السبت، 27 نوفمبر 2010

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3840 du 27.11.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


جمعيات حقوقية تونسية:بيان:دعوة للسيد عبداللطيف بوحجيلة لوقف الإضراب عن الطعام

حــرية و إنـصاف:تأجيل محاكمة السيد صالح المنصوري إلى 23 ديسمبر المقبل

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:محاكمة  القاضي السابق  صالح بن عبد الله بتهمة هضم جانب موظف ..

حركة النهضة:بلطجية الامن يبطشون بالقاضي السابق صالح ابن عبد الله

بيان المكتب السياسي للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات حول خطاب رئيس الدولة يوم 7 نوفمبر 2010

نجيب البكّوشي:كم يلزمك من قرابين الحريّة يا تونس؟

السبيل أولاين:تقرير خاص…الدكتور منصف بن سالم يروي فصول من محنته ويتحدث عن قضايا أخرى – الفصل الأوّل

الصباح:بعد تعيين اللجنة التصالحية:الرابطيون متفائلون.. والطريفي وبن يونس يؤكدان استعدادهما للحوار

الوطن:عبد الفتاح كحولي:الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مؤشرات إيجابية نحو الحلّ

مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا:بيان  تضامني مع الصحفي  » جواد الخني  » ضد حملات الإساءة إليه

كلمة:ثلاث نقابات أساسية تابعة لشركة فسفاط قفصة تنجز مؤتمراتها

الوطن:فتحي الشّيخاوي:النّقابة العامّة للتّعليم الثّانوي ووزارة التّربية في زاوية مغلقة

الصباح:رئيس فريق عمل الأمم المتحدة لمكافحة السيدا:ثلاثون بالمائة من الإصابات بالفيروس في تونس ناجمة عن حقن المخدرات

الوطن:سامية زواغة:لغتنا هويتنا

القدس العربي :واشنطن حذرت تل ابيب من حرج جراء كشف ‘ويكيليكس’ وثائق سرية

د. فهمي هويدي:في مديح الانتخابات واحتقار التاريخ

رئيس البرلمان المصري: الضغوط الامريكية للاصلاح قد تقود لدولة دينية:مرشد الاخوان: اذا وصلنا للحكم سنقطع العلاقات مع اسرائيل

د. ناجح إبراهيم:متى تتعلم القاعدة من أخطائها ؟

العرب:لماذا قالت تركيا «نعم» للدرع الصاروخية الأطلسية؟


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

سبتمبر2010 https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm


بيان 27-11-2010 دعوة للسيد عبداللطيف بوحجيلة لوقف الإضراب عن الطعام


بعد خمسين يوما من الإضراب عن الطعام و ما بلغته الحالة الصحية للسيد عبد اللطيف بوحجيلة من تدهور خطير أصبح يهدد حياته خاصة و انه يعاني من أمراض خطيرة في القلب و الرئتين و بعد أن حقق الإضراب أهدافه في  التحسيس  بمعاناة السيد عبداللطيف بوحجيلة نتيجة حرمانه من العلاج نتيجة رفض السلطة احترام حقه في الحصول على جواز سفر  فان منظمات المجتمع المدني داخل الوطن و خارجه تتوجه بنداء حار إلى السيد عبداللطيف بوحجيلة بدعوته لوضع حد لإضراب الجوع حفاظا على صحته و حياته ، و تطالب السلطة بالاستجابة إلى مطلبه في الحصول على جواز السفر ، كما تدعو منظمات المجتمع المدني في الداخل و الخارج للوقوف إلى جانب السيد عبداللطيف بوعجيلة حتى تحقيق مطلبه المشروع.
المجلس الوطني للحريات الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين منظمة حرية وإنصاف الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية مرصد حرية الصحافة و النشر و الابداع الودادية الوطنية لقدماء المقاومين  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20 ذو الحجة 1431 الموافق ل 27 نوفمبر 2010

تأجيل محاكمة السيد صالح المنصوري إلى 23 ديسمبر المقبل


تمت صباح اليوم السبت 27 نوفمبر 2010 إحالة السيد صالح المنصوري البوغانمي على المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية ببنعروس برئاسة القاضي فتحي بوخريص في القضية عدد 15596 من أجل تهمة الانتصاب الفوضوي وهضم جانب موظف عمومي حال مباشرته لوظيفه.
وقد رفض القاضي تمكين الأستاذة نجاة العبيدي من تصوير الملف للقيام بواجب الدفاع على منوبها السيد صالح المنصوري دون تبرير أو تفسير.
وقد قام بتهديد الأستاذة العبيدي وطردها من مكتبه (باعتبار أن الجلسة مكتبية) على مرأى ومسمع من زملائها الذين استغربوا حالة التشنج التي بدت واضحة على القاضي واستغربوا كذلك هذا الاعتداء على لسان الدفاع.
ودون سماع مرافعة الأستاذ مختار العيدودي في مطلب الإفراج قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 23 ديسمبر 2010 استجابة لطلب النيابة لسماع أقوال عوني التراتيب اللذين قدما شكاية ضد السيد صالح المنصوري لاتهامه بالاعتداء عليهما بالعنف مع إبقائه بحالة سراح، وهكذا يشهد القضاء في تونس مرة أخرى تحويل الضحية إلى جلاد.
وحرية وإنصاف:
1) تدين محاكمة السيد صالح المنصوري وتدعو إلى حفظ القضية في حقه ومحاكمة عوني التراتيب اللذين قاما بالاعتداء عليه بالعنف الشديد. 2) تندد بالاعتداء على حق الدفاع من قبل المحكمة وتدعو إلى عدم توظيف القضاء للتنكيل بالمعارضين السياسيين كما تدعو إلى وضع حد لهذه المحاكمات غير العادلة. 3) تطالب السلطة السياسية بضرورة إيجاد حل لمشكلة المسرحين من خلال تمكينهم من حقوقهم الكاملة وغير المنقوصة وتسهيل اندماجهم في المجتمع.  
 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  
 

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43 نهج الجزيرة تونس  27/11/2010

محاكمة  القاضي السابق  صالح بن عبد الله بتهمة هضم جانب موظف ..


أحيل صباح اليوم السجين السياسي السابق صالح بن عبد الله على محكمة بن عروس بضواحي العاصمة لمحاكمته  بتهمة هضم جانب موظف وتم الإفراج عنه مؤقتا على أن يمثل مجددا أمام القضاء يوم  23 / 12 / 2010 ليتم استدعاء  » المتضررين  و قد رفض القاضي مد المحامين بأوراق الملف كاملة  كما عاين المحامون آثارا جلية للإعتداء الذي تعرض له السيد صالح بن عبد الله و خاصة عددا من الخدوش برقبته و زرقة أسفل عينه اليسرى ، و أكد مجددا أنه تعرض للإعتداء والتعنيف من أعوان التراتيب ورئيس مركز الشرطة بالمروج الخامس  وان هذا الحادث ذو طابع كيدي حيث كان رئيس المركز المذكور ينسق كل خطوة مع رؤسائه بالهاتف مما استدعى احتجاز صالح بن عبد الله من الساعة 11 صباحا إلى ساعة متأخرة من يوم 26 /11/2010. علما أن السيد صالح بن عبد الله قيادي سابق بحركة النهضة ، قضى سنوات طويلة بالسجن بعد محاكمات سياسية عديدة و شغل قبل محاكمته خطة مستشار مساعد بدائرة المحاسبات التابعة للوزارة الأولى  ( برتبة قاض ) وهو متزوج وله 5 أبناء ويبلغ من العمر ستين سنة  و اضطر بعد مغادرة السجن للعمل بائعا متجولا بالأسواق بعد أن منعه البوليس السياسي من مزاولة أي عمل آخر. و الجمعية إذ  تجدد استنكارها للزج بالقضاء في حملات البوليس السياسي لترهيب المساجين السياسيين السابقين فإنها تستغرب الحرص المشبوه لأعوان التراتيب في ملاحقة طالبي الرزق من المساجين السياسيين السابقين بتعلة  حماية قواعد الإنتصاب بالأسواق في حين تخصص أسواق للتجارة الموازية و تسويق البضائع المهربة..، كما تذكر بأن هؤلاء الباعة المتجولين و العملة اليوميين موظفون و كوادر ( انظر الجدول المرفق ) طردوا ظلما من مواقع عملهم بسبب نشاطهم السياسي بعد محاكمات الرأي التي شهدتها عشرية التسعينات السوداء. ملحـــــــق  

المساجين السياسيون المسرحون : ..من العزل عن المجتمع ..إلى العزل ..داخل المجتمع ..!

     » السجن تاديب وتهذيب و إصلاح  » .. شعار ترفعه إدارة السجون و الإصلاح و توشح به مجلتها الدورية مردفا بالتأكيد على أهمية إعادة إدماج المساجين المسرحين في المجتمع بعد قضائهم لعقوباتهم .

