TUNISNEWS
3ème année, N° 1062 du 16.04.2003
LES TITRES DE CE JOUR:
UGET section faculté des sciences de bizerte: Un etudiant du RCD menace deux membres du B.F par une arme blanche en présence de 2000 étudiants.
AP: Conférence internationale à Tunis sur « l’islam et la paix »
Reuters: Tunisia’s Jan-March energy trade deficit at $87 mln
Reuters: Tunisia’s textile exports rise 12.47 pct in March AFP: Maroc: 60.000 détenus pour 25.000 places (Observatoire marocain des prisons) Abdel Wahab Hani: « Limogeage du gouverneur de Sfax! « ou « La gestion policière des problèmes sociétaux » Abdel Wahab Hani: L’affaire Tunisiana: A qui profite la corruption? Sommaire de L’AUDACE N° 98 du mois d’AVRIL 2003
Mustapha Kraiem: Il est nécessaire de pacifier le politique
Sihem Bensedrine: A une amie irakienneRéalités : Hichem Djaït parle des visées américaines et de la fin du “système arabe” Pr. Saïd Mestiri : Maintenant qu’ils ont eu leur guerre…Zyed Krichen: Contre la dictature de l’opinion.
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : بــيــان
أخبار تونس : افتتاح الندوة الدولية حول « الإسلام والسلام »
الشرق الأوسط : رئيس وزراء تونس : أحداث 11 سبتمبر صدمة عنيفة هزت العالم وعلى المسلمين تفعيل دورهم للتأثير الإيجابي في أحداث العصر
كتاب جديد للطاهر العبيدي: حفريات في ذاكرة الزمن د. أبو يعرب المرزوقي : النصر لا ريب فيه
أحمد القديدي : توابع الزلزال البغدادي
محمد كريشان: تحامل مشبوه علي الفضائيات |
UGET section faculté des sciences de bizerte (Nord)
Un etudiant du RCD menace deux membres du B.F par une arme blanche en présence de 2000 étudiants.Au cours d’une assemblée generale presidée par l’etudiant NABIL HAMDI (membre du conseil scientifique et trésorier du bureau fédéral de la section UGET) du 15/04/2003 pour contester les mesures prises par l’administration contre 14 étudiantes et qui consiste à les empêcher de suivre les cours sous prétexte du port du voile, un etudiant du RCD le dénommé WALID TOUATI a menacé NABIL HAMDI et THAMEUR MICHI (un autre membre du B.F ) par une arme blanche en présence de 2000 étudiants. l’administration de la faculte mise au courant de ces faits extrêmement graves qui visent a deteriorer les relations de bonne entente entre les etudiants et à harceler les militants de l’UGET n’a pris auccune mesure . le bureau federal rappelle à l’administration que les étudiants ont le droit de suivre leurs cours dans un climat de securite et demande l’ouverture d’une instruction judiciaire a l’encontre de l’etudiant WALID TOUATI dans les plus brefs délais. (Message envoyé à Tunisnews par UGET-Bizerte le 16 Apr 2003 à 13h28) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية تونس الهاتف = 647 71 256
الحمد لله وحده تونس في 2003/4/16 بــيــان
تعرض اليوم الاربعاء 2003/4/16 مكتب الأستاذ سمير بن عمر عضو مكتب الإتصال للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وعضو مركز تونس لاستقلال القضاء و المحاماة وأمين مال حزب المؤتمر من اجل الجمهورية للمحاصرة من طرف عدد كبير من البوليس السياسي كما تعرض حرفاءه إلى المضايقة والترويع ومنعهم من دخول المكتب . وقد سبق أن وقع الاعتداء على الأستاذ سمير بن عمر يوم 2002/12/13 و اختطافه من أمام مكتبه و احتجازه لمدة خمسة ساعات بإدارة أمن الدولة وهو ما حدى بالهيئة الوطنية للمحامين لتقديم شكاية في الغرض رسمت بوكالة الجمهورية بتونس وذلك للمطالبة بفتح بحث بخصوص الاعتداء عليه وعلى عدد آخر من المحامين. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تندد بهاته التجاوزات المتكررة وتطالب بوضع حد لها وبرفع الحصار عن مكاتب المحامين نظرا للحصانة التي تتمتع بها وحفاظا على استقلالية المحاماة وحقوق الدفاع و احتراما لحقوق المواطنين في اختيار من يدافع عنهم وضمانا لحقوقهم كما تطالب بالكف عن عرقلة نشطاء حقوق الإنسان. عن هيئة الاتصال الرئيس
محمد النوري افتتاح الندوة الدولية حول « الإسلام والسلام »
تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي افتتح السيد محمد الغنوشي الوزير الأول صباح اليوم بالعاصمة أعمال الندوة الدولية حول « الإسلام والسلام » التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي علي مدى ثلاثة أيام.
وحضر الجلسة الافتتاحية بالخصوص السيدان جلول الجريبي وزير الشؤون الدينية وعبد الواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وثلة من الشخصيات الوطنية ومن الإطارات الدينية السامية ومن العلماء والمفكرين من عدة دول إسلامية وغربية. وأكد الوزير الأول في مستهل كلمته ان اختيار « الإسلام والسلام » موضوعا لهذه الندوة يجسد ما يحدو سائر النخب الفكرية في المجتمعات الإسلامية وخارجها من عزم على الإسهام الفاعل في دعم مقومات السلام العالمي خاصة في ضوء ما يشهده العالم اليوم من تسارع التحولات وتفاقم التحديات وتعدد مظاهر التصادم بين الحضارات. كما أكد أهمية اجتماع هذه النخبة من رجالات الفكر والمتخصصين في الدراسات الدينية والحضارات علي ارض قرطاج والقيروان والزيتونة لتأكيد الأهمية الخاصة التي يكتسيها دور المفكرين والمثقفين علي تباين اختصاصاتهم وتباعد أوطانهم في تعميق الوعي بان ما يجمع البشر اكثر واهم مما من شانه ان يفرق بينهم أو يباعد بين رؤاهم ومواقفهم. وأشار في هذا السياق الى ان صون قيمة السلام التي تنزلها الأديان السماوية الثلاثة منزلة القيمة المحورية مرتهن بالعمل الهادف الى التمييز بين الدين ومحاولات استغلاله لنيل مآرب ليست منه في شيء وتفادي الخلط بين الدين والسياسة وبين الثابت والمتغير والدفاع عما يحض عليه الدين من حوار وتضامن وتعلق مشترك بقيم التسامح والسلام. وبعد ان ذكر بأحداث 11 سبتمبر وبتداعياتها المتمثلة بالخصوص في ما تعرض الإسلام من حملات تستهدف طمس حقائقه وتشويه صورته والنيل منه دينا وثقافة وحضارة بالربط جهلا أو تجنبا بينه وبين التخلف والإرهاب فضلا عما يكتبه بعض المروجين لفكرة العداء بين الإسلام والغرب أعرب الوزير الأول عن يقينه بأن الأبحاث والدراسات الجادة التي سيتم عرضها خلال أعمال الندوة ستمثل خير رد علي مقولات العنصرية والانطواء علي الذات وعلي محاولات الخلط بين مبادئ الإسلام السامية وبين ممارسات بعض الذين يدعون الانتساب إليه والتصرف باسمه وهو منهم ومما يأتون براء. وأضاف الوزير الأول في ذات السياق ان الإسلام هو دين السلام بين الأفراد والشعوب والحضارات وانه رسخ دعائم التعايش والتعاون بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين غير المسلمين الذين كفل لهم كامل حقوقهم التي منها الحق في ممارسة شعائرهم في كنف الحرية والأمن والسماحة وبمناي عن كل إكراه أو عسف. وبين انه من هذا المنطلق تتأكد ضرورة ان يسعى المسلمون اليوم الى تفعيل دورهم في التأثير الإيجابي في أحداث العصر والاعتصام بمبادئ دينهم السامية ومثله العليا التي تقتضي العمل علي تحرير الفكر الديني من الشبهات ورؤى التحجر والشد الى الوراء واعتماد سبيل الاجتهاد الذي يمثل المنهج الأقوم للملاءمة الصحيحة اللازمة بين مبادئه التي لا تتبدل والمتغيرات من مستلزمات المصلحة في أوسع معانيها. وأشار في هذا السياق الى تأكيد الرئيس زين العابدين بن علي المتواصل على ضرورة التعريف على أوسع نطاق بجوهر الإسلام ومبادئه السمحة وتفعيل إسهام الأمة الإسلامية في إثراء القيم الإنسانية والمبادئ المثلى التي تشترك فيها مع كل الأديان والثقافات والحضارات وصيانة الدين الإسلامي الحنيف من محاولات التحريف وعوامل الإساءة والإجحاف ومد جسور الحوار والتواصل مع سائر شعوب المعمورة. وأضاف انه انطلاقا من اقتناع رئيس الجمهورية الراسخ بان امام الإنسانية على اختلاف أديانها وحضاراتها مجالات واسعة للعمل من اجل سعادة الإنسان وأمنه واستقراره فقد أذن بإحداث كرسي جامعي لحوار الحضارات والأديان إسهاما في النهوض بهذه الرسالة النبيلة. وبعد ان ابرز أهمية قيمة السلام الأساسية لاستمرار البشرية في إثراء الحضارة الكونية بعيدا عن الهيمنة والتسلط وبؤر التوتر والنزاعات أكد السيد محمد الغنوشي جهود تونس الدؤوبة من اجل ترشيد الخطاب الديني وانتهاج سبيل الاعتدال والوسطية والتسامح مع السعي الى ان يكون العمل الثقافي صقلا دائبا لروح التفتح والتواصل والتوق الى الكونية وان تكون المنظومة التربوية قادرة على تخريج الأجيال الناشئة علي حسن التوفيق بين الاعتزاز بانتمائنا الحضاري والوعي بمتطلبات الارتقاء الى ما هو إنساني. وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي القي كلمة أثنى فيها على مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي بتنظيم هذه الندوة الهامة بتوقيتها وبموضوعها الذي هو موضوع الساعة في العالم الإسلامي مؤكدا أنها تعد سابقة حسنة يجدر الاقتداء بها في الدول الإسلامية للمساهمة في تقصي أحوال الإسلام والمسلمين في مطلع الألفية الجديدة ولتدارس الظروف التي تحيط بهم في عالم اليوم وفتح المجال امام أهل الاختصاص والمفكرين للانكباب على ما يجب فعله لصالح المسلمين ودحض التهم المغرضة الموجهة إليهم. وأضاف السيد عبد الواحد بلقزيز ان محاور هذه الندوة تشكل في مجموعها إطارا شاملا يمكن ان يساعد على فتح المجال امام العالم الإسلامي لاستعادة مكانة حضارته الرائدة والإسهام في الثراء مسيرة إنسان القرن الواحد والعشرين من خلال ما يزخر به من قيم سمحاء ومن تراث يطفح بأنواع الفضائل. وبعد ان ابرز أهم المبادئ التي جاء بها الإسلام المتفتح المستنير والمتواصل علي مر التاريخ مع الحضارات الأخرى آخذا وعطاء أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ان الندوة بما ستتناوله من محاور هامة ستحمل في طياتها انعكاسات عملية مفيدة يمكن ان تفضي الى خطط عمل واقعية قابلة للتطبيق تمكن العالم الإسلامي من الانطلاق بنفس جديد نحو تعزيز مكانته بين الأمم. وقد القي وزير الشؤون الدينية كلمة في مستهل الجلسة الافتتاحية أكد فيها أهمية هذه الندوة التي وضعها رئيس الجمهورية تحت سامي إشرافه تعبيرا عما يوليه سيادته من مكانة للقيم الإسلامية ولتكريسها في الممارسة والسلوك وفق قناعات ثابتة تقوم علي التعايش والتسامح والتآخي. وأضاف ان هذه الندوة تعتبر إسهاما في إظهار الدين الإسلامي في أبعاده الحقيقية وإبراز ما فيه من قيم ومبادئ تؤمن بالاختلاف الفكري والحضاري. وجدير بالتذكير ان هذه الندوة ستتناول بالدرس أربعة محاور اساسية وهي « الثقافة والسلم » و »أركان السلم في الإسلام » و »الإسلام والعلاقات الدولية » و « صورة الإسلام في وسائل الإعلام والاتصال الدولية ». (المصدر: موقع أخبار تونس (الرسمي) بتاريخ 15 أفريل 2003)
|
Editorial |
3 |
Informations politiques
|
4 |
Ben Ali gravement malade: Le droit de savoir |
6 |
Un vice-Président, pour quoi faire?
|
7 |
Corruption |
8 |
Abderrahmane Tlili : opposant de service, corrompu, corrupteur et délateur |
11 |
Interview exclusive avec Khémais Toumi |
14 |
L’Association des contribuables tunisiens pour la lutte contre la corruption et la mal-gouvernance est née |
18 |
Le calvaire de la famille Nait Liman |
19 |
Où en est l’économie tunisienne
|
20 |
L’état de santé du système bancaire tunisien, par Mahmoud Ben Romdhane |
23 |
Un « miracle » tunisien aux pieds d’argile |
24 |
Bonnes feuilles de « L’Analyse d’un hold-up », par Emile Scipion |
26 |
Jugeons-les |
28 |
Droits de l’homme: Infos express dela LTDH
|
29 |
Presse Internationale |
30 |
La caricature déchaînée
|
32 |
(Source: www.laudace.fr, Mensuel d’informations générales et de réflexion)
Voici la lettre d’information du site
(http://www.reveiltunisien.org/fr),
qui recense les articles et les breves publiés depuis 4 jours.
** Seuls les idiots pensaient que le peuple irakien allait se battre pour le régime de Saddam **
par Ivan (Mourad) le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleS6
** Sami Ben Gharbia, alias <b>Chamseddine</b>, Issam Zaoui et Chaker Hadri risquent d’être renvoyés des Pays-Bas vers la Tunisie (Urgent) **
par Tunisie, réveille-toi! le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleS4
** Attestation du C.R.L.D.H.T, cas Sami Ben Gharbia, alias <b>Chamseddine</b>, Issam Zaoui et Chaker Hadri **
par Tunisie, réveille-toi! le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleS9
** OFPRA: L’exception tunisienne!! **
par Luiza Toscane le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleS7
** L’Association des Contribuables Tunisien pour la Lutte Contre la Corruption et la Mal Gouvernance (ACTLCMG) **
le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleT3
** Sauvez la Tunisie ! **
par malek le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleT2
** FINERAIL YAPPA ! **
par Omar Khayyâm le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleT1
** Femmes tunisiennes : du « devoir familial » au combat politique **
par Luiza Toscane le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_article3
** Revue de Presse n°386 **
par Ahmed Fouednejm le mercredi 16 avril 2003
http://www.reveiltunisien.org/fr/spip_redirect.php3?id_articleT4
** Revue de presse n°385 **
par Ahmed Fouednejm le mardi 15 avril 2003
www.reveiltunisien.org. Jean-Paul Sartre est décédé le 15 avril 1980.
Nouvelle version du site web de l’API
Dans le cadre de la modernisation de ses outils de travail, l’Agence de promotion de l’industrie s’informatise à outrance. Son nouveau site, opérationnel depuis le 7 avril : http://www.tunisieindustrie.nat.tn , permet aux nouveaux promoteurs d’accéder à toutes les informations nécessaires au lancement de leurs projets, sans se déplacer. C’est le cas aussi pour l’annonce des intentions d’investissement. Pour sensibiliser et inciter les entrepreneurs à utiliser son site web, l’API compte mener une campagne après l’amélioration des services proposés.
(Source : La Presse du 16 avril 2003, d’après le portail Babelweb)
BATAM : Vente des terrains de la filiale immobilière
Le mandataire judiciaire du groupe BATAM a décidé la vente de terrains destinés à la construction, propriétés de la filiale «BATAM Immobilière». Cette action qui s’inscrit dans le cadre du programme de restructuration du groupe BATAM est réalisée sous forme d’un appel d’offres portant sur la vente de 10 parcelles situées à Gammarth. C’est aussi une opération qui confirme la décision du mandataire judiciaire de réaliser la structuration du groupe BATAM par une concentration de ses activités sur sa vocation première: la distribution des biens de consommation.
(Source : Le Quotidien du 16 avril 2003, d’après le portail Babelweb)
Le chiffre du jour : 841
La Tunisie occupe une position particulière dans le cadre du programme MEDA : elle bénéficie pour la période 1995-2004 de 841 millions d’euros sous forme de dons au titre de MEDA I et Il. Ce montant représente 14% du total des flux bilatéraux au titre de MEDA sur la même période, alors même que la Tunisie représente 4% de la population des pays éligibles à ces financements. Ce chiffre s’accroîtra encore avec la poursuite du programme MEDA Il en 2005 et 2006. Ceci place la Tunisie au tout premier plan des pays bénéficiaires de MEDA.
