الجمعة، 15 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2398 du 15.12.2006

 archives : www.tunisnews.net


 

 

المجلس الوطني للحريات بتونس: إدانة متّهمين في محاكمة سياسيّة جائرة اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في بتونس: عشر سنوات 2006- 1996 في حياة اللجنة من أجل إحترام الحرّيات و حقوق الإنسان في تونس أول تونسية مرشحة لزعامة حزب لـ آكي – أدعم تواجد المرأة وتشبيب الحزب رويترز: وزارة الثقافة التونسية تسمح بعرض مسرحية عن استقلال البلاد آكي: تونس: 30 ألف حالة إجهاض خلال عام 2006 رويترز: البنك الاوروبي للاستثمار يقرض تونس 200 مليون دولار موقع الديمقراطي التقدمي: الإتّحاد العامّ لطلبة تونس يعلن انتصاره الساحق على طلبة التجمّع في انتخابات المجالس العلميّة اف ب:  افتتاح مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل في اجواء صاخبة محمد الهادي التواتي: مسؤولية نواب المؤتمر القادم مسؤولية تاريخية´- إما الإنقاذ أو الانهيار البديـل عاجل: المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل – مؤتمر تحت الحصار واعتداءات وحشيّة على النقابيّين يوم الافتتاح الصباح: المؤتمر 21 لاتحاد الشغل – مرحلة التصحيح تلقي بثقلها على الأجواء والتكهن بالنتائج صعب سليم بوخذير: رحمك الله يا أخي مصطفى العدواني . . مرسل الكسيبي: هل يعود الجهاز الأمني في تونس الى مربعه الأول ؟ صـابر التونسي: سير على الدرب رغم الحفر   يــــــا أبا عمر! بقلم: برهان بسيس: اللقاء الديمقراطي توفيق المديني: حين تتماهى الأحزاب مع الطائفية تفقد صدقيتها  الطاهر الأسود: « 14 آذار » و »حـق الـتـظـاهـر » د. عبدالوهاب الافندي: اعتذار لقناة الجزيرة

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 15 ديسمبر 2006

إدانة متّهمين في محاكمة سياسيّة جائرة

 

انتهكت المحكمة المنتصبة في القضية عدد 11685/2 برئاسة القاضي « عبد الرزاق بن منا » حقوق المتهمين وحقوق الدفاع وأصدرت أحكامها الجائرة بالإدانة ضد الطالب ربيع الخليفي 10 سنوات سجنا والطالب سليم الحبيب 8 سنوات سجنا الذين أحيلا بمقتضى « القانون المتعلق بالمشاركة في المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب »: وقد شهدت الجلسة عدّة خروقات أخلّت بشروط المحاكمة العادلة وهي: –        رفض مطلب العرض على الفحص الطبّي: امتنع القاضي عن سماع وقائع التعذيب كما أراد سردها المتهمان مدعيا أنّ ذلك من اختصاص وكيل الجمهورية. كما رفض مطلب الأستاذ أنور القوصري محامي سليم الحبيب الذي لا يزال يشكو من آثار التعذيب في رجله اليمنى بعرضه على الفحص الطبي. وقد أصدرت المحكمة على عجل حكما تحضيريا قضى برفض مطلب العرض على الفحص الطبي دون تعليل. –        استبعاد دور المحامي وطرده من قاعة الجلسة: مقاطعة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي في بداية مرافعته ورفض تمكينه من مناقشة قانون مكافحة الإرهاب الذي تستند إليه دائرة الاتهام في إحالة المتهمين على المحكمة. وقد دفع الأستاذ العيادي بعدم دستورية قانون الإحالة نظرا لمخالفته للدستور والاتفاقيات الدولية. فأصرّ رئيس الجلسة على منعه من مواصلة المرافعة فتمسك الأستاذ العيادي بحقه في اختيار وسائل الدفاع طالما أنّ الأمر يتعلق بما له صلة بالملف. إلاّ أنّ رئيس  المحكمة سحب منه الكلمة وأعطى الإذن لأعوان الشرطة لإخراجه من القاعة. وهو ما جعل المحامين النائبين في القضية ينسحبون من الجلسة احتجاجا على انتهاك حقوق الدفاع وتضامنا مع الأستاذ العيادي. –        خرق مبدأ علانية المحاكمة: تعمّدت المحكمة إرجاء النظر في ملف القضية في آخر الجلسات لإفراغ المحكمة من الحضور فقد نظرت المحكمة في ملفات قضايا يحال فيها أشخاص بحالة سراح تم تقديمها على ملفات موقوفين بما يخالف عرف المحاكم الجنائية التي دأبت على تقديم النظر في ملفات من هم بحالة إيقاف. كما لم يسمح أعوان الشرطة الذي أغلقوا باب قاعة الجلسة سوى بدخول شخص واحد من كل عائلة. ومنع أي شخص آخر من الدخول. والمجلس الوطني للحريات: –        يحتج بشدة على الخروقات التي ارتكبتها المحكمة برئاسة عبد الرزاق بن منا ويعاد ارتكابها في جميع الجلسات المتعلقة بقضايا قانون مكافحة الإرهاب. –        يؤكّد أنّ السلطات التونسية قد افتعلت عبر قانون مكافحة الإرهاب غطاء شرعيّا لانتهاك الحقوق وإلغاء ضمانات المحاكمة العادلة. –        يعتبر أنّ المتهمين قد صدر ضدهم الحكم بعد سلسلة من الخروقات الفاضحة بداية باعتقالهم خارج إطار القانون وإجبارهم على توقيع اعترافات باطلة تحت التعذيب وإحالتهم على التحقيق دون حضور محام ورفض مطالبهم بالعرض على الفحص الطبّي لإثبات حصول تعذيب جسدي عليهم. –        يعتبر هذه القضايا سياسيّة ويطالب بإطلاق سراح جميع الموقوفين فيها. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين
 

 

اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في بتونس

اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في بتونس: عشر سنوات 2006- 1996 في حياة اللجنة من أجل إحترام الحرّيات و حقوق الإنسان في تونس

 

ورقة تقديميــّــة

 

I – في التـّأسيس

 

مثـّل تأسيس اللجنة في باريس تتويجا لجهد دؤوب لمجموعة من المناضلات والمناضلين، من التونسيين وغير التونسيين ،قصد المساهمة من موقعهم في توسيع رقعة النضـال من أجـل اِحترام الحريـات وحقوق الإنـسـان في تونس.حيث كانت الحاجة ملحـّة لكسر الطـّوق الإعلامي ولحشد التأييد والتـّضامن الأروبي والدولي ﻠﻬﺫﻩ المعركة الأساسية ضدّ الاستبداد، خاصـّة وأنّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت في تلك الظـّروف، تحتاج إلى مبادرة عاجلة لمساندتها في نضالها وحماية اِستقلاليتها و وجودها.

 

وللتأسيس اِعتبارات ودواعيَ عديدة ،من أهمـّها:

 

ـ أوّلا: حالة الانغلاق الكامل لنظام الحكم في تونس وتفاقم اِنتهاكاته لحقوق الإنسان، وسقوط آخر الأوهام المعلـّقة عليه لدى قطاعات واسعة من النـّخبة. إﺫ شمل اِضطهاده مخـتلف المعارضات و عددا من النشطاء والديمقراطيين وكل  » الخارجين عن الصـّف »،بعد أن شنّ حملته الاِستئصالية ضدّ المعارضة الإسلامية وما خلـّفته من مآسي.

 

ـ ثانيا: الظـّرف الدّقيق اﻠﺫي مرّت به الرّابطة التونسية إثر مؤتمرها الرّابع سنة1994 ،وما خلـّفه من اِنقسامات وضعف وشك،أضرّ بطليعة ورمز الحركة الحقوقية المستقلـّة في تونس.

 

ـ ثالثا: بروز حاجة أوساط غير حكومية وحكومية غربية عديدة ،لفهم الأوضاع في تونس،حيث تزايد الاِهتمام الدولي ب »نموﺫج الاِستقرار في تونس » بالنـّظر لهشاشة واقع جيرانها ولبؤَر التــّوتر الإقليمي هناك.

 

وممّا زاد في ضبابيّة الرؤية النجاح النـّسبي للدّبلوماسية التونسية ، وﺫﻟ باِنتهاجها سياسة التضخــّم الخطابي في ما يخصّ ملفّ حقوق الإنسان والحرص على تعزيز قيم الحداثة، و »أسبقيـّة النظام في صدّ الخطر الصـّاعد للأصوليـّة و التطرّف الدّيني في تونس وفي المنطقة ». ﻫﺫا بعد أن رصدت السـّلطات أموالا طائلة، و بعد أن بعثت أجهزة إستخباريـّة ودعائيـّة متخصـّصة، في أغلب العواصم الغربية, من شاكلة « وكالة الاِتـّصال الخارجي » السـّيئة اﻠﺫّﻜ، وكمّا لا يُحصى من الجمعيات العميلة المستترة وراء غطاء غير حكومي… لمحاصرة النضالات في المهجر والتشويش عليها، وحتى القصاص من رموزها وتسويق واقع مقنــّع في محاولة للتغطية على حقيقة القمع المنهجي و الاِضطهاد المبرح.

 

ـ رابعا: حـَدثُ إمضاء عقد الشـّراكة بين الاِتــّحاد الأوروبي وتونس سنة1995 وما وفــّره من آفاق تحرّك جديدة. على حركة حقوق الإنسان الاِنتباه ﻠﺫلك، وأﺨﺫ موقعها منه واِستثماره كآليــّة، وكنقطة اِرتكاز لاِختراق الدّيـبلوماسية الرّسمية ومقارعتها في عقدة أساسية من شبكة التـّحالفات الدّولية للنظام التـّونسي. لم تكن ﻫﺫه العناصر والاِعتبارات كافية لوحدها لخوض مغامرة التــّأسيس، لولا الوعي بها مُجَمـَّعة، وبأبعادها من طرف المؤَسـَّسين، إلى جانب رصيدهم النــّضالي السّابق والعلائقي في المهجر، ومع الفعـَـاليــّات الأساسية في الدّاخل.

 

II- اللــّجنة فاعل جديد وممرّ للعبور

 

هيكلت اللـّجنة عملها ﻤﺫ البدء، بالاِرتكاز مـُزَاوَجَةً، على معطيات وأحداث وديناميـّات الداخل التونسي من جهة، وعلى الفرص والمساحات التي تتيحها الأَجــَنــْدَة الخارجيّة الفرنسية والأوروبية والدّولية، على مستوى الرأي العام أو في علاقة بمختلف المؤسـّسات من جهة ثانية. في ﺫﻠك كنــّا مضخـّم الصوت والمبادر على صعيد الإعلام الخارجي، وجسر الوصل بين الفاعلين هنا وهناك، وﺫلك بهدف حشد التـّأييد الدّولي واِختراق التـَّعتيم الإعلامي وللتـّخفيف من وطأة الحصار والقمع المستهدف للنـّشطاء. فساهمنا في ضمان الحدّ الأدنى لحمايتهم، إلى جانب إكساب معاني وأبعاد لنضالهم المحلـّي.

 

ساعدت اللـّجنة بالقدر المستطاع في تعبئة الإمكانيـّات المادّية والسياسية، وبتوظيف علاقاتها والمواقع التي يحتلـّها منشـّطوها وأصدقاؤهم بــُغــْيَة مساندة الحركة الحقوقية والمدافعات والمدافعين عن الحرّيات في تونس… حتـّى أضحى الحال أحسن ممـّا كنـا عليه، وﺫلك في مستويين على الأقلّ:

 

 

٭الأوّل: فعلى الرّغم من أسبقية النــّظام التونسي واِستفراده بالسـّاحتين؛ الدّيبلوماسية والإعلاميـّة الخارجية، والإمكانيـّات المادّية الهائلة المرصودة ﻠﺫلك، نجحت اللـّجنة مع غيرها، في تفعيل نضالات وتضحيات الدّاخل. وتمكــّنا من اِفتكاك زمام المبادرة، وتسجيل نقاط نوعيـّة أكيدة على حساب الدّكتاتورية، في هاتين السـّّاحتين باﻠﺫّات.

 

حيث سجـّل الجميع العزلة الخارجيـّة النـّسبية التي أصبح عليها النـّظام التونسي، بعد أن اِفـتضحت طبيعته الإستبدادية، وتعرّى خطابه المزدوج لدى شركائه و في نظرأغلب الملاحظين والمهتمـّين بالشأن التونسي.

 

٭الثــّاني: إﺫ كسبت حركة حقوق الإنسان، وبصورة أوسع حركة الاِحتجاج التــّونسية مساحات ومداخل جديدة، وأصبح لرموزها من النــّساء والرّجال علاقات مباشرة وحتــّى شخصيّة،رفــّعت من شروط الفعل والتــّأثير، في مجالات الإعلام الخارجي المـُضادّ وعند تدخـّلهم لدى المؤسـّسات والتــّجمعات الشـّريكة أوالمعنيــّة على الأصعدة الإقليميــّة والدّولية والأمميـّة.

 

اِعتبرت اللـّجنة على الدّوام، وقوفها إلى جانب ضحايا القمع السـّياسي، عنصرا محوريا لدورها ونشاطاتها: فإلى جانب المجهود الإعلامي حول الاِنتهاكات، نظـّمت اللــّجنة بمفردها أو مع شركائها، ـ و في علاقة مع عدد من الأحداث ـ بعثات ووُفودا لمحامين ولبرلمانيــّن ولشخصيـّات مدنيـة وسيـّاسية وإعلاميـّة صديقة، لمواكبة المحاكمات السـّياسية وللتــّضامن مع قطاعات أو شخصيـّات مستهدفة أو لتقصـّي الحقائق وإعداد التــّقارير.

 

ولأنّ الاِستبداد أمعن في عنفه ضدّ خصومه، تراكمت المظالم وتوسـّعت فخلـّفت نتائج مأساويّة، كان لا بدّ من ﺒﺫل مجهود توثيفي وتحسيسي مـُضـََاعف، وطرق أبواب جديدة للتـــّشهيروالتـّظلم ، فاِستجبنا بصورة مبكـّرة، لمساعدة مئات اللاجئين والمـُهجــَّرين، وجمـّعنا الشـّهادات، كما أصدرنا كتابا يوثق لجرائم التــّﻌﺫيب، وكرّاسات حول سياسة العقاب الجماعي التي شملت عائلات وأهالي السـّجناء والنــّشطاء، إلى جانب تقارير متعدّدة حول واقع السـّجون وإشكاليـة العفو التــشريعي العام، أو ما نحن بصدده في ما يخص العدالة والمظلمة المسلــّطة على جمعيـّة القضاة في تونس.

 

كما بادرت اللـّجنة مع شركائها في تونس، وعلى الصـّعيد الدّولي بتفعيل عديد الآليات الدولية والأممية، حيث أمكن بفضل ﻫﺫا

 

التــمشــّّي من اِستصدار قرارات وإدانات، ضدّ النــّظام التونسي، من البرلمان الأوروبي ولائحته الأولى سنة 1996 وما تلاها على مستوى مختلف الآليــّّات الأوروبية، أو تلك المبادرة النــّوعية سنة 1998 على مستوى اللـّجنة الأممية لمناهضة التــّﻌﺫيب،وقبلها وبعدها ما سجــّلناه من قرارات على مستوى مجموعات العمل الأمميــّة، الخاصـّة بالإيقاف الاِعتباطي أو التــّعسفي، أو ما ساهمنا به على مستوى التنظيم والتــّنسيق مع أطراف المجتمع المدني، بمناسبة زيارة المقرِِّر الأممي الخاصّ بحرّية التــّعبير والإعلام في تونس مع نهاية 1999، إلى جانب ما تحقـــّق في علاقة بالمفوّضية الأممية الســّامية لحقوق الإنسان.

 

ولم يكن الإسهام ﺒﻫﺫه المجهودات ممكنا ، لولا المساعدة وروح الشــّراكة التي وجدناها لدى عديد الصــّديقات والأصدقاء من تونس وخارجها.

 

ولعلّ ﺫُرْوة ما بلغته تعبئة السـّاحة التونسية في تلك الفترة السـّابقة لمنعطف 11سبتمبر2001، هي بعض المحطـّات والعلامات التي من المفيد اﻠﺘــّﺫكير بها وكشف مساهامات اللـّجنة فيها أو من خلالها:

 

٭الأولى: تخصّ الصّدى الإعلامي غير المسبوق اﻠﺫي تميــّز به إضراب جوع الصّحفي « توفيق بن بريك » (أفريل 2000 والأشهر اللاحقة) والحركة السياسية والحالة التــّعبوية التي ولـّدها محلـّيا ودوليا، وهو الحدث التي تجنــّدت له اللـّجنة ـ على الرّغم من عديد الملاباسات ـ وساهمت بقسطها المادّي والسـّياسي لتفعيل ﻫﺫا الحدث وتوظيفه لدى الجالية التونسية وأوساط ومؤسسات فرنسية وأروبية عديدة ، وﺫلك من منطلق خدمة المعركة العامة من أجل الحرّية والديمقراطية.

 

٭الثانية: نعني بها الدّينامية الجديدة التي اِنضافت إلى السـّاحة النــّضالية التونسية، مؤشــّرة على استنهاض ووعي بأهمـّية الفاعل السياسي، إﺫ عشنا مبادرات ونقاشات تهدف إلى تصحيح المعادلات السـّائدة في صلب المجتمع المدني والسياسي، وباﻠﺫّات في ما يخصّ العلاقة بين الكتلتين؛ الحقوقيةمن جهة والسياسية من جهة ثانية، مثــّلت دلالات قوية في مسار اِستعادة السياسي لموقعه الرّيادي، وتحويل الحالة الدّفاعية والاِحتجاجية إلى قوّة مرشــّحة للمعارضة السياسية الوطنية ضدّ نظام الحكم: ومن علامات ﺫلك ﻤﺫ مارس2000،مجموعة البيانات والعرائض والحوارات التي أطلقتها عائلات سياسية وشخصيات وطنية متنوّعة. تابعت اللـّجنة تلك التطورات عن قرب، و شرعت من حينها في الاِستعداد للتـّفاعل مستقبلا مع شركاء جدد ﺫوي طبيعة سياسية وحزبية، بكل ما يترتـّب عن ﺫلك من استحقاقات.

 

٭الثـــّالثة: بداية وقوفنا على إحدى نتائج النــّضالات والتــّضحيات الجماعية المتعدّدة الأبعاد، طيلة السـّنوات السـّابقة، والمتمثــّلة في التوصـّل إلى اختراق الطـّوق الإعلامي وإلى تدشين التــواّصل مع أوسع فئات الشــّعب التونسي، حيث ﻴﺫكر الجميع الصـّدى الجماهيري اﻠﺫي لقـيته النــّضالات التونسية، من خلال الحضور الكثيف، في تلك الفترة باﻠﺫّات(99ـ2001) لرموز تونسية معارضة على التلفزات الأروبية والفضائيــّات العربيـّة (المستقلـّة، الجزيرة…) الواسعة الاِنتشار في تونس، إلى جانب حضور الخبر والمقال والتــّغطيات، في أضخم الإﺫاعات والصـّحف العربيـّة والعالمية.

 

٭الرّابعة: نجاح أوسع تعبئة وطنية ودوليـّة،اِمتدّت بصورة مخططة ﻤﺫ صائفة سنة 2000 إلى قيام المؤتمر الوطني الخامس للرّابطة التــّونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان، في أكتوبر سنة2000، حيث كانت التــّحديات كبيرة، باِعتبار مخلـّفات مؤتمرها الرّابع بالخصوص. ساهمت اللــّجنة من موقع متقدم في إنجاح المؤتمر الخامس وﺫﻠك من خلال الشــّراكة التي أرسيناها ا مع قياديين بارزين في الرّابطة ومع كلّ رموز الحركة الحقوقية و الديمقراطية التونسية والدولية المعنيـّة، فعقدنا اللقاءات ووفـّرنا شروط الوفاق بين الفرقاء وعبـّأنا الإمكانيـّات المادّية و البشريـّة لتنظيم ندوة مهمـّة بالمغرب الأقصى، جمعت الفعاليـّات الأساسية المعنية بإنجاز المؤتمر وإنجاحه.

