الجمعة، 25 أبريل 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2894  du 25.04.2008
 archives : www.tunisnews.net  


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: أحكام بالسجن من عام إلى 5 سنوات ..دون دفاع ..!

حــرية و إنـصاف: اعتداءات .. و .. اعتقالات

حــرية و إنـصاف:  بيـــــــان

إسناد جائزة العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان للمناضل الحقوقي : علي بن سالم

كسر الحصار المفروض على منزل  علي بن سالم و تسليمه جائزة العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان..!

نداء إلى قوات الأمن الداخلي و الديوانة من اجل القيام بوظيفتها الأصلية: إمضاءات جديدة

الحوار نت: الأخ الهيثم يهدي نجاحه إلى كلّ إخوانه

يو بي أي: الفرقاطة الشراعية الروسية ‘بالادا’ ترسو في ميناء تونسي

ا ف ب: الاتحاد من أجل المتوسط: هنري غينو موفد خاص إلى تونس

قنا: قرض لتونس من البنك الأوروبي

الصحافة: مجلس النواب يوافق في قراءة أولى على تنقيح الفصل 20 من الدستور وأحكام استثنائية في الفصل 40

الصحافة: الرئيس ابن علي يجتمع بوزير العدل وحقوق الإنسان – ضمان علوية القانون وتمكين المواطنين من حقوقهم بأيسر السبل

المستقبل: تونس: التطبيع مع إسرائيل يفجر خلافاً حاداً داخل حزب معارض

قدس برس:  تونس: تفاقم الخلاف داخل حزب معارض بسبب مشاركة أحد قيادييه في منتدى الدوحة

الحياة: «خمسون» من تونس تونسية بين دمشق وبيروت … مسرحية فاضل الجعايبي تفضح إرهاب المتطرفين

شادية السلطاني: العلاقة الفاترة بين التونسي والكتاب: معضلة تبحث عن حل

عادل القادري: حتى لا يكون الناخب التونسي قاصرا …

لزهر زرَوق : حوار أم استجواب

كمال بن يونس: حقوق الإنسان وملفا القضاء والمساجين

عبدالرحمان الحامدي: تونس ماذا دهاك؟

مواطنون:الأبعاد السيكولوجية لجراحة التجميل : الانزعاج من صورة الجسد واضطرابات الشخصية !

مواطنون:شعار التحييد وإستراتيجية الانحياز و التماهي

مواطنون:المرأة من الكعب العالي… إلى الثورية… إلى التوازن

صالح بن عبد الله: جدار العار متى ينهار

برهان بسيس »الصباح: سوريا في مواجهة «غارة السلام الإسرائيلي الغادر»

احميدة النيفر: في انتظار «أوباما»

لؤي حسين:  الطاهر الحداد..الفتى الطليعي

مسؤول أممي لـ«الصّباح»: «خارطة طريق» لإنقاذ حياة الملايين من الموت وأمراض «الفقراء»


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في25 أفريل 2008 كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « :  

أحكام بالسجن من عام إلى 5 سنوات .. دون دفاع ..!

 
* أصدرت  الدائرة الجنائية الثانية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  عبد الرزاق بن منا   مساء أمس الخميس 24 أفريل 2008  أحكاما بالسجن  في :      * القضية عدد 14584  تراوحت بين العام و 5 سنوات فقضت بسجن كل من  : عمر شواط و رمزي الرمضاني و محمد أمين العلوي    مدة 5 سنوات و كل من عبد الستار قويدر و  محمد ميدوني مدة 3 سنوات و كل من إبراهيم اللافي و الأزهر شواط مدة عامين و كل من محمد شواط و أيمن اللواتي و محمد علي الشرقي مدة عام واحد  . كما قرر القاضي الحكم على رمزي الرمضاني بـ 15 يوما سجنا بعد المشادة التي حصلت بينه و بين القاضي في جلسة الأمس و التي اعتبرها هذا الأخير من باب ..إحداث الهرج و التشويش ..! و الجمعية إذ تسجل ما أكده المحامون من عدم توفر أبسط شروط المحاكمة العادلة و الخرق الفاضح لحقوق الدفاع تؤكد أن  تكررحوادث البت في هذه القضايا بدون حضور المحامين  يعكس توجها نحو إقصاء الدفاع تغطية على الخروقات القانونية ..و حماية للجلادين ..!   * كما نظرت اليوم  الجمعة 25 أفريل 2008  الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإسئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي حميدان  في :     –    القضية عدد 15246  التي يحال فيها كل من : الحبيب الحفصي و محمد أنيس الشايب و و وديع مشري و أنيس الحمروني و عصام بن حسن و حسين بوحرب   )  بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه  إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه ، و قد  ترافع دفاعا عنهم الأستاذان  سمير بن عمر و فتحي الطريفي ، و قرر القاضي التصريح بالحكم إثر الجلسة  . –  و القضية عدد 10956 التي يحال فيها كل من : كريم بلومي و حمدي العبيدي و أيمن الملكي و عمر سلامة و زياد العبيدي و بسام اليحياوي و فيصل الهوش     )  بتهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال اسم و كلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و  الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و الإنضمام إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الإنضمام داخل تراب الجمهورية و خارجه  إلى تنظيم إرهابي و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم  اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ، و قد  ترافع دفاعا عنهم الأساتذة نور الدين البحيري و مراد بولعراس و محمد الشعبانب و سمير بن عمر   ، و بعد الإستماع لمرافعات المحامين  قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة  .          عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite                  تونس في 24 أفريل 2008 الموافق ل 18 ربيع الثاني 1429  
بيـــــــان  
عقدت منظمة حرية و إنصاف جلستها العامة و انتخبت مكتبا تنفيذيا يتكون من أحد عشر عضوا و تم توزيع المهام بينهم على النحو التالي: الأستاذ محمد النوري                رئيس السيد زهير مخلوف                  كاتب عام السيدة جميلة عياد                   أمينة مال المهندس عبد الكريم الهاروني       مكلف بالعلاقة بالمنظمات الدولية غير الحكومية المهندس حمزة حمزة                مكلف بالعلاقة بالجمعيات و المنظمات الوطنية الدكتور سامي نصر                  مكلف بالإعلام الأستاذ عبد الرؤوف العيادي         مكلف بمتابعة المحاكمات السياسية و استقلال القضاء الأستاذ حاتم الفقيه                   مكلف بقضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم و سيتم الإعلان عن بقية المهام لاحقا. و حرية و إنصاف هي منظمة حقوقية مستقلة مقرها بتونس تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات العامة و قد سبق لها أن تكونت بطريقة قانونية و أعلنت عن وجودها و مارست نشاطها بصفة مسترسلة و تعاونت مع المنظمات الحقوقية في الداخل و الخارج و هي تؤمن بأن العمل الحقوقي هو مسؤولية الجميع و مقرة العزم على العمل من أجل إنصاف المظلومين و إرساء حريات حقيقية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة  الرئيس الأستاذ محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 25/04/2008

بـــــــــــــــلاغ تكليف السيدة زينب الشبلي بملف المساجين بالمكتب التنفيذي لحرية و إنصاف

 
في إطار توزيع المهام على أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف وقع تكليف السيدة زينب الشبلي بملف المساجين ، و قد سبق للمنظمة أن أعلنت عن انتخاب مكتب تنفيذي جديد يتكون من أحد عشر عضوا و تعيين الأستاذ محمد النوري رئيسا للمنظمة و السيد زهير مخلوف كاتباعاما و السيدة جميلة عياد أمينة مال.


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 25/04/2008 الموافق ل 19 ربيع الثاني 1429
أخبار الحريات في تونس

اعتداءات .. و .. اعتقالات

 
اعتقال السيد محمد سعيد الغربي: وقع يوم الأربعاء 23 أفريل 2008 اعتقال السيد محمد سعيد الغربي أصيل مدينة منزل جميل ولاية بنزرت و لم يقع إطلاق سراحه إلى حد اليوم ، علما بأن السيد محمد سعيد الغربي يتعرض للإيقاف للمرة الثانية و قد  أكد لنا أن شرطة منزل جميل تقوم بمداهمة بيته من فترة إلى أخرى وأنها تخضعه للبحث و التهديد بالسجن و ذلك على خلفية سفره سنة 2002 إلى سوريا بغرض التجارة.و هو يناشد كل الهيئات و المنظمات الحقوقية في الداخل و الخارج التدخل من أجل وقف ما يتعرض له من هرسلة متواصلة من قبل البوليس السياسي بدون مبرر.
الاعتداء على السيد بلال اليفرني: تعرض يوم الأربعاء 23 أفريل 2008 سجين الرأي السابق السيد بلال اليفرني للاعتداء بالعنف من قبل عون البوليس السياسي المدعو عادل مغروم التابع لمنطقة الأمن بمنزل بورقيبة و الذي افتك منه دراجته النارية بدون موجب ، علما بأن السيد بلال اليفرني قد اعتقل سنة 2006 تحت طائلة قانون الإرهاب غير الدستوري و قضى بالسجن ما يزيد عن السنة.
اعتقال التلميذ نورالدين الكافي: على الساعة الحادية عشر و النصف من ليلة الجمعة 14 مارس 2008 داهم أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الأمن بقفصة منزل السيد عمار بن النوري بن أحمد الكافي الكائن بمنشر الحلفاء بقصر قفصة و بعد تفتيش المنزل المذكور اعتقلوا ابنه التلميذ نور الدين الكافي الذي يزاول تعليمه بالسنة الرابعة ثانوي ( باكالوريا ) و اقتادوه إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس العاصمة و بعدها تم عرضه على قاضي التحقيق السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أمر بإيداعه سجن المرناقية في انتظار محاكمته. علما بأن الشاب نور الدين الكافي هو تلميذ متميز و منكب على دراسته للتحضير لامتحان الباكالوريا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تونس في 25 أفريل 2008

إسناد جائزة العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان للمناضل الحقوقي : علي بن سالم

   

 
بالاشتراك بين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين (A.I.S.P.P ( ومنظمة (vérité-action)تم تخصيص جائزة سنوية لحقوق الإنسان بإسم المرحوم العميد محمد شقرون ، وجاء إختيار العميد محمد شقرون لكونه الرئيس الشرفي للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وإعترافاً بدوره النضالي في الدفاع عن الحريات ووقوفه منتصراً للمظلومين في المحاكمات السياسية الجائرة التي شهدتها البلاد التونسية خلال النصف الثاني من القرن الماضي. وقد سبق للجمعية أن أعلنت في 05 /11/ 2007   عن فتح باب الترشيحات لهذه الجائزة ثم أوكلت الهيئة المديرة، ضماناً لقدر أكبر من الشفافية،مهمة النظر في اختيار واحد من بين المرشحين، إلى لجنة تحكيم تتكون من الشخصيات الحقوقية التالية أسماؤها : السيد محمد الصالح فليس……….حقوقي السيد صلاح الدين الجورشي…….صحافي وحقوقي السيدة صفوة عيسى……… رئيسة جمعية : Verité-action السيد لطفي حجي ………………صحافي وحقوقي السيد محمد بوثلجة ……………محام وحقوقي وبعد التداول بين أعضائها قررت اللجنة: إسناد جائزة العميد محمد شقرون  لحقوق الإنسان لسنة 2007 إلى شيخ الحقوقيين السيد علي بن سالم ، للجهود التي قدمها ويقدمها بصفته رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورئيس ودادية قدماء المقاومين ، وعضوا مؤسسا للمجلس الوطني للحريات ونائب رئيس جمعية مناهضة التعذيب ، كما جاء أيضاً اختيار السيد علي بن سالم لهذه الجائزة تقديراً لدوره التاريخي في الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وعطائه المتواصل واللامحدود في هذا المجال والذي يتجلى بالخصوص في حضوره الدائم في كل معارك الحريات في تاريخ البلاد التونسية منذ أربعة عقود ، فقد واصل السيد علي بن سالم نضاله ذاك إلى الآن على الرغم من المحاصرة الأمنية المستمرة و المفروضة حول محل سكناه وتقدمه في السن (76سنة) وإصابته بعدد من الأمراض المزمنة ، واللجنة إذ تعلن قرارها هذا فإنها تأمل أن يتحوّل مثل هذا الإجراء إلى تقليد تُكرّم فيه الرموز الحقيقية لحقوق الإنسان في تونس مقابل ما تفرضه السلطة ضدهم من تعتيم إعلامي وتشويه وتهميش .   عن لجنة إسناد الجائزة الرئيس محمد الصالح فليس

 

Vérité-Action

Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg 

Tél: + 41 79 703 26 11   

E-mail: info@verite-action.org 

 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail    : aispptunisie@yahoo.fr  

 
 
   تونس / فريبورغ  في 25 أفريل 2008

كسر الحصار المفروض على منزل  علي بن سالم و تسليمه جائزة العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان..!

 
  احتضن منزل المناضل الحقوقي علي بن سالم حفلا تم خلاله تسليمه جائزة المرحوم العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان، و هي جائزة تسند سنويا بالشراكة بين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين (تونس)، و جمعية : Vérité-Action  (سويسرا)   و قد كان تسليم الجائزة فرصة لكسر الحصار الخانق المفروض على منزل المناضل علي بن سالم .. لأول مرة منذ سبتمبر 2005 ..! و قد ألقى كلمة الإفتتاح الأستاذ سمير ديلو الكاتب العام للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين نيابة عن رئيسة الجمعية (  المتواجدة خارج البلاد ) مؤكدا بالخصوص على أن المجتمع المدني يقوم  تكريم السيد علي بن سالم  نيابة عمن قابلوا تضحياته بالنكران و حرموه من العلاج و من السفر و فرضوا عليه الحصار ، و أنه سيأتي اليوم الذي ينال فيه المقاومون و المناضلون الحقيقيون الموقع الذي يليق بهم في تاريخ البلاد الحديث .. ثم أكد رئيس لجنة الجائزة السيد محمد الصالح فليس أن السيد علي بن سالم قد كان وليد حركية نضالية واجهت الإستعمار الفرنسي ثم اصطدمت بالإستبداد معتبرة أن تحرير الإنسان مهمة أشق و أعظم من تحرير الأرض ..ثم أحال بدوره الكلمة إلى السيد محمد الصالح النهدي رئيس فرع ماطر للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لتسليم الجائزة غير أنه أوكل ذلك للمقاوم محمد الصالح البراطلي ، رفيق درب السيد علي بن سالم ، الذي تولى تسليمه الجائزة و سط تصفيق الحاضرين ، و تجمهر أعوان البوليس السياسي أمام المنزل ..!  و كان من بين من حضروا  الإحتفال  عن الجمعية : السادة عثمان الجميلي و طارق السوسي و لطفي العمدوني و خالد  بوجمعة و فوزي الصدقاوي و عن Vérité-Action : الأستاذ سمير ديلو   كما حضر عن لجنة الجائزة رئيسها السيد محمد الصالح فليس و الصحفي لطفي حجي ، و قد شاركت في الاحتفال السيدة سعاد القوسامي رئيسة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و عضو الجامعة لمياء الدريدي و حضر أعضاء الرابطة أحمد القلعي و علي الوسلاتي و محمد الصفاقسي محمد الهادي بن سعيد ، كما كان من بين الحضور نشطاء حقوقيون و نقابيون من بينهم السادة مراد حجي و الطاهر العبيدي و عبد القادر العباسي و ياسين البجاوي و مصطفى بن خليل و علي بن عيسى و زياد بن سعيد و شكري رجب و رفيق الباشطبجي و علي النفاتي …    

