وقدمت مجموعةً من التبريرات غير الموضوعية. المخرج التونسي المختص في الحقل التلفزيوني المقيم بسورية شوقي الماجري كشف أنه يعتزم تصوير أول أعماله السينمائية الطويلة بعنوان مملكة النحل بداية من الخريف القادم في تونس. ومن ناحيتها تتكتم المخرجة مفيدة التلاتلي علي مشروع فيلمها الجديد. أما بخصوص الفنانين المشهورين، تخوض المغنية لطيفة العرفاوي تجربة جديدة في التمثيل، وبدأت في دراسة سيناريو الفيلم الجديد للكاتبة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والذي سيتم تصويره تناصفاً بين تونس والجزائر خلال الصيف القادم. أما المغني محمد الجبالي، قد أنهي مشاركته في فيلم قصير للمخرجة نضال شطا التي عُرفت بكونها ممثلة ومخرجة مسرحية ذات إنتاج غزير ومتفرد، وسنري إن كان هذا التوصيف يشمل الميدان السينمائي أم لا. فالأكيد أن الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية قد تُسيل لعاب الكثيرين وتدفع البعض من أجل اللهاث نحو إتمام أشغالهم في أسرع وقت، خصوصاً وأن المنافسة ستكون شديدة هذه المرة لتمثيل تونس في المسابقة الرسمية، غيْر أن حظائر الأشغال المفتوحة الآن قد لا تُفرز، بالضرورة، منتجاً علي مستوي عالٍ لو بقيت تحوم حول نفس الإشكـــــــاليات المطروحة المكررة في الأعمال القــديمة علي أهميتــــــها: المدينة العتيقة وغرائبيتها، ودونية مكانة المرأة. فهناك أوجاعاً ومشاغل كثيرة ومتنوعة تعني المجتمع التونسي حقيقةً. أليست السينما، عموماً، تلك الواجهة الرمزية لكل ثقافة؟ (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 جانفي 2008)
 


 

