TUNISNEWS
6 ème année, N° 1827 du 21.05.2005
المجلس الوطني للحريات بتونس: حملة صحفية تشويهية ضد الناطقة الرسمية للمجلس
الجزيرة.نت: تحرك دولي للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين بتونس
الهيئات الأعضاء بإفيكس تحث الاتحاد الأفريقي على حماية حرية التعبير
الحياة: ندوة دولية في تونس عن الاقتصاد المغاربي
إسلام أون لاين: القذافي يتصالح مع « الإخوان » الجمعة المقبل
الجزيرة.نت : سيف الإسلام يستبعد خلافة والده ويتوقع عفوا عن الإخوان
العميدعبد الستـار بن موسى: دور الهيئة في النهوض بالمهنة وحمايتها- الجـزء الرابعمرسل الكسيبي: أوراق مكشوفة: ماهذه الوصاية على الصحوة؟ صــــابرالتّونسي: حوار في أقبية السجوننور الدين بن خذر: أعـتـبـر نـفـسـي ثـوريـّا يـوم وعـيـتُ دور الـثـقـافــة إسلام أون لاين: أوليفي روا: المأزق العراقي فرض الحوار بين أمريكا والإسلاميينمحمد الحمروني: الانتخابات الإثيوبية والحالة العربية الحبيب: يا اولادي!
CNLT: Campagne de diffamation et d’injures orchestrée par les journaux aux ordres contre la porte-parole du CNLT
Commission internationale de juristes: Lettre au Ministre de la justice et des droits de l’homme Afrik.com: Textile : les pays méditerranéens dans la tourmente USInfo: Collaboration entre les services météorologiques américain et tunisien La Presse : 8e colloque des hommes d’affaires tunisiens en Europe Mondher Sfar: Quelques commentaires brefs sur le débat atour de la réconciliation initié par Hachemi Hamdi Dr.SAHBI AMRI: Entre l’Aurore et l’Aube du 07 Novembre 1987 : Droits et Exigences
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows). |
غداة عرض تقرير المجلس الوطني للحريات عن التضليل الإعلامي حملة صحفية تشويهية ضد الناطقة الرسمية للمجلس
Campagne de diffamation et d’injures orchestrée par les journaux aux ordres contre la porte-parole du CNLT
تحرك دولي للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين بتونس
البنك المركزي التونسي يضخ 404 مليون دينار لتعديل السيولة النقدية
حركة الديموقراطيين الاشتراكيين:
اختلافـــات تتفاعـــل… ولائحــة
تونس ـ الصباح
علمت «الصباح» من مصادر جديرة بالثقة صلب حركة الديموقراطيين الاشتراكيين، أن بعض اعضاء المكتب السياسي شرعوا في ترويج لائحة حجب ثقة في الأمانة العامة للحركة، على خلفية التراكمات الحاصلة في المدة الأخيرة.
وتعد هذه أول مرة يطرح فيها بعض اعضاء المكتب لائحة من هذا القبيل، بما يفسر حدة الخلافات بين الطرفين من ناحية، ووجود اصرار من قبل هذه المجموعة على الأقل، للتوصل الى حل جذري بخصوص وضع الحركة وأدائها، من شأنه أن ينهي التراكمات التي عرفتها الحركة خلال السنوات الأخيرة وخاصة منذ مؤتمر الوفاق الذي شهدته الحركة في الصائفة المنقضية.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن «لائحة حجب الثقة» هذه يجري ترويجها حاليا في بعض الجهات مثل تونس وسوسة وصفاقس وبنزرت وقبلي وتوزر، وينوي أصحابها طرحها على انظار المكتب السياسي في أول اجتماع قادم له، ويرى البعض أن هذه الفكرة هي التي أجلت انعقاد المكتب السياسي منذ أسابيع عديدة..
وبالتزامن مع هذه اللائحة تتحرك بعض «القيادات الوسطى» للحركة بعرائض عديدة تنتقد «أداء المكتب السياسي برمته»، وتعتبره «مسؤولا مسؤولية مباشرة عما وصلت اليه الحركة من ضعف ووهن لم يسبق له مثيل…» واللافت للنظر في هذا السياق أن هذه العرائض تنتقد المجموعة المحسوبة على مواعدة داخل المكتب السياسي، اكثر من غيرها، على الرغم من أن اصحابها (أصحاب العرائض) جلهم من الموالين لخط السيد محمد مواعدة…
في المقابل رفض بعض اعضاء المكتب السياسي ـ ممن فضلوا الكشف عن اسمائهم ـ التعليق على هذه التطورات مبدين عدم اكتراث بها.
اتصالات ومطالب..
في الأثناء تستمر الاتصالات الجانبية، هنا وهناك فيما بين اعضاء المكتب السياسي من جهة وقيادات وكوادر في الجهات من أجل وضع أجندا المرحلة المقبلة، والنأي بالحركة عن الوضع الذي هي فيه.
ولعل من بين، بل في مقدمة الموضوعات التي باتت تشغل جزءا من الحركة ـ مثلما أشارت «الصباح» الى ذلك قبل نحو ثلاثة أيام ـ مسألة خطة نائب الأمين العام، حيث يطالب هؤلاء بانتخاب نائب للأمين العام، يخلفه عند حصول بعض العوائق التي تحول دون حضور السيد بولحية والإشراف على دواليب الحركة…
وعلى أية حال، فإن هذه التطورات تؤشر لمخاض جديد صلب حركة الديموقراطيين الاشتراكيين، يراه البعض أنه سيؤتي ثماره خلال الفترة القادمة، فيما يعتبره البعض الآخر قابلا للامتصاص في ظل توفر أوراق لدى الأمانة العامة، قد لا يعرفها أغلب اعضاء المكتب السياسي، خصوصا من بين المعارضين لخط السيد بولحية.
صالح عطية
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 ماي 2005)
بيان استقالة من اتحاد الكتاب التونسيين
تونس «الشروق»:
ورد على «الشروق» من أربعة كتاب بيان استقالة جاء فيه:
« إيمانا منا بدور اتحاد الكتاب التونسيين في تفعيل خيارات المجتمع المدني باعتباره حاضنا لنخبة من مثقفي البلاد انتمينا بالعضوية إلى هذا الهيكل آملين في المساهمة من مواقعنا في دفع الحركة الثقافية الأدبية في بلادنا.
ونظرا للوضع السريالي الذي أصبح يتخبط فيه اتحاد الكتاب التونسيين منذ سنوات عديدة وما نتج عنه من تهميش لدور هذه المنظمة العريقة والحياد بها عن مهامها التي بعثت من أجلها وتحويلها من جمعية ثقافية إلى مؤسسة خاصة يتصرف فيها السيد رئيس الاتحاد كما يحلو له ويستفيد منها بعض الأعضاء المقربين منه وبعد كل محاولات تصويب المسار التي قامت بها مجموعة تتجاوز المائة عضو والتي انتهت بطرد وإقصاء كل الأصوات المنادية بإصلاح أوضاع المنظمة بشكل مناف لكل الأعراف والقوانين، وأمام خروج الهيئة المديرة الحالية للاتحاد عن الشرعية بتأجيلها المتكرر لموعد انعقاد المؤتمر نجد أنفسنا نحن أعضاء اتحاد الكتاب التونسيين الممضين أسفله مجبرين على الاستقالة من عضوية هذا الهيكل في وضعه الحالي.
الإمضاء:
سمير سحيمي
نور الدين عزيزة
سالم الشعباني
حسن بن عبد اللّه
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 21 ماي 2005)
السيدة ليلى بن علي تتسلم جائزة «السلم 2005» لمؤسسة «معا من أجل السلم»
انتظم صباح اليوم موكب بهيج تم أثناءه تكريم السيدة ليلي بن علي حرم رئيس الجمهورية بإسنادها جائزة « السلم 2005» من قبل مؤسسة » معا من أجل السلم » وذلك تقديرا لحسها الإنساني الرفيع في القيام بمبادرات لفائدة الفئات الضعيفة وإيجاد الحلول الناجعة لمشاكل اجتماعية والتزامها القوي بالعمل من أجل دعم مكانة المرأة العربية .
وقد تولت تسليم الجائزة وميدالية المؤسسة لحرم رئيس الجمهورية رئيسة » معا من أجل السلم » السيدة ماريا بيا فنفاني أرملة الزعيم الايطالي الراحل امنتوري فنفاني .
وألقت السيدة ليلى بن علي في هذا الموكب كلمة أكدت فيها أن تونس أولت مكانة متميزة للتنمية البشرية واعتبرت الإنسان أساس كل إصلاح وغايته المثلى بفضل ما توفره من منظومة متماسكة من الحقوق والحريات تترسخ فيها ثقافة التطوع والمشاركة والإضافة باستمرار وتتكامل خلالها الجهود الوطنية للتفاعل والتواصل بثقة واقتدار مع مسار الحداثة والتقدم .
وأبرزت حرم رئيس الجمهورية الحرص على إذكاء أواصر الترابط والتالف بين التونسيين والتونسيات وعلى الإحاطة الشاملة بالفئات الضعيفة وذات الاحتياجات الخصوصية مشيرة إلى أن هذا السلوك الاجتماعي النبيل ساهم في تعزيز تماسك الشعب وتنمية روح التسامح والتآزر بين سائر أفراده وفئاته وأثبت للجميع أن لا قيمة للديمقراطية فوق الإنسان و الرفاه الاقتصادي ما بقيت فئة من التونسيين والتونسيات محرومة من ادني مقومات العيش الكريم.
وذكرت السيدة ليلى بن علي في هذا المجال بالعناية التي مافتئت تونس توليها للطفل وللمرأة التونسية التي تقوم بدور نشيط ومتميز في بلدها وعلى المستويات المغاربية والعربية والإقليمية والدولية من أجل تثبيت مقومات المساواة والشراكة بين الرجل والمرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. ودعت في هذا الشأن إلى ضرورة توطيد العزم على التأسيس لشراكة متضامنة بين الرجل والمرأة في كل الميادين وفي سائر البلدان قصد تعزيز الاستقرار والتنمية في جميع أنحاء العالم والإسهام في قيام مجتمع دولي أكثر عدلا وتوازنا واقوي تماسكا وتضامنا .
وقد توجهت السيدة ماريا بيا فنفانى خلال الموكب بكلمة إلى السيدة ليلى بن على عبرت فيها عن فائق تقدير مؤسسة » معا من أجل السلم » لما تبذله حرم رئيس الجمهورية من جهود من اجل الملائمة بين الأصالة والتفتح وتيسير اندماج البلاد في الحداثة والحرص على انخراط المرأة التونسية في المسيرة التنموية للبلاد .
وأضافت قائلة « إنكن بقبولكن جائزة السلم العالمية 2005 تشرفن مؤسسة «معا من اجل السلم» التي تعتبركن أحد ألمع وأجدر الفائزين بجائزتها « مشيرة إلى أن «إيمان السيدة ليلى بن على بالدور الفعال للمرأة في المجتمع وفى الاقتصاد وصلب مختلف المؤسسات يحظى بتقدير عالمي و يبوأها مرتبة الريادة في العالم العربي « .
وبينت أن هذه الجائزة تترجم إعجاب وتقدير مؤسسة «معا من أجل السلم» لالتزام السيدة ليلى بن على بالعمل من أجل مصلحة الشعب التونسي المعطاء متبعة في ذلك خطى الرئيس زين العابدين بن على الذي يعد واحدا من ابرز الزعماء ذوى الفكر المستنير في القارة الإفريقية والذي تمكن في فترة وجيزة من الارتقاء ببلده إلى مصاف الأمم المتقدمة في الغرب .
