archives : www.tunisnews.net
التوتسية: أحداث دامية بين شباب من معتمديتي رمادة و ذهيبة تسفر عن جرحى وقرار بحظر التجول
الصباح : في كلية الاداب بمنوبة : تجاذبات بين المعتصمين.. والداعين لفك الاعتصام واستئناف الدروس
كلمة : « بشرى بلحاج حميدة » تستقيل من التكتل الديمقراطي من اجل العمل و الحريات
التوتسية: رسميّا : « عبد الرؤوف العيّادي » أمينا عامّا للمؤتمر من أجل الجمهورية…
الصباح : مية الجريبي: التصويت بورقة بيضاء رسالة إلى جميع التونسيين
الشروق: خضر وموسى أبرز المؤثرين : هل فرض رجال القانون رؤيتهم لصياغة «الدستور الصغير»؟
الشروق : المرزوقي رئيسا للجمهوري
الجزيرة نت: رئيس تونس الجديد يؤدي القسم
رويترز: رئيس تونس الجديد يتعهد بضمان كرامة التونسيين
موقع الوفد : المرزوقى: تونس ستحمى المنتقبة والسافرة
الجزيرة.نت: المرزوقي يختار الجبالي رئيسا للحكومة
الصحافة : المنصف المرزوقي: تكليف حمادي الجبالي يوم الاربعاء بمنصب رئاسة الحكومة
الشروق : لأول مرة : البنك الاوروبي للإعمار والتنمية في تونس
الصحافة : من يطفئ لهيب الأسعار؟
كلمة : الاحتفال بمائوية الأديب التونسي محمود المسعدي بحضور نخبة من المثقفين العرب
الجزيرة نت : مصر على مشارفه : يد تونس إلى نصف النهائي
عادل لطيفي: تحولات المشهد التونسي
د. محمد المسفر: ثورة الشباب العربي والمآل المجهول
فهمي هويدي : شهادة الغفلة وإهدار الأولويات
عبد الباري عطوان: شكرا غينغرتش.. وقاحتك مطلوبة
عبد الكريم سلام: حكومة الوفاق اليمنية بين عـوائق الواقع وضغوط الشارع
تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك
الرابط
أحداث دامية بين شباب من معتمديتي رمادة و ذهيبة تسفر عن جرحى وقرار بحظر التجول
في كلية الاداب بمنوبة تجاذبات بين المعتصمين.. والداعين لفك الاعتصام واستئناف الدروس
التصويت بورقة بيضاء رسالة إلى جميع التونسيين
دعوة لانقاذ الحزب من «الانتهازيين».. والناطق الرسمي للمؤتمر يصفها بـمحاولة بائسة للإرباك
تونس ـ وكالات: انتخب المجلس التأسيسي التونسي الاثنين المنصف المرزوقي، المعارض الشرس لزين العابدين بن علي، رئيسا للجمهورية. وانتخب المرزوقي (66 عاما) زعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) بغالبية 153 صوتا مقابل معارضة ثلاثة اصوات وامتناع اثنين عن التصويت و44 بطاقة بيضاء من اجمالي 202 عضو من اعضاء المجلس البالغ عددهم 217. وستكون مهمته الاولى اختيار رئيس الحكومة المتوقع ان يكون الاسلامي حمادي الجبالي. وعزف النشيد الوطني في القاعة التي ترددت فيها هتافات انصار المرزوقي تطالب بـ ‘الوفاء لشهداء الثورة’. وشكر المرزوقي الذي درس الطب النواب الذين حضروا، واعرب عن شعوره بالفخره بتحمل مسؤولية ان يكون حامي ‘الشعب والدولة والثورة’. ومن المقرر ان يقلد المرزوقي اليوم الثلاثاء بعد ان يؤدي اليمين في قصر قرطاج الرئاسي. والمرزوقي يشتهر بعناده وبمواهبه الخطابية لكنه يتعرض للانتقاد بسبب تحالفه مع اسلاميي حزب النهضة الذين سيشكلون الحكومة. والمرزوقي عرف بدفاعه المستميت عن حقوق الانسان وبمعارضته الشرسة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطلق بشأنه عبارته الشهيرة ‘لا يصلح ولن يصلح’. ويرأس المرزوقي المتحدر من الجنوب التونسي، حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) الذي اسسه في 2001. وحقق هذا الحزب بفضل سمعة زعيمه وحنكته بشكل خاص، نتيجة لم يتوقعها المحللون، وفاز بـ 29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليحل ثانيا بعد حزب النهضة الاسلامي (89 مقعدا). ويشيد الكثيرون بمبدئية المرزوقي وروحه النضالية لكن بعضهم ينتقد اقترابه الصيف الماضي من الاسلاميين، في حين يرى آخرون في ذلك براعة سياسية كبيرة اتاحت له تحقيق نتيجة جيدة اذ لم يسع مثل باقي احزاب اليسار التونسي التي منيت بهزيمة انتخابية الى استعداء الاسلاميين، مركزا على ازالة آثار النظام الفاسد السابق. وقالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض، إن المرحلة الحالية التي تمر بها تونس ‘لا تؤسس لمنظومة ديمقراطية’. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن الجريبي قولها مساء امس الإثنين في أعقاب انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي منصف المرزوقي رئيسا لتونس خلال المرحلة الإنتقالية، إن ‘تصويت المعارضة بورقة بيضاء هو رسالة إلى جميع التونسيين مفادها أن هذه المرحلة ليست بمرحلة التأسيس لمنظومة ديمقراطية’. وكانت المعارضة قد أعلنت أنها قررت التصويت بالأوراق البيضاء في انتخابات رئيس البلاد، باعتبار أن منصب رئيس الجمهورية ‘أُفرغ من محتواه’. وعلى هذا الأساس، إنتخب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية بـ 153 صوتا مقابل 3 أصوات وصوتين متحفظين، بينما قدمت المعارضة أوراقا بيضاء وصلت إلى 44 صوتا إحتجاجا على عدم احترام مبدأ التوازن بين للسلطات. وقالت الجريبي إن هذه المرحلة التي تمر بها تونس، ليست بمرحلة التأسيس لمنظومة ديمقراطية لأنه ‘تم سلب رئيس الجمهورية صلاحياته مقابل استئثار رئيس الحكومة بجميع الصلاحيات’. واعتبرت أن ‘تجريد الرئيس من صلاحياته هو انتهاك لمبدأ رئيسي وأساسي في المنظومة الديمقراطية ألا وهو التوازن بين السلطات’. وحذرت من أن المرحلة القادمة ‘خطيرة وتقتضي وضع مدة زمنية محددة وبشكل قانوني لعمل المجلس الوطني التأسيسي’، وأشارت إلى أن حزبها سيعمل مع منظمات المجتمع المدني من أجل إرجاع المسار الديمقراطي إلى نهجه الصحيح. ورفضت في المقابل إتهامات حركة النهضة الإسلامية للمعارضة بأنها تخلت عن مطالب الشعب، وقالت في هذا السياق ‘إن هذه العبارات هي مماثلة إلى حد كبير للعبارات التي كنا نسمعها في العهد السابق، وان النهضة قد ضاق صدرها بالديمقراطية’. وكان نورالدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي قد اعتبر أن تخلي المعارضة عن المشاركة في عملية الانتخاب ‘هو في بعض أوجهه تخل عن المطالب التي أوكلها إياها الشعب التونسي’. ومن جهته، وصف القيادي في حركة النهضة الإسلامية عامر العريض قرار المعارضة التصويت بأوراق بيضاء في انتخاب رئيس الجمهورية، بأنه ‘رسالة سلبية’ إلى الرأي العام. (المصدر: جريدة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 ديسمبر2011 )
(المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 ديسمبر 2011)