 

III- تعديلات ضرورية في ظل أوضاع جديدة ومعقــّدة

 

لا يستقيم أمر ﻫﺫه الورقة التــّقديمية للـّجنة، بمناسبة اﻠﺫّكرى العاشرة لتأسيسها، إن نحن أهملنا الإشارة إلى المنعرج المفصلي اﻠﺫي شكـّلته أحداث 11سبتمبر2001،ومجمل تأثيراتها المدوّّية على الأصعدة المحلـّية،الإقليمية والدّولية، وﺫﻠك من زاوية الضّربة الهائلة التي لحقت التــّّوازنات والعلاقات الدّولية، وتلك الأجواء المشحونة التي اِشتعلت تحت وطأتها، مـُلحـِقة أكبر الضـّرر بفكرة حقوق الإنسان ﺫاتها، أمام الأولوية المطلقة التي احتلــّتها هواجس الأمن والاستقرار. مثــّلت تلك العملية الإرهابية الشــّنيعة فرصة للدّكتاتوريــّات المتنفـّﺫة في كلّ مكان، وللدّيمقراطيات الغربية وعلى رأسها الولايات المتــحدة، للتـّراجع عن مكاسب تاريخية هامـّة في مجال الحرّيات العامّة والفردية.

 

أمّا على مستوى العلاقات الدّولية، فقد سارعت حكومات تلك الدّول إلى القيام بمراجعات لا أخلاقية لتحالفاتها،وﺫلك على حساب القيم والمبادئ الإنسانية والدولية المشتركة،حيث أعلنت الولايات المتــّحدة وبمشاركة أعرق الديمقراطيات حربا كونية ودائمة على الإرهاب، فإﺫا بالأنظمة الاستبدادية العربية ـ ومنها النــّظام التــّونسي ـ تجد في ﻫﺫه الظروف ما يسمح لها بتجديد بكارتها، وبالخروج من عزلتها النـّسبية واِسترجاع زمام المبادرة على المستويات الدّبلوماسية والإعلامية بالخصوص. واِحتلـّت الحكومة التـّونسية ﺒﺫلك مكانة لا بأس بها ضمن « حلف الخير »، فاِستأنفت متظلـّلة بتلك الحصانة، أَََجَنــْدَتها المؤجـّلة قصد مقاومة « حلف الشــّر »، بدفن ما تبقــّى من دستور البلاد وتنظيم مهازلها الانتخابية وخوض ـ مستنفرة أجهزتها الأمنية والقضائية والإعلامية ـ حربا شاملة، هي الأخرى، ضد كلّ أشكال الممانعة واﻠﺫّكاء : كرابطة حقوق الإنسان والأساﺘﺫة الجامعيـّين والمحامين والقضاة والصحفيـّين و شباب الأنترنات… إلخ. كما أعطت مباركتها لأكبر حملات تسريح العمـّال وغلق المؤسـّسات بمختلف جهات البلاد وواصلت بلا حياء في التــّستــّر على عصابات الفساد ونهب خيرات تونس. فنتج عن ﺫﻠك تعمـّق اِختلال موازين القوى، بين الحكم من جهة، وبين المجتمع وقواه المدنية والإصلاحية من جهة أخرى.

 

إن الوقع كان كبيرا ومضاعفا على لجنتنا، بحكم موقعها، وطبيعة رسالتها والأدوار المناطة بعهدتها. حيث خلـّف ﻫﺫا المنعطف تأثيرات سلبية على المحيط اﻠﺫي نعمل فيه وعلى علاقاتنا مع المؤسـّسات الاروبية والدولية… خاصّة وأنــّنا كنــّا نعمل بمبدأ الدّفاع على جميع ضحايا القمع والظـّلم، بمن فيهم مناضلات ومناضلو المعارضة الإسلامية.ولانّنا نعتقد في أهمـّية وشرعية الرّهان على مسار اِندماج الإسلام السـّياسي المعتدل كطرف في معادلات الاِنتقال الديمقراطي السـّلمي في المنطقة العربية والإسلامية،ومنها تونس.

 

عشنا كغيرنا، حالات شخوص ومساءلة للمفاهيم،وصلت بنا أحيانا إلى حدّ الإحباط، خاصّة وأنّ « الزلزال » رجّ قيما ومعايير كثيرة، كنـّا نعتبرها مقدّمات ومكاسب نهائية، في مسيرة البشرية نحو إرساء سيادة العدل وعلويـّة القانون وأولوية حقوق الإنسان. وكان لا بدّ للـّجنة من اِستئناف نشاطها واِستعادة موقعها كاملا، على الرّغم من وطأة أثقال الظـّرف.

 

سعينا مع شركائنا ومع القوى المتنوّرة هنا وهناك، لاِستنهاض روح الشـّراكة بيننا، كما أعطينا لأنفسنا فسحة للتــّفكير والتــّركيز من جديد على عقلنة موقعنا ودورنا وأولويـاّتنا، إلى جانب المراقبة اليقظة للمستجدّات في تونس أوفي أروبا.

 

أطلقنا بعد ﺫلك مسلسل التقيـيم لتجربتنا, و أردناه تقييما تــّعدديا و مفتوحا, على نفس الدرجة, لأعضائنا وأصدقائنا وشركائنا في الدّاخل والخارج. ثم أنجزنا حوصلة تأليفية لكلّ تلك المساهمات والآراء التي أجمعت على حيويـّة المحافظة على اللــّجنة واِعتبارها مكسبا لكامل الحركة الحقوقيـّة والديمقراطية التونسية. كما ساعدتنا تلك المحطـّة التــّقييميـّة على التـّعرّف بصفة دقيقة على اِنتظارات الدّاخل الجديدة والمتزايدة، وأعانتنا على إجراء التــّعديلات الضــّرورية على طبيعة دورنا،ومنهجيـّة وآليـّات إنجازه.

 

فرسمنا أربعة محاور أولويـّة لتدخـّلنا في المستقبل وهي:

 

ـ مسألة العدالة واِستقلال القضاء والمحاماة. ـ ملفّ المساجين السـّياسيـّين ومطلب العفو التـّشريعي العام. ـ محور الإعلام وحرّية الرّأي والتـّعبير. ـ إلى جانب ملفّ الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية والثــّقافية.

 

كما وسـّعنا في رسالة اللـّجنة، للاِشتغال في مسألة الدّيمقراطية بما يعنيه من فتح شراكتنا على الفعاليـّات السـّياسية والحزبية العاملة في الدّاخل، وتلك الصّديقة والمتضامنة في الخارج.

 

وعقدنا العزم على توفير أقصى الإمكانيـّات المادّية والتـّنظيمية واللــُّوجـِسـْتيكيـَّة اللازمة ﻟﻬﺫه المساحات والحاجيـّات الجديدة.

 

فإلى جانب وظيفتنا الأصلية في مجال الحقوق والحرّيات، وما تقتضيه من مبادرات في قطاعات الإعلام والنـّشر و الاِتـّصال وتنظيم الحملات و حماية المدافعين ، تميـّز نشاط اللـّجنة ـ خاصـّة خلال الأربع سنوات الأخيرة ـ بإيلاء العنصر الديمقراطي في تونس مكانة واعية. وفـّرنا الفضاءات ونظـّمنا النـّدوات السياسية الكبرى بفرنسا وخارجها، سواء باِتـّجاه الرّأي العام أو صنـّاع القرار. فضـّلنا في أدائنا ﺫلك الاِنفتاح على كلّ التـّعبيرات السياسية الديمقراطية و المعارضة دون أيّ اِستـثـناء أو إقصاء.وتعهّدت اللـّجنة على ﻫﺫا الصّعيد بتسهيل اللـّقاءات، مِستثمرة رصيد المصداقيـّة التي تحظى بها على السـّاحة الدّّيمقراطية والحقوقيـّة التـّونسية والأوروبية لتلعب دور الميسـِّر الحريص على مراكمة « نقاط الاِلتقاء »، بغاية توسيع آفاق النـّضال التونسي من أجل الحرّية، و الترفيع من أثره. نكتفي هنا بالإشارة للنـّدوات التـّي نـُظـّمناها، ومن بينها :ندوة 18ماي2002 بباريس السـّابقة للاِستفتاء على الدّستور، أو ندوة 16أكتوبر2004 بباريس، قبيل الاِنتخابات الرّئاسية والتـّشريعية في تونس، أو تلك التـّي عـُقدت في 2ـ4 جوان2005 بالبرلمان الأوروبي ببـْروكسيل حول اِتـّفاقية الشـّراكة الأورو ـ تونسية، أو الحملة الضـّخمة التـّي نظـّمناها بأوروبا من 12 الى 17 ديسمبر2005، إثر القمـّة العالميـّة حول مجتمع المعلومات،و إضراب جوع 18أكتوبر2005 في تونس،الخ.

 

لقد اِلتزمنا في كلّ « المحطـّات » التـّي نظـّمناها باِحترام ثلاثة مبادئ، وهي:

 

ـ عدم استثناء أو إقصاء أيٍّ من مكوّنات المعارضة الوطنية والقوى الحقوقية و المدنية التونسية المستقلـّة و الجادّة. ـ ضرورة تشريك القوى والأطراف الصّديقة الفرنسية والأوروبية في معركتنا ورفض تناول الشأن التونسي في دائرة « تونسية/تونسية »مغلقة. ـ ﺒﺫل ما بوسعنا ، قصد جمع الفاعلين السياسيين إلى جاب الأطراف الحقوقية والمدنية على نفس المائدة، عند كل معالجة للشأن الوطني في تونس.

 

كما أنّ اللـجنة تعتزّ بمساهماتها على المستويين المغاربي والعربي، وما اِكتسبته من خبرات وراكمته من علاقات في ﻫﺫه المساحات الحيويـّة. فتعزّزفهمنا للتـّشابك المتزايد للحالة التونسية مع ما يرسم من إستراتيجيـّات دولية ،أصبحت تطرح بقياسات المناطق والأقاليم. ومنها مايخطـّط لكامل المنطقة المغاربية والعربية.

 

ساعدت اللـّجنة الفعاليـّات المدنيـّة التـّونسية على اِحتلال مكانة بارزة في صلب الدّينامكيـَّات والفضاءات الإقليمية والعالمية الجديدة(كالمنتديات المدنيـّة والإجتماعية)، كما أنـّها لم تتخلـّف عن

 

المشاركة في تأسيس واِستثمار مسلسل اللـّقاءات و ورشات التـّفكير حول قضايا ومشاريع الإصلاح الدّيمقراطي في المنطقة. كما أنـّها ساهمت في بعث شبكات عمل مشترك عربية ومغاربية و أورومتوسطية مثل الشبكة الأوروالمتوسطية لحقوق الانسان ،التـّنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان أو المنتدى الإجتماعي المغاربي، في سياق اهتمامنا بالحركة المواطنية العالمية المناضلة من أجل عولمة بديلة.

 

في نفس الاتجاه وحتى يستوعب النضال الديمقراطي في تونس ﻫﺫا البعد، مااِنفكـّت اللجنة تساند المنتدى الإجتماعي التونسي بصورة نشيطة ، ﻤﺫ بلورة الفكرة ، و في كلّ المراحل التيتلت ﺫلك. واللـّجنةعازمة علىمواصلة دورها والمساهمة من موقعها، وبخصوصيـّاتها، في معركة الحرّية والحقوق و »دَمَـقـْرَطـَة »البلاد.وهي تلتزم بالمحافظة على توجـّهاتها الأساسية وبالوفاء بتعهـّداتها تجاه شركائها، على السـّاحتين المدنية والسياسية، في تونس وخارجها.

 

نحن ملتزمون بالمطالب المركزية الثلاثة التي اجتمعت حولها هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات وهي المطالب اللا ّزمة لتحرير الحياة السـّياسية في تونس، وضمان أدى شروط المواطنة للتـونسيات والتـّونسيين.

 

لذلك نحن شركاء و معنيـّون بشد أزر كل قوى الممانعة والاحتجاج المتنامية في مختلف القطاعات.وأمّـا عن الدّور اﻠﺫي نأمل في تحقيقه و عن كيفيـّة تعاملنا مع الظّـروف المحيطة بنا، فلقد تعهـّدنا برفض كلّ أشكال الإقصاء والمحافظة على اِستقلاليـّتنا وحرّيتنا في التـّعامل مع كلّ مكوّنات وشخصيات الفضاء السيـّاسي والمدني الدّيمقراطي والتـّقدّمي في تونس، دون أيّ اِعتبار للخلافات الإديولوجية أو تلك الظـّرفية أو المصطنعة، ولن نساهم في أي فرز تعسـّفي،ولا في بناء المحاور الوهمية ، على حساب أولوية الأولويات :بلورة أوسع الالتقاءات الكفاحية من أجل الحرية للجميع وإنهاء الاستبداد.

 

أمّـا عن ما يثيره ﻫﺫا التـّموقع من حملات عدائيـّة وتخوينيـّة، من جانب نـظام الحكم التـّونسي وﺫيوله هنا وهناك،فهو أمر لا نعيره أدنى اِعتبار،إﺫ أنّ اللـّجنة، وﻤﻨﺫ الوهلة الأولى،اختارت وبصورة نشيطة المساهمة في اِخـتراق خطـّين أحمرين تمترس وراءهما النـّظام لإرهاب خصومها و أشهرهما لتسويق صورته في الخارج وللتـّعتيم على اِستبداده في الدّاخل:

 

ساهمنا مع غيرنا في إكساب لائحة مطالب الحرّيات والدّيمقراطية، أصداءً خارجيـّة أكيدة، وللزّعامات والنـّشطاء في تونس علاقات دولية، شكـّلت جميعها ملامح وعلامات لسياسة خارجيـّة بديلة على حساب الدّيبلوماسية الرّسمية. فزعزعنا ﺒﺫلك الخطّ الأحمر الأوّل، وأبطلنا نسبيا مفعول « فزّاعة العمالة والخيانة الوطنيـّة ». أما الخطّ الأحمر الثـّاني، اﻠﺫي حاولناـ مع غيرنا ـ اختراقه وإضعاف تأثيره، فيخصّ بداية التـّطبيع مع « غولْ » المعارضة السياسية الإسلاميـّة، تلك اﻠتي صنـّفها النـّظام ـ بطبيعة الأمر ـ في « خانة العنف والإرهاب »، فحلـّل دمها، وحرّم على المجتمع الدّفاع عن حقوقها السياسية وحتى الإنسانية

 

عملت اللـّجنة من منطلقات مبدئية،في واضحة النهار، على رفع ﻫﺫا الحضر، وتيسير خطوط الوصل والحوار والشـّراكة النـّضالية المفتوحة للجميع،من أجل حقوق وحرّية الجميع.

 

واليوم،لمّا قرّرنا الاِحتفال بعشريـّة تأسيس « اللّجنة من أجل اِحترام الحرّيات وحقوق الإنسان في تونس »، اِخترنا دعوة الصّديقات والأصدقاء إلى مقاسمتنا لحظة سعادة، وإلى مشاركتنا اِنشغالاتنا،إﺫ ننظم ورشة تفكير ونقاش حول موضوعين جديرين بالمراجعة ومكافحة وجهات النظر حولهما،:

 

٭الأوّل: النـّظر معنا من جديد، في الإشكاليـّات التي تثيرها « اِتـّفاقية الشـّراكة الأورو ـ تونسيـّة »، من وجهة نظر المجتمع المدني، والتـّساؤل على مدى مشروعية وسلامة الاِنتقال من « إستراتيجية المواكبة النقدية إلى إستراتيجيات أخرى و للنظر معنا في حظوظ وجدوى الدعوة للتعليق الجزئي أو الكلي ﻟﻬﺫه الاِتـّفاقية

 

٭الثـّاني: النـّظر مع اللـّجنة في إشكالية الاِنتقال الدّيمقراطي في تونس، من زاوية العوائق المباشرة، ولبلورة مسارات وربما إجابات عملية لتخطـّي التعطل الراهن.كما يهمنا التـّداول حول موقع حركة حقوق الإنسان من ﻫﺫه العملية السياسية.

 

وباِختيارنا هاتين الإشكاليتين، أردنا، الخوض بوعي في مسائل شائكة، وفتح النـّقاش حول مواضيع، لم يحسم أمرها التفكير السياسي، لا بإجماع ولا باِختلافات واضحة.

 

كما أنّ حرص اللـّجنة على الحوار التـّعددي المفتوح ،قصد مناقشة هاتين المسألتين، هو في الحقيقة حرص على الاِستفادة والاِستعانة بالإضافات المرتقبة،لتـُحـْكـِم ﺒﺫلك إستراتيجية تدخـّلها ولتدقيق شعاراتها في ﻫﺫين المجالين المُهَيْكِلين لجوانب مهمة من نشاطها، مستقبلا.

 

وحتى لا نختم:

وإن أنجزت اللـّجنة ما أنجزته، ﻓلأنها كانت بالتأكيد، إجابة مناسبة ، في وقت مناسب. وﺫلك لمزايا الفكرة الإصلاحية المتأصّلة لدى منشـّطاتها ومنشـّطيها ، ودون شكّ إلى المنهاج الوفاقي التـّجميعي اﻠﺫي سلكته، والقاضي بعدم المفاضلة أوالإقصاء.

إنّ مشوار اللـجنة مشوار إنساني وارادي بالأساس، فكيف لها أن تكون غير ﺫلك، وهي التجربة التي توفقت في توفير إطار، انصهر في صلبه مناضلات ومناضلين، قد جاؤوا من مشارب فكرية وسياسية مختلفة، و حتى متعارضة أحيانا، ومن مواقع وجنسيات متعدّدة ، وجمعت شخصيات وﺫوات قوية الواحدة كما الأخرى

نحن بالفعل بصدد مغامرة إنسانيـّة، ما كان لها أن تبدأ وأن تتواصل لولا صلابة روابط الودّ والثقة والاِحترام، بين الطاقات التي تداولت في صلبها أو عملت معها.

باريس – ديسمبر 2006

 

اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في بتونس


 

أول تونسية مرشحة لزعامة حزب لـ آكي:

أدعم تواجد المرأة وتشبيب الحزب

 

تونس ( 13 كانون الأول/ ديسمبر ) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – أكدت مية الجريبي، المرشحة الوحيدة لترأس أول حزب سياسي في تونس أن « توقها للحرية و حلمها بمستقبل أفضل « هما من بين الأسباب التي دفعتها للترشح للأمانة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي.

 

وقالت الجريبي في لقاء مع (آكي) أنها « تحمل أفكارا و توجهات جديدة » من بينها دعم تواجد المرأة في صفوف حزبها و تشبيب كادر الحزب و ذلك في إطار تكريس التداول على تحمل المسؤوليات داخله.

 

وكان أحمد نجيب الشابي، الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي قد أعلن أول أمس في تونس عدم ترشحه للأمانة العامة للحزب بعد أن قاده طيلة 23 عاما وذلك تكريسا لـ « ثقافة التداول الديمقراطي على المسؤوليات السياسية ».

 

و شددت الجريبي، المرشحة الوحيدة والأوفر حظا لنيل مسؤولية منصب الأمين العام في ظل غياب منافس لها حتى الآن، على أهمية دور المرأة و وزنها وتأثيرها في العمل السياسي مؤكدة « أن هذا الدور الخفي آن الأوان له أن يتجاوز مرحلة الخفاء » مشيرة إلى أن المرأة التونسية ليست حاضرة بالنسبة الكافية في المؤسسات الحزبية بما فيها حزبها، الحزب الديمقراطي التقدمي، و هو واقع « ناتج عن موروثات ثقافية وحالة عامة من العزوف عن المشاركة في العمل السياسي عموما ».

 

و قالت الجريبي، 46 عاما، و التي تدير مكتب دراسات خاص في تونس، أن وضع المرأة في تونس « وضع إيجابي » و أن المرأة التونسية حققت العديد من المكاسب على مستوى التشريع و الممارسة و أن حزبها متمسك بهذه المكاسب قصد دفعها و تطويرها مضيفة أن المرأة التونسية تساهم حاليا بشكل فعال في العمل السياسي على مستوى الوزارات و المؤسسات الحكومية و الجمعيات الأهلية و أنها قادرة اليوم على أن تطرح نفسها كقيادية لحزب سياسي.

 

من جهة أخرى نفت الجريبي لـ (آكي) وجود أزمة داخل الحزب الديمقراطي التقدمي و قالت إنه توجد فقط « رؤيتان سياسيتان تتصارعان في أجواء ديمقراطية »، متعهدة أنها ستعمل، في صورة انتخابها أمينة عامة للحزب، على الاقتراب من مناضلي الحزب و الاستماع إليهم و اتخاذ المواقف السياسية بصفة جماعية.

