1 juin 2004

البداية

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1473 du 01.06.2004

 archives : www.tunisnews.net


رسالة من عائلات المساجين السياسيين بسجن برج العامري إلى الرأي العام المجلس الوطني لحريات بتونس: سنتان بعد التنقيح الدستوري – نداء من أجل الاعتراف بالمواطنة
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية: نداء عالمي من أجل إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في العراق
جريدة الموقف: بـيـان
الموقف:  أخبار حريات
الموقف: إعتداء على عمال معتصمين بالاتحاد الجهوي بسوسة الموقف: تجمع عمالي ضخم لعمال الشركة التونسية للسكك الحديدية بصفاقس
صوت الشعب: التفويت والطرد التعسفي عنوان البرنامج الاجتماعي للدكتاتورية النوفمبرية في انتخابات 2004
الهادي بريك : حركة النهضة في ذكرى الاعلان بين زرع الخير وجني الاحسان (الفسيلة السادسة : لا نحتكر الاسلام ولا ننطق باسمه)
الطاهر العبيدي: شكرا لكم جميعا أبناء بلدي

صالح كركر:  ماذا وراء غلق منتدى « تونزين »

التونسي متاع التونيزين: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟
مهرجان الفيلم العربي في روتردام- أفلام ضد الإرهاب و أخرى ضد التابو
فاضل السّـالك: مدينة الطوفان


FIJ: Reprieve for Association of Tunisian Journalists After IFJ Expulsion Threat Sparks Reform

2ème hommage à Cheikh Imam à El Teatro – Programme final

A. Ayari: La prime Maître Raouf Ayadi Sadri Khiari: Tariq Ramadan, mythologie de la Umma et résistance culturelle

CSID : U.S. Muslims urged to be force for change


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

رسالة من عائلات المساجين السياسيين بسجن برج العامري إلى الرأي العام

                                                          تونس في 1 جوان 2004

نحن أسر وعائلات وأبناء السجناء السياسيين بسجن برج العامري نطلق صرخة فزع لكل الضمائر الحية للمسؤولين والنشطاء والمواطنين، ونحيطكم علما أن أوضاعا مهينة ومزرية ومخلة بالانسانية يتعرض لها أبناؤنا في غرف الموت ببرج العامري.

لقد طال صبرنا ونفد وكدنا نفقد الامل في الحفاظ على حياة أبنائنا وهم يتعرضون لأبشع صور الإهانة والقتل البطيء بلا رادع ولا رحمة ورغم محاولات التخفيف عنهم إلا أنها باءت بالفشل.

 إننا نخشى أن يؤدي إضراب أبنائنا عن الطعام منذ يوم 1 ماي  2004 إلى الموت، إذ أنهم إمتنعوا عن الغذاء المتمثل في « صبّة  » السجن بعد أن قاطعوا منذ أشهر قفة الأهالي ولعلكم تسألون عن مطالبهم ؟ إنها مطالب بسيطة جدا، فهم يطالبون بحقوقهم كمساجين ورفع العزلة عنهم وإخراجهم من  » السيلونات » كريهة الرائحة والمظلمة، والمليئة بالحشرات والأوساخ والتي هي في الحقيقة مقابر للأحياء لا يخرجون منها إلا محطمين نفسيا وجسديا. وقد طالب أبنائنا بإبلاغ الرأي العام أنهم يطالبون بالهواء والضوء لأنهم يعيشون في غرف صغيرة منذ أشهر تسمى في برج العامري  » غرف الموت  » وهي معزولة تماما إذ يتم غلقها بباب حديدي فينقطع عنها الهواء ونور الشمس وتفوح منها روائح قاتلة.

إننا نكتب إليكم هذه الكلمات بعد آخر زيارة لم يتمكن فيها بعض أبناءنا من الخروج لأنهم لا يستطيعون الوقوف والبعض الآخر أخرجوه على كرسي متنقّل.

إننا نستغيث بكل الضمائر الحية أن تتدخل لإنهاء مأساة أبناءنا وهم يموتون كل يوم مائة مرة. لا ندري فلعلها تكون الرسالة الأخيرة قبل أن تخور قواهم وينتهي بهم المطاف إلى الموت. نكتب إليكم ليعلم كل من تهمه أرواح وأجساد أبنائنا وهم مواطنون تونسيون أنهم في حالة سيئة ولا تنذر بخير، خاصة أمام صمت المسؤولين. وقد اتصلنا بهم كعائلات فكان كل مسؤول يقول  » إنّ الأمر يتجاوزني إنها تعليمات عليا « . ولذلك فنحن نكتب هذه الكلمات بدموعنا وبدماء أبناءنا لكل المسؤولين ولكل التونسيين وللتاريخ وعلى جميع من له ذرة من الإنسانية أن يتحمل نتيجة ما يحدث لأبنائنا ويسعى لإنقاذهم من موت محقق.

عائلات السجناء السياسيين

عائلة رضا السعيدي

عائلة مقداد العرباوي

عائلة لطفي السنوسي

عائلة علي الحرابي

عائلة خالد الكواش

 

 
 

المجلس الوطني لحريات بتونس

تونس في 28 ماي 2004

سنتان بعد التنقيح الدستوري

نداء من أجل الاعتراف بالمواطنة

مرّت سنتان على التنقيح الذي أجري على الدستور التونسي والذي مثّل انقلابا على الجمهوريّة تمّت تزكيته باستفتاء ماي 2002، وهو الاستفتاء الذي نظّم بشكل غير قانوني وكان محلّ طعن قضائي من قبل بعض المواطنين من أجل تجاوز السلطة. رغم التذكير بهذه القضيّة وطلب تعيينها مرّات عديدة من قبل الأستاذ عبد الوهّاب معطر وكان آخرها في شهر أفريل 2004 فإنّ المحكمة الإداريّة لم تنظر فيها بعد. والأخطر من ذلك أنّه تمّ إصدار القانون عدد 98/2002 في شهر نوفمبر 2002 أصبح بموجبه غير مخوّل الطعن في المراسيم والأوامر ذات الصبغة الترتيبيّة.

لقد مثّل ذلك الحدث نفيا حقيقيّا للمواطنة وخرقا فادحا لقواعد الجمهوريّة. فعشيّة فرض الاستفتاء وجد المواطنون التونسيّون أنفسهم بدون دستور حقيقي وتحت رحمة سلطة مطلقة بيد شخص جعل نفسه فوق كلّ القوانين.

كما صدر قانون آخر سالب للحريّة لدعم الترسانة القمعيّة والمتعلّق بمكافحة الإرهاب جعل غطاءا لجميع الانتهاكات المعتادة والتي يمارسها النظام البوليسي. بل هو شكل من أشكال القوانين الاستثنائيّة التي أصبحت تؤسس لمحاكم شبه سريّة وفي إطار مجلّة جنائيّة موازيّة. وهذا القانون يخلط في بعض النواحي ممارسة الحريّات الأساسيّة مع أشكال الإرهاب.  أما المادة 46 التي تسمح بمصادرة أملاك أيّ متّهم لأبسط شبهة أخذت طريقها إلى التطبيق ويخشى ان تستخدم اليوم لتجريد المواطنين من أملاكهم لصالح لوبيات قريبة من الحكم.

وفي الأثناء جاءت المحاكمات السياسيّة الجديدة لتنضاف إلى الرصيد الأسود للقضاء وكان أبرزها محاكمة شبّان جرجيس في أفريل 2004 بأحكام وصلت 19 سنة سجنا نافذة لكلّ واحد منهم من أجل الإبحار على شبكة الأنترنت.

وفي أكتوبر المقبل سيسعى الرئيس بن علي إلى الحصول على ولاية رئاسيّة رابعة كان الدستور القديم يحرمه منها. ولا يمكن أنّ يشكّ أحد في نتيجة هذه الانتخابات التي تفقد فيها بطاقة الاقتراع أيّة مصداقيّة أو معنى للمواطنة، وفي غياب أيّة منافسة حقيقيّة يضمنه له التحكّم في الفضاء العام. فقد أصبح مجال الرئاسة مدى الحياة مفتوحا على مصراعيّه.

وفي الوقت الذي يتطلّع فيه الشعب التونسي إلى إصلاحات حقيقيّة تضع حدا للانتهاكات المتواصلة للحقوق والحريّات وتستعيد دولة القانون والمؤسّسات لاستقلال المؤسسة القضائيّة، يواصل النظام تزييف المشروع الديمقراطي عبر زرع عدّة عناوين وجهات موظّفة من قبل الأجهزة الخّاصة لوزارة الداخليّة عوض تحرير الفضاء الإعلامي كما واصل احتكار الفضاء العام.

إنّ العجز الواضح للتمثيل الشعبي يتهدّد بالتفاقم أكثر بمناسبة الاستحقاق الانتخابي لأكتوبر 2004. فستواصل وزارة الداخليّة القيام بوظيفة الناخب في اختيار النوّاب بحسب الولاء للنظام.

كما يتعلّق الأمر نفسه بالنسبة إلى المجلس الدستوري الذي لا يمكن الاحتكام إليه للنظر في الطّعون في لا دستوريّة القوانين. فأيّة رقابة دستوريّة ممكنة لهذه الهيئة مادام جميع أعضائها معيّنين من قبل رئيس الدولة الذي له في الوقت نفسه كلّ الصلاحيّة لعزلهم؟

والمجلس الوطني للحريّات بتونس يعتبر أنّ أيّ إصلاح يجب أن يكون من أهدافه ضبط الرقابة على المؤسسة الرئاسيّة بشكل يحدّ من نفوذها على السلطة التشريعيّة والقضائيّة وبالتالي إحداث توازن بين مختلف السلطات.

وإنّه من الضروري إلغاء كلّ القوانين المنتهكة للحرّيات والتي تمنع المواطن من مباشرة حقوقه الطبيعيّة في التعبير والتنظّم والاجتماع.

ويدعو المجلس كلّ القوى الوطنيّة المتمسّكة بقيم الجمهوريّة إلى مواصلة التجنّد من أجل استعادة دستورهم واسترداد حقوقهم الأساسيّة باكتساح الفضاء العام وتشكيل قوى الضغط الكفيلة بتحقيق المواطنة في الحياة اليوميّة لأنّ الدكتاتوريّة ليست قدرا محتوما.

عن المجلس

الناطقة الرسمية

سهام بن سدرين


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع صفاقس الشمالية 15 نهج داق همرشولد صفاقس  

نداء عالمي من أجل إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في العراق

على إثر الندوة التي عقدها فرع صفاقس الشمالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الأحد 23 ماي 2004 حول تجريم تعذيب المعتقلين العراقيين في ظل القانون الإنساني الدولي و نظرا لتعطل آليات التحقيق و المراقبة و الزجر نطالب بإنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في العراق في حق المدنيين و الأسرى من طرف قوات الاحتلال الأمريكية و حلفائها لتتبع و محاكمة المسؤولين عنها سياسيين كانوا أم عسكريين و في مختلف الرتب والمستويات. عن الاجتماع رئيس الفرع عبد العزيز عبد الناظر

لجنة متابعة النداء

رئيس فرع صفاقس الشمالية للرابطة التونسية لحقوق الإنسان

عبد العزيز عبد الناظر

عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

ناجي مرزوق

محام

المنذر الشارني

عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية

عبد الوهاب معطر

محام

نعمان مزيد

عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي

الحبيب بوعجيلة

عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية

فرحات شعور

عضو المكتب السياسي للحزب التحرري الإجتماعي

محمد بوكثير

عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

أحمد القلعي

رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب

راضية النصراوي

الكاتب العام للهيئة الوطنية للمحامين

محمد جمور

عميد المحامين التونسيين

البشير الصيد

اتحاد العمال المهاجرين التونسين – باريس

إياد الدهماني

 

لتوقيع النداء الرجاء   إرسال بريد الكتروني إلى : utit.utit@wanadoo.fr

 

 
جريدة الموقف 10 نهج ايف نوهال تونس بــــيــان  
 
استدعت وزارة الداخلية مساء أمس الاثنين رئيس تحرير « الموقف » حيث استقبله المدير العام للشؤون السياسية السيد محمد الحبيب حريز وأشعره بأن الجريدة تتجاوز القانون بنشر أخبار وبيانات لأحزاب وهيئات غير مرخص لها وبالتحريض على التباغض من خلال التهجم على « التجمع الدستوري الديمقراطي »، وطلب منه التوقيع على « محضر تنبيه » في هذا المعنى. وكان رد رئيس التحرير أن الجريدة ليست مخولة لإعطاء رخص للتنظيمات السياسية أو حجبها عنها وانما هي تقوم بواجبها في الإخبار عن الظواهر القائمة في المجتمع في نطاق رسالتها الإعلامية، كما أن انتقاد الحزب الحاكم هو الوظيفة الطبيعية للمعارضة في أي مجتمع ديمقراطي. وأبدى أسفه لتراجع الحكومة عن الحد الأدنى من الهامش الذي كانت تتمتع به « الموقف » في ظل استمرار انغلاق وسائل الإعلام السمعية والبصرية خصوصا والبلاد مقبلة بعد أشهر قليلة على انتخابات رئاسية وتشريعية عامة. وان أسرة الجريدة إذ تعبر بهذه المناسبة عن استغرابها الشديد من فرض قيود إضافية على الصحافة لسد آخر كوة في جدار الانغلاق الإعلامي تؤكد أن الإصرار على فرض الرأي الواحد يتنافى مع أبسط قواعد التعددية وهو عودة صريحة لمنطق الحزب الواحد الذي يمنع نقده أو الاختلاف مع سياساته في حين كان المنطق يقتضي عشية استحقاق انتخابي هام الاعتراف بالأحزاب غير القانونية  لتأمين أحد شروط المنافسة النزيهة. كما تعتبر أسرة التحرير أن اللجوء إلى منهج التضييق والتحجير يتعارض مع التعهد باستضافة الشوط الثاني من القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي تحتاج إلى توفير مناخ من الديمقراطية وحرية التعبير في البلد المضيف. وعليه فان جريدتنا ستبقى ثابتة على خطها التعددي وستمضي في أداء رسالتها الإعلامية مساهمة منها في النهوض بالصحافة وإثراء الحياة السياسية ببلادنا.   رشيد خشانة  رئيس تحرير جريدة  » الموقف  » تونس في غرة جوان 2004

 

 أخبار حريات

ندوة عن التعذيب

 عقد فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية ندوة حول تعذيب الأسرى العراقيين في ضوء القانون الدولي ألقاها الأستاذ منذر الشارني وذلك يوم الأحد 23 ماي 2004 بحضور كثيف لممثلي الأحزاب والجمعيات ونخب الجهة.

جواز سفر

قامت وزارة الداخلية بتسليم الزميل محمد فوراتي جواز سفره بعد تقديمه منذ 22 أكتوبر 2003. وقد أصدر بهذه المناسبة بيانا شكر فيه الصحفيين الذين ساندوه وكل الشخصيات والمنظمات السياسية والحقوقية التي وقفت إلى جانبه داخل تونس وخارجها، وتمنى أن تكون خطوة نحو طيّ كل الإشكاليات وخاصة البطاقة المهنية.

كما تحصل السيد بشير سعد المواطن التونسي المقيم بكندا على جوازه بعدما اعتقل في السنة الماضية وأمضى فترة في السجن، وهو يستعد للعودة إلى كندا للإلتحاق بزوجته وأبنائه المقيمين هناك

محاكمة

أصدر حاكم التحقيق بمحكمة تونس بطاقة إيداع في حق المواطن التونسي طارق بلخيرات الذي سلمته السلطات الفرنسية للأمن التونسي يوم 18 ماي الجاري. وكان بلخيرات مثل أمام السيد حاكم التحقيق بحضور محاميه يوم السبت 22 ماي الجاري وهو متهم بما يسمى نشاط ضمن منظمة إرهابية طبقا لأحكام قانون مكافحة الإرهاب الجديد.