تعريف  بـ : علي بن سالم الحائز على جائزة العميد محمد شقرون لحقوق الإنسان

    السيد علي بن سالم : من مواليد 15جوان1932 ، أصيل مدينة بنزرت ( 60 كلم شمال البلاد التونسية ) ، عرف أول تحرك نضالي له في السنة 16 من عمره حين خرج تلاميذ المعاهد في مدينة بنزرت ينددون بالحرب على الفلسطنيين في سنة1947، ثم شارك في سنة1952 ضمن نخبة من الوطنيين في معركة التحرير الوطني سنة 1952 وقام بعمليات ميدانية نوعية ضد مصالح الإستعمار الفرنسي في بنزرت ، وحين كُـشف أمرُه وأمرُ رفاقه، لاذ بالفرار مع صديقه المناضل محمد الصالح البراطلي ليَنتهى به الأمر إلى ليبيا لاجئا ،حيث تلقى تدريباً عسكرياً مع مجموعة من اللاجئين التونسيين كان يُشرف عليهم الزعيم التونسي  علي الزليطني ،فيما حكمت المحكمة الإستعمارية الفرنسية عليه غيابياً.. بالإعدام ..! التحق بعد ذلك بالمقاومة في الجبال التونسية، وحين بدأت المفاوضات حول الاستقلال  كان علي بن سالم ضد الإتفاقات التي جاءت بها المفاوضات حول الإستقلال الداخلي، معتبراً إياها دون مطالب الشعب التونسي الذي ضحى لأجلها بالكثير من أبنائه ، ورغم أنه لم يكن يوماً يوسفياً كما يؤكد دوماً ،ولم يشترك في الأمانة العامة للحزب الحر الدستوري التونسي التي كان يتزعمها الزعيم صالح بن يوسف إلا أن الحملات الدموية ضد اليوسفيين التي شنتها  » لجان الرعاية  » على امتداد البلاد التونسية وخاصة في  » صباط الظلام  » تحت إشراف الشيخ حسن العيادي وبأمر من بورقيبة، قد طالته فتم اختطافه والإحتفاظ به في أحد مراكز لجان الرعاية في حمام الأنف لكنه فرّ من مكان اختطافه وظل مختفيا عن الأنظار إلى أن تدخل لفائدته جلولي فارس ومنحه حماية خاصة. في جويلية من سنة 1961 وخلال معركة الجلاء التي خاضها الشعب التونسي من أجل استرجاع مدينة بنزرت وقاعدتها العسكرية و بسط السيادة التونسية عليها ، قاد علي بن سالم مجموعة من المتطوعين يزيد عددهم عن 230 نفراً اُستـشهد أغلبهم ، ووقع علي بن سالم في الأسر (وهومسجلّ لدى منظمة الصليب الأحمر الدولي تحت رقـــــــــــــم 719) بين أيدي الجيش الفرنسي إثر إصابته بشظايا في أسفل الظهر والرقبة، ولم يتم إطلاق سراح السيد علي بن سالم إلا بعد أشهر حين جرى تبادل للأسرى بين الجيش الفرنسي والحكومة التونسية.  غير أن علي بن سالم الذي خابت آماله في الإستقلال بعد أن تأكد من أن بورقيبة قد نزع  نحو الإستبداد والتفرد في الحكم ( باتخاذه قراراً منفرداً بافتعال حرب ضد فرنسا في بنزرت في جويلية 1961 كان عدد ضحاياها 6000 بحسب المصادر الفرنسية ، ثم ما كُشف لاحقاً من ترتيبه لعملية اغتيال الزعيم الوطني صالح بن يوسف في صائفة 1961) ، شارك مع عدد من المدنيين والعسكريين في محاولة انقلابية سنة 1962 ضد نظام الحكم البورقيبي، لكن انكشافها قبل التنفيذ أدى  إلى محاكمة المشاركين في العملية ، فأُعدم منهم أحد عشر شخصاً وصدرت على علي بن سالم و مجموعة من رفاقه أحكام قاسية بالأشغال الشاقة ، فـقضى بين كراكة غار الملح وسجن برج الرومي أحد عشر سنة، قضى منها سبع سنوات  مكبّلا هو ورفاقه إلى الحائط بالأصفاد، في الظلام الدامس ، تحت عمق 100قدم عن مستوى سطح الأرض وكان من أبلغ آثار تلك المحنة وفاة المناضل الصحبي فرحات أحد أبرز وجوه الحركة الوطنية التحررية بتونس عن سن يناهز السبعين من عمره وهو مقيد بالأصفاد .  وفي سنة 1973 سُرح علي بن سالم ورفاقه من السجن. لم تنقطع المراقبة الإدارية والأمنية عن علي بن سالم بعد خروجه من السجن،لكنه اتجه نحو العمل الحقوقي فشارك في تأسيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة1981ومنح الطابق الأرضي من محل سكناه مقراً لفرع الرابطة  بداية من سنة  1986وظل يعمل داخلها إلى أن آلت رئاسة الفرع إليه ، كما أنه عضو مؤسس للمجلس الوطني للحريات و عضو مؤسس ونائب رئيس للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ، وعضو مؤسس ورئيس لودادية قدماء المقاومين و عضو في منظمة العفو الدولية –فرع تونس. هو حالياً في السنة السادسة بعد العقد السابع من عمره وهو من أكبر المناضلين الحقوقيين في البلاد التونسية سناً ، وهو بالنسبة لمن عرفوه من السياسيين أو الحقوقيين ولمن لم يعرفوه من المثقفين والمؤرخين يُعد ذاكرة حية  لتاريخ مناهضة الإستبداد في تونس، فخلال الحقبة الاستعمارية حُكم عليه غيابياً بالإعدام وفي الحقبة البورقيبية حكم عليه بـ20 سنة سجنا وفي الحقبة الحالية يُعاني المراقبة الإدارية المستمرة ويحرم من حقه في التنقل وفي حيازة الوثائق الرسمية مثل جواز السفر وغيره وهو أيضاً محروم من حقه في جراية التقاعد ومن حقه في التغطية الإجتماعية والتداوي . تعرض في 26 أفريل من سنة 2000 بمركز بوليس المنار/ Ι بتونس إلى التعذيب مع رفاق له هما السيدة سهام بن سدرين والسيد جلال الزغلامي ، فرفع قضية ضد المعتدين ، غير أن وكيل الجمهورية بتونس رفضها، وبعد أن انسدت أمامه سُـبل التقاضي في تونس تولّت المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب تقديم قضيته لدى الأمم المتحدة، فقررت لجنة التعذيب لديها أن ما تعرّض له السيد علي بن سالم يُعَدُ تعذيباً وأصدرت قرارها تحت عدد 2005/269 بإدانة السلطات التونسية حيث أوصت بتتبع المعتدين وجبر الضرر. .. يعرف في المجتمع المدني بشيخ الحقوقيين ويناديه الجميع ..«  عم علي  »..!   عن جمعية: Vérité-Action                             عن الجمعيـة الدولية لمساندة المساجين السياسيين                           الرئيــــــس                                           الرئيـــــــــــس      السيدة صفوة عيسى                                         الأستاذة سعيدة العكرمي

 


نداء إلى قوات الأمن الداخلي و الديوانة من اجل القيام بوظيفتها الأصلية:

 إمضاءات جديدة
 
لقد كانت تَونَسَة الأمن الوطني رمزا قويا يكرس استقلال تونس وسيادتها الوطنية وإنجازا تاريخيا هاما انتقلت بموجبه مسؤولية أمن الشعب التونسي من أيد أجنبية كانت تستعمره إلى أيد تونسية كان من المفترض ان توفر له الأمن و تنفذ القوانين . اليوم وبعد مضي 52 سنة على التونسة والنظام يحتفل بهذه الذكرى كالعادة ويضعها تحت شعار « الوفاء لصانع التغيير » وهو شعار دال بذاته على الانحرافات التي شابت هذه المؤسسة الدستورية وحوّلت ولاءها إلى شخص مفرد يراد له أن يختزل الوطن ويضع يده على جميع مؤسساته. لا أحد ينكر حاجة المجتمعات إلى مؤسسة أمنية تتولى القيام بوظيفتها طبق القانون. كما لا يمكن لأحد أن ينكر الدور السامي الذي يقوم به عديد عناصر الأمن في بلادنا سواء أكان ذلك في الحفاظ على امن المواطنين أو المحافظة على الثروة الوطنية. غير أنّ ما لا يمكن تجاهله هو المنحدر الذي يتردى فيه الجهاز الأمني خاصة في العشرين سنة الأخيرة وعلى يد رأس النظام القائم حيث دأبت السلط العليا على مصادرته وتسييره « بالتعليمات » وتكليفه بمهام قمعية خارجة عن القانون لكي يؤمّن سلطته المطلقة على البلاد. لقد كان لهذه الانحرافات الأمنية عواقب وخيمة : – على المواطنين بصفة عامة الذين صاروا يعيشون في مناخ الخوف والرعب يفقدهم كل إحساس بالأمان ويشعرهم بأنّهم يمكن أن يكونوا في أي لحظة ضحية تجاوز من التجاوزات الأمنية التي لا تحتمل مساءلة ولا عقابا. – على النخب المناضلة التي يمارس عليها البوليس السياسي شتى أنواع الاعتداءات بالعنف و زجهم ظلما بالسجن إلى الإضرار بالممتلكات إلى افتعال قضايا ضدهم إلى مصادرة حقهم في التنقل داخل البلاد إلى تهديدهم في أبنائهم و ذويهم إلى منعهم من السفر إلى الخارج بدون وجه قانوني إلى حملات التشويه بالصحف المأجورة الى تركيب أفلام وصور جنسية إلخ… – على المعتقلين عامة وخاصة المتهمين بالإرهاب والانتماء إلى حزب أو جمعية وتمارس عليهم أبشع أساليب التعذيب وأشدها وحشية و تزوير محاضر البحث و تجاوز حدود اختصاصهم. –  على عناصر الأمن أنفسهم الذين يضيّق على أغلبهم في عيشهم ويتعمد إضعاف رواتبهم حتى يدفعوا إلى الارتشاء فيبقوا أداة طيّعة تنفّذ كل ما تؤمر به ولو كان مخالفا للأخلاق والضمير والشعور الوطني والذين يتعرض بعضهم إلى الاعتداء المذلّ من طرف أشخاص نافذين لا تقدر عليهم أجهزة العدالة… هذا فضلا عمّا يمكن توقّعه من سوء السمعة جراء الممارسات اللاأخلاقية التي يدفع عنصر الأمن إلى التورط فيها.   أمّا المتضرر الأكبر من هذه الانحرافات بأجهزة الأمن الوطني فهو مستقبل الوطن وسلمه الأهلية. فجهاز أمني ينحدر إلى ما ذكر من الممارسات الشاذة يفقد بالضرورة كل مصداقية وكل قدرة على مواجهة الأخطار التي صارت تهدد العالم وبلادنا من ضمنه.   إنّ ذكرى تونسة الأمن الوطني يجب أن تكون مناسبة لمخاطبة ذوي الضمائر الحية والشعور الوطني وتذكيرهم بأنهم جزء من هذا الشعب جعلوا في الأصل لخدمته ومن ثم فإنّ الشعور الوطني يجب أن يمنعهم من المشاركة في الحرب المعلنة على المجتمع من أجل احتفاظ فئات مستأسدة بمراكزها وامتيازاتها. كما يجدر تذكير رجال الأمن ونسائه بأنّهم ينتمون إلى مؤسسة تحكمها قوانين، ومن ثم فإنّه عليهم صون أنفسهم من التورط في ارتكاب جرائم ضد مواطنيهم باسم تعليمات لا وجه شرعي لها ولا تحميهم عاجلا أو آجلا من المساءلة ولا العقاب ولا التشهير. وفي هذه المناسبة نهيب برجال الأمن ونسائه أن يبقى ولاؤهم للوطن دون سواه وخضوعهم لقوانين الدولة دون سواها وغايتهم توفير الأمن للمواطن والدفاع عن الوطن.   تونس في 22 افريل 2008

ملاحظة: هذه دفعة من الإمضاءات و يبقى المجال مفتوحا لمن يريد إمضاءها. Petition.police@gmail.com

  أحمد الصديق أنور أولاد علي بشير الجميلي توفيق بن بريك خالد بوجمعة خالد بوحاجب راشد الغنوشي زينب الشبلي الصحبي صمارة العربي عبيد كمال العيفي محمد الأزهر العكرمي محمد الحبيب حمدي محمد الناصر نايت ليمان محمد أمين الجلالي مروان عطاالله نبراس الهذيلي هشام القرفي وهيبة الغابري ياسر الطرشاق  


الأخ الهيثم يهدي نجاحه إلى كلّ إخوانه

خاص بالحوار نت – تمكّن الأخ العجمي الوريمي ( الهيثم) و بفضل من اللّه تعالى من اجتياز الإمتحانات وبتفوّق منقطع النظير حيث حصل على أحسن الأعداد في مجموعته وكان الأول على دفعته في الامتحانات الشفاهية حيث منحه كلّ الأساتذة أفضل العلامات. الأخ الهيثم يهدي نجاحه هذا إلى كلّ الإخوة وإلى كلّ من ناصره و إخوانه في محنتهم ويؤكّد أنّ سنوات السجن التي أريد لها أن تكون قتلا بطيئا وكسرا للإرادة ها هي تزهر عزما ونجاحا أبهر كلّ أساتذته. لتهنئة الأخ الهيثم يمكن اللإتصال على الرقم    0021699746674 مصدر خاص بالحوار نت .


 

 

الفرقاطة الشراعية الروسية ‘بالادا’ ترسو في ميناء تونسي

تونس / 25 إبريل-نيسان / يو بي أي ترسو الفرقاطة الشراعية الروسية « بالادا » حاليا في ميناء تونسي، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تندرج في إطار رحلة لها حول العالم ستستغرق عشرة أشهر. ويقود الفرقاطة الأميرال نيكولا زورشنكو، حيث تزامن وصولها إلى تونس مساء أمس مع مرور 190 عاما على زيارة أول رحالة روسي إلى تونس. وكانت « بالادا » أبحرت الاثنين الماضي من ميناء برشلونة الأسباني باتجاه تونس، وعلى متنها طلاب المعهد البحري العسكري التابع لأسطول المحيط الهادئ وطلاب عدد من المؤسسات التعليمية البحرية وأعضاء نوادي البحارة الشباب. وبدأت رحلة الفرقاطة في الثاني من نوفمبر/تشرين ثاني من العام 2007، انطلاقا من ميناء مدينة فلاديفوستوك الروسية،على أن تشمل 22 دولة . وينتظر أن تجري الرحلة على المسار: غرب المحيط الهادئ ـ استراليا ـ قناة بنما ـ المحيط الأطلسي ـ البحر الأبيض المتوسط ـ قناة السويس ـ فلاديفوستوك. وتقول السلطات البحرية الروسية إن هذه الرحلة تهدف إلى عرض الإنجازات، التي حققها الأسطول الروسي في تاريخ دراسة المحيط العالمي، وإعداد كوادر أكفاء مؤهلة للأسطول، بواسطة التدريب العملي في المحيطات على المستوى الدولي.  

 الاتحاد من أجل المتوسط: هنري غينو موفد خاص إلى تونس

تونس 25-4-2008 (ا ف ب) أعلن المستشار الخاص للرئاسة الفرنسية هنري غينو الخميس في العاصمة التونسية أن تونس وفرنسا تجمعهما « مواقف متشابهة » حول الاتحاد من اجل المتوسط، وسوف يتمكنان من إطلاق « هذا المشروع التاريخي الكبير ». ونقلت وكالة الأنباء التونسية عنه قوله إثر لقاء مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إن « موقفي تونس وفرنسا متطابقان، وإنهما سيعملان معا من أجل إنطلاق هذا المشروع الكبير والتاريخي ». وأوضح أن هذا المشروع « سيعيد المتوسط إلى صلب الاهتمامات الأوروبية، ويعطي دفعا جديدا لإرادة الوحدة، التي بقيت قوية لدى الشعوب المتوسطية، رغم المشاكل والأزمات القائمة في هذه المنطقة ». وأضاف « تم إجراء استعراض عام لهذا الموضوع وما يطرحه من مسائل »، مشيرا إلى « دعم تونس لهذا المشروع منذ انطلاقه كمبادرة ». وترغب تونس في أن تستضيف مقر الاتحاد من اجل المتوسط. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح في آذار/مارس الماضي بأن يكون الاتحاد من اجل المتوسط « برئاسة مشتركة بين رئيس من الضفة الشمالية ورئيس من الضفة الجنوبية »، كما اقترح رئيس حكومته فرنسوا فيون مؤخرا في الرباط بان يكون مقر الاتحاد في دولة بالضفة الجنوبية.


 قرض لتونس من البنك الأوروبي

تونس في 25 ابريل /قنا/ حصلت تونس على قرض بمبلغ /60/ مليون يورو من البنك الأوروبي للاستثمار يخصص للإسهام في تطوير شبكة توزيع الغاز بما يسمح بربط 340000 مشترك جديد بهذه الشبكة في عدة مناطق من البلاد0 ووقع على القرض من جانب تونس السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي، بينما وقعه عن البنك نائب رئيسه فيليب دى فونتان فيف الذي يزور حاليا تونس0 وسيسدد هذا القرض على مدى 20 سنة مع فترة سماح بخمسة أعوام على أن تحدد نسبة فائدته عند كل عملية سحب0 كما وقع الوزير التونسي ومسئول البنك الأوروبي للاستثمار اتفاقية ثانية تهم خط ائتمان قرض كان قد منحه البنك عام  2007 إلى خمسة بنوك تونسية بقيمة /200/ مليون يورو لتمكينها من تمويل مشاريع استثمارية تبادر بها المؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية الناشطة في قطاعات الصناعة والخدمات0 وأشار الوزير التونسي في كلمة له بهذه المناسبة إلى أن الحجم الإجمالي للدعم الذي يؤمنه البنك الأوروبي للاستثمار لتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية والذي انطلق منذ عام  1998 قد بلغ حاليا مع الحصول على هذا القرض الجديد ما قيمته /700 / مليون يورو0  

 

تونس: تفاقم الخلاف داخل حزب معارض بسبب مشاركة أحد قيادييه في منتدى الدوحة

   

تونس – خدمة قدس برس تبرّأ الحزب الديمقراطي التقدمي في تونس من مشاركة عضو مكتبه السياسي محمد القوماني في منتدى التنمية والديمقراطية الذي انعقد مؤخرا بالدوحة من 13 إلى 15 نيسان (أبريل) الجاري. وعبّر الحزب في بيان اطلعت « قدس برس » على نسخة منه عن إدانته لمشاركة القوماني في هذا المنتدى مؤكّدا أنّها تمت بمبادرة فردية منه دون استشارة هياكل الحزب. ووصف الحزب ذلك بأنّه خرق واضح لثوابته بشأن الصراع العربي الصهيوني، مشددا في نفس الوقت على أنّ مشاركة « وزيرة الخارجية الصهيونية ليفني » بحسب عبارة البيان، في فعاليات منتدى الدوحة « خطوة متقدمة في مسار التطبيع الرسمي العربي و اختراقا غير مسبوق للنخب العربية ». من جهته ردّ محمد القوماني في بيان حصلت « قدس برس » على نسخة منه على تقييم مشاركته ووصفه بالمغالطة في المضمون ومحاولة لاستغلال مشاركته الشخصية في المنتدى المذكور وتوظيفها لتصفية حسابات سياسية داخل الحزب. وأفاد بأنّ الأمينة العامة الحالية لم تبد أي احتراز عندما أبلغها باعتزامه المشاركة في المنتدى. ورفض القوماني ما اعتبره مزايدة على مواقفه المعلنة والمعروفة من قضية فلسطين وسائر القضايا العربية. كما ذكّر بأنّ من بين المشاركين في المنتدى شخصيات لا يزايد أحد على مواقفها من بينها أحمد الطيبي وعبد الباري عطوان ومحمد مسفر وآخرون. واعتبر القوماني أنّ الفريق المتنفذ داخل حزبه هو الذي يقف وراء التشهير به باسم التطبيع، وأنّ الهدف من ذلك هو الانزياح بالحوار عن المواضيع السياسية الداخلية محل الخلاف، وأنّ هذا الفريق استغل الفرصة للتغطية على ما أسماه المأزق السياسي والعزلة داخل المعارضة التي يعيشها الحزب الديمقراطي التقدمي في الفترة الأخيرة. ووجه القوماني الاتهام بدوره لمن يقف وراء البيان، وتساءل كيف يصدر ذلك عن الذين « لا يمانعون في التردد على السفارات الأجنبية والاختلاء بالسفير الأمريكي داخل مقر حزبنا أو بالسفارة الأمريكية، لطرح قضايا وطنية في مرحلة لا تخفى خصوصياتها ». كما أشار إلى أنّ الأمين العام السابق للحزب أحمد نجيب الشابي شارك سنة 2006 في نفس المنتدى. وليست هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها نشاط خارج البلاد لقيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي، فقد سبق أن انتقدت عناصر من داخل الحزب ومن بعض الصحف التونسية دعوة الأمين العام السابق من قبل مؤسسة أمريكية في واشنطن مقربة من اليمين المحافظ، وكذلك ظهوره على قناة « الحرة » الرسمية الموجهة للشرق الأوسط. يذكر أنّ تباينا عميقا ظهر بين شقّين من الحزب المذكور خلال مؤتمره الأخير في كانون أول (ديسمبر) 2006 بين طرف يتزعّمه نجيب الشابي يطرح القطيعة في مواجهة السلطة، في حين أعدّت مجموعة من قيادات الحزب منها محمد القوماني أوراق عمل تطرح إطارا جديدا للمشاركة السياسية وكسر ما يصفونه بالركود السياسي الحالي. وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي يتحدث فيه الحزب الديمقراطي التقدمي عن ما وصفه بهجمة شرسة على صحيفته « الموقف ». وتعتزم بعض قيادات الحزب شن إضراب عن الطعام في صورة عدم وقف التضييقات المسلطة على مبيعات الجريدة والتتبعات القضائية التي فتحت ضدّها ومطالبة بتغريمها بخمسمائة ألف دينار (حوالي 280 ألف يورو) بسبب افتتاحية عن تداول زيت فاسد. ويعتبر الحزب أنّ الحملة الأخيرة على صحيفة « لموقف » سببها مبادرة الأمين العام السابق أحمد نجيب الشابي بحملة سياسية معلنا الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في 2009 رغم أنّ القانون الانتخابي لا يسمح له ذلك.
 