 

وسيعقد الحزب مؤتمره الوطني الرابع على مدى ثلاثة أيام ابتداء من يوم 22 كانون الأول/ ديسمبر الحالي و سيستضيف منظمات وأحزاب عربية من بينها « حزب الله » و »التيار الوطني الحر » (لبنان) وحركة « كفاية » ( مصر) وحزب التنمية والعدالة ( المغرب).

 

(المصدر: وكالة أكـي الإيطالية للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2006)

الرابط: http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Politics&loid=8.0.368256259&par=0

 


 

 

وفاة ستة آلاف تونسي سنويا بسبب التدخين

 

تونس – واس – يلقى ستة آلاف تونسي حتفهم كل عام بسبب التدخين بينهم أربعمائة امرأة .. وذكر وزير الصحة التونسي /محمد رضا كشريد/ خلال إطلاق الحملة الوطنية ضد التدخين أن ما بين 55 و 60 بالمئة من الرجال في تونس هم من المدخنين فيما تصل نسبة التدخين بين التونسيات إلى 6 في المئة.

 

وعرض خلال إطلاق الحملة نتائج دراسات دولية حول التدخين تفيد بأن عدد الوفيات بسبب التدخين على المستوى العالمي تتعدى خمسة ملايين شخص سنويا وهو رقم مرشح للارتفاع خلال عدة سنوات ليصل إلى 10 ملايين شخص سنويا وأن التدخين يعتبر ثاني أهم أسباب الوفيات في العالم وهو مسؤول عن واحدة من كل عشر حالات وفاة تحدث بين البالغين في العالم .

 

(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 


 

تونس: 30 ألف حالة إجهاض خلال عام 2006

 

 تونس (14 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – أظهرت إحصائيات رسمية تراجعا لعدد حالات الإجهاض لكل ألف امرأة متزوجة في سن الإنجاب في مختلف المناطق التونسية خلال العشر سنوات الأخيرة.

 

وبيّنت دراسة أعدّها الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري، ونشرت نتائجها اليوم (الخميس) إنه « تم تسجيل حوالي 30 ألف حالة إجهاض إرادي تمّت داخل المؤسسات الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص خلال السنة الجارية ».

 

وفسّر الديوان، وهو مؤسسة حكومية، تزايد إقبال التونسيات على عمليات الإجهاض إلى « تأخر سن الزّواج وطول فترة العزوبة » مضيفا أنه يعتزم التّقدّم باقتراح لتعديل النص القانوني الخاص بالإجهاض، قصد إجازة استخدام تقنية الإجهاض الدوائي إلى جانب الإجهاض الجراحي.

 

من جهة أخرى أشارت الدّراسة إلى تطوّر حالات الإجهاض لدى الشابات غير المتزوّجات من 1164 حالة عام 2002 إلى 2126 حالة إجهاض خلال سنة 2005 مما دفع هذه المؤسسة الحكومية إلى العمل على توفير وسائل وقائية ملائمة للشباب مثل الحبوب الاستعجالية المانعة للحمل، والواقي من الحمل وذلك لحماية الشباب من الأمراض المحتملة وللتّقليص من الحمل خارج إطار الزواج.

 

(المصدر: وكالة أكـي الإيطالية للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2006)

الرابط:

http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Trends&loid=8.0.368666044&par=0  


 

وزارة الثقافة التونسية تسمح بعرض مسرحية عن استقلال البلاد  

تونس (رويترز) – قال مخرج مسرحي تونسي يوم الجمعة إن وزارة الثقافة سمحت بعرض مسرحية تؤرخ لخمسين عاما من استقلال تونس عن فرنسا بعد منع دام خمسة أشهر.

وكانت لجنة التوجيه التي تمنح تأشيرة العروض المسرحية طالبت بحذف اسماء وتواريخ وعدة الفاظ من المسرحية للسماح بعرضها. كما طالبت بحذف مقاطع ذكر فيها اسم زعيم القاعدة اسامة بن لادن وقائد جماعته السابق في العراق ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل هذا العام في غارة امريكية.

وقال فاضل الجعايبي مخرج مسرحية (خمسون) لرويترز « وزير الثقافة سمح بعرض مسرحيتي بعد خمسة اشهر من منعها من العرض في تونس ولم يتم ادخال تعديلات عليها باستثناء حذف كلمة واحدة« .

ورفض الجعايبي الكشف عن هذه الكلمة لكنه قال انه مقتنع بحذفها.

واضاف الجعايبي « أظهر وزير الثقافة تفهما كبيرا وتم الاتفاق على السماح بعرض المسرحية وهذا أمر هام لحرية التعبير رغم التعطيل الذي تكبدناه من ادراته طيلة المدة » الماضية.

وأثار عدم السماح بعرض مسرحية (خمسون) الا في حال ادخال تعديلات جدلا واسعا في الساحة الثقافية والسياسية في البلاد واحتج عشرات المثقفين للسماح بعرض هذه المسرحية وعدم تقييد حرية التعبير.

كما ناقش نواب في البرلمان التونسي المسألة وطالبوا وزير الثقافة بالسماح بعرض المسرحية.

وتنبش مسرحية (خمسون) في حقب زمنية مختلفة منذ استقلال تونس عام 1956 من بينها طرق معالجة زحف الفكر الاسلامي المتطرف. ولاقت المسرحية اشادة واسعة عند عرضها في اليابان وفرنسا.

ويشارك في المسرحية التي عرضت في مسرح اوديون الشهير بالعاصمة الفرنسية باريس في يونيو حزيران الماضي نخبة من الممثلين التونسيين أبرزهم النجمة جليلة بكار كاتبة النص.

وعبر الجعايبي عن أمله في أن تمكنه مدينة تونس من عرض مسرحيته في المسرح البلدي بالعاصمة لانه الفضاء الوحيد برأيه الذي يمكنه استقطاب مسرحية (خمسون).

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 ديسمبر 2006)


 

البنك الاوروبي للاستثمار يقرض تونس 200 مليون دولار

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الجمعة ان البنك الاوروبي للاستثمار أقرض تونس 154 مليون يورو (200 مليون دولار) لتمويل مشاريع للصرف الصحي والطاقة. واضافت المصادر ان القرض الاول بقيمة 40 مليون يورو مخصص لتمويل مشاريع للصرف الصحي بمناطق سيدي حسين السيجومي واريانة والشرقية والمهدية وقفصة. وخصص القرض الثاني وقيمته 114 مليون يورو للمساهمة في انجاز مشروع محطة لتوليد الكهرباء في غنوش الواقعة في جنوب تونس. وانتفعت تونس منذ عام 1976 بقروض ومنح بقيمة 2.5 مليار يورو من البنك الاوروبي للاستثمار. وقال فيليب دي فونتان نائب رئيس البنك ان المشاريع الممولة في تونس تتميز بجديتها وجدواها الاقتصادية والاجتماعية

 

 


 

 

الرقابة تفرج عن « خمسون »

 

وأخيرا أفرجت وزارة الثقافة على مسرحية « خمسون » بعد عدّة أشهر من من الانتظار تخللتها عدّة تحركات احتجاجية قام بها أحباء الفن وأغلب المهتمين بالشأن الثقافي. فهنيئا للمجموعة التي سهرت على إنجاز هذا العمل وعلى رأسها المخرج الفاضل الجعايبي وكاتبة النص جليلة بكار. وهنيئا للجمهور الذي سيتمكن من مشاهدة هذا العمل المسرحي الجيد.

 

(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 14 ديسمبر 2006)

 


 

«خمسون» قريبا على الركح

 

علمت «الصباح» ان السيد محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث استقبل الفنان الفاضل الجعايبي والفنانة جليلة بكار يوم الثلاثاء الماضي ودار حوار بينهم حول مسرحية «خمسون» التي لم تحصل على ترخيص لعرضها على الجمهور بسبب بعض الاحترازات التي نصت عليها لجنة التوجيه المسرحي وانتهى هذا اللقاء بالموافقة على خروج المسرحية الى الجمهور.

 ومعلوم ان مسرحية «خمسون» التي انتجتها جماعة فاميليا واخرجها الفنان الفاضل الجعايبي تقدم رؤية خاصة عن تونس خلال 50 سنة من الاستقلال، وقد تم عرضها لاول مرة بالاوديون بباريس قبل 4 اشهر. ومن المنتظر ان تعرض هذه المسرحية قريبا  جدا.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 15 ديسمبر 2006)

 


 

وفاة ستة آلاف تونسي سنويا بسبب التدخين

 

تونس – واس – يلقى ستة آلاف تونسي حتفهم كل عام بسبب التدخين بينهم أربعمائة امرأة .. وذكر وزير الصحة التونسي /محمد رضا كشريد/ خلال إطلاق الحملة الوطنية ضد التدخين أن ما بين 55 و 60 بالمئة من الرجال في تونس هم من المدخنين فيما تصل نسبة التدخين بين التونسيات إلى 6 في المئة.

 

وعرض خلال إطلاق الحملة نتائج دراسات دولية حول التدخين تفيد بأن عدد الوفيات بسبب التدخين على المستوى العالمي تتعدى خمسة ملايين شخص سنويا وهو رقم مرشح للارتفاع خلال عدة سنوات ليصل إلى 10 ملايين شخص سنويا وأن التدخين يعتبر ثاني أهم أسباب الوفيات في العالم وهو مسؤول عن واحدة من كل عشر حالات وفاة تحدث بين البالغين في العالم .

 

(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 


 

انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلميّة للكليات:

القائمات الموحّدة للإتحاد العام لطلبة تونس تسحق قائمات طلبة « التجمّع » وتفوز بتمثيليّة أكثر من ثلثي طلبة تونس

 

انعقدت اليوم انتخابات ممثلي الطلبة بالمجالس العلميّة للكليات وسط أجواء نضاليّة عارمة. وقد دخلها مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس في قائمات موحّدة بعد تشكيل اللجنة الوطنيّة للمؤتمر الموحّد بين قيادتي مؤتمر التصحيح والمؤتمر24. وقد تمكنت هذه القائمات من تحقيق انتصارات باهرة في كلّ الأجزاء الجامعيّة التي ترشحت فيها حيث تجاوزت المقاعد التي تحصلت عليها الـ80 مقعدا خاصّة في الأجزاء الجامعيّة الكبرى والتي يؤمّها أكثر من ثلثي الطلبة التونسيين. وسوف نمدّكم لاحقا بالنتائج المفصلة للانتخابات.

 

هنيئا لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وإلى الأمام على درب توحيد الاتحاد حتى يتمكن من أداء

مهامّه كاملة في الدفاع على مصالح الطلبة والشعب.

 

(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 14 ديسمبر 2006)


الإتّحاد العامّ لطلبة تونس يعلن انتصاره الساحق على طلبة التجمّع في انتخابات المجالس العلميّة

 

إحتفل مساء اليوم مناضلو ومناضلات الإتّحاد العامّ لطلبة تونس بإنتصارهم على طلبة التجمّع الدستوري الديمقراطي في أهمّ الأجزاء الجامعيّة بالبلاد، وقد شهدت هذه الإنتخابات تحالفًا بين أنصار ما يُعرَف ب »القيادة المُوحَّدة » وأنصار المؤتمر 24 الذين دخلوا سويّة معركة المجالس العلميّة في قوائم مُشترَكة عنوانها « المؤتمر التوحيدي »، مقابل قوائم أخرى باسم الإتّحاد لكن تحت يافطات مغايرة مثل « من أجل حركة وطنية تقدمية » في حقوق أريانة (حيث انتصروا 3-1 على طلبة التجمّع)، و »المؤتمر الإستثنائي » (الذين احرزوا مقعدًا في حقوق تونس و3 مقاعد في آداب سوسة)، وفي مواجهة قوائم مستقلّين تُحسَب عمومًا على التيّار الإسلامي ( لم تتمكّن من الحصول على أيّ مقعد) إلى جانب المواجهة التقليديّة مع طلبة حزب السلطة.

 

وحسب أخر الأنباء المتوفّرة فقد انتصرت قوائم الإتّحاد ب103 مقاعد (ما يناهز 91 بالمائة من اصوات المقترعين) في الكليّات والمعاهد الجامعيّة الرئيسيّة، ففي العاصمة كانت النتائج كالآتي: كليّة العلوم الإنسانيّة 09 أفريل: الإتّحاد 4-التجمّع 0، علوم تونس: 2-2، معهد ابن شرف: 3-1، دراسات تحضيريّة بالقرجاني: 3-0، آداب منّوبة: 4-0، حقوق تونس: 3-1، إقتصاد تونس: 4-0 ISCAE : 4-0، صحافة وعلوم الأخبار: 3-1، توثيق: 2-2، معهد بورقيبة للغات الحيّة: 3-0، مدرسة المهندسين: 2-0، معهد بئر الباي: 3-1، الشرقيّة « البنيان »: 2-0، وأمّا في الجهات فقد كانت أهمّ النتائج : حقوق جندوبة: 4-0، علوم بنزرت:4-0، القيروان (آداب رقّادة: 2-2)، آداب سوسة: 4-0، حقوق سوسة: 1-3، علوم المنستير: 0-4، آداب صفاقس: 4-0، حقوق صفاقس: 3-1، تصرّف صفاقس: 3-1، تصرّف المهديّة: 2-0، علوم قابس: 4-0، ISG قابس: 2-2، ISET قابس: 1-1، علوم قفصة: 2-2 .

 

متابعة: أحمد العربيّ

 

(مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 14 ديسمبر 2006)


 

 

تونس: 30 ألف حالة إجهاض خلال عام 2006

 

 تونس (14 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – أظهرت إحصائيات رسمية تراجعا لعدد حالات الإجهاض لكل ألف امرأة متزوجة في سن الإنجاب في مختلف المناطق التونسية خلال العشر سنوات الأخيرة.

 

وبيّنت دراسة أعدّها الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري، ونشرت نتائجها اليوم (الخميس) إنه « تم تسجيل حوالي 30 ألف حالة إجهاض إرادي تمّت داخل المؤسسات الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص خلال السنة الجارية ».

 

وفسّر الديوان، وهو مؤسسة حكومية، تزايد إقبال التونسيات على عمليات الإجهاض إلى « تأخر سن الزّواج وطول فترة العزوبة » مضيفا أنه يعتزم التّقدّم باقتراح لتعديل النص القانوني الخاص بالإجهاض، قصد إجازة استخدام تقنية الإجهاض الدوائي إلى جانب الإجهاض الجراحي.

 

من جهة أخرى أشارت الدّراسة إلى تطوّر حالات الإجهاض لدى الشابات غير المتزوّجات من 1164 حالة عام 2002 إلى 2126 حالة إجهاض خلال سنة 2005 مما دفع هذه المؤسسة الحكومية إلى العمل على توفير وسائل وقائية ملائمة للشباب مثل الحبوب الاستعجالية المانعة للحمل، والواقي من الحمل وذلك لحماية الشباب من الأمراض المحتملة وللتّقليص من الحمل خارج إطار الزواج.

 

(المصدر: وكالة أكـي الإيطالية للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2006)

الرابط:

http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Trends&loid=8.0.368666044&par=0 

 


 

 

القنزوعي سفيرا في مالطا

علمت «الصباح» ان السيد محمد علي القنزوعي كاتب الدولة السابق للأمن الوطني وسفير تونس بدمشق سابقا عين سفيرا بمالطا. وقد سبق للسيد محمد علي القنزوعي ان عُين قنصلا عاما لتونس في دوسلدورف بألمانيا وجدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

النفاتي على رأس مركز تونس

حصل السيد الشاذلي النفاتي مرشح تونس لرئاسة مركز تونس لجامعة الدول العربية خلفا للسيد نور الدين حشاد على تزكية كل الدول العربية وسيعود السيد الشاذلي النفاتي قريبا من القاهرة الى تونس ليباشر مهامه الجديدة مطلع الشهر القادم. وكان النفاتي عين سفيرا في القاهرة ومندوبا لتونس لدى الجامعة العربية بعد تحمله عدة حقائب منها الامانة العامة للتجمع ووزارات الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية ورئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

 

المجلس الاعلى للاتصال يستضيف السيد فتحي الهويدي

يعقد المجلس الاعلى للاتصال اليوم جلسته الشهرية العادية وستخصص  للاعداد للدراسة الثالثة المبرمجة لهذه السنة حول «ترويج المنتوج السمعي البصري». وقد استضاف المجلس لمزيد التعمق في المسألة السيد فتحي الهويدي الذي تولى مهام متعددة في مجال الاعلام لتقديم عرض حول الموضوع امام اعضاء المجلس.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 14 ديسمبر 2006)


 

انتخاب (صلاح الدين معاوي) مرشح تونس مديرا عاما جديدا لاتحاد اذاعات الدول العربية

 

أعربت الجمعية العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية خلال أشغال دورتها السادسة والعشرين التي افتتحت اليوم الخميس بتونس عن عظيم اكبارها ووافر امتنانها للرئيس زين العابدين بن علي لما يوليه من رعاية موصولة للاتحاد ولحرص سيادته الدوءوب على توطيد أسس العمل العربي المشترك ودعم منظماته .

 

وقد تم خلال أشغال اليوم الخميس انتخاب مرشح تونس السيد صلاح الدين معاوى مديرا عاما لاتحاد اذاعات الدول العربية لولاية مدتها 4 سنوات تبدأ في اول جانفي 2007 وذلك خلفا للسيد عبد الحفيظ الهرقام الذى أدار هذا الهيكل لمدة نيابتين متتاليتين .

 

وأثنت الجمعية العامة على الجهود التي بذلها السيد عبد الحفيظ الهرقام خلال الثمانية أعوام التي قضاها في منصب المدير العام للاتحاد وعلى ما أظهره من كفاءة وتفان في تسيير شوءون الاتحاد مما مكنه من تحقيق العديد من المكاسب والانجازات في مختلف مجالات اختصاصه .

 

كما أعادت الجمعية العامة انتخاب السيد حمراوى حبيب شوقي المدير العام لموءسسة التلفزة الجزائرية رئيسا للاتحاد لدورة عامي 2007-2008

 وانتخبت الجمعية العامة كذلك أعضاء المجلس التنفيذى للاتحاد للدورة القادمة والمتكون من 13 عضوا ومن 5 مراقبين .

 

وتم خلال هذه الاشغال اعتماد تقرير المجلس التنفيذى المرفوع للجمعية العامة والذى تضمن حصيلة نشاط الاتحاد خلال عام 2006 في مختلف مجالات عمل الاتحاد .

 

كما وافقت الجمعية العامة على ميزانية الاتحاد للعام القادم واتخذت اجراءات لدعم الهيئات اللبنانية الاعضاء في الاتحاد تضامنا مع هذه الموءسسات اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان في الصائفة الماضية .

 

وستواصل الجمعية العامة اشغالها يوم الجمعة لاجراء حوار مهني يتناول وظائف القطاع العمومي السمعي البصرى العربي في ظل منافسة القطاع الخاص .