أدى الرئيس التونسي المنتخب من قبل المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منصف المرزوقي، اليمين الدستورية اليوم الثلاثاء. وأكد المرزوقي، في كلمة له عقب أدائه اليمين أمام المجلس، أن المهمة الأساسية التي يجب أن يضطلع بها المجلس في هذه الفترة من تاريخ تونس هي « بناء جمهورية تعددية ديمقراطية ومجتمع متسامح ». وقال المرزوقي « قررت أن أكون رئيسا لكل التونسيين وأتفرغ لمسؤوليتي، لذلك استقلت من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية » مشيرا إلى أن المهمة « التاريخية » للمجلس التأسيسي الآن هي « تجاوز كل ما فشل فيه المجلس السابق حتى لا تضطر تونس لثورة أخرى ». وعدد المرزوقي (66 عاما) مجموعة من التحديات وصفها بـ « الكبيرة بسبب حجم الخراب الذي خلفته الدكتاتورية » وعلى رأسها معالجة مشكل البطالة وتجاوز الصعوبات الاقتصادية. وقال « نحن مطالبون بتحقيق أهداف الثورة وضمان الاستقرار. نحن مطالبون بجلب الاستثمار دون السقوط في المديونية. نحن مطالبون بأن نحمي المنقبات والمحجبات والسافرات. نحن مطالبون بحفظ الأمن دون المس من الحرية ». وأكد المرزوقي أن السلطة الجديدة التي تولت مقاليد الحكم بتونس « لن تخضع لأي ابتزاز أو تهديد مهما كان مأتاه » مشيرا إلى أنه « على جميع الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها ولن نسمح مجددا لأي أقلية بمصادرة حق التونسيين ». وشدد المرزوقي على أنه سيعمل جاهدا لـ »تمتيع كل التونسيين بالحقوق العالمية وخاصة تطوير حقوق المرأة وعلى رأسها المساواة ». وأشار إلى أن « الأمة العربية تنظر إلى تونس كمختبر للثورات العربية وقد تترك إذا فشلت أسوأ انطباع ». يشار إلى أن منصف المرزوقي أصبح بعد انتخابه رابع رئيس في تاريخ تونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في الـ20 من مارس/آذار 1956. ويخلف الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع الذي تسلم الرئاسة منذ 15 يناير/كانون الثاني 2011. وقد أتم المرزوقي تعليمه العالي في فرنسا، ويحمل درجة الدكتوراه في ثلاثة تخصصات طبية هي الأعصاب والطب الباطني والطب العام وله عدة مؤلفات طبية باللغتين العربية والفرنسية، كما أنه كان من أبرز معارضي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. (المصدر: الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ يوم 13 ديسمبر 2011)
المنصف المرزوقي بعد انتخابه رئيسا للجمهورية: كلي وعي بحجم الثقة والمسؤولية اللتين حباني بهما الشعب التونسي
مروة شاكر:
قائد السبسي في مبادرة «تبادل خبرات المرحلة الانتقالية»: أمام الحكومة الجديدة تركة من التحديات وأولها تزايد إلحاح طالبي الشغل
تحتفل تونس اليوم الثلاثاء بمائوية الأديب « محمود المسعدي، خلال ندوة دولية يقيمها « بيت الحكمة » المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، وذلك على مدار أربعة أيام بقرطاج وبمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين من: » تونس والجزائر، المغرب، موريتانيا، مصر، السعودية، الإمارات،العراق، بريطانيا وفرنسا ». وتتناول الندوة الدولية التي تأتي تحت عنوان « محمود المسعدي مبدعا ومفكرا، جماليات الكتابة وأسئلة الوجود » عدة محاور حول إبداع المسعدي من بينها: »أسئلة الوجود، جماليات الكتابة، أسئلة الثقافة، أسئلة المجتمع والأدب ». ويعد الراحل محمود المسعدي (1911-2004) احد أدباء تونس الذي كان له عميق التأثير على تكوين عديد الأجيال وقد جعلت منه أعماله الخالدة احد ابرز الأدباء العرب فهو مبدع « السد » و »حدث ابو هريرة قال » و »مولد النسيان » و »تأصيلا لكيان » و »أيام عمران » وهي أعمال أدبية دعمت شهرته وأصبح من خلالها المسعدي رائدا من رواد كتابة القصة والرواية الذين كان لهم تأثيرهم الكبير على المشهد الثقافي والأدبي التونسي والعربي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية بتاريخ 13 ديسمبر 2011)
ضمن منتخب تونس التأهل إلى نصف نهائي مسابقة كرة اليد للرجال في الدورة العربية الـ12 المقامة في قطر حتى 23 من الشهر الجاري، بدوره وضع منتخب مصر قدما في دور الأربعة. وحققت تونس فوزها الثالث على التوالي وكان على حساب نظيره الجيبوتي 55-9 في منافسات المجموعة الثانية. وكان بطل أفريقيا فاز في مباراتيه الأوليين على الأردن 27-11 والبحرين 32-23. وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها، فاز منتخب البحرين على نظيره الأردني 28-24 (14-14). يذكر أن منتخب البحرين كان خرج من دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل بخسارته أمام مصر وتونس. تغطية خاصة مصر تكتسح السودان وفي المجموعة الأولى، كان منتخب مصر حامل الذهبية طرق باب الدور نصف النهائي باكتساحه نظيره السوداني 58-5، ليرفع رصيده إلى أربع نقاط، بعد أن كان تغلب على نظيره المغربي 46-19 يوم الاثنين. وتضم المجموعة أيضا قطر التي فازت في مباراتها الأولى على السودان 51-10. ويوم الخميس، تلعب السعودية مع تونس وجيبوتي مع الأردن ضمن المجموعة الثانية في حين تلعب قطر مع المغرب بالمجموعة الأولى. ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى نصف النهائي، على أن يخوض الفائزان المباراة النهائية في 21 من الشهر الجاري، في حين يلتقي الخاسران لتحديد صاحب الميدالية البرونزية. وكان المنتخب المصري أحرز الذهبية في الدورة السابقة على أرضه عام 2007 على حساب نظيره الجزائري، فيما كانت البرونزية من نصيب السعودي، علما بأن المسابقة أقيمت في حينها بنظام الدوري من مرحلة واحدة بمشاركة سبعة منتخبات. (المصدر: الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ يوم 13 ديسمبر 2011)
عادل لطيفي دروس من الجوانب التنظيمية