(Source : Le Quotidien du 16 avril 2003, d’après le portail Babelweb)
Bornes interactives sur l’avenue
Rien n’arrête l’innovation à Tunis. Les colonnes Morris sur l’avenue Habib-Bourguiba, qui remontent au début du siècle, ne resteront plus dans leur état actuel, c’est-à-dire pliant sous le poids des affiches stratifiées. Elles seront illuminées et animées et serviront de support à la culture et à l’animation de la ville. L’une d’elles, située face au Théâtre municipal, abritera une borne interactive sur laquelle les passants pourront consulter à tout moment, sur un écran tactile, les programmes des diverses activités culturelles. Tous les espaces culturels et même commerciaux, tels que les restaurants de la ville figurent sur cette boîte. Avis aux amateurs de culture.
(Source : La Presse du 16 avril 2003, d’après le portail Babelweb)
Reconversion de la BTEI en banque universelle
Répondre aux exigences de la conjoncture actuelle
15/04/2003– M. Salem Rached Al-Mahannadi, président du Conseil d’administration de la Banque de Tunisie et des Emirats d’Investissement (BTEI) a exprimé sa satisfaction quant au niveau de la coopération entre la Tunisie et les Emirats Arabes Unis qui constitue, a-t-il dit, un modèle à suivre.
M.Al-Mahannadi a annoncé à cette occasion l’approbation par les Emirats Arabes Unis de la reconversion de la BTEI en banque universelle, conformément aux nouvelles orientations du gouvernement tunisien.
En effet, cette opération s’inscrit dans le cadre de la stratégie nationale de réforme des banques de développement, d’amélioration de leur situation financière et de mise à niveau des ressources humaines, l’ultime but étant de répondre aux exigences de la conjoncture actuelle et d’ouvrir de nouvelles perspectives devant ces institutions financières.
(Source: www.infotunisie.com )
Le Président Ben Ali reçoit le secrétaire général de l’UDU
Les répercussions de la conjoncture mondiale présente à l’examen
15/04/2003– Le Président Zine El Abidine Ben Ali a reçu M Abderrahmane Tlili, secrétaire général de l’Union démocratique unioniste (UDU).
Lors de l’entretien, M. Tlili a fait part au Chef de l’Etat des préoccupations des miltants du parti quant aux événements en cours, en particulier la situation à laquelle le peuple irakien est confronté.
Il a ajouté que l’entrevue avait été, aussi, l’occasion de souligner les répercussions de la conjoncture mondiale présente, son impact direct sur la situation arabe et l’impératif de se prémunir contre ses incidences négatives.
Le Président de la République a réaffirmé la volonté constante de la Tunisie de servir les causes de la paix et de la justice et son attachement aux valeurs de dialogue et de coopération, ainsi que la nécessité de se consacrer aux questions de développement aux plans régional et international.
De nouveaux programmes en français sur Canal 21
Des discussions ont été entamées lundi dernier entre l’Institut français de coopération et l’ERTT pour la diffusion de programmes en langue française sur la deuxième chaîne nationale Canal 21.
Il s’agit de diffuser des programmes destinés à la jeunesse et des documentaires produits par des chaînes françaises étatiques. On s’attend par ailleurs à la visite en Tunisie, de Serge Adda actuel directeur de TV5 et ancien directeur de Canal Horizons, à ce sujet. Un grand expert de la culture médiatique tunisienne francophone.
Réalités du 10 avril 2003
Lettre à l’ambassadeur de France à Tunis
Le Syndicat général de l’Enseignement supérieur et de la recherche scientifique a adressé dernièrement à l’ambassadeur de France à Tunis une lettre dans laquelle il salue la position de la France au sujet de la guerre d’agression dont est victime le peuple irakien. Les universitaires tunisiens demandent dans cette lettre à la France de continuer à assumer sa responsabilité historique afin de redonner à l’ONU un rôle central dans le règlement des affaires du monde à travers des solutions de paix. “ En appelant avec insistance à l’arrêt immédiat de la guerre et en redonnant ses chances à la négociation, la France est dans son rôle ” a déclaré le syndicat des universitaires tunisiens.Réalités du 10 avril 2003
Le partenariat tuniso-italien est passé à la 4ème vitesse
Le nombre d’entreprises en partenariat et en co-investissement entre opérateurs tunisiens et italiens est passé de 40 entreprises en 1990 à 558 en 2002. Leur nombre a doublé durant les quatre dernières années, depuis que S.E. Armando Sanguini a été nommé ambassadeur d’Italie en Tunisie.
Il faut dire que des groupes italiens puissants sont déjà là depuis des années et ont apprécié la qualité de l’environnement de l’investissement en Tunisie : Benetton, Pirelli, Marzotto, Cableterra,…
Monte Dei Pasche Disiena, la première banque créée dans le monde, est là depuis longtemps. Le taux de croissance des échanges est de 11 % par an, 400.000 touristes italiens viennent en Tunisie chaque année. Le commerce extérieur entre les deux pays s’élève à 4,7 milliards de DT/an.
Réalités du 10 avril 2003
Biographie du nouveau gouverneur de La Manouba
M. Youssef Néji, nommé gouverneur de La Manouba, est né le 20 octobre 1960 à Tunis.
Licencié en scien-ces économiques, spécialité planification, en juin 1987, il obtient un DESS de l’Ecole nationale d’administration (ENA), en avril 1991.
Il débute sa carrière professionnelle en 1991 en tant que conseiller des services publics au ministère de l’Intérieur avant d’occuper le poste de président du bureau d’analyse politique à l’administration générale des affaires politiques en 1991, puis celui de sous-directeur à l’administration générale des affaires politiques au ministère de l’Intérieur en 1995. Il est ensuite nommé directeur-adjoint au ministère des Affaires étrangères en 1996.
M. Néji réintègre par la suite le ministère de l’Intérieur où il occupe, de 1996 à 1999, le poste de président de la cellule des droits de l’homme avec le titre de sous-directeur à l’administration générale des affaires politiques.
En août 1999, il est nommé premier délégué dans le gouvernorat de Kairouan et occupe le même poste, en août 2002, dans le gouvernorat de l’Ariana.
M. Néji a, par ailleurs, effectué plusieurs stages à l’étranger dans les domaines de la gestion administrative, des droits de l’homme et du contrôle des élections. Il a fait partie également de nombreuses délégations tunisiennes aux travaux des commissions onusiennes spécialisées.
De 1992 à 1999, il a représenté le ministère de l’Intérieur au comité supérieur des droits de l’homme et des libertés fondamentales.
Il fut en outre, de 1992 à 1994, membre du comité directeur de l’Amicale des diplômés du cycle supérieur de l’Ecole nationale d’administration.
M. Youssef Néji est marié et père de trois enfants.
(Source: La Presse du 16 avril 2003)
Le nouveau gouverneur de Sfax prend ses functions
M. Mongi Chouchane, secrétaire d’Etat auprès du ministre de l’Intérieur et du Développement local, chargé des Affaires régionales et des Collectivités locales, a présidé, hier soir au siège du gouvernorat de Sfax, la cérémonie de présentation aux cadres régionaux du nouveau gouverneur de Sfax, M. Mohamed Ettounsi, et d’adieu de son prédécesseur, M. Ali Trabelsi, récemment désigné aux fonctions de directeur général de la Douane.
Dans une allocution qu’il a prononcée, à cette occasion, le secrétaire d’Etat a mis en exergue les grands efforts déployés par l’Etat en vue de consolider les acquis du pays sur la voie du progrès économique et social. Il a formé l’espoir de voir la région franchir de nouvelles étapes de développement grâce à la conjonction des efforts du gouvernement et des cadres et citoyens de la région.
MM. Mohamed Ettounsi et Ali Trabelsi ont exprimé leur gratitude au Président Zine El Abidine Ben Ali pour la confiance renouvelée en leurs personnes. Ils ont souligné les grandes réalisations accomplies dans la région depuis le Changement et les projets importants prévus dans le cadre du Xe Plan.
(Source: La Presse du 16 avril 2003)
Club Med va cesser de commercialiser Oyyo / Figaro
Reuters, le 15 avril 2003 à 08h13
PARIS, 15 avril (Reuters) – Club Méditerranée va cesser la commercialisation de son village de vacances situé à Oyyo (Tunisie) et destiné aux 18-30 ans, rapporte le Figaro Economie de mardi.
« Ce village, d’une capacité de 1.700 lits, devait, pour sa deuxième saison ouvrir de juin à septembre. Pour être rentable, il doit enregistrer un taux de remplissage de proche de 60%. Or ni l’état des réservations ni les ventes de dernière minute ne permettent d’espérer ce seuil critique », écrit le quotidien.
Au Club Med, aucun commentaire n’est disponible dans l’immédiat mais le Figaro affirme que le groupe a confirmé la mesure.
Pour l’exercice 2001/02, Club Méditerranée a accusé une perte nette part du groupe de 62 millions d’euros (perte de 70 millions de l’exercice 2000-01) et une perte d’exploitation de trois millions d’euros (bénéfice de 50 millions) sur un chiffre d’affaires de 1.744 millions (1.985 millions). /DT
Reuters
نمو صادرات المنسوجات بتونس بنسبة 12.47%
وانخفضت الصادرات في شباط بنسبة 6ر2 بالمئة.
وتمثل صادرات المنسوجات 8ر47 بالمئة من اجمالي حجم الصادرات في اذار الذي بلغ 7ر985 مليون دينار.
وتأمل الحكومة ان تسهم الصادرات في نمو الاقتصاد بنسبة 5ر5 بالمئة في عام 2003 مقارنة مع 7ر1 بالمئة في عام 2002 وهو اقل مستوى نمو في 16 عاما.
وتوقعت الحكومة نمو الصادرات بنسبة 5ر7 بالمئة هذا العام مقارنة مع 4ر1 بالمئة في عام 2002.
وارتفع اجمالي قيمة الصادرات بنسبة 68ر15 بالمئة الى 699ر2 مليار دينار في أول ثلاثة أشهر من هذا العام مقارنة بالربع الاول من عام 2002 حين تراجعت الصادرات بنسبة 7ر4 بالمئة مقابل نفس الفترة من عام 2001.
(المصدر: صحيفة الدستور الأردنية الصادرة يوم 16 أفريل 2003)
تواصل أشغال الندوة الدولية حول » الاسلام والسلام «
وفي اطار الجلسة العلمية الاولى حول محور « » ثقافة السلم « » استمع المشاركون في الندوة الى مداخلة للدكتور جورج جبور الاستاذ المحاضر في الدراسات العليا بكلية الحقوق بجامعة حلب بسوريا حول موضوع « »السلم في الاديان « » تناول فيها بالتحليل مختلف الجوانب الدالة على اتفاق الديانات السماوية الثلاث في نقاط كثيرة ذات علاقة بالنظام الاخلاقي وبقواعد السلوك اليومي.
في حين تطرقت مداخلة الاستاذ سيد عطاء الله مهاجراني مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية ورئيس المركز الدولي للحوار بين الحضارات حول موضوع « »السلم في الاسلام » » التي القاها نيابة عنه الملحق الثقافي بسفارة ايران بتونس الى مفهوم الحوار بوصفه مكونا اساسيا لهوية الانسان ومصدر وجوده.
ولاحظ المحاضر ان مجمل الشعوب والمجتمعات اليوم تسعى الى تحقيق السلم والعدالة والحرية والحق مبينا ان الحوار يظهر في الافق بوصفه الحل الوحيد لاقامة السلام.
(المصدر: موقع أخبار تونس (الرسمي) بتاريخ 16 أفريل 2003)
Maroc: 60.000 détenus pour 25.000 places (Observatoire marocain des prisons)
AFP, le 16.04.2003 à 14h13
RABAT, 16 avr (AFP) – La population carcérale au Maroc atteint 60.000 personnes pour une capacité d’accueil de 25.000 places, a indiqué mercredi à l’AFP Youssef Madad, secrétaire général adjoint de l’Observatoire marocain des prisons (OMP).
« Cette situation est vraiment critique, les prisons accueillant chaque année environ 5.000 personnes supplémentaires, alors que la capacité d’accueil n’augmente que de 1.200 places », a souligné M. Madad précisant que l’OMP se réfère à une norme de 3 mètres carrés par détenu.
L’Observatoire réclame une révision du code pénal, visant à instaurer, pour certains délits, « des peines alternatives à l’emprisonnement », a ajouté M. Madad.
Le surpeuplement carcéral contribue à transformer les prisons en « école de criminalité », assure M. Madad.
Ce surpeuplement a également été mis en cause lors de divers incidents survenus dans des établissements pénitentiaires marocains, et notamment lors d’un incendie à la prison Sidi Moussa d’El Jadida (ouest), le 1er novembre 2002, qui avait fait cinquante morts.
Pour faire face à cette situation, le ministre marocain de la Justice, Mohamed Bouzoubaâ, a récemment demandé aux procureurs de ne pas recourir systématiquement à la détention préventive, a assuré M. Madad, tout en s’interrogeant sur la « portée réelle » de cette initiative.
« La marge de manoeuvre des juges restera limitée tant que le code pénal n’est pas révisé », a-t-il affirmé.
« Limogeage du gouverneur de Sfax! »
ou
« La gestion policière des problèmes sociétaux »
Drôle de présentation des nouvelles. Les Hauts fonctionnaires n’ont plus droit à la formule riteulle « Untel à été nommé en remplacement d’untel qui a été appelé à d’autres fonctions ». Le public n’a n’en plus le droit à une explication sur la gestion des affaires publiques. La presse se contente de répercuter les dépêches de la langue de bois du Bunker. Ainsi décide la diactature.
Revenons aux faits. Ben Ali reçoit son ministre de l’Intérieur, le Dr Hédi M’henni, ce lundi 14 avril, pour annoncer un « mouvement » dans le corps des Wali (gouverneur, préfet). Mohamed Tounsi est muté à Sfax et quitte Manouba, Youssef Néji prend les destinés de cette dernière Wilaya. Mais qui était à Sfax? silence radio. Il faut remonter 3 semaines plus tôt pour trouver que Ali Trabelsi est nommé Directeur Général des Douanes Tunisiennes, en remplacement de Salah EL-Abed qui n’aurait fait que huit mois à la tête de cette administration sensible.
Et c’est ce même Trabelsi, ancien de l’Intérieur qui occupait alors les fonctions de Wali de Sfax. La deuxième grande ville du pays, qui en est la capitale économique, est resté pendant 21 jours sans gouverneur, sans que personne ne s’en émeuve.
Dans le même temps, le Commissaire principal de la police de la Wilaya de Sfax, le dénommé Riadh Sakkouhi, était limogé, sans que l’heureux remplaçant ne soit annoncé jusq’à ce jour. Ali Trabelsi et Riadh Sakkouhi faisaient équipe. Le premier est promus, le deuxième disparaît dans la nature du Ministère de l’Intérieur.
Mais qui sont donc ces serviteurs de la dictature. Riadh Saccouhi fait l’objet d’une plainte pour « coups et blessures », agressions », « abus d’autorité »… pour son rôle dans la répression des manifestations syndicales de Sfax à la veille de la guerre Blairo-Bushiste en Irak.
Ali Trabelsi a été muté du Grand Tunis pour être bombardé à Sfax l’été dernier pour y ramener l’ordre. Mais quel ordre? Sfax est un bastion de l’industrie tunisienne, du syndicat ouvrier aussi. C’est une grande ville qui abrite la deuxième grande Université du pays. Sa situation géographique de capitale du Sud et son rayonnement tant économique que culturel font qu’elle attire du monde. Ce « monde » des compagnes asphixiées par de longues années de sécheresse, ce monde qui vient chercher du travail après que l’Etat ait abondonné les villages, ce monde de l’exode que la dictature n’aime pas du tout. Parceque tout simplement elle n’en a pas les réponses ni les solutions.
Un proche de la famille régnante, au nom de Slim Affés, patron de la marque de Couscous « Couscsi diari », s’est fait braquer en compagnie de sa douce compagne, dans les rues de Sfax. L’actuel chef de l’Etat s’en est ému, de cette récrudescence de la petite criminalité, et dépêchait alors sur les « lieux du crime » un proche collaborateur et ami, en la personne de Ali Trabelsi, avec les pleins pouvoir d’un gouverneur hors norme.
Les non-Sfaxiens en avaient souffert de ses méthodes de facho. Raffles, contrôle d’identité, avec questionnaires pour les extra-sfaxiens, ceux qui n’ont pas de domiciliation dans la ville de Sfax, ces « étrangers » dans leur propre pays, en majorité étudiants, visiteurs de leurs proches, chômmeurs, jeunes et moins jeunes. Les services de police du commissaire Sakkouhi, de qui dépendaient la délivrance des cartes nationales d’identité, faisaient le reste du travail. Rendre la domiciliation à Sfax presqu’impossible. Les heureux candidats qui finissenet par y obtenir la domiciliation organisèrent des fêtes dans les cafés de la ville.