(المصدر:  « قدس برس انترناشيونال » بتاريخ  25 أفريل 2008)  

 

تونس: التطبيع مع إسرائيل يفجر خلافاً حاداً داخل حزب معارض

تفجر خلاف حاد داخل الحزب الديموقراطي التقدمي التونسي المعارض على خلفية التطبيع مع إسرائيل، بعد مشاركة محمد القوماني عضو المكتب السياسي لهذا الحزب في أعمال منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة الذي شاركت فيه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. ورفض القوماني في بيان امس، ما وصفه بالمزايدة والخطاب المتوتر والحاد الذي إتسم به بيان المكتب السياسي للحزب الديموقراطي التقدمي الذي انتقد وتبرأ من مشاركته في هذا المنتدى. وأوضح أنه شارك في المنتدى المذكور بصفة شخصية « وقد سبقتني شخصيات تونسية عديدة بالمشاركة في الدورات السبعة الماضية، منها قيادات بالحزب الديموقراطي التقدمي، اخص بالذكر منهم الأمين العام السابق للحزب احمد نجيب الشابي ». واعتبر ان « إستغلال حضور وزيرة خارجية العدو الإسرائيلي هذا المنتدى، لإدانة مشاركتي الشخصية والتبرؤ منها كما جاء في البيان، انما هدفه التشويه والتشهير، والإعلان الرسمي من قبل الهيئة القيادية في الحزب على إطلاق حملة ضدي وضد من يشاركونني الرؤية السياسية المعبر عنها في نصوص معلومة لدى المتابعين ». ولم يتردد القوماني في بيانه في تحميل ما وصفه بالفريق الذي يقف وراء صدور بيان المكتب السياسي لحزبه « تبعات التكفير السياسي والتخوين الصريح والافتراءات التي تضمنتها الرسالة المذكورة وكل تداعياتها السلبية على جميع الأصعدة ». وكان المكتب السياسي للحزب الديموقراطي التقدمي وزع بيانا حمل توقيع امينته العامة مية الجريبي، إستنكر فيه بشدة مشاركة القوماني في منتدى الدوحة، كما تبرأ فيه من هذه المشاركة التي قال إنها « تمت بمبادرة فردية منه من دون استشارة هياكل الحزب ». غير أن محمد القوماني أكد في بيانه أنه أبلغ الأمينة العامة لحزبه مية الجريبي اعتزامه المشاركة في المنتدى، « ولم أجد منها أي إعتراض يذكر ». وجدد المكتب السياسي للحزب الديموقراطي التقدمي التأكيد في بيانه على موقفه الرافض لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل « باعتباره تشريعا للعدوان وتأبيدا للاحتلال الذي يكتوي بنارهما شعبنا الفلسطيني كل يوم ». (ي ب ا)
(المصدر: صحيفة « المستقبل » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)

 

 الرئيس ابن علي يجتمع بوزير العدل وحقوق الإنسان – ضمان علوية القانون وتمكين المواطنين من حقوقهم بأيسر السبل

توجه اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه ظهر أمس الخميس بالسيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان إلى سير نشاط الوزارة، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية وبرنامج تأهيل المساجين. وأكد رئيس الدولة في هذا السياق على مزيد إحكام متابعة تنفيذ الأحكام القضائية، سواء المدنية أو الجزائية وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالتنفيذ، ضمانا لعلوية القانون وحرصا على تمكين المواطنين من حقوقهم بأيسر السبل وأسرعها. كما أكد سيادة الرئيس على تطوير برنامج تأهيل المساجين بما يقيهم من العود، وييسر اندماجهم في المجتمع. ومن جهة أخرى أطلع وزير العدل وحقوق الإنسان رئيس الدولة على الإجراءات التي تقوم بها الوزارة في إطار تعاونها مع الأجهزة الأممية المعنية بحقوق الإنسان، خاصة بعد تقديم تونس مؤخرا تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجينيف ولجنة حقوق الإنسان بنيويورك. وأوصى سيادة الرئيس بمواصلة هذا التعاون الايجابي، بما يؤكد مكانة تونس ودورها في مجال تطوير حقوق الإنسان وحمايتها. (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية –  تونس) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)  
 

مجلس النواب يوافق في قراءة أولى على تنقيح الفصل 20 من الدستور وأحكام استثنائية في الفصل 40 تجذير أركان النظام الجمهوري ودعم دور الأحزاب في الحياة العامة

 

 
وافق مجلس النواب في قراءة أولى على مشروع القانون الدستوري المتعلق بتنقيح الفصل 20 من الدستور وبأحكام استثنائية للفقرة الثالثة من الفصل 40 من الدستور، وذلك خلال جلسة عامة ترأسها السيد فؤاد المبزع وبحضور الوزير الأول السيد محمد الغنوشي ووزير الدولة المستشار لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السيد عبد العزيز بن ضياء وعدد من أعضاء الحكومة. ويأتي مشروع القانون الدستوري في إطار الحرص المتواصل لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي على دفع الحياة العامة، ودعم إسهام الأحزاب السياسية في التقدم بالمسار الديمقراطي التعددي، حتى تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة فرصة متجددة لتوسيع المشاركة السياسية والقاعدة الانتخابية، وفقا للنقطة 21 من البرنامج الانتخابي لتونس الغد المتعلقة بالإصلاح السياسي كخيار ثابت ومسار لا يتوقف. كما تكرّس هذه التنقيحات المكانة المتميزة التي يوليها سيادة الرئيس للشباب لينخرط بفاعلية في مسيرة بناء الحاضر والمستقبل، ويساهم باقتدار في الشأن الوطني العام، من خلال تخفيض سن الانتخاب إلى 18 عاما بدل 20 سنة، ليتدرب الشباب على الممارسة الديمقراطية. وتهمّ الأحكام الاستثنائية الفقرة الثالثة من الدستور تيسير الترشحات للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بتمكين بصفة استثنائية المسؤول الأول عن كل حزب سياسي، سواء كان رئيسا أو أمينا عاما أو أمينا أول لحزبه أن يترشح للانتخابات الرئاسية ـ دون ضرورة الاستجابة لشرط التقديم من قبل 30 من المنتخبين في مجلس النواب أو رؤساء بلديات ـ شريطة أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية، وأن يكون يوم تقديم مطلب ترشحه مباشرا لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين منذ انتخابه لها. ويندرج حرص الاشتراط في المسؤول الأول عن الأحزاب السياسية أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية ومباشرا لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين أساسا ضمن الحرص على ضمان المصداقية بالنسبة إلى مرشحي هذه الأحزاب. واثر تلاوة التقرير فتح باب النقاش العام وأخذ الكلمة 30 نائبا ينتمون إلى كل الجهات والحساسيات الحزبية، وأجمع النواب وهم نواب الشعب في تدخلاتهم على صدق وثبات الإرادة السياسية لسيادة الرئيس بن علي للارتقاء بالمسار الديمقراطي التعددي تجسيما لما بلغه الشعب من وعي ونضج للمشاركة البناءة في تصريف شؤونه واكبروا لسيادته ترسيخ الديمقراطية وتكريس حقوق الإنسان في ظل دولة القانون التي تبقى أساسا جوهريا لمشروع التغيير وخيارا لا رجعة فيه. ورحبوا بالمنزلة الرفيعة التي يحظى بها الشباب في فكر وسياسة الرئيس بن علي وذلك بالتخفيض في سنّ الانتخاب من 20 عاما الى 18 عاما خاصة ونحن نعيش سنة الحوار الشامل مع الشباب من اجل ان يتدرب الشباب على الممارسة الديمقراطية. وأكدوا أن الأحكام الاستثنائية للفقرة الثالثة من الفصل 40 من الدستور ستساهم في تجذير أركان النظام الجمهوري ودعم دور الأحزاب في الحياة العامة وتأطير المواطنين وتحسيسهم بحجم الرهانات المطروحة .. وقد ندد البعض من نواب التجمع الدستوري الديمقراطي ببعض الأنفار المتذيلين للخارج فيما دعا السيد إسماعيل بولحية عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين إلى أن يكون الرئيس بن علي مرشح التجمع مدعوما بالأحزاب والهيئات التي تتفق على ترشيحه، بينما نادى السيد عمار الزغلامي من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إلى تكاتف الجميع حول الرئيس بن علي الضامن الوحيد للمستقبل فيما دعا النائب عادل الشاوش عن حركة التجديد إلى مزيد تعميق الحريات الإعلامية. واعتبر النائب سهيل البحري عن حركة الوحدة الشعبية أن التحويرات تعزز المنظومة التشريعية وتحقق الوفاق الوطني. وطالب نائبان وهما مصطفى اليحياوي وعبد الملك العبيدي وكانا ينتميان للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وغادراه منذ سنة 2006 بتحوير للفصلين 40 و66 من الدستور لتجنب الأحكام الاستثنائية. واثر النقاش العام تولى السيد محمد الغنوشي الوزير الأول الردّ على المناقشات. وبعرض المشروع على الاقتراع العام صادق عليه المجلس مع تسجيل ستة اعتراضات، علما وأن تنقيح قانون دستوري يتطلب موافقة ثلثي الأصوات.   (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية –  تونس) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)

 

«خمسون» من تونس تونسية بين دمشق وبيروت … مسرحية فاضل الجعايبي تفضح إرهاب المتطرفين

دمشق – إبراهيم حاج عبدي    يتصدى المسرحي التونسي فاضل الجعايبي في مسرحيته «خمسون»، التي قدمها في دار الأوبرا دمشق، في سياق الاحتفال بـ «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، وتقدم الليلة في مسرح «دوار الشمس» (بيروت) لواحدة من أكثر المسائل تعقداً، والتباساً، ألا وهي مسألة تنامي المد الأصولي، وصعود الحركات المتطرفة التي باتت تهدد الأمن على مستوى العالم. المسرحية التي كتبت نصها زوجة الجعايبي، الممثلة جليلة بكّار، التي تجسد، كذلك، دوراً رئيساً في العمل، عرضت قبل نحو عامين على مسرح الأوديون الشهير في باريس، بعد أن منعت في تونس. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف الجدال حول هذا العمل المسرحي الذي عرض، أخيراً، في تونس بعد موجة احتجاجات قام بها عدد من الكتاب والمسرحيين والنقاد والصحافيين ضد جهاز الرقابة التي طالبت بحذف فقرات وجمل ومشاهد وتواريخ… تنطوي المسرحية على تأويلات لم يستطع الرقيب الرسمي تقبلها. ولأن حذف المطلوب يهدم بنية العمل الرئيسة، فان الجعايبي كان حاسماً في موقفه الرافض لأي حذف، فالمسرحية هي ثمرة جهد وتعب ومعاناة، ناهيك عن أن هذا «الإجراء الرقابي» الذي يقوض سلاسة العمل، يمس، في الآن ذاته، «حقنا في التعبير الحر، وحقنا في اختلاف الرأي، والطرح من دون وصاية ولا رقابة» وفق تعبير الجعايبي. الرقم خمسون، الذي اتخذه الجعايبي عنواناً لمسرحيته، يشير إلى الأعوام الخمسين التي مرت على تونس منذ حصولها على الاستقلال في العام 1956، وهو بذلك يسعى إلى مساءلة نصف قرن من الاستقلال، والى تقصي ما أُنجز خلال هذه الفترة، مركزاً على ظاهرة انتشار التيارات الأصولية في المجتمع التونسي، وما أفرزته من قيم وأخلاقيات لا تمت إلى قيم التسامح الديني بأية صلة، فضلاً عن مناهضتها الصريحة لمفاهيم الحداثة والتطور والانفتاح، ومحاولاتها الحثيثة في تكريس أفكار «ظلامية، متحجرة»، ليكون هدف المسرحية، «الدفاع عن قيم الحداثة» كما يطمح مخرجها. وإذا كانت الفنون، بصورة عامة، تسعى، لدى مقاربتها قضايا شائكة، مماثلة، إلى بناء عالم افتراضي نموذجي، وتقديم صورة مثالية للبطل الإيجابي، باعتبار أن الفن يمارس دوراً تنويرياً عبر الارتقاء بالوعي، ويطمح إلى رسم حياة متخيلة مشتهاة، فإن الجعايبي يتناول قضيته من زاوية أخرى، بعيدة من القوالب التقليدية، النمطية، فهو ينكأ الجراح، ويسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بلا مواربة، أو تحايل. إنه يشخص الأمراض كي يتسنى للمعنيين، إن أرادوا، البحث عن علاج لها، وهو إذ يطرح هذه الإشكالية، فإنه لا يتخفى وراء أي شعار سياسي أو أيديولوجي، ولا يساوم جهة على حساب أخرى. فهاجسه لا يكمن في الانتصار لطرف ضد آخر، بل يكاد يقف على مسافة واحدة من الجميع، إذ يضعهم على الخشبة (أو الركح في التعبير المغاربي) التي تحرض على البوح والمكاشفة والاسترسال في تداعيات ومونولوغات أجادت جليلة بكّار في صوغ جملها، وحواراتها المتقنة. بهذا المعنى، يصب الجعايبي في هذا العمل المسرحي الجريء، والطويل (مدة العرض تبلغ نحو ساعتين ونصف ساعة) جام غضبه على الجميع، بلا استثناء. فهو لا يقتصر على نقد الأصوليين الذين يريدون جر المجتمع بأكمله إلى «مقصلة التكفير»، فإذا كان هؤلاء قد عاثوا فساداً، وتخريباً في بلاده تونس، كنموذج لا يبتعد كثيراً عن بعض الدول العربية، فان العقلية البوليسية في ملاحقة هؤلاء، وآليات الأجهزة الأمنية في التحقيقات، وكيفية إدارة السلطة للأزمات وللمشاكل والقضايا المعقدة، لا سيما مسألة الإرهابيين، لا تقل رعونة، وقسوة عن ممارسات خصومها ومعارضيها. وفي رؤية تحليلية أعمق يغمز الجعايبي من قناة تلك النقابات والمنظمات الحقوقية التي طالما رفعت شعارات جذابة، براقة، ونظّرت للديموقراطية وللمجتمع المدني ولحقوق الإنسان، لكن ذلك لم يثمر، إذ لم تطبق البتة تلك الشعارات على أرض الواقع، على رغم تشبث رموزها بذاكرة لا تني ترثي أعوام النضال المريرة التي ذهبت هدراً. واتساقاً مع هذه «الرؤية النقدية الشاملة» لا يعفي الجعايبي الحركات التقدمية، اليسارية والماركسية من المسؤولية، فهي، بدورها، قد أصيبت بالعطب، ونخرت جسدها العيوب والأمراض، وهو هنا يوظف مرض احد المناضلين اليساريين بسرطان الحنجرة كدلالة على ما وصلت إليه تلك الحركات من شلل وعفونة وعطالة… مع ذلك فان جرعة الانتقاد تكون من نصيب الحركات الإرهابية التي لا يمكن التهاون في شأن جرائمها بحق أفراد المجتمع، إذ تبدأ وقائع المسرحية بمشهد يظهر مجاميع صامتة تائهة على خشبة المسرح، تقوم بحركات طقسية ملغزة، وسرعان ما تفجر إحدى النسوة المحجبات نفسها وسط المجموعة، فتخلف عدداً من القتلى والجرحى، لتشرع السلطات، عقب هذه الفاجعة، في البدء بتحقيقات مضنية واعتقالات عشوائية طاولت جميع المشتبه بهم، مستخدمة كل وسائل التعذيب والترهيب الممكنة بغية انتزاع الاعترافات التي قد تقود إلى خلايا إرهابية متورطة في العملية. ولا تسلم أمل، العائدة من باريس، من الاعتقال لدى وصولها إلى المطار بعد أن ثبتت صداقتها، في زمن مضى، للمرأة التي فجرت نفسها. والواقع أن التركيز على اعتقال أمل، لم يأت في غرض التشويق المسرحي، بل أن اختيار هذه الشخصية جاء لتسليط الضوء على التحولات الفكرية، الجذرية التي قد يتعرض لها المرء. فهذه الفتاة عاشت في أجواء من الحرية والانفتاح في كنف والدين يساريين، وعلى رغم تشربها الفكر الماركسي إلا أن لقاءها في باريس بإحدى الشخصيات الإسلامية المتطرفة أحدث تغييراً جذرياً في طريقة تفكيرها، حتى إنها اقتنعت بأن «الخلاص» يكمن في التشدّد الأصولي، فراحت تتمسك بقيم الجماعة المتطرفة، وكأنها لم تكن يوماً تلك الفتاة البريئة التي كانت تضج بالحيوية، والبراءة، والطموح وسط جو إسلامي معتدل ومعافى. لقد انطوت الآن على ذاتها وتجاهلت الواقع من حولها، وراحت تتطلع إلى السماء بحثاً عن أجوبة لكل التساؤلات التي تدور في ذهنها. ولدى عودتها إلى البلاد تجد أغلال الاعتقال في انتظارها. الوالدان يستغربان من هذا التحول الذي طرأ على تفكير ابنتهما، غير أن تلك الأفكار المتحجرة؛ الهدامة حين تتسرب إلى عقول المغرر بهم فان من الصعب التأثير عليهم، حتى وإن جاءت هذه المحاولات من أقرب المقربين. إنه نوع من غسيل الدماغ يصعب الشفاء منه. مشهد التفجير الذي لا يستغرق سوى دقائق قليلة، والذي يحدث اضطراباً في البلاد بأسرها، يتكئ عليه الجعايبي ليستحضر التاريخ التونسي في نصف قرن، بشخصياته ورموزه وممثليه من مختلف الأطياف والتوجهات والتيارات: العلمانية اليسارية، والأصولية المتشددة، وأقطاب السلطة الرسمية، ودعاة حقوق الإنسان والمجتمع المدني. كل هؤلاء يمتثلون لمشيئة الجعايبي في المحاسبة، والنقد، والمساءلة، لنكتشف أن الجميع متورط، بهذا القدر أو ذاك، بما آلت إليه الأوضاع من ترد، ومن تخلف فكري. وإذا كان كل طرف ينظر إلى نفسه على انه يسعى إلى العدالة والمساواة، ويوهم نفسه بامتلاك الحقيقة المطلقة، إلا أن الجعايبي يدق جرس الإنذار عبر الإشارة إلى أن مثل هذا الاستقطاب والتجاذب والاصطفاف لا يقود إلا إلى الفشل والإفلاس. فالواقع الذي يضج بآلاف الملفات والقضايا، هو أعقد من أن نعالج مشكلاته وفق هذا المنطق الاستقصائي. لا يزعم الجعايبي بان لديه حلاً سحرياً لآفة الأصولية السياسية المتشددة المنتشرة في تونس، وفي أماكن أخرى من العالم، لكنه يلاحظ، في المقابل، أن «المنطق الأمني والرقابي الذي تستخدمه السلطات ضد معارضيها في تونس يزرع بذور التطرف ومن بينها التطرف الأصولي وهو يلمح إلى أن فتح منابر الفن والإعلام بحرية، والتركيز على قيم الحداثة والتمدن، والابتعاد عن التفكير الراديكالي قد يلجم هذا «الغول الخطير»، مشيراً، وإن بصورة مواربة، إلى أن ما يجري في فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان يسهم في تغذية تلك النزعات الأصولية المتطرفة. وفي ما يتصل بالقالب الجمالي والفني للمسرحية، فإن الجعايبي، الذي أخرج نحو عشرين مسرحية وثلاثة أفلام، لا يشغل نفسه كثيراً في استخدام الجماليات المسرحية أو بناء ديكور صاخب ومزدحم على العكس من ذلك هو يضع شخصياته في فضاء اسود قاتم وكئيب مستثمراً إلى أقصى حدود، حركات الجسد لدى الممثلين الذين ينتقلون وسط ديكور ثابت لا يتغير خلال العرض، فيضطر الجعايبي (الذي صمم الإضاءة بنفسه) إلى توظيف الإضاءة على نحو فني مدروس كي ينتقل من موقع إلى آخر. ففي السجن تتراءى لنا هذه الإضاءة على شكل قضبان حديد، وفي المسجد تتحول الإضاءة إلى شكل قوسي يرمز إلى المكان المحدد، وهكذا في المطار أو البار أو الشارع. وهو يستخدم صوت الراوي الغائب الذي ينبعث من عتمة الكواليس بغية تلاوة الرسائل، أو توضيح بعض الملابسات والمواقف في عرض مسرحي يفتقر إلى المشهدية البصرية الباذخة، لكنه ينطوي على إدانة صريحة وجريئة للاستلاب الفكري ولآليات القمع، وللجمود العقائدي. ولا يصح أن ننتظر من عرض مهموم بهذه الأسئلة الكبرى والراهنة في العالم، أجوبة ناجزة وجاهزة، فقوة العرض تكمن أساساً، في صوغ الأسئلة الجوهرية والملحة التي تشكل البداية الصحيحة للعثور على الحلول الناجعة.
 
