السبت، 14 يناير 2012

11 ème année,N°4216 du 14.01.2012
archives : www.tunisnews.net


سويس إنفو:مرّعام على سقوط نظام بن على.. فما الذي تغيّر في مجرى حياة التونسيين؟

عبد الحفيظ العبدلي: »الثورات العربية شكلت قطيعة.. لكن عمليات الإنتقال لن تكون سهلة »

كلمة:إيقاف عبد الرحمان سوقير في مطار تونس قرطاج

كلمة:هنية: « المرزوقي رفض طلب عباس بعدم استقبالي »

الصحافة:بمناسبة الذكرى الأولى للثورة الإفراج عن عدّة آلاف من المساجين

المصدر:مثلما أشار « المصدر » إلى ذلك: هيثم عبيد يغادر السجن بفضل طارق ذياب

إيلاف:الرئيس التونسي يطلب مزيدا من « الوقت » ويبرر تحالفه مع النهضة

الصباح:في كلية الآداب بمنوبة:اعتصام السلفيين متواصل.. الدروس معطلة وسلطة الإشراف غير عابئة…

كلمة:وزير الإصلاح الإداري محمد عبو يطرح استقالته من منصبه

بعد « عقلة » ممتلكات خاصة للوزير الحالي للتكوين المهني والتشغيل:رئيس الدائرة الجبائية لـ »الصّباح »: الإدارة تتمتع بصلاحيات واسعة.. حان الوقت لمراجعتها

الصباح:اجتماع مجلس الوزراء متابعة الوضع الأمني واستعراض برنامج الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة

بناء نيوز:أمير دولة قطر يصل إلى تونس في زيارة رسمية تستغرق يومين

في الذكرى الاولى للثورة.. الباجي قائد السبسي في حديث لـ »الصباح »:الحداثة والبورقيبية ليستا ضد الإسلام

السفير الأمريكي لـ »الصباح »:هكذا علمت بهروب بن علي ولم يكن لواشنطن علم مسبق بذلك

في استطلاع للرأي حول اتجاهات الثقة في المجتمع التونسي رئيس الجمهورية المؤقت يحظى بأكبر نسبة من الثقة من بين الرؤساء الثلاثة

السيد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لا طمـع لنـا في السلطـة لكنّنا لـن نتنـازل عـن دورنـا ورأينــا فـي كلّّ ما يـخـصّ الوطن

بناء نيوز:ماذا أرادت قناة العربية من بث فيلم هروب بن علي؟

المشهد التونسي:لماذا توقفت البرامج الحوارية السياسية على القناة الوطنية؟

المشهد التونسي:سمير طعم الله لـ”المشهد” : دين الشعب ليس دين “الخلافة السادسة” ومستقبل مشرق لليسار

المشهد التونسي:مقال رأي: نقابة قوات وحدات التدخل والاصطفاف الخاسر


مرّ عام على سقوط نظام بن على.. فما الذي تغيّر في مجرى حياة التونسيين؟


يحتفل الشعب التونسي يوم 14 يناير 2012، بأوّل ذكرى سنوية لرحيل زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس بقبضة من حديد طيلة 23 عاما. فما الذي تغيّر في حياتك منذ أن أجبرته انتفاضة الشارع على الهروب؟ وكيّف تقيّم أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة في ظل الواقع الجديد؟ وما هي رؤيتك لمستقبل البلاد؟ وما هي آمالك الخاصة أو مخاوفك من خلال رؤيتك لتطوّر الأوضاع في تونس؟ نقدم لكم فيما يلي نبذة مختارة من تعليقات القراء والمتصفحين التي وردت على القسم العربي عبر موقع swissinfo.ch وصفحتنا على فايسبوك. مع الشكر لجيمع من تفضل بالمساهمة والتعبير عن رأيه. إذا رغبتم في ترك تعليق أو المشاركة في الحوار، يُرجى التحول إلى أسفل هذه الصفحة. « يجب على الجميع التعقل » مريم « تونس تحتاج لكل الكفاءات للبناء وتحقيق الأفضل ولكن يجب على الجميع التعقل وإمهال الحكومة فرصة العمل وعدم تبني سياسة الرفض الكلي ». « خوف من تردي الأوضاع الاقتصادية » تونسية « أملي أن يدرك الجميع أن مصلحة هذا البلد فوق كل المصالح وأن الدين لله والوطن للجميع .. مخاوف من تردي الأوضاع الاقتصادية إلى ما ينبئ بالكارثة وخوف من حرب اهلية تأتي على الأخضر واليابس ». « لا خوف بعد اليوم » تونسي وراسي عالي « إن تونس تعيش اليوم في أحلى أيامها من الجنوب إلى الشمال من الشرق الى الغرب بكل اعتزاز لأبنائها الاشاوس الذين ضحّوا بدمائهم الزكية من ظلم الطاغية .نعم لقد دخلت تونس اليوم برّ الأمان وشعاره (لا خوف بعد اليوم) ». « لم يتغير شيء » مريم الكلبوسي « لم يتغير شيء فما زلت في عداد العاطلين والمعيشة في غلاء دائم ورهيب وما زلت لم أمارس مهنتي كأستاذة أو معلمة.. » « في المسار الصحيح رغم التحديات » سليمة « صحيح أن الثورة قامت طلبا للحرية والكرامة وتحسين الأوضاع الاجتماعية لكن لنفرح اليوم بالخطوة الكبيرة التي قمنا بها جميعا فنحن اليوم امام حكومة شرعية منتخبة، نطالب، نقترح، نتشاور، ونعارض وهذا ماكنا نفتقده بالأمس. أنا شخصيا أعتبر أننا في المسار الصحيح رغم التحديات التي تواجهها تونس وخاصة على مستوى أزمة البطالة التي استفحلت كثيرا ولكن بالعمل الجاد والقليل من الصبر سنصل جميعا الى الهدف المنشود بحول الله ». « لماذا لا يُغيرونهم؟ » سليم حمدي مر عام على انتفاضة الحرية و الكرامة ثورة على البطالة والذل والضعف وغير ذلك من المساوئ التي عانى منها شعب تونس. فقر وحرمان و مهانة من عهد حكم البايات الى الإحتلال الفرنسي الى الحقبة البورقيبية وصولا الى حكم الظالم بن علي.. تغيرت اشياء كثيرة أغلبها إلى الأسوأ لجهل الناس وافتقارهم للإدراك الصحيح لمآل الأمور. هرب الدكتاتور و انتقلنا من دكتاتورية الحالك الى دكتاتورية الشارع.. الكل يريد أن يحكم والكل يريد ان يفرض رايه و الكل يريد ان يُثري في يوم و ليلة بالسلب والنهب والسرقات المنتشرة هنا وهناك. تغير الحاكم و تغير الوزراء و تغير الولاة.. لكن لم يتغير المعتمدون و العُمد . الدكتاتور وأعوانه سرقوا الأموال العامة أما العُمد والمعتمدون فقد سرقوا دماء الفقراء والضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة. على الدولة والحكومة الجديدة أن تعرف أن بعض العُمد والمعتمدون (إلا من رحم ربي) أكثر ظلما وجورا وسرقة من الدكتاتور فلماذا لا يغيرونهم؟ « لا بد من احترام حرية الآخر أيا كان » كوثر حسين « رغم كل التفاؤل هناك فترة زمنية نرجو أن لا تطول لأن الشعب يعاني من كثير من الإحتياجات الضرورية والأساسية قبل كل شيء وهناك من هو خائف من أجل حريته إلا أن هناك الطرف الآخر الذي يعتقد بأنه كانت هناك حرية يراها هو من وجهة نظره وقد تتمثل الحريات في نوع الملابس والمظاهر لكن حسب رأيي فالحرية هي أن يتمكن الفرد من الحصول على ما يرغب فيه ما هو من شأنه أن يحقق له العيش الكريم مع باقي أفراد المجتمع من غير استنقاص لحقوقه حيث يكون له الحق في التعليم وتيسيره له وتمكنه من بلوغ النتائج التي يستحقها بدون ظلم.. يجب أن نحاول الوصول إلى درجة من احترام حرية الآخر أيا كان إذا كان ذلك لا يعتدى على حقوقنا في العيش الكريم.. يجب نشر العلم وتطوير التعليم بمختلف أنواعه ومراحله ورفع الفقر عن الناس وإشباع بطون الأطفال قبل كل شيء لأن الطفل هو الوحيد الذي لم يُسمع صوته في هذه الثورة العظيمة ». « مناخ جيد رغم الصعوبات » أيوب « تونس جنة لو تركها الحاقدون ولو عمل المُعتصمون .نحن نعيش في مناخ جيد رغم الصعوبات الاقتصادية. نجحت الثورة بنسبة 90 في المائة لكن قليل من الصبر وسنبهر العالم ». « لم يتغير شيء إلا.. » بن بينو « لم يتغير شيء في تونس سوى بن علي.. مادامت الأنانية وحبّ المصلحة الذاتية والركض وراء الكراسي هي الطبيعة المتغلغلة في نفوس التونسيين والعرب إجمالا فلا ننتظر خيرا عاجلا أم آجلا ». « لم أر أي إنجازات » دارين دارونا « الثورة لم تكن في مستوى تطلعات التونسيين ولم أر أي إنجازات تذكر وفي نهاية المطاف قام بالثورة أناس واستفاد منها آخرون!!!!!!!!!!!! ». « نجاح سياسي »، صالج جلاصي ما تجدر الإشارة إليه و نحن نتحدث عن الثورة التونسية المجيدة هو أنها حققت نجاحا سياسيا كبيرا خاصة على مستوى الحريات حيث أصبح المشهد السياسي أكثر ديموقراطية إلى حد أصبح معه أقرب إلى النظم العريقة في مجال الديموقراطية فلكل فرد حق التعبير عن رأيه و بكل حرية و رغم فوز حركة النهضة في الإنتخابات التي أجريت فإنه لم يقع إقصاء الأطراف السياسية الأخرى و الكل يدلي بصوته و رأيه إلا أن الوضع الإقتصادي متردّ للغاية ربما هي تداعيات الثورة. « ثورتنا الشرارة الأولى »، أبو ناصح عبيد ثورتنا ستكون الشّرارة الأولى لشعوبنا العربية و الإسلاميّة في التّحرّر و النّهوض لتقرير مصيرها . بل شعوب العالم ستحاسب جلاّديها و تتآخى جميعا و تبني غدا أفضل لا فضل فيه لأعرابيّ على أعجميّ إلاّ بالتّقوى . سيحاسب إعلامنا و مثقّفونا أيّا كانوا على تقصيرهم و تدميرهم الممنهج لطمس هويّتنا و معالم حضارتنا و ستكون قنواتنا ناطقة بكلّ اللّغات يتحدّث فيها علماؤنا و مفكّرونا للعالم بالحجّة و البرهان دون تعصّب لدين أو لفكرة و للجميع أن يختار دون وصاية على أحد . « الشعب التونسي بخير »، السيد الحامدي عاما بعد رحيل زين العابدين بن علي، الشعب التونسي بخير و نطمح إلى الأفضل بإذن الله. نسبة المعطلين تبلغ ذروتها تونس 2012 بلد المليون معطل عن العمل منهم تقريبا 90 بمئة من حملي الشهائد سواء الجامعية أو الشهادات التكوين المهني …. لكن نطمح إلى الأفضل فإذا كانت العائلة الناهبة سبقا تنهب صباحا و مساء فالأن تونس و منذ تقريبا 6 أشهر و أغلب موارد الدولة متوقفة. لكن الدولة لا تزال تدفع الأجور و هي دولة بكل ما تعني الكلمة. سوف ننطلق سوف ننطلق! (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 13 جانفي 2011)  

« الثورات العربية شكلت قطيعة.. لكن عمليات الإنتقال لن تكون سهلة »