إرهاب

أفادت مجلة الحرية لسان حال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الأمين العام للجبهة السيد نايف حواتمة أجرى محادثات مع أمين عام حزب الوحدة الشعبية السيد محمد بوشيحة وعضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي السيد منصف الشابي أكدوا خلالها ضرورة تجفيف منابع الإرهاب بالربط بين إرهاب الدولة الإسرائيلي والأمريكي المنظم بالإغتيالات والاجتياحات وهدم البيوت وبين الإرهاب المتطرف في بلدان الشرق الأوسط، فما المقصود بالإرهاب المتطرف هل هو حماس والجهاد وحزب الله، أم حركات أخرى وما المانع من أن يسميها البيان بالإسم ؟ 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 266 الصادر يوم 28 ماي 2004)


إعتداء على عمال معتصمين بالاتحاد الجهوي بسوسة

جدت في بداية هذا الأسبوع أحداث خطيرة بالاتحاد الجهوي للشغل بسوسة إذ اقتحمت دار الاتحاد عناصر غريبة من أصحاب العضلات المفتولة تدخلوا بالقوة لإجلاء عاملات معتصمات هماك دفاعا عن حقوقهن مما تسبب في أضرار جسدية لبعضهن وأضرار ماديّة في المقر. وجاءنا من فرع رابطة حقوق الإنسان بسوسة بيان حول تلك الأحداث هذا نصه:

تعرض عمال سوطاباكس و كوفرتاكس المعتصمون بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة يوم الاثنين 24 جانفي 2004 وعلى الساعة التاسعة والنصف صباحا إلى التعنيف من طرف مجموعة من الأشخاص كانت متواجدة بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة، وقامت بإخراجهم بالقوة من بهو مقر الاتحاد الجهوي الذي كانوا يعتصمون به. وللتذكير فإن هؤلاء العمال المسرحون على اثر إغلاق المؤسسة في شهر أفريل 2002 ثم بيعها إلى مالك جديد سنة 2003 والذي يناهز عددهم المائتين، يعتصمون بدار الاتحاد الجهوي منذ أفريل 2004 كما دخلت مجموعة منهم، 5 نساء و 3 رجال، إضرابا عن الطعام منذ يوم 18 ماي 2004. ويخوض هؤلاء العمال والعاملات هذه النضالات من أجل تطبيق بنود الاتفاق الذي تم توقيعه بين الأطراف الاجتماعية في 19 جويلية 2003 والذي ينص على مستحقات العمال كتعويض عن تسريحهم من المؤسسة. وقد قرر العمال على إثر هذه الحادثة فك الإعتصام وغادروا مقر الاتحاد في نفس اليوم على الساعة الواحدة بع الزوال.

إن هيئة فرع سوسة التي تابع أحد أعضائها وأحد منخرطيها هذه الحادثة منذ بدايتها والتي اتصل بها العمال على اثر الحادثة تعلن ما يلي:

أولا: تعبر عن إدانتها للعنف الذي مورس على العاملات والعمال المعتصمين بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة من طرف هذه المجموعة من الأشخاص وتعتبر أنه اعتداء صارخ على العمال وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل.

ثانيا: تجدّد مساندتها للمطالب المشروعة للعمال المسرحين من المؤسسة.

ثالثا : تؤكد على ضرورة توخي طرق الحوار لفض مثل هذه المسائل وتعتبر أن الحلّ الأفضل يتمثل في السعي الجاد لتطبيق كل بنود اتفاقية 19 جويلية 2003 الذي ينص على تعويضات.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 266 الصادر يوم 28 ماي 2004)


 

تجمع عمالي ضخم لعمال الشركة التونسية للسكك الحديدية بصفاقس

 

يوم السبت 22 ماي 2004 لم يكن يوما عاديا بالشركة التونسية للسكك الحديدية بصفاقس إذ لم يلتحق العملة بالورشات وتجمعوا في ساحة المؤسسة أمام المدخل الرئيسي وأمام ضريح شهداء 5 أوت 47 بصفاقس رافعين شعارات التضامن والتآزر مع الشعب العربي في فلسطين والعراق ومنددين بالجرائم التي تقترفها القوات الأمريكية الغازية في مدينة القائم وكربلاء والنجف وكذلك الجرائم الصهيونية في رفح وحي السلطان وقطاع غزة. كما عبروا عن تضامنهم مع المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب وكانت أهم الشعارات  » 1-2 الشعب العربي فين .. الجيش العربي فين  » و  » ياحكام عار عار العراق شعلت نار « . كما حيا التجمع العمالي المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين وساروا في مسيرة نحو المحطّة الرئيسية بحضور أمني كثيف سدّ كل مداخل الشركة ودام التجمّع ساعة من 7 صباحا إلى 8 وقد كان رسالة إلى الحكام العرب المجتمعين في تونس وإلى الشعب لإبراز التضامن والدعم الفعلي للمقاومة في العراق وفلسطين.

 

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 266 الصادر يوم 28 ماي 2004)

 


فهرس العدد 229 من الطبعة الإلكترونية من « صوت الشعب »، اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي الصادر يوم 15 ماي 2004

إفتتاحية

التعذيب من جوهر الاستعمار والامبريالية

صوت الوطن

بيان غرة ماي 2004

تصميم على مقاومة ظاهرة التعذيب

إدانة جماعية

التفويت والطرد التعسفي

مراكز الصحة الأساسية: طب الفقراء

يحدث هنا… ويحدث هناك!

إلى متى سنظل شعبا يأكل من وراء البحار!

هل من حلّ لمشكلة البطالة في قفصة؟

راضية النصراوي وحمه الهمامي في ضيافة منظمة العفو الدولية

المناضل محمد قارة يفارقنا

الصـوت النقابي

بمناسبة المجلس القطاعي للبريد

إضراب في ديوان التطهير

البيروقراطية تفقد أعصابها

الصـوت الثقافي

ربيع القيروان الأدبي أضحى خريفا

نشيد المقاومة وأحزان الفلّوجة

إلى اللقـاء
قدّاش
(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 1 جوان 2004)

الموقع : http://www.albadil.org

البريد الالكتروني : pcot@albadil.org


  التفويت والطرد التعسفي

عنوان البرنامج الاجتماعي للدكتاتورية النوفمبرية في انتخابات 2004

1) التفويت : لا تزال الدكتاتورية النوفمبرية المعادية للشعب تمعن في سياسة الخوصصة: سياسة التدمير الاقتصادي والاجتماعي للمؤسسات العمومية عبر التفويت فيها للخواص وإطلاق العنان للجشع الرأسمالي المنفلت العقال مخلفة كل يوم عشرات بل مئات الضحايا من المطرودين ومحوّلة أبناء الشعب من العائلات المفقرة إلى متسوّلين حقيقيين. والأغرب من ذلك أن العملية تتم تحت عناوين دعائية مثل « النجاح الاقتصادي » و »السلم الاجتماعية » و »الاستقرار »…إلخ وتُبرر بالطابع العالمي « للخوصصة ». والأشد غرابة أيضا أن هذا التفكيك الشرس للنسيج الاقتصادي والهجوم الأرعن على لقمة عيش الكادحين يتم بتواطؤ من البيروقراطية النقابية. وللتضليل على النقابيين وتسويق خطابها الانتخابي تقيم هي أيضا « ندوات الجعّة النقابية » وتستدعي خبراء الياقات البيضاء حول الموضوع وتتظاهر بالتصدي « للخوصصة العشوائية » و »الانعكاسات السلبية للعولمة ». وعلى الرغم من النتائج الكارثية لعمليات الخوصصة السابقة سواء من زاوية تفريطها في قطاعات هامة أو استراتيجية لفائدة الرأسماليين المحليين وخاصة الأجانب الذين غنموا إلى حد الآن بما نسبته 75% تقريبا من عائدات المؤسسات العمومية المخوصصة مما يمكنهم من التحكم في مصائر البلاد إقتصاديا أو من زاوية ما تبعها من طرد تعسفي لآلاف من العمال والموظفين بدعوى « إعادة الهيكلة » أو من زاوية ما صحبها من رشاو حصل عليها بعض الوسطاء من المقربين من القصر فإن سلطة السابع من نوفمبر ممعنة في خوصصة ما تبقى من ممتلكات عمومية تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي غير عابئة بمصالح الوطن والشعب. وفيما يلي القائمة الكاملة لبرنامج التفويت لسنة 2004 حسب ما نشر في صحافة النظام:
القائمة الكاملة لبرنامج التفويت في سنة 2004
كيفيـة التخصيــــص                                             المؤسســــة  

الشركة الوطنية لتوزيع البترول

فتح 35% من رأس المال

الشركة التونسية لصناعة السيارات

التفويت في 100% من رأس المال

شركة ستيل

التفويت في الأصول على قسطين

شركة حليب تونس

التفويت في 74,63% من رأس المال

الشركة التونسية الجزائرية للأسمنت الأبيض

التفويت في 100% من رأس المال

شركة الجبس التونسي

التفويت في 66,88% من رأس المال

المعامل الآلية بالساحل

التفويت في وحدة المواد الصحية ووحدة الأينوكس

الشركة التونسية للصناعات الكهربائية والميكانيكية

التفويت في بناءات وفي أسهم

مركز الصناعات المعدنية والتعهد بقابس

التفويت في الأصول

مركز البلاستيك بالمزونة

التفويت في الأسهم أو الأصول

بنك الجنوب

التفويت في المساهمة العمومية

نزل سقانص بلاص الدولي

التفويت في كامل الأصول في قسط واحد

نزل سوسة بلاص

التفويت في الأصول

نزل إقامة نادي سقانص

التفويت في كامل الأصول في قسط واحد أو أقساط

نزل بوجعفر سوسة

التفويت في المساهمات العمومية

نزل العيون بقربص

التفويت في الأصول

نزل داليا بالحمامات

التفويت في مساهمة الشركة التونسية للبنك (96,5%)

نزل نور بعين دراهم

التفويت في الأصول

نزل العرائس

التفويت في الأصول

الشركة التونسية للتنسيق الفني

التفويت في المساهمات العمومية

شركة الضيعات المنتجة للحليب بباجة (2)

التفويت في الأصول مع كراء الأراضي الدولية

شركة العامرة بباجة ومنوبة (7 ضيعات)

التفويت في الأصول مع كراء الأراضي الدولية

شركة باطن الغزال سيدي بوزيد

التفويت في الأصول مع كراء الأراضي الدولية

شركة سيدي سعد بالقيروان (ضيعتان)

التفويت في الأصول مع كراء الأراضي الدولية

شركة الإحياء والتنمية الفلاحية الغنمية بباجة

التفويت في الأصول مع كراء الأراضي الدولية

شركة التنمية الفلاحية لخماس بسليانة

التفويت في الأصول مع كراء الأراضي الدولية

محطة تحلية المياه بجربة

عن طريق لزمة

هذا هو إذن برنامج 2004 للخوصصة، كما نشرته جريدة « الحدث » في عددها ليوم 4 فيفري 2004، وهو يتضمن 27 مؤسسة، 10 في القطاع الصناعي و 7 في الفلاحي والبقية في الخدمات والتجارة. وقد تم الإعلان منذ مدة عن طلب عروض لخوصصة 5 مؤسسات هي شركة STIL وكان آخر أجل 10 فيفري الفارط، وشركة حليب تونس وكان آخر أجل 16 فيفري الفارط، وشركة الجبس وكان آخر أجل لقبول العروض 1 مارس الفارط. بالإضافة إلى شركة العرائس والشركة التونسية للصناعات الكهربائية والميكانيكية. ومن البديهي أن هذه الخوصصة ستؤدي بدورها إلى طرد عدد كبير من العمال. فليتجند عمال هذه القطاعات ضد خوصصتها.
2) الطرد التعسفي: يمثل الطرد التعسفي الجماعي ظاهرة أساسية ملازمة لاختيارات الدكتاتورية النوفمبرية الاقتصادية والاجتماعية رغم ادعائها بعكس ذلك، بل رغم ادعائها وادعاء من يملون عليها تلك الاختيارات أي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي بأنها « الحل الوحيد للتصدي للبطالة ». إن أرقام الحكومة ذاتها تؤكد أن « برنامج الإصلاح الهيكلي » أدى خلال الـ 16 سنة الأولى من تطبيقه (1986-2001) إلى طرد حوالي 10 آلاف عامل سنويا مما عزز جيش العاطلين عن العمل ذلك أن عددا محدودا من هؤلاء قادر على إيجاد عمل من جديد أما الأغلبية فمصيرها البطالة المزمنة. ولكن مثل هذه الأرقام لم يعد يعكس بالمرة الواقع ذلك أن وتيرة الطرد قد قويت خلال السنوات الأخيرة وبالخصوص خلال السنتين الأخيرتين اللتين بدأت فيهما مؤشرات أزمة قطاع النسيج تتضح بحكم حدة المنافسة في الأسواق الأجنبية وغياب الحماية الجدية لحقوق العاملات والعاملين. ونسوق في الجدول التالي ما حصل من طرد في هذا القطاع في جهة واحدة فقط (سوسة) وفي الأشهر الأخيرة فحسب للوقوف على خطورة ما يتهدد الشغيلة في قطاع النسيج وفي مجمل القطاعات عامة من مخاطر جراء اختيارات السلطة المعادية لمصالحهم:
الطرد التعسفي في قطاع النسيج بسوسة (خلال الأشهر الأخيرة)
المؤســـــــسة          عدد المطرودين « أرتلاندر » سيدي بوعلي            327 « تويكا » للخياطة سيدي عبد الحميد       320 « أودينا » للخياطة أكودة                  418           « بيدرمان »                               96              SBP سيدي بوعلي                    131 هرقلة تاكس                              196 « تيكوتاكس » القلعة الكبرى                  42 « دون » للخياطة بأكودة                      41 « إيصلانتيمو » للخياطة بالمسعدين             39 « جوتاكس » للخياطة بأكودة                   60      « صوطاب كوفرتاكس »                        215 المجمــــوع1885      3) الحل في التصدي الجماعي: إن الجدولين اللذين سقناهما أعلاه يبينان مدى خطورة السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها سلطة السابع من نوفمبر على الوطن والشغالين: تفريط في ثروات البلاد للرأسمال الأجنبي من جهة والإلقاء بأعداد كبيرة ومتزايدة من العمال على قارعة الطريق من جهة ثانية. ومع ذلك لا تتورع أبواق النظام الدعائية عن الحديث عن « نجاحات السابع من نوفمبر الاقتصادية » وعن « بن علي رهان المستقبل » تمهيدا لتنصيبه في أكتوبر القادم رئيسا مدى الحياة عن طريق انتخابات مزورة، معلومة النتائج مسبقا. ولقد كان حريا بهذه الأبواق أن توضح أن بن علي هو رهان أصحاب رأس المال، مصاصي عرق الكادحين وناهبي ثروات البلاد وليس رهان الشعب والوطن. إن مصلحة الشغالين خاصة والشعب عامة تكمن في مقاومة اختيارات نظام بن علي المعادية لهما. وهي تكمن أيضا في سد الطريق أمام بقاء بن علي وطغمته في الحكم لأن ذلك يعني مزيدا من المصائب للوطن وللشعب. (المصدر: العدد 229 من الطبعة الإلكترونية لـ « صوت الشعب »، اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي الصادر يوم 15 ماي 2004)


حركة النهضة في ذكرى الاعلان بين زرع الخير وجني الاحسان

( الفسيلة السادسة : لا نحتكر الاسلام ولا ننطق باسمه )

 

 

الهادي بريك ـ المانيا

 

 هل لبت الحركة حاجة ام كانت شجرة خبيثة غريبة على تربتنا التونسية فاجتثت ؟ :

 

يمكن اجمال اسباب نشاة الحركة في اواخر الستينات في النقاط التالية :

1 ــ العامل الاول  مزدوج التكوين بمعنى انه يتمثل في امرين متقابلين متكاملين في الان ذاته ومؤداه ان شعب تونس اختار العروبة والاسلام منذ 14 قرنا كاملة وظل يعيش وفق لسانه العربي ومعتقده الديني الاسلامي بقدر ما يستطيع رغم كل الاعاصير التي مرت به اما من الجهة المقابلة فان الحكم البورقيبي عمل جاهدا منذ اليوم الاول لصعوده على ازالة كل آثار العروبة والاسلام عبر دعم التوجهين الفرنكفوني وخاصة في الادارة والغربي في سائر مظاهر الحياة فليس بورقيبه في الحقيقة كما يعترف هو نفسه معتزا سوى النسخة العربية لاتاتورك . والمنطق السليم اذا ما عرضت عليه هذه الوضعية الشعبية من تدين عريق احتضن اول معلم علمي واسلامي ودعوي في الدنيا باسرها بعد مكة والمدينة والقدس الشريف وهو الزيتونة وهذه  الوضعية الحضارية التي كرسها بورقيبه بالترغيب والترهيب لسلخ هوية البلاد فانه لن يتردد في القول بان المعركة ستكون طاحنة وذات خسائر باهظة في الجانبين وهو ما كان بالفعل فالاسلام ليس دينا ككل الاديان يقبل الدنية بل يدافع عن نفسه حتى الموت لا بل حتى ما بعد الموت . لذلك التجأ الناس  الى  صحوة اسلامية ظلت في البداية متعثرة ضعيفة صغيرة تتلمس الطريق شانها شان كل الظواهر الاجتماعية ثم سرعان ما هديت باذن الله الى ما اختلف فيه الناس من الحق .

