الثلاثاء، 24 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2073 du 24.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: بيــان

أخبار الجمهورية: دم العرب والثقة

الموقف: عضو بمجلس المستشارين يعود شارون بالمستشفى

رويترز: حقوقيون ينتقدون السلطات التونسية بزعم مصادرة صحيفتين الجزيرة.نت: منظمات حقوقية تونسية تنتقد سحب صحيفتين من الأسواق

سي أن أن: سياسي تونسي يُـقاضي صحيفتين لبنانيتين

علي الشرطاني: اليسار وديمقراطية رفض الآخر: في ثقافة العنف حسين المحمدي: الفاسد لا ينظر إلى المستقبل لأنه لا يعنيه سراج هادي: رسـالة حب إلى ولدي … وزيـر العـدل الموقف: من اجل رد الاعتبار لاستقلال المحاماة الموقف:: الاتحاد العام التونسي للشغل منارة للنضال الوطني والكفاح الاجتماعي الموقف: و متى أسست الرقابة لحضارة ؟ سراج هادي: رسـالة حب إلى ولدي … وزيـر العـدل فاضل السالك « عاشق البحر »: مشاهد من مدينة الصمت (المشهد الثاني) الحياة: التونسية زهرة بالأخضر تطمح الى «نوبل» بعد نيلها جائزة اليونيسكو للعالمات المتفوقات الهادي بريك: ألف ألماني ـ جلهم من النساء ـ يعتنقون الاسلام سنويا : أليس ذلك عجب عجاب ؟ توفيق المديني: تشيلي: تحديات الاشتراكية باشليه


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان   تونس في 21 جانفي 2006 بيـــان  
علمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان باستياء شديد بما تعرضت له السيدة أحلام بالحاج رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات والسيدة ليلى الشعبوني من تعنيف أمام مقر الجمعية يوم 18 جانفي 2005 وما تعرض له السيد حاتم الشعبوني نائب رئيس الرابطة من منع لدخول مقر الجمعية لحضور اجتماع تنسيقي تحضيرا للتظاهرة التي تنوي الجمعيات تنظيمها يومي 4 و5 مارس المقبل بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.   وتعتبر الرابطة أن هذه الانتهاكات المتواصلة للحق في الاجتماع الذي يطال منذ شهر سبتمبر 2005 جميع مقرات فروع الرابطة وطال في العديد من المناسبات مقر جمعية النساء الديموقراطيات جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي خاصة وأن هذه الانتهاكات ولا تزال مصحوبة باعتداءات مختلفة على النشطاء يقترفها أعوان مجهولي الهوية يرتدون الزي المدني. وتطالب الرابطة السلطة بوضع حد فوري لهذه الأعمال وبتتبع مقترفيها ومن أعطوا الأوامر لاقترافها.    كما تستنكر الرابطة بشدة تواصل الحملات الصحفية الخسيسة ضد النشطاء والمعارضين والتي طالت في الأيام الأخيرة الأستاذ أحمد نجيب الشابي الأمين العام للحزب الديموقراطي التقدمي الذي يتعرض لحملة منهجية تتمثل في الاعتداء على شخصه بالثلب وبنشر أخبار زائفة بمقالات بعضها غير ممضاة مثلما عمدت إليه نشريات « الحدث » و »الشروق » و »الصريح » و »الصباح » و »الملاحظ » الصادرة هذا الأسبوع. والرابطة تحمل السلطات المسؤولية الكاملة عن تواصل هذه الجرائم بسبب ما يشعر به أصحابها من حماية وإفلات من العقاب. وهي تطالبها بالعمل على وضع حد لها فورا وتتبع مقترفيها كما يفرضه عليها القانون.   والرابطة تستنكر مجددا حجز أسبوعية « الموقف » من الأكشاك يوم الجمعة وحجز أسبوعية « أخبار الجمهورية » قبل يوم بنفس الطريقة وقد كانت السلطات منعت قبل ذلك مجلة « الحياة الثقافية » من الصدور. وتخشى الرابطة أن تكون هذه الانتهاكات التي تمس بصفة خطيرة من حرية الصحافة سلوكا جديدا تنتهجه السلطة إزاء الصحف بعد إلغاء إجراء الإيداع القانوني. وهي تطالبها بوضع لهذه الممارسات اللاقانونية واحترام حقوق الرأي والنشر والتعبير والصحافة.
عن الهيئة المديرة الرئيس المختـار الطريفـي

 هذا الخبر حول « أسعار الخبز » وهذه « الافتتاحية »… هل هي التي أدت إلى

 

سحب العدد الأخير من أسبوعية « أخبار الجمهورية » من طرف أعوان الأمن؟؟

 

تعديل سعر الخبز

 

من المنتظر أن تشهد الفترة القادمة تعديلا في أسعار بيع الخبز للعموم وهو ما عبرت عنه مصادر من المهنيين العاملين في القطاع.. حيث ستجري في الفترة القادمة مفاوضات بين مصالح وزارة التجارة والصناعات التقليدية والغرفة الوطنية لأرباب المخابز للنظر في مسألة التعديل الذي حتّمه ارتفاع كلفة صنع الخبز بعد الزيادة في الأجور وفي أسعار المحروقات…

 

(المصدر: جريدة « أخبار الجمهورية »، الصفحة 2، العدد 799 من 19 إلى 25 جانفي 2006)

 

الرأي الحـــرّ

دم العرب والثقة

بقلم: محمد المنصف بن مراد

 

هل إن دم العرب والمسلمين ماء ودم المسيحيين واليهود دم أحمر قيمته تفوق قيمة الماس والذهب؟

 

طرحت على نفسي هذا السؤال وأنا أشاهد صورا تُدمي القلوب لأفراد عائلة فلسطينية أجهز عليها الجيش الصهيوني والمرأة بعد الموت تبكي وتئنّ ومئات الملايين من العرب والمسلمين صامتون.. لم تتحرك حكومة واحدة لأن عددا هاما من الحكومات العربية قتلت المئات أو الآلاف من « مواطنيها » ولا يمكنها أن تندد بالجرائم الإسرائيلية لأنها مجرمة تخشى أن تُحاكم على جرائمها.. خجلت كثيرا وفي لحظات غضب قلت في نفسي « لو كنت فلسطينيا وقتلت إسرائيل أمي أو أبنائي لاستعملت ضد المجرمين كل الأسلحة دون رحمة أو شفقة ».

 

وفي أفغانستان قتل الجيش الأمريكي عائلة متكونة من 18 شخصا من بينهم أطفال ونساء.. ومن اقترف هذه الجريمة سيبقى دون عقاب لأنه أمريكي ولأن دم العرب والمسلمين في عيون معظم ساسة الغرب أقل قيمة حتى من دم ذبابة.

 

وبعد هذه المآسي أستسمحكم في الإدلاء برأي بسيط يتعلّق بقضية الشاحنات

I.M.M (ISUZU) التي لم تقبل الإدارة التابعة لوزارة النقل تسجيلها أكتب هذه الكلمات بكل هدوء وأود أن يقرأها السيد الوزير الأول لأنها تعبر عن شواغل مواطنين تونسيين يحبون الخير لبلادهم قبل أن يتمنوا الخير لأنفسهم..

 

بلغني أن 600 مواطن تونسي مهددون بالبطالة إذا أغلق معمل I.M.M أبوابه، فمن سيتكفل بـ 600 عائلة تونسية لها الحق في العيش والكرامة؟.. نحن في دولة القانون والمؤسسات، ومن ذلك المنطق لا يجوز لأي وزارة أن تأخذ قرارات عن خطأ تهدد بها لقمة عيش المئات من المواطنين التونسيين لآن كل التونسيين متساوون في الحقوق والواجبات

.

 

أما السؤال الثاني الخطير الذي يجب طرحه وإعلام الوزير الأول به فيتعلق بموضوع الثقة.. فإذا أغلقت شركة I.M.M أبوابها هل يعتقد عاقل واحد أن الإستثمارات الخاصة ستتواصل في تونس بنفس النسق وبنفس الحجم؟ تحدثوا مع رجال الأعمال في هذا الموضوع بكل صراحة وستشعرون بالخطر الذي يهدد مستقبل البلاد إذا فقد جزء من المستثمرين التونسيين الثقة في حماية مصالحهم من قبل القانون والدولة..

 

إن هذه الكلمات يكتبها مواطن تونسي يريد حماية مستقبل كل أطفال تونس ويريد أن يقدم للحكومة رأيا يعتبره نافعا ويضع مصلحة بلاده فوق مصلحته ولأنه ينحدر من عائلة وطنية غرست في نفسه حب بلاده! فاستمعوا إلى العباد حتى تنعم تونس بالإستقرار وتواصل الإستفادة من خمسين سنة من الإنجازات.

 

إن الإستقرار وخاصة ثقة المستثمرين التونسيين بنظامهم هما مفتاح النجاح والضامن لمستقبل زاهر لكل أطفال تونس!

 

(افتتاحية جريدة « أخبار الجمهورية » الصفحة 2، العدد 799 من 19 إلى 25 جانفي 2006)


 

تصحيح واعتذار:
في عدد تونس نيوز ليوم أمس (23 جانفي 2006) حصل تشويش في نشر المقال الذي كتبه السيد سفيان المخلوفي في « الموقف » المحجوزة حول زيارة السيد روجي بيسميت، عضو مجلس المستشارين التونسي إلى أرييل شارون في مستشفى هداسا بالقدس المحتلة. ونحن نعيد اليوم نشر المقال كما ورد حرفيا في العدد 342 من صحيفة الموقف الصادرة يوم 20 جانفي 2006 مع كامل الإعتذار للكاتب والقراء عن هذا الخطأ.  

عضو بمجلس المستشارين يعود شارون بالمستشفى

سفيان المخلوفي (*)   يوم 9 جانفي 2006 كانت قلوب المسلمين مشدودة إلى الوقوف بجبل عرفات، وكانت قلوب الصهاينة مشدودة إلى مستشفى « هداسا » بالقدس المحتلة حيث تلفظ بعض خلايا المخ الإجرامي لشارون أنفاسها الأخيرة.   في هذا اليوم، أطل علينا من نشرات الأخبار لقناة الجزيرة الفضائية عضو »مجلس المستشارين » التونسي « روجي بيسميت » من أمام « هداسا » مؤديا زيارة للإرهابي شارون.   ومرة أخرى وفي ذات اليوم أصدر معهد « هاديسون » لسياسات الشرق الأوسط (وهو ليس بالموالي للحق العربي) دراسة تستخلص كيف أن شارون لم يكن البتة يسعى للـ »سلام » مع الفلسطينيين.   و اللافت للنظر أن هذه الزيارة كانت مبرمجة ضمن وفد من 50 عضوا من برلمانات أوروبية وأمريكية القاسم المشترك بينهم هو الديانة اليهودية وقد برمجوا لزيارة شارون قبل أن يعصف نزيف الدم بخلايا دماغه بعدما أسال دم العرب والفلسطينيين على مر عقود حياته العسكرية والسياسية. ونتساءل عن أي طابع رسمي اكتست هذه الزيارة المشبوهة؟   لقد قضينا في تونس وبمعية مثقفين وسياسيين عربا أوقاتا ثمينة للدفاع عن ضرورة التفريق بين اليهودية والصهيونية، لأن هذا التفريق نظريا صحيح، وعمليا يرفع الصراع الديني عن فلسطين ويجنب مواطنينا من اليهود ويلات هذا الخلط العفوي أو المقصود…وتأتي خطوات « بيسميت » هذه لتلقي بغشاوة أخرى على هذا الخلط المقيت.   نعرف التبرير الذي ستدفع به دوائر « بيسميت » من قبيل أن الزيارة كانت أصلا « لدفع عجلة السلام »… ونحن نعلم كما يعلم القاصي والداني أن استراتيجيات الدول تحددها مصالحها ولا تتأثر بتدخلات البرلمانيين من دول أخرى مهما كانت رابطة الديانة… و نعلم كما يعلم القاصي والداني أيضا أن برلمانيين صهيونيين ومتصهينين شكلوا عبر العالم مراكز ضغط لمصالح الكيان الصهيوني… ولذلك نتساءل عن مدى ازدواجية « الانتماء » ومنه ازدواجية « الولاء » لدى المستشار « بيسميت »؟   وتتهاطل في أذهاننا الأسئلة: ذهب ليمثل من؟ وبإذن من؟ هل خطته كمستشار كانت هي الصفة الرسمية؟ هل ذهب بصفته ممثلا لإتحاد التجارة والصناعة؟ أم الاثنين معا؟ هل ذهب كمواطن تونسي؟ أم كيهودي فصل ديانته عن مواطنته؟ أم كصهيوني؟ ماذا عن انتمائه لتونس العربية؟ والتزامه مع تونس والعرب بالمقاطعة؟   وتتنادى هذه الأسئلة مع أخرى ليطرح أولها على منظمة الأعراف والتي جعلت من « بيسميت » أحد ممثليها ب »مجلس المستشارين ». فهل هذا الشخص يمثل أحد خطوط التطبيع داخلها؟ ومدى نفاذ هذا الخط ليدفع به إلى مصاف المستشار؟ وهل أن مطامع المال والأعمال وضعت جانبا باقي الثوابت والصيغ؟   نسوق هذه التساؤلات لأنه عندما تم الرفض الشعبي لدعوة شارون روّج الميسورون الطامعون في الكواليس لاحتياجاتنا الاقتصادية التي تضطرّنا للتعامل مع اللّوبيات الصهيونية النافذة… قالوا ذلك بكل احتقار و كأننا كمشة من الجياع وحفنة من ذوي البطون الخاوية يجمعون ما تساقط من فتات خبز شارون!!!   وقال « بيسميت » لكاميرا الجزيرة بجرأة المتباهي الولهان :  » إنّها أول مرة يزور فيها (إسرائيل) وشارون، كمستشار- لأن- مجلسنا (يعني مجلس المستشارين) جديد.. »… هكذا، فبأي صفة زار شارون من قبل ولمصلحة من؟ وماذا كانت نتائج تلك الزيارات وانعكاساتها على منظمة الأعراف؟ ومجال الأعمال والسياسة؟   ظننا أن هذه الأسئلة تجد صداها في قدوم شالوم وزير خارجية الإرهابي شارون لقمة المعلومات، ذلك القدوم الذي كان وخزة مؤلمة ومسمومة مددت أروقة قصر المعارض بالكرم إلى جربة وقابس وصرح عندها « بيسميت » لوكالة « الأسوشايتد براس »: « بأن زيارة شالوم كانت رائعة ».   ويصر خط الأسئلة على تلازم أوصاله فيلح في معرفة موقف رئاسة « مجلس المستشارين »؟ ومكتبه؟ وأعضائه؟ ولجنة شؤونه الخارجية؟ وما هي مواقف المستشارين ممثلي الأحزاب المعترف بها والتي جعلت من خريطة الوطن العربي شعارها والخطاب القومي واجهتها؟   « بيسميت » هذا يتصدر البعض من صفحات موقع الإنترنت « هريسة » (1) الخاص بالتونسيين اليهود بفرنسا، وهو موقع زيادة عن دفاعه عن « إسرائيل » فهو يحتوي على الكثير من التزييف للتاريخ حيث يزعم أن اليهود تعرّضوا وعلى مر الحقب العربية الإسلامية في تونس إلى الاضطهاد. ويصرّ على التفريق الجذري بين اليهود والعرب في تونس وكأن ليس هناك عرب ديانتهم يهودية عاشوا في وئام مع أبناء بلدهم طيلة قرون و ما زالوا !   ونضيف قبل أن ننهي ولا ننتهي، لتذكير « بيسميت » ودوائره بأن الأغلبية الساحقة من مواطنيه التونسيين هم ضد التطبيع والاعتراف ومع المقاطعة وذلك كرها منهم للاستعمار كمفهوم و نظام لأنهم عانوا منه الأمرين ويمقتون الهيمنة لأنهم يعانون منها وتعمل قواهم الحية يوميا من أجل الحرية…   ومن عرف القهر لا يعترف بالقاهرين في قهرهم… لذلك و باسم الأخلاق والعدل في التاريخ لا يريدون الاعتراف بذلك الكيان ، لا ينسون الأسباب ولا يعترفون بالنتائج لكي لا تصبح سابقة في التاريخ الإنساني حيث يفرض واقع القوة منطقه على القانون والأخلاق…   ولما كان ذلك كذلك، فإن التونسيين ككل العرب ملتزمون مع الفلسطينيين في كفاحهم من أجل التحرير واسترداد الحقوق وبالطريقة التي يرتأونها… غير أن المنهج السياسي والتفاوضي لضرورات موازين القوى لا يبرر للآخرين تهافتهم على التطبيع بتعلّة المساهمة في دفع « السلام » لأننا نريد العدل والحق ولسنا مع « سلام » التنازل عن الحقوق الثابتة لشعب بأسره وأمة بأكملها.   (*) جامعي تونسي مقيم في باريس   (1) www.harissa.com   (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 342 بتاريخ 20 جانفي 2006)

 

 

حقوقيون ينتقدون السلطات التونسية بزعم مصادرة صحيفتين

تونس (رويترز) – عادت انتقادات منظمات حقوقية وصحفية في تونس لترتفع من جديد في وجه السلطات التونسية بزعم سحبها لصحيفتين اسبوعيتين من منافذ البيع في بادرة غير مسبوقة قالت انها تمثل انتهاكا لحرية الصحافة. وقال حقوقيون ان السلطات التونسية عمدت نهاية الاسبوع الماضي الى مصادرة صحيفتي (اخبار الجمهورية) المستقلة و(الموقف) التابعة للحزب الديمقراطي التقدمي من اكشاك البيع بدعوى نشرها اخبارا تتعلق بزيادات محتملة في اسعار الخبز والحبوب. والزيادة في اسعار الخبز من المسائل الحساسة لدى الرأي العام التونسي. وكان قرار زيادة أسعار الخبز في عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة عام 1984 اشعل اعمال شغب واسعة في ارجاء البلاد لم تهدأ الا بعد قرار ثان بالغاء الزيادة. وطالبت نقابة الصحفيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والابداع السلطات التونسية باحترام حرية الصحافة ووقف انتهاكاتها وتضييقها على الصحفيين. وقالت نقابة الصحفيين غير المعترف بها من قبل الحكومة في بيان حصلت رويترز على نسخة منه ان مصادرة الصحف لا يساعد على تحسين اوضاع الصحفيين ويحول دون توفير مناخ لحرية الرأي والتعبير. لكن مصادر رسمية نفت مصادرة الصحف من الاكشاك ووصفت هذه الاتهامات بانها مزاعم غير مبررة. وقالت انها تدعم المعارضة لإصدار صحفها. ومن جهتها قالت رابطة حقوق الانسان انها  » تخشى ان تكون هذه الانتهاكات التي تمس بصفة خطيرة حرية الصحافة سلوكا جديدا تنتهجه السلطة ازاء الصحف بعد الغاء اجراء الايداع القانوني ». واستنكر المرصد الوطني لحرية الصحافة في تونس المصادرة « كدليل على تسلط الرقابة على العمل الصحفي وانتهاكا لحريته. » وتأتي هذا الانتقادات المتزايدة للسلطات بعد وقت قصير من قرار حكومي بالغاء اجراء الايداع القانوني للصحف. ويسمح الغاء الايداع القانوني بعدم تسليم نسخ من الصحف الى الوزارات والسلطات المختصة قبل نشرها وهو اجراء اشيد به على اعتبار انه تقليص لاي رقابة مسبقة ممكنة على الصحف.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