بقلم : عبد الحفيظ العبدلي- swissinfo.ch مرت قرابة سنة على اندلاع « ثورة الكرامة » في تونس، التي أطلقت شرار ة ثورات الربيع العربي وما أعقبته من تغيّرات عميقة على أكثر من صعيد شملت عددا لا بأس به من البلدان العربية في شمال إفريقيا ومنطقة غرب آسيا. ولئن توحدت شعارات ومطالب تلك الثورات، فقد اختلفت مسارات التغيير من بلد إلى آخر، كما تنوعت طرق الإحتجاج من الإعتصام والتظاهر السلمي إلى النزاع المسلّح والتمرّد العسكري. للحديث عن هذه التغييرات العميقة، سنة بعد انطلاق تلك الإحتجاجات، أجرت swissinfo.ch هذا الحوار مع الدكتور محمد محمود ولد محمّدو، الأستاذ الزائر بالمعهد العالي للدراسات الدولية ودراسات التنمية بجنيف، ومدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمركز السياسات الأمنية بجنيف، وكاتب له العديد من الدراسات والكتب على وجه الخصوص الحرب الصليبية المضادة، وهجمات 11 سبتمبر وتغيّر وجه العالم. وفي ما يلي نص الحوار: swissinfo.ch: عام بالضبط يفصلنا عن بداية الإنتفاضات التي عاشتها العديد من البلدان العربية. هل ما شهدته المنطقة هي ثورات شعبية بالمعنى العلمي للكلمة، أم ان الأمر يتعلّق بانتفاضات، يمكن أن تشهد الاوضاع فيها عودة إلى الوراء؟
محمد محمود ولد محمّدو: لقد تكرّر كثيرا طرح السؤال حول حقيقة هذه التغيّرات خلال العام المنصرم، مما جعل الدارسين ينشغلون بالبحث عن الدلالات ويكادون يغفلون عن البعد الأساسي لتلك التطوّرات، وهو أنه وفي فترة لا تكاد تتجاوز بضعة أسابيع تقريبا، تمت إعادة تشكّل كاملة للعناصر الأساسية المحددة في رسم العلاقة بين الدولة والمجتمع في بلدان شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. أما إذا تجاوزنا هذا المعطى الأساسي، فعلينا أن نأخذ مسافة من الأحداث، وأن ننظر إليها في تنوّعها واختلافها من بلد إلى آخر، بين ثورة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى انخرط فيها الشعب التونسي بتلقائية، وانتفاضة توحدت فيها جهود الشعب المصري ، سرعان ما أرادت إعادة انتاج ما شهدته تونس، ولكن النجاح كان نسبيا، ويظل حتى الآن مستقبل الثورة المصرية يلفه الغموض، لكن المصريين نجحوا رغم ذلك في إجبار أحد عتاة الدكتاتورية في التنازل عن السلطة. وأما في ليبيا، فقد تحوّلت انتفاضة شعبية انطلقت من شرق البلاد إلى ثورة مسلحة عمت كل الجهات، ولم تنجح في إسقاط دكتاتور آخر إلا بدعم ومساندة تدخّل عسكري اجنبي. ناهيك عن أوضاع أخرى أشدّ تعقيدا في اليمن، والبحرين، وسوريا. وبصفة عامة، لا يمكننا الحديث عن ربيع عربي هكذا بإطلاق. الكرامة والحرية والعدالة، كانت من بين أبرز المطالب والشعارات التي رفعها الشباب الثائر في كل من تونس وليبيا ومصر. هل تتجه هذه البلدان إلى تحقيق تلك المطالب، وإلى انجازها في الواقع؟
محمد محمود ولد محمّدو: لقد أشرت إلى هذه الشعارات، وهي من بين شعارات أخرى كثيرة رفعتها هذه الثورات، وهي تدلّ على الهوية الإجتماعية الحقيقية لهذه الانتفاضات. إنها ثورات للمطالبة باحترام حقوق الإنسان قبل كل شيء. فالكرامة، التي هي قيمة انسانية أساسية هي التي دفعت محمّد البوعزيزي إلى القيام بفعل يبدو في ظاهره عملا يائسا، لكن عمله أوضح في النهاية أن الأنظمة الشمولية تقود إلى مأزق إذا ما جوبهت آليات الإضطهاد والظلم التي تمارسها برفض المواطن المدافع عن حقه في الوجود، وليس بدوافع الحسابات السياسية البراغماتية. وبهذا المعنى، فثورات الربيع العربي هي في الأساس تشكل قطيعة مع نظام لم يعد بمقدوره ادعاء القدرة على قيادة هذه الشعوب بعد ان تآكلت شرعيته ومصداقيته. لكن في الآن نفسه، لن تكون عملية الانتقال هذه سهلة، وسوف يتطلّب تجسيد افكارها في الواقع بذل جهود مضنية. حتى الآن نشهد تحقيق تقدّم نسبيا في مأسسة هذه المطالب والشعارات في تونس،.وتظل مصر مسرحا لانتهاك هذه الحقوق من حين لآخر، وأمّا ليبيا فهي مدعوة إلى وضع الآليات الدستورية المناسبة لإنجاز نقلة حقيقية. في كل المحطات الانتخابية التي شهدتها بلدان ثورات الربيع العربي حتى الآن، حصدت الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية غالبية المقاعد. هل يشكّل هذا خطرا على مكاسب التحديث في هذه المجتمعات؟
محمد محمود ولد محمّدو: لا أعتقد ذلك. من جهة ليس هناك أي تعارض بين المواطنة والتقوى أو نظافة اليد. ومن جهة اخرى، فالتحليلات التي تربط بين الربيع العربي والخوف من التيارات الإسلامية هي رؤى تفتقر إلى القدرة على الإلمام بتعقيدات المشهد السياسي الجديد الذي هو بصدد التشكل في هذه البقعة من العالم. والحركات التي فازت في هذه الإنتخابات هي أحزاب منظمة علنية وتعمل في الشرعية، وقادت حملاتها الدعائية في أجواء تنافسية وتعددية. وكان الإقتراع شفافا وتحت أنظار المراقبين الدوليين. فضلا عن ذلك، فقد كان الناخبون واعين بخيارهم وفضلوا هذه الأحزاب الإسلامية. ومحاولة محاكمة هذه الحركات مسبقا وعلى النوايا هو شكل من أشكال عدم التسامح بإسم قيم التسامح نفسها. الترحيب بالديمقراطية في بلدان جنوب البحر الابيض المتوسط إلا إذا كانت نتائجها مستنسخة للديمقراطية الغربية هي محاولة لتأبيد التبعية التي سمحت باستمرار الديكتاتورية في هذه المنطقة من العالم. وأشير في الأخير إلى أن المشروع السياسي والإجتماعي للحركات الإسلامية لا يمكن الحكم عليه إلا بعد اعطائه الفرصة لكي يطبّق في ظل تجربة سياسية تحكمها انتخابات شرعية. لقد اختار الناخبون هذه الأحزاب في أوّل تجربة ديمقراطية حقيقية يشهدها العالم العربي، فليثبتوا جدارتهم ان استطاعوا، وليحترموا اللعبة الديمقراطية. وهذا من شأنه أن يسمح بتعزيز الطابع المدني للنظام الجديد الذي ورث الأنظمة الاستبدادية، و بتجاوز الفزّاعة الإسلامية التي تم توظيفها من جهات عديدة لفترة طويلة. دعا المفكّر المغربي المرحوم محمّد عابد الجابري منذ التسعينات من القرن الماضي إلى تشكيل كتلة تاريخية تقود عملية التحوّل في العالم العربي. هل حان الوقت لبناء هذه الكتلة؟
محمد محمود ولد محمّدو: بنفس الشكل أيضا دعا منصف المرزوقي، المناضل المعروف من أجل حقوق الأنسان، والذي أصبح اليوم رئيسا لتونس، إلى ما كان يسميه « استقلالا ثانيا »، وسعد الدين إبراهيم، عالم الاجتماع المصري، الذي كان بدوره ينشط في هذا الإتجاه. وفي الحقيقة بذل الكثير من المناضلين العرب جهودا كبيرة في التسعينات من أجل الإنفتاح السياسي، وهذه الجهود الماضية حتى وإن لم تحقق مرادها في تلك الفترة، فإنه لا يمكن نسيانها لأن هذه الثورات الحالية لم تأت من فراغ. وأعتقد أن تسارع الجهود الهادفة إلى تصعيد الاحتجاج ضد الأنظمة الفاقدة للشرعية قد أدى بنا إلى تجاوز تلك الدعوات والمبادرات. ما هي احتمالات نجاح هذه الكتلة، في حالة قيامها، في صياغة عقد اجتماعي جديد لتنظيم حياة هذه المجتمعات؟؟
محمد محمود ولد محمّدو: العقد الإجتماعي الجديد هو آخذ في الظهور والتشكل بالفعل. لكن يتم تحقيقه على مستوى وطني في المقام الأوّل، وأعتقد شخصيا أن هذا هو الإطار المناسب له. لان من شأن ذلك أن يوفّر مرتكزات واقعية وفي سياقها، وتضع المشروعات المناسبة لتحقيق الديمقراطية. والتنسيقيات الإقليمية والتي تتجلى بشكل واضح من خلال شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دورا إيجابيا هاما في « الثورات الإلكترونية »، وقد تحوّلت مع الوقت إلى روابط اجتماعية ضاغطة في كل بلد من هذه البلدان التي تشهد تحوّلا. عملية التنسيق الإقليمي هذه كانت مطلوبة منذ عدة سنوات من أجل خلق ظروف مناسبة للتغيير. هذا على الرغم من اقتناعي بأنه قد حان الوقت لتركيز الجهود محليا على توفير شروط الممارسة الديمقراطية لكي تصبح واقعا ملموسا قابل للاستمرارية. ومن جديد، هذا الامر ليس سهلا، فالثورات تتطلب بذل جهود، والإستفادة من التجارب الأخرى. الدكتور محمد محمود ولد محمدو، الأستاذ الزائر بالمعهد العالي للدراسات الدولية ودراسات التنمية بجنيف، ومدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمركز السياسات الأمنية بجنيف (swissinfo)
هل سيحتفظ الشباب والمجتمع المدني بدور حيوي خلال مرحلة البناء بعد ان أديا دورا رئيسيا في انجاح الإنتفاضات، ام أنهما سيهمّشان بعد أن أُفرزت الشرعيات واستقرت؟ محمد محمود ولد محمّدو: لدينا مثاليْن متعارضيْن فيما يتعلّق بهذا السؤال المهم. في تونس، حيث اقتنعت الأغلبية بالثورة، انسحب الشعب نوعا ما، وأصبح يعبّر عن تطلعاته من خلال القنوات والمؤسسات الديمقراطية التي تشكلت او التي بصدد التشكل: عبر الإقتراع، والمظاهرات، ونشاط المواطنين على المستوى البلدي، والحوار وتدافع الأفكار… أما في مصر، حيث يستمرّ الحراك الثوري، تتواصل الاحتجاجات الشعبية، والبعض يرفض اختيارات الإدارة العسكرية للمرحلة الإنتقالية، وتعبّر هذه الشريحة عن قناعاتها من خلال تصعيد المواجهة مع قوى الامن والشرطة العسكرية بإستخدام أساليب ثورية. وهذا ما يدفعنا إلى القول أنه لا سبيل إلى تحويل الاحتجاجات الثورية إلى حراك ونشاط يقوم به المواطنون ضمن ضوابط عملية ديمقراطية متدرجة إلا بعد تحقيق الإصلاحات الاساسية التي تنادي بها تلك الإنتفاضات. ماذا عن النظام الإقليمي المرتقب في المنطقة العربية؟ وما مصير الجامعة العربية في ضوء ذلك؟
محمد محمود ولد محمّدو: نتج عن ثورات الربيع العربي أثريْن بالغيْن على مستوى العلاقات الإقليمية. أوّلا وصول قيادات حكومية جديدة في كل من تونس وليبيا ومصر، وقد تلتحق بها اليمين وسوريا، مما سيؤدي في السنوات القادمة إلى إعادة تشكيل مشهد العالم العربي، لأن الفاعلين الجدد ليسوا مجبرين على إعادة العمل بالتحالفات القديمة، ويمكن ان ينشؤوا تحالفات جديدة تتماشى وتوجهاتهم المبنية على أعادة تقييمهم للتحالفات الموجودة أصلا من قبل وصولهم إلى سدّة القرار. ولابد من العودة إلى الستينات من القرن الماضي مباشرة بعد الاستقلال للوقوف على مرحلة تاريخية شهدت تغّيرات عميقة وجذرية مشابهة لما يحدث اليوم. على المستوى الإقليمي العربي دائما، لا يزال المشهد في بداية تشكله، وهناك حركية ومرونة كبيريْن تطبعان حاليا العلاقة بين البلدان العربية. أما بشأن العلاقة مع بلدان الإقليم، التي ليست بلدانا عربية، كإيران وتركيا وإسرائيل، فقد تأثرت هي الأخرى بشكل كبير بثورات الربيع العربي فزاد نفوذ تركيا، وأصبحت إسرائيل ضعيفة ومذهولة من الديمقراطيات العربية، وكذلك تراجع النفوذ الإيراني مع إعادة توزيع الأوراق على المستوى الإقليمي، على الرغم من صعوبة رصد هذا التراجع بسبب الغموض الذي يحيط بالنظام الإيراني، خاصة وأن هذه الثورات العربية قد اعادت على الأذهان « الثورة الخضراء » التي شهدتها إيران خلال عام 2009. أما بالنسبة للجامعة العربية، فلا أرى حتى الآن حدوث تغييرات عميقة في طريقة عملها، فالمبادرة التي اتخذتها بشأن ليبيا، جاءت في الحقيقة بمبادرة من مجلس بلدان التعاون الخليجي، وأما بالنسبة للملف السوري، فقد طغى على موقف الجامعة التردد والغموض. أي شكل سوف تتخذه العلاقات بين العالم العربي والبلدان الغربية بعد إستقرار الأوضاع في المنطقة؟
محمد محمود ولد محمّدو: الربيع العربي كان سلسلة من الاحداث المحلية في الأساس. والانتفاضات لم تكن موجّهة ضد الغرب، بل كانت ردود أفعال ذاتية ناتجة عن مأزق الأنظمة التسلطية في العالم العربي. والهدف من هذه التغيّرات، إذا ما وجدت طريقها إلى التحقيق، هي قبل كل شيء، إرساء آليات للتمثيل الديمقراطي تكون التعبير السياسي لوضع شرعي مستقر. وهذا ما جعل العلاقة بالغرب منذ انطلاق أحداث الربيع العربي أمرا ثانويا. هذا من دون ان نغفل أن العلاقة التي كانت تربط بين الأنظمة البوليسية السابقة في كل من تونس ومصر مع البلدان الغربية كانت علاقة قائمة على الزبونية، ومن المنطقي ان نرى في رفض تلك الأنظمة رفضا لتلك العلاقة غير السوية بشكل صريح أو ضمني. ويعني هذا أنه من الآن فصاعدا المطلوب تأسيس علاقة شراكة بناءة تقوم على احترام سيادة جميع الأطراف. ولابد من الإقرار بأن الأمور لم تصل بعدُ إلى هذا المستوى المنشود من المعاملة بالمثل، والحق في الإختلاف، ومراعاة المصالح المشروعة لكلا الجانبيْن. ولتحقيق ذلك لابد من مراجعات عميقة لعلاقاتنا في الماضي، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة. عبد الحفيظ العبدلي- swissinfo.ch (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 13 جانفي 2011)  

إيقاف عبد الرحمان سوقير في مطار تونس قرطاج

 


تم إيقاف عبد الرحمان سوقير الحارس الشخصي للرئيس السابق بن علي في مطار تونس قرطاج عند دخوله تونس مساء أمس . و حسب ما أفاد به الناطق الرسمي لوزارة الداخلية هشام المؤدب لراديو كلمة صباح اليوم لراديو كلمة ، فقد تم إيقافه لأنه مطلوب للعدالة في عدة قضايا . و حسب نفس المصدر فقد تمت إحالته على مكتب التحقيق الثالث في المحكمة الابتدائية من قبل النيابة العمومية وهو الآن في حالة إيقاف تحفظي (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 13 جانفي 2012)  

هنية: « المرزوقي رفض طلب عباس بعدم استقبالي »


اتهم القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله بمحاولة منع قادة دول عربية من استقباله خلال جولته الأخيرة، وأكد خلال كلمة له أمام جلسة للمجلس التشريعي الفلسطيني في غزة صباح أمس، أن قادة هذه الدول لم يستجيبوا لتلك المحاولات. وقال هنية في تصريحه أمس أنه اُبلغ في تونس أن الرئيس محمود عباس بعث برسالة للرئيس التونسي المنصف المرزوقي يطلب فيها منع استقباله، وأن المرزوقي أجابه بـ »أن تونس دولة قانون وأنها تستقبل هنية على أنه رئيس وزراء شرعي وفق القانون الفلسطيني »، كما أضاف هنية أنه « لم يتطرق في الإعلام إلى هذه القضية، حيث ركز على تبليغ التونسيين بأنه يجب أن يتبنوا القضية الفلسطينية ويدعموها »، وذلك نقلا عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر اليوم. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اعتذر عن تلبية دعوة المرزوقي للمشاركة في احتفالات الذكرى الأولى لـ14 جانفي تاريخ هروب الرئيس السابق، وذلك حسب تصريحات رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية في حكومة رام الله. كما أضاف نفس المصدر أنه هو من سيزور تونس نيابة عن عباس للمشاركة في الاحتفالات ولقاء كبار المسئولين فيها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 13 جانفي 2012)  

بمناسبة الذكرى الأولى للثورة الإفراج عن عدّة آلاف من المساجين


أفادت مصادر من وزارة العدل أنّه يتوقّع أن يتمّ اليوم الجمعة الإعلان عن قائمة المستفيدين من إجراءات العفو والسراح الشرطي والحدّ من العقاب والتي يتوقّع أن تشمل عدّة آلاف من المساجين خاصّة من الأطفال وكبار السنّ. وذلك لأوّل مرة في تاريخ تونس الحديث احتفاء بالذكرى الأولى لثورة الحرية والكرامة. (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