وكانت رئيسة مؤسسة » معا من أجل السلم » عبرت عن شكرها وتقديرها للرئيس زين العابدين بن على لاهتمامه بالعمل الإنساني الذي تقوم به هذه المؤسسة وذلك خلال ترحيب سيادة الرئيس بها بمناسبة هذا الموكب .
وقد جرى هذا الموكب بحضور عضوات الحكومة وعقيلات أعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي وأعضاء الحكومة وعدد من سامي الإطارات النسائية والناشطات في العمل الجمعياتي وضيفات تونس لهذا الحفل .
وقد أقيم حفل استقبال على شرف رئيسة مؤسسة « معا من أجل السلم» وكافة المدعوات لهذا الموكب .
(المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 21 ماي 2005)
الهيئات الأعضاء بإفيكس تحث الاتحاد الأفريقي على حماية حرية التعبير
حثت منظمات رائدة في مجال حرية الصحافة، ومن بينها هيئات أعضاء بإفيكس، الاتحاد الأفريقي على التوصل إلى معاهدة تكفل حماية الحق في حرية التعبير على مستوى، موضحة أن الهيئات الحكومية مطالبة بالاعتراف رسميا بدور الإعلام في تعزيز حسن إدارة الحكم.
وفي بيان مشترك قُدّم للاتحاد الأفريقي، نادت أكثر من 20 منظمة بأن يكون الحق في حرية التعبير من بين معايير الاتحاد عند تقرير مدى ديموقراطية الحكم.وقالت المنظمات أن الاتحاد الأفريقي لم يتخذ الخطوات اللازمة لإقرار هذا الحق، حتى عن طريق الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (النباد)، وهي المبادرة التي ترمي إلى التصدي للفقر في القارة من خلال تحقيق المزيد من شفافية الحكم.
وقالت المنظمات أن « الاتحاد الأفريقي لم يبادر حتى اليوم بصياغة القيم والمبادئ، ووضع السياسة الخاصة بقطاعات الإعلام والاتصالات، أو المعايير المتعلقة بالحق في الحصول على المعلومات ».
وقد أشارت المنظمات إلى أن الميثاق التأسيسي للاتحاد، المرسوم الدستوري، يعلن تعهده بـ « تعزيز مبادئ الديموقراطية ومؤسساتها، والمشاركة الشعبية وحسن إدارة الحكم، وتعزيز وحماية حق الإنسان والشعوب وفقا للميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وغيره من الوسائل المتصلة بهذه الحقوق ».
وقالت المنظمات المهتمة بحرية الصحافة أن الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام يتعرضون، في أفريقيا، للاغتيال والسجن التعسفي والتحرش دون أن يتعرض الجناة للمساءلة. وبينما خطت بعض الحكومات خطوات واسعة في مجال احترام حقوق الصحافة، فإن حكومات كثيرة لا زالت تقاوم الإصلاح.
وقد قدمت المنظمات 14 توصية، من بينها الدعوة إلى تبني الاتحاد الأفريقي لمعاهدة لحماية حرية التعبير وحثه على اعتماد حرية التعبير كأحد معايير الآلية الأفريقية للمراجعة المتبادلة، المنبثقة عن نباد، وهي آلية تسمح لكل بلد بمراقبة سياسات الحكم في غيره من البلاد. كما حثوا الاتحاد على إنشاء صندوق خاص لتطوير الإعلام المستقل ووضع حد للاعتداءات الإجرامية التي تتعرض لها الصحافة في الدول الأعضاء.
وتضم هيئات إفيكس الموقعة على البيان: « المادة 19″، والمعهد الإعلامي لإفريقيا الجنوبية، وأجندة حقوق الإعلام، وجمعية صحفيي غرب إفريقيا، والفدرالية الدولية للصحافة ومؤسسة إعلام غرب أفريقيا، والصحفيون الكنديون من أجل
حرية التعبير، والجمعية العالمية لإذاعات الراديو الفئوية.
يمكنكم الاطلاع على البيان المشترك على:
http://allafrica.com/stories/200505091134.html
كما يمكنكم زيارة المواقع التالية:
ـ نباد تتجاهل اعتبارات حرية الصحافة:
http://www.ifex.org/en/content/view/full/64243/
ـ نباد: http://www.nepad.org.ng/political_governance.htm
ـ تحليل الآلية الأفريقية للمراجعة المتبادلة: http://tinyurl.com/4rh7m
ـ المرسوم الدستوري للاتحاد الأفريقي:
http://www.africaunion.org/News_Events/Calendar_of_%20Events/pap/AbConstitutive_Act.htm
ـ الاتحاد الأفريقي: http://www.africa-union.org/
ـ بيان يوم حرية الصحافة العالمية الصادر عن الاتحاد الأفريقي:
http://www.africaunion.org/News_Events/Press_Releases/19%202005%20Journ%E9e%20mondiale%20Presse%20english.pdf
(المصدر: نشرة إفيكس – الجزء 14 العدد 20- 17 مايو 2005-)
نشرة إفيكس هي الرسالة الإخبارية الأسبوعية للشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير IFEX، وهي شبكة عالمية تضم 64 من المنظمات التي تعمل من أجل تعزيز حرية التعبير والدفاع عنها. وهذه النشرة متاحة باللغات الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والروسية أيضا. زوروا موقع إفيكس على الإنترنت: http://www.ifex.org
القذافي يتصالح مع « الإخوان » الجمعة المقبل
سيف الإسلام يستبعد خلافة والده ويتوقع عفوا عن الإخوان
إطلاق سراح 34 طالبا إسلاميا في سوريا
ندوة دولية في تونس عن الاقتصاد المغاربي
الرباط – محمد الشرقي
تحتضن تونس يومي 24 و25 أيار(مايو) الجاري، ندوة اقتصادية ينظمها البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، لبحث مستقبل التنمية في منطقة المغرب العربي، وتسريع وتيرة دمج اقتصاديات منطقة شمال إفريقيا في الاقتصاد العالمي. ويشارك في الندوة مسؤولون وخبراء ورجال أعمال وباحثون وممثلون عن المنظمات غير الحكومية.
وقالت مصادر من البنك الدولي لـ»الحياة»، ان التوصيات التي ستصدر عن الندوة لن تكون ملزمة للحكومات، على رغم أنها ستعرض لموضوع الحاكمية الجيدة، وعلاقتها بالنمو الاقتصادي والتحسن الاجتماعي والمعيشي للسكان.
ويعتقد البنك الدولي ان سوء التدبير المالي والاقتصادي في القطاع العام يكلف المنطقة خسائر سنوية توازي واحداً في المئة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تكبد الحدود المغلقة وضعف التجارة البينية خسائر غير مباشرة تتجاوز عشرة بلايين دولار، من دون احتساب اضرار تجارة التهريب التي تزيد على خمسة بلايين دولار.
ويرى المشرفون على الندوة، ان اكبر التحديات التي تواجه منطقة المغرب العربي تكمن في عدم قدرة الاقتصاديات المحلية على توفير فرص عمل كافية للشباب، ما يزيد معدلات البطالة ويهدد الاستقرار الاجتماعي، ومخاطر الهجرة غير الشرعية نحو دول شمال البحر المتوسط، التي تتجاوز تجارتها مع الدول المغاربية الـ70 في المئة. وقدر البنك حاجة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى إيجاد 100 مليون وظيفة جديدة خلال العقود المقبلة.
وسيبحث المشاركون في الندوة، عدم قدرة الاقتصاديات المغاربية على استغلال الظروف الدولية المتاحة لزيادة اندماجها في الاقتصاد العالمي، وتوفير مزيد من فرص العمل لفئة نشيطة تزداد بإطراد, وتطمح إلى امتلاك وسائل الترفيه المتاحة في دول الاتحاد الاوروبي القريبة منها.
وبحسب خبراء في البنك الإفريقي للتنمية (مقره حالياً في تونس، بدلاً من ساحل العاج سابقاً)، فإن معدلات النمو المسجلة في منطقة المغرب العربي لا تكفي للقضاء على مشكلة بطالة الشباب، وينصح هؤلاء برفع معدلات النمو إلى 6 في المئة سنوياً، على مدى عقد كامل، يواكبه تطور سريع في المبادلات التجارية وتحرير الاقتصاد, عبر منح دور اكبر للقطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية, وتبسيط الإجراءات الإدارية ومراجعة دور الدولة وحصره في المجالات الاجتماعية.
وكان ضعف الأداء الاقتصادي من العراقيل الإضافية التي حالت دون استفادة المنطقة من مناخ العولمة، خصوصاً أن نمو التجارة العالمية زاد بنسبة 8 في المئة سنوياً، فيما لم تتجاوز التجارة المغاربية مع الخارج الـ3 في المئة, كما ان حصتها من تدفق الاستثمارات الأجنبية ظلت ضعيفة، مقارنة بمناطق أخرى عبر العالم، خصوصاً دول جنوب شرقي آسيا والصين، على رغم نجاح برامج الخصخصة (قطاع الاتصالات) في جذب استثمارات مهمة إلى المنطقة.
وبسبب ذلك ارتفعت معدلات الفقر في السنوات الأخيرة في دول المنطقة، خصوصاً في الجزائر والمغرب. ويقدر عدد الفقراء بنحو 18 في المئة من مجموع السكان، وكانت هذه النسبة لا تتجاوز الـ12 في المئة في بداية تسعينات القرن الماضي.
ويرتبط البنك الدولي ببرامج دعم إستراتيجية لثلاث من دول المغرب العربي تشمل الجزائر، في ثلاثة مجالات هي: تثبيت الاستقرار المالي للموازنة عبر تدبير جيد لعائدات الطاقة التي تشكل أهم دخل للجزائر من العملات الصعبة، وتحسين مناخ الأعمال وتشجيع مشاركة القطاع الخاص، عبر تخلي الدولة عن عدد من الأنشطة السابقة، ووضع إستراتيجية لتحسين استفادة السكان من الخدمات الأساسية مثل الماء والسكن والنقل، والاستجابة إلى تطلعات السكان في تحسين أوضاعهم المعيشية. ويهدف البرنامج الى زيادة أداء الاقتصاد الجزائري ورفع معدلات النمو ودعم القدرات المؤسساتية وجذب الاستثمارات الخارجية.
ولدى البنك الدولي في المغرب برنامج استراتيجي يمتد إلى عام 2009، يهدف الى زيادة النمو وإيجاد المزيد من فرص العمل للشباب في القطاع الخاص، وتقليص حجم العاملين في القطاع العام, وتحسين معيشة سكان الريف، وتحرير قطاع الخدمات، وتطوير موارد المياه ورفع الإنتاج الزراعي وتشجيع الشباب على إقامة مشاريع خاصة. وتقدر مساهمة البنك الدولي في المشروع المغربي بأكثر من بليون دولار.
أما في تونس، فإن البنك يملك برنامج تعاون إستراتيجياً يمتد إلى عام 2008، ويقضي بمساعدة الحكومة التونسية في ثلاثة مجالات هي:
1- تدعيم مناخ الأعمال لتطوير أداء القطاع الخاص وتشجيعه, وإضفاء مزيد من التنافسية على الاقتصاد التونسي وإدماجه في الاقتصاد العالمي.
2- تحسين مؤهلات الشباب ومجالات العمل وإدماج الفئة النشطة في مجتمع التقنية والمعرفة.
3- تحسين الخدمات الاجتماعية للسكان عبر ضبط صرف النفقات العامة (الحاكمية الجيدة).