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 14 ديسمبر 2006)

 

 


مهاجرون ميتون طوال حدود أوروبا
طبقــًا للملا حظة التابعة لعرض الصحافة من السنة ١٩٨٨ حتى يومنا هذا تبعـًا لحدود أوروبا ٥٧٤٢ مهاجرين ماتو، من بينه ١٨٤٤ تفقدوا في البحر الأبيض المتوسط

في البحر الأبيض المتوسط ٤٥٦٠ مهاجرين ماتوا

١٨٨٣ ماتو غارقين في قناة صقلية بين ليبيا، تونس، مالطة و إيطاليا، من بينهم ١١٣٩ مفقودين ١٦١٥ ماتو في البحر بين المغرب و إسبانيا، عن طريق ضيف جبلترا، أو عن محيط جزيرة الكناري، من بينهم ٣٥٨ مفقودين ٤٧٤ ماتو في محيط الأدرياتيك بين البانيا، المنتنيجر و إيطاليا، من بينهم ١٣٦ مفقودين ٤٤٩ ماتو في بحر ايجه بين تركيا و اليونان، من بينهم ٢٠٨ مفقودين

مختبئين في كاميون أوفي شاحنات تجارية كابسةْ في البواخر الذيتتجه إلى أوروبا

٣٧٠ شخص في ألبانيا، فرنسا، ألمانيا، أليونان، تركيا، بريطانيا، ايرلنده، إيطاليا، هولندا، إسبانيا و هنغاريا

في الصحراء الغربية

١٤٦ شخص ماتوا من العطش بينما حاولوا عبور الصحراء إلى البحر الأبيض المتوسط، عن طريق السودان إلى ليبيا أو عن طريق غرب إفريقيا إلى الجزائر عن طريق مالي و نيجر

في حقول الألغام

٨٨ شخص ماتو قي حقول الألغام قي الحدود بين اليونان و تركيا و كذلك: ٥١ شخص غرقوا عندما عبروا الأنهارفي الحدود بين كرواتيا و بوسنيا، بين تركيا و اليونان، و بين سلوفاكيا و النمسا، و بين سلوفينيا و إيطاليا ٣٤ شخص ماتو من البرد عندما عبروا مشيًـا جبال لحدود تركيا، اليونان، إيطاليا و سلوفاكيا ٢٠ شخص ماتو مختبئين تحت القطارللعبور عن طريق تونيل « لمانش » للوصول إلى بريطانيا ٢٠ شخص ماتو تحت رصاص لحرّاس و الشرطة المغربية و الإسبانية طوال حاجز الحدود إسبانيا في المغرب في سبتة ومليلة ١١ شخص ماتو محروقين في إحتراق إحدى المرآكز الحجز في هولندا في إنتظار طردهم ٩ شخص ماتو تحت رصاص الجنود في تركيا و في قبروص و في يوغوسلافيا ٥ شخص ماتو بينما سافروا مختبئين في أماكن عجلات الطائرة http://fortresseurope.blogspot.com

 


 

افتتاح مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل في اجواء صاخبة 

المنستير (تونس) (اف ب) – دان المشاركون في مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل وهي النقابة الوحيدة في تونس الخميس « الطوق » الامني المحكم حول الفندق الذي يعقدون فيه اعمال مؤتمرهم في المنستير جنوب العاصمة التونسية على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وافتتح المؤتمر الحادي والعشرين لهذه النقابة الامين العام المنتهية ولايته عبد السلام جراد بحضور 500 مندوب قدموا من كافة انحاء البلاد ومندوبين عن النقابات العربية والافريقية والاوروبية. ونشرت تعزيزات امنية كبيرة في مدخل الفندق الكبير الواقع على شاطئ البحر في منطقة المنستير السياحية التي تبعد 190 كلم جنوب تونس على الساحل الشرقي للبلاد. ومنع المشاركون بدون شارات تعريف من الدخول الى المؤتمر عند باب الفندق. وقطع المؤتمرون مرارا الجلسة الافتتاحية مطالبين برفع « الطوق » الامني مرددين شعارات تدعو الى « استقلال الاتحاد العام التونسي للشغل ». كما رددوا شعارات تدعم « المقاومة » في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والعراق وتندد بالسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. وقاطع عدد من المؤتمرين خطاب رئيسي نقابتي اصحاب العمل الهادي الجيلاني ومبروك البحري المدعوين الى المؤتمر واللذين اشادا بسياسة الحكومة الاقتصادية والاجتماعية. ويفترض ان يخرج المؤتمر الذي عقد تحت شعار « مقاومة وكفاح وتقدم » باعادة انتخاب جراد في منصبه واعضاء المكتب التنفيذي الاثني عشر الاخرين. وحضر افتتاح المناقشات ممثلون عن منظمات المجتمع المدني بما فيها الرابطة التونسية لحقوق الانسان وجمعية النساء الديمقراطيات. وتعد النقابة التونسية التي تاسست عام 1946 نحو نصف مليون منتسب في بلد يبلغ عدد سكانه عشرة ملايين نسمة. وتتواصل اشغال المؤتمر حتى السبت. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 14 ديسمبر 2006)

 

 


 

الغموض والتوتّر يخيّم على انطلاق مؤتمر الإتّحاد العامّ التونسي للشغل

أحمد العربيّ

 

بدأت اليوم أشغال المؤتمر 24 للإتّحاد العامّ التونسي للشغل في ظلّ أجواء من التوتّر والغموض، إذ شهد اليوم الأوّل الذي جرى بأحد نزُلِ مدينة المنستير، مشادّات بين عدد من النقابيّين غير المؤتمِرين الذين أرادوا ان يقتربوا من النزل لمواكبة الجلسة الإفتتاحيّة عن كثب وقوّات كبيرة من الأمن تواجدت على عين المكان ومنعتهم من ذلك.

 

كما شهدت الجلسة الإفتتاحيّة احتجاج عدد من النقابيّين الحاضرين عند صعود السيّد الهادي الجيلاني إلى المنصّة ليلقي كلمة بإسم الإتّحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة.

 

هذا وتفيد أخر الأخبار الواردة من داخل المؤتمر انّ المناورات والتجاذبات لاتزال على أشدّها وانّ القوائم الإنتخابيّة لإختيارأعضاء المكتب التنفيذي الجديد لم تتوضحّ بعد بشكل نهائي، لكن من المنتَظَر ان تبين ملامح التحالفات الجديدة مع نهاية أشغال اليوم الثاني من المؤتمر.

 

(مراسلة خاصة بموقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 14 ديسمبر 2006)

 


 

تونس في 14 / 12 / 2006

مسؤولية نواب المؤتمر القادم مسؤولية تاريخية

إما الإنقاذ أو الانهيار

لقد حاولنا في عديد المناسبات وبشتى الطرق والوسائل المتاحة وخاصة منها البيانات النقابية – التي رفضت الصحف نشرها بتعلة الحياد – إلى تحفيز النقابيين الصادقين وشحذ هممهم من اجل قراءة  الأوضاع التي تعيشها المنضمة الشغيلة قراءة متأنية موضوعية تنبذ الذاتية عساهم يتحركون باتجاه العمل الجاد لإصلاح وتصحيح المسار الذي تردت فيه حتى  بلغ من التدهور والمغالطة درجة لا يمكن بعدها إلا أن نلوم –  نحن النقابيين – أنفسنا على تقصيرنا وعدم مبالاتنا بما نراه كل يوم من تجاوزات في حقها و حق العمال والبلاد من طرف  » قيادة  » خبرناها وعرفنا أهدافها وطرق معالجتها للمشاكل المتراكمة، طرق تعتمد شراء الذمم والمساومة الرخيصة، طرق ترتكز على الخطاب المزدوج والتصرف بالمكيالين مكيال للمقربين وآخر لمخالفي تمشيها المؤبد للقديم المرفوض والضامن لديمومتها معتمدة لذلك كل الوسائل اللاقانونية واللاديمقراطية واللاشرعية مثل التلاعب بعدد النيابات وطرق توزيعها وتزوير عدد الأصوات عند الاقتضاء لإنجاح أبناء العشيرة والمقربين ولنا في ما وقع في مؤتمر جربة والمؤتمرات التي سبقته وتلته – مؤتمرات القطاعات – خير دليل على ما نقول. وما منع الهاتف الجوال في قاعة فرز الأصوات ( قرار الهيئة الإدارية الأخير 8- 12- 2006)  إلا لتمنح لنفسها (قيادة التصحيح) فرصة لإنهاء الطبخة وتحديد النتائج على الوجه الذي تريده دون أن يتسرب الخبر (النتائج الحقيقية) إلى القواعد (النواب) كما وقع في مؤتمر جربة.

 

إن تكاثر البيانات المناهضة لهذه  » القيادة  » القديمة الجديدة والقضايا العدلية المرفوعة ضدها من طرف الهياكل والنقابيين وتكوين نقابة مستقلة للصحافيين وأخرى للتكنولوجيين والتهديدات المتواصلة لبعث منظمة موازية لهي خير دليل على تدهور الأوضاع النقابية وانخرامها وفشل هذه  » القيادة  » في القطع مع ممارساتها القديمة هذه الممارسات التي أدت إلى أزمة سنة 2000.

 

إن ما تنشره الصحف خاصة هذه الأيام لتلميع صورة هذه « القيادة  » القديمة في تفكيرها وممارساتها وتحالفاتها لن ينطلي لان النقابيين المخلصين للمبادئ والقيم لم ولن ينخدعوا بهذه الدعاية شبه الرسمية المفضوحة لأنهم يعرفون « البير وغطاه » ولأنهم تأكدوا بالممارسة أن الأخطاء والتجاوزات التي أدت إلى أزمة سنة 2000 سيئة الذكر والتي اعتمدها رفاق درب الأمين العام السابق للتضحية به والتكفير عن ذنوبهم لا تزال قائمة بل تفاقمت وأصبحت أكثر من أي وقت مضى حديث الخاص والعام ما عدا الصحف التي وصل بها انحيازها المفضوح إلى رفض نشر كل ما تعتبره نقدا لتصرفات  » قيادة التصحيح » ومعارضا لتمشيها وذلك بتعلة الحياد!!!

 

§        هل يمكن لعاقل أن ينكر مسؤولية أغلب أعضاء المكتب التنفيذي الحالي حتى لا نقول كلهم ومساهمتهم في تجاوزات وأخطاء الفترة الفاصلة بين مؤتمر سوسة الاستثنائي ومؤتمر جربة الخارق للعادة وان يقبل بمسرحية  تقديم القربان للتكفير عن ذنوب الجماعة في حق النقابيين والمنضمة والبلاد؟

§        هل يمكن للنقابيين وخاصة نواب المؤتمر القادم أن ينخدعوا وان يواصلوا تصديق الدعاية شبه الرسمية ويتغافلوا عما أصبح يتمتع به أغلب أعضاء « القيادة » الحالية والبعض من أعضاء الهيئة الإدارية من مناصب مهنية مرموقة تفوق مؤهلاتهم المهنية والعلمية توفر لهم جراية لا يحلمون بها حتى في المنام جزاء لمجاراتهم للأوضاع وتخليهم عن مطالب العمال؟ لوائح مؤتمر جربة لم تر النور إلى حد هذا اليوم ولم ينجز منها شيء يمكننا ذكره لهذه القيادة!

§        هل نسي النقابيون أن لوائح مؤتمر جربة الاستثنائي لم تر النور إلى حد يومنا هذا وكيف لها ذلك وهي الحجة والدليل القاطع على تلاعب  » قيادة التصحيح  » بمصالح الشغالين وتخليها على المطالب المدونة فيها وهي أيضا القاعدة التي تقع على أساسها المحاسبة؟ وهل يمكن لنواب المؤتمر محاسبة هذه القيادة في غياب الحجة الدامغة ؟

§        هل يجهل نواب المؤتمر القادم أن عددا لا يستهان به من المسؤولين الحاليين ومن مختلف المستويات (مكتب تنفيذي، اتحادات جهوية،جامعات) يتعاطون المتاجرة باليد العاملة (المناولة) ويسمسرون في تسريح العمال ؟ كيف يمكن لهؤلاء طرح هذا الملف على الطرف المقابل وهل مازالت لهم مصداقية  عند طرحه؟ وهل يحق لهم مع ذلك الترشح لعضوية المكتب التنفيذي القادم؟

§        هل يمكن لنواب المؤتمر القادم أن يجددوا الثقة في  » قيادة  » قديمة (الأمين العام الحالي يريد إعادة انتخاب 11 عضوا من القيادة الحالية)  باعت ذمتها مقابل المناصب المهنية وداست قوانين المنظمة في عديد المناسبات وتتمادى في تجاهلها للفصل الثاني من القانون الأساسي والنظام الداخلي– « ….النهوض بأوضاع العمال الاقتصادية والاجتماعية والدفاع عن مصالحهم المعنوية والمادية… والعمل من اجل إرساء اقتصاد وطني اشتراكي مستقل متحرر من كل تبعية… « . قيادة قبلت مرونة الشغل وأصبحت تتفاوض على مرونة الطرد وستقبل إذا أعيد انتخابها – لا قدر لله      – نظرا لوضعيتها الهشة- ما جاء من مطالب في مؤتمر منظمة الأعراف وخاصة تحوير مجلة الشغل نحو مرونة اكبر؟ السنا في عصر العولمة، عصر البيع والشراء! البيع والشراء حلال حتى في ديننا الحنيف!

§        هل يجهل النقابيون أن العمل النقابي انحصر في عهد التصحيح في رفع الشعارات الفضفاضة والندوات في نزل 5 نجوم للترفيه والسفرات للنقاهة  » والشوبينق » والمعايدات والاحتفال بالذكريات (حوادث النفيضة ، حوادث 5 أوت، اغتيال حشاد 5 ديسمبر ، تأسيس الاتحاد 20 جانفي والقائمة تطول…) – واستغلال القضايا الوطنية ( فلسطين، العراق ، وان شاء لله هاك حد البأس ) – للتظاهر بالعروبية عوض أن يركز على الاجتماعات العامة بالعمال والاتصال المباشر بالقواعد العريضة لتشريكها في اخذ القرارات وحثها على النضال للمحافظة على مكتسباتها وتحقيق مطالبها التي تراكمت جراء التأثيرات السلبية للعولمة وعدم مبالاة  » قيادة التصحيح  » وتخليها عن الطرق النضالية والاكتفاء  بـ « لا إلي ما تجيب بلاء »؟

§        ما هو مآل اللوائح المعدة للمؤتمر القادم ، هل هو مآل لوائح مؤتمر جربة أي سلة المهملات الموجودة في مكتب الأمين العام الذي سيخلف نفسه كما سبق له تأكيد ذلك دون حياء؟ وهل تمعن النقابيون في محتوى هذه اللوائح التي ستكون في مقام البرنامج المستقبلي والفيصل بين القاعدة والقيادة؟ وماذا ينتظر نواب المؤتمر من التعديلات الأخيرة للقانون الأساسي والنظام الداخلي الهادفة في نظرنا إلى زيادة إحكام القبضة على دواليب المنضمة  بالتضييق أكثر على النقابات العامة التي ستفقد كل صلاحياتها حيث لا يمكنها على سبيل المثال عقد هيئة إدارية إلا مرة كل سنة عوض مرة كل 6 أشهر حاليا و بعد موافقة الجامعة و المجلس التنفيذي الوطني والمكتب التنفيذي الوطني و أخيرا الأمين العام !؟ أفلا يمكننا اعتبار هذا الإجراء تظييقا على حرية الهياكل القطاعية ( نقابات عامة، جامعات ) و تهميشا لدورها وقطعها على قواعدها و جعلها أكثر من أي وقت مضى أداة طيعة بيد البيرقراطية النقابية؟

§        كيف يمكن أن نواصل تصديق  » قيادة  » خبرناها واكتشفنا خداعها حين ترفع شعارات الاستقلالية والديمقراطية والشفافية ونكران الذات و…و… وماذا تعني الاستقلالية عند هذه  » القيادة  » حين نتيقن بالممارسة أن قرار تقديم موعد انعقاد المؤتمر لم يكن قرارا نقابيا نابعا من إرادة نقابية و أجندة نقابية معروفة لا دخل للسياسة فيها وهل هذا ممكن؟ كل النقابيين يعرفون بالممارسة أن العمل النقابي يحتاج دائما إلى سند سياسي حتى لا ينحرف ويتحول إلى عمل سياسوي لا لون له ولا طعم ولا جدوى؟ وهل يمكن أن ينكر النقابيون العلاقة العضوية الموجودة منذ انبعاث المنظمة النقابية مع حزب الدستور وهل يمكنهم التغافل عن أسباب الأزمات التي عاشتها سنة 37 و56 و65 و78 و85 و2000؟ لنكن صادقين مع أنفسنا ومع العمال ونصدع بالحقيقة كما هي، الاستقلالية نسبية وحدودها معروفة ومضبوطة لا يمكنها أن تتجاوز الإرادة السياسية وبرنامجها ولا أن تخل بالتوازنات الضامنة للسلم الاجتماعية. وهل يمكننا حصر قرار رفض الدخول في مجلس المستشارين ورفض استضافة السفاح شارون إلى قمة المعلومات ومحاولة السطو على عملية تكوين المنتدى الاجتماعي في خانة استقلالية القرار واعتبارها قرارات نضالية ثورية أتت بالفائدة للعمال والبلاد أو  مناورة خسيسة قامت بها  » قيادة التصحيح  » لإجهاض نضالاتهم وتهميش دورهم على الصعيد الوطني؟

§        هل يمكن أن يواصل النقابيون تصديق خرافة الخلاف بين أبناء العشيرة والحال أنهم يعرفون انتمائهم للعائلة العاشورية وان كل ما في الأمر هو إعادة سيناريو مؤتمر جربة المتمثل في تقاسم الأدوار للسيطرة على الوضع والحصول على الأغلبية المريحة لمواصلة إحكام القبضة على دواليب المنضمة ( مالا وجاها ) التي يعتبرونها بمثابة قارب ( الشقف ) النجاة بلغة القراصنة ؟

§        هل يمكن أن يتمادى النقابيون في قبول خلق زعماء من أشخاص يفتقدون لكل مقومات الزعامة الحقيقـيّة و هل يمكنهم مواصلة حصر الصراع القائم على مقاعد المكتب التنفيذي القادم بين قائمتي شخصين أفلسا واعتبار البقية « صبابة ماء على الأيدي  » وليس لهم أي تأثير يذكر؟ |أ لا يحق لنا بعد هذا أن نعتبر هذا التشخيص برهانا على إفلاس « قيادة التصحيح  » وتدهور أوضاع المنظمة ودليلا قاطعا على هجرة العناصر الفاعلة والمناضلة للمنظمة؟ وهل مازال بالإمكان الوثوق في قيادة تجتمع في منزل الأمين العام للاتفاق على القائمة ضاربة عرض الحائط بمشاعر القواعد ومتجاهلة دور نواب المؤتمر و متناسية أن الواقع و المعقول يفترضان الاتفاق على برنامج انتخابي يقدم للنواب قبل التفكير في المناصب؟ ألا يحق لنا بعد هذا تعويض شعار المؤتمر ( نضال- صمود –  تقدم) بـ (سيارة – تفرغ – منح)؟

§        كيف يمكننا قراءة قائمة المرشحين التي تتضمن أسماء نكرة وأخرى مدفوعة من طرف الأمين العام الحالي وابن عشيرته غايتهم تضليل النواب والنقابيين وصرفهم عن الأهم ،البرامج والتوجهات التي يجب تدارسها وتحديدها؟ وهل يمكننا التغافل عن أن الأسماء المعروفة هي تلك التي ساهمت في مصائب المنضمة وتدهور إشعاعها وهجرة العمال لها؟

§        ألا يحق لنا اعتبار اختيار رئيس المؤتمر القادم مرة أخرى من أبناء العشيرة اختيارا يصب في اتجاه مواصلة الهيمنة على مصير المنظمة بالتحكم في توجهات هذا المؤتمر ونتائجه؟

§        وأخيرا لا أخرا هل يمكن لنواب المؤتمر أن يتغافلوا عن تبذير أموال الاتحاد وإفلاس مؤسساته ( نزل أميلكار، التأمينات …) بفعل فاعل وأن لا يطالبوا بكشف مالي مدقق، مكتوب وعلني حتى يقفوا على حقيقة الأمور ويتأكدوا بأنفسهم من خواء وزيف شعار الشفافية وحسن التصرف في أموال العمال؟

 

هذا إخواني ما أمكننا تقديمه لإنارة السبيل خاصة ونحن على مشارف انعقاد مؤتمر نسعى أن لا يكون كسابقيه، مؤتمر تأبيد الرداءة والقديم البالي ، مؤتمرا يعيد انتخاب أشخاص خبرناهم وعرفنا بالممارسة تخليهم عن المبادئ والقيم وتفانيهم في خدمة مصالحهم ومصالح المقربين والزبائن متجاهلين مهمتهم الأولى والأخيرة: خدمة مصالح الشغالين والبلاد.

 

لمن يريد معرفة فضائح » قيادة » التصحيح الخدعة عليه بالرجوع إلى البيانات الصادرة عن عديد النقابيين الغيورين على المنظمة والشغالين ليطلع على دقائق الأمور.

 

خلاصة القول أن الاتحاد وبشهادة عديد النقابيين يمر بفترة صعبة. انه في حاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في قوانينه وهيكلته وطرق عمله و برامجه والأشخاص الساهرين على تسييره. إما أن نواصل في نفس النهج وبالوجوه القديمة التي ساهمت مساهمة كلية وفعلية في ما أصابه من وهن دون أن نحاسبها، فإننا سنجد أنفسنا في طريق مسدودة ولنا في تاريخ الحركة النقابية دروس تفيد بان الحلول الترقيعية لم تأت بالانفراج بل زادت في تعكير الأوضاع ولم تق المنظمة من داء الشيخوخة الذي استفحل بعد مؤتمر جربة الاستثنائي.