دلالات النتائج توفر لنا نتائج الانتخابات التونسية -ولأول مرة- فرصة لقراءة بعض أوجه التحول الاجتماعي والسياسي والثقافي في تونس وذلك على قاعدة التعبير السياسي الحر للمواطن من خلال صناديق الاقتراع. دروس من الجوانب التنظيمية لا بد من التأكيد هنا على تفرد التجربة التونسية هذه من خلال الحياد التام الذي أبدته الحكومة المؤقتة، التي اقتصر دورها على الجانب اللوجستي والأمني بقيادة وحدات الجيش. وهذه نقطة تحسب للوزير الأول الباجي قائد السبسي، الذي شككت في نواياه العديد من الأطراف السياسية ومن بينها أحزاب حققت نتائج إيجابية في الانتخابات. فقد قيل في الرجل إنه أخرج من أرشيف البورقيبية وربما من أرشيف البايات. لكن علينا الإقرار بأنه أظهر نجاحا إلى حد ما في إدارة الفترة الانتقالية في ظل وضع أمني هش زادته الحرب الليبية هشاشة. ربما تعكس مواقف هذه القوى نوعا من التسرع السياسي الذي يفهم في سياق حداثة العمل السياسي العلني. لكن بالإمكان فهمه كذلك في سياق تواصل المد الثوري الذي يحرص على ضمان القطيعة مع النظام القديم. حيث كان لا بد من الضغط على الحكومة لإسماع صوت الشارع. لا ننسى في سياق تقييم المسار التنظيمي دور الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. فهي تعد تجربة فريدة لما وفرته من سلطة مراقبة على الحكومة ومن قوة اقتراح تشريعي أنتج العديد من القوانين ومن بينها القانون الانتخابي الذي حرم إطارات حزب التجمع من المشاركة، كما أنه خرجت من رحمها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. لكن الأهم من ذلك كله أن هيئة تحقيق أهداف الثورة وفرت فضاءً لإنجاز التوافق بين الأحزاب وقوى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية في ظل غياب الشرعية مما ساهم بفعالية في تسهيل بداية التحول الديمقراطي وبسلاسة تامة. لكن يبقى الامتياز للهيئة العليا المستقلة التي أشرفت على تنظيم العملية الانتخابية. فهي كانت تونسية مائة بالمائة في أفكارها وفي مواردها البشرية والمالية. كما أنها صمدت أمام نقد لاذع وصل حد التشكيك في نزاهتها. فقد صبت حركة النهضة جام غضبها على الهيئة ورئيسها كمال الجندوبي عندما أجلت موعد الانتخابات التي كانت مقررة يوم 24 يوليو/تموز. حتى إن زعيمها راشد الغنوشي اعتبر التأخير محاولة من طرف العلمانيين لصد نجاح محتمل للإسلاميين كما ورد في مقاله بالجزيرة نت « رمضان والثورة يغذيها ». أما اليوم فقد وقف الجميع على صحة موقف الهيئة في التأخير بالنظر إلى بعض النقائص التي ظلت قائمة حتى في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول. كما وقف الجميع على هذه النزاهة من خلال النتائج التي أعلنت والتي هي بالفعل نتيجة تصويت التونسيين. الدرس المهم -حسب رأيي- من خلال هذا الجانب التنظيمي هو أننا تجاوزنا فزاعتين. فزاعة الأنظمة القمعية العربية التي غالطت البلاد والعالم بخطر وصول الإسلاميين إلى الحكم، وفي نفس الوقت سقوط فزاعة طالما رفعها الإسلاميون وهي الإقصاء والتهميش وتجفيف الينابيع. دلالات النتائج هناك استنتاجات أولية مهمة وفرتها نتائج الانتخابات وكذلك مختلف ردود الفعل حولها في الأيام التي تلت الإعلان عنها. وتتعلق هذه الاستنتاجات بالمستوى السياسي العام، ثم بالدلالات الاجتماعية للتصويت وفي النهاية بالأبعاد التاريخية والحضارية. إذ لا وجود لعامل واحد حاسم في هذه النتائج بل هي مجموعة متداخلة من العوامل بعضها ظرفي وأخرى عميقة. على المستوى السياسي العام يبدو أن الأصوات التونسية مالت أكثر نحو ثلاثة عناصر: العاطفة والوجدان المجتمعي والبعد الشعبي ثم عنصر البساطة المرتبط بهموم الحياة اليومية خاصة لدى المهمشين اجتماعيا. وهذه العناصر تفسر على الأقل فوز حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وقائمة العريضة الشعبية والتي سنركز عليها تحليلنا. التصويت العاطفي الوجداني تمثل في اختيار عنصر الإسلام ممثلا في حركة النهضة. فالإسلام هو من ناحية ضمانة وجدانية قوية لنظافة اليد والإخلاص في بلد عانى الأمرين من الفساد. كما أن هذه الرمزية الإسلامية تمثل الخيار الأسهل في ظل حداثة التجربة التعددية وفي ظل ضبابية المشهد السياسي (أكثر من 114 حزبا وعديد القوائم المستقلة) وكذلك في ظل ضعف التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية. نفس منطق الاختيار السهل هذا ينطبق على نتائج حزب المؤتمر بزعامة المنصف المرزوقي. إذ كان خطابه السياسي شعبويا (populiste) وفي متناول فئة مهتمة بالقطع السياسي مع الاستبداد. عامل البساطة وصل حد السذاجة للأسف مع قائمة العريضة الشعبية التي بادر إلى تكوينها الهاشمي الحامدي صاحب قناة المستقلة. هذا الشخص معروف بصلاته مع الرئيس السابق بن علي وهو معروف كذلك بشطحاته الهلوسية التي تذكرنا بشطحات القذافي. عنصر البساطة هنا ارتبط بخطاب مرشحي العريضة ووعودهم الخارقة للعادة والمتحدية لكل منطق اقتصادي مثل الصحة المجانية للجميع ومجانية النقل ومشاريع تنموية هوليودية في ولايات الداخل التونسي. استغل هذا الخطابُ حالة شظف العيش التي تعيشها عديد الفئات المهمشة في الجهات الداخلية وحتى في المدن لوعدهم بإنجازات لا يمكن للمجلس التأسيسي إنجازها. يتأكد دور العناصر المذكورة كذلك من خلال نتائج الأحزاب التي اعتمدت على خطاب سياسي معقلن إلى حد ما وأكثر تعقيدا ونخبويا (الحداثة، والحريات الفردية، وحقوق الإنسان…). هذا ما تؤكده نتائج كل حزب على حدة. لكن النتائج مجتمعة لحزب التكتل والحزب الديمقراطي التقدمي والقطب الحداثي تضفي نوعا من النسبية على هذا الاستنتاج. فخطابها السياسي الذي يراه البعض نخبويا حصل على قرابة 43 مقعدا مما يجعلها القوة الثانية بعد حركة النهضة. على المستوى الاجتماعي تبين نتائج الانتخابات نوعا من التحول المجتمعي تم بموجبه سحب مهمة القيادة السياسية من نخبة ذات أصول حضرية (أو مدينية) تتمثل في أبناء عائلات عرفت بعراقتها في وسط الأعيان في المدن الكبرى الساحلية. مقابل ذلك تحول هذا الثقل السياسي إلى نخبة جديدة منحدرة من عائلات متوسطة أو فقيرة وذات أصول شبه حضرية بحكم ارتباطها أكثر بالمدن المتوسطة الداخلية. فشخصية منصف المرزوقي أو راشد الغنوشي هي أمثلة على هذه الفئة الجديدة التي ستلعب دورا في مستقبل العمل السياسي التونسي. في نفس سياق هذا المنحى السوسيولوجي كذلك، يمكننا أن نضيف ملاحظة أخرى هامة وتتمثل في استمرارية مسحة ريفية سواء في المدن الداخلية أو حتى في المدن الساحلية الكبرى. هذه المسحة الريفية المتميزة بشدة التهميش الاجتماعي والثقافي وبانغماسها أكثر في هموم العيش اليومي غير المضمون، صوتت وبقوة للعريضة الشعبية. فقد وجد هذا العمق الريفي خطابا ألفه زمن البورقيبية والذي ربط مصير الريف بالتدخل المباشر للدولة سواء من حيث البنية الأساسية أو المنح بدرجة خاصة. حضور الريف في المدن الكبرى وتقطع المدن الريفية بين توجهها الحضري وبين استمرارية الصبغة الريفية يمثل انعكاسا لفشل منوال التنمية منذ زمن الاستقلال والذي خلق تهميشا داخل التهميش. هل كان انتصار حزب النهضة حتمية؟ نسوق الإجابة منذ البداية وهي نعم. فانتصار حزب النهضة باعتبارها حركة ذات توجه إسلامي يعد مسألة محسومة سلفا بالنسبة لكل متتبع نبيه. وهذه الحقيقة تنطبق لا على الحالة التونسية فقط بل كذلك على كل حالات العالم العربي القادمة إذا حصرنا تحليلنا في هذا الفضاء. تفسير ذلك مرتبط بمعطى تاريخي وثقافي عام. فالإسلام كمشروع سياسي ومجتمعي ممكن في عصر الحداثة ظل حلما يراود نخبة المصلحين والسياسيين في العالم العربي والإسلامي منذ أواسط القرن التاسع عشر. كان البحث عن تحقيق فاعلية الحداثة بمعايير إسلامية أو على الأقل في ثوب إسلامي حاضرا بقوة لدى الطهطاوي والأفغاني ورشيد رضا. وبدأت محاولات التجسيد هذه في فترة حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لكنها سرعان ما سقطت أمام سطوة الغرب المستعمر. لم يتسن للمشروع الخروج إلى النور خلال الفترة الاستعمارية لأن الظرف الاستعماري دفع إلى الواجهة المسألة الوطنية والاستقلال. ولعب الإسلام دورا مهما في هذا السياق كفضاء مجسد لهذه الوطنية التفت حوله كل رموز العمل الوطني. نذكر هنا أن الحبيب بورقيبة كان من أنصار الحجاب ولم يساند الطاهر الحداد بعد صدور كتابه امرأتنا في الشريعة وفي المجتمع سنة 1930. تواصل تهميش الإسلام كتجربة سياسية ممكنة بعد الاستقلال وذلك نتيجة هيمنة الأولوية التنموية الاقتصادية على حساب الأولوية السياسية، من ناحية، ثم بسبب هيمنة المسألة القومية العربية، من ناحية أخرى. نضيف إلى ذلك أن جل الأنظمة العربية التي تركزت بعد الاستقلال طوعت الإسلام لبناء شرعية حكمها والتقرب من شرائح الشعب. بطبيعة الحال، عندما يتمكن المجتمع ولأول مرة في تاريخه من التعبير عن ذاته دون قيود، كان لا بد أن يخرج إلى الوجود ذلك المشروع الحلم الذي خاطب وجدان أعرض شرائح الشعب. فالإسلاميون يخاطبون ثقافة موجودة وسائدة، والمجهود الأساسي يتوقف على تطويع المعطى الثقافي المشترك إلى مشروع سياسي. نضيف إلى كل هذا وجود فضاءات لتواصل المشروع الإسلامي، بشكله المقدم، مع شرائح الشعب وتتمثل في المساجد التي استعملت بشكل أو بآخر خلال المرحلة الانتخابية. في المقابل تجد الأفكار المعارضة لفكر الإسلاميين صعوبة في الوصول إلى شرائح أوسع وتتجاوز النخب المتعلمة والحضرية. والمقصود هنا بالأساس الأفكار الحداثية. فأفكار الحداثة عادة ما تقدم جزافا على أنها نقيض للإسلام بهدف ضرب الخصوم السياسيين. أضف أن مظاهر التحديث استفادت لعقود من حماية السلطة القائمة لها مما جعلها تبدو وكأنها مسقطة أو حتى مسلطة من طرف الدولة. لكن العامل الحاسم يبقى الاختلال على مستوى قنوات نشر الأفكار والثقافة في العالم العربي. فالفكر الحداثي العقلاني محاصر ولا نكاد نجد وسيلة إعلامية وحيدة تخاطب عقل العربي أو تروج للعقل وللنقد العقلاني. مئات القنوات التلفزية وآلاف الإذاعات ومواقع الإنترنت تروج للفكر التقليدي، مما جعل الفكر النقدي ينحصر في فضاءات الجامعة ومراكز البحث. رغم كل هذه المعطيات يجب التنبيه إلى أن مختلف هذه التحولات تبقى مؤقتة ولا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل. فالمشهد السياسي التونسي غير نهائي. كما أنه من غير المنطقي مثلا اعتبار نتائج الانتخابات انتصارا للإسلام في حين أن عدد الأصوات التي حصلت عليها النهضة هي مليون ونصف المليون تقريبا من مجموع سبعة ملايين يحق لهم الانتخاب. فهل يعني ذلك أن البقية لم تنتصر للإسلام؟ تفند هذه المقولة كذلك من خلال تحالف النهضة مع أحزاب علمانية، لقناعتها بوجود حدود لخطابها المحرك للمشاعر الدينية حين يتعلق الأمر بمواجهة إشكالات الواقع المعقد. وكان حرق مقرها في سيدي بوزيد بعد الانتخابات رسالة قوية في هذا الاتجاه. فالموقع المحبذ للحركات الإسلامية ليس في قلب السلطة بل خلفها أو بجانبها بشكل يسمح لها بالتأثير عليها دون أن تكون في الواجهة. (المصدر: الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ يوم 13 ديسمبر 2011)
فهمي هويدي لم نعد بحاجة إلى ثورة مضادة لإجهاض ثورة 25 يناير، فالذي نفعله بأنفسنا كفيل بتحقيق ما يصبو إليه الأولون، ذلك أنه إذا كان خصمك مقدما على الانتحار فمن الحماقة أن تسعى لقتله. (1) ما يحدث في مصر الآن نموذج فادح لخلط الأوراق، ودرس بليغ في التفتيت والتمزيق وإهدار الطاقات. آية ذلك مثلا أن الثورة التي رفعت في البدايات شعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كادت تنسى كل ذلك أو انحرفت عنه، وباتت أهم المفردات التي تتردد في فضائها الإعلامي والسياسي هي: السلفية والكفار والمايوهات البكيني! وكما فرض الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على العالم أولوية مكافحة خطر الإرهاب أو الإسلام القتالي في أوائل العقد الفائت، فإن خطابنا الإعلامي على الأقل نجح في تعبئة المصريين وشحنهم ضد خطر ما سمي بالإسلام السياسي، وأعانهم السلفيون على ذلك عن غير قصد حين قدموا لهم -بدأب مدهش- كل خامات الرسائل المنفرة والمفخخة التي روعت الناس وأشاعت بينهم درجات مختلفة من الخوف والقلق. بشكل مواز مع الجهد المبذول للتخويف والترويع، شهدنا إصرارا مدهشا أيضا على تمزيق صفوف الجماعة الوطنية وتشتيتها، لتصبح معسكرات متقاطعة ومتحاربة، لا يمد أحد فيها يده إلى الآخر، وإنما يتسلح كل واحد بخنجر ليطعن به الآخر. ثمة إصرار على تحويل الخلاف السياسي إلى صراع على الهويات، يضع الإسلاميين في جانب ويضع العلمانيين والأقباط في معسكر الضد، ويحاصر الأولين في قفص الدولة الدينية بكل الشرور التي ارتبطت بها في الخبرة الغربية، في حين يجعل الآخرين الوكلاء الحصريين للقيم المدنية والحداثة والديمقراطية والليبرالية. حتى حين كتب مثقف بارز بوزن وحجم المستشار طارق البشري دراسة أزال فيها التعارض المفتعل بين الدولة المدنية والمرجعية الإسلامية، في محاولة لإقامة مصالحة رصينة بين القيمتين، فإن بعض المثقفين لم يعجبهم ذلك، فرفضوا المصالحة وأصروا على المفاصلة، رغم أن للرجل تاريخا حافلا بالدفاع عن تماسك لحمة الجماعة الوطنية، وله اجتهاداته المنيرة في توثيق العرى بين المسلمين والأقباط بوجه أخص. من جانبي كنت أعتبر نفسي أحد المسلمين المدافعين عن الحداثة والديمقراطية والمجتمع المدني، ولي في ذلك كتب ومقالات منشورة خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أنني فوجئت في الآونة الأخيرة بدعاة المفاصلة يصرون على استحالة اجتماع تلك القيم مع بعضها البعض، بحيث يتعين على خلق الله الأسوياء أن يختاروا بين الولاء لدينهم أو الانخراط في صفوف الحداثيين والديمقراطيين، وهو موقف أثار حيرتي، حتى قلت إننا إذا كنا متفقين حول الحداثة والديمقراطية ومدنية المجتمع، فمصدر الخلاف إما أن يكون حول ما تعنيه تلك المصطلحات أو أن يكون حول الإسلام ذاته دينا ودورا. (2) طوال الأسابيع الماضية ظل الاحتراب الداخلي والتراشق بين أطراف اللعبة هو الشاغل الرئيسي للنخبة ومنابر الإعلام، ولم يتذكر هؤلاء أن ثمة ثورة لم تحقق أهدافها، وأن هناك تحديات يتعين على الجميع الاحتشاد لمواجهتها. وتباينت أصداء هذا المشهد في الخارج، إذ قرأنا تندرا واستخفافا من بعض كتاب الصحف العربية اللندنية بوجه أخص، الذين ما برحوا يتساءلون قائلين: أهذا هو الربيع العربي الذي بشرتمونا به؟ وتحدث معلقون غربيون عن أن مصر والعالم العربي ليسوا من المؤهلين للديمقراطية، ونشرت الصحف الإسرائيلية تعليقات لعدد غير قليل من الكتاب فرقت بين ما هو تكتيكي وما هو إستراتيجي. وقال أولئك الكتاب إنه على المدى القصير (التكتيكي) ليس الوضع في مصر مقلقا، لكن التحول الحقيقي يمكن أن يحدث على المدى البعيد، خصوصا إذا كان للإسلاميين دور في الحكم أو مشاركة قوية في البرلمان، لذلك فإنهم يعتبرون الخطر إستراتيجيا وليس تكتيكيا أو مرحليا. أثار انتباهي في هذا الشق الأخير أن ارتياح إسرائيل إزاء الوضع المستجد في مصر وصل إلى حد مطالبة الولايات المتحدة بضرورة العمل على إبقاء المشير محمد حسين طنطاوي والمجلس العسكري في السلطة والضغط لعدم تسليمها إلى المدنيين. عبّر عن ذلك بشكل صريح تقرير نشرته صحيفة « معاريف » واحتل العناوين الرئيسية للصفحة الأولى، فكان عنوان « إسرائيل تحذر الولايات المتحدة من مغبة إضعاف طنطاوي » وعنوان « إسرائيل للعالم: يجب الحفاظ على طنطاوي ». من الإشارات المهمة في تقرير إيلي برندشتاين وعميت كوهين المنشور يوم 28/11 ما يلي: – نقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة إلى العواصم المركزية في أوروبا وإلى واشنطن، رسالة تقول إنه يجب الحفاظ على المشير طنطاوي والامتناع عن كل ما من شأنه إضعاف صلاحياته وصلاحيات المجلس العسكري الحاكم في مصر. – وجهت محافل سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل انتقادا حادا ضد البيت الأبيض الذي دعا إلى نقل صلاحيات المجلس العسكري إلى حكومة مدنية في أقرب وقت. وقال مصدر سياسي كبير إن الولايات المتحدة تكرر خطأها منذ عهد الثورة الأول حين دعت مبارك إلى ترك الحكم، وهو ما من شأنه أن يضعف ثقة الحلفاء العرب في السياسة الأميركية إزاء الشرق الأوسط. – السياسة المركزية لوزارة الخارجية التي تم الاتفاق عليها في أعلى المستويات بالوزارة هي الامتناع عن ممارسة أية ضغوط على الجيش المصري لنقل الصلاحيات إلى حكم مدني. وفي إطار هذه السياسة، قررت إسرائيل الامتناع عن خطوة كان من شأنها إشعال النار في الشرق الأوسط. فقد أمر رئيس الوزراء نتنياهو بلدية القدس بأن تؤجل لأسبوع هدم جسر المغاربة الذي يربط بين حائط البراق (المبكى) والحرم. وكان قرار الهدم قد صدر من قبل، ولكن رسائل تحذير تلقتها إسرائيل من مصر والأردن أفادت بأن هذه الخطوة يمكن أن تؤجج نار الغضب في القاهرة وعمان، والمظاهرات في البلدين جاهزة لذلك. (3) حين التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري قيادات حزب الحرية والعدالة في القاهرة مساء السبت الماضي 10/12 كان السؤال الأساسي هو: ما موقفكم من معاهدة السلام مع إسرائيل؟ وكان الرد الذي سمعه أن الحزب مع احترام الدولة لمعاهداتها مع الدول الأخرى، ولكن المعاهدات ليست أبدية، واستمرارها مرهون بوفاء أطرافها بالتزاماتهم المتبادلة، كما أن للدولة عبر مؤسساتها الشرعية أن تعيد النظر فيها بما يخدم مصالحها العليا. كنت قد ذكرت من قبل أن كيري أوفد فريقا من مساعديه في مهمة مماثلة إلى تونس للتعرف على موقف حركة النهضة من إسرائيل، بعد فوز حزبها بأعلى الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي. وإن كان العرض مختلفا، لأن الوفد تحدث عن رغبة بعض الإسرائيليين في استثمار أموالهم في تونس. ولأنه لا توجد اتفاقات أو معاهدات رسمية بين البلدين حتى الآن، فإن ممثلي النهضة ردوا بأن هذا الموضوع لا يمثل أولوية الآن، وأن الحكومة الجديدة معنية بالوضع الداخلي، وكل تركيزها منصب بالدرجة الأولى على إنجاح التجربة الديمقراطية في البلد. إذا لاحظت أن كيري جاء بنفسه إلى القاهرة لتحري الأمر رغم أن الانتخابات لم تنته، وأنه أرسل مساعديه إلى تونس رغم أن انتخاب الجمعية التأسيسية تمت ومعالم خريطة القوى السياسية قد استبانت، فلعلك تتفق معي في أن تلك قرينة دالة على الأهمية الخاصة التي يمثلها الملف الإسرائيلي في قراءة واشنطن للتحول الحاصل في مصر. وكنت قد قلت في محاضرة بتونس مؤخرا إن نجاح التجربة الديمقراطية في تونس يمكن أن يحتمل ويمر في الحسابات الأميركية، لكن الأمر أكثر تعقيدا في مصر بسبب معاهدة « السلام »، ولكونها في الخط الأول في المواجهة مع إسرائيل. هذا الموضوع لا يزال محل حوار ممزوج بالخوف والقلق ولم يتوقف في إسرائيل منذ أسقطت الثورة الرئيس السابق (كنزها الإستراتيجي!) يوم 11 فبراير/شباط الماضي. لكن ذلك الحوار اتسم بالسخونة قبل نحو أسبوعين حين أعلن وزير الدفاع السابق وعضو الكنيست حاليا بنيامين بن أليعازر أنه يتوقع مواجهة عسكرية مع مصر. وقد ذكرت صحيفة « إسرائيل اليوم » الصادرة بتاريخ 2/12 أن تل أبيب تلقت احتجاجا مصريا على هذه التصريحات التي أغضبت أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تعتبر الموضوع بالغ الدقة والحساسية. نقلت الصحيفة على لسان بن أليعازر قوله إنه يعلم أن مصر تعد التالية في الأهمية بالنسبة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، وأنه شخصيا أسهم من خلال علاقته الخاصة بمبارك في تعزيز العلاقات بين البلدين، لكن الأوضاع تغيرت، ولا أحد يعرف شيئا عن القيادة القادمة في مصر، لذلك يجب أن نفتح الأعين جيدا حتى لا نفاجأ بشيء في المستقبل. (4) لم يعد سرا أن الولايات المتحدة وإسرائيل ومعهما بعض الدول العربية « الشقيقة » لا يريدون لمصر أن تخرج من عباءة نظام مبارك في السياسة الخارجية عن الحد الأدنى، في حين أن إسقاط ذلك النظام كان ولا يزال المطلب الأول للثورة. وإذا أضفت إلى ذلك أن مصر تواجه تحديات داخلية أخرى تتمثل في ضبط الأمن وتدهور الوضع الاقتصادي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، فإن ذلك يدلل على مدى السخف والعبث الذي ورطنا فيه الذين يملؤون الفضاء المصري بالضجيج واللغط والخناق حول أزياء النساء ومايوهات البحر والملاهي الليلية وغير ذلك من الأمور التي لا علاقة لها سواء بتحديات البلد أو بهموم الناس، الأمر الذي يمثل شهادة فاضحة على مدى الخلل الذي أصاب ترتيب الأولويات. الأخطر مما سبق هو ذلك الاستقطاب القبيح الذي مزق الجماعة الوطنية إلى معسكرين متحاربين بين إسلاميين في جانب وعلمانيين وأقباط في جانب