وقال مسؤولون في البنك الدولي لـ»الحياة»، ان نجاح هذه الخيارات في منطقة المغرب العربي، سيشجع مؤسسة بروتن وودز على إقامة برامج مشابهة في منطقة الشرق الأوسط تقوم على أربعة مبادئ هي:
1- تطوير التجارة والمبادلات وتدفق الاستثمارات الخارجية والاندماج في الاقتصاد العالمي.
2- تحسين التدبير وإقرار الحاكمية الجيدة وتدعيم المراقبة والمسؤولية وإضفاء الشفافية على مجالات الأعمال.
3- إقرار المساواة بين المرأة والرجل واشراكهما في التنمية وتحسين شروط تعليم الفتاة وولوج المرأة عالم الأعمال.
4- زيادة فرص العمل للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واقامة نوع من التعاقد الاجتماعي.
يشار إلى ان بعض هذه المبادئ كان صدر في توصيات المنتدى الاقتصادي للشرق الأوسط الكبير، الذي استضافته الرباط في 11 كانون أول (ديسمبر) عام 2004.
توزيع قروض البنك الدولي في المغرب العربي (النسب المئوية)
المغرب |
الجزائر |
تونس |
القطاعات
|
21 |
13 |
25 |
التنمية الريفية |
14
|
1 |
12 |
القطاع المالي |
10 |
12,7 |
12 |
الهيكلة الاقتصادية |
8 |
16 |
8,6 |
الطاقة والمعادن |
8 |
17 |
5.8 |
الماء والتطهير |
9 |
16 |
5.8 |
النقل والمواصلات |
10
|
7.4
|
8.7
|
التعليم والتكوين |
8 |
9.2 |
8.2 |
التنمية في المدن |
8 |
7.4 |
14.3 |
أخرى |
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 20 ماي 2005)
الجـزء الـرابع من المحـاضرة :
للاستــاذ العميــد عبد الستــار بن موسى
حوار في أقبية السجون
بسم الله الرحمن الرحيم أوراق مكشوفة: ماهذه الوصاية على الصحوة؟
كتبه مرسل الكسيبي عجبت حقا لحال اخوة الأمس واليوم والغد في قيادة المنفى لحركة النهضة ولا أقصدهم كلهم قطعا ولكن عنيت الصقور منهم من المتنفذين في الهرم القيادي ممن سميتهم في مقالات سابقة بمحتكري الصناعة السياسية …عجبت لهؤلاء الاخوة الكرام وماأصابهم من حالة ارباك وفزع نتيجة تجميد عضويتي وتجريئي لكثير من الاخوة على النقد بشكل علني فيما يخص الأداء السياسي لرئيس الحركة ومن معه من طاقم اخوان احتكرعالم السياسة والتنظير والكتابة كما القيادة داخل الحركة كما النطق الرسمي باسم الصحوة والحرص على تمثيلها كطرف شرعي ووحيد امام العالم والسلطة !… حتى عن لأخي العزيز الأستاذ عبد الوهاب الهاني الحديث عن موجة اعلامية مقصودة ومرتبة هدفت الى تأديب كل من تبقى داخل التنظيم حتى لايرفع صوته مطالبا بالتصحيح أو الاصلاح . ولعل المتأمل في الأقلام التي كتبت يدرك جيدا أن الذي كتب لم يكن فقط من الصنف القاعدي وانما وصل الأمر بقيادة المهجرالى استنفار كل الأقلام المقتدرة حتى وان كانت من القيادة نفسها لتتهم بعض المطالبين بالاصلاح والتعيير بالتامرقصد تفكيك العربة. واضح حينئذ مالمقصود بقصة تفكيك العربة ولا جرم عندئذ من كشف جملة من الاستنتاجات استخلصتها من جملة ردود تتالت في الأيام الماضية على من تجرأ للصدع بالرأي ورفع الورقة الحمراء في وجه القيادة مؤكدا على أن أبناءها ليسوا قطيعا تخوضون التجارب بهم كما عن لكم من مهاجركم في باريس أو لندن دون أن تأخذوا بعين الاعتبار الام عشرات الالاف من التونسيين والتونسيات وعذاباتهم نتيجة أخطاء سياسية ارتكبتموها يوما دون أن تأخذوا بسنن التدرج في الكون والحكمة عند كل رغبة في التغيير… وهاأنتم اليوم دون مشورتنا ولاعلم مسبق منا , تريدون اعادتنا الى ساعة الصفربالحديث عن مشارف الانتفاضة الشعبية !!! لا أريد الان أن أفتح الجراح حتى لايتهمني البعض بجلد الذات عوض تصويب السهام الى اتجاهها الأصلي حيث الاخلالات الكبيرة في مجال الحريات الخاصة والعامة, ولكن لاينبغي استغفالنا بمنطق التبرير والحديث عن الابتلاء والهجوم المنظم والمقصود تحت صفة الأسماء المستعارة ونحن قد خاطبناكم في حلم وصدق وطيبة قلب وقلم لامني عليها بعض الأعزاء من الاخوة الأحبة.
واذا كان الد.محمد الهاشمي قد عمل معكم بقاعدة من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر فانني واخوة اخرون قد تربينا على عدم القبول بالظيم والظلم سوف نصبر على أذاكم بعضا من الزمن ولكن اذا استمر علينا العدوان فسنعلنها بلا شك غضبة لله على قيادتكم ونشرع فعليا عندها في الاعداد الى نمط جديد من الهجرة… ولكنها يومئذ هجرة الى التأسيس والبناء على قواعد جديدة اما بتصحيح حقيقي لمسار الحركة وخطها العام في بعد عن سياسة لي الذراع والتصلب في الخطاب والمواقف ,هذه السياسة التي أوصدت في وجه الجميع الأفق في تونس ,أو بتأسيس وعاء سياسي وفكري جديد يحتضن في رفق ولين وهدوء طاقات المجتمع التي تريد أن تؤسس الى نمط علاقات متميز مع النخبة والشعب والسلطة ويكون ديدنها في ذلك عدم احتكار الحقيقة والنسبية في تقييم الأمور وعدم الاطلاقية في الحكم عل الخصوم بل الرغبة الواضحة والصارمة في النأي عن ادعاء امتلاك الحقيقة والوصاية على الصحوة التي هي في تقديرنا ليست أصلا تجاريا خاصا أو عقارا تمتلكه النهضة أو غيرها حتى وان تمشرعت هي أو غيرها بالهوية والدفاع عن الاسلام. ان حلمنا وصبرنا على الجراح وطيبتنا لايمكن أن تظل دائما وللأبد بلا حدود واذا راودنا الاحساس يوما بأنكم تتنكرون للقيم والمبادئ التي جمعتنا فسنقلب الطاولة على كل من ظن بنا الغفلة أو ظن أن عقولنا بيد غيرنا يدير شأنها كيف يشاء وسنغضب في ذلك لله أولا ثم لأولئك المستضعفين القابعين في السجون والى أولئك المحرومين من أوطانهم وأهليهم ومحبيهم وأشجار الزيتون في دوحتنا الخضراء والشمس المشرقة في ربوعها…
ولكن انتقامنا سوف لن يخرج دائما وأبدا عن طورالمقاومة السلمية التي تؤسس لفعل سياسي جديد وهادئ في الساحة الوطنية يمد يد الصفح والعفو الى كل التونسيين
يمد يد الخير والمحبة والتعاون على البر والتقوى والعمل والفلاح الى كل وطني غيور والى كل أطياف تونس وألوانها أحزابا ومؤسسات جمعيات ونقابات سواعد بناءة ومزارعين صناعا ومهندسين طلابا ومفكرين أقلاما وناشرين والى مختلف شرائحها فقراء أو أغنياء أو وسطاء حال …واضعين بذلك أساسا جديدا في ساحة متعددة لا يمكن لأي طرف أن يحتكرها تحت أي اسم كان أوتحت أي مبرر حتى وان كان حديثا يمس عالم المقدسات التي هي ملك للتونسيين جميعا وليست ملكا أو حكرا على حزب أو تنظيم مهما ضخم حجمه أو علا شأن القائمين عليه أو تحجج بعضهم بصفة العلم الشرعي أوالشرعية التاريخية …
اننا بهذا نكون قد مارسنا وضوحا كافيا مع اخوة أحببناهم ومازلنا نحب كل الصامدين والصابرين منهم والمتواضعين لخلق الله كما نكون قد مارسنا وضوحا مع سلطة قد يكون قد التبس عليها الأمر في الأيام الأخيرة أمام كثرة السجالات في سوق عكاظ السياسي على شبكة الانترنيت كما أننا نكون قد مارسنا شفافية مع معارضة قد تكون دخلت في حالة من الحيرة أمام كثرة المناقصات والمزادات …ولكن ماورد فيما كتبنا عبر حقيقة عما يخالجنا من أفكار أو تطلعات نعيد تلخيصها في خيارين لا ثالث لهما حتى نقطع الطريق على كل تأويل الا وهما اما أن تصلح النهضة وأبناؤها أمرا لم نعد نحتمله وبالتالي تعود الأمور الى نصابها حركة شورية تعيد الاعتبار لمنتميها ومحبيها في بعد تام عن الاحتكار القيادي وفي تواضع جم لله وللعباد وبالتالي تعكس هذا الأمر في مؤتمر استثنائي خارق لما جرت عليه العادة من تحضير مسبق للخيارات والقيادات في غرف لايدخلها النورالمعاكس أو ننفض أيدينا بعد ماستؤول اليه شؤون المؤتمر العام القادم لها منها نهائيا لنسرحها باحسان ولكن ليس في حالة من حالات الاستقالة عن ساحات الفعل والعطاء لخير البلاد والعباد وانما في شكل اخر يضع تونس الخضراء على موعد اخر مع التاريخ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم مرسل الكسيبي ألمانيا الاتحادية في 12-04-1426 ه الموافق ل 21 ماي من سنة 2005 الهاتف القار 00496112054989 الهاتف المنقول 00491785466311
reporteur2005@yahoo.de
قعدة عربي في قهوة عربي في أروقة العتيق
بقلم: أحلى وطـن
الكل في حينا..يفهم في السياسة.. وحين نجتمع في مقهى..الحي..تختلط قرقرة الشيشة..مع النقاشات السياسية الساخنة..وكل رواد..المقهى..حتى عبد الستار اللّحام..الذي لم يتجاوز الثانية الإبتدائي يصرّ..أنه أقدر من عمرو موسى على ادارة الجامعة العربية..
« طيب قولوا لي بماذا يفوقني عمرو موسى..هل انحلّت على يده..أي من المشاكل التي نعاني منها »
ثم يضيف..بعد أن يأخذ نفسا عميقا من الشيشة المنتصبة أمامه بكل جلال. »لو جعلوني مكانه.. كنت تصرفت في هذه الجامعة بما يرضي الله.. »
ولما يصر أبو عبس غريمه الدائم على معرفة هذا الحل السحري الذي يبشر به..يبصق عبد الستار اللحام على الأرض..وينحي شيشته جانبا..ويستجمع كل ما يختزنه من فصاحة..وبصوت جهوري واثق يقول « كنت بعت كل مقراتها..وممتلكاتها..لتوفير السكن لمليون مصري يعيشون في المقابر.. »يضحك..عبده..الجزار ضحكة مدوية..فيهتز..شاربه..الذي يحتل نصف وجهه.. ويأمر الجميع بالصمت..ليتاح لهم الإستماع الى درره المكنونة..وهو المتحصل على الثانوية في نسختها القديمة.. ولولا..اشعاله النار في مكتب المدير احتجاجا..على دخول الروس الى افغانستان.. لكان اليوم مفكرا كبيرا.. يحاورونه في الإتجاه المعاكس..لا ..جزارا.. منسيا في السلخانة..