منظمات حقوقية تونسية تنتقد سحب صحيفتين من الأسواق

انتقدت منظمات حقوقية تونسية سحب السلطات لصحيفتين واسعتي الانتشار من جميع نقاط بيع الصحف في البلاد بدعوى نشرها أخبارا تتعلق بزيادات محتملة في أسعار الخبز والحبوب. وطالبت نقابة الصحفيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع السلطات التونسية باحترام حرية الصحافة ووقف انتهاكاتها وتضييقها على الصحفيين. وقالت نقابة الصحفيين غير المعترف بها من قبل الحكومة إن مصادرة الصحف لا تساعد على تحسين أوضاع الصحفيين ويحول دون توفير مناخ لحرية الرأي والتعبير. من جهتها قالت رابطة حقوق الإنسان إنها « تخشى أن تكون هذه الانتهاكات التي تمس بصفة خطيرة حرية الصحافة سلوكا جديدا تنتهجه السلطة إزاء الصحف » بعد إلغاء إجراء الإيداع الرقابة المسبقة على النشر. كما استنكر المرصد الوطني لحرية الصحافة في تونس المصادرة واعتبرها دليلا على « تسلط الرقابة على العمل الصحفي وانتهاكا لحريته ». وكانت السلطات سحبت صحيفتي « الموقف » الأسبوعية المعارضة و »أخبار الجمهورية » الأسبوعية الشعبية من أكشاك البيع بعد توزيعهما. وترجح مصادر مسؤولة بجريدة « الموقف » الأكثر نقدا للحكومة في السنوات الأخيرة أن يكون قرار سحبها جاء على خلفية نشرها خبرين يتعلق الأول بنية الحكومة رفع أسعار الخبز بعدما رفعت أسعار العديد من المواد الأساسية خلال الأيام الماضية. وقال مراسل الجزيرة نت إن الخبر الثاني يتعلق بزيارة أحد أبرز رموز الجالية اليهودية بتونس وعضو مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان التونسي) روجي بزميت لإسرائيل، حيث زار رئيس الوزراء أرييل شارون في المستشفى والتقى عددا من المسؤولين الإسرائيليين.
المصدر:الجزيرة + رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 24 جانفي2006 )


سياسي تونسي يُـقـاضـي صحيفتين لبنانيتين

تونس (CNN)– أعلن المعارض التونسي البارز، أمين عام الحزب الديمقراطي التقدمي، المحامي أحمد نجيب الشابي أنّه رفع قضية في نشر أخبار زائفة بحق صحيفتي « المستقبل » و »اللواء » اللبنانيتين، بسبب نشرهما مقالا قالتا فيه إنّه انضم لتنظيم الإخوان المسلمين « وقدم البيعة لمهدي عاكف. »   ونقلت صحيفتا الصباح والصريح التونسيتان عن صحيفتي اللواء والمستقبل اللبنانيتين أن الشابي الذي يتزعم الحزب منذ أكثر من 15 عاما أدى في الآونة الأخيرة البيعة للمرشد العام للتنظيم الدولي للإخوان مهدي عاكف وعدل عن دعوة تلقاها من الولايات المتحدة لحضور مؤتمر للإخوان.   وخلف الخبر موجة دهشة واستغراب في الأوساط التونسية، حيث أنه « يبدو انه من الغرابة إلى درجة الضحك » وفقا لمحلل سياسي تونسي.   وأضاف أنّ الأمر برمته يصب في خانة مؤامرة نفذتها وكالة الاتصال الخارجي التونسية، التي تستعين في علاقاتها العامة بلبناني يراسل قناة تلفزيونية تابعة لبلاده.   وأضاف « المضحك فعلا أنّ الصحف تحدثت عن بيعة في الوقت الذي لا يعمل فيه بهذا المفهوم إلا في الشرق العربي وليس في تونس. »   كما أنّه، وعلى خلاف بقية الدول، وكما هي عادتها في جميع المسائل تقريبا، ليس لتونس وتنظيماتها أي ارتباط بما يحدث في الشرق، وإذا ما كان يتعين على تونسي أن ينضم لحركة إسلامية فحركة النهضة التونسية تفي بالغرض، وفقا للمحلل.   وقال الشابي « كلفت محاميا لبنانيا للقيام نيابة عني بقضية أمام القضاء اللبناني ضد صحيفتي « المستقبل » و »اللواء » من أجل الثلب، كما اعتزم القيام أمام القضاء المختص بنفس الدعوى ضد الموقع الالكتروني الذي تعمد نشر نفس الخبر الزائف بقصد الإساءة إلي. »   ويذكر أنه وفي السنوات الأخيرة، لجأت السلطات التونسية إلى التعاقد مع مؤسسات لبنانية، ضمن عقود علاقات عامة، وبواسطة وكالة الاتصال الخارجي، تتولى بث برامج عن تونس فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والمسائل السياسية، من زوايا تختلف عمّا دأبت على عرضه قنوات خليجية وأوروبية.   ويأتي هذا بعد إعلان ائتلاف سياسي تونسي معارض يضم أربع تيارات سياسية مختلفة في الآونة الأخيرة عن مقاطعة أي معارضة سياسية توظف الإسلام في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية المحظورة في تونس.   (المصدر: موقع سي أن أن العربي بتاريخ 23 جانفي 2006) وصلة الموضوع: http://arabic.cnn.com/2006/entertainment/1/23/tunisia.politics/index.html

المجلس الأعلى للاتصال يواصل أعماله

  عقد المجلس الأعلى للاتصال يوم الاثنين 23 جانفي الجارى جلسته الثانية بعد ان اذن رئيس الدولة بتوسيع تركيبته لتشمل الأطراف السياسية وممثلي المجتمع المدني. وتناول بالدرس المقترحات الاولية لاعضاء المجلس بخصوص مزيد دفع المشهد الاتصالي . وبعد نقاش مستفيض مكن من ابراز الاولويات وضبط منهجية عمل المجلس وضمانا لمزيد النجاعة تم تكوين فرق عمل داخل المجلس ستتكفل بالتعمق في دراسة محاور منها وضع الصحافة المكتوبة والقطاع السمعي البصري والصحافة الالكترونية  (؟؟؟؟؟؟؟) وذلك حتى يساهم المجلس في تقديم مقترحات عملية تسمح بمزيد الارتقاء بالمشهد الاتصالي.   (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 24 جانفي 2006)


الرئيس زين العابدين بن علي يتلقى تقريرا حول نشاط وزارة العدل وحقوق الإنسان

  ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين في ما يخص أولويات المسح الإجباري اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي بالسيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان الذي قدم لرئيس الدولة تقريرا حول نشاط الوزارة وخاصة في ما يتعلق ببرامج استكمال تسجيل الأراضي من قبل المحكمة العقارية في إطار المسح الإجباري ونتائج عمليات تحيين الرسوم العقارية. وأكد رئيس الدولة على ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين في ما يخص أولويات المسح الإجباري لما له من دور في تأمين حقوق الملكية واستقطاب الاستثمار. كما اهتم الرئيس بن علي بمتابعة تنفيذ الأحكام الصادرة في إطار ما أقره من ضرورة تجاوز الصعوبات التي تحول دون تمكين المنتفعين بالأحكام من حقوقهم.   (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 24 جانفي 2006)   


غيث.. والنافع اللّه

  كان الغيث النافع في وقت من الأوقات يعدل الأسعار… فكانت ترتفع أو تنخفض حسب نزول الأمطار.   لكن الأمور تغيرت كما لاحظها المواطنون… ففي عام صابة كبرى احترق سعر زيت الزيتون.   بحيث صحّ علينا اليوم ذاك المثل الذي مفاده باللّسان العربي… «ان نزل الغيث النافع اندبي، وان انحبس المطر اندبي»(*)   محمد قلبي   (*) قولة أب لزوجته لأن له بنتا تقطن في واحة بالجنوب وأخرى في مزرعة بالشمال.   (المصدر: ركن « لمحة » بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2006) 


قطاع الخدمات بناء على التوصيات المنبثقة عن الاستشارة الوطنية حول قطاع الخدمات تعمل وزارة التجارة والصناعات التقليدية بالتعاون مع وزارة التنمية والتعاون الدولي على بلورة خطط وبرامج لتأهيل القطاع وتحسين جودة خدماته وتدعيم نسق تحريره اضافة الى تحديد محاور العمل مع الاتحاد الاوروبي من أجل سياسة الجوار.   منتزهات جديدة من المنتظر أن تشهد السنة الجديدة بعث ستة منتزهات جديدة الى جانب المنتزهات القديمة قصد توفير فضاءات جديدة للترفيه. ويذكر أن المنتزهات القديمة هي النحلي والتضامن بأريانة والمروج والسعادة بالمرسى وسيدي بوسعيد والعابدين بقرطاج من ولاية تونس والخليج بصفاقس وفرحات حشاد برادس من ولاية بن عروس ومعبد المياه بزغوان وسانية المهندس بمكثر من ولاية سليانة والفالاز بالمنستير وأبي زمعة البلوي بالقيروان واللمسيات بمدنين وراس العين بتوزر ومنتزه باجة.  

حول الانتاج الاعلامي

تعلن منظمة المرأة العربية عن فتح باب الترشح لجائزة أفضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية. وتجدر الاشارة الى أن الاعلان يشير الى أن مقر لجنة التحكيم للجائزة هو وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين وأن الحفل الرسمي لتوزيع الجوائز سيتم بتونس يوم 13 أوت 2006 الموافق للاحتفالات بعيد المرأة.   القـــــــــــوارص تفيد معطيات وزارة الفلاحة والموارد المائية المتلقة بالقوارص أنه تم احداث 5600 هكتار من الغراسات الجديدة منذ سنة 1997 أي بمعدل 660 هكتارا سنويا وذلك مع ضمان الحماية الصحية لغابات القوارص وتأهيل المنابت ودعم الصادرات.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 جانفي 2006) 


اصابات خفيفة في حادث مرور بين حافلتين لنقل التلاميذ بين زغوان وحمام الزريبة

  جد اليوم الاثنين بالطريق الجهوية رقم133 الرابطة بين زغوان وحمام الزريبة حادث مرور بين حافلتين تابعتين للشركة الجهوية للنقل بنابل تقلان مجموعة من التلاميذ وتتمثل صورة الحادث في تعرض احدى الحافلتين الى المداهمة من الخلف من قبل الحافلة الثانية وذلك لعدم احترام وترك مسافة الامان الضرورية بينهما.   وحال علمه بالحادث كلف الرئيس زين العابدين بن علي والية زغوان بالتحول على عين المكان ومتابعة جهود الاسعاف موصيا باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للاحاطة بالمتضررين.   وقد اشرفت والية زغوان على عملية نقل المصابين الى المستشفى الجهوى وعددهم 28 تلميذا تعرضوا الى اصابات خفيفة وقد تم تقديم كافة الاسعافات واجراء الكشوفات والتحاليل اللازمة لهم قبل أن يغادروا المستشفى.   (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 23 جانفي 2006)


اليسار وديمقراطية رفض الآخر

في ثقافة العنف

علي الشرطاني  
يقول لينين

: »إن الثورة البروليتارية غير ممكنة بدون تحطيم جهاز الدولة البورجوازي بالعنف ».

    

    لقد بات واضحا خلال ثلاث مراحل مرت بها بلادنا من أن التنظيمات والتيارات والشخصيات اليسارية الماركسية منها خاصة، ليس لها ما تقدمه من فكر ولا من ثقافة. وليس لها ما تقوله في القضايا الحقيقية والحيوية للشعب وللبلاد .وأنها لا تنشط ولا يعرف مداد أقلام ساستها ومفكريها وإعلامييها سيلانا، ولا تجد صحافتها طريقها إلى الظهور والى الساحة إلا عندما يكون الظرف مناسبا للحديث عن الحركة الإسلامية وعن الإسلام من خلالها، بالتجاه الرفض وإعلان القطيعة المعرفية. وتأكيدها على إقامة مجتمع الحداثة والتطور والمعاصرة في نظرهم وحسب زعمهم .
هذه الحداثة التي قرنوها بأنفسهم وبتفكيرهم وبثقافتهم المناهضة لثقافة العروبة الإسلام التي هي ثقافة المجتمع والشعب والأمة.
 ـ المرحلة الأولى: وهي التي كانت تمتد من بداية النصف الثاني من العقد الثامن من القرن العشرين حتى إبرام صفقة تحالف مختلف تيارات ومكونات الحركة العلمانية اللائكية اليسارية الهجينة المعادية لهوية الشعب والأمة مع انقلابيي 7 نوفمبر. وهي الحركة المعلنة لتلك العداوة تصريحا وتلميحا من خلال الإعلان الصريح للقطيعة مع الماضي الذي ليس له من معنى عندهم إلا الماضي العربي الإسلامي، في الوقت الذي يقف فيه هؤلاء طويلا عند ماضي البلاد السحيق، بدءا بتأسيس قرطاج سنة 814 ق م وانتهاء بفترة ما قبل الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا ولتونس تحديدا، والتي لم تكن تونس ما قبل ذلك ولا ما بعده .هذا الإمتداد الجغرافي الذي ظل مفتوحا جغرافيا على محيطه الطبيعي العربي الإسلامي ومفتوحا سياسيا واقتصاديا على العالم من حوله لم يعرف حدودا معينة مضبوطة ضبطا نهائيا محكما على النحو الذي ضبطه وحدده الإحتلال الفرنسي له في إطار تقسيم وتجزئة وتفكيك وفصل العالم الإسلامي بعضه عن بعض. وتقاسم قوى الهيمنة الإستعمارية الغربية له . ليس هذا الوطن بحدوده الحالية هو نفس الوطن التاريخي مدا وزجرا غربا وجنوبا وليس هو اليوم بهذه الحدود إلا غربي المولد جغرافيا وثقافيا وسياسيا.
وفي الوقت الذي يروج فيه هؤلاء لفترة المشاعية الأولى أي لفترة ما قبل التاريخ وما قبل الحضارة ، وهي الحالة الوحيدة التي لا بأس فيها عندهم بالحديث عن الماضي والبحث عن أصل لنا فيه، وهو الماضي الذي لا حديث عندهم عن القطيعة معه، بل إن منطق العلم عندهم يقتضي من كل « تقدمي وعقلاني وحداثي وديمقراطي » أن يتواصل معه، تحقيقا للديمقراطية الإقتصادية والإجتماعية، حيث لا ملكية خاصة، تلك التي كانت مصدر كل الشرور والويلات والتي لولاها ما عرف التاريخ استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ولما عرف هذا الإستغلال إلى الأرض طريقا والتي لولاها لما عرف الإنسان الدولة، وهي التي يقدمها الفكر الماركسي « الديمقراطي التقدمي العلمي » على أنها أكبر جهاز استغلالي عرفه تاريخ الإنسان على الإطلاق ،هذه الديمقراطية التقدمية الرافضة والمعادية للديمقراطية الثقافية والسياسية والإعلامية ولحقوق الإنسان. فلا ثقافة غير الثقافة الإشتراكية والشيوعية. ولا سياسة خارج دكتاتورية البروليتاريا وحزبها الثوري الوحيد .فلا حرية ثقافية ولا حرية معتقد ولا حرية إعلامية ولا سياسية ولا تعددية حزبية ولا شيء من كل ذلك في المفهوم الماركسي اللينيني للديمقراطية.  يقول لينين »الديمقراطية هي الدولة ونحن لا نؤمن بكل وبأي نوع من أنواع الدولة « .
هذه المرحلة التي عرفت فيها مختلف تيارات اليسار الماركسي والعربي نشاطا مكثفا في مواجهة الحركة الإسلامية بعيدا عن أي علاقة لها بالفكر الديمقراطي وبالثقافة الديمقراطية وبالنظام الديمقراطي في صورته الكاملة وبمفهومه الكامل وبأبعاده الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية والإعلامية والحقوقية. ولم يزدد بحملته التي كان يستهدف بها الحركة الإسلامية افتراء وتحاملا عليها وتشويها لها إلا عزلة. ومن خلال هذا الموقع لم تجد قوى اليسار بدا من الإلتحاق بالسلطة في أول فرصة أتيحت لها، ليكون الحل البوليسي من خلالها ـ وهي التي لا تعرف ولا تؤمن بسواه ـ هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء تقدم الإسلاميين في كل الساحات وفي كل الميادين وعلى كل صعيد .
ـ المرحلة الثانية:وهي الممتدة من سنة 1990 إلى ما قبل سنة 2000 بقليل ، وهي المرحلة التي كانت مصلحة مكونات تحالف نظام 7 نوفمبر الرهيب الذي كان اليسار الماركسي والقومي العربي عصبه الأساسي، تقضي بأن ينتهي الحديث عن الحركة الإسلامية وعن العروبة والإسلام تنفيذا للخطة الإعلامية التي كانت جزءا من خطة كاملة متكاملة كانت من إعداد التروتسكي خريج إحدى الجامعات الحرة الفرنسية العائد منذ سنوات قليلة من باريس الرفيق منصف قوجة والرفيق منصر الرويسي خريج إحدى جامعات الرباط ، والتي تمت المصادقة عليها في ما سمي آنذاك مؤتمر الإنقاذ، لما سمي وقتها التجمع الدستوري الديمقراطي، لتصفية واستئصال ـ وبأسلوب ديمقراطي جداـ أكبر حركة سياسية معارضة بالبلاد. فكانت هذه المرحلة معروفة بجفاف الأقلام وتكسيرها وإيجارها، والتي اختفت فيها صحافة هذه الأحزاب والتيارات نهائيا.وإذا كان لابد من حديث عن بعض الظهور فباحتشام كبير وبتقطع وتعثر مستمرين.
 
وقد تبين من خلال هذين المرحلتين من تاريخ هذه التيارات في هذه الحركة أنه ليس لها ما تقوله في ما زاد عن تشويه الحركة الإسلامية وإحصاء نقائصها وأخطائها والإفتراء عليها.
وما يزيد ذلك تأكيدا ويقينا ما أصبحت عليه أقلام أغلب عناصر هذه التيارات في هذه الحركة وفي الكثير من أحزابها وتنظيماتها التي استعادت نشاطها مرة أخرى بنفس الإتجاه بمجرد أن استعادت الحركة الإسلامية وحركة النهضة تحديدا بعض عافيتها .
ـ المرحلة الثالثة: وهي التي بدأت معالمها في الوضوح في نهاية تسعينات القرن الماضي وأوائل الألفية الثالثة. وهي المرحلة لتي انقسمت فيها الحركة العلمانية مرة أخرى واختلفت بعد ائتلاف. وهي المرحلة التي تأكد فيها للجميع فشل النظام بكل مكوناته الأمنية والدستورية واليسارية الماركسية والقومية العربية في إقامة نظام ديمقراطي أولا. ثم في القضاء نهائيا على الحركة الإسلامية في تونس العروبة والإسلام ثانيا .وفي الوقت الذي بدأ فيه تحالف نظام7 نوفمبر الرهيب  في العد التنازلي بدأت فيه الحركة الإسلامية ما يمكن أن نسميه العد التصاعدي .وهي المرحلة التي يتأكد فيها لكل مراقب صادق أن الحركة الإسلامية هي المحرك لكل الساحات والباعثة للدفئ وللحرارة لكل المحيطات المتجمدة وهي المسيلة لمداد الأقلام، والمستنفرة للإعلام، والدافعة بالصحافة للصدور .
وفعلا، فقد استعادت بعض الأقلام حيويتها ووجدت طريقها إلى نفس ساحة التشويه والسباب والافتراء والتحريض. وعادت بعض الصحف للصدور بعد هجر الساحة الإعلامية سنين طويلة رغم التمويل الرسمي والأجنبي لها.
وتأتي على رأس هذه الصافة في الصدور جريدة « الطريق الجديد » وهي التي لا احد يستطيع أن يعلم إن كانت شهرية أو أسبوعية أو صادرة كل شهرين، في شكل جريدة تارة ومجلة أخرى وفي أحجام مختلفة. وبمجرد إخلال بعض الأقلام المعروف التزام أصحابها بالكتابة فيها يمكن أن تختفي في أي لحظة. هذه الأقلام التي ليس لها ما تقول على ما يبدو في الكثير من القضايا الأخرى سوى النيل من الحركة الإسلامية ومن المشروع العربي الإسلامي الأصيل.
فلا يخلو مقال تقريبا في كل عدد من إعدادها من تكفير الإسلاميين والتعريض بهم والتحريض عليهم وتجديد الدعوة إلى إقصائهم وتهميشهم.
فقد استعاد اليسار الماركسي و القومي العربي ـ إلا من رحم ربك منهم ـ دوره في هذه المرحلة، كما كان عليه الحال في المرحلة الأولى، بالرغم مما كانت عليه المرحلتان من فرق ، أي بعد أن كانت هذه الطائفة مديرة للسلطة وحاكمة في البلاد، وبعد أن انقسمت على نفسها بين ملازم لموقعه من النظام وبين من غادره إلى ساحة المعارضة التي لم يبق ملازما لها إلا الإسلاميون وبعض الوجوه والحساسيات التي كانت مكونات النظام تعتقد أنها ممثلة في السلطة وأن لها وجودا قانونيا كافيا عبر غيرها من الوجوه والحساسيات والتنظيمات والأحزاب، وبين من أخذ موقعه في المنزلة بين المنزلتين، ساق هنا وساق هناك، في حركة مد وجزر تارة باتجاه المعارضة وأخرى نحو النظام مائلا ـ بكل انتهازية ـ مع النعماء حيث تميل. وهو الموقع الذي غادره التكتل الديمقراطي والتجمع الديمقراطي التقدمي وحزب العمال الشيوعي التونسي، ولم يبق ملتزما به بكل انتهازية إلا حركة التجديد والكيانات السياسية الناشئة والقديمة الدائرة في فلكها وتلك الدائرة في فلك النظام معها والمتمثلة في ما يسمى حزب العمل الوطني الديمقراطي، وحزب تونس الخضراء، ومجموعة من يسمون أنفسهم الشيوعيون الديمقراطيون، وبعض العناصر المستفيدة أكثر من مواقع الإستقلالية والمفيدة لطائفة اليسار عموما من خلال نفس ذلك الموقع.(يتبع) 