آخر، الأمر الذي حول التنافس بينهما إلى صراع هويات لا صراع سياسات، وهي المعركة البائسة التي اندفع فيها الغلاة والمهووسون الذين ظلوا عبئا على الثورة وعلى الوطن. لا أستطيع أن أحمّل المجلس العسكري المسؤولية عن ذلك التشتت أو التلوث الذي أصاب الحياة السياسية في مصر، وإن كنت أزعم أن من شأن ذلك تسويغ إطالة مدة بقاء المجلس في السلطة. ولا أستطيع أن اتهم « الفلول » بأنهم وراء ذلك العبث، بعدما تبين أن المجتمع عزلهم في الانتخابات وأننا اكتشفنا أنهم لم يكونوا سوى « خيال مآتة » أو نمور من ورق. لكنني لا أستطيع أن أعفي من المسؤولية طرفين هما النخب السياسية التي أسهمت بشكل أساسي في خلط الأوراق، والأبواق الإعلامية التي عممت التلوث وأسهمت في إفساد الإدراك العام. وقد بذل هؤلاء وهؤلاء طيلة الأشهر العشرة الماضية جهدا مشهودا يستحقون الشكر عليه من القابعين في سجن طرة، لأنهم قدموا للثورة المضادة خدمات جليلة لا تقدر بثمن. (المصدر: الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ يوم 13 ديسمبر 2011)
عبد الباري عطوان بعد 18 عاما من المفاوضات، والتنازل عن اكثر من ثمانين في المئة من ارض فلسطين التاريخية، وتوقيع اتفاقات اوسلو التي اضفت الشرعية على اسرائيل وكسرت عزلتها العربية والدولية، ونبذ الكفاح المسلح باعتباره ارهابا، ها هي الولايات المتحدة تكافئ الفلسطينيين مرتين، الاولى على يدي الرئيس باراك اوباما الذي رفض السماح بعضوية رمزية لفلسطين في الامم المتحدة، والثانية من قبل نوت غينغرتش المرشح الجمهوري الأبرز لانتخابات الرئاسة، الذي اعتبر الشعب الفلسطيني شعبا ‘مفبركا’ لا يستحق دولة او كيانا. قبل المفاوضات العبثية المهينة، والتخلي عن المقاومة ، لم يجرؤ اي مسؤول امريكي على الإدلاء بمثل هذه الاقوال، بل كانوا يتوسلون الى الفلسطينيين للقبول بالحلول السلمية، ويرفضون الاستيطان باعتباره ممارسة غير شرعية مخالفة للقانون الدولي، ويتعهدون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ماذا تغير؟.. الامريكيون لم يتغيروا، بل نحن باستسلامنا، والعرب من خلفنا الذين غيرناهم، ودفعنا بهم اكثر فأكثر لمنافقة اليهود والاسرائيليين، والارتماء في احضانهم، والاستماتة في استرضائهم. ‘ ‘ ‘ غينغرتش يتخذ مثل هذه المواقف وهو مطمئن الى انه لن يتضرر، ولا مصالح بلاده ستتضرر ايضا، لانه لا يوجد عرب في الاساس، والسلطة الفلسطينية ما زالت تعتبر الولايات المتحدة حليفا استراتيجيا، وتغازل مبعوثيها الذين يتدفقون الى رام الله حاملين صيغا لاحياء مفاوضات السلام مجددا. عندما يتحول الشعب الفلسطيني من شعب مقاتل الى شعب متسول، تنسق قواته الامنية مع نظيرتها الاسرائيلية، وتحمي المستوطنات من العمليات الفدائية، وتجعل من الاحتلال الاسرائيلي الأرخص في التاريخ، والاقل كلفة، فلماذا لا يخرج غينغريتش وامثاله عن كل الاعراف والآداب، ويذهب الى ابعد من بنيامين نتنياهو ومواقفه المتطرفة، ويزوّر مثلهم التاريخ والجغرافيا؟ العيب ليس في غينغرتش او نتنياهو او باراك اوباما.. العيب فينا نحن العرب، واقصد عرب الطغاة، وليس عرب الثورات، فهؤلاء اذلوا المواطن العربي، عندما تذللوا للامريكان والاسرائيليين، تحت مفاهيم الواقعية البراغماتية، والخلل في موازين القوى، وسخروا كل ثرواتهم واراضيهم في خدمة مشاريع الهيمنة الاسرائيلية ـ الامريكية، وشاركوا امريكا في كل حروبها ضد العرب والمسلمين بحماس يحسدهم عليه الامريكان انفسهم. في الولايات المتحدة هناك ثلاثة ‘لوبيات’ رئيسية، الاول الاسرائيلي، والثاني لوبي شركات النفط، والثالث لوبي شركات السلاح وصناعته، وهناك من يضـــيف لوبيا رابعا هو لوبي المتقاعدين. وبنظرة سريعة يمكن القول بان اكبر ‘لوبيين’، اي شركات النفط والسلاح، يعتمدان اعتمادا كليا على العرب ونفطهم وصفقاتهم، ومع ذلك لا تأثير على الاطلاق لنا في السياسة الامريكية الخارجية. من المفارقة ان الحزب الجمهوري هو الصديق والحليف التقليدي لمعظم العرب، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، حتى ان الارتياح الذي تردد في اروقة الرياض بعد نجاح الرئيس جورج بوش الابن في الانتخابات الامريكية لم يضاهه اي ارتياح داخل الحزب الجمهوري نفسه، ونقل عن مسؤول سعودي كبير فور اعلان المحكمة الدستورية فوز بوش رسميا قوله ‘لقد حكمنا’. غينغرتش يعرف التاريخ جيدا، ولا يحتاج منا او غيرنا لتذكيره بأن فلسطين موجودة قبل ان تكتشف امريكا بآلاف السنين، ولكن ما يمكن ان نلفت نظره اليه، ان انهيار امبراطورية بلاده سيبدأ في بلاد العرب والمسلمين، وان مثل هذه السياسات التي لا ترى العالمين العربي والاسلامي الا من منظار التطرف الاسرائيلي، هي التي ادت الى هزيمتها في العراق وافغانستان، وخسارتها تريليون دولار وخمسة آلاف قتيل، واربعين الف جريح، والهزيمة المقبلة ستكون اكبر، والايام بيننا. تحتاج الامبراطورية الامريكية الى رئيس آخر مثل جورج بوش الابن، لكي تتحول الى امبراطورية سابقة، ولا شك ان غينغرتش هو الأنسب لأداء هذه المهمة، خاصة انه اكد على اختياره جون بولتون احد ابرز صقور الحربين على العراق وافغانستان لكي يكون وزيرا لخارجيته، ومهندسا لسياسته في العالم الاسلامي. ‘ ‘ ‘ غينغرتش اعماه الغرور، والتزلف للوبي اليهودي الاسرائيلي من رؤية حقائق السياسة، ناهيك عن حقائق التاريخ، والتحولات التي تجري حاليا في المنطقة العربية والعالم، وهذا من حسن حظنا، وسوء حظ اسرائيل، فهذا الرجل لا يدرك، لفرط غبائه، ان اصدقاء بلاده من الطغاة العرب يتساقطون الواحد تلو الآخر على ايدي الشباب العربي الثائر، وان اوباما سحب جميع قواته من العراق اعترافا بالهزيمة، ويستعد ليكرر الاعتراف نفسه بعد عشر سنوات من حرب استنزاف اذلت قواته في افغانستان. شخصيا شعرت بسعادة غامرة وانا اقرأ تصريحات غينغرتش هذه، وازددت سعادة عندما اصرّ عليها، وكررها مرة اخرى، فنحن بحاجة الى شخص مثله يصب المزيد من الزيت على نيران الثورات الشعبية العربية، ويقرع الجرس لإيقاظ بعض النيام في المنطقة العربية. السلطة الفلسطينية استنكرت التصريحات هذه، ووصفتها بالغباء، وطالبت بالاعتذار، وهو موقف مخجل، لأن الرد المنطقي هو ان ينزل مئات الآلاف الى شوارع رام الله ومدن الضفة والقطاع الاخرى احتجاجا وغضبا، فمن العار ان يتحرك الشباب العربي في كل مكان طلبا للعدالة والتغيير الديمقراطي، واستعادة الكرامة المسلوبة، بينما يغط الشباب الفلسطيني في احلام اليقظة، منتظرين دولة لن تقوم الا بسواعد المقاومة، وليس عبر الاستجداء، وانتظار راتب آخر الشهر.