الكاريكاتور الشرقي هو نوع من السخافة الفكرية

الحبيب بوحوال: رسام الكاريكاتور أصبح مضحك عمومي
 
إيهاب الشاوش من تونس: الفنان التشكيلي الحبيب بوحوال، هو أحد ابرز رسامي الكاريكاتور في تونس. انطلقت تجربته مع القلم و الخط منذ السبيعنيات، فحبر الكثير من الرسوم، و شكلت أعماله، منعرجا في مسيرة فن الكاريكاتور في تونس. فكان ان خرج هذا الفن من بوتقة الفلكلور و الهزل، الى فضاء الإلتزام و الإيمان بقضيايا العصر و المجتمع. الحبيب بوحوال ايضا فنان متعدد المواهب، فهو فنان تشكيلي ينتمي الى مدرسة الكبار، و صاحب مشورع مهرجان الأشرطة المرسومة، و متقن ممتاز لفن البورتريه.   حول فن الكاريكاتور في تونس و تجربته، كان هذا الحوار.   *الكثير من النقاد و الفنانين يعتبرون الكاريكاتور فنا هجينا و في منزلة دونية من الفن التشكيلي، و يرون انه غير قادر على الغوص في اعماق الأشياء، هل تؤيد هذا الرأي؟   **الحبيب بوحوال: كل شيءيمكن ان  يسمو الى الفن، و ذلك يتطلب مواصفات أخرى، تتجاوز المعطيات التقنية او مجرد مورد رزق. و هذا ايضا شأن الموسيقى او الغناء، فالطبيب مثلا عندما يسموالى مستوى ابداعي يصبح فنانا. و الفن كلمة نبيلة و قوية لها علاقة بالخلق و الإبتكار، و لما نقوم بعملية ابداع و خلق، فهو ضمنيا اعتراف بوجود قوة ابداعية عظمى و خلاقة. و في هذا السياق لا اعتقد ان صحيفة مثل لوموند الفرنسية التي تضع الرسوم الكاريكاتورية على صفحاتها الأولى، هي تمزح او تنزل الكاريكاتور منزلة دونية،   *بهذا المعنى التي تصفه، هل يمكن ان نقول انه في تونس يوجود فن للكاريكاتور قائم بذاته؟   **الحبيب بوحوال: خلال الثلاثين سنة الماضية، اي بعد جيل علي عبيد، حاولنا ايجاد نوع جديد من الكاريكاتور، مثل الكاريكاتور السياسي و النقدي، و هو مخالف لما اصفه ب  » رسم المضحك »، لكن و ككل المجالات الثقافية الأخرى، فقد طغى هذه الأيام الضحك و الهزل على النقد، و اصبح رسام الكاريكاتور او الكاريكاتوريست، « مضحك عمومي » اكثر منه شيء آخر. بعض الصحف تستعين بالكاريكاتور لملإ فرعات الجريدة او للتسلية. و هنا استثني تجربة لطفي ساسي، في صحيفة لابراس، الذي يقوم بعمل جيد في حدود ما تسمح به اللعبة.   *في  السبعينيات ظهرت تيارات جديدة و جيل جديد من رسامي الكاريكاتور، كيف تصفها؟   **الحبيب بوحوال: كانت حركة جديدة بمثابة انقلاب في التوجه، وظهرت مع صدور صحف جديدة مثل « الرأي » التي سمحت لهذا الجيل بتقديم اعمال مخالفة للنظرة الرسمية و التي كان يمثلها « علي عبيد »، الذي كان له نقد لطيف للمجتمع التونسي، في غياب تام للمواضيع السياسية. اما بالنسبة للمواضيع و الأحداث العالمية فقد كان يصول و يجول فيها.   *عندما نتحدث عن فن الكاريكاتور لا بد ان نتطرق الى السياسة، فهل يمكن القول ان بين الكاريكاتور و السياسة، علاقة زواج كاثوليكية؟   **الحبيب بوحوال: علاقة الكاريكاتور بالسياسة تشبه علاقة الصحافة او الأحزاب المعارضة بالسياسة. الكاريكاتور هو فن النقد و فن السخرية، في اللاتينية تعني كاري كاري اي فن النقد. وهو يعتمد على تضخيم الأشياء و وضعها تحت المجهر، و من هذا المنطلق فإن التضخيم في الفكرة ينعكس على التضخيم في الرسم. و رسام الكاريكاتير يجب ان يمتلك موقفا من الأحداث وهو بالضرورة منحاز. اما في تونس، فالكاريكاتيرست يمتلك مجالا مهما من الحرية في المواضيع العالمية مثل فلسطين، ولو انها ايضا تخضع لعدة اعتبارات،اما السياسية المحلية،  ففي حال تطرح فإنها تكون بطرق ملتوية.   *يمكن ان نستنتج مما سبق ان مهنة رسام الكاريكاتور، هي مهنة المتاعب ايضا،مثل الصحافة؟   **الحبيب بوحوال:هذا صحيح، فأنا مثلا، اشتغلت مدة طويلة في الصحافة كصحفي و كاريكاتوريست، و تركت الرسم التشكيلي لمدة، لأنني دافعت على الحريات العامة، رغم انني لا انتمي لأي تيار سياسي، واعتبرت انه من واجبي ان اعبر بالصورة و بالكلمة على مشاكل حياتية، فعن طرق الكاريكاتور اشعر انني اقوم بدوري.  و بالفعل كانت لي عدة مواقف من الوزراء و الحكومة في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ثم منعت من رسم اي وجه سياسي.   *لاحظنا انك عدت في المدة الأخيرة للنشر في مجلة « حقائق »، ثم اختفيت، من جديد ما هي الأسباب؟   **الحبيب لوحوال: عدت مرة للرسم في جريدة « الصباح »، لكن الأجواء لم تعجبني، ثم في مجلة حقائق، و هي تجربة جيدة، لكنها توقفت لأسباب اجهلها، و في الحقيقة كنت اتمنى ان اصدر ولو لمرة في الأسبوع كاريكاتورا، لكن للأسف المجال غير متوفر. و لا توجد في تونس، تقاليد للكاريكاتور مثلما هو الحال في الصحافة المصرية او الجزائرية او اللبنانية. الآن الكاريكاتور في تونس، يجمع الطلبة و الهواة.   *وكيف تقيم تجربة ما تصفهم بالطلبة و الهواة؟   **الحبيب بوحوال: الكاريكاتور لا يمكن ان يكون موجودا في غياب النقد. و ذلك، يتطلب ثقافة واسعة. اما بالنسبة لأغلب العاملين الآن في الساحة، فإن مستواهم الثقافي هزيل جدا. و انا اعتبرهم رسامي هزل و لا يمكن ان يسموا بالكاريكاتور الى منزلة الفن الذي يجمع بين الفكرة و الرسم.   *لكن حتى بالنسبة للأسماء البارزة في الساحة التونسية، ألا ترى انه لا يوجد ما يستحق التوقف عنده؟ **الحبيب بوحوال: الجيدون قادرون على الإنتاج المتميز لكنهم يجارون الأحداث و هم بذلك يحاولون ارضاء الإدارة. بعض رسامي الكاريكاتير البارزين في تونس، و عندما نلتقي في ورشتي، يرسمون اشياء تصلح حتى لأكبر الصحف العالمية. لكن عندما يعودون الى صحفهم، تصبح الأفكار مقننة. الكاريكاتور صورة و كلمة، و هناك من الرسامين من يغير في شخوصه بتغير الموضوع، و البعض مثل ناجي العلي، من يجعل من شخصية واحدة رمزا لأعماله، الى جانب من تقف انت؟ انا اغير في الشخصيات. و المحافظة على شخصية واحدة ليس ملزما. ف »بلونتي »، لا يحتفظ على الشخصية نفسها. الكاريكاتور هي فكرة ثم طريقة صياغة تلك الفكرة.   *ماهي حدود الهزل و الجد في فن الكاريكاتور؟   **الحبيب بوحوال: اللعبة تكمن في هذه المعادلة و في هذا التوازن، ولو يطغى جانب على آخر فسيفشل العمل. و عندما يطغى الهزل يتحول الرسم الكاريكاتور الى مجرد عمل فلكلوري مبتذل، كما انه عندما يطغى الجد يصبح من الأحسن كتابة نص نقدي، و هي ايضا ليست بسخرية هادفة، فالكاريكاتور لا يعلب دور الوعظ و الإرشاد بل انه نمط حياتي و حضاري.   *هناك من يقول ان  الكاريكاتور ساعدك في اتقان فن البورتريه، الذي تتميز به، ما هي العلاقة بين الفنين؟   **الحبيب بوحوال: الكاريكاتور ساعدني كثيرا على فن البورتريه لأنه يعلمك التوجه مباشرة الىالنقاط الهامة في الوجه، و الى ادق التفاصيل التي يرتكز عليها الوجه. ففي الكاريكاتور او البورتريه الرسام مطالب بإبراز اهم الأشياء في خطين او ثلاثة. قاصي سعيد كان يقول لي ان الكاريكاتور فن صعب، اذ عندما تضيف تفاصيل للرسم يمكن ان تفسده و عندما تحذف منه بعض التفاصيل، يمكن ايضا ان تفسده.   *لكن المدرسة الشرقية، لا تعتمد هذه المقاربة، و هي ناجحة ما رأيك؟   **الحبيب بوحوال: المدرسة الأوروبية ترتكز على الفكرة و الرسم. لكن يجب على الرسم ان يكون في خدمة الفكرة. اما الكاريكاتور الشرقي فأنا اعتبره نوعا من السخافة الفكرية، و لا داعي حسب رأي لتضخيم الإمكانيات، حتى يقترب الرسم الكاريكاتوري من الرسم التشكيلي، بل الأجدى هو ان نبحث عن رسم خط او خطين لتبليغ الفكرة   (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 19 جانفي 2008)