 

2 ــ العامل الثاني  يخرج عن دائرة تونس جغرافيا ولكنه مرتبط بها حضاريا لان تونس ليست سوى جزء من وطن وامة وتاريخ فمقولة الامة التونسية لصاحبها بورقيبه كانت من قبيل العبث ليس الا . العامل الثاني يتعلق باحداث كبيرة وخطيرة شهدتها الامة فلم يكن للشعوب المحصورة في اكثر من خمسين بلدا الا التفاعل مع تلك الاحداث وبدايتها كانت مع اسقاط الخلافة عبر اتاتورك ولم يكن يومها للخلافة من مكسب سوى رمزية الوحدة الاسلامية ورغم ذلك ارتبطت بسقوطها كل ما جاء بعدها تقريبا ثم جاءت مجموعة نكسات حرضت الامة على المقاومة ورد الفعل والصمود وعدم الانحناء ومنها خاصة نكسات حرب 67 و73 وهو ما يعني جزئيا على الاقل فشل الخيارات القومية وخاصة الناصرية والليبرالية واليسارية في تحقيق حد ادنى من مقومات الامة وخاصة فيما يتعلق بفلسطين والوحدة العربية والعدالة وكرامة الانسان .

 

ولكن يبقى سؤال لا يكف اهله عن طرحه وتثبيته وهو مدى ارتباط نشأة أي حركة اسلامية بحالة الفقر والعوز لاصحابها ؟ والحقيقة التي لا مراء فيها  هي ان العوامل المادية لا يمكن شطبها بجرة قلم من أمال الناس وحاجاتهم فهي غريزة شانها في ذلك شان العوامل المعنوية غير ان بؤرة الخلاف بيننا وبين الماركسيين ومن دار في فلكهم هي ان العامل المادي لا يفسر وحده الظواهر الاجتماعية وانما لا بد من تفسير مزدوج لا احادي يقي الانسان الحول والعور اما من حيث الترتيب فان القول بان العامل المادي هو الذي يفسر حالة كهذه او كحالة الاستشهاد لدى الفلسطينيين مثلا فهو كذلك خطل في التفكير وعور في البصيرة فالعامل المادي لا يتقدم ابدا على العامل المعنوي في مثل هذا ولسنا ننفيه بحال.

 

تجارب اثرت في الحركة وفي تطورها :

 

1 ــ مدرسة الاخوان المسلمين :  وهي اقدم واكبر المدارس في العمل الاسلامي المعاصر وبالرغم من ان تاثير هذه المدرسة كان مزدوجا بين الفكر الاصلاحي الهادئ الصبور لمؤسسها ومرشدها الاول الامام البنا عليه رحمة الله وبين الفكر الثوري الحماسي لاحد اكبر ادبائها ومفكريها وهو الشهيد سيد قطب عليه رحمة الله فان السمت العام للحركة أي حركتنا انحاز فعليا الى التفكير البنوي الاصلاحي الهادئ الصبور عبر مقولته الشهيرة أي الايمان العميق والفهم الدقيق والعمل المتواصل كما تاثرت الحركة بصنو تلك الحركة في شبه القارة الهندية واعني حركة المودودي عليه رحمة الله .

2 ــ المدرسة السلفية : وخاصة في بعدها السلوكي العملي المركز على اتباع السنن والماثورات ورقائق القول ودقائق العمل والاخلاص الروحي والترغيب في التزكية وهي سمة صاحبت الحركة دوما كما تاثرت الحركة بالمدرسة السلفية الفكرية والتي مثلها ائمة الاصلاح الاوائل ورواد الصحوة البكر من مثل محمد عبده والافغاني ورشيد رضا ويمكن عد جماعة الدعوة والتبليغ من هذا القبيل كذلك بشئ من النسبية والتجاوز وهي جماعة اثرت في الحركة كثيرا .

3 ــ التدين التقليدي التونسي : متمثلا في مذهب مالك بن انس رضي الله عنه وطريقة الجنيد السالك ومدونة ابي زيد القيرواني وهو من اثر الاصلاح الزيتوني سيما ان طابع الانسجام الديني والمذهبي كان هو الغالب على التدين التونسي من قديم حيث لا تمييز بين الاشاعرة والمالكية عندنا فهذا هو ذاك وذاك هو هذا ودون خصومات ولا معارك شأن اهل التخوم دوما.

4 ــالحركة الاسلامية السودانية : اعني فصيلها الاكبر بقيادة الامام الترابي وخاصة في مسائل فكرية وعملية كقضية المراة والمرونة السياسية فكرا وتغييرا وهي بالمناسبة مدرسة في التعامل مع الواقع ليست بعيدة عن مدرسة التدين التقليدي التونسي اذ كلاهما لا يعلن حروبا هوجاء في قضايا خلافيةجزئية من اجل المصافحة والمخالف في الدين او في العرف فالتدين في كليهما سهل لين رفيق لا تشعر بعسره ويغلب عليه طابع العفوية وحسن النية والبعد عن التعقيد .

5ــ الثورة الايرانية : كان لها في البداية التاثير الاكبر خاصة في مسالتي معاداة الخيار الامريكي والصهيوني في المنطقة  والاهتمام بالقضية الاجتماعية والوطنية عامة غير انه مع مرور الايام بهت هذا التاثر ثم اندثربالكلية  وعوامل هذا التحول كثيرة ليس اهمها بالتاكيد البعد الطائفي والمذهبي للثورة فاستخلصت حركتنا منها ما ينفع الناس وانعصمت من زبد جفا.

6 ــ الوان اخرى من التفكير متنوعة : منها فكر المرحوم مالك بن نبي وربما في ذات اطاره المرجعي ومن حيث حقل الاهتمام كذلك التفكير الخلدوني وكذلك بعض معالم التفكير الاسلامي العقلاني الذي نهلنا منه يوما ما على صفحات مجلة المسلم المعاصر ومرجع هذه الالوان كلها هو الاهتمام بالواقع وبسائر مشاهده وظواهره وفق نطرة تجمع بين اصالة الاسلام ومعاصرة العقل ومراعاة تعقيدات وتشابكات وظروف الواقع والنظر في التاريخ وفقه التغيير.

7 ــ اليسار التونسي : وخاصة في الجامعة والنقابات عبر احداث النقابة 78 وهو الذي نبه الحركة الى المسالة الاجتماعية ودورها في التغيير فاقتبست منه المفيد واستفادت منه سيما ان صراعا حادا جد بين اليسار وبين الاسلاميين في قطاعات حيوية كثيرة .

8 ــ التيار الليبرالي الديمقراطي : الخارج من الحزب الاشتراكي الدستوري كاحمد المستيري  وحسيب بن عمار وغيرهما ثم تغذى هذا التيار وكبر وتوسع واصبح رقما حقيقيا فاعلا في الحياة الثقافية والسياسية في البلاد سيما انه بادر الى تاسيس منتديات الحوار ومواطن الدفاع عن حقوق الانسان ومنابر الاصلاح الديمقراطي .

9 ــ الواقع المهجري الجديد : وخاصة في بعده الاروبي القائم على جملة من القيم التنظيمية والادارية والتقنية من جهة وعلى جملة من القيم الاخلاقية والانسانية والاجتماعية كالديمقراطية وحقوق الانسان من جهة اخرى سيما ان العشرة معه امتدت عقدا ونصف الى يومنا هذا وبدأ التفاعل الايجابي والاندماج المسؤول ياخذ طريقه الى الانتاج وهو عامل جديد في معافسته اليومية اما من حيث نظريته فلم نكن يوماغرباء عنه واثر كثيرا في حياتنا وطريقة تفكيرنا ومعالجتنا للامور فالغرب الذي كنا نقرا عنه في الكتب غدا اللون الغالب على حياتنا ولو كرها فلا اظن ان هذه التجربة الجديدة يمكن وضعها يوماما بين قوسين ونمضي غيرلاوين على شئ.

 

ثوابت ثابتة :

1 ــ الاسلام دينا ومنهجا في الحياة ومرجعية في التفكير والتغيير : اما من حيث الدين فان المليار ونصف من المسلمين اليوم يشتركون في ذلك ولو اختلفت مذاهبهم الفقهية اما كون الاسلام هو مرجعية الحياة باسرها وخاصة في مجالي التفكير والتغيير فهوامر لا يقر به لنا كثير من العلمانيين فامر شمول الاسلام للحياة باسرها عندنا يرتقي الى مرتبة الاعتقاد القطعي اما من حيث التنزيل فالامر مرجعه الى التفصيل وسائر عمليات التطبيق سيما في عنصري العقل واختلاف الفهوم والواقع واختلاف التقديرات وليس هنا محل توضيحه . فبالرغم من ان انتماءنا الى المذهب المالكي هوالغالب على حياتنا فان حركة واقعية لا يسعها غير الاستفادة من سائر الاجتهادات من كل صوب وحدب ومجتهد فالواقع المعقد اكبر من ان يتسع له مذهب فقهي واحد مهما بلغ من السعة والشمول والاحاطة فما بالك والاجتهاد قد  توقف منذ قرون والواقع لا يزيدغير تعقد واشتباك وثورة الاتصالات حولت ا لدنيا باسرها الى بيت واحد او عمارة زجاجية.

على ان اخذنا بالاسلام كما نفهمه نحن ليس سبيلا الى تبديع غيرنا او تفسيقه فضلا عن تكفيره فالاسلام اوسع من ان يضيق باجتهاد من اهله في محله وسنة الاختلاف وقانون التعدد والازدواجية ناموس كوني وخلقي مطرد ماض كيف لا وهو ارادة الباري سبحانه .

2 ــ كرامة الانسان : وهي اصل اصيل في فهمنا الاسلامي وركن ركين في عمليتنا الاصلاحية والا فلم قمنا وضحينا وجالدنا الاستبداد والدكتاتورية وتحالفنا مع المخالفين لنا في المعتقد والدين كالشيوعيين والملحدين مثلا ؟ ان اعتقادنا في كرامة الانسان كاصل ديني وارادة الهية وضرورة واقعية ومصلحة حيوية يحملنا على مواصلة مشوار التغيير والاصلاح كما يحملنا على التعاون في ذلك مع كل مناضل من اجل كرامة الانسان ومكافح من ا جل حرية الراي  فالتمييز قائم عندنا بين الكفر وبين الظلم فالظالم عندنا ابدا مقموع ممنوع حتى يعود عن ظلمه ويسترد منه المظلوم قصاصه ان شاء او عفا ولو كان هذا الظالم مسلما عربيا تونسيا مالكيا جنيديا قيروانيا ابيض اما الكافر فهو اخ لنا في الادمية والانسانية وكرامة الانسان لا يرى منا غير ما يسره له ما لنا وعليه ما علينا في الحقوق والواجبات مواطن مكرم ذكرا  كان ام انثى ومجالات الاشتراك معه والتعاون اكثر من ان تحصى ندافع عن حقه ورايه ونموت دون ذلك لا نفاقا او انتهازية ولكن دينا وتدينا وعبادة واخلاصا لله رب العالمين في ما فهمنا ونفهم من ديننا .

3 ــ قدسية الوطن : فتونس بالنسبة لنا غريزة لا نملك التخلص منها لو اردنا ذلك فعلا فما بالك ورسالتنا قامت على اساس تحريرها من نير الاستبداد والدكتاتورية وامتهان كرامة الانسان وسائر مقاصد شريعتنا الغراء . ففداء الوطن عندنا دين لا يستقيم لنااسلام بدونه والوطن هو رقعة من التراب وشعب يقطنه ومجموعة قيم تواضع عليها والتقى ونحن فداء لهذا الثلاثي المكون لتونس على ان ذلك لا يعني نبذ الاختلاف والغاء التنوع  ولكن عدونا الاصيل الذي لن نزال نحاربه بكل ما اوتينا من قوة ليس هوسوى صد الناس عن الاستماع الى فكرة ما او الانخراط في حزب ما او مناصرة قضية ما فالانسان عندنا حر حرية كاملة مطلقة في اختيار ما يشاء من اعتقادات واديان ولغات وانماط حياة وطرق عيش شريطة الا يظلم غيره ويتعدى على حدوده ويعترف له بحقه كاملا فيما اعطي فيه هو حقه كاملا للاختيار . فالخصومة بيننا وبين الحكم السائد اليوم في تونس لا تجعلنا ننحاز الى مخلص اجنبي يخلصنا من شره المستطير . بل يظل هو الاقرب الينا من كل نظام اخر بعيدا او قريبا ولانحسم معركتنا معه الا على اساس التدافع السلمي المدني الديمقراطي حتى يحكم الله لصاحب الحق منا وهو اسرع الحاكمين سبحانه فان ظهرنا عليه فالشعب اولى بحكم نفسه بنفسه والامر اليه يكلف بخدمته من شاء وان ظهر علينا صبرنا وانتظرنا تقلبات الايام الحبلى وليس من الوطنية بعد ذلك في شئ .

 

تلك هي بسطة موجزة عن اسباب نشأتنا صحوة صغيرة ثم ما لبثت ان اتسعت وكبرت بفضل الله وعن مختلف التجارب الاسلامية وغير الاسلامية التي اثرت فينا تفكيرا وتغييرا واصلاحا فلسنا صخورا صماء لا تتاثر ولسنا انبياء نؤثر ولا نتاثر ولكننا بشر ممن خلق نخطئ ونصيب وعن معاقد ثوابتنا الكبرى فلم اتطرق الى ما هو مندرج تحتها من مثل الطبيعة السياسية والسلمية والمدنية والديمقراطية والاهلية والشعبية والوطنية للحركة ولا عن الطبيعة التوسطية لمدرستنا  الفكرية في الفهم وفي مناهج الاصلاح وهي فيمانرى مدرسة الاعتدال والتوازن بين القران وبين الواقع وبين الممكن وبين الواجب . والى فسيلة اخرى تالية باذن الله تعالى استودعكم الله الدين والبلاد وكرامة الانسان .