(المصدر: جريدة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 ديسمبر2011 )
بركة: التحريض في كتب التدريس العبرية تُنمّي أجيالاً على العنصرية والكراهية
وتعرض العربي كإنسان متخلف والقضية الفلسطينية تسمم علاقات إسرائيل بالعالم
زهير أندراوس الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: عرض النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، على الهيئة العامة للكنيست، البحث الذي أعدته المحاضرة التقدمية في الجامعة العبرية البروفيسورة نوريت بيليد الحنان، حول التربية على العنصرية والكراهية ضد العرب في كتب التدريس في جهاز التعليم العربي، عارضا جوانب عدة من البحث، مدعوما بنتائج استطلاع يعكس الأجواء العنصرية بين الطلاب اليهود، وقال، إن التحريض في كتب التدريس العبرية تنمي أجيالا على العنصرية والكراهية. وقال بركة، إن الابرتهايد الإسرائيلي، كما تقول الباحثة، هو ليس فقط سلسلة من القوانين العنصرية، وإنما في شكل الفكرة عن العرب، وهي تقدم نماذج، وبطبيعة الحال تستعرض كتبا تعرض العربي كمن يركب الجمل ويرتدي لباس علي بابا، وتعرض الكتب العرب على أنهم منحطون سفلة ومنحرفون ومجرمون، أناس لا يدفعون الضرائب، ويرفضون التطور. ولكنّ العنصرية تتجلى أكثر حين يبدأ عدد من نواب اليمين المتطرف والعنصري بمقاطعة النائب بركة معبرين عن اندهاشهم، فمثلا يسأل رئيس الجلسة الليكود داني دنون قائلا، ولكن في النموذج الذي طرحته، هل هو نموذج للعنصرية؟، وينضم إليه في اندهاشه وزير المعلوماتية ميخائيل ايتان، الذي لا يجد في جعبته من التغطية على الحرج سوى الادعاء بأن وزارة الداخلية تعد الخرائط بشكل مساو لليهود والعرب، وتتسع دائرة المقاطعات، التي ينضم لها أيضا النائب من (شاس) نيسيم زئيف، وغيره، معترضين على وصف ما جاء بأنه توجه عنصري محض. فرد عليهم النائب بركة جميعا، قائلا، إن في هذا النموذج، تتكدس سلسلة من النماذج والتعابير العنصرية، مثل أجواء نظيفة ولطيفة لدى اليهود، لكن حينما يكون نمط السكن ذاته لدى العرب، فإنه يتحول إلى مؤامرة، وهذا بات أكبر من قضية التنظيم والبناء وقضية الأراضي، بل يعكس النظرة الاستعلائية والتحريضية على العرب. وتوقف بركة عند ذكر القضية الفلسطينية في كتب التدريس، ويقول، إن القضية الفلسطينية لا تظهر كشعب تحول إلى شعب لاجئين، ومحروم من حق تقرير المصير، بل جاء في أحد الكتب، أن المشكلة الفلسطينية من شأنها أن تسمم علاقات إسرائيل مع العالم على مدى عشرات السنين وأكثر، بمعنى أنه بدلا من القول أن هناك قضية بشر وشعب، فإن كتب التدريس تحاول أن تعرض الإنسان الفلسطيني على أنه مصدر عدم ارتياح لإسرائيل أمام العالم. وقال بركة، قبل عدّة أيام نُشرت نتائج استطلاع بيّن أن 53 بالمئة من الفتيان اليهود، بمعنى الطلاب في الجيل المدرسي، يؤيدون طرد المواطنين العرب من وطنهم، وهذا انعكاس لما يتثقف عليه الطلاب في المدارس والبيوت. وجاء في الاستطلاع ذاته، أن 38 بالمئة من الفتيان يعتقدون أن اليهود يستحقون حقوقا أكثر من العرب، ويقول 46 بالمئة إنه ليس بالضرورة أن يحصل العرب على المساواة، ويدعو 56 بالمئة من الفتيان إلى عدم مشاركة العرب في الانتخابات البرلمانية، كذلك فإنه حسب الاستطلاع ذاته، فإن 45 بالمئة من الطلاب المتدينين اليهود و16 بالمئة من الطلاب العلمانيين، يعتبرون أن هتاف الموت للعرب هو هتاف شرعي، وهذا أيضا انعكاس لما تربي وتثقف علــيه المـــدارس وجهاز التعليم. وقال بركــة، إن بحث البروفيسورة بيليد الــحنان واستطلاعات الرأي التي نقرأها تباعا، تعكس الثمار الفاسدة لمنهاج التعليم في جهاز التعليم العبري، الذي يقف على العنصرية والكراهية، وحقائق كهذه عليه أن تستفز كل صاحب ضمير إنسان. وتابع بركة، إن الأجواء العنصرية نلمسها هنا من سلسلة القوانين العنصرية التي لا تتوقف من منهاج التعليم ومن تصرف الشرطة مع العرب ومن التفتيشات المهينة للعرب في المطارات والمعابر الدولية، وفي كل مناحي الحياة، وقد آن الأوان للتوقف ووضع حد لكل هذا، إذا هناك من يسعى إلى مستقبل أفضل. وقد اختار الوزير المكلف بشؤون التربية والتعليم أن يحرض على البروفيسورة الحنان، وقال إنها عضوة في تنظيم متشدد مناصر للفلسطينيين، وأنها من دعاة فرض المقاطعة على إسرائيل وتحرض على دولة إسرائيل، وتعتبرها دولة ابرتهايد واجب عزلها، وقال، ولهذا فأنا استصعب رؤية الموضوعية في بحث البروفيسور الحنان، وأن نتعامل مع الاستنتاجات الصادرة عنه بشأن كتب التدريس الإسرائيلية. وبفعل الأغلبية الائتلافية فقد تم شطب الموضوع عن جدول أعمال الكنيست، بمعنى عدم تحويله إلى لجنة التعليم البرلمانية لمواصلة البحث فيه.