 
و لئن أكدت الأيام و الإحصائيات تهاوي هذا الشعار تحت الأرقام المفزعة لأعداد العائدين للسجن من مساجين الحق العام لا لتأصل النوازع الإجرامية فيهم بل لعجز أغلبهم عن الإندماج من جديد في الدورة الإجتماعية و الحصول على شغل يضمن لقمة عيش شريفة .
 
غير أن ما ينتظر المساجين السياسيين بعد قضاء عقوباتهم أدهى و أمر فرغم أن أحكام القانون تكفل لأغلبهم العودة لوظائفهم السابقة ( فضلا عن صدور أحكام عديدة عن المحكمة الإدارية تجبر الإدارة على إعادة مساجين سابقين لوظائفهم ) أو التقدم لوظائف جديدة بفرص متساوية مع بقية المواطنين ، فإن الواقع يعكس صورة مختلفة تماما حيث يعامل السجين السياسي المسرح  كمجرم ذي خطورة استثنائية تستوجب عزله و تجويعه و منعه من أي احتكاك ببقية المواطنين بالإضافة إلى أن المراقبة الإدارية ، كما تفهمها الدوائر الأمنية ، ليست إجراء احترازيا لتوقي إمكان نزوع السجين المسرح للقيام بعمل ممنوع قانونا بل هي نوع من الزنزانة المتنقلة تضمن وأد كل رغبة في مد يد المساعدة لمحكوم بالمراقبة الإدارية يجبر على الإمضاء بشكل دوري (أكثر من مرة في اليوم أحيانا ) فلا يجد المساجين السياسيون المسرحون أمامهم ، بعد انسداد كل السبل ، إلا القيام بوظائف يدوية بسيطة تغلب عليها الهامشية و عدم الإستقرار و ضحالة المردود المالي .، و لم يعد من المفاجئ أن يعترضك أستاذ جامعي سابق أو قاض معزول  يجر عربة خضر أو أستاذ حضارة و آداب يجوب حضائر البناء بحثا عن عمل ..
و لا تعدم  » الإدارة  » السبل لوضع العراقيل و التعطيلات الإدارية و الجبائية و الأمنية لوقف العديد من المشاريع الإقتصادية  التي يحاول بعثها بعض  المساجين السياسيين المسرحين  
 
 

المهنة بعد السجن

المهنة قبل السجن

الاسم واللقب

بائع مواد غذائية

أستاذ تقني

ابراهيم الدقي

تجارة

معلم

إبراهيم الزغلامي

فلاحة صغيرة

معلم

أحمد الذهيبي

بائع متجول

أستاذ تربية إسلامية

الأسعد المجدوب

تاجر

معلم

انور مجدوب

بائع متجول

معلم

بالقاسم بالحاج

موظف بشركة خاصة

أستاذ رياضيات

بدر الدين عبد الكافي

عامل يومي

أستاذ علوم الطبيعة

بشير السعفي

دروس خصوصية

أستاذ عربية

بشير الطرهوني

تاجر

أستاذ تربية

البشير المجدوب

بائع متجول

مدير دار ثقافة

توفيق السعيدي

عاطل عن العمل

مهندس فلاحة

التومي المنصوري

عامل بمحل تجاري    

مهندس في الكيمياء     

جمال قاسم               

عامل  بمبيت خاص

معلم

حبيب خلفي

عاطل عن العمل

 أستاذ عربية

حسن العجيمي

مربي نحل

مهندس فلاحي مكون بمدرسة الفلاحة نابل 

حسونة النايلي

تاجر

أستاذ رياضيات

حسونة قسومة

موظف بشركة خاصة

رئيس مصلحة بمعهد الإحصاء

حليم قاسم

عاطل عن العمل 

مهندس مستشار

حمادي الجبالي

بائع متجول

أستاذ تربية

دانيال زروق

عاطل عن العمل

فني سامي في الاعلامية

رضا البوكادي

عامل يومي        

أستاذ عربية

ساسي الماي 

عاش فترة بطالة الى حين التقاعد

أستاذ محاضر بجامعة الزيتونة

  سالم العدالي    

عامل بشركة

أستاذ تقني

سعد الحنزولي

تاجر

مسؤول ببنك

شكري حرية

عاطل عن العمل

أستاذ رياضة

الصادق النهيدي

عاطل عن العمل

أستاذ تربة إسلامية

الصادق النهيدي

عامل  بمتجر

أستاذ عربية

الصادق قحيش

عاطل عن العمل          

مدير عام بشركة  

صالح السكوحي           

تاجر

مهندس كمياء قابس

صالح النكوع

بائع خضر

مستشار مساعد بدائرة المحاسبات التابعة للوزارة الأولى

صالح بن عبد الله

بائع متجول

أستاذ فرنسية

صالح نوير

عامل يومي

معلم

ضو جماعي

عاطل عن العمل

معلم

الطاهر الحراثي

عامل يومي            

مهندس مساعد فسفاط قفصة

العايش بن سالم

كاتب محامي

أستاذ تقني

عبد الحميد عبد الكريم

تاجر

أستاذ فرنسية

عبد الرزاق القصير

فلاحة صغيرة

أستاذ عربية

عبد الرزاق نصر الله

عاطل عن العمل

أستاذ تربية

عبد العزيز الوكيل

تاجر

أستاذ تربية دينية

عبد القادر القادري

بائع متجول

أستاذ تقني

عبد اللطيف المعلي

عاطل عن العمل

معلم

عبد الله الزواري

عاطل عن العمل

معلم

عبد الله الزواغي

دروس خصوصية

أستاذ فزياء

عبد الله حبيش

فلاحة

أستاذ تقني

عبد الله دريبي

 عامل بشركة

أستاذ عربية

عز الدين الكبسي

عامل  بمتجر

مربي

علي البيداني

بائع متجول

رئيس مصلحة بالبريد التونسي

علي الحامدي            

عامل يومي

أستاذ تربية

علي الرتيمي

بائع متجول

معلم بمركز تكوين

علي الوسلاتي

عامل يومي                

أستاذ تربية

علي بن موسى           

فني في شركة

نقيب بالجيش

علي بوسنينة

بائع متجول 

أستاذ تربية

علي فرحات

فلاح

مستشار ادارة الفلاحة قابس

علي موسي

كاتب محامي

معلم

عمر القرائدي

عامل يومي              

مهندس مساعد بمركب قابس

عياد معرفي

عامل يومي               

أستاذ عربية

فائز جمعة

عامل يومي               

معلم

فتحي زعبور

بائع مواد غذائية

أستاذ تربية

الفتوري بالريش            

بائع متجول

أستاذ تقني

فرج (محمدية)

عاطل عن العمل

أستاذ تربية

كمال الحجام

عامل يومي

أستاذ تربية إسلامية

كمال الحجام

عامل يومي 

موظف

لطفي السنوسي

عامل يومي             

معلم

مبروك الغضباني

عامل يومي

أستاذ تاريخ

مبروك قرارة 

كهربائي

أستاذ تقني

محسن النويشي

عامل يومي

معلم

محمد البراهمي

دروس خصوصية

أستاذ عربية

محمد الحزامي

عامل يومي

معلم

محمد الخماسي

عاطل عن العمل         

أستاذ محاضر بكلية العلوم

محمد الدقي                

 عامل بحمام

أستاذ تربية

محمد الرشيمي

بائع بالاسواق الاسبوعية 

أستاذ تقني

محمد الغيضاوي

عاطل عن العمل ممنوع من ممارسة التدريب

مدرب كارتي حائز لأعلى درجات هذا الفن

محمد المنصف الورغي 

شركة خاصة

مهندس

محمد الهادي العدالي

عامل بمحل تجاري    

مهندس في الكيمياء

محمد الهادي العدالي     

حداد

أستاذ تقني

محمد الهادي الفرشيشي

عاطل عن العمل

مهندس أول

محمد الهادي بن مسعود

عامل يومي    

أستاذ تربية

محمد حبيب العياشي

بائع متجول

معلم

محمد شمسي

فلاح

رائد بالجيش

محمد صالح الحيدري

عامل بمحل قطع غيار   

أستاذ تعليم عالي

محمد غرايدية              

كهربائي

أستاذ تقني

محمد قلوي

عامل بصيدلية

أستاذ عربية

محمد قموح

مكتبة

مهندس

محمد كمال بسباس

بائع مواد غذائية

أستاذ رياضيات

محمود البلطي

عاطل عن العمل

أستاذ عربية

محى الدين حمودة

بائع متجول           

مهندس مساعد مراقب جوي بالمطار

محيي الدين الفرجاني 

بائع متجول               

ملازم أول بالجيش      

مختار الغربي              

مربي نحل

نقيب بالجيش

مراد الحناشي

بائع خضر

مهندس مساعد

مصباح بالحاج

دروس خصوصية

أستاذ تربية

مصطفي بن حليمة

مكتبة

أستاذ تربية

مقداد العرباوي

عاطل عن العمل

دكتور رياضيات / أستاذ جامعي 

المنصف بن سالم

بائع متجول

أستاذ تقني

الناصر الطرودي

بائع مواد غذائية

موظف بمركب الكيمياء قابس

ناصر المخ

عاطل عن العمل

أستاذ تربية

نجيب الحذري

حداد

موظف بمركب الكيمياء قابس

نجيب الهوا ري

صاحب ورشة

مهندس مساعد مكون بمركز تكوين نابل

الهادي التريكي

عامل يومي

معلم

الهادي الزوائدي

دروس خاصة

أستاذ تقني

الهادي العزالي

 