شكرا لكم جميعا أبناء بلدي

الطاهر العبيدي / رئيس تحرير مجلة مرايا باريس

تردّدت كثيرا قبل استجواب هذه السطور المنتفضة على واقع الحال، ترددت أكثر قبل استنطاق كل لحظات التعابير المستيقظة فوق روابي حالات التيه والضياع…وقفت في مفترق أخاديد واقعنا المتوغل في عبثية الزمان، وحديث المسافات الطويلة وكل همومنا ومسلسلات قممنا الهزيلة…

ترددت كثيرا أمام عواصف الأحداث الكاتمة للصوت، وأمام زخّات الأخبار الانشطارية التي تنهال يوميا وكل حين على باقي أيامنا الموزعة بين شقوق الخراب…وقفت عند كلّ ممرات بشاعات الصور والأخبار التي تنهش الكرامة وتفترس الجفون وتدمّر الأجساد…وقفت عند ممرّات أحوالنا المتسكعة بين مفاصل الاستبداد…

فمن هنا وضع عربي محنّط يعود بنا مليون عام للوراء ، وقمة كالقمم الأخرى بلا طعم بلا رائحة بلا ألوان، سوى رائحة العجز والانحدار، وشعوب آمنت يقينا أن كل القمم منها ما فات وما هو آت كلها نوعا من الوهم والسراب، ومن هنا عراق ينهبه ويمزّقه الغزاة والعالم يتفرّج على هذه المأساة، وفي الضفة والقطاع وفي فلسطين الشتات، يأتي الماء مسموما، ويأتي الخبز مسموما، ويأتي القصف محموما، ويأتي الموت مجنونا، ويأتي الاغتيال اليومي مسعورا، ويأتي الحقد مدعوما، ويأتي المفاوض العربي كسيحا ذليلا، ويأتي الرفض الجماهيري مكبّلا مغلولا، ويأتي الدعم العربي والإسلامي أقل من باهت وخجول…

ومن هنا في بلدي مضربون بالعشرات، من أجل أبسط الحقوق التي تتمتع بها المخلوقات، والكل يتذكر ما آلت إليه وضعية عبد اللطيف المكي وجلال عياد، بعد إضراب طويل كاد يتحوّل إلى مأساة، من أجل حقّ الدراسة المشروعة، ولازالت القضية بلا حلّ بلا نتيجة، رغم وضوح المطلب والإجماع الوطني واتفاق الكل أن المظالم في بلدي تناسلت تكدّست تراكمت تراكم النفايات، وسجونا مدجّجة بالحقد المسلح لا ندري إلى متى ستظل منصوبة لتدمير ما بقي من العظام والعقول والأجساد، وخارج الزنزانات والأصوار  وفي وطن الحصار، محامون حقوقيون، سياسيون أطباء، صحافيون عمال، مضربون بطالون، طلبة مثقفون، تلاميذ مواطنون، معارضون، كتاب ومفكرون، جامعيون لاجئون، مهجّرون، كلهم هنا وهناك مرابطون يقاومون كل أنواع الاضطهاد، من أجل أن تبزغ شمس الحرية ومن أجل وطن فسيح يتسع لكل العباد، هؤلاء جميعا دون استثناء، هم أبناء شعبي الذي ينحت معاني الحرية فوق منخفضات الهزيمة وكثبان الاستبداد، بعيدا عما قيل ويقال، أن شعب بلدي فعل ناقص معتل، معرف بالخفضة البارزة في أوله والضمّة الدالة على ضمّ عينيه عن المظالم، وأنه جار ومجرور بالغلب والهوان، فهناك في وطني رغم الرقابة رغم حالات التنفس الاصطناعية رغم كل قوانين الحصار، أحرار يقاتلون من أجل استيقاظ الهمم والضمير، هناك أناس لا تغرنّهم  تسابيح صحافة  » السوبر ستار » ولا صحافة موائد القصور، ولا ترهقهم ولا ترهبهم كل النصوص وكل القوانين، التي تعتدي على الإنسان وتفترس فصول الدستور، وهنا شباب لا ينامون على الضيم يقتنصون المظالم يكتبون العرائض والنداءات، ويمزقون ستائر الليل الجاثي على ربوع وطني، هؤلاء الشباب المتخندقون في المواقع، المتحركون خلف الأقلام يطلقون الرصاص على كل الرداءات وكل عناوين القهر والإرهاب، ليرسموا مسارب للخلق والإبداع، وليفتحوا نوافذ للرأي والرأي المضاد، بعيدا عن لغة التزمير وصحافة الأخشاب، ليعيدوا صياغة أخرى لتاريخ كثيرا ما نهبته بشاعة الأحادية وتضخم الذوات، هؤلاء الشباب يدفعون من أعمارهم من قوتهم، من شقائهم من أجسادهم من تعبهم من غربتهم، لأجل أن تولد المعلومة سليمة من كل الإعاقات، ويبزغ النص معافى من التشوّهات، وتكون الولادة إشارة البدايات لتاريخ ينحته جيل آخر من المستيقظين في واقع السبات، ليرسموا على جدران الوطن بالحبر الإلكتروني، والقلم العلني، والرسم  » الانترنتي « ، صفحات هموم شعب وآمال شعب وطموح شعب ومظالم شعب وإبداعات شعب، ترجمت أحاسيسه وتطلعاته مواقع كل أولئك الثائرون خلف المواقع،

في تونس نيوز(1)-تونس الملاحظ (2) – جريدة الموقف

ملتقى(3)– – تونس استيقظ(4)  نواة (5)– المناضل(6)

 تونيزين(7)كلمة(8)– كتاب (9)

وكل اللذين اختاروا الوقوف في زمن السقوط، هؤلاء وأولئك وكل المبدعين والمسرحيين والموسيقيين، والكتاب والشعراء ،والمعبرين بالصوت الحر والكلمة العذراء والحرف الناضج واللحن الهادف، اللذين أرّخهم  موقع ملتقى ورسمهمفي أبهى زيّ تاريخي، هؤلاء جميعا هم أبناء أجدادي اللذين كتبوا أروع صفحات التاريخ على جبين مقبرة الجلاز، ورسموا مسارب الثورة مع الدغباجي وبن زديرة، والثعالبي ولزهر الشرايطي، والطاهر لسود وساسي لسود، وقابلوا الرصاص في انتفاضة العمال سنة 1978 وثورة الخبز سنة ،1984 ولا زال أحفادهم يزرعون شجر المقاومة بالكلمة الواعية، والقلم الحر والنص الانقلابي ضد كل صنوف الاضطهاد، هؤلاء هم أبناء شعب بلدي، أبناء ذاك « النبي المجهول »، نبي الكلمة المقاتلة واللحن المدفعي، حين رسم  شرارات الثورة، شاهرا سيوف القوافي المنتفضة على الغزو والاحتلال:   

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر (10)

                     ولا بدّ للظلم أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر

وقفت عند كل موانع السير التي تؤرّق الكلمات وتعطل تنفس الجمل والمفردات، فقد تراصفت تواترت تكدّست كل الطعنات، وصار قلمي متسكعا في عمق الجراحات، فهناك في سجن أبو غريب تسقط ما بقي من أوراق التوت التي تستر ما بقي من البشاعات، التي تشرّع للغزو بعد أن سقطت قبلها أسباب الاجتياح وكل المبررات، وما عاد مقنعا كل الاعتذارات وكل تلك الأراجيف وكل التفسيرات، فقد كان سجن أبو غريب شهادة اعتراف مالحة على ثقافة الحقد والتدمير، وما عاد ممكنا التحدث بهتانا عن شرق أوسط كبير أو تقديم أي بديل، فمشاهد الهدم والتدمير التي يشاهدها العالم يوميا وكل حين تغني عن أي كلام وأي تفسير، وهناك الفلوجة جنين أخرى ترسم معنى آخر لكل عناوين التصدي والصمود، تحت وابل القصف الإلكتروني، والحصار العسكري، والهدم المدفعي وطعنات الصمت العربي…

وهنا في وطني هموم كبيرة ومظالم غزيرة، ولا أدري من أين أبدأ الكلام وكل القضايا متعبة ثقيلة،  فهل أروي أحوال طلبة سوسة المضربون منذ زمان في بلد صار فيه مجرد الحديث عن حقوق ومتاعب الطالب المثقل بالهموم والمصاعب وكل أنواع التعطيل والحرمان، مهمة خطيرة وتهمة يعاقب عليها القانون، حتى أضحت المعاهد والجامعات والكليات ثكنات يدير شؤونها أعوان وضباط ومخبرون…فتوالت الاحتجاجات وازدهرت مواسم الإضرابات كما عنونها في إحدى المقالات زميلنا رشيد خشانة…وفي الجانب الآخر  جمعية  RAID(التجمع من اجل بديل عالمي للتنمية) الممنوعة من حق التنفس وحق  الحركة وبطاقة وجود 

أم اروي حكاية ذاكالصحفي الزميل محمد فوراتي الذي يعاني كل أنواع التضييق والحصار، وصار صحفيا بلا بطاقةبلا حبر، بلا أوراق بلا دفاتر بلا سفر،بلا شهادة ملكية وطن سوى قلم يرفض التثاؤب أمام تلوث ربيع الوطن

أم أروي وجع قصة أولئك البؤساء أهالي دوار البراهمة(11)، الذين تحوّل بؤسهم إلى جريمة تحال على قسم التحقيق وينهشها القضاء، هؤلاء الطيبون الفقراء الذين يفترشون الصبر ويتلحفون السماء، هذا الدوار الذي زرته سنة 1990 بمعية الصديقين نجيب الحسني والأستاذ  » أيوب الصابر »، فاكتشفت أكواخا متناثرة كالمقابر في العراء، نبتت على ارض قاحلة جرداء دمّرها التجاهل والنسيان، وقست عليها الطبيعة وفرّت من سمائها السحب والأنواء، وأناس يمضغهم الشقاء وأطفال يلبسهم الغبار ويصفعهم العراء…

طيبون رغم بؤسهم، كرماء رغم فقرهم، بسطاء رغم وعورة المسارب والثنايا التي يؤثثها الحرمان والاحتياج، رأيت عيونا حزينة متسكعة في اللاشيء، في فضاء لا يمطر غير السكون والظلام، وأحلاما معطوبة لا تكفكف وخزات الجوع والانتظار، ووجوه يتسلقها الجوعوتضغط عليها مخالب الحرمان، وانتظار لحلم لا يأتي، ولزرع لا ينبت، ولربيع أبدا في أرضهم لا يستيقظ… ليس لهم من أمل عام وراء عام ومن سنة لأخرى، سوى حضور  » زردة سيدي رابح  » السنوية كي يتمتعوا بما يجودوا به الكرماء، ويرقصوا بعفوية البسطاء على الحان الشبّابة والدفّ وروائح البخور، ليسافروا في غيبوبة تحت تأثير الدراويش والمبشرين،  وهاهم بعد عشرية من الزمان يلقى عليهم القبض وينضمّون إلى قوافل السجناء، والتهم المنسوبة لهم قاسية ثقيلة، اجتياز حدود بدون وثائق سفر، تكوين عصابة مفسدين…فلكم الله يا دوار البراهمة، يا شيوخ وعجائز وأطفال ومواطنين بسطاء، يا هؤلاء الجياع البؤساء، يا معشر الفقراء الذين صار فقركم سبب سجنكم، وأضحى بؤسكم عنوانا كبيرا في ملفات القضاء، يا ذاك الدوار الذي ينتمي إلى بلد يلقب  » بتونس الخضراء « …

فليعذرني الأصدقاء وليعذرني الزملاء وليعذرني القرّاء أنأسجّل هنا، أن الاستبداد طعن كل الأشياء، طعن الأرض والنسيم والهواء، غيّر لون العشب والتربة والنبات، وأن الظلم يعقّم العقول والأجساد ويؤخر قدوم الأجيال، كما تأخرت ابنتي كرامة(12) عن المجيء طيلة إحدى عشر عام، حيث قصف عرسي وأنا على أهبة الاحتفال، وألقي عليّ القبض هناك في وطن التهم الممنوحة لكل من يرفض الصمت والإذلال، وقد تمكنت إحدى المرات من الفرار من قاعة المحكمة وعانقت المنفى، وبعد خمس سنوات من الصبر والمحاولات، تمكنت من استقدام خطيبتي أم كرامة وظللت بعدها ستّ سنوات أترقب غيث السماء، حتى جاءت كرامة متأخرة عن موعد اللقاء، وجاء معها رذاذ من التهاني التي دثرتني من صقيع المنفى، فقد كانت تلك التهاني الدافئة تمسح عنيّ لسعات السنين، وتوقظ في ذاك الود وذاك الحنين، وازدحم بريدي الإلكتروني وهاتفي المنزلي والنقّال بالتهاني العابرة للقارات، المتسللة عن عيون المخبرين في بلدي تونس أو من داخل الخط الأزرق على حدّ تعبير صديقنا الأستاذ أحمد السميعي، ووجدت نفسي وطفلتي كرامة تظللنا واحات التهاني الآتية من قطر، المغرب، والجزائر، ولبنان، وعمان، وفرنسا، والدانمارك والسويد، وألمانيا، وهولندا، وكندا، ومصر، وإيطاليا، وسويسرا، لقد كانت التهاني كالمطر اللذيذ منسكبة من كل الدول، عدا أهالينا هناك في بريطانيا، الذي أعتقد أنهم أصابهم الكثير من الجفاف الإنساني والزكام الاجتماعي، ولست الوحيد الذي يكتشف برودة علاقاتهم الإنسانية، ابتداء من تقديراتهم السياسية، وانتهاء بتصنيفاتهم غير المبدئية، وصولا إلى تقسيماتهم الجهوية، فشكرا  لكم جميعا على مشاركتي فرحة الاحتفال، شكرا لذلك القارئ المواطن الكريم من أمريكا الشمالية الذي ما إن قرأ خبر قدوم كرامة حتى سارع بتقديم التهاني عبر الهاتف النقّال، شكرا لأم ربيع من إيطاليا التي لم تنقطع عن السؤال، شكرا لكم جميعا على تلك التهاني المتدفقة بتدفق أوجاع الحنين، شكرا لكم جميعا أبناء بلدي ومعذرة إن لم أستطيع الرد على كل الرسائل، فالطاقة محدودة وطفلتي كرامة غير مقتنعة بأحوالنا وواقعنا الوطني، ورافضة لهذا العالم المدجّج بالموت العبثي، والظلم اليومي، والوحل العربي والتفكك  القيمي، والانهيار الديمقراطي، فأضطرّ كل مرة وكل حين أن أتدخل لأهدأ من احتجاجها القوي، وقلقها اليومي وصراخها الطفولي، هامسا في أذنيها الصغيرتين: لا تبكي كثيرا صغيرتي، فالبكاء المستمر واليومي علامات العجز الوطني، ولتدركي صغيرتي أن الحرف المشرق ينبت من تحت الركام، وأن السنابل تخضرّ وتترعرع متى تعرّضت للعواصف والأنواء، وأن الظلم مؤذن للخراب، وأن شدة الظلم تصنع الأبطال، وأن الحرية باهضة الثمن في كل ومكان، وأن القهر ينجب الأوطان، وأن الناس بنيتي معادن في كل زمان، وأن الشدائد يا صغيرتي تفرز الهمم وتولد الرجال…                  

————————

◙ (1) موقع تونس نيوز  www.tunisnews.net

◙ (2) مجموعة مراسلات تونس الملاحظtunisiatoday@yahoo.fr   الذي تعرض أخيرا لعملية قرصنة من التقنية العالية مما يدل على أنه أزعج  كثيرا الدوائر النافذة لما قام ويقوم به من دور إعلامي آني ومتعدد وتضحية كبيرة لعدة سنوات كان ولا يزال المشرف عليه مرسل وقودا لهذه المعركة المنهكة ماديا والمضنية اجتماعيا، فهل من هبّة تضامنية من طرف كل الزملاء والمواقع الصديقة وكل الأحرار  للتعبير عن مساندتهم وتشهيرهم بعملة السطو التي وقعت على تونس الملاحظ 