 

نحن نعلم أن الأمور في ظاهرها محسومة لفائدة هذه » القيادة  » الزمنيّة المتشبثة بالشقف والمعتمدة على بعض الهياكل المتواطئة ولكن الأمل يبقى قائما لان الكلمة الحاسمة والفاصلة تبقى دون شك في أيدي النواب الذين يمكنهم نبذ سماسرة التصحيح وتغيير الأمور نحو الأفضل إذا قيموا الحالة المرضية التي تعيشها المنظمة الدرع الواقي لمصالح الشغالين تقييما دقيقا يجعلهم يتصرفون تصرفا صحيحا دون التقيد بقائمتي الأمين العام وابن عشيرته المدلل سببي البلية فيختارون حسب ضميرهم من بين المترشحين قيادة جديدة شابة منسجمة مع واقعها المعيش، قيادة تتوفر فيها مواصفات نقابية معروفة ضحى من اجلها رواد الحركة النقابية، قيادة تخدم دون ميز مصلحة الشغالين والمنظمة والبلاد.

إن مسؤولية نواب المؤتمر الـ21 مسؤولية جسيمة و تاريخية . فإما الإنقاذ وإما فعلى الاتحاد السلام وليترحم عليه الشغالون.

 

ولا حسيب أصدق من الضمير وأقسى من التاريخ، والتاريخ لا يرحم.

 

عاشت الحركة النقابية حرة مستقلة مناضلة من اجل العدالة الاجتماعية ورفاهة البلاد والوطن

                                                                                                

محمد الهادي التواتي

أمين عام مساعد للاتحاد سابقا

 

 


 

المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل:

مؤتمر تحت الحصار واعتداءات وحشيّة على النقابيّين يوم الافتتاح

 

افتتح صبيحة هذا اليوم الخميس 14 ديسمبر 2006 المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل في جوّ متوتر للغاية بسبب الحصار الأمني المضروب على نزل سقانص-المرادي بجهة المنستير، الذي يحتضن المؤتمر، والاعتداءات الوحشيّة التي تعرّض لها العشرات من النقابيّين الذين جاؤوا من قطاعات وجهات مختلفة، ليتابعوا كما جرت العادة أشغال مؤتمر اتحادهم أو ليدافعوا عن حظوظهم كمرشحين للمكتب التنفيذي باعتبارهم لم يتمكنوا لسبب أو لآخر من الحصول على نيابة. وقد حجز البعض منهم غرفا في نزل بالجهة واكتفى البعض الآخر بالتنقل بسيّاراتهم على أمل العودة إلى منزله في المساء.

 

منع فتجمّع

 

حوالي التاسعة صباحا، توجّه العشرات من النقابيّين غير المؤتمرين إلى النزل الذي ينعقد فيه المؤتمر، فوجدوا أمامهم قوّة كبيرة من البوليس السّياسي منعتهم من الوصول إليه. فما كان من هؤلاء إلا أن تجمّعوا في الطريق ورفعوا شعارات احتجاجيّة خصوصا بعد أن اعتدى البوليس على السيد الحبيب بسباس الكاتب العام السابق لجامعة البنوك والمرشح لعضويّة المكتب التنفيذي والسيد شكيب دحدوح (نقابي من قطاع البنوك)، وما أن وصل الخبر إلى قاعة المؤتمر حتى عمّ الاستنكار داخل المؤتمرين فمنعوا عبد السلام جراد الأمين العام المتخلي من إلقاء كلمته لمدّة عشرين دقيقة وكانوا يرفعون الشعارات وخاصّة « رفع الحصار واجب … طرد البوليس واجب » ولم يتمكن جراد من إلقاء كلمته إلا بصعوبة. ولمّا جاء دور رئيس إتحاد الصناعة والتجارة الهادي الجيلاني لإلقاء كلمته كضيف قابله المؤتمرون بعاصفة من الاحتجاج، كما لاقى رئيس إتحاد الفلاحين المبروك البحري نفس الاستقبال، ولم تجد تدخلات عبد السلام جراد لتهدئة الأجواء نفعا. وفي هذا الجوّ المشحون نادى العشرات من النواب بمقاطعة المؤتمر، وخرج حوالي المائة منهم من النزل للالتحاق بالنقابيين المحاصرين، الذين كانوا يرفعون شعار « حركتنا مستمرّة و البوليس على برّه »

 

اعتداءات فظيعة

 

وظلّ الحال على هذه الوتيرة إلى حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، ففي هذه الساعة بالذات خرج من النزل عدد كبير من أعوان البوليس السّياسي وهاجموا النقابيين المتجمّعين بالطريق واعتدوا عليهم بالعنف وخرّبوا سيّارات البعض منهم وقد نقل السيد خميّس سقرة، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بتونس، إلى مستشفى سوسة قصد الإسعاف نتيجة الاعتداء عليه، كما تمّ الاعتداء على السيد حمّادي بن ميم (التعليم الثانوي) المترشح لعضوية المكتب التنفيذي، وعبد اللـّه قرّام الكاتب العام السابق لجامعة المالية، و محمّد بن عمّار (نقابي-تونس المدينة) وقد تضرّرت أذنه اليمنى ونزفت دما، والأخضر عمارة (نقابي من قطاع الفلاحة بتونس). ولم تتوقف اعتداءات البوليس عند هذا الحدّ، فما أن عاد النقابيّون إلى النزل الذي اكتروا فيه غرفا حتى فوجئوا بأدباشهم ملقاة أمام الغرف، وطلب منهم المسؤولون مغادرة النزل. وفي نفس الوقت، كان أعوان البوليس السياسي ينتصبون بالطرق المؤدّية إلى المنستير ليمنعوا النقابيّين الوافدين من الجهة أو من جهات أخرى من الوصول إلى مكان انعقاد المؤتمر.

 

عبد السلام جراد هو المسؤول

 

يؤكد النقابيّون المتضرّرون أنّ البوليس السّياسي ما كان ليهاجمهم عند الواحدة والنصف بعد الظهر دون إذن من عبد السلام جراد، الأمين العام المتخلي والمترشح لنفس الخطة في المؤتمر، وهم يفسرون سلوكه هذا بتخوّفه وتخوّف السلطة من حدوث مفاجآت في المؤتمر رغم كل التلاعبات التي تمّت قبل المؤتمر لضمان استمرار سيطرة جراد وبطانته على الاتحاد. لذلك حضر البوليس السياسي بكثافة داخل النزل لمراقبة تحرّكات المؤتمرين ولمنع النقابيّين من غير النواب من متابعة الأشغال والاتصال بالمؤتمرين والنقاش معهم وكذلك منع المترشحين للمكتب التنفيذي من غير النوّاب وجلهم من المناضلات والمناضلين المعروفين باستقلاليّتهم عن السلطة وتفانيهم في الدفاع على مصالح الشغالين من القيام بحملتهم الانتخابيّة لتقليص حظوظهم في النجاح. وممّا يؤكد تورّط عبد السلام جراد في ما حصل هو أنّ أحد المترشحات للمكتب التنفيذي وهي السيّدة نعيمة مسلم خاطبته هاتفيّا يوم الأربعاء ليلا لتعلمه أن البوليس السّياسي منعها من دخول مدينة المنستير فردّ عليها قائلا: »آش جابك لهنا، تبّعي المؤتمر من دارك ».

 

لجنة من النوّاب لمتابعة القضيّة

 

أمّا داخل قاعة المؤتمر، فقد تشكلت تحت ضغط النواب لجنة اتصلت برئيس المؤتمر ورفعت إليه جملة من المطالب منها رفع الحصار الأمني عن النزل وعدم منع النقابيّين الوافدين على جهة المنستير من السكن وتمكين المرشحين للمكتب التنفيذي على الأقلّ من دخول النزل ومتابعة أشغال المؤتمر. وإلى حدود مساء هذا اليوم، لم تطرأ تطورات جديدة عدا كون البوليس السّياسي تراجع إلى الخلف لينتصب أمام النزل ويواصل منع النقابيّين من الدخول. وقد التحق بهم عدد من النواب لمساندتهم وللتعبير عن استنكارهم لما يحصل.

 

وما من شك في أن هذه الممارسات الفاشستيّة لنظام بن علي تكشف عن الأزمة التي يتخبط فيها، فلم يعد له من وسيلة للتعاطي مع مشاكل البلاد غير القبضة الأمنيّة، فقد منع انعقاد مؤتمر الرّابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان بالقوّة الغاشمة، ونظم انقلابا على جمعيّة القضاة وعلى جمعيّة المحامين الشبّان، وهو يحاول اليوم بكلّ الوسائل، وبتواطؤ من عبد السلام جراد وبطانته، مواصلة السيطرة على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي بيّن مناضلاته ومناضلوه بمن فيهم أعضاء في الهيئة الإداريّة وكتاب عامّون لاتحادات جهويّة رغبتهم في الاستقلاليّة وفي الدفاع عن مصالح الشغالين والتضامن مع قوى المجتمع المدني من أجل الحرّيّة والديمقراطيّة.

 

فهل يؤكد نواب المؤتمر 21 هذا الاتجاه الاستقلالي والكفاحي ويفسدوا حسابات بن علي وجراد؟ ذلك ما ستكشف عنه الأيّام المتبقية من عمر المؤتمر.

 

مناورة خسيسة

 

قبل المؤتمر، أعلمت قيادة إتحاد الشغل رئيس الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان أنه سيكون، وبعض رؤساء الجمعيّات الأخرى، ضيوفا على المؤتمر ولكن دون أن يكون له الحق في أخذ الكلمة. وقبل الأستاذ مختار الطريفي الأمر وسافر صبيحة اليوم إلى المنستير، وهناك وزّع كلمة مكتوبة على النوّاب وعاد إلى تونس العاصمة. ولمّا تيقن عبد السّلام جراد من هذه العودة تظاهر بمناداته لإلقاء كلمة فأعلمه أعوانه أنه غير موجود، وبهذه الصّورة تصبح المسؤوليّة مسؤوليّة رئيس الرابطة « المتغيّب » وليس مسؤوليّة جراد الذي حرمه من الكلام إلى نوّاب المؤتمر.

  

(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 14 ديسمبر 2006)

 

 

المؤتمر 21 لاتحاد الشغل:

مرحلة التصحيح تلقي بثقلها على الأجواء والتكهن بالنتائج صعب

 

المنستير ـ الصباح ـ علي الزايدي

 

تحت شعار «نضال.. صمود.. وتقدم» انطلقت امس اشغال المؤتمر الـ21 للاتحاد العام التونسي للشغل بولاية المنستير.. ومند اللحظة الاولى بادر المؤتمرون يرفع جملة من الشعارات التي دوت لها قاعة المؤتمر منادين باستقلالية الاتحاد و«بصموده في وجه هجمة العولمة وتوسيع دائرة المفاوضات الاجتماعية». 

وافتتح الامين العام للاتحاد السيد عبد السلام جراد المؤتمر بكلمة ذكر فيها بتاريخ الاتحاد ونضالاته المتواصلة من احل التحرر الوطني وبناء الدولة الحديثة والذود عن منظوريه من العمال بالفكر والساعد، ومواصلة الحوار الاجتماعي وتعزيزه تماشيا مع المرحلة الحالية والمراحل القادمة، ثم تولى الترحيب بالضيوف الذين جاؤوا من المنظمات النقابية العربية والافريقية والاوروبية الى جانب حضور السيد الهادي الجيلاني ممثل الاعراف والمبروك البحري رئيس اتحاد الفلاحين وعدد من ممثلي المنظمات.

 

الكلمة للضيوف

 

بعد كلمة الترحيب تولى ضيوف المؤتمر التداول على اخذ الكلمة فأشار السيد الهادي الجيلاني الى خصوصية المرحلة القادمة وضرورة تكاتف الجهود من اجل الحفاظ على الحوار الاجتماعي الذي تميزت به تونس وتلا ذلك تدخل السيد المبروك البحري رئيس اتحاد الفلاحين الذي اشار هو الاخر الى قيمة الاتحاد العام التونسي للشغل والى دوره التاريخي مثنيا على المناخ الديموقراطي الذي يسود المنظمة وكذلك علاقات الحوار البناءة القائمة بين المنظمتين وكافة المنظمات الوطنية.

 

وتولى بعد ذلك السيد حسن جمّام الامين العام لاتحاد نقابات العمال العرب تقديم مداخلة عبر فيها  عن القيمة والدور الذي يحظى به الاتحاد داخل محيطه العربي والافريقي والعالمي معربا عن اعجابه بالنهج الديموقراطي الذي تسير عليه المنظمة بعيدا عن التشتت التنظيمي النقابي كما ابرز دور الاتحاد في لف  الصف العربي النقابي ونضالاته من اجل قضايا فلسطين ولبنان والعراق.

 

وتداول ايضا على اخذ الكلمة كل من ابراهيم قويدر من منظمة العمل العربية وعبد المجيد سيدي سعيد من اتحاد عمال المغرب العربي واحمد خلف من منظمة العمل الدولية، وقد اثنى جميعهم عن تطور العمل النقابي في تونس وتماسك صفوف الاتحاد والعمال والمناخ الاجتماعي الطيب الذي تشهده تونس منذ سنوات.

 

واختتمت كلمات الضيوف بكلمة ممثل اتحاد عمال فلسطين حيث دوت القاعة بالتصفيق ترحيبا به وقد اكد على معاضدة الاتحاد العام التونسي للشغل وكافة الشعب التونسي والحكومة لنضالات الشعب الفلسطيني ومساندته الفعلية.

 

الاعلان عن افتتاح اشغال المؤتمر وتعيين رئيسه

 

ثم تولى الامين العام السيد عبد السلام جراد بعد الاعلان عن رئيس المؤتمر وهو السيد مسعود ناجي مع نائبين له هما السيدان ابراهيم القاسمي وحسناوي السميري، كما تولى اقتراح مقررين للمؤتمر هما السادة الحبيب غنام وابراهيم الحداد. وبذلك تخلى المكتب التنفيذي السابق عن مهامه تاركا تسيير اشغال المؤتمر ورئاسته الى المذكورين سابقا باعتبارهم غير مترشحين لعضوية المكتب الجديد الذي سينبثق عن المؤتمر الحالي. وتلا هذه المرحلة جملة من النقاشات بخصوص النيابات تولى خلالها الامين العام النزول عند رغبة المؤتمرين باضافة اعداد من الحاضرين الى القائمات وذلك عبر تصويت داخل القاعة على الرغم من ان هذه المسألة كانت قد حسمت اثناء انعقاد الهيئة الادارية الاخيرة التي سبقت المؤتمر بأسبوع.

 

كلمة توديعية

 

واثر تعيينه رئيسا للمؤتمر تولى السيد مسعود ناجي القاء كلمة توديعية حيث قال: «لي الشرف العظيم وانا اودع مهامي النقابية التي امتدت على طول 36 سنة ان أترأس المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل الذي عرفت فيه طوال نضالي رجالات من خيرة ما أنجبت تونس، لكني وعلِى الرغم من قراري التنحي لن احيد عن الصف النقابي وسوف ابقى دوما مناضلا صلب الاتحاد. وقد كانت كلمته مؤثرة جدا في المؤتمر حيث قابلها المؤتمرون بالتصفيق الحاد.

 

كلمة الأمين العام بعد تعيين رئيس المؤتمر

 

على اثر تعيين رئيس المؤتمر مسعود ناجي ونائبيه والنظر في اشكالية النيابات وتجاوزها تولى  عبد السلام جراد القاء كلمة اعلن فيها عن مواصلة اشغال المؤتمر برئاسته الجديدة معلنا عن افتتاح اشغال المؤتمر بمكتبه الجديد معلنا عن افتتاح اشغال المؤتمر بصفة رسمية. واعرب في كلمته عن سعادته وسعادة نواب ونائبات العمال عن هذه الاجواء الديموقراطية التي تسود المؤتمر متمنيا للجميع التوفيق في مهامهم في جو تنافسي سليم، كما حيا جهة الساحل التي احتضنت المؤتمر وأكد الامين العام عن تطور الحس الديمرقراطي داخل المنظمة معربا عن ارتياحه العميق لارساء هذا التوجه الذي جاء نتيجة نضالات وتضحيات وتطور في العمل النقابي.

 

وقال الامين العام لقد عقدنا العزم منذ التصحيح عن انجاز مصالحة حقيقية داخل الاتحاد وبينه وبين كل الاطراف وقد كان مؤتمر جربة منعرجا هاما في تاريخ الاتحاد ها نحن نجني بعض ثماره الآن. واننا بقدرما نعتز بهذا المسار الديموقراطي الهام والمكاسب التي تحققت خلاله فاننا لا ننفي بالمرة النقائص التي مازالت موجودة لكننا على اية حال فنحن متفائلون، حيث علمتنا التجارب ان نكون متفائلين. لقد خرج الاتحاد قويا من كل المحن التي مر بها، ويحق لنا اليوم ان تكون واثقين من اننا سنخرج من هذا المؤتمر اكثر وثوقا بانفسنا. سوف لن اعدد المكاسب التي حققناها منذ مؤتمر جربة باعتبار ان محطاتها معروفة لدى الجميع.

 

لقد وقفنا في وجه كل حاول سلب النقابيين ارادتهم واحترمنا ارادة النقابيين بعيدا عن التكتلات، ورفضنا المشاركة في مجلس المستشارين وساندنا المنظمات الوطنية وعبرنا عن رفضنا لكل تدخل في الشؤون واصدعنا برأينا حول واقع الاعلام في تونس.

 

ان استقلاليتنا هي صمام الامان لوحدتنا النقابية وان الاتحاد سيواصل النضال من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ونحن نرفض ان نحل محل الاحزاب السياسية وايضا نرفض اي محاولة لتهميش الاتحاد ونرفض كل التصرفات التي تسيء لسمعة البلاد.

 

ان امامنا ملفات عديدة وذات اهمية بالغة سنباشرها حال انتهاء المؤتمر واننا في هذا الجانب ندعو تجديد اطار المفاوضات وتنويعها وتعميقها.

 

والى حد كلمة الامين العام بدأت اشغال اللجان بقراءة لوائح المؤتمر وعرضها ومناقشتها.

 

التحالفات

 

والى غاية نهاية اليوم الاول من المؤتمر كان التكتم على التوجه العام للمؤتمر غير واضح، حيث مازالت خيوط التحالفات تحاك ومازال التباين في وجهات نظر المؤتمرين سيد الموقف. وهذا ما جعل الاوراق تخلط من جديد بانتظار تطورات اليومين القادمين.

 

ويبدو أن ملامح التوافق مازالت غير واضحة حيث مازال الحديث قائما حول امكانية وجود عديد القائمات ومن ابرزها قائمتين صلب اعضاء المكتب التنفيذي، وهذا الواقع زاد في تعقيد امور المؤتمرين مما جعل حوارات ثنائية وثلاثية وحتى جماعية تبرز للعيان في شكل حلقات.

 

ومن خلال مواقف الجهات والتحالفات التي كانت تعبر بشكل واضح عن مواقفها افاد بعض المؤتمرين ان امكانية وجود عديد القائمات في شكل تحالفات وقتية املتها جملة من العوامل التي لم تكن لتتضح خلال الايام الفارطة.

 

كما افاد بعض النقابيين القدامى الذين سبق لهم ان حضروا عديد المؤتمرات السابقة ان وهج المؤتمر الحالي يبدو مخالفا للسائد في مؤتمرات الاتحاد فيما اكد بعضهم ان هناك تشتتا في المواقف النقابية لا يمكن  بالسهل حسمها.

 

ولذلك ينتظر ان يكون النقاش ساخنا خلال عرض التنقيحات المدخلة على القانون الاساسي للاتحاد باعتبار ان تحديد الترشحات لعضوية الاتحاد لدورتين فقط لم تحسم اثناء الهيئة الادارية الاخيرة وترك الامر ليعرض على المؤتمر. وبين مساند لهذا التمشي ورافض له تلوح الخلافات عميقة.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 15 ديسمبر 2006)


رحمك الله يا أخي مصطفى العدواني . .