 
 بسم الله الرحمن الرحيم

بلطجية الامن يبطشون بالقاضي السابق صالح ابن عبد الله


صبيحة اليوم داهم  عدد من بلطجية الامن القاضي السابق السيد صالح ابن عبد الله  السجين السابق والقيادي في حركة النهضة  الذي كان قد  أقصي من مهنته قاضيا في دائرة المحاسبات العليا ما اضطره ليشتغل على عربة خضار في السوق العمومية، حيث تمت مداهمته اليوم والاعتداء عليه بالضرب الشديد على ملإ من الناس ، ثم اقتادوه الى مركز منطقة المروج و منه أحيل الى مركز الإيقاف في محاولة لتلفيق تهم زائفة و محاكمة باطلة . وإزاء هذا العدوان البلطجي الغاشم على قاض في الستينيات من العمر – تعبر حركة النهضة عن غضبها الشديد واستنكارها لهذا العدوان الوحشي  – كما تعبر عن تضامنها مع أحد أبرز قادتها التاريخيين الشيخ الداعية القاضي صالح ابن عبد الله – تدعو الى إطلاق سراحه وتحمّل السلطة المسؤولية الكاملة على ما يمكن أن تحصل له من مضاعفات مع وضعه الصحي وسنّه – تدعو كل المنظمات الحقوقية والسياسيّة الى التعبير عن التضامن مع القاضي السابق المناضل صالح ابن عبد الله.    
الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة رئيس حركة النهضة 20ذو الحجة 1431 26-11-2010

 


بيان المكتب السياسي للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات حول خطاب رئيس الدولة يوم 7 نوفمبر 2010


تدارس المكتب السياسي للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات لدى اجتماعه الدوري يوم الجمعة 12/11/2010 محتوى الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى 7 نوفمبر الثالثة والعشرين. وقد سجّل المكتب السياسي المبادرات والقرارات التي تمّ الإعلان عنها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما سجّل تأكيد رئيس الدولة على التعلّق بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان باعتبارها مكسبا وطنيّا وحرصه الشخصيّ على الدفع نحو الحلّ الملائم لأزمة الرابطة في غضون الأشهر الستة القادمة.

وإنّ المكتب السياسي إذ يسجّل حرص رئيس الجمهورية على دفع الإصلاحات السياسيّة ودعْم التعدّدية باعتبارها  » خيارا لا تراجع فيه »، فإنّه يعتبر بكلّ صدْق أنّ نسق الإصلاحات السياسية وتجسيم التعدّدية ما زال دون المستوى المأمول بعد مرور ثلاثة وعشرين سنة على بيان 7 نوفمبر 1987  وما جاء فيه من توجّهات جريئة؛  ذلك أن تجسيم التعدّدية يفرض اليوم إشراك كلّ الأحزاب السياسية على قدم المساواة ودون إقصاء – وبقطع النظر عن كونها برلمانية أو غير برلمانيّة – في كلّ الأطر وفي سائر المشاورات والحوارات الوطنية المتعلّقة بمسألة الإصلاحات السياسية وبأمّهات القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتعلّقة بحاضر بلادنا ومستقبلها. وحتّى تتمكّن الأحزاب السياسية من أداء هذا الدور الوطني المنوط بعهدتها، حسبما حدّده الدستور ونصّ عليه قانون الأحزاب، فإنّ التعدّدية تفرض اليوم توفير الدعم العمومي الضروري للأحزاب المعترف بها ولصحفها، دون تمييز أو إقصاء ؛ وفي هذا الصدد يسجِّل المكتب السياسي بإيجابية تأكيد رئيس الدولة على « دعم الدولة للأحزاب السياسية وصحافتها وصحافة الرأي بصفة عامّة وقرارَه بالترفيع في منحة الدولة المخصّصة للأحزاب السياسية ولصحافتها ».. والمكتب السياسي إذ يلمس في هذا القرار إشارات إيجابية نحو الأحزاب غير الممثلة في البرلمان، فإنه يعتبر أن الأمر يحتاج ربّما إلى مزيد التوضيح والتدقيق بما يعني أنّ التمويل العمومي قد صار حقّا لسائر الأحزاب السياسية المعترف بها ولصحافتها باعتبار أنّ الدولة هي دولة الجميع. وأن الأحزاب – سواء أكانت برلمانية أم لم تكن – تشترك في أداء نفس المهامّ التي ضبطها الدستور وقانون الأحزاب.
وفي نفس هذا التوجه الداعي إلى حثّ نسق التعدّدية وتجسيمها ودفع الإصلاحات السياسية، يعتبر المكتب السياسي أن مقترح » إحداث ملتقى دوري للأحزاب الممثلة في البرلمان » لا يستجيب لمتطلِّبات المرحلة وأنّ الإصلاحات السياسية المنشودة والضرورية والإعداد الرصين والمتأنّي لانتخابات 2014 يفرض علينا جميعا – سلطةً ومعارضة –  تشكيل إطار أرقى للحوار الوطني يشمل كلّ الأطراف المعنية  وممثلي المجتمع المدني، يتدارس متطلبات الإصلاح السياسي المنشود  وينكبّ بصفة خاصّة على شروط إنجاح الانتخابات القادمة؛ ومن أهمّها بعث لجنة وطنية مستقلّة  ذات استقلالية ثابتة للإشراف على كلّ مراحل العملية الانتخابية وتتمتّع بالنفوذ والصلاحية اللازمة والاستقرار الضروري بما يضمن مصداقيتها ونجاعتها.
وفي مجال الإعلام يؤكّد المكتب السياسي على ضرورة تمثيل كلّ الأحزاب السياسية المعترف بها في تركيبة المجلس الأعلى للاتصال؛ كما يسجِّل ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية من دعوة إلى توسيع مشاركة الأحزاب السياسيّة والشخصيات الوطنية في البرامج الحوارية التلفزية والإذاعية، ويعتبر المكتب السياسي أنّ هذه الدعوة تعني فتح هذا المجال لكلّ الأحزاب السياسية دون إقصاء، وأن تلبيتها تمثِّل في نظر المكتب السياسي ارتقاءً بالمشهد الإعلامي نحو تجسيم التعدّدية ببلادنا.
و بخصوص الوضع العام  فإنّ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يؤكّد مرّة أخرى على ضرورة تنقية المناخ السياسي والاجتماعي ويعبر عن أمله في  أن يُطوى ملفّ الحوض المنجمي بصفة نهائية، مما يساهم في طمأنة النفوس ويساعد على تجاوز مخلّفات تلك الأزمة.
 عن المكتب السياسي الأمين العام د. مصطفى بن جعفر  
 


كم يلزمك من قرابين الحريّة يا تونس؟


 
صديقي العزيز الفاهم ؛ سلبوك حريتك و سرقوا قلمك، جعلوا بينك وبين حبيبتك قضبانا وحارسا يشي بأجمل الكلمات، فكان جسدك العليل آخر المتاريس لإرادة تصارع طواحين الظلم والقهر منذ حوالي عقدين من الزّمن دون كلل. صوتك وزغاريد الانتصار أزعجت السّلطان في نومه الهادئ فأزبد وأرعد وألقى بجام غضبه عليك. لست وحدك من أصابته لعنة  « كومونة الرديّف »، على بعد أمتار منك رفيقك حسن بن عبد اللّه أحكم السجّان أقفال زنزانته حتّى لا يراك.

