31 juillet 2004

البداية

 

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1533 du 31.07.2004

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: السجين السياسي نبيل الواعر يدخل في إضراب عن الطعام جمعية القضاة التونسيين: بـلاغ

قدس برس: أزمة بين القضاة والحكومة بتونس قدس برس: تونس – هجوم عنيف على خصخصة وزارة الثقافة لمهرجان قرطاج الدولي

الوحدة: في مغزى تدريس الأديان الأخرى في المدارس التونسية

الوحدة: عيد الصحافة.. فرصة الامل الاخير

الرئيس الجديد لفرع تونس للمحامين يتحدث ل »الصباح » عن :البرامج المستقبلية للفرع.. مسائل التسعيرة.. الشكايات … مجالس التأديب والتسـاخيـر الصباح» تحاور رؤساء أندية القسم الوطني «أ» – رئيس النجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم حسام الطرابلسي

د. شكري الحمروني: و افتتحت سوق المناورات صالح كركر: المقاومة العراقية و حكام العرب الهادي بريك: الرؤية الفكرية والمنهج الاصولي لحركة النهضة التونسية – المصافحة الثالثة عشر

إسلام أون لاين: المغرب – دخول الجزائريين دون تأشيرات محمد كريشان: سياسة الخلط خميس الخياطي: الإبتسامة وحدها لا تكفي للإصلاح د. أحمد القديدي: شرخ عالمي في جدار العار

 


Solidarité Tunisienne: Le prisonnier politique Nabil Elouaer en grève de la faim
AFP: Protocole de coopération tuniso-britannique dans le domaine de l’énergie
AFP: Italie: pendant l’été, les débarquements clandestins continuent à Lampedusa

ATS: Débarquements de 243 immigrants clandestins à Lampedusa en une nuit

Un groupe de militants: Pourquoi nous voterons pour Sihem Ben Sedrine

Emmanuel Dupuy: Note de lecture sur l’ouvrage de Moncef Marzouki « Le mal arabe : entre dictatures et intégrismes : la démocratie interdite « 

Mizaanoun: La troïka de Tunis – Vivre pour voir

AFP: L’Algérie n’enverra pas de troupes en Irak (ministre des AE)
Le Matin: Les soldats arabes et musulmans n’iront pas en Irak


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
Solidarité Tunisienne
 
  Aubervilliers le 31 juillet 2004  

Le prisonnier politique Nabil ELOUAER en grève de la faim

 

En contestation des différents types de pressions afin qu’il retire sa plainte contre ses agresseurs et les responsables de la prison de borj Erroumi et revendiquer son droit de consulter son avocat, le prisonnier politique Nabil ELOUAER a entamé une grève de la faim depuis le 26 juillet 2004.   Nabil ELOUAER a été l’objet d’un crime ignoble, un viol collectif sous les ordres du directeur de la prison de Borj Erroumi alors qu’il était en isolement. Son avocat, Maître Saida AKERMI confirme le fait qu’elle n’a pas encore eu  le reçu du dépôt de plainte qu’elle avait déposé auparavant et l’autorisation de rendre visite à son client.   Pour la même occasion nous voulons attirer l’attention de l’opinion publique nationale et internationale sur la dégradation de l’état de santé du prisonnier politique Mohammed  CHENNAOUI qui croupisse en prison depuis 1991.A ce jour l’administration pénitentiaire lui refuse l’accès au soin. Il a perdu la faculté auditive de son oreille droite et la tumeur pourrait être un cancer.   Solidarité Tunisienne appelle les défenseurs des droits de l’Homme à être solidaire avec le prisonnier Nabil ELOUAER et sa famille afin que ses bourreaux soient traduits en justice.   –         Demande à accorder l’accès au soin à Mr CHENNAOUI et à tous les prisonniers avant qu’il ne soit trop tard, au risques de subir le même sort que d’autres prisonniers, tel que Mr Habib RADDADI  (mort en prison en 2003).   –         Libérer les prisonniers politiques en promulguant une amnistie générale.   Le secrétaire général Fathi Ennaes

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية تونس الهاتف 71 256 647  الفاكس 71 354 984

 

السجين السياسي نبيل الواعر يدخل في إضراب عن الطعام

 

دخل السجين السياسي نبيل الواعر الموقوف حاليا بسجن بنزرت في إضراب عن الطعام منذ يوم الاثنين 26 جويلية 2004 للمطالبة بحقه في مقابلة محاميه و احتجاجا على تواصل الضغوط المسلطة عليه للتراجع في الشكوى المقدمة في حقه إثر الاعتداء الذي سلط عليه.

 

و قد كان السجين السياسي نبيل الواعر تعرض لاغتصاب فظيع بأمر من مدير سجن برج الرومي بعد أن اعتدى عليه بمساعدة معاونيه و ألقى به في جناح العزلة بصورة مخالفة للقانون ليتم اغتصابه تشفيا هناك من طرف أربعة منحرفين من مساجين الحق العام من بينهم ناظر الغرفة (الكبران) ولم تتمكن محاميته من الحصول لحد الآن على ما يفيد تسجيل الشكوى المقدمة في حقه ولا بما يفيد الإذن بالبحث أو جوابا عن طلبها المقدم قصد تمكينها من مقابلته طبق ما يقتضيه القانون.

 

وقد أعلم نبيل الواعر عائلته خلال آخر زيارة قاموا بها له بتواصل الضغوط الرامية إلى حمله على التراجع في شكواه. وقد وقعت زيارته من عدة أطراف لهذا الغرض آخرهم لجنة لا يستطيع تحديد الجهة التي تمثلها تعرف من بين أفرادها على الملازم الطرابلسي من سجن برج الرومي، وقد روى على مسامعهم تفاصيل الإعتداء الذي  تعرض له.

 

كما ذكر أن الإعتداء المذكور خلف له كسر بأحد أصابعه لا زال يسبب له آلاما كبيرة بسبب عدم تعهده بأي علاج لحد الآن رغم مطالبته إدارة السجن بذلك.

 

وتجدد الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين طلبها المضمن ببيانها الصادر في 28 جوان 2004 بفتح بحث جدي ومستقل حول الاعتداء الذي تعرض له السجين السياسي نبيل الواعر وتحديد المسؤولين عنه وإحالتهم على العدالة. كما تندد بخرق السلطات المسؤولة للحقوق التي يضمنها القانون للمساجين و بتجاوزها لكل الضمانات التي يكفلها لهم للدفاع عن أنفسهم.

 

تونس في 30 جويلية 2004

عن الجمعية

الرئيس: الأستاذ محمد النوري.


جمعية القضاة التونسيين

قصر العدالــة  ـ تــونس

 

تونس في 30/7/2004

 

بـــــــلاغ

 

 

إن المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين المجمع بمقرها بقصر العدالة بتونس صبيحة يوم 30 جويلية 2004 للنظر في تداعيات عدم انعقاد الندوة الصحفية المعينة لنفس اليوم بسبب منع الصحفيين من الالتحاق بمقر الجمعية:

 

أولا : يلاحظ سعي بعض المسؤولين وتعمدهم تغيير الوقائع وتهويلها بقصد التأثير على حق القضاة في التعبير عن مشاغلهم بالطرق المناسبة وتبليغ حقيقة أوضاعهم ومطالبهم المشروعة.

 

ثانيا : يعتبر أن تلك الممارسات تستهدف التغطية على عدم تنفيذ ما أذن به سيادة رئيس الجمهورية بقصد تحسين الأوضاع المعنوية والمادية للقضاة .

 

ثالثا : يستنكر تلك الأساليب الاستفزازية في التعامل مع مطالب جمعية القضاة ويستغرب الطرق المتبعة لمعالجة المسائل المتعلقة بأوضاع السلطة القضائية بهدف افتعال الأزمات ومداومة المشاكل وتسييس الأمور.

 

رابعا: يتوجه لجميع الصحفيين بالشكر على رغبتهم في إنجاح الندوة الصحفية ومساعدة القضاة على تبليغ مشاغلهم وتطوير الضمانات المقررة للمتقاضين.

 

خامسا : يدعو كافة أعضاء الهيئة الإدارية إلى حضور الاجتماع الطارئ والمغلق للمجلس الوطني يوم الأحد 8 اوت 2004 بنادي القضاة بسكرة على الساعة التاسعة والنصف صباحا للنظر في التداعيات المترتبة عن ذلك واتخاذ القرارات الملائمة والحضور متأكد.

        

عن المكتب التنفيذي

رئيس الجمعية

خالد عباس


أزمة بين القضاة والحكومة بتونس

 

تونس- قدس برس- إسلام أون لاين.نت/ 31-7-2004 

 

نشبت أزمة غير مسبوقة بين القضاة والحكومة في تونس إثر قيام قوات الشرطة الجمعة 30-7-2004 بمنع عقد مؤتمر صحفي لجمعية القضاة التونسيين حول القضايا التي تهم القضاة وخلافاتهم مع وزارة العدل.

 

وبحسب وكالة قدس برس للأنباء حضرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة بالزي المدني؛ لمنع انعقاد المؤتمر؛ حيث انتشروا في محيط قصر العدالة في قلب تونس العاصمة، وضربوا ما يشبه الحصار حول مقر القضاة.

 

وبرر بعض المسئولين الحكوميين للصحفيين منعهم من الوصول لمقر المؤتمر بأن الحكومة أبلغت المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين بعدم إمكانية عقد مؤتمر صحفي بقصر العدالة؛ باعتباره مكانا مخصصا للجلسات القضائية ولخدمة المتقاضين.

 

لكن خالد عباس رئيس جمعية القضاة قال لقدس برس: إن الفصل الثالث من القانون الأساسي للجمعية يحدد مقرها داخل قصر العدالة، وإن من حق الجمعية أن تعقد ندوة صحفية في مقرها الاجتماعي.

وسَخر عباس من تبريرات المسئولين التونسيين، مؤكدا أن الهدف الأساسي من المنع هو الحيلولة دون أن يعبر القضاة عن آرائهم بكل حرية في القضايا التي تهمهم.

 

استنكار

وأصدرت « جمعية القضاة التونسيين » بيانا إثر منع الندوة الصحفية، هاجمت فيه بعض المسئولين في الحكومة؛ بسبب « تعمدهم تغيير الوقائع، وتهويلها، بقصد التأثير على حق القضاة في التعبير عن مشاغلهم بالطرق المناسبة، وتبليغ حقيقة أوضاعهم ومطالبهم المشروعة ».

 

وأضاف البيان الذي أرسلت نسخة منه إلى « قدس برس » أن مكتب الجمعية « يستنكر تلك الأساليب الاستفزازية في التعامل مع مطلب جمعية القضاة، ويستغرب الطرق المتبعة لمعالجة المسائل المتعلقة بأوضاع السلطة القضائية؛ بهدف افتعال الأزمات، ومداومة المشاكل، وتسييس الأمور »، حسب تعبير البيان.

 

امتناع

وامتنعت الصحف التونسية الصادرة اليوم السبت 31-7-2004 عن نشر بيان « جمعية القضاة »، في حين بادرت أغلب هذه الصحف إلى نشر توضيح وزارة العدل التي أكدت أنه لا يمكن عقد الندوة الصحفية في فضاء المحكمة رغم تمسك جمعية القضاة بعقد ندوتهم الصحفية في مقر الجمعية.

 

تدهور

ويعتقد مراقبون تونسيون أن سبب التوتر غير المسبوق بين الحكومة وجمعية القضاة التونسيين يعود إلى تدهور حقيقي في الأوضاع المادية والمهنية للقضاة؛ إذ يؤكد أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية أنهم يتعرضون لضغوط شتى من أجل التخلي عن مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة. ويصر القضاة أن عدم تحقيق مطالبهم هو مسّ باستقلالية القضاء.

 

وتوقع المراقبون أن يشهد التوتر بين الطرفين فصولا أخرى بعد أن قرر مكتب الجمعية الدعوة إلى هيئة إدارية للنظر في تداعيات قرار المنع، واتخاذ القرارات الملائمة، حسبما ورد في بيانه.

 

ويتعرض نظام الرئيس التونسي لانتقادات منتظمة من جانب المنظمات غير الحكومية والمعارضة على خلفية انتهاكاته لحقوق الإنسان، وتقييده لأنشطة قوى المعارضة ولحرية الصحافة، كما تؤكد هذه المنظمات.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 31 جويلية 2004) 


رواية « الشروق »:

لماذا لم تنعقد الندوة الصحفية لجمعية القضاة؟ علمت «الشروق» أن الندوة الصحفية التي دعا إليها المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين يوم امس الجمعة 30 جويلية بقصر العدالة بتونس، لم يتسنّ عقدها، لأسباب تنظيمية، ذلك أن المكتب التنفيذي للجمعية لم يعلم الصحافيين المدعويين بأن الهياكل القضائية المختصة كانت أعلمت رئيس الجمعية في الإبّان بأنه لا يمكن عقد الندوة الصحفية بقصر العدالة بتونس باعتباره فضاء مخصصا للجلسات القضائية ولخدمة المتقاضين وأن للجمعية ناد بسكرة تتوفر فيه جميع المرافق يمكن لها عقد ندوتها الصحفية به خاصة وأنها دأبت على عقد جلساتها ومختلف تظاهراتها فيه.

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 31 جويلية 2004)  


نــعــي

 

تــنـعـى اللجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني و مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني بتونس أحد أعضائها المؤسسين و مسؤولها الإعلامي الرفيق المناضل:  

مـحـمـد عـبد الــلاوي

 

الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الخميس 29 جويلية 2004 و ووري جثمانه الطاهر بمقبرة الجلاز يوم الجمعة 30 جويلية 2004. والدعوة موجهة لكل الرفاق والأصدقاء للقاء حول ذكراه يوم الأحد 01 أوت 2004 بداية من الساعة الرابعة مساء في 35 نهج أريانة – حي بن خلدون تونس

 

عن اللجنة

شكري لطيف

 


 

أخبار الوحدة

 

 * سلامة يشير عدد من موظفي الشركة التونسية للسكك الحديدية إلى أن هناك إخلالا بمعايير السلامة في ما يتعلق بمتابعة حركة تنقل القطارات بعد أن تغيرت الأساليب المتبعة في ذلك. هذه الوضعية تدعو إلى أحد أمرين وهما إما وضع حد لهذه الاخلالات إن وجدت أو توضيح ما تقوم به الشركة من إجراءات لحفظ الصحة. * سحب بعد ان كان من المنتظر ان يناقش مجلس النواب مشروع القانون المتعلق باعادة النظر في اجراءات التعويض عن حوادث المرور والطرقات في جلسته ليوم الثلاثاء 27 جويلية الجاري وقع سحب هذا المشروع حتى تتم اعادة النظر في بعض فصوله وهو ما يعني أنه سيعرض خلال الفترة النيابية القادمة. وقد جاء سحب هذا المشروع بعد ان قام الاستاذ العميد عبد الستار بن موسى بعدد من الاتصالات ووجه في هذا المعنى رسالة الى رئيس الجمهورية وتحول الى مجلس النواب والتقى رئيس المجلس السيد فؤاد المبزع علاوة على أنه اشار الى هذا الموضوع خلال لقاء سابق له مع السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان.ويعتبر عدد هام من المحامين ان سحب مشروع القانون المتعلق باجراءات التعويض عن حوادث المرور والطرقات أمرا ايجابيا في حد ذاته لانه يقيم الدليل على ان تفاعلا ايجابيا يحصل حاليا بين السلطة السياسية والهياكل المهنية للمحامين وهو ما من شأنه أن يسمح بتجاوز وضعية التأزم التي عرفتها المحاماة في السنوات الاخيرة. * استعداد تتواصل الاستعدادات داخل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في اطار وضع اللمسات الاخيرة للمؤتمر الوطني السابع لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين الذي سيتخذ من (معا من أجل حياة ديمقراطية ومصالحة وطنية) شعارا له. وفي هذا الاطار تعكف مختلف اللجان على وضع اللمسات الاخيرة لمختلف التقارير التي سيقع تقديمها خلال اشغال المؤتمر الذي سيحتضنه نزل أميلكار ايام 6و7و8 أوت 2004. وعلمت الوحدة ان السيد محمد مواعدة قد كلف اعداد لائحة عامة تلخص وتحوصل أهم التوجهات والافكار التي سيعتمدها الديمقراطيون الاشتراكيون في المرحلة القادمة.

* عيد الصحافة

احتفلت جمعية الصحفيين التونسيين يوم الخميس 29 جويلية الجاري بعيد الصحافة وأقامت بالمناسبة حفل استقبال. وما دمنا مع أخبار جمعية الصحفيين التونسيين نشير الى ان مكتب الجمعية يتابع مآل ما قام به من اتصالات لبعث اتحاد الصحفيين التونسيين.

* ندوة صحفية

يعقد المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين ندوة صحفية يوم الجمعة 30 جويلية الجاري بقصر العدالة بتونس العاصمة. ويبدو ان المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين سيتطرق في هذه الندوة الصحفية الى تعثر الحوار الذي انطلق مع مصالح وزارة العدل وحقوق الانسان وهو الحوار الذي انطلق بعد ان عقدت جمعية القضاة التونسيين مجلسها الوطني. وهناك اختلاف في تقييم اسباب تعثر الحوار بين الطرفين لكن الاكيد ان قطع الجسور لا يمكن ان يحول دون قطع خطوات لتطوير النظام القضائي.

* شكرا سيادة الرئيس

منح السيد الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس الجمهورية لدى اشرافه على الاحتفال بذكرى اعلان الجمهورية، عددا من الشخصيات الوطنية وسام الجمهورية. وقد تفضل سيادته على حزب الوحدة الشعبية بسامي تكريمه فاسند للرفيق محمد بوشيحة، الامين العام للحزب بالصنف الاكبر من وسام الجمهورية وتفضل بمنح الرفيق هشام الحاجي، عضو المكتب السياسي للحزب الصنف الثاني من وسام الجمهورية. ولا شك ان هذه اللفتة الرئاسية والايجابية مليئة بالدلالات والأبعاد الهامة والايجابية خاصة وانه يندرج في اطار الاحتفال بذكرى اعلان الجمهورية الذي يعتبر حدثا مهما في مسار التطور الاجتماعي والسياسي لبلادنا، فمسار التطوير الذي تشهده المؤسسات السياسية يقوم على قيم التعددية ويوجد الارضية المثلى لاثراء الاختلاف. وتزامن هذا التكريم مع ما ينتظر بلادنا من محطات هامة وهو ما يعني ان كل القوى والجهود الصادقة ستضطلع بدور في اثراء المسيرة وتطويرها من خلال بلورة التصورات والمقترحات القابلة للتحقق. كل مناضلي حزب الوحدة الشعبية واسرة تحرير جريدة الوحدة والمحتفى بهما الرفيقان محمد بوشيحة وهشام الحاجي يتقدمون بأرقى عبارات الشكر والتحية للسيد الرئيس زين العابدين بن علي ويجددون التاكيد على عميق التزامهم بالاسهام الفاعل في دعم قيم التعددية والديمقراطية.