Au moment des manifestations de Sfax de février dernier, les deux hommes de leur patron de président agissainet de concert. Le Wali interdit de manifester, le commissaire principal de police charge les manifestants, puis le Wali dépêche sur les lieux une Ambulance avec un grand et môche bandeau « Offert par Son Excellence Zine El Abidine Ben Ali Président de la République Tunisienne ». Le ton de la dictature est donné. Mais Sfax ne plie pas, elle donne le signal aux autres villes du pays. Gafsa en sera la première à suivre, histoire minière aidant, puis le reste du pays s’enflamma. Le Bunker dû commanditer des manifestations officielles sur invitation, puis accepta sous la pression de la rue les manifestations indépendantes de l’opposition, de la société civile et du syndicat. Un ban des méthodes de la dictature est mis hors de nuire… Sakkouhi en fait les frais…
Mais Ali Trabelsi peut encore servir. Dans la guerre de succession d’un puissant président mourrant, les Douanes sont à « sécuriser » par un proche de la « coalition de la famille et ses ramifications maffieuses ». Le « président » veut croire à « son projet d’avenir » et donner les signes d’un capitaine qui reprend les choses en main. Il a fallu d’un cinéma d’une « visite présidentielle » au port international commercial de Radés pour que le « copain » soit bombardé au poste sensible. Qu’en est-il de
Une guerre qui se fait sur un fond de gestion policière et maffieuse des problèmes du pays. Le jour où sa va expolser, ces hauts fonctionnaires de la dictature auront du mal à nous expliquer qu’il ne savaient pas…
Compiègne, le 15 avril 2003
Abdel Wahab Hani
L’affaire TUNISIANA: A qui profite la corruption?
« Beaucoup de bruit au sujet de la licence de téléphone portable TUNISIANA, le nom tunisien d’ORASCOM. Dans cette affaire, le seul soumissionnaire technique réel n’était autre que la société transnationale allemande SIEMENS. En effet cette dernière avait contracté la réalisation technique du projet avec les trois supposés soumissionnaires dont ORASCOM, avant le lancement de l’appel d’offre et du cahier des charges. Et comme le veut la corruption, le soumissionnaire « adjudicataire » est négocié d’avance en fonction de la « qahwa » (la commission), tout le reste n’étant que mascarade publique. Celui ci amène lui même ses semblants de concurrents. Dans ce milieu, les gens se comprennent bien, pas de piètinements les uns sur les pieds des autres. SIEMENS était donc sûre d’avance de réaliser le réseau. Les trois contrats étaient rédigés avant le lancement de l’appel d’offre. Ainsi SIEMENS tout en sachant les montants exacts de la corruption, puisque connaissant le coût exact du projet, et certainement le ou les bénéficiaires n’apparaîssent pas aux yeux du public. Le soumissionnaire adjudicataire, en l’occurrence pour cette affaire, TUNISIANA s’avère être un simple éventail ayant le rôle de blanchisseur des dessous de table. Les déclarations du patron egypytien d’ORASCOM, qui dit qu’il a fait l’erreur de s’appuyer sur des politiciens et pas sur des hommes d’affaires, sont troublantes. Reste la question qui dérange: à qui profite ce blanchissement? »
(Source : M. Abdel Wahab HANI, le 15 avril 2003)
Il est nécessaire de pacifier le politique
Par Mustapha Kraiem
Au mois de mars, la Fondation Temimi pour la recherche scientifique et l’information fut le théâtre d’une intense activité. Dans le cadre de la journée sur la mémoire, l’institution avait organisé le 1er mars une conférence-débat sur « le mouvement perspectives », en présence des principaux anciens responsables. Puis durant trois jours, s’est tenu le forum sur « justice, institutions du pouvoir et mécanismes de la législation à l’époque de Habib Bourguiba en Tunisie et dans les pays arabes ».
Une comparaison des communications présentées nous donne un intense éclairage sur la similitude du devenir des diverses institutions dans différents pays arabes, abstraction faite, Ö paradoxe, de la nature originelle des régimes, car l’évolution ne tardait pas à se faire dans le sens des républiques monarchiques.
Les peuples arabes qui avaient consenti des sacrifices énormes dans une lutte inégale, mais victorieuse contre le colonisateur, s’étaient mobilisés pour la gestion de leurs propres affaires dans un système démocratique qui devait assurer et consacrer la souveraineté populaire.
Ils durent rapidement déchanter. Ils assistèrent impuissants à la confiscation de leur souveraineté par des chefs de la résistance, par des militaires ou par des monarques.
Un historien algérien, et l’exemple peut être généralisé, nous a décrit comment, chaque président auto-proclamé, s’était dépêché de confectionner une constitution sur mesure, établissant ainsi un hold-up sur l’Etat.
Le chef de l’Etat est le chef du parti qui désigne les députés, il est également chef de la magistrature suprême, Il est chef des armées et de la police et détient un monopole absolu sur la radio et la télévision.
Dans ce contexte, la séparation des pouvoirs, signifie une fusion des pouvoirs et le parti-Etat devient l’Etat policier.
Les études sur la justice nous apprennent les modalités de collaboration entre les juges et la police politique pour préfabriquer des procès et condamner des innocents qui avouent, sous la torture des crimes qu’ils n’ont pas commis. Mieux, nous apprenons par anticipation les peines décidées en haut, bien avant la clôture des procès.
En Tunisie, un ministre de l’intérieur et un premier ministre de Bourguiba n’hésitaient pas à s’abriter derrière « l’indépendance de la justice » quand il s’était agi de réprimer des adversaires politiques, mais ils dénoncèrent avec vacarmes, une fois à l’abri à l’étranger, l’arbitraire de cette justice, quand à leur tour, ils furent appelés à répondre de leurs actes devant elle. Le disfonctionnement des institutions était total. De nos jours, la culture politique dans le monde arabe part de la rupture entre Etat et société avec le présupposé culturel de la part de l’Etat que la société est un ennemi qu’il faut réduire. L’Etat de vient conquérant et sa victoire est parfois le fruit d’une guerre contre la société.
Cette approche fut mise en évidence lors de cette conférence-débat. Nous nous sommes trouvés face à des hommes, souvent brisés par des tortures physiques et morales intolérables. Plus de trente ans après, ces hommes ne peuvent se retenir de fondre en larmes à l’évocation des humiliations subies. Ce fut un phénomène commun pour tous les prisonniers anciennement torturés. Une souffrance immense se dégageait et contaminait les auditeurs.
Il est nécessaire de pacifier le politique en mettant hors la loi la torture et ses auteurs. La thérapie deviendrait réelle lorsque nous construirons une démocratie pacifique où toute violence serait bannie. La configuration de notre société et la permissivité de l’ordre mondial nous permettent de rêver.
M.K.
(Source: le N°13 de l’e-mag tunisien Kalima, www.kalimatunisie.com )
كتاب جديد للطاهر العبيدي:
تحبل السماء فيولد المطر…تحبل الطبيعة فيولد الربيع…يحبل الليل فيولد الفجر…يحبل القلم فيولد الحرف…ويحبل القهر فيولد الوطن…
هذه همسات من – كتاب حفريات في ذاكرة الزمن –
صدر أخيرا عن منشورات مرايا لمؤلفه: الطاهر العبيدي يحتوي على 176 صفحة وموزعا على ستة فصول قام فيها الكاتب بتصيد اللحظات التاريخية واقتناص الممرات والفواصل التي تترجم مرحلة زمنية ممتدة وغائصة في تاريخ المنفى والوطن وقد قدم الكتاب الدكتور قيس جواد العزاوي تلتها مقدمة الطاهر العبيدي الذي يقول فيها:
بداية أستسمح كل القراء في إلقاء هذه الترانيم المتسامرة، هي محاولة تعبيرية عن المعاناة معاناتي أنا وأنتم، وهي وكل الذين سلب منهم الوطن وحرموا من دفء الأرض… هذا الوطن الذي يرحل معي ومعكم كم الجداول ترحل مع النبات، وكما الجرح يسافر مع الأنين وكما السنبلة تتسامق مع أشعة الأصيل والذي أشتاق وتشتاقون إليه كما الأعمى يشتاق للنور، وكما الغريب يشتاق للديار وكما الطيور تحن إلى الأوكار…
ومساهمتي هذه هي عصارة ألم وأمل تترجم تموجات مكلومة، معبأة بخلجات الزمن الصعب، زمن الغربة والرحيل والمنفى…
فاسمحوا لي أيها القراء أن أقول لكم أنه في يوم ما في تاريخ ما، عدلت حلمي على الساعة الصفر لولادة دولة العدل والحرية…فتحت عيني فوجدت نفسي بين مخالب دولة قهرية…فكانت فواتير التشريد والتعذيب والسجون والمعتقلات نصيب كل الأحرار في بلدي الطيب…وفي المقابل ازدهرت قرصنة الكلمة، وانتعشت سوق الأصنام وتعاظمت ثقافة الرداءة والتزوير، وهجمت الغربة كالشقاء وكالليل الثقيل…والغربة، غربة أفظع منها غربة سادتي القراء أن نكون غرباء، غرباء ونحن بين أحضان الوطن…
ملاحظة : الكتاب يباع في المكتبات والأكشاك بمبلغ 15أورو . خارج هذه الفضاءت يمكن للحصول عليه على العنوان التالي:
F . P. P
13 allée des eiders
75019 Paris
النصر لا ريب فيه
د. أبو يعرب المرزوقي *
ليس من التفاؤل الساذج القول إن شروط النصر الحاسم ومقوماته في حرب العالم كله الثالث والثاني والأول بقيادة الصحوة الإسلامية الساعية إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية باتت أمرا شبه حاصل في الوجود الموضوعي رغم ما جري
د. أبو يعرب المرزوقي |
في المعركة الأخيرة التي ليست هي في الحقيقة إلا بداية هذه الحرب الفعلية. وكنا قد أشرنا في المقال السابق إلى أنها لن تكون بداية إلا بعد انهيار النظام الذي حصر المجتمع في الدولة والدولة في النظام والنظام في شخص الزعيم أعني بعد أن يتحرر المجتمع من دولة غير شرعية وتتحرر الدولة من نظام غير قانوني ويتحرر النظام من زعامة مستندة إلى القوة المادية بديلا القوة الروحية: وعلامة ذلك بداية عودة النظام والمقاومة من المساجد دون سواها لكونها الحيز الوحيد الذي تتحد فيه الدولة والمجتمع في مفهوم الأمة التي تسكن قلوب الجميع ولا يقتصر وجودها على التعين المادي للجهاز الذي سرعان ما ينفرط عقده بموت الزعيم. ولعل ذلك يفهمنا دلالة الفتنة الكبرى: فرغم اغتيار ثلاثة خلفاء وحدوث خمسة حروب أهلية من قتل الخليفة عثمان إلى القضاء على فتنة ابن الزبير لم تنكسر الأمة بل حققت بعد ذلك ما نسميه اليوم دار الإسلام.
ولا شك أن شروط الحرب التي يقتضيها الفكر الاستراتيجي الإسلامي غير متوفرة في العراق اليوم لعلتين نذكرهما سريعا. لكن بداية العمل بهذا الفكر هي التي تفهمنا الصمود العجيب لجيش دولة صغيرة أمام قوة جبنت أمامها الصين وروسيا وأوروبا مجتمعين. والعلتان في عدم توفر هذه الشروط في المعركة الحالية هما: القطيعة بين النظام والشعب بحكم طبيعة علاقته به علاقته التي هي ليست إسلامية لما فيها من القهر والتسلط والطاغوت المنافي لكل القيم الإسلامية والقطيعة بين فئات الشعب وطوائفه بحكم خاصية وحدة الشعب الروحية في العراق خاصيتها التي هي ليست إسلامية لما فيها من العداء والتناحر والأحقاد.
إن علاقة النظام العراقي بالشعب تقلل من اللحمة بين قوى الدفاع والمواطنين. أما انعدام الوحدة الروحية فقد يكثر من الخيانات. وكل ما يتمناه المرء هو ألا يكرر بعض اخوتنا من الشيعة والأكراد أخطاء الماضي مهما كان العذر الذي يعود في الحقيقة جله إن ليس كله إلى العلة الأولى أو علاقة النظام بالشعب. فينبغي ألا ينسى اخوتنا الشيعة أن المغول الذي استعمل بعض الشيعة في الماضي صاروا سنة وصاروا على الشيعة في جل البقاع. وكذلك سيفعل الأمريكان إذا وجدوا من يعينهم من الشيعة لا قدر الله إذ لا يمكن أن يفرطوا في مصالحهم مع 90 في المائة من العالم الإسلامي من أجل بعض الخونة. وينبغي لبعض الأكراد أن يعلموا أن وعود أمريكا كاذبة: فلن تعادي أمريكا تركيا والعراق وأيران وسوريا وروسيا من أجلهم. ولعل ما حدث في العراق بعد انفراط عقد النظام يكون درسا للأنظمة الإسلامية عامة والعربية خاصة على هذين المستويين.
وهاتان العلتان هما اللتان تفسران بدء أمريكا حربها التي يصفها بعضهم صراحة بالحرب العالمية الرابعة بدءها بالعراق: فهو أضعف حلقات الوطن العربي للعلتين السابقتين وبحكم الظرف التاريخي الذي يجعله محاطا بالأعداء من كل جانب فضلا عن منطق التهديم بالتفريغ العاصف. فمخططوا الفعل الاستراتيجي في أمريكا يعلمون العلتين الأوليين. وهم الذين رتبوا العلة الثالثة بالحرب العراقية الإيرانية التي رعوها وبالحرب العراقية الكويتية التي شجعوا عليها. ثم هم يعلمون أن تفجير العراق سيخلق فراغا في قلب العالم الإسلامي يتداعي من بعده كل المحيطين به سواء تدخلوا أو بقوا متفرجين: هم يعملون على القضاء على قلب الأمة الإسلامية أعني العرب وهذا لا يكون باسرائيل وحدها بل لا بد من التحالف مع تركيا وإيران والحزام المحيط بمصر من افريقيا. ولن يأتي دور مصر والسعودية إلا بعد القضاء على دور الأزهر والحرمين. وقد بدأت محاولات القضاء على دور الأزهر ببعض المرتزقة من الأزهريين اللذين يزايدون عليه في تلفزات الخليج ويزعمون الثورية الإسلامية مع اللجوء إلى أحياز القواعد الأمريكية. كما بدأت محاولات القضاء على الحرمين بتنمر بعض الجزر العربية إلى الطموح إلى الزعامة الإسلامية بالمزايدات التلفزية.
أما الزعم بأن أمريكا قد حاربت العراق من اجل النفط فهو تبسيط سخيف من الفكر الاستراتيجي التلفزي الذي لا يساوي فلسا ولا يصدقه كل من يعلم أن الحصول على النفط ليس قابلا للوقوع من دون كلفة الدم فحسب بل إن أصحابه يقدمون الرشوة تلو الرشوة لكي يحتلهم الامريكان وينهلوا من نفطهم ما شاءوا مقابل حمايتهم من شعوبهم. ولم يكن صدام استثناء من هذه القاعدة فهو قد كان يمكن أن يقبل بأقل مما قبل به الذين فتحوا أراضيهم للاحتلال الأمريكي دون قتال لو لم لم تكن للأمريكان خطة أبعد غورا أساسها القضاء النهائي على العرب لتشكيل الشرق الأوسط من دون العرب ومن ثم لمواصلة الهيمنة على العالم.