« ولكننا جميعا..نعيش في مقبرة كبيرة ننتظر الدفن..نحن جميعا موتى يا صاحبي..منذ سقطت الأندلس..وبعدها القدس..ومنذ ماتت عمتي قهرا بسبب..حصار « أبو عمار ».. »
يصمت قليلا ليرى صدى خطبته البليغة على الحاضرين..ولما أدرك أن أحدا لم يفهم شيئا مما قاله أضاف بدون..حماس.. »على كل..الجامعة العربية تتيح للزعماء العرب..أن يتذوقوا طعام الدولة المضيفة ..
لم يترك..السبتي..مهرج القرية الفرصة تمر..دون أن يدلي بدلوه.. »يا جماعة..هل هناك مسرحية أكثر طرافة واضحاكا..من القمة العربية..والله أنا أنتظر انعقادها لأضحك من كل قلبي..ياااااه.. كوميديون محترفون هؤلاء الزعماء العرب..يضحكون ..الميت في قبره..يتخاصمون مثل الأطفال.. ويتشابكون بالأيدي مثل..الفتوات..ويبوسون بعضهم وهم يمسكون خناجرهم المسمومة.. »
وحده..أبو محمد.فقيه القرية وحكيمها. يلتزم الصمت و لا ينبس ببنت شفة..
وأنت ما رأيك في الجامعة العربية وفي الحكام العرب..يا بو محمد..سألته مستفزا..
« هم ولاة أمورنا..وتاج رؤوسنا..ولايجوز النيل منهم ولا السخرية بهم.. »قالها..وهو لا يكف عن مداعبة حبات سبحته..المذهبة..قبل أن يضيف هامسا : « نصف الحضور في المقهى من المخبرين يا صاحبي ..أنا عندي أولاد ينتظرون عودتي «
(المصدر: المنتدى السياسي في موقع حوار.نت)
« منتدى الجاحظ »
يفتتح موقعا له على شبكة الإنترنت
افتتح منتدى الجاحظ في تونس مؤخرا موقعا له على شبكة الإنترنت. ويعتبر المنتدى، الذي يترأسه حاليا السيد صلاح الدين الجورشي، جمعية تونسية مصنفة ضمن الجمعيات الثقافية والفنية (تأسست في عام 1989 وحصلت على التأشيرة القانونية في 12 جوان 1990)، ويعمل المنتدى على « إعادة الاعتبار للثقافة كأولوية في المشروع الحضاري والمساهمة في إعادة بناء فكر عربي إسلامي تجديدي بما يدعم الهوية الوطنية ودعم التوجه العقلاني في التراث والثقافة العربية الإسلامية وتحقيق التفاعل الإبداعي مع مدارس الفكر » مثلما جاء في الموقع.
وفي « كلمة الشهر » المنشورة بالصفحة الرئيسية للموقع، كتب المشرفون عليه في معرض الإجابة عن السؤال: لماذا هذا الموقع ؟
» المنتدى »، موقع فكري ثقافي، يتمنى القائمون عليه أن يشكل إضافة نوعية لمواقع أخرى قد تختلف مع » الجاحظ » في توجهاتها ومضامينها، لكنها قد تلتقي معه في عدة خصائص، من أهمها :
– الإيمان بدور الفكر والفعل الثقافي في التغيير الاجتماعي.
– ممارسة النقد والتفكيك ورج الإيمان الميت المؤسس على الموروث والسائد، باعتبار ذلك أدوات ضرورية في كل عملية تأسيس جديدة.
– اعتبار الحوار قاعدة التعامل الحضاري، والمدخل الرئيسي للاقتراب من » الحقيقة » الموزعة بين الناس، والتي لا يملكها أحد مهما ادعى ذلك.
إنه موقع مفتوح لكل من يسكنه هاجس التجديد. تجديد الإيمان، وتجديد الثقافة، وتجديد الوعي الاجتماعي، والبحث عن تنمية بديلة وعولمة ذات أفق إنساني.
موقع ينوي طرح كل الأسئلة الحارقة، والخوض في كل القضايــا من أجل إعــــادة بنــــاء » الثوابت » على أسس جديدة.
ونريد أن نؤكد من البداية أن الخوف من السؤال والإجابة موت للدين والثقافة، وأن اللجوء إلى سلاح التكفير كفر، وأن التخوين خيانة للحقيقة وقفز على المنهج أو المناهج المؤدية لها.
لقد سيطر التقليد على الأمة، وانشغلت النخب بالحروب الوهمية والزائفة، وتم افتعال التناقض بين الدين والعصر والحرية، فلا استقام الدين، ولا تحققت الحداثة، ولا سادت الحرية، ولا احتل المسلمون موقعا متقدما في المشهد العالمي.
من هذا المنطلق يريد » منتدى الجاحظ » أن يسهم قدر الإمكان في استئناف حركة الإصلاح العربي والإسلامي التي بدأها رموز النهضة مثل الأفغاني وعبده والكواكبي وخير الدين ومحمد إقبال وغيرهم كثير، غير أن انقلاب الأولويات، وتراجع الحريات وفتور الإيمان بالإصلاح الديني كخيار استراتيجي، وعودة اختزال الإسلام في منظومة فقهية مغلقة لإسكات الهواجس ومنع الكشف عن المسكوت عنه، فكان لذلك وغيره تداعيات خطيرة، حيث توالت الانتكاسات، بدء من عودة السلفيات بمختلف أشكالها ويافطاتها الأيديولوجية، وصولا إلى الإرهاب الفكري والمادي.
هل يمكننا أن نفكر بجرأة وأن نتحاور بهدوء في كنف الإيمان بحق الاختلاف والتعايش ؟ . إنه تحد صعب، ومع ذلك لا يوجد بديل عنه. »
عنوان الموقع على الإنترنت : http://www.eljahedh.org/
من بين المقالات المنشورة على الموقع اخترنا لكم نصا مثيرا للإهتمام
يعود تاريخه إلى عام 1986 للمناضل اليساري الراحل نور الدين بن خذر
أعـتـبـر نـفـسـي ثـوريـّا يـوم وعـيـتُ دور الـثـقـافــة
بقلم: نور الدين بن خذر
نورالدين بن خذر: من الوجوه البارزة في الحركة اليساريّة التونسيّة، من جيل الشباب الستيني اليساري المعارض الذي اضطهد و سجن و تعرّض للملاحقات و القمع. و نور الدين بن خذر أمضى عدّة سنوات في السجون و في المنفى، وهو يعتبر من رموز حركة » آفاق » السياسيّة في الستينات، و قد عرف عنه إخلاصه للمبادئ التقدميّة التي يؤمن بها، وتحليه بسلوك إنساني، ملتزم و نظيف، إضافة إلى ما يتمتع به من صدق و صفاء مع نفسه ومع الآخرين، و هذا الصدق ذاته هو الذي قاده إلى مراجعات و نقد لتجربته وتجربة رفقائه، وهو الذي جعله يتخلّى عن السياسة ويباشر العمل في الحقل الثقافي بصفته ناثرا…
ومع نور الدين بن خذر كانت لمحررنا الثقافي جلسات حوار، تمّ إجمالها في النصّ التالي، وهو نصّ يشكّل وثيقة اعتراف كتبت في نهاية سنة 86 و لظروف معيّنة لم ينشر، وهو يتعرّض بروح نقديّة إلى تجربته الخاصّة و تجربة جيله و يتعرّض إلى بعض القضايا الأخرى الخلافيّة… التي هي محل جدل فلسفي و ثقافي و سياسي واجتماعي، يهمّنا أن يقع الخوض والنقاش فيها، برؤية نزيهة و معرفيّة، و بروح متسامحة غير دغمائيّة و لا إقصائيّة.
جدل السياسة والثقافة
كان عملنا السياسي في الستينات يستهدف إقامة مجتمع حديث و إنساني، و هذا العمل أهمل الجانب الثقافي، و الإهمال ناتج شكليّا عن عدم وعينا بمتطلبات البديل السياسي، لم نكن نفهم، أو لم نكن نقرأ الأدبيات السياسيّة كما ينبغي في ذلك الحين… كنا لا نتروّى بما فيه الكفاية في المقولات العديدة الصادرة عن المثقفين العالميين في الفكر اليساري في أوائل الستينات و التي كانت تمثل مرجعيتنا الفكريّة… كنّا نعرف مقولات » لوكاتش » و سارتر وروزا ليكسمبور وغرامشي، التي تؤكّد كلّها على أنّ الثقافة هي الركن الأساسي في تغيير المجتمع، وأنّ الأدب العظيم يقول: لا تغيير حقيقي بدون ثورة ثقافيّة. وما دام المجتمع لم يع الوضع الذي هوّ فيه على أنّه متعفّن و خاو، فلا سبيل لبعث دولة تتبنّى سياسة جديدة ما لم يطلبها و يفرضها المجتمع من صميمه. إنّ عدم تعمقنا في المقولات المذكورة يفسّره تسرعنا لكي نحدث الثورة بأكثر سرعة ممكنة حتّى نصل على الحكم.
و كنّا نعتقد أن ذلك الموقع سيتيح لنا تغيير المجتمع بأقلّ وقت، خلاف التصور السياسي البديل الذي يمرّ عن طريق تبديل ثقافي بما يتطلبه من عمل ذي نفس طويل في الخفاء، دءوب و مثابر، يقوم المثقفون فيه بدور المؤسس لكي يفهم أكثر و يتعمقوا في الواقع و الفكر و المجتمع، و ينضجوا بالتالي الأشياء حتّى تتهيأ للتحول، و ذلك بإبراز و بلورة مظاهر الطعن في عاهات المجتمع لغاية البلوغ إلى إجماع بأنّ السائد ردىء و لا بدّ من تبديله جماعيّا حسب تصوّر يحصل فيه الاتفاق من طرف أهم شرائح المجتمع… و هذا يعني بالطبع أننا نحكم على أنفسنا بأن نكون مثقفين فحسب، نعمل ليل نهارا، و على مدى الحياة البحث و في الإبداع.
و هكذا فإنّي أعتقد الآن، أنّ لا تبديلا سياسيّا دون أن يسكن فينا كمجموعة هاجس رفض الرديء بعد الوعي بردائته والحكم ببناء عالم آخر و الاقتناع بأنّ هذا الحكم يمكن أن يتحقق ويصبح ملموسا و معاشا. و هذا لا يحصل إلاّ عن طريق المبدعين عامّة، و الفلاسفة و الشعراء خاصّة، إذ تتوفّر عندهم القدرة على الغوص في مظاهر رداءاتنا و كشفها و توعيتنا بأننا لو أردنا عيش حياة إنسانيّة لا حياة حيوانيّة فلا بدّ أن نرفض السائد و النمطي في سلوكنا و حياتنا الخاصّة و العامّة… فالمطلوب وعي بإمكانيّة تحقيق الأفضل، و يتطلب هذا مثقفا لا يهدر وقته في ثماني ساعات عمل روتيني، و مثقف غير موظف، بالمعنى المعرفي و العميق للكلمة، و لا يتحدّث عن السياسة بالمنطق الرائج لدى الحلقات، و لا يتتبع الإبتذالات التي تجري في كواليس هذا القصر أو ذاك… أي لا يضع نفسه كمترشّح للحكم… فالأفكار تبذر و يلزمها الوقت لتنضج ثمارها، و الذي يدلّل على محدوديّة مقولاتنا و غير خصوبتها أنّها لم تنجب شاعرا كبيرا أو قصاصا أو أدبيّا أو مفكر كبير في حجم ما أنجبته الثورات الكبرى كدستوفسكي أو بلزاك حتّى ندخل التاريخ.