* مجلس مركزي

يعقد حزب الوحدة الشعبية اشغال مجلسه المركزي وذلك صباح يوم الاحد 22 اوت القادم ومن المتوقع ان ينظر الاجتماع في آخر استعدادات حزب الوحدة الشعبية للموعد الانتخابي ليوم 24 اكتوبر 2004 وفي ما يتصل بهذه الاستعدادات من تصورات وبرامج. * منع منعت السلطات المصرية عرض الشريط الضجة فهر نايت 11/9 في الاراضي المصرية ويبدو ان هذا المنع يعود اساسا الى ضغوط قوية مارستها السلطات السعودية التي تعتبر ان الشريط يحتوي على عدة مشاهد ويتضمن تصورات فيها اساءة للعائلة المالكة السعودية. ومنع السلطات المصرية عرض شريط مايكل مور يطرح اسئلة عديدة حول مستقبل هذا الشريط في الوطن العربي. ولا شك ان التمسك بحرية التعبير يفرض ان لا يتم الخضوع لهذه الضغوط. * عطلة بعد جهود كبرى بذلتها اسرة التحرير، تتوقف جريدة الوحدة عن الصدور الاسبوع القادم لتعاود الصدور يوم الجمعة 13 اوت 2004. وهذه العطلة ستخصصها اسرة التحرير لضبط اللمسات الاخيرة لمشروع تطوير الجريدة حتى يتطور عدد الصفحات الى اربعة وعشرين صفحة بما يتضمنه هذا المشروع من تنوع في المادة الاخبارية والتحريرية وايضا في التبويب خاصة وان الراي قد استقر على ان يقع اربعة صفحات باللغة الفرنسية فالى يوم 13 اوت 2004.    (المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية، العدد 419 بتاريخ 30 جويلية 2004) 

 

 


 

تناقض

 

مع المعذرة مسبقا إن قلتُ حماقة أو عبرت عن فكرة بليدة… لكن يبدو لي أن هناك تناقضا في قانون الإعتداء على الأخلاق الحميدة!

 

فهو مجعول لزجر المخالفين في الشارع والأماكن العمومية… أو ليس كذلك أم إني أصبت بـ«البهومية»؟

 

عندئذ كيف يمكن أن يعتدي أي أحد… على شيء لم يعد موجودا تماما في شارع هذا البلد؟.

 

محمد قلبي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 31 جويلية 2004)

 

برنامج لنماذج علاجية مرضية

 شرعت المصالح المعنية في قطاع الصحة العمومية في وضع نماذج علاجية مرضية في نطاق التوجه الرامي الى التحكم في مصاريف الادوية. وحسب المعطيات المتوفرة فقد تم في هذا السياق حصر 16 مرضا وتحديد وصفات الادوية المناسبة لها بالاعتماد على دراسة قام بها فريق من الخبراء المختصين.. وهناك نية لتمكين الصندوق القومي للضمان الاجتماعي من ادراج هذه الامراض في اطار النظام الجديد لاسترجاع النفقات الدوائية في مجال التأمين على المرض.

 

توعية صحية على الشاطىء

 نظمت المندوبية الجهوية للاسرة والعمران البشري ببن عروس مؤخرا يوما تحسيسيا لفائدة الشباب في مجال الصحة الانجابية على ضفاف شاطىء حمام الانف بالتعاون مع الجمعية التونسية للوقاية من الامراض المنقولة جنسيا والسيدا والفروع الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة والكشافة التونسية والحماية المدنية. وتندرج هذه التظاهرة في اطار اهتمام الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بصحة الشباب.

 

الطماطم الفصلية

 قدرت البرمجة المحينة لموسم الطماطم الفصلية بـ19 الف هكتار منها 16700 هكتار مجهزة بمعدات الاقتصاد في مياه الري مقابل انجاز 18570 هكتار منها 16200 هكتار بالقطرة قطرة خلال الموسم الماضي وبلغت المساحة المنجزة 18000 منها 16500 هكتار بالقطرة قطرة مقابل انجاز 16950 هكتار و14965 هك على التوالي خلال نفس الفترة من موسمي 2003 و2002 اذ تميز الموسم الحالي بتبكير ملحوظ في الانجازات.

 

26660 آلة حصاد

في احدث احصاء حول عدد آلات الحصاد المتوفرة تبلغ حاليا 2660 آلة وهي حسب رأي المهتمين بشؤون الفلاحة انها كانت كافية لتغطية الحاجيات الجملية لموسم الحصاد.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 31 جويلية 2004)

 


 

**تشويش تسرّب تشويش في مقال لـ»الشروق» نُشر أمس مفاده انه تم حجز ملايين الأطنان من السلع المهربة والصحيح هو حجز سلع بقيمة ملايين الدنانير. لذا وجب التصحيح والاعتذار. **عيد الصحافة احتفل الصحافيون التونسيون بعيد الصحافة خلال حفل لطيف نظمته جمعية الصحافيين التونسيين مساء يوم الخميس 29 جويلية 2004 في نزل الأكروبول بالبحيرة في العاصمة تحت شعار «اتحاد الصحافيين خيار كل الصحافيين». وفي جو بهيج تم توزيع الجوائز السنوية للجمعية لأحسن الانتاجات الصحفية ولأفضل مؤسسة اعلامية ولأبرز صحافي كما وقع تقديم جوائز تقديرية لعدد من المؤسسات المختصة والصحافيين والمبدعين لما يقدمونه من خدمات للارتقاء بالاعلام ودعم الجمعية ورفع مكانة الصحفي. وقد تحصلت الزميلة راضية الزيادي على جائزة أحسن مقال في السياسة الدولية. **استقبال استقبل السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب صباح أمس السيدين ويليام ج. هودسن سفير الولايات المتحدة الأمريكية ورافال كاربينسكي سفير بولونيا بتونس وتناولت المحادثات علاقة تونس بمختلف هذه البلدان والعلاقات الممتازة بينها. **مركز لغة برتغالية تم التوقيع الخميس الماضي على اتفاقية تعاون بين جامعة منوبة ومعهد كاسوس البرتغالي تنص على احداث مركز للغة البرتغالية بجامعة منوبة ليكون الاول من نوعه في العالم العربي وافريقيا ويساهم في تكوين الطلبة باللغة البرتغالية.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 31 جويلية 2004)  


 

تونس: هجوم عنيف على خصخصة وزارة الثقافة لمهرجان قرطاج الدولي

سهرات قرطاج لم تعد تختلف عن سهرات المراقص والعلب الليلية

 

تونس/ خدمة قدس برس

 

لم يشهد مهرجان قرطاج الدولي انتقادات عنيفة في الصحافة التونسية مثل ما شهدته هذه الدورة. ولم يعرف المهرجان منذ تأسيسه تراجعا وتردبا، وفوضى مثل التي عاشها في هذا الصيف. عروض تلغى وأخرى تؤجل، فنانون يعتذرون، وحفلات تبرمج بصفة فجائية، حضور جماهيري ضعيف، وتراجع في المستوى الفني للعروض المبرمجة.

وهاجمت الصحافة التونسية بحدة إدارة المهرجان، ووزير الثقافة، وطالبت بالتراجع عن الخطّ السائد في إدارة المهرجان، والمحافظة على سمعته الدولية، ومستواه الراقي الذي عرف به على مرّ السنين.

الحكاية انطلقت منذ توقيع إدارة مهرجان قرطاج عقدا مع شركة « روتانا »، بمبلغ جملي قدره 700 ألف دولار، تتولى بمقتضاه الشركة اختيار المطربين ونوعية العروض. وقد رأى كثير من الكتاب والنقاد والجمهور أن احتكار « روتانا » لعروض مهرجان قرطاج الدولي تدحرج به إلى أرذل الأذواق. وتسبب في هجران الناس لهذا الفضاء الثقافي والترفيهي، الذي ظل لسنوات شامخا بضيوفه ومستواه العالمي والفني الكبير. وقد زاد الأمر تعقيدا عندما صرّح مدير عام شركة « روتانا » لإحدى المجلات العربية، إن المهرجان سيحمل مستقبلا، اسم « مهرجان قرطاج وروتانا ». وهو ما دفع البعض لتسميته « مهرجان روتانا » في قرطاج.

ورأت الصحافة اليومية التونسية أن المشاكل التي عاشها المهرجان هذه السنة، سببها شركة « روتانا »، واختياراتها التي حادت عن الأهداف الحقيقية لمهرجان قرطاج. وحمّلت الصحافة وزير الثقافة عبد الباقي الهرماسي مسؤولية الفشل الذي منيت به هذه الدورة. واعتبرت العديد من الصحف، أن ثمة حاجة ملحة لمراجعة السياسة الثقافية التي تنتهجها الدولة. وما أثار استغراب المتابعين، أن كل الأسماء والعروض الراقية، والرصينة تم إلغاءها أو تأجيلها. كما حصلت فوضى عارمة في تنظيم الحفلات.

واعتبرت عديد الصحف، أن السهرات التي واكبها عدد قليل من الجمهور، على ركح قرطاج، كانت أقرب وأشبه بأجواء العلب الليلية، التي لا علاقة لها بالفن. وقد نزلت حسب عبارة أحد الكتاب، « إلى مستوى تبادل الآهات بين « مغنية » وجمهور، أقرب في ردود فعله، إلى فريق سكارى، وحشاشين منه إلى جمهور عروض ثقافية محترمة ».

ووصل الأمر أن المطرب السوري جورج وسوف ألغى عروضه، لأن « روتانا » وضعته ضمن قائمة المشاركين دون تفويض منه. وقد بعث برسالة إلى وزير الثقافة، يطالب فيها بتوقيع العقد معه شخصيا، دون تفويض ولا وساطة. عبد المجيد عبد الله ونور مهني ورضا العبد الله وشيرين وجدي اعتذروا لأسباب مختلفة ولكنها ليست بعيدة عن طريقة التنظيم التي اتبعتها الشركة المحتكرة.

جريدة //الصباح// كبرى الصحف الوطنية، هاجمت خيارات وزارة الثقافة بسبب مسئوليتها عن تدني الذوق وتراجع مستوى مهرجان قرطاج، وتشويه سمعته. وقالت الصحيفة لقد أصبح مهرجان قرطاج « عنوان سطحي ومهزلي، صدفته المشؤومة، أنه تتويج لمسيرة أربعين سنة من الوجود ». وأضافت الصحيفة « من يريد أن يمارس الترفيه، يستطيع أن يجعله عاما وجماهيريا عبر عروض الساحات العامة والمهرجانات المختصة في الرقص والاستعراض، أما أن يصبح مهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج، مرتعا لسهرات لا تختلف في شيء عن أجواء وأذواق العلب الليلية باسم الترفيه والحرص على سعادة الجمهور فتلك مصيبة عظمى مظللة بتبريرات سخيفة « .


 

 

 

 في مغزى تدريس الأديان الأخرى في المدارس التونسية

عاطف العلوي

 

رغم طابعه المفاجئ وغير المتوقع، فان قرار وزارة التربية ادراج الاديان السماوية الاخرى غير الاسلام في برامج التعليم يعد سابقة محمودة تبرز من خلالها تونس مجددا شخصيتها المنفتحة والمتسامحة ازاء الاخر المغاير لنا في الملة والمعتقد.  

لقد سبق لمفكر من طراز هشام جعيط ان دعا بصفة مبكرة الى اقحام مادة الاديان المقارنة في مقررات التعليم بالجامعة التونسية ولكن هذا النداء ظل الى حد اليوم تقريبا بدون صدى يذكر. حتى جاء هذا القرار القاضي باثراء الزاد التلمذي بنصيب من المعارف المتعلقة بالتوراة والانجيل حتى لا يبقى تلاميذنا منغلقين في شرنقة عقائدية لا ترى في معتقدات الاخرين سوى الباطل الذي لا يستحق الاهتمام.  

لقد اتضح للجميع بأن الترديد الاعلامي لشعار التسامح في الاسلام لا يكفي لتكوين عقول منفتحة وثقافة متجذرة في الاقتناع بجدوى الاختلاف ودوره البناء في تشكيل هوية حضارية متماسكة وعصرية.  

نعم قد يقلق هذا الاجراء أصحاب العقول المتكلسة والهويات المنغلقة والعقائد الجامدة بحسبانه مدخلا لارباك الوعي الديني الراسخ في وجدان شبابنا، غير ان انعام النظر في المسألة بحياد وترو قد يبطل هذه المخاوف التي لا يغذيها الا الجمود على التقاليد البالية والموروثة عن عصور الانحطاط. فمن الخطل حقا ان يعتقد البعض ان مجرد دراسة الانجيل او التوراة قد تفسد على المرء اسلامه في حين كان المسلمون الاوائل يستوعبون الاديان جميعها ولا ينقص ذلك من ايمانهم قيد أنملة.  

قد يكون من بين صفوفنا من لا يحبذ اصلا تدريس أي من الاديان جميعها حفاظ على حياد الدولة ودعما لما يرونه توجها لائكيا يثمنونه ويعملون على مزيد ترسيخه وتوسيع مجاله وتعميق فلسفته وقيمه، غير ان مجرد الانفتاح على الاديان الاخرى يعد خطوة في الاتجاه الصحيح حتى تستأصل من وجدان شبابنا وأجيالنا الصاعدة ثقافة التكفير والتأثيم وحتى ينهض التعليم في بلادنا بدوره المعلوم في تكوين عقول منفتحة وضمائر خالية تماما من جراثيم الاستعلاء الديني وعقد التفوق على باقي الملل والعقائد التي قد تترجم في ظروف ملائمة الى مشاعر التبرم والكراهية لما هو مغاير لنا ومختلف عنا.  

(المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية، العدد 419 بتاريخ 30 جويلية 2004)  


 

 

عيد الصحافة.. فرصة الامل الاخير

شوقي

 

احتفال الصحفيين يوم امس الخميس بعيدهم لم يكن عاديا ليس لجهة قيمة الجوائز او بهرج الحدث انما لما شهدته الاشهر الماضية من تجاذبات بدء من تجميد عضوية جمعية الصحافيين التونسيين في الفيدرالية الدولية للصحافيين وصولا الى انسلاخ عدد من الصحافيين عن الجمعية وتاسيسهم لنقابة موازية مرورا ببعض المشاكل المهنية. ورغم الهدوء النسبي الذي اصبحت الجمعية تعيشه فلا ينفي ذلك انه توجد جملة من التحديات قبل شهرين من موعد الجلسة العامة الانتخابية في سبتمبر القادم. واولى هذه التحديات واهمها هو مشروع اتحاد الصحافيين الذي اصبح مشغلا بعد سنوات طويلة من الاعلان عنه. فالجمعية بشكلها القانوني الحالي لم تعد قادرة على استيعاب ما يشهده الجسم الاعلامي من نمو وتطور واشكالات وهو ما يجعل الحاجة الى تطوير هذا الهيكل وتوسيع مجال صلاحياته امرا متاكدا. ونعتقد ان ما يتطلع اليه الصحافيون ليس بالامر العسير فهو من جهة يؤكد مدى قدرة مؤسسات المجتمع المدني على النمو والتطور ومواكبة التحولات، ومن جهة اخرى يمنح الصحافيين مجالا للدفاع عن حرياتهم بما يسمح لهم بتجاوز المعيقات والمكبلات التي قد تحول وآدائهم لوظيفتهم. التحدي الثاني قطعا العودة الى الفيدرالية الدولية للصحافيين وهي عودة تتطلب تحركا جديا ولا شك ان مؤتمر سبتمبر القادم سيكون موعدا اساسيا لرفع قرار التجميد وهو ما يتطلب استعدادات جدية.ونعتقد ان مؤتمرا يقطع من احادية الرؤية ومع سياسة الرضى عن النفس ومع الرؤى الضيقة ولا يبشر ما لا يمكن تحقيقه سيمثل المسلك الرئيسي للعودة الى الفيج. واذا كنا لا ننكر ما قامت به جمعية الصحافيين التونسيين من تحركات للدفاع عن مصالح الصحفيين المالية والمهنية والدفاع عن حرية الاعلام فان البحث عن سبل جديدة للعمل اصبح ضروريا لا سيما وان ملف الاعلام الوطني مازال محل جدل وحوار ويحتاج الى خطوات اخرى ضرورية للارتقاء به وتطويره.  

(المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية، العدد 419 بتاريخ 30 جويلية 2004)  

 

 


 

الرئيس الجــديــد لفـرع تـــونـس للمحــامـين يتحـدث ـ « الصبـاح«  عـن :

البــرامــج المستقبليـة للفـرع.. مسائــل التسعيرة.. الشكـايــات … مجـالــس التـــأديــب والتســاخيـر

ماذا عن تعامل المحامين مع المحاكم ؟

 

تونس ـ الصباح: يستأثر فرع تونس للمحامين بمكانة لا تقل اهمية عما هي لدى الهيئة الوطنية للمحامين وذلك بالنظر الى اشراف هذا الفرع على قرابة ثلثي عدد المحامين ونظرا كذلك للصلاحيات والمهام التي يضطلع بها الفرع وهي تمس في مجملها اهم مشاغل اصحاب المهنة لهذا استقطبت انتخابات الفرع المجراة مؤخرا اهتمام عدد كبير من رجال الدفاع وجاء الاستاذ صلاح الدين الشكي بالمفاجأة وبعدد كبير من الاصوات حاز على رئاسة الفرع للدورة النيابية الجديدة (2004 ـ 2007) رافعا التحدي امام عدة مسائل ظلت تشغل بال المحامين المنضوين ـ تحت اشراف هذا الفرع واضحت في اغلبها تمثل عدة اشكاليات على عاتق مسؤولية رئيس الفرع واعضائه المنتخبين لايجاد الحلول المناسبة لها..

لذلك وللتعرف على مختلف خطوط البرنامج المستقبلي لفرع تونس وتطلعات ادارته الجديدة ارتأت «الصباح» ان تلتقي رئيسه الاستاذ صلاح الدين الشكي فكان معه هذا الحوار:

 

الارتقاء بالمحاماة

 

* اية نظرة عامة ترونها اليوم بشأن قطاع المحاماة؟ وماهي الاهداف الكبرى التي تتطلعون اليها في هذا الشأن؟

 

ـ ان عملنا سيمر عبر التشاور والحوار مع هياكلنا وزملائنا والسلط الادارية والقضائية المؤمنين برسالة المحاماة كمؤسسة دستورية ديدنها الدفاع عن حقوق المواطن الفردية وحريته العامة خدمة للعدل الذي هو الدافع الاساسي والصحيح للتنمية الاجتماعية والسياسة والاقتصادية ولذلك يتجه الى المحاماة عامة والمحامي خاصة لمكانتهما الحقيقية ولن يتم ذلك في الظرف الحالي الا بانجاز الاصلاحات المعلن عنها ومزيد تطوير القطاع نحو الافضل والاسمى في ظل التقدم السريع الذي تشهده المحاماة الدولية في العالم لتحقيق عدل اجتماعي واقتصادي وسياسي دولي في زمن هيمنة القطب. ولذلك فان الارتقاء بالمحاماة التونسية وبكفاءتها وهيبتها هي مسؤوليتنا جميعا علينا تحملها بكل جدية بعيدا عن الحسابات الشخصية والظرفية والمصلحية وسنبني علاقة تتميز بالواقعية والاحترام المتبادل بين المحامين فيما بينهم ومختلف المصالح الادارية والعدلية.