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)

العلاقة الفاترة بين التونسي والكتاب: معضلة تبحث عن حل

 
سيفتح اليوم السبت 26 أفريل 2008 معرض تونس الدولي للكتاب أبوابه لزائريه بعد أن خصص يوم أمس للافتتاح و يعتبر هذا المعرض الذي يشيد به القاصي و الداني من أهم المعارض الخاصة بالكتاب على مستوى عربي و إفريقي، كما تعتبر هذه السنة الحميدة التي دأبت عليها بلادنا بادرة هامة لتحقيق مصالحة التونسي مع « خير جليس »، و تضاف إلى مختلف المجهودات التي تقوم بها الدولة لإعادة الاعتبار للكتاب بعد أن سحبت من تحته الفضائيات و وسائل الاتصال الحديثة البساط، و لعل المواظبة على إقامة هذا المعرض طيلة 26 سنة إحدى الدلائل القاطعة على هذا التوجه. و على هامش هذا الاحتفال بالكتاب في بلادنا سنحاول من خلال هذا المقال رصد بعض مظاهر عزوف المواطن التونسي عن القراءة أو الكتاب بعدما كان ولا يزال الوسيلة المثلى لتحصيل المعرفة، ثم استجلاء العوامل المتسببة في خلق هذا العزوف، و أخيرا سنقدم من موقعنا البسيط والمتواضع بعض المقترحات كمحاولة لحل لهذه الأزمة إن صح القول.   ـ أفاد تقرير نشرته شركة سينوفات لأبحاث السوق والمتعددة الجنسيات في 2007 أن التونسيين يقضون يوميا 35 دقيقة في قراءة الصحف و المجلات و 306 دقيقة شهريا لقراءة الكتب أي ما يعادل 10 دقائق في اليوم!! ويأتي القرآن في صدارة الكتب الأكثر قراءة في بلادنا قبل كتب الطبخ والأبراج وغيرها أما الكتاب الثقافي فلا نعلم بأي مرتبة يأتي و كم من الوقت يخصص له ربما بعض الثواني، الأمر الذي جعل بعض المكتبات تغلق أبوابها لتتحول إلى محلات لبيع الأشرطة الغنائية..، كما أظهر مسح لنفقات الأسرة التونسية و استهلاكها لسنة 2005 نشره المعهد الوطني للإحصاء مؤخرا أن التونسي ينفق 5.6 بالمائة على الترفيه و الثقافة من جملة نفقاته والأكيد أنهم يقصدون الثقافة فقط لأن الترفيه على ما نعلم لا يبخل عليه المواطن التونسي لا بوقته و لا حتى بماله… في الحقيقة ظاهرة عدم الإقبال على القراءة ليست خاصة بمجتمعنا التونسي فقط بل يقر البعض أنها ظاهرة عالمية لكنها مستفحلة في البلدان العربية و التي يساوي إنتاجها من الكتب 1.1 بالمائة من الإنتاج العالمي، كما يقرأ كل 20 عربيا كتابا واحدا في حين يقرأ كل بريطاني 7 كتب و كل أمريكي 11 كتابا.     ـ و من أبرز الأسباب المفسرة لعزوف التونسي عن الكتاب سيطرة ثقافة الصورة على حساب الكلمة بظهور الفضائيات و تناسلها بين الحين والآخر و أسرها للعقول، إذ أكد الأطباء النفسيون أن 75 بالمائة من الصور الذهنية عند الإنسان مستمدة من وسائل الإعلام بأنواعها، إضافة إلى دور الأسرة التي لم تزرع في أبناءها حب القراءة  بل لم تعد القراءة من عاداتها و قد انخرطت هي أيضا في هستيريا وسائل الاتصال الحديثة، المؤسسة التربوية أيضا دورها لا يقل أهمية في عزوف التلميذ والطالب عن الكتاب نتيجة أسلوبها التلقيني الذي يحتل فيه الكتاب المدرسي الصدارة في اهتمامات التلميذ بما أنه يمثل بالنسبة إليه فقط مجرد عبارة للنجاح ، أما في الجامعة فإن أغلب الطلبة يعتمدون فقط على الدروس التي يتلقونها من الأساتذة الذين لم يوجهوهم بالشكل الكافي للإقبال على الكتاب وعدم التعامل معه معاملة نفعية مباشرة و عابرة لمجرد تحصيل النجاح في آخر السنة ليدخلوا بعد ذلك في إجازة عقلية طويلة، الظروف الاقتصادية و ضعف المقدرة الشرائية أيضا يعتبرها العديد من الأسباب الرئيسية المؤدية لضعف إقبال التونسي على الكتاب لغلاء أسعاره في الوقت الذي لم يعد فيه المواطن قادرا على توفير الحاجيات الضرورية لبيته، أما هياكل الدولة خاصة منها وزارة الثقافة و المحافظة على التراث و المراكز الثقافية التابعة لها فهي تفتقر لمشاريع وطنية جادة لرد الاعتبار للكتاب و إنقاذه من جاذبية و سلطة الفضائيات و الأنترنات و الفيديو مع أنها تخصص الكثير من المال و الدعاية لمختلف التظاهرات الغنائية و دعم بعض الأعمال السينمائية التي لا رائحة و لا طعم لها..       ـ و بالنظر إلى مظاهر و أسباب العزوف عن الكتاب فإن المعالجة تتطلب حراكا على مختلف الأصعدة، كما تحتاج إلى جهود مؤسساتية و إلا ستصبح  ضربا من المستحيل، فعلى الدولة اعتماد سياسة ثقافية تعيد الاعتبار للكتاب بما أنه المصدر الرئيس للثقافة الجادة بشكل يتوازن مع الاهتمام بالوسائل التثقيفية الأخرى المرتكزة على الصورة المرئية و الكلمة المسموعة و إعادة الاعتبار للمعرفة بشكل عام كأداة للارتقاء الاجتماعي، كما على الهياكل المعنية العمل على مراجعة أساليب تسويق الكتاب من خلال التخفيض في أسعاره على نحو يتناسب مع قدرة المواطن الشرائية، و دعم المكتبات العمومية بإثراء رصيدها بالكتب و المؤلفات المستجدة و تيسير الخدمة أمام مرتاديها، أما فيما يتعلق بالمؤسسة الإعلامية فمن الضروري أن تكثف من البرامج المعرفة بالكتاب و المشوقة لدفع الناس للاهتمام به، كما على الأعمال الدرامية التلفزية و المسرحية و السينمائية ألا تكون فقط مرآة عاكسة للواقع بل تعمل على محاولة تغييره ايجابيا بالتقليل من استعراض قصص الحب و الخيانة و الزواج و إبراز الدور الفعال للكتاب في إنارة الفكر و العقل و ملأ الفراغ بما يمكن أن يحقق ارتقاء الفرد بنفسه و بذلك بمجتمعه، و بما أن الإنسان لا ينقاد غريزيا نحو الكتاب بل يجب تربيته على اكتساب عادة القراءة يصبح دور الأسرة و المؤسسة التربوية هاما في هذا الاتجاه لذا من المطلوب تفعيله حتى ينشأ الفرد على إعطاء الكتاب الأهمية الكبرى و الإيمان به كينبوع للمعرفة و أداة لتحصيل الزاد الثقافي.        في نهاية القول يمكن اعتبار وعي المثقفين و المسؤولين عن الشأن الثقافي بأهمية مصالحة التونسي مع الكتاب مؤشرا جيدا على السير نحو محاولة تحقيق هذه المصالحة بشتى السبل، وهو ما يفسر تنوع وتعدد المبادرات للتغلب على هذه المعضلة منها إقامة معارض للكتب و توزيعها على مختلف مناطق الجمهورية، فضلا عن إقامة المعرض الدولي و السنوي للكتاب، غير أنه و على أهمية ما تحقق من مساعي و إجراءات لتقريب الجسور بين المواطن و الكتاب فإن هذه المساعي تبقى دون المأمول على ما نلحظه من تدني في نسب الإقبال على الكتاب، وهذا ما يجعل من تجند كل الأطراف المسؤولة أمرا ضروريا و مستعجلا حتى تعاد للكتاب أهميته و مكانته. شادية السلطاني
(المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس) ، العدد 590 بتاريخ 26أفريل 2008)  


 

 

حتى لا يكون الناخب التونسي قاصرا …

 
عقد مجلس النواب جلسة عامة يوم الخميس 24 أفريل الجاري تضمن جدول أعمالها القراءة الأولى لمشروع القانون الدستوري المتعلق بتنقيح الفصل 20 مــن الدستور وبأحكام إستثنائية للفقرة الثالثة مـن الفصل 40 من الدستور. ويتعلق تنقيح الفصل 20 بتخفيض السن الدنيا للناخب التونسي إلى ثماني عشرة سنة بعد أن كانت عشرين سنة. و من المتوقع نظريا أن يسمح هذا التنقيح بعد المصادقة عليه بتوسيع المشاركة السياسية إلى ما يزيد عن نصف مليون شاب إضافي بالنسبة الى الانتخابات القادمة. وإلى هذا الحد يبدو الأمر مشجعا ومستجيبا لأحد المطالب القديمة للمعارضة التونسية، ولكن ما ينبغي إعادة التذكير به في هذه المناسبة هو أن الناخب التونسي الشاب بين سن الثمانية عشر وسن العشرين والذي سيتمتع بحقه الانتخابي سنة 2009، سيكون قاصرا أو منقوص الأهلية والإدراك والتمييز بحكم القانون الحالي باعتبار أن الفصل السابع من مجلة الالتزامات والعقود الجاري بها العمل في بلادنا ينصّ على أن كل إنسان ذكرا كان أو أنثى تجاوز عمره عشرين سنة كاملة يعتبر رشيدا. ولأننا نأمل أن تكون الانتخابات القادمة كاملة الرشد والتعقل والأهلية وحتى لا يكون بعض الناخبين التونسيين قاصرين، فإن المطلوب في أقرب وقت ممكن (أي قبل موعد الانتخابات) هو تنقيح الفصل المذكور وتخفيض سن الرشد القانوني في تونس إلى ثماني عشرة سنة. و قد يحتاج الأمر إلى مبادرة تشريعية نيابية في هذا المجال نرجو أن لا تعرف نفس مصير المبادرات السابقة.  أما الأحكام الاستثنائية المتعلقة بالفقرة الثالثة من الفصل 40 من الدستور فقد ضبطت الشروط السياسية للترشح للرئاسة، وتلك مسألة أخرى أكثر تعقيدا وإثارة للجدل من مجرد ضبط السن الدنيا أو القصوى القانونية، خصوصا في بعدها الاستثنائي بالنسبة إلى المؤهلين والمؤهلات للترشح. و في الواقع ربما يكون أهم من تنقيح الفصلين الدستوريين، هو الاستعداد الجدي من كافة الأحزاب السياسية في السلطة منها أو في المعارضة حتى تكون الانتخابات القادمة أفضل من سابقاتها سواء في مستوى تحسيس المواطنين بأهمية الإقبال على صناديق الاقتراع  أو في تنظيم الحملات الانتخابية مع الالتزام الديمقراطي بالاحترام المتبادل لقواعد التنافس النزيه أو في تغطية مكاتب التصويت بالملاحظين لضمان شفافية أكبر تتلاءم و المرحلة المقبلة التي لن تخلو من تحديات حقيقية ورهانات جديدة.  عادل القادري (جريدة الوحدة)
 

