الجمعة، 22 فبراير 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2830 du 22.02.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:  محاكمة 40 شابا بتهمة الإرهاب ..!
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :تصعيد خطير في الإعتداءات على النشطاء   فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:أخبار سريعة جريدة « الصباح »:محكمة الاستئناف تعدل بعض الأحكام في قضية الجماعة الإرهابية بسليمان الحياة:محكمة تونسية خففت أحكاماً ضد جماعة أصولية القدس العربي:الجيش الجزائري يقتل خمسة مسلحين قرب الحدود مع تونس رويترز:حزب تونسي معارض يشن ينتقد مرشحا معارضا للرئاسة رويترز :تونس في تأكيد لحرية النشر: ليس هناك اي كتاب ينتظر ترخيصا للتوزيع يو بي أي: : تونس والمغرب تؤكدان على أهمية تفعيل الإتحاد المغاربي يو بي أي: الرئيس التونسي يتلقى رسالة خطية من العاهل المغربي يو بي أي: وزارة الثقافة التونسية تؤكد إلغاء الرقابة على الكتب والمنشورات الشروق »: الصحافة الألمانية تشنّ حملة مغرضة على الشيخاوي
السبيل أونلاين: قراءة عبد الحميد الجلاصي للواقع بعد 17 سنة من السجن عبدالحميد العدّاسي: قضيّة مجموعة سليمان مرسل الكسيبي: قضية سليمان: فليستبدل حكم الإعدام بعقوية سالبة للحرية ! موقع الحوار.نت :حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري  مراد رقية: من يتحمل مسؤولية نكبة الجامعيين التونسيين – المخططون ،السياسيون،الجامعيون المهجنون؟؟؟ شادية السلطاني :في أقسام الاستعجالي: معاناة مشتركة بين المرضى والأطباء سليم الزواوي:في منتدى الجاحظ: جدل حول الهوية بين البشير بن سلامة و مهدي مبروك محمد العروسي الهاني: ذكريات لا تمحى ومظالم لا تنسى والإعتذار لا ينفع بعد فوات الأوان ومغادرة الكرسي عامر عياد:إلى الحاج ألعروسي ألهاني : عد إلى وعيك و تب إلى الله ا ف ب: « الأخوان »: سنخوض الانتخابات  » لإزاحة الفاسدين «  موقع سي أن أن بالعربية:اعتقالات المغرب تعيد الجدل حول التشيّع المغاربي قدس برس: قال بأن اعتقال قادة إسلاميين رسالة لضربة أخرى قد توجه لحزب العدالة والتنمية قدس برس:قيادات إسلامية مغربية ترفض قرار حل حزب البديل الحضاري رويترز: أوروبا تريد ضخ أموال من أجل الشرطة والسجون بالضفة الغربية راشد الغنوشي: انتفاضة غزة.. الدلالات والمآلات بحري العرفاوي: مجلس  » الأنمول » خادم الصراصير موقع إسلام أونلاين.نت:خبير فرنسي: استقلال كوسوفا لن يستمر توفيق المديني: استقلال كوسوفو أقل تكلفة من العودة للحرب صبحي حديدي: استقلال كوسوفو: ما الذي سيتغيّر في ثوابت البلقان التاريخية؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


  “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 22 فيفري 2008  

كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب  » ..! :  محاكمة 40 شابا بتهمة الإرهاب ..!

 

 
نظرت  الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  الهادي العياري اليوم الجمعة   22 فيفري 2008 في القضية عدد 14235 التي يحال فيها كل من : أيمن الحكيري و آدم بوقديدة و نصر الدين العلوي و حلمي الرطيبي  ، بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة للإنضمام لتنظيم إرهابي  و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي  ، و توفير معلومات لفائدة تنظيم إرهابي ، و حضر للدفاع عنهم الأساتذة أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي و راضية النصراوي   و قد قرر القاضي  تحديد موعد الجلسة المقبلة إثر المفاوضة . كما نظرت نفس الدائرة في القضية عدد 14658 التي يحال فيها كل من : أيمن عمارة و نبيل الشعنبي و أحمد الشابي و أمير ربيع و ناجي الزروقي و أيمن خذري و فهمي بالحاج صالح و طارق بلغيث و عمار الحناشي و أيمن نصري و عز الدين شاكر و حسام العياري  بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  »   ، و إثر مرافعات الأساتذة عبادة الكافي و عبد الفتاح مورو  و زين العابدين شفتر و سمير بن عمر  و علي منصور و عبد الرؤوف العيادي ، قرر القاضي  حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة. * كما نظرت  الدائرة الجنائية 11  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  فاروق الغربي  اليوم الجمعة   22 فيفري 2008 في :  القضية عدد 10602 التي يحال فيها كل من : كريم المهداوي و عبد الباري العايب و هشام المناعي و محجوب الزياني و نادر الفرشيشي و علي السعيدي و حسني الناصري و  أنيس الكريفي و عبد الحليم عروة و توفيق قادري و طارق بوكحيلي و عقبة الناصري و محمد العباشي و طارق الهمامي و ماهر شمام و أيمن غريب و ميمون علوشة و الأمجد الحمري و صبري الماجري و محمد القروي و زياد بن جدو  و فرجاني المشرقي و و إبراهيم بن حميدة و حلمي البوغانمي و لمجد الكرغلي و شكيب العمري و صابر المكاوي و محمد عمري   ، بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة للإنضمام لتنظيم إرهابي  و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي  ، و توفير معلومات لفائدة تنظيم إرهابي ، و حضر للدفاع عنهم الأساتذة نور الدين البحيري و  أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي و راضية النصراوي إقدام الدراجي و عبد الفتاح مورو  و خالد الكريشي و سمير بن عمر و مختار العيدودي  و محمد الحبيب مقداد  و سمير الحزامي و محمد المثلوثي و سعيدة العكرمي و مراد بولعراس    و  قد قرر القاضي  النظر إثر الجلسة في مطالب الإفراج و تحديد موعد الجلسة المقبلة   . كما نظرت نفس الدائرة في القضية عدد 10618 التي يحال فيها كل من : شمس الدين بلعيد و عصام السليني و حافظ  البرهومي و أسامة شبيل بموجب قانون 10 ديسمبر 2003  » لمكافحة الإرهاب  »    على خلفية اتهامهم بالتخطيط للإلتحاق بالمقاومة العراقية ، و قد تكونت هيئة الدفاع من الأساتذة منير بن عمار و سمير بن عمر  و لطفي الماجري و راضية النصراوي،  و بعد مرافعات المحامين قرر القاضي  حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة. عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو

 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 21 فيفري 2008  

تصعيد خطير في الإعتداءات على النشطاء

 
بعد الإعتداء الفظيع الذي تعرضت له الناشطتان الحقوقيتان سامية عبو و فاطمة كسيلة ،  بمناسبة زيارتهما لعائلة سجين  تعرض للتعذيب ، عمد أعوان من فرقة تابعة لإدارة أمن الدولة إلى  الإعتداء بالضرب بعد ظهر أمس على عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد لطفي العمدوني بشارع باب بنات بالعاصمة ، و الجمعية إذ تستنكر هذه الإعتداءات المتكررة  على النشطاء الحقوقيين ، فإنها تعتبر ما بلغه الإعتداء على فاطمة كسيلة و سامية عبو  من و حشية و فظاعة ( ضرب وسب و شتم و إهانات ..) تصعيدا خطيرا من واجب الجميع التنديد به و التصدي لمضاعفاته ، كما تطالب بفتح تحقيق ضد المعتدين  و محاكمتهم و مكافحة الإفلات من العقاب الذي يشجع على  هذه الإعتداءات .  
عن  الجمعية          الرئيس          الأستاذ ة سعيدة العكرمي   

فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أخبار سريعة
 
دخل عمال نزل بسمة بتوزر في إعتصام مطالبين بحقهم في الأجرة الشهرية ومنح الإنتاج المتخلدة بذمة مالك النزل وللمطالبة بتسوية وضعيتهم لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وقد زار المعتصمين وفد من فرع الرابطة للإطلاع على وضعياتهم وللتعبير عن مساندته لمطالبهم المكفولة قانونا وقد أصدر الفرع بيانا وبرقييتان لكل من السادة وزير الشؤون الإجتماعية ووالي توزر 1.    نص البيان يجري عمال نزل بسمة بتوزر اعتصاما أمام باب النزل احتجاجا على وضعهم المادي الناجم عن إهمال صاحب النزل السيد  رضا تقتق لمؤسسته و تلكئه في خلاص أجور العمال و صندوق الضمان الاجتماعي فرغم أنه أمضى اتفاقا مع تفقدية الشغل في أكتوبر 2006 سمحت له بصرف أغلب العمال مقابل تعويضات لا تناسب أقدميتهم  و التزم بمقتضاها بتشغيل النزل بمن بقي من العمال وعددهم 14 إلا أنه لم يعد تشغيل النزل الذي قطع عنه الماء والكهرباء مما خلق وضعية استحالة عمل للمعتصمين الذين يطالبون بـ : 1.   أجور الشهرين الأخيرين 2.   منح إنتاج السنوات 2005 -2006 -2007 3.   دفع الديون المستحقة لصندوق الضمان الاجتماعي لرفع حرمانهم من التغطية الاجتماعية المتواصل منذ 2002 وقد زار وفد من 3 أعضاء من هيئة فرع توزر نفطة  للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المعتصمين وعاينوا الوضع المأسوي الذي يعيشه رجال ونساء مصحوبين ببعض أطفالهم للتمسك بحقهم في الشغل خصوصا أن أقدميتهم لا تقل عن عشر سنوات وإذ يعلن فرع الرابطة عن مساندته للعمال المعتصمين فانه يتوجه إلى السلط الجهوية والوطنية ذات الشأن طالبا التدخل العاجل لإيقاف هذه المأساة 2.    نص البرقية نظرا للوضعية المأساوية التي يعيشها عمال نزل بسمة بتوزر المعتصمون بالنزل لليوم الثامن إذ أصبحوا عمالا من غير شغل منذ جوان 2007 وحرموا من منحة إنتاجهم بداية من 2005 ومن أجرتهم الشهرية لجانفي 2008 رغم الإتفاق الحاصل مع المؤجر على تسديدها فإن هيئة فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ترجو منكم التدخل العاجل لتسوية هذه الوضعية الإنسانية.

محكمة الاستئناف تعدل بعض الأحكام في قضية الجماعة الإرهابية بسليمان:

النزول بالعقاب من الإعدام إلى المؤبد في حق أحد المتهمين والبقية بين 3 سنوات سجنا والإعدام

 
اصدرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس حوالي الواحدة فجرا من يوم امس احكامها في حق المتهمين فيما عُرف بقضية الجماعة الارهابية بسليمان والتي تورط فيها 30 متهما. وكانت وقائع هذه القضية انطلقت في أواخر شهر ديسمبر 2006 عندما القت السلطات الأمنية القبض على المتهمين بعدما تبين ان بعضهم تسلل من الجزائر الى تونس محملين بالاسلحة والقنابل وربطوا الصلة مع نظرائهم بتونس وسوسة  واتفقوا على صنع القنابل والعبوات الناسفة وتجميع عناصر سلفية للانخراط في برنامج تخريبي يهدف الى الاعتداء على الاشخاص والمنشآت، وخلال المواجهات بينهم وبين عناصر الامن لقي 12 منهم مصرعهم فيما توفي نقيب وعون أمن من عناصر الشرطة. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قضت في حق جميع المتهمين بالادانة، حيث اصدرت حكم الاعدام في حق اثنين منهم، فيما قضت بالسجن مدى الحياة في حق 8 آخرين، وسجن كل واحد من 7 آخرين مدة 30 عاما، وفي حق اثنين اخرين مدة 20 عاما. فيما تراوحت بقية الاحكام بين 5 سنوات سجنا في حق اثنين و6 و7 اعوام في حق آخرين، واحكاما اخرى بين 10 و12 و15 سنة سجنا. وكان المتهمون طعنوا في الحكم الصادر ضدهم واحيلوا على الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الدرجة الثانية والتي قسمت المحاكمة  الى عدة جلسات وآخر جلسة امتدت من صبيحة يوم الثلاثاء 19 فيفري الى غاية الواحدة من فجر يوم 21 فيفري الجاري.   وقد قررت الدائرة المذكورة اقرار حكم الاعدام في حق المتهم صابر الراقوبي فيما عدلته الى المؤيد في حق المحكوم الثاني بالاعدام وهو عماد بن عامر كما عدلته في حق المتهم محمد بن لطيفة من المؤبد الى 15 سنة سجنا. كما عدلته في حق احمد المرابط  من 30 الى 20 سنة سجنا، وكذلك في حق المتهم مهدي الحاج علي من 12 الى 8 أعوام سجنا، وعدلت الحكم ايضا في حق كل من محمد خليل الزنداح وزهير جريد من 5 الى 3 اعوام وكذلك النفطي البناني الذي كان محكوما بـ6 اعوام فعدلته الى 3 سنوات سجنا، هكذا أُسدل الستار على الفصل الثاني من المحاكمة في هذه القضية ومن المنتظر ان يطعن المتهمون في الحكم لتشهد القضية فصلا ثالثا من المحاكمة.   مفيدة قيزاني   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)

محكمة تونسية خففت أحكاماً ضد جماعة أصولية

 
تونس – الحياة       خففت محكمة الاستئناف في العاصمة تونس أحكاماً شديدة كانت محكمة الدرجة الأولى أصدرتها في حق جماعة «جند أسد بن الفرات» الأصولية أواخر الشهر الماضي. وقال المحامي منذر الشارني الذي ترافع عن متهمين مثلوا أمام المحكمة في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن محكمة الاستئناف خففت حكم الإعدام في حق عماد بن صابر إلى السجن مدى الحياة لكنها ثبتت الإعدام في حق زميله صابر الراقوبي. وأوضح ان المحكمة قررت تخفيف السجن مدى الحياة إلى السجن ثلاثين سنة في حق متهم آخر، إلا أنها ثبتته في حق سبعة وقضت بسجن ثمانية متهمين مدى الحياة، فيما نال الباقون أحكاماً راوحت بين ثلاث سنوات (لمتهمين) وعشرين سنة سجناً.   وكان ثلاثون متهماً مثلوا أمام المحكمة بتهمة محاولة قلب النظام بالقوة والتمرد المسلح والانتماء إلى جماعة إرهابية، على خلفية الاشتباكات التي تمت مطلع العام الماضي في جبل عين طبرنق الواقع في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس ثم في مدينة سليمان (30 كيلومتراً جنوب تونس).   وقُتل في الاشتباكات مع الجيش «أمير» الجماعة أسعد ساسي وهو عنصر أمن سابق تلقى تدريبات في معسكرات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية ونائبه الطالب ربيع باشا. وأسفرت المعارك عن مقتل 12 عنصراً مسلحاً إضافة إلى ضابط في الجيش ورجل شرطة.   ورأت (ا ف ب) هيئة الدفاع أن الأحكام التي صدرت ليل الاربعاء – الخميس «قاسية»، بينما أجهش أقرباء للمتهمين بالبكاء. وقال المحامي سمير بن عمير لوكالة «فرانس برس»: «إنها خيبة أمل كبيرة خصوصاً في ما يتعلق بثبيت الحكم على صابر الرقوبي». ووصفت المحامية راضية نصراوي الحكم بأنه «كارثة»، بينما قال اليمين الرقوبي والد صابر: «أشعر بمرارة وأسى».   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)

الجيش الجزائري يقتل خمسة مسلحين قرب الحدود مع تونس

 
الجزائر ـ القدس العربي : قتلت قوات الجيش الجزائري خمسة مسلحين في جبال ام الكماكم بولاية تبسة علي الحدود التونسية ينتمون الي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقالت مصادر امنية محلية ان من بين القتلي مواطن لبناني واخر تونسي وثالث مغربي بينما يحمل الاثنان الاخران الجنسية الجزائرية، وتتراوح اعمارهم بين 24 و34 عاما وانتسبوا الي صفوف هذا التنظيم منذ عدة سنوات. ولم تستبعد المصادر ان يكون لهذه المجموعة المسلحة دور في عملية منطقة قمار التي نفذها مسلحون قبل اسبوعين ضد دورية لحرس الحدود بولاية الوادي المجاورة لولاية تبسة في اقصي جنوب شرق الجزائر واودت بثمانية من حرس الحدود. وذكرت مصادر اعلامية محلية ان وحدة من 400 عسكري من القوات الخاصة التي تتدرب في قاعدة القوات المحمولة جوا بولاية بسكرة (400 كلم جنوب شرق) تقوم بعملية تمشيط واسعة في جبال ولاية تبسة في محاولة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. واستعملت في هذه العملية طائرات مروحية والمدفعية الثقيلة في مسعي لدك مخابئ عناصر التنظيم وتدمير قواعدهم الخلفية التي عادة ما يلجأون اليها بعد كل عملية مسلحة.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)

حزب تونسي معارض يشن ينتقد مرشحا معارضا للرئاسة

 
تونس (رويترز) – انتقد حزب الخضر للتقدم المعارض في تونس يوم الخميس السياسي المخضرم نجيب الشابي الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة العام المقبل ووصف ترشحه بأنه استجابة « لاغراءات سفارات اجنبية ». واستنكر الحزب في بيان لامينه العام منجي الخماسي اعلان الزعيم السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض نجيب الشابي ترشحه « لموعد لم يحن بعد على اعتاب السفارات الاجنبية بناء على اغراءات من هذه السفارات ». وكان الشابي وهو من اشد معارضي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد اعلن نهاية الاسبوع الماضي ترشحه لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر تشرين الثاني 2009 موجها سهام نقده لما وصفه بمعارضة « الموالاة والديكور ». لكن حزب الخضر للتقدم وهو أحد تسعة احزاب معترف بها في تونس رفض هذه الانتقادات وقال »الصواب يكمن في التفاعل مع السلطة السياسية واجهزة الدولة تثمينا للمكاسب ونقدا للاخطاء وكشفا للثغرات لا في القطيعة معها. » واتهم الخضر للتقدم الشابي « بالانقطاع عن الهموم الحقيقية للبلاد والارتماء في احضان المجهول » في اشارة لاتهامه للاستقواء بالسفارات الغربية في تونس. والشابي وهو محامي عمره 60 عاما تخلى العام الماضي عن زعامة حزبه هو اول شخصية في تونس يعلن عن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. واوضح الشابي ان تسيير الحكومة للانتخابات المقبلة سيظهر ان كانت تريد الشفافية والديمقراطية ام انها تود الابقاء على تعددية شكلية. وفي تونس تسعة احزاب سياسية ابرزها التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يضم اكثر من مليوني عضو.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 فيفري 2008)

6،3 في المائة من أطفال تونس بُـد نــاء

 
تونس – الحياة   أظهرت دراسة أعدها «الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري» في تونس، ان 6,3 في المئة من الاطفال يعانون السمنة، على رغم تحسن حالة التغذية العامة للأطفال خلال العقدين الأخيرين.  كما أظهرت الدراسة أن المعدل الوطني لعدد أفراد الأسرة التونسية يبلغ 4,7 أشخاص، أقل من 5 أفراد في النصف الشمالي للبلاد، وأكثر من 5 في النصف الجنوبي. وأفادت أن 68,7 في المئة من إجمالي الأسر التونسية تعيش في الوسط الحضري، وأن أكثر من نصف أسر الشمال الغربي والوسط الغربي تقيم في الأرياف. وبينت الدراسة ازدياد عدد كبار السن في الأسر.  وأشارت النتائج إلى أن 16 في المئة من الفتيات العازبات تفوق أعمارهن الـ34 سنة، وأن التناقض الملحوظ لنسبة النساء الأكثر خصوبة بين 25 و34 سنة من بين المتزوجات 31 في المئة.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
 


تونس في تأكيد لحرية النشر: ليس هناك اي كتاب ينتظر ترخيصا للتوزيع

 
تونس (رويترز) – قالت تونس التي تستضيف شهر ابريل نيسان المقبل دورة جديدة من المهرجان الدولي للكتاب يوم الجمعة إن حرية نشر الكتب تدعمت أكثر العام الماضي ونشر أكثر من 1700 كتاب. وقال مصدر من وزارة الثقافة لرويترز « بلغ عدد العناوين المنشورة خلال العام الماضي 1708 عناوين 90 منها مؤلفات جديدة لم يسبق نشرها ». ويأتي تأكيد وزارة الثقافة على حرية النشر بعد أسبوع من قول كتاب تونسيين ان وزارة الثقافة سمحت بتوزيع كتبهم بعد احتجازها لفترة طويلة. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلن في السابع من نوفمبر تشرين الثاني الماضي الغاء الرقابة الادارية على الكتب والمنشورات وجعل قرار منع النشر من سلطة القضاء وحده. واعتبرت وزارة الثقافة القرار « خطوة جديدة لتكريس حرية الابداع والفكر وتشجيع الانتاج الوطني ». ويتيح القرار الجديد للناشرين سحب كتبهم من المطبعة مباشرة دون الحاجة الى ترخيص مسبق من وزارة الثقافة. وتتكفل الدولة باقتناء اعداد هامة من الاصدارات لتوزيعها على شبكة المكتبات المنتشرة في البلاد والبالغ عددها 370 مكتبة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 فيفري 2008)


 

تونس والمغرب تؤكدان على أهمية تفعيل الإتحاد المغاربي

 
تونس / 22 فبراير-شباط / يو بي أي: جددت تونس والمغرب التّأكيد على أهمية تفعيل اتحاد المغرب العربي،وعلى ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي إزاء القضايا العربية الجوهرية. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي في كلمة خلال الجلسة الإفتتاح للدورة الرابعة عشرة للجنة العليا المشتركة التونسية-المغربية التي تواصلت أعمالها اليوم الجمعة بتونس،إن هناك ضرورة لمزيد تفعيل العمل المغاربي المشترك ». واعتبر أنه لا بد من تسريع وتيرة بناء صرح الإتحاد المغاربي والرفع من أداء مؤسساته بما يساهم في تأمين الرخاء والمناعة لشعوب المنطقة. وتأسس إتحاد المغرب العربي الذي يتألف من تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا،في السابع عشر من فبراير/شباط من عام 1989 ليكون تكتّلا اقتصاديا قويا قادرا على تمكين دول المنطقة من مواجهة تحديات العولمة. غير أن مسيرته تشهد تعثرا على مستوى الرئاسة،حيث لم يتمكن من عقد قمة لرؤساء دوله منذ العام 1994 بسبب الخلافات بين بين الدول الأعضاء،خصوصاً منها الخلاف المغربي- الجزائري حول الصحراء الغربية. وجدد الغنوشي التّأكيد على التزام بلاده الثابت بالعمل العربي المشترك،وعلى أهمية تعزيز التضامن العربي،ووحدة الصف والمواقف إزاء القضايا العربية الجوهرية. ودعا بالمقابل إلى تكثيف التشاور والتنسيق من أجل بناء علاقات تعاون متكافئة ومتضامنة مع الشركاء الاوروبيين تراعي مصالح جميع الاطراف وتعزز الحوار والتنمية والامن والاستقرار في البحر الأبيض المتوسط. من جهته،اعتبر رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي أن التطورات الجيو إستراتيجية والإقتصادية والإجتماعية التي يشهدها العالم « تحتم التفكير بعمق في واقع الإتحاد المغاربي ،والسعي لإذكاء روح التضامن والتآزر بين أقطاره الخمسة،وتجاوز الخلافات والمعوقات التي تعترض مسيرة بناء صرحه ». وشدد على أن اتحاد المغرب العربي  » يبقى رغم كل الظروف مكسبا تاريخيا،و خيارا إستراتيجيا،وحلما لكل الشعوب المغاربية التواقة إلى التعايش والتواصل والتضامن الفعلي ». وقال إن المملكة المغربية « على إستعداد كامل للمساهمة في تنشيط هياكله وتفعيل مؤسساته في ظل الإحترام التام لسيادة الدول الأعضاء ووحدتها الترابية،وعملا بمقتضيات معاهدة مراكش التاريخية ». إلى ذلك،جدد عباس الفاسي دعم بلاده للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، مؤكدا رفض المغرب القاطع للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس الشريف،وتغيير معالمها العربية والإسلامية.  

الرئيس التونسي يتلقى رسالة خطية من العاهل المغربي

 
تونس / 22 فبراير-شباط / يو بي أي: تلقى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الجمعة رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس لم يكشف عن مضمونها. وقال مصدر رسمي إن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الذي يزور تونس حاليا ً،هو الذي سلم الرسالة إلى الرئيس بن علي خلال إجتماعه به اليوم في قصر قرطاج الرئاسي. ونقل عن رئيس الوزراء المغربي قوله عقب الإجتماع إنه بحث مع الرئيس بن علي مع الرئيس بن علي واقع التعاون الثنائي والعلاقات التي تجمع بين تونس والمملكة المغربية. وأضاف أنه تم خلال هذا الإجتماع إستعراض عدد من القضايا منها تفعيل أجهزة إتحاد المغرب العربي،وسبل تجاوز العقبات التي تجمد عمل هذه الأجهزة،إلى جانب بحث القضايا العربية ولا سيما القضية الفلسطينية والوضع في لبنان. يشار إلى أن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي يزور حاليا تونس على رأس وفد حكومي رفيع،للمشاركة في إجتماعات الدورة 14 للجنة العليا المشتركة التونسية-المغربية التي تواصلت أعمالها اليوم على مستوى الوزراء.  

وزارة الثقافة التونسية تؤكد إلغاء الرقابة على الكتب والمنشورات

 
تونس / 22 فبراير-شباط / يو بي أي: أعلنت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية عن دخول القرار الذي يقضي بإلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية،حيز التنفيذ. وقالت الوزارة في بيان تلقت يونايتدبرس أنترناشونال اليوم الجمعة نسخة منه،إنه « نتيجة لتطبيق هذا القرار،لم يعد يوجد في الوقت الحاضر أي كتاب تونسي ينتظر ترخيصا للتوزيع ». ووصفت القرار « بالرائد »،وأشارت إلى أنه يندرج في سياق « تكريس التزام تونس المبدئي بخيار حرية الإبداع والفكر وتشجيع الإنتاج الإبداعي الوطني ». وينص القرار الذي أعلنه الرئيس التونسي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي،على إلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية أثناء الإيداع القانوني،وجعل الرقابة وإصدار قرارات المنع من النشر من مشمولات القضاء وحده ». وستتمكن دور النشر التونسية بموجب هذا القرار الجديد الصادر قبل نحو ثلاثة أشهر،سحب كتبها مباشرة من المطابع. وكان عبد الجليل التميمي مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي قد أعلن في وقت سابق أن أجهزة الرقابة في وزارة الثقافة التونسية رفعت الحظر عن خمسة كتب تابعة لمؤسسته كانت قد منعت منذ خمس سنوات توزيعها.


الصحافة الألمانية تشنّ حملة مغرضة على الشيخاوي

 
يتعرض اللاعب ياسين الشيخاوي الى حملة كبيرة جدا هذه الأيام في ألمانيا وخاصة على المستوى الاعلامي اذ هاجمته الصحف الألمانية وخاصة صحيفة «بيلد» الأكثر انتشارا حيث أشارت أن اللاعب التونسي ياسين الشيخاوي «يتعاطف مع المتطرفين» أما صحيفة «Die welt» فقد كتبت تحت عنوان «مسلم راديكالي في البوندسليغا» في اشارة الى الشيخاوي القريب جدا من البطولة الألمانية وكانت صحيفة «Bild» ذكرت أيضا أن «زيدان زوريخ» حسب تسميتها يتعاطف مع «المسلمين الراديكاليين». الهجمة الألمانية على الشيخاوي انطلقت في الحقيقة بعد الحوار الذي أجراه مهاجم المنتخب مع صحيفة سويسرية «Sonntags Blick» واستنكر فيه اساءة الرسام الدنماركي للرسول ص وقال أن هذا غير مقبول وأبدى نوعا من التعاطف (حسب الصحف الألمانية) مع الذين يريدون قتل الرسام الدنماركي الذي تطاول على الرسول ص. وكان الشيخاوي أجاب عن سؤال توجهت به الصحيفة السويسرية المذكورة ان كان على علم بعودة الصحف الدنماركية لنشر الصور فقال «لدي علم بذلك وأعرف أن هناك من يريد قتل الرسام الدنماركي». أما عن موقفه فقال: «اعتقد ان تصرف الراغبين الغاضبين عادي» وأضاف «أنه لا يقبل الإساءة للرسول ص أو المسيح عليه السلام لأن الدين مهم جدا، وأكد أنه لا يمكنه قول ان الرسام يجب قتله لكنه يتفهم الغضب». تعاطف كبير : من جهة أخرى كان هناك تعاطف كبير مع الشيخاوي من طرف الجالية المسلمة وكذلك على «الانترنيت» حيث عبر المتعاطفون عن اعجابهم باللاعب وأكدوا أنه ليس مجرد لاعب كرة قدم بل لاعب واع وملتزم وأكدوا أن عديد اللاعبين تعرضوا الى حملات مماثلة مثل ديارا لاعب الريال الذي سجد بعد تسجيل احدى أهدافه وكذلك كانوتي لاعب اشبيليا الذي رفض المشاركة في لقاء يدور في اسرائيل وأشار بعض المتعاطفين أن موقف الشيخاوي يدل على قوة شخصية. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2008)

«بـدون»!
 