معاني أحداث تاريخنا الحديث
علينا أن نحلل معانى الأحداث تحليلا يجعل شروط النصر ومقوماته أمرا لا ريب فيه لكونه حاصلا فعلا في وجود المسلمين الموضوعي ويقبل أن يصبح كذلك في وجودهم الذاتي فيتحول بفضل ذلك إلى وعي يشاركنا فيه بقية العالم ليتحقق الوعي الكوني بها وتنتهي الأسطورة الأمريكية التي تتحدث عن نصر في الحروب العالمية الثلاث السابقة وتبشر بالنصر في الرابعة الجارية حاليا. ويقتضي ذلك أن نبدأ بتحديد جلي للكيفية التي تساعد على نقل ما تحقق في معارك الأمة منذ الشروع في النهضة من مجرد الحصول الحدثي إلى الحصول المعنوي ببيان دلالتها التاريخية ومغزاها الروحي. ويكفي لبيان ذلك أن نؤول بعدين أساسيين يربطان بين الحدث التاريخي ومعناه في كل الحضارات الإنسانية:
فأما البعد الأول فهو قانون الوحدة الغائية للضدين الوحدة التي يتميز بها كل ظرف قدري في مسعى الأمم الصاعد من تاريخها ذي التضاريس المختلفة, الظرف الذي يجعل واقعها التاريخي بحصوله الحدثي وبمعناه الرمزي يحقق نفس الغايات رغم التناقض المطلق بين الأطراف الفاعلة كما حدث في حروب الفتنة الكبرى الأهلية حروبها التي لم توقف النصر الإسلامي رغم هولها بل أسهمت فيه بما فرزته من مقومات الفعل المؤثر في تحقيق الوجود الفعلي للثورة الإسلامية. ولعل أفضل أمثلته الآن هو أن العدوان الأمريكي المادي على الأمة في تشتتها السطحي والصمود العربي الرمزي في وحدتها العميقة تنطلقان من نفس الحيز المكاني في الخارطة العربية: أعني الخليج العربي الذي يمثل حيز التقابل المطلق بين كل تناقضات الوجود العربي الإسلامي الحالي إذ هو ملتقى أبعد ما بقي حاضرا من ماضي العرب والمسملين وأقصى ما بدأ يحضر من مستقبلهم فيعد من ثم التجسد الفعلي الحالي لهذا القانون الذي نشير إليه.
وأما البعد الثاني فهو قانون الفاعلية التاريخية لأمة من الأمم قانونها المستمد من ضرورة التلازم بين طبيعة الأحداث المحددة للوجود التاريخي الفعلي أو الواقعي وطبيعة المعاني المحددة لدلالته التي هي وجودها التاريخي الرمزي أو المخيالي. فلا يمكن لأمة أن تؤثر في التاريخ بغير التطابق بين وجودها الموضوعي ( في هذه الحالة ارهاصات التحديث العربي الإسلامي ) ووجودها الرمزي ( في هذه الحالة فشل العقيدة العلمانية والعودة إلى المقوم الإسلامي أساسا للصمود الروحي أمام الغزو الأمريكي والصهيوني ). لذلك فاضطرار الأنظمة القومية التي حاولت بناء التحديث على العلمانية إلى العودة ولو بشكل سطحي وانتهازي إلى الأساس الوحيد الحقيقي لوجود الأمة الروحي أعني المقوم الإسلامي وخاصة عند الاصطدام بالممحص الحاسم للمعاني التاريخية في حيوات الأمم العظيمة أعني الحرب يعد أفضل أمثلة هذا القانون. ذلك أن وحدة القيام الحضاري للأمم من جنس وحدة طبقات المخ: لا يمكن للطبقات السطحية أن تكون فاعلة إلا لم تكن نابعة من الطبقات العميقة إذ هي تسمتد منها مبدأ حيويتها وسند تأثيرها الحقيقي عندما يجد الجد كما هو الشأن في الحروب.
فهذا الاضطرار علته ضرورة التطابق ( من حيث تلاؤم الأمرين أو تقاسم نفس المقومات ) والتساوق ( من حيث تزامن الأمرين أو تعاصرهما ) بين النهضة المادية والصحوة الروحية شرطا في تحقيق قدرة الفاعلية التاريخية للأمة. ويعني ذلك أن طلائع الأمة مضطرون للعودة الصادقة فعلا لا قولا إلى مفهوم الأمة كما حدده الإسلام رفضا لمفهومها الأوربي في القرن التاسع عشر. ومعنى ذلك أن هذه العودة ينبغي ألا تكون من جنس اضطرار حزب البعث العربي إلى مجرد توظيف للرموز الإسلامية. بل ينبغي التخلص الحقيقي من مفهوم الأمة القومي والعودة إلى مفهومها الملي الذي يحدده الإسلام بوصفه شرط فعل التعارف ( علة فاعلية للعلاقات السلمية بين الأمم ) والتدافع ( علة غائية للعلاقات الحربية بينها ) في تحقيق القيم العليا للرسالة. وهذا التحول سيحرر الأمة من دائها الحديث: صراع قوميات الأمة الأربع الرئيسية أعني التركية والفارسية والكردية والبربرية ضد القومية العربية ليعيدها إلى علاقة سوية بالعرب مثل صلة قوميات الأمة الأربع الأخرى بهم أعني القوميات الصقلبية الأوروبية والهندية والمالوية والزنجية. فتعود الأمة بذلك إلى التعارف بين شعوبها وقبائلها حول أساس وحدتها الروحية أعني لغة القرآن رمزا ومهبطه فعلا. وإذا تم ذلك واتحد الأزهر والحرمان تخلصا من نتائج الحرب الأهلية التي بدأت بيهنما منذ حرب اليمن أمكن للأمة العربية أن تقود حرب التحرير فتحقق النصر الذي لا ريب فيه مهما كانت قوة أمريكا المادية.
علامتا اجتماع القانونين في اللحظة الراهنة
غايتنا هنا أن نبين الحصيلة الفعلية لاجتماع القانونين فنشرح دلالة هذا الاجتماع في تحديد معنى اللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة أعني لحظة القيادة الفعلية للحرب الحالية التي هي ليست حربا عالمية رابعة كما يزعم الأمريكان بل هي حرب العالم الأولى بقيادة المسلمين على الطغيان المادي الأمريكي والروحي الصهيوني الناتجين عن التحريف الديني وستكون الأخيرة إن شاء الله تعالى: فإذا حصل ظرف تحقق فيه لأمة من الأمم هذان القانونان المتحكمان في شؤونها من المنظورين الداخلي والخارجي كان علامة على أن تلك الأمة وفقها الله إلى شروط النصر الحاسم توفيقا لا ريب فيه بمقتضى أمر يشبه القضاء والقدر الذي لا مرد له. ولذلك علامتان:
1- علامة داخلية تجعل كل فرقاء الأمة في خدمة غاياتها السامية بقصد أو بغير قصد رغم الحرب الضروس بينهم بحيث إن القومي بالمعنى الملي والإسلامي الذي تحدد في أفق الصحوة صارا يعملان من أجل من نفس الغايات والفرق الوحيد هو في ترتيب الأوليات التي هي النهضة المادية عند القومي وهي النهضة الروحية عند الإسلامي, مع الإعلان الصريح على الحرب الأهلية في كلا التيارين: بين القومي العلماني ( الذي يفتت الأقطار العربية مثل الحركة البربرية والحركة الكردية ) والقومي الملي ثم بين الإسلامي القطري والطائفي التابعين والإسلامي الكوني والملي المستقلين.
2- وعلامة خارجية تجعل العدو يحقق غايات الأمة في حالتي نجاحه وفشله بحكم كونه قد صار عاجزا عن توظيف طرف من هذه الأطراف من دون خدمة غاياته إذ هو مضطر للتردد بين تحالفين كلاهما يحقق صالح الأمة في الغاية رغما عن مقاصده: فعندما حالف الإسلامي اضطر العدو للقبول بالصحوة الروحية إلى أن اشتد عودها وعندما حالف القومي اضطر للقبول بالنهضة المادية إلى أن اشتد عودهما واشتداد العودين هو ما أصبح يخيفه إلى حد جعله يقرر اعلان الحرب على ممثليه فأصبح من حيث لا يعلم الدافع الأساسي لوحدة الأمة التي باتت أمرا لا ريب فيه.
وبقليل من التمحيص نرى أن الوضع العربي والإسلامي الحالي يتصف بكل هذه الصفات داخليا وخارجيا. لذلك فالأمة الإسلامية توجد في الظرف الذي يسمح لها بتحديد آفاق الإنسانية المقبلة إذهي قد أصبحت الناطق الكوني بإرادة التحرر الإنساني من الطاغوت المادي ( أمريكا ) والروحي ( إسرائيل ) نطقا فاعلا يتصاحب فيه التأثير الرمزي للصحوة الإسلامية والتأثير المادي للنهضة العربية هذين التأثيرين اللذين أصبحا فاعلين حقا ويقرأ لهما ألف حساب رغم تشكيك علماني القوميين ( الذين يحصرون الصحوة في الفكر الشمولي متناسين أن شمولية الفكر التي صاحبت النهضة المادية في الأقطار الإسلامية هي بنت فكرهم الدغمائي ) وأهل القشور من الإسلاميين ( الذين يحصرون النهضة في الفكر الدكتاتوري متناسين أن عنف الفكر الذي صحب النهضة في العالم الإسلامي هو ابن فكرهم الجامد ) في الآفاق والقدرات واستكثارهم على الأمة طموحها التاريخي الذي يجعلها قائدة الحلف بين الشرق الأدنى ( الوطن العربي ) والغرب الأدنى ( أوروبا ) ضد عدوي الإنسانية المطلقين أمريكا ممثلة لسرطان الإنسانية المادي الخبيث وأسرائيل ممثلة لسرطانها الروحي الخبيث: وستحسم المعركة إن شاء الله في هذه الرقعة الجامعة بين الشرق والغرب الأدنيين. ويمكن أن نثبت هاتين الحقيقتين بتحليل ثمرات الماضي وآفاق المستقبل كما يتعين في بؤرة الوجود التاريخي التي يمثلها الحاضر بوصفه ما ظل حاضرا من الماضي وما بدأ يحضر من المستقبل.
دلالة ما بقى حاضرا من الماضي
ولنبدأ بتحليل ما بقي حاضرا من الماضي. فالمرحلة الأولى من الصحوة والنهضة قبل انفصالهما الذي فرضته العلمنة والأصلنة السطحيتان كانت إحيائية كما هو معلوم. وهي مرحلة تقدمت على الصدمة بالغرب إذ هي قد بدأت منذ القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي في عملية النقد الشامل لأسباب الانحطاط والدعوة إلى العودة السوية للسنن المحمدية التي هي غير آثار الأفعال بل هي عين الأفعال التي أنتجت تلك الآثار فأصبح السؤال التاريخي الذي هو جوهر الصحوة: كيف نكون فاعلين مثل أهل الصدر بدلا من الاقتصار على التقليد الميت لثمرات أفعالهم. لذلك فقد تضمنت هذه العملية النقدية لحظتين أولاهما كانت مضمون الإصلاح الذي شرع فيه الامام ابن تيمية في بداية القرن الثامن الهجري ربعه الأول والثانية كانت مضمون الإصلاح الذي شرع فيه ابن خلدون في نهاية نفس القرن ربعه الأخير. فشيخ الإسلام ابن تيمية اعتبر اسباب الانحطاط الروحية ناتجة عن فساد العقل النظري عند نخب الأمة. لذلك كان نقده منصبا على الأساس النظري للعمل والنظر أعني على الاستسلام للجبرية الأسطورية في العمل ( الفقه والتصوف ) وعلى الاستسلام للوثوقية الميتافيزيقية في النظر ( الكلام والفلسفة ). والعلامة ابن خلدون اعتبر أسباب الانحطاط المادية ناتجة عن فساد العقل العملي عند نخب الأمة. لذلك أنصب نقده على التسلط في الفعل العملي ( المؤسسة السياسية والتربوية ) وعلى التبلد في النظر العملي ( مؤسسة الاجتهاد والمعرفة ).
لكن الاحياء الذاتي لم ينتقل من مستوى التحليل الفكري إلى مستوى التحقيق الفعلي فيتحول إلى عملية إصلاح حقيقية بسبب عوامل كثيرة أبقتها عديمة المفعول التاريخي إلى بعد حصول الهجمة الاستعمارية التي جعلت أكبر هموم حركة الإصلاح تثبيت مقومي الهوية الأصلين ( الدين واللغة ) بنفخ الحياة في ثمرتيهما اللتين يتقوم بهما الوجود الفعلي للمجمتع العربي ( التاريخ الإسلامي والحضارة العربية ). وعلامة هذا التمكن هي الصمود الفاعل الذي أنهى مرحلة الاستعمار وحال دون الذوبان في حضارته بخلاف الكثير من الأمم المستعمرة الأخرى التي فقدت هويتها الثقافية ( كالهند التي صارت تتكلم انجليزي ) ومن ثم طموحها التاريخي. فحرب التحرير الوطني استمدت بعدها الروحي من الإسلام وبعدها المادي من العروبة. وبذلك كان العرب المسلمون العامل الحاسم في القضاء على امبراطوريتي فرنسا وانجلترا اللتين يتمثل مركز ثقل استعمارهما في دار الإسلام. فعاد الوطن العربي من حيث هو قلب دار الإسلام إلى دور تاريخي مستقبلي وأصبح العامل الحاسم في تحديد المعادلة الدولية التي ولت القضاء على هاتين الإمبراطوريتين الممثلتين للماضي والشروع في القضاء على الأمبراطوريتين اللتين نتجتا عن الحرب العالمية الثانية.
وقد جرت هذه المشاركة الحاسمة بحسب مسارين: أحدهما يغلب عليه انقسام الوطن العربي بحسب منطق القطبين بحيث يشارك كلاهما مع حليفه في القضاء على القطب المقابل( القطب الذي حالف أمريكا كان العامل الحاسم في الهزيمة النهائية للاتحاد السوفياتي: حرب افغانستان والقطب الذي حالف الاتحاد السوفياتي يتبين الآن أنه العامل الحاسم في الهزيمة النهائية لأمريكا: حرب الخليج الثالثة ). أما المسار الثاني فكان يغلب عليه اتحاد الوطن العربي بحسب رفض منطق التقاطب إذ إن كلا الفريقين شارك في بناء قطب عدم الانحياز أو الحياد الإيجابي الذي أصبح بعد زوال معادلة التقاطب وسقوط الاتحاد السوفياتي بداية التحرر العالمي بقيادة العالم الإسلامي قلب العالم الثالث النابض بحيث إن العرب اليوم هم قلب قلب العالم ما يجعل تركيز العنصريتين الأمريكية الإسرائيلية عليهم أمرا مفهوما.
دلالة ما بدأ يحضر من المستقبل
أما تحليل ما بدأ يحضر من المستقبل فيمكن رده إلى مسألتين. فأما المسألة الأولى فتتعلق برأس حربة النهضة المادية أعني ممحص القوة المادية أو الحرب العسكرية ببعديها المادي والنفسي. وأما المسألة الثانية فتتعلق برأس حربة الصحوة الروحية أعني ممحص القوة الروحية أو الحرب العقدية ببعديها المادي والنفسي. وسنركز هنا على المسألة الأولى إذ إن شروعها في الوجود دليل على تحقيق النصر في المسألة الثانية: فلولا فشل الاستيعاب الغربي للمسلمين ثقافيا وحضاريا لما كان للغرب حاجة بمحاربتهم عسكريا وماديا.
والسؤال هنا مضاعف:
أولا: كيف نفهم اعتبار أمريكا وحلفاؤها ( اسرائيل وانجلترا بالتحديد ) اتحاد رأس حربة النهضة ورأس حربة الصحوة الذي بدأ يلوح في الأفق أمرا مخيفا إلى حد وصف الحرب عليه بالحرب العالمية الرابعة؟
وثانيا: كيف نفهم الصمود العجيب لبلد ضعيف وفقير انهكته حرب لم تتوقف مدة عشرين سنة في معركة كان ما حصل فيها من جرائم يفوق بالكم والكيف ما حصل في كل الحروب السابقة بما في ذلك الحرب العالمية الثانية؟
المسألة الأولى
والجواب عن السؤال الأول لا يستحق الإطالة. يكفي أن نقول: نعم هي بداية الحرب العالمية الرابعة من المنظور الأمريكي وهي بداية حرب تحرير العالم الأولى التي ستكون الأخيرة بإذن الله. وإذا كانت الحرب الباردة تقبل الوصف بالحرب العالمية الثالثة فإن الزعم بأن أمريكا قد ربحتها كذب محض. أمريكا تبدو في السطح قد ربحتها. لكنها في العمق خسرتها: فهي قد ألغت مبرر هيمنتها على أوروبا بالقاضاء على الاتحاد السوفياتي إذ التخويف به كان المبرر الوحيد لوجودها فيها وهي قد ألغت أهم وسائل تغريب العالم الثالث وعلمنته عن طريق العقيدة الماركسية التي هي جوهر الإنسوية المسيحية في شكلها البدائي. وبذلك فإن أمريكا قد مكنت خصيميها المحتملين أعني أوروبا والعرب من فرصة التحرر واستئناف الدور التاريخي ومن ثم من احتمال التحالف ضدها إذا توفرت للعرب النفوس القريرة ذات القلوب البصيرة والأيدي القديرة.