 

 فقدت أمس الخميس تونس واحدا من أعزّ مبدعيها . . و من خيرة أبنائها  . . و  أحد العلامات المُضيئة جدّا في سمائها التي لا تظهر كلّ يوم ، فقدت تونس  فنّانا فذا و إنسانا خيّرا لا تُنجب مثله بسهولة . . إنسانا أو قُلْ ملاكا في ثوب إنسان . . عرفتُه شخصيا لأكثر من عقد من الزمن ، فنّانا و إنسانا فوجدت فيه الأخ الصادق  و الصديق الصدوق و السند النبيل . . فقدنا جميعا العزيز مصطفي العدواني  رحمه الله و جعل الجنة مثواه .
  لست أدري يا « صُطوفة » هل أُعزّي عائلتك أم أُعزّي نفسي و أنا الذي كانت عشرتنا الطويلة تُشعرني دوما أنّنا أخوين من آباء مختلفين ؟. .  كان من نكد القدر يا مصطفى أن أسمع  اليوم خبر وفاته ، و  لست أدري إن كان من النكد أيضا  أن لا أسمع به  إلاّ ساعة واحدة  فقط قبل موعد جنازتك و أنا بعيد عن العاصمة مسافة لا يمكن قطعها  في أقل من 3 ساعات ، فقد يكون الله رحمني بهذا حتّى لا أرى صاحبي يمُرّ بلا رجعة و أنا الذي تعوّدت أن أُفارقك قليلا ثمّ أعود فأجدك حولي من جديد تنبض حياة و تشعّ علينا ألقا و بريقا و نورا في كلّ الأرجاء و أملا لا ينتهي  . .
 يا خيْر النّاس و أعزّ الناس و أصفى الأخيار يا مصطفى ، ستسألني عنك طويلا أركان نهج إبن خلدون و أروقة  باب البحر و  معابر المدينة العتيقة التي كُنت لا يحلو لك تِجوال في غيرها  . . ستسألني عنك مقاهي  المكان  و مطاعمه و حلاّقه الذي  لن يمرّ رحيلك عليه دون دموع . .
 يا صاحبي ، كنت خفيف الظلّ دائما ، حتّى رحيلك ، كان  سريعا خفيفا و لكنّه لن يمرّ  دون مرارة بدأت تسري في القلب سريانا و دون غُصّة إستبدّت بالحلق  فأكلته أكلا . .
  عزاؤنا في مُصابنا فيك يا أخي ،  أعمال عملاقة تركتها لنا  تُحدّث الاجيال عن موهبة فذّة جبّارة مُنطلقة عاليا و بعيدا راحت عنّا هكذا بغتة  ، و طيفك المُزهر هنا و هناك يُحدّث الأفئدة عن ملاك مَرّ و لن يمُرّ  أسَرنا طويلا بطيبته النادرة  و سحرنا لسنوات و سنوات بنهر من الوداعة  التي لا تنضب . .  رزقك الله الجنّة  يا مصطفى و رزقنا  جميعا الصبر و السلوان على فراقك القاسي .
 و إنّا لله و إنّا إليه راجعون .
 
 تونس في 15 ديسمبر 2006
 
 * أخوك : سليم بوخذير

 

هل يعود الجهاز الأمني في تونس الى مربعه الأول ؟

مرسل الكسيبي (*)

 

أعود هذه الليلة وفي هدوء معتاد الى الحديث عن التجربة المعاصرة للحركة الاسلامية العربية ,لأقف عند مراحل من  فشل هذه الحركة في تولي زمام الحكم أو المشاركة فيه في بعض البلاد العربية الأخرى , حيث أنه باستثناء تجربة السودان التي استلم فيها التيار الاسلامي السلطة بطريقة انقلابية أو الصومال التي سجلت حضورا قويا للمحاكم الشرعية وعلى أسنة الرماح في ظل غياب الدولة وتفتت سلطانها المركزي,فان بقية البلاد العربية مازالت الى حد هذه الساحة تراوح مكانها بين المشاركة المعتدلة لهذه الحركات في شؤون ادارة الحكم ,أو أن بعضها الاخر مازال يعرف تجربة صدامية في تناول ملف الأحزاب الاسلامية.

 

ليس بخاف علينا جميعا بأن الحركة الاسلامية شكلت ملفا سياسيا ثقيلا وملفا أمنيا أثقل لدى بعض الحكومات العربية ,وليس بخاف أيضا بأن ملف الاسلاميين انتخابيا ومشاركة في الحياة السياسية ظل أعسر الملفات وذلك لتداخل البعد الدولي فيه مع البعد المحلي.

 

لقد أثبتت تجربة الانقاذ الجزائرية بأن الخيار الانتخابي الحر والشفاف يمكن أن يؤدي الى التهام البرلمان واستلام مقاليد الأمور لولا تدخل الجيش في عملية انقلابية من أجل ضبط الأوضاع على عقارب البوصلة الدولية والاقليمية واعادة الدولة الى مشروعها « المدني » الذي كان مهددا في ظل شعارات  » لا قانون ولا دستور ,قال الله ,قال الرسول « .

 

ولعله من غريب هذا الشعار الذي رفعه جناح بارز من أجنحة  تيار جبهة الانقاذ أن وضع الاسلام والقانون والدستور في تضاد مطلق مع امكانيات التعايش والاستلهام مع صحيح المنقول والتشريع الاسلامي , وهو ماهيأ الأجواء في ظل خطابات ملهبة وغير واقعية روج لها الشيخان علي بلحاج وعباسي مدني الى انهيار سريع للأوضاع في ظل تحرش من الطبقة العلمانية وفي ظل تربص خارجي من بعض القوى الأجنبية.

 

على الضفة الشرقية للجزائر كانت التجربة في تونس تعيش مخاضا عسيرا في أواخر الثمانينات  وبداية التسعينات في ظل شعار فرض الحريات الذي ناضلت حركة النهضة من أجله ,غير أن مفهوم الحريات الذي تجندت له النهضة كليا دون تحسب لعواقب الزمان والمكان ,اصطدم بدولة مركزية قوية ذات جهاز أمني وحزبي ونخبة علمانية متجذرة خارجيا في الأوساط السياسية الأوربية والغربية,وهو ماجعل هذا المشروع يعرف طريقه الى الاخفاق والفشل في ظل تحالف الحقيقة مع الهواجس والأوهام ,وفي ظل قرار دولي صارم بافشال كل تجربة اسلامية تصبو الى الانفراد أو المغالبة في مناهج الحكم.

 

لم ينقذ اعتدال النهضة خطابا وممارسة في أغلب الأحيان حزبها من التصفية التنظيمية والاخصاء السياسي في ظل تتالي الضربات الأمنية وحرص القيادة السياسية الرسمية على التحالف مع خصوم الحركة من اليساريين واللائكيين من أجل استئصال الظاهرة مجتمعيا,غير أن ماعمق من أزمة الحركة هو جملة من الأخطاء الاستراتيجية المرتكبة من بعض العناصر القريبة منها أو المتعاطفة معها في ظل سواد منطق التنظيم السري ,الذي لم تفلح القيادة السياسية في السيطرة عليه,أو أن تغييب عناصرها المركزية وراء القضبان ساهم في تقوية بعض أجنحته لتنفلت الأمور الى بعض الحوادث الشاذة التي تعاملت معها السلطة بصرامة القبضة الحديدية .

 

كانت السلطة على بداية التسعينات أمام هدية تاريخية لم تحسن توظيفها كما أحسن الأشقاء في الجزائر التحكم في أوراقها باقتدار,حيث أن تقدم الشيخ عبد الفتاح مورو رفقة مجموعة من القياديين المنسحبين من الحركة أو من الذين جمدوا عضوياتهم بملف قانوني في تأسيس حزب الشعب ,قوبل برفض رسمي وغرور وزهو سياسي كان من دوافعه الشعور بتملك عناصر ربح المعركة سياسيا بطرق أمنية محضة لم تفكر اطلاقا في ترتيب أوضاع مستقبلية اكثر أريحية.

 

لقد لعب الأشقاء الرسميون في القطر الجزائري على تمايزات الانقاذ مع حركة حمس بقيادة المرحوم النحناح والنهضة بقيادة جاءبالله ,في حين وأدت السلطة في تونس كل تمايزات الساحة سياسيا وقصرتها على أنصار التطرف الأمني المتحالف مع غلاة اللائكية من أجل تقاسم الغنائم البرلمانية والمجالس العليا الرسمية الى حدود سنة 1995 ,حين استيقضت النخبة على فاجعة هزيمة ساحقة للتيارات السياسية المنافسة للتجمع في الانتخابات البلدية, وهو ماشكل لاحقا منعرجا تنازليا في مسيرة الزهو السياسي الذي اعتمل في مخيلة السلطة بعد القبض على الالاف من مناضلي حزب النهضة مع انطلاق ابشع مواجهة سياسية وأمنية عرفتها البلاد في تاريخها المعاصر منذ اعلان دولة الاستقلال.

 

فشلت السلطة في استيعاب تمايزات الساحة السياسية بعد أن تحكم العقل الأمني في القرار ,وانطفأت شموع التفكير أمام سطو منطق التحقيق والمتابعة والاعتقال ,وأغفلت السلطة ابداعا سياسيا اخر عرفته الساحة المغربية عبر قرار المؤسسة الملكية بالانفتاح على تيار الاسلام المعتدل ممثلا في حزب العدالة والتنمية المغربي ,وهو ماأتاح للمغرب الأقصى فرصة تاريخية في محاسبة التيار الاسلامي على البرامج السياسية والتنموية بدل تحويل التيار الى مشروع احتقان سياسي أو غضب اجتماعي يمكن ان يشكل تهديدا حقيقيا لسمعة واستقرار البلاد.

 

حزب سياسي مدني ذي مرجعية اسلامية وسطية ومعتدلة كان خيار الاخوان في الجزائر والمغرب والأردن ومصر-بشكل غير رسمي-ولبنان والأراضي المحتلة والكويت واليمن وتركيا وماليزيا واندونيسيا ومناطق أخرى من العالم العربي والاسلامي, وهو ماشكل خيار الطريق الثاني بدل مواجهة التيار الاسلامي المغالي والمعتدل باسلوب الحل الأمني .

 

أهدرت السلطة طاقات مالية وفكرية وسياسية وامنية في غير وجهتها الحقيقية أمام منطق الحلول المستندة الى الهواجس والاقصاء والتعذيب والتنكيل بالخصوم السياسيين.

 

معركة أمنية لم تجن تونس من ورائها الا رداءة اعلامية ,وانغلاق سياسي وسوء سمعة حقوقية على المستوى العالمي ,وتدهور أخلاقي وتفكك أسري واحتقان اجتماعي في ظل شعور مئات الالاف من التونسيين بالهضم والضيم.

 

بعد مرور 15 سنة على تاريخ هذه المواجهة السياسية والأمنية التي خسر من ورائها التونسيون جميعا الكثير والكثير من أوقاتهم واعصابهم وغالي مايملكون من الأنفس والثمرات , أجد نفسي مضطرا للتذكير بأن السلطة في تونس لم تعد مضطرة الى التفكير بنفس المنطق والاليات ,بل انني أقول صراحة بأن جهازها السياسي الحزبي العريق اصبح ملزما اليوم بارجاع الجهاز الأمني الى مربعه الأول حيث حفظ أمن المواطن والتصدي للجريمة الفردية والمنظمة ,وفض النزاعات بين المواطنين تحت اشراف القضاء,والتصدي لظواهر ترويج المخدرات وتعاطي الكحوليات بين القصر والمراهقين والمتاجرة بالأجساد الطرية في اطار شبكات الدعارة القاصرة والمنظمة التي اصبحت تهدد البلاد في سمعتها واخلاقها وصحتها النفسية والجسدية.

 

ان تونس اليوم امام معركة تحديات جديدة تختلف اطلاقا عن تحديات مرت بها البلاد في حقبة تاريخية مضت وطويت ,وليس لها اليوم سوى الالتجاء الى الحلول السياسية الامنة وليست الأمنية ,وذلك عبر الدخول عمليا في مرحلة جديدة من عمر البلاد ,يعلو فيها صوت الحوار الوطني على منطق الكرباج الأمني للمخالفين في الرأي أو الفرقاء في المذاهب السياسية, وليس من المستحيل على حزب عريق بحجم التجمع الديمقراطي الدستوري ورئيس دولة مخضرم في العقد السابع من العمر ,أن يفكرا في ترتيب أوضاع عامة وسياسية جديدة يدشنانها بمرحلة حوار وطني موسع تكون مبشراته ايقاف الحملات السياسية والاعلامية التشويهية ضد المعارضين واطلاق سراح من تبقى من معتقلين سياسيين قضوا عقدا ونصف وراء قضبان موت بطيء ,وتدشين حقبة وطنية اصلاحية لاأظن أن الرئيس بن علي يريد أن يدخلها بدورة رئاسية جديدة وسط مناخات من التشكيك والقدح في سجل تونس الحقوقي أو السياسي .

 

تبقى البلاد بلا شك في مرحلة الانتظار والترقب ولاسيما أمام تسليم الكثيرين بقدرة الحزب الحاكم على انقاذ الدفة السياسية للبلاد بتطعيم الحياة العامة بجرعة قوية ومحسوبة من الاصلاحات السياسية في مقابل تمديد سلس لدورة رئاسية جديدة سوف لن تمر في أجواء من الاعتراض والاحتجاج القوي اذا ماقدمت السلطة ثمنها الاصلاحي الحقيقي.

 

(*) كاتب واعلامي تونسي ومدير صحيفة الوسط التونسية :

reporteur2005@yahoo.de

 

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الالكترونية بتاريخ 14 ديسمبر 2006)

 

سير على الدرب رغم الحفر   يــــــا أبا عمر!

صــابر التونسي

 

وصلتني رسالتك سيد أبو عمر على البريد المفتوح للحوار نت، ولأنني لا أثق ثقة تامة في رئيس البريد الذي يعلن من حين لآخر مناوأته « لمولانا »،فإنني أخشى أن يكون قد استعمل مقصه لحذف ما لم يعجبه في رسالتك، أو لعله استعمل قلمه لتحريفها وإدخاله فيها ما ليس منها، وبما أنه لا أمان عندي لأهل « الأهواء » فإنني أعيد على مسمعك رسالتك كما وصلتني من البريد المفتوح!

 

تحصل سيادة رئيس الجمهورية على درع جديد اسمه لم نسمع به من قبل فهو كعهده الجديد و الدروع التي يتحصل عليها تباعا جديدة: هو درع المحافظة على الحياة على الارض. وقد تلقى سيادته من المنظمة الوطنية للطفولة التونسية والجمعية التونسية للامهات والاتحاد التونسي لمنظمات الشباب والجامعة التونسية للنزل وجمعية محامون بلا حدود ورابطة الاتصالات برقيات تهنئة بمناسبة تسلم سيادته درع المحافظة على الحياة على الارض وتقديرا وامتنانا لما تضمنه خطاب سيادته في احتفال تونس باليوم العالمي لحقوق الانسان من معان قيمة وخيارات وتوجهات استشرافية وقرارات انسانية ومبادرات رائدة. فما رأي السيد صابر التونسي أم أنه هذه المرة ليس له ما يعلق عليه؟؟؟

(أبو عمر – ايطاليا)

 

وبناء على النص الذي وصلني أقول بأنه حمّال أوجه!!

 

أحدها أن رسالتك تهنئة لي بمناسبة الدرع الذي حصل عليه « السيد » الرئيس مجددا وألحقه ببقية الدروع والشهائد التي تحصدها « تونس » بمناسبة وبغير مناسبة وحصد الشهائد فنون كما أن الفنون جنون!! فإن كنت تريد أن تهنأني، أقول هنأك الله بالإيمان والجنة والشهائد الصالحة لك ولبنيك، وأنصحك بالإكتفاء بأم عمر!!

 

وأما الإحتمال الثاني الذي أفهمه من نص الرسالة هو أنك مناوئ متحالف مع جماعة الحوار نت للتشهير « بالسيد » الرئيس وكأنه يحصل على الدروع والشهائد بمجرد استعماله لحرفي الكاف والنون، وهذه جميعها افتراءات لا أساس لها من الصحة لأنه إذا كانت الكاف والنون تفعلان فعلهما في الجمعيات المحلية التي لا تعصي أمرا وتفعل ما تؤمر حسب زعمكم فهل « للسيد » الرئيس وجهاز « البرباشة » لديه سلطة على المؤسسات والجمعيات العالمية؟؟  أليست الجامعة الإيطالية ـ التي أسندت له أكثر من دكتوراه فخرية ـ من أعرق الجامعات وأن شهائدها غالية جدا لا يمكن أن يُحصل عليها بالكاف والنون فقط؟؟ ولا بد أن « السيد » الرئيس قد بذل من جهده ووقته وماله ومال شعبه ما لا يحصى!! ولا بد أن جهاز « البرباشة » قد أُرهق واستُنزف ليعثر على كل هذه الجمعيات والجامعات التي تكرمت وكرمت « السيد » الرئيس!!

 

ما الغرابة في أن يحصل « السيد » الرئيس على درع المحافظة على الحياة على الارض.

 

أليس هو من سمح بالإبقاء على حياة المعارضين وكان يسعه أن يستعمل الكاف والنون فيمحو أثرهم من الوجود؟

 

أليس هو من « بعث » الحياة في نكرات وأسماء لم نكن نسمع بها فصارت أعلاما تملك البلاد والعباد؟

أليس هو الذي سمح بتوزيع « الصبة » على المساجين ولو لا ذلك لهلكوا؟؟

أليس هو الذي أحيى القلوب بالقرآن بعد أن وفر لكل مناوئ غرفة ومصحفا؟؟ وقد أحيى البلاد كلها بتخريج دفعات من الحفظة بعد أن عُدموا؟؟

 

ثم أليس هو الذي أحيى البلاد كلها بتوفير « الأمن » في كل مكان؟؟

 

الأمر بين ولا أريد أن أطيل عليك أو أثقل كاهل حامل البريد وقد سبق أن كتبت في مثل هذه المناسبات كثيرا من ذلك ما كتبته بمناسبة حصول « سيادته » على درع المجتمع المدني، بعنوان تستحقها « سيدي » وعن جدارة زادة! تجده في أرشيف تونس نيوز بتاريخ 30 أفريل 2005.

 

وثق سيدي أن الدروع والشهائد ستتواصل وسيغلف « سيدنا » بالدروع حتى لا يبقى منه  منفذ يخلص إليه منه مناوئ أو حاسد!!

 

وأحسب أن بعض « المشايخ » الذين لهم دراية بالحدادة بدؤوا يطرقون له درع براءته من الحرب على الإسلام وكذلك براءته من دماء الإسلاميين وعذاباتهم!!

 

وهذه الكلمات وما سبقها هي درعي الذي أهديه « السيد » الرئيس كي يردم به الحفر التي توضع أمامه لإعاقته عن مواصلة الدرب في جمع الدروع!

 

وكل درع وأنت وأهلك بخير يا أبا عمر!

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 

البطاقات على الهــــــــامش: بينوشــي الايجــابي!  
 
لأنه لا وجود لشخص خيّر تماما، أو شرير فقط، فإن أوغيستو بينوشي، لم يكن شرا محضا، كما تم تصويره، بل هناك لحظة مضيئة في مسيرته، يمكن أن تحسب له… صحيح أنه تآمر على شعب شيلي بدفع ودعم من المخابرات المركزية الأمريكية… وصحيح أيضا أنه اغتال ذلك الرجل العظيم الذي أحبه العالم، الرئيس المناضل سالفدور الندي… وصحيح أيضا أنه اغتال شمعة بابلو نيرودا، دون أن يطفئ نور شاعر أحبته الانسانية… وصحيح انه قتل عشرات الآلاف من أبناء شيلي… وقتل المثقفين وفتح أبواب المقابر والسجون لمن تبقّى من الأحياء… ونهب خيرات بلاده لفادة أمريكا، ودعم الحركات الانقلابية والمؤامرات في أمريكا اللاتينية، وأغلق فضاءات الثقافة والحرية، واعتقل المسرحيين، ومنع أعمالهم وقمع الصحافة وانفرد مع عائلته وحاشيته بالحكم… صحيح أن كل شبر من تراب شيلي كسته دماء المناضلين التقدميين… وصحيح انه رمز البطش والديكاتورية والقمع والقهر… لكن يحسب له أنه «اختار» ان يغرب عن الوجود يوم 10 ديسمبر… فهل هي صدفة أم موعد؟! * منجي الخضراوي
 

(المصدر: جريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 14 ديسمبر 2006)  


اللقاء الديمقراطي

بقلم: برهان بسيس

 

البيان الذي أصدرته الأحزاب التونسية الأربعة لإعلان تأسيس «اللقاء الديموقراطي» سيطرت عليه فكرة رئيسية مثّلت في تقديري الجامع المشترك الذي مهد أرضية اللقاء بين أطراف سياسية لا رابط ايديولوجي أو فكري أو برنامجي بينها.