 
بسم الله الرحمين الرحيم  

 
حوار أم استجواب

يعيش شباب هذا اليوم على وقائع حوار شبابي تروج له السلطة و تحتفل به  وساءل الإعلام و الهدف المعلن مشاركة الشباب في الرؤى المستقبلية والسؤال المطروح من هو الشباب المعني بهذا الأمر و على أي طريقة سيتم الحوار مع السلطة و على أي طاولة. تعرضت يوم الأربعاء 23 أفريل 2008 بمنطقة العمران الأعلى بعد خروجي من المسجد للإيقاف و الاستجواب من قبل سيارة تابعة لجهاز أمن الدولة يركبها ثلاثة أشخاص امتنعوا عن التعريف بأنفسهم و الاستظهار بما يثبت أنهم ينتمون للجهاز المذكور. تم استجوابي على قارعة الطريق لفترة طويلة بعد امتناعي عن مرافقتهم, سمعت خلال الاستجواب من الاستفزاز و التهديد ما يرسخ لدي أن الحوار في تونس هو الاستجواب اللاَمتناهي والتحقيقات والعذاب و المعانات النفسية لي و لكل العائلة فماذا بعد؟ علما أن أحدهم سب عليَ الجلالة فهل أن القانون يبيح سب الجلالة كما يبيح سب المواطن. أهيبوا بكل الشرفاء والأحرار و أصحاب الأصوات الحرة والنزيهة والبعيدة عن الأطماع الشخصية السعي لإنقاذ أبناءهم من شباب تونس من التجاوزات الأمنية كما أرفع صوتي بالنداء لعلماء الأمة و دعاتها إلى القيام بواجبهم نحو هموم الأمة وخاصة شبابها فإنهم مسئولون عنا أمام الله ثم أمام التاريخ. للتواصل: lazharcivil@gmail.com
لزهر زرَوق مهندس

 

حقوق الإنسان وملفا القضاء والمساجين

بقلم: كمال بن يونس اهتم الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه أمس بالسيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان بملفات سير القضاء وأوضاع السجون وحقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية وبرنامج تأهيل المساجين ومشاركة تونس في المؤتمرات الدولية، التي تناقش ملفات الحريات العامة والفردية واحترام مختلف الدول للمواثيق الدولية والمرجعية الأممية الخاصة بحقوق الإنسان. وقد لفت الاجتماع النظر مجددا إلى ملف مهم جدا وهو الحاجة إلى تطوير برنامج تأهيل المساجين لوقايتهم من  الوقوع مجددا في مخاطر التسكع والانحراف والجريمة.. والتأهيل المهني والنفسي لآلاف المساجين من مختلف الأعمار يعني تخصيص وقت مهم من مرحلة اعتقالهم لتعليمهم ممارسة انشطة مهنية أو حرفية يوفرون بها موارد رزقهم بعد الافراج عنهم.. مما يوفر البديل عن التفكير للجوء الى موارد ممنوعة للحصول على الاموال منها الاختلاس والسرقة والعنف وترويج المخدرات وبقية المؤثرات العقلية.. كما أصدر رئيس الدولة بالمناسبة تعليمات واضحة لتيسير اعادة اندماج المساجين السابقين في المجتمع.. وهو ما يستوجب اضطلاع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بدور ملموس.. وتعاونها لاقناع المشغلين ومختلف الاطراف المدنية والمجتمعية بضرورة التعامل مع السجناء السابقين بنظرة جديدة تساعدهم على طي صفحة الماضي.. وان زلت بهم القدم يوما لاسباب قاهرة..  في نفس الوقت اهتم رئيس الدولة مجددا بملف حقوق الانسان ببعده الدولي ودعم التمشي الذي قامت به المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية مؤخرا والمتمثل في الرهان على خيار التعاون مع الأجهزة الأممية المعنية بحقوق الإنسان.. وعدم السقوط في خيار » المقاطعة » أو « التهجم المجاني » عليها وعلى تقاريرها.. وجاءت تعليمات رئيس الدولة في هذا الصدد انطلاقا من تقييم ايجابي اجمالي لتجربتي مشاركة الوفد التونسي الرسمي في كل من نيويورك وجنيف هذا الشهر..  بمناسبة تقديم تونس مؤخرا تقريرها أمام مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجينيف ولجنة حقوق الإنسان بنيويورك.. والتفاعل الرسمي مع نتائج ماجرى في نيويورك وجينيف المؤشر ايجابي على وجود ارادة سياسية للتفاعل مع ملاحظات الاخر.. مهما كانت اختلافات تونس مع بعضها ومع الجهات التي قد تكون ضخمت التقارير عن اوضاع الحريات الاعلامية والسياسية في تونس 2008. هذا الاهتمام الرئاسي الحكومي بملف المساجين وسير القضاء وتطوير اوضاع حقوق الانسان مهم جدا.. فعسى أن تتضافر الجهود لتكريس الارادة السياسية التي عبر عنها الرئيس زين العابدين بن علي أمس مجددا خلال استقباله وزيرالعدل .
(المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية –  تونس) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)


تونس ماذا دهاك؟

 

عبدالرحمان الحامدي

 

يحزنني والوطن

يحكم بالحديد

 

خطف وتعذيب

وتشريد

 

وتلفيق تهم

جهارا وتهديد

 

وإعلام مجه

العقل الرشيد

 

 

 ذاك حصاد

العهد الجديد

 

رقابة في كل

شيء وتشديد

 

 

تباركها يد

جبان رعديد

 

 جثم على القلب

من أمد بعيد

 

عبد القوة ونسي   

يوم الوعيد

 

إستخف القوم

 فأطاعوه

بمسيرات تأييد

 

ورسائل تنديد

وتمجيد

 

مهازل مللناها

في الأزمات

 في كل عيد

 

ملاذا غدت

لجبار عنيد

 

آمن بالكرسي

تأبيدا وتخليد[ا]

 

نسي منتقما

 في السماء

عتيد

 

 

أبية حرة

بالأمس البعيد

 

ماذا دهاك تونس؟

 

رضيت اليوم

 حكم العبيد

 

أمن نهضة تعيد

المجد التليد؟

 

آه لو أن لي قدرة

« أو آوي إلى ركن شديد » *

 

 

سورة هود الآية ثمانون. *

وردت على لسان سيدنا لوط عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة و أزكى التسليم وذلك عندما أراد قومه فضحه في ضيوفه « قال لو أن لي بكم قوة » لو أن لي على دفعكم مقدرة لدفعتكم « أو آوي إلى ركن شديد » أي ألجأ إلى قوي أنتصر به عليكم [تفسير وبيان مع أسباب النزول للسيوطي. إعداد الدكتور محمد حسن الحمصي] طبع دار الرشيد. دمشق،بيروت.

ملاحظة: يراعى الجزم بإستمرار في القافية الدالية التي ختمت بها الجمل.

 

 

http://www.dailymotion.com/video/xpfsn_alhiwar


 

الأبعاد السيكولوجية لجراحة التجميل : الانزعاج من صورة الجسد واضطرابات الشخصية !

 
 
أبو مهدي   في عصر العولمة، ساهم الإشهار بقسط  وافر في تغيير أنماط تفكير الأفراد وثقافتهم الاستهلالية بحيث أن بعض المنتوجات والسّلع والأفكار والتوجّهات أصبحت ضرورية وأساسية   بعد أن كانت ثانوية وكمالية. واستنادا إلى بعض الدراسات الميدانية، تبيّن أنّ الطبقات المتوسّطة أصبحت تقبل على شراء واقتناء العديد من السّلع والمنتوجات الكمالية التي يرّوج لها الإشهار، وذلك في إطار تقليد ومحاكاة الطبقات الميسورة حتى وإن أدّى بهم الأمر إلى التداين والاختناق المادّي.          ومن بين المجالات التي اكتسحتها شراسة الإشهار، نذكر عمليّات التجميل التي عرفت ازدهارا منقطع النظير وإقبالا متزايدا من النساء والرّجال على حدّ السّواء.          ذلك أن تركيب أنف  جديد أصبح بمثابة شراء فستان أو قميص، وبالتالي تمّ التركيز بصفة أساسية على أن عمليّات التجميل خالية من أيّة آلام أو مخاطر وأن نتائجها مضمونة وبنسبة عالية          وإذ كان ميدان التجميل تتداخل فيه عديد الجوانب، سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، فإن الجانب السيكولوجي يكتسي أهمية بالغة باعتبار المسألة قد ترتبط باضطرابات ذات صلة بالصّورة التي تحملها عن الذّات. وقد تتجسّد هذه الاضطرابات من خلال النفور غير المنطقي من تلك الصّورة أو الانشغال المفرط والمبالغ فيه بأحد الملامح غير المرغوب فيها وبصفة عامة، تتميّز جراحة التجميل بأنّها غالبا ما تكون نابعة من المريض نفسه وليس من الطبيب، وبالتالي هناك  احتمالات لظهور قصور  أو خلل في تحديد ما هو ضروري من الناحية الطبية أمّا عن الدّواعي والدوافع التي تقف وراء إقبال العديد من الأشخاص على عمليّات التجميل، مثل تقويم الأنف أو إزالة التجاعيد أو شفط الدّهون أو تسطيح البطن، فهي تتمثّل ، حسب النظريات الاجتماعية البيولوجية، في أن الأشخاص ذوي الجاذبية يحظون بأفضلية وتميّز في المجتمع سواء في مجال اختيار شريك الحياة أو الحصول على الوظائف ذات الدخل العالي والنجاح  في الحياة المهنية وفضلا عن ذلك فإن المنافسة الاجتماعية تدفع الأفراد  إلى التركيز على مظهرهم الخارجي من أجل ضمان النجاح. أمّا من المنظور السيكولوجي، فإن الجراحة التجميلية لاتعدو أن تكون وسيلة متطوّرة يستخدمها الأشخاص من أجل خلق انطباعات جيّدة لدى الآخرين          وعموما، يمكن القول بأن اللّجوء إلى عمليّات التجميل غالبا ما تقف وراءه حالات من عدم الاستقرار النفسي وبالتالي، ينصح العديد من الأخصائيين بضرورة الاعتماد في مرحلة أولى على الأخصّائي النفسي  الذي يمكنه لوحده التشخيص الصحيح والدّقيق للدوافع الحقيقية للعملية التجميلية. فالأشخاص الذين يلتجئون إلى هده الجراحة بناء على دوافع داخلية إنّما يعانون من صعوبة التكيّف مع وضعية محدّدة، بحيث أن الحالة النفسية تعكس عيبا جسديّا يتسبّب في حالة من القلق والانزعاج، ويكون الترميم أو التجديد عن طريق الجراحة العامل الذي سوف يؤدّي على زوال ذلك القلق.          ومن الجوانب الأخرى التي تستوجب الغوص في أعماق الذّات البشرية، أنّ الشخص الذي يقبل على جراحة التجميل قد يخفي رغباته الحقيقية بحيث يطلب جراحة معيّنة والحال أنّه يرغب في شيء آخر. وبالتالي، فإن الأخصّائيين في مجال عمليّات التجميل مطالبون بالتركيز على ما لم يتمّ قوله من طرف المريض (le non- dit) ولاسيّما فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية والعائلية. وبالتالي، فإن المقابلة الأولى ومسؤولية الجرّاح في رصد واستكشاف كافة المعطيات الذّاتية والموضوعية هي التي سوف تحدّد مدى قدرة المريض على تحمّل التدخّل الجراحي. كذلك، لا بدّ من  سبر تخوّفات المريض ورغباته وانتظارا ته من العملية، فضلا عن سمات شخصيته والأسباب الكامنة وراء لجوئه للجراحة وتوقّعاته حول النتائج المنتظرة .ومن المسائل التي يتعيّن التركيز عليها خلال المقابلات السابقة للعملية التجميلية، يؤكّد الأخصّائيون على ضرورة التحلّي بالفطنة التشخيصية للعلامات ومن الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الجرّاح قبل الشروع في عملية التجميل :          هل أن لباس المريض مثير وملفت للانتباه ؟ هل أن المريض ينسحب من التواصل الجسدي أو يتجنّب التواصل البصري؟ كيف يبدو مزاج المريض ؟ هل أن صوته قابل للإثارة؟ هل يتميّز بالخجل أو التوتّر السريع أو الاضطراب الانفعالي ؟          ومن النتائج التي  أفضت إليها بعض الدّراسات في هذا المجال أنّ الذّكور غالبا مايفتقرون إلى مفهوم واضح عن الجسد وإلى الدّراية الكافية والعميقة حول مظهرهم الجسدي، مما يجعلهم يجدون صعوبة في التعبير عن غرضهم من الجراحة التجميلية          لذلك، ومن جهة النظر السيكولوجية، يستحسن قبل إجراء عمليات التجميل، الحرص على إيجاد إجابات للتساؤلات التالية: 1.     هل أن العيب الحقيقي الذي يشكو منه المريض تمّت ملاحظته بوضوح ؟ 2.     هل أن المظهر الخارجي يكتسي أهمية على الصعيد المهني للمريض؟ 3.     هل أنّ المريض متقدّم في السنّ، وبالتالي فهو غير مستقر انفعاليا ويرغب في أن يبدو أكثر شبابا ؟ 4.     هل أنّ المريض يشكو من اضطرابات سيكولوجية متكررّة أو يستخدم بعض الأدوية النفسية ؟ 5.     هل أن المريض سبق له وأن أجرى عمليات تجميلية أخرى وفي كلّ مرّة تكون النتائج دون ما يطمح إليه؟  6.     هل أنّ المريض يعتقد أن تصحيح أحد العيوب عن طريق الجراحة إنما هو حلّ لكافة مشاكله. 7.     هل أن قرار المريض اللجوء إلى الجراحة التجميلية ناتج عن نزوة أو اندفاع؟ والحقيقة أن الأبعاد السيكولوجية لجراحة التجميل في غاية التعقيد والتشابك فهناك من المرضى من يصاب بالوسواس القهري وينشغل بأحد العيوب الجسدية الصغيرة وأحيانا بعيوب كثيرة غير موجودة في الواقع. ومثل هذه الحالات، تبدأ في سنّ المراهقة ويعاني منها الذّكور والإناث على حدّ السواء وممّا قد يزيد في خطورة هذه الوضعية أن مثل هؤلاء المرضى يحيطون انشغالاتهم ومعاناتهم بستار من الكتمان والسرّية فنجدهم يتنقلون من طبيب إلى آخر وكلّهم قناعة بأن مشكلتهم جسديّة بحتة لكن، بعد إجراء العملية التجميلية، قد تتفاقم الوضعية ولا تحصل النتيجة المرتقبة.       وبالتالي، فإن ذلك العيب الجسدي المزعوم غالبا ما ترافقه حالات من الاكتئاب والفوبيا الاجتماعية والاضطرابات الو سواسية، بحيث أن المريض نجده قليل الاختلاط بالأصدقاء بسبب ما يعتقده عيبا جسديّا وأحيانا تتفاقم الأمور وتصل إلى حدّ محاولة الانتحار وختاما، لابدّ من الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية لاتناسبهم العمليات التجميلية ذلك أن هناك من يعاني من اضطرابات الشخصية الفصامية بحيث غالبا ما يكون منسحبا اجتماعيا ومنطويا على نفسه ولا يرتاح  لوجود الآخرين. كذلك نجد الأشخاص الذين يتميّزون بالإفراط في الحساسية وعدم الاستقرار في العمل، فنجدهم يعتبرون أنفسهم ضحايا للظّلم والحيف ويُلقون اللّوم على الآخرين ويتسمون بالتوتّر والحذر والتكتّم وأحيانا المجادلة  العنيفة والعدائية والتزمّت… وفضلا عن ذلك، نجد الأشخاص الذين يتميّزون بردود أفعال متقلبة ومزاجية تتراوح بين الضّحك بسهولة وانفجار الدّموع لأتفه الأسباب، فضلا عن عدم التعاون وعدم الانضباط في المواعيد والرّغبة الجامحة في جلب الانتباه من خلال المظهر الخارجي. هذا إلى جانب الأشخاص الذين يشكون من اضطرابات الشخصية الاكتئابية والذين غالبا ما تكون لديهم تشكّيات جسدية متعدّدة وتناقض في السلوك العفوي وانعدام التفاؤل حتى عند وجود ضمانات وتطمينات. أبو مهدي الجزء الثاني   (المصدر: صحيفة  » مواطنون » لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 58 بتاريخ 16 أفريل 2008)  

شعار التحييد وإستراتيجية الانحياز و التماهي

   