 

وعموما فغايتنا من هذا المسعى ايلاء الاعتبار للمحامي ودوره في خدمة مصلحة المتقاضي والدفاع عنه مهما كان مركزه الاجتماعي اعلاء لكلمة الحق.

 

برامج واساليب جديدة

 

* ماهي برامجكم الجديدة ومشاريعكم المستقبلية التي سيتبعها فرع تونس في مرحلته القادمة؟

 

ـ لدينا اساليب عمل جديدة تتمثل خصوصا في بعث لجان عمل على غرار لجنة العلاقات العامة ولجنة التكوين المستمر ولجنة الاحاطة بالمحامي ولجنة اعداد الانشطة وسنحرص على ان يكون العمل في الفرع مؤسساتيا وجماعيا وهدفنا منه خدمة المحاماة ولا شيء اخر غيرها.

 

وفي خصوص مشاريع الفرع المستقبلية فاننا نرنو الى بعث مركز الدراسات والاستشارات القانونية، محوره مواكبة المشاريع القانونية واعداد دراسات واسداء الاستشارات القانونية من طرف المحامين المتمرنين وذلك تحت اشراف محامين لدى التعقيب ولدى الاستئناف بمقابل.. وبهذا يتم تمكين المحامي المتمرن من التكوين وجزء من مداخيل الاستشارات تصرف لفائدته وجزء لفائدة صندوق المحامي المتمرن

 

مشاكل وحلول

 

* وفي خصوص مهام الفرع وصلاحياته التي تحدد دوره في مسائل التسعيرة والشكايات  ومجلس التأديب والتساخير وغيرها من الاشكاليات التي ظلت تشغل بال المحامين.. كيف ترونها؟

 

ـ سيقع العمل على تطوير مؤسسة الصلح في مستويي التسعيرة والشكايات فقد لاحظنا ان معظم الشكايات تعود عادة الى سوء فهم المتقاضي لطبيعة عمل المحامي، كما لاحظنا في خصوص التسعيرة ان المتقاضي عادة ما يتراجع في خلاص اجور المحامي وخصوصا في قضايا اداء المال وان ارتفاع عدد مطالب التسعيرات يعود الى عدم وفاء المتقاضي باتعاب الدفاع بالاضافة الى وقوع المتقاضي تحت تأثر صنف جديد من «الوسطاء» الذين اثروا سلبا على علاقة الثقة بين المتقاضي والمحامي.

 

وسنعمل في هذا السياق على التصدي لهذه الظاهرة مع التصدي لظاهرة الاجور المتدنية ولذلك سنكثف اتصالاتنا الميدانية بالجهات المعنية وارجاع الامور الى نصابها الصحيح. كما لابد من تفعيل الفصل 30 من قانون مهنة المحاماة وذلك بعدم اقتصار المحامي على اعلام رئيس الفرع بالقيام ضد زميله بل لابد من السعي الى الادلاء بما يفيد القيام باجراءات الصلح خاصة في مادة استئناف التسعيرة.

 

وفي نفس الاطار سنعمل على تحسيس السلط القضائية بوجاهة قرارات التسعيرة التي يصدرها رئيس الفرع بناءا على عناصر موضوعية وعلمية تتمثل في طبيعة التقاضي وقيمة التقاضي، وطول التقاضي، والجدول المرسم به المحامي وسمعة الاخير. كما سنعمل على دعم اتجاه فقه قضاء محكمة الاستئناف بسوسة التي تجاوزت مفهوم وكالة التقاضي بالنسبة للمحامي ومنها رفض اعتماد سقوط اجرة المحامي بمضي عام وهو اتجاه يتماشى وروح نص الفصل 26 من قانون مهنة المحاماة الرافض لوكالة التقاضي لغير المحامين.

 

تيسير عمل المحامي

 

* اي تمش ستتوخونه في المسائل الاخرى المتعلقة خصوصا بتعامل المحامي مع عدة هياكل وهيئات اخرى؟

 

ـ سنتبع التمشي الذي يطمح الى تيسير عمل المحامي مع كافة الهيئات والسلط المعنية فبالنسبة الى مجالس التأديب لاحظنا ان عديد الهيئات التأديبية تظن ان المحامي لا ينوب الا لدى المحاكم والحال انه ينوب لدى مجالس التأديب بصريح القانون وخاصة الفصل 2 من قانون المهنة الذي ينص على نيابة المحامي امام مجالس التأديب كمجالس التأديب لبعض المؤسسات الجامعية التي تعتقد ان المحامي يأتي كمناصر في حين انه يجيء من باب حق الدفاع لدى المواطن عامة مهما كان مركزه فالمحامي يكرس ذلك الحق وهذا هو دوره طبقا للقانون.

 

وبالنسبة الى المحاكم فدور المحامي في الترافع تقلص كثيرا وخصوصا في القضاء الجزائي ويعود ذلك الى كثرة الملفات ولكن ذلك السبب لا يبرر حق المتقاضي في الدفاع.

 

وفي مستوى التحقيق لاحظنا ان البعض من حكام التحقيق لا يمكنون المحامي من كافة اوراق الملف وهذا يتعارض مع مجلة الاجراءات الجزائية التي توجب على حاكم التحقيق تمكين المحامي من كافة اوراق الملف بدون استثناء وتوجب عليه الكشف عن الحقيقة وبالتالي فدوره يكون حياديا مطلقا بين النيابة ولسان الدفاع وهذا لا ينفي وجود حكام تحقيق يقومون بواجبهم على الوجه الاكمل.

 

واما فيما يتعلق بكتبة المحاكم فقد اصبح البعض يحدد لوحده توقيت تصوير الملف والاطلاع عليه!

 

كما لاحظنا ان عدة شكايات وردت على فرع تونس مفادها ان عديد المحامين يترددون على مصلحة الاحكام يوميا تقريبا ـ للحصول على النسخة التنفيذية (خاصة مادة حوادث الطرقات) الا انهم يفاجؤون بان منوبهم تحصل عليها (النسخة التنفيذية) من قبل بعض الكتبة! وحين يستنكر المحامي ذلك التصرف يجابه بان من حق المتقاضي الحصول على تلك النسخة في حين ان ذلك التلعيل غير وجيه باعتبار قيام عقد الوكالة بين الطرفين ولم يدل المتقاضي بما يفيد انضمام تلك الرابطة وبالتالي يبقى المحامي هو الجهة الوحيدة الواجب التعامل معها، سيما وان النسخة التنفيذية هي الضمان الاساسي لاستخلاص اجرته وهذا ما يدعونا الى العمل على اعتبار اجرة المحامي من الديون الممتازة عند تنفيذ ذلك الحكم ويدعونا كذلك الى العمل على ترسيخ عامل الثقة بين المحامي ومنوبه

 

توزيع التساخير

 

* مسألة التساخير بقيت تشغل بال العديد من المحامين، فماذا اعددتم بشأنها؟

 

ـ شرعنا في اعداد منظومة اعلامية لنكفل توزيع عادل (بالتداول والترتيب) للتساخير بين المحامين المتمرنين واعطاء الفرصة لجميعهم على مزيد التمرس على الدفاع والترافع وهو الجانب العلمي والتكويني الهام. وسنربط الصلة مع السلط القضائية لتذكيرها دائما ان رئيس الفرع هو المختص قانونا لتسخير المحامين، وذلك للقطع مع التسخير الحيني بالجلسة.

 

* اية برامج اخرى ستجسمونها في خصوص مؤسسة التمرين؟

 

ـ فيما يتعلق بالمحامين المتمرنين سنعمل على تحسيس رؤساء بعض المحاكم لحفز بعض رؤساء الدوائر على حسن معاملة المحامين المتمرنين خلال الجلسات

 

كما سنسعى الى تأسيس علاقة احترام بين الطرفين اذ لكل منهما حقوق وواجبات.. وذلك بالاضافة الى ما سيتمتعون به من تنشيط للندوات العلمية والتكوينية.

 

علاقة الفرع بالعمادة

 

* اية علاقة تراها بين الفرع والعمادة؟

 

ـ علاقتنا بمختلف الهيئات والهياكل وخصوصا العمادة ستكون علاقة وفاق وانسجام وسنحرص على ارساء ذلك والقاسم المشترك بيننا هو تغليب المصلحة العليا للمحاماة من منطلق تحملنا لمسؤولياتنا.

 

لطفي بن صالح

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 31 جويلية 2004)

 

 


 

الصباح» تحاور رؤساء أندية القسم الوطني «أ» رئيس النجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم حسام الطرابلسي:

 

أشرفت على فــرع كــرة القدم منذ أن كان عمري 22 سنـة.. والتجــارب حنكتنـي وعلمتني الكثيـر والكثيــر

من الطبيعـي أن تكبـر الطموحات والمسـؤوليات بعــد الالتحـاق بمصـاف النخبــة.. لكننــي أتعـامـل مـع الأمـور بواقعيـة ورصانـة ولا أحـرق المراحل

لا يكفــي أن بلديــة الكـرم مقصرة ماديا في حقنا حتى نجدها الآن تعرقل نشاطنا من جراء منصة الحفلات التي وضعتها في الملعــب  

النجاح يجر النجاح، هذه القاعدة المعروفة في الرياضة اعتمدها النجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم ليجد نفسه في ظرف زمني وجيز وقياسي في القسم الوطني «أ». وصعود هذا الفريق رافقته العديد من التساؤلات إلى حد أن البعض لم يتردد في التكهن له ليكون «المفاجأة» التي ستذهل الجميع في الموسم الجديد. وهذا الفريق يعتبر من النماذج التي يحتذى بها، فكيف يتصرّف، ومن أين تأتي موارده؟ وما هي معاييره في الانتدابات؟ وما هي مخططاته المستقبلية

انها مجموعة أسئلة حملناها إلى السيد حسام الطرابلسي الرئيس الجديد للنجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم.

 

* س: أنت أصغر رئيس يقود جمعية في مصاف النخبة؟

 

– ج: لكن لا بد أن تعلم أنني بدأت ممارسة التسيير الرياضي وأنا في الثانية والعشرين من عمري، وقد حصل ذلك منذ خمس سنوات حيث أشرفت على فرع كرة القدم بنجم حلق الوادي والكرم ووفقت والحمد لله في مهمتي والشيء الثابت أن التسيير له مقوماته لعل أبرزها الولوع بالرياضة وحذق التعامل مع محيطها وإحكام التصرف مع مكوناتها من عنصر بشري ومادي، والثابت أيضا أن الرياضة من أهم مدارس الحياة، وأعتقد أنني لازلت أتعلم الكثير والكثير من هذه المدرسة، رغم أن التجارب منحتني بدورها زادا لا يستهان به.

 

* س: الصعود هو فرحة، لكن هذه الفرحة تخفي مسؤوليات جديدة، وأكبر، فكيف يلوح لك الأمر؟

 

– ج: إننا على إدراك تام بكبر المسؤوليات وثقلها وعلى هذا الأساس ركزنا الفريق على أسس متينة وعززنا زاده البشري وانتدبنا مدربا شابا وطموحا.

 

فمدربنا الجديد المنصف الشرقي هو من ذوي الكفاءة ولعل الأرقام تقوم وحدها خير شاهد على ذلك حيث أنه تمكن مع النادي الافريقي من الحصول على 18 نقطة وهو نفس العدد من النقاط التي جناها يوسف الزواوي رغم تباين الإمكانيات الموضوعة على ذمة هذا وذاك وأكيد أن ظروف عمل الزواوي كانت أفضل بكثير من التي توفرت للشرقي.

 

أما على مستوى الرصيد البشري، فإن سعينا إلى تعزيز الصفوف بعناصر جديدة تستجيب لحاجياتنا لكنّنا لم نركز على الأسماء بقدر ما ركزنا على مردود كل لاعب منتدب.

 

أما بخصوص الطموحات فمن الطبيعي أن تكبر تماما مثل المسؤوليات لكنني أتعامل مع الأمور بواقعية ورصانة ولا أحرق المراحل.

 

وحتى يتسنى لنا مواصلة معانقة النجاح يبقى شعارنا هو العمل، ثم العمل ولا شيء غير العمل، وأعتقد أن الرئيس السابق للجمعية عماد الطرابلسي قد مهد لنا سبل النجاح بتوفير أرضية عمل متينة وضامنة لمواصلة المسيرة بنفس الخطى الثابتة. ومع ذلك فإنه يبقى الداعم الرئيسي للنجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم.

 

* س: هل يجوز الحديث عن تغيير مرتقب في التوجهات بما أن السيد عماد الطرابلسي له اهتمامات كبيرة بفرع كرة السلة، وأنت معروف بميولك لكرة القدم؟

 

– ج: أعتقد أن عماد الطرابلسي قد سعى خلال السنوات الماضية إلى تمتين قاعدة فريق كرة السلة وتمهيد المستقبل الزاهر أمامه والدليل ما يزخر به من عناصر شابة فنحن في حلق الوادي لنا أصغر فريق في القسم الوطني لكرة السلة فهناك ما لا يقل عن 8 عناصر من صنف الأواسط إضافة إلى عنصرين من الأصاغر.

 

وانطلاقا من هذا يجوز النظر إلى المستقبل بعيون ملؤها التفاؤل والتطلع إلى لعب الأدوار الأولى وإحراز الألقاب في قادم المواسم.

 

ومن موقعي كرئيس للجمعية فإنني لا أميز بين كرة القدم وكرة السلة، فكل أبناء الجمعية لهم نفس الحظوظ ويتمتعون بنفس القدر من الاهتمام وحتى وإن كنت المسؤول المباشر عن فريق كرة القدم فإن فريق كرة السلة يؤطره رجال من ذوي الكفاءة في هذا المجال وسيكون من مفاخر الجمعية بحول الله.

 

وأود التأكيد على أن ميزانية  فرع كرة السلة جاهزة تماما مثل فرع كرة القدم.

 

* س: على ذكر الميزانية، كم تبلغ بالنسبة إليكم؟

 

– ج: هي في حدود المليار.

 

* س: وما هي مصادرها؟

 

– ج: مجهودنا الخاص.

 

* س: لكن قد يجوز اعتبار فريقكم محظوظا ما دمنا نجده تحت رعاية بلديتين.

 

– ج: ومن أين أتى هذا الحظ؟ فلما كانت ترعانا بلدية واحدة كانت المساعدة في حدود 90 ألف دينار.

 

وأما الآن فقد نزل الدعم إلى 80 ألف دينار، فبكل صراحة ومرارة فإن العناية بالرياضة مفقودة في بلديتي حلق الوادي والكرم ودعني أضرب لكم مثالا واحدا على ذلك لأفيدكم بأن ملعب الكرم تستغله البلدية خلال هذه الصائفة لإقامة المهرجانات ليجد أبناؤنا أنفسهم أمام حتمية التحول إلى ملعب قرطاج لإجراء التمارين، فهل أن مهرجان الأنس أحق بالملعب من نجم حلق الوادي والكرم؟ قل لي من فضلك هل هذا إجراء منطقي؟!

 

* س: أكيد أن المركب الجديد سيقضي على مثل هذه الاشكالات نهائيا؟

 

– ج: إنني أنتهز هذه المناسبة لأتوجه أصالة عن نفسي ونيابة عن الأسرة الموسعة للنجم الأولمبي لحلق الوادي والكرم بأسمى عبارات الإجلال والإكبار والامتنان الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لما حبانا به من عطف ورعاية موصولة حيث أذن سيادته بتشييد مركب رياضي خاص بجمعيتنا ستنطلق أشغاله في غضون سنة 2005.

 

* س: وما هو مصير الملعب الحالي في المستقبل؟

 

– ج: سيتحول إلى مركب اجتماعي سكني وتجاري وثقافي ليفيد المنطقة في مجالات أخرى.

 

* س: الحديث عن الثقافة يجرنا للحديث عن اختصاص لاح لديكم وهو المتمثل في تنمية الموارد المالية من خلال إقامة الحفلات؟

 

– ج: لعلمكم فإن هذا العمل يوفر للجمعية 30 بالمائة من الميزانية، ونحن نجحنا في هذا الباب لأننا نحسن التعامل مع الموضوع بالاختيار الأمثل للنجوم والتدقيق في الزمان والمكان فالمسألة مدروسة ولا بد من البحث عن الموارد المالية لتلبية حاجيات ما لا يقل عن 1100 مجاز في منطقة تعج بالشباب الذي لا بد لنا من تأطيره وأداء الواجب المطلوب منا إزاءه.

 

وأود بالمناسبة رفع نداء إلى المؤسسات وأصحاب رؤوس الأموال بالمنطقة لدعم جمعيتهم سيما وأن التجربة أكدت أننا بصدد استثمار المال على أفضل وجه لما فيه خير شباب حلق الوادي والكرم، كما أدعو الجمهور للالتفاف حول جمعيته لأنها لا تكبر الا به دون ان يفوتني ان اتوجه بأحر التشكرات  الى المؤسسات والشركات التي قدمت لنا الدعم المادي.

 

* س: إنه حديث المستقبل، والطموح، فما هي طموحاتكم في أول موسم بالقسم الوطني «أ»؟

 

– ج: الواقعية هي التي تحدد طموحاتنا، فنحن سعينا إلى توفير مقومات البقاء وهو هدفنا الرئيسي فالميزانية التي خططنا لها لا تتجاوز المليار وهذا المبلغ لا يكفي حتى للمراهنة على كأس الرابطة.

 

والواقعية تقتضي منا وضع كل شيء في اعتباراتنا انطلاقا من الإمكانيات المادية ووصولا إلى الروزنامة التي أفرزت لنا بداية قاسية جدا فنحن نذهب إلى باجة ثم نستضيف الترجي وهو البطل، ثم نواجه النادي الصفاقسي وهو بطل العرب، وبعدهما يأتينا الملعب التونسي بخبرته الطويلة ويليه النادي الإفريقي وهو من أخطر فرق البطولة وأعتبره المراهن على اللقب، وإذا أراد الحظ أن يكون معنا مرة فإنه لن يرافقنا طيلة 26 جولة.

 

طبعا سنسعى إلى منافسة الفرق المعروفة باللعب من أجل تفادي النزول لضمان زادنا من النقاط وتثبيت أقدامنا في القسم الوطني «أ».

 

* س: الثابت أنكم تزودتم لذلك وسعيتم إلى تعزيز الزاد البشري، لكن  ألا ترى أن تعاملكم كاد يكون مع النادي الافريقي بالأساس؟

 

– ج: إنني لا أنكر أنه كلما طلبنا لاعبا إلا ووفره لنا النادي الإفريقي شأنه شأن النجم الساحلي أيضا وأعتقد أن الترجي الرياضي مثلا لا يمكنه أن يوفر لنا لاعبين بحكم تعدد التزاماته المحلية والقارية، وهو تفسير منطقي للتوجه المذكور.