الفكرة والمعنى والرسالة هي رفض هذه الاحزاب الخطاب الذي يهمشها أو يستنقص من قيمتها كمكون من مكونات المشهد السياسي التونسي في ظل تصاعد منطقين متوازيين يسريان بالتصريح تارة والتلميح طورا غمزا وتشكيكا في مصداقية ومشروعية هذه الاحزاب كمعارضة حقيقية أو كشريك وطني.

لا يخفى أن مؤسسي «اللقاء الديموقراطي» هم من جملة ما يعرف بالاحزاب البرلمانية التي نجحت في دخول المجلس النيابي وتنفرد بتواصل ايجابي مع السلطة حصلت من خلاله على امكانيات محترمة للنشاط والتواجد بما جلب لها نقدا متصاعدا وسلط عليها خطابا تشكيكيا في صدقيتها كحركات معارضة بلغ رميها بمصطلح أحزاب الديكور الذي غالبا ما يستعمله خصوم السلطة من «الراديكاليين» في وصف «حلفاء الحكومة» من أحزاب معارضة لا يرى هؤلاء أنها تعارض بقدر ما اختصت في المساندة والموالاة على حساب الخطاب المعارض النقدي والصريح.

وعلى ضفة اخرى لازالت بعض الأصوات القريبة من السلطة والحزب الحاكم غير مقتنعة بشراكة أو ندية أو دور فاعل وناجع يمكن أن تلعبه هذه الاحزاب بخطاب سيطرت عليه معاني التعالي الموضوعي الذي لا يترك فرصة دون أن يذكّر بـ«المنّة السياسية» التي منحتها السلطة لهذه الاحزاب وتفضلها بفتح أبواب المشاركة أمامها رغم اقتناعها بالضعف الهيكلي ومحدودية الاشعاع الذي تعاني منه احزاب تنخرها الصراعات الداخلية وغياب الرؤى والبرامج وصغر الحجم وانكفاء الحضور الشعبي والنخبوي مقارنة بحزب حاكم قوي ومتماسك ومشع لا يتردد بعض نوابه في البرلمان كلما سمحت لهم الفرصة في تذكير زملائهم المعارضين بأفضال السلطة عليهم بلغة تصل أحيانا حدود الاستفزاز الصريح، فيما يتواصل الهمس في كواليس البرلمان سخرية واستهزاء من معارضة غالبا ما تنقل صراعاتها الداخلية داخل مجلس النواب ليطلب المغضوب عليهم من نشطائها من الحكومة التوسط لحل خلافهم مع قياداتهم!!!

تشكيك من كل الزوايا لم تنج منه هذه الاحزاب سوى بمتنفس وحيد وهو الدعم الخاص من رئيس الجمهورية الذي يملك إيمانا راسخا بأهمية الملمح التعددي للحياة السياسية رغم الشرعية الديموقراطية التي يملكها منطق موازين القوى واستحقاقاته الانتخابية التي فعلت الارادة الرئاسية كل ما في وسعها لتطويعها ومغالبتها من أجل أن تفسح المجال أمام المناخ التعددي والمشاركة متعددة الألوان.

تلقفت هذه الاحزاب اشارة الرئيس الأخيرة في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للتحول حول إعادة تنشيط الحوار مع المعارضة الوطنية لتجمع إرادتها ضمن أرضية موحدة متحمسة لهذا الحوار ومتطلعة الى رفع سقفه سواء بالدعوة الصريحة الى «مأسسته» ـ دون أن يوضح البيان شكل هذه المأسسة ـ أو بالطموح المتفائل الى الارتقاء به من حالة حوارية الى حالة شراكة وقد بدا واضحا أن المنفذ الذي فتحته الدعوة الرئاسية شكل ترياقا مناسبا لأحزاب «اللقاء» لمغالبة شعور الغبن الذي سيطر عليها وهي تعاين ضغطا يتداول عليها بين مشكك في مصداقيتها كمعارضة ومشكك في قدراتها كشريك في الوقت الذي يعي فيه المتابع الجدي للحياة السياسية في تونس أن الموقع النظري الذي تحتله هذه الاحزاب يؤهلها الى أن تكون مكونا رئيسيا لتجربة ديموقراطية تونسية هادئة ومتدرجة، تمشي على خطوط تماس مرهفة تتهددها الحواشي المتناقضة حتى لا يتحول هدوؤها الى جمود وتدرجها الى بطء يتراءى من ورائه انسداد أو نكوص أو تأزم.

احزاب تمشي بدورها على نفس خطوط التماس المرهفة بما قد يقدم لها العذر والتبرير لأدائها الذي قد يبدو أحيانا مرتبكا وغير متوازن حين ندرك أن آلية التغيير الديموقراطي في بنية سياسية مثيلة للبنية السياسية التونسية بميزة قوة الدولة وتجذر تراثها وعمق انغراسها الاجتماعي وقوة الحزب الحاكم كجهاز سياسي عملاق وطبيعة النظام الرئاسي كدعامة لاستقرار نموذج الدولة الوطنية الفتي يفترض موازنة دقيقة وحساسة يوازن عبرها الفعل المعارض بين التواصل الايجابي مع السلطة والمسافة النقدية تجاهها، لأن التجربة التي لم يتعظ بها بعض «الحالمين» و«الطوباويين» وفريق من المغامرين وبعض «تجار القيم السياسية المنقولة» هي أنه لا خيار موضوعي أمام الاصلاح الديموقراطي الممكن في تجربة سياسية مثل التجربة التونسية سوى الاقناع الهادئ وطول النفس والثبات على خط التواصل الايجابي مع السلطة كشريك وطني لا كخصم سياسي تسمح المعركة ضده بكل أنواع الطعن في الظهر أو الضربات الخسيسة تحت الحزام!!

وفي المقابل لا يمكن لهذا الفعل المعارض اذا أراد المصداقية والتوازن أن يضيع المسافة النقدية الضرورية بينه وبين السلطة، تلك التي تمنحه هويته الطبيعية كفعل معارض يستمد منها احترام الجميع له بما فيه احترام السلطة نفسها، أما أن يتحول المعارض الى ناظم دوري لانشائيات المديح والثناء والشكر والمساندة بوتيرة تتجاوز أحيانا النسق الطبيعي لخطاب الحزب الحاكم فذاك ما سيفقد هذه الاحزاب مصداقيتها، بل ومصداقية كامل المشهد السياسي التعددي.

وفي هذا السياق لا بد أن نكون أمناء في التعليق على هذه الزاوية لنحّمل الاعلام الوطني مسؤوليته في ترسيخ هذه الصورة «المائعة» عن أحزاب «المعارضة البرلمانية»، اذ كثيرا ما يتدخل القطع والاجتزاء والرقابة المجانية في نقل أنشطة ومواقف وتصريحات نشطاء ومناضلي هذه الأحزاب. فأنا شخصيا حضرت خاصة المدة الأخيرة ندوات عديدة نظمتها هذه الاحزاب سواء حزب الوحدة الشعبية أو الحزب الاجتماعي التحرري أو الاتحاد الديموقراطي الوحدوي أو حركة الديموقراطيين الاشتراكيين أو حزب الخضر ووقفت على مستوى خطاب نقدي محترم بنّاء وبعيد عن التشنج، لكن كلما شاهدت أو قرأت ـ وخاصة شاهدت!! ـ تغطية إعلامية لهذه الأنشطة الا واستمعت الى مضمون غريب يجعلني أشك في سلامة فهمي وسمعي لما حضرته من نقاشات، فهذه التغطيات الاعلامية لا تقدم هذا الأمين العام سوى شاكرا مادحا مسبحا بحمد الحكومة وفضلها وانجازاتها وتلك الندوة إلا وهي تناقش قضايا الثناء والمساندة والمباركة وذاك البيان إلّا وهو يؤكد أن كل شيء جميل والامتنان يبلغ أشد درجاته والسرور يصل مقاسه الأقصى ويهدد بالانفجار فرحا وغبطة!!!

قبل يومين فقط شاهدت التغطية التلفزية البرقية للندوة المهمة التي عقدتها حركة الديموقراطيين الاشتراكيين حول حقوق الانسان في تونس والتي شكلت فرصة نوعية جمعت لأول مرة فرقاء الرابطة على طاولة واحدة، فوجئت بالمعلق يتحدث عن ندوة حول «الانسان في تونس» هكذا!! (يعني يظن المرء أن الندوة إسهام اركيولوجي من حركة الديموقراطيين الاشتراكيين في تقص انتروبولوجي لأصول الحياة البشرية في تونس من العصر الجيولوجي الأول الى الآن!!!).  أما الصورة التي تغني عن كل تعليق فهي الكاميرا العجيبة التي التقطت كل زوايا الحضور في الندوة ـ بما فيهم رئيس فرع بنزرت للرابطة علي بن سالم ـ وغيّبت بصورة واضحة المنصة الرئيسية التي جلس عليها يمينا الشاذلي بن يونس ويسارا المختار الطريفي!!!

ليس هذا الأمر سوى عينة بسيطة تؤكد أن هذه الاحزاب ليست دوما في موقع ظالمة نفسها، بل أن هناك أحيانا أيضا من يظلمها!!!

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 14 ديسمبر 2006)

 

 

حين تتماهى الأحزاب مع الطائفية تفقد صدقيتها

 

توفيق المديني يشهد لبنان  منذ اغتيال الزعيم الوطني الشهيد رفيق الحريري حراكا سياسيا و إجتماعيا كبيرا، قد يقود إما  إلى تحويل كامل للنظام السياسي والإجتماعي القائم، أو إلى حرب أهلية مدمرة .و إذا كان لبنان الذي تشكل في ظل النظام الدولي لعام 1840،يعتبر بلدا هشاً ومعقدا نظرا لخصوصية تركيبته الطائفية ‘فإنه ككيان عازل بين كل الطموحات المتناقضة في الشرق الأوسط، لم ينج من الأعاصير الجيوبوليتيكية التي تعصف بالشرق الأوسط منذ نهاية الحرب الباردة و ليومنا هذا. وكان موضوع  الطائفية في لبنان ، لا سيما الطائفية السياسية شغل  المفكرين والباحثين، ليكاد يصبح ليس فقط الحديث اليومي في وسائل الإعلام و المحاضرات و الندوات، بل مادة دسمة للكتاب لا سيما الأكادميين منهم، نظرا لإلتصاق هذا الموضوع عضويا بنشوء الكيان اللبناني و تطوره في التاريخ الحديث و المعاصر، و نظرا لتغلغله و تحكمه بمفاصل المجتمع اللبناني في جميع  المجالات. وإذا كان المؤيدون و المحافظون على الطائفية السياسية  يمتلكون قاسما مشتركا ألا وهو أن هذه الطائفية السياسية هي مبرر وجود الكيان اللبناني بصيغته ونظامه، فإن معارضيها يغني كل على ليلاه، فمنهم من يريد إلغاءها لأسباب عقائدية و إيديولوجية، ومنهم من يريد إلغاءها لأسباب علمانية. و إذا ألقينا نظرة على هذه الجبهة رأينا فيها خليطا من المتدينين و الملحدين، من أقصى اليمين  إلى أقصى اليسار، من المحافظين المتزمتين إلى التقدميين، لايجمع بينهم أي جامع و لا يوحدهم إلا حلف ظرفي. لقد تشكل لبنان تاريخيا  على النحو الذي نعرفه حاليا  » لبنان الكبير » بضم  » لبنان الصغير » أو جبل لبنان،  » الولاية العثمانية القديمة  ذات الحكم الذاتي » بغلبة مارونية، إضافة إليه  ثلاث  مناطق مأهولة من المسلمين و منفصلة  عن سورية (التي كانت تسمى بلاد الشام في ذلك العهد) و هي:منطقة طرابلس في الشمال، السنية أساسا ، و لكنها تتضمن كذلك جيوبا مسيحية مهمة، و البقاع المأهول من فلاحين شيعة و كبار ملاكين مسيحيين ، و أخيرا في الجنوب المناطق الدرزية و الشيعية،في ظل الإنتداب الفرنسي في 14 أيلول/سبتمبر 1920. ففرنسا التي كانت قوة انتداب على لبنان بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية،  عملت على توطيد البنى الطائفية، والهيمنة المارونية، و ماسسة النظام الطائفي . وهذا النظام السياسي والإيديولوجي والحقوقي اللبناني الطائفي، الذي شكل ميثاق 1943 في زمن الاستقلال، بجميع مدلولاته السياسية، والطائفية، والعروبية، والثقافية، مرتكزاً أساساً له، كان السبب الرئيسي في الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان، واستمرت من عام 1975 ولغاية 1990. و في ظل هذا النظام الطائفي، يؤول وجود المواطنية عبر الإنتماء الطائفي ، و من   خلال لجوء المواطن كثيرا جدا إلى نفوذ الأعيان و القيادات الدينية. ومن هذا المنطلق  فإن التبعية للطائفة ك »أمة كاملة » بالغة القسوة حلت محل التبعية للدولة الحديثة.و مع هذا التوطيد للإنتماءات الطائفية تطابق احتداد التنافس بين الطوائف و اشتداد أنانيتها وسواس التوازن بين المنافع الموزعة. وقد قوض التعصب الطائفي  كل إمكانية لتشكيل مواطنية حديثة ، و شعور وطني حديث ، على الرغم من أن لبنان  في حقيقة الأمر الواقع ، يعتبر  أكثر دولة من دول الشرق الأوسط بالغة القدم ،  و متشبع  بالغ التشبع  بالحداثة الظاهرة على الصعيد الثقافي. فالطوائف نفسها هي التي أصبحت قاعدة الأحزاب السياسية. و في الواقع ، نادرا،  ما تكون الطائفة الواحدة متراصة وراء ضم زعامة واحدة، لهذا السبب تشكلت الأحزاب عموما وفقا لمنطق الأنصاروية  الشرقية  الأشد تقليدية بالقلق بتخوم الوحدات الإجتماعية الساسية، وحدات العشائر الإقطاعية و العائلية.. و في هذه الشروط، فإن النواب المنتخبون هم  أعيان مدعومون من عشائرهم أو رؤساء دين من طوائفهم،و نادرا ما تستحق الجماعات الفاعلة سياسيا لا سيما في مجلس النواب اسم « الأحزاب ». وكان لبنان شهد أول حرب أهلية في عام 1958 عندما قرر الرئيس كميل شمعون تمديد ولايته الرئاسيه للجمهورية بطريقة غير دستورية، ولم يتردد في طلب مساعدة قوات المارينز الأمريكية التي تدخلت لإنقاذ نظامه في يوليو/تموز 1958  ،والحفاظ على هذا النظام الطائفي. بيد أن المصالحة المؤقتة بين الطوائف اللبنانية المتحاربة لم تدم طويلا، إذ تجددت الحرب الأهلية في عام 1975  ،وأفسحت في المجال لدخول القوات السورية إلى لبنان في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي السابق يلقبه “ببسمارك الشرق الأوسط”، المتبني لإيديولوجية قومية الوحدة العربية، والذي يعتبر لبنان المجال الاستراتيجي الحيوي للسياسة الإقليمية السورية، وبالتالي لأمنها القومي. ومن المفارقات التاريخية أن يكون التدخل السوري في لبنان في عام 1976 قد تم بقرار من الجامعة العربية، وبتشجيع أمريكي، وكان من بين الأهداف التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى ذلك التشجيع الحيلولة دون دمقرطة البلاد على حساب الطائفة المارونية. كما أن الكيان الصهيوني استغل أجواء هذه الحرب الأهلية لكي يحتل الجنوب اللبناني في مارس/آذار 1978  ،ويقوم باجتياحه للبنان واحتلاله بيروت في صيف 1982  ،تحت ذريعة تصفية المقاومة الفلسطينية، وطرد منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ من لبنان ملاذا لها. و جاء إتفاق الطائف الذي أكد في إطار المبادىء العامة: » أن لافرز للشعب على أساس أي إنتماء كان، و لا تجزئة و لا تقسيم و لا توطين ». كما  اعتبر اتفاق الطائف » إلغاء الطائفية السياسية هدفا وطنيا سياسيا يقتضي العمل على تحقيقيه وفق خطة مرحلية، و على مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين و المسيحيين اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق هذا الهدف، و تشكيل هيئة و طنية برئاسة الجمهورية، تضم بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس   مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية، مهمة الهيئة دراسة و اقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية و تقديمها إلى مجلسي النواب و الوزراء، و متابعة تنفيذ الخطة المرحلية ». إن اتفاق الطائف الذي تتمسك به جميع الأطراف السياسية اللبنانية : الأكثرية والمعارضة ،  مع  » لبنان حرمستقل »،  و لكن كيف يكون لبنان حرا  و مستقلا، إذا لم يكن يقترن هذا الشعار السياسي المرفوع عاليا ببرنامج  بناء دولة  ديمقراطية حديثة، و مجتمع مدني حديث، حيث لا إمكانية لإنجاز هذا الإستقلال و إعطائه مضمونا ديمقراطيا بغير هذا البرنامج الديمقراطي، الذي هو وحده قادر على تجاوز بنية المجتمع  الطائفية جدليا و سياسيا؟ إن الوصول إلى صيغة ديمقراطية  تحل محل الطائفية لا يمكن أن يتم ، إلا عبر نضال طويل ، مثلما حلت الطائفية  محل الإقطاعية، وباتت تلعب دورا رئيسا في حياة لبنان الحاضرة و إلى وقت طويل. وكان  العديد من الديمقراطيين العرب  و اللبنانيين يأملون  أن يتطور لبنان ليصبح بيتا » للديمقراطية في العالم العربي »، بيد أن هذا يستلزم  شرطين أساسيين: أولا، إن لبنان ذاته عليه أن يستوعب ويطور مبادىء و مؤسسات  الديمقراطية، لجهة بناء الدولة  الوطنية الديمقراطية الحديثة.لقد أخفقت  الطبقة السياسية اللبنانية على اختلاف مشاربها الفكرية والسياسية و الثقافية على   خلق أحزاب سياسية تتخطى الفروقات  المذهبية/الطائفية مما يشجع على  مشاركة شعبية في العملية السياسية.أما الشرط الثاني ، هو استعداد  لبنان للعب دور أكبر في النظام العربي الجماعي، إذ إنه يصبح أكثر قدرة على  تسويق الديمقراطية في العالم العربي. في ظل غياب هذين الشرطين ، أصبح لبنان  البؤرة النموذجية بامتياز لممارسة لعبة الكر و الفر، يتبارى فيها جميع الأطراف المحلية و الإقليمية و الدولية. ولما كان  الشرق الأوسط  معروفا بتشعاباته و تعقيداته، إذ يقف وراء كل حجر ثعبان،  كان الصراع الإقليمي والدولي يجري جزئيا اختبارات قوته على الساحة اللبنانية، ولأن الوقائع على الأرض لم تكن أبدا ثابتة، بل عرضة للتغير منذ بداية تشكل الدولة اللبنانية الحديثة و حتى الآن. فما يكاد ميزان القوى يميل لصالح طرف ما، و يبدأ بفرض شروطه و حله، حتى تعود الكفة للميلان باتجاه الآخر، ويعود الصراع انعكاسا طبيعيا سيد الساحة . في ظل هذا الواقع المرير، بدأ بعض المنظرين اللبنانيين الذين يؤيدون فكرة تحرير لبنان من نظام الدولة الحاجزة  في منطقة الشرق الأوسط، يشترطون على هذا البلد أن يتمتع  بنظام مشابه  للنظام الذي كانت النمسا تتمتع به عقب نهاية الحرب العالمية الثانية: الحيادية المعترف بها من قبل جيرانه، مع إبقاء لبنان  على هويته العربية، ودوره الفاعل في الجامعة العربية.  
 