نقاش حادّ دار بالبرلمان في اجتماعه الأخير… وكان بطلاه أحد النواب ومعالي الوزير. هل يقال بالعربية «دون» أم «بدون»؟… حول هذا الإشكال استمرّ الجدل حتى المصادقة على مشروع القانون!!! وما هذا غير مثال من نوعيّة النّقاش في البرلمان… فالحوار في رحابه «بدون» (*) بلغة لافونتان.   محمد قلبي   (*) du bidon   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)

تونس ـ المغرب يرافق الوزير الأول المغربي السيد عباس الفاسي في زيارته الحالية الى تونس حيث يرأس الوفد المغربي في أعمال اللجنة الكبرى المشتركة عشرات الخبراء الاقتصاديين والاداريين والاعلاميين.   الفواكه الجافة استعدادا للمولد النبوي الشريف تم الشروع في مراقبة الفواكه الجافة والزقوقو والدرع.. وتقرر هذا الموسم تكثيف المراقبة عند التوريد.. حيث أصبحت إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية تراقب كل الفواكه الجافة المستوردة للتثبت من سلامتها من الفطريات والسموم..   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)

لسبيل أونلاين بسم الله الرحمان الرحيم

قراءات لعائدين بعد انقطاع طويل – الحلقة الثالثة (*)

قراءة عبد الحميد الجلاصي للواقع بعد 17 سنة من السجن

هذه القراءة قد تضمنتها رسالة بعث بها القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي بعنوان هل تكون رسالتي الأخيرة؟، نوردها بتصرف، خاصة اختصارا وعنونة، وبالخصوص تعليقا :

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، حي الزهور – سوسة 8 ديسمبر 2007

ماذا وجدتُ من جديد؟ أو أبرز المستجدات

وجدت السّماء رحبة، فسيحة، كما كانت دائما.. لا تقدر القضبان ولا الأسلاك على محاصرتها.. وجدتها زينة، وبهجة للنّاظرين.. وجدت الأرض، بعد الغيث الأخير، قد اهتزّت وربت، وستنبت، إن شاء الله، من كل زوج بهيج.. ستكون سنتنا خصبة، وحصادنا سيكون وفيرا… وجدت معركة في الأنفس وفي البلاد بين الجرأة والخوف، بين الإقدام والإحجام . ما حصل عندي من انطباع أن وعي الناس قد تطور، وفهمهم للواقع قد تحسن . لا زال الخوف مسيطرا وإن خفّت سطوته عما كان عليه الأمر أواسط التسعينات حينما كانت تضيق عوالم الأحياء على الأنفس الطيبة فتلجأ الى المقابر لتناجي من غاب من الأحبة علها تجد عنده ما يسلي ويفتح طريقا للأمل. غمرتني محبة الأهل والأحباب في قريتي الصغيرة، وفيما حولها من القرى، وفي حي الزهور بسوسة.. استهان البعض بالخوف.. وبعضهم صارع خوفه فصرعه، وبعضهم غلبه الخوف.. لكن الجميع يعبر عن فرحته لهذا الخروج، إما بالحضور، وإما بما تتقنه الشعوب المكبّلة من تحايل على الخوف ومن يجسّده.. وجدت الحيرة لدى طائفة واسعة من الشباب جُوِّعَ فضاعت منه أحلامه، أي شبابه..

وجدتهم في انتظاري: واضح أنا كالشمس

سعدت كثيرا أن يسلّمني حرس السّجن الى حرس البلاد. وهل من تحيّة أحلى من هذه. قلت في نفسي: « أنا محظوظ.. ها أنا أحصل، منذ اللحظات الأولى لحريتي المستعادة على نصيبي من أعدل الأشياء قسمة بين التونسيين: الأمن ».. تحدثنا قليلا في السيارة، تعارفنا، كان لسانهم حلوا، كما يكون لسان البوليس، ولم تكن ضحكاتهم بلاستيكية.. أسعدهم التعرف عليّ، لم يخفوا ذلك..إذ استكملوا، أخيرا، ثغرة في ثقافتهم العامة.. فقد كانوا يعرفون زوجتي، وأحوال أهلها في سوسة بالتفصيل. ليس في الأمر مفاجأة، فهم البوليس، ثم هم، قد عايشوا الأهل سبعة عشرة سنة كاملة. ذكّرتهم، وشكرتهم على أياديهم البيضاء عليّ.. فهم قد خلفوني في أهلي خيرا.. فمن يسهر على راحتهم ليلا، ونهارا؟ ومن يتجشّم عناء زيارتهم آناء الليل وأطراف النهار ليطمئن على حالتهم؟ لا يهم إن كان بعضهم يزورهم في حالة سكر، فما ذلك إلا لرفع الكلفة، وهل يتكلف المرء مع أصدقائه الأقربين؟! وقد وصلت هذه العناية الموصولة حد تجشم عناء الزيارة أكثر من مرة في الليلة، إضافة الى الإمضاء في سجلات مراكز الشرطة مرة أو مرتين في اليوم. ومن تكلّف إقناع زوجتي الشابة بضرورة البحث عن زوج جديد، وبالتطوع للبحث عن هذا الزوج؟ من وعدها بأنهار العسل والسّمن، وبالقصور والجنات في الدنيا إن هي تخلت عن ذاك القابع في السجن؟ شكرتهم حقيقة على هذا الحنان البوليسي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله… وصلنا الى مقر الفرقة، طلبوا من « سي عبدالحميد » الجلوس وجلب أحدهم رزمة من الأوراق البيضاء.. أصارحكم.. أنا لا تعجبني الأوراق البيضاء بين أيدي البوليس، ولا تعجبني الأوراق البيضاء بين أيدي البوليس السياسي خاصّة. سألت صاحبي مازحا عما يفعل بها, فقد تعلمت أن لكل حرفة أدواتها، تعلمت مثلا أن من أدوات الفلاح المحراث والمنجل، وأن من أدوات البنّاء المطرقة و »الملعقة » … صحيح أن هذه المعلومات قديمة، مضى عليها بعض الزمن، ولكني لم أكن أظن أن من أدوات الشرطي الورقات، وخاصة البيضاء منها.. طلب مني بكل لطف أن أحدثه عن حياتي لأني « أعود إليهم بالنظر » كما قال.. استغربت، وعتبت على أمي لأنها لم تُعْلِمْني أني ارجع إليهم بالنظر.. وعتبت على المرحوم والدي لأنه لم يُعَلِّمْني أن أعود إليهم بالنظر.. ربما تكون الانشغالات الكثيرة اغفلت الوالدين عن هذه المسألة، أحاول أن أجد عذرا لوالديّ، وذاك من تمام البر، ولكن بعض السهو لا يغتفر… أجبته، بكل لطف وأدب، أني لا أرى في حياتي ما يستحق الذكر، وأني لا زلت شابا لأفكر في كتابة مذكراتي، وأني إن فكرت يوما في مثل هذه الكتابة، فقد لا أختاره هو تحديدا كاتبا، وأني للأسف لا أرى مبررا يدفعني حتى أن أعطيه اسمي، وأعلمته بوجود أصناف من المجرمين قد يكون من الأولى أن يهتم بهم البوليس، وأني لا أعود بالنظر إليه ولا لغيره ، إلاّ لما أختار، ومن أختار… منذ ذلك اليوم، والأمن التام يغمرني، عسس قرب المنزل.. سيارات من أنواع وأعمار مختلفة.. يرافقونني أيضا في طريقي الى دكان الحي، والسوق الشعبية، يرافقونني في طريقي الى المسجد القريب.. ومن غريب الصدف أن تم إغلاق أحد منفذيْ الجامع.. حصل ذلك للتَّوَقِّي من التيارات الهوائية.. هذا ما قاله لي بعض الظرفاء من الملاحظين والمراقبين، والله أعلم.. ويرافقونني أيضا في جولاتي الصغيرة في المدينة: رجالا وركبانا.. عندما اصطحبت ابنتي وأمها، لأقتني بعض الأدباش لابنتي، لأشعر لأول مرة في حياتي بالمتعة التي يشعر بها كل والد عندما يقتني شيئا جديدا وجميلا لفلذة كبده، كانت معنا هذه الرفقة الآمنة من الثالثة ظهرا الى التاسعة مساء.. عندما دخلنا أحد المطاعم للعشاء، تسمروا في انتظارنا، قلت لنفسي.. إن لم يدفعوا الحساب هذه المرة لعلهم يفعلون ذلك في المرة القادمة.. أستمع لصوت الأقدام خلفي.. أتهجى الكلمات، كأنها تقول لي: « مكانك هناك.. وما أخرجتك إلا تصاريف الزمن.. نشاركك همساتك.. وليتنا نشاركك خواطرك ونواياك ».. أقرأ صوت الأقدام خلفي، أبتسم. أحادث نفسي.. لم يكن الصمت لنا خيارا، ولن يكون.. ومن يسعى الى دفعي للاختيار بين السرية والسجن فلن أختار السرية.. لا شيء لي أخفيه.. واضح أنا كالشمس… السيارة ثابتة في مكانها في طرف النهج، « صباحا، مساء، ويوم الأحد ».. يتدبرون طعامهم من الأجوار الذين يتبرعون لهم بذلك عن طيب خاطر- ومن لا يحب البوليس في بلدي؟- ويستمرؤون بفعل العادة والإلف اللقمة الباردة، المغتصَبَة.. في الحقيقة لست موقنا إن كانوا يتابعونني، أم يتابعون زوجتي، التي تربط غطاء رأسها بمشدّ، وعلم الله ما يمكن أن يُفعل بمثل هذا المشدّ! سافرت الى العاصمة لتحية بعض الأحبة والأصدقاء.. وجدتهم أيضا في انتظاري (لا أتحدث عن الأصدقاء!).. شققت المدينة من معقل الزعيم الى محطة قطارات الضاحية الشمالية.. توقفت عند باعة الكتب القديمة.. استرجعت إحدى هواياتي السابقة.. عندما كنت أتصفح الكتب والمجلات، فاجأتني رسالة أو إشارة، انشرحت لها.. فقد عثرت على رواية كنت أبحث عنها منذ نهاية السبعينات L’archipel du goulag للكاتب الروسي الكسندر سولجينيتسين. في هذه الرواية يكشف سولجنتسين ويفضح ويعرّي ستالين ومعسكرات اعتقاله. الآن، وأنا أتصفح الكتب والمجلات القديمة تنكشف لي الحقيقة كاملة. كدت أقفز على عسسي لأعانقهم، وأعتذر لهم. ظننتهم يتابعونني فإذا هم يتابعون سولجنتسين وحروفه وأبطاله.. ظننت المكان تونس الثلاثاء الحادي والعشرين من نوفمبر 2007 في طقس يذكّر بالربيع، فإذا أنا في الحقيقة في صقيع روسيا ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، ازداد إحساسي بالأمان، غبطت نفسي، وتأسفت لمن – من مواطني- حرم من مثل هذه النعمة، وواساني أن هذا الصنف قليل عدده. كدت أصرخ.. يا إلهي كم تورط الظنون في خاطئ الأحكام.. واستغفرت لذنبي، وللمؤمنين والمؤمنات..

المناخ المطلوب داخليا لتحقيق التجديد وحل الإشكاليات

من ذلك الاسهام المشكور لطائفة من الأحبّة في النشاط الفكري وفي العمل الجمعياتي في كثير من المنافي… ووجدت أن حركتنا هي الآن الأكثر وضوحا وعلنية. إذ تطرح الكثير من المسائل المهمة للنقاش العلني، فيساهم فيها الجميع، وفي هذا خير عميم للبلاد والعباد إن كان القصد هو تحرّي الحق، وإن كان الحرص على توضيح الفكرة، والاحتجاج للموقف لا ينسينا الحرص على مراعاة حق الأخوّة، والحفاظ على علاقات المودّة والتّحابب، إذ ليس لنا من رصيد أعظم من هذا.. دون هذه الوحدة ما كان اجتماعنا اليوم ميسورا.. ودون هذه الوحدة لا يمكننا التقدم شبرا في معارك ترسيخ هويّة بلادنا، وتوفير الحرية لكل صاحب فكر ورأي وموقف.. ودون هذه الوحدة لا يمكننا التقدم شبرا للمساهمة في معركة العدالة الاجتماعية، وفك الارتباط بقوى الاستكبار والهيمنة.. لا زلت أتحسس طريقي تدريجيا لأكوّن فكرة تسمح لي باتخاذ موقف مما يدور، وأتابع شيئا مما ينشر من السّجال حول عدد من المسائل، غير أني أرى، ابتداء، أن يتجاوز النقاش دائرة الكليات والمبادئ الى التحليل الدقيق للواقع، والبحث عن مدى توفر شروط أي خيار من الخيارات، إما في الحال، وإما في مستقبل يُصنَع بخطواتنا أيضا.. فما أظن وجود خلاف حول الكليات والأصول والمبادئ، وقد خضنا ما يشابه هذا النقاش سنة 1981 وسنة 1983، وكان نقاشا صعبا، ومرهقا. ولكن نتائجه على مستوى بلورة النهج كانت مهمّة جدّا.. وهو ما سجّلته وثائقنا خاصة سنة 1986.. هذه رسالة شخصيّة، فلا أتكلم باسم أحد، ولا يمكنني أن أتكلم باسم أحد. ولكن علم الله كم بذلنا داخل السجون، كل منا في ذاته، مراقبة وتذكيرا، وكل منا مع إخوانه تحذيرا وتحصينا، حتى لا يخلف ضيق المكان وضيق الظروف ضيقا في الصدور وضيقا في الأفق، وحتى لا تكون محبتنا مدعاة للتساهل في الحكم عند تقييم الحبيب، ولا بغضنا مدعاة للتطرف في الحكم عند تقييم المخالف، أيا كانت درجة الخلاف معه (أشدّد: أيا كانت درجة الخلاف).. أزعم أننا لا نعدم مرونة في طريقة التفكير تسمح بتقدير المصالح، ومراعاة مختلفها، والموازنة بينها، وفق ذلك النهج القيم الذى لا يتحرج من مواجهة أية معضلة وطرحها للنقاش، مع مراعاة المقصد الأسنى في المحافظة على وحدة الصف، وبذل أقصى ما يمكن من الجهد للمحافظة على مناخات المودة والتآخي.. لا ينقصنا –ولله الحمد – الصدق، ولا الإخلاص، ولا الحكمة لتحقيق ذلك..

معجزة المحافظة على وجود حركة النهضة ووحدتها:

لمست لدى الكثيرين ممن أعرف نوعا من الأسف، وحتى ما يشبه الاعتذار عما يعتبره تقصيرا في حق المساجين.. قد يكون هناك بالفعل تقصير.. ولكني شخصيا أشكر للجميع جهدهم، ولا أهوّن البتة مما لحقهم من ابتلاء وفتنة، ولا يمكن أن أبخس ما حققوه من مكاسب وإنجازات.. معركتنا في السجن كانت واضحة.. لا بحر من ورائنا. من لا يريد بك ذرة من الخير يحاصرك من كل جانب، لا يترك لك متنفّسا في المكان، ولا هدنة في الزمان، ليس لك من خيار، إما أن تكون، وإما ألا تكون.. لا خيار لك غير المقاومة.. لا وسط… أما فتنتكم، فلها من الأوجه الكثير..والأنفس الحرّة، الحيّة، قد يربكها عجزها الحقيقي، فتتوهّم أنه كان بإمكانها أن تفعل الكثير ولم تفعل.. فترتدّ على ذاتها جلدا، حتى تصاب بالإحباط، وترتدّ سهامها الى من معها في نفس الصفّ، فتخطئ المعسكر، والمعركة، والهدف.. أشهد أنه لم يكن من الهيّن المحافظة على وجود حركتنا في ظروف كالتي مررنا بها.. وأشهد أنه لم يكن من السهل المحافظة على وحدتها في مثل تلك الظروف.. وأشهد أنه لم يكن من السهل المحافظة حتى على الحد الأدنى من مناخات التعايش الصحي.. ما حققتموه، أيها الإخوة، يشبه المعجزة، فلا تبخسوا أعمالكم.. وأشهد أن ما حققتموه من حضور ليس بالشيء الهين، مهما كانت علاقته بالأطر الرسمية، فلنا من سعة الأفق ومن حسن الفهم، ومن رحابة الرؤية ما يجعلنا نقول: بارك الله في كل جهد خير، ونقول كما قيل: أمطري حيثما شئت فخراجك لصالح البلاد والعباد.. يجب أن يكون هذا الأمر راسخا في الأذهان، دون تزيين ولا غرور، ودون تبخيس ولا تحقير.. أما ما يمكن أن يوجد من تقصير، بل ما وجد فعلا، في أدائنا، أفرادا وجماعة، فمع ضرورة أن نستخلص منه ما يتوجّب من دروس ونتائج، لا يجب أن يحبسنا في نفس دائرة جلد الذات.. فإن قصّرنا بالأمس، فلنوطّن العزم ألا نقصّر اليوم، وإن كان مردودنا بالأمس لم يتجاوز 20% مثلا مما كان متاحا فليكن غدا 80% أو 90% …

يجب أن تتّجه الهمم العالية الى إبداع الصيغ الجديدة

أَسِفٌ أنا لاستمرار أسر ثلّة من إخواننا خلف الأسوار، أسف لاستمرار التعامل بعقليّة الرهائن، والدروع البشرية، أسف لبقاء بوراوي، والهادي، والشّيخ الصادق، ورضا، والشاذلي، وإلياس وغيرهم.. أسأل الله أن يعجّل بجمع شملنا، وأن يوفّقنا ويعيننا على ما به نساهم في تحرير إخواننا.. أفهم تسريح الدفعات الأخيرة باعتباره دعما لرصيدنا من الطاقات، لا تعويضا لما هو موجود منها.. فساحة الكفاح واسعة، وهي عطشى للآلاف من الارادات الفاعلة، فشعارنا في هذه الجماعة المباركة  » كلما دخلت أمة باركت أختها »، فينضم اللاحق للسابق، ويساهم كل بما يسره الله له من ملكات وإمكانيات.. ويجب أن تتّجه الهمم العالية الى إبداع الصيغ الجديدة، المناسبة لأوضاع قد لا تستوعب ما فيها من ثراءٍ وتنوعٍ وتوسعٍ مدونتُنا السابقة، خاصة وأن المحنة أفرزت لنا خارطة انتشار جديدة، وأن وسائل الاتصال الحديث أعادت صياغة الجغرافيا.. ولي من الثقة في عبقريتنا، وحكمتنا، وتشبّعنا بمعاني الأخوّة وبموازين المصالح ما ييسّر حصول هذا الغرض وغيره..

الصحوة الجديدة تنتظر من سبقها في دروب الدعوة:

أتوجّه ختاما بتحيّة خاصّة لكافّة أخواتي.. فقد كانت نساؤنا في الداخل بطلات هذه المحنة /الملحمة.. وكان نصيبهن من الأذى والمعاناة أضعاف ما قاسيناه في سجوننا ومعازلنا.. كنّ سند السجين: صوته، وعينه، وأذنه، ويده، وركنه الشديد، وكن مربّيات جيل، وكنّ الدرع التي صدت مختلف السهام المسمومة، وقدّمن ما يكفي من البراهين والأدلة على أن مدرستنا في التربية، مهما أبدينا بخصوصها من ملاحظات ونقد، قد نجحت في صياغة نموذج متميّز.. وأحسب أن نصيب أخوات المهاجر من المعاناة، ورصيدهن من الصلابة والثبات والتثبيت، لا يقل عن نصيب أخواتهن في الداخل.. ولا شك أن لجميعهن الآن، في هذه المرحلة، أدوارا جديدة.. فأفواج الصحوة الجديدة تنتظر ممن سبقها في دروب الجهاد من النساء أن يتصدرن الصفوف، ويقدّمن النموذج للمرأة العفيفة، المناضلة، القائدة، التي تحصن النشء والمجتمع، وتعتلي منابر الدعاية والخطابة والتربية والسّجال.. هذه مسألة في غاية الأهمية، تتطلب استعدادا وجرأة من أخواتنا، وتتطلب تشجيعا وحزما وتصميما منا جميعا.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. كن صادقا، شهما، شجاعا، وأَحِبَّ الناس، فتلك طريق الجنة: كنت أنوي البدء، عند وصولي الى قريتي الصغيرة، بزيارة قبر الوالد رحمه الله.. كان الوقت متأخرا، وكان كثير من الأهل يستعجلون وصولي، أجّلت الزيارة لفجر اليوم الموالي.. صحبت معي رفيقته، ورفيقتي، وحفيدته، وعددا من الأهل.. سلّمت عليه، دعوت له، دعوت لمن دعا له، حادثته.. وعاتبته: لِمَ لَمْ تنتظرني يا أبي.. عاتبني: لِمَ أبطأت عليّ يا بنيّ.. أوصاني: أحرص على الجنّة بنيّ، كن صادقا، شهما، شجاعا، وأَحِبَّ الناس، فتلك طريق الجنة.. ثم دعا لي .. ليحفظكم الله بما يحفظ به عباده الصالحين…

دعوة الى الرشد:

أكتب هذه الرسالة في منطقة برزخ بين الحرية والأسر.. أتذكّر وصايا والدي وأتساءل.. هل تكون هذه رسالتي السجنيّة الأخيرة.. هل أتلف الأواني البلاستيكية التي استعملتها زوجتي لجلب الطعام لي في سجني، أم أحتفظ بها لما قد تدعو إليه الحاجة؟ يا أيها الملأ أفتوني في أمري.. آمل أن تكون هذه رسالتي الأخيرة.. ولا يزعجني أيّ احتمال آخر.. فقط، هي دعوة الى الرشد، نجدد بها دعوة أطلقناها على صفحات مجلة المعرفة من أكثر من ثلاثين سنة، وجددناها بعد ذلك مرارا وتكرارا… إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد إخوتي الأحبة: سلامي للجميع.. هذا بعض ما سمح به المقام من حديث.. وللأرواح حديث تدركه دون تصريح ولا تلميح. والى لقاء قريب بإذن الله.. ملاحظة: إن أرسلت شيئا، فلا ترسل إلا ما تعرف أني أحتاجه مما لا يتوفر بأسواقنا.. أرسل لي، مثلا، دبّا قطبيّا.. وشيئا من الحرّيّة.. أما الشّوق، فلعلّ ما بنا أكثر مما بكم.. وقد يكون في بلادنا من الغربة أكثر مما في المهاجر.. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المحبّ / عبدالحميد تعليـــــــــــــق: 1 – واضح أنا كالشمس: يقول الأخ عبد الحميد في ثقة: « أقرأ صوت الأقدام خلفي، أبتسم. أحادث نفسي.. لم يكن الصمت لنا خيارا، ولن يكون.. ومن يسعى الى دفعي للاختيار بين السرية والسجن فلن أختار السرية.. لا شيء لي أخفيه.. واضح أنا كالشمس… » إنه وضوحُ استعلانٍ ونفيٍ للسرية، ووضوحُ صدعٍ ونفي للصمت والخوف. هذا من أهم ثمرات المحنة في مستوى التونسيين عامة وخاصة في مستوى حركة النهضة. لقد أفرزت المحنة خاصة في إخوة الداخل تيارا نطق بالحقيقة التي كشفتها المحنة في كافة الأطراف ، وصدع بها ولو على نفسه وحركته، وغير مستعد لا للمجاملة ولا للتنازل، ويطلب الحق كاملا غير منقوص، وغير مستعد لأن يمثله ويتكلم باسمه أي كان ما لم يكن باختياره ورضاه. إنه تيار مشدود إلى الحق ملتزم به وفدائي من أجله، ليس مستعدا لتفويتها لأحد. وهذا التيار هو على نوعين: نوع مشدود إلى الجوانب السلبية وهو في الغالب غير مفهوم من الآخرين وينظر إليه أنه مشاكس عنيد تجاه حزبه ومجموعته، وتجاه خصومه وأعدائه. وهؤلاء يشكلون نواة صلبة خاصة في تقويم البلاد والكيانات التي ينتمون إليها، وشدها حتى لا تنساق أمام ضغوط الواقع والأطراف الأخرى لا يمينا ولا يسارا. وأما النوع الثاني فيزيدون على الأولين وعيهم بالجوانب الإيجابية حتى لدى خصومهم وأعدائهم وتقديرهم لها، مما يجعلهم أكثر توازنا ومرونة وقدرة حتى على التآلف والتحرر من أسر ومنطق الصراع ، ومما يؤهلهم إلى أن يكونوا نواة صلبة في حل مشكل البلاد والكيانات التي ينتمون إليها. والأخ عبد الحميد هو من هذا النوع الثاني وقد أحسن التعبير عليهم . إنه ليس أمام البلاد الآن إلا أن تأخذ طريق الوضوح علنية وصدعا بالحق، فإن لم نتقدم إليه اختيارا فسوف نجبر عليه اضطرارا. 2 – الحوار العلني والمفتوح من أجل تحري الحق وتوضيح الفكرة: ويقول الأخ عبد الحميد: » وجدت أن حركتنا هي الآن الأكثر وضوحا وعلنية. إذ تطرح الكثير من المسائل المهمة للنقاش العلني، فيساهم فيها الجميع، وفي هذا خير عميم للبلاد والعباد إن كان القصد هو تحرّي الحق، وإن كان الحرص على توضيح الفكرة، والاحتجاج للموقف لا ينسينا الحرص على مراعاة حق الأخوّة، والحفاظ على علاقات المودّة والتّحابب، إذ ليس لنا من رصيد أعظم من هذا.. » مزايا الوحدة هي ما ذكرها وزيادة، ولكن لا بد من إرفاقها بأنه لا معنى لهذه الوحدة إلا إذا كانت على الحق، وأما إذا غدت حزبية وفوق الحق فهذه مصيبة ينبغي إنكارها حتى يستقيم الحال مهما كلفتنا. لقد ذكر الأخ عبد الحميد أنه لازال يتلمس حقائق الواقع. ومن هذه الحقائق أن الساحة السياسية والحزبية والمدنية محتاجة إلى إعادة تشكل وهيكلة، أي إلى تجديد كما ذكر الأخ العجمي، فإذا لم نع بذلك ونوفر متطلباته فالحديث عن الوحدة مع المحافظة على نفس النسق القائم هو تأبيد للوضع الحالي أو تهيئة للتجاوز والتهميش من التطورات المقبلة. وإذا كان الأخ العجمي حدد ضرورة إعادة التشكل والهيكلة مركزا على مطلب الحرية في الإطار الموضوعي، فكأني بالأخ عبد الحميد يقول بالتجديد الداخلي وضرورته مركزا ومبينا المنهجية المطلوب اتباعها والمناخ المطلوب توفره، مستحضرا التجربة التي خاضتها حركة النهضة في 81 و 85. يتكلم عن كل ذلك بصيغة واثقة وإيجابية، جامعة للحق والوحدة بتوازن. إذا كان العجمي ركز إذن على الجانب السياسي، فقد أكمل عبد الحميد الباقي مركزا على الجانب الداخلي. 3 – مفارقة عجيبة: العجيب أن هذه العقليات الجديدة المفتوحة الرائدة في التجديد والانفتاح وحرية التعبير ( مقومات الحد الأدنى الحضاري ) هي خارجة من عالم السجون المضيقة والمقطوعة على حركية وتجدد الواقع، في مفارقة واضحة مع من عاشوا في إطار هذا الواقع المتحرك والمتجدد، والذين قد نجدهم روادا في الانغلاق والمحافظة ومنع حرية التعبير، وأنا أعني هنا عموم النخبة التونسية المتصدرة خاصة للمنتظم السياسي والحزبي. وإذا حاولنا أن نجد تفسيرا لذلك فيبدو أن الذين بقوا على ساحة الصراع أقاموا حيث أقامهم الصراع، وثبتوا وصمدوا على ذلك ، وصبروا وصابروا حتى جمدوا هناك في الأفكار والأساليب والعقليات والسياسات، وتقولبوا قولبة خطيرة، وشكلوا بوتقات مغلقة تهضم وتأكل كل قادم جديد، أو تطلع للتجديد؛ فإن استعصى تطرده أو تعزله. وأما إخوة السجون وإن كانوا في موقع صراع من نوع آخر إلا أنه كانت لهم أوقات كثيرة خلوا فيها للنقاشات والتأملات، فلم يأسرهم ضيق الواقع بل تحرروا إلى سعة وانفتاح وحرية الفكر والإيمان، فخرجوا بعد تربية كل تلك السنين الطوال بمثل تلك العقليات الرائدة في مقومات الحضارة. وهم الآن في الحقيقة هم موضوعون على المحك مباشرة مع البوتقات المغلقة للمنتظم السياسي والحزبي وحتى السلطوي والأمني مما يجعلهم مهددين تهديدا حقيقيا أن تأتي على بعضهم وتؤثر في البعض الآخر مع رجاء أن تسلم منهم فئة. وعلى كل حال مهما كان تأثير هذه البوتقات المغلقة فما خرج به أهل السجون من مثل تلك التربية سوف تكون مكنونا ينزع للتعبير عن نفسه، فإذا ما التقى في الواقع مع بعضه بعضا سوف يكون تيارا ينطوي على الحد الأدنى الحضاري على الأقل يجرف كل الواقع الآسن. إن مثل هذه العقليات لم تعد ملكا لأي منتظم حزبي بل هي ملك عام للبلد. وعليهم أن يعملوا أن يتحولوا ويحوّلوا كياناتهم إلى هذه الآفاق الواسعة. 4 – لمؤسف جدا: ومن المؤسف جدا أن يجد مثل هذا العقل الكبير والقلب الكبير نفسه يتحدث عن المعركة. وبين من ومن؟ بين نفس الأهل والعائلة التونسية. يتحدث عن معركة لازالت مندلعة منذ 1991 ولكن بموضوعية وبإيجابية وبتفاؤل وتسامي. ويخاطب الجميع بالحقائق وفي الشمس رجاء أن يرشد التونسيون فتكون رسالته الأخيرة من داخل سجون البلاد ليعيش مع الجميع الحرية والكرامة.