وطبعا فهذا أيضا من الظروف التاريخية التي ليس لقصد الفاعلين فيها من دور لكونها من قضاء الله وقدره: فالحاصل التاريخي ليس هو مقصود الأفعال الواعية بل هو متولداتها اللامقصودة مع الأفعال اللاواعية ومتولداتها والتفاعلات بين الأفراد في نفس الجماعة وبين الجماعات في الجنس البشري والتفاعلات مع الكون كله وجميع ذلك من القضاء والقدر الذي نؤمن بأنه جار بمشيئة الله ورعايته لصالح عباده الصالحين الذين يرثون الأرض. أمريكا هزمت في الحرب العالمية الثالثة لكونها أضعفت نفسها وقوت أعداءها المحتملين. وبذلك فهي قد دخلت ما تسميه بالحرب العالمية الرابعة في ظرف غير ملائم لها وستخسرها لكونها الحرب العالمية الأولى لتحرير العالم كله منها ومن جرثومتها الصهيونية: أولا لأن الخصم المعلن في هذه الحالة ليس طري العود ولا هين العريكة كما كان في عهد الاستعمار الأول ( الإسلام ) وثانيا لان الخصم غير المعلن هو كل من تتصوره أمريكا قابلا لان يكون حليفا بشرط أن يبقى تابعا. ولما كان لا يمكن للغرب الأدنى ( أوروبا ) ولا للشرق الأقصى ( اليابان والصين والهند ) أن يظلا تابعين فإن العالم كله سيضطر لأن يكون معنا على أمريكا وحليفتها الوحيدة إسرائيل. أما العجوز انجلترا وبقايا الاتحاد السوفياتي من أوروبا فهما كم يعادل الصفر ولا معول عليهما في أحداث التاريخ الجليلة.
والقاعدتان الوحيدتان اللتان ينبغي للمسلمين ألا ينسوهما هما:
*- ألا يكونوا مجرد وقود للحرب فيستفيد الغرب الأدنى والشرق الأقصى منها دون عمل من أجلها بل عليهم أن يجعلوا الجميع مضطرا لدخولها ضد أمريكا. وشرط ذلك متوفر وقد حدده ابن خلدون: المطاولة بدلا من المناجزة والخداع والمناورة التي تتقتضي الكر والفر والمهادنة والمفاتنة تحينا لفرصة الاجهاز على العدو. ومجرد التعدد واضطرار أمريكا للحرب في جل بقاع العالم بحكم شساعة العالم الإسلامي سينهكها ويقضي على عزيمتها مما ييسر الاجهاز على قوتها المادية بعد الفراغ من فضالة ما عندها من قوة روحية.
*- وألا يتصورا القيم السامية التي حققتها الحضارة الإنسانية الحديثة أعني حقوق الإنسان بأجيالها الثلاثة مجرد خدع أمريكية لمجرد كون أمريكا قد استعملتها للخداع. فهذه القيم نحن أولى بها وبتحقيقها الفعلي من كل الأقوام الأخرى ما دمنا نؤمن بأن قيم الإسلام هي الفطرة الإنسانية أعني الحقوق الطبيعية التي توصف بكونها حقوق الإنسان من المنظور الفلسفي وتوصف بكونها واجباته من المنظور الديني إذ هي عين المقاصد الشرعية الخمسة المعلومة لكل ذي بصيرة. لذلك فلا ينبغي أن يواصل أصحاب القشور من الإسلاميين اتهام كل المطالبين بهذه الحقوق واعتبارهم عملاء في حين أن الجميع يعلم أن العمالة لا تعشش إلا حيث يقتصر الإسلام على ما وصفه الإمام الغزالي بقشور الإسلام في مشروع إحياء علوم الدين. ومثلما أن قيم الإسلام لا ترد إلى سلوك بعض المسلمين الذين قد يفسدونها فكذلك قيم الحداثة لا ترد إلى سلوك بعض الأمريكان الذين قد يفسدونها.
المسألة الثانية
ولنأت الآن إلى السؤال الثاني: كيف صمد الشعب العراقي ( ويصمد لأن الحرب كما أسلفت في بحث سابق تبدأ فعلا بعد ما يبدو خسرانا للمعركة ) رغم كل الحسابات المادية التي كان يمكن أن تؤدي للحسم الأمريكي في يوم على أقصى تقدير؟ يقتضي الجواب عملية مقارنة بالحروب العربية السابقة بداية من حرب 48 إلى حرب 72 لفهم التغير في العقيدة الحربية وتحديد الشروط المستقبلية لهزيمة أمريكا وتحقيق المناعة الإسلامية التي لا يمكن أن يهمزها مخلوق ليتحقق مقصود الدين الخاتم: فلا يمكن أن يكون الإسلام خاتما إذا كان قابلا للهزيمة على أيد بشرية تستبدله بعقيدة محرفة هي المسيحية الصهونية في ما يسميه الأمريكان الأرض الموعودة الثانية ( أمريكا ) التي ستسترد الأرض الموعودة الأولى ( إسرائيل ) .
كل الحروب التي خاضها العرب حديثا خسروها بما في ذلك حرب 72 لانهم خاضوها بمنطق العدو وبفكره دون شروطهما المادية والروحية. جيش ضد جيش مع محاولة حصر الفاعلية في أدوات الفعل المادية دون القدرة على شروط انتاجها واستعمالها. وكل المحللين الذين تمتليء بهم الشاشات يخطئون إذ يعتبرون الحرب الحالية حرب عصابات لعدم ملاحظتهم غياب مقومي هذا المفهوم. فالمقوم السلبي منعدم: من شروط حرب العصابات عدم وجود دولة وجيش نظامي. فإذا وجدا يصبح هذا الشكل من الحرب رديفا لحرب لا يمكن أن توصف بكونها حرب عصابات بل جزء من المناورة التكتيكية. والمقوم الإيجابي منعدم كذلك: فمن شروط حرب العصابات أن تكون بعد حصول الاحتلال وزوال الدولة التي تقود المقاومة وليس خلال عملية الغزو حيث لم تنته المقاومة للجيش النظامي. والعلة في سوء التحليل أن استراتيجيينا وجنرالاتنا نسوا تاريخ الحروب الإسلامية ولم يقرأ أحد منهم أو لم يفهم الفصل الذي خصصه ابن خلدون لنظرية الحرب الإسلامية في المقدمة.
مبادئ الفكر الاستراتيجي الإسلامية
ولنعد الآن إلى ارهاصات العودة إلى الفكر العسكري الإسلامي الذي يلخصه ابن خلدون في مبدأ استراتيجي أساسي استنتج منه قاعدتين اثنتين لا ثالث لهما. فأما المبدأ فهو مبدأ المفاضلة بين المناجزة ( =الحرب الخاطفة ) والمطاولة( =حرب الاستنزاف ) بحسب طبيعة القوة عند كلا المتحاربين: فالقوي ماديا يختار المناجزة إذا كان ضعيفا روحيا والقوي روحيا يختار المطاولة إذا كان ضعيفا ماديا. ولما كان هذا المبدأ يتضمن مفهوم التصرف في مدة فعل الحرب فإنه يؤدي إلى قاعدتين تتعلقان بالنسبتين المادية والروحية بين الزمان والمكان. لذلك فالقاعدتان هما: قاعدة روحية تعالج مشكلا ذا حل علمي ينتسب إلى علم الأخلاق الدينية ويحدد طبيعة الفاعلية في الحرب وفيها يضع ابن خلدون العلاقة الجوهرية بين البعد النفسي أو القوة الروحية والبعد التقني أو القوة المادية في الحرب. والثانية قاعدة مادية تعالج مشكلا حله العلمي ينتسب إلى علم الفيزياء الرياضية ويحدد كيفية الفاعلية في الحرب وفيها يضع ابن خلدون مبدأ المزاوجة بين الحركة والسكون في قيادة المعارك وإيقاع الفعل فيها.
وحتى يتبين القاريء قصد ابن خلدون فلنوضح علاقته بمبادئ الحروب الإسلامية كما تعينت في المصدرين الأصلين. فالمبدأ الأول الذي حدده ابن خلدون مستمد من القرآن الكريم والحديث الشريف. ألم يعتبر القرآن الكريم المسلمين في بداية الرسالة أكثر قوة روحية منهم بعد ذلك بقليل فنزل بالنسبة العددية بين المسلمين والكفار في الحرب من نسبة واحد إلى عشرة في البداية إلى واحد إلى إثنين في الغاية؟ ألم يقل الرسول الكريم إنه قد نصر بالرعب مسيرة شهرين؟ وحصيلة القولين أن الفاعل في الحرب هو المزاوجة المناسبة لحال الأمة بين القوتين المادية والروحية وليس وجود إحداهما دون أخراهما: لذلك اعتبرنا الالتحام بين النهضة المادية والصحوة الروحية قد وفرت هذا المبدا في الحرب الحالية.
لكن كيفية العلم بهذه الفاعلية هي التي تحدد الفكر الاستراتيجي الإسلامي: كيف التصرف في الحركة والسكون في الحرب على العدو على المستوى الفيزيائي الطبيعي ( سرعة الفعل وقوته) وعلى المستوى الخلقي الروحي ( ثبات الفعل وأثره ) ؟ وجد الرسول الكريم أن الفكر العسكري عند عرب الجاهلية قد بقي فكر بدو رحل فاقدا لمبدأ المزاوجة بين الحركة والسكون سرعة وثباتا فجمع بين منطق الحركة التي تترجم في الحرب بالكر والفر ومنطق السكون المتمثل في ثبات القاعدة الثابتة ببعديها الروحي ( عقيدة الأمة وتاريخها ) والمادي ( أرض الأمة وجغرافيتها ) التي يكون منها الكر وإليها الفر خلال السلم قبل الحرب أعني دار الإسلام ذات الثغور التي ترهب الأعداء: وذلك هو معنى آية الردع التي تحدد مبدأين لإرهاب العدو هما مبدأ القوة عامة ويعني القوة الروحية ببعديها الخلقي والديني والقوة المادية ببعديها العلمي والاقتصادي ثم مبدأ رباط الخيل ويعني القوة العسكرية خاصة.
ولما كان ما يشترطه دوام الحركة وبقاؤها هو استعمال أدوات الردع التي تمكن من التحكم في علاقة فيزيائية بين المكان بالزمان بتحديد سرعة الفعل وقوته في نسبة بينهما تحقق الغرض في الفعل العسكري ( مشكل فيزيائي رياضي ) وعلاقة روحية بيهما بتححديد ثبات الفاعلين وأثر الفعل فيهم وبهم إلى أن تتحقق غاية الفعل ( مشكل خلقي روحي ), فإن حل هذه المعضلة يقتضي تحقيق ثورتين في الفكر العسكري كلتاهما ذات بعدين: الأول فيزيائي رياضي للتحكم في سرعة الفعل وقوته الشارطتان لنجاعته وهما نسبة بين المكان ( الأين ) والزمان ( المتى ) الطبيعيين . والثاني خلقي روحي للتحكم في عصبية الفعل الشارطة لثباته وأثره وهي كذلك نسبة بين المكان ( الجوار الذي هو نسبة نسبة لكونه بين أينين ) والزمان ( الرحم الذي هو نسبة نسبة لكونه بين متوين ) الحضاريين.
والثورة الثانية أهم من الأولى لكونها تتعلق بالغايات في حين الأولى تتعلق بالأدوات لذلك قدم ابن خلدون العامل النفسي الروحي على العامل التجهيزي المادي في الحسم العسكري. لذلك فسنبدأ بها لتحديد بعديها فضلا عن كون ابن مخلدون يقدمها في تحليله لأسباب النصر في الحروب:
فبعدها الأول يتمثل في جعل الامة كلها مرابطة واعتبار التربية العسكرية جزءا لا يتجزا من التربية الدينية حتى إن الرباط لحماية الثغور بات ذروة العبادة بل والتصوف. وبذلك التوزيع على المكان ألغى مستعصيات المشكل الفيزيائي الرياضي إذ إن كل نقطة منه فيها من يحميها من أهلها إلى حين استكمال النفير لتحقيق بعد القوة بعد الحد من بعد السرعة: قضية الجوار التي تجعل كل المواطنين حماة لحيزهم بمقتضى عصبية الجوار والرحم المباشرين.
وبعدها الثاني يتمثل في جعل الحرب خارج دار الإسلام نقلا لهذا المنطق إلى ساحة المعركة: كل قبيلة عربية تنتقل انتقال وحدة حية بحميتها وحاميتها لتحمي مالها وعرضها ودينها ( المقاصد الغائية الثلاثة ). وبذلك يكون الجندي مدافعا بعقله ( اجتهاد ) ونفسه ( جهاد ) ( المقصدين اللذين يتحولان إلى أداة في الحرب رغم كونها غايتين في السلم ) عن أمر معين وليس عن مجردات ولعل أفضل مثال من ذلك مدينة القيروان في تونس ومدينة الفسطاط في مصر ومينتا البصرة والكوفة في العراق. وقس عليها كل مدن الإسلام الأولى.
ويوحد بين بعدي الثورة الأولى طبيعة الواجب الجهادي في حياة المسلمين: فهو فرض ديني ليس فيه أكراه خارجي بل مصدره والباعث عليه الوحيد هو الإيمان. لذلك فالقيام به ينتسب إلى التطوع وليس إلا الإكراه لكون المقاتل المكره أكثر خطرا على الدفاع من العدو المهاجم إذ قد تعتمد عليه في خطتك فيفسدها عليك بترك موقعه من حيث لا تعلم كما حدث في كل هزائمنا. ومعنى ذلك أن التربية الجهادية إلزامية بالمعنى المدني والقانوني للكلمة لكن المشاركة الجهادية في الحرب خاضعة للحافز المعنوي والديني دون أكراه. من هنا كانت منزلة الشهادة أسمى المنازل الروحية في الحضارة الإسلامية مما يجعلها مطلوبة لذاتها وهو ما يغني عن الحاجة إلى الإكراه عليها. ولم ينحط دور الجهاد إلا منذ أن وقع الخلط بين الدفاع الجهادي الذي هو فرض عين وعلم الدفاع الجهادي الذي هو فرض كفاية ككل الحرف والصناعات فأصبحت حماية الأمة بيد جيش محترف تحول بالتدريج إلى مرتزقة وبات مصدر كل نكبات الأمة.
أما الثورة الثانية فبعداها هما مضمون أية الردع التي تحددهما بصورة صريحة عندما أشارت إلى القوة بصورة عامة ثم أردفتها برباط الخيل.
فالقوة عامة هي البعد الأول وهو يتعلق بأسباب المناعة ما كان منها غير مباشر أعني العلوم النظرية وتطبيقاتها والعلوم العملية وتطبيقاتها وما كان مباشرا أعني المناعة التقنية والاقتصادية ( ثمرة العلوم النظرية وتطبيقاتها ) والمناعة الخلقية والاجتماعية ( ثمرة العلوم العملية وتطبيقاتها ).
ورباط الخيل هو البعد الثاني ويتعلق بالقوة العسكرية رمزا إليها برأس حربتها لكون كتائب الفرسان هي الرمز لذروة القوة العسكرية في عصر نزول القرآن الكريم وهي من جنس الكتائب المدرعة والجوية في عصرنا.
ويجمع بين البعدين مبدأ جوهري يحدد فلسفة الدفاع الإسلامية التي تسعى إلى منع وقوع الحرب بارهاب العدو أو بالردع وهو ما يعيدنا إلى دلالة الشهادة بوصفها التضحية بالنفس تضحية لا تكون كما اتفق بل باعتبارها آخر ما يضحي به وباعتبار القيادة الإسلامية لا تكلف الإنسان فوق وسعه تحملا للألم وإقداما على الموت. ومن ثم فالموت في الحرب لا يسمى شهادة بحق إلا عندما يكون المجتمع المسلم قد قام بكل ما ينبغي القيام به للدلالة على قيمة الحياة ومنزلة النفس بحماية المجاهد من الموت المجاني حتى تكون التضحية بالنفس آخر وسائل الدفاع إذ ليس بالصدفة أن جعل القرآن الكريم قتل نفس واحدة وإحيائها معادلا لقتل الناس جميعا وإحيائهم واعتبارها مركز المقاصد: فالعقل والمال قبلها والعرض والدين بعدها صفات لها ولا معنى لهما من دونها وهي لا تكون قابلة للشهادة من أجلهما الأولين إلا بحكم الأخيرين واعتبار المس بالخصائص الأربعة أفقادا للنفس معنى الحياة الحرة.
لذلك كان مفهوم الشهادة ومنزلة الشهيد في الإسلام أساس هاتين الثورتين والمبدإ الموحد بينهما: ففي زمن السلم يغلب على الشهادة معنى شهود الحق الذي هو جوهر الإيمان وذلك هو وجه الجهاد الإجتهادي ( عمل علمي ) أو التواصي بالحق من أجل تحقيق بداية التكليف أو المعرفة الحرة التي من دونها لا يكون التكليف ذا وجود: العقل الحر. أما في زمن الحرب فيغلب عليها معنى الموت في سبيل الله الذي هو وجه الاجتهاد الجهادي ( علم عملي ) أو التواصي بالصبر من أجل تحقيق غاية التكليف او العقيدة الحرة التي من دونها لا يكون التكليف ذا معنى: العقد الحر.