مثلما أشار « المصدر » إلى ذلك: هيثم عبيد يغادر السجن بفضل طارق ذياب


علم  » المصدر « أن اللاعب الدولي السابق للترجي التونسي هيثم عبيد، السجين منذ سنة 1997 في قضية مسك واستهلاك وترويج المخدرات سيشمله العفو الحكومي والسراح الشرطي الذي أعلنت عنه وزارة العدل في بلاغ صادر يوم الخميس وذلك بمناسبة الذكرى الأولى للثورة التونسية (14 جانفي 2012).
وأكد سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية المؤقت والناطق الرسمي للحكومة المؤقتة في مؤتمر صحفي أن الآلاف من المساجين سيتمتعون بالعفو أو السراح الشرطي وذلك بالحط من العقاب أو طرحه ، كما أعلنت وزارة العدل أن قائمة المستفيدين من هذه الاجراءات الاستثنائية للعفو الحكومي العام على عدد من المساجين سيتم الإعلان عنها اليوم الجمعة 13 جانفي 2012.
وسيكون كبار السن والأحداث ومن طالت عقوبتهم البدنية خلف القضبان هم الأولى بالسراح الشرطي أو الحط من العقاب وذلك على هامش احتفالات بلادنا بمرور سنة على ثورة الحرية والكرامة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع « زين العابدين بن علي ».
وسجن عبيد (48 عاما) منذ سنة 1997 وذلك بعد تورطه مع أحد أصهار الرئيس المخلوع بن علي في قضية مسك واستهلاك وترويج مخدرات وتم القبض عليه سنة 1997 ونال حكما بالسجن لمدة 25 عاما، وتشير بعض المصادر إلى أن زوجة الرئيس التونسي الفار ليلى بن علي أمرت بسجن هيثم عبيد وتبرئة شقيقها وغلق ملف القضية نهائيا.
وتحدثت عديد الأطراف بعد تنصيب الحكومة المؤقتة عن حرص طارق ذياب الوزير الجديد للرياضة على التدخل من أجل إعادة فتح قضية تورط هيثم عبيد زميله السابق لسنوات طويلة في الترجي التونسي والمنتخب الوطني، في قضية ترويج واستهلاك المخدرات وذلك سنة 1997 وسجنه لمدة 25 عاما قضى منها إلى حد الآن 15 عاما.
وكان طارق ذياب، الذي عينته حكومة النهضة وزيرا للرياضة يوم الخميس الماضي رسميا قد صرّح في أول يوم بعد تعيينه في المجلس التأسيسي أنه سيعمل على التدخل لدى وزارة العدل من أجل إعادة فتح تحقيق في تورط هيثم عبيد في واحدة من أكبر قضايا الرياضيين في تونس والتي ذهب هيثم عبيد اللاعب الدولي السابق للترجي التونسي ضحية علاقته حسبما يؤكد البعض بأشقاء ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع بن علي. وكان الفنان المسرحي ومغني الراب التونسي محمد علي بن جمعة قد بدأ بعد ثورة 14 جانفي 2011 حملة مساندة للمطالبة بالإفراج عن هيثم عبيد ونيله العفو التشريعي بعد قضائه 15 سنة خلف القضبان في حين ينعم منى شاركه في تلك الجريمة بالحرية.
وأكد الفنان أن بحوزته وثائق هامة وسرية للغاية من شأنها أن تكشف عديد الألغاز في هذه القضية التي جدت في منزل فاخر بضاحية المرسى خلال سهرة صاخبة تناول فيها مراد الطرابلسي جرعات من المخدرات أدت إلى دخوله في غيبوبة وهو ما دفع بشقيقته ليلى بن علي إلى إعطاء الأمر بتشديد أقصى العقوبات بالسجن على جميع المشاركين في السهرة دون أن تتوفر عناصر الاتهام.
وكان هيثم عبيد في أواسط الثمانينات وحتى منتصف التسعينات من أبرز اللاعبين في تونس ولعب مع الترجي من 1986 إلى 1990 واحترف اللعب في البرتغال في 1991 ثم عاد في 1995 إلى الترجي وفاز معه بالكأس الأفروآسيوية بعد الانتصار على فارمرز بنك التايلاندي كما كان أيضا قائدا للمنتخب الوطني للأواسط الذي تأهل إلى مونديال 1985.
وحمل هيثم عبيد زي المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم في 35 مباراة دولية كما نال شرف المشاركة في أولمبياد 1988 وتصفيات كأس العالم 1990 و1994. ومن المنتظر أن يغادر هيثم عبيد زنزانته غدا السبت 14 جانفي بعد 15 سنة تقريبا قضاها خلف القضبان. الحبيب بن أحمد
(المصدر:موقع المصدر التونسي الإلكتروني (تونس)بتاريخ 13 جانفي 2012)  

الرئيس التونسي يطلب مزيدا من « الوقت » ويبرر تحالفه مع النهضة


باريس: طلب الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي الجمعة مزيدا من الوقت من اجل ادارة « تسونامي المشاكل » التي تواجهها تونس وبرر تحالفه مع حركة النهضة برغبته في تفادي « المواجهات » بين علمانيين واسلاميين معتدلين.
وفي حديث لاذاعة فرانس انتر في الذكرى الاولى لفرار الرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011 طلب المرزوقي الذي يتولى مهامه منذ شهر، مزيدا من « الوقت ». وقال الرئيس التونسي « اطلب الانتظار قليلا قبل استخلاص النتائج، لقد عانى التونسيون خمسون سنة من الدكتاتورية والان كل المشاكل التي طرحت جانبا، واخفيت ونسيت وكبحت، تنفجر في وجوهنا ». واعتبر المرزوقي « انه تسونامي حقيقي من المشاكل، انها ورشة ضخمة ».
واضاف ان « ما اطلبه من التونسيين، اتركونا نعمل » نافيا ان تكون تونس معطلة ومعتبرا ان « 90% من تونس يعمل ».
وردا على سؤال حول تحالفه مع اسلاميي النهضة المعتدلين الذين يتمتعون بالاغلبية في المجلس التاسيسي قال المنصف المرزوقي، العلماني اليساري، « لم يكن هناك خيار اخر ».
واوضح ان « اكبر الانتقادات الموجهة الي، هي انني تحالفت مع الجناح المعتدل في التيار الاسلامي، لم يكن هناك خيار اخر، اما تشكيل اغلبية عقلاء من الاسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين لحكم البلاد او المواجهة ».
وقال ان « اعتبار تون
 
س بلد سقط بين ايدي الاسلاميين، مجرد وجهة نظر، انها وجهة نظر جزئية ومنحازة، هذا ليس صحيحا ».
وخلص الرئيس التونسي الى القول « اننا نقيم مناقشات ساخنة كي تظل تونس في الخط المستقيم، في الخط الوسطي الديموقراطي الذي يحترم حقوق الانسان وان لا تكون لها اي علاقة بنظام اسلامي ». وتحيي تونس السبت الذكرى السنوية الاولى لسقوط بن علي في اول انتفاضة هزت العالم العربي واعطت انطلاقة « الربيع العربي ».
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 13 جانفي 2011)  

في كلية الآداب بمنوبة اعتصام السلفيين متواصل.. الدروس معطلة وسلطة الإشراف غير عابئة…


وصف الحبيب الكزدغلي عميد كلية الآداب بمنوبة الأجواء داخل أسوار الجامعة يوم أمس بالمتوترة مؤكدا في تصريح لـ « الصباح » أن اعتصام السلفيين داخل مقر الجامعة لا يزال قائم الذات وتحديدا في بهو مدرج ابن خلدون بعد أن كان في العمادة.
وأورد العميد أن سير الدروس العادية قد تعطل خلال الأيام الأولى من الأسبوع (اثنين,ثلاثاء وأربعاء) حيث شهد يوم الاثنين 8 حالات تعطيل للدروس في حين شهدت باقي الأيام 6 حالات تعطيل مشيرا الى أن تواصل الاعتصام يمثل تهديدا لنسق سير الدروس التي تبقى غير مؤمنة في ظل تواصل اعتصام الطلبة الملتحين. وأضاف الكزدغلي: »أن مجموعة السلفيين البالغ عددها ما يقارب الـ 20 شخصا تمارس تدخلها عبر ملاحقة كل طالبة منقبة تنشد الالتحاق بقاعة الدرس لرصد مختلف ردود فعل الأساتذة مستعملين آلات التصوير قصد تسجيل مواقف الأساتذة. ولئن غاب الاحتكاك بين المجموعة السلفية وباقي الطلبة وفقا لما أكده العميد فان الدروس التي يؤمنها الأساتذة كانت تؤمن وسط أجواء متوترة من ذلك مضخمات الصوت التي تردد أغاني دينية وخطبا تحريضية فضلا عن اللافتات التي ترفع باستمرار ».
وكان العميد قد أعلن في وقت سابق على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة أن إمكانية اللجوء الى سنة بيضاء وارد وهو ما لم يفنده العميد لـ »الصباح » مبينا انه إذا كان الأمر سيستوجب كل مرة مغادرة الأستاذ لقاعة الدروس لن يكون الطلبة جاهزين للامتحانات المزمع إجراؤها في يوم 24 من هذا الشهر خاصة أن الاعتصام يشكل ضغطا وتهديدا لسير الدروس التي تعذرأن تدور في أجواء هادئة كما أنها تبقى مهددة بالانقطاع في أي وقت ». وأضاف الكزدغلي انه رغم ضبط المجلس العلمي لتواريخ الامتحانات الا ان الجميع يعيش حالة ترقب من أي طارئ قد يحدث، وتبقى مواعيد الامتحانات في خطر.
وفي ذات السياق اضطر الطاهر المناعي (نائب العميد وأستاذ متخصص في الحضارة) الى قطع سير الدروس يوم أمس وأول أمس إذ فوجئ بإحدى طالباته التي ارتدت النقاب مباشرة بعد عطلة الشتاء تريد أن تلتحق بالدرس رافضة رفضا قاطعا الامتثال الى القوانين الداخلية للكلية التي تقضي بكشف الوجه. وأضاف أنها خاطبته قائلة: » أعمل أش تحب » عندما اخبرها أن رفضها الامتثال للقوانين الداخلية يعتبر عصيان أوامر يؤشر لإحالتها على مجلس التأديب. وأضاف المناعي أن الطالبة ترافقها مجموعة من الطلبة الملتحين من داخل وخارج الكلية يلتقطون ما يدور بواسطة آلات التصوير والهواتف الجوالة. وأشار في نفس السياق الى أن باقي الطلبة التمسوا مرارا وتكرارا من زميلتهم المنتقبة تركهم يتلقون الدرس ووصل هذا الالتماس حد البكاء من قبل بعض الطالبات (خاصة اللائي فاتهن الدرس على امتداد يومين) لكن دون جدوى علما أن الطلبة لم يحاولوا التدخل خشية من المجموعة السلفية. وأورد نائب العميد انه يقابل التوتر الذي تعيشه الجامعة صمت مريب من قبل سلطة الإشراف التي ليست عاجزة عن التدخل وإنما ينم موقفها عن تواطؤ مشيرا الى أن كلية الآداب بمنوبة مستهدفة والسلطة غير عابئة بإرادة المجلس العلمي التي تبقى إرادة نابعة عن قناعات راسخة. منال حرزي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

وزير الإصلاح الإداري محمد عبو يطرح استقالته من منصبه


أفادت بعض المصادر المطلعة من حزب المؤتمر من اجل الجمهورية لراديو كلمة صباح اليوم ، أن وزير الإصلاح الإداري محمد عبو طرح استقالته من منصبه إذا لم تتم تحديد صلاحيته بصفة رسمية . كما أفادت مصادرنا أن الاتفاق المبدئي كان يقضي بإسناد الوظيفة العمومية و القضاء الإداري و دائرة المحاسبات لوزارة الإصلاح الإداري لكن وقع خلاف مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي حول منحها لوزير الإصلاح الإداري . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 13 جانفي 2012)  

بعد « عقلة » ممتلكات خاصة للوزير الحالي للتكوين المهني والتشغيل رئيس الدائرة الجبائية لـ »الصّباح »: الإدارة تتمتع بصلاحيات واسعة.. حان الوقت لمراجعتها


تم سنة 2006 رفع قضية ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر، الوزير الحالي للتكوين المهني والتشغيل، بعد أن أصدرت الادارة العامة للجباية قرارا بالتوظيف الجبائي لفائدتها بمبلغ يناهز 280 ألف دينار، وذلك « انتقاما » من الأستاذ معطر، آنذاك، لموقفه من الاستفتاء على الدستور التونسي الذي أجري خلال سنة 2002، والذي اعتبره انقلابا على القانون وتكريسا للدكتاتورية. وقد تمت مؤخرا « عقلة » على ممتلكات خاصة لوزير التكوين المهني والتشغيل الحالي على خلفية عدم خلاص التوظيف الاجباري المتعلق به. ..وما رأي القانون، بعد الثورة، في قرارات التوظيفات الاجبارية، على الصعيدين الاجرائي والاقتصادي؟.. إجابة عن هذا السؤال وغيره، اتصلنا برئيس الدائرة الجبائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، القاضي معز بن فرج فأفادنا بأن قرار التوظيف الاجباري يتم الاعتراض عليه أمام المحكمة الابتدائية التي تنظر في القضية، وتصدر حكمها ابتدائيا، ويتم استئناف ذلك الحكم أمام محكمة الاستئناف، على أن يقع تعقيبه أمام المحكمة الادارية.. وكيف يتم إيقاف قرار التوظيف الاجباري؟ في هذا الشأن يقول القاضي معز بن فرج: « مبدئيا يقع تنفيذ قرار التوظيف الاجباري، بغض النظر عن الاعتراض عليه، ويوقف تنفيذه في حالة وحيدة، وهي إذا وقع الاعتراض مع تأمين مبلغ %20 من المبالغ المطالب بها… وفي جميع الحالات يمكن لادارة الجباية سحب ذلك المبلغ (الـ%20) بعد عام من تاريخ القيام بالقضية الاعتراضية… أما في خصوص القرار الاجباري الذي وقع الاعتراض عليه دون تأمين %20 من مبلغه، فإن الادارة تواصل تنفيذ ذلك القرار بغض النظر عن الاعتراض عليه… وبالتمعن في هذه الاحكام نلاحظ أن الادارة تتمتع بصلاحيات موسعة لتنفيذ قرار التوظيف الاجباري، رغم أن القضية مرفوعة أمام المحكمة… وهذا الاجراء لاقى العديد من الانتقادات من قبل رجال القانون مبدين استغرابهم من هذه الاجراءات التي تتعارض مع حق المواطن في الدفاع عن نفسه، وهنا برز سؤال مؤداه: ما قيمة الاعتراض على قرار التوظيف الاجباري، والحال أن ادارة الجباية يمكنها تنفيده؟ ! ولعل ما زاد الوضع تعقيدا، أن الادارة تتمتع بصلاحيات غريبة تتمثل في الاعتراض الاداري، بمعنى أن امكانية اجراء عقلة، من طرفها، على أموال المدينين للادارة تتم بمجرد اعتراض اداري وبمجرد مكتوب… وهذا الاجراء اعتبره العديد من الحقوقيين أنه يتعارض مع حقوق الانسان في حماية ممتلكاته.. ويختم القاضي معز بن فرج قائلا:  » يبدو أن الوقت مناسب لاعادة النظر في هذه المسائل ومراجعتها حتى يأخذ كل ذي حق حقه… فالهدف هو تحقيق معادلة بين حقوق الخزينة العامة وحقوق المطالب بالاداء »؟ فهل تتم مراجعة الاجراءات والقوانين المتعلقة بالتوظيف الاجباري؟.. قد يحصل ذلك… فلننتظر.  
عمار النميري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