والله من وراء القصد عليه توكلنا وإليه ننيب (*) إنتاج ورشة حضاريات
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 21 فيفري 2008

 


 

تونس الجميلة

قضيّة مجموعة سليمان

 

توقّفت عند ما أصدره كلٍّ من المجلس الوطني للحريات بـتونس والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين – مشكورين – حول قضيّة مجموعة سليمان، فقد أعلموا بكلّ ما جرى وعلّقوا أو ناقشوا كلّ ما جرى ليصلوا بالقارئ إلى أنّ هذه المحاكمة لم تحز على أبسط المقوّمات التي تقرّبها من العدالة فضلا عن الحديث عن عدالتها. ولقد تألّمت كثيرا لعدم القدرة على التدخّل بما ينفع هؤلاء التونسيين الذين تمثّل ذنبهم – ربّما – في قدومهم إلى الحياة (والأمر خارج عن نطاقهم) خلال فترة حكم المغيّرين… وقد رأيت لفت الأنظار إلى بعض العناصر المهمّة في هذه القضيّة:

 

بعض المفردات التي ردّدها المحتجزون:

« حسبي الله ونعم الوكيل – إنّني بريء – أُخرجت من داري، وأنا بريء من جميع ما نسب إليّوُصفتُ بأنّي مجرم والله يشهد أني لست مجرما: أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمونأنا لست مجرما، أنا بريء مما نسب إلي ..وأنا حاليا في عزلة تامة، ألا إنّ الإسلام حائط منيع وباب وثيق وحائط الإسلام العدل وبابه الحق ..- أطلب البراءة وعدم سماع الدعوى – لا علاقة لي بما وُجّه لي من تهم والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل- أُذكّر هيئة المحكمة بأنّ الله يدافع عن الذين آمنوا ..، والسلام على من اتبع الهدى، وأنا بريء مما نُسب إليّ…

 

فكلّ هذه المفردات تعكس مستوى من التديّن واضحا، وكلّها تؤكّد على البراءة من التهمة، وكلّها تدعو إلى تقوى الله تعالى وتخوّف من آثار الظلم في الدنيا والآخرة، وكثير منها يستنكر بمرارة ويرفض بثقة تامّة صفة الإجرام… فبالرّجوع إلى الحقوقيين والمحامين الذين « أكّدوا على أنّ المحاكمة لم تكن عادلة وكانت مجرد استكمال قضائي للتصفية البدنية للمجموعة التي خاضت مواجهات مع أعوان الأمن في نهاية العام الماضي وبداية السنة الحالية. والذين نبّهوا إلى حصول سابقة خطيرة في تاريخ القضاء التونسي بسكوت القاضي محرز الهمامي على ضرب المتهمين بالهراوات أمام ناظريه دون أن يحرك ساكنا. »، يمكن القول بأنّ المحاكمة هي فعلا مجرّد تصفية حسابات مع خصم لم يبرز بتعاطي السياسة هذه المرّة ولكنّه برز بمناصرة فكر يراه أنفع في ظلّ ما تشهده تونس الجميلة من شذوذ لامس كلّ الميادين… فالمسألة إذن فكريّة – وإن قيل بأنّ السلاح قد جُنّد لها – ولا بدّ لها من حلّ فكري حقوقي عادل يكون هدفه الإصلاح وليس تكسير عظام أبنائنا!…

 

أعمار العناصر المحتجزين:

 تلا حظ أخي القارئ بأنّ عشرين من بين الثلاثين محتجزا تقع مواليدهم بين 1980 و1985، أي أنّ أكبر هؤلاء الشباب في هذا القسم الأكبر من المجموعة قد شمله  « التغيير المبارك » بعنايته ونشّأه على دينه مذ كان بأسنان الحليب، أي بعبارة أخرى أنّه يكبر السيّد الرّئيس في كرسيه بسبع سنوات فقط، في حين تجد أصغر هذا القسم من المجموعة سنّا قد وُلد في نفس السنة التي عيّن فيها صاحب التغيير كأوّل شخصيّة مكلّفة بالأمن في البلاد (سنة 1985)… والسؤال هنا: أليس المسؤول الأوّل بل الوحيد (في ظلّ القضاء على دور العائلة بمحاربة السلطة الأبويّة والأموميّة) عن صلاح  شبابنا وفلذات أكبادنا أو فسادهم وإفسادهم – كما نرى – هو التغيير وصاحبه؟!… وإلى متى سنظلّ نتفرّج على أبنائنا متسكّعين في الشوارع يشاكسون ويحشّشون، مغامرين في البحار يغرقون أو ينجون فيذلّون، وإلى متى سنتركهم دون ردء يُنصّرون ويهوّدون ويُمجّسون أو يُسلمون فيسجنون ويُقتلون؟!…  

 

جهة الانتساب:

هناك اثنا عشر شابا من بين المحتجزين من مدينة سوسة، أي قريبا جدّا من حمّام سوسة، مسقط رأس صاحب التغيير، وهو لعمري أمر جدير بالدّراسة: فهذا الرّجل « لم يجد الخير » حتّى من أهله الأقربين، فسعوا حسب النيابة إلى « التآمر على أمن الدولة الداخلي ومحاولة الإعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة… »، ما يدلّ على أنّهم عافوا وكرهوا دولةً هو رأسُها… أليس حريّا بصاحب التغيير أن يذهب إلى الأسباب التي دفعت هؤلاء – حسب أجهزته – إلى القيام بأعمال إرهابيّة، الكلّ يعلم أنّ نهايتها لا محالة غيرُ سارّة، وقد قرأ الجميع عن القانون الإرهابي الذي صاغه المغيّرون لمقاومة « الإرهاب »؟!… فما الذي يجعل هذا أو ذاك يتجرّأ على « الإرهاب » رغم وجود ما يُرهِبه ويخوّفه؟!… حاولوا – لمصلتكم – معرفة تلكم الأسباب، ثمّ تذكّروا بأنّ التونسيين لم يلدوا أبناءهم لتقتلوهم! وللتأكّد من ذلك ضمّوا إلى صدوركم من تحبّون وفكّروا ولو مرّة واحدة في فقدانهم، فليس هناك ما يمنع من ذلك، وصدّام رحمه الله قد فقد ولديه رغم ما كان فيه من عزّ محصن!… حسبنا الله ونعم الوكيل…

 

بعض الشهادات:    

       « … تعرّض بدر الدين القصوري للتعذيب لمدة 12 يوما بدون انقطاع وتعليقه على هيئة الدجاجة المصلية ساعات طويلة وتهديده بجلب أمه إلى مقر وزارة الداخلية وإجباره على مشاهدة لقطات خليعة على جهاز الهاتف الجوال لأحد الأعوان« : قد علمنا في السابق أنّ الكثير من أبناء الحرام قد هدّدوا الشرفاء بالاعتداء على عرضهم تماما كما فعل الصرب مع أهل البوسنة المسلمين، وفي تونس الجميلة لدينا قلوب أشدّ قسوة من الحجارة قد سجّلت الحيطان عليهم كلّ سقطاتهم لتشهد بها عليهم يوم تزلزل الأرض زلزالها وتجرج الأرض أثقالها. ولكنّ الإجبار على مشاهدة اللقطات الخليعة جديد و »متطوّر ومواكب للعصر » ومواتٍ للتغيير، ويأتي ليُؤكّد أنّ هؤلاء الشباب لا يساومون على تديّنهم إذ ليس لديهم ما هو أغلى من دينهم الإسلام، وهو ما جعل هذا العون أو هؤلاء الأعوان (أعوان الشرّ) يؤذونهم بما تأكّد لديهم أنّه يؤذيهم، ما يرسّخ لديّ بأنّ في تونس أقواما يكرهون الإسلام وأهله…

 

       « … وتأكيد جوهر القصار أنّه تعرض للتهديد بالإعتداء بالفاحشة، وذكر وائل العمامي أنه قد وقع تهديده بجلب أمه وأخته وتمّ إدخال عصا في دبره وضربه على رأسه ووجهه بما أفقده القدرة على السمع بأذنه اليسرى« : كيف نتصوّر أن يكون ردّ الفعل لشباب يقعون تحت وقع هذه الظروف ورهن تصرّف هؤلاء الشواذ المنسوبين خطأ لتونس المسلمة؟!… أهناك مسلم يعتدي على الحرمات بهذا الشكل ويعذّب المسلمين بهذه البربريّة التي لم يستعملها حتّى الصهاينة أنفسهم مع خصومهم؟!…أكاد أجزم أنّ هؤلاء لم يعرفوا في حياتهم قيمة أمّ أو أب أو أخت وإلاّ لما تجرّؤوا على التهديد بانتهاك حرماتهم!… غير أنّ أوزارهم جميعا سيحملها صاحب التغيير الذي قدم بهذه المتغيّرات الضاربة للهويّة المذهبة للمروءة، فمتى يتراجع ويتوب وينحاز إلى الفضيلة والعمر قد أزف وملك الموت قد استعدّ لتنفيذ أمر ربّه؟!…

 

        « … وما رواه مهدي الحاج علي من تعذيبه بحضور وزير الداخلية« : لو لم أكن أخشى توصيات وزراء الإعلام العرب الأخيرة لوصفت هذا الوزير (الرمز) بأنّه سافل ساقط منحط، لا خلق له ولا إنسانية ولا ضمير… مجرّد سجّان نال إعجاب صاحب التغيير فانتدبه للإشراف على تغييرات يرغب في إحداثها في بدن مهدي الحاج وغيره من التونسيين « الإرهابيين » الذين يطمحون إلى مقاومة الفساد المستشري في البلاد…

لا يمكن أن تكون تونس الجميلة مسرحا للعصابات المسلّحة ولا مسرحا لعصابات ترويج المخدّرات أو ترويج المفاسد بمختلف أنواعها… يقول أسامة العبادي: « أنا شاب تونسي مسلم، غير مرغوب فيه بالبلاد التونسية، لا علاقة لي بالعقيدة التكفيرية، والدي كان رجل أمن يعمل بوزارة الداخلية، أوقف وبرّأه القضاء، ورغم ذلك عوقبت كل العائلة ..، أطلب إظهار براءتي« . كلمات قالت كلّ شيء، ولكنّ المغيّرون لا يسمعون أيّ شيء، وحسبنا الله ونعم الوكيل!… 

 

عبدالحميد العدّاسي


 

قضية سليمان: فليستبدل حكم الإعدام بعقوية سالبة للحرية !

 
مرسل الكسيبي (*)   أصدرت الدائرة الجنائية رقم 27 بمحكمة الاستئناف بتونس حكمها مساء أول أمس الأربعاء 20 فبراير 2008  في قضية سليمان , واللافت للنظر في هذه القضية هو تأكيد حكم بالاعدام في حق المتهم صابر الراقوبي وسط مناخ حقوقي وسياسي تونسي ودولي مناوئ لهذا الصنف من العقوبات . واذا كان تنفيذ مثل هذا الحكم القاسي يبقى مرتبطا بموافقة خطية من لدن رئيس الجمهورية التونسية , الا أنه من الهام بمكان التذكير بأن تونس لم تطبق عقوبة الاعدام منذ سنة 1994 , وهو مايعني أن هناك رغبة سياسية رسمية في تلافي تبعات هذا الحكم على مستوى داخلي وخارجي ولاسيما في القضايا المرتبطة بالدوافع السياسية .   اننا في قضية الحال وان كنا ذكرنا بخطورة النهج العنفي المسلح الذي اعتمدته مجموعة سليمان ونبذنا القاطع لمثل هذا النهج في موضوعات الخلاف الفكري والسياسي بصرف النظر عن الجهة التي ارتكبت هذه الأفعال المخالفة للقانون وقواعد السلم الاجتماعي , الا أننا نرفض مطلقا اصدار حكم الاعدام في قضية يجمع المحامون الذين ترافعوا فيها على أن عناصرها الذين ارتكبوا أركان فعلها المادي كانوا قد سقطوا في الاشتباكات المسلحة التي دارت مابين نهاية سنة 2005 وبداية سنة 2006 وهو مايعني أن كل عقوبة في حق العناصر المساندة أو الداعمة لعناصر المجموعة المذكورة لاينبغي أن تتعدى طور العقوبة السجنية السالبة للحرية مع ضمان رقابة صارمة على ظروف الاعتقال وأساليب التحقيق التي ينبغي أن تبقى مقيدة بالتزامات تونس على الصعيد الحقوقي والانساني المحلي والدولي – تونس كانت من بين الدول النامية التي أمضت على اتفاقية مناوئة لاستعمال أساليب التعذيب قبل أكثر من 19 عشر سنة .   وعلى العموم واذ تترك خصوصيات الدفاع في القضية للسان الدفاع ممثلا في الأساتذة المحامين المنوبين من قبل المتهمين , الا أنه ينبغي التنبه الى ضرورة ايجاد راي عام وطني غير قابل بتمرير عقوبة يمكن أن تساهم في اهدار نفس بشرية يمكن تأديبها ان ثبتت التهم الموجهة اليها بمدد سجنية بدل تنفيذ حكم بشأنها هو مثار جدل على الصعيد الحقوق والانساني عالميا , هذا علاوة على احترازات كبيرة أبداها المحامون التونسيون بخصوص طريق سير العدالة عند الجلسات الماراطومية للقضاء الابتدائي والقضاء الاستئنافي في موضوع قضية الحال .   أحيي بالمناسبة رغبة بعض القضاة التونسيين في فرض استقلالية مؤسستهم عبر الحرص على محاكمة شفافة تتوفر فيها شروط القضاء العادل , غير أن جملة ملاحظات أبداها المحامون التونسيون كان من الممكن أن تغير مجرى الأحكام باتجاه مزيد من انصاف المتهمين وتخفيف المدد العقابية .   ان للصحافة والاعلام كسلطة رابعة دورا بارزا في المطالبة بحماية قيم حقوق الانسان وقواعد المحاكمة العادلة غير أنهما لايمكن أن يتدخلا في سيرورة المسار القضائي الذي ينبغي مراقبته من قبل جهات الاختصاص ولاسيما المحامين والمنظمات الحقوقية المستقلة , وهو مانظنه قد حصل بأقدار ممتازة ساهمت في ابراز عيوب المحاكمة في ظرف زمني وجيز – تراجع في ذلك بيانات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمجلس الوطني للحريات وحرية وانصاف والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين .   واذا كانت فرص مراجعة الأحكام بالعودة الى محكمة التعقيب تعد ضعيفة , الا أن امكانية التراجع في تطبيق حكم الاعدام على السيد عماد الراقوبي  تقع على النخبة ووسائل الاعلام والمنتظم الحقوقي والسياسي في تونس , الذي لابد أن يجتهد من هنا فصاعدا في محاصرة معنوية لهذه العقوبة حتى لاتظل سيفا مسلطا على رؤوس التونسيين والتونسيات في القضايا ذات المنزع السياسي .   ان محاربة الارهاب وان كانت مسألة مشروعة في عرف كل الدول الحديثة الا أن المقاربة في ذلك لابد أن تستند الى رؤية تربوية وتعليمية وتثقيفية وسياسية شاملة تبتعد عن اختزال الموضوع في مقاربة أمنية صرفة تساهم في تضخيم الظاهرة وتقويتها بدل اضعافها وتقهقرها في بلدان كثيرا ماكان غياب الديمقراطية والحريات سببا مباشرا في دعم جماعات اليأس بعناصر جديدة تعشق الاقبال على صناعة الفناء والموت بدل الانخراط في مسار التنمية وصناعة الحياة.   لأجل كل هذا سنرفض الارهاب وصناعة الارهاب مع ضرورة التنبه الى أهمية المقاربة الديمقراطية والاصلاح السياسي وقضايا احترام حقوق الانسان في تحصين المنطقة من مخاطر  أبرز ظاهرة شريرة .   (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »   (المصدر: وكالة صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 22 فيفري 2008)

حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري الخميس 21 فيفري  2008
 
1- علمت:   للذكرى:   آخر أحكام بالإعدام صدرت عن المحاكم التونسية الاستثنائية و العادية تم تنفيذها فجر يوم التاسع من أكتوبر 1991.. ونفذت في حق كل من إخواننا محمد الهادي النيغاوي و مصطفى حسين و محمد الحبيب الزريبي ( في قضية باب سويقة المكيفة حسب) و اثنين من سجناء الحق العام أحدهما الناصر الدامرجي..ولم ينفذ حكم الإعدام بعد هذا التاريخ رضوخا للضغوطات الغربية… علما بأن القضاء التونسي لا يزال يصدر أحكاما بالإعدام لكنها لا تنفذ، و قد يفوق عدد المحكوم عليهم بهذه العقوبة الستين شخصا يقيمون في ظروف بائسة، إذ أنهم ممنوعون من الزيارات و من تلقي القفة و من تلقي الرسائل أو الحوالات البريدية…   جوازات السفر: كم هي القضايا التي أصدرتها المحكمة الإدارية لصالح تونسيين يطالبون بجوازات سفرهم؟؟؟ هل نفذت السلطة حكما واحد منها؟؟   2- تدبرت:    » يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، و لا رقّ أملك من الشهوة، و لا مصيبة كموت القلب، و لا نذير أبلغ من الشيب »..  ابن الجوزي.   3- سمعت:   تعميما للفائدة أنشر هذه الرسالة البريدية التي وصلتني:   « استخبارات إسرائيلية . أميركية على ‘الانترنت’17/12/07   فترة قليلة على انطلاق موقع ‘فيس بوك’ الشهير للتعارف على شبكة الانترنت ، كانت كفيلة لتكالب الملايين من أنحاء العالم على المشاركة في الموقع خصوصا أن من السهل على أي مشترك الوصول للمئات من الجميلات ، ولكن المسألة لا تتوقف على الجميلات فحسب . فثمة شكوك حول استفادة إسرائيل من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي وتحليلها وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم .
و هذا الشباب كغيره من شباب العالم وجد في هذا الموقع ضالته المنشودة حيث يمكنه عبره التعرف على عدد كبير من الفتيات من مختلف أنحاء العالم.   ولكن الخطير هو أن الشباب العربي يجد نفسه مضطراً دون أن يشعر للإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات عن وظيفته وأصدقائه والمحيطين به وصور شخصية له ومعلومات يومية تشكل قدراً لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي.  
وتجربة إسرائيل في الاستفادة من التكنولوجيا المعلوماتية لا تخفى على أحد ، فأجهزتها الأمنية والمخابراتية صاحبة باع طويل في هذا المجال وثرية بطريقة تجعلها قادرة على جمع ما تريد من معلومات في أي وقت عن الشباب العربي الذي يشكل النسبة الأكبر ويعد الطاقة في أي مواجهة مستقبلية. وليس الحديث عن شكوك أو تخمينات بل حقيقة دامغة وأن غابت تفاصيلها وأسرارها ، لكن هل يمكن أن نتخيل أن نكون جميعا »جواسيس« دون أن ندري وأن نقدم معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية أو الأميركية دون أن نعرف أننا نقدم لهم شيئاً مهما ?   هذه هى الحقيقة فالأمر أصبح سهلا حيث لا يتطلب من أى شخص سوى الدخول إلى الانترنت وخاصة غرف الدردشة، والتحدث بالساعات مع أي شخص لا يعرفه في أي موضوع حتى في الجنس معتقدًا أنه يفرغ شيئا من الكبت الموجود لديه ويضيع وقته ويتسلى، ولكن الذي لا يعرفه أن هناك من ينتظر لتحليل كل كلمة يكتبها أو يتحدث فيها لتحليلها واستخراج المعلومات المطلوبة منها دون أن يشعر هذا الشخص أنه أصبح جاسوسا وعميلا للمخابرات الإسرائيلية أو الأميركية، هذه الحقيقة نشرتها (مجلة إسرائيل )اليهودية التي تصدر في فرنسا منذ فترة قصيرة حيث نشرت ملفا عن عملاء الانترنت الذين يشكلون اليوم إحدى أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأميركية على حد سواء،   وفي الملف معلومات في غاية الأهمية والخطورة عن أحدث طرق للجاسوسية تقوم بها كل من المخابرات الإسرائيلية والأميركية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يفعلون شيئا خطيرا بل يفتحون الانترنت وبالتحديد صفحات الدردشة الفورية لقضاء الساعات في الكلام عن أشياء قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا،   لكنها تشكل أهم المحاور التي تركز عليها أجهزة استقطاب المعلومات في المخابرات لأنها ببساطة تساعدها على قراءة السلوك العربي، وخصوصا لدى الشباب الذين يشكلون أكثر من 70% من سكان الوطن العربي .   والحكاية كما روتها المجلة بدأت في العام 1998 حين اجتمع ضابط المخابرات الإسرائيلي (موشيه أهارون) مع ضابط أخر أميركي فى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه)، لم يكن الامر يعدو اجتماعا روتينيا، بل كان الجانب الاميركي يسعى فيه إلى الحصول على الحقائق اللوجستية التى من عادة المخابرات الإسرائيلية تقديمها للأميركيين عن الدول التي تطلق عليها إدارة البيت الأبيض الدول المارقة، لكن الجانب الإسرائيلي كان يبحث عن الدعم اللوجستي غير المعلوماتي، بل المادي لتأسيس مكتب ظل يعول عليه أهارون الذي كان من أبرز الوجوه الإسرائيلية المختصة في الشؤون الأمنية العربية، وكان وراء عمليات اغتيال شخصيات فلسطينية في تركيا ونيروبى وساحل العاج وتونس ودول أخرى أوروبية مثل يوغسلافيا واسبانيا وايطاليا.   الأقمار أميركية بدورها لم تكن إسرائيل قادرة على ضمان (نجاح) تجربة مخابراتية عبر الانترنت من دون مساعدة أميركية عبر الأقمار الصناعية، وعبر المواقع البريدية الأميركية التي تخدم بالخصوص (الشات) بكل مجالاته والتي يقبل عليها من قبل شباب العالم الثالث في القارات الخمس وفى الأول من مايو 2002 تم الكشف للمرة الأولى فى جريدة (التايمز) عن وجود شبكة مخابراتية تركز اهتماماتها على جمع أكبر عدد من العملاء، وبالتالي من المعلومات التي يعرف الكثير من الاختصاصيين النفسانيين المنكبين على المشروع كيفية جمعها، وبالتالي كيفية استغلالها لتكون (ذات أهمية قصوى).   وقد جاء ما نشرته مجلة (لوماغازين ديسراييل) الصادرة فى فرنسا مثيرا للدهشة; ربما لانها نقلت عن (ملفات سرية) الكثير من التفاصيل التى استطاعت أن تجمعها عن مصادر موثوقة فى إسرائيل، وهو ما أثار فى النهاية سخط السفير الإسرائيلي فى فرنسا ضد المجلة اليهودية التى اتهمتها غالبية من الجهات اليهودية بأنها كشفت أسراراً لا يحق لها كشفها للعدو.إلا أن الموضوع لم ينته عن هذا الحد بل بدأ الجميع فى البحث عن وجود جهاز مخابراتى اسمه (مخابرات الانترنت).   يقول جيرالد نيرو الأستاذ فى كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، وصاحب كتاب (مخاطر الانترنت): إن هذه الشبكة تم الكشف عنها، بالتحديد فى مايو2001 وهى عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي إضافة إلى أميركا الجنوبية (فنزويلا، نيكاراغوا.. الخ) ويرى نيرو إن كل من له قدرة على استخدام الانترنت لسد وقت الفراغ أو لحاجة نفسية يعتبر (عميلا مميزا)،   لان المواقع التي تثير الشباب هى التي تمنحهم مساحة من الحوار ربما يفتقدونها في حياتهم اليومية، ناهيك عن أن استعمال الانترنت يضمن خصوصية معينة، حيث إن المتكلم يحتفظ عادة بسرية شخصه، كأن يستعمل اسما مستعارا، وبالتالي يكون إحساسه بالحرية أكثر انطلاقا، كما أن تركيز الشباب لا يكون على الموقع نفسه، بل على من سيلتقيه للحديث معه، وخاصة البحث عن الجنس اللطيف للحوار والمسألة تبدو سهلة بالنسبة لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة خاصة فى المناطق الأكثر حساسية في العالم ، وربما يعتقد بعض مستخدمى الانترنت أن الكلام عن (الجنس)   مثلا ضمان يبعد الشبهة السياسية عن المتكلم، بينما الحقيقة أن الحوار الجنسي هو وسيلة خطيرة لسبر الأغوار النفسية، وبالتالي لكشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها فى الحوارات العادية الأخرى، لهذا يسهل (تجنيد) العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا، والتي تشمل فى العادة غرف النوم والصور الإباحية وما إلى ذلك، بحيث إنها السبيل الأسهل للايقاع بالشخص ودمجه فى عالم يسعى رجل المخابرات إلى جعله عالم العميل.   وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أكد في سياق تصريحات له نشرت بان رئاسته للحكومة أنه إبان يقوم شخصياً بالاستماع إلي المحدثات التي يجريها الشباب العربي عبر غرف الشات ببرنامج بال توك وقال أنه يعلم من خلال تلك المحادثات ما يفكر فيه الشارع العربي والحديث الغالب عليه وأهم القضايا الحساسة التي يهتم بها العرب.   وفى إسرائيل جهات عدة تقوم برصد ومتابعة ما يحدث في العالم العربي وفى الماضي استطاعت من خلال تحليل صفحة الوفيات بالصحف المصرية خلال حروب 1956 و1967 و1973 جمع بيانات حول العسكريين المصريين ووحداتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما أدى إلى قرار حظر نشر الوفيات الخاصة بالعسكريين في فترة الحروب الا بعد الموافقة العسكرية حيث أكدت المصادر الإسرائيلية أن تحليل مواد الصحف المصرية ساهم فى تحديد موعد بدء حرب 1967 عندما نشرت الصحف تحقيقا صحافيا ورد فيه أن الجيش يعد لإفطار جماعي يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباح يوم 5 يونيو 1967 .   اللبنانيون في الصدارة   أما موقع فيس بوك فقد قالت عنه صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز’ الأميركية إن اللبنانيين أكثر شغفاً وحرصاً على إنشاء صفحات لهم على موقع ‘فيس بوك’، حيث يضم موقع لبنان 125 ألف شخص، أي بنسبة واحد لكل 32 من عدد السكان، في حين يضم موقع إسرائيل 90 ألفاً، أي حوالي واحد لكل 70 بينما يضم موقع مصر 180 ألفاً، أي حوالي واحد لكل 437 من المقيمين فيها ،   ومن الصفحات المصرية على الموقع، صفحات خاصة بنجوم وفنانين مصريين وإعلاميين وحوالي 500 جماعة، بينها جماعات للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، ومجموعة لمحبي مصر زمان، ومجموعة من العائلة المالكة قبل الثورة، تضم صوراً وأخباراً عن أسرة محمد علي والملك فاروق.   وهناك بعض الدول تنبهت لخطورة هذا الموقع ، مثل إيران التي قررت منع الطلاب الإيرانيين من استخدام الموقع بحجة قيام حركات معارضة من خلاله ، وعن ذلك تقول فتاة إيرانية تستخدم موقع فيس بوك عبر خادم (بروكسي – أن) الموقع ذو أهمية كبيرة لأنه ‘في مثل تلك الشبكات يمكنك التعبير عما يساورك بالطريقة التي تحبها … في حين أنه في كل مرة تخرج فيها من بيتك إلى الشارع يتحتم عليك تقديم نفسك بالطريقة التي تمنع الآخرين من التعرض لك و مضايقتك’. لكن الأكيد هو أن أجهزة المخابرات الإيرانية توصلت إلي حقيقة الأمر وعرفت أنه قد يشكل طريقاً سهلا للأعداء لجمع ما يريدون من معلومات.   وتجدر الإشارة إلى أن موقع فيس بوك يشهد حالياً حرباً بين الشباب الإسرائيلي والفلسطيني ، فبعد إقدام إدارة الموقع على إسقاط اسم فلسطين من قائمة البلدان التي يختارها المشاركون في الموقع عند تسجيل مشاركتهم وحرمان آلاف الفلسطينيين من أعضاء الشبكة، من اختيار فلسطين كمكان انطلاقهم، تفجر جدل على مستوى عالمي في ساحة افتراضية وبعد استطلاعات رأي لشهور، جمع خلالها 10509 تواقيع أعادت إدارة ‘فيس بوك’، اسم فلسطين إلى القائمة،ولم يعد’فيس بوك’، قادرا، بعد هذا التراجع، على رفع اسم فلسطين من القائمة مجددا.   وبدأ ‘فيس بوك’ الذي ينضم إليه أكثر من مليون عضو شهريا، في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علنا على محركات البحث على الانترنت مثل ‘غوغل’ و’ياهو’ ، وعلق خبير تكنولوجيا المعلومات اوم مالك على ذلك بالقول ‘هذه الخطوة تحول- فيس بوك- من شبكة اجتماعية خاصة إلى ما يشبه الصفحات الصفراء على الانترنت، ويهدف ‘فيس بوك’ من هذه الخطوة إلى الدخول المبكر في السباق لبناء دليل إلكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية مثل السير الذاتية وأرقام الهواتف وغيرها من سبل الاتصال بالشخص، وهوايات الأعضاء وحتى معلومات عن أصدقائهم، ما قد يعود بأرباح كبيرة على الموقع ، وينضم حاليا نحو 200 ألف شخص يوميا إلى ‘فيس بوك’ الذي أصبح يستخدمه 42 مليون شخص، طبقا للموقع.  
وتشير تقارير الصحف إلى أن الموقع استقطب 60 مليون عضو مع نهاية 2007م ، ومنذ إنشائه قبل ثلاثة أعوام على يد مارك غوكيربيرغ الذي كان طالبا في جامعة هارفرد في ذلك الوقت، حقق الموقع انتشارا عالميا وأصبح دليل معلومات إلكترونياً خاصاً ، إلا أن نيته نشر معلومات حول أعضائه للعلن تعني أن أي شخص يستخدم محركات البحث العادية على الانترنت يمكنه أن يحصل على معلومات عن أي عضو في فيس بوك ، وإذا لم يرفض العضو في الموقع نشر معلومات عنه، فإن صوره واسمه ستتوافر من الآن فصاعدا لأي شخص غير مسجل في الموقع ومن خلال تسجيلك الرقم السري باسوورد في الفايس بوك أصبح بإمكانهم التجسس عليك من خلال غرف الدردشة فننصحك بتغيير الرقم السري للمسنجر أو الياهو والسلام. اللهم هل بلغت … اللهم فاشهد »     4- رأيــت:   أشلاء على الطريق:   الطريق الرابطة بين جرجيس و جربة تشهد سنويا العشرات من حوادث المرور الفظيعة… و الطريق لمن لا يعرف في أرض مبسوطة، لا تعرف منعرجات حادة     و لا ما يمنع الرؤية و هي ذات مسلكين… و مع ذلك؟؟   آخر حادث مرور شهدته هذه الطريق كان يوم الثلاثاء قبل منتصف الليل بقليل… كانت الأشلاء على أكثر من عشر أمتار، منظر مرعب.. لم تكن هناك طائرات الأباتشي و لا الميركافا (فليس هناك مقاومة و لا من يحزنون)… كانت هناك سيارة اكتراها أحدهم، كان متجها إلى جزيرة جربة و كان في عجلة من أمره… شابان في الخامسة و العشرين من العمر رحلا تلك الليلة… و لن ينس كل من مر ليلتها هناك تلك الأشلاء و هي على الطريق، لن ينسى تلك الرأس المفصولة عن جسدها… الشابان ابنا عمومة… رحمهما الله تعالى..   و بقطع النظر عن لعوامل الحافة بهذا الحادث تبقى سيارات وكالات الأسفار هي الأكثر في حوادث الطريق بالجهة..   الطفل العامل:   كثيرا ما يتحدثون عن حقوق الطفل و سبقهم في هذا المجال-( مثل حقوق المرأة التي نرى تمتعها بها يوميا في المعاهد و الجامعات و الشوارع)…   طفل في السادسة عشرة من العمر غادر المدرسة مبكرا لقناعة قاتلة بأن الدراسة لا تحقق أيا من أحلام الشباب، و طفق يعمل في مستودع تنظيف السيارات و غسلها و القيام بما تستحق من صيانة… كان ينظف سيارة و إذا بها تسقط عليه… يفارق الحياة بعد حين.. هل هذا الطفل مؤمنا؟؟ هل هو مسجل في مصلحة الضمان الاجتماعي؟؟ هل شروط السلامة متوفرة في هذا المستودع؟؟   لا شك أن المصالح ذات العلاقة قد قامت بواجباتها على أتم الوجوه و كذلك صاحب المستودع و المخطئ الوحيد في هذه الحالة و غيرها كثير هو الطفل وحده، و إن كان هناك مخطئ آخر فوالداه لا غير…   أيعقل أن تحمل مسؤولية لصاحب رأسمال أو مصلحة رسمية؟؟؟ لا أبدا… فنحن في ظل دولة القانون و المؤسسات و في ظل عهد حقوق الإنسان طفلا كان أو امرأة أو رجلا…   5- قـرأت:   يوجد 35 نصا إشهاريا في الصفحة 28 من « الشروق » ليوم 20فيفري 2008 منها 20 تخص انتداب فتيات للعمل كمعينات منزلية ( تحديدا) و 3 تهم ذكورا        و إناثا و 4 تهم ذكورا فقط و البقية لا علاقة لها بالتشغيل المباشر…     اقرأ ما بين السطور:   جاء في الصفحة 28 من جريدة الشروق ليوم 20 فيفري 2008 ما بلي:   – يعزم مكتب خدمات انتداب معينات منازل بالمبيت للعمل عند عائلات تونسية  و أجنبية مع توفير الأجر الشهري المحترم و كل الضمانات، الاتصال على:……   علما بأن المكتب يتعهد أن لا يحجز بطاقة التعريف و لا يجبر الفتاة على العمل إلا بمحض إرادتها.   ( هل هو نسخة من نظام الكفيل الموجود في المشرق)     –  مطلوب فورا للعمل كمعينة منزلية: امرأة فرنسية متقاعدة تتكلم العربية مقيمة بتونس العاصمة تريد انتداب 3 معينات منازل بالمبيت وتضمن لهن المعاملة الحسنة و الملبس و النقل المجاني في الأعياد و المناسبات و التمتع بنظام الضمان الاجتماعي و أيضا الأجر المغري.   الرجاء الاتصال ب:   – انتداب هام جدأ   ……. للخدمات يعتزم انتداب معينات منزلية، العمر من 20إلى 40 سنة للعمل لدى عائلات تونسية معروفة بأجر شهري من 250د إلى 300د مع مجانية السكن، الأكل، التنقل.   (1- فتيات يعملن ب 80 د في المتاجر و دكاكين التاكسيفون و المرطبات…..)   – لا تفوتي هذه الفرصة أيتها الفتاة:   فورا للعمل معينة منزلية بالمبيت لدى عائلات تونسية و أجنبية   يعتزم مكتب خدمات… بتونس العاصمة انتداب معينان منازل بالمبيت للعمل لدى عائلات أجنبية أو تونسية يوفر لكم المعاملة الحسنة و حسن المعاشرة أيضا مجانية السكن و الأكل و الملبس و التنقل في الأعياد و المناسبات و الاستمتاع بكل الضمانات، الراحة الأسبوعية و المرتب الشهري المحترم و الذي يتراوح من 160د إلى 320د   …………….علما بأن المكتب يتعهد بأن لا يجبر الفتاة على العمل إلا بمحض إرادتها.       – شركة ال….. للخدمات: انتداب   تعتزم شركة …… للخدمات انتداب:   3 أستاذية أنكليزية   5 أستاذية في الفرنسية   4 أستاذية في الكيمياء و الفيزياء   4 أستاذية في العلوم القانونية   4 أستاذية في الحقوق   ملاحظة هذا العرض خاص بالرجال فقط و العمر من 22 إل 35 سنة.   لمزيدمن المعلومات الاتصال ب:………………   آخر أجل لقبول الملفات يوم 26 فيفري 2008   (أهذه هي وكالة التعاون الفني؟؟؟)     6- نقــلت:   لماذا لن أذهب إلى معرض الكتاب في باريس الذي سيقام من 14 إلى 18 مارس 2008؟ لماذا أحرضكم جميعا على القيام بنفس الشيء؟ لماذا أدعو إلى مقاطعته؟ ببساطة لأن إسرائيل هي ضيف الشرف فيه. و كما كان الشأن مع جنوب إفريقيا تحت نظام الحكم العنصري التي وقعت مقاطعتها وقتها، يجب أن تعرف إسرائيل نفس الشيء ما دامت هذه الدولة تتجاهل المبادئ الأساسية التي تحكم شعوبنا..     ….. للمزيد حول هذا الموضوع:   http://anti-fr2-cdsl-air-etc.over-blog.com/   http://www.oulala.net/Portail/article.php3?id_article=3306#liens_forums   http://italie.italieaparis.net/articles/112-foire-turin     من هم الضيوف الإسرائيليون في هذا المعرض؟كتاب أم سياسييون؟ إليكم هذه الوصلة:   http://www.europalestine.com/spip.php?article3004     7- دعــاء:     اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ، وَإِيمَاناً فِي حُسْنِ خُلُقٍ، وَنَجَاحاً يَتْبَعُهُ فَلاَحٌ، وَرَحْمةً وَعَافِيةً وَمَغْفِرةً مِنْكَ وَرِضْواناً، اللَّهُمَّ أَعْطِنَا إِيمَاناً صَادِقاً، وَيَقِيناً لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمةً نَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ قَدْ أَنْزَلْنَا بِكَ حَاجَتَنا، فَإِنْ قَصُرَ رَأيُنا، وَضَعُفَ عِلْمُنَا وَعَمَلُنَا، افْتَقَرْنَا إِلى رَحْمَتِكَ، فَنَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الحَاجَاتِ، وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ، وَيَا مَنْ تُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ، أَنْ تُجِيرَنا مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القُبُورِ، وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ. اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِالفِرْدَوْسِ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنَا بِجِوَارِ رَسُولِكَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ، وَالشُّرْبِ مِنْ يَدِهِ الشَّرِيفَةِ، وَزِدْنَا بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيمِ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.   اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..     هديــــــة:      » الى الأقصى .. تهون الأرواح والنفوس   الى الأقصى .. حيث محطة المحبين وملتقى المرابطين   الى الأقصى .. شُدت إليه رحال العابدين وتاقت له نفوس الزاهدين   درب طالما اشتاقت له أفئدتنا وأفئدتكم لكن أنّى الوصول إليه وقد أحاطت به السدود وطوقته الحدود.. أنّى لقلوبنا المظلمة أن تصل الى قبلة الطهر قبل أن تغتسل وتسبغ الوضوء! »   http://www.foraqsa. com/library/ prints/aqsa_ 12calender2008. pdf   عبدالله الــــــزواري Abzouari@hotmail.com   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 21 فيفري 2008)
 


من يتحمل مسؤولية نكبة الجامعيين التونسيين المخططون ،السياسيون،الجامعيون المهجنون؟؟؟

 
 مراد رقية تناولت في أكثر من مناسبة حالة الحجر الصحي المفروضة على قطاع التعليم العالي التونسي لا من قبل منظمة الصحة العالمية لثبوت توفر عنصر الصحة العامة لدى الجامعيين التونسيين،ولكن من قبل سلطة الاشراف التي برغم توليها من أهل القطاع أنفسهم مند سنين عديدة فانها تلتزم التزاما كاملا بحرمانهم من الحقوق المادية الطبيعية الضامنة لتحقيق الكرامة،وللحقوق المعنوية والمهنية مما يتطلب ويستوجب التفكير بصفة جدية في وضع مجلة لحقوق الجامعيين نطالب المجلس الأعلى لحقوق الانسان باعتبار أن المشرف عليه هو أحد الجامعيين السابقين المشهود لهم كفاءة واعتدالا ونقاء سريرة؟؟؟   وقد نتج عن هذا الموقف المتصلب لسلطة الاشراف الحريصة على تغييب ومقاطعة الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وتهميشها ،الحرص على تمرير كل القوانين التي لا يتاح لها المرور في الظروف العادية ولعل أبرزها وليس آخرها القانون التوجيهي للتعليم العالي المفوض داخل مجلس النواب من كتلة التجمع الدستوري الديمقراطي لأسباب سياسية بحتة،مما حول ملف الجامعيين الى « معضلة حقيقية »في سنة الاحتفال بخمسينية انبعاث الجامعة التونسية،يراد من بعض المسؤولين غير المطلعين،أو غير الراغبين في الاطلاع مثل نواب مجلس النواب الذين ضمنوا دون عناء حياتهم الكريمة ارجاعها الى اعتبارات مادية بحتة وضيق ذات اليد مختزلة في محدودية موارد ميزانية الدولة لارتفاع أسعار المحروقات وأسعار الحبوب وارتفاع الحواجز الجمركية في حين ينفق على بعض القطاعات  الفعلية والافتراضية والترويجية بسخاء زيادات ومنحا وحوافز برغم توفر عوامل التحسين المباشر للأجور ،كل ذلك دون اعتبار لهذه الأوضاع الاقتصادية المتقلبة؟؟؟   فالمسألة اذا ليست مادية لثبوت توفر الرصيد المادي لدى سلطة الاشراف من خلال الاحداثات الجديدة والمنح المقدمة حتى لمؤسسات التعليم العالي الخاص،ولكن المسألة مرتبطة بمواقف الجامعيين التونسيين (في ماعدا الأقلية المهيكلة ضمن شعب التعليم العالب،أو المتولية للخطط والمهام الادارية والاستشارية والترويجية)من أمهات القضايا داخليا وخارجيا،وتحفزهم الدائم لنصرة القضايا العادلة وهو ما لا يروق لسلطة القرار التي تعلن بوضوح ودون لبس موقفها من الجامعيين الذين تصرح بشأنهم ليلا ونهارا بأنهم الضامن الحقيقي لقيام اقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات،الذين يتجسد بامتياز من خلالهم »الاستثمار في الذكاء »على رأي أحد الجامعيين المرموقين وزير التربية والتكوين التونسي الذي هو بالأساس أستاذا في الطب،وعلم الأنسجة المرضية،فهل يستطيع أن يوصف لنا حالة الجامعة التونسية توصيفا علميا دقيقا؟؟؟   فالمطلوب اذا هو اعلان الطاعة غير المشروطة والانحياز للمواقف الرسمية جملة وتفصيلا قياسا على شعب التعليم العالي التي لم يتمكن أعضائها الا في ما قل وندر برغم وجودهم في هذه الهياكل الاحتفالية بامتياز،والتي تعتبر البوابة الضامنة لبلوغ المهام والمسؤوليات لمهل طويلة أو قصيرة بحسب قيمة الشحن الالكتروني،هذه المسؤوليات المتفاوتة وهجا وجزاء،لم يتمكنوا بعد من تحقيق كل آمالهم وآمال أفراد عائلاتهم في الحياة الكريمة مما دفع بالبعض من أساتذة التعليم العالي أي وهم في أعلى السلم وخاتمة مطاف الحياة المهنيةوهم المنضوين في هذه الشعب الى الهجرة العلمية خارج الحدود خاصة الى دول الخليج للتدريس هناك قبل بلوغ سن التقاعد أو حتى بعد بلوغها لأن وزارة التعليم العالي لم توفرلهم « فرحة الحياة » التي كانت احدى الشعارات التي ترعرعنا على سماعها صباح مساء،فهل أن »فرحة حياة الجامعي »التونسي تكمن في حلّين اثنين لا ثالث لهما، *الهجرة بحثا عن العملة الصعبة تحقيقا للذات وضغطا على العجز المادي المتزايد بانخفاض قيمة الدينار وارتفاع أسعار المحروقات والحبوب وتكاليف الحياة التي تعترف بحقيقتها وزارة التعليم العالي باصرارها على اعتبار الجامعيين موظفين عاديين يقتربون يوما بعد يوم من خط الفقر ونحن في سنة الخمسينية(1958-2008) *الانصهار في الهياكل التجمعية والقبول غير المشروط بالطروحات الرسمية لكن نخشى عند ذلك أن تتفوق المهمة السياسية على المهمة العلمية فتتحول جامعتنا الفتية الى قاعة اجتماعية دائمة يكون هدفها الوحيد وضع أسس ثقافة الأمر الواقع بأقل التكاليف الممكنة للميزانية التونسية التي تكرم البناء الجامعي وتهمش الاطار البشري القائم على تنشيطه تضحية بمقولة الاستثمار في الذكاء،فاذا كان هذا مصير الأذكياء فكيف ياترى يكون مصير ……….؟؟؟؟

 

في أقسام الاستعجالي: معاناة مشتركة بين المرضى والأطباء

 
يحتل الطب الاستعجالي في تونس أهمية بالغة ضمن المنظومة الصحية التي بوأت بلادنا مكانة متميزة في محيطها المغاربي، والتي ما فتئت الدولة تطعمها بجملة من الاجراءات الهادفة إلى مزيد تطويرهذا القطاع الذي يساهم في انقاذ حالات خطيرة تتطلب تشخيص أولي سريع، و لذلك حظيت أقسام الطب الاستعجالي في بلادنا بعناية فائقة تجسمت في جملة من الانجازات، هذا بالإضافة إلى ما تم رصده من مشاريع للفترة القادمة و الهادفة إلى تأمين جودة الخدمة الصحية، مع العمل على تقريب خدمات الطب الاستعجالية من المواطن عبر احداث خارطة لهذا القطاع من شأنها الاستجابة للطلبات الصحية للمواطنيين على نحو يحقق العدالة والتوازن بين الجهات. وتعد أقسام الطب الاستعجالي بالبلاد التونسية 176 قسما موزعة على مختلف الأقاليم بالبلاد فبالشمال نجد 72 قسما ثم بالوسط 63 قسما أما الجنوب التونسي فيحتوي على 41 مركزا للطب الاستعجالي، و بالإضافة إلى ذلك توجد ببلادنا 5 أقسام للمساعدة الطبية الاستعجالية مركزة بكل من تونس وسوسة و صفاقس و قابس و قفصة، مختلف هذه الأقسام الاستعجالية يرتادها سنويا ما يقارب 3 ملايين و88 ألف مريض، و من المنتظر أن يتدعم هذا العدد الهام من المراكز الاستعجالية بأخرى سيتم احداثها في جهات مختلفة، أقسام الاستعجالي هذه في عمومها تتمتع بتجهيزات عصرية إضافة إلى إطار طبي و شبه طبي هام جند لتقديم الخدمة اللازمة للمواطن من أجل تأمين الظروف الملائمة للمحافظة على صحته.  و نظرا لأهمية هذا القطاع و مكانته الحساسة ضمن النسيج الصحي و كثافة الطلب عليه بنسق لا ينقطع مما وضعه أمام جملة من التحديات، اخترنا أن نتناول هذا الموضوع من زوايا مختلفة حتى نقف عند جملة الصعوبات التي تواجه هذا القطاع من دون أن يعني ذلك التقليل أو الاستنقاص من الانجازات التي قامت بها الدولة لصالحه. الاستعجالي: متاعب بالجملة مختلف الانجازات التي تحققت لفائدة الطب الاستعجالي في بلادنا تعطي انطباعا بحتمية توفر الجودة في الخدمة مادامت الأرضية موجودة لكن المريض يصطدم بواقع آخر عند تردده على هذه المصالح فالعديد من المواطنيين تذمروا من الخدمات المقدمة في أقسام الاستعجالي منها غياب حسن القبول و المعاملة الحشنة و الجافة من قبل بعض الأفراد من الاطار الطبي و شبه الطبي إضافة إلى المحسوبية و الرشوة التي للأسف موجودة حتى في القطاعات الحساسة و التي من المفترض أن تكون فيها المعاملة الانسانية سيدة الموقف، إذ أكد لنا البعض أن من له معارف أو من يدفع بعض الدنانير يعامل في الاستعجالي كأنه في مصحة خاصة و من لا يملك لا هذا و لا ذاك يأخذ نصيبا كافيا من الاهمال وعدم الاهتمام مع البطء في تقديم الخدمة، وبالتالي الانتظار لساعات خاصة في المستشفيات الكبرى التي يكثر فيها الاكتظاظ مما يخلق أجواءا من التوتر بين جميع الأطراف، و قد انجر عن غياب الرعاية اللازمة لبعض المرضى بهذه الأقسام حدوث حالات وفاة عديدة كان من الممكن تفاديها خاصة ممن تعرضوا لحوادث مرور أو أزمات قلبية و غيرها، هذا إلى جانب غياب عنصر النظافة في بعض المراكز الاستعجالية مما يجعل من الاستعجالي في بعض الحالات مجرد استعجال للموت، يضاف إلى ذلك حدوث خلط و لبس في هوية بعض المصابين في حوادث المرور جراء حالة التكتم التي يصر عليها بعض الأطباء و ما يصاحبها من منع  لدخول أقارب المرضى قصد الاطمئنان و التعرف على مرضاهم الموجودين بالعناية المركزة و قد فسر البعض هذه السلوكات بالتستر عما يعيشه المريض من اهمال داخل هذه الغرف، في حين نجد المستشفيات في كثير من البلاد الأروبية تسمح بزيارة الأقارب حتى في الحالات الخطيرة، بل أكثر من ذلك تسمح بمرافقة الزوج لزوجته أثناء عملية الولادة من أجل تقديم المساندة العاطفية و النفسية. تذمرات الاطار الطبي و شبه الطبي من جهة أخرى يشتكي الاطار الطبي و شبه الطبي  من سلوكات المواطن في أقسام الطب الاستعجالي مبرءا نفسه بذلك من عديد التهم الموجهة إليه، و حسب ماجاء على لسان بعض الاطارات الذين تحدثنا إليهم فإن التجاوزات حاصلة من الجانبين ولكن اللوم الاكبر يقع على المواطن الذي يحتج حتى على ضرورة استكمال عملية التسجيل بالقسم رغم ما في ذلك من حماية له قبل كل شيء، مع الاصرار على تلقي العلاج بسرعة حتى على حساب حالات أخرى استعجالية، حيث اكد لنا العديد من العاملين في المستشفيات ان أكثر المترددين على أقسام الاستعجالي حالتهم ليست استعجالية، فحتى من يؤلمه رأسه يأتي للاستعجالي، هذا إلى جانب ما يمارسه المرافقون للمريض و أحيانا المريض نفسه من عنف لفظي و مادي خاصة ضد الاطار الشبه الطبي  يصل أحيانا إلى الضرب و تكسير أجهزة القسم، مع عدم مراعاة الحالة النفسية للعاملين نتيجة الضغط المسلط عليهم في العمل الذي يتطلب منهم يقظة تامة خاصة في الفترة الليلية، ثم جراء الاكتظاظ الحاصل في بعض الأحيان مما يجعل من عملية الاهتمام بكل المرضى في نفس الوقت و بالسرعة المرجوة مسألة صعبة إن لم نقل مستحيلة. اذا ما نستخلصه من جملة التشكيات بين المريض و الاطار الطبي و شبه الطبي، أن أقسام الاستعجالي في بلادنا مازالت تطرح أمامها جملة من الاشكالات رغم العناية المتوفرة لهذا القطاع من طرف أجهزة الدولة، و لذا من الضروري ايجاد سبل ناجعة لمختلف النقائص المسببة لهذا التوتر بين المريض و الطبيب من ذلك تدعيم الامكانيات البشرية و التقنية  بمختلف هذه الأقسام مع تحلي بعض العاملين بروح المسؤولية ازاء المهام التي وجدوا من أجلها و هي السهر على صحة و سلامة المرضى مع تكثيف الرقابة على العاملين بهذه الأقسام لضمان السرعة و النجاعة المطلوبتين في تقديم الخدمة الصحية و في العناية و الرعاية بالمريض، بالإضافة إلى كل ذلك فعلى جميع أطراف المعادلة الصحية من مرضى و إطار طبي و شبه طبي و إدارة تطوير الجانب التواصلي و العلائقي فيما بينهم بحيث يتحلى المرضى بقدر من التحمل و الصبر و روح الايثار و البعد عن الأنانية، فيما يحافظ الطرف الطبي على ما تفرضه أخلاقيات المهنة الطبية من معاملة إنسانية و تفاعل تطبعه صفات الرحمة و النبل. شادية السلطاني
(المصدر: صحيفة « الوحدة »، لسانحزب الوحدة  الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 582)