 ◙ (3)  موقع ملتقى www.moultaka.com

◙ (4) موقع تونس استيقظwww.reveiltunisien.org

◙ (5)  موقع نواة  www.nawaat.org

◙ (6) موقع المناضل www.elmounaadil.ifrance.com 

◙ (7)  منتدى  تونس زين     www.tunezine.com

◙ (8) موقع كلمة    www.kalimatunisie.com

(9)    * موقع www.kitab.net

 ◙  (10)  شعر أبو القاسم الشابي إرادة الحياة

◙ (11)  دوار البراهمة هم قبيلة من الفقراء جدا، يسكون بالقرب من منطقة سيدي رابح معتمدية ساقية سيدي يوسف بالقرب من الحدود الشمالية الغربية للقطر الجزائري، ضاق بهم الحال وضغط عليهم الاحتياج والخصاصة، فلجئوا جماعيا إلى الجزائر يوم 11- 10 -2003 طمعا في الشغل، فوقعوا في قبضة الأمن الجزائري  فحقق معهم، فاكتشف انهم لشدة فقرهم وعزلتهم انهم لا يزالوا يعتقدون أن بومدين حي وان الحدود مفتوحة كما وقت الاستعمار، فوقع إيوائهم في إحدى المدارس، وقدموا للمحكمة وقد تفاعلت الصحافة الجزائرية كثيرا مع هذه المأساة، ودافعوا على هؤلاء المساكين  وكذلك المحامون، وتم تسليمهم إلى السلطات التونسية التي اعتقلتهم بتهم الانخراط في عصابة مفسدين قصد الاعتداء الأشخاص والأملاك، ومغادرة التراب التونسي بدون رخصة تحت قضية عدد 1931 ووقع تعنيفهم وهم مجموعة من الشيوخ والعجائز والأبناء والبنات البسطاء جدا…

– لمزيد من التوضيح انظر جريدة  l’est de l’algerie  اكتوبر2003  وصحيفة عنابة نفس الشهر

– انظر بيان المجلس الوطني للحريات بتونس بعنوان عندما يصبح الفقر جناية الصادر بموقع تونس نيوز بتاريخ 25 – 11 –  2003                                                       

– راجع نداء المجلس الوطني للحريات المنشور بموقع تونس نيوز بتاريخ 4 – 3 – 2004

– كذلك بيان المجلس الوطني للحريات بتونس الصادر بموقع تونس نيوز  في 22 –  3 – 2004

– انظر نص أم فاروق في هذا الموضوع الصادر في نفس الموقع المذكور

◙ (12) كرامة : هي ابنتي التي جاءت للوجود يوم 24 مارس 2004

(المصدر: صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 266 الصادر بتونس يوم 28 ماي 2004)


 

ماذا وراء غلق منتدى « تونزين »

 
صالح كركر غلق منتدى « تونزين » من طرف رعاته الذين يقومون عليه، منذ صبيحة يوم الأحد 30 ماي المنصرم. و حسب نفس الرعاة، فعملية غلق الموقع كانت وقتية للغاية و بغاية إجراء بعض الرعاية الفنية، التي حسب ما جرت عليه العادة، فهي لا تتواصل أكثر من بضعة ساعات. فماذا حصل بالضبط يا ترى و قد تواصل غلق المنتدى إلى حد اليوم، الثلاثاء 1 جوان، ثلاثة أيام. فهل حصل للمنتدى مكروه خطير و عطب بليغ، تطلب كل هذا الوقت لعلاجه ؟؟؟ أم هل وقع اعتداء فضيع ضده من قبل السلطة الدكتاتورية، مثلما تعودت فعله ضد العديد من المواقع المعارضة الأخرى، وقع التستر عليه و لم يقع إعلانه، و هذا الاحتمال نستبعده في الظروف الراهنة على الأقل ؟؟؟ أم هل أن عملية الغلق هي لأسباب خاصة بأصحاب الموقع أو سرية، لم يقع الإفصاح عنها ؟؟؟ و هذا الأمر يبقى غامضا، تحوم حوله تساؤلات عدة، حتى يقع نشر التوضيحات الضرورية حول هذه القضية. مع العلم أن المسألة ليس فيها شيء من الخصوصية لا تعني إلا مؤسس المنتدى بعد أن تحول هذا الأخير إلى ساحة حوار عامة تعود بالنظر لكل أحرار تونس بدون استثناء، و إنما هي مسألة عامة تعني كل المترددين على المنتدى الذين قضوا فيه من أوقاتهم و بذلوا فيه الشيء الكثير من جهودهم الذهنية و العلمية و التي بنوا بواسطتها اسم المنتدى و شهرته. و مما يجدر التذكير به أن غلق المنتدى أتى مباشرة بعد ليلة ساخنة من الحوار الحاد بين السيد زهير اليحياوي مؤسس الموقع و صديقته الفرنسية السيدة صوفي الوردة و بعض من مسانديهم من جانب، و بين جمع من زوار المنتدى من جانب آخر. و قد احتد النقاش و تشنجت الأعصاب كثيرا، و وقع التراشق بالاتهامات المتبادلة, و قد تواصل الحوار إلى ساعة متأخرة من الليل، و من الغد غلق الموقع. و قبل ذلك بيوم كان السيد زهير اليحياوي مؤسس المنتدى، عن غير عادته، قد تشنجت أعصابه كثيرا، و اتهم البعض من زوار المنتدى بالعمالة، منهم السيد صالح كركر، صاحب هذه الكلمات، الذي اتهم من طرف زهير بالعمالة للمسمى علي دلدول !!! كما وصف البعض بأحط الأوصاف، كأن وصف البعض بالفئران !!!  وهو ما أدى بالبعض إلى الاستقالة من المنتدى، معتبرا ما تفوه به السيد زهير اليحياوي نوع من نكران الجميل تجاه العديد من المترددين على المنتدى الذين ناضلوا لصالحه بكل استماتة لما كان بالسجن من أجل إطلاق سراحه. و قد أتت كل هذه التطورات المؤسفة عقب زيارة السيدة صوفي الوردة الفرنسية، و راعية المنتدى، إلى صديقها السيد زهير اليحياوي المقيم بإحدى ضواحي تونس العاصمة، حيث قضت هناك ما يزيد عن الأسبوع في ضيافة صديقها. و تقول بعض المصادر المطلعة أن الصديقين قاما بالعديد من  الاتصالات و الزيارات إلى الكثير من الوجوه اليسارية و غيرها بالبلاد… مع العلم أن السيدة الوردة الراعية للموقع لم تتعرض لأية مضايقة من قبل السلطات خلال زيارتها الأخيرة لتونس، بالرغم من أن هذه السلطات تواصل حتى المدة الأخيرة منع بعض غير المرغوب فيهم من مناضلي حقوق الإنسان الفرنسيين. فهل لما ذكرناه في ما سبق علاقة بغلق المنتدى ؟؟؟ فالأمور كما نرى يحوم حولها غموض كبير، و ما يقوله الإنسان في هذه المرحة الصعبة التي تمر بها البلاد، و التي اختلطت فيها الكثير من الأوراق و افتضحت فيها سوء نوايا العديد من الأشخاص، هو أننا نسأل الله أن لا ننكب في منتدى « تونزين » مثلما نكبنا قبل حين في منتدى المجلس الوطني للحريات. و نسأل الله تعالى اللطف و العافية و المعافاة الدائمة في الدين و الأهل و الدنيا و الآخرة.                                                                                صالح كركر                                                                         غرة جوان 2004
 

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟

« الإهداء لحسونه ولكل من ظل على العهد. »

تظل الآية الكريمة المذكورة الأحب و الأقرب إلى قلبي في زمن عز فيه الصدق وعاث المنافقون فيه فسادا وخيّر فيه الكثيرون المنون على جحيم عيش ضنك كالتي نحيا فما ذنبي أنا إن ولدت ببلد يحكمه طاغوت ويؤثثه شعب يرثى لحاله، محروم من القواعد الدنيا لحياة كريمة وراض بهوانه حتى الخنوع، أي جرم ارتكبت لأحيى على الهامش شأني شأن السواد الأعظم من بني وطني، لماذا أسكت ولم يبقى لي من سبل المناعة غير بعض عقل ومسافة لسان؟ لقد قرروا أن أكون الخاسر دوما وحتى خط النهاية ولكني قررت العكس عندما لم يبقى لي الكثير لأخسره وصممت في قرار نفسي وبدون رجعة : « لا نامت أعين الجبناء ». عينت نفسي الناطق الرسمي باسم المطحونين ولم أكن بحاجة لصندوق اقتراع ولا باجتماعات مغلقة ولا لفرز يدوي أو آلي ولا حتى لمشورة من يهمه الأمر فالغارق بالبحر يتعلق حتى بقشة… تعلمت الكتابة و السرد و القصة والخيال من جديد… أتقنت الإبحار وصنع السفن و شيدت ميناءا لي وحدي… قررت وشرّعت ونفّذت… وحيدا وبعيدا عن العيون التي لا تنام ومن بنفوسهم مرض… لم أطلب عون ولا نصيحة أحد وأيقنت أنه « ما ضاع حق ورائه طالب »… وكانت الصدمة لأنهم الأعنف دوما ومقصهم لم يمهلني ولو نشوة انتصار عابر… لم أيأس وأقسمت أن أبقى على عهدي وعهد من عاهدت : « لا نامت أعين الجبناء ». تمضي السنين وكأنها أيام بحلوها ومرها لأجد مرفئنا المشمس و قد غزاه العسس والسوقة وتجار المتعة والهلاميات برخيص كلامهم وخصاصة عقلهم، لقد ساءهم صمود الميناء أمام رياح السموم والبريد والبرق والرعد وحتى الهاتف… استشاطوا غضبا لما عاد الربان لسفينته يكسر الموج ليتحدى الجبروت من جديد… جاءهم الفاسق وزبانيته بأراجيف ليزرع الفتنة ويدحض النبوءة وآثر البعض تصديق الفجار إرضاءا لغرورهم ولعقدهم المستفحلة ولكن الناطق الرسمي باسم ورغما عن أنف المعذبين في أرضي قال : « لا نامت أعين الجبناء ». خلطوا التسامح والتواضع بالضعف والعجز وظنوا أن بمقدورهم أن يتطاولوا على أسيادهم الأحرار من بني وطني بعد أن فشلت كل محاولاتهم للاستقطاب بالترغيب طورا وبالترهيب طورا آخر، فشلوا في حيازة موطئ قدم في المرفأ الشامخ وأخطأت أنصالهم كل السفن، سكبوا الزيت الوهج فأحرقهم وسولت لهم نفوسهم السقيمة ذر الملح على الأرض الخصبة حتى تتوقف على العطاء ولكن : « لا نامت أعين الجبناء ». مخطئ من يعتقد أن الميناء قفل شراعه وغبي حقا من يظن أن أرباب البحر يرهبهم تطاول الخفافيش والقوارض التي تحن لليابسة كعقول البعض المتحجرة والمتبلدة التي يرهبها ذكر الحرية ولكن رد البغاة عن غيهم فرض نفسه بعد أن اعترف الكثير بأنهم لا يعدوا أن يكونوا عسسا للطاغية ومرشدي ظلال وفتنة، فليموتوا كمدا وقهرا وحسرة الميناء صامد لا تثنيه الأعاصير و « لا نامت أعين الجبناء ».هذا غيض جديد من فيض سابق والبادئ أظلم. ربان من الميناء : التونسي متاع التونيزين ‏غرة جوان 2004 : عيد النصر سابقا ولاحقا.   (المصدر: منتدى « نـواة » التونسي بتاريخ 1 جوان 2004 الساعة 8 و57 دقيقة) وصلة الموضوع: http://www.nawaat.org/forums/viewtopic.php?t=641

 


بيان لوسائل الإعلام التونسية

أفلام ضد الإرهاب و أخرى ضد التابو

مهرجان الفيلم العربي في روتردام : الباهي في لجنة التحكيم والوحيشي والمهداوي في المسابقة

تنطلق يوم الاربعاء 2 جوان 2004 فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في مدينة روتردام الهولندية، الذي تنظمه بشكل سنوي مؤسسة المنتدى التونسي في هولندا، بالتعاون مع عدد من المنظمات الثقافية العربية المهاجرة، وبدعم مالي من قبل بلدية روتردام ومؤسسة الفن في المدنية، بالإضافة إلى صندوق دعم الفيلم الهولندي وعدد من المؤسسات الثقافية والفنية الهولندية.

و يشتمل برنامج الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في هولندا، فضلا عن المسابقات الرسمية الأربعة المعتمدة، والخاصة بالأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، على عدد من البرامج والندوات الخاصة، من بينها برنامج « أفلام ضد الإرهاب » الذي ستعرض من خلاله أفلام عالجت موضوع العنف السياسي في عدد من الدول العربية، على غرار « طيور الظلام » لشريف عرفة، و »الصحفيون » لكريم طرايدية، و »رشيدة » ليامينة شويخ، و برنامج « أفلام ضد التابو » الذي سيتابع جمهور المهرجان من خلاله أفلاما تطرقت إلى قضايا الممنوعات الثلاثة في الثقافة العربية « الجنس » و »الدين » و »السياسة »، من قبيل « لحظة ظلام » لنبيل عيوش، و »ديل السمكة » لسمير سيف، و »الأبواب المغلقة » لعاطف حتاتة.

و تتميز المشاركة التونسية في مهرجان الفيلم العربي في روتردام لهذا العام، باختيار منظميه المخرج التونسي البارز رضا الباهي، عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الروائية. وكان الباهي قد فاز بفيلمه « صندوق عجب » السنة الماضية بجائزة الصقر الذهبي للأفلام الروائية الطويلة، وهي أهم جوائز المهرجان.

كما تتضمن المشاركة التونسية في المهرجان السنوي الوحيد للسينما العربية في العالم، آخر أفلام المخرج التونسي المعروف الطيب الوحيشي « رقص الريح »، الذي يشارك إلى جانب سبعة أفلام عربية أخرى في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، من بينها « سهر الليالي » لهاني خليفة و »أحلى الأوقات » لهالة خليل من مصر، و »ألف شهر وشهر » لفوزي بنسعيدي و »خيط الروح » لحكيم بلعباس من المغرب، و »اغتيال الشمس » لعبد الكريم بهلول من الجزائر، و »مايطلبه المستمعون » لعبد اللطيف عبد الحميد من سوريا، و »طيارة من ورق » لرندة شهال صباغ من لبنان.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، تشارك المخرجة التونسية الشابة ملكة المهداوي بفيلم بعنوان  » الروح والقلب »، الذي يتابع تقاليد الإنشاد الصوفي في تونس من خلال أهزوجة « حزب اللطيف »، الذي تردده الكثير من العائلات التونسية، وتنقله ملكة إلى العالم من خلال فرقة « أحمد جلمان » للتواشيح الدينية.

ويستضيف مهرجان الفيلم العربي عددا نجوم السينما العربية، من بينهم نجوم السينما المصرية حنان ترك ومنى زكي وأحمد حلمي وسميرة عبد العزيز، فضلا عن عدد من المخرجين والكتاب والنقاد البارزين، من ضمنهم الوحيشي والباهي ومحفوظ عبد الرحمن ورفيق الصبان.

كما سيكرم المهرجان هذا العام، الصلة المهنية والشخصية الراقية التي ربطتت بين المخرج خيري بشارة ومدير التصوير طارق التلمساني، والتي أسهمت في ظهور عدد من الأفلام المميزة على غرار « أمريكا شيكا بيكا » و »إشارة مرور » و » الطوق والإسورة » التي ستعرض جميعها ضمن فعاليات المهرجان، مثلما ستجري تحية المخرج العراقي الكبير خليل شوقي من خلال عرض فيلم وثائقي جديد للمخرج قتيبة الجنابي، يعرض إلى سيرة حياة رائد السينما العراقية المعاصرة بعنوان « الرجل الذي لا يمل ».

يذكر أن مهرجان الفيلم العربي في روتردام، قد أنشئ من قبل مؤسسة المنتدى التونسي في هولندا سنة 2001، وهي منظمة ثقافية واجتماعية غير حكومية تنشط في صفوف الجالية التونسية والعربية في هولندا، و يرأسها الدكتور خالد شوكات، وهو ناشط واستاذ جامعي تونسي، من مواليد ولاية صفاقس سنة 1969، وحائز على الدكتوراه في القانون الدولي، وعضو في المجلس البلدي لمدينة روتردام، ثاني أكبر المدن الهولندية. 

لمزيد من المعلومات

www.arabfilmfestival.nl

 

مدينة الطوفان

فاضل السّـالك

 

وقف نوح …

يخطب في الجمع الغفير

التفّ حوله الشيوخ …

وتائه في الزمان .

حتى الزناة …

والأباة .

وكلاب الصيد

الملاعين …

قال بصوت … يشهده الله

وأحجار الوطن الحزين

قال بصوت الملايين

صوت الجياع …

صوت المحرومين .