اجتماع مجلس الوزراء متابعة الوضع الأمني واستعراض برنامج الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة


عقد مجلس الوزراء أمس الخميس اجتماعه الدوري بقصر الحكومة بالقصبة برئاسة حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة. وأفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو أن المجلس نظر في الوضع الامني العام بالبلاد على ضوء تقريرين لوزيري الداخلية والدفاع الوطني والوضع بالحوض المنجمي اضافة الى زيارة امير دولة قطر بداية من اليوم الجمعة الى تونس والاحتفالات بالذكرى الاولى للثورة التي سيحضرها عديد الضيوف. وأشار سمير ديلو الى تحسن الوضع الامني العام بالبلاد رغم بعض الاضطراب الذي حصل خلال اليومين الاخيرين والذي تم تداركه تدريجيا بفضل التنسيق بين مصالح وزارتي الداخلية والدفاع الوطني ملاحظا انه تم الاتفاق على عقد مجلس وزاري مضيق يخصص للاجراءات الواجب اتخاذها في المجال الامني. واضاف ان المجلس تطرق الى الوضع بالحوض المنجمي حيث سجل عودة الهدوء واستئناف الانتاج بشركة فسفاط قفصة ملاحظا انه ستتواصل متابعة الوضع من قبل الوزارات والاطراف المعنية لايجاد حلول جذرية تنهي التوتر وتستعيد بها الشركة نشاطها الطبيعي. وبين الناطق الرسمي باسم الحكومة ان المجلس نظر كذلك في برنامج الاحتفالات بالذكرى الاولى لثورة 14 جانفي 2011 الذي سينتظم الجانب الرسمي منه بقصر المؤتمرات بالعاصمة. واوضح ان عديد الضيوف سيحضرون في هذه الاحتفالات ومنهم بالخصوص امير دولة قطر ورئيس الجمهورية الجزائرية ورئيس المجلس الانتقالي الليبي الى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من كل من المغرب والامارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وفلسطين. وافاد بأن مجلس الوزراء استعرض برامج التعاون بين تونس وقطر عشية الزيارة التي سيؤديها أمير دولة قطر الى تونس بداية من اليوم الجمعة والتي قال انه سيتم خلالها ابرام 9 مذكرات تفاهم و5 مذكرات بصدد الدرس. ولدى استعراضه مذكرات التفاهم التسع اوضح ديلو انها تتمثل في مشروع تهيئة محطة الارتال بسوسة واتفاقية استثمار في سندات على الخزينة التونسية ومذكرة تفاهم لاستكشاف افاق استثمارية في مجال دعم جهود مكافحة التلوث ومذكرة تفاهم في مجالات التكوين المهني ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال تكرير البترول وبرنامج شبكة الغاز الطبيعى بالمدن التونسية فضلا عن مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الانسانية ومذكرة تفاهم حول البنك التونسي القطري للاستثمار ومذكرة تفاهم للتعاون بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز وشركة الكهرباء والماء القطرية ومذكرة تفاهم حول مشروع سبخة بني الغياضة بالمهدية. وفي مجال التنمية الجهوية اوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة ان مجلس الوزراء اهتم بانطلاق الاستشارة الجهوية الشاملة حول مشاريع التنمية التي سيقع ادراجها في قانون المالية التكميلي لسنة 2012.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

أمير دولة قطر يصل إلى تونس في زيارة رسمية تستغرق يومين


تونس- بناء نيوز. وصل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ظهر اليوم الجمعة إلى تونس بزيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى له منذ ثورة 14 جانفي 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق بن علي. ويرافق القائد القطري وفد رسمي رفيع المستوى، وكان باستقباله في مطار تونس قرطاج الدولي الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة حمادي الجبالي، وعدد من أعضاء حكومته. وقال أمير دولة قطر في تصريح مقتضب إنه سعيد بزيارة تونس حيث يلتقي مع الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر لتهنئتهم بمرور عام على ثورة الشعب التونسي. وأضاف أنه سيتم خلال اللقاءات تبادل الآراء حول المسائل التي تهم العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، معربا عن يقينه بأن زيارته لتونس ستساهم في تعميق التعاون بين البلدين لما فيه خير وصالح الشعبين. وأضاف أنه سيتم على هامش الزيارة التوقيع على تسع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي بين قطر وتونس. (المصدر:موقع بناء نيوز الإلكتروني (تونس)بتاريخ 13 جانفي 2012)  

في الذكرى الاولى للثورة.. الباجي قائد السبسي في حديث لـ »الصباح »: الحداثة والبورقيبية ليستا ضد الإسلام


وددت لو تأجلت انتخابات 23 أكتوبر مدة شهر – النهضة مطالبة باعلان انتقادها للسلفيين وللتطرف – لا بد من تجنب « ديبلوماسية الارتجال » ومن طمأنة أصدقائنا وأشقائنا – على زعامات « الترويكا » التصرف كدولة وليس كأحزاب – استقبلني في بيته بتواضعه المعهود في نفس الصالون ونفس المكان الذي التقيته فيه مرارا قبل توليه رئاسة الحكومة ما بين 3مارس و26 ديسمبر الماضيين..
بدا الباجي قائد السبسي بعد 10 اشهر من الاشراف على شؤون الدولة وفتح ملفات المرحلة الانتقالية المعقدة جدا داخليا وخارجيا في صحة جيدة ودقيقا في كلماته واضحا في تفكيره متطلعا الى المستقبل. سي الباجي بدا « هو نفسه » مثلما عهدته خلال العقدين الماضيين في ندوات جمعية دراسات دولية وفي بعض حفلات الاستقبال وجلسات العشاء والحوارالمضيقة في بيتي السفيرين الفرنسي والامريكي ومندوب مفوضية الاتحاد الاوربي على هامش زيارات وزراء ومسؤولين كباراوربيين وامريكيين الى تونس.
الحوار كان صريحا وجريئا »بلا قفازات » وشمل كل الملفات وتونس تحتفل بالذكرى الاولى للثورة بعد اقل من شهر من استلام حكومة حمادي الجبالي مقاليد الامور.. في وقت لا يزال في كل ملف تفتحه » لفعة » (اي حية) علي تعبير سي الباجي.
كان طبييعا ان أبدأ بسؤال واضح للوزيرالاول الباجي قائد السبسي عن تقييمه الاجمالي لحصيلة الوضع في تونس بعد عام على ثورة 14 جانفي كان خلالها رئيسا للحكومة والمشرف الفعلي على جل دواليب السلطة التنفيذية .
ولم يكن مفاجئا ان يرد سي الباجي بثقة في النفس وبوضوح: »الكمال لله وكل عمل انساني منقوص.. لكننا انجزنا اشياء كثيرة رغم الصعوبات.. والمخاطر والتحديات كبيرة بعد عام من انلاع الثورة.. رغم كل الانجازات.. قد تقدمنا رغم الارث الثقيل الذي ورثناه عن عهد بن علي في مرحلة كانت البلاد فيها « تغلي » اجتماعيا وامنيا وسياسيا وفي مرحلة تشهد فيها الشقيقة ليبيا حربا طويلة ودامية دخل الى تونس بسببها مليون و300 الف شخص من مختلف الجنسيات بينهم مسلحون من الثوار وموالون لنظام القذافي.. ولكننا نجحنا في تحسين الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وانجزت الانتخابات التعددية في احسن الظروف رغم ما حف بها من ثغرات نسبية بسبب نقص تجارب الجميع وتشرذم السياسيين والمثقفين..
مابعد 23 اكتوبر
سالته ان كان راضيا عن نتائج انتخابات 23 اكتوبر وعن التشكيلة الحكومية التي افرزتها فرد بوضوح وحزم: »نعم ولا في نفس الوقت.. » واورد انه راض عن قرار صناديق الاقتراع وعن نسبة المشاركة المرتفعة بين المرسمين اراديا وعن ممارسة ملايين الناخبين لحقهم الانتخابي في مناخ تعددي وفي انتخابات تشرف عليها لاول مرة هيئة مستقلة .. لكنه اعتبرانه »لو تاجلت الانتخابات شهرا اخر لوجدت بعض الاحزاب والقائمات المستقلة الوقت الكافي للاستعداد لها في ظروف افضل وللاتصال بالناخبين مباشرة في المدن والقرى الداخلية والاحياء الشعبية.. » بينما نظمت الانتخابات في ظرف كان فيه انصار حركة النهضة الطرف الوحيد الذي لديه خلايا وفروع في كامل البلاد.. والطرف الحزبي الوحيد المنافس الذي كانت لديه هيكلة مماثلة قبل الثورة هو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وقد وقع حله واحيل كثير من المشرفين عليه على القضاء بتهم مختلفة.. فيما انقسم بقية مناضليه وقياداته بين عشرات الاحزاب والقائمات.. »
تخل عن الدستوريين والبورقيبيين؟
قلت للسيد الباجي قائد السبسي:عرفناك وزيرا حداثيا ومعارضا « علمانيا »في عهد بورقيبة ( ضمن مجموعة  » الراي  » ومديرها حسيب بن عمار) ثم رئيسا لمجلس النواب في العامين الاولين من عهد بن علي .. كما عرفناك شخصية مستقلة ليبيرالية ومعارضة في صمت تعرضت الى مضايقات خلال الاعوام التي سبقت ثورة 14 جانفي ..فكيف تقبلت انتقال السلطة في تونس بعد انتخابات 23 اكتوبر الى مجلس وطني تاسيسي وحكومة غالبيتهما الساحقة اسلاميون من حزب النهضة وحلفائه ؟ هل تخليت عن كل قناعات  » الدستوريين البورقيبيين  » الحداثيين والعلمانيين ؟
كان رد مخاطبي طريفا وواضحا في نفس الوقت : بالنسبة لتركيبة المجلس الوطني التاسيسي اعتقد ان الديمقراطية تستوجب احترام ارادة الشعب وقد كنت اعلنت مبكرا ان حكومتي ستقبل نتائج الانتخابات مهما كانت الاغلبية الفائزة واحترمنا تعهداتنا ..وقمنا بتهنئة قيادة الاحزا ب الفائزة .. واتمنى ان ينجحوا في مهمتهم..لكن على قيادات النهضة والمؤتمر والتكتل التعامل مع الملفات والاوضاع بصفتهم مسؤولين عن حكومة وعن دولة وطنية اولا وليس بصفتهم الحزبية.. الدولة قبل الاحزاب والاعتبارات الخاصة..