(المصدر: جريدة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 ديسمبر2011 )
طرابلس ـ بنغازي ـ وكالات: تجدّدت الإشتباكات المسلحة في ليبيا بين قبيلتي الزنتان والمشاشية، 180 كلم جنوب غرب طرابلس، بعد اتهامات وجهت للمشاشية بموالاة العقيد الراحل معمر القذافي. واتهم المشاشية ثوار الزنتان بقصف مدينتهم بصواريخ (غراد) وانتهاك حرمات بيوت العائلات، فيما قال ثوار الزنتان إن المشاشية قاموا باختطاف عدد من الأشخاص من بينهم ضباط في الجيش الوطني. وأكد ثوار الزنتان في بيان نشر على موقع المركز الإعلامي لمدينتهم، أن ‘ثوار 17 شباط (فبراير) من جميع مناطق الغرب الليبي، يشنون الآن هجوماً كاسحاً لتطهير ليبيا من بقايا قوات (العقيد الراحل معمر) القذافي المتمركزة في منطقة الشقيقة التي يقطنها المشاشية’. وذكر الموقع نفسه أن ‘قبيلة المشاشية أقدمت على قتل القائد الميداني من الزنتان سلامة المبروك سلامة واعتقلت شيخ الثورة الطاهر الجديع الذي كثيراً ما ظهر عبر تلفزيونات العالم وهو يحرض أبناء قبيلته على الإطاحة بنظام القذافي’. واعترف ثوار الزنتان بمحاصرتهم بلدة الشقيقة التي يقطنها المشاشية، وقالوا إنها ‘أصبحت تشكل خطراً كبيراً على أمن ليبيا’، واعتبروا أن ‘أهل المشاشية خارجون عن القانون ويملكون أسلحة موجهة لكل الليبيين’. الى ذلك، نفى محمد المشاي، من قبيلة المشاشية، في اتصال هاتفي مع يونايتد برس إنترناشونال، أن تكون قبيلته ‘موالية بالكامل للنظام السابق’، مؤكداً أن ‘ثوار الزنتان يقصفون مدينتهم بالصواريخ منذ مساء أمس’. وأرجع المشاي ذلك إلى ما قال انها ‘عداءات قديمة بين القبيلتين، ولا علاقة له بما يدعيه أهل الزنتان’. وقال إن ‘القصف المستمر على المشاشية أدى إلى مقتل 3 منهم وجرح مجموعة من السكان بعض هذه الجروح بالغة إلى جانب انقطاع المياه والكهرباء عنهم’. ورغم المناوشات واستخدام الأسلحة المختلفة بين القبيلتين المتجاورتين، إلا أن الحكومة الليبية أو المجلس الإنتقالي، لم يعلنا بعد عن أي موقف حيال الأمر. من جهة اخرى بدأ عشرات من الشباب الناشطين في منظمات المجتمع المدني الليبية في مدينة بنغازي شرق ليبيا بعد ظهر الاثنين اعتصاما مفتوحا بميدان الشجرة الذي يعتبر مركز انطلاق الثورة الليبية في منتصف شباط (فبراير) الماضي التي أطاحت بحكم معمر القذافي، وذلك في ما وصفوها بـ ‘ثورة لتصحيح المسار’. وطالب هؤلاء الشباب الذين دعوا للاعتصام في هذا اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، بـ ‘اسقاط’ أعلى سلطة في ليبيا والمتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي، مرددين هتافات ‘الشعب يريد إسقاط الانتقالي، لا للمتسلقين، نوضي (قومي) نوضي يا بنغازي’. وانطلق المعتصمون للتجمع امام فندق تيبستي ببنغازي عند الساعة الخامسة مساء (15:00 تغ)، ومن ثم توجهوا سيرا على الاقدام الى منطقة الحدائق حيث مقر المجلس الانتقالي الليبي للاعتصام بداخله حتى تتحقق مطالبهم، بحسب احد منظمي الاعتصام. وفي مقدمة مطالب هؤلاء الشباب ‘تنحية رئيس المجلس (مصطفى عبد الجليل) ونائبه (عبد الحفيظ غوقة) من منصبيهما، بالاضافة الى جميع من عمل مع نظام القذافي’ بحسب منشورات يوزعونها. كما طالبوا المجلس باعتماد ‘مبدأ الشفافية’، وأكدوا على ‘عدم السماح لاعضائه في ان يكونوا اعضاء في المؤتمر الوطني المنتخب المرتقب’ وهو المجلس التأسيسي الذي سيتم انتخابه لوضع دستور ليبيا الجديد. (المصدر: جريدة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 ديسمبر2011 )
القاهرة ـ ‘القدس العربي’: أكدت فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي المصرية أن إجمالي المساعدات العربية لمصر بعد ثورة 25 يناير، تصل إلى 8.2 مليار دولار،لم تتسلم منها سوى مليار دولار فقط،منها 500 مليون من السعودية التي وعدت بـ 3.7 مليار و500 مليون دولار من قطر بينما لم تتسلم أي مبلغ من الإمارات التي وعدت بـ 3 مليارات دولار. وأضافت أنه يجري حاليا التفاوض مع هذه الدول لتحويل المبالغ والمساعدات التي وعدت بها. وأشارت أبو النجا في تصريحات الاثنين إلى أن الدين الخارجي لمصر بلغ حتى الآن 34.4 مليار دولار وهو يمثل 15% من إجمالي الناتج المحلي. ونقلت بوابة ‘الأهرام’ عن أبو النجا قولها إن ‘الدين الخارجي لم يصل مرحلة الخطر’ وإنه ‘سيصل إلى هذه المرحلة عندما تصل نسبته 30%’. أما بالنسبة لحزمة المساعدات الأمريكية ، فقالت: ‘ما زلنا في مرحلة التفاوض مع الولايات المتحدة وبما لا يتعارض مع المصالح المصرية’. ونفت أبو النجا تماما أن تكون هناك مساعدات مشروطة من أي دولة من الدول أو أن تكون هناك دول عرضت على مصر مساعدات مشروطة. من جهة اخرى جدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة تأكيده على انتهاء دور المجلس الاستشاري بانتخاب رئيس الجمهورية. وأكد أن دور المجلس الاستشاري في إبداء الرأي والمشورة فيما يتعلق بالقضايا والأحداث المتعلقة بشؤون البلاد، وطبقا لقرار إنشائه وبما يحقق التواصل بين المجلس الأعلى والقوى والتيارات السياسية والوطنية خلال هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر. وشدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان له امس على الالتزام باقتصار مهمة المجلس الاستشاري على ذلك، وبشكل توافقي بين الجميع وألا يعد بديلا عن مجلس الشعب أو أي مجالس أخرى منتخبة وسينتهي دوره بانتخاب رئيس الجمهورية. ودعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه كافة الأحزاب والقوى السياسية إلى المزيد من الحوار والمساهمة الإيجابية في الرأي والمشورة، واضعين في الاعتبار المصلحة العليا للوطن التي تفرضها متطلبات هذه المرحلة الهامة من تاريخ أمتنا حتى يكتمل البناء المؤسسي للديمقراطية، وتسليم المسؤولية إلى حكومة مدنية ورئيس جمهورية منتخب بإرادة حرة للشعب. وأكد المجلس في بيانه على يقينه بالدور الحيوي والفعال لشعب مصر العظيم في عملية التحول الديمقراطي، ودعا في هذا الصدد المواطنين المصريين لتنفيذ المراحل التالية من الانتخابات بنفس الدرجة من الوعي والجدية التي أبهرت العالم أجمع من خلال الإقبال غير المسبوق والمشاركة الإيجابية من الجميع للإدلاء بصوته واختيار الأصلح ووضع مصالح الوطن العليا فوق أي اعتبار. (المصدر: جريدة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 ديسمبر2011 )