السبت، 3 أبريل 2010

 

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

 9ème année, N°3602 du 03.04.2010

 archives :www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادقشورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين:بيان*بعد عام …السلطة ترفض تمكين الزميل محمد الحمروني من جواز السفر

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام: الحكم على موقوفي المظيلة

المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع:اعتداء بالضرب على الصحفي مولدي الزوابي وسطو على وثائقه الشخصية

حاتم فاضل :بيان للرّأي العام

السبيل اونلاين:بعد سنوات الهرسلة..عادل غريب يخشى أن يلفّق جهاز البوليس قضية ضده

كلمة:أوضاع صعبة للطلبة المعتقلين

كلمة:محاكمة سجين سياسي سابق هدد بالاعتصام داخل مركز للشرطة

السبيل اونلاين:فرقة الأبحاث والتفتيش تنهي اضراب الشاب حاتم فاضل بالقوّة

اغتيال فرحات حشاد أو مثال الإفلات من العقاب في جرائم الحرب الاستعمارية      

السيد عبد العزيز بن ضياء في المهدية:دور أساسي للتجمعيين لدحض افتراءات وأراجيف المناوئين للوطن

موقع كا سي بي:ولاية القيروان: القادة التجمعيون ‘يصرخون ويستغيثون’، ولسيادة الرئيس يُبرقون

عماد الطرابلسي   :لا… لــيــس الــجــواز الــتــونـسـي رمـز خـنــوع !!!

محمد العيادي :السنابل …  مشروع إذاعة حرة ينتظر الترخيص

زياد الهاني:الفنان الشاب سيف  يحتفي بصدور ألبومه الأول //مبروك عليك//

   محمد العروسي الهاني:الاعتزاز بالتاريخ الوطني جزء من الشخصية و الهوية الأصيلة المستمدة من الإسلام

الوطن:الانتخابات البلدية في حدود المقارنة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة

جمال الدين أحمد الفرحاوي :إليكِ

الوطن:هل الفكر العربي الإسلامي في أزمة ؟- الجزء الأخير –

العرب:البرادعي: الشعب المصري يتوق للتغيير

القدس العربي:البرادعي في المنصورة: الترحيب الشعبي دليل على الرغبة في التغيير

القدس العربي:البرادعي والديكتاتوريات العربية


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre ladémarchesuivan : Affichage /Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 03 أفريل 2010

أخبار الحريات في تونس


1) الحكم على شبان المظيلة الأربعة بالسجن مدة ستة أشهر و15 يوما: قضت المحكمة الابتدائية بقفصة في جلستها المنعقدة يوم الخميس 01 أفريل 2010 بالسجن مدة ستة أشهر و15 يوما على خلفية مشاركتهم في التحركات التي يشهدها الحوض المنجمي، علما بأنه تم اعتقال الشبان الأربعة في شهر مارس الماضي. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بيان* بعد عام … السلطة ترفض تمكين الزميل محمد الحمروني من جواز السفر  


تم اليوم 3 أفريل 2010 إعلام الزميل محمد الحمروني الصحفي بجريدة « الموقف » التونسية المعارضة برفض وزارة الداخلية تمكينه من جواز السفر، دون تقديم أيّ إيضاحات عن سبب هذا الرفض. وكان الزميل تقدم يوم 26 ماي 2009 بمطلب في الحصول على جواز السفر إلى مركز الأمن بقمّرت، وتم تسليمه وصلا في ذلك مسجل تحت عدد 136 بتاريخ 26 ماي 2009. وصبيحة اليوم تم إشعاره بضرورة الحضور إلى مركز الأمن « لأمر يتعلق بالجواز »، وحينما تحول إلى هناك تم إعلامه رسميا بأن « الإدارة » رفضت مطلبه في الحصول على جواز السفر. وتم تحرير محضر في الإعلام بالرفض وقع عليه الزميل، دون تمكنيه من نسخة منه. كما رفض العون الذي كلّف بإبلاغ الزميل بالرفض تسليمه الملف الذي تقدم به للحصول على جواز والذي يتضمن إضافة إلى الوثائق والصور الإدارية طابعا جبائيا بقيمة 60 د. يذكر أن الملف الذي تقدم به زميلنا مستوف للشرط القانونية، وإلا لما تم قبوله من قبل « الإدارة »، إضافة إلى أن الزميل لم تتعلق به أي قضايا جناحية أو جزائية منذ مغادرته السجن أواخر سنة 1995، بعد أن قضى عقوبة في السجن على خلفية نشاطه السياسي والنقابي، وهو ما يعني انه استرجع آليا حقوقه السياسية والمدنية، وفق ما ينص على ذلك القانون والدستور. واللجنة التونسية لحماية الصحافيين: 1 – تدين بشدة رفض السلطة تمكين الزملاء الصحافيين ومن بينهم الزميل محمد الحمروني من حقهم في جواز السفر. 2 – تعتبر أن هذا الإجراء بحق الزميل إمعانا في التنكيل بالصحفيين المستقلين والتضييق عليهم وذلك بمنعهم من ابسط حقوقهم مثل الحق في جواز السفر وبطاقة الصحفي، خاصة وان هذا الإجراء الجديد يأتي بعد اقل من أسبوع على الاعتداء الذي تعرض له زميلنا لما كان يهم بحضور ندوة صحفية كان تعتزم منظمة هيومن رايتس ووتش عقدها بمقر منظمة حرية وإنصاف بالعاصمة تونس. 3 – تدعو السلطة إلى تمكين كل الزملاء من جميع حقوقهم بما في ذلك الحق في جواز السفر ورفع القيود المفروضة عليهم والتي تمنعهم من التنقل والقيام بواجباتهم المهنية في ظروف عادية، وتحملها المسؤولية كاملة عن تردي أوضاع قطاع الإعلام وتراجع الحريات الصحافية في بلادنا. اللجنة التونسية لحماية الصحافيين*  


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 3 أفريل 2010

إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام: الحكم على موقوفي المظيلة

 


حكمت المحكمة الابتدائية بقفصة على الشبان : ·       عادل عمايدية ·       أمين خالدية ·       أيمن عمايد ·       فتحي عمايد بالسجن لمدة ستة أشهر وخمسة عشر يوما. وكان هؤلاء الشبان قد أوقفوا منذ منتصف مارس الماضي بالمظيلة  بتهمة تعطيل حرية الشغل بعد أن احتجوا ضمن مجموعة من العاطلين عن العمل على ما اعتبروه طريقة مجحفة في الانتداب لشركة فسفاط قفصة. اللجنة الوطنية تجدد مطالبتها بإطلاق سراحهم وإطلاق سراح بقية موقوفي التحركات الاجتماعية بالحوض ألمنجمي وإيقاف  التتبع ضد المحاكمين و حل كل القضايا الاجتماعية بالطرق السلمية .   اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع تونس في 2 أفريل 2010

اعتداء بالضرب على الصحفي مولدي الزوابي وسطو على وثائقه الشخصية


تعرّض مراسل راديو كلمة المولدي الزوابي يوم 1 أفريل 2010 إلى اعتداء بالعنف من قبل شخص معروف بصلاته الأمنيّة ويدير مقهي وسط مدينة جندوبة (شمال غرب تونس). وكان الزوابي قد غادر مقهى للانترنت بجندوبة وحين أصبح على مقربة من منطقة الشرطة، فاجأه شخص نزل من سيارة ذات نوافذ رمادية وسأله إن كان يدعى المولدي، ثم اندفع إليه وأخذ في ركله بحذائه وانهال عليه بالضرب وكسر نظاراته، ووجّه إليه عديد الشتائم ووصفه بالخائن الذي يشوّه صورة البلاد وتوعّده باعتداءات أخرى. كما قام المعتدي ويدعى خليل معروفي بالسطو على بطاقة الهوية للسيد الزوابي وبطاقة بنكية ورخصة قيادة وبطاقة صحفية من الاتحاد الدولي للصحفيين وآلة تسجيل ثم فرّ من المكان. وإثر الحادثة تقدّم المولدي الزوابي بشكوى لدى وكالة الجمهورية بمحكمة جندوبة بعد أن حصل على شهادة طبّية مثبتة للاعتداء. جدير بالذكر أنّ الصحفي المولدي الزوابي يتعرض لقمع متواصل منذ أكثر من عام ويخضع منزله بمدينة بوسالم لمراقبة مستمرة من قبل أعوان أمن بالزي المدني. وقد تعرض للاحتجاز لدى الشرطة ثماني ساعات في جانفي الماضي لمنعه من إجراء لقاء صحفي مع رجل الأعمال محمد بوعبدلّي. ومنذ بداية فيفري الماضي تم قطع خدمة الانترنت عن منزله وأصبح يضطرّ إلى التنقل إلى مدينة جندوبة لإرسال مواده الصحفية من مقاهي الانترنت، خاصة بعد غلق المقاهي الموجودة في مدينته. ويأتي هذا الاعتداء ضد صحفي في وضع متدهور للحريات وهجمات ضد الصحافة المستقلة والمعارضة تشنّها السلطات التونسية منذ انتخابات أكتوبر 2009 التي أبقت الرئيس ابن علي في الحكم لفترة خامسة بعد حصوله على 89.62 بالمائة من الأصوات. يضاف إلى ذلك المحاكمات المفتعلة (توفيق بن بريك وزهير مخلوف ، نزار بن حسين)، والمحاكمات الجائرة (الفاهم بوكدوس) والاعتقالات التعسفية (مولدي الزوابي) والاعتداء الجسدي (فاتن حمدي وسليم بوخذير ولطفي حجي ومعز الباي ومحمد الحمروني) والتهديد ومصادرة المعدّات (معز الجماعي وأيمن الرزقي) وحظر التنقل (لطفي حيدوري ولطفي حجي وسليم بوخذير)، إضافة إلى معاناة الكثير من الصحفيين المستقلين يوميا في تونس. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: –         يدين المضايقات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة ويطالب بوضع حد لهذه الانتهاكات حتى يتمكنوا من العمل بشكل آمن. –         يحمّل السلطات المسؤولية عن السلامة المادية والمعنوية للمولدي الزوابي، ويطالبها بالالتزام بتعهداتها الدولية بضمان حرية الصحافة وحماية الصحفيين. عن المرصد الرئيس، محمد الطالبي


حاتم فاضل :بيان للرّأي العام


أنا حاتم فاضل المضرب عن الطعام منذ يوم الأربعاء 31 مارس 2010 احتجاجا على سياسة المماطلة و التسويف التي انتهجها  البنك التونسي للتضامن تجاه مطلبي الشرعي للحصول على قرض لبعث مشروع ينتشلني من البطالة و الخصاصة . و على إثر اعتقالي من قبل أعوان من فرقة الأبحاث و التفتيش بسيدي بوزيد اليوم السبت 3 أفريل 2010 من مكان الإضراب على الشارع الرئيسي من مدينة منزل بوزيان و حملي إلى مقرهم بسيدي بوزيد حيث مارسوا علي شتى أنواع الضغط و الترهيب و ضربوني بالكفوف على القفا و نظرا لحالتي الصحية المزرية فقد نجحوا في حملي على توقيع وثيقة ألتزم فيها بعدم العودة لإضراب الجوع و تعليق اللافتات و من ثمّ أرغموني على شرب الياغرت ثمّ خرجوا بي زاعمين أنهم سيحملونني إلى السجن ثمّ أرجعوني فجأة و التقيت بوالي سيدي بوزيد الذي عرض عليّ تمكيني من مطلبي بعد تذليل الصعوبات في يوم الاثنين المقبل .  و بناء على ما سبق أعلن تعليقي لإضراب الجوع بداية من اليوم السبت 3 أفريل 2010 أملا في وفاء الولاية بوعدها على أن أعود إلى نفس المكان و نفس الإجراء ما لم يتمّ الاستجابة لمطلبي المشروع بداية من يوم الأربعاء 7 أفريل 2010 .   و أشكر بالمناسبة كل المواطنين و المنظمات الاجتماعية و الحقوقية التي شدت أزري و ساندتني داعيا إياها إلى متابعة النضال في سبيل وطن حرّ لكل فيه حقّ.  كما لا يفوتني أن أسجّل استيائي الشّديد من موقف الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان الذي أعلن استقالته الكلية في اجتماع مخيب للآمال مستثنيا جميع النقابيين الأحرار الذين ساندوني بالزيارة و الكلمة الحرّة.  


بعد سنوات الهرسلة..عادل غريب يخشى أن يلفّق جهاز البوليس قضية ضده

 


السبيل اونلاين – تونس – خاص   منذ أربع سنوات يتعرض عادل غريب مكوّن في مركز التكوين المهني بالحي الصناعي بنابل، والناشط في جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض بالجهة ، والناشط الحقوقي ، الى الهرسلة شبه المستمرة من قبل جهاز البوليس ، حيث تعرض الكثير من المرّات للإعتقال ، واجبر على التوقيع على التزامات بحلق اللحية ، وتسجيل بطاقات ارشادات .   يذكر أنه اعتقل خلال شهر أفريل 2008 صحبة بعض اصدقائه لما كان بصدد لعب كرة القدم وبقي رهن الايقاف في الداخلية لمدة اربعة ايام ثم اطلق سراحه .   و اوقف عادل غريب مجددا يوم 14 مارس 2010 في « برّاكة الساحل » وبقى موقوفا لمدة حوالي ست ساعات وسجلت بشأنه بطاقة ارشادات قبل ان يطلق سراحه .   ويوم 29 مارس وعند الساعة العاشرة ليلا داهمت ما يسمى بـ »فرقة مقاومة الارهاب » بنابل وبدون اذن قانوني منزل بمنطقة سيدي عاشور يسكن به ثلاثة شبان يدرسون عند عادل غريب المكون في مركز التكوين المهني بالحي الصناعي وهم كل من لزهر شودة وفتحى المناعي ومحمد زميط ، واقتادوهم الى مقر الفرقة المذكورة .   وخضع الشبان الثلاثة الى التحقيق والذي تركز حول علاقتهم بأستاذهم عادل غريب وماذا يدرسهم بالضبط ، وكانت اجاباتهم أنه يدرسهم في مادة التكييف ، وحين سألوهم ان كان يدرسهم في الدين ، أجابوا بالنفي فإنهالوا عليهم بالضرب ووجهوا لهم السباب والشتائم واتهموهم بالكذب . وقد سجّلوا بشأنهم بطاقة ارشادات قبل ان يخلوا سبيلهم .   نشير الى ان جهاز البوليس دائم السؤال عن الشاب عادل غريب عند التحقيق مع كل الشبان الذين يعتقلهم ، وقد عبّر لنا عن خشيته من ان يكون ذلك مقدمة لتلفيق تهمة ضده . وهو بصدد صياغة نداء وشكوى في الغرض .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد مبروك – تونس   المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 01 أفريل 2010


أوضاع صعبة للطلبة المعتقلين


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 02. أفريل 2010 قالت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب إنّ الطلبة المعتقلين على خلفية اعتصام المبيت الجامعي بمنوبة يشتكون من ظروف سجنهم القاسية. وذكرت الجمعية في تقرير عن أوضاع 11 طالبا تمت محاكمتهم بتاريخ 21 ديسمبر 2009 أنّهم معزولون عن بعضهم البعض في أجنحة وغرف مختلفة في سجن المرناقية غربي العاصمة. ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على صدور الحكم الابتدائي لم يتم تعيين جلسة الاستئناف.  وبحسب جمعية مقاومة التعذيب فقد حرم الطلبة المعتقلون من اجتياز امتحانات نصف السنة الجامعية التي كان من المفروض أن تجري في شهر فيفري الماضي، أمّا طلبة المرحلة الثالثة مثل أنيس بن فرج وطارق الزحزاح فقد حرما نهائيا بسبب اعتقالهما من اجتياز الامتحان النهائي في شهر فيفري 2010 وبذلك خسرا السنة الجامعية الحالية.  واشتكى الطالب عمر إلاهي من إقامته في غرفة مكتظة بها ما يزيد عن 100 نزيل من سجناء الحق العام أما زهير الزويدي فقد ذكر انه يتعرض إلى استفزازات من أحد أعوان السجون كما يتم إخراجه بمفرده أثناء الفسحة اليومية حتى لا يلتقي بقية السجناء أو يتحدث إليهم.  ونقل عن نبيل بلطي أنّ إدارة السجن تحتجز مرجعين دراسيين أحضرتهما عائلته منذ أوائل شهر مارس 2010 لأسباب مجهولة.  وتعرض ضمير بن علية في شهر فيفري 2010 إلى عقوبة السجن الانفرادي لمدة خمسة أيام بزعم أنّ القفة تحتوي على كتابات غير مفهومة.  ولايزال الصحبي إبراهيم محروما من كتبه الدراسية رغم تقديمه مطلبا كتابيا في الغرض لإدارة السجن وإضرابه عن الطعام لمدة عشرين يوما وكذلك الشأن بالنسبة إلى الطالب رفيق الزغيدي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أفريل 2010)