في منتدى الجاحظ: جدل حول الهوية بين البشير بن سلامة و مهدي مبروك

 
اشكالية الهوية مازالت موضع جدل في أوساط النخبة التونسية، فالقضية أبعد ما تكون عن الحسم و كل اجماع حولها هو ضرب من التوافق الظرفي الذي يقمع الأسئلة و يواري الحيرة و يستبعد الاختلاف إلى حين من الزمن، ثم ما تلبث المسألة بأن يعاد طرحها من جديد في ضوء المستجدات و الحوادث التي تبعث على اعادة النظر و تجديد الأجوبة لاسيما و أن سؤال الهوية بات في الوقت الراهن سؤالا عالميا بعدما فرضته تطورات العولمة من دفع قوي إلى تعميم منطق التماهي و التنميط و بالتالي تهديد الخصوصيات و محو الاختلافات و التمايزات بين الكيانات الثقافية والأنساق الحضارية، في هذا السياق اختضن منتدى الجاحظ ما يشبه المناظرة بين صاحب مقولة الأمة التونسية و منظرالأطروحة القطرية السيد البشير بن سلامة و بين الباحث التونسي في مجال علم الاجتماع السيد مهدي مبروك و قد عرف هذا الأخير بأطروحته النقدية لكتابات الأستاذ بن سلامة في موضع الهوية التونسية. لن نتوقف في هذا الحيز عند كل ما قيل في مداولات هذه الندوة الثرية بالمضامين التي قدمها الأستاذ بن سلامة أوبالتفاعلات التي أثارتها في الحاضرين نقاشا و تعقيبا، و لكن حسبنا أن نطلع القراء على أبرز القضايا والاستشكالات الواردة في الندوة والتي تبدو من وجهة نظرنا أقرب إلى مشاغل لحظتنا التاريخية الراهنة و أكثر إثارة للمسائل الموثوقة الاتصال بواقعنا الوطني والقومي والعالمي.  لعل ما يجذب الاهتمام في محاضرة الأستاذ البشير بن سلامة في تتبعها التاريخي لفكرة الهوية الوطنية في أدبيات و مسارات النخبة التونسية لاسيما النخبة الماسكة بزمام الحزب الحر الدستوري في نسختيه القديمة منذ العشرينات و الجديدة منذ الثلاثينات من القرن المنصرم إلى ما بعد الاستقلال و توطيد أركان الدولة الحديثة، لعل ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو بقاء الأستاذ بن سلامة وفيا لأطروحته حول الهوية في حدودها الوطنية رغم مرور عقود طويلة وحصول تحولات عميقة و مستجدات نوعية في بلادنا و العالم، و هذا ما يؤكد و على خلاف ما يقوله منتقدوه أن دفاع الأستاذ بن سلامة عن الهوية التونسية في إطارهاالقطري ليس من باب التبرير الايديولوجي لخيار سياسي سلطوي فرضه التوجه البورقيبي بأدوات القمع الثقافي و الاملاء الفوقي، و إنما يتعلق الأمر بقناعة مبدئية راسخة و اختيار واع انخرطت فيه نخبة التحديث والعصرنة التي قادت ملحمة النضال ضد المستعمر و مرحلة بناء الدولة العصرية، و لم يكن الأستاذ بن سلامة سوى جزء من هذه النخبة التي تمتد بجذورها إلى الشيخ المستنير محمد النحلي و الزعيم الوطني و الاصلاحي عبد العزيز الثعالبي، لم تكن فكرة الشخصية التونسية في أصل منشئها فكرة انشقاقية، فلا هي ناتجة عن محطط سايكس بيكو الذي استهدف الشرق العربي أساسا و لا هي موجهة ضد ما يسمى الخلافة العثمانية التي لا تربطها بتونس منذ الدولة الحسينية سوى روابط رمزية، فهي على العكس من ذلك نشأت و تطورت و تبلورت في سياق التفاعل الضدي في مواجهة تحديين تحدي الاستعمار و محاولاته لتذويب الشخصية التونسية في مصهر الانتماء الهلامي لرسالة التمدين الفرنسي و تحدي التخلف الذي تحتضنه و تدافع عنه قوى محافظة توظف الدين لاجهاض كل مبادرات التحرك باتجاه المعاصرة و التقدم. في مرحلة بناء الدولة ارتبطت مسألة الهوية التونسية بمضمون تحديثي شمل الجانب الاجتماعي عبر القضاء على الانقسام القبلي و العشائري و تحرير المرأة و نشر التعلم المجاني، كما يتعلق التحديث بالجانب الديني، فالرئيس بورقيبة لم يطرد الاسلام من الحياة العامة، فقد تمايزعن التجربة الاتاتوركية في هذا المجال داعيا و متوسلا بالاجتهاد لكي لا يكون الاسلام عقبة دون التطور، هذا التمشي البورقيبي قد أرسى في نهاية المطاف هوية تونسية منفتحة على العصر و على الآخر من دون أن تقطع مع ماضيها التاريخي و مشتركها الجماعي من دين و تراث و عادات و تقاليد. ذلك هو أبرز ما أفصحت عنه مداخلة الأستاذ بشير بن سلامة و التي عقب عليها الدكتور مهدي مبروك مبتعدا عن أسلوب السجال و الدحض لاعتبارين على الأقل: يتمثل الاعتبار الأول في زوال أسباب الصراع الايديولوجي ضد الأطروحة القطرية بعد رسوخها في المتحقق التاريخي و المتخيل الجماعي فلم يعد بالامكان مواجهتها بنفس العدة الفكرية و الايديولوجية التي تكرر استعمالها الجاهز و المتخشب في الأدبيات القومية، أما الاعتبار الثاني فلأن مستجدات المعرفة و التاريخ قد أملت على الدكتور مهدي مبروك تجديد الرؤية و تحويل المنظور في معالجة مسألة الهوية برمتها بقطع النظر عن اتصالها بالمثال التونسي أو بغيرها من الهويات. في تعقيب الدكتور مبروك اشارات ممتعة و مثيرة و لكناه خطيرة في ذات الوقت، و هاهنا بعض التفاصيل: أما الجانب الممتع و المثير فيتمثل في المراوغة التي قام بها الدكتور مبروك حين نأى بنفسه عن الاصطدام المباشر مع أطروحة الأستاذ بن سلامة، فلم يناظره على الأرضية نفسها أي أرضية التصور الحديث لمقومات الهوية التونسية و خصائصها و علاقاتها بدوائر الانتماء المختلفة أو المؤتلفة، بل اختيار الانزياح جملة و تفصيلا عن المقاربات المألوفة لمسألة الهوية، باتجاه معالجة تفكيكية لا يخفي صدورها عن رؤية ما بعد حداثية، فالدكتور مهدي مبروك قوض في مداخلته مفهوم الهوية ذاته فهو في تقديره لا يحيل على واقع موضوعي يمكن السيطرة عليه و ضبط مكوناته بدقة بانية للاجماع و التوافق، فالهوية حكاية متخيلة توظب مواد بناءها وفقا لاستراتجيات سياسية لا تتورع عن فعل الاكراه و الابتزاز وعن منطق التبادل و التنازل في سياق التمثيل لهذه الرؤية، أبرز الدكتور مبروك بعض معالم الاستراتيجية الهووية التي سلكها الحزب الحاكم في تونس منذ قيام دولة الاستقلال، من تلك المعالم ما دأبت عليه النخبة البورقيبية من تركيز و تعميق لعناصر التمايز في القطر التونسي مقارنة ببقية الأقطار العربية، بالإضافة إلى المساعي الدائمة لتعبئة الأفراد من أجل بناء الوحدة الوطنية غبر تشكيل ثقافة انتماء سياسي مشترك يساعد على حسم الخلافات الداخلية و مع الخارج، هذا مع التأكيد أن النخبة الحاكمة لم تبتكر مواد جديدة لبناء الهوية بقدرما وظفت عناصرها الموجودة في اطار استراتيجيا هوويته لها أهدفها و رهاناتها. من دون شك، لهذه المعالجة التفكيكية لمسألة الهوية وجه ايجابي، فهي تغذي الوعي النقدي تجاه جميع التلاعبات الايديولوجية والاستثمارات السياسية التي كيفت مفهوم الهوية، كما أنها تدفع العقل إلى عدم الارتكان و التسليم بأي مقاربة سكونية تسعى لتثبيت مفهوم الهوية و حصر طاقم مكوناتها خارج سياقها الاجتماعي و الثقافي و التاريخي المتبدل على الدوام. على الرغم من ايجابية هذا الفهم النسبي والسياقي لمسألة الهوية فإن استتباعاته الخطيرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد آلت الهوية في منظور الدكتور المهدي مبروك إلى مجرد خيال و ربما طيف من الوهم، حبكة قصصية يسردها علينا السلطان و يصدقها المجتمع فيرويها الآباء للأبناء فتمسي حقيقة تاريخية بعد أن كانت محض اختراع. في الحقيقة هذا الفهم يحتاج إلى قدر من التنسيب، لكي يحافظ على نجاعته و فائدته في النظر إلى الهوية و التعامل معها بعقل منفتح و بعيد عن التعصب و الدوغمائية، أما اذا أطلقنا العنان للتناول التفكيكي و للرؤية النسبوية و المنظور السياقي أوشكنا على تحطيم مفهوم الهوية و لن يبقى في اليد سوى السراب. نعم ليس هناك ثوابت مطلقة تتحدد بها الهوية و لكن هناك نواتات صلبة أو مواد أولية لا يمكن انكارها في صناعة الهوية، فالجغرافيا التونسية و اللغة العربية و المعتقد الاسلامي…كلها مواد أساسية وعناصر ناظمة للشخصية الوطنية و الكيانية الجماعية التي لا تخفى على الآخرين بصماتها المنفرده و لحنها المميز و طابعها المختلف، بهذا المعنى للهوية مرتكزاتها الموضوعية و كل تجريد لها في الذهن و ترتيب لعناصرها في السياقات المختلفة لا يعصف بوجودها أو يدمر حقيقتها وإنما يضاعف من قدرتها على التشكل الدائم والتخلق المتجدد اذا كانت الرؤية الناظمة لها على قدر من الانفتاح والحيوية و الايمان بالتقدم، أو يقلص من فرص و ممكنات اعادة تشكيلها على نحو ملائم لمقتضيات التطوروالنماء اذا كانت الرؤية المترجمة عن مضمونها نازعة نحو العودة بها إلى الوراء مستنسخة عن الماضي المتوهم في مواجهة متغيرات الحاضر المرفوض و المستقبل الداهم. سليم الزواوي
  (المصدر: صحيفة « الوحدة »، لسانحزب الوحدة  الشعبية (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 582)


انتفاضة غزة.. الدلالات والمآلات

راشد الغنوشي لأن السياقات العامة للأوضاع في معظم بلاد العرب استثنائية بل حتى شاذة عن سنن العدل وعما هو سائد من سنن الاجتماع البشري، التي تمتح -في عصرنا- من قيم الديمقراطية في تدبير الشؤون العامة للدول والشعوب، فقد تراجعت الفرص والآمال لدى معظم شعوبنا في أن تحقق حظها من الديمقراطية والحكم الرشيد، عبر ما يتوسل به عادة من منافسات انتخابية سلمية واحتكام نهاية لحكم صناديق الاقتراع. فهذه الوسائل في منطقتنا إما مرفوضة من الأساس من قبل البعض أو محكومة بالغش لدى البعض الآخر، أو مرفوضة نتائجها لدى فريق ثالث، بما يجعل الفائز وأنصاره مستحقا بسبب فوزه للعقاب وحتى الاستئصال، محرضا ومعانا عليه من قبل قوى داخلية وخارجية ونخب كثيرة. وذلك على غرار ما حصل للنهضة التونسية عقب فوزها في انتخابات 1989 وللجبهة الإسلامية في الجزائر عقب فوزها في انتخابات 1992 وللإخوان في مصر إثر فوزهم الجزئي في تشريعيات 2005 وحركة حماس إثر فوزها في تشريعيات 2006. والملاحظ أنه بقدر ما تنحسر آمال الشعوب في تحقيق أهدافها في العدل والتحرر عبر معتاد الوسائل بقدر ما تبحث عن سبل أخرى غير معتادة للخروج من حالة التأزم والاختناق والانسداد، فيتخذ تطورها نهج الصدمات من قبيل الانقلابات والثورات والانتفاضات. 1- انتفاضة ثالثة: لم يخطئ من أطلق وصف الانتفاضة الثالثة على ما حدث الأيام الأخيرة في غزة من اندلاع إعصار بشري، أطار في الهواء بعض حواجز السجن التي حشر وراءها مليون ونصف المليون من السكان. اندفع أكثر من نصفهم دائسين على جدران المعتقل البائس متمردين على سياسات صهيونية مدعومة بلا حدود أميركيا وأوروبيا مع تخاذل عربي، مصممة على قتلهم جوعا أو مرضا أو قصفا، عقابا لهم على قرارهم التصويت لخيار المقاومة الذي تقوده حماس وفصائل أخرى، بديلا عن خيار الاستسلام الذي تقوده « سلطة » كادت تمحض شرعيتها -على غرار أخواتها العربيات- في حماية المصالح الأجنبية. والمقصود هنا أمن الاحتلال وتجريد المقاومين من السلاح والتبليغ عنهم وحتى اعتقالهم وتعذيبهم وتسليمهم للعدو، تنفيذا لاتفاقيات خانعة بدأت بأوسلو وتوابعها التي حوّلت أكبر منظمة تحرير عرفتها المنطقة إلى أجهزة أمنية ونخب مؤنّسة موظفة في خدمة الاحتلال ومطاردة المقاومة. ولأن العدو ممتلئ غرورا منتفخا بما يلقاه من دعم دولي وتخاذل إقليمي وحتى تواطؤ فلم يستبق للمتعاملين معه حتى على الحد الأدنى مما يحفظ ماء الوجه فلم يرض منهم غير التحول إلى أتباع مطيعين يقبلون بكل الشروط الإسرائيلية ويديرون ظهورهم للمقاومة وللعالم العربي. ولآن عرفات –رحمه الله- استنكف من احتساء الكأس حتى النهاية متشبثا بحق شعبه والمسلمين في القدس فقد قرروا تصفيته بعد تصفية ممنهجة لسلسلة طويلة من قيادات المقاومة حتى أفضى الأمر إلى رهط من القادة، لا يردّون لامسا، ربطوا مصيرهم وشعبهم بالاحتلال وبالقوى الداعمة له، التي لا ترى في المقاومة غير كونها إرهابا ينبغي أن تكون الوظيفة الأولى للسلطة استئصاله. 2- سلطة في خدمة المقاومة وأخرى لمطاردتها: لقد فجرت حماس الانتفاضة الثانية بعد أن تكشفت اتفاقات أوسلو عن حقيقة خوائها من كل معنى لسيادة فلسطينية وبالخصوص بعد اندفاع المشروع الصهيوني اندفاعة جنونية بقيادة شارون، فآلت أوضاع السلطة بعد التخلص من عرفات إلى رجل عدو بطبعه للمقاومة استودع كل أرصدته لدى أولمرت وبوش والأوروبيين مستدبرا شعبه وبعده العربي.  كما أنه أعطى المزيد من الوقت والفرص لتوسع سرطان الاستيطان وتكثيف الحواجز وتمدد جدار الفصل العنصري والتهام القدس وتكثيف الاعتقال في صفوف المقاومين، فكان مفهوما جدا أن ينصرف الناس بآمالهم عن سلطة بهذا التفريط والفساد والاستسلام إلى منظمة شابة لا تمثل فحسب الطهر والفداء والتفاني في خدمة الناس بل العقلانية والواقعية ، ومن ذلك قرارها بخوض الانتخابات سبيلا آخر لحماية المقاومة. ويبدو أنها قد فوجئت بالحجم الكبير للآمال المعلقة عليها وبمدى الرفض الشعبي للطرف الآخر والرغبة في التغيير فلم يكن أمامها إزاء هذا التحول الشعبي العارم في اتجاهها إلا أن تقدم على حمل الأمانة، عارضة على فتح وكل الفصائل مشاركتها في السلطة، ولأن فتح لم تستوعب حجم الإهانة التي ألحقها بها الناس ولأنها تعلم مدى الرفض الإسرائيلي والدولي والإقليمي لحماس فقد راهنت على فشلها في محاولة بائسة للعودة بالأمور إلى وراء، تماهت خلاله القضية مع المنظمة وهذه مع فتح بما يشبه عقائد الحلول والاتحاد. ولذلك ذهبت سدى كل المحاولات العربية في إقناعها بالعمل المشترك بل ظلت سمّاعة للناصح الإسرائيلي الأميركي بل للاستجابة لخطوطه الحمراء ومنها العمل مع حماس. وأشد من ذلك فقد راهن رئيس السلطة على إفشال حكومة حماس رافضا بذل أي جهد لتوظيف علائقه الدولية في التعريف بها ودعمها بل هو لا يفرط مناسبة في التحذير من التعاون معها ومساعدتها، وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك فتولت الأجهزة الاستخباراتية الأميركية والصهيونية تدريب وتمويل أجهزة أمنية أغدقت على قادتها العطايا ووظفتهم أداة أخرى فعالة في تنفيذ مخطط الإفشال عبر إشاعة الفوضى والفلتان الأمني بما لا يبقى معه معنى لسلطة في أي مكان. وهو ما اعتبره قادة حماس المباشرون على الأرض تمهيدا لانقلاب عليهم بل هو الانقلاب ذاته فماذا يبقى لحكومة لا سلطة لها على الأمن؟ والغريب أن هذا ما اشتكى منه أبو مازن ذاته يوم تسلم رئاسة حكومة، قرار أجهزتها الأمنية ليس بيده، فاتخذوا قرارا لإعادة الأمور إلى نصابها اعتبره الطرف الآخر انقلابا جاعلا من التراجع عنه والاعتذار عليه والاعتراف بالاتفاقات التي وقعتها السلطة وفي طليعتها تجريد المقاومة من السلاح شرطا مقدسا لأي حوار، تقديرا منه بل من أولياء نعمته أن تشديد الحصار على قطاع غزة بعد تجريد حكومة حماس من « الشرعية » مع توالي القصف الإسرائيلي سيفضي نهاية لا محالة إلى إقناع الغزاوين بخطأ خيارهم حماس والمقاومة فيندفعون في ثورة مضادة عليها بما تسببت لهم من أهوال. وذلك هو الذي حدث إذ تفجروا في انتفاضة عارمة ولكن ليس ضد حماس والمقاومة وإنما ضد السياسة الأميركية الصهيونية في المنطقة والمتعاونين معها بدءا من سلطة أوسلو التي لم تفعل ولا النظام العربي شيئا لرفع الحصار الخانق على غزة، فكانت الانتفاضة الثالثة. 3- لماذا كانت الانتفاضة في الاتجاه المذكور ولم تكن في اتجاه حماس وهي التي تسببت بسياساتها المتمحورة حول المقاومة في ما آلت إليه أوضاع الناس من تجويع وقتل؟ واضح أن الذين بنوا خطتهم على أن تشديد الحصار والخناق على أهل غزة والتقتيل اليومي كفيل بحد ذاته بتثوير الناس على حماس، أنهم لا يتوفرون حتى على الحد الأدنى من القيم والمثل المؤسسة للشخصية الجمعية لأمتنا. أمتنا لم تتخل يوما عن قائد في الميدان، سارت وراءه إلى معركة في أي مجال فانهزم، ما دامت واثقة من إخلاصه وبذله. ألم يخرج الشعب المصري في انتفاضة عارمة إثر إعلان عبد الناصر عن الهزيمة وتنحّيه عن السلطة، خرجت ثائرة لكرامتها رافضة الاعتراف بالهزيمة داعية قائدها إلى العودة إلى موقعه وقيادتها مجددا إلى المعركة، متناسية -في تلك اللحظة- ضروبا شنيعة من قمع أجهزته. فهل يتصور عارف بمكونات هذه الشخصية الجمعية لأمتنا وهي مكونات متكثفة في فلسطين وفي غزة بالذات حيث نحن إزاء تكوين عنيد، أن يتخلى أهل غزة عن منظمة خبروها منذ عشرات السنين توالي خدمة الكبير والصغير بالقدر الذي توالي به تشييع مواكب شهدائها وفي طليعتهم قادتها وأبناؤهم. هل من مقارنة منصفة بين هذا الرهط من القادة وبين نظرائهم في فتح وأبنائهم؟ هل من مقارنة منصفة بين قادة لا يزالون يسكنون المخيمات ويؤمون الصلوات وبين سكان القصور من الطرف الآخر، فهل يلام شعب غزة أن اندفع يكسر أصفاده مطيحا بحاجز من حواجز الذل التي تكبل شعوبنا. هنيئا لشعب غزة بعزته وبحريته وبقيادته وبشهدائه وشهيداته، فهو من أهم ما تبقى من وسائط التفجير الثوري في الأمة. 4- هل الانتفاضة حدث أم مسار؟ لقد فتحت ثغرات في حواجز الموت والجوع والذل التي تكبل شعب غزة ويتولى رعايتها نيابة عن النظام الدولي الذي فرض علينا فسيفساء سايس بيكو، هل ستون حدثا عابرا: اندفع الناس بحرارة الموت فأصابوا بعض حاجتهم عند جيرانهم وتزودوا ببعض حاجياتهم لأسبوع أو أسابيع والتحم الشعب الواحد المنشطر بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية فبلّوا أرحامهم بل تزوج بعضهم، غير أن حواجز الذل والقهر ما لبثت أن عادت وعاد حولها حرس شديد يزمجر (أبو الغيط) متوعدا بقطع كل رجل فلسطينية تخترق الحواجز. وكأن السلطة المصرية التي أخذت على غرة وتصرفت بقدر من الحكمة مع التسونامي المندفع ما لبثت أن تكأكأت عليها الضغوط فعادت حليمة إلى عادتها. هل ذلك ممكن؟ ذلك من قبيل ما ينبغي ألا يكون. لأنه لا يجد سندا من خلق ولا دين ولا وطنية ولا إنسانية. لقد أخبر صاحب القلب الرحيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن « امرأة دخلت النار في هرة. حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض » فكيف والأمر يتعلق بحبس مليون ونصف المليون من البشر بل من خيرة البشر، لا زودتهم جارتهم الكبرى بالغذاء والوقود الذي تزود به العدو الإسرائيلي ولا رفعت في وجوههم الحواجز ليصيبوا حاجتهم من جيرانهم فيفيد الجميع بدل أن ينتظروها من العدو، يمنّ بها أو يحجزها متى شاء. ولأن قرار إطاحة الجدار كان ضرورة حياتية قصوى مثل قرار إطاحة أوغاد الأمن، ولأنه قد اهتز في عمق كل نفس مصرية بل في المنطقة كلها قبل أن يهتز حيث هو فلن يسمح شعب مصر الأبي -وغزة امتداده الطبيعي وأول دوائر أمنه القومي- بعودته، عودة الحصار الإجرامي 5- فلسطين وسيط تفجير: انتفاضة الجوعى تذكر بانتفاضات مماثلة حصلت في تونس ومصر 1978وتكررت في تونس 1984 وفي الجزائر 1988 هي من قبيل الانفجاريات الطبيعية بنتيجة تراكم الضغط وانعدام المتنفسات، ولا يستبعد أن تكون أوضاع معظم بلاد العرب مشحونة بالضغوط المتراكمة التي تنتظر الوسائط التفجيرية وتمثل القضية الفلسطينية بسبب عمقها في الدين والثقافة والتاريخ والإستراتيجية القضية المركزية للأمة، وسيطا من أهم الوسائط التفجيرية. ولذلك بقدر ما تمثله من تحد ومحنة حقيقية للأنظمة المطحونة بين نظام دولي مستهتر بمصيرها لا يني يوالي الضغط عليها للاعتراف بالكيان اللقيط وبين شعوبها التي تجلدها ليل نهار من أجل قطع كل وشيجة بالعدو وتقديم الدعم للمقاومة، بقدر ما تقدمه هذه القضية المباركة لشعوبنا المكافحة من أجل العدل والحرية والوحدة من فرص للانتفاض على أنظمة سدت في وجه دعاة الإصلاح كل سبله فما يكاد يبقى من سبيل غير سبيل العلاج بالصدمة سبيل الانتفاض. وهو ما يقيم علاقة جدلية متبادلة بين تحرير فلسطين وتحرير الأمة من الظلم من الاستبداد والحيف والتجزئة والتفسخ فكل خطوة إيجابية على المسار الأول خطوات ايجابية على المسار الثاني وهو ما حمل أحد مناضلينا الدكتور منصف المرزوقي على ملاحظة أن فلسطين هي التي ستحررنا ولسنا نحن. وتكفي متابعة بسيطة لحالة التوتر الأمني التي غدت عليها الأنظمة أمام بدايات ثوران الشعوب احتجاجا على ما حدث في غزة وكأننا في حالة طوارئ، لنقف على الدور الذي قام ويقوم به الكيان الصهيوني وأولياؤه في إحياء الأمة وتوحدها حول تحرير فلسطين وما وقع ويقع فيها من فرز بين نخبها وتياراتها الفكرية في ضوء امتحانها على هذه الصخرة، وهو ما يجعل من المقاومة في فلسطين بقيادة حماس وانتفاضاتها ليس حدثا عابرا وإنما تعبير عن تحول عميق في المشروع التحرري الفلسطيني وتبعا لذلك المشروع العربي باعتبار أن من يرفع راية القيادة في الأول تؤول إليه الراية في الثاني، ذلك درس التاريخ الحديث للمنطقة. وهذا ما يفرض على حماس مسؤولية أكبر وعقلنة أكبر، مزاوجة بين الثورية فلا تتخلى عن المقاومة أبدا، وبين الواقعية فلا تفرط في السلطة، لتكون في خدمة المقاومة. واضح لم يعد ممكنا إدارة المعابر دون التعامل مع حماس. ولكن لا تزال سلطة عباس أمرا واقعا لم ترفضه حماس وإنما هو المتعنت تشبثا بالسراب. جيد أن تقيم عليه الحجة باستمرار، ولكن غير مفهوم لماذا رفضت دعوته إلى وقف متبادل للقتال مع إسرائيل، وهو هدف إستراتيجي لم تقبل به إسرائيل المتعجرفة قط مع الفلسطينيين، لما يعنيه من اعتراف بتوازن إستراتيجي معهم، تسعى المقاومة لبلوغه. حماس اليوم قد آل إليها واقعا أمر قيادة المشروع الفلسطيني ووفق ذلك يجب أن تتصرف وأن ترتفع، باحثة عن الإجماع مرتفعة عن المناكفة، فتكون مظلة لكل الفلسطينيين كما كان الحسيني والشقيري وعرفات رحمهم الله. أما فتح فقد أصبحت جزءا من مخلفات التطور. ـــــــــــــ كاتب تونسي
(المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 فيفري 2008)  