« سجن زرّوق »  أو » سجن السّجون  » عنوانك اليوم ،كان عنواني منذ خمسة عشرة سنة خلت، أعرف جيّدا قسوته وجبروت سجّانيه، مدينة « قفصة » أعرف أهلها وشوارعها وأزقّتها كبلدتي الصّغيرة « تاكلسة » ولم تطأها قدماي إلاّ مرّة واحدة ليلا، عندما أطلق سراحي مساء 3 مارس 1997، حيث ركبت القطار في إتجاه العاصمة، عرفتها كما رواها لي « أصدقاء الزنزانة » من كلّ أحيائها وبلداتها ؛ حومة الوادي، حي النّور، العسّالة، حي السرور، الرديّف، المتلوّي، أم العرائس …
الفرق بيننا يا صديقي أنّني دفعت الثمن مع جيل أو جيلين على أقصى تقدير أمّا أنت فقد قرّرت دفع الثمن مع كلّ الأجيال، في حولك الأربعين تعانق حلم الفقراء وتصرّ على أنّ » استراحة المقاتل » بدعة ما أنزل بها النّضال من سلطان، هكذا أنت بين ضيق التنفّس وطول النفس، بين أحلامك الورديّة وكوابيس الحياة.
 كم هو ّمؤلم النبش في ثنايا الذّاكرة؛
 لازلت أتذكر عندما جئت لزيارتك في صائفة 1997 في إحدى ضواحي العاصمة  لنعدّ لإضراب جوع في مفتتح السنة الجامعيّة بعد أن حرمنا من حقّنا في  الترسيم بتعلّة « أنّنا خرّيجي سجون وأصحاب سوابق »، كنت ليلتها تكتب نصّا رائعا حول ذكرى وفاة « إلفيس بريسلي »، أجل مع الفاهم عرفنا « إلفيس بريسلي » و »البينك فلويد » و »البيتيلز » و »بوب مارلي » وغيرهم، حوالي السّاعة العاشرة ليلا  أصابتك « نوبة ربو »  حادّة جدّا لا زلت إلى الآن أستحضر تقاسيم وجهك وأنت تتألّم، قضّيت ليلتك تلك في مستشفى « الرّابطة » في غرفة الإنعاش، حينها أدركت حجم الألم الّذي تعانيه من  هذا المرض اللّعين.
لن أنس لك جميلا قدّمته لي وأنت في حالة فرار، أثناء التحقيق معي في مقرّات أمن الدّولة في « ربيع »1998  تعرّضت لتعذيب وحشيّ طيلة يومين وكان هدف المحقّق هوّ معرفة مكان « مطبعة حزب العمّال » ،وللبوليس خيال خصب  في هذا الشأن حيث كان يتصوّر وقتئذ أنّنا نملك مطابعا تحت الأرض ومخابئا محصّنة،  وفي الحقيقة لم يكن صمودي بطولة بل لأنّني لا أعلم شيئا عن « المطبعة » المزعومة. في اليوم الثّالث كنت على حافة الإنهيار عندما دخل المشرف على التحقيق إلى المكتب ومعه رزمة من « المنشورات » رمى بها في وجهي وقال لي » انتهى كلّ شيء نحن في طّريقنا إلى « المطبعة » أنظر جيّدا هذه المنشورات بتاريخ 7 مارس ونحن اليوم في 5 مارس ولقد عثرنا عليها في منزل الفاهم بوكدّوس  فهو الوحيد الّذي سوف يدلّنا عن مكان المطبعة » وأمر في الأثناء أعوانه بالكفّ عن تعذيبي.    
   لا أدري يا صديقي ما الّذي بيننا وبين الشّمس؟ ما الّذي بيننا وبين الحلم؟ وكم يلزمنا من قرابين الحريّة؟  أليس من العبث أن يقتلع طلبة علم من مدرّجات كلياتهم ليزجّ بهم في غياهب السّجون ؟هل من المعقول أن نقاضي  طالبا في ربيعه العشرين بتهمة « عشق الحريّة » بعد أنّ إطّلع على حكمة « سقراط »و قوانين « حموّرابي »  وأشعار « محمود درويش »؟
لازال » ملح روما » يغطّي وجه هذه الأرض الطيّبة وابن خلدون بمقدّمته ملّ الوقوف في مدينة أصاب أهلها « عارض ستوكهولم »، عبد الرحمان منيف خطّ « شرق المتوسّط » مرّتين أمّا نحن فنكتب كلّ يوم صفحة ألم جديدة في روايتنا الّتي لا تنتهي « غرب المتوسّط ».
لم يبق لي صديقي في النهاية إلاّ أن أقول لك أنّ مسافة الزّمن والجغرافيا قد تأتي على كلّ شيء، ما عدا قيمة الصّداقة، فهي ثابتة لا تتغيّر، لا تحزن سوف تكون بيننا قريبا، لقد نسي السجّان أنّ لكلّ سجن نافذة.  

صديقك نجيب البكّوشي    


تقرير خاص…الدكتور منصف بن سالم يوري فصول من محنته ويتحدث عن قضايا أخرى – الفصل الأوّل


السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص يطول الحديث عن محنة البروفيسور الدكتور اللامع والعقل الفذّ وصاحب القيمة العلمية الثابتة ، الدكتور منصف بن سالم ، فالرجل أمضى إلي حدّ اليوم 23 سنة وهو تحت براثن الظلم المركّب والقهر الملوّن وسياسات التشفي والانتقام ، وما تزال محنة هذه المنارة العلمية لم تضع أوزارها بعد .