محاكمة سجين سياسي سابق هدد بالاعتصام داخل مركز للشرطة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 02. أفريل 2010 أرجأت المحكمة الابتدائية ببنزرت يوم الجمعة التصريح بالحكم في القضية التي يحال فيها السجين السياسي السابق مصطفى بن خليل بتهمة هضم جانب موظف عمومي إلى يوم 16 أفريل الجاري. وبحسب الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين فإنّ المتهم برّأته المحكمة الابتدائية بعد اتهامه بإحداث الفوضى والاعتصام داخل مركز الأمن الوطني بمدينة غار الملح من ولاية بنزرت.  وذكرت الجمعية أنّ بن خليل يخضع لإجراءات المراقبة الإدارية التعسفية، وقد طعن محاميه في المحاضر الأمنية للقضية بالتدليس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 أفريل 2010)
 


فرقة الأبحاث والتفتيش تنهي اضراب الشاب حاتم فاضل بالقوّة


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   بعد دخوله في اضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 31 مارس 2010 ، في الطريق الرئيسية الرابطة بين صفاقس وقفصة ( P14 ) على مستوى بلدة منزل بوزيان ، قامت فرقة التفتيشات اليوم السبت 03 أفريل 2010 وفي حدود الساعة الواحدة بعد الزوال ، باعتقال الشاب حاتم فاضل والاعتداء عليه بالضرب وتمزيق الافتة التى تشهر اعتصامه واضراب الجوع .    وأرغمه اعوان فرقة الابحاث والتفتيش على انهاء اضرابه بعد ان اقتادوه الى احد مقرات الفرقة بمدينة سيدي بوزيد .   وقال مصدر خاص بالسبيل أونلاين أن فاضل علّق اضرابه بعد أن تلقى تطمينات ووعود بالنظر في مطالبه وتسوية وضعيته يوم الإثنين القادم 05 أفريل ، ولكنه عبّر عن خشيته من التسويف الذي يمكن أن يُعامل به وهدد بالعودة الى الإضراب في حال الإخلال بتلك الوعود .   وكان الشاب حاتم فاضل دخل في إضراب مفتوح عن الطعام ، احتجاجا على مماطلة السلطات المعنية في تلبية طلبه بتمكينه من شغل او قرض من البنك التونسي للتضامن ، معتبرا أن على البنك الإستجابة لمطالب شباب تونس على حد السواء دون تمييز أو محسوبية.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 03 أفريل 2010)

اغتيال فرحات حشاد أو                مثال الإفلات من العقاب في جرائم الحرب الاستعمارية

                