 

أجرى الحديث: الطاهر ساسي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 31 جويلية 2004)

 

Protocole de coopération tuniso-britannique dans le domaine de l’énergie

AFP, le 29 juillet 2004

 

TUNIS, 29 juil (AFP) – Un protocole de coopération dans le domaine de l’énergie a été signé jeudi au terme d’une visite en Tunisie de Mike O’Brien, ministre délégué au Foreign Office pour le Commerce et les Investissements, apprend-on de source officielle à Tunis. Selon cet accord, signé côté tunisien par le ministre de l’Industrie et de l’Energie, Féthi Merdassi, les deux pays s’engagent à coopérer dans le domaine de l’énergie par le biais d’échanges d’informations et d’expériences. Londres et Tunis s’engagent également à identifier de nouvelles opportunités de partenariat dans les domaines énergétiques pour l’intensification des échanges, des investissements et des relations de partenariat entre entreprises britanniques et tunisiennes. Durant son séjour de deux jours en Tunisie, M. O’Brien a eu des entretiens avec MM. Habib Ben Yahia, ministre des Affaires étrangères, Nouri Jouini, ministre du Développement et de la coopération internationale et Mondher Zenaïdi, ministre du Commerce.. « La Grande-Bretagne a longtemps ignoré le potentiel de la région du Maghreb et la Tunisie en particulier, mais maintenant les Britanniques arrivent », a déclaré M. O’Brien à son départ de Tunis. « Mes entretiens avec les ministres tunisiens ont démontré que les deux pays ont tout à gagner d’une relation politique et économique consolidée », a ajouté le ministre, affirmant le désir des Britanniques d’investir davantage et de développer le commerce avec la Tunisie. Le volume des échanges commerciaux entre la Tunisie et la Grande-Bretagne a atteint environ 425 millions d’euros en 2003, en augmentation de 4,5% par rapport à l’année précédente. British Gas est le plus grand investisseur étranger en Tunisie avec plus de 500 millions d’euros. British Gas Tunisia exploite les champs gaziers off-shore de Miskar et d’Asdrubal, situés au large de Sfax (sud). Miskar produit actuellement cinq millions de m3/jour et satisfait à 65% les besoins de la Tunisie en gaz.


Italie: pendant l’été, les débarquements clandestins continuent à Lampedusa

AFP, le 31-07-2004

 

 

LAMPEDUSA (Italie) (AFP), Une nouvelle vague de 333 immigrants clandestins partis des côtes d’Afrique du nord a échoué en quatre débarquements successifs dans la nuit de vendredi à samedi sur l’île sicilienne de Lampedusa, où la saison touristique bat son plein. En sept jours, près de 1.133 personnes ont ainsi gagné l’Italie par la mer, alors que le flot des arrivées illégales avait eu tendance à diminuer au printemps à la suite d’accords bilatéraux conclus entre Rome et Tripoli. A Lampedusa, le centre de premier accueil dépendant du ministère de l’Intérieur, était de nouveau saturé samedi matin après une trêve de courte durée et des évacuations par charters mercredi vers d’autres régions d’Italie. Des vivres, de l’eau et un lit attendaient les clandestins au centre, ainsi qu’un premier fichage sommaire. « Ils sont pris en photo et les empreintes digitales sont relevées », a expliqué à l’AFP un garde-côte italien. La plupart sont en théorie immédiatement passibles d’expulsion, mais dans la pratique « les centres de séjour temporaire disposent de deux mois pour établir leur nationalité avec l’aide des consulats », a-t-il précisé. « Si on n’y arrive pas, ils reçoivent une feuille de départ et vont grossir les rangs de vendeurs ambulants », a ajouté le militaire. « Ce que vous voyez là, ce sont les nouvelles générations d’Européens », a-t-il ironisé. Les estivants de l’île se sont réveillés ignorants pour la plupart de la longue nuit de travail des gardes-côtes qui ont veillé jusqu’à l’aube pour compter les clandestins, les aider à descendre des bateaux, les faire asseoir en rangs cinq par cinq sur la jetée et pourvoir aux besoins des plus éprouvés. Les nouveaux arrivants, dont une femme et quelques mineurs, ont déclaré venir de Palestine, d’Irak, d’Iran ou du Soudan, sans convaincre les trois inspecteurs de la police criminelle italienne venus les attendre au port. Une grande partie de ces hommes de tous âges, dépourvus de papiers d’identité, arrivaient visiblement du Maghreb, Tunisie, Libye ou Egypte, mais pour certains, le voyage avait commencé en Afrique noire. L’un d’eux a fait un malaise à son arrivée après un voyage avec 176 autres passagers entassés sur un chalutier en bois de 20 mètres dans des conditions épouvantables que trahissait l’odeur repoussante vomie par le bateau et sa cargaison humaine. Des soins d’urgence lui ont été dispensés mais les tentatives pour en savoir plus sur le sort de son groupe, le lieu de départ, le prix payé, devaient rester infructueuses, la plupart fuyant les questions dans la crainte de trahir une nationalité d’origine synonyme d’expulsion. « Jamais parler français », a dit à l’AFP l’un d’eux, arrivé avec un groupe de 26 personnes secouru dans la soirée de vendredi au milieu du canal de Sicile. Il a confirmé avoir payé une somme d’argent, « 1.500 or » a-t-il dit, sans mieux préciser de quelle monnaie il s’agissait. Son voisin, interrogé pour savoir ce qu’il attendait en Europe, a confié venir pour « le travail », avant que son compagnon lui intime en arabe l’ordre de se taire. Les deux premières embarcations ont été abandonnées en mer par les sauveteurs italiens. En revanche, les deux dernières, des chalutiers en bois parvenus pratiquement dans le port, ont été minutieusement inspectées à la recherche d’indices utiles à l’identification de chacun et à la reconstitution de la filière ayant organisé la traversée. Le butin est resté maigre : une bouteille d’eau minérale à l’étiquette en arabe et quelques vêtements.

 

Débarquements de 243 immigrants clandestins à Lampedusa en une nuit

 

© ATS, 05:00   LAMPEDUSA – Trois embarcations de pêche ont été interceptées dans la nuit près du port de Lampedusa. Leurs 243 passagers, des immigrants clandestins probablement d’origine nord-africaine, ont été conduits sur la petite île italienne, au large de la Tunisie. Avec ces arrivées, le centre de transit de l’île, évacué mercredi par charters entiers, devait à nouveau afficher complet, vu sa capacité de 190 places. Dans la nuit, un bateau en bois dont la couleur de la coque et la route trahissait son origine probablement tunisienne a été arraisonné avec 177 personnes à son bord, selon les gardes-côtes. Exigu, il a profité d’une météo marine favorable pour arriver jusqu’à l’entrée du port de Lampedusa. Il s’est alors fait repéré par un habitant. Des hommes de tous âges en sont descendus, affirmant être de la Palestine ou d’Irak aux enquêteurs, qui penchent plutôt pour l’Afrique du nord. L’un d’entre eux a reçu des soins d’urgence avant d’être évacué vers une unité médicale. Trois hommes de la police criminelle sont montés à bord à la recherche du moindre indice pouvant les éclairer sur la traversée illégale et ses organisateurs. Quelques heures plus tôt, deux embarcations d’immigrants clandestins avaient été secourues au large du port. Leurs 66 passagers, dont 40 dérivant sur un pneumatique de 7 mètres, avaient été conduits sur l’île. Une patrouille des gardes-côtes avait pris à son bord 39 hommes et une femme, conduits ensuite à Lampedusa pour recevoir des vivres, un matelas et subir une identification sommaire. Le groupe était en majorité originaire d’Afrique noire et d’Afrique du nord, et très probablement partis de Libye, selon des premiers éléments recueillis. Une heure plus tard, une vedette de la garde des finances avait débarqué 26 hommes, dont l’un a confié qu’ils étaient partis de Libye.
 

Pourquoi nous voterons pour Sihem Ben Sedrine

 

Un groupe de militants (*)

 

La division qui règne dans la classe politique entre ceux qui appellent à la participation aux élections présidentielles de 2004 (Ettajdid, l’extrême gauche, le groupe de Mohamed Charfi, le PDP) et les partisans du boycott (le CPR, le FDLT, le POCT, les islamistes) butte sur une impasse ! Pourtant, d’aucuns ne contestent que cette échéance électorale constitue à plus d’un titre, un tournant dans l’histoire de notre pays.

 

En conséquence et vu l’urgence, nous  nous faisons un devoir de proposer aux acteurs politiques la tâche de convaincre Sihem Ben Sedrine de présenter sa candidature aux élections présidentielles de 2004 et de la soutenir. Nous nous expliquons dans le développement qui suit en apportant les arguments du pour et du contre pour conclure à la fin.

1- Sihem Ben sedrine est une des rares personnalités politiques tunisiennes à disposer d’une légitimité historique. Opposante active à Bourguiba depuis la fin des années 70, elle s’est opposé à Ben Ali et, depuis, elle est soumise à une persécution ininterrompue. Son combat lui a valut l’harcèlement, la prison plusieurs fois et même la torture. Par rapport aux autres opposants tunisiens, Sihem ne s’est jamais compromise avec la dictature de Ben Ali. Bien au contraire, elle l’a toujours combattue  en prenant parfois le risque de dénoncer la complicité des supposés démocrates. Ce qui lui vaut, aujourd’hui, d’être assurément une des rares personnalité politique à être crédible aux yeux des Tunisiens.

 

2- Sihem a inauguré un tournant dans le combat contre la dictature avec la création du CNLT. Il faut être vraiment ingrat pour méconnaître que sans la présence de Sihem au CNLT, ce dernier ne serait pas devenu l’institution que nous connaissons avec l’aura international qui est le sien. C’est lorsqu’elle assurait la responsabilité de «Porte parole du CNLT» que la dictature essuyait les défaites les plus spectaculaires. Et c’est pourquoi, les membres du CNLT à l’unanimité ont voté pour Sihem aux dernières élections de cette instance.

 

3- Sihem dispose d’une grande expérience politique. Elle faisait partie du bureau politique du RSP ou le PDP avant de démissionner consécutivement à la dérive de sa direction actuelle et son rapprochement avec le pouvoir. A cet acquis politique, s’ajoute une grande maîtrise dans le domaine des Droits de l’Homme et du journalisme. Elle est donc à la croisée de plusieurs chemins.

 

4- Sur le plan personnel, nul ne peut remettre en question sa probité morale, sa très grande ouverture d’esprit, sa sincérité et charisme. Elle n’est ni sectaire, ni une adepte du jusqu’auboutisme stérile. Sa pensée politique est des plus modérée. Pour résumer, c’est un Bourguiba au féminin.

 

5- Ces qualités lui ont valu le respect des militants, toutes tendances confondues. Combien de fois Sihem a eu le courage de rompre les clivages islamistes/démocrates dans lesquels se sont enlisés les hommes politiques tunisiens en défendant les islamistes intégristes, et en internationalisant leur souffrance. Elle ne l’a pas fait comme d’autres par calcul politicien, mais parce qu’elle croit en leur droit d’être traités comme des êtres humains. Ce qui ne l’empêchait pas de les combattre sur le plan politique en mettant a nue leur projet politique qui vise à l’instauration d’un Etat théocratique en Tunisie, ce qui ne peut que faire régresser les acquis civilisationnels de notre pays notamment le Code de statut personnel.  

6- Sihem est un trait d’union entre deux générations. La première (des années 50), celle de Mustapha Ben Jaafer, de Mohammed Charfi, de Moncef Marzouki et de Mohammed Harmel. La seconde, l’actuelle qui est formée de jeunes militants à la recherche de nouveaux repères et leaders. C’est la génération de Zouhair Yahyaoui, de Noureddine Ben Nticha, d’Imene Derwiche, de Hedi Yahmed, de Taib Moalla, de Khaled Mbarek, de Chokri Hamrouni, de Imed Daimi, de Imed Ben Mohammed etc  

7- Sihem est très populaire en Tunisie. Son combat l’a rendue très connue au sein de toutes les couches  sociales qui n’ont pas oublié son passage très audacieux à la chaîne Al Mustequilla. Les Tunisiens l’aiment parce qu’ils la trouvent authentique et courageuse. Sihem a toujours défié la dictature en refusant de fuir, de s’exiler à l’étranger ou de dealer avec le pouvoir. Elle a voulu vivre toujours du coté de son peuple qui la respecte et qui lui reconnaît tous les sacrifices qu’elle a consentis pour lui. C’est un symbole de courage et d’abnégation. 8- Sihem est par conséquent une des rares personnalités politiques à pouvoir être un «rassembleur» car son indépendance lui vaut d’être au-dessus de tous les clivages et les partis politiques. Elle est la seule à pouvoir rallier l’extrême gauche, les femmes démocrates, le centre gauche et la droite. C’est elle seule, peut être parce qu’elle est femme avant tout, qui est capable d’assurer l’union autour de sa personne et autour d’un projet de société que nous édifierons tous et toutes ensemble. N’oublions pas aussi que Sihem est capable de rassurer les partenaires étrangers : la France, l’Allemagne, les Etats-Unis sur la stabilité politique de la Tunisie.

 

9- L’histoire de la Tunisie a été constamment influencée par des femmes. Rappelons-nous Didon, la Kahéna, et Wassila Bourguiba-Ben Ammar. Du coté du mouvement démocratique, nul ne peut méconnaître le combat de Sihem pour une Tunisie moderne. Aux sceptiques sur les possibilités de réussite d’une telle démarche, nous rappelons qu’en Afghanistan, pays encore arriéré, une femme : Messouda Jalel a présenté sa candidature aux élections présidentielles contre Hamid Karazai. Nous disons aux Tunisiens : saisissez votre chance. Et prenez rendez-vous avec l’histoire de votre pays en convaincant Sihem de se porter candidate. Oubliez pour une fois vos egos personnels devant l’intérêt de la Tunisie. Nous n’avons rien à perdre en soutenant une telle démarche, mais tout à gagner.

 

 

(*) Nous avons préféré signer anonymement car à cette phase, ce qui nous intéresse c’est la réussite du projet et non ajouter du feu à l’huile à une opposition déjà divisée par les luttes de clans et les guerres des supposés leaders.

 

(Source : Texte reçu le 31 juillet 2004)

 


 

 و افتتحت سوق المناورات

 
د. شكري الحمروني
منذ مدة وتحديدا بحلول الفضاء الافتراضي، ازدهرت في أوساط المعارضة التونسية الكتابة الخفية تحت أسماء مستعارة.   وإذ ساهم هذا الشكل النضالي الجديد إسهاما كبيرا في الارتقاء بالعمل النضالي، عبر تمكين عدد لا بأس به من التونسيين من الإدلاء بدلوهم في معركة الديمقراطية و الحريات و إحداث دينامكية نوعية ساهمت في حالة الفرز الحالية التي تشهدها الساحة وفي تكسير وضعية الاحتكار النضالي التي عطلت إلى حد بعيد عملية تجديد الفعاليات داخل الفضاء المدني. فلا بد من الإشارة أيضا إلى أن هذا الأسلوب ساهم في توتير الأجواء و هز الثقة في الأوساط النضالية بفسحه المجال للمفتنين وأصحاب النوايا السيئة والنفوس المريضة لبث سمومهم ونشر أراجيفهم دون خوف من انكشاف أمرهم.  و قد كان من نتائج تغول الفضاء الافتراضي دون ضابط من أخلاق توجهه أو موضوعية تسنده عزوف العديد من المناضلين الصادقين عن العمل النضالي مخافة أن يلحق بهم ما لحق رفاقهم من تحرش وأذى. آخر مثال عن الأساليب الخطيرة التي تتوخاها بعض الكتابات الخفية النص الداعي إلى دعم ترشح السيدة سهام بن سدرين للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر أكتوبر من هذا العام. هذا النص لا يستحق أن نقف عنده بالتحليل والاستنطاق و الفهم لأن رائحته تفوح مكرا و تأليبا. إن السيدة سهام بن سدرين لا يمكن أن تكون وراء هذه المبادرة. فهي تدرك أن القانون الانتخابي الحالي لا يخول لها الترشح للانتخابات الرئاسية و ثم أننا لم نعهد عنها تصنيف المعارضة إلى متقاعدين ولّى زمانهم وإلى شباب في حاجة إلى صنم جديد، كما أنه ليس من مصلحتها نسب المكتسبات النضالية لنفسها دون غيرها. الأصابع التي تحرك هذه المناورة الجديدة لا تريد الخير للسيدة سهام بن سدرين حيث تسعى إلى إظهارها بمظهر المتآمرة الانتهازية.  كما تجدر الإشارة إلى ان نشرالنص تزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية لبن علي ومع تكثّف الحديث عن المقاطعة إثر البيان الأخير الصادر عن أطر التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات و إعلان الدكتور منصف المرزوقي عن عودته الوشيكة إلى تونس و خوض المعركة هناك و انتشار الدعوات إلى رصّ الصفوف و توحيد الجهود لأجل تفعيل المقاطعة. المعارضة التونسية أمام منعطف مصيري وامتحان حقيقي ينتظرها بعد أشهر. والمصلحة الوطنية تحتم عليها ألاّ تنشغل عن دورها بمثل هذه المناورات السخيفة و أن تحافظ على يقظتها و تركيزها على مقربة من هذا الموعد الهام. إلى أصحاب المبادرة نقول أخيرا: إن كنتم بإيعاز من السلطة القائمة وهذا الأرجح فلا أهلا و لا سهلا بكم…لم تنطل. و أمّا إن كان غير ذلك و هذا مستبعد فلا نملك إلاّ نذكركم بالمثال العربي: »جنت على أهلها براقش »     باريس في31   جويلية 2004 د. شكري الحمروني عضو المؤتمر من أجل الجمهورية

 


Note de lecture parue dans le « Monde Diplomatique » (édition d’août 2004) de l’ouvrage du Dr. Moncef Marzouki,

 « le mal arabe : entre dictatures et intégrismes : la démocratie interdite « ,

paru en juin dernier aux éditions l’Harmattan.

 

 

Moncef Marzouki, « le mal arabe. Entre dictatures et intégrismes : la démocratie interdite », édition l’Harmattan, Paris, juin 2004, 191 pages, 17 euros

 

Au débat traditionnel sur le choc des civilisations, Moncef Marzouki, défenseur acharné des droits de l’homme en Tunisie, lui préfère l’urgente nécessité d’engager ce débat au sein même des civilisations en question. Puisque la démocratie ne s’exporte pas ad hoc, Moncef Marzouki, dresse une salutaire mise en garde contre les risques de déstabilisation encourue par les démocraties occidentales, que ne manquerait pas d’accompagner l’avortement de la démocratie sur les rives sud de la Méditerranée.

 

Se faisant depuis de longues années l’infatigable missi dominici de la nécessaire démocratisation du monde arabe, l’auteur évoque – en toute connaissance de cause, à l’aune de l’exemple tunisien – , le mal qui ronge la plupart des sociétés arabes contemporaines, prises en tenaille entre un islamisme combatif et l’ancrage quelque peu anachronique de la dictature.