صوت العبيد …

والمسحوقين .

قال بصوت تهفو إليه

قلوب التائهين

وتصغي إليه … المجانين

قال بصوت … هدّه الألم

وعلاه الأنين …

أيّها الجمع الغفير

لا أستثني منكم أحدا

من كان حافي القدمين

أو من ارتدى الحرير

من جفاه النوم …

أو من نام في فراش وثير

هانئ العين … قرير

أيّها الجمع الغفير

إنّي لكم نصير …

إنّي لكم نذير … من هول

يوم عسير …

لقد طفح الكيل …

فحان الأمر … وحق الإنذار

قبل أن يضيع من أيديكم الأمر

وقبل أن يفرّ منكم القرار …

وتسخر منكم الأقدار

أيّها الجمع العظيم …

إنّ الربّ … قد شرّع للناس

أن يعيشوا في سلام

آمنين …

إنّ الربّ … قد شرّع للناس

أن يعتقدوا في كلّ دين

إنّهم أحرار…

فهم من يملكون القرار

اِرفعوا عنهم الأغلال

اِرفعوا عنهم الوصاية

واسلكوا سبل الغواية

اتركوا الظلم …

ولا تنشروا الجهل

قيل أن تكون النهاية

أيّها الناس … أفشوا السلام

أيّها الناس … انشروا الأمان

وارعوا الإنسان …

تعيشوا في رغد العيش

تعيشوا في أمان …

سيروا في الكون الفسيح

تأمّلوا الجميل والقبيح

إنّ لكم عبرة في الأوّلين

إنّ لكم في الأرض درس كبير

تقصوا أخبار من مضى

تأمّلوا نهاية من إلى الظلم

سعى …

أيّها القوم … هذه سفينة النجاة

هذه سفينة الخلاص …

أركبوها بسلام … تبلغوا شط الأمان

فليس لكم ملجأ

ليس لكم مخبأ … إذا جاء الطوفان

سخر البعض … وقالوا

نحن والعبيد سواسيّة ؟!

هذه خطيئة … ليس لها سابقة

دعكم من خرافات هذا المعتوه

وأصحاب الدعوات … الجاهلة

 فنحن … الأرباب

وهذا أمر الآلهة …

والتاريخ … يشهد بأنّنا الوارثون

وأنّنا … نحن الباقون

وهذا أيضا … أمر الآلهة

وقال آخرون … إنّه متمرّد

إنّه مجنون …

سوف نسحقه

على باب المدينة … سوف نعلقه

فهو لدى الآلهة … بات ملعون

وقال غيرهم … نسلط عليه بعض المرتزقة

وننتظر موته المرتقبة …

كي تنتهي هذه المهزلة

وهذه الفتن المفتعلة …

والآخرون … رموه بالحجارة

قالوا بكلّ غطرسة … وأعلنوا

بكلّ جسارة

إلى أيّ عدالة تدعو ؟؟؟

وأيّ حرّية … إليها ترنو ؟؟؟

يا للخسة … يا للحقارة

أيّها العصاة …

أيّها البغاة …

إنّه الطوفان … إنّه الطوفان

سوف يسحق البغاة

والطغاة …

يحرر الإنسان … وبمحق البهتان

لقد قضي الأمر الآن

فلا سلم … ولا أمن

ولا اعتذار … لمن خان

 

القيروان فيفري 2000

 


LA FIJ N’EXPULSERA PAS L’AJT MAIS MAINTIENT SA SUSPENSION
Reprieve for Association of Tunisian Journalists After IFJ Expulsion Threat Sparks Reform

31/05/2004

 

The World Congress of the International Federation of Journalists, the largest representative body of journalists’ groups world-wide, has voted to lift a threat to expel its member organisation in Tunisia after it pledged to improve its record on defence of press freedom and journalists’ rights. But the Association of Tunisian Journalists (AJT) will remain suspended for the time being as IFJ leaders await the outcome of promised changes in the coming months. The Executive Committee of the IFJ voted in March to expel the AJT after it presented Tunisian President Zen El Abidine Ben Ali with a press freedom award last year, causing consternation throughout the global press freedom community, which has long criticized the government’s poor record of free _expression. The decision to expel was to be confirmed by the IFJ World Congress, meeting in Athens last week. But after an appeal and an investigation by a special commission elected by the Congress it was decided to give the AJT further time to carry through promised reforms that would break links with the government. “In the few weeks since the decision to expel was made, the IFJ has monitored closely the response of our Tunisian colleagues and there has already been a marked change in attitude and approach,” said Aidan White, IFJ General Secretary after the decision. “The Congress heard an appeal from the AJT and is ready to give the Association time to make good on its promises to bring about lasting change.” The IFJ will send a mission of senior officers to Tunisia at the beginning of October to coincide with a pivotal conference of the AJT when a package of reforms is due to be discussed. The issue will discussed again by the newly-elected Executive Committee of the IFJ a few days after the Tunisian conference. The Congress delegates, from 90 countries, heard from a senior AJT officer, Sofiene Ben Hamida that the Association recognized the problems that had led to the threat of expulsion. He said that the Association wanted to remain within the world community of journalists and was making efforts to improve its links with the IFJ and to reinforce its independence. For more information contact: +32 2 235 2207 The IFJ represents more than 500,000 journalists in over 110 countries

(Source: le site de la FIJ, le 31 mai 2004)

lien web: http://www.ifjcongress.org/default.asp?Index=47&Language=EN


2ème Rencontre autour du Cheikh IMAM

Du Jeudi 3  -Vendredi 4- Samedi 5- Dimanche 6 Juin ‏2004‏‏-‏-‏

El TEATRO -Tunis

 

Cheikh Imam Aissa est né en Juillet 1918,  village Abou Ennamress, en Egypte.

Il était  aveugle.- Il apprenait  par cœur en entier le cran et le  psalmodiait -Sa vie a basculé en 1968,  Il s’est mis alors à composer et à  interpréter  les écrits surtout du poète engagé Ahmad Fouad NAJM. – Pour ce, il était  souvent jeté en prison..

Il est mort le Mercredi 7 Juin 1995, à 09H00.-

 

Le « Plus » par rapport à la 1ère Rencontre de l’an dernier :

·        projection de cinéma :

« le moineau » de Youssef CHAHINE à partir du quel le monde arabe et les cinéphiles du monde entier ont  suivi une lecture politico- artistique de la guerre de Juin 1967, tout en fredonnant la chanson du Cheikh Imam : « Massr yamma ya bahia »-Même si son nom n’apparaît pas au générique du dit film !

·        engagement des artistes:

Participant de présenter au public un (e) artiste méconnu (e) de leur choix : poète, instrumentiste, danseur(se)…

·        « la jam- session »:

Tous les participants entonneront ensemble une partie du répertoire du Cheikh – 6 chansons- Ils seront environ 30 sur scène !!!

·        présentation au grand public de l’expérience du CADCAF:

( avec en hommage une exposition des photos de Habib MASROUKI )

-Collectif d’Action et de Diffusion de la Culture Arabe en France

Projet culturel militant à Paris, porté par des artistes et opérateurs culturels tunisiens comme moyen d’action politique, en écho au mouvement de Février 1972.à Tunis

Fondé par Ali Saidane- Taoufik Jebali- Mohamed Driss- Hechmi Ben Fraj et accompagné par Habib Masrouki- Rached Manai- Hédi Guella- Amara Ghrab- Naima Mehdi- Taoufik Guiga- Radhia Halouani- Raja Ben Fraj- Chedli Chebli- Hamadi Boularès- Mohamed Gharbi  ,fadhel Jaibi,  …le CADCAF a à son actif : des réalisations théâtrales : « Kacem Azzaez »(photos Habib Masrouki)- « Maddah » et « fais pas le guignol J’ha », des réalisations musicales :  édition du 1er 45T du Cheikh « kelmitine lmassr »  –des créations musicales , organisation de concerts et participations aux grands galas en France avec des interprètes tunisiens et arabes : Hédi Guella- Taoufik Jebali- Noureddine Kallal-  Bougossaya- Mouldi Zalila (dit Am Khémaies)-…des expositions de peinture : calligraphies de N’ja Mahdawi, sculptures et céramiques de Mouldi Zalila … le CADCAF a assuré des action sociales telles que les : 1er cours d’initiation à la langue arabe pour les enfants d’immigrés en France-

 

 

2ème Rencontre autour du Cheikh IMAM

Du Jeudi 3  -Vendredi 4- Samedi 5 -Dimanche 6 Juin ‏2004‏‏‏

El TEATRO –Tunis

-PROGRAMME-

 

 

Jeudi 4 Juin 2004:

*Exposition des oeuvres plastiques autour de l’oeuvre de Cheikh IMAM par : Nabil SOUABI, Mach, Halim KARABIBENE, Hamadi BEN SAAD, Hassène AMRAOUI, ..

*Exposiition des photos de la pièce « Kacem azzaz », du CADCAF/ Paris 1972 –

hommage à Habib MASROUKI-

*Séances d’écoute : »K7 dépoussiérées du Cheikh »            salle elteatro/17h-19h

* Projection vidéo : Cheikh Imam à Tunis 1984                 salle elteatro / 19h-20h

*Projection du film »Le moineau » de youssef CHAHINE    salle el teatro/ à 20h

 

Vendredi 5 Juin 2004:

*Séances d’écoute : »K7 dépoussiérées du Cheikh »       salle elteatro/17h-19h

*Concerts de musique : 1ère partie : Jamal GUELLA & Chad(Chedli KHOMSI)&Kanatar

                                     : 2ème partie : Oussama FARHAT avec  Nouredine KALALL

                                                                                                salle elteatro/20h-22h

 

Samedi 6 Juin 2004:l

*CADCAF : 30 ans après, raconter l’expérience porteuse d’un projet culturel avec ses créations musicales (1er 45 T du Cheikh),  théâtrales (Kacem azzaz, el Maddah .).., dans le beau Paris des années 70, où tous les rêves étaient permis …témoignages des artistes-animateurs  du CADCAF..qui sont aujourd’hui les animateurs tout azimut de la scène artistique tunisienne.                                            salle elteatro/17h-19h

 

 

* Concerts de musique : 1ère partie : Zine SAFI-Hasna BEJAOUI

                                      : 2ème partie : Bahth Al Moussiki :            salle elteatro/20h-22h

 

                                                                                   

Dimanche 7 Juin 2004:

* Concerts de musique : 1ère partie : les Colombes blanches

: 2ème partie : Jam Session les artistes participants à cette 2ème rencontre sur scène :       salle elteatro/16h-18h30

 

 

Pour info & résa : tél : 71/ 894 313 e.mail : elteatro@gnet.tn

 


 

La prime Maître Raouf Ayadi

 
Par A. Ayari

Comme ce fût dans le temps les primes du juge Mokhtar Yahyaoui qui  ont été octroyée aux juges tunisiens en échange de leur docilité, leurs silences à l’égard de l’absence de justice, de l’indépendance des juges, de la corruption qui les gangrène, de l’intrumentalisation de la justice pour régler les comptes aux opposants politiques et fermer les yeux sur  les abus du pouvoir de l’administration et les actes de la mafia, voilà que de nouveau on réitère les mêmes pratiques mesquines, viles et basses vis à vis des jeunes avocats pour acheter leurs âmes, leurs consciences et surtout pour qu’ils ne votent pour Maître Raouf Ayadi  candidat au bâtonnier et ce en les accordant des prêts alimentaires et de survie, en somme de la charité empoisonnée servie par une banque de charité crée pour les indigents et les exclus. Voilà comment les jeunes avocats sont considérés par le régime de ben ali, une voiture populaire et qui n’a de populaire que le slogan, un prêt de 50 000 milles dinars pour s’installer sur 20 ans et d’autres miettes. Et dire qu’il faut trimer durement et longtemps pour être un avocat et qui au bout du compte se prostituer et troquer sa vocation, sa conscience pour une petite voiture, et être capable de rembourser 133 000 dans 20 ans, soit presque  7000 dinars par an ( je vous ai fait le calcul). Chers « jeunes avocats », bonjour les dégâts, vous qui n’arrivaient pas aujourd’hui à acheter des petites voitures et surtout ne pas pouvoir s’installer, je vous pose la question comment vous aller faire demain pour payer des crédits, des loyers et peut-être se marier, etc…sachant que les justiciables, c’est à dire vos clients deviennent de plus en plus pauvres et s’écroulent sous l’endettement comme notre chère patrie la Tunisie. Continuez comme ça chers dindons de la farce de ben ali et des apparatchiks du r.c.d, vous allez très… très… très loin. Mais votre salut est ailleurs : je vous propose ce qui suit : –         Soit changer votre dessus pour faire des métiers plus lucratifs, qui vous rapportent gros (grosses bolides, grosses villas) et en toute impunité tels que : mafieux, dealer, vendeur à la sauvette, proxénète, etc…. –         Soit, et ce que je vous souhaite par respect pour votre noble métier, faîtes-vous mieux respecter, voyez grand et dignement, car vous mériteriez mieux que ces miettes et ces appâts qui ont pourri dans le tiroir caisse de ben ali et son vicieux ministre de la « justice et des droits de l’homme ». Faites que  votre vocation principale  est celle de la défense de la Justice et surtout les Droits de l’Homme. Et croyez-moi c’est plus rentable pécuniairement et moralement, à court, moyen et long terme, c’est aussi du solide et non de l’illusion. Au fait je tiens à vous rappeler que grâce à la lutte de ces quelques avocats rares femmes et hommes libres, intègres et dignes que l’on a pensé à vous jeter ces quelques miettes, détrompez-vous ce ne sont pas les mercenaires de ben ali et du r.c.d qui sont à l’origine de ces quelques miettes. Alors , réfléchissez un instant et  imaginez-vous que ces quelques rares femmes et hommes libres, intègres et dignes deviennent moins rares et plus soutenus par une majorité d’entre-vous. Le mot de la fin. Bravo maître lotfi arbi, le nouveau président de l’Association des Jeunes Avocats, vous accomplissez bien votre mission. Juste une question, combien vous avez et vous allez empocher d’argent pour accoucher d’une souris verte avec votre ministre tekkari ?.   Tunis le 1 juin 2004


 

Tariq Ramadan, mythologie de la Umma et résistance culturelle(*)

 Par Sadri Khiari 28 mai 2004  

Tariq Ramadan suscite depuis le 11 septembre une farouche hostilité qui ne s’embarrasse plus des formalismes de la critique. Droite, gauche, tous courants confondus, se retrouvent pour voir en lui un personnage démoniaque, expert en communication et en double-langage. Intégriste, il se serait trahie par ses hésitations concernant la lapidation des femmes ; anti-sémite, il se serait révélé tel qu’en lui-même en regrettant le communautarisme juif de certains intellectuels sionistes ; manipulateur et hypocrite, il aurait démontré son talent diabolique en réussissant une OPA sur le FSE.

Je ne partage pas, pour ma part, cette méfiance irraisonnée[1]. Que Tariq Ramadan trouve les raisons de son engagement dans la religion ne me dérange nullement ; que cette religion soit l’islam ne m’offusque bien évidemment pas. Face à l’ostracisme suspect dont il est l’objet, faire le pari du « dialogue », sans pour autant renoncer à la critique, c’est déjà mener un combat démocratique. Et pour entamer un dialogue, il faut commencer par comprendre ce que dit l’autre et cerner les différences. C’est l’objet de cet article. J’effectuerais, ici, une première lecture de quelques uns de ses principaux textes[2] en m’intéressant plus particulièrement à la question du « face à face » des civilisations et de ses  implications en termes de « communautarisme »

Parmi tant d’autres choses, on lui reproche de vouloir introduire en France le modèle communautariste « anglo-saxon ». Il s’est quant-à-lui vigoureusement défendu contre ces accusations dénonçant sans ambiguïté les organisations islamiques françaises qui prônent la fermeture sur elle-même de la communauté musulmane. Alors même que l’interdiction du foulard aurait pu justifier le choix de mettre sur pied des écoles confessionnelles, il a recommandé de n’en rien faire. Sans détour, il affirme au contraire une stratégie du décloisonnement, non par intégration/assimilation mais sur le mode de la participation à la vie publique en tant que français musulmans. Il propose aux musulmans de contribuer à l’enrichissement culturel et spirituel de la communauté française, sans renoncer à ce qu’ils sont, et attend de celle-ci qu’elle accueille l’apport de l’islam plutôt que d’espérer son absorption par auto-dilution progressive.