مجلس  » الأنمول » خادم الصراصير

 
الأستاذ: بحري العرفاوي   هذا شتاء ، أيتها النملُ…….. ادخلي بيوتك .   هذا فصل موت الجائعين لا يقوون على الريح ولا البرد، سيموت الكثيرون ولن يرث عنهم الباقون غير واجبات الدفن، في الأرض مُتسعٌ للموتى ولا خوف مما تحت التراب، وفي النمل ما يكفي لإرضاء حتمية الموت ويظل غفيرا.   الحياة حركة النمل ، لا يكتب النملُ تاريخه ولا يُحصي محاصيل الصيف .لا يتكلمُ ولا يتوقف عن الحمل ، النمل خادم ،خدوم وكتوم لا يمن ولا يغضب ولا يهيج إذاأفرغت بيوته أو غمرتها مياه حمامات الصراصير.   ألنمل والطير والنحل  » أمم أمثالكم » يقول القرآن الكريم. تلك الفطرة التي فُطر الخلقُ عليها وذاك صنع الله الذي أتقن كل شيء . ولكن عناصر الطبيعة المتناسقة يظل يتأثر بعضها ببعض ويظل الإنسان بما هو جزء منها هو المؤثر الأكبر. هل تأثرت فعلا  » أمة ألنمل  » .   مسارب النمل لا تخلو من الحركة ولا يتوقف الحمل ولا يرتفع صوت ولا يتحلق أكثر من واحد لتقييم الشأن أو التعبير عن رغبة أو وجهة نظر. القرارات الكبيرة والصغيرة بين يدي  » مجلس الأنمول  » مكون من بعض كبار النمل لا يشتغلون ولا يختلطون بعموم النمل ، هذا المجلس يُشكّل بالغلبة وليس بالأغلبية كما هو الشأن في الديمقراطية الحديثة . نملات سمان وأخرى ذوات أجنحة وقليل من النمل الأحمر ينحشر في سواد النمل  ولكنه مؤثر لما يمتاز به من سرعة التحرك ومن قدرة فائقة على اللدغ وهو في ذلك أشبه ما يكون بالعقارب .   يعقد  » مجلس الأنمول  » اجتماعات دورية لعدّ المحصول وتحديد الحصص وتقييم أحوال عموم النمل ومخزونه الاحتياطي من طاقة التحمل والصمت .   يقول أنمول واسع الإطلاع : ثمة ما يُثير القلق و يدعو إلى الحيطة … النمل بدأ يجوع وطاقته بدأت في النفاد . يقول آخر: لدي معلومة أكيدة بوجود اتصالات خفية بين بعض النمل وبين بعض الخارجين على المغاور… وليس مستبعدا أن تهاجمنا اليرابيع والجرذان ونحن غافلون ، قال واحد من النمل الأحمر لدي  مشروع أعرضه على حضراتكم وأرجو أن تتدارسوه جيدا قبل الإجابة… انتبه عناصر مجلس الأنمول إليه بانتباه ، لقد جربوا كثيرا أفكاره الخلاقة في تجاوز الأزمات وتجنب فوضى عموم النمل …   فهم أنهم ينتظرون الحل وأنهم خائفون : أرى أن نعقد تحالفا مع الصراصير، عندنا ما ينفعهم وعندهم ما ينفعنا، نمدهم بالطعام ويمدوننا بالأوهام ، الوهم أكبر مهدئ للأعصاب وشاغل عن المشاغل، الصراصير عاطلة في الشتاء خاوية البطون لا تقوى حتى على التنقل زحفا أو طيرانا، نحن مثلهم بالتأكيد لا نبذل جهدا صيفا أو شتاء وأنتم تعلمون أننا نأكل مما يحمله النمل وتعرفون أن إسرافنا وتبذيرنا إنما هما من قوت عموم النمل ولم يعد خافيا ما بدأ يدبّ في بيوتها من تهامس وقلق ولا ندري متى يحصل انفراطها علينا تقتحم ثقب مجلسنا أو تهيج على مخازن المئونة تفرغها وتتقاسمها وربما تجرّأت علينا مجتمعة فآذتنا …   ظلوا صامتين وقد أنهى كلامه كما لو أنهم يتمنون أن يستمر في الكلام ،،، هو بليغ وذكي ومقنع وذو قدرة فائقة على اجتذاب الانتباه وعلى التهويل أو التهوين وحتى على التخوين ونسج التهم المهلكة لمن توجس منه من عموم النمل أو حتى من أعضاء  » مجلس الأنمول  » يُقال إن عضوين سابقين هلكا على مكيدته حين اعترضا على خطة تقضي بتقسيم  » أمة النمل  » إلى خلايا صغيرة يسهل ضبطها ومراقبتها، رغم أن الذي اعترض على خطته لم يكن بدافع حماية وحدة أمة النمل وإنما ـ وهو الأرجح في تحليلات النمليين ـ بدافع الرغبة في تجميع المحاصيل تحت رقابته حيث كان مُشرفا على مخازن المئونة … ثمة أنمول حديث الإرتقاء إلى المجلس ودقيق الإطلاع على أحوال عموم النمل إذ كان فيهم أستأذن في القول فلم يؤذن له …   واصل الأنمول الأحمر تبسيط خطته : الصراصير إذا فتحنا لها مسارب تحت الأرض مؤدية إلى ثقوب مجلسنا ستجد الدفء والطعام وتنشط مواهبها وتقوى أجرامها ويتولد لديها العطف علينا فلا تفكر في إيذائنا بل ستكون في صفنا إذا ما تعرضنا إلى فوضى عموم النمل … فكرة مُغرية ـ قال كلٌّ في سره ـ . قال أنمول بدت عليه علامات الارتياح المشوب بخوف : ماذا لو تفطن العموم إلى تسرب الصراصير نحو مجلسنا ؟ ماذا لو سمعوا حركتنا ونشاطنا ولم يتعودوا عليه ؟ والصراصير إذا وجدت الدفء والطعام لن تتمالك عن الغناء والهرج ؟   ألا نُتهم بعدم الاكتراث وعدم المسؤولية والنمل جائع ؟   أسئلة كاد يهتزّ لها  » مجلس الأنمول « … خيم صمت خائف فلا تسمع إلا نبضات القلوب تكاد تتوقف … صوت الريح خارج الثقوب يكاد يقشعها وحركات الكائنات في الخارج تزيد من قلق هؤلاء…   ينتظر كل واحد حلا من الآخرين … يُواصل الأنمول الأحمر غاضبا وواثقا : أنتم خائفون ؟ أعرف إلى ما تذهبون في صمتكم ،   أعدكم لن يحصل … بدت على الجميع علامات الإسبشار، يكادون يسألونه كيف ؟   ولا يسألون عما  قرأ في صمتهم … لم ينتظر سؤالا من أحد هو ذكي وماكر يصنع الخوف ثم يسوق الخائف إلى مَخلص يرسمه هو …   يجدُ ما يكفي من الجرأة ليقول إليهم بوضوح : نُرْسل الصراصير على النمل تَفتكُ بها وتبيدُ منها الكثير ثم نطمئن عُقودا لا يُنغص أحدٌ علينا… هذا الحل أكثر تخويفا من مخاطر عموم النمل ـ قال كل في خوفه ـ وغرق الجميع في حالة نفسية مشتركة …   بحثٌ عن مخرج فردي وليذهب الباقون في أجواف الصراصير.يودّ كل أنمول لو لم يكن معهم .   قال أشدّهم خوفا وهو يصطك كالفارك يديه : اسمحوا لي أيها المجلس أقولُ خوفا:   ماذا لو أن الصراصير إذا أُفرغت مخازننا ولم تجد ما تأكل ـ وقد أُبيدَ جُل النمل ـ انقلبت علينا نحن تأكلنا بعضا أو كُلاّ ؟ أو ماذا لو أن الصراصير الحليفة خسرت معركتها مع عموم النمل ؟ خسر الخاسر والمخسور وأُحيط بمكرنا …. هذا الشرّ   لم يذهب إليه كيدُ الأنمول الأحمر… ولكنه كمكره اللازم لم يُبْد انزعاجا مما سمع ولم ينظر في المتكلم بل عاجل الجميع باقتراح هو أشبه ما يكون بالأمر : نجعلهم يأكلون بعضهم، نوقع بينهم العداوة والبغضاء نُفرق غضبهم ونجعل بأسهم بينهم شديدا، نكون بعدها نحن الحكماء والحاكمين نقرب إلينا من نشاء ونُقيم الحق على من شاء بنا سواسية …   عمومُ النمل الأسْود يُريد المساواة ويرقبُ مخازن المئونة ؟   يتمنى الفوضى وينوي التسلل إلى ثقب المجلس ؟… نقترُ عليهم فيجوعون ونصرف غضب الجوع إلى بعضهم فلا يرون إلا رُؤوسهم يُمسكُ الجوع بالجوع ولا يغلبُ إلا من أردناه معنا من أضعفهم وأخوفهم وأقلهم رغبة في الحياة ـ يُقال بأن الأنمول الأحمر هذا من أذكى وأمكر عناصر المجلس ، لقد تعلم من حيل الحيّات كان يراها تمكر بالكثير من الزواحف والطير يأتونها إلى بطنها لا تُكلف نفسها عناء فنون الصيد وجهد العيش و كان يُردّدُ بأن الذكي ليس من يكسبُ العيش وإنما من تأتيه الفريسة إلى بطنه تكادُ تهضم نفسها حتى لا يتحمل عناء الهضم ـ .   قال أنمول لم يتعوّد الكلام كثيرا ويبدو أضعفهم بُنية وأقلهم أكلا وأكثرهم هدوءا : أخشى أن ينصرف غضب الجائعين إلينا إذ فيهم من يهمس إليهم آناء الليل وبعض النهار والخطرُ أن يكون قد فعل فيهم ما فعل وليسنا عالمين … نرى أن نختبر وحدتهم … نُلقي إليهم ببعض ما جمعوا إذا أخذ منهم  الجوعُ أوجاعا ثم ننظر كيف يتصرفون ، أو نميز بعضهم على بعض ونبث منهم عيونا عليهم حتى إذا ما سرت فيهم آفات الشك والأنانية والطمع والخوف أدركنا ما نحن مُشتهون … ضحك الأنمول الأحمر منتشيا وخاطبه مُستلطفا : ماكرٌ أيها الصغير وزعيم ..كنتُ   سأنتهي إلى هذه التفاصيل العملية ، لا بأس.. للمكر أكثر من صياغة والهدف واحدٌ ولديّ ماهو أكثرُ و أدقُّ وأعمقُ سأفصّل القول فيه بعد النظر في مخزون المئونة … ثم انصرف إلى حيثُ محاصيل حركة النمل وتبعه الآخرون ….   كيف تسربت مداولات  » مجلس الأنمول  » إلى الصراصير؟ فريق من كبار الصراصير في مخز ن المئونة يأكل بنهم الجائعين ولا يأبه بأحد من الداخلين عليه أعضاء المجلس أخذتهم الصدمة ووقفوا مشدوهين لا يدرون إن كانوا في يقظة .   الأنمول الأحمر أراد تجاوز البهتة قائلا بترحاب :  كُنا سنوجه إليكم الدعوة نستضيفكم ونتعاهد معكم … لم يكن أحدٌ من الصراصير ينتبهُ إليه، الإشتباعُ قبل الاستماع يقول الجائعون إذْ وَقَعُوا على ما لم يَجْمَعُوا .   ينسحبُ أعضاء المجلس من المخزن إلى حيث يجلسون ، ينظر بعضهم في دهشة بعض لا يتساءلون ولا يتداركون … يدخل عليهم وفد الصراصير مُثاقلا كمن دَوّخته البشبةُ …. تفضلوا بالجلوس نحن في انتظاركم ـ قال الأنمول الأحمر ـ ثم سحب ورقة لا يعرفُ شركاؤه متى كُتبت وتلا على الحاضرين : نحن المجتمعين شتاء وفي غار النمل نُعلن عن تشكيل حلف بين مجلس الأنمول وهيئة الصراصير يلتزم كل فيه بما اتفق عليه في المحادثات السرية ونُسمي هذا الحلف  » حلف غار النمل  » ، قاطعه صرصور معقود اللسان قائلا : بل  » حلف أجنحة الصراصير » ثم تداخل القول وتعالت أصوات وخفتت أخرى لينتهي الاتفاق على تسمية غير محرجة لأحد :  » حلف الصراميل  » وخُتم بإمضاء النمل الأحمر وإمضاء الصرصور معقود اللسان … تصفيق وقبلات وضحك واستلقاء على الظهر مريح.   لم يتكلم واحد من هؤلاء وأولئك عن عموم النمل ولا يُعْرف ما إذا كان لديه ما يأكلُ أو إن كان على علم بما يُدبّر في الثقوب … النمل حمال المئونة لا علاقة له بما يدبّرُ  » المجلس  » أو يُمضي من عقود واتفاقات … عموم النمل مُطالبٌ بحمل المئونة بأمانة لا ينال منها شيئا حتى يُؤذن له بمقدار لا يُقلبه ولا يُقدّرُه ولا يعترضُُ .ندخل الآن على عموم النمل يدا بيد نشعرهم بصلابة العلاقة ونبعث إليهم برسالة يفهمها مرضى الأنفس منهم حتى لا يتمنى أحدُهم ما قد يتمنى ـ قال الأنمول الأحمر وهو يَعْلَقُ بجناح الصرصور معقود اللسان ـ … ينزل الوفدان من الثقب الأعلى باتجاه جُحر عموم النمل وكان صرصار أخذته النشوة والشبعة يغني طرب   وبنغمة هازئة : هلْ تعْرفُ ما صارْ النملُ والصرصارْ في جبهة الأحرارْ والـــويل للأشرارْ نحنُ حُماة  الــغارْ   يقتربون من غار عموم النمل تأخذهم رعدة ومهابة ولكنهم يُكابرون عليها ، كأنهم يتوجسون هلاكا … هم مثُقلون شبعا ولا رغبة لديهم في تعكير سلامة الهضم بما قد يُلاقون من فوضى أو تشكيات….  لم يسمعوا حركة ولم ينته إلى مسامعهم همس أو ما يوحي بوجود حياة داخل الغار .   الأنمول الأحمر يُبدد الرهبة قائلا بنبرة المتوعدين : أيتها النمل نحن أعضاء   » حلف الصراميل  » ندعوكم إلى الاصطفاف بمدخل الغار تؤدون إلينا التحية وتستمعون إلى نص المعاهدة بين حضرتنا نحن  » مجلس الأنمول  » وحضرة هيئة الصراصير… ثم انزلق في الغار وتبعه الآخرون وقد حدث إشكال لم تؤخذ له الحيطة حيث تورط الصرصور معقود اللسان في آخر ثقب النمل لا يتقدم ولا يخرج… لقد سُدّ الثقب على من دخل   لم يجدوا عموم النمل في انتظارهم ولم يسمعوا تحية ولا يدرون  ما يفعلون وثقوب الأرض أكثر من النمل .   بحري العرفاوي – تونس – 13 فيفري ‏2008‏   (المصدر: موقع « الفجر نيوز » (ألمانيا) بتاريخ 19 فيفري 2008)

 

    بسم الله الرحمان الرحيم                                             تونس في 2007/02/21
  والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                         بقلم محمد العروسي الهاني
        الرسالة رقم 402                                                                                          مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي
        على موقع الحرية                                                                                                                 والإسلامي
            الحلقة (2)                                                                                                      ذكرى التشفي والإنتقام
في الصميم
ذكريات لا تمحى ومظالم لا تنسى والإعتذار لا ينفع بعد فوات الأوان ومغادرة الكرسي
 
أواصل الكتابة حول ذكريات فيها الممتع والإيجابي وفيها المؤلم والموجع لولا الصمود والصبر والإيمان القوي بالله سبحانه وتعالى. وبقوة الجاش والعزيمة والعقيدة الإيمانية وقد ذكرت يوم أمس في الحلقة الأولى بعض مراحل النضال الطويل الذي تدرج طيلة 54 سنة كاملة وهذه المدة الطويلة شاهدت فيها وعشت أطوار غريبثة وتقبلات عجيبة وألوان من البشر العجيب والغريب واليوم بعضهم من مواليد عام 1970 يأتي إلى التلفزة في المستقلة أو الجزيرة أو حنبعل التونسية أو في الصحافة وخاصة الصباح ويعطي دروس في الوطنية للرجال الكبار سنا وقدرا ونضالا و وطنية وإشعاعا وحبا للوطن لا حول ولا قوة إلا بالله وبدون تعليق…وأريد أن أعود إلى مظلمة 1981/02/21 في مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية الذي تتطوع كرما وحبا في التشفي والفتنة وحبا في استعراض العضلات وحبا في الانتقام وتنفيذ الأغراض جاء الطاهر بلخوجة وزير الإعلام طيعا حسب خطة مدروسة ومكيدة لتصفية المناضلين جاء وقلبه مليئا بالحقد وحب التشفي والإنتقام من الدستوريين الذين قالوا له في عديد المناسبات منذ كان وزيرا للداخلية عام 1975 إلى 1977 انت رجل لا تريد الحوار الوطني انت رجل قوي بالغلطة والكبرياء أنت تريد حجة القوة أنت بعيد عن الفكر والأسلوب البورقيبي انت لا تسمع المناضلين انت تريد البوليس أقوى من الدستوريين انت رجل مشاكس للمناضلين انت لا تريد الديمقراطية وكان حوارنا معه علنا أمام الملأ في حوارات حزبية داخل لجنة التنسيق الحزبي بتونس وحصلت مشادة في حوار بلجنة التنسيق الحزبي بالعاصمة وحوار ساخن للغاية بيينا والصباح نشرت في عدد الغد هذا الحوار وذكرت اشتد الحوار بين وزير الداخلية والمناضل رئيس شعبة الصحافة الحزبية ونشرت الحوار كله ولكن نظرا لان الحوار كان داخل الحزب قمت بالتعقيب في جريدة الصباح وخففت من حدة اللهجة واعتبرت ما حدث هو شأن داخلي داخل العائلة الحزبية حتى لا تستغله المعارضة أو غيرهم من المتربصين ولكن الرجل لم ينسى هذا الحوار الساخن،والمواقف المتباينة وخرج من الحكومة وأقاله الرئيس الحبيب بورقيبة في أواخر عام 1977 نظرا لسلوك معين لا أريد الدخول في التفاصيل اليوم، وفي عام 1980 عاد الطاهر بلخوجة إلى عضوية الحكومة وكلف بوزارة الإعلام وأصبح المنجي الكعلي مديرا للحزب ومرض المناضل الهادي نويرة الوزير الاول والامين العام للحزب وتولى محمد مزالي حقيبة الوزارة الأولى والامانة العامة للحزب بحكم المسؤولية في الحكومة. وجاء المنجي الكعلي بخطة التصفية وسانده الطاهر بلخوجة وسي محمد مزالي موافق على الخطة من بعيد نعم للديمقراطية وتوسيعها لإدخال المعارضة كما يتصور سي محمد مزالي وفي المقابل تصفية الحزب من المناضلين وتصفيتهم هذا ما حدث وحصل فعلا في مؤتمرات 1981 تصفية كاملة وجاء الطاهر بلخوجة يوم 1981/02/21 إلى دار الحزب للإشراف على مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية بعنوان تصفية الحسابات معي ومع الهيئة المتكاملة المنسجمة التي أشاد بخصالها المناضل الهادي نويرة رحمه الله يوم 1979/09/03 حسبما أشرت في مقالي الاول لكن سي الطاهر جاء من اجل التشفي وتحقيق أغراضه الدفينة وعندما دخل دار الحزب وجد أعضاء الشعبة أمامه قصد مصافحته من باب الأداب والتسامح ولكن دخل عنوة في كبرياء وغرور ولم يلتفت لأعضاء الشعبة الدستورية هذه هي البداية ثم صعد المنصة وفي الخطة الذي أقرها المؤتمر ليس رئيس الشعبية بل مدير جريدة العمل آنذاك الأخ أحمد القديدي ثم يحبل رئاسة المؤتمر للطاهر بلخوجة حسب الخطة لكن حصل ما لم يكن في الحسبان أخذت المصدع بقوة وانفعال وارتجلت خطابا دام 55 دقيقة وكان امام الاخ الطاهر بلخوجة 4 قارورات ماء صافية شرب منها 3 قارورات وهي يتململ من حرارة الخطاب ثم أحيلت الكلمة للاخ كاتب الشعبة لتلاوة التقرير الأدبي الشامل وقبل أن يترأس بلخوجة المؤتمر ويلقي خطابه قلت له أسألك بصدق متى تحملت المسؤولية في الحزب والشعبة ومتى اشتركت في الحزب ثم اعلنت قراري الشجاع بسحب ترشحي من هيئة الشعبة نظرا لهذا السلوك الغريب على تقاليد حزبنا ونزل قراري كالصاعقة على المؤتمرين وغادر القاعة أكثر من 70% من المؤتمرين وعجز بلحوجة ومن معه من المسؤولين إعادة المؤتمرين إلى القاعة وطلب مني ان اتوجه إليهم بكلمة ليعودوا وهذا ما حصل بفضل التجاوب والصدق والمحبة وبكلمة واحدة عاد الجميع للقاعة وفهم بلخوجة مدى الشعبية داخل الحزب والعائلة الكبرى. وللحديث بقية إن شاء الله في الحلقة القادمة .
مذكراتي الممتعة ذات البعد النضالي، المؤلمة، الموجعة من تصرف أشخاص

أواصل الكتابة حول ذكرات متعة وأخرى مؤلمة وقد توقفت في الحلقة الثانية حول نقطة قرار سحب ترشحي

من هيئة الشعبة نظرا للجو الجديد جو التعسف والظلم وتصفية الحسابات وقلت الوقت أصبح غير مناسب للعمل الحزبي…وكنت في تلك التاريخ أعمل بدائرة المناضلين بدار الحزب وفي 19 مارس 1981 عشية 20 مارس عيد الإستقلال الوطني المجيد قرر مدير الحزب المنجي الكعلي صاحب التشفي والإنتقام إحالتي على شركة سياحة الشاب التابعة للحزب حتى يتخلص من وجوه المناضلين هذه هي الديمقراطية عندهم وسي محمد مزالي يعرف هذا جيد…ولكن لم يفلح في مساعيه فتضاعف النشاط والعمل الميداني وأصبحت أكثر حرية وأحضر مؤتمرات الشعب في عديد الجهات واخد الكلمة ومن حسن الحظ كانت علاقتي متينة مع الإخوان العاملين في قطاع التلفزة وقسم التصوير. كل اجتماع اخذ فيه الكلمة تبرز فيه التلفزة صورتي ونشاطي بصفة فعلية لمدة دقائق حتى تحرج الكعلي وقال هذا شيء عجيب كنا نعتقد انه خرج من الحزب ومن المسؤولية ومن الوسط الإعلامي لكن نشاطه ازداد اكثر هذه هي ديمقراطيتهم في تلك الفترة وفي 16   مارس 1984 قرر الأسد المغوار الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله إجراء تحوير على إدارة الحزب واعفى الكعلي وعين الأخ الهادي البكوش مديرا للحزب وكان يوم التنصيب يوم عيد وطني لم تشهده دار الحزب سابقا وفرح المناضلون بهذا التغير وتم إعادة الإعتبار للمناضلين وعلم سيادة الرئيس بالمظالم والتجاوزات فأعفى الكعلي ومن معه واعاد الإعتبار للمناضلين وإذن رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة بتسوية وضعية المناضلين وتم في تلك الفترة إعادة الإعتبار وتم تعييني معتمدا بفوسانة بولاية القصرين يوم 1984/09/21 وبقيت في هذه الخطة إلى 1990/08/23 ثم جاءت محطة أخرى فيها مقاييس جديدة..وتصنيف جديد ومفهوم جديد. وفي قترة مباشرتي لخطة معتمد ترابي أو بمركز الولاية كان النشاط مضاعف 50 مرة والعمل الميداني مكثف والنشاط غزير والعمل ليلا نهارا والإنجازات كثيرة والنوم قليل والعمل 20 ساعة ليلا نهارا ونشاط ملحوظ حتى ان الأخ مصطفى المنيف رئيس ديوان السيد محمد مزالي الوزير الاول زارني في نوفمبر 1984 إلى معتمدية فوسانة ووضع حجر الأساس لمشاريع وعاد في 7شهر جوان 1985 ودشن المشاريع بما في ذلك جامع كبيرا انجز في 7 أشهر وقال الاخ مصطفى المنيف في خطابه المؤثر كم عندك في هذه المعتمدية من أعوام قلت له 9 أشهر قال والله الإنجازات اكبر واكثر من المدة والإنسجام أعظم والإتفاق اعمق والوفاء أشمل والفرحة اعم قلت له المناضل يذكر بعد مغادرته المسؤولية وصدق رسول الله الذي قال « المرأ حديث ما بعده ». هذه بصماتنا وأثارنا ولكن ليس هذا التقييم عندهم او البعض منهم خاصة سي محمد سعد التقييم هو مقاييس اخرى وصدق جحا عندما قالوا له كيف تطهي الطعام والنار تحت النخلة والقدرة فوقها قال لهم أنتم عندما عاقبتموني في البحر عاريا في ليالي البرد واصبحت سالما معافي قلتم انت ذهبت إلى المنارة في البحر حتى تتدفأ بنورها ووهجها وهو كلام غير سليم وليس واقعي ففهم القوم تلك المقارنة…. والفاهم يفهم وان الواقعة عام 1984 كان لها وقع خاص فأذن الرئيس الزعيم الحبيب بورقيبة إعادة الاعتبار رفع المعنويات المادية والأدبية وهو رمز التاريخ والتسامح والأب الروحي وفي عام 1994 علم الرئيس زين العابدين بن علي بمظلمة 1990/08/22 فأذن بالتسوية الشاملة لكن بعض المسؤولين قاموا حسب الاجتهاد بتسوية عاجلة مادية ولم يقع الحسم المعنوي وردّ الإعتبار ورغم ذلك رضيت وقلت « عسى ان تكرهوا شيئا وهوخير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون » صدق الله العظيم وأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ولم يفلح من أراد قطع الخبزة ولن يفلح من يعتقد أنه صاحب فضل فالفضل لله وحده والحمد لله عوض الله كل شيء وأصلح الله حال الذرية وفتح باب الرزق ولم يفلح من أراد إذلالنا أو المس من شموخنا وعزتنا وكرامتنا وعشنا كرام أعزاء لا نرجوا ولا ندعوا إلا الله ولا ندعوا إلا قاسم الأرزاق بين عباده والحمد لله واصلنا حياتنا بكرامة وأنفة وعزة وشموخ دون انبطاح واخلال أو تقبيل أيادي أو مدح مفرط وفي المقابل وصلنا النضال الوطني بروح نضالية عالية لم نعبأ بالظلم وقطع الخبزة وعشنا أعزاء نقول كلمتنا بحرية ومسؤولية ولا نحمل حقدا على أحد وحتى الطاهر بلخوجة عندما نتقابل معه لا نحمل عليه كراهية أوحقد وقد سبق أن خاطبته بالهاتف في فرنسا وتكلمنا مع بعضنا ولكن هذه مذكرات ستبقى للتاريخ يطالعها أبنائي وأحفادي وأحفاد أبنائي إن شاء الله حتى تكون لهم فكرة على تضحيات والدهم وجدهم وبالتالي هي مرجع إلى كل أصحاب العزة والكرامة والنضال من أجل إعلاء كلمة الحق والعدل والمساوات.  قال الله تعالى : « هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » صدق الله العظيم.      

 قال الله تعالى : « إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون » صدق الله العظيم.                                                    

     محمد العروسي الهاني هـ :