الدكتور حسين الباردي ، المحامي لدى القضاء الفرنسي ترجمه عن الفرنسية : الأستاذ العياشي الهمامي                                                                                       سنسعى في هذا المقال إلى البحث عن التوصيف القانوني الأنجع الذي قد يمكن من التقاضي الفعال أمام المحاكم الفرنسية ورفع قضية حول اغتيال فرحات حشاد في  5 ديسمبر 1952. إنها لحقيقة تاريخية ثابتة أن الزعيم النقابي والوطني التونسي فرحات حشاد اغتيل من قبل المنظمة الإرهابية « اليد الحمراء ». وقد بقيت هذه الحقيقة حتى الآن، فاقدة لكل دليل مادي. ولاشك أن مصدر الغموض الذي يحيط دائما بهذا « السرّّّّ المعروف »، هو عدم وجود شكوى كانت ستسمح بفتح تحقيق وأبحاث قضائية حول هذا الاغتيال السياسي . ولقد كشفت أبحاث تاريخية نادرة عن تورط مباشر أو غير مباشر  لحكومة فرنسا في ذلك الوقت (الجمهورية الرابعة) في عملية الاغتيال، وأن المنظمة الإرهابية « اليد الحمراء » لم تكن سوى اليد المنفذة للقرارات السياسية التي كانت  تتخذها السلطة التنفيذية الفرنسية آنذاك -1-. غير أن تطورا مشهودا سوف يحصل بتاريخ 18 ديسمبر 2009 بمناسبة بث قناة الجزيرة لشريط وثائقي تاريخي مخصص لفرحات حشاد. ففي هذا الشريط تمّ تقديم شخص يدعى أنطوان ميليرو ،( مؤلف كتاب منشور سنة 1997 عن دار روشي للنشر عنوانه  » اليد الحمراء، الجيش السري للجمهورية ». وقد مرّ هذا الكتاب تقريبا في صمت عند صدوره)، على أنه عضو في المنظمة الإرهابية  » اليد الحمراء » وأعلن تبنيه بوضوح لاغتيال فرحات حشاد قائلا بالخصوص  » لو تطلب الأمر فسوف أعيد نفس الفعل ». ثم تولى نفس الشخص الحديث بالتفصيل عن الضلوع المباشر لأعلى هيئات الدولة الفرنسية ممثلة في شخص رئيس مجلس الوزراء بيناي في إنشاء المنظمة الإرهابية « اليد الحمراء »  وفي انخراط ضباط فرنسيين مباشرين فيها ( مثل الرائد فيلات) وفي وجود تعليمات صريحة تتعلق باغتيال عدد من المعارضين للنظام الإستعماري ومنهم فرحات حشاد. نحن هنا أمام اعتراف يأتي بعد خمسين سنة من تنفيذ عملية الاغتيال. وتثير هذه المعطيات عدّة إشكاليات قانونية تتعلق بالحق في الوصول إلى المعلومة وخاصة إلى الأرشيف المحصن دائما بقاعدة السرية -2- وبمسألة التقادم المسقط للأحداث المجرّمة ( في ميدان القانون الجزائي ). 1-   في التقادم المسقط: يمكن تلخيص التعريف القانوني للتقادم المسقط ( للدعوى العمومية أو للعقاب) بكونه انعدام الإمكانية الحالية لفتح تتبع جزائي ضدّ مرتكبي أفعال مجرّمة مرّ على ارتكابها (أو صدور حكم فيها ) مدة زمنية معينة.  بحيث أنّ الدعوى العمومية سواء انطلقت بقرار من النيابة أو بشكاية من الطرف المدني، تصبح مستحيلة قانونيا بعد أجل معين. و يفسّر هذا الجمود للقضاء بضرورة النسيان. إذ أنّ من شأن إحياء الذكريات المرتبطة بالجريمة غير المعاقب عليها، أن يهدد  » السلم الاجتماعي » و » النظام العام » . كما يبرر هذا التقادم المسقط بكون المجرم قد « عاقب نفسه بنفسه » لمّا بقي مختبئا طيلة أجل التتبع. مع العلم أنّ أغلب هذه الوضعيات ناتجة عن إهمال وتقصير هياكل التتبع العدلي ( النيابة العامة ).  وفي الوضعية التي نحن بصددها ، فإنّ الأجل المسقط للدعوى مضبوط في الفصل 7 من مجلة الإجراءات الجزائية الفرنسية والذي ينص  » في مادّة الجنايات وعدا أحكام الفصل 213-5 من المجلة الجنائية ، تنقرض الدعوى العمومية بمرور 10 سنوات من يوم ارتكاب الجريمة إذا لم يحدث خلال هذه المدّة أي عمل بحث أو تتبع … »    ( يتعلق الفصل 213-5 بعدم تقادم الجرائم ضد الإنسانية ، وهي الجرائم المضبوطة في الفصل 212-1 من المجلة الجزائية المستوحى بدوره من الفصل 6-ج من قانون المحكمة العسكرية الدولية لنورمبورغ الملحق باتفاقية لندن المؤرّخة في 08/05/1945). لقد تم اغتيال فرحات حشاد بتاريخ 05 ديسمبر 1952 ، ونظرا لانعدام أي عمل تحقيقي وأي تتبع في هذه القضية ، فإن أجل التتبع في هذه الجريمة يكون قد سقط منذ تاريخ 06 ديسمبر 1962. 2-هل إنّ اغتيال حشاد جريمة حرب ؟ عرّف النظام الأساسي لمحكمة نورمبارغ جريمة الحرب بكونها تلك المتعلقة ب : « خرق قوانين وأعراف الحرب. ويشمل هذا الخرق، دون أن يكون منحصرا في ذلك، الاغتيال والمعاملات السيئة وإبعاد السكان المدنيين في الأراضي المحتلة من أجل الأشغال الشاقة أو لأي هدف آخر واغتيال وسوء معاملة أسرى الحرب أو المسافرين في البحر وقتل الرهائن وسلب الأملاك العامة أو الخاصة والتدمير دون موجب للمدن والقرى أو التخريب غير المبرر بضرورات الحرب »  فجريمة الحرب إذن هي الجريمة المرتكبة ضد الأشخاص المحميين بالقانون الدولي الإنساني ( وهو نفس التعريف الذي اعتمده مشروع قانون « بادنتار »2003). كانت تونس سنة 1952 تحت نظام الحماية  الفرنسي ( بموجب اتفاقيات 12 ماي 1881 و 8 جوان 1882 و 30 أكتوبر 1882). وقد تمّ فرض نظام الحماية بقوة السلاح -3-. فهو احتلال بموجب الفصل 48 من نظام لاهاي المؤرّخ في 8 أكتوبر1907  والذي ينصّ على: « تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو…  » إنّ الاتفاقيات المبرمة بين السلطات المحتلّة ( فرنسا ) وسلطات البلاد الخاضعة للاحتلال ( الأيالة التونسية ) لا يمكن أن تحرم سُكّان البلاد المعنية (تونس) من الحماية المضمونة في القانون الدولي الإنساني( الفصل 47 من اتفاقية جينيف الرابعة)  -4-كما أن المستفيدين من هذه الحماية لا يستطيعون التنازل عنها . ( الفصل 8 من نفس الإتفاقية ) -5-.              وليس من المهم بالنسبة للقانون الدولي الإنساني أن ينعت الإحتلال ب »الحماية » أو « الإدارة » أو « التحرير »… فما يهم هو الواقع على الأرض الذي يحدد وحده قابلية التطبيق للقواعد الحمائية للسكان الخاضعين للاحتلال . مع العلم أنّ الفصل الثاني المشترك لاتفاقيات جينيف الأربعة والملحقين الإضافيين لسنة 1977 تنحو نفس المنحى. وقد صادقت فرنسا على هذه الاتفاقيات الدولية والتزمت باحترامها وقد كانت ملزمة خاصة بمقتضيات الفصل 46 من نظام لاهاي لسنة 1907 الذي ورد فيه  » ينبغي احترام شرف الأسرة وحقوقها, وحياة الأشخاص والملكية الخاصة, وكذلك المعتقدات والشعائر الدينية . لا تجوز مصادرة الملكية الخاصة  » لقد تمّ اختطاف -6- واحتجاز -7- واغتيال فرحات حشاد في 05 ديسمبر1952 ، وهذا اغتيال سياسي. وتثبت التصريحات الأخيرة لأنطوان ميليرو أن المنظمة الإرهابية اليد الحمراء تصرفت بتعليمات من رئيس مجلس الوزراء بيناي . إنّ ضلوع الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت في عملية الاغتيال يحمل المسؤولية بدون شكّ للدولة الفرنسية.( حسب مبدأ تواصل الحكومات ). وفي كل الحالات فإنّ السلطة الاستعمارية هي التواصل المباشر والطبيعي لحكومة الجمهورية الفرنسية التي تتحمّل تماما مسؤولية اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد. فهي إذن جريمة حرب بوصفها جريمة ارتكبت ضدّ شخص يتمتّع بحماية القانون الدولي الإنساني. 3- هل أن جريمة الحرب غير قابلة للسقوط بمرور الزمن ؟       يتغير الجواب على هذا السؤال حسبما إذا اعتمدنا القانون الإنساني العرفي أو القانون الداخلي الفرنسي. 1-   في القانون الإنساني العرفي: لقد كانت معاهدة الأمم المتحدة المؤرخة في 26/11/1968 والمتعلقة بعدم سقوط جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية أول من أدخل (على مستوى القانون الدولي) مفهوم عدم السقوط بمرور الزمن بخصوص جرائم الحرب.       ينص الفصل الأول من هذه المعاهدة على أنّه  » لا يسري أي تقادم علي الجرائم التالية بصرف النظر عن وقت ارتكابها: (أ) جرائم الحرب الوارد تعريفها في النظام الأساسي لمحكمة نورمبرغ العسكرية الدولية الصادر في 8 آب/أغسطس 1945، والوارد تأكيدها في قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 3 (د-1) المؤرخ في 13 شباط/فبراير 1946 و 95 (د-1) المؤرخ في 11 كانون الأول/ديسمبر 1946، ولا سيما « الجرائم الخطيرة » المعددة في اتفاقية جنيف المعقودة في 12 آب/أغسطس 1949 لحماية ضحايا الحرب، (ب) الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، سواء في زمن الحرب أو في زمن السلم، والوارد تعريفها في النظام الأساسي لمحكمة نورمبرغ العسكرية الدولية الصادر في 8 آب/أغسطس 1945، والوارد تأكيدها في قراري الجمعية العامة 3 (د-1) المؤرخ في 13 شباط/فبراير 1946 و 95 (د-1) المؤرخ في 11 كانون الأول/ديسمبر 1946، والطرد بالاعتداء المسلح أو الاحتلال، والأفعال المنافية للإنسانية والناجمة عن سياسة الفصل العنصري، وجريمة الإبادة الجماعية الوارد تعريفها في اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، حتى لو كانت الأفعال المذكورة لا تشكل إخلالا بالقانون الداخلي للبلد الذي ارتكبت فيه ». كما أنّ اتفاقية جينيف الرابعة تورد نفس هذه الجرائم التي يحيل عليها الفصل السابق: « المخالفات الجسيمة التي تشير إليها المادة السابقة هي التي تتضمن أحد الأفعال التالية إذا اقترفت ضد أشخاص محميين أو ممتلكات محمية بالاتفاقية : القتل العمد، والتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، بما في ذلك التجارب الخاصة بعلم الحياة، وتعمد إحداث آلام شديدة أو الإضرار الخطير بالسلامة البدنية أو بالصحة، والنفي أو النقل غير المشروع، والحجز غير المشروع، وإكراه الشخص المحمي على الخدمة في القوات المسلحة بالدولة المعادية، أو حرمانه من حقه في أن يحاكم بصورة قانونية وغير متحيزة وفقاً للتعليمات الواردة في هذه الاتفاقية، وأخذ الرهائن، وتدمير واغتصاب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية ». غير أن هذه الاتفاقية ليس لها أي تأثير فعلي على المستوى الدولي، إذ أنّ الدول الكبرى لم تصادق عليها بما فيها فرنسا وذلك رغم دخولها حيز التنفيذ منذ 11 نوفمبر1970 ومصادقة 43 دولة عضو في الأمم المتحدة عليها ( دول المعسكر الشرقي سابقا والدول العربية والإفريقية بما فيها تونس في 15جوان 1972 ). وقد اتخذت فرنسا نفس هذا الموقف الحامي لمجرمي الحرب بعدم مصادقتها على المعاهدة الأوروبية حول عدم سقوط الجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الحرب المبرمة بسترازبورغ في 25 جانفي 1974.-8- 2-   في القانون الداخلي الفرنسي: لا يغفل القانون الفرنسي تماما هذا النوع من الجرائم، ولكنه لا يخصّص لها أي تعريف وأيّ فصل في المجلة الجنائية. ويبدو أنّ هذا خيار مستمر تتبناه الحكومات المتوالية للجمهورية الخامسة، والذي لا يمكن وصفه إلاّ بكونه تشريع منظّم للإفلات من العقاب لمصلحة مجرمي الحرب المفترضين. ويبقى المرجع الوحيد لجرائم الحرب هو الأمر الصادر عن الحكومة المؤقّتة المؤرخ في 28 أوت 1944 –المصاغ نهائيا في 16 سبتمبر 1948- والذي يعطي الصلاحية للمحكمة العسكرية للنظر في جرائم الحرب ( طبق القوانين الفرنسية النافذة ) -9-  . وهي القوانين التي تطبق على جرائم الحرب قاعدة السقوط بمرور الزمن السارية في القانون العام .( هذه الصلاحية هي الآن بصدد التحول إلى دائرة خاصة بالمحكمة الابتدائية بباريس. مشروع قانون ) وقد صدرت غداة حرب الجزائر سلسلة من قوانين العفو كرّست الإفلات من العقاب: قانون 23 ديسمبر 1964 -10-   وقانون 17 جوان 1966 وقانون 03 جويلية 1968. وقد أصرّت فرنسا على هذا التجاهل المبدئي، بموقفها المنعزل لحسن الحظ إذ لم تساندها فيه سوى كولومبيا، عند تبني القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعروف بقانون روما (1998)، بأن سجلت استعمالها للحق في الاستثناء الوارد في الفصل 124 الذي ينص على : » بالرغم من أحكام الفقرة 1 من المادة 12، يجوز للدولة، عندما تصبح طرفا في هذا النظام الأساسي أن تعلن عدم قبولها اختصاص المحكمة لمدة سبع سنوات من بدء سريان هذا النظام الأساسي عليها، وذلك فيما يتعلق بفئة الجرائم المشار إليها في المادة 8 لدى حصول ادعاء بأن مواطنين من تلك الدولة قد ارتكبوا جريمة من تلك الجرائم أو أن الجريمة قد ارتكبت في إقليمه « .  ( نظرا لطول الفصل الثامن، فقد فضلنا إضافته كاملا كملحق لهذه الدراسة. فهو يحتوي على تعريفات أكثر شمولا وأكثر ملاءمة من التعريفات المضمنة بالقانون الفرنسي سواء بخصوص الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة أو جرائم الحرب.) صادقت فرنسا على قانون روما في 09 جوان 2000 . وقد وجّه النائب البرلماني فرانسوا لامي سنة 2008 سؤالا مكتوبا إلى وزيرة العدل ( الرائد الرسمي 22/04/2008 صفحة 3393 )  حول ما إذا كانت  » ستسعى في أقرب وقت إلى عرض مشروع قانون مطابق للمبادئ العامة للقانون الجنائي الدولي حتى لا تصير فرنسا مرتعا لكبار مجرمي الحرب للإفلات من العقاب » و جاء جواب الوزيرة بعد ثمانية أشهر ( الرائد الرسمي 02/12/2008 صفحة 10498) : » بالنسبة للجرائم المحددة في معاهدة روما فإنّ الوزيرة تذكّر أن التقادم في القانون الفرنسي يستجيب لضرورة دستورية ، ومن هذا المنطلق فوحدها الجرائم ضدّ الإنسانية لا تسقط بمرور الزمن . هذا بالإضافة إلى أنّ من شأن إقرار عدم التقادم بالنسبة لجرائم الحرب أن يبخس قيمة الجرائم ضدّ الإنسانية بوضع هذه الأخيرة في نفس النظام القانوني لجرائم الحرب ». وقد أصدرت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في 23 نوفمبر 2001 رأيا في نفس الاتجاه ( اتجاه النائب فرانسوا لامي ) تدعو فيه السلطات الفرنسية إلى ملاءمة القانون الداخلي الفرنسي للقانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وخاصة الفصل الثامن منه. (وهو الفصل الملحق بهذه الدراسة). وفي نفس الموضوع فقد تقدم النائب روبار بادنتار ( باسم المجموعة الاشتراكية و حلفائها في مجلس الشيوخ : 80 نائبا )، بمشروع قانون في 26 جوان 2003 ينشئ تجريما لجرائم الحرب لا يسقط بمرور الزمن. لكن كل هذه المناشدات لم تثمر. ومازال المشرّع الفرنسي يصرّ على جمود موقفه ويرفض مفهوم عدم السقوط بمرور الزمن لجرائم الحرب. ولا يتميز فقه القضاء الفرنسي في هذا الموضوع بأي روح خلاّقة وهو مجمع ومتّصل في تطبيق قاعدة القانون العام في السقوط بمرور الزمن لجرائم الحرب ( عشر سنوات )، على غرار القرار المبدئي للدائرة الجنائية لمحكمة التعقيب في قضية كلاوس باربي (20 ديسمبر1985 ملف عدد 95166-85 ) والذي ورد فيه:  » لا يمكن ، مثلما تدفع بذلك الجمعية المدّعية ، اعتبار جرائم الحرب،  كما هي مضبوطة في الفصل السادس من قانون المحكمة العسكرية الدولية لنورمبارغ الملحق بمعاهدة لندن المؤرخة في 08/08/1945 ، مدمجة في الجرائم ضدّ الإنسانية في ما يتعلق بقاعدة عدم السقوط بمرور الزمن . وبالفعل وبعكس هذه الجرائم الأخيرة : فإن جرائم الحرب مرتبطة مباشرة بوجود وضع عدائي معلن بين الدول التي ينتمي إليها مرتكبو هذه الاعتداءات وضحاياها. وبعد نهاية الحرب ، فإنه من الضروري أن يقوم الزمن بطمس الاعتداءات المحتملة التي تمّت أثناء الصراع المسلح ولو تكون قد حصلت  في خرق واضح لقوانين الحرب أو بدون أن تبررها الضرورة العسكرية  ما دامت هذه الاعتداءات ليست من طبيعة الجرائم ضدّ الإنسانية. ولا يوجد أيّ مبدأ قانوني له سلطة أعلى من القانون الفرنسي يسمح بالتصريح بعدم سقوط جرائم الحرب بمرور الزمن لا في اتفاقية لندن المؤرخة في 08 أوت 1945 ولا أمر 28أوت1944 السابق لها. وباعتبار أنّ الفصل 2-4 من مجلة الإجراءات الجزائية في صياغته الواردة في قانون 10 جوان 1983 ليس له أي مفعول بما أنّ مقتضياته تنطبق فقط على جرائم الحرب التي لم تسقط بمرور الزمن. ولكل هذه الاعتبارات ، فلا يمكن قبول هذا الدفع. » لقد مرّت جرائم الحرب المرتكبة باسم ولفائدة الجمهورية (الفرنسية ) بمرحلتين. مرحلة العفو ( مباشرة بعد انتهاء الاستعمار – حالة الجزائر—) ثمّ مرحلة السقوط بمرور الزمن. فقد وقع نوع من الإقفال التشريعي الرامي إلى منع (أو بالأحرى استحالة ) كلّ محاولة تتبع ضدّ مجرمي الحرب. لم يتبق في أيدي عائلات الضحايا وجمعيات الدفاع عن ذاكرة مقاومي الاحتلال الذين تم اغتيالهم ببرودة من طرف السلطات الاستعمارية أو بتكليف من الدولة  » لأياديها السرية « ، سوى وسيلة قانونية وحيدة هي القيام ضدّ جريمة تمجيد جرائم الحرب حين يتجرأ مجرمو الحرب على الافتخار علانية بجرائمهم ( التي تمتعوا فيها بالعفو أو سقطت بمرور الزمن ). 4-   جنحة التنويه بجرائم الحرب : أ‌-    الوقائع والقانون: تم تخصيص الفصل 24 فقرة 3 من قانون 29 جويلية 1881 لهذه الجنحة وورد فيه : » يعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات وبخطية قدرها 45000 أورو كل من استعمل الوسائل المذكورة في الفصل السابق للتحريض مباشرة على ارتكاب إحدى الجرائم التالية إذا صحب هذا التحريض بأفعال …  ويعاقب بنفس العقوبات كل من استعمل الوسائل المذكورة في الفصل 23 لتمجيد الجرائم المذكورة في الفقرة الأولى وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية وجنايات وجرائم التعاون مع العدو ». ويحدّد الفصل 23 المشار إليه الوسائل المقصودة والمعتمدة للتحريض على الجنايات والجرائم ومنها  » كل وسيلة اتصال سمعي بصري »( قناة الجزيرة).  وتتكون المخالفة حالما تكون الأقوال دافعا للقارئ أو المستمع أو المشاهد (أو مستعمل الأنترنت ) لإصدار حكم ذا قيمة معنوية إيجابية على الفعل المجرّم أو على مرتكبي هذا الفعل. يظهر تسجيل الحصة التي بثتها قناة الجزيرة بتاريخ 18 ديسمبر 2009 المدعو أنطوان ميليرو وهو يسرد الظروف الدقيقة التي أحاطت بعملية اغتيال فرحات حشاد التي شارك فيها. فيصف في البداية اعتراض السيارة التي كان يقودها الضحية وكيفية دفعها إلى الخروج على جانب الطريق إثر إطلاق النار عليها من سيارة أخرى يركبها الجناة ( أعضاء منظمة اليد الحمراء). ثمّ يتحدث بعد ذلك كيف خرج الضحية وبإعجاز حيا من سيارته، وهو يتعثر مضرجا بدمائه. وكيف توقفت شاحنة لإغاثته، وكيف قدمت سيارة أخرى يركبها فريق ثان من اليد الحمراء ومكلف بإتمام عمل الفريق الأول، وكيف تولى هذا الفريق إركاب الضحية معه مقنعا إياه بأنهم سيحملونه إلى المستشفى. فلقد  تم حمل الضحية إذن في سيارة ثانية، دائما حسب تصريحات ميليرو،  لكي يقع قتله ببرودة برصاصة في الرأس، ثمّ تم رميه بجانب الطريق حذو قرية نعسان. ويلمح ميلرو بأنه شارك في عملية الاغتيال الدنيء الذي يبرره قائلا :  » كان حشاد يمثل خطرا على مصالح فرنسا التي دخلت في مفاوضات مع حزب الدستور الجديد. وبعكس بورقيبة الذي كان حائزا على رضا حكومة الجمهورية ، فقد كان حشاد خطرا على مصالحها . كان يجب أن يموت « . كما يذكر ميليرو كذلك أنّ المنظمة الإرهابية التي كان ينتمي إليها تلقّت الأوامر مباشرة من رئيس مجلس الوزراء ( بيناي ) « لاغتيال » حشاد. وشارك أعوان الشرطة الوطنية الفرنسية ( المباشرين لعملهم ) مثل الرائد فيلات بصفة مباشرة ولصيقة مع المنظمة الإرهابية اليد الحمراء  » اثنان من أربعة من قاتلي حشاد كانا شرطيين  » . و ذكر ميليرو كذلك أن وزير الداخلية ( فرانسوا ميتران ) قام بإعادة المجرمين عل عجل إلى فرنسا. ويحتوي الشريط الوثائقي للجزيرة على إعادة تركيب لعملية الاغتيال مصادق عليها من طرف ميليرو. ويختم السيد ميليرو  » شهادته » بالقول أن الاغتيال كان مشروعا وأنه  » لو أوجب الأمر إعادته فسوف يعيده ». من كل ما سبق، يتبين أنّ ما ورد على لسان ميليرو يكوّن في حقه جنحة التنويه بجريمة حرب، أو على الأقل التنويه بجريمة « عادية » ( إذا لم توافق المحكمة على وصفها بجريمة حرب ). وهي الجنحة المعاقب عليها بالفصل 24-3 من قانون 29 جويلية1881 ( خمس سنوات سجنا وخطية قدرها 45000 أورو). وهذا ما درج عليه بالفعل وباستمرار -11- فقه قضاء الدائرة الجنائية لمحكمة التعقيب.  « … إنّ القرار، لكي يضفي على بعض الأقوال صفة التمجيد، يذكر أنّ التمجيد على معنى الفصل 24 فقرة 3 من قانون الصحافة ليس مرادفا للتحريض ولا للإثارة المباشرة، كما يذكر أنّ القضاة لاحظوا في عدّة فقرات من كتاب بول   أنّ المؤلف يضيف إلى وصفه تعقيبات حول استعمال التعذيب والقتل دون محاكمة تدفع إلى تشريع هذه الأعمال بتعلة الفعالية وإلى إضفاء حكم إيجابي عليها . كما يلاحظ القضاة أنّ الناشر لا يأخذ أي بعد اتجاه النص ويمجّد كاتبه بتقديمه كبطل. وأخذا بعين الاعتبار لهذه المعطيات، فإن محكمة التعقيب التي يعود لها حق ممارسة رقابتها لمعرفة هل أنّ الكتاب موضوع التتبع يحتوي الجنح والجنايات المقصودة بالفصل 24 من قانون 29 جويلية 1881، ترى أنّه بوسعها التأكّد من خلال دراسة الكتاب المجرّم، أن الأجزاء المعتبرة مجرّمة من طرف محكمة الاستئناف تدخل في إطار نصوص الإحالة السابقة. وحيث أنّ القيام بتقديم أفعال مكوّنة لجرائم حرب كأفعال قابلة  للتبرير، فإنّ الكتاب الذي يتضمنها يكون قد قام بتمجيدها وحيث أنّ النية الإجرامية تستخلص من الطبيعة الإرادية للأفعال المجرّمة… » قرار محكمة التعقيب. قضية أوسراس -12-   07/12/2004 ملف عدد 82832-03  إنّ الارتكاز على التكييف القانوني لعملية اغتيال حشاد كجريمة حرب اعتبارا ( لأنّ الضحية شخص في حماية القانون الدولي الإنساني بما أنّ تونس كانت في ذلك الوقت تحت نير الاحتلال الفرنسي…) ، يجعل السيد ميليرو تحت طائلة التتبعات الجزائية من أجل ارتكابه لجنحة التنويه بجريمة حرب  حسب أحكام الفصل 24-3 من قانون 29 جويلية1881.  ب‌-حول حظوظ  قبول الدعوى مع القيام بالحق الشخصي لجمعية « الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد » يجب التذكير في البدء أنّ جميع الدعاوي المتعلقة بالجنح والجنايات المنصوص عليها في قانون 29 جويلية 1881 تسقط بمرور ثلاثة أشهر سواء كانت دعاوي جزائية أو مدنية. فإذا كانت الجنح في القانون العام تسقط بمرور خمس سنوات، فإنّ الجنح المرتكبة بواسطة الصحافة ذات طبيعة خاصة باعتبار أنها تمس بإحدى الحريات الديمقراطية الأساسية المحمية بعدّة قوانين منها الفصل العاشر من المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان. ويرمي المشرّع من إرساء هذا الأجل القصير لقبول الدعوى، إلى حماية هذه الحرية الأساسية في مجتمع ديمقراطي. ينص الفصل 65 من قانون 29 جويلية 1881على أنّ « الدعوى العمومية والدعوى المدنية الناتجتين عن الجنايات والجنح والمخالفات المنصوص عليها في هذا القانون تسقط بمرور ثلاثة أشهر كاملة من يوم ارتكابها أو من يوم أخر عمل تحقيقي أو تتبعي بشأنها إذا وجد ولكن عمليات الحجز بغاية البحث وحدها تكون قاطعة للأجل ولو حصلت قبل التتبع. ويجب أن تتضمن عمليات الحجز وصف وتكييف الإعتداء أو القذف أو الثلب  الذي كان منطلقا للأبحاث وإلا صارت باطلة. » لقد صرّح أنطوان ميليرو بأقواله بتاريخ 18 ديسمبر2009 ( تاريخ أول بث للشريط الوثائقي في قناة الجزيرة ). ويبدأ احتساب الأجل المسقط انطلاقا من اليوم الموالي أي 19 ديسمبر 2009. وبذلك تسقط الأفعال المجرّمة بالتقادم في 20 مارس 2010. يجدر التذكير من جهة أخرى بالنصوص القانونية التي تنظم تقاضي الجمعيات أمام العدالة: ·لكي تستطيع جمعية ما التقاضي أمام العدالة، يجب أن تتوفر على الشرط النصوص عليه في الفصل 05 من قانون 01 جويلية1901 أي أن تكون قد قامت بالإعلام عن تكوينها في الرائد الرسمي. وقد تولت جمعية  » الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد  » هذا الأمر وصدر الإعلام في الرائد الرسمي للجمهورية الفرنسية في 16 جانفي 2010 ( السنة 142 عدد 03 ص243). فالجمعية تتمتع إذن بالشخصية المعنوية والأهلية القانونية وقادرة بموجب القانون على التقاضي أمام العدالة. أما كون تاريخ إنشاء الجمعية لاحق لتاريخ الأفعال التي تنوي تتبعها ( تصريحات ميليرو المكونة لجريمة التنويه بجريمة حرب…)، فلا يمثل مبدئيا عائقا أمام التقاضي ( قرار تعقيبي مدني بتاريخ 27/05/1975). -13- ·إنّ الإشكال الذي يطرح في حالتنا ( رفع دعوى تهدف إلى التتبع من أجل تمجيد جريمة حرب) يتعلق بشروط الأقدمية (خمس سنوات) المنصوص عليها بالفصلين 2-4 -14- و 2-5 -15- من مجلة الإجراءات الجزائية.غير أنّ هذين الفصلين ينطبقان على الجمعيات التي تدافع على مصلحة عامة، وهذا ما لا ينطبق على جمعية الحقيقة والعدالة لفرحات حشاد التي تدافع على ذاكرة شخص واحد أي أنها أنشئت  » من أجل القضية « . لكن هناك مبدأ عام يقضي بأن الجمعيات لا تستطيع رفع دعوى مدنية أمام المحاكم الجزائية لطلب التعويض عن ضرر لحقها بسبب الفعل المجرّم. ووحدها الجمعيات  » المؤهلة من طرف المشرّع  » والحائزة على الشروط الثلاث وهي خصوصية الموضوع والموافقة المستوجبة والأقدمية، يمكنها بصفة استثنائية أن ترفع الدعوى. ·ويمكن أن يعترض الجمعية عائق آخر في صورة اعتبر وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق أنّ موضوع الجمعية يمثل  » مصلحة عامة « . ففي هذه الحالة ستكون الدعوى التي ترفعها غير مقبولة تماما ( الدعوى الجزائية مع القيام بالحق الشخصي) لأنّ شرط الأقدمية غير متوفر ( الفصل 2-1  وما تلاه من مجلة الإجراءات الجزائية.) ·كما يمكن أن تعترض الدعوى صعوبة ثالثة إذا تمّ رفضها لانعدام أو نقص المصلحة في القيام -16-، إذ ليس للجمعية التأهيل القانوني وعليها بالتالي إثبات حصول ضرر -17- ( مادي أو معنوي) جماعي ( ضرر حاصل لمجموع المنخرطين) وناتج مباشرة عن جريمة تمجيد جريمة حرب المرتكبة من طرف أنطوان ميليرو. ·إلى جانب كل ذلك، يجدر التذكير بوجود فقه قضاء ( وإن كان قابلا للنقاش)–18 للدائرة الجنائية لمحكمة التعقيب يتبنى موقفا يقول أنه  » طبق أحكام الفصلين 48 و 2 -19- من قانون 29/07/1881 والفصل 2-5 من مجلة الإجراءات الجزائية، ينحصر حق رفع مثل هذه الدعاوي في الجمعيات التي تدافع حسب قانونها الأساسي عل المصالح المعنوية وعن شرف المقاومة والمبعدين « . ( الدائرة الجنائية 01/09/2005) . مع العلم أنّ موضوع جمعيتنا -20- خاصا وليس عاما . وفي كل الحالات فإنّ جمعيتنا لا تتوفر على شرط الأقدمية ( التكوين قبل خمس سنوات من تاريخ الوقائع المجرّمة). يتضح من كل ما سبق أنّ حظوظ قبول قيام الجمعية وحدها برفع الدعوى كطرف مدني ضئيلة جدّا ويمكن رفضها. ويبدو أنّ الحل الأكثر فعالية لتعزيز حظوظ قبول الدعوى هو تشريك جمعيات صديقة في القيام بها ( مثل الرابطة الفرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان والفيدرالية الدولية لروابط الدفاع عن حقوق الإنسان ). كما سيكون مجديا توجيه الدعوة إلى الإتحاد العام التونسي للشغل للانضمام لهذا التمشي. فقد أصبح ممكنا لجمعية أجنبية ( إتحاد الشغل أو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في حالتنا )، أن تتقاضى أمام العدالة الفرنسية بدون التصريح المسبق لدى المحافظة التي يتبعها مقرها ( شرط الفصل 5 من قانون 28  جويلية 1881 ). فقد قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قرارها المؤرخ في 15 جانفي 2009 (الدائرة الخامسة) بإدانة فرنسا (مرة أخرى!)  لخرقها أحكام الفصل 6-1 من المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان حين رفضت المحاكم الفرنسية قبول دعاوي جمعيتين أجنبيتين ( رابطة العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية العالمية للنجدة الإسلامية ) في القيام بالحق الشخصي بدعوى أنهما لا تتوفران على الشروط المنصوص عليها في الفصل الخامس من قانون 28 جويلية 1881 ( التصريح المسبق لدى المحافظة). وقد أكدت المحكمة في نقاشها لدفوعات ممثلة الدولة الفرنسية أنّ  » القضية الحالية لا تتعلق باعتراف فرنسا بالشخصية القانونية لجمعية أجنبية ولكن بالحق في التقاضي أمام المحاكم لجمعيتين ترومان التعويض عن ضرر تدّعيان حصوله لهما بسبب نشر مقال تعتبران أنّه يحتوي ثلبا وأن المعاهدة، وإن لم تكن  ضامنة للاعتراف ،فهي ضامنة للحق في التقاضي أمام المحاكم لتنظر في طعون متعلقة بحقوق والتزامات ذات صبغة مدنية « . ثم ذكّرت المحكمة بعد ذلك بأن التضييقات على أهلية التقاضي يجب أن تكون مضبوطة بدقة. وقد اعتبرت في قرارها  الكنيسة الكاثوليكية للاكاني ضدّ اليونان ( 16/12/1997 مجلد 1997- 8 فقرة 40 و 42)  » أنّ الحكم بعدم أهلية المدعية في التقاضي أمام العدالة لانعدام الشخصية القانونية، أدّى بالمحاكم لا فقط إلى عقاب المدعية على الإخلال بشكلية قانونية بسيطة تهم النظام العام ولكن كذلك إلى فرض تضييق يمنعها من اللجوء إلى المحاكم للفصل في كل نزاع يتعلق بحق الملكية « . ( أنظر كذلك قرار الأديرة المقدسة ضدّ اليونان، 09/12/1994) وفي النهاية فقد اعتبرت المحكمة أن  » السلطات الفرنسية، بفرضها التصريح المنصوص عليه بالفصل 5 من قانون 1901 على جمعية أجنبية ليس لها مقرا أساسيا بفرنسا وتروم رفع دعوى في القذف والتقاضي أمام العدالة، قامت لا فقط بعقابها على الإخلال بشكلية قانونية بسيطة ضرورية لحماية النظام العام والغير، مثلما تدفع بذلك الحكومة، ولكنها فرضت بذلك أيضا على المدعية تضييقا حقيقيا وغير منتظر، يمس بروح حق التقاضي أمام المحاكم ذاته مما أدّى إلى خرق الفصل السادس من المعاهدة. » إنّ هذا القرار قرار مبدئي يلزم المشرّع والقضاء في نفس الوقت، هذا القضاء الذي رفض إلى حدّ الآن ( باستثناء قضيتين: تعقيب مدني 07/12/1912 وحكم ابتدائي بباريس 12/06/1991 )، قبول حق التقاضي للجمعيات الأجنبية التي لم تقم بالتصريح المسبق في المحافظات. فقرار المحكمة الأوروبية تكذيب صارخ للنظام التشريعي الفرنسي ( المنظم للجمعيات) بصبغته التضييقية والتمييزية المغالية… لقد أصبح ممكنا من هنا فصاعدا للجمعيات الأجنبية ، المكونة طبق قوانينها الوطنية التقاضي أمام العدالة الفرنسية ورفع دعاوي في التعويض على الأضرار التي تلحقها.-21- 1-أنطوان ميليرو . اليد الحمراء، الجيش السري للجمهورية .دار لو روشي للنشر 1997 باريس.  » ولد أنطوان ميليرو سنة 1929 في موقادور بالمغرب الأقصى . كان رياضيا وعمل كعون أمن في المغرب ثمّ في فرنسا حتى سنة 1965، ثم تحول إلى مستشار قانوني ثم مفتش خاص يعمل في حماية رجال السياسة وشارك في الحملات الانتخابية لفرانسوا ميتران الوحيد الذي كان يدافع عن العفو على الجنود المفقودين « .  جان إيميل نوم . 2- من المفروض أن ترفع السرية على أرشيف فرحات حشاد خلال سنة 2012 حسب مقتضيات الفصل 3 ( 1 )-2-213 L من مجلة التراث كما هو مذكور في قانون 15/07/2008 :  » استثناءا لأحكام الفصل  1-213 L : يفتح الأرشيف العمومي عند نهاية أجل : ثالثا:  خمسين عاما من تاريخ الوثيقة أو من تاريخ إضافة آخر وثيقة إلى الملف بالنسبة للوثائق التي يمس نشرها بسرّ الدفاع الوطني أو المصالح العليا للدولة في تسيير السياسة الخارجية أو الأمن الوطني أو الأمن العام أو أمن الأشخاص أو حماية الحياة الخاصة باستثناء الوثائق المذكورة في الفقرتين 4 و 5. وينطبق نفس الأجل بالنسبة للوثائق التي تحتوي تقييما أوحكما قيميا على شخص مادي مذكور بالإسم أو من السهل التعرف عليه والوثائق التي تبرز سلوكا لشخص ما في ظروف من شأنها أن تسبب له ضررا.  وينطبق نفس الأجل على الوثائق التي تتعلق بإنشاء أو تجهيز أو تسيير منشآت وبنايات أو أجزاء من بنايات تمّ استعمالها في الاحتفاظ بأشخاص أو تمّ فيها عادة قبول أشخاص موقوفين. ويبدأ احتساب هذا الأجل انطلاقا من تاريخ انتهاء استعمال هذه المنشآت والبنايات أو الأجزاء من البنايات للغرض المذكور « . 2- علي المحجوبي. إنتصاب الحماية الفرنسية بتونس. تونس. دار سيراس للنشر. 1986. 3- « لا يحرم الأشخاص المحميون الذين يوجدون في أي إقليم محتل بأي حال ولا بأية كيفية من الانتفاع بهذه الاتفاقية، سواء بسبب أي تغيير يطرأ نتيجة لاحتلال الأراضي على مؤسسات الإقليم المذكور أو حكومته، أو بسبب أي اتفاق يعقد بين سلطات الإقليم المحتل ودولة الاحتلال، أو كذلك بسبب قيام هذه الدولة بضم كل أو جزء من الأراضي المحتلة. » 4-   « لا يجوز للأشخاص المحميين التنازل في أي حال من الأحوال جزئياً أو كلية عن الحقوق الممنوحة لهم بمقتضى هذه الاتفاقية، أو بمقتضى الاتفاقات الخاصة المشار إليها في المادة السابقة، إن وجدت ». 5-   الفصل 224-1 من المجلة الجنائية :  » إن إيقاف أو اختطاف أو الاحتفاظ أو احتجاز شخص بدون إذن السلطات المختصة وخارج الحالات المنصوص عليها في القانون ، فعل يعاقب عليه بعشرين سنة سجنا  » 7- 224-2 :  » ترفع العقوبة على الجرائم المذكورة في الفصل 224-1  إلى ثلاثين سنة سجنا إذا تعرضت الضحية إلى بتر أو إعاقة مستديمة ناتجة إراديا عن ظروف الاحتفاظ أو منع الغذاء أو العلاج. وتصير العقوبة السجن مدى الحياة حين تكون الجريمة مسبوقة أو ملحقة بالتعذيب أو أفعال متوحشة أو استتبعت بالوفاة « . 8- الفصل الأول:  » تتعهد الدول المتعاقدة باتخاذ جميع التدابير التي من شأنها جعل التقادم المسقط لا ينطبق على تتبع المخالفات التالية وعلى تنفيذ العقوبات التي صدرت في شأنها ما دامت هذه المخالفات معاقب عليها في القانون الداخلي لكل دولة، 1. الجرائم ضدّ الإنسانية كما هي معرفة في معاهدة منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها المصادق عليها من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة في 09 ديسمبر   1948 2. أ/ المخالفات المنصوص عليها في الفصول ، 50 من اتفاقية جنيف لسنة 1949 لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان ، و51 من اتفاقية جنيف لسنة 1949  لتحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار و130 من اتفاقية جنيف لسنة 1949 بشأن معاملة أسرى الحرب و 147 من اتفاقية جنيف لسنة 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب . ب/ كل الخروقات المماثلة لقوانين الحرب السارية المفعول عند دخول هذه المعاهدة حيز التنفيذ وبالنسبة لأعراف الحرب السارية والتي لا تنصّ عليها الأحكام المذكورة أعلاه في اتفاقيات جينيف وذلك حين تتّصف هذه الخروقات بخطورة خاصة إما بسبب عناصرها المادية والإرادية أو بسبب توسع آثارها المحتملة 3. كل الخروقات الأخرى لقوانين وأعراف القانون الدولي التي سيقع إنشاؤها في المستقبل  والتي تعتبرها إحدى الدول المتعاقدة  بموجب ترخيص على مقتضى الفصل السادس، من طبيعة مماثلة للخروقات المذكورة في الفقرتين 1 و 2 من هذا الفصل. ». 9- الفصل الأول:  » يتم التتبع أمام المحاكم العسكرية الفرنسية والمحاكمة طبق القوانين الفرنسية النافذة وأحكام هذا الأمر بالنسبة للمواطنين الأعداء والأعوان غير الفرنسيين الذي هم في خدمة إدارة أو مصالح معادية وارتكبوا جنايات أو جرائم منذ بدئ النزاع المسلح سواء في فرنسا أو في ارض خاضعة للسلطة الفرنسية ، وضدّ فرنسي أو شخص تحت الحماية الفرنسية أو عسكري يعمل تحت الراية الفرنسية أو أجنبي يقيم فوق أرض فرنسية قبل 17 جوان 1940 أو ضدّ لاجئ على أرض فرنسية أو أضرّوا بممتلكات كل شخص مادي من الأشخاص المذكورين أعلاه والأشخاص المعنويين الفرنسيين حين لا تكون هذه الجرائم والجنايات مبررة بقوانين وأعراف الحرب ولو تمّت بمناسبة أو بتعلة حالة الحرب. ».      10-  » تم العفو على كل من ارتكب مخالفات في الجزائر قبل 20 مارس 1962 كردّ فعل على تطرّف التمرد الجزائري بشرط أن تكون هذه المخالفات قد حصلت بدون علاقة مع إرادة تعطيل سلطة الدولة أو إقامة سلطة غير شرعية محلّها. » . 11- محكمة التعقيب. الدائرة الجنائية. 28 نوفمبر 2006. 340. 80-06. منشور في نشرية 01 سبتمبر 2005. 12-[1]http://www.legifrance.gouv.fr/affichJuriJudi.do?oldAction=rechJuriJudi&idTexte=JURITEXT000007070089&fastReqId=1198798988&fastPos=5 13-  « وحيث يمكن لجمعية مكونة طبق القانون أن تطلب التعويض عن الأضرار الحاصلة للمصلحة العامة لأعضائها ويكون قيامها مقبولا في حدود موضوع نشاطها حتى ولو كان الضرر المطلوب رفعه سابقا على تاريخ إنشائها « .  مع الملاحظة أنّ القرار مدني وليس جزائي ! 14- الفصل 2-4 :  » يحق لكل جمعية مكونة طبق القانون منذ خمس سنوات على الأقل وتهدف طبق قانونها الأساسي إلى مقاومة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب  أن تمارس الحقوق المخولة للطرف المدني قيما يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية » 15- الفصل 2-5:  » يحق لكل جمعية مكونة طبق القانون منذ خمس سنوات على الأقل وتهدف طبق قانونها الأساسي إلى الدفاع عن المصالح العامة وشرف المقاومة والمبعدين، أن تمارس الحقوق المخولة للطرف المدني قيما يتعلق سواء  بتمجيد جرائم الحرب أو جنايات أو جرائم التعاون مع العدو أو بتحطيم والإضرار بالمعالم  أو بهتك القبور أو بجرائم القذف والثلب التي سببت ضررا مباشرا أو غير مباشر بوظيفتها. » 16-  » وحيث يستخلص من أحكام الفصل 31 من المجلة الجديدة للإجراءات المدنية والفصل الأول من قانون 01 جويلية 1901 أنه لا يمكن لأي جمعية غير حاصلة على التأهيل التشريعي، التقاضي أمام العدالة باسم المصالح العامة إلا إذا كانت هذه المصالح مندرجة في موضوعها الإجتماعي وحيث، وبعد التثبت في موضوع الجمعية وملاحظة أنّ المنزل المطلوب هدمه كان بعيدا عن الموقع موضوع الحماية كما لم يكن ظهرا للنظر لا من القصر ولا من الكنيسة، فإنّ محكمة الإستئناف تكون قد قدرت بكل استقلالية انعدام مصلحة القيام لدى الجمعية وبذلك يكون دفع الجمعية غير مقبول « . محكمة التعقيب. مدني. 27/05/2004 17-  » وحيث أنّ الضرر المباشر والشخصي أو الحق الطبيعي والحال هما الأساسان الوحيدان للقيام المدني أمام القضاء الجزائي وتأسيسا على ذلك، لا تقبل الدعوى المدنية إلا إذا كان الطرف الذي رفعها قد تضرّر شخصيا من الجناية أو الجريمة الموجهة إلى المتهم وحيث تكون محكمة الإستئناف قد أغفلت المبادئ المذكورة أعلاه، لما نظرت في الأصل وقضت بغرم الضرر لجمعية  » مجموعات العمل ضدّ استعباد النساء والأطفال  »  بينما وجب عليها التصريح برفض الدعوى تطبيقا للنصوص السارية المفعول وتبعا لذلك، أصبح القرار قابلا للنقض.  » . تعقيب جنائي 27/05/1975 18- هذا القرار قابل للنقاش لأنه يضع تقييدا وتمييزا غير قابلين للتبرير ضدّ الجمعيات الأخرى، بالنظر إلى أحكام الفصل 6-1 من المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان ( الحق في محاكمة عادلة، الحق في التقاضي…). 19-  » يحق لكل جمعية مكونة طبق القانون منذ خمس سنوات على الأقل وتهدف طبق قانونها الأساسي إلى الدفاع عن المصالح العامة وشرف المقاومة والمبعدين أن تمارس الحقوق المخولة للطرف المدني قيما يتعلق سواء  بتمجيد جرائم الحرب أو الجرائم ضدّ الإنسانية أو جنايات أو جرائم التعاون مع العدو أو بتحطيم والإضرار بالمعالم  أو بالمخلفات المنصوص عليها بالفصل 24 مكرر. » 20-   » تهدف هذه الجمعية إلى البحث والتعريف بالحقيقة حول اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد وإلى تتبع كل مسؤول محتمل على وفاته مهما كانت صفته وذلك أمام الهيئات القضائية الفرنسية و/أو  الدولية « . 21- منذ ذلك الوقت، تأقلم فقه قضاء الدائرة الجنائية لمحكمة التعقيب وأصبح مطابقا لفقه قضاء المحكمة الأوروربية لحقوق الإنسان : قرار تعقيبي جنائي 08/12/2009 عدد 81607-09   » وحيث يحق لكل شخصية معنوية أجنبية تدّعي أنها ضحية اعتداء، أن تكون طرفا مدنيا أمام القضاء الفرنسي حسب الشروط المضمنة بالفصل 2 من مجلة الإجراءات الجزائية حتى ولو لم يكن لها مقر بفرنسا ولم تقم بالتصريح المسبق في المحافظة وحيث تغافلت محكمة الاستئناف عن هذه النصوص وهذا المبدأ وحيث  يتوجب نقض القرار لهذا السبب « . حسين الباردي دكتور في القانون. محامي في باريس.  