ولما كان الجمع العملياتي بين منطق الصفوف والكراديس الثابتة ومنطق الكر والفر المتحرك ومنطق الجمع التعبوي بين منطق السيطرة على المكان والزمان بالجوار والرحم من خلال جعل الأمة كلها مجندة والثغور كلها رباطات قد طبقا في غزوات الرسول الكريم فإن النصر قد تحقق على قبائل العرب ( منطق الكر والفر حصرا ) وعلى جنود الفرس والروم ( منطق الكراديس الثابتة حصرا ) فإن ذلك يقتضي مبدإين هما جوهر قيام الأمة حسب العقيدة الإسلامية. فلا يمكن من دون جعل التواصي بالحق بين المؤمنين ( جوهر الاجتهاد الذي هو غاية في السلم وأداة في الحرب: المشاورة ) والتواصي بالصبر ( جوهر الجهاد الذي هو غاية في السلم وأداة في الحرب: المصابرة ) فرض عين أن يطمئن مركز الأمة لأطرافها في الوظيفة الجوهرية التي تحقق بقاء الأمة: رعاية الثغور مهمة الجميع بحسب الجوار والرحم الخاضعين لمنطق الأخوة الإسلامية وليست مهمة حاكم متجبر يصبح جيشه في أطراف الوطن جيش احتلال قد يجعل المواطنين يتشفون منه عند تعرضه لضربات العدو كما حصل في جل حقبات تاريخنا عندما كانت الجيوش حاميات مرتزقة تحمي الأنظمة ضد الشعوب لا الوطن ضد أعدائه فتكون العلاقة علاقة تناهب وتغاصب وليست علاقة تعارف وتآخ.
وهكذا ففكر الإسلام الاستراتيجي كما عرفه ابن خلدون قد حدد بعدا جديدا لحيز الفعل كان مجهولا. فإذا كانت العلاقة المادية بين المكان والزمان قابلة للرد إلى التحكم في سرعة الفعل العسكري وقوته من حيث دور وجهه المادي في الحسم العسكري ( وللجغرافيا الطبيعية والحضرية والتقدم التقني هنا الدور الأول في تعقيد المشكل الطبيعي الرياضي الذي أشرنا إليه ) فأن العلاقة الروحية بينهما قابلة للرد إلى التحكم في ثبات الفعل العسكري وأثره أو وقعه من حيث دور وجهه الروحي ( وللتاريخ الطبيعي والحضاري والتقدم الخلقي هنا الدور الأول في تعقيد المشكل الخلقي الروحي الذي أشرنا إليه ) لكونها ترد إلى العلاقة بين الجوار ( المكان ) والرحم ( الزمان ): وذلك ما يعنيه ابن خلدون بالعصبية المحمودة بخلاف العصبية المذمومة.
ورغم أن المقام لا يحتمل المزيد من التحليل فإن الصمود العسكري العربي والإسلامي الحالي والاستقبالي ينبغي أن يقرأ ويخطط له في ضوء هذه المبادئ إذا كنا نريد أن نربح الحرب الأولى والأخيرة للنصر على أعداء الإنسانية. فأسباب النصر فيها متوفرة بإذن الله وتوفيقه خاصة إذا فهمنا عقيدة الحرب الإسلامية التي تعالج القضية الفيزيائية الرياضية والقضية الخلقية الروحية فتمكن من التغلب على كل العقبات التي أدت إلى الهزائم المتكررة لجيوش لم تدرس منطق التاريخ الحربي الإسلامي ونظريته الخلدونية ولم تفهم استراتيجية القائد خالد بن الوليد هازم امبراطوريتي عصر الرسول. ويكفي أن شعب العراق قد استطاع في هذه المعركة القصيرة في تاريخ الأمة العسكري تثبيت العدو في ساحة حرب بطول العراق وعرضه مفقدا إياه سرعة الحركة ما حوله من مهاجم إلى مدافع حتى نعلم أن إرهاصات الفكر العسكري الإسلامي بدأت تعود إلى الوجود: نصارع العدو بمنطقنا فنجعله يرد الفعل بدل الفعل بخلاف ما فعلت الجيوش العربية إلى حد الآن. نفرض عليه المنطق العربي الإسلامي الذي سينهكه ويستنزفه ويقضي عليه في الغاية.
ولا يهم من يربح المعركة الأولى المهم من يربح شروط نقلها من المناجرة إلى المطاولة فيتحكم في العلاقة بين المكان والزمان بالجوار والرحم ويحقق من ثم شروط ربح الحرب. بل الحرب قد ربحناها بعد, لأن أمريكا ستضطر إلى مضاعفة أعداد جندها يوما بعد يوم لتغطية ساحة المعركة الممتدة بامتداد رقعة العراق بعقلها ونفسها ( المقصدين اللذين يتحولان إلى أداة ) ومن ثم إلى مضاعفة الخسارة إلى أن يحصل لها في العراق ما حصل للاتحاد السوفياتي في افغانستان. ولا يهم احتلال بعض العراق فهي تحتل جل البلاد العربية الأخرى بدون مقاومة بل وبطلب من حكامها. لكن مقاومة الاحتلال التي بدأت في العراق ستعم كل الوطن العربي. لن يستطيع الأمريكان أن يبقوا مستقبلا في أقطار الوطن العربي بقاءهم السابق. فشتان بين احتلال لم يسبقه دم لكونه ثمرة خيانة واحتلال تقدم عليه دم وثمن باهض: إنه بداية الجهاد بداية النصر الذي لا ريب فيه.
A une amie irakienne,
par Sihem Bensedrine
Chère Nacera,
Je t’entends encore me dire : « Combien je souhaiterais que la terre s’ouvre et m’ensevelisse. » Au début, je ne comprenais pas ta détresse. Tu étais belle, tu déclamais une poésie ensorcelante, tu paraissais heureuse, au milieu de ton mari et de tes quatre enfants, et ton travail d’ingénieur te plaisait.
Je t’avais rencontrée lors d’une visite, après la guerre de 1991, à l’Union des femmes irakiennes. Tu avais remarqué que la nomenklatura féminine me rebutait, et tu m’avais discrètement invitée chez toi.
Tu passais de longues heures où tu me confondais par cette générosité et cette hospitalité légendaires des Irakiens, et où tu prenais ton temps pour me jauger. Puis, quand nous fûmes seules et que tu te sentais en confiance, ta douceur se muait en violence et ta colère éclatait, contre ces services secrets qui hantaient vos murs, régissaient vos pensées. Tu m’avais appris, dans un flot de paroles qui coulait comme une lave volcanique, toutes les souffrances qui meublaient votre quotidien, ces victimes sacrifiées à l’autel de la fidélité au régime, n’épargnant ni femmes ni enfants. Tu m’avais raconté la punition collective et les mutilations pour l’exemple. L’histoire de ce vieil homme écartelé en public devant sa tribu pour avoir protesté auprès de Saddam des écarts de son fils Oudaï – hantise des jeunes filles.
Tu m’avais dit comment toute forme de résistance était vouée à l’échec, et combien cet embargo vous livrait pieds et poings liés à l’administration baassiste, qui distribuait les bons d’alimentation. Avec elle, vous découvriez en même temps la prostitution, la mendicité, la délinquance juvénile. Ta fierté d’Irakienne en prenait un sérieux coup et tu éclatais contre les Américains, les Britanniques – et Saddam. Pour qui, pourquoi cette longue guerre, la plus meurtrière, contre les Iraniens ? Hier encore on vous disait qu’ils étaient les démons ; aujourd’hui, vos frères… Alors, pour quelle cause avez-vous perdu tant de jeunes au combat – et ruiné un pays ?
Tu m’avais raconté aussi les massacres, effectués délibérément, qui avaient suivi le rétablissement de l’autorité centrale, après le retrait des Américains en 1991. Tu m’avais raconté les pendaisons aux lustres des mosquées des dignitaires religieux rebelles, et la terreur qui avait régné, les mois qui ont suivi. Mais aussi cet embargo meurtrier, qui vous tuait à petit feu, en silence. La nomenklatura n’en souffrait pas, tant s’en faut. C’était la corde supplémentaire que la communauté internationale bien-pensante ajoutait à vos chaînes, vous livrant davantage à la tyrannie d’un régime, cristallisant ce qu’il y avait de plus hideux chez ce peuple qui a donné à l’humanité de nombreuses références de sa civilisation. « Peuple maudit des hommes et des dieux », criais-tu dans ta colère, « fallait-il que le sort s’acharne sur nous ! »
Oui, Nacera, le sort s’est acharné sur vous. On vous livre maintenant une énième guerre. Cette fois, au nom de la liberté ! Combien d’êtres chers as-tu perdus sous les « bombes amies », Nacera ? Ta maison existe-t-elle toujours, ou a-t-elle été soufflée par une « bombe démocratique » ? Que reste-t-il de ta Bagdad, des sites et monuments de l’Irak dont tu étais si fière ?
Ne t’en fais pas, Nacera, tu auras peut-être droit à 1 litre d’eau potable que t’offriront « humanitairement » les marines, après avoir détruit vos conduites d’eau. Tu auras peut-être aussi droit à quelques médicaments qu’ils te distribueront pour panser les blessures qu’ils t’auront faites avec les « dommages collatéraux nécessaires ». Il faut les comprendre : les missiles intelligents ne connaissent pas votre langue et ont été un peu dépaysés par votre immense pays, si impénétrable. Ils ont perdu beaucoup de leur intelligence en tombant. Il faudra les comprendre Nacera : comme Saddam, tout ce qu’ils vous infligent est pour votre « bien »! Ils ne savent pas que tes blessures resteront béantes, et que ton corps continuera de saigner des humiliations qu’ils t’ont infligées.
Ma chère Nacera,
On t’aura tout volé, jusqu’à votre libération de la dictature !
Cette dictature qui s’est exercée pour votre « bien » comme toutes les dictatures des pays frères, bénies par le « monde libre »! Tu n’avais jamais pensé que le départ de Saddam pourrait avoir un goût si amer. Ce départ que tu as appelé de tous tes sens et de tout ton corps.
On vous aura humiliés jusque dans vos aspirations les plus puissantes. On vous aura spoliés jusque de vos désirs les plus profonds, on vous aura tout confisqué ! Ces statues et ces portraits de la démesure, qui t’irritaient tant et contre lesquelles tu t’élevais parce qu’ils « insultaient l’intelligence et la civilité irakienne », tu as dû avoir mal de les voir déboulonner par les chars américains qui hissaient haut leur drapeau, ne fût-ce que pour un court instant, pour mieux souligner leur conquête et votre asservissement.
Ces excités qui criaient « Welcome ! » aux chars américains… tu les connais bien. Ceux-là même criaient, quelques jours avant : « Par notre âme, par notre sang nous te vengerons, Saddam. » Ils font partie de la race de ceux qui glorifient tous les pouvoirs en place, et savent donner à la veulerie tout son éclat.
Je
Mais je
Ton amie qui souffre de ton humiliation. »
Sihem Bensedrine, éditrice, était jusqu’en mars porte-parole du Conseil national pour les libertés en tunisie (CNLT, organisme interdit).
(Source: Le Monde daté le 16 avril 2003
http://www.lemonde.fr/article/0,5987,3232–316923-,00.html )
Hichem Djaït parle des visées américaines et de la fin du “système arabe”
“La guerre en Irak est illégale, illégitime, immorale…mais peut-être nécessaire”. Cette formule lapidaire peut choquer. Mais c’est un choc qui suscite la réflexion. Un peu à la manière d’Aristote pour lequel l’étonnement est à la base de la pensée. Dans ce passionnant entretien, Djaït dissèque, sans état d’âme, tel un chirurgien, les raisons et motivations américaines et les faiblesses qu’elles révèlent dans les structures du “système arabe”. Pour Djaït, ce système, hérité des luttes nationales et des Etats-Nations indépendants, est totalement fini. Sur ses ruines peut et doit se fonder un nouvel espoir pour le Monde arabe. Hichem Djaït nous livre ses analyses, réflexions et conclusions.
Quelles sont vos premières conclusions après une quinzaine de jours de guerre en Irak* ?
Apparemment les Américains s’attendaient à autre chose. En tout cas ils disaient que les choses allaient se passer différemment. Reste à savoir si cela était vraiment l’opinion des dirigeants américains. Il est certain que les renseignements américains devaient connaître la situation. Soit que les dirigeants politiques n’ont pas tenu compte de ce que disaient les renseignements, ou bien ils étaient bien obligés de vendre à leurs soldats et à leur opinion publique cette guerre en Irak et de leur dire que ce serait une promenade de santé. Le fait est cependant que, jusqu’à nouvel ordre, les Américains ont réussi à maîtriser la situation d’une manière générale malgré certaines confusions et hésitations. Il n’y a pas eu, probablement, beaucoup de morts du côté américain. Il n’y a pas eu beaucoup de morts parmi les civils malgré quelques bavures. Imaginez un bombardement total et aveugle
Je dirai en substance que cette guerre n’est ni une promenade de santé pour les Américains, ni non plus une déconfiture de leurs troupes. Le véritable problème qui se pose est : que vont-ils faire une fois victorieux ?
Quels sont, selon vous, les buts et les objectifs fondamentaux des Américains ?
Les objectifs fondamentaux des Américains ne sont pas clairs. Il est certain que le côté passionnel existe vis-à-vis de l’Irak. N’oublions pas que l’actuel président des
Il est indéniable que les aspects personnels et passionnels jouent un rôle en politique. Il y a en second lieu des intérêts pétroliers, mais là non plus il ne faut pas exagérer les choses. Des compagnies américaines vont profiter du pétrole irakien, mais pas au delà d’une certaine limite. Je ne pense pas du tout que les Américains veulent mettre la main sur le pétrole irakien.
Il ne faut pas oublier que les Américains n’importent que le quart de leur consommation. En plus ce ne sont pas les Etats, mais des compagnies internationales qui exploitent le pétrole. Donc l’aspect pétrolier n’est valable que sur le plan géostratégique. En ce sens que les Américains seront présents dans toute la région arabe pétrolière : en Arabie Saoudite, tous les Emirats, d’Oman jusqu’au Koweït. Et, s’ils gagnent la guerre, en Irak.
Donc le pétrole est un élément majeur dans la stratégie américaine…
Non, le pétrole n’est pas l’élément majeur. Il fallait pour Bush, d’abord, terminer le “travail” de son père. En second lieu, l’Irak ne pouvait pas rester dans cette situation de peuple affamé. Troisièmement, il s’agissait de profiter de la situation de l’après 11 Septembre pour régler ses comptes à l’adversaire et assurer une présence plus forte au Moyen-Orient. Le fait de faire de l’Irak un pays ami en remplacement de l’Arabie Saoudite est un facteur à ne pas négliger non plus. C’est une logique de puissance pour s’affirmer comme la première puissance mondiale et riposter très
Il y a aussi une dimension idéologique très importante. Les néo-conservateurs, qui sont influents à la Maison-Blanche et au Pentagone, disent qu’ils veulent établir la démocratie en Irak. Qu’il n’y a pas de moyen de chasser Saddam Hussein autrement que par la guerre. L’Irak sera un exemple pour le Moyen-Orient afin d’essayer de déstabiliser les autres régimes arabes dictatoriaux qui, malgré l’amitié qui les lie aux USA sont, à cause de l’absence de démocratie, des régimes instables et peuvent à terme devenir hostiles aux USA et au Monde occidental.
Quant à moi, je ne suis pas sûr de la sincérité de ces néo-conservateurs. Car comment, dans ce cas, comprendre leur souhait d’un coup d’Etat militaire en Irak ? Deuxièmement, la démocratie en Irak est très difficile à établir et à gérer. Il y a des exilés qui sont inconnus à l’intérieur, comment faire pour réduire ou anéantir le parti Baas ? Ensuite, je ne vois pas comment une hypothétique démocratie en Irak arriverait à déstabiliser les autres régimes arabes. C’est facile à écrire, mais si ces régimes se protègent par leur police et leur armée, je ne vois pas comment ils pourraient être déstabilisés. En fait on arrive à l’idée suivante: il est très difficile que des dictatures s’en aillent, surtout dans le Monde arabe qui est extrêmement arriéré sur beaucoup de plans. Je ne suis pas de ceux qui pensent que le Monde arabe ait réalisé des acquis en cinquante ans d’indépendance. Le Monde arabe est l’une des régions les plus arriérées de la planète, qui n’a assimilé ni la démocratie ni les valeurs des Droits de l’Homme et de liberté, et ce malgré des contacts très forts avec l’Occident. Il y a comme une espèce de résistance farouche à cela. Jusqu’à présent les
L’acceptation même de la normalité pose problème dans le Monde arabe. Les valeurs universelles sont admises par tout le monde, à l’exception de notre région et de certains pays comme la Birmanie et la Corée du Nord. C’est un monde qui ne bouge pas. Les puissances américaine et européenne ne l’ont pas encouragé à bouger. Il avait jusque là comme modèle le modèle communiste. Le régime de Saddam Hussein par exemple est un régime soviétique avec un parti unique encadrant totalement la population. Les USA laissaient faire. Quant à l’Europe, il faut déplorer son impuissance totale sur le plan politique et diplomatique.