 

A la languissante question de savoir pourquoi l’arbitraire, la répression, le refus de l’alternance, la prédation et la corruption triomphent, dans ce que l’auteur qualifie de « Sud-Occident », alors que la vague démocratique a emporté les derniers vestiges de l’ordre international bipolaire, l’ancien président de la Ligue des droits de l’homme tunisienne, offre des explications des plus convaincantes et ouvrent des pistes pour que la démocratie ne s’échoue pas sur les rives sud de la Méditerranée.

 

Cela commence par l’appréhension du phénomène de la démocratie confisquée dans la globalité du monde arabe (Soudan, Egypte, Yémen, Algérie…). Ensuite, il convient d’avoir pleinement conscience qu’un certain angélisme occidental, repoussant au Limes, les causes du mal, accélère la dissolution de l’idéal démocratique dans les sociétés arabes, où prospèrent la notion « d’Etat-famille », aux dépens de l’Etat de droit, entre autres…

 

D’autant, que le Maghreb et le Mashrek sont des terres fertiles à l’ancrage de la démocratie (classes moyennes instruites, existence de forces réformistes, accès aux nouvelles technologies, facteur démographique…). Aux yeux de l’auteur, le soutien des acteurs institutionnels et de la société civile est indispensable.

 

Entre espoir et saine colère, Moncef Marzouki dresse ainsi, à travers 191 pages, la recette pour qu’un avenir commun soit possible entre le Nord et le Sud, gage d’une prospérité partagée pour les peuples de l’Occident méditerranéen, aux dépens de l’islamisme politique et du Pan-arabisme à reléguer aux oubliettes de l’histoire.

 

Emmanuel DUPUY

 

 
La troïka de Tunis
Vivre pour voir

Mizaanoun Une troïka composée de la Tunisie, Bahreïn et l’Algérie, aurait étudié à Tunis sous la présidence du ministre des affaires étrangères tunisiennes Habib ben Yahyia l’envoi des troupes arabes en Irak. Telle est l’information. D’autre part le ministre des affaires étrangères Saoudien de son côté aurait annoncé au cours d’une conférence de presse aux côtés de Colin Powell, tenue à Riad aujourd’hui 30 juillet, que l’Arabie Saoudite étudie aussi un projet d’envoi de troupes des pays islamiques aussi en Irak. Et si la France ne s’opposerait plus l’OTAN enverrait aussi des troupes. Donc la présence de plus de deux cents milles militaires américains, anglais, polonais et autres, avec la gigantesque machinerie de mort, semble ne plus suffire, on ne va plus parler de démocratie à présent, car la supercherie américaine a été finalement éventré, pour contrer la résistance. Tous accourent au secours des américains et des traîtres de Bagdad. N’est-ce pas incroyable ! – L’Irak est totalement dévasté, le progrès de deux générations a été réduit en poussière, les morts dans les rangs du peuple se comptent par milliers, sinon centaines de milliers.

 

Richard Clarke, l’ancien chef du Département « antiterroriste » de la Maison Blanche écrit dans son livre « Contre tous les ennemis » « Les raisons données par l’Administration Bush pour faire la guerre à l’Irak sont entre autres : Renforcer la position stratégique d’Israël en éliminant une puissance hostile…Ouvrir dans le pays ami ainsi restauré une source d’approvisionnement de pétrole… »

 

Et plus loin dans le même chapitre, il écrit : « Je crois aussi qu’il y avait, en particulier chez le Président Bush, le besoin de frapper un grand coup en réponse aux attentats du 11 septembre.» Et c’est bien pour ces raisons à Bush que vont arriver les militaires arabes et musulmans, pour aider ce même Bush à s’en sortir du grand guêpier !? Tous ces dictateurs peuvent raconter ce qu’ils veulent, mais les réalités sont ce qu’elles sont, la résistance, disent les américains, leurs généraux en premier lieu, s’est avérée beaucoup plus forte qu’on ne pouvait l’estimer. Ces deux dictatures de Tunisie et de l’Algérie, ne se sont pas réunies et ne se réunissent jamais pour étudier la construction du Maghreb par exemple, ils se réunissent toujours pour les mêmes motifs : ceux de comploter contre les peuples. Idem pour cette famille de El Saoud dont la présence dans le monde arabe et musulman n’a jamais eu pour objectif autre que celui d’agenouiller par tous les moyens les peuples et les maintenir dans la pauvreté perpétuelle en commençant par les peuples de la Péninsule Arabe et en passant par le reste des arabes et des musulmans.

 

Les El Saoud, El Sabah, El Zeid et tous les autres sont réellement les virus dont souffrent nos peuples depuis belle lurette. Il est temps qu’on se réveille. Peut être sommes nous finalement réveillés. Et c’est probablement pour cette raison que ces traîtres jouent à présent à visage découvert.

 

Qui aurait pensé que ces lâches oseraient prétendre envoyer des troupes pour aider les américains, alors qu’ils savent que les peuples partout ne sont plus dupes ? – Il ne leur reste plus rien. Ils sont totalement nus.

 

(Source : Forum Taht Essour du sitewww.nawaat.org , le 31 juillet 2004 à 12h54 a.m)

 


 

L’Algérie n’enverra pas de troupes en Irak (ministre des AE)

   AFP, le 31 juillet 2004

 

 ALGER, 31 juil (AFP)  L’Algérie n’enverra pas de troupes en Irak, a déclaré le ministre algérien des Affaires étrangères, Abdelaziz Belkhadem, samedi à Alger, où est arrivé l’émissaire en Irak du secrétaire général des Nations unies, Lakhdar Brahimi.  

 « L’Algérie n’a jamais envoyé de forces où que ce soit par le passé. Elle ne le fera pas cette fois-ci non plus », a affirmé le chef de la diplomatie algérienne, qui a accueilli le représentant de l’Onu à l’aéroport d’Alger.  

 Lors de la dernière réunion de la « troïka » arabe (Tunisie, Algérie et Bahrein), jeudi à Tunis, le ministre irakien des Affaires étrangères, Hoshyar Zebari, a réclamé l’aide des pays arabes et l’envoi de troupes de ces pays à Bagdad pour faire avancer le processus politique et stabiliser le pays.  

 Le secrétaire d’Etat américain Colin Powell a pour sa part qualifié « d’intéressant et de bienvenu », jeudi à Djeddah, un projet saoudien en faveur de l’envoi de forces de pays musulmans en Irak.  

 Lakhdar Brahimi a de son côté indiqué que sa visite à Alger « sera une opportunité pour s’entretenir avec les responsables algériens des questions qui se posent dans les régions arabe et africaine, auxquelles l’Algérie appartient, d’autant plus que l’Algérie compte abriter le prochain sommet arabe prévu en 2005 ».


 

 

 Les soldats arabes et musulmans n’iront pas en Irak

Djamel Boukrine

 

Les soldats arabes et musulmans n’iront pas en « supplétifs » pour aider les 160 000 hommes de la coalition à « stabiliser » l’Irak, à six mois des élections législatives prévues en janvier prochain. Les plus « modérés » avancent comme prétexte la nécessité de prendre connaissance des « modalités de déploiement » qui pourraient être définies par une nouvelle résolution des Nations unies.

 

Une « nécessité » que Colin Powell exclut. Pour lui, les résolutions actuelles du Conseil de sécurité fournissent une base juridique pour le déploiement de nouvelles troupes. Les pressions de George W. Bush sur les Etats arabes et musulmans pour répondre favorablement à la proposition du royaume wahhabite de déployer leurs troupes sans condition aucune ont connu un échec.

 

Les régimes arabes, qui savent qu’en s’engageant ils ont plus à perdre qu’à gagner sur le plan intérieur, ne semblent pas disposés à l’approche de l’élection présidentielle de novembre à aider le Président américain à faire oublier à ses électeurs le « bourbier » dans lequel il les a mis et suppléer les défections de l’Espagne, du Nicaragua, du Honduras, de la République dominicaine et des Philippines.

 

Tout comme ils ne semblent pas disposés à répondre favorablement à la demande formulée le 22 juillet dernier par le Premier ministre irakien, Iyad Allaoui, de dépêcher une « force de dissuasion » pour assurer essentiellement la sécurité de la représentation des Nations unies à Baghdad où les prises d’otages et la violence continuent.

 

Le Pakistan, l’Indonésie et le Yémen conditionnent un déploiement à la création d’une force de paix internationale sous commandement de l’ONU. Dans un strict huis clos, une réunion de la « troïka » arabe (Tunisie, Algérie et Bahreïn) a discuté jeudi à Tunis de l’éventuel envoi de troupes arabes à Baghdad pour la protection de la mission de l’Onu, en présence du ministre irakien des Affaires étrangères, Hoshyar Zebari et du secrétaire général de la Ligue arabe, Amr Moussa. Baghdad qui croule sous les explosions des bombes et des raids des soldats de la coalition refuse toute participation militaire turque, saoudienne, syrienne, jordanienne, iranienne et koweïtienne.

 

La réunion du conseil ministériel de la ligue, en septembre prochain au Caire, autorisera-t-elle l’envoi des troupes ou laissera-t-elle libre option à chaque pays arabe ?

 

Le Bahreïn, qui abrite le siège de la Ve flotte américaine, annonce qu’il est prêt à envoyer une force navale chargée d’assurer la sécurité des eaux territoriales irakiennes.  

 

(Source : le site du journal algérien « Le Matin » visité le 31 juillet 2004 à 22h30 heure de Paris)


المقاومة العراقية و حكام العرب

 