ساركوزي يطلب شمس العالمية من مغربها!
 
مالك التريكي (*)   إذا كان أحد أخطر التطورات خلال العقود القليلة الماضية يتمثل في أن الإنسان قد أصبح بالتدريج كائنا تلفزيونيا لا يستطيع أن يحيا أو يدرك الدنيا إلا بالتلفاز، فإن أحد أخطر التطورات التي شهدها التلفاز ذاته منذ أقل من عقدين يتمثل في بروز البث الإخباري علي مدار الساعة. ذلك أن حنفيات الأخبار قد أصبحت جزءا ثابتا من المشهد الإعلامي المعاصر: كل بلد عنده شوية كرامة لا بد أن يسجل حضورا مع الحاضرين فتكون لديه حنفية تسقي قبيلته التلفزيونية من مياه بحر الأنباء المتلاطم. أما إذا كان البلد يأخذ نفسه مأخذ الجد علي الساحة الإقليمية أو الدولية، بحيث يريد أن يتعهد دورا سياسيا ناشئا أو يعزز إشعاعا ثقافيا قائما، فلا بد أن تكون لديه قناة تبث بالإنكليزية، اللغة الأولي في عالم اليوم. إذ انه لا تمكن مخاطبة العالم أجمع حاليا بلغة أخري سوي الإنكليزية. لهذا أعلن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، إبان أزمة الغزو الأمريكي للعراق، أنه لا بد أن يصبح لفرنسا صوت عالمي يضاهي صوت قناة سي ان ان الأمريكية. وقد كان من البديهيات أن هذا الصوت الجديد (فرانس 24) لا بد أن يكون ناطقا في المقام الأول بالإنكليزية (إضافة إلي الفرنسية والعربية). ورغم وجاهة كثير من الانتقادات التي توجه لقناة فرانس 24 التي أطلقت في كانون الاول (ديسمبر) 2006، والتسويات المشبوهة الناجمة عن إشراك القطاع الخاص في إدارتها، والتعقيدات العجيبة الناجمة عن التشتت المزمن في مجال البث الفرنسي الدولي إذاعيا وتلفزيونيا، فإن الأكيد أن هذه القناة قد نجحت في استخدام ميزانيتها الضعيفة استخداما أمثل بحيث أصبح صوت فرنسا (أي نظرتها الخاصة للشؤون الدولية ولمستها الثقافية المميزة) يبلغ مئات الملايين من الجماهير الناطقة بالإنكليزية أو التي لا تعرف لغة أجنبية أخري سواها. وقد كان هذا الأمر متعذرا طيلة الأعوام السابقة عندما كانت فرنسا مكتفية بالبث بالفرنسية فقط (عبر قناة تي في 5 التي ليست بحنفية أخبار بل إنها قناة جامعة حسنة الأداء). أما الصيغة التي تمكنت بها فرانس 24 من إبلاغ صوتها السياسي والثقافي للعالم بأقل التكاليف فهي بسيطة للغاية. إذ إنها تتمثل في قيام القنوات الثلاث الناطقة بالفرنسية والإنكليزية والعربية بتقديم الأخبار ذاتها (بالنصوص والصور ذاتها) والبرامج ذاتها (بالمواضيع ذاتها مع التنويع الضروري في الضيوف حسب ما يتقنون من لغات)، بحيث لا يكون للتعدد اللغوي أي أثر في فحوي الرسالة الإعلامية. وليس الاستخدام الذكي للميزانية مترتبا علي وجود عقل تدبيري فحسب، بل إنه مترتب في المقام الأول علي وجود استراتيجية سياسية وثقافية حريصة علي حفظ الطابع القومي للقناة أيا كانت لغة البث. وعلي هذا يجوز القول إن ما يعتد به في الإعلام الدولي لا يتمثل في أن فرنسا أطلقت منذ عام قناة إخبارية، بل في أن فرنسا أصبحت تخاطب العالم بالإنكليزية ! أي أن الجدة تكمن في تعميم الرسالة الإعلامية الفرنسية علي جمهور عالمي عريض ما كانت لتبلغه من قبل. علي هذه الخلفية تتضح غرابة تصريح الرئيس ساركوزي، حسبما نقلته بي بي سي قبل أيام، بأنه غير مستعد للسماح باستخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل قناة لا تبث بالفرنسية ، وبأن قناة جديدة تبث بالفرنسية فقط اسمها فرانس موند سوف تخلف فرانس 24 في أسرع وقت ممكن. وليس من تفسير لهذا التصريح الذي أحدث بلبلة في الوسط الإعلامي الفرنسي إلا أن ساركوزي لا يدرك علي ما يبدو أن البث بالفرنسية فقط (حتي لو تم إصلاح قطاع الإذاعة والتلفزيون وتوحيد جميع المؤسسات وضم جميع الميزانيات) لا يغني من الأمر التلفزيوني الدولي شيئا. إذ لا يعقل أن هنالك من يحتاج إلي التذكير بأن الفرنسية محدودة الانتشار في الموند (العالم) وبأن نتيجة هذا القرار، إن نفذ، ستكون العودة بفرنسا إلي وضع الهامشية (بل الدونية) التلفزيونية الذي كان الطموح إلي الانعتاق منه هو بالضبط سبب قرار سلفه شيراك إطلاق قناة يكون من وظائفها مخاطبة العالم بما يفهم، أي بالإنكليزية. وليس شيراك أقل تعصبا للغة موليير من خلفه (حيث يذكر الجميع مثلا خروجه مغضبا من اجتماع في بروكسل بسبب إقدام رئيس اتحاد رجال الأعمال الفرنسيين علي التحدث بالإنكليزية!) لكنه يدرك مثل معظم البشر أن الإنكليزية بقدر ما هي اليوم فرض عين (وليس مجرد فرض كفاية) بالنسبة للأفراد الذين يريدون قراءة نص الحياة المعاصرة، فإنها بمثابة شر لغوي لا بد منه بالنسبة للأمم التي تريد أن تكون لها كلمة مسموعة (لأنها مفهومة) في القرية الكونية. أما ساركوزي فإنه لو سأل صحيفة لوموند المرموقة (التي تعاني بحكم محدودية انتشار لغة بلادها من ضعف التوزيع مقارنة بمثيلاتها من الصحف الإنكليزية والأمريكية) عن نصيب الفرنسية من العالمية، لكان أدرك أن الشاعر العربي إنما كان يقصده عندما قال: أيا طالب الشمس (العالمية) من مغربها (الفرنسي)، لعمري لقد جئت شيئا فريا!   (*) صحافي من تونس   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 جانفي 2008)