Les USA paraissaient s’accommoder du “système arabe”. Pourquoi plus maintenant ?
A cause du 11 Septembre et du messianisme chez Bush et ceux qui l’entourent. Parce qu’ils profitent aussi d’une unilatéralité des décisions après la chute de l’Empire soviétique et grâce à la docilité des Européens. Aujourd’hui, on met en exergue le rôle et la légitimité des Nations Unies, ce qui est une bonne chose car cela annonce la fin de l’unipolarité : mais n’oublions pas que ce sont les Nations Unies, à travers une multitude de résolutions, qui sont arrivées à affamer le peuple irakien pendant douze ans.
Vous pensez qu’après le 11 Septembre les Américains rendent le “système arabe” coupable, sinon responsable de ce qui leur est arrivé ?
En réalité, ce qui est apparu, c’est que le mouvement terroriste islamiste Al-Qaïda et les autres, honnêtement ce n’est pas grand- chose. Il a suffi d’attaquer l’Afghanistan, de prendre des mesures drastiques contre les réseaux terroristes, notamment en Europe, pour que cette Al-Qaïda soit pratiquement décapitée. Ils ont voulu nous faire croire que ces réseaux sont extrêmement dangereux, ce qui n’est pas vrai. La preuve, même quand l’Irak est attaqué, ces réseaux n’ont rien pu faire. En fait, les Américains considèrent que seul un affrontement avec un Etat, quoique affaibli, est le seul à même de leur procurer une revanche de l’attaque du 11 Septembre. Il nous arrive de voir à la télévision Ben Laden avec son turban et Saddam Hussein avec son cigare et son chapeau. L’un est de type traditionnel, l’autre est moderne. Si les Américains haïssent l’Irak de Saddam Hussein depuis longtemps, c’est parce que le véritable adversaire pour eux est le moderne et non le traditionnel.
Pour vous, en définitive, cette guerre contre l’Irak est voulue et menée par les Américains pour fermer, symboliquement, la parenthèse du 11 Septembre et elle n’a pas les visées stratégiques qu’on lui prête souvent ?
Cette guerre aura une importance stratégique si les Américains arrivent à la gagner et à établir un régime allié d’une manière durable. Car les USA peuvent vaincre Saddam Hussein, mais la population irakienne, pour des raisons patriotiques ou nationalistes, peut être hostile. Les Américains peuvent changer les choses en Irak, mais cela prendra du temps, beaucoup de temps, et ne sera pas du tout aisé. Mais même si les USA arrivent à stabiliser l’Irak de l’après-Saddam, cela n’aura pas du tout d’effets notables sur les régimes arabes, à moins de pressions très fortes ; or ils ne peuvent pas exercer ces pressions sur l’Arabie Saoudite. Ils peuvent faire cela sur des pays comme l’Egypte et la Syrie à cause de leur dépendance économique…
L’un des buts des USA dans la région ne serait-il pas d’affaiblir tous les Etats qui risquent de nuire à Israël ?
Je ne crois pas du tout à cela. Je pense que Bush fils va faire la même chose que Bush père, à savoir frapper un Etat arabe, laisser l’opinion arabe se dresser contre l’Amérique, mais en revanche ils vont accélérer le processus de paix en Palestine, car ils ne peuvent pas s’amuser à avoir une région entière contre eux. Gagner sur un plan (en Irak) leur permet de faire des concessions sur d’autres (la Palestine). Maintenant que les Palestiniens ont accepté de mettre Arafat pratiquement à l’écart, avec un Premier ministre qui a tous les pouvoirs, les Américains vont certainement peser sur Israël pour une solution sinon définitive, du moins honnête pour le peuple palestinien. C’est ce que j’espère en tout cas.
Pour vous, la stratégie américaine est plutôt une partie d’échecs…Quelques idées directrices et attendre les réactions de l’adversaire…
C’est une partie d’échecs et en même temps une partie de poker. Maintenant il n’est pas exclu que les USA s’emparent d’un impérium mondial. C’est pour cela qu’il est très important que l’Europe et surtout l’axe franco-allemand s’élève contre cette hégémonie.
La guerre des USA contre l’Irak ne vise-t-elle pas à asseoir une prédominance vis-à-vis de leurs principaux partenai- res/concurrents, à savoir l’Europe, la Russie, le Japon et la Chine, et ce par la maîtrise quasi totale des ressources énergétiques dans le monde ?
Pour la Russie, c’est vrai et ça a commencé avec la première guerre du Golfe. Pour la Chine, c’est plus lointain. Mais je ne pense pas qu’ils puissent réussir à dominer totalement l’Europe. En tout cas ils auront une présence au Moyen-Orient. S’il ne profitent pas de cette présence pour peser sur l’évolution des pays de la région dans le bon sens, c’est-à-dire la démocratisation et la modernisation véritable, à ce moment-là leur présence apparaîtra comme insupportable et de pur intérêt et domination.
Est-ce que vous pensez que les USA vont se doter de moyens financiers et politiques pour pousser à la réforme les sociétés arabes ?
C’est difficile. Les régimes arabes s’accrochent énormément à leurs archaïsmes. Les sociétés arabes sont devenues figées. En plus, si ces sociétés sont endettées, cela ne les encouragera pas à se réformer. Il faut repenser tout le “système arabe”. Si les Américains ne songent pas à encourager un marché arabe commun pour faire circuler les richesses, les idées et les personnes, il n’y aura pas de réforme possible. Il faut beaucoup de pression, et d’une manière sincère, pour amener les régimes arabes à faire de sérieux changements à l’intérieur. C’est le seul point positif de toute cette histoire. S’il n’y a pas ce point positif, c’est-à-dire une volonté d’encourager les réformes dans le Monde arabe, alors cette guerre qui est illégitime et ensanglante un peuple, donc immorale, serait en plus totalement absurde.
Ne pensez-vous pas que le “système arabe” soit aujourd’hui conscient des défis qui menacent son existence-même et qu’il est prêt aujourd’hui à engager certaines réformes.
Il y a des velléités de réforme dans certains pays, mais je ne pense pas qu’il y ait une volonté réelle de réforme. C’est pour cela que les pressions de l’extérieur sont essentielles. Tout ce qu’on peut appeler révolte populaire ne servira à rien, tant que ces régimes ont une police bien organisée sur le modèle soviétique.
Il ne peut pas y avoir la moindre justification à dix ans d’embargo contre l’Irak, plus d’un demi-million d’enfants morts de faim et de maladie et à une véritable invasion qui se produit sous nos yeux s’il n’y a pas à la clef une véritable volonté d’aider le Monde arabe à se développer dans le bon sens. Autrement cela ira mal, très mal. Les Américains sont-ils conscients de tout cela ? ça c’est une autre affaire.
Les Européens ont un grand rôle à jouer. Premièrement en essayant d’établir une véritable multipolarité. Deuxièmement, établir l’immoralité de la guerre, ce qui est un grand pas pour la conscience universelle. Enfin, il ne serait pas bon que les peuples arabes développent davantage une haine anti-américaine, car cela nous retardera encore d’une ou de deux décennies.
Peut-on dire que pour vous cette guerre est illégale, illégitime et immorale, mais dans un certain sens nécessaire ?
Oui, dans ce sens que toute action véritable peut apporter quelque chose dans la dynamique des peuples. Tant qu’on reste dans le domaine de la parole, de l’écriture et du verbe, rien ne changera.
Comment appréhendez-vous les mouvements de ce qu’on appelle “la rue arabe” ?
C’est normal que les peuples expriment leurs sentiments et leurs colères. La seule chose positive de ce mouvement est qu’il montre que la rue dément la politique des régimes. Mais il est utile que les élites arabes sachent que le Monde arabe ne pèse pas lourd tant qu’il ne s’est pas normalisé et réformé en profondeur. Mais je ne pense pas que la rue puisse peser sur le cours des évènements.
Les élites arabes sont-elles conscientes de ces enjeux ?
Je ne crois pas qu’elles le soient tout à fait. Les élites arabes ont été trompées par des mirages. Le premier est le nationalisme arabe qui présentait la Nation arabe comme projet alternatif à la modernité occidentale. “Le projet civilisationnel arabe” est une absurdité. Le deuxième mirage est l’islamisme. L’islamisme n’a été utile que parce qu’il a permis une réaction identitaire contre un trop grand mépris. Il y a un mensonge généralisé dans le Monde arabe. A vrai dire, le Monde arabe s’est raconté des mensonges à lui-même.
A part les pressions venues de l’extérieur, quelles sont les actions qui peuvent être menées de l’intérieur du Monde arabe pour qu’il prenne le chemin des réformes ?
S’il n’y a pas de sursaut de l’intérieur, ce sera réellement difficile. Je n’appelle pas sursaut quelque chose comme la révolution. Je ne crois pas aux révolutions. Les sociétés arabes ne sont pas très évoluées, leurs dirigeants aussi. Il faut qu’il y ait une évolution vers la démocratie. Je ne crois pas personnellement à ce qu’on appelle transition démocratique. La démocratie doit être un véritable bouleversement intérieur, mais sans violence. La transition ne peut se concevoir que dans la pratique, pas dans les principes et le cadre juridique.
Il faut qu’il y ait une prise de conscience que la démocratie, les Droits de l’Homme, le développement économique, le développement humain, toutes ces choses qui gouvernent le monde actuel, doivent être établies chez nous. Il n’y a pas à tergiverser. Il n’y a pas d’hésitation à avoir. Il n’y a pas à dire : nous sommes différents. Nous ne sommes pas différents. Nous sommes dans le monde des autres. Il n’y a pas de démocratie occidentale et de démocratie islamique. Il n’y a pas de Droits de l’Homme occidentaux et des Droits de l’Homme arabes ou islamiques. Dans chaque pays il y a une adaptation de ces principes universels au génie de son peuple. Mais fondamentalement c’est la même chose. Le Monde arabe s’est menti à lui-même pendant cinquante ans en imaginant pouvoir créer, à la soviétique, une autre version de la réalité mondiale. L’histoire avance à pas rapides. On ne peut pas s’amuser à rester dans une structure figée. Il faut la collaboration de beaucoup de forces, y compris les classes dirigeantes.
Est-ce que cela veut dire que le mouvement réformiste arabe a totalement échoué ?
Non, il a joué son rôle en son temps. Maintenant une autre étape commence.
L’impulsion doit donc venir de l’extérieur ou de l’intérieur ?
Des deux. L’extérieur a été jusque-là complaisant parce que méprisant. L’intérieur a connu des épreuves : lutte pour l’indépendance… Heureusement que le Monde arabe est comme une caisse de résonance. Il suffit qu’il y ait deux ou trois régimes qui se montrent exemplaires sur le plan des mutations démocratiques nécessaires pour que les autres suivent. Je souhaite que l’Europe joue un rôle important dans la diffusion des idéaux de démocratie et de Droits de l’Homme dans le Monde arabe. Chacun doit y mettre du sien. Il faut commencer dès maintenant, il s’agit de notre survie.
Belle conclusion !
Zyed Krichen
Réalités du 10 avril 2003
Maintenant qu’ils ont eu leur guerre…
Par le pr. Saïd Mestiri
Alors que le sort de la campagne militaire en Irak semble désormais scellé, et que maints analystes s’emploient à en supputer les conséquences sur les plans politique et économique, on a vu s’imposer depuis quelques semaines deux constats d’évidence qui n’ont pu échapper à aucun observateur de bonne foi.
Le premier constat est représenté par l’émergence, au sein de la communauté internationale, englobant pratiquement toutes les régions de la planète,
d’un consensus condamnant le recours à la guerre, consensus dont la vigueur et l’extension, n’ont jamais eu d’égales dans l’Histoire, et qui peut être légitimement considéré comme un acquis précieux pour l’humanité entière. Certes, le phénomène a pu connaître des périodes d’intenses exaltations, suivies plus ou moins d’une relative accalmie; mais , bien que les « décideurs » du conflit se soient fréquemment et publiquement targués d’en ignorer les effets, on le pressent, toujours potentiellement présent, prêt – il faut l’espérer- à reprendre avec une acuité nouvelle, selon le cours des évènements.
Le deuxième constat, qui semble évoluer en quelque sorte parallèlement au premier a trait à la montée en puissance de l’antiaméricanisme ; un antiaméricanisme souvent couplé, et pas seulement dans les pays arabo-musulmans, à un antisionisme grandissant. On voit cet anti-américanisme gagner des régions fort éloignées de la sphère proche-orientale et atteindre des populations, jusque-là peu concernées par la situation qui y prévaut. On le voit surtout revêtir des degrés divers, allant crescendo, depuis l’anti-américanisme primaire, en vogue dans certains pays occidentaux, jusqu’à l’aversion profonde, l’inimitié déclarée et, au niveau de tous les peuples arabes et musulmans, une haine implacable.
Tout cela, bien évidemment, se projette maintenant sur un décor dominé par une situation de guerre et ne risque guère d’émouvoir outre-mesure le « quarteron de faucons » qui l’ont décidée et programmée, dès avant le11septembre, dit-on.
La voilà donc leur guerre, cette guerre menée par les U.S.A., fidèlement suivie par l’U.K., cette première guerre du XXI°siècle qui ne le cède en rien à toutes les précédentes, qui les dépasse même dans l’horreur et la ruine. On a parlé de frappes dites chirurgicales, ciblées sur des objectifs militaires : elles furent effectivement ciblées, mais directement sur des marchés , des maternités ou des ambulances et sur …les journalistes.
On a donc revu ces scènes insupportables qu’on croyait à jamais révolues, ces images atroces de blessés, de morts, de corps déchiquetés et leurs
décomptes macabres ; on a revu l’insoutenable spectacle des regards de ces enfants traumatisés et hagards et le désarroi des mères éplorées. Ces images sont d’autant plus insupportables, pour nous arabes et musulmans, que l’on a tenu maintes fois à les assortir sciemment d’ humiliations délibérées, comme le traitement- très probablement inspiré par le cher allié israélien- infligé aux prisonniers iraquiens, par ceux qui, hypocritement crient au respect des conventions de Genève, qu’ils sont les premiers à avoir violées .
Devra-t-on rappeler que, compte tenu de l’énorme déséquilibre des moyens dont disposent les belligérants, l’absence de riposte et donc de risque, confère à ces attaques aériennes massives et meurtrières un caractère de gratuité frisant la lâcheté ?
En dehors de tout scrupule moral, superflu en l’occurrence, il ne saurait y avoir de commune mesure tout simplement sur le plan du respect humain, entre cet aviateur, au rire sardonique, fier, au retour d’une mission, d’avoir tiré ce qu’il a appelé « un gros poisson », comme après un exploit sportif, et cette jeune kamikase irakienne se sacrifiant pour défendre son pays agressé ? Il n’y a aucun doute, en dehors d’une frange réduite et mal informée de la population américaine, le respect universel des hommes est allé vers les résistants iraquiens qui, avec des moyens dérisoires, défendent pied à pied leur territoire envahi.
Voilà donc « gagnée » cette guerre des croisés de Washington, le régime de Saddam par terre, Baghdad livrée au pillage et aux escrocs, à l’anarchie et au chaos ! On a recherché vainement les armes de destruction massive ; on n’en a pas trouvé mais on va peut-être les « inventer ».
Ce jour-là même, Hans Blix, chef des inspecteurs de l’O.N.U., dénonçant les intolérables pressions américaines exercées sur lui, déclarait que les armes de destruction massive n’étaient que…. le quatrième mobile de guerre pour les « faucons » américains.
On a beaucoup épilogué sur ces mobiles de guerre ; on a évoqué le pétrole , le complexe militaro-industriel, la régression économique, etc, mais on a peu développé le plus important : Pour les nouveaux croisés de Washington, groupés dans la sainte alliance entre les conservateurs chrétiens de droite et les lobbies sionistes, l’ennemi numéro un des U.S.A. est représenté par le monde arabo-musulman. L’Irak étant le pays arabe le mieux structuré et le plus avancé , représente la menace la plus précise pour la sécurité des U.S.A.et surtout pour la sécurité d’Israël, entendons par là l’hégémonie d’Israël dans un Proche-Orient remodelé. Il leur faut donc impérativement « casser » l’Irak, abattre le régime de Saddam et détruire les infra-structures du pays.