الثورة هي تغيير للقيم و السلوك:
بالنسبة للذي يشفق على حركتنا » آفاق » يقول أنّ عناصرها غالطة لكونها لم تول الثقافة اعتبارا… أمّا بالنسبة للباحث الموضوعي لابدّ عليه أن يستنتج أنّه لم يكن لدينا تصور ثوري، بمعنى أنّ الثورة هي أساسا تغيير و تبديل و تطوير للقيم… و من هنا فقد جاءت الأعداد العشرة لمجلّة » آفاق » خالية من اقتراح مشروع قيم و مثل و سلوك و تصور للعلاقات بين الأشياء مغاير للسائد… و جاءت تلك الأعداد خاليّة أو تكاد من اهتمام بالثقافة و الإبداع المعرفي و الأدبي الإنساني… و كانت تتضمن انتقادات لسياسة النظام في جلّها صائبة و صحيحة، لكنها فلسفيّا وحضاريّا لم تلتمس جوهر النظام، و شكلت امتدادا لنسق خطابه قبل الإستقلال، ذلك الخطاب الواعد بإرجاع السيادة للتونسيين و تمكين كلّ تونسي من حقّه في الديمقراطيّة و العدالة… وتوفير كلّ مستلزمات العيش الكريم له…
ومثلت مواقف جماعة » آفاق » احتجاجا على انحراف الممارسة عن الخطاب، و أعتقد أنّ النظام قام بغلطة كبيرة حين قمع حركة آفاق لأنها هي الخلف الوليد الشرعي لفلسفة حزب الدستور عندما كان مؤسسا و مناضلا في سبيل تحرر المجتمع و عدالته.
الصحوة الثقافيّة:
إنّ الوعي بضرورة التأسيس انطلاقا من الثقافة تمثلته مؤخّرا، و أعتبر نفسي ثوريّا من يوم أن وعيت بدور الثقافة في تغيير المجتمع، و هذا تمّ تحديدا في أوائل سنة 1974 من خلال صراعات عنيفة و مريرة و طويلة وقعت بين السياسيين المكونين آنذاك من جماعة » آفاق » وجماعة » العامل التونسي » في السجن… و هذه الصراعات، تبيّن لي من خلالها صبيانيّة وتهافت و سذاجة و خطورة ما أنتجه فهم البعض للثورة و الثوريّة… و منها مثلا: نعت أحد الذين أرسلوا شعر رؤوسهم بأنّه فاسد أخلاقيّا و يطعن في شرفه، أو بقاء الترسبات العنصريّة كان يقال لأحد الرفاق اليهود في استنقاص و تشكيك أنّه يهودي، أو اتهام الذي ترسل له عائلته بقفة الزيارة محتوية على أشياء نظيفة بأنّه برجوازي… أو رمي مناضلة بالفساد مع أنها قامت بدور نضالي سرّي، لمجرّد أنها كانت على علاقة مع أحد الرفاق وطورت علاقتها مع غيره…
أيضا من جماعة اليسار من كان يدّعي العلمانيّة و الإلحاد و التطرف في ذلك، و عند قدوم رمضان يطالب رفاقه بالصوم تجنبا لخدش مشاعر المساجين الآخرين من الحقّ العام، وبالفعل يصوم اليساريون في حين يفطر مساجين الحقّ العام، كذلك الالتجاء إلى العنف الجسدي للتعبير عن الأفكار و فرضها… إذن كلّ مظاهر هذه السلوك تدلل على الفجوة بل الهوّة التي تفصل مستوى التنظير عن مستوى ما يتغلغل و يرسب في العمق الوجداني و الثقافي و القيمي… هذا ما جعلني أستنتج أنّ هؤلاء الرفاق لو وصلوا إلى الحكم فلن يغيّروا شيئا لأنهم تقدميون وثوريون على مستوى اللفظ… لكنهم تقليديون و يشتركون مع عموم الشعب في السلوك والتركيبة الجوانيّة. و هنا فلا أستثني نفسي، بل أنني في موقع نقدي معها، على أنّ التقدميّة ليست في الكلام و الدمجغة، بل هي في العمق، في الضمير، و في الرؤى و الوجدان، وفي السلوك اليومي… وكلامي هذا لا يمكن أن يفهم منه تنكر أو انسلاخ عن أولئك الرفاق اللذين أقدّرهم و أحنّ إليهم وأعتزّ بهم، و أكبر فيهم نفسهم النضالي الرافض للظلم و المهانة، و لا أنفي على أيّ واحد منهم، شجاعته الفذّة على تحمل عذاب السجن و ويلاته… و أنا مدرك الآن أننا كنّا كلّنا نتاج و محصلة مجتمع معيّن لم نقدر على التخلّص من آثاره وبصماته و ترسباته… و إذا كان منهم من لم يزل ثابتا على الثوريّة، فإنني أفهم هذه على أنّها من الضروري أن تنطلق من ذاتيّة و شخصيّة صاحبها. لأنّ الثوريّة إذا لم تغيّر صاحبها في جوهره و عمقه فهي لن تغير شيئا، و حالة المجتمع إذا لم تقع صياغتها عن طريق العمل الطويل الثابت الدؤوب حتّى تصبح ثوريّة، فأنا على يقين من أنّ أيّ ثوري يصل إلى الحكم في مجتمع لا ثوري، فهو سيخضع حتما إلى مفاهيم و آليات وأنساق ذلك المجتمع اللاثوري الذي سيحوّل الثوري إلى ثوري، و إلى مكرر لنمط المجتمع السائد الذي أعتقد أنّه ثار عليه.
العنف في تلافيف أجسادنا:
لتوضيح فكرتي أستشهد بمثال العنف… فعندما خرجت من السجن لاقيت في بلدتي الحامّة سجنا آخر أشدّ وطئة وايلاما. فذات مرّة أستدرجت للحديث حول ظروف إقامتي في السجن… فرويت التعذيب الجسدي و المعنوي الذي ألحقه بي السجّان… فقوبل كلامي على أنّ ما تعرضت له يعتبر عاديّا و طبيعيّا، لأنّ الضرب و االتعذيب صاحبنا منذ كنّا صبية ندرس عند المؤدب، وهذا الأخير كان يفعل بنا شبه ما يفعله السجان… و هكذا فإنّ العنف متغلغل في بنية و تركيبة المجتمع بداية من النصّ المقدّس الذي يبيح العنف و الضرب و الجلد و الرجم البطيء وصولا إلى غيره من الممارسات المدنيّة… إذن العنف رضعناه في حليب أمهاتنا… وهو لا يمكن أن يخلق منّا أناسا أسوياء غير عنفيين…
و العنف بمنطق الزجر و المنع لا يمكن أن يؤدّي إلى التحرر و الكرامة… و حتّى وسائط الثقافة عندنا، ككتاب الطفل العربي، تحيد عن أدوارها في تفتيح خيال الطفل و تنشيط ذهنه و تستحيل أداة زجر و منع… لذلك فكيف بالإمكان أن يكون الواحد ثوريّا و بهذه التركيبة و يصل إلى السلطة و يحاول التشريع لإحترام نفسيّة و جسد و كرامة المواطن، فهل سيلقى هذا التشريع ما يدعمه لدى عموم الشعب الذي تربّى منذ طفولته على قبول العنف كمقوم من مقومات كيانه ووجوده.
حقّي في الانتماء حقّي في الاختلاف:
لقد حفظت نصف القرآن الكريم وعمري لا يتعدّى ستّ سنوات، و احتفلت بي عائلتي التي كان أغلب أفرادها متخرجين من جامع الزيتونة، و هم الذين أثّروا في تكويني و طفولتي.. و إنّي أعارض بشدّة من ينفي عنّي أو ينتقص من إنتمائي للحضارة العربيّة الإسلاميّة، فهذه الحضارة هي في صميم تكويني النفساني و الجسدي، و أنا أميّز بين المعطيات الثقافيّة الإسلاميّة التي تخدش في كياني النقاش فيها… و بين المعتقدات… فالحضارة الغربيّة مثلا، ليس فيها من ينكر كون المسيح من صلب ثقافته… لكن النقاش الأصحّ هو هل من الممكن أن يكون المرء ملحدا وفي نفس الوقت يغار على الحضارة العربيّة الإسلاميّة، التي هي حضارته، و يغار على الشعب العربي الذي هو شعبه، و على فلسطين التي هي قضيته، و يتألم و يكافح العاهات و المظالم والمهانة عند قومه.
أنا ملحد، و إذا لم يعتبر قومي أنّ الحادي هو جزء من ثقافتهم لكون انتمائي العميق ووجداني و حياتي لهم، فإنّي أعلن أنّ هناك خلل فادحا… هذا الخلل لا أفسره بالمستوى المعيشي، إذ أنّي لم أنخرط في الصراع بدافع الفقر و الجوع، بل أساسا من خلال الفكر و المقولات المعرفيّة المناهضة للبشاعة و الرداءة و المظالم، و أعتبر مناهضتي لجلد المرأة ولوجود الطبقات و العبيد و الاعتداءات التي قد تفسّر و تبرر على أنها من قول الألاه، هي ضدّ قول الإنسان في مسيرته التاريخيّة الصعبة التي أتبناها من موقعي كإنسان… فهل أنا كإنسان أتعارض مع الإلاه في طلب العدل و الخير والجمال، فأوسم بالتالي بالإلحاد…؟
عموما فلا أتصوّر أنّ هناك إلاها عادلا يضعني أنا الملحد بالاعتبارات التي قدمتها في جهنّم، وغدا لو مسّني جنون الدين، فسأكون بنفس الإلتزام الذي قادني و أنا ماركسي… لكنّي إنسان حرّ حاليّا، و قناعتي أن أرفض كلّ السجون، سواء كانت ماديّة أو ثقافيّة أو معنويّة. والدين يقدّم كنفي لحقّ التخاطب و الاختلاف مع الإلاه، و أنا لا أقبل في الدنيا بقوّة تقول أنّهذا حقّ فأسجد له… و هذه الروح تولدت عندي من خلال حادث وقع لي في صغري عندما كان عمري 17 سنة و ما زالت ذكراه حيّة في ذهني…: كان رمضان و كنت مع أبناء عمومتي و معنا عمّ نحترمه… و كلفت بطبخ إفطار رمضان، فأعددت سمكا و أوفيت فيه الملح لأننّي صائم و لا أتذوّق… خوفا أن أفطر، و جاء المغرب وأكلنا، و رقدت بعد ذلك مباشرة، و نهضت بعد الإمساك بوقت قليل، و كنت في غاية العطش و الظمأ، و طلبت ماءا نهاني عمّي عن الشرب لطبيعة الصيام، و هذا أمر الربّ ينطق به عمّي… و لم أكن أعلم الربّ يريد هلاكي… و قامت ثورة في داخلي… ومباشرة بعد أن نام عمّي، اندفعت نحو الحنفيّة و سكرت بالماء… و القضيّة ليست قضيّة صوم، لأننا و نحن في السجن، إمتنعنا عن الأكل لمدّة تفوق مدّة الصوم… و إنما هي قضيّة إقتناع… وهذا التناقض يلازمني إلى الآن.