السجّل الشخصي للبروفسور الدكتور المنصف بن سالم
حاصل عـلى ديبلوم مهندس أول في الصناعات الآلية بباريس . دكتوراه الفيزياء النظرية سنة 1976 دكتوراه في الرياضيات بباريس سنة 1980 . شغـل قبل اعـتقاله المناصب التالية : فـــي تونـــس مُشرف على البرمجة لجميع الفصول الجامعـية عضو لجنة الانتدابات بوزارة التعليم العالي  أسس وأدار قـسم الرياضيات بجامعة صفاقس عـضو بالمجلس العـلمي في نفس الجامعة مؤسس ورئيس نقابة التعليم العالي بصفاقس خـــارج تونـــس مقـرر بمركزية الرياضيات ببرلين ( برلين الغربية سابقا) . مقـرر بمركزية بمتشيغان (الولايات المتحدة الأمريكية) . عـضو بالمركز الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا التابع لليونسكو . عـضو بالوكالة الدولية للطاقة الذرية . عـضو بالجمعـية العلمية العـربية . عـضو بلجنة النزاعات الدولية و القانونية . عـضو بإتحاد الفيزياء والرياضيات العـرب ، وانتخب في المؤتمر الرابع للإتحاد كاتبا للمؤتمر . مرسّم باتحاد الجامعات الناطقة كـليا أو جزئيا بالفـرنسية في كندا . وله شهرة دولية وعلاقات واسعة بمؤسسات عـلمية و شخصيات أكاديمية عالمية .
مع الإشارة إلى أن الدكتور منصف بن سالم من مواليد 1953 ، أب لأربعة أبناء ، يقيم حاليا في مدينة صفاقس ، تمكّن من تحطيم أرقاما قياسية في التاريخ العلمي حيث حصل على درجة دكتور مهندس وعمره 23 سنة وهي سنّ متقدمة جدا ، كما حاز على  دكتوراه دولة في الرياضيات وعمره 27 سنة فقط .
وقد تناول حديث البروفيسور الدكتور منصف بن سالم مع السبيل أونلاين ، بعض فصول المحنة التي يمرّ بها منذ 23 عاما أي منذ 1987 ، إضافة إلى أحداث وقضايا ومواقف كثيرة تنشر لأوّل مرّة ، ونظرا لطول التقرير فإننا سننشره على حلقات ، ونشير الى أننا سنتابع ان شاء الله هذه القضية أيضا بعد استكمال هذا الملف . وفي ما يلي نصّ الحديث (الفصل الأوّل منه) ، والذي يرد على لسان الدكتور منصف بن سالم :
بسم الله الرحمان الرحيم …
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيا بعده …
قد تكون قصّتي مثالا نموذجيا لما يعانيه آلاف من المواطنين وخاصة من الشبان المثقفين ، منذ سنة 1987 إلى يومنا الحاضر ، أي ما يزيد عن 23 سنة ، وكما هو معلوم هذه القصة تطول وتطول حسب المواقف والأحداث .
ففي 27 – 9 – 1987 صدر حكم غيابي ضدي من محكمة أمن الدولة ، قضى بـسجني 10 سنوات أشغال شاقة و 10 سنوات مراقبة إدارية ، والتهمة الوحيدة هي « الانتماء الى جمعية غير مرخّص فيها » ، والمقصود بها « الاتجاه الإسلامي » ولم يكن هناك أي دليل على هذه الإدانة سوى أنى حضرت اجتماعا سنة 1984 . وفي 26-11- 1987 تم إيقافي ضمن ما يسمى بـ »المجموعة الأمنية » ، وأثناء هذا الإيقاف وفي شهر مارس سنة 1988 قمت بالاعتراض على هذا الحكم ، فألغي وعوّض بحكم 6 أشهر مع تأجيل التنفيذ (سرسي) ، ثم دارت المفاوضات الغير مباشرة بيني وبين الرئاسة ، عن طريق أحد مساعدي الرئيس وقد آلت هذه المفاوضات إلى الاتفاق على ما يلي :
– أولا : إلغاء القضية بأمر رئاسي بوقف التتبع . – ثانيا : تسوية الوضعية المهنية بعودتي إلى عملي وحصولي على الجراية التي لم أتسلمها منذ شهر أوت 1987 ، مع العلم أن جرايتي تم قطعها في أوت 1987 وأنا موجود في وزارة التعليم العالي أعمل ضمن لجنة الانتدابات ، وقد كنت حاضرا ضمن لجنة الانتدابات بالوزارة حتى بعد قطع الأجور الذي وقع بطريقة غير قانونية وغير أخلاقية .
عند خروجي من السجن بتاريخ 4-5-1989 حاولت الاتصال بالسلطة لتطبيق ما تم وعدي به ، فسمح لي بالاجتماع بوزير التربية آن ذاك محمد الشرفي في ثلاث مناسبات كانت آخرها في أكتوبر 1989 ، وآلت هذه الاجتماعات إلى اتفاق برعاية الأستاذ الدكتور وزير التعليم العالي الفرنسي سابقا لوران شفارتس –
Laurent Schwartz
الذي تدخل بقوّة بهدف أن تؤول المفاوضات الى نتيجة ايجابية ، وفعلا اتفقنا وعدت الى منزلي ، ولكن في تلك الليلة تم التراجع عن الاتفاق من قبل الوزير محمد الشرفي ، فعدت في الصباح الباكر من اليوم التالي فوجدت الرجل قد تراجع في كل ما اتفقنا عليه وآلت المفاوضات بعد النجاح الى الفشل .
قمت بتقديم قضية عدلية في ثلاث عرائض الى المحكمة الإدارية في 31 أكتوبر 1989 ، سُجّلت تحت عدد 2722 ، وهذه القضية ما تزال الى حدّ الآن في الدائرة الابتدائية ولم يصدر فيها حكم ، وعقدت المحكمة الإدارية أوّل جلساتها للنظر في القضية في شهر أكتوبر 2002 ، تم استدعاءنا وحضرنا ، وفي آخر الجلسة ، قال رئيس الجلسة سيتم التصريح بالحكم بعد شهر ، فعدنا بعد شهر ولكن لم يتمّ التصريح بالحكم ، ثم استدعيت في شهر أكتوبر 2007 أي بعد 5 سنوات أخرى ، وتكرر نفس الموقف حيث أكد رئيس الجلسة أن الحكم سيصدر بعد شهر ، فعدنا بعد شهر فلم يقع التصريح بالحكم ، وفي شهر نوفمبر 2009 طلبت منا المحكمة أن ندلي بورقة ، وأعطتني مهلة أسبوع فقط ولكن الحمد لله في ظرف أسبوع نفذنا الطلب وزودنا المحكمة بهذه الورقة ، وكنا نظن أنها ستصدر الحكم ، ولكن إلى حدّ هذه الساعة لم يصدر الحكم ، وهكذا بعد مرور 21 سنة ما تزال القضية تراوح مكانها في المحكمة الإدارية ، وفي الدائرة الابتدائية ، مع العلم أنّ القضية سُجّلت تحت رقم 2722 وأصبحت الآن تحت عدد 12722 .
أعود الى سنة 1990 ، فبعد أن آلت المفاوضات إلى الفشل وتراجعت السلطة في وعودها التي قطعتها ، تمّ إيقافي بطريقة غير قانونية وغير أخلاقية وحكم علي بالسجن ثلاث سنوات فقضيتها كاملة ، مع العلم أن محاميّ الأستاذ محمد النوري تم إيقافه بعدي وحكم عليه بستة (6) أشهر سجن ، ونفذ عليه 12 شهرا (سنة) (هذه دولة القانون والمؤسسات – ساخرا) .
في شهر جوان 2006 ، تقدمت وابنتي مريم بقضية للمحكمة الإدارية في جواز سفر ، وصدر الحكم يوم 17 – 7 – 2009 بسليمي جواز سفري مع غرامة لوزير الداخلية ، ولكن لم ينفذ هذا الحكم الى حدّ هذه الساعة . فهذه بعجالة القضايا المنشورة في المحكمة .
عندما خرجت من السجن سنة 1993 وجدت نفسي في إقامة جبرية ، بدون قانون وبدون حكم ، ذلك أنه لم يصدر بحقي سوى حكم السجن ، وأصف بعجالة كيف تتم هذه الإقامة الجبرية ، هناك ثلاث فرق بوليسية هي « فرقة الإرشاد » و « فرقة المختصة » وفرقة « المباحث » ، تتناوب على حراستي في البيت ، كل فرقة مدّة ثلاث ساعات وهكذا تتم 24 ساعة ، ولكل فرقة 3 أعوان ، ولا يُسمح لأي شخص بزيارتي إلا إذا توفرت فيه أربع شروط :
 الشرط الأول : أن يكون من عائلتي ، يحمل نفس لقبي أو لقب زوجتي .  الشرط الثاني : أن لا يكون من المثقفين . الشرط الثالث : أن لا يكون من عمالنا بالخارج . الشرط الرابع : أن لا يكون له مشروع اقتصادي .
 وبالتالي لم يبقى من زواري أمام تلك الشروط سوى أشقائي وبعض الأقارب المتقدمين في السنّ ، وقبل الزيارة يتم تفتيشهم تفتيشا دقيقا ، وقد وقعت لي حادثة طريفة جدا ، ففي أحد المرّات كان أخي في زيارتي وقبل السماح له بالدخول وقع تفتيش الشاحنة التي يستقلها ، فسألتهم عن سبب هذا التفتيش الدقيق ، فقالوا لي : ربما يكون حامل معه شيء من الزيت أو الدقيق ، فقلت لهم : كيف أعيش إذن !!!.. كيف أقتات !!! .. فأنتم تحاصروني وحتى شقيقي ممنوع عليه أن يأتي لي بأكل أو شرب !!! ، فسكت العون في البداية ، ولمّا طرحت عليه السؤال عدّة مرات وكنت مُلحّا على أن يجيبني ، ردّ علي بجواب مؤسف جدا يقول لي فيه : يا دكتور إذا نفذنا التعليمات كما تأتينا ، والله ليس لك بدّ إلا أن تأكل التراب .
فالإنسان يبقى في هذه الحالة محاصر ومحروم من جيرانه ، محروم من أصدقائه ، محروم من أبناءه وأقاربه ، ومحروم من أي إنسان يمد له يد العون ، وليس له تغطية اجتماعية ، ليس له تغطية على المرض ولا يتلقى أي أجر ، لا يعمل ، لا يخرج ، كيف يعيش !!!؟؟؟… حتى الحيوان عندما يربط لا بد أن نأتي له بالأكل !!! … لقد كنت وحدي في السجن ، وكانت عائلتي على الأقل تتنفس الحرية ، فأصبحت أنا وعائلتي في سجن .
في هذه الأثناء تعرّض ابني الى حادث مرور مريع جدا هو وزوجتي وابنتي ، نتجت عنه أضرار بدنية جسيمة خاصة لابني وصلت الى حدّ 70% سقوط مستمر ، وما كانت لتصل لهذا الحدّ لو كنت في حالة مريحة ووضعية عادية جدا ، ولكن الملاحقة التي أعيشها هي سبب وصول ابني إلى هذه الإعاقة ، وأفصّل في ذلك ، فكل مرّة يأتي طبيب ليباشر ابني ، يطلبوا هويته ، والمعروف عندنا في تونس أن كل شخص يأخذ البوليس السياسي هويته ، يصبح تحت أعين البوليس السياسي ، ويصبح متابع ، وكثير من الناس في تونس يخشون من بطش هذا النظام لأنه نجح نجاحا كبيرا في غرس الرعب في قلوب الناس ، فهذه الوضعية جعلت عدّة أطباء يرفضون مباشرة ابني ، فهو يصوم يوم بعد يوم لإجراء العملية ، ولكنه يصوم لمدّة ثلاثة أيام ولا تجرى له العملية ، لأن كل طبيب يقع تعيينه ليباشر ابني إلا ويمتنع عن ذلك خوفا من أن يصبح تحت سؤال جواب من البوليس السياسي ، كذلك عندما عدت بابني إلى البيت وكان من المفروض أن يأتي ممرض من المستشفى ليغيّر له الضمائد ويباشر وضعيته ، هذا الممرض عندما وجد أن البوليس يسأله ويأخذ منه هويته رفض المجيء ، فعينت ممرضا آخر بالأجر فلم يأتي ، وعينت ممرض ثالثا ولم يأتي ، حتى تعفّنت ساق ابني مما نتج عنه إعادة العمليات من جديد ، مما سبب له سقوطا كبير جدا ، يعاني منه الى حدّ هذه الساعة .
هذه هي الظروف التي أعيشها في ظل هذا « العهد الجديد » في تونس الذي يتباهى بحقوق الإنسان وبحُرمة واحترام العلماء ، وأنا وأمثالي العشرات مثل الدكتور الصادق شورو والدكتور عبّاس شورو والدكتور محمد غرايبة والدكتور زياد الدولاتي والكثير غيرهم سجنوا وعانوا ظروفا صعبة وقاسية .
لقد بقيت خلال تلك الفترة وجميع المراسلات مقطوعة عني وكذلك الهاتف ، ومن الطرائف أنه وصلتني رسالتين منذ سنة 1993 الى اليوم ، فالرسالة الأولى كانت من اتحاد الجامعات الناطقة بالفرنسية بـ »كيباك » بكندا حيث كنت أستاذا بهذا الاتحاد ، والمفروض أن تأتيني في هذه الرسالة تذكرة سفر وشيك وتعيين بإلقاء محاضرات ، فتحت الرسالة فوجدت الظرف فارغا  ، والرسالة الثانية أتتني من الرئاسة الفرنسية سنة 1997 ، فهذه الرسالة وصلتني بورقتها وكان من المفروض أن يزور الرئيس الفرنسي جاك شيراك تونس سنة 1997 ، ثم بعد ذلك ألغيت الزيارة ، وفي هذه الرسالة وعدت الرئاسة الفرنسية بأنها ستدرس ملفي مع الرئيس التونسي ، أما فواتير الخلاص فهي تأتيني سواء كانت حقيقة أو مزيفة والفواتير المزيّفة كثيرة.
قصتي مع الهاتف طويلة جدا ، فالهاتف قطع عني في سنة 1999 ، ولكن الفواتير لم تنقطع وتصلني كل ثلاثة أشهر فاتورة لأدفعها ، فالهاتف مقطوع وفي الفاتورة معلوم صيانة كذا وكذا !!!!!!… أي صيانة هذه ، فالهاتف مقطوع منهم !!!! .
حين رُفعت عني الإقامة الجبرية سنة 2001 ، بعد مرور ثماني سنوات وشهرين ، حاولت الالتحاق بمنطقة بئر صالح (منطقة ريفية) لأزور قبر أمّي التي توفيت (رحمها الله) سنة 1994 وكنت وقتها في منزلي في مدينة صفاقس ، فمُنعت من حضور مرضها ثم مُنعت من حضور دفنها ، وقد اشترط عليّ البوليس شرطا اذا أردت أن أزورها أو أن أحضر دفنها ، وهو أن أسترخص منه برسالة ، فرفضت وقلت لهم : مستحيل أن أسترخص في أمر لي فيه الحق ، قالوا حتى مجرد تلفون ، قلت لهم ولو كلمة واحدة ، كيف أسترخص وأنا حرّ أمام القانون !!! ..أنا مواطن حرّ وهذه الإقامة الجبرية غير قانونية ولم يصدر فيها أي حكم وهو قرار بوليسي بحت !!!.. كيف تمنعوني من التنقل داخل تونس !!!؟؟؟ .
في منطقة بئر صالح اقتنيت هاتف ريفي ، وقد وصلتني أوّل فاتورة ،  كانت مزرية ومضحكة للغاية ، ومما ورد فيها وكأن التلفون لديه سنوات في العمل بينما هي أول فاتورة ، ثم أن بين المكالمة والمكالمة  ثانية واحدة بينما تدوم المحادثة 207 ثانية ، فكيف في ظرف ثانية واحدة أتكلم 207 ثواني !!!! ..تلك خزعبلات غير معقولة ، وقد تقدّمت بشكوى إلى المدير العام لاتصالات تونس وتفهّم وضعي وألغى مشكورا هذه الفواتير كلها ، لأنه يعرف أن البوليس يقف وراء هذه الفواتير ، وقد ألغي الخط أيضا .
سجلت اشتراك في الانترنت سنة 2008 ، ودفعت معلوم سنتين متتاليتين ، حاولت أن أعيش في عالم آخر وأبحث في الانترنت حتى أعيش مؤتمرات علمية ، أقرأ الصحف ، حتى أكون متابع ، ولكنّي لم أتمتع سوى بشهر واحد حيث كانت الانترنت تتدفق بشكل طبيعي ، ثم تحوّل الى غير طبيعي وأصبح كالمجنون ، فقد أصيب الكمبيوتر بفيروسات تأتيني من كل مكان ، فغيّرت الكمبيوتر ثلاث مرات متتالية ، ولكن في الأول والثاني والثالث يتكرر نفس السيناريو . حاولت تقديم شكاوي عدة مرّات وقد اتضح أنني لم أكن مربوط بسلطة الانترنت ولكن كنت مربوطا بوزارة الداخلية ، وقد قُطع عني تماما الدخول الى « السكايب » أو أن أرسل أو أستقبل رسالة ، فتقدمت بمطلب لقطع الانترنت لأني أدفع معلوم الاشتراك دون الاستفادة من الخدمة ، فقطعت الانترنت وبقيت الفواتير تأتيني لمدة ثلاثة أشهر بعدها ، وأجبرت على دفعها ، فأين اذن حرية الاعلام وحرية الاتصال في تونس!!!؟ . ………… يتبــــــــــــــــــــــع ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 27 نوفمبر 2010)