صالح كركر       
  إن كانت بعض الصحف بدأت تتحدث عن بداية ارتفاع قيمة الفرد و النوع العربي على المستوى العالمي، فإن نوعية حكام العرب هي على العكس من ذلك تماما، فهي لا تزداد إلا تدنيا و انحطاطا كل يوم. كل يوم جديد يطالعنا بفضائح و خيانات جديدة يقترفها معظم هؤلاء الأقزام المسلطين على رؤوسنا.         من جانب آخر، إن الأمريكان بعد أن سال لعابهم عقودا عديدة على خيرات الوطن العربي و تتالت أحلامهم بوضع أيديهم الآثمة عليها و التنعم بها دون معكر لسعادتهم بالفوز بها. و بعد أن بسطوا نفوذهم غير المباشر، أو قل المقنع، على كل دول المنطقة و تحويلهم لحكامها إلى أداة طيعة في أيديهم، أتوا تحت ذرائع واهية و كاذبة، بجيوشهم و قوة دمارهم و أناخوا رحالهم ببلاد الرافدين و كأنها أرض مشاعة، ليس لها من يملكها و لا شعب عريق، عراقة بداية الخلق يعيش على أديمها، و يعتز بها و بتاريخها المجيد.         غزا الأمريكان العراق بكل صلافة و وحشية و وقاحة في واضحة النهار و بشيء من المباركة من طرف جهات عدة، تحت ذرائع تافهة و أكاذيب مفضوحة، لا يقع في مثلها حتى كبار المنحرفين أو المتسكعين في الشوارع. غزا الأمريكان العراق بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي كان يخفيها صدام حسين و يهدد بها أمن العالم، بينما هم يستعملون حقيقة أسلحة الدمار الشامل يوميا ضد خلق كثير في العالم !!! و قد بين الزمن، قبل أن يطول بعد، بطلان هذا الادعاء الكاذب. ثم كذلك بحجة السعي لتركيز الديمقراطية في العراق مكان الدكتاتورية التي فرضها الرئيس العراقي السابق، لعدة عقود من الزمن، ضد شعبه. و هذه أكذوبة أشد ركاكة، لا يقع فيها إنسان له الحد الأدنى من الاحترام لنفسه و لغيره، بله أن يفتريها رئيس أول دولة في العالم !!! و قد بينت الأيام القليلة بطلان هذا الادعاء الساذج أيضا. فالأمريكان لم يأتوا للشعب العراقي إلا بالموت و التعذيب و الإهانة و الإذلال الذي لم يروا مثله من قبل، لا في عهد صدام و لا في عهد غزو التتار و لا في عهد غيرهما. كما حل الأمريكان في العراق بالاستغلال الفاحش و النهب المنظم. فالأمريكان و حلفاءهم، خاصة من الإسرائيليين و الإنجليز، ينهبون بلهفة كل ما في البلاد من خيرات و من ثروات فوق سطح الأرض و في باطنها. فأنى لمثل هؤلاء الغزاة المتوحشين أن يأتوا بالديمقراطية لأي شعب من شعوب الدنيا !!!         كان الأمريكان يتوقعون أن عملية غزو العراق و بسط نفوذهم عليه ستكون عملية سهلة للغاية، بل ستكون بمثابة جولة صيد ممتعة و بدون أدنى تنغيص. و قد قاموا بكل حساباتهم لتحقيق ذلك، و وضعوا كل توقعاتهم، و لم يخطئوا في أي من توقعاتهم إلا في أهمها، فقد أخطئوا بالكامل في  توقعاتهم حول ردود أفعال الشعب العراقي تجاه غزو و غزاة بلادهم، و ظنوا أن هذا الشعب الثائر العريق في الثورة، سيستقبلهم استقبال الأبطال بالأذرع المفتوحة و بالتعنيق و التقبيل ذات اليمين و ذات الشمال. إلا أن الشعب العراقي خيب لهم آمالهم، و استقبلهم بما تستقبل به الشعوب الأبية و العزيزة غزاتها، استقبلهم بالرفض و العداء و الموت. و ظن الغزاة في البداية أن ذلك ليس غير ردة فعل أولية ستنطفئ بعد حين، تحت غطرستهم و توحشهم و قوة نيران أسلحتهم، إلا أن مرور الأيام أثبت لهم عكس ذلك، و بينت لهم أن مرورها لم يزد المقاومة إلا تجذرا و اتساعا و تنظما و تصميما. فبينما كان عدد القتلى في صفوف الجنود الغازية لا يزيد على بضعة أفراد في الأسبوع، ارتفع بعد بضعة أشهر و أصبح يعد بضعة عشرات في الأسبوع. و ها هو منذ مدة أصبح يعد بضعة مئات في الأسبوع الواحد. و كان ذلك بطبيعة الحال نتيجة لاتساع رقعة المقاومة و لتطور تكتيكاتها و أساليبها القتالية و لمزيد من الإحكام في تنظيماتها، و بالخصوص لارتفاع الروح المعنوية لمقاتليها و حبهم للشهادة و تزاحمهم على اقتناص الموت للفوز بالجنة. و جن جنون المحتل، نتيجة كل ذلك، الذي لم يكن يتوقع منه شيئا أبدا في بداية غزوه للعراق، و انهارت معنويات جيشه و ملك الهلع و الرعب قلوب جنوده، فانتحر منهم من انتحر، أمام اليأس و فقدان الأمل، و فر منهم من فر، و جن منهم من جن، و مات منهم الآلاف، و جرح منهم أضعاف ذلك كثير، و مرغت كرامة السيد الأبيض في التراب، و عبث بها كما يجب و بقدر ظلمه و طغيانه و عدوانه و غروره. و لم يرق ذلك طبعا للأمريكان الغزاة، فاستعملوا كل ما وصله تطورهم و رقيهم من أساليب الإبادة الوحشية و الإذلال و الإذاية الحيوانية. فحاصروا المدن و أمطرتها طائراتهم الحربية الضخمة بالقنابل المبيدة، فقتلوا النساء الحوامل و الرضع و الأطفال و و العجز، بدون حساب، و قطعوا الماء و الكهرباء و المدد بالمواد الغذائية على الأهالي، و رموا عمدا قنابلهم المدمرة على المساجد بيوت الله، و عذبوا المعتقلين بشتى أنواع التعذيب الجسدية و المعنوية، و ارتكبوا الفواحش ضد الرجال و النساء في السجون، و أجبروهم على ارتكابها في ما بينهم، و اختطفوا الأطفال و النساء و الرجال و قتلوهم و حولوهم إلى قطع غيار بشرية أرسلوها إلى بلادهم المتحضرة. و قاموا ضد الشعب العراقي بما يعجز الإنسان و عقله و لسانه، عن حصره.         قام المستعمر المتوحش بكل هذه المخازي ليرهب المقاومة و يقضي على زخمها المتصاعد و ليثير الرعب في نفوس الناس من الشعب العراقي حتى لا يلتحقوا بصفوفها و يلتفوا حولها. إلا أن الأعمال الوحشية للمستعمر لم تزد المقاومة إلا قوة و صلابة و انتشارا و جرأة على مواجهة الجيوش الغازية و تصميما من قبل العراقيين على مقاومة المستعمر المعتدي و إجباره على الانسحاب من بلادهم، و أصبحت المقاومة، مثلها مثل الجيش النظامي، بل أصبحت جيشا نظاميا عتيدا قوامه عشرات الآلاف من المقاتلين، تدخل ضد جيوش الاستعمار في مواجهات مباشرة.         بعد التصعيد المهول في أعمال المقاومة، و الخسائر البشرية و المادية الفادحة التي لحقت بالجيش الأمريكي، أول جيش في العالم، و بعد انفراط عقد الحلف العدواني بانسحاب العديد من الدول منه، على رأسها إسبانيا، عمد المستعمر إلى مراوغة ليخرج بواسطتها من الورطة التي وقع فيها بغزوه للعراق. و هذه المراوغة مفادها ما سماه المستعمر نفسه، بتسليم السلطة للعراقيين. و هذه المراوغة هي كذبة مفضوحة ليست أقل افتضاح من كذبتيه السابقتين، البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي كان يخفيها صدام في العراق، و تركيز الديمقراطية في هذا البلد المحروم منها بدلا عن الدكتاتورية التي كان يفرضها صدام على شعبه. فمسألة تسليم السلطة للعراقيين هي الأخرى كذبة مفضوحة، ليس لها أي أساس من الصحة. و الحكومة المنصبة ليس لها أدنى الحول و لا القولة. و لا تملك أمرا لنفسها و لا لغيرها.         فالمستعمر لم يسلم أية سلطة حقيقية للشعب العراقي و لا لمن اختارهم الشعب العراقي للحكم، إنما وضع بيادق عملاء له يأتمرون بأمره و لا يعصون له قرارا، تماما مثل القضاة الذين كان يسميهم بورقيبة لما كان في الحكم و القضاة الذين يسميهم الطاغية خلفه، ليس لهم من مهمة و لا من شخصية القاضي إلا الاسم، الذين لا يحكمون إلا بما ينزل إليهم من قرارات من الجهة التي سمتهم. و متى كان للياور قدرة حتى في التقرير في نوعية وجبته اليومية حتى لا نقول في أي شأن من شؤون العراق. و كذلك علاوي لم يكن أبدا رئيسا للوزراء في العراق و إنما هو مجرد منفذ أمين لما تطلبه منه لتنفيذه سلطات الاحتلال، ولية أمره و صاحبة الأمر و النهي له. و علاقة الياور و علاوي بالمخابرات الأمريكية و الإنجليزية وثيقة للغاية، كما تتوار الأخبار من كل حدب و صوب، و ليس ذلك سرا على أحد, فهذان الرجلان مستعدان لإبادة الشعب العراقي على آخر فرد فيه إذا ما أمرهم سادتهم الأمريكان و استطاعا ذلك، إلا أنهما لا يملكان رفض تطبيق أي أمر لأسيادهم الأمريكان، فهما و حكومتهما و كل الأعوان من حولهما ليسوا سوى الأفواه التي يأكل بها الأمريكان الثوم و البصل، و ينفذون عن طريقهم كل ما لا يستطيعون القيام به هم بأنفسهم. و قد نصبوهم لإيهام السذج من الناس بأن للعراق حكومة عراقية !!!         مر وقت على الأمريكان كانوا يظنون فيه أنهم سيضعون أيديهم على فريستهم، العراق، بكل سهولة، و سيتمتعون بكل ثرواته و كنوزه بمفردهم مع حلفاءهم البريطانيين، فكانوا يرفضون أن يوكل الأمر إلى الأمم المتحدة أو إلى أي قرار دولي، رغم المطالبات الواسعة بذلك. و لما تبين لهم، مع مرور الزمن و فداحة الخسائر، أن الفريسة ليست بالسهلة، بل هي ليست كذلك، إنما هي أسد ضرغام يهددهم بالافتراس، تعالت أصواتهم بطلب النجدة من كل الدول، الأوروبية و العربية و الإسلامية على السواء. لما كانوا يتوقعون الغنيمة أرادوها لأنفسهم بمفردهم، و لما تبين لهم عكس ذلك، أرادوه أن يكون لغيرهم.         فبعد ما تكبد الأمريكان خسائر فادحة في الأرواح و العتاد، بشكل لم يكونوا يتوقعونه، تحت تصاعد ضربات المقاومة، عجلوا بتمثيلية تسليم السلطة إلى عبيدهم و خدمهم من العراقيين، و أصبحوا يحثون كل الدول، و خاصة منها العربية و الإسلامية لإرسال قواتها إلى العراق من أجل مساعدة العراقيين على حفظ الأمن في بلادهم !!! بينما أن الحقيقة تتمثل في محاولة فك الضغط عن الأمريكان في العراق للتخفيف من خسائرهم البشرية و المادية، و ترك العرب و المسلمين يقتل بعضهم البعض في العراق !!! فالأمريكان يريدون أكل البصل و الثوم بأفواه العرب و المسلمين في العراق…         فهل يعقل أن تكون أمريكا هي المعتدية و الغازية للعراق ثم يتحول العرب و المسلمون للقتال في العراق تحت رايتها و لمصلحتها؟؟؟ فهل استشار الأمريكان العرب و المسلمين قبل غزوهم للعراق حتى يتحول هؤلاء الآن للقتال إلى جانبها؟؟؟ لو كانت الأشياء تسير بمنطق الحق و منطق الدفاع عن الذات لهب كل العرب و المسلمين للدفاع عن العراق من الغزاة المعتدين، و لوقفوا جميعا في صفوف المقاومة العراقية لتحرير العراق، هذا البلد العربي المسلم، من الاستعمار الأمريكي ـ الأنجليزي البغيض. فهل إرسال القوات العربية و الإسلامية للعراق، للقتال تحت الراية الأمريكية الاستعمارية، و لدعم حكومة منصبة و عميلة للمستعمر، هو دعم للعراق و لشعبه، و هل هو عمل من أجل التعجيل باستقلاله، أم هو العكس تماما. إن إرسال القوات العربية و الإسلامية إلى العراق من أجل تثبيت القوات المستعمرة في هذا البلد العربي المسلم العريق هي خيانة عظمى للعراق و للأمة بأسراها، سوف لن يغفرها التاريخ و لا الشعوب لهؤلاء الحكام الخونة الذين سيرسلون الجيوش العربية و الإسلامية للموت و للقتل بالباطل ليقبضوا هم الثمن و يثبتوا أنفسهم في الحكم رغم أنوف شعوبهم. بعض الحكام الخونة العرب و المسلمين سيبعثون جيوش بلدانهم إلى العراق لدعم القوات الاستعمارية المتمركزة هناك دون أدنى استشارة لشعوبهم، فهل هذا من حقهم يا ترى؟؟؟ أوليس ذلك كافيا لتثور هذه الشعوب ضد هؤلاء الطغاة الخونة، و تزيحهم من الحكم و تكنسهم و تضعهم في مزبلة التاريخ.         سيبعث هؤلاء الحكام الخونة الجنود الأبرياء من الجيوش العربية و الإسلامية إلى العراق لدعم المستعمرين هناك، تماما في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول، التي سبق لها أن وقعت في شراك الأمريكان و أرسلت جيوشها إلى هناك، بالانسحاب من العراق بعد أن وقفت بنفسها و تحت محك الواقع الأليم، على عدوان و بطلان و فساد هذه الحرب الاستعمارية العدوانية، و على كذب و بهتان الإدارة الأمريكية.         سيجيبنا بعضهم، إن الجيوش العربية و الإسلامية التي سوف تذهب إلى العراق سوف لن تشارك في القتال ضد العراقيين، و سوف لن تقاتل تخت الراية الأمريكية، و إنما سوف تساهم في حفظ الأمن في هذا البلد الذي لم يعد فيه أمن، و سوف يقومون على حماية مقر بعثة الأمم المتحدة فقط. و نحن نجيبهم على دعاواهم الكاذبة بأن الأمن الذي يريدون حفظه ليس شيئا آخر سوى مقاومة المقاوة العراقية التي تعتبرها الجيوش الغازية و الحكومة العميلة المنصبة إرهابا و ليست مقاومة وطنية تحريرية مثلما هو الحال في الحقيقة. أما بعثة الأمم المتحدة، إن كانت الأمم المتحدة رافضة لغزو العراق و رافضة للحرب الطاحنة ضد الشعب العراقي التي تقوم بها الجيوش الغازية فما عليها إلا أن تنسحب من العراق للتعبير عن رفض الأمم المتحدة للإجرام الذي تقوم به القوات الغازية في العراق. إن بقاء البعثة الأممية في العراق في هذا الظرف الصعب لا يعبر في الحقيقة إلا على انحياز المنظمة الأممية إلى جانب الغزاة المعتدين. و من هنا فإن حماية البعثة و مقرها هو عمل عدواني لا يصب إلا لصالح دعم التواجد الاستعماري في العراق. و لو كانت البعثة الأممية تعمل لصالح العراق لكانت المقاومة الوطنية هناك من حماتها. و إذا هاجمتها المقاومة و استهدفتها فلأنها منحازة للمستعمر معادية للمقاومة، و بالتالي معادية للعراق و للشعب العراقي. و بعثة أممية هذا حالها لا تستحق أن تقوم بحمايتها الجيوش العربية و الإسلامية.         في إطار كل هذه الملابسات تطالعنا الأخبار بأن حاكم تونس الطاغية، هذا العميل المحنك في العمالة قد استضاف في تونس بعض الدول العربية، ذات القيادات العميلة الخائنة مثله، للتباحث معها بقصد إرسال قوات إلى العراق استجابة لمطلب السيد الأمريكي و لمطلب عملائهم في الحكومة العميلة المنصبة في العراق. و لو كان للطاغية التونسي و من معه، الحد الأدنى من الكرامة ما كانوا ليستجيبوا لهذين المطلبين أبدا. فالأمريكان هم غزاة العراق و لا يعقل الاستجابة لمطلبهم بإرسال قوات عربية للعراق لمعاونتهم على صنيعهم العدواني الآثم، بل كان من الواجب التبرؤ من الأمريكان و شجب غزوهم للعراق بدل الاستجابة لمطالبهم و الوقوف إلى جانبهم. أما الحكومة العميلة الخائنة المنصبة في العراق و التي لا تمثل في شيء الشعب العراقي و ليست منه، كان من الواجب أيضا عدم الاعتراف بها و التبرؤ منها و رفض استقبال ممثليها، و صد الأبواب دونهم، بدل الاعتراف بها و الاستجابة لمطالبها.         إذن فعملية إرسال قوات إلى العراق من قبل بعض الحكام العرب الخونة من أمثال الطاغية المتمرغ في الخيانة في تونس، يعتبر عمل عدواني و خياني ضد العراق و ضد الشعب العراقي و ضد الأمة العربية و الإسلامية، لا يتحمل وزره إلا هؤلاء الخونة الذين أمروا به، أما الشعوب العربية و الإسلامية فهي منه براء، بل من واجبها أن تمنعه و تثور على الذين أمروا به و تعاقبهم عليه، و تقصيهم من الحكم.                     و من المفيد أن نتساءل عن الأسباب التي دفعت بهؤلاء الحكام العرب و المسلمين الخونة لإرسال جنودهم للقتال تحت الراية الأمريكية و لحماية الجيوش الأمريكية و الجيوش الحليفة لها، و لمقاتلة المقاومين الوطنيين العراقيين الذين يقاتلون بشكل شرعي من أجل تحرير بلدهم من المستعمر الأمريكي و حلفائه؟؟؟         نحسب أن الأسباب التي دفعتهم لذلك هي كالتالي:         ـ الامتثال لأوامر السيد الأمريكي ولي نعمتهم و حامي ملكهم، و السعي في مرضاته، بعد أن أوجد لهم الغطاء المطلوب و المتمثل في تنصيب الحكومة العراقية العميلة له. إذ أن هؤلاء الخونة يدعون كذبا و بهتانا أنهم نهضوا لنصرة إخوانهم في العمالة و الخيانة من أعضاء ما يسمى بالحكومة العراقية الجديدة المنصبة.         ـ أما الدافع الثاني الذي دفعهم لذلك هو الطمع، ذلك أنهم يستعملون جيوش بلدانهم كمرتزقة سيتقاضون على إرسالها إلى العراق أموالا طائلة سيضعونها جملة في جيوبهم و سوف لن يقدر أحد في بلدانهم على محاسبتهم عليها.         ـ و الأهم و الأخطر من كل ذلك أن المقاومة الوطنية العراقية توحي بطلوع فجر جديد في المنطقة، ليس لصالح العراق فحسب و إنما أيضا لصالح كل شعوب المنطقة، إذا ما كتب الله تعالى النصر لهذه المقاومة. فهذا النصر سيعجل إن شاء الله تعالى بانهيار النظام العربي الفاسد الراهن و بقيام نظام عربي جديد سليم. فالمقاومة هي بالتالي تعمل لصالح الشعوب و لصالح الأمة، و ليس لصالح هؤلاء الحكام العملاء و الخونة و الطغاة. إذن فهؤلاء الحكام إذ هم يعادون المقاومة الوطنية العراقية و يجتمعون على مقاومتها و القضاء عليها و الوقوف إلى جانب الغزاة الأمريكان و حلفائهم، و إلى جانب عملائهم الذين قاموا بتنصيبهم على رأس العراق، إنما هم يدافعون عن أنفسهم و عن استمرارهم في الحكم و عن مصالحهم العاجلة و الآجلة. فالمسألة إذن هي مسألة مواجهة بين قوة التغيير الثوري و قوة التغيير و الإصلاح و التجديد في البلاد العربية و الإسلامية و المتمثلة في المقاومة الوطنية العراقية و الحشود الجماهيرية الغفيرة التي تؤيدها و تقف إلى جانبها في سائر البلدان العربية و الإسلامية من جانب، و بين قوى العمالة و الخيانة و الجذب إلى الوراء و التشبث بالوضع الموبوء الراهن، و المتمثلة في حكام السوء القائمين اليوم على رقاب الشعوب و القوى الاستعمارية الماكرة التي تدعمهم.           أمام هذا الوضع على الشعوب العربية و الإسلامية أن تنهض و تقوم بما تراه هو من واجبها، و على الجيوش العربية و الإسلامية التي سيرغمها الحكام الخونة على الذهاب إلى العراق أن تعرف في أي اتجاه يجب عليها توجيه أسلحتها.   صالح كركر 31 يوليو 2004        

 
الرؤية الفكرية والمنهج الاصولي لحركة النهضة التونسية

 نظراتمتانية وتاملاتهادئة

 

المصافحة الثالثة عشر

 

    الهادي بريك/المانيا  

المحور الاصولي هو الجزء الثاني والاخير من الوثيقة التي نحنبصددها لذلك تطلب منا الامرتاملا في القضية الاصولية عامة ضمن هذه المصافحات المخصصة للتوطئة العامةالمؤطرة لحسن فهم الوثيقة وهو فهم لايتاتي بغير فهم المسائل التي سبقتالاشارة اليها كعلم الكلام ومختلف مدارسه ومتعلقاته .

اذا كان علم العقيدة يساعد على فهم الفرق العقدية فان علم الاصول يساعد على فهم مختلف المناهج الاصولية بصفة عامة ومسالة الاصول بصفة خاصة والاصول المعنية هنا هي اصول الفقه والفقه يعني السلوك والممارسة وكل ذلك يتضمنه قوله عليه السلام  » قل آمنت بالله ثم استقم ». ولم تخل دعوة للايمان في القران او مدح لاهله الا مقرونة بالعمل الصالح فالعلم في ميزان الاسلام هو العلم العامل اما العلم الخامل فضلا عن المخذل فهو اقذع الجهل وان تسمىاهله بالعلماء فالعبرة بالمسميات لابالاسماء كما هو مشهور عند اهلالفقه .

ماهو علم اصول الفقه ؟:

الاصول هي المنابع والقواعد التي ينبني عليها ما يليها من فروع وهو من جذر وصل وغيرت فاء الفعل لانها قابلة لذلك باعتبارها حرف علةوابدلت باقصى حروف الحلق مخرجا لمناسبة معنى المنبع الاصلي والقاعدةالاولى فالتناسب بين المبنى والمعنى دوما من لازمات اللغة العربية . والفقه هو حسن الفهم وهو حسن يتضمن الصحة والعمق فاصول الفقه هي القواعد والوسائل والمعاني التي يستخدمها الفقيه او المجتهد لبناءالاحكام عليها سواء كانت احكاماتكليفية وهي خسمة معروفةاو اقتضائية معلومة منادلتها التفصيلية  وهياصول لها اصول ولها فروع بمعنى ان علاقتها النسبية في حركةفسيفسائية هرمية عجيبة ومنها ماهو منصوص عليه سواء بشكل صريح صحيح او عبر الاستنباط من الاشارة او الاقتضاء ومنها ما يحتاج الى اجتهاد كبير ولابد من الرجوع الى مظانها لفهمها وخاصة ما كتب فيها عبر الطريقة الفقهية لا الكلامية وهو علم كغيره من العلوم التي دونت بعد الفترة الذهبية الاولى بحيث استبطنت شيئا منحدام الخلافات احيانا وغفلت عن واقع الناس احيانا اخرى غير انها لبت حاجة حقيقية للمجتمعالاسلامي يومها فلما جثم الانحطاط على الناس وعكفوا على ما تركه الاوائل بالتحشية والشرح والتدوين الشعري وغلب التقليد وصلت الينا تلك العلوم أي اكثرها وليس كلها مفصولة عن واقعنا الذي تغير بشكل كبيرجدا وبدا جهد الناس من العلماء المعاصرين كانه نقض للاصول في ذهن العوام واشباههم وهي معضلة حقيقية ومعلومان اول من دون في ذلكالامام الشافعي برسالته المشهورة .

امثلة من الاصول القرانيةوالنبوية :

1 ــياايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولىالامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيرواحسن تاويلا  » وهو اصل دستوري عام مطلق شامل باتم معاني العموموالاطلاق والشمول والرد الى الله والرسول يعني الرد الى القران والسنة وطاعةاولى الامر تعني طاعةاهل كل اختصاص في اختصاصهم الا في حالة الخلاف الذي يرفعه الامامالزاما عمليا لا نظريا وهي طاعة تبعية لااصلية بحكم العطف .

2 ــواذا جاءهم امر منالامن او الخوفاذاعوا به ولوردوهالى الرسول والى اولىالامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم « .

3 ــ  » يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهموالاغلال التي كانت عليهم ... »

4 ــ  » لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوااليهم ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدينواخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولهم ومن يتولهم منكمفاولئك هم الظالمون « 

5 ــ  » ان الله يامركمان تؤدواالامانات الى اهلهاواذا حكمتم بن الناس ان تحكموا بالعدل « 

6 ــ  » لاضرر و لا ضرار  » ـ  » انماالاعمال بالنيات  » ـ « ماامرتكم به فاتوامنه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا  » ـ  » ادرؤوا الحدود بالشبهات  » ـ  » البينة على من ادعى واليمين على من انكر » ـ  وطائفة اخرى كبيرة من الايات والاحاديث التي عادة ما يسميها الفقهاءادلة جزئية واحيانا ترتقيالىدرجة الكليات العامة . فاصل القياس مثلا من القران هو قوله » فاعتبروا يااولى الابصار » واصل الاجماع  » ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم  » واصل الاستصلاح  » واثمهما اكبر من نفعهما  » و  » الخمر ام الخبائث  » واصل العرف  » وامر بالعرف  » واصل الاستصحاب  » ان اموالكمواعراضكم عليكم حرام  » الخ… .

اصل الاصول :

اصل الاصول هو المنهج القراني القائم على اتباع المنطق في العقليات والصحة في الخبريات والتجربة في الكونيات ولن نفصل فيه هنا ونكتفي بالقول بان الشريعة حيال التشريع اما اخبارية في الغيب او انشائية في العبادة او اقرارية في العادة وبين الامرين صلة موصولة فلاحظها.

اصول الفقه شرعية ولغوية وعرفية :

وهو امر لن نفصل فيه كذلك ولكن لابد من تلازم دليل الشرع مع دليل اللغة مع دليل العرف لاحكام الاستدلال ومراعاة التوازن بين الكتاب والميزان كمنزلين الهيين من السماءلاصلاح واقع الناس .

ما هو موضوع علم اصول الفقه ؟:

الحكم على الفعل البشري هو الموضوع المحوري لعلم اصول الفقه وهو حكم لا ينتظر الفعل حتى يحكم عليه بعد وقوعه بل يرعاه خاطرة مستترة في الضمير غائرة في النفوس ثم فكرة ثم هما ثم ارادة ثم معركة بين داعياتالهوي والعقل ثم يرصد ملابسات وقوعها ضعفا وقوة وطيبة وخبثا وحاجة واكراها ثم يحكم ويعرض العفو والتوبة والحكم يتناول مباحث الحاكم ومرجعية الحكم والحكم ذاته والمحكوم به والمحكوم عليه والمحكوم فيه والمحكوم له او عليه واصل الحكم ومقصده . فموضوع علماصول الفقه هو حياة الناس فوق الارض .