Voilà qui est en passe d’être réalisé, mais déjà retentissent des menaces précises visant la Corée du Nord, l’Iran, la Syrie enfin qui, avec un cynisme inouï, est accusée d’accueillir des réfugiés iraquiens.
Grisée par les succès immédiats, disposant d’un maximum de puissance, une véritable dynamique de la domination et de l’hégémonie s’est mise en marche. Nul n’est en mesure, à l’heure actuelle, d’en prévoir l’ aboutissement. Souhaitons à ceux qui en ont pris la direction de garder présents à leur esprit les précieux enseignements de l’ Histoire .
(Source: le N°13 de l’e-mag tunisien Kalima, www.kalimatunisie.com )
Contre la dictature de l’opinion.
Par Zyed Krichen
A l’heure où nous mettons sous presse, l’invasion de l’Irak entre dans sa troisième semaine et son issue militaire ne fait plus, pour personne, l’ombre d’un doute.
Nous avons écrit et répété dans ces colonnes que cette guerre est illégale, illégitime et injuste. Nous ne l’avons pas fait, à Réalités, pour nous inscrire dans l’air du temps ou pour caresser l’opinion publique dans le sens du poil. Nous l’avons fait par conviction éthique et politique. Nous avons soutenu et soutenons le peuple irakien qui vit une horreur incommensurable. Mais tout cela ne saurait en aucun cas hypothéquer notre libre arbitre ou altérer notre sens critique.
Ce qui se passe en Irak est véritablement un moment clé dans l’histoire des nations d’aujourd’hui. Un nouveau cycle s’ouvre, avec ses heurs et malheurs, pour toute l’Humanité et surtout pour le Monde arabe. L’apport des intellectuels et des médias est crucial. Malheureusement, rares sont les regards lucides. Rares sont les intellectuels qui osent braver l’opinion et ses certitudes. On a vu, spectacle affligeant, des “analyses” et “commentaires” qui ne dépareilleraient pas dans les commérages de café.
On ne le sait que trop, la critique est aisée, l’art est difficile. Nul ne saurait se prévaloir d’une science infuse et d’une compréhension transcendante. Mais il est temps que les élites arabes se débarrassent de la double peur de déplaire aux pouvoirs et à la rue. Si cette guerre devait servir à quelque chose, qu’elle serve au moins à cela (Voir la Tribune de M. Abdallah Amami).
Le Monde arabe n’a jamais été autant au cœur des évènements du monde. Mais il l’est uniquement à titre d’objet et non d’acteur historique. Le sentiment d’arabité n’a jamais été aussi fort et nos divisions politiques et idéologiques aussi flagrantes.
Le “système arabe” a plus que montré ses limites. Il est même fini si l’on suit le raisonnement de Hichem Djaït. Faut-il désespérer pour autant des capacités de ce “système” à se réformer lui-même ? Y a-t-il une fatalité arabe qui fait que les acteurs internes soient incapables à eux seuls de réaliser les réformes démocratiques et modernes tant rêvées ? L’intellectuel n’est ni devin, ni prophète. Son rôle est d’éclairer l’action, non de la guider.
Mais ne perdons pas cette bataille avant de l’avoir livrée. Il est vrai que le Monde arabe s’est tellement menti à lui-même qu’il a bâti son futur sur des mirages, du nationalisme arabe à son excroissance : l’islamisme.
Certaines vérités sont dures à entendre. Dire à des élites et à des peuples que leurs “mythes fondateurs” sont des mirages peut-être décourageants, voire inhibants… L’état actuel de délabrement du Monde arabe nous offre paradoxalement cette opportunité. Nous pouvons aujourd’hui dire qu’il y a une très grande différence entre le nationalisme arabe et le patriotisme. Que le premier a été peut-être nécessaire à une époque historique (quoique l’expérience tunisienne prouve sinon le contraire, du moins qu’il y avait d’autres voies alternatives). Il est aujourd’hui néfaste parce qu’il a développé et réifié le mythe d’une “voie arabe” qui ne serait ni occidentale ni orientale (comprendre soviétique). Ce différentialisme exacerbé nous a empêchés, radicalement, d’accéder à une modernité pourtant à notre portée.
Que l’intellectuel arabe joue pleinement son rôle et mette en garde son peuple contre les errements des combats dictés par la passion. Que l’anti-américanisme peut-être destructeur s’il signifie anti-universalisme. Les voies de la raison sont pénibles. Mais seule l’action éclairée par la raison peut faire avancer l’histoire.
Il n’y a pas de solutions miracles. Notre seule chance est d’ouvrir un débat franc et profond sans préjugés ou épées de Damoclès La vitalité d’une nation dépend pour beaucoup de la lucidité de son élite. A Réalités nous nous ferons un devoir d’ouvrir, d’alimenter et de susciter ce débat. Il y va de notre survie et de l’avenir de nos enfants.
Réalités du 10 avril 2003
توابع الزلزال البغدادي
الهزة العنيفة التي زلزلت بغداد يوم التاسع من أبريل.. من الهزات التي تشبه الى حد كبير هزة أرضية يقيسها العلماء بدرجات سلم/ ريشتر ولها مركز تنطلق منه كما ستكون لها توابع.. وزوابع، فهي هزة الحضارة تحت أقدام امة لم تتوقعها ولم تحسب لها حسابا ولم تستعد لها ولم تتحصن ضدها، فهي هزة الصدمة والترويع بالفعل لا بالقول.. تجاوزت في تأثيرها حدود ساحة الفردوس وحدود بغداد وأسوار بغداد الى أن تتسع لكل الضمائر العربية والعواطف العربية.. ولكن هل ستتولاها العقول العربية بالتحليل والمجابهة والمقارنة والمعالجة لاستخلاص العبرة وقراءة درس التاريخ الحديث، ويمكن مقارنة التاسع من ابريل 2003 بالخامس من يونيو 1967 ومقارنة محمد سعيد (الصحاف) بأحمد سعيد مذيع الاوهام باذاعة صوت العرب القاهرية أيام النكسة، ومن أحمد سعيد الى محمد سعيد عشنا على أحلام متقاربة هي احلام اليقظة التي تداعب خيال أمة كاملة، خيال أمة غائبة.. ومن الذي غيب الأمة في كلتا الحالتين؟ يتساوى صناع الهزيمة حين يستعيضون بالشعارات عن استدعاء كفاءات الأمة وعبقرياتها واختلاف آرائها واسهاماتها الحية في صنع مصائرها، كان ذلك حال القومية العربية حين علقت الشهيد الإمام سيد قطب رحمه الله في حبل مشنقة وعذبت السجين المستشار علي جريشه عذاب الهدمد في سجون مصر ثم دخلت الحرب ضد إسرائيل وكان ذلك حال صدام حسين الدكتاتور الذي طرد من العراق الشاعر عبدالوهاب البياتي والشاعر محمد مهدي الجواهري حيث توفاهما الله تعالى في دمشق مشردين كأربعة ملايين مشرد عراقي، وقد كتبت عنهما حين نفيا وحين توفيا عليهما رحمة الله وكنت من القلائل الذين أنصفوا شعب الكويت عام 1990 وانهالت عليّ بعض الصحف العربية المأجورة شتما رخيصاً بالعمالة وقبض الدولار النفطي.. سامح الله الجميع وايقظهم على هذا الزلزال حتى متأخرين.
ولقد بدأت كلامي حين أكرمتني قناة «الجزيرة» بالكلام يوم القارعة بجملة قلت فيها انه غير صحيح ان الحرب انتهت فالذي انتهى هو القصف الرهيب على رؤوس الابرياء أما الحرب فقد بدأت، كيف ذلك؟ نعم الحرب بدأت بكل المعاني: حرب شبه أهلية بين ابناء العراق.. تستيقظ في الشمال اشباح التفرقة العرقية بين اكراد وعرب وتركمان وتتحرك في الجنوب اشباح التفرقة الطائفية بين شيعة وسنة وتنهض من رقدتها اشباح التفرقة الطبقية بين اغنياء وفقراء واشباح التفرقة السياسية بين بعثيين وبقية الشعب الغلبان.. المغلوب على أمره، هذه هي الحرب الاولى.. أما الحرب الثانية فهي حرب عالمية لتقاسم الغنائم وتطويع الانتصار الأمريكي- البريطاني المفاجيء لخدمة غايات وأهداف وارباح الشركات الكبرى وتحقيق احلام إسرائيل الليكودية الكبرى.. وقد أعلن هذه الحرب مساعد وزير الدفاع الأمريكي «بول ولفوفيتز» حين أدان بشدة فرنسا لاستعمالها حق النقض في اجتماع حلف شمال الاطلسي وتعطيل قرار أممي بالحرب، وهو تهديد واضح لوضع فرنسا في بيت الطاعة الامريكي بتهمة النشوز.. ومعها ألمانيا وبلجيكا وروسيا حتى بالرغم من تحول الرئيس «بوتين» الى استعمال لهجة دبلوماسية مرنة و«متعقلة» وهذه الحرب الباردة الثانية والجديدة هي حرب تتواجه فيها الادارة الامريكية الحالية مع تقريبا كل الأمم الأخرى، اما الحرب الثالثة فهي حرب المياه.. تلك الثروة الحيوية التي ستحدد معارك الغد المنظور، فالعراق بلاد الرافدين وهو يحمل حضارة ما بين النهرين، وهو من أغنى شعوب الشرق الأوسط مياه عذبة ولإسرائيل مطامع يعتبرها الصقور الأمريكان مشروعة في نيل جزء كبير من مياه دجلة والفرات لضمان بقائها الى جانب ضمان تفوقها في السلاح والعتاد والتكنولوجيا، إنه الشرق الأوسط الجديد الذي كتب فيه «شمعون بيريز» كتابا بهذا الاسم بدأ يتحقق.
أما الحرب الرابعة فهي حرب عربية ولن تكون بين دول العرب أو شعوبهم لكن بين عواطف العرب وعقولهم.. كل العرب من محيطهم إلى خليجهم في صراع تأجج يوم قارعة بغداد، العواطف العربية هي التي لعب بها إعلام النظام العراقي وإعلام الادارة الأمريكية وهي عواطف قومية صادقة ترزح تحت إعلام استبدادي عراقي واعلام استعماري امريكي فقد سقطت الى جانب تماثيل الطغاة أوهام واصنام النشامى لأن القوة تغلب الشجاعة.. ولأن الشجاعة اذا لم تتسلح بسلاح العقل والعلم تصبح معوقة.. ولأن القوة الأمريكية تفتقد مشروعاً اخلاقيا كان المفكرون الامريكان اول من دعا إليه.
فالعرب ينظرون الى «انتصار» إسرائيلي كاسح بأيد أمريكية لأن إدارة بوش منحازة بالكامل للمشروع الصهيوني الفاقد للشرعية.. والعرب يتطلعون الى العدل في عالم يفتقد العدل وهو عالم جديد اصبح يجرفنا جرفاً لاننا مانزال نعيش بعقلية الثورة الزراعية في عصر ثورة المعلومات.. ففي الاسبوع الماضي لايزال بعض المفتين لدينا يفتون بأن الصورة حرام.. ومايزال جزء كبير منهم يكفرون البنوك التجارية وهي عصب الاقتصاد الوطني والاقتصاد العالمي.. نحن أمة إذا لم تنتفض انتفاضة العقل وتدخل التاريخ بقوة سيحكم علينا بالزوال.. كما حكم علينا بالهوان.
(*) كاتب تونسي مقيم في قطر
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 16 أفريل 2003)
تحامل مشبوه علي الفضائيات
بعض ممن يعتبرون أنفسهم معلقين متخصصين في النقد التلفزيوني لا هم لهم هذه الأيام بل ومنذ اندلاع الحرب علي العراق وحتي قبل ذلك صراحة سوي توجيه الملاحظات اللاذعة لـ بعض القنوات الفضائية العربية حتي تكاد تقتنع في النهاية أن ما أصاب الأمة الآن إنما بسبب هذه القنوات تحديدا
طبعا لم يكن أداء هذه القنوات خاليا من الهنات هنا أو هناك ولكن ليس من الإنصاف في شيء التحامل عليها بشكل شبه منظم تقريبا وتصويرها في شكل من قاد الأمة إلي الكارثة لا لشيء سوي أنها ساهمت في تعرية قبح العدوان علي العراق وبالتالي في مزيد تأليب الرأي العام العربي والدولي عليها. إن هذه المحطات تستحق أكثر من تحية وتقدير لما قامت به وهي التي لم تترك الإعلام الأمريكي والغربي يصول ويجول منفردا كما كان يفعل دائما لفرض روايته علي العالم جميعا مما كلف مكتبا قناتي الجزيرة و أبوظبي التعرض للقصف فيما دفع زميلنا الشهيد طارق أيوب حياته ثمنا لهذا الخط.
إن هذه المحطات تحتاج إلي الشد علي الأيادي والنصح الأمين ولا تحتاج إلي دروس ظاهرها إعلامي وباطنها تصفية حسابات سياسية دفينة لحساب جهة دون أخري. لقد غطت هذه المحطات الحرب كما يجب حتي وإن استعانت في الغالب بخبراء ومحللين يبدون تعاطفا واضحا أو مبطنا مع العراق، فهذا أمر طبيعي للغاية تماما كما كانت القنوات الأمريكية تستضيف خبراء وصحافيين يزينون لبوش وبلير فعلتيهما. إنها حرب عدوانية فوق أرض عربية وما كان من الوارد أن تفعل هذه المحطات أكثر من نقل كل المؤتمرات الصحافية للمسؤولين الأمريكيين عسكريين وسياسيين كما كانت تفعل المحطات الأمريكية والبريطانية في نقل مؤتمرات محمد سعيد الصحاف ليس أكثر.
لا ندري لماذا لم يقدم لنا هذا المتخصص في جلد بعض المحطات الفضائية في إحدي الصحف العربية نموذجا مهنيا يراه هو محترما في تغطية الحرب الأخيرة حتي يكون لنا قدوة في المستقبل خاصة وأن حروبا أخري تبدو قادمة. ربما كان علي المحطات العربية جميعا أن تكون قلبا وقالبا في معسكر بوش حتي تظفر بإعجاب صاحبنا، كان عليها أن ترقص طربا وشماتة علي أشلاء الضحايا المدنيين العراقيين، كان عليها أن تشد من أزر الطيارين الأمريكيين وهم يقذفون بغداد بالحمم، كان عليها أن تزغرد مع سقوط كل مدينة عراقية ومع كل صاروخ يدك حيا سكنيا، كان عليها أن تغطي الحرب ببرودة أعصاب لأن الحرب كانت تدور في القطب الشمالي المتجمد، ربما كان يريد لكل المحطات العربية أن تتحول إلي نسخ مكررة من محطة الكويت التي تفوقت بفارق شاسع رهيب علي أكثر القنوات الأمريكية والإسرائيلية تشنجا في الحماسة للحرب ونفخا في نيرانها الملتهبة.
بالطبع، حجة التفريق بين الشعب العراقي ونظامه جاهزة باستمرار وهي بعض الحق الذي يراد به كل الباطل، إذ لم يكن مطلوبا بالمرة من أي وسيلة إعلام التهليل لتدمير بلد بأكمله وقتل شعبه، فقط لإسقاط نظامه. وإذا كان هناك من السياسيين والدول من ارتضي ذلك فهو حر، المهم ألا يفرض ذلك عنوة علي وسائل الإعلام العربية والأدهي أن يروج له تحت يافطة منافقة من الحرص علي المهنية الصحافية.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 أفريل 2003)
Freedoms Friends (FrihetsVanner Fِreningen) Box 62 Tel/:(46) 8- 4648308 Fax:(46) 8 464 83 21 e-mail: fvf@swipnet.se Pour contacter la liste envoyer un mail à:Tunis-News-@yahoogroups.com
Pour vous abonner envoyer un mail à: Tunis-News–subscribe@yahoogroups.com
** En re-publiant des articles, des communiqués, des interventions de toutes sortes tirées d’un grand nombre de sources disponibles sur le web ou envoyés par des lecteurs, l’équipe de TUNISNEWS n’assume aucune responsabilité quant à leur contenu. ** Tous les articles qui ne sont pas signés clairement par « L’équipe TUNISNEWS » n’expriment pas les points de vue de la rédaction. ** L’équipe de TUNISNEWS fait tous les efforts possibles pour corriger les fautes d’orthographe ou autres dans les textes qu’elle publie mais des fautes peuvent subsister. Nous vous prions de nous en excuser. |