ابن البحر   إذا كانت الديمقراطية في أبسط معانيها هي شكل ممارسة الحرية في المجال السياسي وصيغة للتعامل الخلاّق مع الواقع السوسيو تاريخي فهي في أعمق معانيها نمط للمارسة الوجود وطريقة اللاقامة تحت قبو مؤسسة العالم الحيّ والتاريخ المعقلن.
 ولطالما آمن العقل الديمقراطي أنّ صيغة ممارسة الحرية في المجال السياسي هي صيغة مسؤولة ومقننة غير بدائية تحترم الآخر المختلف وتحترم قوانين اللعبة السياسية وحدود المجال السياسي ولا تسمح بممارسة السياسة  في غير المدان السياسي المعارف، والإخلال بهذه القاعدة الذهبية في الممارسة السياسية يحوّل الحيلة السياسية إلى نوع من المسرحية الهزيلية الخاضعة لقوانين الحبك والإنتاج الما قبلي تلك المسرحية التي تعبّر إلا عن واقع بربريّتنا الديمقراطية 6.       » الشعب المهنية » معركة التحييد وما يشهد عن بربريتنا الديمقراطية اليوم هو تشبّث كوادر الحزب الحاكم بمقولة  »  يجوز لنا ما لا يجوز لغيرنا » وهي مقولة مستعارة من علم الطلسمات السياسي في بلادنا أو هي من طلاسم السياسة. فالحزب الحاكم اليوم الذي تجاوز سنّه 87 سنة يرى أنه يجوز له البقاء على مكاسب الشعب المهيمنة » في كامل مؤسسات الدولة ويجوز لموظفي هذه الشعب ممارسة السياسة في حرم الإدارة عبر بيع بطاقات انخراط الحزب وتنظيم الاجتماعات في مقرّات الشعب المهنية التي هي مقرّات تابعة لمؤسسات الدولة والإدارة ويجوز لهم التمتع بمجانية الكهرباء والماء والهاتف في مرّات الشعب المهنية فهي مفوترة ضمن فواتير الإدارة ومن المال العام. فحيث ما ولّيت وجهك تجد شعبة مهنية تنتمي للحزب الحاكم لتسأل في عقلك لماذا يجوز للحزب الحاكم ما لا يجوز للأحزاب الأخرى ؟ أليست هذه الشعب المهنية عنوانا لاستغلال النفوذ ؟ ألا يكون لهذه الشعب المهنية دخل في الترقيات المهنية والمكافآت و »التواكل على الأكتاف » والمحسوبية والانتدابات على الهويّة ؟ واعتبار من كان معنا وإقصاء من خالفنا ؟ !  وانحسار الدور النقابي من النضال والتحقيق إلى المساومة والتسوية ؟ ألا يكون ذلك تعبيرا صارخا عن آلية العجز الديمقراطي الذي نحياه اليوم ؟      تصوّر أننا تخلصنا من عقدة العجز الديمقراطي وطبقنا المقولة السالفة بعدالة فقلنا  » يجوز للحزب الحاكم ما يجوز للأحزاب الأخرى » فكيف ستصيح الإدارة التونسية ومؤسسات الدولة وهي تحتوي على 10 عسرة ألوان من الشعب المهنية : شعبة مهنية تجمعية وأخرى اشتراكية ديمقراطية وأخرى وحدوية شعبية…الخ ؟ !      إنّ المعارضة الديمقراطية التي تؤمن بممارسة العقلانية السياسية في عصر الحداثة بل في عصر ما بعد الحداثة والعولمة ترى أنّ المعجم السياسي العقلاني لا يمكن له أن يستوعب اصطلاح  » شعبة مهنية  » و »رئيس شعبة مهنية » فهذه الاصطلاحات تنتمي إلى علم آثار السياسة أو من طلاسم المفاهيم السياسية التي لا يمكن للديمقراطية وللعقل الديمقراطي أن يستوعبها فهي اللامعقول السياسي الواقعي عندنا. III. معايير الفساد وضرورة الإصلاح من أهمّ معايير الفساد في العلوم السياسية الحديثة هو انحياز الإدارة ومؤسسات الدولة إلى جهة سياسية دون أخرى مما يسبّب الاحتقان ويجعل مؤسسات الدولة التي هي ملك المجموعة  العامة عرضة للشخصنة ومجالا لتسويق ميولات سياسية دون أخرى في أنها مؤسسات محايدة لاتحتكم الا  لسلطة القانون وعلويته ولاتسوّق غير خدمات وواجبات ضبطها القانون. ولئن خاض الحزب الحاكم في عديد المناسبات معارك سياسية بعنوان تحييد الإدارة ومؤسسات الدولة خاصة تلك المعارك التي خصّصت لها السلطة حملات إعلامية ضخمة مثل تحييد الجامعة التونسية عن العمل السياسي وأنّ الحرم الجامعي هو حرم علمي لا يجوز ممارسة السياسة داخله أو تدنيسه بمقولات سياسية وميولات ايديولوجية. ونجحت السلطة في المقولات التحييدية بإقناع الرأي العام التونسي أنّ الجامعة للدراسة والعلم لا للممارسة السياسيّة رغم أنّ الجميع يعلم أنّ الجامعة هي المجال المفتوح الوحيد الذي كان الطلبة يجدون فيه الحرية للتعبير عن آرائهم وانتماءاتهم وسط واقع منغلق ومعتّم ورغم أنّ الكلّ مع الطلبة كان أمنيا خالصا لتحييد الجامعة قان الرأي العام التونسي ظل ولا يزال يعتقد أن الجامعة محايدة وهي جزء من مؤسسات الدولة التي وجب أن تكون محايدة لكن منطق تحييد الإدارة كان منطقا انتقائيا يقصي الجميع عن الإدارة ومؤسسات الدولة ويسمح للحزب الحاكم بالتماهي مع مؤسسات الدولة والإدارة التونسية عبر منظومة الشعب المهنية والشبيبة المدرسية… ولعل هذا ما يجعل بعض القوى السياسية تحلّل هذا المبدأ أو تقرأه عبر ثنائية الفحولة والاخصاء. فكانت أغلب القوى السياسية اللاعقلانية تشعر بالإخصاء السياسي تجاه هذه التركيبة البربرية للديمقراطية      ومهما يكن فان الحزب الحاكم الذي أقر إنشاء الشعب المهنية والشبيبة المدرسية في إحدى مؤتمراته في الستينات لكي يدخل التاريخ من باب اللامعقول السياسي ويبني الحزب الواحد الأوحد والبرلمان ذي اللون الواحد والرأي الواحد والإجماع الواحد وتبعا لذلك الدولة الشمولية التي تماهي الحزب مع كامل مؤسساتها وجمّد سنّة التعايش والتداول بمبايعة الرئيس الرّاحل سنة 1975 الذي كان عمره عندها 72 سنة لرئاسة البلاد مدّى حياته لتدخل البلاد بعدها في غرفة الإنعاش الياسي ثم الغيبوبة الديمقراطية والغياب عن العالم والوجود.      مهما يكن من كل ذلك فإن منطق انحياز الإدارة إلى حزب دون آخر هو منطق يقود إلى البربرية الديمقراطية فما إنشاء الشعب المهنية في نهاية الأمر غلا لضرب العمل النقابي الوطني في بداية الستينات وصنع أناس في الإدارة التونسية هم نسخ عن بعضهم البعض لذلك ظل اقتناء بطاقات الانخراط الحزبي منذ ما يزيد عن 45 سنة أشبه باقتناء بطاقات التأمين على الوجود وعلى المعاش. فقد يدخل الفرد قبل اقتناء بطاقة انخراط الحزب عبر الشعبة المهنية في عملية مساومة مع أسباب بقائه في العمل أو الترقيات أو تحقيق منافعه الشخصية عبر انتهاكك مقولة تحييد المؤسسة والإدارة      فنحن إلى اليوم لم نقطع مع استراتيجية الانتهاكات الفاضحة لمبدإ تحييد مؤسسات الدولة عن العمل السياسي. لذلك يتساءل السائل عن ديناميكية هذه الاستراتيجية باعتبارها ثمرة ديمقراطيتنا الزائدة عن النصاب أم نتاجا لآلية العجز الديمقراطي الذي نحياه تحت الشمس ؟ !.   (المصدر: صحيفة  » مواطنون » لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 58 بتاريخ 16 أفريل 2008)


 

المرأة من الكعب العالي… إلى الثورية… إلى التوازن

 

 
 
محمد القلال
قال أحد شعراء توزر ، الخضراء بواحاتها الجميلة، معتذرا له إن كنت لا أتذكر اسمه : بعض النساء رجال في مواقفهـــن         وبعض النساء ســــراب وبعض الرجال نساء في فحولتــهم         وبعض الرجال ذئــــاب تبرز عديد المصطلحات والمفردات كلما تناولنا الحديث عن المرأة : الأنوثة، الذكورة، الرجولة، حرية الجسد، التحرش الجنسي، السفور، ستر المفاتن…          الطريف، حسب رأيي، أن البيتين المذكورين، ينسجمان مع بعض التأويلات للنص القرآني التي تقول إن مفهوم الرجولة في القرآن لا يعني دائما الذكورة بل يشمل المرأة والرجل…          كما يتفق الكثيرون على أن تحرير المرأة مرتبط بتحرير المجتمع وفك الحصار والقيود عن جميع فئاته، وبمحاولة المساهمة في بناء منظومات ثقافية تكرس النظرة الإنسانية للمرأة باعتبارها كائنا مكرما مثل الرجل.  » ولقد كرمنا بني آدم  » أية قرآنية          فإذا كانت المرأة التونسية مثلا قد نالت حقوقها قبل أكثر من خمسين سنة، فما الذي يجعل الكثير من الملاحظين يقولون  » إن عقلية المرأة لم تتطور بسرعة التشريع بل مازالت تجر في كثير من الأحيان عقلية العصور القديمة حيث كانت مسلوبة الإرادة ومنعدمة الشخصية  » ( انظر مقال للسيد إسماعيل بولحية بجريدة المستقبل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة).          أعتقد أنه لابد من الاصداع بأن التوظيف السياسي، من طرف الحزب الحاكم في بلادنا، لقضية  » تحرر المرأة » من أجل بسط هيمنته على الحياة السياسية، والإستقواء على معارضيه من اليمين ومن اليسار، بهذه القضية، هو الذي ساهم بالأساس في جعل العديد من النساء لايستبطن معاني التحرر في أبهى مظاهرها الإنسانية…          إنّ  اخطر شيء، هو أن ينصّب أحدنا نفسه وصيّا على المرأة، فتمتد يده على رأسها لنزع عنها  » السفساري » مثلا، كما فعل بورقيبة، رحمه الله، أو أن تمتد يد أخرى لتفرض عليها تغطية رأسها أو نزع حجابها…          فلتحمل المرأة قضية تحررها بإرادتها مع شريكها في المواطنة الرجل، ولتبحث عن السبل المساعدة لها على تحقيق إنسانيتها وتوازن شخصيتها، إذ لا تحرر للأول دون الثاني ولا تحرر للثاني دون الأول. معلم  صفاقس
 (المصدر: صحيفة  » مواطنون » لسان حال التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 58 بتاريخ 16 أفريل 2008)


جدار العار متى ينهار

 

 
صالح بن عبد الله  كتبت منذ أيام مقالا تحت عنوان، مصر الحارس الأمين ذكرت فيه ألمي لرؤية الأسوار الشائكة المنهارة ترتفع من جديد. وكم وددت أنّ مئات الآلاف من الجنيهات المطلوبة لإعادة بناء « جدار الفصل » بين مصر والقطاع تم تسخيرها لإطعام أطفال غزة. يبدو أنّي لم أحسن تقدير المبلغ اللازم لإعادة بناء الجدار بين مصر وغزة العزة، ليس مئات الآلاف وإنّما 400 مليون دولار. نعم، ينفقها النظام المصري في الوقت الذي يتدافع فيه المصريون والمصريات شيبا وشبانا، رجالا ونساء إلى حد الموت من أجل الحصول على رغيف لا يسمن ولا يغني من جوع. بعملية حسابية بسيطة يتبيّن أن تقسيم هذا المبلغ الضخم على أهل غزة يوفر لكل فرد أكثر من 266 دولار وبالتالي لكل أسرة غزّية 2500 دولار، وهو مبلغ جد محترم. هذا المبلغ لو قسم على أهل غزة لكان خير دعم لثبات ومقاومة أهل فلسطين ولكان أفضل قربان يقدم ابتغاء الفوز الأكبر حين لا ينفع مال ولا سلطان ولا بنون. وصدق الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : « من جهز غازيا فقد غزا ». فإذا كان النظام المصري أعجز من أن ينجد الشعب الفلسطيني المقهور ويمد الفصائل المقاومة بجزء صغير من ترسانته الحربية العظمى فلا أقل من أن يوفر هذا المبلغ الذي سيلقى في التراب لدعم أهل غزة شرف هذه الأمة الجريحة وعنوان عزتها، دون أن ننسى حتما رجال المقاومة الشرفاء في لبنان والعراق وأفغانستان والصومال. وهم جميعا تاج عزّ على رأس الأمة. إنّه حقا أمر محزن أن يلقى هذا المبلغ الكبير في التراب أحوج ما يكون إليه أهل غزة والغلابة من المصريين. إنّ إنفاق هذا المبلغ الضخم على إعادة بناء جدار الخنق هدر لمال الأمة سيحاسب عليه من باء بإثم الأمر به يوم تنصب محكمة العدل الإلهية: « ويومئذ يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي، ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ». أقول إنّ هذا المبلغ الضخم يلقى في التراب أحوج ما يكون إليه أهالي غزة والغلابة من الشعب المصري لأنّ جدرا العار هذا سيسقط يوما ما وستسقط معه عروش كانت ولا زالت نذر شؤم على شعوبها خاصة وعلى الأمة عامة. ستسقطه عزائم المجاهدين من كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهما من الفصائل المجاهدة، سيجرفه شلال الدم النازف في غزة العزة، سيدكّ أركانه الشعب المصري إذا ما قرر يوما استعادة كرامته المثخنة بالجراح، وعسى أن يكون ذلك قريبا. 

 

سوريا في مواجهة «غارة السلام الإسرائيلي الغادر»

بقلم: برهان بسيس العرض الإسرائيلي لسوريا أصبح علنيا مؤكدا بعد أن أكدته القيادة السورية، وأخرجت بعض تفاصيله المنقولة عن الوسيط التركي. الجولان المحتل مقابل السلام في صيغة مغرية تحاول إسرائيل أن تحقق عبرها نصرا ديبلوماسيا وهي تبرز أمام العالم كدولة ساعية للسلام بالشروط والمبادئ التي تحددها قرارات الشرعية الدولية وتتطلع لها كل القوى المحبّة للسلام. طبعا ليست هذه هي المرة الأولى التي تصاعد فيها الحديث عن إمكانات اتفاق سلام سوري ـ إسرائيلي خاصة وان تجربة التفاوض السابقة التي توقفت على حدود أمتار مستعصية على ضفة بحيرة «طبريّة» كادت تفضي إلى اتفاق بين الطرفين لولا إرادة الرئيس الراحل حافظ الأسد في جعل عامل الزمن مرجع الحظوظ السوريّة في استرجاع الأرض المحتلّة كاملة بشروط أقل ضغط وابتزاز. الآن يبدو العرض الإسرائيلي مناورة جيّدة الصيّاغة باعتبارها تلقي المسؤولية كاملة على كاهل القيادة السوريّة في سياق ظروف إقليمية ودولية مختلفة نوعيا عن ظروف المفاوضات السابقة. العرض الإسرائيلي إحراج أكيد لصلابة المحور السوري الإيراني الذي يلقي بظلاله على كامل المنطقة بدءا بالعراق وصولا الى لبنان ورغم التصريحات الأوليّة لبعض المسؤولين السوريين عن التمسك بثوابت وحدة المسارات في اشارة سورية لاستبعاد امكانات السلام المنفرد مع اسرائيل فإن العرض الإسرائيلي نجح في اعادة خلط الأوراق بالنظر لحالة الحرج والارباك التي يمكن ان يخلقها وسط حلف متين قد يتصدع بفعل اي التباس في صيغة التعامل السوري الممكن مع اليد الإسرائيلية الممدودة. سوريا في موقف حرج اما الرفض وبالتالي تفويت الفرصة على حل واقعي ممكن يعيد الهضبة الى أهلها او القبول وبالتالي انهيار احدى أبرز دعائم الشرعية السياسية والعقائدية التي قامت عليها سياسات النظام السوري الداخلية والإقليمية منذ عقود كسياسات يخص قيادة خط الصمود والتصدّي وجبهة الممانعة في وجه اسرائيل. إذا كانت مقارعة اسرائيل الرابضة كأمر واقع غير بعيد عن العمق السوري منذ عقود قد احتاجت كل حكمة وصبر وحنكة الرئيس الراحل حافظ الأسد فإن «هجوم السلام» الإسرائيلي الأخير على سوريا سيحتاج بالتأكيد أكثر من حكمة الأسد الأب مضافا إليها قدرة الأسد الإبن ومن ورائه كل سوريا في صياغة أسلوب التعامل المناسب مع العرض الإسرائيلي الذكيّ. (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية –  تونس) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)  


 

  في انتظار «أوباما»