 

الفاسد لا ينظر إلى المستقبل لأنه لا يعنيه

حسين المحمدي
.على الماشي
.كتبت حول إيران فجاء مبعوثا خاصّا.حول السعودية فجاء الأمير طلال.عن اليهود وكذب الفريق الحاكم عليهم فذهب إلى دولة اسرائيل احد المقربين جدا من الفريق الحاكم.عن لؤمهم مع الأمريكان وهناك جري وجري..حول وزير الفلاحة ووزراء فكان استقبالهم…عن حركة النهضة.وهنا يجري هذه الأيام إحياء اتصالات جديدة كانت بدايتها منذ مدة مع الأستاذ مورو.
الاتصالات هدفها إقناعه بالحصول على حزب تحت مسمى الوفاق؟والرجل بحسب معلوماتي لا يمانع من حيث المبدأ؟ولكنه يطالب بشيء ما يقنع به أنصار وسجناء حركة النهضة؟
الرجل هذه الأيام تجددت اللقاءات معه.وللتذكير تم إسماعه منذ فترة ما يكره؟ترى هل كان ذلك لتذكيره بشيء ما؟أوللحديث عنه؟وقد يكون عرض عليه أولا الإعلان عن حزب الوفاق؟والتخلي عن كلمةالنهضة؟وهناك من استدرك هناأن المشكلةستظل قائمة.وهناك من يريد سحب البساط؟ وهناك من يريدإقناع الأمريكان تحديدا بأموروهمية يتم الترويج لهاعلى أساس وأنها بداية تحول في النظام.المهم الرجل مع إعلانه الحزب تعود الفجر؟
.ترهات مقيتة يعتقد من خلالها استبلاه رجال العالم.إضافة الى قلم مورو هناك قلم بن جعفر وجمور و…..وكل هذا يندرج في إطار الضحك على زيارات الدولة لبعض المسئولين من خلال جعل مقابلاتهم تنحصر في هيئات لقيطة.و محاولة تغليطهم عبر ماهوواهيا.
.وأظن هناالجواب جاء أمريكيا وقبل قدوم والش الى تونس'(وخسرهناوسيخسر كل من انجذب الى شكليات وترهات وجمعيات وتيارات وتحالفات وأحزاب من فئة اللؤم قبل الولد.هل الأمريكي غبي الى هذا الحد؟غبي من استغبى الناس مرة أخرى)من خلال دعم ديمقراطيين كأفراد بصفتهم تلك.وهي بحسب متابعتي الأولى عمليا.وتم التصريح بها.بمايعطيها البعد الأخلاقي والسياسي والإعلامي.وهو قول لهذا وذاك.السيادة حرية وديمقراطية وتشغيل وكرامة وتداول على الحكم.وليست جهةأو قبيلةأوعائلةأوعصابة تبطش وتحتمي بالسيادة.يعني تغييرا جوهريا جديدا دفعا للحرية.ومحاربة للخبث في الاصل.
.ليت من عذب وشرد وسجن وهو لا يزال مسجونا.يدرك أن الفريق الحاكم في نهايته.وان التغيير في تونس عوامله تنضج.وان هناك فرقا كبيرا بين محاولات المتاجرة به من جديد واستغلاله لقتل الحيوية المدنية التي بدأت تكتسح كل مجال.إذا قبل مورو اللعبة يكون فعلا قد حكم على نفسه وعلى من سيتبعه بخيانة الطموحات الديمقراطية لتونس.هذا سياسيا وأخلاقيا يصبح زنديقا.
.ليت كل من يدعي لنفسه السياسة ينسى من قاموسه هذه الأيام ترديد حكاية المحافظة على النظام الحالي بدعوى أن هناك هجمة يهودية مسيحية وان بوش هو المستفيد الوحيد.هذا غباء مقيت.وقلت وأعيد بوش يستطيع وقت ما أراد أن يغير أي نظام عربي في 5دقائق بان يسمح للحرة تتحدث عن الفساد والقتل والإجرام والعصابات وصناعات الارهاب.وليس عبر البيت الأبيض أو الخارجية.لهذا دعنا من حكاية أمريكا وبوش.أصحاب هذه التقليعات أحزاب مفلسة ومورطين في العطش الأخلاقي أن لم يكن المالي ومن أصحاب التوجهات الإسلامية ومن رجال النظام المورطين الى العنق في الفساد.يعني نتيجة واحدة.هذا باسم الإسلام والكفرة والكفار وذاك باسم الشيوعية والقومية وذاك الوطنية والسيادة.لهم ذلك ولنا نهجنا.وطالما هناك إيمان بالشعب فلنتوجه إليه في فرص متكافئة.وطالما نحن مع الكفرة والمسيحية واليهودية وانتم مع العروبة والإسلام ليصوّت لكم ونهنّئكم مع الفوز ونعمل للمرة القادمة.وقلتها وأعيدها.أن
يجري حوارا واحدا وان ينقل مباشرة في بلد أوروبي وان يصل الجاليات العربية وان يكون هناك سبرا للآراء ليس على طريقة فيصل القاسم والعربية و…وإذا لم يكن لصالحنا ننسحب من السياسة.لنجرّب وستنتهي كليا حكاية أمريكا.وسترى أمريكا نفسها نتائج مذهلة.
الإعلان عن حركة الايدي والعقول النظيفة حول ما هو تحت الطاولة الى ما هو فوقها.وهنا يمكننا الحديث عن النجاح بامكانيات تساوي الصفر ماليا. الفريق الحاكم ومعارضيه القدامى والجدد صاروا أمام العالم ربنا كما خلقتنا.ومن هنا يكون الفرز بعد الفهم.
.هذا الخبث العاري هو نتيجة لكتابي على الرغم من أن نسخته الأولية خرجت لا غير.ونتيجة بعض الكتابات.وهنا جلبنا الدكتاتورية الى أن تعيد القنزوعي للداخلية.وتفكر هذه الأيام في خطاب نقدي ولكن بوجود كامل عناصر الفريق الحاكم؟السجان والمسجون؟والمراهنة على خلق فقاقيع حتى يتلهى هذا بذاك.ودفع بعض الطلبة الى هذه الواجهة وتلك.وجعل الفريق ألامني المخابراتي يرصد الكل بما قد لا يؤول الى أي تشكيل حقيقي لأي تيار.وهذا هو مظهر شكلي قد تسكت معه الإدارة الأمريكية وشيراك تحديدا عن النظام مؤقتا.وبذهاب بوش وحتى قبله.
أن استطاع الفريق وصناعه إقناع الأمريكان بان شيئا ما بدا يدب فيستطيع بعدها شن حملات ما.لا تتوجه لشخص محدد في الظاهر ولكنها حركة كبيرة.
.الفاسد لا يسمح بالحرية لان الإعلام يعريه.ولا بالمشاركة.سيسمح لحزب ديني لماذا؟وسيجعله يتحرك ويكتسح الميدان حتى يخوف به من جديد ويبرر وجوده ل2009مع عدم السماح مطلقا لأي ليبرالي بالتحرك وحتى بالعمل.يعني ببساطة شديدة أما الفريق الحاكم بالفساد الرهيب وأما النهضة في شكل وفاق؟واستعد لها من ناحية أخرى بابراز الشيوعية والقومية محاربة قادمة لها.هذا هو ذهن الفريق الحاكم وهذه طبخاته.وهذا ما نرفضه وما وضعناه بين رجال يحاول الرجل استغناءهم.كما اقول لمورو تطلّع في قائمات شعب وجامعات الحزب الحاكم.هناك تهيئة لمعركة جديدة.الرجل لا يعيش إلا في المعارك وبها.لن يمر هذه المرة.ولا أريد حاليا التعمق كثيرا هنا.
.في أوروباهناك سعي للتحرك وفق هذا الذهن التعيس.وتصورهذا سياسة.مصيبتنا ليست بوش ولا شارون بل الفساد والكذب والجهوية والطمع ومحاربة التونسي لأخيه التونسي.وهنا ستكون عمليةالفرزالكبرى….من مع هذه الأميةالسياسية؟ومن مع التغييرالفعلي؟و……….
على الأرض
لم يعد بمستطاع الفريق الحاكم التخويف والترهيب.وبنعلي معزولا عن الواقع.وانصح هنا زوجته تحديدا أن تدرك جيدا انه لا القنزوعي ولا السرياطي ولا غيره مازال بامكانه كما يتردد اليوم تسريبا وصحيحا وباطلا أن العصا سترفع.وان عمليات اختطاف ستحدث.وان بعض العناصر يمكن عزلها من خلال هذه الترهات والتفاهات.وان تنظر بعيدا جدا.وان تستحضر صدام داخل الحفرة.وولد الطايع كيف تحول في لحظة الى مخلوع ولاجئ.والفريق الأمني اللبناني اليوم كيف تحول من باطش وبطاش الى نزيل سجن وكيف أن التحقيق في مهنية وموضوعية سيصل الى أمور هامة جدا ستطال ما هو اكبر…لم يعد بامكان أي نظام عربي الاستفراد بمواطنيه وترهيبهم.وان داخل النظام وفي كل مكان هناك من الوطنية مزروعة فيهم ولديهم وتحركهم في كل حين.واحد الأدلة البسيطة على هذا افتضاح كل فعل مشين مهما كانت درجة السرية التي يتوخاها رجاله.داخل وخارج تونس.وأقول هنا لزوجة الرئيس وللقنزوعي اعلم ما يجري في أوروبا بالتفاصيل وإذاأردتم التاكداذهبواالى أسماء تعرفونهاو.. ستجدون كيف أنني اعرف حتى بمن حاول ويحاول تعطيل أمرا ماأوحث هذا وذاك على أن نكوّن هذه الجمعية وتلك اللجنةو….وكيف اقول لهم بحدوث الأمر الذي يهمني قبل وقوعه.اعلم ما يجري ترويجه من بيت لبيت داخل وخارج تونس وفي الحين.اعلم التمسّح هنا وهناك.ةانتم تحرسونني بالليل والنهار.وهناك من أوصل لي تهديدات معينة.وان أبواب السجن ستفتح.أقولها أمام العالم لست من طلاب الخصامات الوهمية.ولا من الذين يخافون.
اعرف ما لا يعلمه بنعلي عن حكمه.وموجود في تونس.وانصح بنعلي وزوجته.الفريق الحاكم الآخرلا يهمني ولا وجود له عندي بتاتا.بالعقل والتعقل.وبان من جاهربالقليل القليل لحد اليوم ليس غبيا.وكان بامكانه سنة2004تغيير معطيات كبيرة جدا جدا….(من طمع في ارض الأكواخ ارض الغلابة…انصحه بان يخرس ولابد.من كان يزور الرجال وبمكان ماآلة تسجيل ليخرس وللأبدأوالاحرى ليخرسوا…من …من..من وصلت يداه لرجال في الخارج ليخرس وللابد… الزواري يعلم ماكتبناله عندماانطلقت شرارة حرق مقرات التجمع؟لم نكن ابدامجرمين..)
هو ليس بمستعجل.لذلك لم يخرج بسرعة البرق….وهو ثابت في مواقعه ومواقفه ويتقدم بخطوات كبيرة.وأصدقائي اقول لهم عن تفكيرالنظام قبل أن يعتمد ذلك بأشهر.لا تلعبوا بالنار.
وأقول للبوليس السياسي من جديد.كل عمل أوكل إليك غير قانوني جعلك من لحظة تنفيذه عبدا للدكتاتور.نطلب منك عندما تتلقى أمرا ما وأنت تسير لتنفيذه أن تسال السؤال التالي…..
لصالح من أنفذ هذا؟أين أموال تونس؟لماذا سجن فلانا ؟لماذا مات ذاك؟أن حصلت لديك القناعة امضي وتحمل مسئوليتك.
أما أن تذهب وتردد من الخلف انك مأمورا.فكل موظف في الدولة هو مثلك مأمورا.وهنا لا فرق بين بوليس وموظف في أي مكان يدفع لتفليس هذا وذاك..أو للإساءة لأي كان.البوليس له دورا وطنيا حاله حال الطبيب والأستاذ والمعلم و….نريد رجل الأمن أن يستحصر عقله.وان يعلم بأنه عندما يعذب أو يقوم بتصوير التعذيب أو…..هناك داخل الدولة نفسها من يحتقر هذا.الى جانب أن تونس صغيرة جدا.الخبر ينتقل بسرعة البرق.والتوثيق قطع أشواطا كبيرة جدا.
على النخبة
.المثقفون والجامعيون عبر دول العام يشكلون النخبة المتقدمة التي بطيعتها تكون بعيدة عن السلطة ومكبلاتها ومحرماتها وماسيها.في الدول المتقدمة يصنعون الأمل ويبتكرون الضوابط للحاكم.ويؤشرون بكتاباتهم ورؤاهم وتحاليلهم المقيدة فقط بما هو أخلاقيات ومرجعيات لصاحب الفكر والقلم لا غير.
.لدينا نحن في تونس(ولو كانت قلة قليلة) حاشية للأمير مزقت الوطن والقيم.كرست الجهد والوقت لاستنباط القوانين التي تجرم الفعل والحركة والتحرك وخاصة ما يمكن أن يشتم منه بناء الحرية.
.عمليا كيف تصرّفت النخبة في تونس خلال سنة2004 من خلال كتاباتها حول سياسات تونس وبالأرقام؟وحول انتخابات هم يعلمون أنها محض خيال ويكتبون عنها؟وينظرون لها؟كيف تصرّف معهم الحاكم لاحقا؟وقبل هذا هل يمكن أن يكون تغييرا باتجاه الحرية طالما أن النخبة والحاكم يتبادلان الأدوار والمنافع والآليات حماية للفساد والإفساد والترهيب؟بطريقة أخرى لماذا أنتجت تونس هكذا تربة؟وهكذا نوعية من المثقفين المنبهرين بالسلطة ومالها؟ومتاعها وهم يعلمون أن ذلك على حساب الأخ والجار وابن البلد؟لماذا تتلذذ النخبة بقوانين التدمير وبالكذب؟
.هل يمكن هنا أن تفرز عملية سياسية جديدة؟وهل تنجذب إليها الفئات الطالبية؟وهل أصلا يمكن التضحية من اجل هكذا نحبة موغلة في اللؤم؟.
هذه الأسئلة وغيرها استحضرتها هذه الأيام انطلاقا من ثلاثة عوامل.
1-بمجرد أن وجهت رسالة الى رئيس حركة النهضة ضمنتها بعض الأسئلة له ولحركته حتى خرج هذا وذاك …هنا هناك من عاش ويعيش وسيعيش بهذا القلم.وفعليا بالموت والتدمير والبؤس والعذاب والتعذيب للآخرين.
2-المخابرات العربية تصنع الأحزاب ورجال الأحزاب.حولت منذ فترة النفخ في التيارات الشيوعية وفي أسماء بعينها كنت أشرت إليها ولها منذ مدة.وهو ما افسد أكثر من طبخة.
لكن صاحب الطبخات بعد أن رأى أن رهانه على الأحمر لا يمر انقلب عبر نفس الأحمر الى تغليفه وتوشيحه بعناصر قريبة من المجتمع المدني؟ولا تملك قواعد بتاتا رغم أن هناك من هو متحصلا على حزب؟وهذه العناصر الستة أو السبعة تم ربطها بالطلبة وبعنصر تراهن عليه السلطةواستنجبته ولكن نحن أيضاكسّرناالعملية.الجماعة المستنجبة تعرف قرب الرّجل من السلطة ورهانهاعليه ومع ذلك قبلت اللعبة البائسة.
هل هي رغبة منها في التموقع؟أم سحب بساط مني شخصيا؟كما حاول التيار الجديد الذي أعلنوا عنه ومات لانه وليد ميت؟هول للنفخ العددي؟هل هو لتوسيع رقعة الطمع والتطميع وتحويل الساحة السياسية في تونس الى جماعات معزولة فعليا ومن كل النواحي عن التمثيل الجماهيري الحقيقي إلاماهومن وبإرادة السلطة؟
على فكرة التحالف الأول جاء بعدإصداري الكتاب والثاني بعد توجيهي رسالة للغنوشي؟ومنذ توجيه الرسالة والرجال تجري بين هذا وذاك.كل المتصلين بي…احذر الغنوشي؟والكتابات التي رايتها تقر بجديتي وبكتاباتي ولكن تقول بعدم الثقة؟طالما لم يكن الرد عليها من الغنوشي ذاته فاني اعتبر مارأيت وسمعت عملا امنيامخابراتيا في شق وتعبيرات فيها الصحيح وفيها الفطنة والحذر وهي أمور طبيعية.
على هذاالأساس نجحنا ونحن نسير بخطوات السلحفاة.من لا رؤية له.ولا استراتيجية.تراه ينسى ماقال الأمس.وتراه يجري مع كل جديد.وهناستكون الطامةعليهم مع رجل أفكار.
المخابرات لن تصنع هذه المرة حزباولا شخصيات.الأمورفلتت من أيدي الجميع.ويوم الامتحان يكرم المرء أو يهان.
توزيع الأحزاب والتيارات لا يعنينا بتاتا لانه لقيط.نحن لنا مشكلة واحدة وأساسية.التغيير والتداول على الحكم في 2009 انتخابيا وديمقراطيا.وتعيس من يتصورابراز هكذا فقاعات كفيلة بجعل وجهتانا الحقيقية تتغير.والحرية تصبح أمرا ثانويا.وفرق؟ تسد.وخلّيهم اولّيو حمص وزبيب.وهذه الأمور التيارات مختصة فيها.انظروا الى الصحف المختصة في الهر سلة.من أين خرجت ومن أين تعيش وبماذا تقاتل؟
اللعبةصارت تجاوزتنظيف وجوها ولوبسجنها؟وتكبير حجم هذا وذاك.وإيهام هذا وذاك بتيارات خاصة إذا ما جاء اليحياوي أو مصطفى بن جعفر أو……أن يقترب منهم الحاكم أو يسمح لهم بالتنظم أكثر بهدف تسكير الباب أمام حركة الايدي والعقول النظيفة؟
على العكس.نحن نربح يوميا ونسير بخطوات السلحفاة.ومجرد كتابات بسيطة جدا .أخرجت تحالفات؟وفضحت وجوها.وكسرت حواجزا ومحرمات.وهنا حققنا الغرض بسرعة مذهلة.كنت أرى واعتقد أن الرجال أكثر رباطة جاش؟وتحاليل؟هل من الحربوشة الأولى نبتلع؟وماذا تركتم للغد؟عندما تبرز الحركة؟كل الوجوه المتداولة لا تقلق ولم نكن أبدا نراهن عليها.أو نسعى لان نراها داخل حركتنا.
الحركة بمجرد الإعلان عنها.جعلت البوليس السياسي يعيد ترتيب بيته الداخلي؟وهنا كسبنا.
الحزب الحاكم أعاد ما لا يستطيعون المنافسة.هنا كسبنا.التعيينات كلها اتجهت نحو التشليك.كسبنا.المعارضة وضعنا خططها واليات عملها وجريها على طاولات العالم.كما قلت ذات مرة كلنا داخل الحمام.هنا كسبنا.البوليس فلق الحزب الحاكم خلال انتخاباته الأخيرة اعتقادامنهاتنظيفه من رجالنا؟ورجال بعض الاعضاء السابقين في الديوان السياسي.هنا كسبنا.
إذاكان النظام غيرقادرعلى أن يقبل داخل صفوفه الخاضعة للانضباط والتعليمات الكفاءات؟هل سيمسح بنوعيات جيدة في التيارات المتحدث عنها.هنا كسبنا.
3-في الخارج مجرد رسالة حركت السواكن.وجعلت هذا وذاك يركض.ورأينا ونرى تحالفات زئبقية سببها توهم خطرا.وهو ما عبر عنه احد أصحاب التعاليق عبر بعض مواقع الانترنات
…جيت موخّر…ولكن الجري والركض والخوف يقول العكس….أشبه ما اره اليوم في الداخل وفي الخارج…قاطن جديد في حي…كل واحد سمع عنه بكيفيته…النتيجة أن خاف منه واحدا لأنه يعرف عنه أكثر مما يعرف عن نفسه….فزرع الخوف بين الجميع…الكل خاف إلا واحد…
وهذا يعني صحيح انه لوحده وانه جديد على السكن والطباع والعادات واللعب…ولكن قوته في انه واحد موحد.يعرف أن الجميع هناك.وهم جمعا لكن كل واحد يتربص بالآخر.وفي النهاية سيلتون إلى ذلك الواحد طلبا في الحماية والمعذرة والاعتذار.الفارق كبير بين الاثنين.الواحد مدرك لخصوصيات الطرف المقابل ولعيوب واستعد لها كما ينبغي وهو ليس بفركاح.وله استراتيجية تحرك وووصول.والجماعة الأخرى جماعة درء خطر.ولها قلوبا شتى.
هذا التحليل هل له من أسانيد قريبة تؤشر إلى هذا؟
1الاسانيد القريبة جدا
.يوم الاثنين 16جانفي البوليس السياسي يستلف شاحنة تابعة لوزارة الفلاحة لمراقبتي وملاحقتي من مكان لآخر.والغريب هنا ليس استلاف الشاحنة على الرغم من انه محل شبهة.بل قيام رجال البوليس بطلاء الأرقام الثلاثة الأولى من الأمام والخلف؟مع العلم هنا وان وزير الفلاحة الحالي السيدالحبيب الحدادزمن كنت رئيس دائرة مكلف بالعلاقات مع المنظمات والجمعيات هورئيسا لعمادة المهندسين.يعني كان من اشرفي.ويوم مؤتمرالعمادة بأحد نزل العاصمةحضرمالا يزيد عن مائة مهندس من آلاف.واسندالأمرلناوقمنا باللاّزم وكان خلال الجلسة المعادة الحضور اللازم.الى جانب أمورا أخرى نبرزها في وقتها.وتكريما له عين واليا على القصرين؟
وخلال الانتخابات البلدية لماي2005 تحولت الى ولاية القصرين لمعاينة التسجيل وتوزيع بطاقات الناخب.واحتفظ هنا بالامرلحين وقته.وبعد هذا انتقل الى نابل؟أين ارتقى منها الى رتبة وزيرا للفلاحة؟وقد تكون شاحنة الاسيزي من سيحمله الى وزارة الداخلية؟علما وان الخطاب عليها كثّر.مثلما هو الحال على العدل؟
.وهنا الى أين ستوجه عناية بنعلي الى الخوف من هذا وذاك؟الى ترضية هذا السفير وذاك؟
ترضية هذه الجهة وتلك؟العناصر المتورطة هل ستترك المكان؟
.الشاحنة كتبت عنها وعن رجالها عبر تونس نيوز بتاريخ نفس اليوم.وهنا كان الرئيس محمولا على الوفاء لكلامه.الذي كان تفضل به يوم 24جويلية2004اي قبيل الانتخابات الرئاسية لاكتوبر2004؟والذي نقلته ونشرته صحيفة الحرية على غرار كل الصحف ومن يدور في الفلك في الخارج….الحرية أوردت في أولى صفحتها وبالخط الأحمر الكبير…تونس للجميع لكل فيهاالامان والكرامة….نعم.
أمان بنعلي
.يوم 16جانفي 2006…البوليس يلاحقني عبر شاحنة الحبيب الحداد؟وبنعلي يستقبل وزيره يوم19جانفي2006؟طبعا لشكره وتشجيعه على مساندته اللامحدودة للبوليس السياسي وكان ميزانية وزارة الداخلية لم تبلغ هذه السنة 820مليارا؟الشاحنة للتذكير رقمها11-129421 هذا هو أمان بنعلي وزرائه حتى من كان منهم وزيرا للفلاحة.
.مساء ذات اليوم تغيرت الشاحنة بسيارة اوبل استرا80 تونس3827.هذه السيارة جاءت لأول مرة ناقصة رقما واحدا.ومن الغداختفت كل الأرقام مع تغيير في الحركات البهلوانية والملاحقة اللّصيقة.وفي النهاية كانت فضيحة لهذا البوليس بعد أن صار يخفي الوجه أيضا…..هذا البوليس اعطي هكذا تعليمات.