قضاء تركيا: رفع حظر الحجاب يضر بالمجتمع

 

أنقرة – حذرت أعلى محكمة إدارية في تركيا من أن خطط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرامية إلى رفع الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات تشكل خطرًا على ما أسمته بـ »السلم الاجتماعي ». وفي بيان لها قالت محكمة مجلس الدولة –ذات الجذور العلمانية-: « إن هذه الخطط لن تبقى قاصرة على المؤسسات التعليمية فقط، ولذلك فنحن ننظر إليها بقلق حيث إنها ستؤثر على السلم الاجتماعي ». بحسب رويترز الجمعة 18-1-2008. وأضاف البيان أن أحكام القضاء السابقة أوضحت أن المبادرات الدينية لا تدخل في نطاق الحريات الديمقراطية؛ لأنها تضر بمبادئ العلمانية. وكان أردوغان صرح بأن حكومته بوسعها حل مشكلة حظر الحجاب في الجامعات سريعًا، دون الحاجة إلى استكمال صياغة دستور البلاد الجديد الذي سيستغرق عامًا على الأقل. ونقلت صحيفة « صباح » التركية يوم الخميس الماضي عن أردوغان قوله: « سنتخطى هذه المشكلة معًا.. لا حاجة للانتظار للدستور الجديد.. حل هذه المشكلة بسيط للغاية.. سنجلس معًا ونحلها بجملة واحدة ». قابلة للتحقيق هذه الخطوة من جانب أردوغان رآها محللون سياسيون أنها « قابلة للتحقيق، حيث إن الأمر لن يتعدى أكثر من طلب تتقدم به الحكومة لتعديل فقرة المادة الموجودة في الدستور التي تحظر الحجاب بالجامعات ». وأكدوا أن « التعديل لن يستغرق إلا جلسة واحدة للتصويت عليه، بالنظر للأغلبية البرلمانية التي يحظى بها حزب العدالة والتنمية الحاكم والتي ستدعمها أصوات حزب الحركة القومية ». ووصف كبير ممثلي الادعاء بمحكمة الاستئناف بتركيا يوم الخميس اقتراح أردوغان بتخفيف الحظر على ارتداء الحجاب بأنه « غير دستوري ». ويتعرض أردوغان الذي ترتدي زوجته وبناته الحجاب لضغوط من القاعدة الشعبية لحزبه للتحرك بسرعة، ودائما ما يعرب عن اعتقاده بأن رفع الحظر يدخل ضمن حرية التعبير. وقال أردوغان الأسبوع الماضي: إنه يرغب في أن يجتمع بأحزاب المعارضة لبحث حل من خلال القوانين الصارمة الحالية. وأعرب حزب الحركة القومية اليميني، وهو واحد من -الحزبين العلمانيين المعارضين الرئيسيين- موافقته على تخفيف الحظر على الحجاب، لكن حزب الشعب الجمهوري المعارض القوي يرفض أي تغيير. وكان حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان وله جذور إسلامية قد لمح من قبل إلى أنه سيخفف الحظر المشدد على ارتداء الحجاب في الجامعات التركية، من خلال مادة في الدستور المنتظر، لكن الموافقة على دستور تركيا الجديد قد تستغرق عامًا على الأقل. ومن المنتظر أن ينشر حزب العدالة والتنمية مسودة الدستور التركي الجديد في المستقبل القريب قبل مناقشته في البرلمان، ثم طرحه لاستفتاء عام يمكن أن يجرى عام 2009. مسألة حساسة وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الأتراك يؤيدون تخفيف الحظر على ارتداء الحجاب في الجامعات. ويعتبر الحجاب مسألة حساسة للغاية في تركيا ذات الغالبية المسلمة وطبيعة الحكم العلمانية؛ حيث تدور مواجهة بين حكومة حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الإسلامية وصفوة علمانية تضم القضاة وجنرالات الجيش، وترى أن الحجاب يمثل تهديدا لمبدأ فصل الدين عن الدولة. ولم يعلق الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير في تركيا، ويعتبر نفسه الراعي الأول للعلمانية في تركيا، ولكن ليس من المحتمل أن يرحب بخطوات الحكومة الأخيرة. وفي العام الماضي تسببت الأزمة في إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في أعقاب مسيرات حاشدة للعلمانيين وتحذيرات شديدة اللهجة من الجيش. وكان الجيش قد أسقط حكومة اعتبرها إسلامية متشددة في عام 1997 إلا أنه ليس من المتوقع أن تشهد تركيا انقلابا في الوقت الحالي. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 19 جانفي 2008

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.