السيد عبد العزيز بن ضياء في المهدية:

دور أساسي للتجمعيين لدحض افتراءات وأراجيف المناوئين للوطن

 


المهدية (وات) – ابرز السيد عبد العزيز بن ضياء عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المكاسب الهامة التي ما فتئت تحققها تونس منذ التحول بفضل الخيارات الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي ونظرته الاستشرافية المتبصرة. وذكر عضو الديوان السياسي لدى اشرافه يوم الجمعة 2 افريل بالمهدية على اجتماع شعبي عام بالاجراءات الرئاسية المتواترة الهادفة الى تجذير قيمة التضامن ودعم التماسك الاجتماعي وترسيخ حقوق الانسان وتعزيز التمشي الديمقراطي التعددي فضلا عن الجهد المثابر من أجل ارساء تنمية شاملة عادلة مبينا ان هذه الخيارات الرائدة بوأت تونس مرتبة متقدمة على الصعيد الدولي. واكد في اجابته على تساوءلات المشاركين في هذا الاجتماع ضرورة التعبئة الوطنية الشاملة من اجل تجسيم المشاريع والأهداف المدرجة ضمن البرنامج الانتخابي الرئاسي /معا لرفع التحديات/ والتي تشمل كل القطاعات والجهات والفئات مبرزا الدور الطلائعي الذي يضطلع به مناضلو التجمع في انجاح هذا البرنامج الرائد وتحقيق أهدافه الطموحة. وأبرز في معرض حديثه عن المحطات السياسية القادمة الاهمية التي تكتسيها البلدية باعتبارها الخلية الاساسية لممارسة الديمقراطية اذ يتصل نشاطها بالمشاغل الحياتية اليومية للمواطن مؤكدا ضرورة تحلي مرشحي التجمع للانتخابات البلدية بقيم التضحية ونكران الذات والعزم الراسخ على خدمة الصالح العام والانصات الدائم لتطلعات المواطنين وانتظاراتهم. وشدد في السياق ذاته على وجوب قيام المواطنين في سائر مدن البلاد وقراها بأداء واجبهم الجبائي البلدي ومعاضدة المجهود البلدي في مجال المحافظة على جمالية المدن التونسية ونظافتها تجسيما للبرنامج الانتخابي الرئاسي الذي اولى العمل البلدي مكانة متميزة. واكد السيد عبد العزيز بن ضياء من ناحية اخرى أهمية الانخراط الفاعل لمناضلي التجمع في النسيج الجمعياتي للمساهمة النشطة في نشر قيم المواطنة والاعتدال والعقلانية وخدمة الصالح العام مشيرا في هذا الصدد الى تنامي دور مكونات المجتمع المدني من منظمات وجمعيات في صنع القرار على المستوى الدولي. وابرز الدور الاساسي الذي يضطلع به التجمعيون في دحض افتراءات واراجيف المناوئين للوطن الذين لا يتورعون عن الاستقواء بعناصر خارجية وفي عرض الحقائق انطلاقا مما يتحلون به من روح وطنية عالية وحرص دائم على خدمة مصالح البلاد العليا. وأشار وزير الدولة على صعيد اخر الى توفق تونس الى مجابهة تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية مبينا ان الاجراءات الاستباقية التي اتخذها رئيس الدولة مكنت من الحد من تأثير هذه الازمة على النسيج الاقتصادي الوطني والحفاظ على نسق نمو ايجابي في معظم قطاعات الانتاج سيما القطاع الصناعي. وعبر مناضلو التجمع المشاركون في هذا الاجتماع الذي حضره بالخصوص الامين العام المساعد للتجمع المكلف بالجمعيات ووالي المهدية والكاتب العام للجنة تنسيق التجمع بها عن انخراطهم الفاعل في الخيارات الحضارية للرئيس زين العابدين بن علي وعزمهم الراسخ على المساهمة النشطة في تجسيم برنامجه الانتخابي الرائد وفي انجاح المحطات السياسية القادمة.
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 2 أفريل 2010)

 


ولاية القيروان: القادة التجمعيون ‘يصرخون ويستغيثون’، ولسيادة الرئيس يُبرقون


وافت القيادات التجمعية القيروانية الـ’كا سي بي’ (http://kcb.kairouan-tn.net/) بنص « صرخة استغاثة » وجهوها إثر اعتصامهم بمقر لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديموقراطي بالقيروان عشية أمس الأحد 28 مارس 2010 إلى سامي عناية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، وطلبوا نشرها، هذا أهمّ ما جاء فيها (نستثني فيها نقل من ذُكِرَ من الأسماء): الحمد لله

سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي، حفظه الله؛ الموضوع: صرخة استغاثة، وبعد؛

نحن مناضلو ومناصلات التجمع الدستوري الديموقراطي بولاية القيروان، نرفع إلى سامي سيادتكم هذه الصرخة حتى ترفع عنا المظالم المقترفة في حقنا حيث وقع الإمعان في إقصائنا عن كلّ المحطات الانتخابية ابتداء من الانتخابات التشريعية التي ضمت قائمتها أصدقاء أطراف معيـّنة (أي من الموكل إليها التعيين والتزكية) متجاهلين تمثيلية المناطق والفئات والقطاعات ومكونات المجتمع المدني، مخالفين تعليمات سيادتكم بضرورة اتباع مقاييس الإشعاع والكفاءة والنزاهة، ولعلّ حبـّـَنا ليسادتكم والتزامنا بالمبادئ النبيلة التي غرستموها فينا هي التي جعلتنا ننضبط ونعمل على إنجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية. سيادة الرئيس، لقد بشر بيان السابع من نوفمبر برفع الظلم وردّ الاعتبار للكفاءات والإطارات التي تعمل من أجل المصلحة العليا للوطن، ولكن ها هي الانتخابات البلدية داخل التجمع والمتعلقة بالثلث المـُعـَيـّن تفرز إقصاءات فضيعة وتكشف عن نوايا مبيـّتة لإفراغ التجمع من إطاراته ومناضليه الصادقين حاملة معها شعارا واحدا : إن أردت تعيينا في قائمات بلديات ولاية القيروان، فلا بدّ أن تكون تابعا وواليا لـشخص معيـّن. سيادة الرئيس، لقد جاء الثلث المـُعـَيـّن في قوائم بلديات ولاية القيروان متجاوزا للمقاييس التي وضعها الديوان السياسي إذْ وقع التفويض لشخص ما بوضع هذه القوائم التي لا تدين بالولاء لا لسيادتكم ولا للوطن وللتجمع إلا للشخص المذكور. سيادة الرئيس، إننا نلوذ ونستجير بحمى سيادتكم حتى ترفع عنا هذه المظالم. فثقتنا في سيادتكم كبيرة لما لمسناه من رعاية موصولة لولاية القيروان المناضلة التي حبيتموها بكلّ خير، مما أعاد لها إشعاعها. إننا نرفع هذه الصرخة لسيادتكم حتى ترفع عنا هذه المظالم والممارسات غير الديموقراطية. وفي الأخير، تفضلوا بقبول فائق عبارات الشكر والامتنان. عاش سيادة الرئيس زين العابدين بن علي؛ عاشت تونس حرة مستقلة؛ عاش التجمع حزب الأغلبية. الإمضاء: مناضلو التجمع الدستوري الديمقراطي بولاية القيروان. (المصدر: موقع كا سي بي (القيروان – تونس) بتاريخ 29 مارس 2010) الرابط: http://kcb.kairouan-tn.net/

لا… لــيــس الــجــواز الــتــونـسـي رمـز خـنــوع !!!

 


بقلم: عماد الطرابلسي     اشاطر الأخ عبد الرزاق همومه واسفه على هذا السقوط المتواصل و لكني ادعوه الى مزيد من تحري الدقة. فلا يمكن ان يكون الجواز الأخضر رمز خنوع باي حال من الأحوال بل هو رمز المواطنة التي وجب علينا النضال من اجل انتزاعها كاملة. و ليست المحاولات الشريفة من اجل الحصول على هذه الوثيقة الا مطالب مشروعة بل و مطلوبة من اجل افتكاك الحقوق التي لا نعلم مستبدا واحدا عبر التاريخ منحها شعبه مجانا حتى و ان مر ذلك عبر زيارة القنصليات التي لا تعدو – نظريا- الا ان تكون ادارة تمثل الوطن و الدولة. صحيح ان هذه الادارات قد تحولت جزئيا الى اوكار تجسس و ابتزاز ضد مواطنيها و من الطبيعي والمنتظر ان يتحول ممثل الدولة الى ممثل الحزب في بلد لا فرق فيه بين الحزب و الدولة. لقد عنيت بالمحاولات الشريفة تلك التي يدخل فيها الواحد منا لقنصليته علنا غير متسلل مطالِبا غير مطالَب عزيزا غير ذليل معلنا حقه الدستوري في الحصول على كل وثائقه بشكل روتيني دون المرور على اي ملحق امني و يخرج منها مرفوع الراس غير مطأطئ. و لا ارى في هذه البلاغات الرديئة و لو قطرة شرف واحدة حتى و ان راى فيها الأخ عبد الرزاق مدعاة للفرح انها لم تشهد للنظام بالنزاهة ولم تحمل الحركة مسؤولية الأزمة. ويبدو ان صاحب المقال قد اختار حسن الظن مع صاحب « بلاغ للراي العام » او انه اختار السلامة حتى لا يبطش به او يتعرض هو و اهله لسيل من اقذع الالفاظ كما فٌعِل من قبل بمن تجرا على ترجمة تعليق كتبتُه باللغة الالمانية -بسبب عدم توفري على لوحة مفاتيح عربية حينها- كنت قد انتقدت فيه بيان ميونخ الهزيل و اعتبرته مجرد خطوة في الاتجاه « الصحيح » لكن ستتبعها خطوات في طريق الاستسلام الكامل في سبيل الحصول على ضمانات لعودة دون متاعب تحقق اقصى الأهداف الا و هو اعمار بيوت تم تشييدها اثناء غربة تجاوز طولها تقديرات اصحاب البيان السيئ الذكر. ولو ان اصحاب الاسطر الممجوجة صدقونا القول معلنين ضعفهم واستسلامهم امام سياسة الابتزاز لاستحقوا سياسة المقاطعة التي سلطت على الثلاثة الذين خلفوا في تبوك أما انهم قد اصروا انهم فلاسفة آلوا على انفسهم الاجتهاد في فك الاشتباك و حلحلة الاوضاع أو احداث ثقب في الجدار و هلم جرا من تلكم الشعارات حتى و ان لم يسمح المستوى التعليمي لبعضهم كتابة نص غير سقيم, فاننا سنضطر حينها ان نكل امرهم الى الله كما فعل خير الخلق مع متخلفي يوم العسرة. الا أن ذلك لن يسقط حقنا في ابداء الراي على صفحات الواب التي لا يجوز ان تتحول فقط حكرا على رغبات الملحقين الأمنيين. أما و قد قرر موقع تونس اونلاين غلق منفذ الهواء الاخير لمن خنقتهم الغربة فان صاحب البلاغ يكون كمن سجل هدفا في الوقت البديل ليكون آخر العائدين في انتظار ان يجد التنويريون موقعا ظلاميا آخر قد يقبل بنشر سفاسف من قرر الخروج من نور العزة و الحرية الى ظلمات التملق من اجل العيش بين الحفر. و في اطار استعمال هذا الحق فاني اريد ان اؤكد على الأمور التالية: 1-أن هؤلاء معلني استقالاتهم على الواب نزولا عند رغبة محترفي الابتزاز ليسوا شرا محضا بل هم ضحايا الدكتاتورية كما نحن, الا ان الله لم يمنحنا جميعا طاقات متوازية للتحمل. و للمرة الألف اؤكد ان العيب لا يكمن هنا الا في تصوير الجبن- المبرر ربما- او الضعف امام عصا البطش والابتزاز او مطاوعة النفس في انهاء الغربة باي ثمن اوالرغبة المشروعة بالتمتع بما انفق عليه من كدح السنوات الى فلسفة مزعومة او فهم خصه الله به من دون الناس او الى صلابة عود في فقه الموازنات(لو نعلم قتالا لاتبعناكم) او الى رغبة في الاصلاح و درء فتنة شقاق ابناء الوطن الواحد(ان يريدون الا فرارا ولو سئلوا الفتنة لآتوها) او الى تفضيل الظالم المؤمن على من يراه شيوعيا حاقدا متسترا بالدفاع عن حقوق الانسان(هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا) او الى شجاعة غير مسبوقة النظير في « نقد الذات »(فاذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد اشحة على الخير)او الى تاسيس لانفراج قريب(نخشى ان تصيبنا دائرة) او الى طاعة وجبت لولي امر(بعضهم اولياء بعض). 2-ان هؤلاء يتحملون جزءا لا باس به في تمادي النظام في ابتزازه وازدياده غيا فلو لم يخضع احد لمطالب القنصليات غيرالمشرعة و مقايضاته الرخيصة لاصبح قبول النظام بعودة المهجرين فرادى دون شروط او بشروط اقل مسالة وقت فقط. جميعنا يعلم كيف كان حصول عوائل المهجرين المحتجزات في تونس على جواز سفر و مغادرتهن تونس يبدو امرا محالا اوائل التسعينات ليتحول- بفضل زلة امنية للمستبد و بفضل تحركات ونضالات و ضغوطات المنظمات الحقوقية الدولية و قبل كل شيئ بفضل صبرهن و صبر ازواجهن وعدم رضوخهم جميعا للابتزاز- الى واقع ملموس تدفقت فيه العائلات ليلم شملها في مشهد رهيب اعتبر حينها انتصارا حقوقيا باهرا. ألم يقلها ابن علي علنا بعد عودته من البرتغال و ما تعرض له من إحراج بالغ من نواب الشعب ان امنحوا كل مواطن جوازه دون استثناء. فكيف نلومه اذا أتاه المعارضون صاغرين يدقون ابوابه متسولين حقوقا كادت تصبح من المسلمات مقابل عروض سخية لم يكن ليحلم بها لولا هذا « السقوط الحر » لاشد معارضيه صلابة. ماذا ننتظر من نظام يرى خصمه يترك وسائل الضغط والاحتجاج ليحج الى قنصلياته عارضا خدمات جمع المعارضين على صعيد واحد حول بيان يدعم الرئيس في كل الدورات الانتحابية القادمة و آخر يشيد بتفوق تونس على فرنسا في العناية بالمعوقين و آخر ينسحب من حركة لم ينتم لها قط و آخر يشيد بدعم الرئيس للاسلام بعد اشهر من تحميله شخصيا مسؤولية تدنيس المصحف و آخر لا يفوت حتى مصيبة الموت ليشيد بتعاون القنصلية …… ان مما يدرس للاطفال في المدارس في المانيا ان مكاسب الحرية و حقوق الانسان التي تحققت يجب ان يدافع عنها يوميا بالايدي و الارجل و الا فانها ستضيق تدريجيا من قبل الدولة التي من طبيعتها الرغبة في توسيع صلاحياتها كاي دولة حتى ليتارجح الفصل الاول من الدستور ان لم تتكاتف نضالات الجميع من اجل الحفاظ عليها. اذا كان هذا حال اعتى الديمقراطيات فكيف بدولة لا مكاسب مدنية لها اصلا و لم يعرف تاريخها سوى رئيسين أزيح الاول قسرا و استمرأت معارضتها الذل و الاستجداء. 3- ان هؤلاء ليسوا المسؤولين وحدهم عن حالة التردي بل هو غياب العقل المدبر داخل معارضة المهجر. لقد كان منهج التخوين لمن ارتاد القنصليات خطا بينا زاد في عزلتها حتى بدا المعارض في نظرموظف القنصلية كائنا من نوع خاص يكره وطنه و كل ما يمت له بصلة و ربما يرى فيه- اي في الموظف- كافرا عدوا و الموظف في نظر المعارض مخبرا عدوا لكل ما هو اسلامي. لقد كان من الحكمة ان يتعامل المعارضون مع قنصلياتهم بمنطق المطالبة بالحقوق بعزة المواطن دون مساومة او خضوع و لكن في الآن نفسه دون ابداء العداوة اذ اغلب الموظفين تونسيون بسطاء يؤدون وظيفتهم فقط من اجل لقمة العيش. 4- ان مثل هذه البيانات منحة للمعارضة التي اختلط صفها بالحابل و النابل حتى صار المتسلقون والانتهازيون و الوصوليون سواد الصفوف الاولى فيها حتى من الله عليها بانفلونزا العودة « الكريمة » 5- اخيرا فان الاوضاع غير مؤبدة في تونس او غيرها و ان من جعل الدنيا في قلبه مهما كانت حلوة خضرة عليه الا يعول على قصر ذاكرة الشعوب اما من كان عمله خالصا فسيعود حتما الى تونس عزيزا غير مرتجف في اروقة الداخلية اما شهيدا كما عاد محسن رحمه الله او شاهدا على قصر عمر الظلم مهما طال.