فلسفة الجريديّة:
حسب رأيي فإنّ الروائي التونسي الكبير البشير خريف الذي أصله جريدي لم يتمثل عمق علاقة أهل الجريد مع الإلاه، كما أنّ راشد الغنّوشي الذي هوّ أيضا من الجنوب تمثّل هذه العلاقة في خضوعها و إلحاحها على التناقض، و قد أعتبر نفسه واسطة للإلاه، في حين كانت علاقة أهل الجريد مع الإلاه رحبة و مرنة بحيث تسمح بالاتصال المباشر و المزاح و الحميميّة… والجريديّة هم الذين حبّبوا لي ربّي، و راشد يبعث الرعب منه، و كان ………. كناشر أجمع في كتاب حكايات أهل الجريد عن الإلاه و الجنس و سيكون كتابا مدهشا و مبدعا، بما سيحتويه من جسارة وتواصل مباشر ورفقة و حميميّة، كلّ ذلك من صفات أهل الجنوب الغربي في علاقتهم بالإلاه، وهم أناس حضر لهم علاقة بالمدينة، وهم مضمونون في حياتهم اليوميّة، لذلك فلا يخافون كثيرا من الإلاه بقدر ما ينشؤون معه علاقة تآلف و توادد و أنس و هذا خلاف علاقة أهل الجنوب الشرقي الذي أنتمي إليهم و هم بدو و رعاة غنم و حياتهم محددة بالمطر و العوامل الطبيعيّة، لذلك فإنّ موقع الإلاه عندهم ثقيل، يتميز بالخضوع و الذلّ خوف غضبه، فيمنع عنهم المطر مثلا، ليتني أقدر على نشر كتاب أضمّ فيه كلّ هذا.
و هناك أشياء بقيت لي من الجريديّة، تتمثّل في الأنفة و العزّة و الشموخ، فلا أحد من الذين لهم شأن يخيفني، و طبعي هو طبع الديوك الذين يعلنون قدوم الصباح، و لذا فأنا مع التحدّي و الحكم و الميثيولوجيا، و لست مع الدجاج، و عندما أنهض في الصباح أقول لأبنائي هل خاطبتم الصباح و قلتم له: » إنشاء الله تكون أحسن من الأمس، من الذي سبقك »… و إنّ الحياة الجميلة هي جميلة و عزيزة كما يقول أهل الهند، و ابني » علي » تعوّد يوميّا أن يفيق و يتوجه لمخاطبة الصباح طالبا منه أن يكون أحسن من الذي سبقه… و لعلّ الحياة الصباحيّة في الجزائر العاصمة أفضل لأنّ الناس فيها يتكاتفون و يتلاصقون بشكل يوحي أنّ الحياة تبنى كتف لكتف.
المناضـل اليساري
نور الدين بن خذر
أوليفي روا: المأزق العراقي فرض الحوار بين أمريكا والإسلاميين
هادي يحمد (*)
في حواره مع « إسلام أون لاين.نت » اعتبر أوليفي التوجه نحو الحوار مع الإسلاميين نتيجة طبيعية للتدخل العسكري الأمريكي بالعراق؛ لأن الأمريكيين وجدوا أنفسهم أمام قوى وتيارات إسلامية مختلفة محلية ووطنية، ولها شرعية سياسية لا يمكن التغافل عنها لاستقرار العراق والعمل على بناء ديمقراطية وليدة في هذا البلد المحتل.
ويرى أوليفي أن هذا الطرح الجديد يحول الحوار بين الغرب والإسلاميين من حوار بين الأديان إلى حوار من أجل إحلال الديمقراطية، وتوفير أنسب الشروط لانطلاقها؛ لأنه لم يعد بمقدور أحد أن يهمل الأحزاب أو القوى الإسلامية ودورها عند تأسيس الدمقرطة.
ويشير أوليفي أنه رغم أن المحافظين في الإدارة الأمريكية يروجون نظريا لتشجيع الإسلام المعتدل ضد الإسلام الراديكالي، وأنهم لا يمدون يد الحوار لحركات إسلامية مسلحة مثل حماس أو حزب الله؛ فإنهم واقعيا قد تعاملوا مع مثل هذا الوضع مع قوى إسلامية متباينة في العراق. كما يعتقد أن أوربا تملك في هذه الجزئية رؤية مختلفة عن هذه الرؤية الأمريكية، وهي رؤية تشجع الخطوات السياسية التي يتخذها كل من حزب الله وحركة حماس بما يسمح بالحوار في أقرب وقت ممكن.
ومن جانب آخر يؤكد أوليفي أنه إذا لم تتخلص الولايات المتحدة من ازدواجية خطابها، وإذا لم تقم الأنظمة العربية بإحداث تغييرات ديمقراطية حقيقية لا شكلية؛ فإن وصول الإسلاميين إلى السلطة سيكون أمرا منتظرا، وبالتالي فإن القراءة الأمريكية تتمثل فيما يمكن تسميته بترشيد وصول هذا التيار إلى السلطة على نمط حزب العدالة والتنمية التركي.
وفيما يلي نص الحوار:
* لماذا الطرح الأمريكي / الأوربي للحوار مع الإسلاميين الآن؟
– دعنا نقل بأن هناك تغييرا في آفاق الحوار، كنا نتحدث سابقا عن الحوار بين الأديان، والآن ومن وجهة نظر أمريكية هناك قضية إحلال الديمقراطية، وقد انتهى الأمريكيون بعد سنتين من احتلال العراق إلى فهم حقيقة أن الديمقراطية ليست شيئا مجردا، وأنه من أجل إحلال الديمقراطية يجب إعطاء الفرص للقوى المحلية الوطنية في بلدانها. وهذا يؤدي إلى أن تلعب الأحزاب الإسلامية دورا مهما نحو الدمقرطة في البلدان العربية والإسلامية حتى تكون هذه الديمقراطية حقيقية وممثلة وجدية. وهذا في رأيي ما يضفي الشرعية على الحوار مع الحركات الإسلامية بصفة عامة، ومع كافة أشكال الإسلام، وليس فقط الحوار بين رجال الكنيسة والفقهاء والأئمة.
* هل تعتقدون بوجود خلاف بين كل من الأجندتين الأمريكية والأوربية في الحوار مع الإسلاميين المعتدلين؟
– لا أعتقد أن للأوربيين نفس الأجندة الأمريكية تماما؛ فهناك تناقض أساسي في بعض الأمور، أبرزها أن الأمريكيين يندفعون إلى الحوار مع الإسلاميين مع حرصهم على اعتبار بعض الحركات الإسلامية حركات إرهابية مثل حزب الله وحماس.. أما الأوربيون فيبدون أكثر حذرا من مسألة « الدمقرطة »، وهم وإن كانوا قد أدرجوا حماس ضمن القائمة الإرهابية أو لديهم تحفظات على حزب الله اللبناني؛ فإنهم الأقرب للتعامل مع هذه الحركات، وفرصة قيام حوار بين أوربا وهذه الحركات أكبر من نظيرتها مع الأمريكيين. ولعل بداية دخول الجماعتين المعترك السياسي يشكل حافزا لدى أوربا للسير في هذا الاتجاه الذي لا يزال يرفضه الأمريكيون. ومع الأخذ في الاعتبار أن فكرة الحوار لا تزال في بدايتها سواء من الطرف الأمريكي أو الأوربي؛ فمن الواضح أن الأجندة الأمريكية تختلف عن الأجندة الأوربية في قضية الحوار مع الإسلاميين.
* هل يعني ذلك أن الحوار الأمريكي سيكون فقط مع الحركات الإسلامية التي لا تحمل السلاح؟
– نظريا.. الأمريكيون ما زالوا غير واضحين في هذه المسألة؛ فبالنسبة للعديد من المحافظين داخل الإدارة الأمريكية يجب تشجيع الإسلام المعتدل في مقابل الإسلام الراديكالي.
ولكن عند الانتقال إلى الواقع في البلدان العربية والإسلامية يجدون أنفسهم أمام حركات وقوى محلية ووطنية لها شرعية سياسية، وهو ما يسبب حرجا لديهم؛ ففي العراق -على سبيل المثال- لا يمكن لجيش محتل بالقوة المسلحة كثير من الخيارات في اختيار محاوريه أو تصنيفهم إلى معتدلين ومتشددين؛ لأن العبرة بالتمثيل الشعبي والقوة الجماهيرية والسياسية التي تتمتع بها الحركات المختلفة بما لا يمكن لأحد أن يتجاهلها. وفي هذه الحالة فالطلب الوحيد الذي يمكن أن يوجه للحركات الإسلامية هو القبول بالمسار السياسي والديمقراطي. لذا لم يطلب الأمريكيون غير ذلك من القوى الإسلامية في العراق دون الخوض في الحديث عن تعديل أيديولوجيتها أو طلب ذلك منها.
* ولكن ألا ترى وراء الأجندة الأمريكية في الحوار مع الإسلاميين طريقة لمحاصرة ما تسميه الولايات المتحدة الأمريكية الإرهاب الإسلامي؟
– نعم هذا مطروح من وجهة نظر محافظة أمريكية؛ فالفكرة الحاصلة منذ أحداث سبتمبر هي إيجاد مسلمين طيبين لمقاومة المسلمين الأشرار. غير أنه يجب القول بأن الأجندة الأمريكية اليوم لا تنتهي عند مقاومة الإرهاب، ولكنها مرتبطة جوهريا بالوضع في العراق؛ فالسؤال هو: كيف الخروج من الوضعية الحالية التي خلقها التدخل العسكري في العراق. وهذا الوضع الخاص للأمريكيين بالعراق قد حجب سؤالا آخرا ربما يثور في مناطق أخرى حول من هم المتطرفون؟ ومن هم المعتدلون؟ فالولايات المتحدة في العراق لم تتناول ذلك بالقدر الكافي، لكن الحوار كان مع من له الشرعية السياسية في الشارع مهما كانت الأيديولوجية التي يحملها.
* هل تعتقدون أن هذا الشكل من الحوار مع الإسلاميين يعود إلى يأس الغرب من إحداث تغييرات ديمقراطية عبر الأنظمة الموجودة؟ وما هي النتيجة التي يمكن تحصيلها من هذا الحوار؟
– إذا أراد الأمريكيون الخروج حقيقةً من ازدواجية خطابهم التي اتهموا بها لعقود عدة؛ فإن عليهم أن يتجهوا إلى القوى المحلية الممثلة وبالتالي إلى الشعب، وهو الأمر المقصود من مثل هذا الحوار، وهذا يعني في جوهره الاتجاه إلى مخاطبة الشارع العربي مباشرة، وإذا اختار الشعب حركات إسلامية في كثير من الحالات؛ فإنه سيدير ظهره للأنظمة الحالية. هذا الوضع يؤدي في الكثير من البلدان العربية إلى أن تقوم الأنظمة الحاكمة الحالية إلى « لعب الديمقراطية » مثلما هو الحال في مصر حاليا من أجل وقف وصول الإسلاميين إلى السلطة. غير أنه في غياب أي تنفيس للأوضاع في العالم العربي والإسلامي؛ فإن وصول الإسلاميين إلى السلطة مرتقب، وبالتالي فإن القراءة الأمريكية تتمثل فيما يمكن أن نسميه ترشيد وصول هذا التيار إلى السلطة على نمط حكم طيب أردوغان في تركيا.