ولهذا حملت بنعلي شخصيا والقنزوعي والسرياطي

المسئولية الكاملة عن سلامتي وحياتي.وهنا كثر الحديث عن عمليات اختطاف مستقبلية لهذا وذاك.هنا المقاصد كثيرة الخائف والدكتاتور ومن تعود القمع عندما يجد أمامه من لا يخافه.يضطرب ويتأزم وتكثر اغلاطه وردات فعله.وجريه هنا وهناك لتحالفات ووساطات خارجية قد يتمكّن معها من تدبير أمره وتركيح جوا معينا على أمل الاستفراد بالمخالف.وهنا مرة أخرى يظهر التكتل والتحالفات.

سببها الخوف من مجهول.والتكتل يكون للضعيف ومن الخائفين.ومن المحاولين إغلاق بابا ما.
على شيء ما يخيف الفاسد ومن شاكله.الفاسد لا يصلح.ولهذا كل تحالف من حوله هو نفث في الرماد.
أما كرامته الموزعة علينا
.شخصي الكريم دون عمل منذ اوت2003لتمردي على الفساد ورجاله ورفضي الخنوع والخضوع.ودون بطاقة تعريف رغم أنني ملف تجديدها منذ25جوان2005؟دعوات من البوليس للترهيب….بل كذب على الأخ والصديق بأنني أتلقى راتبا؟وان النظام أوعز لي بالترشح وهو المرتعد اليوم وليس وحده.وحتى يقف القارئ الكريم لوحده عند هذا يحاول الربط بين كتاباتي واستقبالات بنعلي لوزرائه ومسئوليه وما يعلن عنه من إجراءات.بل خطاب الرئيس نفسه كتابي أمامكم وما كتبت واكتب من خلال تونس نيوز….الصحف أمامكم.بل هناك من يصوغ برامجا من خلال ما اكتب.ولكن العبرة ليست في التحرير.بل في القدرة على الفعل.
.مئات المحامين….شخصيا اعرف أكثر من 983حالة بالتفاصيل المذهلة….كتابي الجديد يخرجها….أساتذة يدرّسون عبرمحوالامية و……كل من فيه رائحة الحرية يموت جوعا حتى يركع.والتفاوض يكون بشروط المركّع.وهنا يتم تصريف هذا حكمة وعبقرية ومثالا كما سنرى لا فقط من الفريق الحاكم بل من جامعيين ورجال قلم وأدب ومسرح وفن و…هذا العمل يأتي الأفارقة لينهلوا منه؟ويقول لنا رجال من ايطاليا رئيسكم يقطر عبقرية؟كما تقول تقارير الصناديق الدولية شيئا من العبقرية؟وتقارير نراها عبر فضائيات ما بما فيها الحرة؟فيخيل لنا أنها غير تونس التي نعرف ونعيش.تقارير ترسلها مراسلات تونسية.وببصمة رجال السلطة.
رضخت لنا الحرة والعربية والجزيرة و الباقي اخضعوا وخضعوا.اقل واحد من رجال الفضائيات نزلت زوجته ضيفة على القصر وصارت ربما لا تؤثر على زوجها فقط بل على ما هو ابعد منه.لعن الله المال والهدايا عندما تنكب الشعوب المنكوبة أصلا.هذه هي الكرامة لدى رئيسنا.
.في نفس الصفحة الأولى والحرية دائما…رئيس الجمهورية هو الضامن للدستور والساهر الأول على احترام القانون ولن يتوانى عن محاسبة من يخالف هذا المبدأ؟الشرطة ترفض تطبيق الدستور بدعوى أن هناك عرفا وعادة.والرئيس يأخذ علما ويكرم المبدعين.ماذا فعل مع منتهكي الفصول الدستورية؟مع وزير الفلاحة؟مع المئات ترقيتهم وترقيتهم وتوسيمهم.سنعود لهذا.
.كتبت يوم 19جانفي2006عن الزواري وما تعرض له خلال مؤتمر الرابطة لسنة2000وما عرفه خلال قضية باب سويقة فاستقبله الرجل من الغد خوفا من أن ينضم إلينا.وهنا ماذا سيعطيه هذه الأيام؟وهل ذلك كفيل بان يستر عليهما أن نطق هذا وذاك؟وكم من واحد سيرضي؟
وجب أن تكون لديه دولتين جديدتين حتى يرضي ويبقي من حوله …..والطامعين الجدد المستعدين للذود عن الفساد وعن وزارة ولو في آخر العمر.نحن كتبنا عن الرويسي.الحبي عمار.النفاتي.بوعزيز.جغام.بن رجب.شعبان…القائمة طويلة جدا.لا يمكنه إرضاؤهم.
الجديد خلال هذه الأيام
.القول بان سنة2005شهدت منجزات ما.وأول نقطة يتم التغني بها.التشغيل.ماذا يقول الوزير؟ .في إطار فضاءات الحوار حول نقاط البرنامج الرئاسي؟قال الوزيران عدد الجامعيين المنتفعين ببرامج 2121خلال2006سيكون50الفا؟للتذكير البرنامج انطلق منذ 6سنوات؟كم هو عدد المتخرجين من الجامعات سنويا؟
أوردالوزيرانه خلال خماسية95-99لم يتجاوزعددالطلبة80الفا..معدل سنوي 16الفا.وخلال خماسية2000-2004بلغ 150الفا؟معدل سنوي30الفا؟والخماسيةالحالية2005-2009-300 ألفا في السنة.
.هنابحسب الوزيرفي 2006 هناك50الفا.وطالماأن الخيريزيدمن سنةلأخرى مثلماهوالمبايعة والزحف فان أرقام السنوات الباقيةلا خوف منها.بل يمكن استيعاب ضعفها.يعني اليوم لا يوجد لديناجامعياواحداعاطلا عن العمل….الحديث حديث والفعل فعل….
من هنا الى 2009سيكون هناك 8000مؤسسة مساهمة في تربصات أصحاب الشهادات.أين تقع هذه المؤسسات؟
.الوزيرشلبي قال بان الصناعات التونسيةالموجهةللتصدير وفرت11الف مليون دينار؟والحال أن 127 شخصا عليهم من القروض المليارات الرهيبة؟طالما هم من الرابحين أين المال؟
.عددالعائلات المعوزة في تونس114541والمعوقين غيرالقادرين على العمل 3456والمعوزين داخل أسرهم 3225.هذا خلال2005.ونفس العملية اليوم.هنا بعملية حسابية بسيطة.يكون عدد المستفيدين إذااعتبرناأن أفرادالعائلةيتركب من 5اشخاص مع المسنين لشخصين فقط يكون 596435.
.عددالتلاميذوالطلبةالمنحدرين من عائلات محدودةالدخل خلال 2005-2006.أربعمائة وخمسون ألفا.وبمبلغ مالي 12.2مليون دينار.هذا يعني 450الف عائلة.وهذا الرقم غير صحيح إذا ما آخذنا ما يعلنه 2626من عدد مناطق ومنتفعين؟يعني هنا تقريبا نسبة الفقر المتقع تتجاوز 27في المائة والمتوسطة 22في المائة.وهذا تظهره الأرقام المفزعة للسرقات والسطو والنشل والمخالفات اليوميةالمرتكبةفي وسائل النقل..مترو وقطار….وإبحارخلسة…وانتصاب فوضوي وأكشاك متناثرة…وصكوك بدون رصيد..وطلاق..المعلن رسميا أكثر من 8الاف حالة.8الاف عائلة.و2626 مس مليون و300الف وهناك المزيد ؟
.يوم 21ديسمبر 2005 رئيس الدولة يجتمع بوزير مجلس التواب ويأذن له بتنظيم ندوة تجمع المثقفين والمبدعين.وهو ما بدأنا به مقالنا.ترى من هم المكرمين في 2006؟ماذا بدهنياتهم؟
لماذا انتخبوا بنعلي؟وهل تكريمهم يعني الجديد؟لهذا قلنا منذ البدء التحالفات الراهنة ومن هنا الى منتصف سنة2007هي محاولات لدرء خوف ما.وهل أناسا كتبوا هذا وتألم منهم التونسي واحتقر كتاباتهم وضحك منها يمكن أن يأنس إليهم؟لمن يشتغلون؟ليس لهم بالتأكيد؟لمن؟ لحركة الأيدي النظيفة بالتأكيد.
2-الأمس البعيد
.طيلة سنة2004 أمطرناهذاالجمع.اخترت نماذج لاغير.الأعدادكبيرة.(الكتابات هناك من تطوّع وهناك من طلب منه ذلك).
الدكتور فريد قطاط…كتب لبنعلي من اجل الاستقرار؟هل يعلم كم هو عدد المصوتين؟ومنذ89؟
.محمد صلاح الدين بن حميدة (أديب) صوت لعشرة ملايين؟وله من العمر الكثير؟ماذا ينتظر؟
.الدكتور جمعة شيخة..انتخبه لانه وفر لتونس أمنا ثابتا؟ومكانة مرموقة في الخارج؟هل استمع الى كلمة رئيس سويسرا؟هل يعلم لماذا تخلف جل زعماء العالم؟
الدكتور نجيب بوطالب..يصوت لبنعلي وهو اليساري؟ويتحدث عن الانتخاب؟ويحاضر يوم 10ديسمبر من كل سنة حول حقوق الإنسان والسجون عجت وتعج بالرجال؟
الدكتور الولهازي..صوت لبنعلي وهو المحامي..وتحدث طويلا وبالأرقام عن نجاح التجربة التونسية وإشعاعها في العالم.نعم في العالم.ومن دكتور في القانون.نعم.وكيف نقل بنعلي التضامن من طور الوطن إلى العالم.والحال أن احد الدبلوماسيين سئل ذات مرة عندما كان في زيارة إلى بلادنا فأجاب بأنه لم يسمع به قط(الموقف)….
.هذا الدكتور تحدث عن 2626 وعن 61الفاا من القروض الصغيرة الى 2003فقط.وتمويلات البنك التونسي للتضامن لوحدهاإلى 2003 بلغت65الفا من المشاريع؟و2626مليون و..و1340 منطقة.وتم منذ التحول وسنويا توفير 60الف فرصة شغل.وهو ما يعطينامليون فرصة؟بالتمام والكمال.من أين جاء عددالعاطلين؟بل يقول الرجل انه من 87الى2001تم احداث800الف فرصة شغل؟الرجل يستشهدبتقريرالتنميةالبشريةلسنة2000ويذكران نسبةالفقرلا تتجاوز2.4بعد أن كانت سنة80سنة.12.9.
هل فهمتم شيئا؟هل رايتم أن الأرقام لامعنى لهاعلى غرارالتصويت في بلدي؟
ابراهيم جدلة…ينتخب بنعلي لانه وضع السلطة في يدالشعب؟ربما في مكان آخر.
الفنان المغربي جمال دبوزهوالآخر جاء ليعلمناالعبقريةوالحكمةالتي يمتازبهارئيسناونحن لؤماء.
على المرزوقي..إعلامي بإذاعة صفاقس تحدث عن الربيع وانتخب الورد….
زهير بن عمارة تلميذ من قبلي نعم تلميذ.هل له 20سنة؟يقول التلميذ في خاتمة ندائه…وبعد انتهاء الحملة…الجميع وأنا معهم نصوت للرئيس مواصلة لهذه المسيرة…الفنان..الرياضي…
المسرحي…الجامعي..الطبيب…المحامي…والرجل وحده في الساحة ودون ناخبين….ذهنية في الحكم…ومطلوب منا الخنوع لها…لن تكون في 2009وانصح الجالس في القصر تغيير الدستور بالسرعة اللازمة والسماح لنا بالترشح.دون هذا سيكون كارثيا على من حور هكذا دستورا ومن ظن الفسادوالتزويروالعصاتقهرالرجال.من صنع الفساد سيموت به وبطريقة شنيعة.
أعداد من كتب كثيرة.وأخذت عينات.ولعل اصرخ الأمثلة..
.الدكتور عبدالسلام دق تباهى كغيره من الكتاب ولكن بما هو تعيس جدا وصارخ ولا يمكن بتاتا السكوت عنه من جامعي؟باختصار شديد…تباهى الجامعي بإدراج وزارة الداخلية مادة حقوق الإنسان والحريات العامة ضمن البرامج الدراسية لكافة مدارس قوات الأمن الداخلي…هل سمعت يا دكتور بالتنصت؟والتعذيب؟وحادثة كذا وكذا وما هو انتن؟هل عرفت مرة الحراسة والهر سلة والمتابعة وقطع الرزق؟هل دعاك البوليس السياسي وفق دعوة لا تمت للقانون بأية صلة؟هل منعت عنك بطاقة تعريفك الوطنية؟هل تعرف ما جرى وما يجري في غرف التعذيب؟هل لك فكرة عن الثراء الفاحش السريع والرهيب؟هل تعلم ما يرد يوميا ومنذ سنوات عبر الحاويات في كل المواني وكيف يخرج ومن يخرجه؟ويواصل الدكتور..وزارة التربية….تغذي الأطفال والطلبة وكل متعلم قيم الحرية والعدالة والمساواة والمحبة والإخاء والتضامن وقبول الآخر والتسامح ومنع التعصب والتطرف…ويختم بترديد فقرة من

خطاب لبنعلي ليوم18جويلية 1997

….يحق أن نعتز بماتحقق لتونس في هذاالحقل النبيل الذي يرقى به الإنسان الى أعلى مراتب الوجود….

وفعلا بنعلي هورجل هذاومعه الفريق الحاكم والنخبةالتي كتبت وهي التي أكرمهاويكرمها ويراهن عليهامن اجل التغيير….وبهايعتقدانه سيحدث تغييرات…
الجواب على نباغةالفريق الحاكم وعلى ذهنيةمدرسةالغدورجاله وعلى حكايةمحاربةالإرهاب وصداقةالأمريكي واليهودي
.يتباهى بنعلي وجماعته بمحاربة التطرف ضمن مناهجه التربوية.وبصداقاته.ونجاح نماذجه الاجتماعية والاقتصادية.وبمدرسة لكل فيهاحظّ؟ترى ماهي مضامينه الموجهة للناشئة؟
ماهورأيه في الأمريكي والأمريكية؟وليس بوش وفريقه الحربي؟ومتى ولدت هذه العبقرية؟
يقول كتاب النصوص في سنة من سنوات التعليم الأساسي حرفيا ما يلي…وأقول هنا للسيد ولش وهو على عتبة زيارتنا من أنت في نظرنا؟وبالمثل الأمريكي؟والأمريكية الإنسان والانسانة قبل المسئول؟مع الإضافةالى أن الرجل ونظامه طالماتغنوبالوساطات والترويج لتلاقح الحضارات..
وهذا موجه الى ناشئة تتمة لما يزرع يوميا ومنذ سنوات تحت أنظار القصر والداخلية ورجال محاربة الإرهاب؟
النص أمريكا تستقبلك…عدده49وياتي مقابله النص 48.عندما يفتح الكتاب يكون هذا على اليمين والآخر على اليسار…النص مأخوذ من جريدة النهار اللبنانية من صناعة أمين الريحاني..لم يتفضلوا علينا بذكر التاريخ…لكن من المضمون حديث العهد الى ابعد الحدود…وهو قصدي..