قائد السبسي والغنوشي والجبالي
وتابع قائد السبسي حديثه قائلا: » تعرفت عن قرب خلال الاشهر الماضية على السادة راشد الغنوشي وحمادي الجبالي ونور الدين البحيري وقياديين اخرين من النهضة وعلى اسلاميين اعرفهم عن قرب من قبل مثل الاستاذ عبد الفتاح مورو.. مثلما تعرفت على زعامات المؤتمر والتكتل وان كنت اعرف بعضهم عن قرب منذ مدة مثل السيد مصطفى بن جعغر..واتمنى لهم التوفيق ..لكن عليهم طمانة صناع القرار في العالم وكل الاصدقاء التقليديين لتونس الذين تعهدوا لنا في قمة الثمانية بفرنسا برصد مبالغ هائلة لتستثمر في تونس ولمعالجة معضلة البطالة في بلادنا..
واعتقد ان الاسلام لا يتناقض مع الديمقراطية والحداثة والتمدن والمعاصرة.. وانا شخصيا مسلم وحداثي في نفس الوقت.. لقد درست في الصادقية وتعلمت القران مبكرا في الكتاب ثم في الصادقية عند استاذنا الجليل جلولي فارس الذي كانت والدتي رحمها الله تحبه وتدعو له بالخير لانه علمنا اجزاء من القران وشجعنا على حفظ الشعر والحكم العربية والغربية..
ويمكن لهذه الحكومة بمختلف مكوناتها « الاسلامية والحداثية العلماني »ان تنجح اذا احترمت التزاماتها السابقة للراي العام ومجموعة من الشروط التي قد يتسبب تجاهلها او تناسيها في دخول البلاد في مازق خطير. وتعقيدات لا يعلم عاقبتها الا الله..
ما هي تلك الشروط ؟
من ابرز تلك الشروط ان تنتقد حركة النهضة بصفة رسمية السلفية والارهاب والتطرف ووالسلوكيات الغريبة على مجتمعنا التي تبناها بعض السلفيين ونشرت رعبا بين المثقفين والسياسيين في تونس وفي الخارج.. على حزب النهضة وحلفائه تجنب نشر الرعب والخوف في تونس الجديدة.. وتجنب الارتجال والتصريحات « المجانية والاستفزازية  » في ديبلوماسيتنا.. وعدم التورط في » غلطات ديبلوماسية  » قد تخيف شركاءنا واصدقاءنا واشقاءنا.. او تجعلهم يتوقعون اننا سنتخلى عن التزامات الدولة التونسية..
لا بد من طمانة صناع القرار في الدول الغربية والعالمية الصديقة وعلى راسها الدول الاوربية والولايات المتحدة والبلدان المغاربية الشقيقة .. من حقنا ان نعمل على تنويع شركائنا لكن لا بد ان نفهم جيدا ان لدينا علاقات هيكلية مميزة مع شركائنا في الاتحاد الاوربي.. ذلك ان 80 بالمائة من علاقاتنا الاقتصادية الخارجية الهيكلية تجارة واستثمارا وسياحة مع اوربا.. و80 بالمائة من المهاجرين (الذين يحوم عددهم حول مليون ومائة الف ) في اوربا..
المصافحة مع اوباما
استحضرت مشهد مصافحة الرئيس الامريكي اوباما للسيد الباجي قائد السبسي في قمة الثمانية الكباربفرنسا بعد استماعه الى كلمة تونس في القمة فسالته عن تلك المصافحة وعن وجهة النظر التي تعتبران قائد السبسي السياسي المخضرم نجح في تسويق فكرة  » تطابق الاسلام والديمقراطية  » في قمة الثمانية في فرنسا ..
رد قائد السبسي علي قائلا: »هذا صحيح.. وقد اعجب الرئيس الامريكي اوباما بدفاعي عن هذا الموقف فغادر مقعده وتنقل نحوي.. وجاءني مصافحا تقديرا لثورة الشعب التونسي ولدفاعي عن تطابق الاسلام والديمقراطية والمعاصرة .. وعلى الاخوة الذين استلموا مقاليد الامور اليوم من النهضة وحلفائها ان يتعالوا على الاعتبارات الايديولوجية والحزبية والحسابات الانتخابية الضيقة وان يتصرفوا بصفتهم مسؤولين عن الدولة التونسية ـ دولة كل التونسيين ـ التي لديها رصيد عالمي وتؤمن بالعقلانية وبتطابق الاسلام والديمقراطية.. كما تؤمن بضرورة المحافظة على رصيد الديبلوماسية التونسية العالمي.. رصيد كان يجعل جل دول العالم العربي والاسلامي وفي بلدان عدم الانحياز تنتظر موقف الديبلوماسية التونسية قبل ان تتخذ قرارها في القضايا الدولية..
لكن اليس في دفاع زعيم سياسي علماني من ابناء »بورقيبة الروحيين عن الاسلام نوعا من الغرابة؟
رد السيد الباجي قائد السبسي على تساؤلي دون تردد: » شخصيا اعتقد ان بورقيبة والدستوريين لم يكونوا ابدا »علمانيين » او »لائكيين » بمفهوم مصطفى كمال اتاتورك او التصور الفرنسي القديم للائكية.. بل لقد بني مشروع الزعيم بورقيبة التحديثي على الاستفادة من كل تجارب التحديث العالمية والاوربية من بينها تجربة تركيا في عهد اتاتورك.. لكن بورقيبة لم يحارب الاسلام ولم يقطع مع الهوية العربية الاسلامية لكنه دعا الى دعم التاويلات العقلانية للاسلام ولنصوص القران والسنة النبوية..
بورقيبة والصوم والارث
واستطرد سي الباجي قائلا: » كان بورقيبة يدعم تاويلاته المستنيرة للاسلام باجتهادات علماء الاسلام والمصلحين الكبار مثل المشايخ بن عاشوروالنيفر وجعيط. وعندما اتصل به الشيخ الشاذلي النيفر مثلا ودعم مجلة الاحوال الشخصية لكنه اعترض على المساواة بين الجنسين في الارث بحجة وجود نص قراني واضح تراجع بورقيبة وقال: انا لست اتاتورك. »
من جهة اخرى فقد طور بورقيبة والدستوريون مواقفهم من بعض اجتهاداتهم الفقهية الاولى ومن بينها الموقف من الصوم ووجهة النظر التي دعت الى الافطار اذا كان الصوم يتسبب في تعطيل العمل وركود الاقتصاد من منطلق اعتبر ان تونس بعد الاستقلال بدات « الجهاد الاكبر »، جهاد التنمية والتعليم ومقاومة الجهل والفقر والتخلف، بعد نجاحها في « الجهاد الاصغر » اي اخراج المحتل الاجنبي..
وتوصل بورقيبة الى ذلك التمشي بناء على اجتهاد من داخل المنظومة الاسلامية اعتمد »القياس ».. والمقارنة بين سماح الرسول صلى الله عليه وسلم للناس بالافطار يوم حر شديد حتى ينتصروا في الجهاد.. ثم وصفه بناء الدولة الاسلامية الاولى بعد فتح مكة »جهادا اكبر »..  
ثم تراجع بورقيبة جزئيا في موقفه من الصوم خلال النصف الثاني من حكمه بعد ان اقنعه بعض العلماء بضرورة احترام ظاهر النص القراني الذي يفرض الصوم ..وكل زعيم يغير مواقفه حسب قراءته للواقع وتفاعل الجمهور معه ومع مقترحاته وافكاره ..وكانت تلك واحدة من خصال الزعيم بورقيبة ..
حزب جديد بزعامة السبسي؟
وكان طبيعيا ان انتهز فرصة اللقاء مع الباجي قائد السبسي لاساله بوضوح عن صحة ما يتردد في الكواليس منذ مدة عن احتمال تزعمه قريبا لمبادرة تاسيس حزب سياسي كبير يجمع قياديين ونشطاء من جل الاحزاب الليبرالية والديمقراطية  » الوسطية  » المنافسة لحزب النهضة ولليسار التقليدي..
لم يقدم سي الباجي اجابة فيها جزم يذكر بمواقفه من قضايا عديدة لكنه خاطبني قائلا : » انا مستعد لمتابعة النضال وتحمل مسؤولية المشاركة في اي عمل سياسي جدي يمكن ان يوحد مجموعة كبيرة من السياسيين الفاعلين والاحزاب لان تونس تحتاج اليوم فعلا الى وضع حد للتشرذم الذي تسبب في اختلال موازين القوى سياسيا وحزبيا قبل انتخابات 23 اكتوبر وبعدها.
هل معنى ذلك ان يؤسس الحزب الجديد قريبا بزعامة قائد السبسي وان يتطور فعلا الى جبهة سياسية تستقطب الاف نشطاء الاحزاب والمجتمع المدني ؟
سي الباجي اكدلي انه مصمم على متابعة دوره السياسي والوطني ..لكنه يشترط ان تكون المبادرة جدية اي ان تضم شخصيات ناجعين وصادقين …حتى لا تختزل في مجرد الدكاكين الحزبية والسياسية  » التي تضخم عددها منذ الثورة وتسبب ذلك في فشل غالبيتها من الفوز باي مقعد..فيما فاز 16 حزبا ب16 فقط مقعدا اي بمعدل مقعد واحد لكل حزب ..فيما  » تبخرت  » اصوات حوالي مليون ونصف من الناخبين ولم يفوزوا باي مقعد ..
وبما ان النهضة فازت في الانتخابات بمليون ونصف صوت فقط من بين ال4ملايين و200الف ناخب فان تاسيس حزب مفتوح وناجع او جبهة سياسية عصرية عمل يمكن ان يثري العمل السياسي الوطني في المرحلة القادمة ..وبصفة ادق قبل الانتخابات التي يفترض ان تنظم بعد حوالي عام او عام ونصف.. والتي يمكن ان تكون محطة تاريخية لضمان انجاح مسار الانتقال الديمقراطي نهائيا في تونس ..
حذار من ديبلوماسية الارتجال ؟
قبل ان اودع الباجي قائد السبسي سالته مجددا عن اهم نصيحة يتوجه بها الى الحكومة الائتلافية الجديدة فقال : » ربي يعينهم ..كل « دولاب » تفتحه تجد فيه ثعبان « ..واشار مجددا الى حجم المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية المعقدة الموروثة عن عهد بن علي وعلى راسهاالبطالة والرشوة والفساد..
ثم استطرد قائلا : » لا يمكنني الا ان انصح بضرورة الاستفادة من خبرات تونس في الادارة وفي الديبلوماسية والعلاقات الدولية وبتجنب ديبلوماسية الارتجال واللاعقلانية.. لان الديبلوماسية الناجحة ستساعد تونس على الحصول على تصنيف جيد بما يعني تمكين بلادنا من قروض بنسب فائدة منخفضة جدا ومن هبات دولية.. والعكس وارد جدا اي ان اي فشل للديبلوماسية والعلاقات الخارجية ستكون له كلفة اقتصادية ومالية وسيحرم تونس من فرصة الحصول على دعم مالي واقتصادي حقيقي يساعدها على تحسين الاستثمار وفرص التشغيل خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية حيث نسب الفقر والبطالة اكبر بكثيرمن المعدلات الوطنية.. انها اولوية الاوليات لكن ثقتي كبيرة في قدرة التونسيين على كسب الرهان. حاوره كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