Le discours de Ramadan reste cependant traversé de nombreuses tensions. « La dimension de « communauté de foi », souligne-t-il, est intrinsèquement liée à la pratique musulmane mais elle doit s’exprimer comme un rayonnement spirituel, jamais comme un enfermement social ou un isolement politique[3]». Mais l’islam étant, selon son interprétation, une religion « globale », comme nous le verrons plus loin, on imagine mal une « communauté de foi » dissociée d’une « communauté politique ». De fait, si Ramadan récuse la tentation d’un parti politique islamique, il incite fortement les musulmans à s’organiser entre eux dans toutes les sphères d’activités (sociales, culturelles, sportives…). Il prône, certes, la participation à des associations non-communautaires (Attac, Max Havelar…) ; il se félicite de l’expérience plurielle de « DiversCité » à Lyon, mais il appelle également à la plus grande circonspection dans ce type d’insertion. Sinon de manière très évasive, il n’est jamais question d’implication dans les luttes sociales et syndicales. Le domaine des luttes conjointes « musulmans-non musulmans » se cantonne essentiellement aux questions de la liberté de culte et des discriminations dont sont victimes les populations issues de l’immigration (en ce qui concerne l’altermondialisme, j’y reviendrais plus bas). Cette démarche a pour complément un refus de se positionner dans le champ politique. TR souligne l’importance pour les musulmans de ne pas s’en écarter – comme devoir civique – mais, pour échapper aux « pratiques politiciennes obscures », il conditionne cette participation par la nécessité d’insuffler au préalable une « éthique de la citoyenneté ».[4] TR prône un engagement limité et prudent qui occulte les clivages sociaux et politiques fondamentaux qui traversent la société française. L’insertion des musulmans dans la vie de la cité reste conçue comme « partenariat » musulmans-non musulmans[5], c’est-à-dire comme un rapport de communautés.

Les tensions au sein du discours de Ramadan renvoient à la difficulté à conjuguer  une stratégie qui vise à éviter les pièges de la ghettoïsation dans les pays où l’islam est minoritaire avec le communautarisme fondamental de sa vision du monde et de son projet politique, bien au-delà du cadre français ou européen.

Le monde serait, en effet, déterminée par la religion. L’histoire, les conflits, les civilisations se développeraient et se définiraient dans et par la religion ou les rapports des hommes à Dieu. Alors que la civilisation judéo-chrétienne aurait capitulé face à l’humanisme rationaliste et face à la domination de l’économie, du libéralisme et du progressisme, la civilisation musulmane aurait tenu bon[6]. Dans les pays de civilisation judéo-chrétienne, l’homme aurait pris la place de Dieu, conquis la souveraineté sur terre et fait de son émancipation la finalité ultime de son existence. En Islam, par contre, Dieu reste le « propriétaire » ; l’univers est le bien de Dieu et Dieu est le Bien du monde. Simple « gérant », l’homme est responsable de la préservation du bien et du Bien. Il doit veiller au B(b)ien au sein de la nature, de la société des hommes et de l’homme en lui-même. Dans tous les actes de sa vie, l’homme « témoigne » de l’existence, de la perfection et de la bonté de Dieu. L’islam n’est donc pas que religion, il est « global » ; il ne saurait admettre d’être cantonné à une série de rituels dissociés des autres moments de la vie et du lien social.

Le fossé entre civilisations, construites sur deux conceptions contraires du rapport à Dieu, apparaît ainsi très profond. Cette incompatibilité fondamentale n’autorise en définitive qu’un rapport de « coexistence ». Certaines valeurs du Bien peuvent être partagées puisque toutes sont inhérentes à l’islam mais les « convergences » possibles concernent la forme et non le fond.

TR présente une vision apologétique de l’islam et de la civilisation islamique, essence éternelle et universelle, assimilée à l’islam« global » ; un islam global qui n’a jamais été une réalité historique. TR semble également oublier la multiplicité des civilisations islamiques de par l’histoire, le foisonnement des interprétations de l’islam, les interactions et les fusions de fois, de cultures et de relations sociales qui ont donné et donne sa réalité au monde vivant de l’islam, de l’Arabie à la Chine en passant par le Sénégal et la France. Ou, plutôt, Tariq Ramadan est pris entre deux exigences contraires : d’une part, il doit minimiser toutes les différenciations réelles au sein du monde musulman, dans le temps et dans l’espace, pour donner sens à son approche en terme de civilisation islamique ; d’autre part, il doit reconnaître ces mêmes différenciations pour expliquer la faiblesse actuelle du monde islamique et la nécessité de reconstituer la Umma. D’une part, celle-ci existe déjà comme sujet-« gérant » de l’histoire ; d’autre part, elle est à faire advenir. Il faut dire qu’elle existe pour la faire exister. Il faut dire qu’elle existe pour en arracher tous ce qui lui serait étranger, salissures de l’histoire, influences délétères des traditions, coutumes, systèmes de valeurs anté-, pré-, para- ou extra-islamiques. TR s’attache ainsi à (re-)construire une identité musulmane capable d’englober toutes les dimensions de la vie et des relations sociales selon le dogme de l’islam « global ». Quand TR parle au nom des musulmans, quand il identifie « banlieues », populations « d’origine immigrée », musulmans, c’est moins pour s’auto-proclamer leur porte-parole que pour faire exister ceux au nom desquels il parle, les libérer des autres structures de sens. Il n’invente pas la « communauté musulmane d’Europe », il la construit. Son projet semble être une sorte de jacobinisme universaliste de l’islam : réduire la diversité, pour homogénéiser-purifier la Umma[7].

La famille au centre du dispositif communautaire

La diversité est ramenée à l’unicité au nom de l’Unicité de Dieu dont elle est le reflet. Le social est ainsi réduit au naturel. Les formes sociales peuvent s’écarter de l’ordre naturel, comme c’est le cas dans la civilisation occidentale, mais l’islam doit alors s’évertuer de retrouver l’ordre divin de la nature. La communauté (musulmane) est justement ce cadre où l’Unicité de Dieu retrouve ses droits. Sa cellule de base est la famille, elle-même naturelle. TR absolutise ainsi la notion de famille en occultant la réalité diverse, multiforme et évolutive des relations sociales à travers l’histoire. Il décrit une famille universelle sans doute plus proche de celle qui existe aujourd’hui dans la société bourgeoise que de la famille insérée dans des relations tribales telle qu’elle a pu exister en Arabie du temps de Mahomet. Il s’agit de la famille nucléaire constituée du père, de la mère et des enfants, organisée selon le principe de la « complémentarité par nature »[8] et la hiérarchisation des fonctions « naturelles ». L’égalité des êtres ne fait sens que par rapport à Dieu qui distribue équitablement droits et devoirs. Le père, responsable de l’entretien matériel de la famille, est donc le chef naturel de la famille ; la mère, chargée la reproduction et de l’éducation, est soumise, sinon à l’homme, du moins à l’ordre naturel de la famille. Répartition des pouvoirs est simplement synonyme de distribution des tâches. TR recommande la concertation et l’amour ; il remplace les mots « tuteur » et chef de famille par celui de « répondant »[9], l’homme garde cependant la prééminence dans la famille. Ne le voudrait-il pas que les contraintes de la « complémentarité » naturelle des tâches le lui imposeraient. Ce sont là des « priorités » qui « prennent le pas sur les considérations financières et la réussite professionnelle personnelle »[10] des femmes. Cependant, précise TR, « si le couple fait le choix d’un engagement social de la femme, celui-ci doit se voir respecté : égalité de salaire à qualification et compétence égales, droits syndicaux, possibilités de promotion, etc.[11]» Le refus des discriminations sexistes concernent donc seulement la vie en dehors de la famille. En fait, la complémentarité asymétrique, prônée par TR, fonde bien d’autres inégalités[12]. La communauté, comme la famille, est structurée en fonction de la prééminence masculine. L’individu, quant à lui, n’existe comme sujet qu’en tant qu’il s’insère dans un réseau de droits et de devoirs constitutifs de la famille et de la communauté. Contester l’ordre familial, c’est battre en brèche la Umma et remettre en cause l’Unicité de Dieu.

Démocratie et souveraineté divine

Tariq Ramadan refuse l’alternative théocratie ou Etat laïc. Choisir signifierait consentir à réfléchir dans la matrice conceptuelle occidentale. S’il critique « certains musulmans (qui) rejettent la notion de « démocratie » en ce qu’elle participe de l’histoire occidentale et qu’elle « ne se trouve pas dans le Coran », il ne l’accepte, quant à lui, qu’une fois redéfinie dans le cadre des principes islamique[13]. En réintégrant la notion de démocratie dans le corpus de l’islam « global », TR lui fait subir, cependant, une transformation décisive. Débarrassée des valeurs occidentales qui l’encombrent, elle devient simple « cadre de gestion du pluralisme »[14]. Pour y parvenir, TR est contraint de dissocier un politique profane – la forme – l’ensemble des procédures et des institutions permettant la cohabitation entre individus différents; ce sont des techniques atemporelles, vide de sens et de signification sociale[15] ; et un politique spirituel – le contenu – comme action visant à faire prévaloir la soumission à Dieu et les valeurs qui lui seraient consubstantielles et qui donneraient sens à la communauté, la Umma. Sauf que, contenu et forme n’étant pas indépendants l’un de l’autre, TR ne propose finalement qu’un ersatz de démocratie dominée par les clercs. La place me manque ici pour présenter dans le détail les mécanismes de la shûrâ comme « espace qui permet en islam la gestion du pluralisme»[16], notons simplement que, parmi d’autres restrictions, les dispositions démocratiques (suffrage universel, séparation des pouvoirs, libertés d’opinion, d’expression et d’organisation) sont constamment bornées par le contrôle de leur conformité aux principes religieux dont sont chargés les savants de l’islam, lesulémas.

La citoyenneté réelle passe par l’appartenance à la communauté musulmane. Le rapport des non-musulmans à l’Etat n’est pas un rapport d’égalité de droits et de citoyenneté mais un rapport de « coexistence »[17] de « protégés » à « protecteurs », un rapport d’hospitalité. L’égalité face à la Constitution et aux lois qui en émanent n’a guère de sens dans la mesure où celles-ci procèdent de l’islam qui entérine un droit inégal (fondé en nature, comme pour les femmes, ou en religion). Cette situation est complétée par un dispositif strictement communautaire pour ce qui relève des affaires dites privées, chaque communauté religieuse bénéficiant de ses propres institutions et tribunaux. Il propose également, notamment pour les Etats où les musulmans sont minoritaires, qu’ils soient organisés selon un système de représentation proportionnelle des communautés religieuses. Ainsi, la société se définit par un rapport de communautés elles-mêmes définies par la religion.

Altermondialisme ou néo-communautarisme ?

TR dénonce avec virulence l’imposition des politiques néo-libérales dans les pays dominés et la toute puissance des multinationales. Ses préoccupations semble rejoindre les inquiétudes du mouvement altermondialiste. Il n’est pas certain, cependant, qu’elles aient la même signification. La critique du « scientisme », de l’« économisme », de la « société technicienne », du « progrès effréné et sans finalité »[18] peuvent, en effet, être de droite aussi bien que de gauche, selon le contexte où elle s’exprime. Si dans ses écrits les plus récents, il affirme l’opposition de l’islam au « capitalisme néo-libérale »[19], il ne se rallie pas aux courants anti-capitalistes de l’altermondialisme. Les Sources de l’islam, qu’il se refuse ici à historiciser, imposeraient, en effet, le respect de la « propriété privée », comprise comme catégorie métaphysique. Les formules qu’il emploie (la domination du monde par l’économie…) évoquent pourtant un certain anti-capitalisme mais un anti-capitalisme souvent porté dans l’histoire par des courants de droite. En fait, il défend la mise en place d’un petit capital productif et marchand dont l’accumulation serait bloqué par un système d’imposition et l’interdiction du prêt à intérêt que viendraient étayer les principes éthiques cimentés par la foi. TR reste donc très flou lorsqu’il s’agit de donner un contenu concret à la résistance à la mondialisation libérale et à ses effets sur les couches sociales les plus défavorisées. Il réfléchit plus en terme d’ « accompagnement social » des exclus et, en particulier, des populations issues de l’immigration qu’en termes de luttes ; et, quand il pense en termes d’alternative, il se préoccupe du moyen de développer les investissements des musulmans, en accord avec les principes islamiques.

« Derrière la mondialisation, écrit TR, A. Lamrabet voit le spectre de l’occidentalisation qui nivelle toutes les traditions et présente le modèle occidental comme le seul « modèle ». »[20] Ce diagnostic, que partage Ramadan, révèle ainsi le sens réel de son intérêt pour le mouvement altermondialiste. Il espère que l’islam puisse agir « comme un écho et un miroir »[21] aux angoisses de ceux qui au Nord refusent la domination des grandes puissances, l’oppression des peuples et l’uniformisation culturelle qu’entraîne la marchandisation du monde. Mais alors que l’action que prône TR s’inscrit dans la perspective d’un rapport entre civilisations, la finalité du mouvement altermondialiste est dans le projet universaliste d’émancipation des hommes. La libération des peuples, légitime dans l’un et l’autre cas, n’a pourtant pas la même signification[22].

On l’a vu, Ramadan considère que l’islam, c’est la conquête de la liberté dans la soumission à Dieu alors que la civilisation « judéo-chrétienne » sombrerait dans l’esclavage en voulant émanciper l’homme du « propriétaire » suprême. A s’en tenir là, il n’y aurait plus de « dialogue » possible avec un mouvement altermondialiste dont la finalité est justement la constitution de l’homme en sujet de sa propre histoire. On pourrait opposer à TR que cet élan émancipateur, qui conteste justement l’universel capitaliste, trouve ses racines dans l’histoire de tous les hommes et des peuples qui ont lutté contre l’oppression. Les religions – les hérésies ! – ont exprimé un moment de cet élan libérateur autour duquel, de manière transversale aux autres civilisations, se constitue la civilisation de l’émancipation. Spartakus est le nom de code de cette civilisation, mais elle aurait  pu tout aussi bien s’appeler Bilal, du nom de cet esclave qui, parmi les premiers, a rallié le prophète Mohamed.

Mais la divergence n’est peut-être pas là et on peut se demander dans quelle mesure la position de Ramadan n’exprime pas plutôt une certaine méfiance vis-à-vis des couches populaires. Il souligne avec insistance que, dans l’islam, la soumission/libération à Dieu se fait sans la médiation d’un clergé ; pour autant il se semble pas concevoir que les hommes prennent en charge eux-mêmes leur rapport à Dieu et donc leur rapport à eux-mêmes. L’islam « global » semble signifier aussi la présence à tous les niveaux de la vie individuelle et sociale d’un « ‘âlim » (singulier de ulémas), en chair et en os ou virtuel, chargé de guider l’individu sur la voie de l’islam. Dans le monde contemporain, les ulémas sont doublés par une autre caste, les savants, les spécialistes, non pas médiation avec le mystère divin mais avec les mystères de la technique, médiation entre le simple et le complexe. Aussi bien dans les institutions de l’Etat que dans l’organisation de la contestation, TR privilégie ainsi le rôle des « spécialistes », des « compétences », des « intelligences » et, bien sûr, des ulémas. L’antidote aux dérives politiciennes de la démocratie parlementaire serait dans la prééminence accordée aux « compétences » qui maîtrisent les affaires sociales, politiques ou économiques. Quand il évoque la résistance sociale, c’est également pour souligner la nécessité de réunir les « spécialistes» et autres experts[23]. Plus haut, j’ai évoqué les limites de la participation populaires dans le cadre de la shûra telle que l’envisage TR, or ce schéma lui-même serait prématuré et le « processus de démocratisation » devrait être graduel : « imposer des étapes à la vie participative, ce n’est pas (…) refuser la participation du peuple, c’est bien plutôt lui donner l’espoir d’une réelle concrétisation. »

Le mouvement est tout, le but n’est rien ?