..عين السائح غير عين المقيم’حتى في أمريكا’فبعد بضعة اشهر من إقامتك في إحدى مدنها أو أريافها تبدأ لتكتشف عيوبها وبشاعتها..فمسيح أمريكا أتعس مسيح في العالم’بل ابعد مسيح عن المسيح في التاريخ والجغرافية.لم يبق مسيح أمريكا سيرة إلهية أو حتى مثالا إنسانيا متالّها’صار علامة من العلامات التجارية التي يسوّق لها على الشاشة الصّغيرة بين ألف كنيسة وكنيسة أو قل ألف متجر وآخر.
وكما ترتكب جميع الخطايا باسم المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية’كذلك ترتكب جميع الآثام باسم الديمقراطية والحرّية.أنت حرّا أخلاقيا حتى الوقوع في اللاأخلاق ’وحرّ جنسيا حتى التقاط مرض الإيدز’وحرا اجتماعيا حتى السقوط في أخطار المخدرات المميتة’ولذلك في المقابل لست كائنا سياسيا حرا إذ لا يمكنك أن تدين الحرب في زمن الحرب.
الأمريكيون الجدد’أبناء جيل لا يعرف معنى العائلة وتضامنها’مفكّكون مبعثرون بين أم ثانية أو أب ثان أو إخوة وأخوات من أم أخرى ومن أب آخر.هذا التفتّت داخل العائلة الاميركية الواحدة يحمل في طياتها بذار التقهقر لأمريكا من حيث تدري أو لا تدري…

هذا نصا مختارا وليس درسا في التاريخ.لنتصور أستاذا قوميا أو إسلاميا متطرفا أو من جماعات شعب الحزب الحاكم.كيف يوصله الى التلاميذ وما يصنع منهم؟
أتمنى وضع هذا النص وليس المقال أمام رجال العالم ومقارنته مع نظرية بن لادن الواردة مؤخرا عبر الجزيرة ورأيه في خصوص أمريكا.هل هناك فرقا؟هذا هو رجل الحكمة والنجاح الاجتماعي وكما رأينا الاقتصادي.الفرنسي هو الآخر لم يسلم رغم الخدمات الجليلة للرئيس الفرنسي لصديقه بن علي وبالمثل رجال اليمين الفرنسي؟واشتراكيين اعرفهم بالاسم والخدمة ودون رغبة جوسبان حتى عندما كان في الحكم؟

هنا اقول للسيد ولش بمناسبة زيارته الى تونس العزيزة.أنت أمريكيا قبل أن تكون مسئولا.هذه عينة صغيرة جدا من عبقرية بنعلي رجل الحكمة وصديق الولايات المتحدة؟واليهود؟ورجل الاعتدال الذي يمسك بالمغرب وربما بجزء من المشرق؟هذه أجيالنا تتحزم إليكم وعندما تكبر يحاربها لأنها صارت إرهابية.واطلب من الأستاذ موروقراءة هذا والقرار بعدها بالاقتراب  من الرجل أو الابتعاد عنه.وليتذكر مورو حكاية الكاسات.وما كتب عنه الجريدي عبر الإعلان زمنها والحدث لاحقاو…الشريط قد يكون هنا وهناك….فعلا انه هناك…كما هو حال أشرطة أخرى…

نطلب نحن من المسيح التعيس الذي تحدث عنه بنعلي في كتابه أن يساند رجاله كل ديمقراطي على غرار ما فعل رجال هذا المسيح في فلسطين.دعما ماليا وإعلاميا.وكتونسي أعلن براءتي من هذا الطرح الشوفيني اللئيم واطلب من منظمة اليونسكو الوقوف عند هذا بكل حزم وبالمثل الأمين العام للأمم المتحدة.والقول لنا من هو المتخصص في صناعة الإرهاب؟ولماذا نحن محاصرون بالليل والنهار؟هل يفتح مع هذا ملف الإرهاب في تونس؟وطالما المال العربي مخصص لهذا وللكتابات حول هكذا مسيح والفساد والترويج للقهر والبطش والتزوير فاني اطلب من هذا المسيح من جديد مساعدتنا ماليا حتى نحارب هذه العقول النتنة والإرهابية.
ومثلما المخابرات العربية تنسق مع بعضها.شخصيا اطلب من ليبرالي مثلي مساعدتي ليكون لي تحركا ونشاطا لا يجعل ناشئتنا تنهار وتتوجه الى العداء لللاخر.وهو من صميم حقوقي.كما اطلب من هذا المسيح التعيس بحسب رئيسنا ورجاله الأجلاء أن يفتح لنا أبواب الإعلام.وان يدرس من جديد هذا وأفكاري التي تحدث عنها بن لادن عوض بوش ضنت رسالتي المفتوحة.وأقول للإخوة في الخارج.دعكم من حكاية بوش.الفساد والجهوية أساس العلة في تونس.من منكم مع الإرهاب ؟ومع هكذا ذهنا؟ومن مع التغيير؟
نحن ماضون الى الأمام.ونصيحتي الجديدة رغم هذا لبن علي الشخص ابتعد عن جماعات الإرهاب.هذا جزء صغير من كثير.ومبدئيا أشرفها.ومن بابه من زجاج لا يرمي الحجارة.كما نصح وزير الخارجية الحالي التفصّي السريع من أعمال الدعاية والبروباقندة في هذه المجالات وغيرها…والمهلة صغيرة جدا.موضوع الإرهاب سننهيه في تونس بالسرعة الكبيرة.والويل لمن يلعب بناشئتنا.والويل أكثر لمن يعتقد أن العصا لا تزال ترهب.ليرفعها.وحتى أن لم يرفعها فنحن سنغير مع الزمن السعي باتجاه الحرية.لا تلاعب بالمقدسات.ولا متاجرة بالحليف وبنا نحن اكبر من التجارة وطلاب حرية أذكياء.ولنا التزام بتحقيق نتيجة.وحققنا لحد الآن ما نريد هل تعلم الفرقة الخاصة بمحاربة الارهاب بهذا؟هل البوليس السياسي يعلم أن الدولة تصنع الارهاب وليس الغير؟بل الغير هو ضحية؟لهذا نصنحناه وننصحه.وقلنا له فجر الحرية بان ولاح.
ملاحظة
.كنت انتظر تعليقات حوا إمكانية حصول بان باسكوا على الجنسية التونسية وهو الفار من عدالة بلاده؟ولكن..
.حول الدعم المالي لداخل بما يموت معه سلاح التجويع في الداخل.ولكن…
.حول تفتيت النظام للحيوية السياسية .ولكن…
.حول المتاجرة بالمقدسات.ولكن…
.حول تبني المعارضة في الخارج لكتابي باعتباره الأول من نوعه.وبه شهادات مهمة.بل….
.حول متاجرة النظام بحلفائه.فصار بوش مجرما ونحن طيبون.من الواجب علينا دفع هجمة بشعة من اليهود والمسيح التعيس كما جاء في عبقرية النظام…ولكن…
.رجال من باريس وعبر أوروبا وكندا و…يجرون الاتصالات لإغلاق الباب حول كل من فيه رائحة الحرية اليوم؟
.نحن من طلاب الحرية اليوم.ونعدكم بان أي تغيير لن يكون وفق فركيشة سياسية.وان 2009 ستكون سنة التداول على الحكم.وهذا الفريق والمتربصين معه.ستكون لهم الفضيحة الشنعاء.
تونس ولاّدة وخسر كل من انجذب لهذا الفريق العاجز.وجذب هذا وذاك هو لحسابات سياساوية من فريق ضيق جدا في الحكم يدرس خيارات عقابية وردعية.وهي كما احد الأصدقاء معلومة وضحكنا منها وأشفقنا ونشفق على رجالها.لم يعلموا بعد أن حفرة صدام لا تزال قريبة جدا وان الفريق الأمني اللبناني الذي بطش لما يزيد عن ثلاثين سنة هو اليوم قابعا ذليلا.في التذكير عبرة واختم بالقول لهم.هذا متاعكم مفروشا.وفرشنا ما يمكن.ونذكّر بأننا قرانا الحسابات الدقيقة.بل سنساند كل رجل نظيف وجدي يمكن أن توجّه إليه يد البطش.كما اهنّى بوخذير بانضمامه لحزب المؤتمر.وأقول للمرزوقي لقد ربحت رجلا ولبوخذير اقول له بالمثل ربحت رجلا والى جانبه رجالا.
حسين المحمدي 24جانفي2005.  

رسالة مفتوحة إلى كلّ من جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والاميرطلال.

الموضوع …نريد المال العربي دعما لكل شخص حر وديمقراطي على غرار ما فعلت أمريكا منذ يومين مع شخصيات فلسطينية مترشحة للانتخابات التشريعية. .تحية الاحترام.

1-منذعلى الأقل 1952ومصر بطريقة وبأخرى والى غاية اليوم فشلت وتفشل في كل ما أوكل إليها من ادواررغم عراقة وكبرمصرعلى كل المستويات.القضيةالفلسطينية-قضية اليمن_دارفور-لبنان-العراق-سوريا…التغيير عربيا…
2-هذه القضايا جلّهاحلّت أمريكيا بالتعاون مع الوطنيين …مع استثناء دارفور وسوريا لحد الآن.
3-القضية الفلسطينية تاجر بها العرب كما شاءوا.واقتنع رجال فلسطين وإسرائيل أن ما حكّ جلدك مثل ظفرك.وان الغير يعيش ويتاجر بدماء أبناء الشعبين.وهناك هدوء وحوارا وجدال…
4-التغييرعربيا قبرويقبر.قبل ذهاب مبارك إلى العلاج في ألمانيا قد قاب قوسين من إعلان تغييرات مهمة وجدية.وصلت إليه مكالمتين هاتفتين من السعودية وليبيا فمات كل شيء.
5-الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أعلن عزمه التنحي بانتهاء دورته الحالية.نفس الشيء وصلته مكالمتين من السعودية وليبيا؟ولم نعد نسمع الجديد عن الموضوع.
6-الملك محمد السادس بعد الخطوات الجريئة في مجال المصالحة والإصلاح وقبل استضافة منتدى المستقبل في ديسمبر2004.اخرجوا له وزيرداخلية ملوثة يديه بدماء المغاربة ليتحدث؟والى اليوم يجري إعلاميا التشويش الباهت عليه.
7-في تونس خلال القمة العربية في مارس 2004 اطرد بنعلي كل وزراء الخارجية العرب؟بما فيهم السعودي بحجة رفضهم الإصلاح والتحديث؟وتحدثت الصحف التونسية عن هذا واخرج النظام نفسه متقدما والغير متأخرا.وعدتم إليه كلكم؟لا بل كانت شهادات فضيعة على انتخاباته المسخرة والمهزلة في اكتوبر2004؟الأمير طلال بذاته جاء في نوفمبرأوديسمبر2004 وشهد بالديمقراطية التونسية؟العربية التي تمولها السعودي تقوم بتبييض وجه النظام وبث تقارير غالطة ومغلوطة.
ولم تفتح يوما واحدا المجال أمام رجال الحرية؟التمس من جلالتكم أن تأذنوا لسفارتكم بتونس أن تمدّكم بما كتبت الصحافة التونسية خلال القمة العربية.
8-شهادات سعودية في النظام التونسي وربما تدخلات له واستعمال لصداقات المملكة وحجمها المالي والبشري لتخفيف عليه.والمحق لنا.والمجد للفساد والإفساد وصناعات الإرهاب والترهيب لنا في تونس.
9-هذاالأمرجلالة الملك أزعجنا في تونس إلى حد كبير.وحتى لا نترك الأمر مجرد كلام واجتهادات ولغوأوردود فعل أو….خدمةمجانيةلبوش كماصاريقال اليوم…التمس من جلالتكم التفضّل بالإذن لمن ترونه مختصا بان يأتي لكم بكتابي في نسخته الأوليةالمنشورة عبر تونس نيوز خلال الفترة من 24نوفمبر ولغاية15ديسمبر2005وتجدونه بتاريخ 27ديسمبر ضمن نشرة تونس نيوز لهذا اليوم في عنوان خاص.وهو بعنوان….مجازر عربية يومية بدم بارد…أنموذج تونس…
10-الكتاب يقول للأمير نايف والأمير طلال والشيخ كامل والأمير الوليد و…..هذا منطوق وسلوك وفعل وكلام الفريق الحاكم في تونس….من أرشيفهم المنشور للعموم صنعنا هذا الكتاب…وما خفي كبير جدا….هذا هو الاعتدال والتسامح والحداثة والتحديث والنموذج…وهذه الانتخابات والحرية ومن صنع فعلا الإرهاب؟ومن هم ضحاياه؟وأين وكيف يعيشون؟ولماذا تنج التربة الإرهاب؟ولماذا من دون خلق الله تموت لدينا بذرة الحرية؟
11-جلالة الملك.الكتاب به كل الأرقام والمعطيات حول السياسات التونسية وذهنية الفريق الحاكم. وما ينتظرنا في تونس إذا تواصل حكم هذه الجماعة.
12-ننتظر من جلا لتكم الفهم والتفهم لنقدنا.وما كنا ننتظره منكم.وهو من حقنا.نحن لسنا سعوديين حتى ندخل في الخصوصيات.ما يهمنا السلوك الخارجي للمملكة وما يصلنا نحن منه.الخير أو الشر.
13-نحن من العاملين على أن يكون هناك من هنا إلى 2009تغييرا مدنيا وسلميا للسلطة في تونس.ورجال العجز والاضطراب والكذب سبحاربهم بالقلم والكتابات.من حقهم الدفاع عن الفساد والإفساد ومن حقناالحلم بالحريةوالتحرر في كل المجالات.تونس ليست مزرعة خاصة.التغيير يصنعه رجلا جديدا ولهذا تساندالأنظمةالعربية بعضها وتمنع أي جديد.هذا نهج ونحن نهجنا غير هذا.
أمس منعوا عنا الحرية باسم حركة النهضة.واليوم باسم بوش.والله معرة ومذلة لكل من يحمل هذا الذهن والتأويل.بوش صار حنينا علينا أكثر من أهلنا؟وغدا الجفاف.وبعدها العادات العربية والإسلامية؟الإسلام كان من أول من حرر البشر واحل الشورى وحارب الفاسدين والمفسدين.
نحن لا نرى العروبة والإسلام إلا في إطار من يفعل التحديث واحترام الآخر والتناغم معه. 14-شخصيا-وهي رغبتي-أريد أن أرى السعودية بحكم علاقاتها الدولية وثقلها النفطي أن تدير ظهرها للدكتاتوريات العربية.وان تساعد فعلا لبنان على التخلص وللأبد من أية وصاية.وان تقف موقفا بطوليا يخلص أولاد دارفور من إجرام لا مثيل له.وان تكون أول من يسعى بالحق في كشف المجرم أو المجرمين الحقيقيين الذين قتلوا الحريري ورفاقه وتويني وقصير وحاوي….هذا إجرام ومافيا… 15-أن تأخذالعربيةوجهاجديدا وان تصبح قناة لا تنقل إلا الخبروالخبرالآخر.لا يعقل أخلاقيا ودينيا أن تكون تابعة للمملكة.وتتصرف بمالا يوحي بتاتاأن من وراءها.هو رجل يحمي المقدسات وله من  العمق العربي والإسلامي الكثير.سواء كنانؤمن أولا نؤمن بهذه الاخلاقيات.المملكة لها سلوكياتها ومرجعياتها.من خلالها تتصرف ومن خلالها يحكم العالم عليها ولها.
جلالة الملك وسموالأمير طلال في انتظار قراءتكما كتابي.وإجابتكم.في أمان الله وحفظه ورعايته وتوفيقه دمتم. والسلام حسين المحمدي تونس الاثنين24جانفي+- 2006 Houcine_mhamdi@yahoo.fr


 

في  الذكرى الستون لتأسيسه:

الاتحاد العام التونسي للشغل منارة للنضال الوطني والكفاح الاجتماعي

عبد المجيد المسلمي
تمر اليوم ستون سنة على تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل. وبهذه المناسبة تتقدم أسرة الموقف إلى قيادة الاتحاد وكافة الإطارات النقابية والشغالين بأحرّ التهاني متمنية المزيد من المكاسب والنجاحات والاشعاع للمنظمة النقابية العتيدة. ففي مثل هذا اليوم من سنة 1946 قرر نواب النقابات المستقلة بالجنوب والشمال المجتمعون بالمدرسة الخلدونية بتونس بزعامة فرحات حشّاد تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة نقابية وطنيّة مستقلّة تمثّل العمال التونسيين.
ومنذ ذلك الحين سوف يشكّل الاتحاد ولا يزال ركنا أساسيا في الحياة السياسية والاجتماعية في بلادنا وحالة نقابية متفردة قلّ مثالها في الأقطار العربية. فلقد ارتبط الكفاح الاجتماعي لدى فرحات حشّاد ورفاقة منذ البداية بالكفاح الوطني ضدّ الاستعمار الفرنسي وأصبح الاتحاد رافدا أساسيا للحركة الوطنية من خلال المعارك التي خاضها، مثل معركة صفاقس سنة 1947 أو معركة النفيضة سنة 1950 وفي بداية الخمسينات أصبح الزعيم فرحات القائد الفعلي للحركة الوطنيّة بجناحيها السياسي والعسكري وبعد أن تم الزجّ بقادة الحركة الوطنية في السجون. ولكن الحماية التي كان يتمتع بها فرحات حشاد من لدن الحركة النقابية العالمية والتي كبحت جماح المستعمر ومنعته من اعتقاله لم تدم طويلا إذ قامت العصابات الاستعمارية باغتيال الشهيد في 5 ديسمبر 1952 باعتباره الزعيم والقائد والملهم للحركة الوطنيّة في محاولة يائسة لمنع شعبنا من نيل استقلاله الوطني. وبعد الاستقلال، لم يقتصر نضال الاتحاد عن الجانب الاجتماعي وإنما الاضطلاع بدوره الوطني في تأسيس الدولة الوطنية والإسهام في معركة الخروج من التخلّف فلقد مثل برنامجه الاقتصادي والاجتماعي الذي تمت صياغته في مؤتمر 1956 برنامج عمل الحكومة سواء في ميدان الصحّة أو التعليم أو التعاضديات كما مثلت إطارات الاتحاد النواة الصلبة للنخبة السياسية في بلادنا في فجر الاستقلال.
ورغم العلاقة الخاصة للاتحاد بجهاز الدولة وبحزبها الحاكم وبعد الاستقلال فإن الزعيم احمد التليلي عارض بقوّة التوجّه للانفراد بالسلطة من طرف الحكم البورقيبي وطالب بإرساء الحريات الديمقراطية في رسالته الشهيرة إلى بورقيبة مما اضطره إلى الهجرة خارج أرض الوطن حيث توفّي. أما الزعيم الحبيب عاشور الذي عارض هو أيضا سيطرة الحزب الدستوري على المنظمة الشغيلة بعد مؤتمر بنزرت فقد تمّ الزج به في السجن بعد حادثة حريق باخرة الحبيب وتمت إزاحته من قيادة الاتحاد سنة 1965.
وخلال السبعينات كان على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تدعمت صفوفه بجيل جديد من الإطارات النقابية والعمالية أن يخوض مجددا معركة الدفاع عن حقوق العمال ضدّ غلاة الليبرالية الذين استكثروا على الشغالين أن ينالوا حصتهم من النمو الاقتصادي الذي تحقق آنذاك ويدافع مجددا عن استقلالية الاتحاد عن أجهزة الدولة والحزب الحاكم. فكان الإضراب العام يوم 26 جانفي 1978 الذي أسفر عن مئات الشهداء ومئات المعتقلين بما فيهم قيادة الاتحاد وامينه العام الحبيب عاشور و ضربت الهياكل الشرعية ووقع الاستيلاء عليها من طرف المنصّبين.
وما إن استرجعت الحركة النقابية أنفاسها في بداية الثمانينات بعد عودة الهياكل الشرعية ورفع الاستثناء عن زعيم الاتحاد الحبيب عاشور سنة 1981 حتى انهالت ماكينة القمع ضدّها من جديد. فكانت الهجمة مجددا وضربت القيادة الشرعية سنة 1985 ووقع تنصيب ما سمّي بالشرفاء في سعي لتلجيم الحركة النقابية من اجل ترتيب الأوضاع لإحداث تغييرات جذرية على الخارطة السياسية في البلاد على خلفية حرب خلافة بورقيبة التي اشتعلت في تلك الفترة.
وخلال التسعينات كانت الأخطار المحدقة بالاتحاد داخلية أكثر منها خارجيّة على رأي المثل القائل بان القلاع الحصينة تؤخذ من الداخل. فكان سوء التصرّف وسوء التسيير النقابي والإداري والمالي الذي عاشته المنظمة والذي مسّ بعمق استقلاليتها وتاريخها وتوجهها المناضل وكاد يعصف بها.
وقد مثل مؤتمر جربة سنة 2002 خطوة هامة على طريق تصحيح المسار النقابي هذا المسار الذي لا يزال طويلا ومليئا بالعراقيل والأشواك.
لقد كان قدر الاتحاد العام التونسي للشغل خلال هذه المسيرة الطويلة أن يواجه الضربات الموجعة الواحدة تلو الأخرى لأن مؤسسوه وزعماؤه اختاروا أن لا يقتصر نضاله على الجوانب المطلبية الصرفة وان يكون منظمة ذات مسؤولية وطنيّة دمجت دائما بين أبعاد ثلاث لا تنفصم: النضال من اجل العدالة الاجتماعية والنضال من الحريات الديمقراطية، و حرية واستقلالية العمل النقابي جزءا منها، والنضال الوطني ضدّ الاستعمار والإمبريالية. وهذه الميزة هي التي تمثل الخصوصية الرئيسية للحركة النقابية ومصدر تفردها وتميزها.
واليوم يشكل النضال من أجل الديمقراطية في بلادنا استحقاقا وطنيّا استراتيجيا. فكما كان الاستقلال الوطني في الخمسينات شرطا للخروج من التخلّف فإن الديمقراطية الآن هي الشرط الأساسي لمغالبة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية التي تعيشها بلادنا الآن. ولا جدال بأن للاتحاد العام التونسي للشغل مسؤولية كبيرة ودور أكبر في ذلك إلى جانب قوى التغيير الديمقراطي في بلادنا. فكما كان للاتحاد دور أساسي في استقلالنا الأول وتحرير الوطن من الاستعمار فإن مسؤوليته لا تقلّ أهمية في تحقيق الديمقراطيّة التي هي استقلالنا الثاني.