السفير الأمريكي لـ »الصباح » هكذا علمت بهروب بن علي ولم يكن لواشنطن علم مسبق بذلك


حوار آسيا العتروس – قال غوردن غراي السفير الامريكي ان ما حصل حتى الان من تونس الى مصروبقية دول الربيع العربي يعززالقناعة بأن قيم و مبادئ الديموقراطية والحرية قيم عالمية و ليست قيم أمريكية أو آسياوية أو أوروبية وأنها قيم كونية -جسدتها شجاعة الشعب التونسي
وتلاها تحرك الشعب المصري -تعكس رغبة جامحة للتمتع بهذه الحرية و بهذه القيم وأضاف غراي في حديث خص به الصباح بعد عام على هروب بن علي أن واشنطن وجهت له دعوات متكررة في مناسبات عديدة وبقوة للاستجابة لمطالب الحرية و لكنه لم يكن يستمع لاحد وقد دفع الثمن ونال المصيرالذي يستحق.وأشار السفير الامريكي الى أن ما حدث في دول الربيع العربي صعود للتعبير الديموقراطي وان تطورات هذه التجربة ستكون مرتبطة بكل بلد على حدة .و فيما يلي نص الحديث.
بعد عام على ثورة 14 جانفي و انطلاق الربيع العربي أين تقف أمريكا مما يحدث و ما الذي تغير في توجهات السياسة الخارجية الامريكية ازاء الشعوب المعنية ؟
– ما حصل حتى الان من تونس الى مصروبقية دول الربيع العربي يعزز قناعاتنا بأن قيم و مبادئ الديموقراطية والحرية قيم عالمية و ليست قيم أمريكية او أسياوية أو اوروبية بل قيم عالمية جسدتها شجاعة الشعب التونسي وتلاها تحرك الشعب المصري تعكس رغبة جامحة للتمتع بهذه الحرية و بهذه القيم و لا أخفي أننا دعونا بن علي في مناسبات عديدة وبقوة للاستجابة لمطالب الحرية و لكنه لم يكن يستمع لاحد وقد دفع الثمن ونال المصيرالذي يستحق , أما عما تغيرففي اعتقادي أن التغييرالاهم تحقق من خلال التزامنا بالعمل مع الحكومة وهو ما لم يكن نظام بن علي يهتم به سواء تعلق الامر بالامريكيين أو الاوروبيين و لكن اليوم أمامنا مجال لمناقشة عديد المسائل والبحث عن مختلف مجالات الشراكة المتاحة ومن ذلك عودة برنامج فيلق السلام الذي انطلق منتصف التسعينات وهو برنامج يهتم بعديد النشاطات وهو يوفر للامريكيين المشاركين فيه بالاطلاع على الثقافات الاخرى ولكن من ناحية أخرى يجعل للمتطوعين الامريكيين أمام فرصة لتقديم خبراتهم في مجالات متعددة سواء في تعليم اللغة أو في البحوث أو في المجال الاقتصادي و بعد شهرين على سقوط نظام بن علي و مع زيارة هيلاري كلينتون الى تونس أصدر وزير الخارجية آنذاك المولدي الكافي مذكرة بعودة الفيلق الى تونس وبعد زيارة رئيس الحكومة السابق الباجي قايد السبسي أعلن أوباما عودة نشاط الفيلق و بالتالي عودة البرامج والنشاطات الجامعية مثل برنامج فولبرايت التي كان من الصعب القيام بها في زمن بن علي والان فان هناك خطوات و برامج في الافق لمضاعفة عدد المنح الجامعية التي ترصد للطلبة التونسيين وأملنا فــــي الوقت الراهن أن نعزز علاقاتنا و شراكتنا مع الحكومة و لكن أيضا مع الشعب التونسي اضافة الى لقاءات مع الناطــــق باسم المجلس التاسيسي وغيرهم من المسؤوليــن.
وهل تعتقدون أن تطويرهذه العلاقات سيستمرمع وصول حركة النهضة الى السلطة؟
– أعتقد ذلك لقد كان قادة حركة النهضة على درجة من التهذيب واللباقة في مختلف اللقاءات التي جمعتهم مع الوفود الامريكية التي تحولت الى تونس والتي التقت رئيس الحكومة و هو ما حدث مع السيناتور أنوي مؤخرا وكذلك الشان للسيناتور ليبرمان الذي التقى الرئيس و التقى رئيس الحكومة و حظي باستقبال حار واستعداد الوزراء الجدد للتعاون معنا . كيف تحقق هذا التحول الامريكي ازاء صعود الاسلاميين في دول الربيع العربي للقبول باعداء الامس شركاء للمستقبل وهل هي التجرية الامريكية في افغانستان والحرب في العراق التي تدفع اليوم بالتحاور مع
الاسلاميين كشركاء جدد؟ – لا اقول شركاء جدد و سأقتصر على الحديث على تونس بحكم وجودي في هذا البلد و نحن اليوم أمام فرصة لتنفيذ تعهدات كانت مرفوضة في السابق وان نكون ملتزمين سياسيا ازاء خيارات التونسيين لقد دعمنا المجتمع المدني في ظل بن علي. وما خبرناه بعد سقوطه أن التونسيين كان لهم خياراتهم الحرة والمسؤولة دون أي ضغوطات فكان انتخاب المجلس التأسيسي المتنوع في تركيبته و قد كانت لنا لقاءات مع قيادات في النهضة قبل وصولهم الى السلطة على اعتبار أننا غالبا ما نسعى للالتقاء بممثلي الاحزاب الكبرى خلال الحملات الانتخابية و هو ما قمنا به مع النهضة و مع احزاب أخرى. ومن خلال لقاءات أخرى في واشنطن أيضا فهل من تأكيد أو نفي لذلك ؟ – نعم كانت هناك لقيادات في النهضة زيارات خاصة الى واشنطن و حسب علمي فان حمادي الجبالي لم يكن الوحيد الذي زار واشنطن قبل توليه منصب رئيس الحكومة و الرئيس الحالي المنصف المرزوقي زار واشنطن عندما كان في باريس وكذلك الامر بالنسبة لمي الجريبي. وماذا عن زيارة مؤسس حركة النهضة راشد الغنوشي الى واشنطن ؟ – الشيخ راشد الغنوشي زارواشنطن الشهر الماضي بدعوة من مجلة فورن بوليس ثم ان هناك في أمريكا العديد من مؤسسات التفكير أو ما يعرف بthink tank و هي تهتم بدراسة التحولات في السياسة الدولية ودعوة الزعماء السياسيين وتنظيم اللقاءات معهم جزء من عمل هذه المؤسسات . زيارة الغنوشي أثارت جدلا واسعا حول ضغوطات من جانب واشنطن حتى لا يكون في الدستور الجديد ما يمكن ان يجرم اقامة علاقات مع اسرائيل ؟ – شخصيا لم أكن هناك و لا أملك اجابة لهذا السؤال وأعتقد أنه يمكن طرحه على الشيخ راشد الغنوشي . يوم 14 جانفي تاريخ هروب بن علي كنت في تونس كيف علمت بهروب بن علي وهل كان لواشنطن علم مسبق بذلك ؟ – علمت بالخبر عن طريق أحد موظفي السفارة بعد تلقيه معلومة موثوقة بان بن علي على متن الطائرة بصدد مغادرة البلاد وقد عقد اجتماع بين موظفي السفارة لمتابعة الاحداث و قد سجلت يومها انبهاري بمعنويات الزملاء التونسيين الذين يشتغلون معنا و بتطلعاتهم الايجابية نحو المستقبل . هل كانت واشنطن على علم بعملية الهروب و كيف كان رد الفعل لاول مرة ؟ – من المهم الاشارة أنه حتى قبل أن يغادر بن علي البلاد بتلك الطريقة في أعقاب نهاية اسبوع دموي شهد مقتل أبرياء في القصرين وغيرها فان الولايات المتحدة كانت حذرته قبل ذلك أكثر من مرة ضد استعمال القوة لقمع ارادة الشعب أما سؤالك ان كنا على علم بنية بن علي الهروب يوم 14 جانفي فالجواب لا و لا أدري أي ساعة استيقظ يومها . كثيرون حاولوا ان يسوقوا لثورة الكرامة في تونس على أنها من صنع أمريكي أليس في ذلك ظلم لهذا الشعب ؟ – هذه الثورة التي انطلقت من تونس هي انجاز لشعب تونس و هي تحمل طابعا تونسيا وهي حركة ولدت من رحم الشعب التونسي و في قناعتي أن هذا الشعب ليس في حاجة لاي كان ليحقق ما يريد و من غير المعقول و من غير المنطقي ادعاء غير ذلك لانه سيكون تجنيا على التونسيين الذين صنعوا هذه الثورة . – كيف تنظر واشنطن الى صعود الاسلاميين في دول الربيع العربي و هل أن هذا الامر يشغلكم؟ – انه بالاحرى صعود للتعبير الديموقراطي أما كيف سيتطور فهذه مسألة مرتبطة بكل بلد على حدة ما رأيناه في تونس أن هناك تحالفا بين ثلاثة أحزاب فائزة في الانتخابات الحزب المتقدم حزب النهضة و لكن هناك حزبان علمانيان و هذا التحالف نتيجة لانتخابات 23 اكتوبر التي سجلت تفاعل التونسيين الذين تقبلوا نتائجها ,صحيح أن هناك من أعجبته النتائج و هناك من لم تعجبه هذا ما حدث ولكن ذلك لا يغير من الامر شيئا فالحكومة استلمت مهامها و هناك حوار مسؤول في الجلس التأسيسي و الاهم من كل ذلك أن هناك الكثير من المحطات الاساسية أمام التونسيين خلال سنة 2012 على المستوى الاقتصادي كما على مستوى خلق فرص التشغيل و التحديات الكبرى أمام الحكومة كما أمام القطاع الخاص و المجتمع التونسي و هي تحديات لا يمكن التقليل من شأنها ولكن في قناعتي أن في تونس شعب متعلم و لديه الكثير من الكفاءات لمواجهة كل هذه التحديات. بالعودة الى هذه التحديات لقد توافد على تونس و منذ الاسابيع الاولى للثورة عديد الوفود من أمريكا كما من أوروبا و سمعنا الكثير من الوعود عن المساعدات القادمة من مجموعة الثمانية و مجموعة العشرين و دول الاتحاد الاوربي و لكن لا شيئ من ذلك تحقق؟ – مسألة الوعود مسألة مهمة جدا فالناس في مثل هذه الحالات يريدون رؤية نتائج ملموسة و هذا أمر طبيعي جدا سواء مع التونسيين أو الامريكيين عندما يتعلق الامر بالوعود السياسية و انطلاقا من تحقيق تلك الوعود فان الناس غالبا ما يصدرون أحكامهم على الافعال و النتائج .على الجانب الاقتصادي لدينا فعلا رغبة للاستثمار في هذا المناخ الجديد من خلال برامج محددة يمكن أن تساعد الاقتصاد التونسي و تفيد البلاد و من هنا جاء اعلان الرئيس أوباما منح تونس الضمانات المطلوبة للحصول على القروض فكما نعلم تونس ليس لها ديون كبيرة معنا و لكنها تحتاج لضمانات للحصول على القروض كنتيجة للعجز الحاصل في الميزانية وهذه الضمانات مهمة جدا حتى و ان بدت معقدة و غير مفهومة بالنسبة للعامة يمكن أيضا أن اذكر برنامج الالفية للتعاون والذي خصصت له الولايات المتحدة مبلغ 20 مليون دولار يسمح لخبراء تونسيين وأمريكيين أن يحددوا اصلاحات معينة تشمل برامج اقتصادية و يمكن أيضا الاشارة الى الصندوق الامريكي لشمال افريقيا والشرق الاوسط و قدره ملياري دولار للاستثمار في المنطقة و لكن مع الاسف فان هذه المشاريع بالاضافة الى غيرها في مجال دعم منظمات غير حكومية و المساعدة في مجال العمل الانساني ودعم الهلال الاحمر لا يعرف عنها المواطن العادي الكثير و قد أطلقنا في غرة ديسمبر مشروع شراكة مع جامعة وايومينغ حيث يوجد 180 اختصاصا لمنح الطلبة التونسيين فرصة مواصلة الدراسة الجامعية بأقل التكاليف الممكنة لسنة 2012 و لا تزال الترشحات مفتوحة حتى شهر مارس القادم و نحن حريصون على الزيادة في عدد المنح المخصصة للطلبة التونسيين مستقبلا. بالعودة الى التطورات الاخيرة في مضيق هرمز و الازمة مع ايران هل تتجه المنطقة الى حرب وشيكة و ماذا عن احتمال تداعيات عملية اغتيال العالم الايراني على المشهد ؟ – نأمل ألا ي كون الامر كذلك ولقد كان الرئيس الامريكي ومعه مختلف المسؤولين أيضا على درجة من الوضوح في هذه المسألة و حول رغبة المجتمع الدولي في ايجاد حل سلمي لهذه الازمة و هنا أشير الى أن الامر لا يتعلق بمشكلة ثنائية بين أمريكا و ايران فالمجتمع الدولي عبر عن موقفه من ذلك كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق وعبرت عن انشغالها و تم التوصل الى ضرورة فرض عقوبات اقتصادية على ايران لدفعها للتخلي عن برنامجها النووي والحصول على الاسلحة النووية و لكن من الواضح أن المسالة تسير نحو التسلح و قد قدم المجتمع الدولي عديد الاقتراحات للسلطات الايرانية لضمان حقها في الحصول على الطاقة النووية السلمية ولكن للاسف فان النظام الايراني رفض ذلك وهو يتجه للحصول على السلاح النووي بكل ما يعنيه ذلك من مخاوف بالنسبة لحلفائنا في المنطقة ولاسيمــا دول الخليج. هل يمكن لعملية اغتيال العالم الايراني أن تدفع الى مزيد تعقيد الامر ؟ – أترك الرد للخبراء و المختصين الايرانيين ليقيموا ذلك و لا أرغب في المضاربة في هذا الشان . بعد ثماني سنوات تنسحب القوات الامريكية من العراق ليتأجج العنف ولا تتحقق الديموقراطية المنشودة فكيف تقرؤون المشهد العراقي الان ؟ – سجل العراق الكثير من التقدم فقد تم تنظيم انتخابات سلمية و قد كنت هناك وأدرك أن الكثير من المشاكل مرتبطة بمتطرفين الذين يسعون لتفجير الاوضاع الامنية لقد كان الاتفاق بين الامريكيين والعراقيين منذ 2008 على جدول للانسحاب وقد التزمنا بذلك و الان فان المهمة أمام الحكومة العراقية التي يتعين عليها الاخذ بزمام الامور . ما هي الدروس المستخلصة من التدخل الامريكي في العراق و هل أن الافضل أن تحقق الشعوب الديموقراطية بنفسها وعلى طريقتها أوأن تأتي الديموقراطية من الخارج و تفرض عليها بالقوة ؟ – أترك الحكم للتاريخ على التجربة الامريكية في العراق واستخلاص الدروس ولكن يمكنني أن أقول بعد عام على الثورة في تونس و امتداد الربيع العربي أن قناعتي بأن مبادئ و قيم الديموقراطية التي تتطلع اليها الشعوب قيم عالمية و لهذا نجح التونسيون في فرضها. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

في استطلاع للرأي حول اتجاهات الثقة في المجتمع التونسي رئيس الجمهورية المؤقت يحظى بأكبر نسبة من الثقة من بين الرؤساء الثلاثة


بينت الموجة الثالثة من استطلاع الرأي حول اتجاهات الثقة في المجتمع التونسي التي انجزت خلال الفترة الممتدة بين 3 و 7 جانفي 2012 أن 40 بالمائة من التونسيين لهم ثقة قوية و 40 بالمائة لهم ثقة متوسطة في حين أن 20 بالمائة منهم ثقتهم في المجتمع ضعيفة. هذا ما جاء في المداخلة التي أثثت ورشة العمل التي نظمها أمس منتدى العلوم الاجتماعية المشرف على انجاز الاستطلاع في موجاته الثلاث آخرها التي أنجزت في جانفي 2012 واللتين انجزتا في أفريل و أوت 2011. وقد شمل استطلاع الرأي حول اتجاهات الثقة في المجتمع التونسي عينة من 2200 مواطن ممن سنهم أكثر من 18 سنة من كلّ الجهات. وقد أنجز عشرون عونا الاستطلاع باعتماد اللقاء المباشر مع أفراد العينة الذين تم اختيارهم حسب متغيرات الجنس والفئة العمرية والمستوى التعليمي. ثقة بين المدّ والجزر وبين هذا الاستطلاع أن 46 بالمائة من العينة لهم ثقة متوسطة في تضاعف فرص العمل والتشغيل في المستقبل والنسبة ذاتها لها ثقة في عودة الاستقرار الأمني والاجتماعي في تونس. في حين 19 بالمائة فقط ثقتهم في ذلك ضعيفة. وفي ما يخص الثقة في مؤسسات الدولة فقرابة نصف العينة كانت لها ثقة متوسطة في رئيس المجلس الوطني التأسيسي في حين أن الثقة في رئيس الحكومة تقاربت بين القوية والمتوسطة لتتراوح بين 36 و 37 % في المقابل تمتع رئيس الجمهورية المؤقت بنسبة هامة من الثقة إذ أن 57 بالمائة من العينة كانت لهم ثقة قوية في شخصه في حين 13 % فقط منها كانت ثقتهم فيه ضعيفة وحوالي نصف العينة أبدت ثقتها المتوسطة في امكانية نجاح أداء الحكومة في حين 28 بالمائة فقط كانت لهم ثقة قوية في هذا الشأن. أمّا نقاشات المجلس الوطني التأسيسي فكانت الثقة فيها بصفة متوسطة وضعيفة أكثر بكثير من الثقة القوية التي لم تتجاوز نسبتها 20 بالمائة. وأظهر الاستطلاع للرأي أنّ 52 بالمائة من العينة لهم ثقة ضعيفة في أداء أحزاب المعارضة في المجلس أمّا الثقة القوية في هذه الأحزاب فلم تتجاوز نسبتها 19 بالمائة. أمّا أحزاب الائتلاف الحاكم داخل المجلس الوطني التأسيسي، فغالبية العينة ثقتها فيها متوسطة بنسبة 41 بالمائة وضعيفة بنسبة 34 بالمائة. وبدت الثقة في الإتحاد العام التونسي للشغل ضعيفة وذلك بنسبة 49 بالمائة. في حين تقاربت نسبة الثقة في الجهاز الأمني لتتراوح بين 31 و38 بالمائة في حين حافظ الجيش الوطني على نسبة كبيرة من الثقة القوية بنسبة 73 بالمائة مقابل 4 بالمائة فقط لهم ثقة ضعيفة في هذا الجهاز. وفي مقارنة بين نسبة الثقة من استطلاع لآخر فقد تراجعت نسبة التفاؤل الكبير في تضاعف فرص العمل والتشغيل في المستقبل لتصل الى 24 بالمائة بعد أن كان المتفائلون جدا 43 بالمائة. كما تراجعت الثقة الكبيرة في الإتحاد العام التونسي للشغل الى 18 بالمائة بعد أن كانت في مستوى 47 بالمائة في أفريل 2011. كما تراجعت الثقة القوية في الجيش الوطني كذلك من 82 الى 73 بالمائة. نحو المؤتمر ورصد استطلاع الرأي تحولات نوايا التصويت حيث طرح سؤالا على العينة مفاده «هل صوّت في الانتخابات، ولمن ستصوّت اذا أعيد عملية التصويت؟» وأظهرت النتائج أنّ أغلبية المستجوبين بقوا أوفياء للأحزاب التي صوتوا لها. أمّا اذا أرادوا إعادة التصويت فإنّ أغلبهم اختار حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. وعبّرت نسبة كبيرة نسبيّا من بين المستجوبين عن حيرتها في الاختيار. وبالنسبة الى الذين لم يصوتوا فلو أتيحت لهم فرصة التصويت فإنّ الاستطلاع أظهر أنّ 18 بالمائة من العينة سيصوتون للنهضة و13 بالمائة سيصوتون للمؤتمر و4 بالمائة سيصوتون للتكتل و3 بالمائة سيصوتون للعريضة و4 بالمائة سيصوتون لبقية الأحزاب. وأجاب 39 بالمائة من المستجوبين أنّهم لا يدرون لمن سيصوتون في حين أجاب 20 بالمائة من العيّنة بامتناعهم عن التصويت. سناء بن سلامة (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

السيد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لا طمـع لنـا في السلطـة لكنّنا لـن نتنـازل عـن دورنـا ورأينــا فـي كلّّ ما يـخـصّ الوطن