(*) مراسل « إسلام أون لاين.نت » في باريس
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 20 ماي 2005)
الانتخابات الإثيوبية والحالة العربية
محمد الحمروني (*)
عندما طرحت بعض النخب العربية والقوي السياسية فكرة أن العرب علي وشك أن يصبحوا خارج التاريخ، وعندما ذهب بعض المفكرين إلي حد القول أن هذه البقعة من العالم توشك أن تصبح آخر المحميات البشرية التي تعرض فيها آخر أشكال التوحش الإنساني، ثارت ثائرة البعض ممن احترفوا الدفاع عن الأوضاع الحالية، وممن أصبحوا مكلفين بمهمة تأبيد الوضع السائد.
ولكن ما يجري الآن ببلد لا هو بالبلد الاوروبي ولا من بلدان جنوب القارة الأمريكية ولا هو كذلك من بلدان جنوب شرق آسيا، انه بلد إفريقي وجار للمجموعة العربية، كثيرا ما تطلعنا إليه كما نتطلع إلي مراحل ما قبل التاريخ وطالما نفخنا ريشنا كلما مرت بأذهاننا فكرة المقارنة بيننا وبينه، انه إثيوبيا بلد المجاعات والحروب بلد المئة من اللغات والقبائل والأعراق والأجناس بلد الأساطير والخرافات، البلد الذي عاش حكم هيلاسيلاسي والذي تقطن أغلبية شعبه الغابات والأحراش الاستوائية. هذا البلد بكل ما ذكر وما لم يذكر عنه وجه (دون أن يقصد ذلك) إهانة للشعوب العربية حكاما ومحكومين جهلة ومثقفين من خلال إنجازه انتخابات طالما تمني التفوق العربي المزعوم علي البلدان الإفريقية أنه يعيش مثلها.
إثيوبيا آخر قلاع الفقر والجهل والتخلف والمجاعة، قررت أن تأخذ طريقها نحو الحرية والتعددية وان تبني نظامها الديمقراطي الخاص بها، إثيوبيا لم تتذرع كما تفعل العبقرية العربية بالتدرج ولم تتهم شعبها كما يفعل قادتنا بأنه غير ناضج للعملية الديمقراطية، ولم تحذر من إمكانية استغلال تلك العملية من قبل أطراف إسلامية تستغل العملية الديمقراطية لكي تنقلب عنها.إثيوبيا آمنت أن الحضارة في كل بقعة من بقاع الأرض يبنيها الإنسان لذلك نراها تراهن عليه، وليس غريبا أن نجد أنفسنا بعد خمسين عاما من الآن (إن ظل حالنا علي ما هو عليه) نتطلع إلي المعجزة الإثيوبية أو معجزة ما يسمي ببلدان القرن الإفريقي كما نتطلع الآن إلي المعجزة الآسيوية أو الأمريكية اللاتينية.
قد يستغرب البعض هذا الكلام وربما رأي فيه البعض الآخر مبالغة، لكن الواقع يقول إن الإيمان بالإنسان بما هو كائن حر بالطبيعة هو الخطوة الأولي الضرورية والشرط الذي لا بد منه لكل عملية ترجو التغيير والتطوير وفي الوقت الذي قرر العالم بأكمله الأيمان بالإنسان قررت الرسمية العربية أن تكفر به.
انك وأنت تتابع الانتخابات الإثيوبية،علي ما فيها من نقائص وهي كثيرة جدا، وتشاهد صناديق الاقتراع المنتشرة في الغابات والأحراش، وتري صفوف الناخبين وهي تمتد كالروافد الصغيرة وسط تلك الغابات الاستوائية، وعندما تسمع أن عدد القوائم المتنافسة يبلغ تقريبا الـ30 وان عدد المرشحين لتلك الانتخابات يبلغ 300 وان مساحات هامة خصصت في مختلف وسائل الإعلام لتلك القوائم، عندما تري وتسمع كل ذلك وتقارنه بما يحدث ببلادنا العربية خلال الانتخابات الأخيرة من إسقاط بالجملة لقائمات الأحزاب المعارضة ومنعها من أية مساحة ممكنة في وسائل الإعلام، وعندما لا يكون نصيب الأحزاب المعارضة ومختلف مكونات المجتمع المدني ببعض بلداننا العربية من وسائل الإعلام سوي خمس دقائق خلال عشرية بأكملها وعندما تري حالة الحصار التي تعيشها مختلف مكونات المجتمع بما في ذلك الأحزاب المعترف بها، لا بد وان تشعر بإهانة كبيرة كبر المأساة التي تعيشها، المأساة أن تري العالم كله من أدناه إلي أقصاه، بما في ذلك أفقر دوله وأكثرها تخلفا، يتغير ويخوض تجربة الديمقراطية والتعددية وتري شعوب تلك البلدان ـ أمريكا اللاتينية، جنوب شرق آسيا، أوروبا الوسطي والشرقية، إفريقيا جنوب الصحراء، وأخيرا بلدان القرن الإفريقي – تنعم بالديمقراطية والحرية أو هي في طريقها إلي ذلك، و في ذات الوقت تري شعوب العام العربي ما زالت في مرحلة المطالبة بإطلاق سراح مساجين الرأي، وبحرية تكوين الأحزاب والجمعيات وبحرية التعبير، والادهي من ذلك أن تري البعض من نخبنا تتلكأ في دعم الإصلاحات ومطالب العفو بحجة أن بعض الأطراف ستكون المستفيدة منها.
والمشكل هو أن لا احد يستطيع التنبؤ إلي متي ستستمر هذه الحالة العربية التي تصر بكل قوة علي عدم الانخراط في موجة التغيرات التي تجتاح العالم. كنت منذ أيام في ندوة للأستاذ هشام جعيط نظمت لتقديم كتابين من كتبه احدهما بعنوان: مأزق الثقافة الإسلامية، و كان مما قاله في معرض رده علي احد المتدخلين الذي تساءل عن السر في إصرار المجموعة العربية علي عدم الدخول في عملية الإصلاح المطلوبة داخليا وخارجيا. قال الأستاذ انه متشائم حيال إمكانية أن تتزحزح الأوضاع في المنطقة العربية ولو قليلا باتجاه التغيير والإصلاح وقال انه لا توجد أية مؤشرات جدية علي إمكانية حصول هذا التزحزح، وعندما يقول رجل بخبرة وسعة إطلاع الأستاذ هشام جعيط مثل هذا الكلام فلا بد من الوقوف عنده طويلا.
إن ما قاله الأستاذ هو التوصيف الصحيح للوضع الراهن ببلادنا العربية، وضع سيجعلنا بعد بضع سنين آخر حلقات التحضر الإنساني ولن نترك خلفنا سوي القرود والخنازير، ربما نصبح حينها الحلقة المفقودة التي تحدثت عنها نظرية النشوء والارتقاء لداروين.
وهذا الكلام ليس مبالغة فالحقيقة هي أن مثلما أن التقدم يرتقي بالإنسان إلي مراتب لم يكن يتخيل انه بالغها فكذا التخلف يتقهقر به مراتب قد تجعله كالحيوان إن لم يكن أظل .
(*) كاتب وصحافي من تونس
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 ماي 2005)
يا اولادي ! كل الأولادي هاجروا واختاروا السفر الحقل الاخضر والسنابل تركوه للثور الهائج ولماشية ولمن بقي من البقر وانا و امهم يقتلنا الشوق الف مرة و نصتبر تذكرين يا ام اولادي ايام صبانا و قصائد العشق واغنية القمر؟ مازلت احبك واحبك واحبهم لازلت اتذكر فرحتنا الاولى وتعلق ابنائي بجدهم عمر وسننتظر قدومهم وسنستمر بالدعاء لرب السماء رجوعهم وكيف انسى سهر الليالي وخبز النهاري وفرحةك بهم يا حبيب العمر؟ لا ليس ذنبا ان علمناهم اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر وسننتظر قدومهم..وسنستمر بالدعاء لرب السماء رجوعهم ادعي يا امهم واستمري بالدعاء الكل هنا يتوسد التاريخ و يحتضن مومياء فما عادت توقضهم قصائد في الفخر ولا حتى الرثاء ولن اعتذر الكل ميت او يحتضر الا اولادي..يا اولادي وطفل الحجر وسننتظر قدومهم..وسنستمر بالدعاء لرب السماء رجوعهم الحبيب justtunisia@yahoo.com
Textile : les pays méditerranéens dans la tourmente Le Maroc, la Tunisie et la Turquie face à la concurrence chinoise
Le textile chinois fait trembler les pays du pourtour méditerranéen. La fin de quotas menace les pays comme le Maroc, la Tunisie et la Turquie, qui exportaient jusque-là 90% de leur production vers l’Europe. Impossible, en effet, de concurrencer des coûts de production chinois dix fois moins élevés.
La fin des quotas sur les exportations de textiles chinois pèse lourdement sur les économies des pays du pourtour méditerranéen. « Un tiers environ des emplois de la zone risque d’être sévèrement affecté » par cette concurrence, estime Jean-François Limantour, président du Cercle euro-méditerranéen des dirigeants du textile-habillement, une association regroupant des industriels et distributeurs de la région. Le secteur du textile-habillement constitue le premier employeur industriel dans la quasi-totalité des pays de la zone, avec 7 millions d’emplois directs. En Tunisie et au Maroc, plus de 200 000 personnes sont respectivement employées dans le textile (entre la moitié et le tiers des emplois de l’industrie). En Turquie, un million de salariés travaillent dans le secteur (un quart des emplois industriels). Ces trois pays exportent 90% de leur production vers l’Europe, quasiment sans droits de douane. Impossible de concurrencer la Chine Si les pays du pourtour méditerranéen connaissent un tassement de leur activité depuis déjà deux ou trois ans, « ils ont été fragilisés sur la période récente car la dernière phase de suppression des quotas (achevée le 1er janvier) a concerné des produits qui figuraient au premier rang de leurs exportations comme les T-shirts, les produits maille ou le pantalon », explique Gildas Minvielle, économiste à l’Institut français de la mode. Ainsi en janvier et février, les exportations marocaines de textile ont chuté de 22% par rapport à l’année précédente, a indiqué le 25 avril à Rabat Mohamed Tazi, directeur général de l’Association marocaine des industries du textile et de l’habillement. « Ces pays ne peuvent pas se battre sur les coûts. C’est perdu d’avance », estime François-Marie Grau, directeur des affaires économiques internationales de l’Union française des industries de l’habillement (UFIH). « Le salaire d’une ouvrière de confection au Maroc ou en Tunisie est d’environ 200 euros par mois, contre 20 ou 25 euros en Chine », souligne M. Limantour. Seule stratégie pour s’en sortir, « passer de la sous-traitance à la co-traitance », c’est-à-dire à la fabrication de produits finis, explique M. Grau. Autre stratégie possible, « fabriquer en de très courts délais de petites séries, ce que les Chinois n’arrivent pas à faire avec leurs gros volumes », selon M. Grau. Le Maroc, l’Egypte et la Tunisie ont réclamé une aide technique de l’Union européenne pour faire face aux produits chinois, a indiqué le 27 avril le ministre tunisien de l’Industrie dans un entretien au journal marocain L’Economiste. « Nous lui avons demandé de prendre un minimum de mesures de sauvegarde (…) ». M. Chelbi a également souligné l’importance d’une aide de l’UE à la formation dans la filière du textile. « Car pour fabriquer des produits haut de gamme, il faut beaucoup d’expertise », a-t-il dit. « Il faudrait aussi que nous puissions participer aux programmes européens de Recherche et Développement dans le secteur du textile-habillement, chose que nous n’avons pas le droit de faire actuellement », a déploré le ministre tunisien.