عبد المجيد المسلمي  (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 342 بتاريخ 20 جانفي 2006)


 المؤتمر القادم لجمعية المحامين الشبان

من اجل رد الاعتبار لاستقلال المحاماة

محمد الحمروني
ينتظر أن يشهد المؤتمر القادم لجمعية المحامين الشبان أجواء تنافسية حادة بين المجموعة الحالية التي تنتمي في اغلبها للحزب الحاكم و الأطراف السياسة و المستقلين الذين قرروا أن يخوضوا غمار الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة تجمع كل الأطراف السياسية . وإذا كانت  المجموعة الحالية ستعتمد كما يرى بعض المتابعين على  سياسة الاغراءات المادية فان المجموعة المعارضة ستراهن على الحصيلة الهزيلة لمكتب الجمعية الحالي وعلى وحدة صفها وبرنامجها المستقبلي. و لمزيد الاطلاع على مختلف الآراء حول المؤتمر القادم ، حاورت  » الموقف  » بعض المسؤولين السابقين بالجمعية .   وقال الأستاذ خالد الكريشي ،  الكاتب العام السابق للجمعية ،  انه يعتبر أن عمل الهيئة كان دون آمال و طموحات المحامين ، و يعود ذلك حسب رأيه  إلى تركيبتها المتكومة من لون واحد وانتامئهم للحزب الحاكم مما جعل المكتب الحالي للجمعية  يغلب المصالح الحزبية الضيقة على المصلحة العامة للمحامين .
وأضاف الكريشي أن دور الجمعية اصبح  ينحصر في تزكية مرشحي التجمع الانتخابات وهو ما ظهر خاصة في الانتخابات الرئاسية و البرلمانية لسنة 2004  .
و شدد على انه ضد التحزيب و ضد أن تصبح الهيئة تمثيلا لأي طرف ، وقال :  »  رأينا في الفترة النيابية الفارطة ان الهيئة أصبحت ذراعا قطاعية للحزب الحاكم بدل أن تمثل المحامين وتدافع عن مطالبهم « . و أكد   على أن الهيئة أخفقت في المحطات الكبرى التي كان يفترض بها أن تتخذ فيها مواقف حاسمة مثل إيقاف الأستاذ محمد عبو و الاعتداء الذي تعرض له عميد المحامين  .
وعن أسباب تمكن مرشحي الحزب الحاكم من الانفراد بالجمعية قال الكريشي أن ذلك يعود بالأساس إلى الانقسامات التي عرفتها القوائم المستقلة حيث شهدنا في الانتخابات الفارطة 5 قوائم للمستقلين. و شدّد على انه لتفادي ذلك لا بد من القيام بمبادرة للدخول في لانتخابات القادمة بقائمة موحدة ،  تجمع كل الأطراف السياسية من إسلاميين و قوميين ويساريين ومستقلين . و الهدف يجب أن يكون  العودة بالهيئة إلى مسارها الصحيح كرافد للهيئة الوطنية للمحامين ، و أن تعود للقيام بدورها في تأطير المحامين الشبان وليس الاكتفاء بالقيام ببعض الرحلات الترفيهية .
وعن الانتخابات  القادمة قال الكريشي أنها ستكون حماسية وستشهد تنافسا كبيرا بين ممثلي الحزب الحاكم وبقية الأطراف وقال  أن المعركة الانتخابية القادمة ستدور تحت شعار  » من اجل رد الاعتبار للاستقلالية المحاماة  » .
و ذكّر الكريشي  بالشعارات الثلاثة للهيئة وهي استقلالية تضامن ونضال وقال انه  لم يقع الالتزام بها من طرف الهيئة المتخلية ، فهي برأيه لم تكن مستقلة بل كرست تبعية مقيتة للحزب الحكم ،  كما أنها لم تكن متضامنة مع زملائنا في المهنة الذين تعرضوا للاعتداءات صارخة مثلما حدث مع العميد والأستاذ محمد عبو ، إلى جانب أنها لم تشارك في أي من التحركات النضالية سواء على المستوى الوطني أو القطاعي . 
و عن الاستعدادات للمؤتمر قال الكريشي أن عديد الاجتماعات تم عقدها بدار المحامي و أن هذه الاجتماعات حضرتها كل الأطراف السياسية الممثلة في القطاع وانه يجري الإعداد بشكل حثيث لدخول المستقلين والتيارات السياسية في قائمة موحدة وقال :  » لا خيار لنا إذا أردنا رد الاعتبار للمهنة واستعادة الجمعية من توحيد صفوفنا والدخول بقائمة موحدة  »  .   من جانبه اعتبر الاستاذ عبد الرؤوف العيادي ،  الرئيس السابق للجمعية ( 1992 – 1994 )   ، أن الجمعية تم تحويلها في المدة الأخيرة إلى ما يشبه الشعبة المهنية التي ليس لها من عمل  إلا أن تبارك و تهلل و ترسل برقيات الشكر وأنها لم تف بالوعود التي قطعتها على نفسها .
و ذكر العيادي بالتاريخ النضالي المتميز للجمعية منذ تأسيسها في السبعينات على يد محامين اجلاء عرفوا بدفاعهم عن شرف المهنة و خدمتهم لقضايا أبناء القطاع ،  من عبد الرحمان الهيلة إلى غيره . كما ذكر العيادي  بالتاريخ المشرق للجمعية و انخراطها في النضال من اجل الحريات والتطوع للدفاع في قضايا الرأي وضحايا المحاكمات السياسية ، وكيف  كانت تتفاعل مع قضايا التحرر الوطني . و ذكر في هذا الخصوص بوقوفها ضد حصار العراق وليبيا وضد الاعتداء عليهما و تنديدها  بحالات التعذيب  التي وقعت في بداية التسعينات و التي كان ضحيتها عدد كبير من المناضلين من كل التيارات ورموز سياسية كبيرة مثل السادة محمد مواعدة و خميس الشماري و البشير الصيد. كما كانت سبّاقة في الدفاع عن القضايا المهنية و خاصة استقلالية المهنة ورفع الوصاية عنها إلى جانب دفاعها عن استقلالية القضاء .
و لاحظ الأستاذ  العيادي أن الجمعية تحولت تحت رآسة شخص معروف بولائه للسلطة إلى شعبة مهنية و تم تغييبها عن ساحة الفعل السياسي و لم نعد نر لها حضور إلى جانب  الجمعيات الأخرى ،  تشارك باقي مكونات المجتمع المدني مشاغله ، وانحصر دورها فقط في توزيع الوعود بالمنح و المكافآت المادية . وفي المقابل تم تهميش القضايا التي تهم ثوابت المهنة كالاستقلالية و الدفاع عن الحريات ودولة القانون والمؤسسات . بل إنها لم تدافع عن أحد منخرطيها واحد المسؤولين السابقين فيها وهو الأستاذ محمد عبو و لم تصدر بيانا واحد حول ما تعرض له عميد المحامين من اعتداء .
و بالنسبة للمؤتمر القادم قال العيادي أن الصراع سيكون كبيرا بين السلطة ومن لف لفها و تحالف معها و بين القائمة المستقلة التي تطرح المهنة كرسالة مرتبطة بمجموعة من القيم و ليست فقط للارتزاق . و حسب رأيه فان السلطة كعادتها ستعمل ما في وسعها مستعينة بشتى الاغراءات و الضغوط للفوز مرة أخرى بالجمعية . و ختم العيادي بالقول أن البلاد  تشهد معركة كبرى هي معركة الحريات ولن يخرج الصراع الدائر الآن في جمعية المحامين الشبان عن هذه المعركة  فإما أن تنضاف لبنة  أخرى إلى قافلة الحقوق  و الحريات  و إما أن تتعزز ترسانة السلطة بعنصر آخر  في  جوقتها .   (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 342 بتاريخ 20 جانفي 2006)


و متى أسست الرقابة لحضارة ؟

محمد الصالح فليس
بعد أن تمت المصادقة على حذف الإيداع القانوني بالنسبة للجرائد التونسية دون غيرها ، ألهب الطبالون طبولهم قرعا خاويا للتهليل بالإجراء التاريخي ! ولم يتورع واحد منهم على القول الصادق الشفاف :
أولا : أن جمهورا عريضا من المناضلين الصابرين دفعوا أثمانا مريرة للدفاع عن الحريات و في طليعتها حرية التعبير و حرية تداول المنشورات و المطبوعات منذ أواسط ستينات القرن الماضي ، فمنت عليهم سلطة الحكم بواسطة محاكم استثنائية بعشرات السنوات السجنية قضى اغلبهم النصيب الأوفر منهم في ظروف مأسوية . و ظل مناضلوا  الحركة الديمقراطية والتقدمية على عهدهم في التحرك بكل الصيغ النضالية المتاحة و المستحدثة من اجل تحقيق هذه الطلبات التي لا يتحمل طرف في اختفائها و تكبيلها و قتلها سوى سلطة الحكم في بلادنا منذ 1956 .
و اكثر من هذا فان هذه الأخيرة عندما قامت بإلغاء هذه الآلية المستهجنة لم تجرأ  على الاعتراف بأنها كانت على خطأ فادح عندما أقرتها ، وعلى خطأ افدح عندما قمعت ، بأسلوب شرس ، كل حركات النضال و الدفاع عن الحريات التي عملات آليات الإيداع القانوني على و أدها .
ثانيا : أن سيف الإيداع القانوني ما زال حيا يرزق يشيع علينا بشاعته البدائية فيما يخص الكتب المنشورة في تونس . و بذلك فكلما لا ترضى السلطة على كتابة ما ، و على كاتب ما ، و على مواضيع معينة ، وعلى نهج بعينه فان آليات الإيداع القانوني تكفيها مؤونة إخماد الأصوات النشاز و الأفكار الخارجة عن الإجماع .
و في محصلة العام 2005 شارفت الكتب التي شلت حركتها التداولية آليات الإيداع القانوني قرابة العشرين كتابا تنوعت ألوانها من الدراسية ، إلى الكتابة التاريخية ، إلى الشعر و الأقصوصة .
أما الكتب الأجنبية الممنوعة من التداول تونسيا فان عددها  لا يحصيه إلا الراسخون في الرقابة .
و بالتحديد فان كتب التونسيين المقيمين بالخارج توجد بطبيعة الحال على رأس القائمات .
ثالثا : ومازال  سيف الإبداع القانوني حيّا يرزق يشيع علينا بشاعته البدائية فيما يخص الجرائد و المجلات العربية و الأجنبية التي لا يكفي أن تقول ما لم يتعود الحاكمون في بلادنا سماعه – وهل تعودوا سماع غير المديح ؟ –  حتى تحجز الجريدة أو المجلة . و نحن في بلد من قلائل بلدان الدنيا التي حكمت بالإعدام المطلق على عناوين عربية و غربية بحيث أقمنا بينها وبين ربوعنا سورا سميكا وعاليا . ومن نكد الدهر أن تصدرت صحيفة جون افريك في عددها الأخير بهذا الرد الذي حرره البشير بن يحمد ، وهو التونسي ، والوزير الأسبق ، و الحليف السياسي للسلطة ، والمتفهم لتبرمها من أي نقد : في المغرب توزع جون افريك يوم السبت مساء لحظات بعد وصولها إلى مطار الرباط وفي الجزائر توزع جون افريك يوم الأحد ويوم الاثنين اعتبار للامتداد الجغرافي للبلاد . إنما في تونس ، والكلام لبن يحمد ، فان عملية الرقابة تتطلب يومين كاملين على اقل تقدير و قد تتطلب ثلاثة أو أربعة و خمسة أيام حسب الحالات ؟؟؟ ؟
رابعا : القاعدة أن ما لا يقرأ جهارا و  » حلالا  » يقرأ سرا و  » حراما  » . و فعلا فان كل ما يكتب عن تونس و سلطتها تتفنن النخب و المولعون ،  في قراءته و تمكين الناس من الاطلاع عليه .  وبذلك  فقد أدت اختيارات سلطة الحكم في بلادنا إلى تحويلنا كشعب خارج دائرة القانون  لأننا نتداول ما حرمته عنا  » القوانين  » و الطفرات الولائية و الخوفية لرقيبنا.
خامسا : أسئلة عارية أجوبتها كامنة فيها:
هل تنوي السلطة تحويلنا كلنا إلى مهاجرين نرغب في العيش هناك بعيدا عن الوطن ، ونحنّ إلى قراءة كتب الآخرين وجرائدهم و مجلاتهم ن ونهرول للكتابة عندهم و الإبداع لفائدتهم كما اضطر مع الحزن الشديد أن يفعل ذلك عدد كبير من مثقفينا و رجالاتنا ؟
ألا تكفي أعداد الأدمغة التونسية، والمهارات الوطنية الراقية التي ابتزها لنا على حد سواء شرق المعمورة وغربها فخفض لها » جناح الرحمة  »  و شعّ عليها الدفء و النور و الحرية لتنتج و تتألق في ربوعها و تضفي المزيد الكمي و الإضافة النوعية العلمية والفكرية لحضارة الآخرين ، والحال أنها تعلمت و استنشقت المبادئ في تونس الخضراء ؟
أليس كافيا الوقت الذي خسرناه  ، والتخلف الذي كدسناه ، والاستهلاك الأبله الذي فرض علينا و العقد التي أورثتنا إيّاها انغلاق الآفاق الثقافية و الحضارية ، وانعدام الجرأة السياسية لركوب السبل الوعرة و اختيار  » العيش بين الحفر  » ؟
أما زال خافيا على ذي عينين أن الانغلاق الفظيع للشان العام قد بلغ حدا من التردي لم يبق معه مجال إلا للحلول الانفعالية و الردود اليائسة و الأجوبة البدائية المتهورة التي لم تنتج عنها إلا مزيدا من التقهقر و من الآلام و من التخلف ؟
أهذا ما يجدر بشعب تونس ، وبمستقبلها ؟
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 342 بتاريخ 20 جانفي 2006)

 

مشاهد من مدينة الصمت (المشهد الثاني)

  فاضل السالك « عاشق البحر »   ومضيت … إلى الغرفة الأخرى التي أهملتها الشمس … المزهرة وجدت هناك شيخ أعياه الصمت وأوجاع الذكرى … في عينيه ينتصب وجعا لم يمت داخله … وخناجره لا تزال حرى … سألته عن ماضيه … وهل تحن به الذكرى ؟ نظر إلى السماء … وصمت مرة أخرى أعدت صياغة الكلمة بكلمة أخرى فإذا مجنون … يجر أذيال الليالي المظلمة يدفعني … دون أن يلقي مجرد نظرة ويجرني … بكلمات أكبر من ذاكرتي تحمل أوجاع المجرّة … وتواريخ … عرفت بعضها وأخرى لم تسعفني بها الذكرى ناداه الشيخ بكل حنان الشيخوخة … المنكسرة بني … ماذا يجدي ترتيلك لأبجديات العلم ونظريات الأيام الغابرة ألا زلت هناك في المدينة الأخرى فقد هان لدى الجهلة سقراط … وأفلاطون رشد …. وغاليلي … وبعدهم أقوام أخرى هذه المدينة أعادت لتاريخ الجهل عزته هذه المدينة أعادت لتاريخ الليل حدته أي بني … أعرض على الله قصتك فقد تلحقنا سنته … في الظالمين وتشفى بعض الآهات التي أهلكن عاد الأولى بكت عيني … فاخفيت دمعتها وقلت سلاما … إلى روح عهد القهر … إلى القبر في صمت أرسلها … وآه … على الماضي الأليم وتبّا للتاريخ العظيم … لو أخفى لوعتها

 


تُذكّر بابن الهيثم باهتمامها بالضوء والفيزياء …

التونسية زهرة بالأخضر تطمح الى «نوبل» بعد نيلها جائزة اليونيسكو للعالمات المتفوقات