22 022 354 


بسم الله الرحمان الرحيم

إلى الحاج ألعروسي ألهاني : عد إلى وعيك و تب إلى الله

 
بقلم : عامر عياد تناول السيد محمد ألعروسي ألهاني الكاتب العام لجمعية الوفاء لتراث بورقيبة في مقالاته  على صفحات تونس نيوز بتاريخ 30-01 و 10-02-2008  موضوع التشغيل خصوصا  في وزارة التربية و التكوين و اتهم الوزير  » بالجهوية و المحسوبية و المحظوظية و باستعمال الطرق الملتوية  » و تلقي الرشاوى (ذات 20كلغ) و غيرها من التهم التي كالها رجما بالغيب ، كما ساند و أيد الاتهامات التي وجهها السيد حاتم الونيسي و اعتبره « يقول الحق دون خوف  » وقبل الدخول في صميم الرد أريد أن أتناول مسألة إلقاء التهم من ناحية أخلاقية ، دينية . 1* فالذي اعرفه أن السيد ألهاني رجل متدين و ملتزم و تكفلت السفارة السعودية سنة 2007 بتكلفة حجه بعد مقال تمجيدي لجماعة البترودولار نشرته جريدة الشعب و هذه هدية من آل سعود حتى لا أصفها بصفة أخرى. قلت إن الحاج ألهاني يعلم علم اليقين أن الإسلام يحرم الغيبة و هي كما جاء في كتب الفقهاء: »ذكرك الإنسان بما يكره و لو بما فيه سواء كان في دينه أو نفسه أو خلقه أو ماله أو ولده أو زوجه أو خادمه .. »  و قد جاء في صحيح مسلم وسنن أبي داود و الترمذي و النسائي عن أبي هريرة (رض): أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: » أتدرون ما الغيبة؟ قالوا :  » الله و رسوله اعلم » قال :  » ذكرك أخاك بما تكره. قيل :  » و إن كان في أخي ما أقول ..قال :  » إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه فقد بهتّه . » قال الترمذي حسن صحيح. و ما أتاه الحاج ألهاني حسب تعريف الفقهاء هو الغيبة إن كان له دليل على ما قال ..و هو البهتان إن كان ما أتاه و ما زعمه محض افتراء. فان كانت الغيبة و هي تفوق معصية و كبيرة الزنا حسب ما جاء في الحديث الشريف الذي رواه جابر ( رض) عن الرسول ( ص )  انه قال :  » إياكم و الغيبة فالغيبة اشد من الزنا » فالمصيبة عظيمة من رجل يدعي الدفاع عن المبادئ و القيم و ما زال مصرا على قناعته . و إن كان ما أتاه  و ما زعمه بدون دليل و- هذا هو اليقين وما اعتقده -فهو البهتان فالمصيبة أعظم و الحدث جلل فاسمعوا قول الله تعالى : « {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً و إثما مبينا  » و قوله في سورة النساء »َمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً » و البهتان هو الظلم والكذب و الافتراء و هي صفات لا نحبذ أن يتصف بها الحاج ألهاني إلا أن يكون قد غرر به من طرف احدهم وهو سهل السقوط نظرا لمستواه التعليمي الضعيف  الذي لا يتعدى–السنة الخامسة ابتدائي-. و ليعلم السيد الهاني أن ما قام به لن يغفره الله له إلا إذا عفي عنه من أساء إليه فقد ورد عن جابر عن الرسول (ص) انه قال :  » إن الرجل يزنى فيتوب ، فيتوب الله عليه و إن صاحب الغيبة لم يغفر له حتى يغفر له صاحبها.. وهذا هو الخطر الذي لم يصب السيد ألعروسي وحده بل أصبح الشتم و الثلب عملة رائجة بيننا للأسف  و يعطي البيان الأخير للرابطة التونسية لحقوق الإنسان صورة لما وصل إليه حالنا اليوم.. 2*تناول السيد ألهاني في مقالاته المؤرخة في 14-04-2006 و 22-05-2006 السيد الصادق ألقربي فأشاد به و اعتبره من رجالات تونس البررة بل كان يردد في مجالسه الخاصة مع بعض أعضاء جمعية الوفاء في مقهى الروتوند ROTONDE أن الصادق ألقربي يذكّره بالزعيم بورقيبة لتواضعه و حبّه للخير و وفاءه لتونس. فما الذي تغير ليصبح الوزير بمثل تلك الأوصاف ؟ و لماذا هذا التناقض في الآراء؟ أم انه كما يقول الشاعر تغتابني عند أقوام و تمدحني               في آخرين و كل عنك يأتيني هذان شيئان قد نافيت بينهما               فاكفف لسانك عن شتمي و تزييني و هي نصيحة محمدية  » قل خيرا أو فاصمت » و أحرى بالحاج أن يتمعن فيها جيدا. و لإنارة الرأي العام  اذكر سبب تغيير ألعروسي ألهاني لمواقفه : ففي عائلة السيد ألهاني من منطقة الحجارة عدد من أبناء أخته من أصحاب الشهائد المعطلين ، و قد كان وعد احدهم وهو المسمى بعبد اللطيف بتشغيله و فعلا بدا يستعطف السيد الوزير على صفحات تونس نيوز و اعتقد أن ذلك كان في الرسالة عدد 129 و قد تم فعلا الاستجابة لطلبه بعد أن   » قبض الحاج  » عمولته من ابن أخته و المتمثلة في ما تيسر من أكياس القمح و براميل الزيت و لنحسن الظن فنقول أنها هدية من قريبه ؟؟؟و كذلك فعل مع ابن أخته الثاني و لا استحضر اسمه ألان . و لما أراد تثليث الكرة مع الابن الثالث و اسمه هشام ، لم تقع  الاستجابة لطلبه  عندها ثارت ثائرته..و بدا ينقلب على من أحسن إليه و لم ينتظر منه جزاء و لا شكورا . 3* يعلم السيد ألهاني ان وزير التربية و التكوين  قبل أن يكون رجلا سياسيا و عضوا في الحكومة هو رجل علم ومعرفة بل يعتبر من ابرز رجالات الطب في  تونس و إفريقيا و مشهود له بالكفاءة الدولية و لمزيد معرفة قيمة الرجل العلمية فعليه مساءلة أبحاثه المنشورة في ابرز الجامعات العالمية و المبثوثة هنا و هناك على شبكة الانترنت..ومن العيب بل من غير الأخلاقي أن نقدح في رجل بهذه المكانة خصوصا أن القادح ليس سوى حاجبا بسيطا كان يعمل في دار العمل قبل أن ينعم عليه بورقيبة ليعينه معتمدا اعتبارا لولائه الأعمى الذي يصل إلى حدود التأليه و العبادة . 4* يعيب الحاج ألهاني على السيد ألقربي اهتمامه فقط بمدينته وتشغيل أبناءها حتى لم يبق عاطل. واش خص يا سي الهاني!! أقول أن للسيد ألقربي فضل كبير على مدينة خنيس و هذا الفضل لا ينكره إلا جاحد حقود، و الفضل الأول هو هذا الوسام المعلق على صدر مدينته التي أنجبته فهو الرجل العالم ، و العضو البارز في الحكومة :     « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28 مدينة خنيس تفتخر أيضا بكونها منبعا لتخريج الكفاءات و الإطارات فرغم محدودية عدد سكانها و صغر مساحتها فهي تحتفل سنويا بتخرج حوالي المائة اطار  و لكن ما نصيب هؤلاء من التشغيل؟ إليك سيدي الحاج هذه الإحصائية البسيطة لتعلم و السيد الونيسي خطأ استنتاجكما: شغلت وزارة التربية سنة 2003 من مدينة خنيس حوالي 19 خريجا سواء عبر الكاباس آو عبر التعاقد وهذا قبل تولي السيد ألقربي لوزارة التربية و التكوين ثم في سنة 2004 شغلت حوالي 21 خريجا ثم مع تولي السيد الوزير لوزارة التربية تم تشغيل حوالي 20 شخصا سنة 2005 ثم سنة 2006 حوالي 17 شخصا ثم سنة 2007  حوالي 19 شخصا أي بعملية بسيطة لم يتم تشغيل سوى 56 متخرجا من جملة ما يقارب ال250 الذين كرموا في الثلاث سنوات الأخيرة أي بما يقارب 21/ من عدد الخرجين فأين التمييز سيدي ؟ وهل ينتفي هذا التمييز  في حال تشغيل كل أقرباءك و أصدقاءك ؟؟؟؟ لم اكتب هذا المقال دفاعا عن السيد الصادق ألقربي الذي أحبه و احترمه و أعلن ذلك دون مجاملة بل اكتب حتي أبين ما خفي وابرز الدوافع العقيقية و راء تهجمات الحاج الهاني الذي وصفه احد زملائه و رفيق دربه الحاج جعفر الأكحل في نص الاستقالة من الجمعية و التي نشرتها تونس نيوز في عدد الأمس  بأنه  » صعب المراس و متعنت »   « و ما أتاه هو انحراف عن المبادئ الأساسية للجمعية » لم نذكر في هذا المقال إلا بعض مل نعرف من حقائق و إن اجبرنا على مزيد الكلام فنحن مستعدون . ولك سيدي ألعروسي من ابناء خنيس كل التقدير و الدعوات بالهداية .


تهديد بفصل المنقبات اذا لم يكشفن وجههن وايديهن …

« الأخوان »: سنخوض الانتخابات  » لإزاحة الفاسدين « 

 
القاهرة ـ ا ف ب – اكدت جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوى المعارضة المصرية ، انها ستخوض انتخابات المجالس المحلية في ابريل المقبل  » لازاحة الفاسدين  » منها. وقال المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف في مؤتمر صحفي « اننا ندعو الشعب المصري بكل اطيافه وتوجهاته لا أن يشارك في هذه الانتخابات ليحبط تزويرها فحسب لكن ايضا ندعو كل ذي كفاءة وامانة واخلاص وحب لوطنه ان يرشح نفسه ليتحمل المسؤولية ويزيح الفاسدين والوصوليين والنفعيين وبذلك يقدم خدمة جليلة لاهله وبلده ».   واضاف ان الاخوان الذين يجعلون من عبارة « الاسلام هو الحل » شعارا عاما للجماعة، عندما يخوضون الانتخابات يتبنون « شعارات اخرى مثل (مكافحة) الفساد والبطالة والغلاء وسوء الخدمات الاجتماعية ». ورفض عاكف تحديد نسبة المقاعد التي سينافس عليها الاخوان في انتخابات المحليات موضحا ان القرار في هذا الشأن متروك لكوادر الاخوان في كل محافظة.   واعتبر عاكف ان حملة الاعتقالات التي شنتها اجهزة الامن في صفوف الاخوان خلال الايام الماضية « تدل على ان حزب السلطة الحاكم ليست لديه اي رغبة جادة او نية صادقة للاصلاح وانه في سبيل الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم يضرب بالدستور والقانون عرض الحائط وبحق الشعب في المشاركة بارادته الحرة في اختيار نوابه وممثليه ». واعتبر المرشد العام للاخوان ان السلطات المصرية قررت تأجيل الانتخابات المحلية لمدة عامين « خشية ان يفوز فيها الاخوان المسلمون وهو امر يتناقض مع كل دعاوى الاصلاح والديمقراطية لان الديمقراطية تقوم على اساس التنافس الشريف وليس التزوير العنيف ».   ونص التعديل على ضرورة حصول الراغبين في الترشيح لرئاسة الجمهورية والذين لا ينتمون الى حزب رسمي على تواقيع 250 عضوا منتخبا في البرلمان وفي المجلس المحلية على ان يكون من بينهم على الاقل 65 عضوا في مجلس الشعب و25 عضوا في الشورى و140 عضوا في مجالس المحافظات التي تضم اكثر من 3 الاف عضو. من جهة اخرى ، اثار إلزام الالاف من المصريات المنتقبات بأن يكشفن عن وجوههن وأيديهن أثناء عملهن في المستشفيات بموجب قرار لوزارة الصحة يقضي بتوحيد زي الممرضات يدخل حيز التنفيذ في مارس المقبل جدلا وسط المنقبات . وطبقا لإحصاء أجرته وزارة الصحة فهناك 9630 ممرضة منتقبة في مستشفيات وزارة الصحة المصرية من إجمالي عدد الممرضات البالغ 90 ألف ممرضة.   وأكدت الدكتورة هدى زكي وكيلة وزارة الصحة المصرية أنه لن يسمح للممرضات المنتقبات بمخالفة الزي الموحد. وقالت لـ « في حالة عدم التزام أي من الممرضات بالزي سيتم تطبيق الجزاءات الإدارية عليهن تبدأ بلفت النظر ثم الخصم من المرتب » إلا أنها استبعدت أن يتم فصل من لا يلتزمن بالزي الجديد. وأكدت زكي أن هناك بعض الممرضات المنتقبات امتثلن لأوامر الوزارة واستعاضن عن النقاب بالحجاب.   وكانت نقابة الأطباء المصريين قد حذرت وزير الصحة حاتم الجبلي من فصل آلاف الممرضات المنتقبات العاملات في المستشفيات المصرية. و قال الدكتور عصام العريان أمين صندوق نقابة الأطباء إن موقف نقابة الأطباء هو أن هناك مشاكل أهم من مشكلة توحيد الزي أو نقاب الممرضات، « لكن وزارة الصحة تريد إشغال الناس عن المشاكل الحقيقية ».   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)

اعتقالات المغرب تعيد الجدل حول التشيّع المغاربي

 
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– في الوقت الذي اكتفت فيه السلطات المغربية بالإشارة إلى أنّ الاعتقالات التي نفّذتها وشملت 32 شخصا من ضمنهم قياديون في حزبين، قررت حلّ أحدهما، تمّت بسبب « ارتباط تلك العناصر بشبكات محلية وأجنبية »، تنامى الجدل في أوساط المتابعين بشأن ما إذا كان الأمر يتعلق « بمكافحة » المدّ الشيعي في المغرب.   فيما أشار آخرون إلى أنّ الأمر يتعلق بامتداد لنشاط إيران عبر حزب الله اللبناني في المغرب العربي.   وأعلنت السلطات المغربية حلّ حزب البديل الحضاري، ذي التوجه الإسلامي، بعد اعتقال أمينه العام مصطفى المعتصم، ونائبه محمد الأمين الركالة.   وأورد بيان لرئاسة الوزراء في المغرب أن هناك قرائن على تورط قادة الحزب الرئيسيين، ضمن شبكة وصفت بـ »الإرهابية الخطيرة  » اعتقل أفرادها حديثا.   وأوضح المصدر أن قرار حلّ الحزب اتخذ « بالنظر إلى الصلات التي ظهرت بين هذه الشبكة ونشوء حزب البديل الحضاري، إضافة إلى مؤشرات خطيرة إلى ضلوع قادته الأساسيين » في القضية.   وحزب البديل الحضاري مرخص منذ عام 2005، وشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في سبتمبر/أيلول 2007.   كما أوضح مصدر أمني أن أجهزة الأمن عثرت على أسلحة، وكمية كبيرة من الأموال في منازل عدد من المنتمين لهذه الشبكة بمدينتي الدارالبيضاء والناضور، شرقي المغرب.   وأضاف المصدر أن المغرب كان معرضا لما وصف بخطر كبير، وأن الخلية كانت تخطط لتنفيذ هجمات غير بسيطة.   أما وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى، فأشار في مؤتمر صحفي أنّ زعيم الخلية عبدالقادر بلعيرج، التي تم تفكيكها، له سوابق في اغتيالات لا تقل عن ستة.   وأكد الوزير بن موسى لاحقاً ان هذه العملية نفذت في بلجيكا بين 1986 و1989، وأن القضاء البلجيكي لم يتوصل حتى الآن إلى كشف ملابسات جرائم القتل هذه، التي من بينها قتل يهودي (أو أكثر) متحدر من أصول مغربية.   وأظهرت نتائج التحقيق، بحسب البيان، أن الأشخاص المتورطين في شبكة بلعيرج « لهم روابط مؤكدة مع الشبيبة الإسلامية، والحركة الثورية الإسلامية المغربية، وحركة المجاهدين في المغرب، والحركة من أجل الأمة، (وهو اسم يربطه البعض بمفهومي ولاية الأمة وولاية الفقية عند الخميني) وهذه كلها تنظيمات غير معترف بها، إضافة إلى البديل الحضاري.   ورغم أنّ ملاحظين يستغربون من « خليط التلميحات » التي أثارها بن موسى من حيث التطرق لعلاقة الموقوفين « بتنظيمات سلفية معروف أنها متشددة سنيا، وأخرى تشير إلى كونها شيعية »، إلا أنّ المصادر المغربية تتحدث عن سابقة « خطيرة فيما يتعلق بما يمكن تسميته بالتدخل الشيعي في العمليات الإرهابية في المغرب، تحت قبة أو غطاء الأصولية السلفية.   ومما أعاد الحديث حول « بُعد شيعي » في الملف، اعتقال مراسل قناة المنار اللبنانية ـ التابعة لحزب الله ـ في المغرب، عبد الحفيظ السريتي، وكذلك رئيس حزب البديل الحضاري، الذي سبق له أن زار إيران عدة مرات، فضلا عن تساؤلات كثيرا طرحها مراقبون للشأن السياسي بشأن وجود أجندة إيرانية في حزبه.   وأكدت صحف مغربية وفرنسية انعقاد الكثير من اللقاءات التي جمعت شخصيات حزبية من حزب « البديل الحضاري »، ومن حزب « الحركة من أجل الأمة » بشخصيات من حزب الله الشيعي اللبناني، وشخصيات إيرانية بين عامي 2004 و2007.   محلل سياسي قال إنّ « التحركات » التي على أساسها تم اتهام تلك الأحزاب « بما يشبه العمالة للأجانب »، وذلك وفقا للرواية الرسمية المغربية، قد يقصد بها « التواطؤ بشكل ما مع حزب الله وإيران عبر أخذ الدعم المالي منهما معا. »   وقال مراقبون للوضع السياسي المغربي، إنّ طلاب حزب البديل الحضاري عبروا عن خلفياتهم العقائدية المتأثرة بحزب الله تحت، اسم « طلبة الميثاق » و »طلبة الجند »، وكانوا يرفعون أعلام « حزب الله » اللبناني، وذلك حسب ما جاء في كتاب « أركيولوجيا التشيّع في المغرب، » الذي كتبه منتصر حمادة.   كما أنّ الصحف المغربية الصادرة الأربعاء والخميس أشارت إلى أنّ الأمر يتعلق « بإحباط مخطط زعزعة واسع النطاق يستهدف النسيج السياسي والاجتماعي. »   وسبق لزعيم حزب البديل الحضاري، مصطفى المعتصم، أن اعتبر عدة مرات أنّ الحديث عن مرجعية شيعية للحزب، هو »محض افتراء وكذب. »   كما نفى أن يكون حزبه على علم بتدخل وزير الخارجية الإيراني لفائدته مع السلطة المغربية، « مؤكدا أنّ حزبه « هو حزب سني مالكي. »   لكن المعتصم لا ينفي تأثر حزبه بكثير من المفكرين الشيعة، أمثال حسين فضل الله، ومهدي شمس الدين، وعلي شريعتي، وحسن الأمين.   وسبق للمعتصم أن زار إيران ولبنان عدة مرات، غير أنه أوضح أنّها ( الزيارة)مرتبطة بمؤتمرات وندوات،  » تنعقد إما في لبنان أو في طهران في الغالب، بسبب صعوبة عقدها خارج هذه الدول. »   وفي السنتين الأخيرتين عاد الجدل واسعا حول التشيّع في دول المغرب العربي، لاسيما مع إشارة الصحف إلى سفر العديد من الطلبة إلى إيران قبل أسبوعين من أجل الدراسة في الحوزة العلمية بمدينة قم.   وبجوار المغرب، ظهرت جمعية تدعى « جمعية آل البيت الثقافية » والتي تنشط في تونس، ويتزعمها مدرّس يقول إنّه لا علاقة لها بالسياسة، وأنّ غاية ما في الأمر أنها تنشط ثقافيا.   كما ظهرت جماعة في مكناس تدعى « جمعية الغدير »، قالت تقارير إنها كانت ترسل طلبة إلى إيران.   أما في الجزائر، فقد سبق وأن تحدثت مصادر برلمانية جزائرية العام الماضي عن وجود مخطط لإعلان « حزب الله المغاربي »، يتزعمه شيعي مغربي يقيم في ألمانيا.   وأشارت صحف جزائرية أيضا، نقلا عن مصادر أمنية، أنّ شخصا جزائريا باتت له علاقة قوية مع حزب الله، لاسيما أنه متزوج من شيعية لبنانية تقيم معه شرق الجزائر.   وقالت مصادر جزائرية إنّ المنظّر للوجود الشيعي في المغرب العربي هو شخص تونسي له علاقة قوية بإيران والعراق، ويعدّ من أبرز الشخصيات الشيعية في العالم، حيث لفت الأنظار إليه بعد أن أصدر كتابا يحمل عنوان « ثمّ اهتديت »، ويدعى محمد التيجاني السماوي.   وتضيف المصادر أنّ للتيجاني علاقة نسب مع أحد كوادر الشيعة في لبنان، وكذلك مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله.   وقالت إنّ التيجاني بعث برسالة إلى اجتماع عقد في الجزائر وضمّ أشخاصا « تشيّعوا » قدموا من بريطانيا وفرنسا، قال فيها: « إذا كان للقاعدة الوهابية قواعد في المغرب والشام والحجاز فإنه يجب لحزب الله أن يتوسع لكسر شوكة الوهابيين الإرهابيين وصيانة مكتسبات الأمة التاريخية من الأنظمة الفاسدة والعميلة…حزب الله المغاربي سيكون إمتدادا للمقاومة والثورة، التي تستمد نورها من جيل صنع المعجزة في إيران، ويصنع الكبرياء اليوم في لبنان. »   كما أنّ موقع العقائد الشيعية الإلكتروني يضمّ رابطا يتعلق بالمغرب، وآخر يتعلق ببلجيكا، يشير إلى أعداد « معقولة » من الشيعة المغاربة.   ويذكر أنّه تاريخيا، كان المغرب العربي أوّل مكان تقام فيه دولة شيعية، وهي الدولة الفاطمية التي تأسست في تونس، وأسّست مدينة « المهدية » قبل أن تتوسّع كثيرا لتنقل حكمها إلى مصر، وتقوم بتأسيس مدينة القاهرة، بأمر من المعزّ لدين الله الفاطمي.   (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية (دبي) بتاريخ 22 فيفري 2008) الرابط: http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/2/22/maghreb.morocco/

قال بأن اعتقال قادة إسلاميين رسالة لضربة أخرى قد توجه لحزب العدالة والتنمية

إعلامي مغربي: من الصعب تكرار التجربة التونسية أو الجزائرية مع الإسلاميين

 
الرباط ـ خدمة قدس برس   اعتبر كاتب وإعلامي مغربي أن خطوة اعتقال عدد من قادة تيار الإسلام السياسي في المغرب ثم حل حزب البديل الحضاري ليست إلا رسائل أولى باتجاه معركة أكبر قد تقدم الحكومة المغربية على خوضها ضد أكبر الأحزاب السياسية الإسلامية المعترف بها، حزب العدالة والتنمية ومحاولة لقطع الطريق دونه والخطة العملية التي بدأها في إطار استخلاصه للدروس والعبر من انتخابات أيلول (سبتمبر) 2007.   وأرجع الكاتب والإعلامي المغربي علي أنوزلا في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » جزءا من أسباب الحملة الأمنية المغربية الأخيرة ضد عدد من قادة العمل السياسي الإسلامي إلى نتائج الانتخابات الأخيرة في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. وأعرب عن خشيته من أن يكون الهدف الأساسي منها الاتجاه نحو تصعيد المعركة ضد تيار الإسلام السياسي ممثلا في حزب العدالة والتنمية، وقال « لا أعتقد أن اعتقال قادة حزب البديل الحضاري وحله أو قيادي آخر في حزب الحركة من أجل الأمة ومنع قيامه أصلا تمثل الهدف الأساسي من هذه الحملة، فالحزبان صغيران ولا يشكلان ثقلا سياسيا كبيرا في البلاد، أعتقد أن الرسالة القوية هي لحزب العدالة والتنمية الذي استخلص الدروس والعبر من انتخابات أيلول (سبتمبر) 2007 وبدأ يعمل على أرض الواقع وفقا لهذه الدروس وبدأ قبل يومين من عملية الاعتقال في حملته الأخلاقية من مدينة « القصر الكبير » التي شهدت معركة زواج ما يعرف بـ « المثليين »، فهذه الاعتقالات فيها رسالة قوية لهذا الحزب بالذات لترهيبه وتخويفه وإعداد الرأي العام لضربة مقبلة ضده »، على حد تعبيره.   وأشار أنوزلا إلى أن الحملة الأمنية التي شملت قادة في تيارات الإسلام السياسي هي أحد تجليات الأزمة السياسية التي يعيشها المغرب نتيجة انتخابات 2007، وقال « المغرب يعيش أزمة سياسية حقيقية منذ انتخابات أيلول (سبتمبر) 2007، التي كانت من أهم مميزاتها المقاطعة الشعبية الكبيرة وعزوف الناس عن العمل السياسي وتردي الحياة الحزبية المغربية، هذا كله خلق جوا مشحونا، فجاءت هذه الحملة من الأجهزة الأمنية لمحاولة رد الاعتبار لنفسها أنها لا تزال موجودة وبقوة وأنها قادرة على الإمساك بزمام الأمور في البلاد حتى وإن تقلص دور الأحزاب والسياسيين ».   واعتبر أنوزلا أن وجود أعلى رجل في المؤسسة العسكرية الجنرال حسين بن سليمان إلى جانب وزير الداخلية شكيب بن موسى في المؤتمر الصحفي الذي تم الإعلان فيه عن طبيعة الخلية وأسباب اعتقالها رسالة لصالح عودة المقاربة الأمنية، وقال « لا أعتقد أن وجود الجنرال حسين بن سليمان إلى جانب وزير الداخلية شكيب بن موسى لحظة تلاوة البيان كان أمرا عاديا، حيث من المعروف أن صهره محمد حسار هو الرجل الثاني في الداخلية، وبالتالي نحن أمام جهازي الداخلية والمؤسسة العسكرية، وهذا مهم وله أكثر من دلالة، لكنني أعتقد أنه من غير الممكن تكرار التجربة الجزائرية أو التونسية في التعاطي مع الإسلاميين ذلك أن المغرب حتى وإن ضعفت أحزابه فإن له مجمعا مدنيا قويا وصحافة قوية وسنشهد ارتفاعا للأصوات المعارضة لاعتقال هؤلاء، ولعلها بدأت منذ الآن ».   ورفض أنوزلا الحديث عن وجود تنظيم يمكن الاصطلاح عليه بأن يمثل « السلفية الجهادية »، وقال « الحديث عن السلفية الجهادية ليس دقيقا على الإطلاق، لأنه لا وجود في المغرب لتنظيم يمكن وصفه بأنه تنظيم للسلفية الجهادية، والإسلاميون المتطرفون هم مجموعات صغيرة ومعزولة لا تكاد تذكر، ومصطلح « السلفية الجهادية » هو اختراع للأجهزة الأمنية تم تسريبه إلى الصحافة، وإلا فإن قادة هذا التيار مثل محمد الفزازي والحسن الكتاني ومحمد رفيقي قد نفوا في رسائل لهم من داخل السجن وجود مثل هذا التنظيم »، كما قال.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 22 فيفري 2008)

قيادات إسلامية مغربية ترفض قرار حل حزب البديل الحضاري

 
الرباط – خدمة قدس برس   اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، سعد الدين العثماني قرار حل حزب البديل الحضاري « خاطئا » وأضاف في تصريح خاص لـ »قدس برس » أن قرار الوزير الأول المتعلق بحل حزب البديل الحضاري استنادا إلى المادة 57 من قانون الأحزاب يعتبر قرارا خاطئا، لأن المادة المشار إليها والتي تنص على أن حل أي حزب سياسي يتم حين يحرّض هذا الأخير على القيام بمظاهرات مسلحة في الشارع، أو يكتسي صبغة مجموعة قتال أو فرق مسلحة. وأضاف أن المعطيات المتوفرة لحد الآن والتي صرّحت بها الجهات المسؤولة والبيانات الرسمية للحزب لا تنطبق عليها هذه المواصفات.   من جانبه أدان رئيس حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية محمد الحمداوي الاعتقالات التي طالت قيادات إسلامية. وقال في تصريح نشرته يومية /التجديد/ الناطقة بلسان الحركة « نستغرب هذه الاعتقالات، فحزب البديل الحضاري مرخص له قانونا وشارك في الانتخابات، وحزب الأمة كان يسعى للحصول على الترخيص وأشخاصه معروفين ومؤتمراته علنية وتنشر في وسائل الإعلام ويشارك في العديد من الأنشطة ».   وأضاف أنه يمكن « القول إن هذه الاعتقالات أمر خطير وتؤثر على الخصوصية المغربية، خاصة أن المتتبعين في الخارج يؤكدون أن الحركة الإسلامية المغربية استطاعت التعايش والعمل في إطار المؤسسات ».   وأكد الحمداوي أن « هؤلاء المعتقلين ليسوا مجهولين، وكان على السلطات الأمنية إذا أرادت التحقيق في قضية ما استدعائهم دون اعتقالهم بهذا الشكل، والتحقيق معهم بشكل عادي في إطار القانون »، حسب قوله.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 21 فيفري 2008)


 

أوروبا تريد ضخ أموال من أجل الشرطة والسجون بالضفة الغربية

 
القدس (رويترز) – يسعى مستشارو الاتحاد الاوروبي لقوات الشرطة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى ضخ مبلغ 150 مليون يورو (221 مليون دولار) لتكثيف عمليات التدريب وتوسيع السجون في اطار حملة امنية يدعمها الغرب.   وقال مسؤولون اوروبيون في المنطقة يوم الخميس ان هذا المبلغ يصل الى 10عشرة امثال مبلغ 15 مليون يورو (22 مليون دولار) تم التعهد به حتى الان بموجب برنامج الاتحاد الاوروبي لتدريب الشرطة الفلسطينية.   وقال منظمون ان قوى غربية تعتزم عقد مؤتمر في برلين في مارس اذار او ابريل نيسان يركز على تمويل احتياجات قوة الشرطة التابعة لعباس ونظام السجون المتداعي في الضفة الغربية المحتلة.   وشنت حكومة عباس التي يساندها الغرب حملة امنية في الضفة الغربية في اواخر العام الماضي سعيا لابراز الجهود الفلسطينية للالتزام بخطة « خارطة الطريق » للسلام المتعثرة منذ وقت طويل.   واتهمت حكومة عباس وبعض المسؤولين الغربيين اسرائيل بتقويض هذه الجهود بشن هجمات متكررة على المناطق التي تقوم فيها القوات الفلسطينية بدورياتها. ويقول مسؤولون غربيون ان الحملة الامنية تنقصها الفعالية ايضا بسبب نقص مساحات السجون اللازمة لاحتجاز المجرمين والنشطاء بعد اعتقالهم.   ومع ان التدريب ازداد فان الشرطة الفلسطينية تنقصها المعدات الاساسية. وكشف تقرير حديث لمدقق حسابات تابع للاتحاد الاوروبي ان الشرطة في الضفة الغربية لا تملك سوى 40 من القيود الحديدية. وقال برنامج الاتحاد الاوروبي لتدريب الشرطة انه بدأ هذا الاسبوع في توزيع 250 من القيود الحديدية الجديدة.   واتفق عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في مؤتمر السلام في انابوليس بولاية ماريلاند الامريكية في نوفمير تشرين الثاني الماضي على ان يحاولا التوصل الى اتفاقية لقيام دولة فلسطينية قبل ان يغادر الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه في يناير كانون الثاني القادم.   لكن اولمرت تعهد بألا ينفذ اي اتفاق الا بعد ان يوفي الفلسطينيون بالتزاماتهم المنصوص عليها في خارطة الطريق بكبح جماح النشطاء سواء في الضفة الغربية حيث تسيطر حكومة عباس او في قطاع غزة الذي استولت عليه حركة حماس بالقوة في يونيو حزيران. وقال مدير برنامج الاتحاد الاوروبي للتدريب كولين سميث لرويترز ان هناك حاجة الى 100 مليون يورو (147.4 مليون دولار) من التمويل الاضافي على المدى القصير والمتوسط لتكثيف التدريب وتزويد قوة شرطة عباس بالمعدات.   واضاف سميث ان هناك حاجة ايضا الى 50 مليون يورو (73.69 مليون دولار) لتجديد وتوسيع نظام السجون ومراكز الاحتجاز الفلسطينية. وقال مسؤولون ان هذا النظام يتسع حاليا لنحو 509 اشخاص مع انه يمكن ان يستوعب ما يصل الى 705 في حالات الطواريء.   وقال سميث ان التمويل الاضافي سيساعد على زيادة سعة النظام الى ثلاثة الاف محتجز على الاقل.   وجمع مؤتمر رئيسي للمانحين في باريس في ديسمبر كانون الاول 7.7 مليار دولار للفلسطينيين. لكن سميث قال انه لم يخصص اي شيء من هذه الاموال لتدريب الشرطة او توسيع السجون.    ووفقا لتقديرات امريكية فان بناء قوات الامن الفلسطينية من اجل الدولة في المستقبل سيحتاج ما يتراوح بين 4.2 مليار دولار وسبعة مليارات دولار على مدى خمس سنوات. ولم يتضح بعد من اين سيأتي هذا المال.   من ادم انتوس   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 فيفري 2008)
 