النبوة ترسم اصولالفقه :

لما ارسل عليه السلام معاذا الى اليمن قال له بم تحكم فقال بكتاب الله فقال فان لم تجد قال فبسنة رسوله عليه السلام فقال فان لم تجد قال اجتهد رايي ولا الوي فقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله الى ما يحبه الله ورسوله . ولما ساله بعض الصحابة عن الامر ينزل بهم فقال عليه السلام اجمعوا له الناس ولا تقضوا فيه برايواحد . ولما بلغه ان بعضا من صحابته اشار على امير لهم بالاغتسال من جراحة او مرض فمات قال قتلوه قتلهم الله انما كان يجزيه ان يتيمم لم لم يسالوا اذ لم يعلموا انما شفاء العي السؤال .

النبوة رسمت اذن ثلاثة اصول للفقه وهي الكتاب فالسنة فالاجتهاد وهذاالاصل الاخير يتحققاحيانا بالشورى واحيانا بالسؤال أي طلب العلم واحيانا بالاجتهاد الفردي وذلك حسب الحالة .

اصول الفقه منطق الاسلام :

هكذا قال اكثر من فقيه من مثل العلامة ابن خلدون فهو يفسر شريعة الاسلامواحكامها تفسيرا معقولا معللا مقصدا بتعبيرالامام الشاطبي يقنع المخالف وان عاند ويطمئن الموافق وان عصى فمن ذلك ان الكتاب الكريم يستخدم المنطق العقلي الصرف في مسالة الاعتقاد كما هو الحال في نفيه سبحانه الولد عن نفسه لانتفاء الصاحبة  «  و  » لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا  » وقوله عليه السلام  » ارايت لو وضعها في الحرام اليس عليه وزر  » وذلك في الحديث المعروف بحديثالدثور وقوله عليه السلام عن الرجل الذي مات بعد موت شقيقه بعام انه اكثر اجرا وعلل ذلك بقوله عليه السلام  » اليس قد صلى بعده كذا ركعة وصام كذا يوما … » وقس ذلك على سائر شعب الاسلامالا ما كان في تفاصيل العبادة من هيئات ومواقيت ولهذهايضا منطقها المنسجم مع منطق الاسلام باسره لكن جهلنا لذلك لا يعني خلوها من التعليل فان غاب عنا ذلك فان اكبر علة لمثل تلك العبادات هي علةالاتباع والطاعة والتقوى والعلتان ما جهلنا وما علمنا تتكاملان.

علم اصول الفقه راسه الدليل وعموده العلة وذروة سنامه اصلاح حال الانسان :

في البداية لابد من الاشارة الى قاعدة اصولية عظيمة الاثر خاصة في حسم الخلاف وجعله اختلاف تنوع وتكامل لا اختلاف تضاد وتلاغ وهي :اذا تسرب الى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال . وحري بكل طالب علم صادق يحترم نفسه وضع هذه القاعدة بين عينيه كلما ناظر او جادل او انتصر لرايه .

مباحث الاستدلال لا يحيط بها محيط لذلك لن نتناولها هنا ولكن اشير فقط الى ان اخطر ما يواجه العلماء وطلبة العلم هو سوء الاستدلال ومعناه وضع الدليل في غير موضعه او تقديم دليل جزئي على كلي او ظني على قطعياو عام على خاص لان الخاص اقوى دوما كما ان من مظاهر سوء الاستدلال الجهل بوجود معارض مساو او اكبر من الدليل المعتمد كماان طلبة العلم يواجهون مشكلة الجهل بمخصصاتالادلة اذ يحصرها الكثير منهم على المنقول دون المعقول وعلى المنطوق دون المفهوم وعلى النسخ دون تخصيص العام وتقييد المطلق بل انه ترد احيانا حالات تتولى فيها مصادر متفق عليها كالاستصلاح والاستصحاب والاستحسان والعرف وغيرها تخصصادلة من القران والسنة والاجماع والقياس مراعاة للضرورة او دفعا لحرجاو فتحا او سدا لذريعة خير او شر .

ومن ابرز المواضع التي تشتبك فيهاالادلة مع العلل ما عرف بمبحث تخصيص القياس الجلي واحيانا الخفي كذلك لحديثالاحاد وهو العمل الذي اشتهرت به مدرسةالراي لابي حنيفة النعمان رحمه الله وليس السبب الوحيد في ذلك كما يوهم بعض الناس بعد العراق عن موطن الحديث بل كذلك وهو الاهم تطور الحياة العراقية تطور تعقيد وتشابك مقارنة مع المدينة وليست مواضع التخصيص هذه سوى فروع العبادات وهي قليلة ولكن حيزها الاكبر في مصالح الناس من بيوعوانكحة كما ان تلكالاحاد عادة ما تكون مراسيل وليستمسانيد واحيانا تكون مراسيل غير الصحابة وذلك بخلاف ما عرف عن الامام احمد بتقديم الحديث الضعيف عن القياس والعبرة كلها هنا لطالب العلم ليست المفاضلة والانتصار لمذهب دون اخر بل هي تذوق حلاوة الاختلاف العلمي بحسب اختلاف الاصول الفقهية المتخذة وملاحظة سعة الشريعة ومرونتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان ومناسبتها لكل سالك مطلقا فهو تعدد ازدواجي جعله الله دليلا على وحدانيته سبحانه فمن لم يلحظ هذا فليس له من العلمشئ اذلاعبرة بعلة الزوجية بعد تيسير الحياة وفقارادة الله سبحانه سوى التدليل على وحدانيتهاعظم ا لحقائق واجلها بالخدمة والغرس عبر النظر في الكون والتاريخ والمادة لا عبر الجدل الفارغ فراغ اهله .

ومن الاثار الدالة على ان اصول الفقه ذروة سنامه مصلحة الانسان تبديل عدد مراتالاذان من لدن الصحابة بعد موته عليه السلام سواء في الجمعة او في صلاة الظهر وتبدل الحكم فيضوال الابل من عهده عليه السلام ا لى عهد عمر الى عهد عثمان ومسالة تضمين الصناع وهي مخالف للقياس الجلي المحكم نشدانا لمصلحة الناس و الامثلة  بالالاف و انما المدار فيها على مصلحة الانسان في معاشه ومعاده والمصلحة دليل قطعي ثابت يقيني بالنص المفسر المحكم فمن اهملها اهمل الدين ومن ضيعها ضيعالانسان ومن ضيع الانسان هدم بناء الرحمان سبحانه.

مادة اصول الفقه شاملة تتوسع باستمرار :

تنشا كل العلوم واحدة ثم ما يلبث احتكاكها بالواقع ان يولد منها فروعا سرعان ما تتأصل فعلم اصول ا لفقه على سبيل المثال نشا مقرونا في البداية بعلم اصول اللغة وعلم المقاصد ثم سرعان ما استقلت اللغة ثم المقاصد نسبيا ثم مقامات ا لمشرع باكثر نسبية ولو قيض الله لعلوم الشريعة من يخدمها لفيفا من الفقهاء العاملين المخلصين المجاهدين لتبلورت علاقة القران بالسنة في محاور علمية اكثر استقلالا وعمقا اذ ان السنة وخاصة السيرة لم تلق من العناية اصوليا وفقهياومقاصديا ومقاماتيا مثل ما لقيه القران الكريم وهو نقص لابد لاهل العلم من العمل على تلافيه.

كما ان من ذلك التوسع المقصود ما عرف بالتفسير الموضوعي الى جانب الموضعي وهو امر لئن بدا منذ قروناوعقود محتشما فانه ظل منقوصا ولاشكان تطور الحياة المعاصرة بحاجة الى انتاج علم اصول فقه مقارن من ناحية مقارنة فلسفية وفكرية بالاخر خاصة ومختص بكل شان على حده ضمن المنظومة الفقهية العامة اذلايكفي ان نردد باناصول الفقه الدستوري والسياسي والمالي والاجتماعي والعسكري والمدني هي اصول الفقه المعهودة المعروفة فذلك صحيح ولكنه غير كاف لعصرنا فضلا عما تحتاجه الاقلياتالاسلامية في الشرق والغرب من اصول اخرى تستظل بالاصولالاسلامية العامة ولكن تلبي الحاجة المعيشةللناس . ومن مظاهر ذلك الشمول كذلك لعلماصول الفقه العلم بالقواعد الفقهية .

علم ا صول الفقه لا غنى عنه لنفي التعصب ودرا الجهل والتعايش مع المختلف :

معلوم ان علم اصول الفقه يجيب عن سؤال لماذا والسائلبلماذا سائل يريد معرفة العلة والمقصد والحكمة والسروالاجابة تعطيه فكرة واسعة ضافية عن سبب الاختلاف بين المجتهدين وهو ما اشبعه العلامة ابن رشد في كتابه في الفقه المقارن بداية المجتهد لما يؤول الى قوله وسبب اختلافهم هو كذا وكذا فقضاء الصلاة مثلا بين المالكية وبين غيرهم اعني الصلاة غير المكتوبة توسع افقك لفهم اسباب وعلل الاختلاف بين الناس منطلقين من وحي واحد وقبلة واحدة وكتاب واحد فالمالكية قالوا بان ما لا يجب فريضة لا يقضى لان القضاء يكون في الدين اما التطوع فلا قضاء فيه بخلاف غيرهم والنيابة وقضاء العبادات عنالاموات ومن في حكمهم بين لزوم  العبادة البدنية وتعدي المالية والعبرة في ذلك كله بقول اهل العلم بان من لم يعرف اختلاف العلماء فلم يشم رائحة الفقه فتعرف بتوسع وتعرف على العلة والسبب والباعث على الاختلاف ثم اخترالراي المناسب عن بينة وروية ودليل ولا تتعصب واقرأ سيرة الفقهاء الاوائل الذين يترك الواحد منهم القنوتلامامته قوما لا يقنتون ويراعي الواحد منهم اختلاف الناس عن علم وعن ادب جم غفير وحياء كحياء العذراء في خدرها اما التشدد كما قال فقيه الزهاد وزاهد الفقهاء سفيان ا لثوري رحمه الله فيحسنه كل احد لان راسماله حرفان اثنان لا ثالث لهما  » لا » .

 

والى مصافحة تاليةواخيرة في الموضوع الاصولي نخلص بعدها الى الشرح الموضعي للوثيقة التي نحنبصددها استودعك الله اخاالاسلام دينك وامانتك وخواتيم عملك.

 


 

المغرب: دخول الجزائريين دون تأشيرات

وحدة الاستماع والمتابعة- إسلام أون لاين.نت/ 31-7-2004

 

أصدر المغرب قرارا بإلغاء التأشيرات المفروضة على الجزائريين الراغبين في زيارة المملكة، فيما اعتبرته الصحف الجزائرية خطوة نحو إنهاء عشر سنوات كاملة من التوتر بين البلدين الجارين.

 

وقالت وكالة الأنباء المغربية السبت 31-7-2004: إن هذا القرار اتخذ يوم الجمعة 30-7-2004 بموجب « تعليمات عليا » أصدرها الملك محمد السادس، موضحة أن دخول الجزائريين الأراضي المغربية لم يعد خاضعا للإجراءات المطبقة منذ عام 1994، وذلك اعتبارا من يوم الجمعة 30-7-2004.

وفي 26 أغسطس 1994 فرض المغرب على الجزائريين الحصول على تأشيرات بعد اعتداء استهدف فندق « أطلس أسني » في مدينة مراكش نفذه مغاربة، واتهمت الرباط أجهزة الاستخبارات الجزائرية بالتورط في الهجوم.

وردت الجزائر في اليوم التالي باتخاذ قرار مماثل حيث فرضت تأشيرات دخول على المغاربة الراغبين في دخول الجزائر، كما قررت « غلق الحدود البرية مع المملكة المغربية مؤقتاً ».

 

تحسين العلاقات

وقالت الوكالة المغربية: إن قرار إلغاء التأشيرات يترجم « عزم المملكة المغربية ورغبتها الصادقة في تحسين علاقاتها مع الجارة الجزائر… وخدمة للتقارب بين الشعبين المغاربيين الشقيقين وتعزيز علاقات التعاون والتفاهم بين البلدين ».

وأعلن القرار الملكي رسمياً بعد دقائق فقط من استقبال السيد محمد بن عيسي وزير الخارجية المغربي، سفير الجزائر بالرباط السيد بو علام يسامح، والذي أبلغه بقرار المملكة.

 

ينهي التوتر

وتصدَّر القرار المغربي الصفحات الأولى من الصحف الجزائرية، التي اعتبرته خطوة نحو إنهاء 10 سنوات كاملة من التوتر بين الجارين.

وقالت صحيفة الخبر الجزائرية في عددها الصادر السبت 31-7-2004: « إن قرار الجزائر فرض تأشيرات دخول على المغاربة عام 1994 اعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل حينما اتخذت المغرب إجراءات ضد الجزائريين، إلا أن قرار الرباط الجديد يضع الجزائر في وضع حرج؛ فبالإضافة إلى اضطرارها لرفع التأشيرات على المغاربة فإن الجزائر ستضطر أيضا إلى مراجعة موقفها من قضية غلق الحدود البرية، وهو الإجراء التي اتخذ… ردا على الموقف المغربي (عام 1994) ».

وأضافت الصحيفة: « يمثل إعلان وزير الداخلية يزيد زرهوني ونظيره المغربي مصطفى الساهل قبل أسبوع عن تشكيل لجنة أمنية مختصة تتولى تأمين المناطق الحدودية بمثابة إنهاء للمبررات الأمنية التي كانت تقف وراء التمسك بقرار غلق الحدود ». ولم يصدر حتى الآن رد فعل جزائري رسمي بشأن القرار المغربي.

وكان مراقبون سياسيون مغاربة قد أشاروا في تصريحات سابقة لشبكة إسلام أون لاين إلى أن التقارب المغربي الجزائري الأخير أصبح يشكل مطلبا ملحا للقوى الغربية، خصوصا الولايات المتحدة، على خلفية توحيد جهود البلدين فيما يطلق عليه « الحرب ضد الإرهاب » التي توليها واشنطن أهمية قصوى.

وتتمسك الجزائر بموقفها الرافض بشكل قطعي لأي مفاوضات مباشرة حول ملف الصحراء مع المغرب نيابة عن جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر، والمطالبة باستقلال الصحراء عن المغرب؛ لأن ذلك يخل بمبدأ « حق الشعوب في تقرير المصير »، حسب المسئولين الجزائريين.

في المقابل يرفض المغرب -الذي يطالب بالتفاوض المباشر مع الجزائر- أي حل قد يمس بسيادته على الصحراء التي تعتبر « قضية وطنية مقدسة »، ولا يقوم استقرار المغرب الداخلي إلا باستمرارها تحت سيادته.

ورغم وجود خلافات بين البلدين فإن عبارات « الود والمجاملة والمشاعر الأخوية » تملأ البرقيات التي يتبادلها قائدا البلدين في المناسبات الوطنية المختلفة.

 

 (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 31 جويلية 2004)


 

 سياسة الخلط

محمد كريشان

جولة رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي في عدد من العواصم العربية كشفت بجلاء كيف تحولت قضية احتلال بلد بكامله، مهما اختلفت وتنوعت التسميات وفق التعبيرات الدولية المطاطة، إلي قضية أمنية لا غير تشبه وضعية أي بلد آخر يعاني من قلاقل داخلية لا علاقة لها بغزو أجنبي بات جليا الآن كم كانت مسوغاته واهنة وهن بيت العنكبوت.

وإذا ما كان اختزال قضية العراق الآن ضمن هذا الإطار الأعور هو الأمثل بطبيعة الحال لحكومة علي شاكلة تلك القائمة في بغداد، فإن التجاوب الذي أبدته الدول التي زارها لهذا المنطق أظهر في النهاية أن ارتهان القرار العربي بالكامل لواشنطن ليس معضلة حكومة علاوي لحالها إنما هو جوهر العمل العربي المشترك الوحيد القائم فعليا الآن علي أرض الواقع.

من هنا فقط نفهم تلك السعادة الطفولية تقريبا التي كانت تعلو ملامح علاوي وهو يلتقي قادة دول مثل مصر وسورية بالخصوص وذلك الانشراح الغامر وهو يوقع اتفاقا أمنيا مع دمشق أو وهو يستمع إلي رئيس وزراء مصر الجديد يتحدث عن كيفية استفادة بغداد من تجربة القاهرة في مجال مكافحة الارهاب لأن كل ما سبق أوضح لهاتين العاصمتين وغيرهما أن ما حدش أحسن من حد وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الأم الحنون الراعية للجميع، وبالتالي فلا مجال لأي منها لعتاب بغداد أو المزايدة عليها.

وإذا ما كانت القاهرة أو دمشق قادرتين طبعا علي إيجاد مختلف التبريرات لسياسة من هذا القبيل فإن بغداد بلا شك هي المؤهلة أكثر من الجميع للتدثر بهذا المنطق لأنه في النهاية إذا كانت دول تقول إنها مستقلة وسيدة قرارها ـ دعك ممن تري نفسها أصلا في معادلة صراع مع الولايات المتحدة ـ غير قادرة علي عدم التجاوب مع أوامر واشنطن وتعليماتها أو التمرد عليها فكيف يمكن أن يكون الحال مع حكومة نصبتها واشنطن نفسها ولا يري رئيسها أي حرج في الاعتراف بأنه عمل مع المخابرات الأمريكية والبريطانية وغيرهما وأنه هو صاحب معلومة الـــ 45 دقيقة المذهلة التي ورطت توني بلير وأنه هو من يزود القوات الأمريكية بالمعلومات الاستخبارية التي علي أساسها تشن غارات علي الفلوجة وغيرها!!

وإذا ما استقرت الأمور علي هذا النحو تصبح عملية الخلط الرسمية المعتمدة داخل العراق محمية عربيا ودوليا مما يتراجع معه أي توجه حقيقي أو مفترض لمتابعة الشأن العراقي الداخلي خارج التصور الذي تدعمه واشنطن. ومن هنا يصبح مثلا البحث عن تلك الفروقات البديهية بين المقاومة والارهاب ترفا لا يجازف أحد بالخوض فيه ـ خاصة أنه غير محسوم الآن في فلسطين نفسها ـ تماما كالاصرار علي أن القوات المرابطة الآن في العراق هي قوات احتلال اكتفت فقط بتغيير اسمها وقبعاتها بتزكية من الأمم المتحدة التي تجد نفسها لأول مرة تقريبا مهمومة بإيجاد صيغ لمحتل للخروج من ورطة حرب خاضها رغم أنف الجميع وخارج سياق أي غطاء دولي سليم أو مفتعل.

وفي أتون هذا الخلط أيضا تزداد حدة الجدل الدائر بين العراقيين أنفسهم حول استهداف المدنيين العراقيين أو رجال الشرطة وأي معني لعمليات من هذا القبيل خاصة في ظل تنامي التنديد بها من الجميع تقريبا وحرصهم علي عدم إلصاق المقاومة بها لأن في ذلك تشويها فظيعا بها.