تونس – سميرة الصدفي        مع هذه الزاوية، تفتح «الحياة» ملف الاسهام العربي في مسار العلوم راهناً، عبر تقديم علماء عرب يساهمون فعلياً في ما تصنعه الانسانية في المجال العلمي. يبدو ملفاً شائكاً، اذ لا ينعقد الاجماع على شيء أكثر من القول بتخلف العرب عن ركب تطور العلم عالمياً. فمنذ نحو اربعة قرون على الاقل، انتقل ثقل العلم إلى الغرب، في البداية اوروبا ثم اميركا، مترافقاً مع صعود مشروع العقلانية الغربية بتلاوينه المختلفة. وغيّر العلم أوجه عيش الانسان على الارض بصورة هائلة. ومع الثورة الصناعية، دخلت الانسانية طور التآزر بين الانسان والآلة في رسم مشهد الحياة على الكوكب الازرق. ومنذ الثورة الصناعية، تتالت تلك الانجازات التي صنعتها عقول الحضارة الغربية: الآلة الميكانيكية (البخار ثم الفحم الحجري وتلاهما البترول) والسيارة والقطار والطائرة والصاروخ والغواصة، وتلتها الكهرباء وآلاتها بما فيها المصباح الذي قلب علاقة الانسان بالليل والنهار، ثم العصر الالكتروني مستحضراً معه الراديو والتلفون والتلغراف والفيديو والكومبيوتر والانترنت والخليوي والروبوت وغيرها.   ومع هذا الخط، نهض تطور قوي في مختلف مناحي العلوم، وخصوصاً في مناهج البحث وأدواته. وكمثال، سار الطب بخطى سريعة ليصل إلى عصر الاستنساخ وفك شفرة الجينوم الانساني وثورة الجينات وغيرها. ويلاحظ ان ثمة تواصلاً في هذا النهوض العلمي، اذ تبنى الانجازات اللاحقة على ما سبقها وتتفاعل معها. حدث تراكم عالمي هائل للمعرفة في الغرب. وبُنيّت حضارة تتسارع انجازاتها العلمية بوتيرة متسارعة. ثمة بنية علمية شديدة الضخامة، تتفاعل يومياً مع الفكر البشري عموماً. ولا بد من الاشارة بالطبع الى انه يمكن رؤية الجانب الآخر (هل هو آخر؟ وبأي معنى؟) الشديد القتامة والقسوة لهذه الصورة من التقدم العلمي، بما في ذلك علاقة العلم بالانسان والعقل والعالم، لكنه أمر يفيض عن مقال منفرد. وكذلك لا يتسع المقام ولو لملامسة البحث في اسئلة من نوع: هل يمكن الخروج من التخلف؟ وكيف؟ وما هي علاقة التخلف والتقدم العلمي بالحضارة والعقل الانساني عموماً وغيرها من الاسئلة الجمّة التي ترافق الحديث عن «التخلف» و «التقدم». ومع تراكم المعرفة (وأشياء كثيرة اخرى) غرباً، بات العرب اسرى فجوة التخلف، التي تتسع يومياً بسرعة مذهلة. يمكن بسهولة رسم صورة قاتمة عن العلوم عند العرب راهناً.   وفي ذلك الظلام، ثمة عقول عربية تلتقط خيط العلم بصبر، وتتعامل معه بدأب، لتقدم انجازات فعلية، وتنال اعتراف العالم الذي تسهم في علومه. ومنذ زمن ليس بالقصير، يتدفق شباب عربي إلى الغرب ويتألق علمياً فيه، على مستوى فردي تماماً. ربما تصلح كنماذج اسماء مثل أحمد زويل (حائز جائزة نوبل للكيمياء عام 1999) ومجدي يعقوب ( حاز لقب سِيْر من الملكة اليزابيث تقديراً لانجازاته في مجال جراحة القلب) وحسن الصَبّاح (صاحب مجموعة من براءات الاختراعات في اميركا)، اضافة إلى عشرات أساتذة الجامعات والعاملين في مراكز البحوث في الغرب، وغيرهم. والمفارقة ان البعض «ينام» على ماضي النهوض العلمي للحضارة العربية – الاسلامية، إلى حد أن ذلك النهوض يبدو أحياناً وكأنه عثرة في سبيل التقدم في الزمن الراهن! كمثال على ذلك، تشدد بعض الدعاوى الدينية المتطرفة على معادلة تبسيطية وميكانيكية جامدة: ننهض في الحاضر بتكرار ما حصل في الماضي. وتُغفل هذه النظرة أن المجتمعات وتطورها هو أمر سَيّال ومُتَغَيّر دائماً، كما لاحظ علماء الاجتماع دوماً منذ ابن خلدون (في القرن الثالث عشر)، الذي يعتبره البعض آخر التماعة في اشراقة العلوم العربية ماضياً على العالم. ولربما احتجنا إلى نظرة أكثر عمقاً.   وربما تطلب الأمر علاقة حضارية مُركبة ومُتَشابكة مع الماضي العربي – الاسلامي كي نستفيد منه بطريقة مُجدية وتفتح الزاوية باسهام نسوي من العالم العربي. فيما المرأة تعاني تمييزاً قاسياً يسعى لوضعها قسراً في تخلف مقيت.   وبعبارة موجزة، فان تخلف العالم العربي يُترجم بوضع قهر مزدوج للمرأة العربية. ولذا، فأن تتمكن امرأة عربية من تحقيق انجاز علمي يعترف به الغرب، يعني انها تجاوزت هوتين: تخلف وضع المرأة في الدول العربية، وتخلف العرب عموماً حيال العالم.   بالأخضر «ترى» الضوء في كل مكان   هل هي النسخة العربية النسوية المعاصرة من العالم العربي الكبير ابن الهيثم؟ تردد هذا السؤال في ذهني كثيراً اثناء اللقاء مع الباحثة في علم فيزياء الضوء، زهرة بالأخضر. والحال انها اهتمت بالضوء, وخصوصاً استخدام الضوء في معرفة التركيب الداخلي للمواد بأنواعها، إلى حد انها «تراه» في كل مكان. هل تريد أن تعرف درجة التلوث في الجو؟ ما عليك سوى ان تستخدم التحليل الطيفي الضوئي للهواء فتحصل على الاجابة. هل هذا الشخص مُصاب بالسرطان؟ ربما اذا أجرينا تحليلاً ضوئياً معمقاً لأنفاسه، نستطيع معرفة الجواب!   هل المطلوب ان نعرف لماذا يتجعد الشعر إثر الرطوبة، ولماذا تحصل الافريقيات على شعور مجعدة؟ علينا استعمال التحليل الطيفي للشعر المُجعّد وخلاياه للوصول إلى معرفة سر التجعّد. وتضحك بالأخضر لتضيف بأن تلك المعرفة قد تُمكن من صنع مادة تُبقي الشعر ناعماً، وكذلك تحوّل الشعر الأجعد إلى نسيج من حرير متطاير! وتشرح ايضاً ان علم الضوء متصل بقوة بالعلوم الذرية وقواها. ولذا، فان تحليل الضوء يمكننا من معرفة تركيب الاشياء كافة: من النجوم البعيدة في المجرات، إلى خلايا الجسم البشري، مروراً بالماء والهواء والنبات وغيرها. انه الضوء. انه الضوء. إلى أي حد يمكن القول انها المرأة المسكونة بالضياء؟   وأمضت هذه الباحثة التونسية أكثر من 20 سنة في مختبر الفيزياء في جامعة «المنار» (الذي أسسته بنفسها عقب نيلها دكتوراة في الفيزياء من فرنسا في الثمانينات) قبل أن تتوج «منظمة الامم المتحدة للعلوم والثقافة» (يونيسكو) هذه المسيرة بمنحها جائزة أفضل عالمة في أفريقيا العام 2005. ووضعتها الجائزة على قدم المساواة مع أربع باحثات سطع نجمهن في القارات الأخرى، أتين من الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل واليابان.   وأثنت ممثلة منظمة الـ «يونيسكو» في تونس فاطمة طرهوني على دور الدكتورة بالأخضر في تطوير البحوث الفيزيائية في بلادها. وأشارت إلى أن ألفي باحثة من جميع القارات ترشحن لنيل جائزة «اليونيسكو» العام الماضي. وفازت خمس منهن، بمعدل امرأة لكل قارة.   الضوء يتعرف الى تلوث الأنفاس والسرطان   تتحدث بالأخضر، التي كانت أول أستاذة جامعية للفيزياء في تونس عن المسائل التي ركزت عليها بحوثها. وتوضح أنها تعمقت في البحوث النظرية المتصلة بمعرفة التركيب الدقيق لطبقات الغلاف الجوي للارض والمواد التي تؤلفه، بما في ذلك المواد التي تلوثه وانصب قسم من بحوثها على الجوانب التطبيقية المباشرة، مثل البحوث عن التحليل الطيفي الضوئي لغاز الميثان، الذي يُعتبر المصدر الاساسي للتلوث في الكثير من المدن التونسية. وتناولت أيضاً استعمال التحليل الضوئي لتحديد درجة تلوث الماء وأبخرته، مما يفتح مجالاً أمام التوصل لمعرفة التغيير الذي يصيب بخار الماء في أنفاس مرضى السرطان.   وتؤكد بالأخضر أنها تتطلع في المرحلة المقبلة الى الحصول على جائزة نوبل للفيزياء. «أنا متفائلة ومثلما أحرزت جائزة أفريقيا للفيزياء من اليونيسكو لم لا أقطف جائزة نوبل العالمية للفيزياء»؟   وأوضحت أنها كلما استكملت تجربة علمية وتوصلت إلى كشف سر من الأسرار الطبيعية أو الفزيائية، تشعر بأنها تسير إلى عمق آخر، فكأنها تنتقل من سر إلى سر، فتأخذها التجارب إلى المزيد منها. وتعترف بأن مسيرة البحوث والتجارب سارت على حساب أسرتها وراحتها الشخصية، ما يحرمها من الإقتراب أكثر من بناتها. وتدير بالأخضر راهناً قسم الفيزياء في كلية العلوم التابعة لجامعة «المنار» التونسية، حيث تُدرس مادة الفيزياء النووية والجزئية. وفي المقابل، تشدد على أن اختيارها لتكون ضمن «الخمس باحثات الإستثنائيات في العالم» عام 2005 أتى تتويجاً لعمل جماعي، امتد على مدار سنوات طويلة، أداه فريق مؤلف من خمسة وأربعين باحثاً في مختبر الفيزياء الذرية والجزئية في كلية العلوم التونسية، اضافة إلى ما استعان به ذلك الفريق عينه من خبرات أجنبية. وفي معرض ردها على سؤال عن دور المرأة في البحث العلمي، نبهّت بالأخضر إلى أن الباحثات بدأن يتبوأن مكاناً متميزاً في جامعات تونس ومراكز بحوثها.   وتشير إلى أن نسبة السيدات في مختبر الفيزياء الذي تُديره وصلت إلى ثلاثين في المئة راهناً. وتتحدث بفخر عن اسهام نساء العالم الثالث في مسار العلم عالمياً، إلى درجة أن بعض البلدان الصناعية المتقدمة باتت أكثر ثقة بكفاية علماء الدول النامية عموماً. وتحض الشباب والأجيال الجديدة عموماً على الإستفادة من نتائج الأعمال التي يقوم بها الباحثون في المختبرات التونسية والسعي الى دعمها بالإستفادة من التجهيزات القائمة. وتؤكد أن البحوث في مجال الفيزياء تساعد الإنسان على معرفة البيئة التي تحيط به بجميع تجسيداتها وتفاعلاتها. و في هذا السياق، اقترحت إنشاء مركز تونسي أفريقي يتولى تأطير الباحثين الأفارقة، ويساعد في تبادل الخبرات بينهم في جميع مجالات البحث العلمي.   ولا تفوتها الاشارة، في مقابل ذلك، إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في بداية مسيرتها العلمية، والتي تمثّلت خصوصاً في قلة المختبرات والتجهيزات المتطورة، وندرة المهندسين والباحثين المتخصصين وغيرهما. وترى إن بعض تلك العوائق مازال موجوداً، لكنها تمتنع عن الخوض في التفاصيل.   وأخيراً، تعتبر الباحثة بالأخضر أن الحل للقضاء على العراقيل يتمثل بإنشاء أكاديمية أفريقية متخصصة في شؤون البحث العلمي، وذلك ما تدأب على الدعوة اليه منذ سنوات طويلة.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 24 جانفي 2006)

ألف ألماني ـ جلهم من النساء ـ يعتنقون الاسلام سنويا أليس ذلك عجب عجاب ؟

الاحصائيات صحيحة ودقيقة ذكرها أكثر من مصدر ومنها مثلا المسلم الالماني الكبير مراد هوفمان الذي يمثل ـ مع شئ من التميز ـ حالة الفرنسي قارودي في فرنسا من حيث الاهتمام الفلسفي والماضي الغربي الطويل والمثقل بالمسؤوليات الفكرية والاهتمامات الثقافية والاعباء السياسية في زمن الحرب الباردة وكذلك من حيث رد فعل السلطات الامنية والسياسية على حالة الردة الدينية والفلسفية والثقافية التي إقترفها كل من الرجلين وإن كانت في فرنسا ضد قارودي أثقل بقليل ـ وليس بكثير ـ مما هي في ألمانيا ضد مراد هوفمان والسبب الوحيد الذي يفسر ذلك من وجهة نظري ليست هي حالة الهستيريا العلمانية المغلظة  في فرنسا بإعتبارها حامية الفلسفة العلمانية الاروبية القديمة كما تزعم ولكنها تفجر نقطة التقاطع التي لا يتحملها المجتمع الاروبي والامريكي خاصة والغربي عامة وهي خرق قارودي لثابت مقدس  تحرسه سياسات إستراتيجية وأمنية وسياسية بالحديد والنار وهو ما تناوله في كتابه  » الخرافات المؤسسة للسياسة الاسرائيلة الخارجية  les mythes fondateurs de la politique etrangere israelienne
لما خرق قارودي الخط الاحمر الادنى فشكك في الهولوكوست ـ رغم إستناده على وثائق تارخيةـ
لم يكن لفرنسا حارسة الكهنوت العلماني ورئيسة سدنة الارث اليوناني بزعمها لائقا  بها سوى أن تحاكم الرجل وتطرده من أرضها وتمنع كتابه وتعود بالتالي حقيقة وعملا إلى الماضي القريب الذي كانت تدينه بالامس بإعلان حقوق الانسان وإنتهاء صراع الكنيسة مع العلم بإنتصار هذا على تلك وهو ماضي التيوقراطية المتميز بمحاكم التفتيش التي قتلت أكبر عالمين كونيين أروبيين: قاليلي وكوبرنيكس وضمن تلك العودة إلى حقيقة التراث اليوناني وحقيقة الحضارة الغربية فلسفيا وثقافيا وفكريا منعت فرنسا أم العلمانية الغربية بزعمها كتاب رجل غربي آخر جمعته الاهتمامات الفلسفية والمسؤوليات الثقافية والفكرية والسياسية مع كل من مراد هوفمان وقارودي وهو كتاب  » الاسلام بين الشرق والغرب  » للمرحوم علي عزة بيكوفيتش .   يمكن إذن للتسامح في النظرية الغربية أن يصل مدى معينا يمتد  إلى حد المحاكمة والتغريم والسجن ومنع تداول الكلمة  والكتاب والحوار وهو ما وقع  لبيكوفيتش وهوفمان أما أن يصل إلى حد خرق المقدسات الثابتة من مثل حراسة نظرية شعب الله المختار وضمان التفوق الصهيوني وإلغاء أكبر مصدر تغذية له أي الهولوكست بمثل ما فعل قارودي فذلك لا تحتمله الثقافة الغربية حتى لو حاول أذيالها عندنا ـ عبيد الفكر الغربي المعاصر ـ ترويج مقولة أضحت ساذجة سذاجة أولئك العبيد وهي أن الديمقراطية والعلمانية صنوان لا ينقسمان أو توأمان لا ينفصلان .   ومازال موت السياسي الالماني الشهير مولمان في الحزب الديمقراطي الحر ورئيس جمعية الصداقة الالمانية العربية يكتنفه الغموض في إثر تصريح له قبل سنوات قليلة في شأن الصهيونية ومازالت عمليات الطرد من الجيش جارية لذات السبب وأخيرا طلع علينا في ألمانيا قانون جديد متعلق بالجنسية الالمانية يجب أن يعترف فيه المتقدم لطلب الجنسية بتهافت الزعم القائل بأن اليهود يختفون وراء أحداث سبتمبر الاليمة في حين أنه لم يصدر إلى حد الان وإلى حد علمي تقرير نهائي يحمل مسؤولية تلك الاحداث الاليمة إلى طرف معين بل ظل ذلك يتأرجح بين مختلف التحاليل السياسية ولكن المؤكد أن دعما لوجستيا ما ـ بحسب خبراء أوربيين بارزين ـ مهد لمن تبنى تلك العمليات  .  

محاولة لتفسير أسباب الصحوة الاسلامية ـ صحوة التوبة ـ داخل المجتمع الالماني :

1 ــ الصلف الامريكي وأذياله الاروبية : وذلك حين إهتبل الاعلام الامريكي والاروبي ـ سيما الصهيوني منه الذي يمسك بتسعة أعشار المعادلة الاعلامية ـ أحداث سبتمبر الاليمة ليتخلص بسرعة قياسية في وهمه من الاسلام الذي لم يتردد الامين العام للناتو قبل سنوات قليلة في وصفه بالعدو المقبل بعد سقوط العدو الاحمر أو الدب الروسي في إثر إصلاحات قورباتشوف  » البروسترويكا والقلاسنوست « . إن ذلك  الهجوم الكاسح والحاد ضد الاسلام دينا وعقيدة أيقظ الضمير الغربي ولفت إنتباهه إلى الاطلاع على الاسلام ولم يكن ذلك الاطلاع هذه المرة عبر البوابة الاعلامية الغربية في مجتمع قوامه الرأي والرأي الاخر .
2 ــ تأثير الوجود الاسلامي في أروبا : وهو وجود يمتد إلى عقود أربعة ففي ألمانيا مثلا لا يعني الاسلام والشرق عند الالمان سوى ذلك الوجود التركي ـ أربعة ملايين ـ الذي ملأ الحياة الالمانية إذ لا وجود مطلقا لمدينة ألمانية مهما كانت جديدة أو صغيرة أو نائية دون أن يكون للاتراك فيها مسجد تلحق به بعض المرافق الملحة للحياة اليومية من مثل المتجر وغير ذلك . الوجود الاسلامي في أروبا حقق سيما في العشرية المنصرمة نجاحات كبيرة في مستوى تحسين أداء الاندماج الايجابي المسؤول والحفاظ على الهوية الاسلامية عبر المؤسسات الاروبية الكبيرة فلما تلقى المواطن الاروبي الضجيج القادم من أمريكا ومن أذياله في أروبا بمناسبة أحداث سبتمبر الاليمة كان إلى الشك أقرب منه إلى اليقين في كون الاسلام دينا مسؤولا عن ذلك الخراب أو كون المسلمين العاديين الذين يعرفهم منذ عقود طويلة مسؤولين عن ذلك . وحتى بعد أحداث مدريد ولندن فإن الشعور الاروبي عامة ظل يقظا غير مستجيب للادعاءات الاعلامية المغرضة ضد الوجود الاسلامي .
3 ــ حالة الفراغ الروحي والاحباط الاجتماعي في الاسرة الاروبية : وهذا عامل قديم ومعلوم عند كل الناس ففي مدينة كولونيا الالمانية مثلا يصل معدل الزواج غير المختلط ـ اللواط والسحاق ـ 40 بالمائة من عدد السكان وهي إحصائية رسمية صحيحة ودقيقة وحديثة ولا شك أن كل من يعيش هنا يعلم أن كل إحصائية رسمية تتسم دوما بالصحة والدقة وخاصة في القضايا الاجتماعية أو القضايا التي لا تتدخل فيها السياسة الامنية للاساءة إلى الوجود الاجنبي . ولاداعي للاسهاب في هذا العامل بحكم بداهته سيما عند من يعيش هنا لانه حقيقة ماثلة للعيان يلمسها الجار والرفيق والصديق والزميل وتنوء بحملها كل الاحصائيات والتقارير الموثقة .
4 ــ تعرض المرأة لدفع فاتورة الفساد الاجتماعي : يفسر إقبال المرأة في ألمانيا على الاسلام أكثر من إقبال الرجل بتعرضها لاثقال الواقع الاجتماعي أخلاقيا وجنسيا وماليا أكثر مما يتعرض له الرجل الذي سرعان ما يجد في عشيقة جديدة حياة جديدة وفي فرصة عمل جديدة مالا جديدا إذ عادة ما لا يكون مكبلا بأعباء أبنائه من هذه وتلك والتي بعدها كما أن لياقته البدنية تتيح له الاستمرار في العمل مطولا بأكثر مما يتاح للمرأة التي إذا لم تستغل كما يجب سني شبابها الاولى فإن جمالها ورشاقتها سرعان ما يذويان وتذوي معهما شهرتها وتهافت الرجال عليها فإذا أنجبت ولو مولودا واحدا فإنها تجد نفسها مكبلة ببعض القيود وذلك يولد فيها الشعور بالوحدة والعزلة وبقدر ما تكون مثقفة ينمو فيها الشعور بالحاجة إلى السكينة والطمأنينة المفقودة ويكون ذلك طريقها إلى الاسلام .
5 ــ طريق الزواج بمسلم : يندر جدا أن تتزوج ألمانية بمسلم عنده حد أدنى من الالتزام ولو بعدم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والاستعفاف عن السرقة والخيانة الزوجية ثم لا تسلم ولو بعد عقد أو عقدين من الزواج منه . والحوادث المعروفة في هذا كثيرة لا تحصى لا بل كثيرا ما يكون ا لزوج المسلم غير ملتزم حتى بذلك الحد الادنى تاركا للصلاة بالكلية ولا يمنع ذلك الزوجة الالمانية من الاسلام . فإذا صادف أن زارت تلك الزوجة بلدا إسلاميا لمرات ومكثت فيه لاسابيع تتعرف على الحياة هناك ومختلف العلاقات الاجتماعية بين الارحام والجيران فإن مسألة إسلامها مسألة وقت في الاغلب .
6 ــ عجز الكنيسة وسائر المؤسسات الدينية المسيحية عن تلبية حد أدنى من السكينة الروحية: وهذا هو الاخر عامل كبير جدا وهو معلوم معروف مشاع لا يستحق تحريرا أصلا والمعروف في المجتمع الالماني مثلا أن كل الناس كبارا وصغارا ورجالا ونساء وأغنياء ومتوسطي حال ومثقفين وأميين ـ أمية ثقافية ـ يعبرون دوما عن عدم رضاهم على وضعهم سواء العائلي أو المادي أو النفسي فعبارة التأفف هي السائدة دوما وفي كل حال وعندما تسأل أي واحد منهم عن آخر زيارة له للكنيسة فإنه يلبث مالا يقل عن دقيقة واحدة حتى يذكر ذلك وليس على وجه التحديد ولو سألته عن عدد المرات التي زار فيها كنيسة لرجل أو إمرأة مثلا يناهز عمره الاربعين لما ذكر لك أن ذلك يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة أو اليدين في أحسن الحالات .
ومعلوم أن معدل زيارة الكنيسية بالنسبة للمسيحيين بكل طوائفهم الثلاث المعروفة هو 5 بالمائة من عددهم وأن ذلك المعدل ينطبق على بلدان مثل بولونيا وغيرها أما في ألمانيا وفرنسا وقلب أروبا التقليدية عموما فإن المعدل لا يتجاوز 3 بالمائة في أحسن الحالات .
الحاصل من ذلك أن الالماني ذكرا كان أم أنثى ـ بالرغم من أن الانثى تشعر بالحاجة إلى ذلك أكثر من شعور الذكر به ـ ما إن يمسه طائف من سكينة روحية أو طمأنينة قلبية بمناسبة ما حتى يألف ذلك ويسعى إلى العود إليه ويتسنى له ذلك بقدر علاقته بالمسلمين سواء عبر الزواج أو تفعيل علاقات الصداقة والزمالة والشراكة الاقتصادية وخاصة في المناسبات التي يرى فيها بعينه مدى تكافل المسلمين وتضامنهم وتوحدهم وإنفاقهم في سبيل ذلك وتعاطفهم مع بعضهم بعضا خاصة في أزمات الموت والمرض والحاجة وحق له أن يكون كذلك لان سطوة الحياة المادية في ألمانيا مثلا حيث ترتفع معدلات الدخل القومي الخام كثيرا رغم الازمات الاقتصادية التي جلبها اليورو معه دفعت الناس إلى فقدان الامل والامن واللجوء إلى أساليب الغش والخديعة ولولا أن القانون صارم يضرب بسيف بتار لتهافت الناس على بعضهم بعضا يأكل الغني فيهم من هو أقل منه غنى في وضح النهار .
ومن عوامل نجاح المسلمين في ألمانيا في هذا الباب فتحهم لابواب المساجد أمام الالمان في ما يسمى هنا بيوم الباب المفتوح حيث يجد الالماني غير المسلم مأكلا ومشربا وحفلا صغيرا ويشهد حياة ملؤها الامل والتعاون وربما يهدى إليه شئ ويستمع إلى شئ عن الاسلام وذلك وطد عرى الثقة كثيرا .  