حسين العباسي، الذي ارتقى الى أعلى هرم القيادة في الاتحاد العام التونسي للشغل، وفي هذه الظرفية بالذات التي تمرّ بها البلاد، والتي تعتبر دقيقة وحساسة بأتمّ معنى الكلمة، والذي وجد نفسه بلا منازع، محل اجماع داخل المؤتمر، ومحلّ ثقة النقابيين … ذاك الرجل الهادئ الذي تدرج في سلم الهياكل النقابية بكل ثقة، واكتسب حنكة في التسيير، ودراية بدواخل المنظمة الشغيلة وتفاصيلها الدقيقة وعلاقات ممتدة على كل انحاء البلاد وداخل كل القطاعات.
لم نعرف على العباسي تصريحات نارية ولا مواقف متشنجة، ولا هو مولع بالاعلام، ولا محبّ للظهور بقدر ما عرف عنه انه يعمل بصمت، وشقّ طريقه بروية وثبات، وهو يجلس الان على كرسي الأمانة العامة لأقوى وأعرق المنظمات المهنية والاجتماعية في البلاد.
الحديث مع الرجل سهل وممتع، فأفكاره متناسقة وحديثه مسترسل، وكلامه حمّال معان عدة …
استدرجناه الى حوار مع جريدة «الصحافة»، وحملنا له ما يخالج ضمائر الناس من اسئلة حارقة، واخرى لا تحتمل الانتظار … اجابنا بكل اريحية، وبطريقة لا تخلو من دبلوماسية. واقع تونس اليوم، تونس الثورة، ما يتجاذبها من موجات سياسية، ومن اضطراب اجتماعي … واقع الاتحاد، الخارج للتوّ من مؤتمر المصير، وما يكتنف مسيرته القادمة من تحديات، وما ينتظره من رهانات … وما قد يحققه من انتظارات …
واقع الساحة الاجتماعية، الاقتصادية، التعددية النقابية … الاعتصامات … الاحتجاجات. كلها ملفات حملناها الى حسين العباسي، واجابنا برحابة صدر قد لا تتوفر لكثير من المسؤولين في هذا الزمن المتوتر بطبعه.
بداية، والاتحاد يدخل مرحلة جديدة، بقيادة جديدة، في ظروف معقّدة .. فبرأيكم ما هي أهمّ التحديات التي يواجهها الاتحاد والشغالون في المرحلة القادمة؟
الاتحاد العام التونسي للشغل، خرج حديثا من المؤتمر، الذي أفرز لوائح حددت المهام العاجلة والمطالب الحارقة التي تنتظر حلولا في أسرع وقت، ونحن في عملنا كقيادة للاتحاد ننهل من لوائحنا التي تحدد اولوياتنا، والتي نجد فيها ان المؤتمرين الذين فهموا المرحلة وصعوباتها، ودرسوا اهم استحقاقاتها، وهو ما سهّل على المكتب التنفيذي تحديد أهمّ مطالب المرحلة القادمة وسينكبّ على دراستها وايجاد الحلول المناسبة لها وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد والشغالين، ومقررات مؤتمرنا هي التي تقع محاسبتنا من خلالها على ما انجزناه، وفق ما يحدده المكتب التنفيذي من استراتيجيات. وهل تعتقدون أن الامور ستكون يسيرة من حيث العمل والتفاوض وآليات تحقيق المطالب في الفترة القادمة؟ ـ لقد فهمنا، في الاتحاد العام التونسي للشغل دقة المرحلة والان نحن نعمل مع حكومة منتخبة من ثقة الشعب، لكن هذا الشعب لم يمنحهم ثقة مطلقة بل هي محدودة الزمان في سنة ونصف، ومحدودة المهام في كتابة دستور، لكن ذلك لا يمنع هذه الحكومة من ممارسة ادوار الحكم أي السلطة التنفيذية والتشريعية، هذه الحكومة شرعية وشرعيتها تنتهي بكتابة الدستور، ودورنا الان تحديد اهم الملفات التي سنحلها مع هذه الحكومة، كما سنحدد ايضا الاولويات والملفات التي سنترك النظر فيها للحكومة القادمة.
إذن فهل يمكن ان نطلع على اهم اولويات الاتحاد للمرحلة القادمة، أي ما ستطرحونه مع الحكومة المؤقتة الحالية؟
لقد حددنا عدة اولويات يمكن تلخيصها كالتالي : ـ العمل على ارساء عقد اجتماعي بين كل الاطراف الاجتماعية، وسنكون حريصين على انجازه في سنة 2012 بمعية كل الفاعلين والمتدخلين الاجتماعيين لتوضيح العلاقة بين سائر مكونات المجتمع التونسي ـ مشروع الدستور الذي انجزه الاتحاد والذي بعثنا به الى رئاسة المجلس التأسيسي، حتى يؤخذ بعين الاعتبار رأي الاتحاد في التشريعات التي ستسطر لتسيير البلاد، كما طالبنا بضرورة تواجد الاتحاد في لجان صياغة الدستور، لا كفاعلين، بل كخبراء يحرصون على حسن تضمين الحقوق الاجتماعية والاقتصادية صلب الدستور الجديد.  
وفيما يتعلق بالصعوبات التي يعاني منها المواطنون عامة والشغالون خاصة، هل من حلول عاجلة حسب رأي وتصور الاتحاد؟
ما يميّز الوضع الاقتصادي الان، هو الارتفاع الجنوني في الاسعار مع فقدان اليات الرقابة، كما لم تتحمل الاطراف المسؤولة واجبها في حماية ضعاف الحال والشغالين من الاحتكار والتلاعب في لقمة العيش. وعلى الدولة الان ان تتحمل مسؤوليتها في وضع حدّ لهذا الارتفاع ويجب التفكير في ترميم المقدرة الشرائية للشغالين من خلال مراجعة الاجور وتمكين القطاعات التي لم تنل حقها في التفاوض من الزيادات المستحقة. وعلى المستوى النقابي، ما هي أهم الملفات التي بادرتم معالجتها في بداية توليكم للمسؤولية؟ هي ملفات العمل اليومي، وعلى رأسها اتفاق الغاء المناولة الذي قطع اشواطا هامة، لكن لا تزال هناك صعوبات وتردد ومماطلة في عديد المؤسسات، ولا بد من رصد دقيق لكل الملفات حتى ننهي هذه المعاناة في قطاع المناولة.
وهل تجدون تجاوبا من قبل سلطة الاشراف فيما يتعلق بهذه الملفات؟
ما يزعجنا حقا هو الظهور المفاجئ لبعض مسؤولي الحكومة، وادلائهم بتصريحات غريبة تساهم في نشر البلبلة واثارة الفوضى مثل الحديث عن هدنة اوا تهام الاتحاد بالوقوف وراء الاعتصامات، وكذلك مسألة التقشف، او تلك التصريحات المتعلقة بأن الحكومة قد تتراجع عن الاتفاقات التي امضيت مع حكومة الباجي قائد السبسي … وغيرها من التصريحات التي لا نرى لها موجبا ولا نرى لها فائدة.
وهل تطرقتم الى هذه المسائل في مقابلتكم الاخيرة مع رئيس الحكومة؟
نعم، هي وغيرها، وقد طلبنا من الحكومة رسميا ان يكفّ مسؤولوها عن الادلاء بتصريحات تتملص هي منها سريعا، وقلنا لهم بصريح العبارة اننا لا نحبذ التعامل بازدواجية الخطاب، بل نريد ان يكون التعامل فقط مع ناطق رسمي او ممثل للحكومة يكون معبّرا فعليا عن توجهات الحكومة، وذلك من اجل ان نتجنّب تضييع الوقت في ردود وملاسنات غير مقبولة وغير منطقية، ونغفل على الملفات الحارقة.
لكن ما يتداول منذ الثورة الى الان هو ان الاتحاد يقف وراء الاعتصامات والاضرابات التي ساهمت بشكل كبير في الشلل الاقتصادي والتوتر الاجتماعي؟
لا، نحن لم نجابه بهذه التهمة مباشرة، لكنها موجودة في الأحاديث الجانبية والتصريحات غير المسؤولة، ونرجو ان يكون موقفنا واضحا وقاطعا : نحن مع الاعتصامات كمظهر من مظاهر الاحتجاج والنضال، لكن بشرط ان لا تخرج عن اهدافها النبيلة وان لا تتحوّل الى فعل فوضوي كقطع الطرقات وغلق المؤسسات وحرق المصانع … ونرى ان الحل الوحيد لمعالجتها هو بالحوار، والحوار فقط هو السبيل القويم لتجاوز تبعاتها، لا بالمعالجة الامنية ولا بالقوة، فلا بد هنا من ربط الثقة بين هؤلاء المعتصمين وبين ممثلي سلطة الاشراف.
واود ان اؤكد هنا ان لا علاقة لنا اطلاقا بهذه الاعتصامات ونحن كشغالين ونقابيين تضررنا منها بدرجة اولى ونحن ضدها، لكننا لن ندخل في صراع ضد المعتصمين ولسنا مستعدين لحلها بالقوة، ولا بد من ممارسة حق العمل وحق الاحتجاج ايضا، لكن بشكل متحضر لا يضرّ بالاقتصاد ولا يمسّ من مصلحة البلاد.
وهل تعتقدون انكم قادرون على معالجة مثل هذه الملفات في ظل تعددية نقابية جعلت الساحة تزخر باكثر من منظمة، ترى كل واحدة منها انها اولى بتمثيل العمال والدفاع عنهم؟
لا… لا أعتقد أن للتعددية تأثيرا على عمل الاتحاد، فتمثيلية هؤلاء لازالت ضعيفة جدا مقارنة بالاتحاد، وتواجدهم محصور جهويا وقطاعيا، على عكس الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يحظى بمصداقية عالية، وتمثيلية واسعة، وانتشار جغرافي وقطاعي، صنعه بنضاله الطويل ضد الاستغلال وضد القمع وضد الاستعمار.
واعتقد جازما، اننا في الاتحاد العام التونسي للشغل، بتأطيرنا واعادة هيكلتنا، وانجاز ملفاتنا، قادرون ان نبقى دوما الرقم الصعب في كل ما يخص البلاد. واستغل هذه الفرصة لأذكر وأقول ان الاتحاد يعمل فقط على مصلحة الشغالين ومصلحة الوطن، وبالتالي لن تقدر على منافسته منظمات تعمل لمصلحة الاشخاص والزعامات.
بخصوص الوضع العام في البلاد، ما رؤيتكم له، وهل انتم متفائلون بخصوص مستقبل تونس؟
أريد ان اقول اخيرا، ان الاتحاد منظمة نقابية مطلبية اجتماعية لكن مخطئ من يحاول حصرها في اطار ضيّق ومنعها من ممارسة ادوارها التاريخية في الدفاع عن الشغالين وابناء الشعب وفي الدفاع عن مكتسبات البلاد. الاتحاد دائما له رأي في الحراك السياسي وسيظل، ولا يمكن حصر مطالبه في الاقتصادي او الاجتماعي فقط، بل لا يمكن تحديد مجال تدخله ومساحة نشاطه ولا يمكن ان يتخلى عن ادواره، واعيد التأكيد هنا لمن فاته الامر، انه لا غاية لنا في الحكم ولا طمع لدينا في السلطة، لكن لنا دور ورأي في كل ما يخص بلدنا ولن نتنازل عنه ابدا.
كلمة أخيرة سيادة الامين العام حول تونس وهي تحتفل بالذكرى الاولى للثورة المباركة؟
شعب تونس عظيم، استطاع بصدور عارية ان يقتلع الدكتاتورية ولا خوف على الشعب الذي يعرف كيف ينحت ثورته، لأنه يعرف ايضا كيف يدافع عنها ضد كل تدخل وضد كل التفاف. محمد بوعود (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 جانفي 2011)  

ماذا أرادت قناة العربية من بث فيلم هروب بن علي؟


تونس – بناء نيوز – نور الدين فردي
شاهد عدد كبير من التونسيين الفيلم الوثائقي « ليلة الهروب من قرطاج « الذي انتجته وبثته قناة « العربية ». وما إن انتهى عرض الفيلم الوثائقي في جزئه الاول حتى شن نشطاء الشبكات الاجتماعية خاصة « الفايس بوك » في تونس هجمة الكترونية حادة على صفحة العربية على الموقع الاجتماعي.
وقال أحد النشطاء في تعليقه على الصفحة: ما فهمته من فيلم العربية أن »بن علي بريء.. وزير الداخلية بريء.. أصهار الرئيس بريؤون والشعب هو الذي سرق الأموال وقتل نفسه ». وقال آخر « من يريد شرب القهوة فعليه بالذهاب إلى الداخلية في اشارة إلى عدد فناجين القهوة المهولة التي اعطيت للقيادات أثناء التحقيق معهم ». وعلق آخر « ما أقوى بن علي.. بالأمس سيطر على اعلام تونس واليوم يسيطر على اعلام الدول الشقيقة ».
فيما كتب أحدهم: « العربية « dégage أو العربية ارحلي نطالب باعتذار رسمي فهذا الفيلم لم يقدّم الحقيقة في شيء والسيناريو مغلوط وفيه مغالطة للرأي العام العربي ». وعمد المسؤولون عن الصفحة إلى حذف بعض التعاليق لكن الهجمة متواصلة. ووصلت التعاليق إلى حد الآن إلى اكثر من 45 الف تعليق.
وتنقسم سلسلة « الفرار من قرطاج » الوثائقية التي أعدها وكتب السيناريو الخاص بها الصحفي محمد الهادي الحناشي إلى ثلاثة أجزاء. وحسب ما يتداوله الناس فالذي أنتج الشريط الذي تبثه « قناة العربية » حول فرار الرئيس المخلوع هو » نفس الشخص الذي ورد اسمه في تقرير ‘لجنة تقصي الحقائق’ والذي يثبت تورطه مع وكالة الاتصال الخارجي وتسلمه مبالغ مالية ضخمة لتلميع صورة بن علي ».
وبعد كل ردود الأفعال هذه المستنكرة لعرض الفيلم الوثائقي، السؤال الذي يطرح نفسه ماذا أرادت قناة العربية من عرض هذا الفيلم؟ من المستفيد من جعل بن علي كالحمل الوديع؟ هل يريدون من الشعب التونسي أن ينسى سنوات القمع والاستبداد؟ لماذا في هذا التوقيت بالذات والشعب يحتفل بالذكرى الأولى لثورته؟ هل يريدون إفساد فرحة الشعب… وخلط الأوراق؟  
(المصدر:موقع بناء نيوز الإلكتروني (تونس)بتاريخ 13 جانفي 2012)  

لماذا توقفت البرامج الحوارية السياسية على القناة الوطنية؟


المشهد التونسي – شادية السلطاني
غابت بعض البرامج الحوارية على الوطنية الأولى، لا سيّما السياسية منها وعوّضت ببثّ المسلسلات والأغاني والأشرطة الوثائقية وما إلى ذلك. وقد عزى البعض ذلك إلى رفض الصحفيين بالقناة الوطنية الأولى العمل في ظل تدخل الحكومة في الشأن الإعلامي، وفرض تعيينات جديدة دون استشارة الهيئات المهنية. هذا وقد جاء في بلاغ اثر اجتماع عقدته أمس الخميس 12 جانفي 2012 الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال مع كل من ممثلي النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة العامة للثقافة والإعلام ومدير معهد الصحافة وعلوم الإخبار ومدير المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين، لتحديد المقاييس التي يجب اعتمادها لاختيار رؤساء المؤسسات الإعلامية العمومية. إذ جاء في البلاغ أن هذه الأطراف اتفقت على إحداث لجنة تتكون من خبراء في قطاع الإعلام والاتصال بغاية تحديد معايير موضوعية لاختيار رؤساء تحرير للمؤسسات الإعلامية العمومية، ستجتمع الأسبوع القادم للإعلان عن فتح باب الترشح لرئاسة هذه المؤسسات، وفق مقاييس معينة منها الاقدمية في المهنة والتزام الاستقلالية، مع تقديم مشروع مكتوب يتعلق بتصور المترشح لإدارة التحرير. (المصدر:موقع المشهد التونسي الإلكتروني (تونس)بتاريخ 13 جانفي 2012)  