بعد تعيين اللجنة التصالحية الرابطيون متفائلون.. والطريفي وبن يونس يؤكدان استعدادهما للحوار


بعد تعيين خمس شخصيات وطنية (السادة عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي وعبد اللطيف الفراتي وتوفيق بودربالة ولزهر القروي الشابي) للوقوف على سير الحوار بين الرابطيين والخروج بالمنظمة من ازمتها الحالية في اتجاه عقد المؤتمر السادس اعرب عدد من الرابطيين عن ثقتهم في الشخصيات الوطنية التي ستشرف على ادارة المصالحة بين الرابطيين معتبرين في هذا السياق أن اللجنة ستدعم نهج الحوار الرابطي-الرابطي نظرا لما يتحلى به اعضاء اللجنة الخمسة من ثقة لدى الرابطيين. واعتبر الاستاذ الشاذلي بن يونس ممثل مجموعة الشاكين أن هذه الخطوة ستساهم في توفير كل امكانيات نجاح التفاوض. واضاف بن يونس أن تلك الشخصيات معروفة لدى الجميع بالاستقلالية والنضال وباطلاعها على ميكانزمات العمل داخل المنظمة الحقوقية.
وقال بن يونس أن هذا الخيار » سيدعم مسار التفاوض وهو ما يجعل الاطراف تتحمل مسؤوليتها الكاملة امام التاريخ. » موضحا في ذات السياق « انه لا يجب أن تضيع هذه الفرصة بل يجب أن تفضي إلى نتيجة ملموسة الرابح الوحيد فيها تونس خاصة وان وعود رئيس الجمهورية صريحة وواضحة. » واعتبر بن يونس أن  » التركيبة الجديدة للوسطاء هي الضامن للوصول لاتفاق ينهي الخصومة ويؤدي إلى تطبيق الاتفاق وتنفيذه ».
ومن جهته وصف ممثل اللجنة المنبثقة عن الهيئة المديرة لرابطة حقوق الإنسان الاستاذ مختار الطريفي البادرة  » بالايجابية  » واضاف  » اننا نكن لهم كل الاحترام ولا اشكاليات لنا مع المجموعة. » مؤكدا على استعداد الهيئة على تلبيتها لاية دعوة من قبل الوسطاء.
كما اعرب الطريفي عن استعداده للحوار قصد الخروج بالرابطة من ازمتها ولإيجاد حل وفاقي يمكن من عقد المؤتمر الوطني في أقرب الآجال وأحسن الظروف ». وذكر الطريفي أن الرابطة كانت تستعد للتوجه إلى السيد منصر الرويسي قصد المساهمة في تفعيل المبادرة الرئاسية والتسريع في الحوار واللقاءات.ومن جانبها اعلنت المبادرة الرابطية على ضرورة فتح حوار فاعل وجاد لا يقتصر على ممثلي الشاكين والهيئة المديرة.وقال السيد نوفل الزيادي ممثل المبادرة الرابطية  » أن المبادرة على اتم الاستعداد للاتصال بالهيئة التصالحية والمساهمة في هذا الحوار بعيدا عن منطق المماطلة والحسابات الحزبية والشخصية الضيقة ». واقترح ممثل المبادرة في هذا الاطار عقد مائدة مستديرة يتم فيها مناقشة المقترحات العملية الدقيقة والواضحة للخروج من الازمة مؤكدا على انه سيتم الاتصال بالهيئة لمدها بمواقف المبادرة في اقرب الاجال.
خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 نوفمبر 2010)
 
 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مؤشرات إيجابية نحو الحلّ


بقلم: عبد الفتاح كحولي   شهد ملف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تطورا ملحوظا يمكن أن يشكّل « فرصة » لتجاوز الرابطة مأزقها الذي أعاقها عن القيام بدورها الطبيعي في الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر ثقافتها وهو ما يوجب على المعنييين بالشأن الرّابطي المساهمة في فتح حوار جاد ومسؤول ينتهي إلى وضع خارطة طريق واضحة تؤدّي إلى عقد المؤتمر الوطني السادس للرابطة ويهمنا في هذا المقال أن نقف عند التطورات النوعية في هذا الملف وتقدّم ملامح رؤية حول أفق التجاوز.