Le mouvement est tout, le but n’est rien ? Certes pas ! Il ne s’agit pas, cependant, de porter un jugement abstrait sur les thèses de Ramadan sans les contextualiser, sans déterminer dans quels flux socio-politiques elles s’insèrent, comment s’en emparent les mouvements qu’elles inspirent.

Le contenu et l’influence de ses thèses s’inscrivent, en effet, dans plusieurs dynamiques qu’on ne saurait circonscrire à la France ou à l’Europe. A l’échelle du globe, elles sont le produit d’un double mouvement : celui des progrès et des différenciations de l’islam politique. Progrès parce que les mouvements islamistes poursuivent leur ascension entamée à la fin des années 70 à la faveur du contexte de réaction internationale dont ils sont, dans une mesure importante, l’une des expressions. Bien souvent, ils apparaissent, aujourd’hui, comme les seules forces d’opposition dotées d’une base populaire alors que, dans les pays arabes et musulmans, l’hostilité justifiée à l’encontre des Etats-Unis et de l’Etat d’Israël s’accroît et que progresse le rejet des dictatures corrompues soutenues par les grandes puissances. Différenciations, parce que l’expansion même de l’aire  d’influence de l’islam politique, les échecs des uns, les renoncements des autres, la répression subie, son insertion parfois dans les mécanismes institutionnels des pouvoirs en place, les dérives obscurantistes des régimes politiques se réclamant de l’islam, les renversements d’alliances et les nouveaux enjeux internationaux, l’ensemble de ces facteurs ont contribué à faire de l’islamisme une nébuleuse aux contours et à l’identité aussi vague et confuse que le « socialisme ». Pareillement au socialisme, ses tendances dominantes semblent désormais davantage portées à la gestion des Etats dépendants qu’à l’affrontement avec « l’Occident ». L’ambition de TR est justement de redonner une âme commune à cet islamisme travaillé par des forces centrifuges et que son expansion, précisément, menace de désintégration. Reste à savoir, évidemment, dans quelle mesure, cherchant parfois à concilier l’inconciliable, TR ne participe pas lui-même à ce processus.

Sa position apparaît, en effet, comme étant également le reflet de nouvelles lignes de tension consécutives à la mondialisation. Ainsi, comme nous l’avons vu, de l’émergence d’un mouvement de masse inédit, l’altermondialisme. Mais aussi la crise des Etats-nations confrontés aux redéfinitions qu’imposent, avec la mondialisation, l’altération des souverainetés et la suppression tendancielle des frontières. En France, c’est dans le contexte de cette crise, aux confluents des différents flux politiques mondiaux, que s’enracinent les thèses de TR, portées par la révolte d’une frange de la population issue de l’immigration contre les multiples formes de discrimination dont elle est l’objet. TR parle pour une minorité opprimée, déçue par les politiques de droite comme de gauche, aux rapports ambivalents vis-à-vis d’institutions démocratiques foncièrement inégalitaires, et sensible au discours d’un islam universel, non pas simple religion mais islam de mobilisation, opposé à la morgue des puissances dominantes.

Cette redécouverte de la foi ne découle pas seulement d’une multiplication spontanée d’histoires individuelles mais de la cristallisation d’un malaise qui a pris, aujourd’hui, cette forme « identitaire » sans pour autant qu’un tel processus soit inéluctable. D’autres jeunes, ayant la même histoire et le même vécu, se sont mobilisés et continuent de le faire autour d’autres repères que l’islam. Entre autres motifs, la réponse « identitaire » trouve son explication dans la présence déjà active du fondamentalisme islamique; un fondamentalisme par essence « identitaire », qui a contribué lui-même à construire et à baliser ce champ « identitaire », largement absent jusque-là. D’une certaine manière, pour parler comme les économistes, l’offre a créé la demande. La demande, cependant, n’est pas passive et les thèses de TR pourraient refléter cette adaptation de l’une à l’autre. Ramadan constitue ainsi la référence de nombreux français issus de l’immigration musulmane qui vivent une réelle situation d’oppression et qui cherchent les voies de se libérer. Ils les pensent dans le cadre d’un ressourcement religieux qui peut être le fameux « soupir de la créature opprimée » mais qui, au-delà, exprime la  volonté de redonner du sens à ce qui n’en a plus. Et, en cela, la religion, l’islam comme toute autre, peut être un chemin vers l’émancipation. Par la souplesse qu’elle manifeste, l’interprétation de l’islam que donne TR ouvre quelques portes. Elles sont vite refermées, hélas, par une vision du monde articulée autour des rapports de civilisations et par le pronostic illusoire d’une nouvelle synthèse islamique à partir des différents courants fondamentalistes. Comme toute autre foi, l’islam n’est pas en soi réactionnaire ou progressiste. Son interprétation dans une matrice issue de la tradition des Frères musulmans égyptiens restreint cependant le champ des possibles. Les dynamiques historiques sont, certes, bien souvent équivoques voire paradoxales et des courants enracinés dans cette tradition, ou apparus avec la révolution iranienne, ont effectivement mené des combats anti-colonialistes (Liban, Palestine..). Mais le mouvement d’ensemble de l’islam politique depuis les années 70 n’a pas été celui de l’émancipation et de la lutte « progressiste ». Les tendances les plus radicales, que dénoncent justement TR, sont aussi les plus radicalement réactionnaires tandis que les tendances les plus ouvertes, métamorphosées en partis bourgeois conservateurs, s’ouvrent d’abord aux règles de la mondialisation libérale.

Les convergences sur le terrain (contre les discriminations, le racisme et l’islamophobie, contre les guerres de Bush et Sharon, contre la mondialisation et l’uniformisation culturelle…) ont montré que des synergies étaient souhaitables et possibles entre la gauche et certains mouvements français se réclamant de l’islam et notamment les associations qui tentent une réappropriation/réinterprétation de l’islam par les femmes pour en dégager les voies d’un combat féministe non-détachés de leur identité musulmane. L’extension du domaine de l’action commune, des discussions débarrassées de tout préjugé apparaissent d’autant plus nécessaires. Ainsi, sera-t-il possible de poser de nouveaux jalons sur le chemin de l’émancipation.  

———————————

* Le présent article nous a été envoyé par notre cher compatriote Sadri Khiari. Il a été publié dans le dernier numéro de « Critique Communiste » (n°172, printemps 2004) la revue théorique de la Ligue Communiste révolutionnaire.

 

[1] Cf l’article de Léon Crémieux dans ce même numéro de Critique Communiste à propos de l’islamophobie.

[2] Outre différents articles parus dans la presse française ces derniers mois, je me réfère à son livre Les Musulmans d’Occident et l’avenir de l’islam, Sindbad, Actes Sud, 2003, qui reprend – avec quelques inflexions parfois mais, souvent, in extenso – les thèses de son ouvrage programmatique particulièrement  détaillé, intitulé Islam, le face à face des civilisations. Quel projet pour quelle modernité ?, Lyon, Tawhid, 2001 (paru initialement en 1995, il a été réédité à quatre reprises). C’est ce dernier que je cite le plus souvent ici. Egalement : A.Gresh et T.Ramadan, L’Islam en question, Babel, Actes Sud, 2002 ; T. Ramadan, Musulmans d’Occident. Construire et contribuer, Lyon, Questions contemporaines, Tawhid, 2002 ; T.Ramadan, De l’Islam, Lyon, Questions contemporaines, Tawhid, 2002, T. Ramadan, La Foi, la Voie et la résistance, Lyon, Questions contemporaines, Tawhid, 2002 ; Collectif, Les musulmans face à la mondialisation libérale, Lyon, Tawhid, 2003.

[3] Musulmans d’Occident, p.34.

[4] Ibid., p.65

[5] Ibid., p.55

[6] Les autres civilisations sont à peine évoquées.

[7]C’est, en harmonie avec cet objectif, que TR reconstruit l’histoire des mouvements politiques contemporains se réclamant de l’islam. Ainsi, en dehors des groupes les plus extrémistes, il englobe dans une même histoire, sans solution de continuité, l’action des différents courants politiques de l’islam depuis l’apparition du « réformisme islamique » au XIX°siècle. Non pas qu’il occulte complètement les différences existantes mais il a tendance à les relativiser et à les rabattre sur les conceptions de Hassan Al-Banna, le fondateur des Frères musulmans égyptiens. De même qu’il surestime la dimension religieuse des luttes de libération nationale dans le monde arabe.

[8] Les Musulmans d’occident et l’avenir de l’islam, p.244.

[9] Le face à face…, p.51.

[10] Ibid.

[11] Ibid. De même, il souligne l’impératif divin de développer l’alphabétisation et l’enseignement des filles et leur reconnaît le droit de vote.

[12] Ainsi, l’homme hérite d’une double part pour compenser l’obligation qui est la sienne d’entretenir toute la famille alors que l’islam « octroie un droit [!] fondamental à la femme qui est de ne pas avoir à dépenser pour ses besoins. » (ibid., note 37, p.338) Par ailleurs, s’il ne conteste pas la polygamie, TR reconnaît à la femme le droit de s’opposer à ce que son mari prenne une seconde épouse (ibid., note36 p.338). S’il ne tient pas compte de la controverse au sein même de l’islam concernant le caractère obligatoire du port du voile, il considère cependant que celui-ci ne doit pas être imposé. Il rejette, comme non islamique, le droit que certains musulmans reconnaissent à l’homme de battre son épouse et s’oppose à la lapidation. Sur la plupart des autres questions, il reste assez évasif voire silencieux « L’islam n’est pas opposée à la contraception et il n’y a pas de position de refus définitif de l’avortement : dans la seconde situation, la décision juridique établit au cas par cas. »(ibid., note 155, p.352). Il ne dit rien de la « répudiation » sauf que la femme est autorisée à demander le divorce de même qu’elle a la liberté de choisir son mari. A-t-elle le droit d’épouser un non-musulman ? La valeur du témoignage d’une femme (par exemple, devant un tribunal) est-elle inférieure à celle de l’homme ?

[13] C’est justement parce qu’il considère que c’est en amont des formes que les civilisations divergent qu’il semble avoir recours à des faux-fuyants quand il est interpellé directement et contraint de se prononcer pour ou contre. Il ne peut pas affirmer purement et simplement « oui, je suis pour la démocratie » car s’il n’en conteste pas nécessairement les mécanismes voire certains présupposés (la Raison) ; il tient à se démarquer du fond « judéo-chrétien ». On peut faire un parallèle avec la difficulté à expliquer en un mot la critique du caractère bourgeois et formel de la démocratie tout en la défendant, la référence à la dictature du prolétariat, l’abandon de cette référence, etc.

[14] Ibid., p.103

[15] Ce qui l’amène à des anachronismes comme de définir le conglomérat de tribus entre lesquelles le prophète jouait une sorte de rôle d’arbitrage comme d’un Etat de droit, basé sur l’égalité devant la loi, la séparation des pouvoirs et la représentation populaire !

[16] Ibid, p.93

[17] Ibid., p.116

[18] Ibid., p. 291

[19] Les musulmans d’occident et l’avenir de l’islam. Dans les articles ses plus récents, il est question du capitalisme mais seulement du « capitalisme libéral ». Auparavant, la notion de capitalisme était absente, remplacée par celle d’« économie classique » ou d’« économie technicienne ». Le mot « exploitation » apparaît très rarement. Je n’ai rencontré qu’une seule fois le terme « bourgeoisie » mais, significativement, dans l’expression « bourgeoisies d’Etat ».

[20] Préface à Asma Lamrabet, Musulmane tout simplement, Lyon, Tawhid, 2002, p.14.

[21] Le face à face…, p.259

[22] La « stratégie transnationale » qu’expose TR est ainsi loin d’une quelconque démarche internationaliste. Le premier niveau de regroupement concerne uniquement les musulmans qui constituent à la fois le noyau et la finalité de la « stratégie transnationale ». Le deuxième cercle vise à unifier les résistances du Sud et, en premier lieu, les chrétiens représentés par la Théologie de la libération, les juifs et les « humanistes ». Le troisième cercle concerne l’union avec ceux qui en Occident peuvent être des « relais »(ibid., p.187). Notons en ce qui concerne la Théologie de la libération que TR n’en retient que l’intervention au niveau des communautés de base en occultant la puissante dimension, théorique et pratique, anticapitaliste (souvent explicitement marxiste) de la Théologie de la libération. Par ailleurs, il utilise systématiquement le terme « humaniste » qui évoque une position philosophique et non un engagement social et politique ; il fait référence à des personnalités, à des « compétences » plus qu’à des mouvements sociaux. On voit peu ou pas apparaître des catégories comme syndicalisme, gauche, etc. La droite n’apparaît pas non plus du reste.

[23] « La rencontre entre les intellectuels, les chercheurs, les théologiens et les hommes de terrain (travailleurs sociaux, spécialistes du développement ou responsable d’ONG) pour encourager et orienter les rapprochements que nous appelons de nos vœux dans le domaine de la misère et de l’exploitation. »(ibid., 188).

(Source :Article  publié dans le n°172 du printemps 2004 de « Critique communiste », la revue théorique de la LCR (France, 4ème internationale).)


 

Center for the Study of Islam & Democracy – 5th Annual Conference

U.S. Muslims urged to be force for change

By Julia Duin

American Muslims can bridge the gap between America and the West and Middle Eastern countries attempting to establish democracy there, a panel concluded yesterday at a conference sponsored by the Center for the Study of Islam and Democracy.

« American Muslims can be a force for democracy in their countries of origin, » said Carl Gershman, president of the National Endowment for Democracy, speaking at the fifth annual CSID conference at the Washington Wyndham Hotel. « I’ve told Arab activists, ‘Don’t wait for the United States to take action. You take action.’  »

He gave an example of the trade union Solidarity’s not waiting for American approval to help liberate Poland in the early 1980s.

About 140 people are attending the conference, which ends late today.

Mr. Gershman and Alina Romanowski, deputy assistant secretary of defense for Near Eastern Affairs, said that democratic movements in other parts of the world – such as North Korea, Tibet and Iran – have been abetted by their compatriots in the free world.

Paul Sullivan, a speaker from the National Defense University, said that « democracy and Islam go hand in hand. »

Democracy « doesn’t have to be taught to Muslims, » he said. « They know it in their hearts. The people in these countries especially desire democracy because they have done without it for so long. »

Much of the discussion during yesterday’s sessions was about whether democracy can work in the Middle East.

« In some circles in Washington, » Mr. Gershman said, there is pessimism or, at best, « a new realism » on whether democracy can work in the Middle East.

« Even if they don’t like the messenger, » he said of the U.S. role in the Middle East, « they have to accept the message. »

The American occupation, he said, has started discussion and activity, not the least of which was a May 23 Arab League meeting in Tunis where participants issued a 13-point statement calling for democratic reform in the area.

« This was a first, » he said. « We must be engaged for the long haul. Democracy is not just a matter of getting rid of a dictator somewhere. … It is also a matter of not giving up or retreating. »

Miss Romanowski said the United States is unjustly criticized for helping repressive Islamic regimes stay in power while doing little for ordinary people. She listed several initiatives, such as workshops in the Middle East to prepare women for political office and business internships for Middle Eastern women in the United States, that reach to a local level.

Mr. Gershman outlined a strategy to bolster democratic movements: supporting activists, offering technical assistance, grants and training and pressuring governments to allow reform. He cited Turkey as a country that, under pressure from European countries, is slowly reforming some of its policies so it can apply for membership in the European Union.

« No one is expecting Iraq to become a perfect democracy overnight, » he said. « The process of building a democracy is very long and very difficult. »

(Source: Alerte électronique de  M. Radwan A. Masmoudi d’après le journal américain THE WASHINGTON TIMES, le 29 mai 2004)

lien web : http://www.washingtontimes.com/national/20040528-115951-9418r.htm

 

البداية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.