ويبقي في كل ذلك لغز وفزاعة أبو مصعب الزرقاوي هو المستعصي علي الفهم لأنه من ما من أحد بقادر علي أن يري كل هذه الآلاف من الجنود الأمريكيين ومن معهم من جنود آخرين وعيون مبثوثة في كل مكان عاجزين تماما أمام حفنة من الإرهابيين فضلا عن استمرار التركيز علي أن كل مشاكل العراق آتية من تسرب مقاتلين أجانب عبر حدود دول الجوار وهو اتهام إلي جانب كونه مبالغا فيه علي أقل تقدير يوحي وكأن كل هذه القوات الأجنبية علي أرض العراق هم من مواليد الكرادة والأعظمية والبصرة والنجف.

إنه خلط متعمد لكل الأوراق وقلب مقصود لكل منطق سليم… لكنه بالتأكيد لن يستمر حتي ولو حرصت حكومة العراق المؤقتة علي ضمان حزام أمان لها في المحيط العربي الرسمي لأن لا أمان إلا ذلك النابع من أبناء الشعب، من ضميرهم وحسهم الوطني الذي لا يخيب والذي من الصعب أن يستسيغ بعد سنوات المعاناة الطويلة العمالة بديلا للدكتاتورية والاستبداد.

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 جويلية 2004)


الإبتسامة وحدها لا تكفي للإصلاح

خميس الخياطي (*)

منذ سنين مضت، تواجدت بالجماهيرية الليبية في مهمة صحافية. وبما أنها كانت الزيارة الأولي (وأصبحت الأخيرة)، عمدت كما هي عادتي في أسفاري الي معرفة شواغل الناس من سواقي التاكسي والمقاهي الشعبية وعناوين الصحف وما تبثه التلفزة. إكتشفت يومها أن التلفزة الليبية رائدة في ما وصف في أمريكا بـالـ رياليتي شو ، بمعني نقل الواقع دون مساحيق ولا تجميل. هي ميزة ديمقراطية أن تجعل الواقع يكشف عن نفسه ويتعري وهو أمر إيجابي إن لم نأخذ في الحسبان جانب تلفزة المراقبة بمفهوم التلصص، او كما يقول أهل مصر البصبصة . والتلصص يعتبر في علم النفس العيادي عنصرا من عناصر الحرمان بجميع أجناسه. إن النظر ذاك النشاط الموجه نحو شيء خارجي (يتبدل الي) رغبة في الإظهار والإستعراضية (من مفهوم فرويد) او به يتبدل شيء ما ليصبح فرجة لـ ضيوف هوائيين وغير مرئيين (كما كتب لاكان).

كانت التلفزة الليبية، بعد منتصف الليل، تفتح بثا مباشرا من كاميرات عدة منصبة علي الساحة الرئيسية بالعاصمة دون تعليق او تغيير في اللقطات او أية مؤثرات صوتية ولا مرئية إلا تغيير في الزوايا. الصورة صورة ساحة ليلية عادية او تكاد. الأصوات أصوات خام من وشوشة الناس ووقع أقدامهم الي محركات وسائل النقل. الحركة عادية لو لم تلتقطها عدسات الكاميرات فتجعل منها حركة إستثنائية. ويمر الزمن مطاطيا ولا تحدث الدراما التي، علي حد قول، هيتشكوك هي الحياة التي خلعت منها لحظات الرتابة والملل … الواقع الجماهيري كما هو، فراغات هي من قبيل الكائن، أملا في أن يحدث ما يخل بنسق الطبيعة العامة.

والتلفزة بتركيزها عليه تعتبره سمات واقع عادي، بسيط، ربما لحين… وبالطبع لن يحدث شيء لأن هامش الصورة قد جرد مسبقا من شوائب عاديته. وطيلة البث الذي يدوم الساعات الطوال، لن نتبين إن كان هذا النقل المباشر عملية تعرية للواقع من مفهوم الكتاب الأخضر ام إنه، من زاوية عيون الأمن، مراقبة وإقتناص له وتلصص عليه من ضيوف هوائيين وغير مرئيين لإبعاد كل رغبة في إضفاء الدراما عليه بتنقيته من الرتابة والملل. الفرجة موجودة كخيط شفاف أرفع ما يكون لمن يتحلي بالصبر كما لو كنا أمام أفلام شانتال آكرمان او جان ماري ستروب و دانيال ويليي : لا شيء يحدث الي أن يحدث الشيء الذي قد لا يحدث. وبالتالي يكون المشاهد بين حالتين: إما أن يكون مع الصورة فيعيرها من فراغاته النفسانية وفضوله المعرفي ما يريد او أن يكون ضدها، فيهوي في فراغاتها وينشأ الملل. وهو التعريف الرئيسي لمفهوم التشويق الذي تقوم عليه الأفلام والبرامج البوليسية. وبالمناسبة، برافو للشرقية علي ما بثته عن بحيرة دوكان بالسليمانية. ذات اسلوب تلفزة الجماهيرية ولكن تشع الحياة من كل صورة به. هو الحرية… حتي أنت يا مصرية ؟ خلت تلفزة الجماهيرية العظمي هي الوحيدة من بين تلفزات العالم التي تتجرأ علي قتل الصورة بإفراغها من جوهر حركيتها وتسليمها هيكلا جافا لإجتراف الزمن الغادر. وخاب ظني لأني اكتشفت الاسبوع الماضي أن الفضائية المصرية الأولي لها القدرة الفائقة علي منافسة تلفزة الجماهيرية.

ويتعلق الأمر بالبث المباشر للحفل الإفتتاحي لمهرجان السياحة والتسوق في دورته السابعة. ومن يقول حفل ومهرجان يقول نشر الفرح وانتشار الحركة وقلب موازين الواقع لولوج عالم الأحلام. ومن يقول سياحة وتسوق يقول الخروج عن المسالك المعبدة والبحث في ما لم يكن في المتناول. ما قامت به التلفزة المصرية هو عكس ذلك كله، أي أنها فيما نقلته للنظارة لا يعدو أن يكون حفلا خيريا لغرض غير خيري. لنترك جانبا الإضاءة التي لم تمح ظلمة البلاتوه، لنترك كذلك الديكور كأنه مستوحي من بوابة الكواكب في سلسلة ستارغيت وان التلفزية ونأتي الي نباهة المخرج وسرعة بديهته في نقل أحداث الحفل. الصديق إبراهيم العريس، حينما كنا نعمل في مجلة اليوم السابع ، كان يقول بلهجة المتحسر علي فقدان شيء عزيز: لقد أصبحت مصر بلد أي شيء وكيفما جاء (وهو تعبير فرنسي)… بلدان عربية أخري نسجت اليوم نسيجها.

المخرج ومصوروه كأن بهم مغصا شلهم عن الحركة. فكنت تشاهد لقطات لا معني لها في سلم اللغة المرئية، لا هي مفرحة ولا هي محزنة مثل لقطات طاولات السفرة الفارغة ولا أحد من حولها إلا بعض خيالات المآتة. خشبة الحفل خاوية، كئيبة مثل عيد وطني. لقطة زوم بطيئة مرة وألف مرة لبرج ناصر… وهكذا الي أن يعلن عن أستعراض لفرقة هاني الهادي. وهنا أتوقع أن أم كلثوم خضت في قبرها جراء الجريمة المقترفة في حقها. مجموعة من الشباب باللباس الأسود والنظارات السود يرقصون – لنقل أنه من قبيل الرقص – علي نغم من أنغام كوكب الشرق في توزيع تكنو وبصوت هو من أزيز المنشار. موسيقي مكهربة هي أقرب الي الكهرباء منه الي الموسيقي. وها هي الضحية الثانية بعد اغتيال الصورة. أما الرقص فهو حركات رياضية بدائية وتنشيطية ضد السمنة. فهل تحرك المخرج ليمسنا من بعض ما يراه احتفالا وفنا؟ أبدا. لقد توقف حمار الشيخ علي اللقطة الجماعية الخاوية.

وتأتي رقصة علي أغنية يا بهية وتنتهي وما زلنا مثبتين في مقاعدنا رغم أن الموسيقي (بلاي باك) استمرت لثوان عديدة بعد أن ترك الراقصون الخشبة. وتظهر منشطة الحفل بصحبة شخصيتين يظهر من الوهلة الأولي أنهما من أصحاب القرار. لماذا؟ فجأة، حجم اللقطات تغير وتسرب نبض الحياة في ما كان ميتا. لقد تفطن المخرج أن بإمكانه الإقتراب أكثر من وجوه المدعوين… ونكتشف نحن أن كل الرتابة والملل والسأم وقتل أم كلثوم والصورة والحركة ما كانت إلا لخلق دراما وجود هاتين الشخصيتين بحلولهما وهما وزير الإعلام الحالي (وقد كان وزيرا للسياحة لسنين طويلة بعد أن كان مديرا لهيئة الإستعلامات) ممدوح البلتاجي خلفا لمن تعرفون وأحمد المغربي، وزير السياحة الحالي. مشهد من افلام الرعب حينما يلتقي وزيران للسياحة، فيما سيتحدثان؟ في السياحة طبعا… وبما أن الوزير الجديد يحضر حفلا رتبه الوزير القديم، وبما أن وزير السياحة القديم أصبح وزيرا للإعلام في حكومة نظيف، فقد إتفقا (فيما يبدو) علي أن الأجوبة ستكون علي شاكلة الديك يغني وجناحو يرد عليه . وهنا، وهي علامة عن قلة استقلالية الإعلام الرسمي، تفنن المخرج في تقريب وجوه الوزيرين وبتنا نستمع الي مقدمة الحفل وهي مديرة ظهرها لنا (قلة أدب) الي أن اسعفتها مقدمة أخري. وهات يا حديث عن الإنجازات السياحية ونجاعتها، عن الإحتفالات السياحية التسويقية ومردودها، عن التسهيلات لإسترداد ضريبة المشتريات إن فاقت اربع مئة جنيه (للأجنبي)… كل ذلك من باب الملل في حفل من المفترض أن يكون فرحة وعرسا، كما يحب العرب أن ينعتوا أعيادهم.

وتأتي الجريمة الثالثة في سؤال من قبيل طنا من الكشري. سألت المقدمة الوزير الجديد بلهجة المتفق مسبقا: ماذا يمكن أن يفعل المواطن من أجل مصر؟ (هكذا!). فما كان من الوزير الجديد أحمد المغربي إلا أن يبعث برده كقذيفة هاون قائلا: أن يبتسم للسائح. نحن في مصر لنا أحلي إبتسامة في العالم وعلينا استغلالها . فلنتخيل من الغد أكثر من سبعين مليون إبتسامة تواجه السياح العرب والأجانب… فسيكون مشهدا من أقوي أفلام الرعب. إن كانت هذه أحلي إبتسامة في العالم فعلي السياحة السلام. وتابعت مقدمتا البرنامج استجواب الضيوف المسؤولين. فقال أحدهم وهو رئيس تحرير إحدي الصحف (لم أسجل إسمه) وفي أسهال لغوي: مصر هي البلد الوحيد الذي له الثقل في الشرق الأوسط، وهذا المهرجان هو مهرجان سياسي يساند الإصلاح ويدعم الديمقراطية ويعزز الإستقرار . واش دخل شعبان في رمضان؟ كما يقول المثل الشعبي التونسي. هي الأساس في… الطبل وفجأة ودون سابق إنذار ولا تحية المشاهدين ولا هم يحزنون، يقطع البث وتأتي نشرة الأخبار….. في ذات الوقت، في قناة تعليمية مصرية، برنامج بعنوان تعليم الموسيقي من إعداد ياسر معوض وإخراج سامي فهمي وحلقة عن الإيقاع وخاصة الطبل البلدي (الصعيدي).

وهاكم ما قاله المعد بالحرف الواحد: مصر هي الأساس في الإيقاع. الدول الغربية والعالم أخذت الطبل البلدي وصنعت منه الباتري (الطبل الكبير) والدول العربية أخذته هي الأخري وصنعت الطبل الصغير الموجود في العراق ودول الخليج العربي… آلات الإيقاع المصرية منذ الفراعنة هي المصدر في العالم وأفريقيا حتي في أفريقيا الشمالية والهند… في الطبل، مصر هي المحور الأساسي… . ودعي الموسيقيين والملحنين الي إعادة الإعتبار للطبل الصعيدي في السمفونيات والقطع الموسيقية (الصعايدة وصلم).

حينها، نفهم كيف يضيق الإعلام الرسمي المصري الحصار علي نفسه ويفقد مصداقيته ما دام يشدو بذات النغمة الشوفينية، يستسهل الكلام، يطحن النسبية (في قناة تعليمية) ويعتبر بصفة مرضية أن أم الدنيا هي سرة العالم… وحينما تصل الدنيا إلي هذا السن من الترهل، فإن والدتها لا محالة مصابة بمرض إلزهايمر .

(*) صحافي وناقد من تونس

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 جويلية 2004)

 

 


شرخ عالمي في جدار العار

د. أحمد القديدي (*)

نعيش هذا الأسبوع في باريس أياماً منعشة من النصر العالمي الذي شهدته القضية الفلسطينية منذ الحكم العادل الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بلاهاي إلى اعتبار فرنسا شارون شخصاً غير مرغوب فيه. ولعل الشرخ الذي ضرب السياسة الإسرائيلية في الصميم يتجاوز الجدار العنصري إلى فهم دولي صحيح – رغم تأخره – لحقيقة الصراع الفلسطيني – الإسرائىلي، وحقيقة المظلمة التاريخية الكبرى المسلطة على الشعب الفلسطيني، وحقيقة التهديد الذي تشكله هذه القضية الخطيرة على الأمن والسلام العالميين. ونطالع هذه الأيام الصحف الفرنسية حتى اليمينية منها والمعروفة عادة بتأييدها لإسرائيل (مثل اليومية الشهيرة والأوسع رواجاً: لوفيجارو) فنجدها لاتتردد عن نعت الجدار بأنه «جدار العنصرية» أو جدار «الميز العنصري» وهي تسميات لم تخرج إلى اليوم عن النطاق العربي.

وجاء الحدث الثاني متمثلاً في صدور القرار الأممي المندد بإجماع ساحق بإسرائىل (ما عدا صوت الولايات المتحدة) ودعوتها لتطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحال، وشهد الدبلوماسيون الذين يمثلون دولهم المائة والستين في الأمم المتحدة، كما شهد العالم من خلال الفضائيات كيف تصرف ممثل إسرائىل في اجتماع الجمعية العامة بذلك الصلف المتخلف حين تناول الكلمة ليقول في وجه العالم كله: «نشكر الله على أن مصير إسرائىل لايتقرر في هذه القاعة».

وذلك يعني أن دولة إسرائىل تصر على البقاء خارج القانون الدولي وتعتمد فقط على القوة لا على الحق وعلى التفوق العسكري لا على الشرعية، أي نفس المنطق الأهوج الذي تعتمده الامبراطورية، والتاريخ حاضر ليشهد بأن القوة ليست خالدة وأن التفوق دول تدول وأحوال تحول مثلما قال العلامة ابن خلدون.

ثم جاء الحدث الثالث الذي أكد خروج إسرائيل عن الشرعية الدولية والأعراف الدبلوماسية حين صدع رئيس حكومتها المتهور بنداء للمواطنين الفرنسيين من الديانة اليهودية يدعوهم إلى «مغادرة فرنسا والالتحاق بإسرائىل في الحال!!» فارتجت أركان الجمهورية الفرنسية لهذا التصرف الأخرق وهي الجمهورية التي يعتبرها العالم عن جدارة أم الحريات ومؤسسة التعايش بين الأديان والأعراق والرائدة في فصل الدين عن الدولة ضماناً لحرية المعتقد. ومن المؤكد أن شارون أراد استغلال المناخ الوطني العام السائد هذه الشهور الأخيرة والمتعلق ببعض اعتداءات محدودة واستثنائية على مقابر يهودية.. وإسلامية من قبل شباب جاهل وصعاليك مغرر بهم ليبتز المجتمع الفرنسي ويظهره على أنه مجتمع حاقد على اليهود!

والسبب الحقيقي أفصح عنه سفير الدولة العبرية لدى الأمم المتحدة حين اتهم الاتحاد الأوروبي وفرنسا تحديداً بأنهما كانا وراء المصادقة على القرار الأممي المندد بإسرائيل الثلاثاء الماضي، كما كان الاتحاد الأوروبي هو المحتفظ بصوته في ديسمبر الماضي في التصويت على قرار الخط الفاصل، إلى جانب الموقف الفرنسي من جوهر القضية الفلسطينية وهو موقف مشرف ومستقل وغير قابل للمساومة، وقد تصرف السيد ميشال بارنييه وزير خارجية فرنسا عند زيارته الأخيرة لرام الله وقضاء ليلته فيها تصرفاً رفيعاً من الناحية الأخلاقية والمبدئية، لم يرق لشارون الذي تحول إلى بوق زعزعة الاستقرار في فرنسا وبث البلبلة الدينية والعرقية، وذلك حين تحاول الأجهزة الصهيونية المتطرفة للدعاية إثارة المجتمع الفرنسي ضد الجالية المسلمة في فرنسا وعدد أفرادها يتجاوز الخمسة ملايين. والجميع يذكر الكذبة الكبرى الملفقة التي طلعت بها امرأة محدودة المدارك لتعلن أنها وقعت ضحية اعتداء معاد للسامية في قطار الضواحي يوم العاشر من يوليو حين زعمت أن شباباً مغاربيين وأفارقة هاجموها وركلوا ابنتها ذات الثمانية أشهر ورسموا علامة الصليب المعقوف النازي على بطنها!!!

واهتزت فرنسا من رئيس الجمهورية إلى كل الجاليات دون روية ودون تحقيق! ثم اتضح أن المرأة كذابة ومصابة بمشاكل نفسية وأن الحادثة كلها محض افتراء. وبعد أن كان الشباب المغاربي مشاراً إليه بالبنان ومشتبهاً فيه أصبح رافع الرأس مبرأ من تهم العنصرية وكراهية اليهود، وانقلب السحر على الساحر.

ولا أذكر من هو الحكيم الذي قال: «الحضارة هي أن تبني الجسور وتهدم الجدران» ومع الأسف فإن إسرائيل والنافخ في طغيانها يسيران ضد اتجاه الحضارة.

وقديماً أسس الصينيون سور الصين وهو أحد عجائب الدنيا، وبعد أن تم البناء اخترقه رجل معتوه واغتال امبراطور الصين. ثم أسس السوفييت جدار برلين وظلوا يحرسونه أربعين عاماً ويوم 11 نوفمبر 1989 وبإرادة شعبية تلقائىة تم تحطيم ذلك الجدار والتقى الشعب الألماني في عناق ومحبة موحداً دولته الواحدة رغم الداء والأعداء في منعرج من هذه المنعرجات التاريخية التي تخفى عن المغفلين الخارجين عن منطق التاريخ. وأنصح قرائي الناطقين بالفرنسية أن يطالعوا العدد الخاص من مجلة «بانوراميك» الفرنسية التي صدرت بباريس هذه الأيام بعنوان «جدران ورجال» والتي خصصت ملفها الرئيسي لملف الجدران السياسية عبر التاريخ وآخر الجدران هذا الذي يبنيه متطرف صهيوني كوصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.

(*) جامعي تونسي مقيم بالدوحة

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 28 جويلية 2004)

البداية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.