(Source : Afrik.com, vendredi 20 mai 2005)
Site web : http://www.afrik.com
Collaboration entre les services météorologiques américain et tunisien
Elle entre dans le cadre d’un accord scientifique et technologique.
Par Cheryl Pellerin, Rédactrice du « Washington File »
Le Service météorologique national des États-Unis (NWS) et l’Institut national de météorologie (INM) de la Tunisie collaborent à la modernisation des techniques et des services de prévision météorologique de ce pays d’Afrique du Nord qui présente des zones climatiques très variées, allant de la Méditerranée au Nord-Ouest au désert du Sahara dans le Sud.
Cette collaboration qui a été rendue possible grâce à un accord scientifique et technologique conclu en juin 2004 entre les États-Unis et la Tunisie a débuté en avril, lorsque des scientifiques du NWS, service qui relève de l’Administration nationale des études océaniques et atmosphériques (NOAA), ont participé en Tunisie à un atelier sur la collecte et l’interprétation des données hydrométéorologiques.
L’hydrométéorologie est une branche de la météorologie qui s’intéresse à la présence, aux mouvements et aux changements de l’eau (pluie, neige) dans l’atmosphère.
« Cet atelier avait pour but principal d’examiner les activités de l’Institut national de météorologie de la Tunisie et ses méthodes de travail », a déclaré M. Robert Jubach, coordonnateur du projet pour la division des activités internationales du NWS.
C’était essentiellement une mission d’information et de prise de contact, a-t-il dit. Ont été abordés, du côté tunisien, la structure institutionnelle de l’INM et ses perspectives pour l’avenir et, du côté américain, les techniques de prévisions météorologiques et hydrométriques susceptibles de s’appliquer à la Tunisie et les domaines d’assistance technique et de collaboration possibles.
Divers événements – tempêtes, inondations, invasions de sauterelles et tornades – ont incité ces dernières années la Tunisie à moderniser son appareil météorologique. En novembre 2004, une rare mais puissante tornade a ravagé Kelibia, où elle a tué douze personnes et provoqué des dégâts considérables.
« La Tunisie présente une météorologie extrêmement contrastée, a dit M. Jubach. Sa région septentrionale, sur la côte méditerranéenne, n’est pas à proprement parler humide mais est assez bien arrosée, tandis que dans le Sud c’est le Sahara. En l’espace de quelques centaines de kilomètres on passe progressivement d’une zone verte et très fertile à une région aride. Chaque région possède des caractéristiques particulières. »
Dans la bande semi-aride qui s’étale entre le désert et la Méditerranée, il arrive que de fortes pluies causent des inondations. Dans le désert comme dans certaines zones semi-arides, on craint les invasions de sauterelles. Il peut arriver que ces insectes, capables de dévorer deux fois leurs poids en un seul jour, s’abattent sur une région à raison de 80 millions par kilomètre carré, selon « ReliefWeb », site géré par le Bureau de coordination des affaires humanitaires des Nations unies.
« Les sauterelles sont un fléau pour l’agriculture, a dit M. Jubach. La météo joue un rôle important du fait que les sauterelles ne sortent de terre que dans certaines conditions d’humidité et de température. » Une fois sorties de terre, elles planent dans l’air à une certaine altitude jusqu’à ce qu’elles captent l’odeur des plantes et d’autres choses comestibles. Ainsi les vents revêtent aussi de l’importance.
Il faut disposer de prévisions météorologiques exactes pour bien cibler les pulvérisations de pesticides, qui ne peuvent se faire que lorsque les sauterelles sont à terre.
« Nous avons longuement parlé de ce que nous pourrions faire ensemble pour améliorer leurs modèles de prévisions, de façon à mieux prévoir les conditions idéales pour utiliser les pesticides », a dit M. Jubach.
Le radar est l’un des instruments essentiels permettant de déceler des événements météorologiques importants, notamment la pluie et les orages. Cet appareil émet une décharge ou pulsion d’énergie dont il attend ensuite le renvoi, ou l’écho éventuel. Si le signal n’est pas renvoyé, c’est que l’atmosphère où il a été dirigé est relativement exempt de pluie. Si le signal se heurte à des gouttes de pluie et est renvoyé, un ordinateur peut calculer combien de temps s’est écoulé et ainsi déterminer l’emplacement et la taille de l’orage.
« Les radars météorologiques couvrent pratiquement chaque kilomètre carré des États-Unis, a dit M. Jubach. En gros, chacun des 123 bureaux météorologiques du NWS possède un radar. »
La Tunisie souhaiterait améliorer son radar et en ajouter d’autres partout dans le territoire. « Il peut tomber en fait des pluies assez torrentielles dans les régions semi-arides du Sud. On redoute les inondations et un radar serait fort utile dans ces conditions. » Les discussions ont aussi porté sur les capacités de télédétection et sur les satellites.
Pendant l’atelier, les scientifiques américains ont décrit le processus de modernisation de leur service météorologique national au cours des dix dernières années, qui a consisté à fusionner plusieurs bureaux, à automatiser la collecte de données météorologiques et à installer des radars de pointe.
Le NWS a aussi aidé d’autres pays à moderniser certains aspects de leurs services, par exemple la capacité de prévision et d’alerte aux inondations au Mexique, les services hydrométéorologiques en Russie et les services d’aide d’urgence en cas de catastrophe en Inde, entre autres.
La prochaine étape, selon M. Jubach, est de parachever un accord bilatéral avec la Tunisie dans le cadre de l’accord général scientifique et technologique conclu en juin 2004. Une fois l’accord signé, le travail pourra commencer.
« Je pense que l’objectif à long terme est d’aider les Tunisiens à améliorer leurs modèles de prévisions météorologiques. Ils nous ont demandé si nous pouvions leur affecter un scientifique spécialisé dans cette discipline. »
(Source : le site usinfo.state.gov, site géré par le département d’État des États-Unis., le 20 mai 2005)
Lien web : http://usinfo.state.gov/fr/Archive/2005/May/20-214110.html
8e colloque des hommes d’affaires tunisiens en Europe :
Contribution active à la promotion des exportations
• Le volume des transferts des Tunisiens à l’étranger a quadruplé
DUSSELDORF (TAP) — Accroître l’initiative des hommes d’affaires tunisiens résidant à l’étranger et présenter les opportunités d’investissement que la Tunisie offre sont les principaux objectifs du VIIe colloque des hommes d’affaires tunisiens résidant en Europe qui se tient les 20 et 21 mai à Düsseldorf en Allemagne.
M. Mondher Zenaïdi, ministre du Commerce et de l’Artisanat, qui présidait l’ouverture de cette rencontre, organisée par l’Office des Tunisiens à l’étranger (OTE) sur instructions du Chef de l’Etat, a rappelé la sollicitude dont le Président Zine El Abidine Ben Ali entoure la colonie tunisienne à l’étranger, d’où, a ajouté le ministre, les décisions avant-gardistes du programme électoral «La Tunisie de demain», notamment le 18e point de ce programme consacré aux Tunisiens à l’étranger et intitulé «Les Tunisiens à l’étranger, communion et soutien au développement».
Le ministre a souligné que cet intérêt accru accordé aux Tunisiens à l’étranger a largement contribué à la réalisation du saut qualitatif que la Tunisie connaît dans tous les domaines depuis le Changement, et qui l’a habilitée à devenir un exemple de réussite sur le plan régional et international.
M. Zenaïdi a encore fait remarquer que le programme d’avenir du Chef de l’Etat, grâce à ses orientations et choix, permettra à l’économie nationale d’aller de l’avant et de relever les défis tant endogènes qu’exogènes, évoquant notamment l’emploi, d’autant qu’à l’horizon 2009, près de 80.000 demandes d’emploi additionnelles seront enregistrées dont les deux tiers émaneront de diplômés de l’enseignement supérieur.
Il s’agit également d’améliorer le rythme de la croissance économique, de faire de la Tunisie un centre international des affaires et des services, de créer 70.000 entreprises au cours de la prochaine quinquennie, de porter la contribution de l’investissement au PIB de 22,9% à 27%, la part du secteur privé devant représenter 60% à l’horizon 2009. La contribution de la recherche scientifique au PIB sera de 1,25%.
Concernant les exportations, la stratégie fixée, à cet effet, se propose d’améliorer le taux de couverture de 92 à 95%, d’augmenter le nombre des exportateurs de 5.000, actuellement, à 6.000 exportateurs tunisiens.
Le ministre a annoncé que des mesures seront décidées afin de concrétiser les perspectives prometteuses qu’offrent les secteurs des industries mécaniques, électriques et électroniques, ainsi que celles agroalimentaires. La réalisation de ces objectifs, a souligné le ministre, nécessite la conjugaison des efforts de tous. Aussi, a-t-il dit, l’adhésion des Tunisiens à l’étranger aux choix de l’artisan du Changement et leur attachement à la nation ne manqueront pas de contribuer à la concrétisation des objectifs escomptés.
M. Zenaïdi a rappelé, à ce propos, que le volume des transferts des Tunisiens à l’étranger a quadruplé depuis le Changement, passant de 403 à 1.813 millions de dinars.
Par ailleurs, le nombre de projets déclarés a atteint au cours du IXe Plan et des dernières années du Xe Plan (1997-2004) 2.687 projets, moyennant des investissements estimés à 121 MD qui ont généré 12.000 emplois. Toutefois, a ajouté le ministre, la moyenne du coût des projets ne dépasse pas 45.000 dinars, d’où la nécessité de consolider ces projets et de renforcer leur rôle dans les domaines de l’emploi et du transfert de technologie.
Il y a lieu également de s’orienter vers le secteur des services, essentiellement les nouvelles technologies de la communication et de l’information (Ntci), d’autant que la Tunisie s’apprête à abriter en novembre 2005 le Sommet mondial sur la société de l’information (Smsi).
M. Zenaïdi a encore relevé le rôle qui incombe aux Tunisiens à l’étranger de faire connaître le produit tunisien et de faciliter son écoulement, outre la promotion de l’artisanat.
Il a enfin appelé les hommes d’affaires tunisiens résidant à l’étranger à mettre en exergue l’importance stratégique de l’accord d’association avec l’Union européenne (UE), ajoutant que le programme présidentiel fait de la question des Tunisiens à l’étranger un volet important de l’approche de partenariat avec l’UE dans le cadre de la politique de voisinage.
Au programme de ce colloque, deux ateliers de travail ayant respectivement pour thèmes «Les domaines de l’investissement en Tunisie et le financement des projets économiques» et «La contribution des Tunisiens à l’étranger à la promotion des exportations».
Les hommes d’affaires tunisiens prenant part au colloque et résidant dans différents pays européens ont présenté au cours du débat qui s’est instauré avec les responsables des différentes institutions tunisiennes (API, Apia, Fipa, Cepex, Utica, douanes, sociétés d’investissement et offices du développement), plusieurs difficultés entravant la réalisation de leurs projets en Tunisie.
Ils ont évoqué, à ce propos, des problèmes inhérents à la lenteur des procédures administratives, aux crédits bancaires, au manque d’informations sur la législation tunisienne en matière d’investissement et au transport lors des exportations.
Ils ont enfin préconisé la nécessité d’investir dans des créneaux porteurs et innovateurs, tels que l’infographie, le tourisme d’affaires et les différentes niches du textile autres que l’habillement, outre la création d’une banque d’affaires à l’intention des Tunisiens à l’étranger.
(Source : La Presse du 21 mai 2005)
Quelques commentaires brefs sur le débat atour de la réconciliation initié par notre compatriote Hachemi Hamdi.
Entre l’Aurore et l’Aube du 07 Novembre 1987 : Droits et Exigences .