احميدة النيفر يتميّز الشريط السينمائي «أُسودٌ للخرفان» (Lions for Lambs) بمعالجة جريئة للحرب التي تقودها الولايات المتحّدة في العراق وأفغانستان، لاختلافه النوعيّ عما أُنتج هذه السنوات الست في ذات الموضوع. لا أثر في الشريط لسرد بطولات هوليوودية، إنما هو تحليل للداء الذي ينخر عالم السياسة والنخب الجامعية والإعلامية في الولايات المتحدة في ضوء ما يُعرف بمقاومة «الشر والإرهاب». يتمّ تقديم الحرب بدلالاتها ورهاناتها من ثلاثة مواقع مختلفة، من ساحة القتال في أفغانستان والعراق، ومن طرفي الولايات المتحّدة: العاصمة الفيدرالية وإحدى الجامعات في الغرب الأميركي. من هذه الزوايا تبرز الحرب بؤرةَ تقاطع بين مواقع متباينة جغرافيا ومتناقضة في مضمونها وأبعادها الاجتماعية والحضارية، لكنها مواقع تنتهي بتداخلها وتركيبها إلى حدّ من التفاؤل بمستقبل الولايات المتحدة. بالحرب يتحدد مصير المقاتلين المباشرين لها، وبها يتمفصل جسم المجتمع الداعم أو المناهض لها. من هذه الزاوية تغدو الحرب على «الإرهاب» تهيئة لطور جديد مختلف نوعيّا عن الطور السابق، تنزلق فيه الدولة العظمى بصورة موضوعية. أمّا من زاوية صانعي القرار في العاصمة الفيدرالية، فإن الحرب تبدو مناقضة لما تعنيه لدى المقاتلين: هي فرصة ذهبية لتحقيق طموح غير محدود لرجال السلطة. نموذج هؤلاء السيناتور الذي يسعى بما أوتي من دهاء أن يفتح لنفسه الطريق إلى الرئاسة. إزاءه تقف صحافية لامعة في لحظة اختبار واختيار، مجابهةً السيناتور الذي يعمل على «توظيفها» لصالحه بإقناعها بنجاعة اختيارات عسكرية جديدة تزعم الإدارة أنها ستحرز بها انتصارا حاسما. من الزاوية الثالثة، يحاور أستاذ العلوم السياسية أحد طلبته المتميزين الذي أهمل مقاعد الدرس وزهد في التحصيل لِما اكتشفه من زيف الحياة السياسية وانقطاعها عن كل المبادئ والقيم. هي مواجهة بين واقعية الطالب ومثالية الأستاذ، واقعية متشائمة انتهت بالشاب النابه إلى أن غاية ما ينبغي له أن يطمع فيه هو عمل شريف يتمكّن به أن يكون مواطنا عاديا. يردّد أستاذه بإصرار أنّه لا منجاة إلاّ بالتصدّي لغرق الحياة السياسية الأميركية في وحل المطامع والمكاسب الشخصية. هو التصدّي الذي لا يتولاّه إلا أمثال الطالب الذكيّ إن وعوا أهمية الانخراط في الشأن العام. من هذه الزوايا مجتمعة تنكشف أبعاد المأساة الأميركية المعاصرة: ضياعُ معنى السياسة. ذلك أنه حين ينحسر هدف المتنافسين على مراكز النفوذ في سعيهم إلى كسب الانتصار بكل الطرق، عندئذ تنتفي عن السياسة القدرةُ على التغيير. تلك هي طبيعة المواجهة التراجيدية في هذا الشريط الرافض للانسياق الساذج في مقولة مقاومة الشرّ في العالم، مواجهةٌ محورها الانتقال من حضيض السلطة حين تغدو شهوةً إلى مجال السياسة التي تتألّق حين تصبح إرادة. لكن سوداوية هذه اللوحة كما يعرضها الشريط لا تخلو، رغم قتامة المشهد، من بريق أمل. ذلك أن المقاتلين الشجعان والشباب المتّقد ذكاءً والأساتذة الأحرار والإعلاميين الشرفاء هم «أُسود» واقعون في قبضة ساسة ضعاف طامعين، لكن ذلك لن يمنع «الأسود» من التحرر من «الخرفان» إن هم أعرضوا عن اللامبالاة وعملوا على الانعتاق من الزمن الصعب، زمن رهائن. يبقى بعد هذا أن نسأل إلى أيّ حدّ يمكن أن نأخذ بعين الجدّ مثل هذه المعالجة الفنيّة في تفاؤلها الواقعي لتقويم رهانات الحملة الانتخابية الرئاسية فيما انتهت إليه الآن؟ ما تجدر ملاحظته هو أنّ الأعمال الفنيّة، أيّا كان صدقها وعمقها، تظلّ أدنى من الواقع المعيش وأقل منه تعقيدا وعمقا. لكن الحسّ التشخيصي لهذا الشريط لم يجانب الحقيقة السياسية كما يبديها واقع الحملة الانتخابية في مرحلتها التمهيدية الحاسمة. هي حملة يتسابق فيها اليوم ثلاثة مرشحين تبرز وراء تنافسهم ظاهرة غير مسبوقة. يقف الديمقراطيان «أوباما» و «كلينتون» إزاء «ماكين» الجمهوري في مواجهة بين جيلين عمريين، وتصورين للسياسة ولدلالتها المحليّة والدولية. أهم ما ينبغي أن نؤكده في هذه المواجهة هو كشفها عن قدر هامّ من التحوّل الاجتماعي السياسي في بلد طالما اعتبر الساسةُ فيه أنه يؤثر في العالَم لكنه لا يتأثر به. هو تحوّل ما كان ليحصل لولا نجاعة مؤسسات المجتمع وحركة الحقوق المدنية طيلة عقود من الزمن. لقد أفرز ذلك الحراك إنجازات بارزة كان من بينها تمكين امرأة وأفرو-أميركي من التقدّم إلى أعلى المناصب السياسية رغم محافظة عموم المجتمع الأميركي، ورغم الفجوة العرقية التي ما تزال قائمة. أمامهما يقف «ماكين» الجمهوري، المقاتل السابق في حرب فيتنام وأحد الصقور المتنفذين في إدارة الرئيس الحالي بوش، يقف «رئيسَ حرب» ورجلَ وثوق وتواصل وحسم. من هذه الزاوية تختزل الحملة الانتخابية قطيعة بين وثوقية أميركا المنتصرة في الحرب الباردة والمتسربلة بسرابيل إمبراطورية، وبين حيوية أميركا أخرى صاعدة شابّة لا تخشى أن تسائل نفسها عن عاهاتها وهنّاتها. هذه المفارقة ستكون أكثر حدّة لو أفضت إلى مواجهة نوفمبر القادم بين «أوباما» و «ماكين». لو حصلت المواجهة على هذه الصورة أو حتى بصورة معدَّلة، صورة قبول «أوباما» مركز نائب الرئيس مع «كلينتون» مرشحةً ديمقراطية، لو حصل ذلك فإن حظوظ التفاؤل الواقعي ستكون وافرة لأميركا المستوعبة لحراكها الداخلي الذي لا ينقطع. عندئذ سيجد الناخبون أنفسهم أمام معضلة غير مألوفة: اختيار المواصلة أو اختيار القطيعة: المواصلة في شخصنة الاختيارات وتجزيئية المشاكل الكبرى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالبحث في الوسائل وليس في الهدف، أو القطع مع الذهنية المعتادة في السياسة الداخلية والخارجية باقتراح أهداف جديدة وحلول جذرية. عند متابعة ما كتبه «أوباما» وما صرّح به في أكثر من موضوع، ندرك أنّ السياسة عنده مرشّحة لأن تتخذ داخليا وجهة جديدة، تصبح فيها «الحرب على الفقر» أهمّ من «الحرب على الإرهاب»، وتتقدّم الحاجة إلى عدالة عرقية واقتصادية على الهاجس العسكري الأمني. في قضايا السياسة الخارجية، وخاصة في العلاقة المتوترة مع العالم العربي الإسلامي تحديدا، ندرك أن رؤيته مغايرة بصورة جذرية لما يذهب إليه منافسه، فضلا عما درج عليه الرئيس بوش. أليس ضربا من التحوّل الجذري أن يصرّح «باراك حسين أوباما» قائلا: «إن ما تعلمته (من الإسلام) وما زلت أتعلمه، كما هو الشأن في السياسة الخارجية، أن الإسلام يمكن أن يتوافق مع العالم المتحضر.. ويمكنه أن يصبح شريكاً للعقائد المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية في إيجاد عالم أفضل». مع ذلك كلّه، وأيّا كانت نتائج الحملة التمهيدية ثم نهائيات شهر نوفمبر 2008، فانتظار «أوباما» ليس من قبيل عبثية انتظار «قودو» في مسرحية سامويل بريشت. ذلك أنه، سواء نجح أم أخفق، بل حتى لو ذهب ضحية «حادث مرور مؤسف» لا تعرف سرّه إلا أضيق الدوائر، أيّا كانت النتيجة فإنّ أهمّ ما في الظاهرة «أوباما» أنّها تعبير عن حيوية مجتمع مدنيّ يتطوّر رغم، بل بفضل تفاقم مشاكله وخطورتها. من هذه الناحية يثبت «أوباما» واقعا موضوعيا ما كان رسمه شريط «أسود للخرفان» بخصوص معضلة السياسة في زمن الرهائن. إنها الظاهرة المؤكدة على أن التفاؤل ليس ثقةً في السعادة إنما هو الثقة في المشاكل ذاتِها. • كاتب تونسي
 
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)


 

الطاهر الحداد..الفتى الطليعي

بقلم لؤي حسين  » لقد سبق هذا الفتى قومه بقرنين » طه حسين
عاجل الموت الطاهر الحداد وهو في مطلع شبابه، فمات وقلبه يَهتِك به القهر والخيبة على بلاده التي لم تعرف حينها أهمية دور المرأة في نهضتها، ولو استمهله الموت بضع سنوات لامتلأ قلبه فرحا ورضا عن التحول الكبير الذي عمّ بلاده، وعن التقدير والتكريم الذي بادله إياه الشعب والسلطة التونسيان بعد الاستقلال. لهذا يقول عنه محمد الشرفي، وزير التربية التونسي الأسبق: « إنّ الطاهر الحداد قد رُدَّ إليه اعتباره مع استقلال البلاد وأصبح حجة كثيراً ما يُستشهد بها في الخطاب الرسمي، وأُنشئ نادٍ ثقافي يحمل اسمه، ثم إنّ كتبه تدرس بالمدارس… ولا نزاع في أنّ تلك المجلة تأسّست عمليّا على نظرية الطاهر الحداد »( 1). فمجلة الأحوال الشخصية التي صدرت عام 1956، في زمن حكم الحبيب بورقيبة، حوّلت العديد من أفكار وأقوال الحداد إلى قوانين تعطي المرأة حقوقها وتُلزِم بها الأفراد والجماعات. فالمجلة أقرت حرية الفتاة بالزواج وعدم إكراهها في ذلك، وحددت السن الدنيا للزواج (17 سنة للفتاة و20 سنة للفتى)، ومنعت الزواج العرفي وحصرته ضمن صيغ رسمية، ومنعت تعدد الزوجات، وساوت بين الزوجين في كل ما يتعلق بالطلاق وأسبابه وإجراءاته وآثاره، وفرضت عقوبات على المخالفين. للطاهر الحداد ولجميع رواد النهضة فضل عظيم على مجتمعاتنا العربية في أي ملمح حداثي تعيشه اليوم، وبالأخص في ما يتعلق بحال المرأة العربية وأوضاعها. فقد بادروا بشجاعة وجرأة إلى مواجهة الواقع المزري الذي كانت تعيشه المرأة حينها، من خلال المطالبة بقوة وإصرار بتحريرها وإخراجها من ظلمة حجابها، حيث حبسها المشايخ والفقهاء والذكور المحافظون. وقد تكبد أولئك الرواد من جراء ذلك تبعات مواجهة السلطات الدينية والمدنية التي قمعتهم واضطهدتهم بأبشع الأساليب، فالطاهر الحداد، مؤلف كتابنا هذا، اتهمه مشايخ وأئمة جامع الزيتونة في تونس بالمروق والإضرار بالأمة، وقاموا بمحاكمته ومعاقبته على آرائه الواردة في هذا الكتاب. وقد لقي نفس المصير، وبنفس الفترة، علي عبد الرازق، حيث حاكمه شيوخ وأساتذة الجامع الأزهر في مصر على كتابه « الإسلام وأصول والحكم ». كذلك اضطر الشيخ عبد العزيز الثعالبي إلى مغادرة تونس هرباً من الاضطهاد والضغوط التي مارسها عليه وجهاء الزيتونة بسبب آرائه الجريئة والمخالِفة لآرائهم، وحصل غير ذلك الكثير لآخرين من أمثال هؤلاء. وعلى الرغم من مرور قرن من الزمن على مثل هذه الأحداث فإنه لم يتغير الكثير من تبعات هذه الممارسات إلى يومنا هذا، بحيث مازالت كتب الطاهر الحداد وعلي عبد الرازق ممنوعة من دخول أكثر من بلد عربي حتى الآن. ومازالت أيضا، وستبقى لبعض الوقت، قضية تحرير المرأة ومساواتها مع الرجال من منظور حقوق الإنسان ميدان صراع محتدم، تدور فيه معارك طاحنة بين الحداثيين والأصوليين، يشارك فيها الرجال والنساء، ومازال يذهب ضحيتها طليعيون حداثيون ومناصرون لحرية المرأة وحقوقها، تقام عليهم الحدود ويتم تكفيرهم وتخوينهم ويُضطَهَدون من السلطات الدينية ومن السلطات المدنية المتواطئة مع المشايخ ورجال الدين، الذين يدركون بأن خسرانهم لحصارهم على المرأة وحجبها عن المجال العام وسيطرة الرجل عليها قد يتأدى إلى الإطاحة بسلطانهم على المجتمع عموما. فهؤلاء يتخذون من الحَجْر على المرأة وحجبها وسيلة فعّالة للسيطرة والتحكم  بالرجال، فضلا عن النساء، يتذرعون بها لاتهام الرجال في دينهم إذا اقتضت الضرورة، جاعلين من حجب النساء مقياس إرضاء الله والامتثال للدين، علاوة على استغلالهم الموقف من المرأة لاستثارة ذكورية الرجال بالتلويح لهم بحقهم في القوامة على النساء. لهذا، وعلى الرغم مما يبدو لنا من مكاسب مهمة نسبيا حققتها المرأة العربية قياسا بما كانت عليه جداتها في بدايات القرن الماضي، فإن المرأة المسلمة وغير المسلمة في البلاد العربية ما زالت إلى يومنا لم تنل كامل حقوقها، مع تفاوت في انتهاك حقوقها بين بلد وآخر، وحتى بين مدينة وأخرى في نفس البلد. ففي المملكة السعودية ما زالت المرأة ممنوعة من أغلب الحقوق وأبسطها، كقيادة السيارة مثلا، وفي سوريا مازال مسموح تعدد الزوجات، ومازالت المحاكم تصنّف جريمة قتل الذكور نساء عائلاتهم في عداد جرائم الشرف، وتمنح هؤلاء القتلة أحكاما مخفَّفة، وفي مصر يمكن للمحاكم تطليق المرأة المسلمة رغما عنها من زوجها إذا أُنكر عليه إسلامه، وفي لبنان، البلد العربي المتعدد الأديان، ليس مسموحا فيه الزواج المدني، وبالمقابل، وحدها المرأة التونسية تتمتع بنسبة من الحقوق لا تقاربها النساء في أي من البلدان العربية. ويعود الفضل في ذلك إلى شجاعة النخبة السياسية والثقافية التونسية التي ناضلت في سبيل ذلك إلى أن تم وضع مجلة الأحوال الشخصية التي أقرت للمرأة حقوقا متساوية مع الرجل في الكثير من الجوانب. عقابا على كتابه « امرأتنا في الشريعة والمجتمع »، المنشور عام 1930، قامت السلطات بطرد الطاهر الحداد بأمر ملكي من قاعة امتحانات مدرسة الحقوق، التي عاد إليها بعد انقطاع. ويذكر الشرفي في كتابه أن الحداد « لقي التشنيع به من قبل علماء الجامعة الزيتونية، التي سحبت منه الشهادة العلمية التي كان قد تحصّل عليها فيها عن جدارة »، كما قامت الزيتونة « بنشر كتاب ينقضه ويعارضه، حبّرهُ أحد أساتذتها التقليديين » بعنوان « الحِداد على امرأة الحدّاد » لمحمد الصالح بن مراد، كذلك نشر الشيخ عمر البرّي المدني كتابا آخر في مواجهة الحداد بعنوان « سيف الحق على من لا يرى الحق »، بل يقال إن وجهاء الزيتونة طالبوا بإخراجه من الملّة ومنعوا عليه حق الزواج. لكنه، على الرغم من كل هذا ومن الحصار الذي فُرض عليه، فإنه لم ييأس ولم يتقهقر، بل تابع الكتابة في عزلته وألّف كتابا عن إصلاح التعليم الزيتوني، وكتابين آخرين ضمنهما أشعاره وخواطره، ولم تر هذه الكتب النور إلا بعد وفاته، وبعد استقلال تونس بسنوات. معاقبة الطاهر الحداد بمنعه من العمل والدراسة أرغمته على العيش منعزلا، بعد أن انفضّ عنه الناس خشية أن يطالهم بعض الحيف من السلطات الدينية والمدنية جراء تواصلهم معه. ومات وهو في ريعان شبابه يوم 7 أيلول-ديسمبر سنة 1935 في تونس العاصمة، المدينة التي ولد فيها عام 1899 ودرس في كتاتيبها، ليلتحق عام 1911 بجامعة الزيتونة وليتخرج منها بعد تسع سنوات حاملا شهادة التطويع. وعمل بعد ذلك ماسك دفاتر في أحد دكاكين سوق العطّارين ثم كاتبا بالجمعيّة الخيريّة. ترك الحداد الدراسة بمدرسة الحقوق التونسية بعد أن نجح في سنتها الأولى لينكب على العمل السياسي والنقابي، وليمارس كتابة المقالات الجريئة في الصحف التونسية كجريدة « الأمة » و »مرشد الأمة » و »إفريقيا ». وخلال هذه الفترة قام بإصدار كتابه « العمّال التونسيون وظهور الحركة النقابية »، عام 1927، الذي حجزته إدارة الأمن في بداية كانون الثاني-يناير 1928. عاصر الحداد الجدال المحتدم الذي شهدته تونس في عشرينات القرن الماضي ودار على صفحات الجرائد حول موضوع السفور والحجاب وتعليم المرأة، والذي شارك فيه الكثيرون من التيار المحافظ الأصولي وآخرون من التيار النهضوي الحداثي، من بينهم صديق الحداد الشيخ عبد العزيز الثعالبي، الذي دعا إلى تعليم المرأة وفقا لتعاليم السّنة النبوية، معتبرا أن ذلك واجب وأنه حق من حقوقها. ولم تغب المرأة عن الحضور والمشاركة بجرأة وقوة في هذه المعركة. ففي 15 كانون الثاني-يناير 1924 صعدت السيدة منوبية الورتاني سافرة الوجه إلى منبر الجمعية الثقافية « الترقي » وطالبت بتحرر المرأة من الحجاب. وبعد خمس سنوات من هذه الحادثة المعبّرة، في يوم 8 كانون الثاني-يناير 1929، وعلى نفس المنبر ونفس المناسبة، طالبت السيدة حبيبة المنشاري بتحرير المرأة وأكدت أن الحجاب ليس حاميا لعفّتها، إن لم يكن نقيض ذلك، وأنه ليس من الإسلام في شيء. في هذا المناخ كتب الطاهر الحداد كتابه « امرأتنا في الشريعة والمجتمع »، فكان تتويجا لتلك السجالات والصراعات، حيث عكس فيه تطور الفكر النهضوي في تونس ووعيه بقضية المرأة وضرورة تحررها لإصلاحِ كاملِ المجتمع والنهوض به من تخلفه. لهذا نجد الحداد يطرح في كتابه الذي بين أيدينا تصورا شاملا للنهوض بالأمة، معتبرا تحرير المرأة من أهم شروط هذه النهضة، ليس لكونها تشكل نصف عدد السكان فحسب، بل أيضا لأن تحريرها هو تحرير للرجل من براثن التخلف الاجتماعي الذي يصوّر له أن الدين هو ما يخوّله الحق في التحكم بالمرأة. والحداد، بذلك، يتابع ويكمل مسيرة الرواد الآخرين الذين انبروا للدفاع عن المرأة وعن حقوقها، كقاسم أمين ومحمد عبده وعبد العزيز الثعالبي وغيرهم. لكنه، ربما بسبب من كونه مناضلا سياسيا ونقابيا، فقد كان أكثر جرأة في قراءة وتفسير النص الديني القرآني فيما يخص موضوع المرأة. وقد برع الحداد بتقسيم كتابه إلى قسمين: التشريعي والاجتماعي، كما يشير إليهما عنوان الكتاب، وذلك نتيجة إدراكه أن إصلاح حال المرأة وإعلاء مكانتها يتطلب الاشتغال في هذين الحقلين معا، ولا يمكن الاكتفاء بالتركيز على أحدهما دون الآخر. فهو يريد إعادة صياغة رؤية جديدة لما يجب أن يكون عليه وضع المرأة لتمكينها من المشاركة في المجال العام. لهذا لم يحصر رؤيته لموضوع المرأة بالبعد الحقوقي فقط، ولم يقف منه موقف المصلح الاجتماعي، بل نظر إلى الموضوع من زاوية أكثر اتساعا، من زاوية رجل دولة يتطلع إلى تحرير بلاده من تخلفها والنهوض بها. فقد وجد في وضع المرأة ومكانتها في المجتمع دليلا صارخا على تخلف المجتمع برمته، إن على صعيد أشخاصه رجالا ونساء، أو على صعيد ثقافته، وكذلك على صعيد مقدراته الاقتصادية والتنموية. فكفاحه من أجل تحرير المرأة ترافق مع كفاحه لتحرير الرجل، بل انبنى على كفاحه لتحرير الوطن من تخلفه ولتمكينه من مواكبة الغرب، الذي مكّنه تقدمه من استعمار البلدان المتخلفة مثل تونس وغيرها من البلدان العربية والإسلامية. ويرى أن السبيل إلى ذلك هو في تحديث الشريعة الإسلامية وإعادة تفسير الآيات القرآنية وفق منظور تاريخي. لأنه يرى أن القهر المسلط على المرأة ليس ناتجا عن الدين، بل هو من فعل التاريخ، أي بقول آخر: إنه ليس مِن فعل الإسلام بل من فعل المسلمين، مستدلا على ذلك من التعارض بين الأحكام الشرعية، التي تتحكم بوضع المرأة وتخفضها إلى مكانة دونية، وبين الأحكام التي قررها الله في القرآن ولم يخالفها الرسول. معتبرا أنه لا يمكن الاعتداد بأحكام الفقهاء لأنهم بشر خاضعون لظروف عصورهم وأحوال مجتمعاتهم، لهذا يقع الاختلاف بينهم في الكثير من الأحكام. وعليه، يعتبر الحداد أنه من الضروري إعادة قراءة النص القرآني، والآيات التي يتذرع بها الفقهاء والمشايخ المناهضون لمساواة المرأة ويتخذونها دليلا على وضاعة مكانتها، وإعادة تأويلها استنادا إلى مقاصد الشريعة، والأخذ بالتدرج في سريان الأحكام الذي اتسم به الدين الإسلامي مراعاة لأوضاع مجتمع شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، وهو المجتمع الذي اتسم بالقبلية والبدائية حينذاك. وقد كان هذا التدرج بقصد تسهيل تخليه عن اعتقاداته وعاداته القديمة وتبنّي ما يدعو إليه الإسلام من مساواة وعدل. لهذا احتاج الإسلام في بداياته إلى بعض المرونة والتراخي في بعض أحكامه وتشريعاته في المواضيع التي كان من شأنها أن تغضب المسلمين الجدد، وتحول دون وفود آخرين إلى رحاب الإسلام. ومن هذا المنظور تحديدا استحضر الحداد قضية الرق، التي حللها القرآن، ومع ذلك تم التخلي عنها لاحقا لتناقضها مع جوهر الإسلام في المساواة، معتبرا أنها دليل ساطع على هذا التدرج ووجوبه، ووجوب تجديد التشريع الإسلامي بشكل عام. وطالب الحداد بلا مواربة بالتخلي عن الجانب الشكلاني للآيات التي يمكن أن تنتقص من حقوق المرأة في مقابل حقوق الرجل، واعتماد تفسير جديد لها أساسه المساواة التامة في الحقوق بين المرأة والرجل، معتبرا أنه « ليس في نصوص القرآن ما يمنع المرأة من تولي أي عمل في الدولة أو المجتمع، مهما كان هذا العمل عظيما ». وقد استعرض في كتابه هذا جميع الآيات التي تتناول حقوق المرأة وأعاد قراءتها وفق ما رآه من مقاصد الشريعة الإسلامية ووفق مبدأ التدرج في الأحكام، ليخلص إلى أنه لا يوجد في القرآن ما يمكن أن يعطل مساواة المرأة. وهكذا علل ما يذكره القرآن في بعض آياته عن محدودية قدرات المرأة بأنه يقصد تلك المرأة في مجتمع شبه الجزيرة العربية، حيث كانت تفتقر للثقافة وللحرية. فموضوع شهادة المرأة المذكور في القرآن جاء محدَّدا بمسألة الديون التي يطول بها الأمد وتحتاج إلى الذاكرة والحساب، وهما مما كانت تفتقدهما امرأة ذاك الزمان، ولكن لا يمكن للقرآن عدم الاعتداد بشهادة المرأة ومضارعتها لشهادة الرجل في أمور قريبة تعتمد على حواسها الخارجية كالسمع والبصر، إذ لا يمكن اتهام المرأة بنقص في حواسها أو في أخلاقها. لم يوارب الحداد في آرائه ولم يناور في مواجهة المتشددين والمناهضين لتحرر المرأة، بل عرض موقفه بوضوح وصراحة بكل ما يراه يعزز من إنسانية المرأة، لهذا اعتبر أن الحجاب هو من العادات وليس أصلا من أصول الدين بشيء. وقد طال الحداد فضلا عن ذلك بإصلاح البنية التحتية وتهيئتها لاستقبال المرأة، كافتتاح المدارس والمعاهد لتعليم البنات، بما في ذلك التعليم المهني الذي يمكنّها من العمل، وإتاحة مجالات العمل لها لتكون فاعلة في أسرتها، معتبرا أن « نهضة المرأة هي نهضتنا جميعا ». وهذا الجانب ليس من شان الحكومة وأعمالها فقط، بل هو من مهام المجتمع المدني، الذي تقوم به وتقوده النخبة المثقفة. فلذلك يجب « عدم الاتكال على الحكومة في تقرير مصيرنا »، بل « يجب أن نعطي المثال بأنفسنا، فنؤسس مدارس البنات طبق حاجتنا منها، فنحمل الحكومة على اتباع إرادتنا متى برهنّا أمامها على القدرة وحسن الاستعداد ». وطالب أخيرا بتغيير المنظومة الثقافية والقيمية والعادات والقوانين بما يكفل رفع يد الاضطهاد الذكوري عن المرأة. فتغيير « العقليات » المتخلفة ضروري لأن العلم وحده لا يكفي « فمهما بلغت درجته ليس إلا سلاحا يحتاج إلى روح وإرادة يستعملانه للظفر بالحياة،… وهذه الروح وتلك الإرادة ليستا إلا ثمرا خالصا للتربية الفاضلة ». وهذه الروح التي تحدث عنها الحداد منذ قرابة المئة سنة ما زالت إلى اليوم غائبة عن معارضي الحداثة، بكل تلاوينهم، ممن يريدون الأخذ من الغرب نتاجه العلمي ورمي الروح والثقافة التي أنتجت هذا النتاج. ولا بد ضمن هذا الإطار من تمتين نظام الأسرة ومنزلة المرأة فيه، من خلال تعديل القوانين بحيث يُمنع تعدد الزوجات، ومنح المرأة نفس حقوق الرجل بالطلاق، وأن يكون هذا الطلاق حصرا في المحاكم، وليس حقا مستباحا يمارسه الرجل في أي لحظة يشاء. كان الحداد فيما يطرحه في هذا الكتاب، أو في غيره، وفي أي نشاط آخر مخاطرا ومجازفا. وقد دفعته جرأته للدعوة إلى التمثل بالتقدم الأوروبي والأخذ بالسبل التي توسلها الغرب لإحراز تقدمه، فطالب بتحرير المرأة وتعميم التعليم وإقامة المؤسسات أسوة بالغرب في الوقت الذي كانت فيه بلاده رازحة تحت الاحتلال الفرنسي، ما جعل من السهل على خصومه اتهامه بالمروق على الدين وممالأة مصالح المحتل. ولم يشفع له في ذلك مواقفه البطولية ضد التجنيس وضد تهميش تدريس اللغة العربية في المدارس العامة، كما لم يشفع له اعتماده القرآن والسنة مرجعا رئيسا في النظر إلى إنسانية المرأة وحقوقها. لقد كان الشعب التونسي ونخبته وسلطته أوفياء لهذا الطليعي الذي ضحى من أجلهم ومن أجل نهضتهم، فمُنِح وشاح الاستحقاق الثقافي، وأُطلِق اسمه على المدارس والساحات ودور الثقافة، وأصدرت وزارة الثقافة أعماله الكاملة. وما زالت تقام له الاحتفالات، كالذكرى المئوية التي أُصدر بمناسبتها طابع بريدي يحمل صورة الحداد وذكراه، وتدار حول إنتاجه الندوات الثقافية التي تضعه بين عظماء الأمة وزعمائها، كما أُطلقِت باسمه جائزة وطنية. ومؤخرا يتم تصوير فيلم سينمائي تونسي عن الحداد وعن الفترة التي عاش فيها مع رفاقه الآخرين كأبي القاسم الشابي ومحمد علي الحامي وآخرين. ويساهم في تغطية تكاليف الفيلم، التي تُعتَبر الأعلى في تاريخ السينما التونسية، جهات عامة وخاصة.
1 – محمد الشرفي: الإسلام والحرية، سوء التفاهم التاريخي. رابطة العقلانيين العرب ـ دار بترا، دمشق 2008.
 