(المصدر: « الحوار نت » (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 3 أفريل 2010)


السنابل …  مشروع إذاعة حرة ينتظر الترخيص


مرت قرابة أربعة أشهر على إيداع مطلب لدى مكتب الضبط بوزارة الاتصال  والعلاقة مع مجلس النواب والمستشارين للحصول على ترخيص لإذاعة خاصة تحمل اسم السنابل وهي إذاعة حرة محلية من المفترض أن يغطي بثها جهة جندوبة. وحسب مسودة المشروع فان السنابل إذاعة شاملة مع تركيز خاص  على الأبعاد الثقافية والاجتماعية  والاقتصادية والتاريخية لجهة جندوبة وانفتاح مرن على كل طاقات  وكفاءات وإبداعات الجهة خاصة الطاقات الشبابية  والكفاءات الجهوية التي لم تجد فرصة او حظ في الفضاءات السمعية الموجودة حاليا. ان   مقترحات  وتصورات برامج الإذاعة تشمل الجانب الفني – الموسيقي من خلال برامج تسعى إلى تقديم الأغاني الهادفة  والموسيقى الراقية مع اهتمام  حقيقي بالتراث الغنائي – الموسيقي  للجهة , اما الجانب الاقتصادي – الاجتماعي فتؤثثه برامج تهدف الى التعريف بالإمكانيات الطبيعية للجهة  وتمكين أبناء الجهة من فضاءات للتواصل  والتعاون والشراكة وتقديم معلومة شفافة للفاعلين الاقتصاديين ومختلف الأطراف الأخرى  جهويا. اما ثقافيا فان الجهة تزخر بكفاءات  وطاقات  وابداعات ولهذا فان برامج الإذاعة يهدف الى تمكين هذه الطاقات من إيصال صوتها وأفكارها الى ابناء الجهة . ان اذاعة السنابل  وان كانت مبادرة فردية في مستوى الفكرة فهي  ملك لكل ابناء جهة جندوبة ان  تحول هذا المشروع الى حقيقة  ولهذا نامل من السلط ذات الاختصاص  منح ترخيص  لاذاعة السنابل حتى تكون صوتا  وقلبا لكل  ابناء هذه الجهة. ان هذا المشروع الاعلامي المتواضع جدا في خضم هذا الكم الهائل من الفضاءات الاعلامية  المكتوبة والبصرية والسمعية والالكترونية ذات الامتدادات الدولية والامكانيات الهائلة  قد يمثل  على تواضعه  اضافة نوعية  اعلاميا لجهة جندوبة لما  تلعبه هذه الفضاءات الاعلامية الصغيرة من دور كبير في تنمية العلاقات الجهوية وتنمية الحس المواطني  . محمد العيادي  صاحب  مبادرة اذاعة السنابل – جندوبة   


الفنان الشاب سيف  يحتفي بصدور ألبومه الأول //مبروك عليك//

 


تونس 3 أفريل 2010 /وات/-بمناسبة صدور ألبومه الأول //مبروك عليك// عقد مساء الجمعة بالعاصمة الفنان التونسي الشاب سيف الطرابلسي لقاء صحفيا تخلله حفل توقيع لالبومه الجديد وذلك بحضور الموزع مدحت خميس والملحن أحمد موحي من مصر والفنان والملحن التونسي غازي العيادي وعدد من الفنانيين والاعلاميين. وأثناء تقديمه لهذا العمل الفني ذكر الفنان سيف أن الألبوم يتكون من مجموعة من الأغاني هي /الله يعوض علينا/ و/يكفيك شرهم/ من كلمات ناصر الجيل وألحان غازي العيادي و/حبيت من كل قلبي/ كلمات مصطفي موسي وألحان أحمد موحي و/وياك أنا برتاح/ كلمات أحمد علي موسي وألحان أحمد موحي فضلا عن اربع اغان من تاليف والحان الفنان سيف هي /روح الله يسهلك/ و/ازيك وازي حالك/ و/جوايا احساس/ و/مبروك عليك/ التي وقع عليها الاختيار لتكون عنوانا للالبوم وهي من النوع الشبابي وتدعو كلماتها الى /اعلاء الحب كقيمة انسانية خالدة/. لدى اجابته علي تساؤلات الصحفيين ذكر سيف أنه يعمل من أجل اثبات حضوره في الساحة الفنية من خلال انتاجات خاصة به بهدف تكوين رصيد من الأغاني تعبر عن هويته وموهبته الفنية مضيفا أنه يريد أن يعرف داخل الوسط الفني ولدي الجمهور وفي وسائل الاعلام ب/صاحب الصوت الصادق/. وأشار الي ولعه باللون الشرقي منذ صغره دون أن يهمل الطابع التونسي وذكر في هذا الاطار أنه بصدد الانتهاء من تنفيذ أغنية تونسية من كلماته تحمل عنوان /يا مشيب رأسي/ كما ينكب على انجاز ألبوم تونسي مائة بالمائة. يذكر أن الفنان سيف عرف منذ صغره بحبه للموسيقي والغناء حيث درس الموسيقي بمعهد باردو وهو في الثالثة عشر من عمره. ونشأت ذائقته الموسيقية علي أنغام وصوت العندليب عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية وميادة الحناوي وكارم محمود وغيرهم من عمالقة الطرب العربي. وكان أول ظهور له في مهرجانات صائفة 2009 مع الفرقة الوطنية للموسيقي اضافة الي حضور متميز مع الفنان غازي العيادي. ولنحت موهبته تعامل الفنان الشاب سيف مع ألمع الوجوه الفنية العربية في مجال التأليف والتلحين والتوزيع على غرار الشاعر المصري ناصر الجيل والملحنين أحمد موحي وغازي العيادي وقد استأثر الفنان والموزع الموسيقي المصري مدحت خميس بانجاز اغاني البوم سيف الاول /مبروك عليك/،انتاج http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=16621&Itemid=29  
 
زياد الهاني


بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل و كاتب في الشأن الوطني  و العربي و الإسلامي
الحلقة 5 : 

الاعتزاز بالتاريخ الوطني جزء من الشخصية و الهوية الأصيلة المستمدة من الإسلام

  


أواصل الكتابة حول التاريخ المعاصر لدعم الذاكرة الوطنية و الاعتزاز بأمجادنا و تاريخنا و رموزنا و زعمائنا و قادتنا و لكل شعب في الدنيا له تاريخ ورموز و زعماء لهم بصماتهم و مواقفهم و تضحياتهم و الشعوب في العالم اجمع يعتزون بانجازات و انتصارات و بطولات قادتهم و رموزهم و يعظمونهم على مر العقود بكل إجلال و إكبار.   و نحن في تونس نعتز بتاريخنا المجيد و نقدر مواقف زعيمنا المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله ورفاقه العظام الأوفياء الذين ساندوه و دعموا نضاله و كفاحه و كانوا معه في السراء و الضراء أيام المحن.   افريل 1958 يقظة و استعداد   يوم 17 افريل 1958 :   انذر المجاهد الأكبر فرنسا بالرجوع إلى مجلس الأمن و قال سيادته إن التنازلات التي قبلتها تونس في مقابل الجلاء سنتراجع فيها وسنعيد القضية إلى المحفل الدولي لمناقشتها.   يوم 23 افريل 1958 :   اتصل المجاهد الأكبر برسالة من الكاتب العام لمؤتمر الدول الإفريقية المستقلة المنعقدة باكرا تعبر عن تضامن المؤتمر مع المجاهد الاكبر رئيس الجمهورية في الجهود التي ماانفك يبذلها في سبيل إيجاد حل سلمي للقضية الجزائرية التي هي القضية الأهم.   يوم 26 افريل 1958 :   سافر وفد الحزب الحر الدستوري للمشاركة في ندوة الوحدة المغاربية.   ماي 1958   يوم 5 ماي 1958 :   استقبل الرئيس بورقيبة و لاة الجمهورية و أصدر لهم تعليماته لتوزيع الأراضي الصالحة للفلاحة و التابعة لأملاك الدولة على المواطنين في الجهات.   يوم 7 ماي 1958 :   أعلن الرئيس تأييده لمقررات ندوة طنجة بعد أن أطلعه عليها الوفد الثلاثي. و معلوم إن ندوة طنجة تمخضت عن قرارين و هما تحقيق الوحدة الفيدرالية بين أقطار الشمال الإفريقي تونس و الجزائر والمغرب. وقد ترأس الوفد التونسي الأستاذ الباهي الادغم الأمين العام للحزب الحر الدستوري التونسي و من أهم المقررات العمل على استقلال الجزائر و تحريرها من الاحتلال الفرنسي البغيض. و أوصت الندوة بتشكيل حكومة جزائرية في المهجر و بذل الجهود الكفيلة بتوحيد الشمال الإفريقي.   يوم 9 ماي 1958 :   توفي الزعيم علي البلهوان رحمه الله عضو الديوان السياسي للحزب و شيخ مدينة العاصمة اثر سكتة قلبية فشيع الشعب جنازته في موكب رهيب يتقدمه المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة و أعضاء الحكومة و الديوان السياسي للحزب.   يوم 14 ماي 1958 :   قام المجاهد الأكبر الرئيس الحبيب بورقيبة بزيارة تفقدية إلى منطقة أحياء أراضي وادي مجردة للإطلاع على عمليات الأحياء الجارية بها فزار قطعتي ارض أنموذجين لزراعة الأرز و القطن و مؤسسة لتربية الحيوانات و كذلك المدرسة الفلاحية بمركز التخصص في غراسة البساتين و الأشجار المثمرة بسيدي ثابت. و بهذه المناسبة وجه الرئيس نداء إلى الشعب للإقبال على التعليم الفلاحي.   يوم 22 ماي 1958 :   طالب فخامة الرئيس في خطابه الأسبوعي الحكومة الفرنسية بالجلاء التام العاجل و دعا الشعب و الجيش إلى الحيطة و الاستعداد للطوارئ بعدما تفاقمت تحرشات المتمردين الفرنسيين في الجزائر.   يوم 23 ماي 1958 :   خرج الجيش الفرنسي من ثكناته ببرج البوف و حاول اختراق السدود و لكن القوات التونسية المرابطة بخط كمبوط جنوب شرقي رمادة منعته من التقدم فاندلعت معركة حامية استنجد فيها جيش الاحتلال الفرنسي بتشكيلة من الجزائر و رغم ذلك فشل في اجتياز الخطوط التونسية . و اندلعت اثر ذلك معركة أخرى استعملت فيها فرنسا الطائرات القادمة من الجزائر و خربت مدرسة رماده الابتدائية من طرف جنود الاحتلال الفرنسي و اغتيل مديرها و أسرته.  وهي من افضع و أبشع الأعمال الإجرامية للاحتلال الفرنسي مثلما تفعل اليوم إسرائيل مع إخواننا في غزة بفلسطين.   يوم 25 ماي 1958 :   نادى الديوان السياسي للحزب بتعبئة جميع القوى الشعبية و تسخيرها للعمل مدة أسبوع كامل أطلق عليه أسبوع اليقظة و دعا الموطنين إلى الانتباه و التحفز والى الاستعداد للتضحية في سبيل المحافظة على سلامة الوطن و صون سيادته.و انبثقت لجان اليقظة في كل مكان من أنحاء الجمهورية.   يوم 27 ماي 1958:   أصدر الحزب و المنظمات القومية نداء إلى الشعب التونسي بالإضراب احتجاجا على تعديات الجيش الفرنسي و خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات صاخبة تنادي بالجلاء و السلاح. و في ساحة القصبة خطب الرئيس الحبيب بورقيبة في جماهير المتظاهرين الذين زاد عددهم 300 ألف مواطن و قال الرئيس بالخصوص لا بد أن نظفر بنتيجة سواء تعنتت فرنسا أو عادت إلى الجادة إذ لا بد من خروجها من أرضنا طال الزمان أو قصر لذلك يجب أن تكونوا مؤمنين بان النصر لنا وحليفنا و إذا ظهرت صعوبات أو آلام أو محن أخرى فيجب أن نتهيأ لها و ينبغي أن نصمد و أن ترددوا في أنفسكم ما قلته لكم و هو إن هذه المحنة ستقربنا من ساعة الخلاص (اشتدي أزمة تنفرجي).   يوم 29 ماي 1958  :   طلبت الحكومة التونسية رسميا عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد للاعتداءات المتكررة التي تقوم بها قوات الاحتلال الفرنسي على التراب الوطني .   يوم 31 ماي 1958 :   دعت الجامعة الدستورية لتونس العاصمة بمناسبة عيد النصر إلى تنظيم سهرات  حول السدود التي تحيط بأهم  شوارع العاصمة وهرولت جموع المواطنين إلى السدود و ألقى أعضاء الجامعة و راء السدود كلمات بينوا فيها فائدة المرابطة و الجهاد و فضحوا النية التي تبيتها و تسعى لها الجيوش الفرنسية بتونس و دعوا المواطنين إلى ملازمة اليقظة في أماكن السدود.       جوان 1958   يوم 2 جوان 1958 :   عقد مجلس الأمن اجتماعه للنظر في شكوى تونس ضد فرنسا الاستعمارية.   يوم 3 جوان 1958 :   قرر الديوان السياسي للحزب تجديد أسبوع اليقظة أسبوعا ثنائيا و أدلى فخامة الرئيس بحديث خاص إلى صحيفة الاوسرفرا البريطانية قال فيه  إن جلاء القوات الفرنسية عن البلاد التونسية هو الشرط الأول لكل تفاوض مع فرنسا. كما أدلى بتصريح آخر إلى جريدة ايتانبو الايطالية جاء فيه بالخصوص على القوات الفرنسية أن تنسحب من تونس لأننا لم نعد نطيق حضورها في بلادنا .   يوم 4 جوان 1958 :   قرر مجلس الأمن تأجيل مناقشته في شكوى تونس إلى يوم 18 في نفس الشهر.   يوم 9 جوان 1958 :   أدلى فخامة الرئيس بتصريح لشبكة الإذاعة و التلفزة الأمريكية ن ب س قال فيه: اننا مستعدون للنقاش مع فرنسا في شان اتفاق مؤقت إلى أن يتخذ الشمال الإفريقي الموحد القرارات النهائية الخاصة باتجاه المغرب العربي كله.   و في نفس اليوم وصل إلى تونس الرئيس كوام كرومة رئيس جمهورية غانة في زيارة رسمية بدعوة من أخيه الحبيب بورقيبة رئيس الدولة التونسية ردا على الزيارة التي قام بها الزعيم بورقيبة الى غانا سنة 1957.   يوم 12 جوان 1958 :   أدى الرئيس زيارة تفقدية إلى سد العروسة الكائن بجهة طبرقة بولاية جندوبة و من هناك ألقى  خطابه الأسبوعي الذي جاء فيه مثلما توجهنا إلى السدود لتقوية جانب الدولة عسكريا يجب أن نقوي جانبها في النواحي الاقتصادية لتوفير الشغل و الحياة الكريمة لكل المواطنين.   تعاون مغربي   يوم 17 جوان 1958 :   تم الاتفاق بين الحكومتين التونسية و الفرنسية على جلاء جميع الجيوش الفرنسية عن التراب الوطني في اجل مضبوط باستثناء قاعدة بنزرت التي ستفتتح بشأنها مفاوضات خاصة فيما بعد و في نفس اليوم افتتحت المباحثات التونسية المغربية الجزائرية حول كيفية مقررات ندوة طنجة التاريخية.   يوم 19 جوان 1958 :   تبادل رئيسا الوفدين التونسي و المغربي وثائق المصادقة على معاهدة الأخوة و التضامن بين البلدين الشقيقين. و في نفس اليوم وضع الرئيس الحبيب بورقيبة الحجر الأساسي للميناء الجديد بمدينة المهدية. و قد أبى سيادته إلا أن يشاركه في هذا العمل السيدان احمد بالفريج رئيس الحكومة المغربية و فرحات عباس رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة و هما رئيسا الوفدين المغربي و الجزائري.   ضرورة الاتصال المباشر بالفلاحين   و بهذه المناسبة ألقى المجاهد الأكبر خطابا أعلن فيه رفع الحواجز التي أقامها الجيش و الشعب  بتعليمات من الحزب الحر الدستوري لعرقلة حركة الجيوش الفرنسية و قال: إن  ظفرنا بالجلاء انتصار لتونس و قال أيضا لقد حققنا الجلاء بالشجاعة و إعمال  الرأي و الدبلوماسية .   يوم 20 جوان 1958 :   صدر بلاغ مشترك عن ندوة تونس جاء فيه على الخصوص: يعرب المؤتمر عن ارتياحه إلى الاتفاقية التي تمت حول جلاء القوات الفرنسية عن البلاد التونسية. و صدر في نفس اليوم بلاغ مشترك تونسي مغربي ابرز الخطوط التي تم الاتفاق عليها بين البلدين لبعث التعاون الكامل:   تأليف لجنة تعاون اقتصادي. تنسيق السياسة الاقتصادية. تأليف لجنة تعاون ثقافي و فني لتوحيد التعليم و القضاء و تبادل الأخصائيين. إحداث خط جوي مباشر بين الرباط و تونس. توحيد التمثيل الدبلوماسي بين القطرين التونسي و المغربي.   قرارات هامة لدعم التعاون الثنائي بين تونس و المغرب في إطار دعم الوحدة.   يوم 24 جوان 1958 :   قال فخامة الرئيس في تصريح إلى مندوب و كالة فرانس براس: لا يمكن التوصل إلى مرحلة استقرار حقيقي بين تونس و فرنسا ما دامت الحرب متواصلة بالجزائر و لم تتحصل على استقلالها الذي هو الشرط الأساسي و الضامن للاستقرار بالمنطقة.   إلى اللقاء بحول الله في حلقة قادمة              