سمير طعم الله لـ”المشهد”:دين الشعب ليس دين “الخلافة السادسة” ومستقبل مشرق لليسار


المشهد التونسي – خاص – حاورته: شادية السلطاني
مناضل يساري عرفته ساحات النضال زمن الرئيس المخلوع بن علي بمواقفه الثابتة والجريئة، فكان له نصيبه هو الاخر من السجن والتعذيب .. عن هزيمة اليسار في الانتخابات الفارطة والتهم الموجهة اليه بعرقلة عجلة التسيير السياسي كان لنا لقاء مع السيد سمير طعم الله العضو بالقيادة المركزية لحزب العمال الشيوعي. سمير طعم الله / المصدر : موقع حزب العمال الشيوعي
في ظل تشكيك بعض اليساريين وغيرهم في نزاهة العملية الانتخابية الفارطة ما تقييمكم في حزب العمال لهذه الانتخابات كأول تجربة انتخابية في تونس وصفت من اكثر الملاحظين والمراقبين بأنها انتخابات ديمقراطية ونزيهية؟
أن أول انتخابات بعد ثورة عصفت برأس الدكتاتورية وأبقت على أذنابها، في الحقيقة لن تكون بأفضل مما كانت عليه … لقد نبهنا في حزب العمال منذ بداية الثورة ومنطلق الحديث عن انتخابات حيث كانوا يعدون لإنتخابات 24 جويلية، أن انتخابات في هذه الظروف والمعطيات لن تكون نزيهة ولا ديمقراطية… كما نبّهنا بعد أن ربحنا معركة تأخير الانتخابات وأثبتت المعطيات والواقع أن تحليلنا صحيح، وطلب تأخير الانتخابات كان نتاج تحليل موضوعي، وهذا ما أثبتته الأيام والوقائع.. نبهنا إلى خطورة المال السياسي على العملية الانتخابية لأن ما كان يمكن إفساده بالادارة والبوليس يمكن أن يقع افساده بالمال وشراء الذمم واستغلال حاجة الناس وفقرهم لشراء أصواتهم .. إن انتخابات 23 أكتوبر لم تكن في الحقيقة انتخابات نزيهة وشفافة لأسباب عديدة أولها كما ذكرت دور المال السياسي وما لعبه من تأثير على مجريات الحملة، من الاشهار السياسي إلى الاشهار البضائعي (ما روِّجَ من بضاعة للمواد الغذائية..) أضف إلى ذلك ما لعبه الاعلام من دور سيّء للغاية حيث عمل طيلة الحملة الانتخابية على توجيه الدعاية الانتخابية من صراع برامج إلى صراع عقائدي أيديولوجي.. تارة بإثارة مسألة العلمانية واللائكية … وطورا بطرح مسألة الهوية وكأن الشعب التونسي بعد آلاف السنين أصبح مشكوكا في هويته العربية الاسلامية وروحه الاجتماعية المتفتحة على الحضارات الانسانية في العالم (وهذا عجيب..)، وفي أحيانا أخرى يركزون على حدث هامشي وعابر لتحويل وجهة اهتمام المواطن عن المشاكل الجوهرية والمباشرة، كالمسألة الاجتماعية – بطالة .. فقر .. تهميش .. – والسياسية محاسبة رموز الفساد وكل ما تعلق بمسألة الديمقراطية… والوطنية مثل القطع مع الاملاءات الأجنبية سواء كانت حكومات أو شركات نهابة .. وبناء اقتصاد وطني يقطع مع المديونية والشروط الأجنبية المجحفة .. والقروض المكبلة (لقد أصبحنا نقترض لنخلّص ديون هي الآن في جيب بن علي وأتباعه في الخارج والداخل) ..  
مجمل هذه الظروف طبعت العملية الانتخابية، زد على ذلك أن الهيئة لم تأخذ موقف في الوقت المناسب لوضع حد لعديد التجاوزات، كما أن عديد مكاتب الاقتراع لم تكن في معظمها محايدة، ففي أغلب المكاتب كانت هناك أطراف سياسية بعينها وبمفردها تسير المكتب وتصول وتجول وتملي وتوجه في الناخبين… وتقارير لملاحظين تؤكد قولي هذا.
برأيك ماهي الاسباب الذاتية لفشل اليسار في المحطة الانتخابية الفارطة ان كنتم تقرون بهذا الفشل أو الهزيمة طبعا؟
أولها الهجمة المنظمة التي شنتها قوى “رجعية” على اليسار، وتوظيف المساجد في ذلك وتوظيف الدين في المعركة كأن الدين أصبح أصل تجاري لحركة النهضة أو غيرها من التنظيمات التي تدّعي كذبا أنها الناطقة الرسمية باسم الدين والاله، حتى أصبحنا نسمع لدى العامة (هذا ما يروّج) أن حزب ربي ربح أو حزب الله ربح .. في حين أن الله براء والدين في علو مما يوظفون أعني دين الشعب التونسي وليس دين حمادي الجبالي الذّي أصبح يتحدث عن خلافة رشيدة سادسة .. وثمة عائق آخر مهم وهو الجانب التنطيمي حيث دخل اليسار مشتتا الحملة الانتخابية وكان من المفروض ان يدخل اليسار في قوائم موحّدة ومدروسة أين اتفق على ذلك من حيث المترشحين أو أماكن ترشحهاتهم. في الحقيقة لا أعتبره فشلا لليسار لأن الناخبين كانوا بنسبة 48 في المائة تقريبا فازت النهضة بـ45 في المائة أي ما يعادل 20 في المائة من عدد الناخبين تقريبا وهي نسبة طبيعية ومعقولة، اليسار لم يفشل ما زالت أمامه الفرصة ومن نخّب على قاعدة الهوية هو اليوم يعيش حالة ندم لأن المحرك للثورة التونسية كان واضحا لا لبس فيه وهو الشعار المدوي الذي ما زال مرفوعا إلى الآن وهو “شغل – حرية – كرامة وطنية)، الشغل مازال مطلبا ملحا ولن توفره النهضة التي تتبنى نفس خيارات بن علي الاقتصادية، وفي السياسة الخارجية ستفي بتعهدات بن علي هي ومن معها وستورط البلاد في الديون وتنتهج سياسة التطبيع في الواقع مع الأمريكان وتدعو لتحرير القدس من تونس.
في تقديرك كيف يمكن لليسار تجاوز فشله هذا أو اخفاقه في أول انتخابات حرة بعد ثورة كان شريكا فاعلا فيها؟
إن الطريق التي تمكن اليسار من تجاوز انتكاساته الانتخابية وليست السياسية هو تجاوز الخلافات الواهية بين قوى اليسار، التركيز على نقاط الالتقاء والنضال على مسائل ومهام واضحة تعني الشعب مباشرة بعيدا عن الشعارات السياسية العامة التي يجب ترجمتها لعموم الناس في مسائل ملموسة. فالأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ واليسار قاوم الاستبداد ولم يرتبك ولن تربكه الأوضاع الحالية، بل أنا متفائل لأن الأوضاع في العالم وفي تونس تبشر بمستقبل مشرق لليسار.
يقال ان قوى اليسار بعد اخفاقها في الانتخابات تسعى لوضع العصا في العجلة أمام الحكام الجدد وحتى أمام الحكومة الجديدة التي لم تتشكل بعد، ما رأيك؟
إن اليسار لم ولن يسعى لوضع العصا في العجلة كما يقال، بل الواقع الموضوعي هو الذي سيضع العراقيل أمام الحكومة المقبلة، وخياراتها هي التي سبجعلها وجها لوجه مع ناخبيها لأنها وعدت بما لا يمكن تحقيقه بالخيارات الموجود ومواصلة النهج الاقتصادي الليبرالي الذي كان يتوخاه بن علي ومازال سيتبعه قادة الحكومة الجديدة… إن انتظارات الناخب لن تتحقق بخيارات أفرزت عبر السنين ما كان محركا أساسيا في إسقاط بن علي … وهي خيارات حرية السوق والخوصصة التي أفرزت الفقر والفاقة والتهميش والجوع الكافر…
إن اليسار أسهم ويسهم في دفع التجربة الديمقراطية بالثبات على مبادئ الثورة، والديمقراطية ليست حرية تعبير وانتخاب وترشح فقط، إن حرية سياسية حقوقية لا معنى لها دون بعدها الاجتماعي والاقتصادي.. الديمقراطية ينتظر الشعب الكريم الذي قدّم الشهداء أن يلمسها في تخفيض الأسعار وتقريب الخدمات الاجتماعية كالعلاج والتعليم والنقل والسكن والشغل وتوفيرها مع الحفاظ على كرامة المواطن … لأن الثورة لم تطالب بحقوق سياسية دون حقوق اجتماعية واقتصادية ملموسة ومعيشة بكرامة وطنية تجعل التونسي الذي أذهل العالم بثورته يفتخر بانتمائه واستقلال قراره الوطني … اليسار يدفع بعجلة الديمقراطية بالثبات على هذه المبادئ ومواصلة النضال إلى جانب الشعب وفئاته المفقرة والعاملة بالفكر والساعد من أجل تحقيق هذا … إن دفع مسار الثورة لا يمكن أن يكون بخيانة الشعب والسكوت على الخيارات اللاشعبية واللاوطنية … أما عن نفسي سأضع ألف عصا في عجلة أي عجلة تريد ان تعود بالشعب التونسي وبثورته إلى الوراء مهما كان هذا الوراء في كل المجالات اقتصادي وسياسي وجتماعي وثقافي…
(المصدر:موقع المشهد التونسي الإلكتروني (تونس)بتاريخ 13 جانفي 2012)  

مقال رأي: نقابة قوات وحدات التدخل والاصطفاف الخاسر


المشهد التونسي – شاكر بوعجيلة
لم ترق للأسف نقابة قوات التدخل مرة أخري إلي مستوي هذه الثورة , ولم تدرك للأسف سماحة هذا الشعب ونبله , تناست قوات التدخل بسرعة ماضيها المضرج بدماء الشهداء وآهات الجرحى . ففي مثل هذه الأيام من السنة الفارطة كانت هذه القوات تخوض حربا بالوكالة للمخلوع في سيدي بوزيد والرقاب وتالة وكامل تونس لقمع ثورة التونسيين,وكانت متفانية في تطبيق الأوامر والتعليمات, وهي كما يعلم القاصي والداني , تعليمات للقتل والقمع وهتك الأعراض ,دون رحمة ولا شفقة .استماتت طيلة شهر كامل في الدفاع عن رئيس ,ولن تكل ولن تملّ ,حتى فوجئت بالمخلوع يهرب عن طريق وكالات الأنباء.
هاهنا, تبدل الخطاب وتغيّرت اللغة حين انتصرت الثورة, فكان الحديث عن المصالحة ونسيان الماضي, ماض كانت فيه قوات التدخل والداخلية سيفا مسلولا علي الشرفاء والمناضلين والبسطاء , وتعالت الأصوات من داخل المؤسسة الأمنية المطالبة ببناء علاقة جديدة بينها وبين الشعب , وتبقي مسيرة قوات الأمن أمام مقر الداخلية الرافعة لشعارات التطهير من العلامات المشجعة لبناء أسس قوات امن جمهورية تخدم مصلحة الشعب والبلاد فقط.
لكن هذه الشعارات اصطدمت بواقع أخر ,بدت فيه الشعارات المرفوعة بعيدة عن واقع ,تميّز بغياب المؤسسة الأمنية غير المبرر, وانسحابها المفاجئ من الشارع , ودخولها في مطالب قطاعية, لم تخرج عن الزيادة في الأجور ورفض المساس بالمؤسسة الأمنية العتيدة . وهاهنا بدت صورة فرحات الراجحي المحاصر في مكتبه في الوزارة ,علامة استفهام كبري حول مايدور في هذه المؤسسة وإرادة الإصلاح الحقيقية فيها .  
وبقينا طيلة تلك الفترة ,نستمع لحكايات عجيبة عن شهداء قوات الأمن أثناء الثورة ,ونري قصص اقتحام مقر المحكمة في سوسة لإخراج زميل ,ووقفات احتجاجية ضد المساس بمؤسسة الداخلية من خارجها . ولم يكن الملاحظ بقادر علي تبين مايحصل وأبعاده بسبب التعتيم علي المعلومة. لم نفهم سر خروج الناطق الرسمي للداخلية ,وحقيقة اتهامه لبعض النقابات بخدمة مصالح ضيقة ؟ ولم ندرك سبب حنق الباجي قائد السيبسي عن نقابة الداخلية واتهام البعض منهم بأوصاف جارحة ؟.
الآن , وبعد تشكل حكومة شرعية صعدت بإنتخبات نزيهة شهد العالم كله بذلك , نعجز عن فهم غضب نقابة قوات التدخل وقرينتها من إقالة مسؤول متهم في ملف قتل الشهداء , هل بلغ التعصب الأعمى للسك الوظيفي هذا المبلغ ؟ لماذا تريد البعض من هذه النقابات تحريك جراح بليغة لم تندمل إلي الآن ؟ هل بلغ الاستهتار بالثورة وشهداءها في ذكري نزيف دمائهم الأول هذا الحدّ؟.
لم يكتب فيلسوف الهرمييونطيقا الأبرز بول ريكور كتابه “ضد النسيان” عبثا , فالرجل أدرك قيمة القصص والسرد في إدراك الزمن واستعادته , ومشكلتنا في تونس أننّا لم نسرد قصص الثورة , ولم نحتفل بيومياتها , ولم نلتفت إلي خطورة عدم تدوين بطولات الشهداء وتفاصيل الغدر بهم باسم التعليمات , ذاك هو خطأ نا الذي منح للبعض من هذه النقابات أن تدافع عن القتلة وليس عن المظلومين المغدورين برصاص أبناء سلكها, تناست قيّم الأخلاق والحق وانتصرت لقيّم الوظيفة وحسابات القطاع الضيقة في ذكري الثورة الأولي .
تلك هي مأساة بعض نقابات الداخلية, مازالت تحنّ للتعليمات في زمن الحرية التي منحها لهم الشهداء بدمائهم التي أوغل فيها البعض من أبناء سلكهم قنصا وقتلا. وهي للأسف لم تدرك حقيقة الثورة ومساراتها, بقيت أسيرة حسابات ضيقة, ولم ترتق في زمن ملتحف بالرمزية مازالت ذاكرته طريّة بحكايات الثوار والشهداء, إلي مستوي الاحتفال الأول بثورتنا.
وقفت عبثا, حانقة متوعدة, بالويل وبالانسحاب من الشارع, نقابة عجزت أن ترسل إشارة رمزية في زمن رمزي. كنّا نوّد أن نحتفل معا بإقالة أحد المتهمين, وننشد معا أهازيج الثورة, ولكن عبثا نحلم, عزاؤنا أن قسما كبيرا من أعوان الداخلية انضم اليوم أمام مقر ها رافعين شعارات ” لأحد فوق المحاسبة ” ,ملتحمين بالمتظاهرين المساندين لقرارات وزير الداخلية.
وتبقي في الأثناء نقابة قوات التدخل ,تحلق خارج التاريخ والجغرافيا , لم يبق لها إلا التهديد بالانسحاب من زمن رمزي يبدو انّه حسم فيها مع شرفاء الداخلية . إنّه زمن الولاء للثورة والوطن وليس للسلك والتعليمات والقيادات . ألم نقل سلفا إنّه الاصطفاف الخاسر.
(المصدر:موقع المشهد التونسي الإلكتروني (تونس)بتاريخ 13 جانفي 2012)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.