 (المصدر: موقع « أوان » بتاريخ 19 أفريل 2008)
 الرابط:


مسؤول أممي لـ«الصّباح»: «خارطة طريق» لإنقاذ حياة الملايين من الموت وأمراض «الفقراء»  

 
 
من مبعوثنا الخاص: كمال بن يونس 3 دول أوروبية غنية لم تحترم التزاماتها المالية لفائدة البرامج الإنسانية والصحية قمّة الثماني باليابان ينبغي أن تقدّم دعما ماليا ومعنويا كبيرا لإفريقيا كاب تاون – «الصباح» – لم تسفر جلسات مئات الخبراء الاممين في الشؤون الطبية وممثلي وزارات الصحة والبرلمانات في العالم أجمع التي نظمت في كاب تاون بجنوب افريقيا عن مجرد توصيات ذات صبغة اعلامية وسياسية تقليدية على غرار ما يحصل في كثيرمن المؤتمرات الدولية..  بل لقد وضعت كثيرا من النقاط على الحروف وأثيرت قضايا مهمة جدا بينها مكافحة الفساد المالي وضمان الشفافية المالية في التصرف في ميزانيات وزارت الصحة وفي التمويلات الدولية التي ترصد لتحسين ظروف العلاج في الدول الاكثر « تخلفا » من الناحية الطبية.. والتي رصدت بينها 68 دولة غالبيتها من افريقيا السمراء واسيا.. حيث يموت سنويا نحو 10 ملايين طفل وأم خلال الوضع او في الاسابيع الاربعة الاولى بعد الولادة.. على هامش اجتماعات كاب تاون كان هذا الحوار مع الخبيرالفرنسي الاممي والمسؤول عن مكتب صندوق الامم المتحدة للسكان بجنيف فانسون فوفوVincent Fauveau،.. الذي تولى في المؤتمرمهمة تنسيق ورشة الدول الفرنكفونية الـ25: * أولا ما هي حصيلة المؤتمرين العالميين اللذين نظما في مدينة كاب تاون في جنوب افريقيا بمشاركة أكثرمن ألف من أعضاء البرلمانات والمنظمات الانسانية التابعة للامم المتحددة مثل صندوق الامم المتحدة للسكان والتنمية ومنظمة الصحة العالمية؟ – النتائج مهمة.. وورشات العمل المختصة قدمت توصيات مهمة جدا.. وقدكنت منسق ورشة ضمت 25 دولة افريقية ناطقة بالفرنسية.. وأسفرت أعمالنا عن توصيات عملية تهم التدخل السريع لتحسين الاوضاع الصحية على 3 مستويات: المستوى الوطني الصعيد الجهوي (الاقليمي) وعلى المستوى الدولي. على المستوى الوطني تقررأن تقوم المؤسسات الوطنية المعنية بصحة الاطفال الرضع والامهات بتحركات لتحسين وضع التغطية الطبية والصحية بالجهود الداخلية المدعومة أمميا.. عبرتنظيم ندوات ومائدات مستديرة وملتقيات مطولة وتشكيل نوع من « اللوبيات » لحث وزارت المالية والتخطيط على رصد موارد مالية أكبرلوزارات الصحة.. وبالخصوص لفائدة توظيف مزيد من الاعوان شبه الطبيين من ممرضين وقوابل وفنيين ومساعدين للاطباء في التوجيه والتوعية والعلاج والمتابعة. لقد انخرطت بعض الدول الافريقية بعد في مسار تطبيق « خارطة الطريق » هذه في القطاع الطبي.. خلال تطبيق سياستها الداخلية.. خارطة طريق لتجسيم اهداف الالفية قبل موعد 2015 لا سيما في نقطتي 4 و5 اللتين تهمان صحة ملايين الاطفال والنساء الحوامل.. ومحاولة انقاذهن من الموت الذي يتسبب فيه الاهمال ونقص التوعية الطبية وقلة فرص العلاج المجاني الراقي. مجانية العمليات القيصرية * ومن سيمول هذه الجهود الطبية العالمية التي ترمي الى تقليص سريع لعدد ضحايا الامراض المنقولة جنسيا ووفيات الامهات عند الولادة والمواليد الجدد الذي يفوق حاليا الـ10 ملايين؟ – الاموال المرصودة حاليا ارتفعت من 2مليار دولار الى حوالي 3 مليار دولارونصف.. والمطلوب توفير ما لايقل عن 10 مليارات من الدولارات الاضافية.. والتمويل جهد مشترك.. من الداخل والخارج.. تساهم فيه الدول الافريقية والآسوية والامريكية اللاتينية المتضررة والدول الغنية.. كما يشمل تمويل وزارت الصحة والمؤسسات المختصة في التوليد ورعاية المواليد الجدد.. لا سيما عبر ضمان مجانية العمليات القيصرية والحق في العلاج الاساسي المجاني.. بالنسبة لمئات الملايين من الفقراء في 68 دولة في العالم.. قمة الثمانية في اليابان * وماذا عن النداء الذي وجهه مؤتمر مدينة كاب تاون إلى قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى؟ – النداء الموجه الى قمة اليابان في 2008 من قبل المؤتمرين.. يحمل المسوؤلية لرؤساء العالم.. خاصة بعد أن بادرت طوكيو فأعلنت على لسان رئيس حكومتها عن حرصها على أن تقررقمة جويلية القادم للزعماء الثمانية خطوات عملية لتمويل جهود صندوق الامم المتحدة للسكان لمكافحة وفيات الاطفال والامهات الحوامل والمرضعات.. مثلما نجحت قمة الـ8 المنعقدة في اليابان قبل 8 أعوام في رصد اعتمادات ساهمت في تقليص مخاطرعدة أوبئة من بينها الايدز والمالاريا.. ممثلو كل الدول من الخبراء الى وزارء الصحة والبرلمانيين اجمعوا على توجيه هذا النداء من اجل توفير الـ10 مليار دولارالمطلوبة توفيرها في اقرب وقت.. من سيوفرهذه المبالغ المهمة؟ ليس مطلوبا من الدول الصناعية الثمانية توفير هذه المبالغ لوحدها.. بل ان كل الاطراف معنية بالمساهمة فيها.. من الدول الاسكندنافية الى الاتحاد الاوروبي وبقية الدول الغنية والاطراف المانحة.. وصولا الى ميزانيات مختلف الدول الفقيرة ذاتها.. التي عليها رصد حوالي 15 بالمائة من الموازنة العامة لفائدة وزارة الصحة وتحسين خدمات العلاج المجانية والمتطورة.. دول غنية تتنصل من مسؤولياتها * حسب التقارير الاممية فان 3 دول اوروبية غنية وهي فرنسا وايطاليا واليونان لم تحترم تعهداتها بترفيع مساهماتها في تمويل قطاع تحسين الخدمات الطبية عالميا وخاصة في البلدان الـ68 حيث العدد الاكبرمن الموتى سنويا بسبب رداءة الخدمات الطبية؟ – التقاريرالاممية تؤكد فعلا ان 3 دول لم ترفع مساعداتها ضروة ترفيع الدعم الدولي..ومن بنيها فرنسا.. لكن هذه الوضعية يمكن تغييرها خاصة ان فرنسا ساهمت سابقا بنجاعة في الجهود الدولية والاممية لمكافحة الامراض والاوبئة والوفيات في المناطق الفقيرة من العالم.. وفرنسا وايطاليا واليونان واسباينا وبريطانيا من البلدان التي لديها تجارب يمكن أن تساهم في انجاح جهود تحسين أوضاع الخدمات الطبية في العالم وفي الدول النامية خاصة.. ويمكنه تفعيل دورها أكثرمع المنظمات الاممية المختصة وبينها صندوق الامم المتحدة للسكان.. أي في خارطة الطريق التي ستؤدي الى انقاذ حياة عشرات الملايين من الموت سنويا.. تجسيما لخطة الالفية قبل موعد 2015.  (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 أفريل 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.