الانتخابات البلدية في حدود المقارنة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة

 


بقلم : عبد الفتاح كحولي   في سياق متابعة الصّحافة التونسية لنشاط الأحزاب والمراحل التي أدركتها في إطار استعدادها للاستحقاق الانتخابي البلدي برز حديث حول عجز الأحزاب عن تشكيل قائمات في مختلف الدوائر ومن ثم عجزها عن الحصول على 25 % من المقاعد وهو النّصيب المخصّص للقائمات غير الأغلبية كما برز الحديث عن دور محتمل للمستقلين بوصفهم البديل المقنع عن القائمات الحزبية. وإذا كان هذا الحديث ذا مضمون سياسي ومرتبطا بإشكالية حقيقية يثيرها المجال السياسي التونسي فإنه ينطلق من ملاحظة ذات طابع تجريبي( observation empérique) مفادها عدم انتشار الأحزاب في مختلف الجهات وعجزها عن تكوين قائمات في كل الدوائر البلدية وهي ملاحظة على غاية من الدقة، لكن ما يخشى أن تقود بداهتها إلى بناء استنتاجات آلية من قبيل فشل الأحزاب وتقاعسها عن القيام بدورها وانتهاء الحاجة إليها لأن مثل هذه الاستنتاجات تعبّر عن انخراط في نمط من التفكير التبسيطي اليومي فالمرور من الملاحظة وبداهتها المغرية إلى الاستنتاج لا بدّ أن يتّخذ مسار إعادة بناء الواقع والبحث عن آلياته من أجل الوصول إلى استنتاجات أبعد عن روح البداهة الظاهرة في الملاحظة ولا يتأتىّ ذلك إلا بالبحث في الأسباب الكامنة وراء ضعف حضور الأحزاب في الجهات وخاصة من جهة تاريخية الظاهرة الحزبية وكذلك البحث عن الأدوار التي تلعبها هذه الأحزاب في سياق تاريخي له خصائصه ورهاناته المركزية . لذلك ستحاول هذه الورقة محاورة بعض الأفكار المسبقة من أجل فهم أفضل للمجال السياسي التونسي وتحديد المسارات الممكنة ارتباطا برهان التحديث. 1 – في المقارنة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة: يميل البعض إلى تبخيس الأحزاب السياسية عبر التأكيد المستمرّ على ضعف هذه الأحزاب مقارنة بالحزب الحاكم وهي مقارنة ماكرة لأنها تلغي التاريخ السياسي لتونس وتساهم في نشر وعي مباشر لا يخدم رهان تحديث المجال السياسي . فلا أحد يشك في كون الحزب الحاكم هو الأكثر حضورا في مختلف أنحاء البلاد في المجالين الحضري والقروي ولكن من أهم الأسباب التي ساهمت في جعل الحزب الحاكم الأكثر انتشارا العامل التاريخي إذ مثل هذا الحزب رغم التطورات التي عرفها امتدادا للحركة الوطنية فورث هياكل ممتدة على كافة أنحاء البلاد كما مثل طيلة عقود العنوان الأوحد للحياة الحزبية وهو ما ساهم في خلق حالة من الاندماج بين هياكله والبنى الإجتماعية مستفيدا من حالة التداخل بينه وبين الدولة. فعلى الرغم من أهمية المحاولات المستمرة لتجديد هذا الحزب خاصة في المنعطفات التاريخية الكبرى فإن الأسبقية التاريخية كانت العامل الرئيس في انتشاره وحضوره في مختلف الجهات. أمّا الأحزاب الأخرى فقد تشكلت حديثا وارتبط وجودها برهانات أخرى غير رهان التحرير الذي يظل الأقدر على تعبئة مختلف فئات الشعب فلم تكن مهمتها سهلة ومن ثم عجزت موضوعيا عن تحقيق نفس الحضور الذي حققه الحزب الحاكم فعدم الاحتكام إلى التاريخ السياسي والسياقات المؤطرة لتأسيس مختلف الأحزاب يمكن أن يوقعنا في أخطاء على مستوى فهم الظاهرة الحزبية  في تونس بمختلف مكوّناتها ومن ثم تصبح المقارنة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة مقارنة غير موضوعية حاملة لمكرها الخاصّ. 2 – في ضبابية فكرة المعارضة: يلجأ البعض إلى اختزال الحياة السياسية في الثنائية التقابلية سلطة / معارضة وهي ثنائية حاملة لإرث تاريخي معيق لتطور الحياة السياسية من جهتين . فهي تساهم في تكثيف الوعي بخطورة الإنخراط في الحياة السياسية لدى فئات واسعة ارتبطت المعارضة في وعيها وانطلاقا من إرث الماضي بمعاني المغامرة والعداء للنظام وسوء العاقبة . كما تساهم هذه الثنائية في  الشعور بعدم الرضا على الأحزاب لدى فئات أخرى انحصر دور السياسة لديها في الوقوف الدائم في وجه السلطة وهي تتمثل في وعيها تجاوب الماضي إلى حدّ جعلها لا تستسيغ امكانية التوافق بين السلطة والمعارضات وتعتبره استسلاما ونوعا من التماهي بين الطرفين ومن ثم عدم جدوى الانخراط في مثل هذه الأحزاب. إن هذا التمثل لدور الأحزاب في الحياة السياسية أعاق نموّها بما يجعلها أمام تحدّ حقيقي هو كسر هذه الصور النموذجية لدور المعارضة ولن يتأتى ذلك إلا بمقارعة الفكر اليومي والوعي المباشر من أجل البرهنة على مشروعية وجودها في سياق تاريخي لا يحمل نفس شروط التجربة الماضية. إن هذه الأحزاب السياسية لا ترتكز في وجودها على فكرة بسيطة بل على فكرة مركّبة لا بد من استيعابها فهي منخرطة في مجهود جماعي يسعى إلى مقاومة كل أشكال التأخّر التاريخي على مختلف الصعد من أجل بناء المشترك الضامن للرقي بالبلاد وتحديثها في مختلف المجالات ومنها المجال السياسي بما يجعلها أمام واجبات والتزامات لا مفرّ منها ومن ثمّ أمام تقاطعات مع السلطة نفسها وهي في الآن نفسه مدعوّة إلى إبراز خصوصياتها داخل إطار ذلك المشترك فالعلاقة التي يفرضها السياق الحالي  بين السلطة والمعارضة تقوم على جدلية التوافق والاختلاف لذلك قلنا إن الفكرة التي تسوّغ حضور هذه الأحزاب هي من قبيل الأفكار المركبة والأحزاب مدعوة إلى توضيحها من أجل كسر الصور النموذجية حولها من هذا الطرف أو ذاك ومن أجل فتح مجرى أمام نموّ فكر سياسي حقيقي مرتبط بخصوصية مجالنا السياسي بعيدا عن كل التعميمات المضلّلة ودون القيام بهذه المهمّة ستظل صورة الأحزاب قابلة للكثير من أشكال التشويه. 3 – في دور الإعلام: إن الاكتفاء برصد التطورات الحاصلة في مستوى الهياكل الحزبية أثناء المؤتمرات العامّة ومحاولات تضخيم الأبعاد الناجمة عن بعض حالات الخروج عن هذا الحزب أو ذاك وولوج عالم  » الكواليس » لن يجعل الإعلام قاطرة للتنمية السياسية فهذا النمط من الرّصد لن يزيد إلا في تهويل دور الأفراد وإلغاء دور المؤسسات وصياغة تاريخ حزبي مقترن بتاريخ الشخصيات والاستمرار في تقليد « تاريخ الملوك » في حين يفرض الأفق المعاصر نمطا آخر من التاريخ ينأى بنا عن روح التقليد . فعلى الإعلام أن يشقّ مجاري جديدة لمتابعاته حتى يفيد الرأي العام ويساهم في التنمية السياسية. عليه أن يرصد التحولات الجارية في صلب الأحزاب على صعيد الفكر والسياسات والبرامج والأطر التنظيمية ليساهم في نشر صورة واضحة حول الحياة الحزبية بعيدا عن « التفاعلات الشخصية » وهو ما تحاول الصحافة الحزبية القيام به بوصفه واجبا ينطلق من احترامها للرأي العام ولكل الأطراف المكوّنة للمجال السياسي . إن المساهمة في توضيح صورة  » المشهد السياسي » والتطورات التي يشهدها على مستوى تمثل أطرافه لتحديات المرحلة ورهاناتها بإمكانها أن تزيل الكثير من الغموض حول الأحزاب ودورها وأهميتها في تجربة مجتمع يسعى إلى اللحاق بركب التقدم. 4 – الأحزاب ، .المستقلّون ، الإنتخابات البلدية: لا يستطيع أحد إنكار دور المستقلين في تنشيط الحياة السياسية ولا أحد ينكر حقهم في الترشح وتمثيل الشعب ولكن من غير الممكن الحديث عن مستقلين يمثلون البديل عن القائمات الحزبية ففي كل المجتمعات توجد أحزاب ويوجد مستقلون قد يتسع عددهم وقد يتقلص بحسب الظرف السياسي ولكن يبقى للأحزاب دورها الرئيس خاصة في ظروف مجتمعاتنا التي تسعى إلى تحقيق الرقي عبر مجهود  مشترك لكل فئاتها وأطيافها فالأحزاب في تونس تقوم بدورمهم لا يمكن إنكاره بحجة عجزها عن الحضور في كل الجهات وأهمّ ما تقوم به هو مشاركتها الفاعلة في بناء التجربة التعددية والسير بها نحو آفاقها المرجوّة. ثم إن هذه الأحزاب لم تدّخر جهدا حتى تكون مساهمتها واضحة في إنجاح مختلف الاستحقاقات الوطنية ولم تتقاعس عن القيام بدورها ورغم بعض الخلل الذي يشوب عملها فإن الأسباب الموضوعية التي أشرنا إليها سابقا هي العامل الرئيس في نقص انتشارها وإذا أردنا تطوير الحياة السياسية في ضوء الحقائق التي أكدت عليها الصحافة فإن ذلك لا يتأتى بإنكار دور الأحزاب وتبخيسها بل يفتح حوار حول الآليات الممكنة للارتقاء بفعلها وتقييم نتائج الانتخابات البلدية تقييما موضوعيا من أجل التفكير في « إجراءات مرافقة أخرى لتسيير عمل الأحزاب ودعم مشاركتها في واقع سياسي يتّسم بحقائق لا يمكن إنكارها من بينها صعوبة تشكيل قائمات بلدية في الكثير من الدوائر بسبب غياب الموارد البشرية الحزبية الكافية لتشكيلها في مناطق عديدة ولتكن الانتخابات البلدية القادمة فرصة تثبت فيها الأحزاب السياسية جديتها ولتكن أيضا فرصة لمزيد النظر في رهاننا السياسي من أجل تطويره . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )العدد131 الصادر بتاريخ 2 أفريل 2010)  


إليكِ


إليكِ وكل الذي في الفؤاد  قليل إليكِ وكلّي لك عاشق وأميل إليك وأنت التي كلّ أيامي فرحا تحيل إليك  أخط حروفي وما قيل انت وأنت ما سأقول إليك وكلي ّشوق أضمّك فيّ وأحياك حلما غدا يستحيل إليك وكم يا تناءيت عنك وكم بات هجري فيّ يطول إليك بلادا غدوت بلاها فؤادا عليل ودارا إليها أتوق وحبراأسيل وفيها أسافر عبر الحروف  قصيدا أجيئها قيلا ثقيل وأرضا لذكرى تناثر فيها صبايا وأيام طفل لكهل يحيل  إليك وكل الذي كان منك جميلٌ وما سيجيئ أراه جميل إليك وما غيّر النأي قلبي فمازال عشقكِ فيّ أصيل إليكِ وكل المراسي بشاطيك ترسي وكلّ الدروب إليك تحيل إليكِ سأحياكِ نأيا وهجرا هناك ولكنَّ نسيانك  مستحيل                 جمال الدين أحمد الفرحاوي لندن في 13/3/2010 farhaoui jamel eddine ahmed

هل الفكر العربي الإسلامي في أزمة ؟- الجزء الأخير –

 


بقلم : الأستاذ المولدي شاوش   إن الفكر العربي الإسلامي لا يثبت الثبات المرجو وترتكز دعائمه الصلبة إلا بأهله العاملين والراغبين في التغيير إلى الأحسن والساعين إلى امتلاك آليات التحديث ، التي لا تزال مفاتيحها بعيدة عنا طالما نحن في غيبوبة لا نتحرك ، ولا نبذل الجهد في الطريق الصحيح لأن أفكارنا لا تزال برمجيتها معتمدة على الماضي فقط ، ودون نظر إلى حاضرنا المختلف الذي تفشت فيه العطالة الفكرية في مختلف الإتجاهات ، وأصبح بيننا وبين التنوير الصحيح مسافات من التصحر والجفاف ونحن نترقب في محطة الإنتظار الزمن الوردي الذي لا ولن تأتي به الصدف والمعجزات ،   إنما تأتي به الإرادة الخلاقة الفاعلة والتي تفرق بين الجوهر من الدين الذي تتضمنه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وبين الأحكام الإجتهادية الأخرى لأيمّة الدين المبنية على علة أو عرف متغير أو مصالح مرسلة تقتضيها حاجة الناس في المجتمعات الإسلامية لأن جوهر الإسلام له البقاء والخلود ، وما عدا ذلك فإن أحكامه قابلة للتطور وإعمال الرأي ، وهذا مبدأ من المبادي التي ميزت هذا الدين عبر العصور عن غيره من الأديان . فالتطور والإجتهاد في الفكر الإسلامي ، ليس معنى ذلك أن نغير ونحول المبادئ والأهداف والقواعد الشرعية للإتجاه بها نحو الأفكار المادية البحتة والمسايرة للأهواء . كلا وألف كلا لأن هذا يسمى ذوبانا في المستنقعات الآسنة.    » فالمجتمع المسلم المعاصر في نظر التفكير الإسلامي المحافظ ينبغي أن يتقيد كل التقيد بما كان عليه المجتمع المسلم الأول في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين على الخصوص فلا يكاد يوجد إذن للعقل والإجتهاد دور للتكيف إسلاميا مع مقتضيات العصور . ومن المؤكد أن ( الطالبان حكام أفغانستان ) قبل 11 سبتمبر 2001 كانوا يمثلون المنظور السياسي الديني الإسلامي الأشد تحفظا أو تطرفا على الإطلاق في العالم الإسلامي في العقود القليلة الماضية …..إلا أن المجتمع الإنساني الأمثل في القرن الحادي والعشرين اليوم أو في الماضي القديم أو في المستقبل البعيد ، لا يبدو أنه قابل للتحقيق إلا في تلاحم جدلي بين الروحي والمادي ، يجب حصول الحوار المثمر والمستمر بين المعرفة الإنسانية المادية ، والمعرفة السماوية الروحية . ومن ثم ينبغي تبني هندسة المجتمع العالمي أو المجتمع الصغير نتيجة لحوار متواصل بين الهدي السماوي وهدي العقل الإنساني هنا على الأرض ، إنه  » باختصار  » مجتمع حوار العقل مع النقل كما أكد على ذلك النص القرآني بكل وضوح ، وكما نادى بذلك أهل الذكر المسلمون الأولون عن علماء وفقهاء ، ومفكرين في الحضارة العربية الإسلامية في أوج نهضتها وسيادتها في العالم بأسره . فالآيات القرآنية المتحدثة عن سمة التفكير المميزة للإنسان عديدة  » ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلا  » (الإسراء الآية 70)  إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون  »  » إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون  »  » إن في ذلك لآية لقوم يتذكرون  »  …. فالدعوة إلى أهمية التفكير في القرآن كانت دائما موجهة إلى الإنسان وهذا يعني أن التفكير هو ميزة الإنسان الكبرى التي تفصل بيننا وبين بقية المخلوقات بطريقة جذرية قاطعة ، وتعطيه وحده في الوقت نفسه التأهل الكامل لأداء دور الخلافة / السيادة في هذا العالم . إذن فالدعوة إلى التقليل من شأن التفكيرعند الإنسان تتعارض مع موقف الإسلام المستوحى من القرآن والسنة  كما أنها تتناقض أيضا مع مقولة الإسلام المشهورة وهي :  » أنه دين عقل ونقل وليس دين نقل فقط  » الدكتور محمود الذوادي المجلة العربية عدد 391 أوت 2009 ص 87 . فأزمة الفكر الإسلامي  وإن بدت فيه بعض العناصر التنويرية هنا وهناك ، إلا أن ذلك لا يفي بالطموحات المنشودة ، حيث إن الأفكار المتحجرة والجامدة أبت أن تساير العقول المتزنة ، إذ كثيرا ما نشاهد في عديد القنوات التلفزية بعض الدعاة من أصحاب الفكر التكفيري والجهادي والذين تحجرت أذهانهم ولا يركنون للحوار وفهم الإسلام الفهم الصحيح حسب المقاصد الشرعية على مدى العصور ، فهؤلاء المتطرفون الذين يطلون علينا بين الحين والحين ، وكأنهم أوصياء على الدين وامتلاك الحقيقة ، بينما للدين رب يحميه وله رجالاته البررة في كل قطر من أقطارنا تصونه وترعاه من التوظيف لهذه الجهة أو تلك ، ولسنا اليوم في حاجة لمن يريد منا التمترس في غياهب الفكر الجامد المقيت من ناحية ، والمتسيس من ناحية أخرى ، والذي عانيناه طويلا قديما ، ونعانيه اليوم بأشكال وعناوين مأساوية مختلفة كلها ترفض التجديد ، وتغتال العقل ، وتحتكر الحقيقة ، وتنشر الدمار . فالفكر الإسلامي في المشارق والمغارب يحاولون جره عنوة إلى الفكر المتشدد الذي يحارب الإجتهاد ومواكبة العصر فيما ينفع الناس ، علاوة على ما في هذا الفكر من أطروحات تجيز العنف بفروعه القاسية والمختلفة هنا وهناك ، وقد وعينا أهدافه العقائدية والإيديولوجية ، والمذهبية والطائفية . وعندما نضع هذه الممارسات في إطارها الصحيح ندرك أن هؤلاء الرهط أساؤوا إلى الفكر الإسلامي إساءة لا تمحى من الذاكرة الفكرية السنية على مدى التاريخ . فالعمليات الإنتحارية والسيارات الملغومة ، والعبوات الناسفة التي ذهب ويذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ ، ولم تسلم حتى بيوت الله التي يذكر فيها اسمه ، وكذلك النزل والأسواق التجارية والمشافي …….في العراق ، والجزائر  ، ولبنان ، والصومال ، وأفغانستان ، وباكستان  ، والسودان  ، واليمن ….فهذه الممارسات التي تقتل الأبرياء من الناس ليست مقاومة شريفة تقرها الشرائع ، بل هي ضرب فضيع من الإرهاب تتقزز منه الإنسانية بمختلف انتماءاتها الدينية والمذهبية ، وقد دأبنا على مشاهدة هذه الفضاءات على الشاشات العربية والأجنبية ، ولا تستطيع أي جهة إيقاف هذا الفكر المغولي النازي الهدام والذي أحال دماء الناس أنهارا وفي عديد الأماكن من بلاد الإسلام . حبذا لو نستطيع إيقاف هذا التيار المنحرف بالحكمة والفكر المعتدل لنتجنب المزيد من الضحايا التي طفح بها الكيل ، بعد الجرح الفلسطيني النازف منذ عقود ولا زال … لكن الشيء الغريب الذي نسمعه ونشاهده من بعض القنوات التلفزية وحتى الجادة منها التي تفسح مجالها الإعلامي لبعض المحللين الذين لا يتحدثون حديثا منطقيا وإنسانيا، يشجب ويشنع مثل هذه الممارسات المنبوذة من الجميع ، بل نراهم يعطون أبعادا نضالية لهؤلاء السفاحين ولشيوخهم فلان وعلان . ألهذا الحد وصل بنا التوظيف الرخيص ؟ ودون اعتبار لقيم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يقول قرآنه :  » ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق  » الأنعام الآية 151  وقوله تعالى :  » لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين  » المائدة الآية 28 . وفي الختام نرجو التوفيق لعلماء الأمة ومفكريها ليهبوا هبّة رجل واحد ، للوقوف سدّا منيعا لمحاصرة الثقافة العرجاء التي نأت وتنأى بنا عن اليقظة والتجديد ومسايرة العصر في كل ماهو إيجابي لحياة الناس ، وبدون هذا سوف لا يكون لنا مكان في عالم القرن الواحد والعشرين  وحتى لا نبقى مستهلكين لنتاج حضارة الآخر أبد الدهر ، علينا إعداد الأجيال الصاعدة إعدادا حسب منهجية واضحة ومدروسة دراسة معمقة من أهل الذكر ، اجتنابا للإرتجال الذي عانينا منه طويلا ، حيث أجهضت عديد التجارب التربوية في بلداننا مشرقا ومغربا وبدون ذلك سوف تعصف بنا رياح التخلف العاتية وتغمرنا أمواج  » تسونامي » وإلى الأبد. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس )العدد131 الصادر بتاريخ 2 أفريل 2010)  