حركة إستشراق جديدة أكثر إنصافا :

إسلام ألف ألماني سنويا معناه أن ثلاثة ألمان يسلمون مع مطلع كل شمس . طبعا لا يمكن للانسان العادي أن يلاحظ ذلك بأم عينيه في حياته اليومية ولكن العقود المقبلة حبلى بواقع جديد مغاير بالتأكيد لحال الوضع الاسلامي اليوم سيما إذا أضفت إلى ذلك معدلات الشيخوخة المطردة التي تهدد بحسب الخبراء التركيبة الديمغرافية للبلاد في غضون عقدين مقبلين فحسب وليس أكثر.
حركة الاسلام الجديدة في ألمانيا هي حركة إستشراق جديدة ولكنها أكثر إنصافا من منطلق كونها حركة إستجابة روحية ترد معاطن الماء الزلال وتطلب دفئا أسريا مفقودا وأمنا دفنته حالة القحط النفسي تحت أنقاضها وذلك يبشر المسلمين بأن كل حركة دراسة وبحث في الاسلام لا تؤول في الغالب سوى إلى إعتناق الاسلام أو تبديل الموقف منه . تسلحت حركة الاستشراق الاولى بالفكر الغربي في دراسة الاسلام فلم تصمد كثيرا رغم أن المناخات السائدة يومها لا تغري سوى بإهانة الاسلام وأهله أما حركة الاستشراق الجديدة فهي تتسلح بإرادة تغيير ما بالنفس من ذلة وهوان وضنك وخوف ويأس فتجد في الاسلام مرفأ دافئا آمنا يجب ما قبله .    وبالخلاصة فإن الصحوة الاسلامية التي أصابها مس العولمة ـ العالمية بالاحرى ـ بعد أن ضيق عليها في البلاد الاسلامية وعمل على تجفيف منابعها بمثل ما يجري في تونس مثلا حتى سحقت صناديق الاقتراع التي غيرت لون برلمانات عربية ظلت عقودا طويلة تسبح كرها بحمد من لولاه لم يتسلل الهواء النقي إلى خياشيم رئانا عقابا لها على القدوم بالاسلاميين … إختارت تلك الصحوة البلاد الغربية سيما أروبا فهدت بإذنه سبحانه ألافا مؤلفة من الناس إلى الالتزام بالاسلام . إختارت تلك الصحوة أخيرا أن تجذب إليها الاروبيين أصلا ومولدا ونشأة ولغة ودينا لا بل إختارت المرأة الغربية التي لم نعرف عنها في بلادنا سوى أنها رمز الدعارة والفساد وبطلا في القصص المخابراتية .   ذلك تحقيق للوعد الالهي  » سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق  » .
ذلك تحقيق للوعد الالهي  » ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ـ أي من المستضعفين الذين يعاملون معاملة العبيد أو السفلة الذين لا يصلحون لغير الحلب والصر كما قال العبسي ـ ما كانوا يحذرون « .   المجتمع الالماني الذي أنجب نساء كبيرات عظيمات من مثل أني ماري شمل وسغريد هونكه ومن قبلهما رجال كبار من مثل الشاعر قوته ومن بعدهما مثقفون سياسيون حكماء من مثل مراد هوفمان … لجدير بصحوة إسلامية تطهر أرضه من أدران المادية الفاحشة .   الهادي بريك / ألمانيا

تشيلي: تحديات الاشتراكية باشليه

توفيق المديني (*)   في ظل مجتمع تشيلي محافظ ، هو الأكثر محافظة في أمريكا اللاتينية ، حيث تعتبر الكنيسة الكاثوليكية قوية جدا، وحيث الاجهاض حتى الطبي لا يزال يعدّ جريمة، وحيث الطلاق لم يشرع الا قبل سنتين، كان من المستحيلات قبل سنوات أن تصعد امرأة إلى قمة السلطة لتخلف  الرئيس الاشتراكي ريكاردو لاغوس في مارس2006.ومع ذلك  فازت مرشحة يسار الوسط ميشيل باشليه (54 سنة) في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الاحد15 يناير الجاري في تشيلي، وباتت المرأة الاولىالتي  تصل الى الرئاسة بالاقتراع العام المباشر في بلادها  ، و القارة الجنوبية.   « أدعوكم لأن تكونوا شركاء في لحظة تاريخية جديدة بانتخاب أول امرأة لتولي الرئاسة. فلنصنع التاريخ ». بهذه الدعوة، دشنت الاشتراكية ميشال باشليه شريط عصر جديد في تشيلي، إذ إن انتصارها يعزز اليسار اللاتيني المناهض للولايات المتحدة. وتفوقت « رئيسة المواطنين » على « برلوسكوني تشيلي »، الملياردير اليميني سباستيان بينييرا- الموالي لأمريكا ، والذي تدعمه الكنيسة الكاثوليكية واليمين المحافظ الذي وفر تغطية واسعة لحكم الديكتاتور الدموي السابق أغوستينو بينوشيه-.بحصولها على 53,49 في المئة من الأصوات، في مقابل 46,5 لبينييرا الذي اعترف بهزيمته وهنأ باشليه، واصفا اياها بانها رمز  » نضال ملايين النساء من اجل انتزاع المكانة التي يستحقنها »   ويتساءل المحللون في الغرب ، هل أن الرئيسة ميشال باشليه انتخبت بوصفها امرأة، أم بوصفها مناضلة اشتراكية؟   في الحقيقة هناك تقارب بين الإثنتين. لاشك أن انتصارها الباهر يعود إلى الأغلبية الاشتراكية الديمقراطية (يسار الوسط) التي تحكم البلاد منذ عودة الديمقراطية إلى تشيلي في عام 1990، و التي أصبحت  تسيطر على مجلس الشيوخ لأول مرة، وحافظت على أغلبيتها في مجلس  النواب، أولا . ولكونها امرأة، و أكثر من ذلك لشخصيتها الجذابة ثانيا. إنها امرأة شجاعة تمتلك قناعات راسخة، وتعطي الثقة للناس. وقد أثبتت قدراتها وصلابتها عبر مسيرة حياتها الحافلة، إذ ولدت ميشال باشليه في 29 سبتمبر 1951 في سنتياغو، وجابت في طفولتها كل ارجاء تشيلي، إذ كانت العائلة تتنقل تبعاً لانتقال مركز عمل الوالد الذي كان طياراً في الجيش.وعام 1970 بدأت دروساً في الطب وانتسبت الى الشبيبة الاشتراكية..وبعد الانقلاب العسكري الدموي في 11 سبتمبر 1973، على الحكومة الاشتراكية الديمقراطية  المنتخبة بقيادة الزعيم سلفادور أليندي، واستيلاء الطغمة العسكرية بقيادة الجنرال بينوشيه على السلطة، الذي حكم البلاد بالحديد و النار،تحدت كل الأخطار بمساعدتها المناضلين الاشتراكيين الذين يعملون في السرية، و عائلات المساجين السياسيين.   إن ميشال باشليه هي ابنة ألبرتو باشليه، وهو ضابط برتبة جنرال في الطيران ، من أصل فرنسي ، و ماسوني ، وكان مقرباً جدا من الزعيم الاشتراكي الراحل سالفادور اليندي، وتوفي بعد ستة أشهر في السجن نتيجة التعذيب ا..وفي العاشر من كانون الثاني 1975 ، اعتقلتها اجهزة الاستخبارات مع والدتها واقتادتهما الى فيلا غريمالدي، احد مراكز التعذيب في تشيلي. ومع الافراج عنهما بعد 20 يوماً، سلكتا طريق المنفى قاصدتين أوستراليا ثم المانيا الشرقية حيث واصلت ميشيل تحصيلها الجامعي. وعام 1979، عادت ميشيل مع طفلها سيباستيان المولود عام 1978 الى تشيلي حيث حصلت عام 1982 على شهادتها في الجراحة، غير انها لم تتمكن من الحصول على وظيفة في القطاع العام « لاسباب سياسية ».وقد افادت  من منحة دراسية  مكنتها من التخصص في طب الاطفال والصحة العامة ، وعام 1984 انجبت ابنتها فرانشيسكا.   وفي موازاة كل ذلك، عملت في منظمة غير حكومية تساعد أطفال ضحايا الديكتاتورية.وبعد الانتقال الديموقراطي في البلاد عام 1990، كثفت عملها طبيبة في قطاع الصحة العامة وعضواً في اللجنة الوطنية لمرض العوز المناعي المكتسب « الايدز » ومستشارة لمنظمة الصحة العالمية.وكانت باشليه ترى أن الحزب الاشتراكي الذي تنشط في صفوفه يهمل القطاع العسكري، فباشرت دروساً في الاستراتيجية العسكرية في سانتياغو وفي الدفاع القاري في واشنطن.وعندما وصل إلى السلطة الرئيس لاغوس في عام 2000، عهد اليها في وزارة الصحة وكلفها إجراء إصلاح واسع النطاق في هذا القطاع، كما كانت عام 2002 المرأة الاولى وزيرة للدفاع في أميركا اللاتينية ودعت في الذكرى الـ30 للانقلاب في تشيلي الى مصالحة بين المدنيين والعسكريين. ومع هذا الموقف تحديداً، اتسعت شعبيتها وحلقت.   إن فوزباشليه الانتخابي ، هو انتصار مثلث: انتصار لائتلاف يسار الوسط المتكون من الديمقراطيين المسيحيين، و الحزب الراديكالي، و الحزبين الاشتراكيين ،وانتصار للإشتراكيين، و انتصار شخصي لها. وهذا الفوز يظهر أيضا قوة اتحاد يسار الوسط الحاكم  في تشيلي منذ نهاية الديكتاتورية عام 1989.   ماذا يمكن أن يظهر لنا وصول هذه الأم العزباء لثلاثة اولاد من والدين مختلفين انفصلت عن كليهما، و العلمانية ، إلى قمة السلطة في بلد كاثوليكي تقليدي تطغى عليه النزعة الذكورية، وتحتل فيه العائلة مركزية القيم، على نقيض جيرانه الأمريكيين اللاتينيين الذين يعيشون حياة عاطفية و سياسية متقلبة جدا ؟   إنه يظهر لنا الصعود القوي للنساء في الحياة السياسية في قارة أمريكا اللاتينية ، كما في أماكن أخرى،و في بلدان ليست بالضرورةمتقدمة.إن تشيلي بلد محافظجدا،بل متزمت في تشدده الديني.وكانت الكنيسة تبنت خطا سياسيا مغايرا في الثمانينيات من القرن الماضي ، عندما جسدت القطيعة مع معظم الديكتانوريات العسكرية التي حكمت أمريكا اللاتينية  ،لكنها ظلت دائما في خط البابا يوحنا بولس الثاني. و مع ذلك تبنى قسم كبير منها إيديولوجية لاهوت التحرير .فتحول بذلك القساوسة إلى شيوعيين ثوريين مدافعين عن الفلاحين الفقراء،و انخرطوا في حروب العصابات ضد الأنظمة العسكرية والديكتاتوريات التي كانت تحظى بدعم واشنطن وتأييدها.و الحال هذه ،فإن انتخاب الرئيسة ميشال باشليه يعبر عن ظاهرة تغيير عميقة في العقليات:إنه يظهرلنا  أيضا أنه بعد خمسة عشر سنة من الإنتقال إلى الديمقراطية ، أن تشيلي تحدثت بصورة عميقة.   إن التطورات التي أسفرت عنها العملية الانتخابية في أمريكا اللاتينية ، مسألة جديرة بالاهتمام،إذ إن اليسار هو الذي يحقق انتصارات في الانتخابات، و هذا بدون شك يعزز المحور المناهض للولايات المتحدة الأمريكية في القارةالجنوبية. وعلى الرغم من أن بلدان  أمريكا اللاتينية اعتنقت نهج الليبرالية الاقتصادية في سياق العولمة الرأسمالية المتوحشة التي تقودها واشنطن، فإن شعوبها زادتها العولمة فقرا على فقر،وفاقمت عندها التفاوتات الاجتماعية الحادة، عوض ان تنتشلها من واقعها المتردي الذي أوقعته فيها الديكتاتوريات العسكرية بعد مرحلة الاستقلال.   وهنا يطرح المحللون ماهو دور هذه الرئيسة  الاشتراكية المعتدلة في الخريطة السياسية للقارة الأمريكية اللاتينية ، التي أصبح يهيمن عليها اليسار أكثر فأكثر؟   إن ميشال باشليه ليست لها نفس الثقافة السياسية للرئيس الفنزويلي اليساري هوغو شافيزالمأخوذ بالزعيم  الكوبي الشيوعي فيديل كاسترو، الذي ما انفك يناهض السياسة الأمريكية، و الذي التحق بالسوق الأمريكية اللاتينية المشتركة « الماركوسور » لإضفاء عليها « مزيدا من الاشتراكية ». كما  أن باشاليه تختلف عن الرئيس البوليفي الهندي الأصل إيفو موراليس ، الذي يريد تأميم قطاع الطاقة ،لاسيما الغاز، حيث تعتبر بوليفيا أكبر منتج له، وتمت خصخصته في عام 1996 ، و الذي سيتجه بحكمه نحو اليسار، إذ يجمعه بشافيز و كاسترو،ولولا في البرازيل ، العداء لأمريكا، و تحقيق مزيدا من العدالة الاجتماعية للطبقات الفقيرة و المحرومة.   إن الرئيسة الجديدة لديها تكوين سياسي قوي و ليست بحاجة إلى اللجوء للخيار الشعبوي . و هذا يعني أنها ستكون متأنية في إقامة علاقات جيدة مع موجة شافيز.فانتخابها بعد موراليس  في بوليفيا، سيقوي التحول الى اليسار في اميركا اللاتينية . بيد أن ميشال باشليه ، الاشتراكية ، هي اقرب ايديولوجيا الى سيلفا منها الى موراليس او تشافيز. وقد اصطدمت افكارها الاشتراكية الليبرالية في بعض الأوقات مع أفكار الصفوة المحافظة في تشيلي، لكن قادة الأعمال يثقون في قدرتها على مواصلة السياسات الاقتصادية الحذرة للاغوس.  ولن تتراجع عن اقتصاد السوق الذي تبنته تشيلي منذ عقود.فهي لاتريد أن ترعب رجال الأعمال الذين اسهموا في حملتها الانتخابية، و هي لا تريد أن تحيد عن خط الرئيس ريكاردو لاغوس، الذي أعطى اهمية كبيرة لليبرالية الاقتصادية. وهي تريد طمأنة المستثمرين الأجانب الذين يلعبون دوراً حاسماً في النمو الاقتصادي الذي جعل من هذا البلد الأكثر تقدما في أمريكا اللاتينية.   إن اليسار التشيلي يعرف جيدا في أي أوضاع مأساوية تعيش المجتمعات الأمريكية اللاتينية ، ويعتقد أنه يجب انتشال البلدان المجاورة نحو الديمقراطية ومساعدتها على إيجاد سياسات فعالة للخروج من أزماتها.فهذا اليسار ليس له كراهية أو خوف من « اليسار الاخر » المناهض للولايات المتحدة الذي تولى الحكم في بلدان لاتينية اخرى، مثل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والبرازيلي لويس لولا دا سيلفا، والاورغواني تابار فاسكويز، والارجنتيني نيستور كريشنر، والبوليفي إيفو موراليس. وينص برنامج باشليه  على مواصلة الانفتاح على الاستثمارات الاجنبية ،و الدفاع عن تعزيز التوافق  الإقليمي حول الماركوسور، باعتبارها الأداة الجوهرية لتطوير السياسات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية من أجل إنهاء معاناة الفقراء والمحرومين والاقليات ، مع البقاء في الوقت عينه في إطار الاقتصاد الليبرالي. وتلعب تشيلي دورا ديناميكيا ومؤثرا على صعيد القارة الجنوبية .   فبعد سقوط الديكتاتوريات العسكرية في عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، وموجة الديمقراطية التي اجتاحت أمريكا اللاتينية في عقد التسعينيات ، ها هو اليسار الاشتراكي المناهض للسياسة الأمريكية يصبح معطا جديدا في القارة الجنوبية.   (*) كاتب تونسي مقيم بدمشق    (المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 24 جانفي 2006)  

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.