(المصدر: صحيفة الخليج  بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

« 14 آذار » و »حـق الـتـظـاهـر »

بقلم: الطاهر الأسود (*)

 

أصبح من الصعب عدم ملاحظة الغرور الفائق لقوى « 14 آذار » والتي لا ترى « مسيرات الحرية » و »جمالية » التظاهر والاحتجاج إلا متى قامت بها هي بينما إذا قام الآخرون بالتظاهر يوصف ذلك بأنه أشبه بـ »سوق الحميدية » منه بأي شيء آخر. حيث على المتابع لوسائل الاعلام المصطفة وراء « 14 آذار » بانضباط مخل بآداب الاعلام المتوازن أن يسمع تقييمات البروباغندا السمجة والتي تصف ما يجري في ساحة رياض الصلح من احتجاج شعبي مشروع تكفله القوانين للجميع بأنه مجرد « صراخ » و »ضجيج » و »شغب » يتم تحميله مسؤولية « الخراب العام » بما في ذلك « تأجيل معرض الكتاب الدولي » في بيروت مذكرا بما يمكن أن يصف به وزير داخلية متوحش من أقطار تساوي بين الديمقراطية والكفر مسيرات شعبية (وبهذه الصفات تحديدا وأخرى لا تقل قبحا مثل « نباح الكلاب » وصف وزير داخلية قطر خليجي كبير مظاهرات غير مسبوقة للاصلاحيين فيها). يصبح الاحتجاج الشعبي الذي تكفله القوانين للجميع (علينا أن نؤكد: تكفله لجميع المواطنين اللبنانيين بما في ذلك « فقراء الشيعة » والذين ليس لهم ربما الكثير من الحسناوات « المودرن » من نوع جمهور استوديوهات قنوات الغناء التجاري للاستعراض الاحتجاجي كما لدى قوى « 14 آذار ») يصبح مجرد الاحتجاج الشعبي السلمي بقوة التكرار الدعائي المشترك « دعوة للعنف والحرب الأهلية » وليقفز شخص دموي بامتياز مثل سمير جعجع على الحدث ليصرح بأطروحات مسمومة من نوع « عدم قدرة » المحتجين على « الانقلاب » و »الشغب » لأن الجيش لن يتركها تقوم بذلك بما يعني ذلك من دعوة صريحة لإقحام الجيش اللبناني (مرة أخرى) في النزاع السياسي الداخلي تحت غطاء مواجهة « انقلاب عنيف » غير موجود في الواقع. مع الآلة الدعائية الفجة لـ »14 آذار » يصبح الاعتصام ليس القائم فعلا في ساحة رياض الصلح بل ذلك القائم في السرايا بربطات العنق وفي رعاية المسخنات ملحقة إياه بصور « الدعم الشعبي المنقطع النظير » في قاعة الأربعة أمتار لـ »دولة رئيس الوزراء » في حضور « الفعاليات الشعبية القادمة من كل حدب وصوب » وخطبه المثيرة للشفقة لسطحيتها وحماستها المصطنعة.

 

لا يجب أن يكون أحد مواليا لسوريا أو إيران لكي يرى هذه النرجسية المفارقة والتي تمنح لأتباعها حقوقا أعلى من بقية المواطنين اللبنانيين عندما تفرق بين « حق التظاهر » على أساس الولاء السياسي لتعكس عقلية قروسطية مازال بعض اللبنانيين غير قادرين على القطع معها. وطبعا لا يجب أن يكون أحد مواليا لسوريا أو إيران لكي يلاحظ الوضعية المفارقة الأخرى المتمثلة في أن التغطية العربية الاعلامية (مرئية، صحفية، انترنت…) لقوى « 14 آذار » مؤمنة من قبل أطراف لا ترى في « حق التظاهر » أصلا مسألة جدية أو قابلة للتمثل (دع عنك التطبيق) في بلدانها الأصل… يؤمن بروباغندا قوى « 14 آذار » عربيا بما في ذلك الندوات الصحفية التي يقوم بها السيد جنبلاط « التقدمي الاشتراكي » (عدى ذلك الطائفي الدرزي) والتي يتم نقلها على المباشر عبر هذه المنابر « الخليجية » قوى لازالت ترى في ظهور المرأة في الشارع أو حتى على مقود السيارة « عورة » تستحق المنع دع عنك ظهور المواطنين للاحتجاج والمطالبة بحقوقهم الأساسية. لا يجب أن يكون أحد مواليا لسوريا أو إيران لكي يشعر بالاشمئزاز من الادعائية الفارغة للتآلف الاقليمي بين قوى « 14 آذار » التي تحمل أجندة « مودرن » بقوى مغرقة في التخلف في محيطها الصحراوي ومهذبة بقدرة قادر حالما تنتقل لاستوديوهات دبي ولندن. علينا أن لا ننسى طبعا تصريحات حليف اقليمي آخر و »زعيم ديمقراطي » مميز في المنطقة مثل الرئيس المصري (والذي أسقط « حق التظاهر » بشكل أزلي عبر « قانون الطوارئ ») والذي لا يرى في التظاهر الجاري أي « حكمة ».

 

حول سرد « 14 آذار » لطبيعة الصراع في لبنان

 

تكرر قوى « 14 آذار » مقولة دائمة كأنها تميمتها: « لبنان ليس ساحة حروب الآخرين ». سيكون ذلك موقفا يستحق الاجماع والاحترام البالغ لو لم يصدر عن أطراف اصطفت أصلا في أجندة حرب اقليمية واقعة الذات (وليست من اختلاق « قناة المنار »). علينا أن نرجع هنا بضع سنوات فقط للخلف أبعد بقليل من الذاكرة القصيرة للـ »14 أذار » لنتذكر أن هذا التحالف تشكل ليس على الخلفية اللبنانية الضيقة للتجديد السوري للرئيس لحود فحسب بل أيضا والأهم من ذلك على خلفية الجبهة الأميركية-الخليجية المنخرطة هجوميا في « الحرب على الارهاب » والتي ستشمل بدفع نيومحافظ العراق. هناك من الجهة الأخرى الحكومة الشارونية المدعومة بدون تحفظ أميركيا والتي ترى (بشكل غير دقيق) في السوريين والايرانيين السبب الرئيسي في هزيمتها لبنانيا بحلول سنة 2000. « عدم التعاون السوري » في الملفات الاقليمية خاصة منها اللبنانية والعراقية والفلسطينية ستجعل من سوريا وحليفها الايراني هدفا أكثر الحاحا من قبل الدوائر النيومحافظة والتي كانت خاصة بين 2002 و2004 سيدة الموقف في واشنطن. إن فك قوى « 14 آذار » ولاءها السوري تم بالتوازي مع كل ذلك ويجب أن يكون المراقب أبلها بامتياز حتى لا يرى دعوات « الاستقلال من الاحتلال السوري » من قبل أطراف كانت لا تحرك اصبعا من دون إشارة من القيادات السورية الاستخبارية بمعزل عن الظرفية الاقليمية وتحديدا الموقف الأميركي الذي قرر الانتقال للهجوم في علاقة بالأطراف المناهضة لسياسته الجديدة وهو ما يشمل حليفا غير مستقر وغير طيع بشكل أعمى مثل سوريا. لقد خرجت سوريا من لبنان متى تم نقض التوافق الأميركي-السوري-الخليجي (وليس « الطائف » إلا ذلك التوافق بالمناسبة) وليس لأن قوى « 14 آذار » قررت ذلك. الفرق بين قوى « 14 آذار » والقوى الأخرى أن الأولى كانت موالية للسلطة السورية لأن ذلك من مستلزمات تموقعها في الحلف الاقليمي الأميركي الأوسع. بينما القوى الأخرى لم تكن في غالبيتها (طبعا هناك أقلية مصلحية تابعة سوريا لا تقدم ولا تؤخر) موالية للنظام السوري بقدر ما كانت موالية لأجندة سياسية تلتقي عليها مع النظام السوري.

 

إن لبنان اقليمي بامتياز. تلك حقيقته الاستراتيجية غير القابلة للتبديل متى بقي لبنانا. إن « الاستقلال » اللبناني لا يمكن أن يكون إلا عن أجندة اقليمية على حساب أخرى. قوى « 14 آذار » لا تعارض في الواقع أن يكون « لبنان ساحة حروب الآخرين » بل هي ترغب أن يكون « ساحة حروب » لمصلحة الحلفاء ضد أولائك « الآخرين ». طبعا هناك حلف لقوى المعارضة وخاصة حزب الله مع سوريا وإيران ولم يكن للحرب ضد هؤلاء لبنانيا إلا أن تكون من قبل الطرف الاسرائيلي الذي لا يستطيع إلا أن يكرهه غالبية اللبنانيين. لم تستطع قوى « 14 آذار » ولا يمكن لها أن تتعامل بنفس القدر من التعاون مع الاسرائيليين بقدر ما يقومون به مع الأميركيين. غير أن الادارة النيومحافظة والاستباقية الأميركية قررت أن يقوم حليفها الاسرائيلي بالمهمة سواء كان ذلك مفيدا أو غير مفيد لقوى « 14 آذار ». هنا علينا أن نتذكر تصريحات السيد جنبلاط التي رأت في لحظة ما من الوحي السياسي أن العراق أصبح « ديمقراطيا ». كما يجب أن نتذكر أن بعض أقطاب « 14 آذار » وتحديدا تلك المحيطة بالسيد جعجع كانت حليفة معلنة وشريكة في الجرائم الاسرائيلية في لبنان. الفكاك الظاهر لذلك التحالف لم يكن نتيجة قناعة بعدم أهميته بقدر ما كان نتيجة للعدوانية الاسرائيلية غير المحدودة ومن ثمة غير القابلة للتجاهل لبنانيا، كان نتيجة الضرورة وليس خيارا حرا. كل ما في الأمر أن التحالف بين بعض اللبنانيين والاسرائيليين المرعي أميركيا فشل في التجربة في التواصل في ظل لبنان مستقر. يقف على جبهة أكثر رمادية أطراف سنية متنوعة يقف على رأسها (بشكل مؤقت) طرف يأتمر بالمكشوف من قبل عواصم خليجية متموقعة بهذه الدرجة أو تلك ضمن الاستراتيجيا الأميركية. يلعب هذا الطرف (الذي يقف على رأسه « مراهق سياسي » مدلل لا يفرق بين حروب « البلاي ستايشن » والحروب الحقيقية شاءت تقاليد التوريث السياسي في لبنان تبوءه موقعا بهذه الخطورة) ورقة شديدة الحساسية والرواج في الوقت الراهن تكشف التقاء خليجيا رسميا متزايدا مع الاستراتيجيا القاعدية (الخليجية بدورها الى حد كبير) حول الدفاع عن « أهل السنة والجماعة » ضد « الهلال الشيعي ». يصبح هذا المحور شديد الأهمية والخطورة في الظرفية اللبنانية كما انكشف ذلك خلال الحرب الاسرائيلية على حزب الله ومن ثمة اللبنانيين.

 

آفاق « 14 آذار » في ظل التغيرات الأميركية

 

كانت العلاقة الأميركية مع الطرفين السوري والايراني دائما غير مستقرة سواء على العداء أو التوافق. تبدو أقل استقرارا مع الطرف الايراني والذي تراوحت العلاقة معه بين التجاذب والصراع غير المباشر من جهة والتعاون غير المعلن حتى التزويد بالسلاح كما حصل في الحرب العراقية الايرانية وفي ترتيب البيت العراقي الداخلي في العراق المحتل من جهة أخرى. أما العلاقة مع السوريين فتبدو أكثر استقرارا حيث لايزال الأميركيون يحتفظون بسفارتهم ولم يغلقوها (ولو أنهم استدعوا السفيرة) حتى في ظل السيطرة النيومحافظة. وكان أهم ملف توافق بين السوريين والأميركيين من المدرسة « الواقعية البيروقراطية » تحديدا الملف اللبناني. إن تكون تحالف « 14 آذار » على خلفية الجبهة الاقليمية التي أقامها النيومحافظون يطرح بقوة آفاقه في ظل التراجع النيومحافظ أميركيا وصعود « الواقعيين البيروقراطيين » من جديد خاصة في ظل اصرار الأخيرين على « الحوار المباشر مع سوريا وإيران ». لقد أصبح من البديهي أن التغيرات القادمة في الاستراتيجيا الأميركية والتي تنبئ تحديدا بعودة نحو سياسات قديمة ستهم خاصة طبيعة الوضع اللبناني.

 

إن مراهنة قوى « 14 آذار » على الاستراتيجيا الأميركية النيومحافظة بدى مكشوفا تحديدا عندما انخرط أقطابها وخاصة متحدثها غير الرسمي السيد جنبلاط في خطاب يدعو علنا لإسقاط النظام السوري كسبيل رئيسي لـ »إنقاذ لبنان ». كان ذلك خيارا غير حكيم خاصة في توقيته حيث تزامن مع بداية تراجع النيومحافظين في ظل عدم قدرتهم على ضبط الوضع العراقي وهو ما دفن عميقا الخطط المبكرة لغزو سوريا. التحق بذلك الخطاب الجنبلاطي بشيء من الخفة السيد الحريري والذي بدى أنه يفقه أقل بكثير من السيد جنبلاط مغازي ما يقول وما يفعل. الآن لم يبق لتحالف « 14 آذار » من أساس اقليمي في ظل « الحوار » المقبل مهما كانت نتائجه. سيقوم الخليجيون والمصريون كما هي العادة بتغيير بوصلتهم بـ 180 درجة على هدي الاستراتيجيا الأميركية والتسابق في « الحوار » مع السوريين وربما الدعوة لعزلهم عن الايرانيين كورقة أخيرة لانقاذ ماء الوجه.

 

بعد ذلك لن يبقى الكثير من الوقت حتى نرى السيد جنبلاط يعتلي منصة ندوته الصحافية لينطلق في موجة جديدة من الكلام الرامسفالدي غير الواضح تسيطر عليه الـ »ربما » والنبرة التساؤلية ولكن هذه المرة لتبرير نزعة تصالحية تجاه السوريين. لن يصعب على الزعيم الدرزي و »التقدمي-الاشتراكي » في آن واحد أن يقوم بذلك. ستكون تلك الاشارة التي سنسمع بعدها خطابا مختلفا من قبل أقطاب آخرين من « 14 آذار ». ليبقى بعدها السيد جعجع اي الطرف الأكثر إسرائيلية في « 14 آذار » في الريح وحده. وعندها لن يصبح « 14 آذار » سوى تحالفا آخر في الذكرى لم يعد منه جدوى في الساحة اللبنانية الزئبقية والاقليمية دوما.

 

(*) باحث تونسي يقيم في أميركا الشمالية

laswadtaher@yahoo.com

 

(المصدر: موقع ميدل ايست اونلاين بتاريخ 15 ديسمبر 2006)

 

 


 

 

اعتذار لقناة الجزيرة

د. عبدالوهاب الافندي (*)

 

(1)

الرجوع إلي الحق فضيلة كما في القول المأثور، وعليه أنا مدين باعتذار للقائمين علي قناة الجزيرة لأنني قد كنت في السابق شككت في احتمال نجاح مشروع القناة الانكليزية الذي كانوا يخططون له. وكما أوضحت حينها فإنه كانت لي مبررات موضوعية لهذا التشكك. فالقناة العربية وإن كانت حققت نجاحاً لا بأس به فإن المنافسة مع القنوات العربية البائسة شيء، والمنافسة مع القمة في الإعلام العالمي شيء آخر. وبعض أسباب نجاح قناة الجزيرة العربية قد تحسب ضدها في نسختها الانكليزية. فالقناة نجحت لأنها حطمت حواجز الصمت وعبرت عن نبض الشارع العربي. ولكن ما يعجب العرب ويشدهم قد لا يعجب الآخرين، بل قد ينفرهم.

(2)

من هنا فإنها كانت مفاجأة سارة حين أطلقت القناة فإذا بها تفوق كل التوقعات وتحقق نجاحاً باهراً منذ أسبوعها الأول. وقد تحقق لهذا لأن القناة أحسنت الإعداد للإطلاقة، واختارت كفاءات عالمية متميزة، واتبعت حرفية عالية وابتكرت صيغاً مبتكرة للبرمجة. وقد استفادت القناة من سمعتها ولكن تجنبت الأخطاء والمحاذير التي شابت أداءها العربي. ولهذا لقيت استقبالاً حافلاً واعتبر إطلاقها حدثاً ذا أهمية دولية كبيرة، وأصبح خبراً يتصدر النشرات حول العالم.

(3)

هذا الاستقبال الحافل ليس بالضرورة ضماناً للنجاح الأكيد، لأنه يعتمد كثيراً علي الفضول الذي أثارته سمعة الجزيرة. أحد المتابعين الأمريكيين علق بأن تركيز القناة علي أخبار العالم الثالث والإعلام الرسالي لن يجذب إليها المشاهدين الغربيين. وقال هذا المعلق، إن هذه القناة هي القناة التي كان يمكن أن ينشئها الناشط في محاربة الفقر (والموسيقي الأيرلندي الشهير) بوب غيلدوف لو اتجه إلي هذا المسار. (ولعلها مفارقة أن كان غيلدوف من أوائل من حاورتهم القناة).

(4)

لي سابقة في مناقشة الإعلام من هذا النوع، تستند علي تجربة شخصية طويلة في هذا المجال. وخلاصة القول أن ما يسمي بالإعلام الهادف لا يكسب صاحبه خبزاً. أحد الكتاب علق علي انشغال الجزيرة بأخبار العالم الثالث ومشاكله بعبارة تعمد فيها الطرافة قائلاً: خبر عاجل: لأمر ما لا تنشغل القنوات التجارية الكبري بمثل هذه الأخبار!

(5)

مهما يكن فإن القناة حققت نجاحاً كبيراً علي المدي القصير، وقدمت صيغة جديدة وجذابة للمشاهد الغربي. وفيما يتعلق بي شخصياً (وبالعرب عموماً) فقد جنبتنا الفضيحة ذات الجلاجل التي كنا نتخوف منها. وهذا يكفينا علي المدي القصير.

(6)

فيما يتعلق بقناة الجزيرة، فرب نافعة ضارة. شخصياً أصبحت أقلل كثيراً من متابعة القناة العربية، لأن القناة الانكليزية أكثر جاذبية وأعمق في تناولها للخبر وأوقع في تصويرها. علي سبيل المثال نجد أن تناول القناة الانكليزية لأحداث دارفور تفوق خلال أسبوع علي كل ما صدر عن القناة العربية خلال سنوات. وحتي في الأحداث والقضايا المتزامنة (مثل يوم التوعية بمرض الأيدز) كانت تغطية القناة الانكليزية أوقع وأبلغ من تغطية شقيقتها العربية التي ظلت تغطيتها علي جانب كبير من التجريد والعمومية.

(7)

للنجاح، كما للفشل ثمنه. وإذا كان قادة التحالف الأنكلو ـ أمريكي ائتمروا علي قصف الجزيرة وإسكاتها ونفذوا بعضاً من ذلك بدعوي أنها تبث ما كانوا يودون إخفاءه، فإن نجاح القناة الانكليزية في كسر الاحتكار الدولي للهيمنة الإعلامية (كما تهدد بذلك) قد يعني أن رؤوساً نووية ستكون في طريقها إلي الدوحة.

(8)

قليلون هم الذين يتهمون الإعلام الأمريكي والبريطاني بالتمرد علي حكوماته ومناكفتها في حروبها اللانهائية ضد قطاع واسع من البشرية، بل التهمة غالباً هي العكس: هذا إعلام مدجن قابع في حجر الحكومات. ولكن هذا لم يمنع رامسفيلد وبلير وشيعتهما من صب جام غضبهم علي الإعلام الأمريكي والبريطاني واتهامه بالتمرد والخيانة وممالأة الأعداء. وعموماً فإنه حين يتهم سياسي الإعلام بأنه يقف ضده فهذه محاولة لتعليق فشله علي شماعة المرآة. ولكن إذا كانت هذه التهم للإعلام الموالي المدجن، فكيف يكون الأمر في إعلام أعلن منذ البداية هويته المتمردة؟

(9)

الجزيرة كثيراً ما تتهم من قبل البعض بأنها لسان التطرف ومن قبل آخرين بأنها أداة الصهيونية. ولكن البدعة هي ما سمعناه أخيراً من مسؤول فلسطيني بأنها توالي التطرف والصهيونية معاً، علي وزن هذا خارجي رافضي مرجئ أو هذا بلشفي تروتسكي عميل للامبريالية وموال للإقطاع والرأسمالية . ومن يعش رجباً يسمع عجباً!

 

(*) كاتب وأكاديمي سوداني مقيم ببريطانيا

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 ديسمبر 2006)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.