البرادعي: الشعب المصري يتوق للتغيير


2010-04-03 القاهرة – فاطمة حسن  في مشهد لا يتكرر كثيرا في الحياة السياسية المصرية، استقبل الآلاف من أهالي مدينة المنصورة بدلتا النيل أمس الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما أعلن عن نية مشروطة للترشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، بمظاهرة حاشدة طافت عدة شوارع بالمدينة. و قال محمد البرادعي: إن احتفاء أفراد الشعب به في كل مكان يزوره يدل على رغبة المصريين في التغيير. وأضاف: «أعتقد أن ذلك يبين أن الشعب يتوق للتغيير، ومن الطبيعي أن يخرج الشعب ويطالب بالتغييرات الديمقراطية في مصر». وكما كان متوقعا عكرت أجهزة الأمن صفو الزيارة، إذ منعت ناشطين سياسيين من دخول مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة الذي يترأسه الدكتور محمد غنيم، أحد أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، منهم حمدي قنديل المتحدث باسم الجمعية. وسيطر الغضب من جانب بعض أعضاء الجمعية لمنعهم من الدخول، حيث قال حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية وأحد الذين مُنعوا من دخول المركز، إن ما حدث هو تنفيذ لتعليمات أمنية، تؤكد أن رئيس الجامعة لا حول له ولا قوة، وأن الأمن هو المتحكم، مستنكراً عدم دخول أساتذة الجامعة أي جامعة في مصر. وتوجه البرادعي من مركز الكلى إلى مسجد النور في مظاهرة كبيرة، حيث أدى صلاة الجمعة، وبعد الصلاة وقفت جماهير حاشدة من أبناء المنصورة الذين تجمهروا أمام المسجد وهتفوا باسم البرادعي الذي واصل جولته في عدد من شوارع المدينة. وشهدت مسيرة البرادعي من مركز الكلى والمسالك البولية إلى مسجد نور، ومنه إلى الشارع المجاور ازدحاما شديدا من قبل مؤيديه الذين تجاوز عددهم الألف شخص، مرددين شعارات «يا برادعي قولها قوية مصر عاوزة ديمقراطية»، «يا برادعي أنت البطل»، «يا منصورة يا أبية البرادعي مية مية». وصافح البرادعي المواطنين البسطاء من أهالي المنصورة الذين هتفوا له «عاوزينك يا برادعي عاوزين التغيير». وارتدى أعضاء الحملة المستقلة لدعم البرادعي «تي شيرتات» بيضاء تحمل صورته وكتبوا عليها البرادعي 2011، ورفعوا لافتات «التغيير.. التغيير». من جهته، تعمد إمام مسجد النور بالمنصورة الشيخ عبدالوهاب أبو العمايم، حثّ المصلين على طاعة الرئيس حسني مبارك باعتباره ولي الأمر، لأن في ذلك صلاح للأمة، قائلا «يا أيها المؤمنون، أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم، واسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي»، واستشهد بآيات قرآنية منها: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، كما ذكر الإمام اسم الرئيس مبارك أكثر من مرة في خطبته، الأمر الذي دفع المحامي عصام سلطان (عضو الجمعية الوطنية للتغيير) بترك الصلاة والخروج من المسجد. لكن بعض المصلين رددوا في فترة الاستراحة بين الخطبتين، هتافات للمطالبة بنصرة البرادعي، حيث دعا أحد المصلين ردا على قول إمام المسجد بعد الخطبة الأولى «ادعوا يستجب لكم»: «اللهم اخذلهم»، في إشارة منه للأمن، فرد عليه الخطيب «أنتم في مسجد». وعلق الإعلامي حمدي قنديل على الخطبة قائلا «نعد الإمام بأنه غدا سيترقّى لمنصب كبير». ومن شدة الزحام لم يستطع البرادعي السير بين الناس، مما دفعه إلى الدخول لإحدى العمارات ليقف بداخلها حتى يهدأ مؤيدوه، وبعدها انتقل بسيارته لفرع مركز الكلى في قرية منية سمنود المجاورة. إلى ذلك، أرسل تحالف المصريين الأميركيين بالولايات المتحدة خطابات لوزارتي الخارجية والداخلية المصريتين، للمطالبة باتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتمكين المصريين بالولايات المتحدة من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة، وتضامنا مع «الجمعية الوطنية من أجل التغيير» التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي. وقال المهندس محمود الشاذلي رئيس تحالف المصريين الأميركيين لـ «العرب»، إن التحالف يقوم حاليا بدعوة المصريين المقيمين بالولايات المتحدة الأميركية ممن لا يحملون بطاقات انتخابية لتسجيل أسمائهم، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات المناسبة نحو المطالبة باستصدار بطاقات انتخابية لمن تتوفر فيهم الشروط القانونية. وأضاف الشاذلي، أن هذه الخطوة جاءت تضامنا مع مطالب «الجمعية الوطنية من أجل التغيير» وما نصت عليه المادة «62/1» من الدستور على أن للمواطن حق الانتخاب وإبداء الرأي في الاستفتاء وفقا لأحكام القانون، ومساهمته في الحياة العامة واجب وطني، والمادة «1» من القانون رقم 73 لسنة 1956 بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية التي جاء نصها على النحو التالي: «على كل مصري ومصرية بلغ ثماني عشرة سنة، أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية في إبداء الرأي في كل استفتاء ينص عليه الدستور، وانتخاب كل من رئيس الجمهورية وأعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية». وأوضح الشاذلي أن تحالف المصريين الأميركيين يمثل تجمعا لعدد من المصريين المقيمين بالولايات المتحدة، لافتا إلى أن عددا كبيرا منهم أبدوا رغبتهم في تفويض التحالف بمخاطبة الجهات الرسمية في مصر لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي تمكنهم من إنشاء لجان انتخابية تيسر لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة في القنصليات المصرية بالولايات المتحدة. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 03 أفريل 2010)

 


مظاهرة تأييد واسعة استقبلته في قلب الدلتا البرادعي في المنصورة: الترحيب الشعبي دليل على الرغبة في التغيير


4/3/2010 المنصورة (مصر) ‘القدس العربي’: قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الجمعة إن احتفاء أفراد الشعب به في كل مكان يزوره يدلل على رغبة المصريين في التغيير. ودشن البرادعي بزيارته للمنصورة في دلتا النيل حملة شعبية يعتزم اطلاقها بهدف تصعيد الضغط على النظام لتغيير الدستور. وقال البرادعي أثناء جولته في قرية صغيرة تابعة لمدينة المنصورة شمالي البلاد: ‘أعتقد أن ذلك يبين أن الشعب يتوق للتغيير’. وقد احتفى نحو الف شخص بالبرادعي بعد ادائه صلاة الجمعة بمسجد النور في وقت سابق الجمعة ورددوا النشيد الوطني والشعارات ورفعوا الأعلام. وقال البرادعي: ‘من الطبيعي أن يخرج الشعب ويطالب بالتغييرات الديمقراطية في مصر’. وكان البرادعي قام بزيارة مستشفى صغير لأمراض الكلى في قرية أجا شمالي القاهرة وقابل الأطباء هناك. وقال محمد السيد (29 عاما)، أحد حراس المستشفى إن ‘زيارة البرادعي تعتبر أمرا جيدا وجديدا’، مضيفا أنه ‘يعجبه ما سمعه من البرادعي خلال مقابلاته المتلفزة’. وكان البرادعي قال العام الماضي إنه يمكن أن يدرس الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر شريطة ضمان نزاهة التصويت. وقوبل إعلان البرادعي بالترحيب من جانب المعارضة ودشن نشطاء شباب حملة على الإنترنت دعما له، رغم أن الدستور الحالي يضع شروطا لا تتوافر في البرادعي كي يخوض الانتخابات الرئاسية. ويأمل البرادعي في الضغط على الحكومة لتمرير إصلاحات سياسية. وقد ورد أن حوالى 25 ألف شخص صدقوا على عريضة تؤيد ترشحه ولا تزال التوقيعات مستمرة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 أفريل  2010)


البرادعي والديكتاتوريات العربية

رأي القدس


4/3/2010 عندما يصف الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية السياسات الغربية في منطقة الشرق الأوسط بأنها فاشلة كليا بسبب دعمها لأنظمة ديكتاتورية فاسدة، فان على السياسيين في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا الاستماع الى هذا الرجل وتقييمه للامور بشكل جاد. الدكتور البرادعي لا يمكن وصفه بأنه انسان متطرف معاد للغرب وحضارته، مثلما جرت العادة في وصف أي مراقب ينتقد السياسات والساسة الغربيين، بل هو العكس من ذلك تماما، والا لما جرى اختياره رئيسا لوكالة الطاقة الذرية التي تعتبر أهم وكالات المنظمة الدولية المتخصصة، ولما فاز بجائزة نوبل للسلام. الدول الغربية، والولايات المتحدة الامريكية على وجه التحديد، تدعم أنظمة ديكتاتورية قمعية فاسدة في الشرق الأوسط تحت ذريعة الحفاظ على الاستقرار، ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماما، ففساد الانظمة وديكتاتوريتها يسهلان على الانظمة الغربية تطبيق مشاريعها في الهيمنة على ثروات الشعوب، ودعم الاحتلال الاسرائيلي للاراضي المحتلة. بقاء اسرائيل دولة عظمى متفوقة عسكريا، ومجهزة بكل أنواع اسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك اكثر من مائتي رأس نووي، هو العنوان الرئيسي للاستراتيجيات الغربية في المنطقة، وقد تبين بشكل واضح ان هذه الاستراتيجيات لا يمكن ان تعطي ثمارها الا في ظل وجود أنظمة ديكتاتورية فاسدة. فاذا أخذنا مصر على سبيل المثال في هذا المضمار، فان وجود ديمقراطية حقيقية فيها تفرز برلمانا يمثل الشعب المصري ومواقفه وأحاسيسه، ويحاسب الحكومة على سياساتها ومواقفها، ويقاوم الفساد في اطار من الشفافية، ولو وجدت هذه الديمقراطية ومؤسساتها في مصر، من المستحيل ان تستمر السياسات الحالية المصرية في الارتهان بالكامل لواشنطن وسياساتها، والتطبيع مع اسرائيل، وفرض الحصار على قطاع غزة، والصمت عن العدوان الاسرائيلي عليه، وبيع الغاز المصري لاسرائيل بأسعار زهيدة للغاية. الدكتور البرادعي كان محقا تماما عندما قارن بين موقف الحكومات الغربية من الانتخابات في ايران ونظيراتها في مصر والدول العربية الاخرى، فالدول الغربية، اقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب حدوث بعض شبهات التزوير في الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة، ودعمت بشكل سافر المعارضة الايرانية ومطالبها، ولكنها لم تفعل ذلك مطلقا عندما جرى تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصرية الاخيرة بشكل فج وبدائي، والسبب ان الحكومة المصرية تنفذ كل ما تؤتمر بفعله من قبل واشنطن واوروبا من حيث مساندة فرض الحصار على غزة، ودعم الاحتلال الامريكي للعراق، والمشاركة بفاعلية في الحرب على الارهاب. هناك تناقض فاضح في المواقف والسياسات الغربية تجاه المسألة الديمقراطية، فبينما تتباهى هذه الدول ليل نهار بارثها الديمقراطي، وحضارتها الليبرالية، ومحاربتها للفساد، نراها تفعل العكس تماما عندما يتعلق الامر بالعالمين العربي والاسلامي، وهذا تناقض معيب يكشف عن احتراف للخديعة والنفاق والمواقف المزدوجة. لا نعتقد ان انتقادات الدكتور البرادعي هذه التي اطلقها في مقابلته مع صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية ستجد آذانا صاغية، لا لأنها ليست جديدة ومعروفة للساسة الغربيين فقط، وانما ايضا لان هؤلاء قد عقدوا العزم على منع وصول الديمقراطية الى العالمين العربي والاسلامي بكل الطرق والوسائل، اللهم الا اذا جاءت هذه الديمقراطية بأنظمة تتعايش مع اسرائيل رغم اعتداءاتها واحتلالاتها، وتفتح آبار النفط على مصراعيها امام الشركات الغربية ووفقا لشروطها. مثل هذه الازدواجية في المعايير سترتد سلبا على الغرب على المدى الطويل، لان البديل سيكون التطرف، والاسلامي بالذات كأحد عناوينه، وهذا ما يفسر ازدياد قوة تنظيم ‘القاعدة’ رغم مرور عشر سنوات على اطلاق الحرب على الارهاب، وخسارة اكثر من الف مليار دولار فيها حتى الآن، علاوة على آلاف الجنود قتلى وجرحى. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 03 أفريل  2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.