 


وباحث كوسوفي اعتبره تحيزا تقليديا لصربيا خبير فرنسي: استقلال كوسوفا لن يستمر

 
هادي يحمد   باريس- وصف خبير فرنسي في شئون البلقان استقلال كوسوفا الذي أعلنته من جانب واحد بأنه مجرد استقلال رمزي لدولة لا تملك مقومات البقاء، وهو ما اعتبره باحث كوسوفي تعبيرا عما وصفه بالتحيز الفرنسي التقليدي لصربيا المرتبط بخلفيات أيديولوجية وموازين القوى في أوروبا.   وفي تصريحات لـ إسلام أون لاين نت اليوم الخميس 21-2-2008 قال « جون أرنو دونس » -مدير تحرير جريدة « لاكوري دي بلقكون » (بريد البلقان)، وصاحب العديد من المؤلفات حول يوغسلافيا السابقة-: « لا أرى اقتصاديا ما يمَكِّن هذه الدولة الوليدة من الصمود والبقاء؛ حيث لا يتوفر بها أي من الموارد الطبيعية التي تلبي حاجات شعبها، هذا فضلا عن نسبة بطالة عالية تصل إلى 60%، وخاصة في أوساط الشباب الذين تبلغ نسبتهم حوالي 60% من سكان كوسوفا ».   وأضاف الخبير: « إن المؤسسات الاقتصادية العاملة في منطقة كوسوفا توقفت عن العمل منذ فترة طويلة بسبب الحرب، والباقي منها هو من إنجاز بلجراد (العاصمة الصربية) وبالتالي فهي غير مملوكة للدولة الكوسوفية الجديدة التي اتخذت خطوة الاستقلال لمجرد تلبية رغبة بعض سكانها في إظهار الطابع القومي دون وجود إجابة على سؤال وماذا بعد؟ ».   كما أشار أرنو دونس في مقال مطول بجريدة « لومند ديبلوماتيك » الفرنسية إلى تحديات أخرى تواجه الدولة الوليدة مثل مشكلة وجود أقلية صربية ترفض الاعتراف بها كدولة، ووجود قوات حماية أجنبية، في إشارة إلى قوات حلف الأطلسي المتمركزة في كوسوفا منذ انتهاء الحرب مع صربيا عام 1999.   وعن رؤيته للسيناريوهات المستقبلية، استبعد الخبير الفرنسي لجوء صربيا للخيار العسكري لإلغاء استقلال كوسوفا، غير أنه لم يستبعد وقوع « مشادات داخلية، وخاصة في شمال كوسوفا حيث تتركز الأقلية الصربية ».   وفي ضوء ما سبق اعتبر الخبير الفرنسي أن مطلب كوسوفا الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي « ربما سيكون مفتاح النجاة إلى هذه الدولة الفتية، غير أن هناك سيناريو آخر، وهو العمل على تحقيق الوحدة الألبانية مستقبلا ».   وأعلن إقليم كوسوفا يوم الأحد الماضي استقلاله عن صربيا، وسط تأييد غالبية الدول الغربية ومعارضة روسيا وصربيا والصين لتك الخطوة.   موازين القوى   ورد على آراء الخبير الفرنسي اعتبر الباحث الكوسوفي « محمدين كلاوش » في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » أن بعضا من النخبة الفرنسية والأوروبية عامة والمهتمة بقضية البلقان « تتحيز إلى الموقف الصربي لارتباطات تتعلق بموازين القوى في أوروبا والمصالح مع صربيا، فضلا عن التأثيرات الأيديولوجية، وبالتالي فإنهم يتبنون النظرة الصربية، بل ويزايدون أحيانا على الصرب ».   وفي تعليقه على أن ما ذكره لم ينعكس في مسارعة فرنسا للاعتراف بكوسوفا كدولة مستقلة، قال كلاوش إن ما وقف وراء هذا الاعتراف هو « تأثير وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير الذي قام بجولات عديدة في كوسوفا، وألَّف كتابا بشأنها، مما رجح كفة الاعتراف بالرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط فرنسا ببلجراد (عاصمة صربيا) ».   واستنكر كلاوش وصف جون أرنو دونس لكوسوفا بأنها فقيرة في الموارد الطبيعية، مشيرا إلى أن بلاده غنية جدا، بمادتي الفحم والفولاذ، وهناك احتياطي كبير منهما يصل إلى ما قيمته 30 مليار دولار.   وبالرغم من أن كوسوفا لا تحتوي على النفط فإنها غنية بالمواد المكونة للحرارة الكهربائية، هذا فضلا على وجود الأراضي الزراعية الخصبة، وفق ما أضافه كلاوش.   وأشار الباحث الكوسوفي إلى ما يعتبره نقطة قوة بالنسبة لكوسوفا ذات الغالبية الألبانية، وهي مجاورتها لدولة ألبانيا مما يسهل من التعاون بين الدولتين اللتين يربطهما نفس العرق والدين والثقافة واللغة والتاريخ في وضع شبيه بوضع الدول العربية.   وفيما يخص وجود أقلية صربية مسيحية في كوسوفا نبه كلاوش إلى أن تاريخ المنطقة في عمومه شاهد على « حياة التسامح والتعايش التي سادت بين عرقياتها ودياناتها في أغلب مراحلها ».   (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 21 فيفري 2008)

 

 

استقلال كوسوفو أقل تكلفة من العودة للحرب

 
توفيق المديني أعلن رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي استقلال هذا الإقليم في 17 شباط/فبراير الجاري ، بعد أن أصبح  نقطة تجاذب أساسية على الساحة الدولية في غضون الأيام الماضية، حتى باتت قضية كوسوفومن أكثر القضايا حدة في مجال العلاقات الدولية، جراء تباعد المواقف بين الولايات المتحدة الأميركية و بلدان الاتحاد الأوروبي الذين يؤيدون قضية الاستقلال ويعترفون بهذا الكيان الجديد في قلب أوروبا ،و بين صربيا وروسيا اللتين تعارضان بشدة هذا الاستقلال.  فقد أكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش، موقف بلاده « بعدم الاعتراف أبداً بانفصال إقليم كوسوفو عن أراضيها، وأن حكومته ستعيد النظر في مجمل علاقاتها مع البلدان التي تعترف باستقلال الإقليم الصربي، الذي أعلنه زعماء الألبان من جانب واحد، منتهكين القوانين الدولية ». ولوّحت موسكو التي تؤيد بلغراد في رفضها « سلخ » الإقليم عن صربيا،  لخشيتها من انتشار  عدوى  انفصال كوسوفو على أقاليم تسعى إلى الانفصال عن جمهوريات سوفياتية سابقة، مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا. ويعود الصراع بين الصرب و الألبان إلى قرون غابرة. فالقوميون الصرب يعتبرون إقليم كوسوفومهد حضارتهم و تاريخهم. و في غرب مدينة « بيك » تنتصب بطرياركية(بيك) الأورثوذكسية شامخة، منذ القرن الثالث عشر. و كانت (بيك) عاصمة المملكة الصربية التي بلغت ذروة مجدها في عهد (ستيفان دوسان) 1331-1355، ورمزاًً للقومية الصربية. و لكن مع سقوط المملكة الصربية على أيدي الأتراك العثمانيين في العام 1389، جعلت مدينة (بيك) خاضعة للحكم العثماني، واندمج بذلك السكان الصرب مع الألبان الوطنيين وانتقل قسم آخر منهم إلى الشمال حتى  المجر و سلوفاكيا. خلال مؤتمر برلين، عام 1878، أكّد المستشار بيسمارك جازماً بأن ألبانيا ليست سوى « تعبير جغرافيّ ». لكن في العام نفسه، جمعت رابطة « بريزرين » وجهاء قادمين من جميع المناطق الألبانية داخل السلطنة العثمانية، ليظهروا التعبير الأول عن مطالبة قوميّة حديثة. في الحقبة اللاحقة، تبنّت الأمبراطورية النمساوية-المجرية الدفاع عن هذه المُطالبات الألبانية، وبشكل أساسيً لمواجهة صربيا واليونان، حلفاء فرنسا وبريطانيا وروسيا . في العام 1912، أعلن اسماعيل كمال في « فلورا » الجمهورية الألبانية الأولى والتي لم تكتب لها الحياة طويلاً. وبعد عام، قرّر مؤتمر لندن إنشاء مملكة ألبانيا، لكن فوق أراضٍ لا تشمل سوى نصف المناطق التي يعيش فيها الألبان. وقد ثأر القوميون الصرب لهزيمتهم في العام 1912-1913، ودخلوا كوسوفو مرة ثانية بعد معارك ضارية وسفك دماء، بينهم و بين الألبان وتمّ اقتسام إقليم كوسوفو، الألباني بغالبيته، بين صربيا والجبل الأسود. كان ذلك في نظر الألبان أكبر ظلمٍ لحق بشعبهم، ويطمح القوميون المعاصرون لـ »تصحيح » « لا عدالة التاريخ » هذه. لم يكن استمرار دولةٍ ألبانيةٍ بالأمر البديهي. إذ كادت ألبانيا تختفي في خضمّ الحرب العالمية الأولى، ولم يتمّ تثبيت حدود الدولة الألبانية إلاّ عام 1926، وبعد عمليات تحكيم مشكوكٍ في منطقها: فمدينة دجاكوفيكا/كجاكوفه قد تركت لمملكة الصرب والكرواتيين والسلوفينيين، في الوقت الذي كان الوجود الصربي فيها محدوداً جداً. كذلك، تمّ تقسيم الأراضي التاريخية لمدينة ديبار/ديبرا بين المملكة السلافية وألبانيا، واليوم هذه المدينة هي مركز مقاطعة يتبع جمهورية مقدونيا، بينما محيطها الطبيعي يوجد في ألبانيا حول بلدة بيشكوبي. وعندما أقر دستور يوغوسلافيا الجديد في عهد الزعيم الراحل جوزيف تيتو عام 1974،أصبح إقليم كوسوفو يتمتع  بالحكم الذاتي ، الأمر الذي غير موازين القوى لمصلحة الألبان، و أصبحت الأقلية الصربية  في كوسوفوتشعر أنها  وحيدة بعد أن سقط حاميها رانسكوفيتش.و منذ ذالك التاريخ، اشتد الصراع بين الصرب و الألبان ، وبلغ مداه  في مظاهرات العام 1981، والاضطرابات الدامية في العام 1986. وبعد نهاية الحرب الباردة في نوفمبر 1989 وانهيار جدار برلين، و انتهاءمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في ديسمبر 1991 مع زوال الاتحاد السوفياتي ، استمرت أزمة كوسوفو بوصفها خاتمة عقد (1991-1999) من التقلبات و الفوضى و التلمس في مجال السياسة الدولية، إلى أن  اندلعت حرب الأطلسي  ضد يوغوسلافيا، التي كانت بين المحطات العسكرية الأساسية بعد الحرب العالمية الثانية .و إذا كانت تلك الحرب قد انتهت بدخول قوات الحلف الأطلسي إلى إقليم كوسوفو تحت مظلة واهية للأمم المتحدة، تشارك فيها روسيا، فإنها شرّعت البلقان على احتمالات غامضة ليس أقلها هبوب رياح التغيير و التقسيم الجيوبوليتيكي و الإثني في هذه المنطقة المتفجرة من العالم. و هكذا بات الحل الوحيد لإقليك كوسوفو هو التقسيم  بين المسلمين و الصرب.فالقسم الشمالي لكوسوفو الذي يعيش فيه 100000 صربيا يجب أن ينضم إلى صربيا، بينما يحصل باقي الإقليم الذي يسكنه الألبان على الاستقلال. و لم يعد الاعتراض موجودا سوى لدى صربيا وهو اعتراض مهزوز داخليا جراء وجود مؤيدين و معارضين لهذا الانفصال الجديد.بيد أنه ليس إقليم كوسوفو وحده هو الذي يعاني من الاضطهاد الصربي، بل إن  الأقلية المجرية( 300 ألف التي تسكن إقليم فوفودينا أرسلت عدة طلبات  للاتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي، تطالب بمنحها حكما ذاتيا، و إنهاء ما تصفه بالتمييز الذي تتعرض له داخل صربيا، في حين تجد الأقلية المسلمة (500 ألف نسمة ) التي تقطن في إقليم السنجق  نفسها في وضع صعب لأنها لا تجد من يتبنى قضيتها على الصعيد الدولي. 
المستقبل – الجمعة 22 شباط /فبراير2008 – العدد 2884 – رأي و فكر – صفحة 19

استقلال كوسوفو: ما الذي سيتغيّر في ثوابت البلقان التاريخية؟
 
صبحي حديدي (*)   أوّاه… أيتها الابنة التركية، سيعمّدك رهباننا مهما طال الزمن ! هكذا تقول الترنيمة الشعبية ـ الدينية التي يرددها عشرات الرهبان، وربما عشرات الآلاف من المواطنين الصرب العاديين، صبيحة كلّ يوم. و الابنة التركية هذه ليست سوي إقليم كوسوفو، أورشليم الصرب كما سيقول الصربي الراهب، ويقتفي أثره الصربي المواطن العاديّ. فأيّ تعميد سوف ينتظر الإقليم اليوم، بعد إعلان الإستقلال من طرف واحد؟ وهل سيكفي التعميد بالماء، أم سينقلب إلي عمادة بالدم أيضاً، خصوصاً إذا تخلي الرهبان عن وظيفتهم الدينية، وتركوا للقوّات العسكرية الصربية أداء شعائر التعميد؟   هذا، في الأقلّ، ما كان العالم بأسره قد أدركه مبكراً، مطلع العام 1999، بعد انكشاف أسرار مجزرة قرية راتشاك التي ذهبت بأرواح 45 من المدنيين ذوي الأصول الألبانية. حينذاك، كانت دوائر الإستخبارات في عواصم حلف الـ ناتو قد تناقلت محتوي مكالمات هاتفية جرت بين نائب رئيس الوزراء الصربي نيكولا ساينوفيتش ووزير الداخلية الجنرال لوكيتش، آنذاك، وتضمنت التداول حول كيفية التغطية علي المجزرة وتمويه مسؤولية القوات الصربية عنها. كأنّ تلك الدوائر الأطلسية كانت تجهل، أو كأنها كانت بحاجة إلي التنصّت علي مكالمات المسؤولين الصرب لكي تضبطهم وهم يعمّدون أبناء الإقليم… بالدمّ الزكي، وليس بأيّ ماء مقدّس!   وقبل هذه المجزرة، ومنذ وصول الحريق اليوغسلافي إلي إقليم كوسوفو، كان الحلف الأطلسي (والولايات المتحدة في المقام الأوّل) يسعي إلي تحقيق سلّة أغراض متنافرة في الإقليم: أغراض إنسانية الطابع من النوع الكلاسيكي (وقف عمليات التطهير الإثني، والحدّ من اتساع موجات التهجير والهجرة والنزوح)؛ وأغراض استراتيجية لا تعبأ كثيراً بالثمن الإنساني الباهظ (تفادي انتشار الحريق إلي مقدونيا، تحجيم المفهوم الإستقلالي الذي يطرحه جيش تحرير كوسوفو ويرسل درساً خطيراً إلي الجوار، قطع الطريق علي احتمالات مواجهة عسكرية بين تركيا واليونان، وحصر التوتّر الإثني ـ الثقافي في هذه البقعة الضيّقة من خاصرة أوروبا لئلا تتوغّل نحو القلب)؛ وأغراض سياسية دبلوماسية مباشرة، علي رأسها إطلاق سيرورة تفاوض من أيّ نوع بين الصرب من جهة، وكلّ من الزعيم الكوسوفي المعتدل إبراهيم روغوفا، الذي رحل دون أن يري أياً من ثمار اعتداله، وجيش تحرير كوسوفو من جهة ثانية.   علي الأرض تبيّن سريعاً أنّ السلّة ليست قريبة من تحقيق أيّ من أغراضها المتباعدة المتدافعة هذه. مجازر، ومقابر جماعية، وعمليات أرض محروقة (أو قري محروقة عن بكرة أبيها، إذا شئنا الدقّة)، وتطهير إثني بوسيلة التهجير المباشر وغير المباشر، وتصاعد للنقمة الشعبية، وتعاظم غير مسبوق في أعداد المنضمين الجدد إلي جيش تحرير كوسوفو، واحتجاجات متواصلة علي العنف الصربي يطلقها آنذاك وزير الخارجية البريطاني روبن كوك تارة، ووزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت طوراً، ودائرة مفرغة يتنقّل فيها المبعوث الأمريكي كريستوفر هيل لا لهدف آخر سوي البرهنة علي أنّ الدائرة مرسومة جاهزة وليس مطلوباً من الأطراف إلا أن تقفز إلي داخلها لكي تتفاوض!   علي الأرض، في المقابل، ظلّت الأرقام تنطق بلغة أخري جعلتها أصدق أنباء من كتب الولايات المتحدة، ومجلدات أوروبا، وأسفار الحلف الأطلسي: نحو ربع مليون من مسلمي كوسوفو هُجّروا بالقوّة إلي العدم والمجهول واللامكان؛ الآلاف من القتلي والجرحي في صفوف المدنيين قبل، وأكثر بكثير، من الضحايا في فصائل المقاتلين؛ ومقابر جماعية لعشرات الضحايا، كانت باكورتها الدامية ما اكتُشف في بلدتَيْ أوراهوفاش وراتشاك في فترة الحرائق الكبري إياها. تلك كانت ثمار خيار الكولاج ، أو حلول التلصيق التي اعتمدتها الولايات المتحدة وأوروبا منذ اندلاع الشطر البلقاني من الحريق اليوغوسلافي. وهي كانت، وتظلّ اليوم أيضاً، مآلات سياسة تدفع باتجاه التقسيم الفعلي علي الأرض، بموجب قوانين الأمر الواقع، وتنحني ببساطة أمام منطق الحرب الأهلية الذي استُخدم لوصف ما جري ويجري، تهرّباً من مواجهة المسمّيات الأخري الأكثر بشاعة وإثارة للقلق، رغم أنها الأكثر دقة.   وكما في نموذج البوسنة والهرسك، حين دفع المسلمون البلقان ثمن سلام أهلي فرضه بالقوّة السياسية والعسكرية ذلك النوع المرتبك والسطحي والتقسيمي من دبلوماسية الكولاج ، كذلك سيكون مسلم كوسوفو هو وقود النار التي اشتعلت وتشتعل ولا يبدو أنها ستخمد في أيّ يوم قريب. إنه الضحية شاء أم أبي، ويستوي أن يكون علمانياً أم أصولياً أم مجرد مؤمن بريء برسالة سماوية هي الإسلام؛ سواء سار خلف اعتدال إبراهيم روغوفا، أو حمل السلاح خلف هاشم تاجي (رئيس الوزراء الحالي) أو راموش هاراديناي (رئيس الوزراء السابق، الذي يُحاكم اليوم في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم بحقّ الإنسانية). وأن يكون المرء مسلماً في كوسوفو أمر يعني انتماءه إلي دين سماوي وإلي إثنية قومية في آن معاً، وهو تفصيل حاسم يضيف تعقيداً شديداً علي حقيقة أنّ كوسوفو هي روح صربيا الكبري كما يؤمن الصرب، وهي الابنة التي أخضعها العثمانيون لسياسات تتريك قسرية، ولن يفوت أوان تعميدها من جديد، مهما طال الزمن. لهذا فإنّ الكثير من الصرب لا ينطلقون من واقع الحال الراهن، أياً كانت مظانّه، بل بهديٍ من أشباح تاريخ يرتد إلي القرن الرابع عشر. وإذا فعلوا، ولا حيلة في ثنيهم عن سعار قوموي ـ ديني كهذا، فإنهم غالباً لا ينصفون حقائق التاريخ التي أجمعت عليها الأسفار الصربية دون سواها. فمن المعروف أنّ دخول العثمانيين إلي البلقان في أواخر القرن الرابع عشر غيّر وجه المنطقة، وكان انعطافة تاريخية كبري، ولكنها لم تكن البتة انعطافة دامية أو كارثية. و معركة كوسوفو ، التي وقعت عام 1389 ويعتبرها القومويون الصرب كبري مآسيهم الوطنية، كانت أشبه بالموقعة الفاصلة في حرب أهلية بين الملك لازار والقلّة المتبقية من فرسانه المخلصين من جانب، ونسيبه الأمير فوكو برانكوفيتش الذي تحالف مع الأتراك من جانب آخر. ولهذا يري القومويون الصرب أنّ سقوط كوسوفو دشّن 500 سنة من سقوط صربيا في ظلمات الحكم العثماني.   لكنّ حقائق التاريخ حفظت تفاصيل أخري للرواية ذاتها. وفي كتابه كوسوفو: تاريخ موجز ، يسرد المؤرّخ الأمريكي نويل مالكولم الحقائق التالية:   1 ـ الكثير من الصرب الأرثوذوكس والمسيحيين من أبناء الطوائف الأخري قاتلوا في صفوف المسلمين، ليس انحيازاً لدين علي دين أو لمذهب علي مذهب، بل لأنّ صربيا كانت آنذاك حلبة لتصارع الأمراء والنبلاء، تماماً كما كانت عليه الحال في الأندلس عند دخول المسلمين. 2 ـ الأمير شتيفان، ابن الملك لازار وأحد أكبر رعاة الفنون والثقافة في تاريخ الصرب، انضمّ إلي الأتراك بدوره بعد مقتل أبيه، ليس محبّة بالعثمانيين، بل اتقاءً لشرّ أبناء جلدته من الأمراء الخصوم. 3 ـ انتصار الأتراك في معركة كوسوفو لم يفتح أمامهم أبواب صربيا بأكملها، وظلّ الأمراء الصرب المستقلون يتقاتلون فيما بينهم علي الجبهة الداخلية، لأسباب شتّي لا علاقة لها بمرابطة العثمانيين علي أبواب صربيا. 4 ـ الحكم العثماني، وطيلة القرنين الأوّلين، كان متقدماً في تقاليد التسامح الديني والثقافي علي حكم الأمراء، وكانت أنظمة الجزية أكثر إنسانية من أنظمة القنانة الإقطاعية التي سادت في صربيا طيلة قرون. ولقد سُمح للمسيحيين واليهود بممارسة شعائرهم الدينية بحرّية تامة، وأجيز لهم الإنخراط في الجيش العثماني واحتلال مناصب قيادية عالية. 5 ـ التدهور بدأ حين تحوّلت الإمبراطورية العثمانية إلي رجل مريض، وارتهن الباب العالي لإرادات القوي الكولونيالية الغربية. والحقّ أن هذا الوضع كان سائداً في كلّ الأمصار العثمانية، ولم يقتصر علي البلقان وحده. 6 ـ حين تحرّرت صربيا من نير الإستعمار العثماني عادت دائرة التقاتل بين الأمراء إلي ما كانت عليه. وكما حدث في الأندلس، سعي الأمراء إلي محو آثار العثمانيين، صالحة كانت أم طالحة، فهدموا المدارس والمساجد مثلما أحرقوا القلاع والثكنات. 7 ـ المدهش في هذه الحقائق أنّ المسلمين الألبان قاتلوا إلي جانب الصرب أثناء حرب البلقان، وضدّ الإمبراطورية العثمانية التي كان يحكمها ضباط تركيا الفتاة . الأكثر إثارة للدهشة أنّ الصرب، آنذاك أيضاً، لم يكفّوا عن أخذ المسلمين الألبان بجريرة معركة كوسوفو ! ولقد حفظ لنا التاريخ شهادة ليف برونشتاين، الذي سيُعرف بعدئذ باسم أكثر شهرة هو ليون تروتسكي، حول فظائع الصرب في سكوبيا: إنّ الصرب في صربيا العتيقة، وفي محاولة منهم لتعديل معطيات الإحصاء الإثني التي ليست في صالحهم، ينخرطون ببساطة في عملية إبادة منهجية منظّمة للسكان المسلمين .   الثابت أنه بعد ستة قرون من هيمنة الأمبراطورية النمساوية ـ الهنغارية، والغزوات البونابارتية، والتغلغل الأوروبي الكاثوليكي والروسي الأرثوذكسي والشيوعي التيتوي، سيظل الكرواتي كرواتياً والصربي صربياً، وستظل ملفات كوسوفو ومونتينيغرو ومقدونيا وسراييفو هي علامات البلقان التاريخي، ونقاط الشدّ والجذب بين روسيا وبلغاريا وألبانيا وهنغاريا ورومانيا واليونان وتركيا والقوقاز، وبين ما يشبه الحرب الباردة الإرتجاعية بين روما وبيزنطة. ولكن من الثابت أيضاً أنه لو شاءت الحدود السياسية في أراضي يوغوسلافيا السابقة أن نقتفي خطوط الإنقسامات الإثنية والدينية بل والمذهبية أيضاً، فإن العالم سيشهد ولادة عشرات (نعم، بلا مبالغة: عشرات) الدويلات، مثلما سيشهد الإجحاف بحقّ مئات الإثنيات التي ستعجز عن تكوين أغلبية عددية كافية لتأسيس دويلة من نوع ما.   المأساوي ـ والمرء يتردّد قليلاً قبل أن يردف: الكوميدي، أيضاً ـ أنّ القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه رأي أنّ أفضل ما في إعلان إستقلال كوسوفو هو استنساخ الحدث فلسطينياً، وإعلان إستقلال دولة فلسطين من طرف واحد! باديء ذي بدء، يبدو وكأنّ فلسطين السويسرية التي استنسخها عبد ربه ويوسي بيلين علي الورق، ذات يوم غير بعيد، صارت بالفعل أقلّ قيمة من الحبر الذي أُريق في استنساخها؛ ويبدو، تالياً، أنّ إفراط انتفاخ الذات لدي بعض القيادات الفلسطينية أخذ يزيّن لهم أنّ واشنطن سوف تسارع إلي الإعتراف بالنسخة الفلسطينية، تماماً كما فعلت مع النسخة الكوسوفية، لا لأيّ اعتبار آخر سوي أنّ قيمة حكومة سلام فياض تعادل قيمة حكومة هاشم تاجي، أو تزيد ربما! وأمّا ثالثاً، فلعلّ حقيقة كيل البيت الأبيض بمكيالين في الموقف من جيش تحرير كوسوفو ، (إذْ هو في العلن تنظيم إرهابي يقتات علي تجارة المخدّرات، وفي السرّ شوكة صالحة دائماً لنخز خاصرة موسكو)، قد سوّلت لبعض فاسدي منظمة التحرير الفلسطينية معاملة بالمثل في واشنطن!   ويبقي، بالطبع، أنّ هذه الدويلة الجديدة الناشئة ليست بالضرورة ضمانة لمستقبل مسلمي كوسوفو، إذْ قد تبرهن الأيام أنّ العكس هو الصحيح، خصوصاً إذا مضي تاجي أبعد ـ كما هو متوقّع منه، وكما يقتضي منطق الحسابات الراهنة ـ في الإصطفاف الأعمي خلف سياسات واشنطن وحلف الناتو في منطقة البلقان. ذلك لأنّ سلسلة الإخفاقات الكبري التي تصيب واشنطن والناتو، في العراق وأفغانستان، إنما تفرض العودة إلي قلب أوروبا بقبضة فولاذية، وبتوازن رعب جديد علي الطراز البلقاني القديم، يردّ للقوّة العظمي وللشوكة الأطلسية بعض الهيبة التي تآكلت كثيراً، بعد أن هيمنت طويلاً.   (*) كاتب وباحث سوري يقيم في باريس   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2008)
 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.