لقد شكل خطاب رئيس الدولة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين للتحول حدثا بارزا لما تضمّنه من تأكيد على أهمية منظومة حقوق الإنسان في المشروع الحضاري المرتكز على صيانة كرامة المواطن وعلى أهمية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ضمن هذه المنظومة ولما تضمّنه أيضا من دعوة إلى إيجاد حل لأزمة الرابطة في إطار اتفاق بين جميع الأطراف الرابطيّة  ومن حرص على المساعدة في تجاوز أزمة الرابطة وفي سياق متصل شكل البيان الصادر عن الهيأة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم 11 نوفمبر 2010 حدثا آخر بارزا إذ تضمّن تثمينا للحرص الرئاسي على مساعدة الرابطة لإيجاد حلّ وفاقي للأزمة وهو ما يؤكد على التعاطي الإيجابي مع خطاب رئيس الدولة كما تضمن في كل فقراته وبنوده روحا إيجابية بإزاء الأطراف الرابطية ذات العلاقة بالأزمة وإزاء كل المعنيين بالشأن الرابطي ودعوتهم لمدّ يد المساعدة.
إن ما يمكن استنتاجه من قراءة خطاب رئيس الدولة في فقرته المتصلة بموضوع الرابطة ومن قراءة بيان الرابطة هو وضوح الروح الإيجابية والحرص على تجاوز الأزمة من جهة وعودة الرابطة إلى الاضطلاع بالدور المنوط بها من جهة أخرى وهذه الروح الإيجابية تمثل أرضيّة صلبة للبدء في حوار جاد ومسؤول يشارك فيه كل الرّابطيين والرّابطيات وكل المعنيين بالشأن الرابطي من أجل تجاوز وضع الأزمة.  
إن هذه الأرضية الصلبة للبدء في حوار جاد ومسؤول يمكن تبنيها من خلال اتساع دائرة المشترك بين السلطة والرابطة وكل المعنيين بالشأن الرابطي وبين الرابطيين والرابطيات في حدّ ذاتهم ويتشكل هذا المشترك من التأكيد على النقاط التالية:
–         اعتبار الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مكسبا وطنيا. –         التأكيد على أهمية الدور الذي لعبته الرابطة في دعم حقوق الإنسان ونشر ثقافتها –         التأكيد على وضع الأزمة الذي تعيشه الرابطة –         التأكيد على ضرورة الحوار في تجاوز واقع الأزمة ورفض الإقصاء والاستثناء –         التأكيد على ضرورة تأمين الطريق من أجل أن تقوم الرابطة بدورها الطبيعي في أفق عقد مؤتمرها الوطني السادس.   لا شك أن اتّساع دائرة المشترك وتقليص دائرة الخلاف سيلعب دورا حاسما في تجاوز كل العراقيل لأن هذا المناخ من التفاهم يعدّ حصانة أولية في إنجاح الحوار ورسم خارطة الطريق نحو حلّ تاريخي لأوضاع الرابطة.
وانطلاقا من هذه الأجواء الإيجابية ومن مناشدة الهيأة المديرة للرابطة جميع المعنيين بالمساهمة في إنجاح الحوار ستتقدم معالم رؤية قد تساعد على تواضعها في مزيد بلورة هذا الحوار المرجوّ.
إننا ننظر إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومدى أهميتها من خلال رؤيتنا للعمل الجمعوي حاضرا ومستقبلا فدور منظمات المجتمع المدني دور حيوي في معاضدة المجهود الجماعي من أجل إرساء دعائم مجتمع حديث تضبط سلوكه ثنائية الحق / الواجب بعيدا عن كل أشكال العلاقات ما قبل حداثية.
وفي سياق بلد يتقدّم نحو ترسيخ نظامه الديمقراطي فإن لهذه المنظمات وخاصة الحقوقية منها دورا بارزا في إنجاح هذا المسار كما أن المجتمعات الحديثة في مجملها تبنى على أدوار مستقلة ومتكاملة في نفس الوقت وهيآت المجتمع المدني تلعب دورا حاسما في تنظيم المجتمع وتمثيل بعض مطالبه وحقوقه من هذه الزاوية ننظر إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان باعتبارها مكسبا وطنيا ارتباطا بالدور الذي يمكن أن تلعبه في المجهود الوطني العام.
ولا شك أن اتساع المشترك الذي تحدثنا عنه سابقا يشكل مكسبا لا يمكن التفريط فيه من أجل حلّ تاريخي لوضع الرابطة.
إن التأكيد على وضع الأزمة (ETAT DECRISE) يتطلّب حلا من نمط التسوية (Compromis ) وهو ما يتفق عليه الجميع ولكن أيّة تسوية؟
هنا لا بدّ من التمييز بين التسوية التاريخية (compromis historique) والتسوية الظرفية (compromis conjoncturel) فالتسوية التاريخية تتعلّق بالبحث عن توافق دائم أو طويل الأمد يستند إلى المعايير المشتركة للسلوك وضبطها في مدوّنة يحتكم إليها الجميع أمّا التسوية الظرفية فتقوم على تحالف تكتيكي (alliance tactique) قد لا تعمّر طويلا لتعود أجواء الأزمة من جديد.
وبالنظر إلى تأكيد جميع الأطراف على ضرورة أن تعود الرابطة إلى أداء دورها الطبيعي فإن هذه العودة لن تتم بمجرّد عقد تسوية ظرفية بل لعقد تسوية تاريخية تقطع مع كل أشكال التوظيف السياسوي وتحفظ استقلاليتها الضامنة للقيام بدورها وهو ما يعني أن الحوار بين الرابطيين لا بد أن يتجاوز المسائل الإجرائية على أهميتها من أجل تأمين حقيقي للمستقبل تجد فيه هذه المنظمة الحقوقية نفسها فاعلة في إطار الدور الطبيعي الموكول لها.
لا شك ان المسائل الشكلية ستأخذ حيزا من الاهتمام ولكن يجب أن تكون مجرد وسيلة في خدمة مسار واضح يشارك الجميع في معالمه غايته العودة بالرابطة إلى اشتغالها الطبيعي على الوظائف الموكولة لها في المجتمع .
إنّنا إذ نقف على هذه الروح الإيجابية وعلى اتساع دائرة المشترك وإذ نقدّم هذا الرأي فإننا نناشد من جهتنا جميع الرابطيات والرابطين تغليب روح الحوار والوفاق وتغليب مصلحة الرابطة ومن ثم مصلحة المجتمع والوطن على كل الحسابات الضيّقة فلا طريق إلى الحلّ إلا بعقد التنازلات المشتركة والتفكير المسؤول والجاد في مستقبل الرابطة التي عدّها الجميع مكسبا وطنيا لا يمكن التفريط فيه. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 165 بتاريخ 26 نوفمبر2010)  


مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا  

بيان  تضامني مع الصحفي  » جواد الخني  » ضد حملات الإساءة إليه


 
* تلقت مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا نبا الحملات المغرضة و التي تستهدف الصحفي  » جواد الخني  » ببالغ من القلق. إذ ترمي هذه الهجمات الشرسة ضده إلى الإساءة إليه في محاولة يائسة من اجل الحد من نشاطه الصحفي المستقل.                    وحسب أخر المعطيات المتوفرة فان جهات ذات دوائر ضيقة محسوبة على احد التيارات الحزبية في مدينة سيدي سليمان تحاول و بشتى الطرق التنكيل بالصحفي، جواد الخني، مدير نشر جريدة الوطن الناطقة بالعربية من اجل التضييق عليه في ممارسة عمله الصحفي المهني. وتعبر مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا عن تضامنها المطلق  مع الصحفي  » جواد الخني  » ضد هذه الممارسات التي تهدف إلى تكميم الأفواه و تقليص مساحة العمل الصحفي الحر و المسئول.   كما تطالب المجموعة بإسدال الستار عن حقيقة و هوية المعتدين ضد الصحفي إضافة إلى ضمان عدم تكرار هذه الأفعال التي لا تمت بالأخلاق صلة والكف عن جميع الملاحقات التي تستهدف حرية التعبير.
مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا جميع الأطراف المعنية من اجل توفير الأجواء و الظروف الملائمة الكفيلة بتأدية العمل الصحفي و الحق الطبيعي في الوصول إلى مصادر المعلومات دون تضييق.       مجموعة العمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا — WGFENA (Working Group on Press Freedom and Free Expression in North Africa) Information:

 


ثلاث نقابات أساسية تابعة لشركة فسفاط قفصة تنجز مؤتمراتها


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 26. نوفمبر 2010 عقدت ثلاث نقابات أساسية تابعة لشركة فسفاط قفصة يوم أمس الجمعة 26 نوفمبر مؤتمراتها، وهي النقابات التي تحضى باهتمام بالغ من طرف سائر النقابيين لما لها من ثقل في تحديد معالم المشهد النقابي بالجهة وقد تنافس في المؤتمرات الثلاث قائمتين واحدة شعارها « من أجل عمل نقابي نزيه، مشرف وعادل » والثانية « العمال ». والنقابات الثلاث هي:
 نقابة مقطع الجلاّبية التي ترأس مؤتمرها السيد علي الماجدي عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بقفصة ، وفازت قائمة « من أجل عمل نقابي نزيه، مشرف وعادل » بجميع مقاعدها.
ونقابة مقطع المزيندة، ترأس مؤتمرها السيد أحمد المغزاوي وكان الفوز فيه لقائمة « العمال » بأربعة مقاعد مقابل ثلاثة مقاعد لقائمة  » من أجل عمل نقابي نزيه، مشرف وعادل ».
ونقابة « المصالح الخارجية » كبرى التشكيلات النقابية بالمضيلة، وأشرف على مؤتمرها السيد منصف اليعقوبي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل. ولم تتحصل قائمة « العمال » التي يرأسها الكاتب العام المتخلي عبد الجواد سالم على أي مقعد.
مقابل فوز قائمة « من أجل عمل نقابي نزيه، مشرف وعادل » التي ترأسها السيد بشير الغريسي بكل المقاعد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 نوفمبر 2010)

 


النّقابة العامّة للتّعليم الثّانوي ووزارة التّربية في زاوية مغلقة


بقلم فتحي الشّيخاوي هكذا تأكّد أنّ العلاقة بين النّقابة العامّة للتّعليم الثّانوي ووزارة التّربية دخلت منعرجا تسابقيّا في اتّجاه عمل الطّرف الأوّل على ربح الوقت والتّمديد في المفاوضات وتمطيطها ظنّا منه أن تضيع المطالب في متاهات الزّمن بتحوّلاته وتداخلاته المتجانس مع تحوّلات وتداخلات وزارة التّربية، وهي الخاصيّة الكبرى التي تميّز هذه الإدارة المركزيّة، أمّا الطّرف الثّاني المتجسّد في النّقابة العامّة للتّعليم الثّانوي فإنّ الرّوح النّضاليّة التي اعتبرتها شعارها الأساسي، فرض عليها التّشبّث المستميت بمطالب المجموعة الأستاذيّة وتوصياتها، هذه المطالب والتّوصيات التي تمخّضت عن ندوات الإطارات عبر جهات القطر، هي المبراس الذي يهتدي به الهيكل الشّرعي النّضالي للأساتذة، من خلال الهيئة الإدارية التي أقرّ لها تاريخ 25/11/2010.    إنّ الهيئة الإداريّة ستنعقد، ليدرس فيها النّقابيون (وضعيّة ما بعد إضراب 27/10) هذه الوضعيّة التي ستضاف إليها حتما مضامين الجلسة التّفاوضيّة مع وزارة التّربية المنعقدة يوم الاثنين الفارط 22/11/2010 واستمرّت لمدّة ثلاث ساعات، حضرها من الجانب الوزاري السيّد وزير التّربية ومن الجانب النّقابي السّادة: محمّد المنصف الزّاهي وعبيد البريكي عضوا المكتب التّنفيذي وسامي الطّاهري الكاتب العام للنقابة العامّة للتّعليم الثّانوي .    من خلال هذه الجلسة، أكّد وزير التّربية أنّ مطلب سنّ التّقاعد هو من الشّؤون الوطنيّة الخارج عن نطاق وزارة التّربية، كما أنّ مطلب (منحة مستلزمات العودة المدرسيّة) يندرج أساسا في خانة الأجور والمنح الخصوصيّة التي لا يمكن الخوض فيها في الإطار الحالي إنّما هي من مشمولات المفاوضات الاجتماعيّة الدّوريّة. أمّا عن مطلب الأساتذة غير المدمجين في سلك التّعليم الثّانوي، فقد أكّد الوزير أنّه سيصدر أوامره لتهيئة استئناف التّفاوض في الآجال القريبة . أمّا منحة التّرفيع في منح المراقبة والإصلاح، فقد أثبت الوزير ما رفضته النّقابة سالفا واعتبرته خطوة أحاديّة الجانب لتهميش النّقابة وعدم تشريكها، أثبت أنّ هذه المنح رفّعت فيها الوزارة بما قدره 50 بالمائة. وأثبت أنّ الوزارة ستعمل على تنظيم الامتحانات بعد الانطلاق في مراجعتها، ولا شكّ حسب رأيه أنّها ستعمل على تشريك الجانب النّقابي في تحديد منح المراقبة. أمّا المطلب المتّصل بمنح أبناء أساتذة الثّانوي، فقد أكّد الوزير أنّ وزارته منكبّة على الرّفع في عدد هذه المنح . من النّاحية التّقييميّة صرّح السيّد عبيد البريكي أنّ الهيئة الإداريّة إلى جانب النّقابة العامّة هي الأجدر بعمليّة تقييم هذه الجلسة، وصرّح أنّه كعضو بالمركزيّة النّقابيّة يؤكّد دعمه ومشاطرته للنّقابة العامّة. أمّا السيّد سامي الطّاهري فقد أثبت أنّه لم يتّفق مع وزير التّربية إلاّ في فتح التّفاوض في القانون الأساسي مع الدّعوة إلى استئناف النّظر في ملفّات المطرودين، أمّا باقي المطالب فقد تجرّدت الوزارة من المسؤوليّة واعتبرت الأمر ليس من مشمولاتها، وهو ما زاد العلاقة برودة.ومن هذا المنطلق ترى نقابة التّعليم الثّانوي أنّ الجلسة لم ترق إلى درجة النّجاح والتّفاهم وإنّ أمر النّتائج سيعود إلى الهيئة الإداريّة ليوم 25/11/2010 بعد التّقييم لتقرّر ما يقرّرة النّقابيون عبر جهات القطر. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 165 بتاريخ 26 نوفمبر2010)  


رئيس فريق عمل الأمم المتحدة لمكافحة السيدا ثلاثون بالمائة من الإصابات بالفيروس في تونس ناجمة عن حقن المخدرات


بين الدكتور محمد بلحسين رئيس فريق عمل الأمم المتحدة المشترك لمكافحة السيدا والمنسق المقيم للأمم المتحدة بتونس، خلال الندوة الصحفية الملتئمة أمس بمناسبة إصدار تقرير برنامج الأمم المتحدة للسنة الحالية حول السيدا،أن حقن المخدرات بطرق غير محمية من العوامل الرئيسية في انتشار الفيروس في عديد بلدان إفريقيا والشرق الأوسط على غرار إيران وليبيا وكذلك تونس.
يذكر أن الإحصائيات الرسمية حول انتشار فيروس السيدا في تونس تشير إلى أن 30 بالمائة من الإصابات المصرح بها والبالغة حوالي 1700، ناجمة عن حقن المخدرات.
ويضيف رئيس فريق عمل الأمم المتحدة لمكافحة السيدا أنه في الوقت الذي نجحت فيه البلدان المتقدمة في التخفيض من عدد الإصابات الجديدة بفيروس السيدا وهو ما يبينه اتجاه الرسم البياني للإصابات في البلدان المتقدمة المتجه نحو الأسفل،يلاحظ القائمون على برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا أن بلدان إفريقيا والشرق الأوسط تشهد تزايدا في عدد الإصابات.
وتضيف بهذا الصدد الدكتورة مريم بن مامو المكلفة ببرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة السيدا بتونس أن كل المؤشرات الخاصة بانتشار السيدا في بلدان افريقيا والشرق الأوسط تضاعفت مرتين و3 مرات خلال العشر سنوات الأخيرة.فانتقلت نسبة حالات الإصابة الجديدة من 36 ألف خلال سنة 2001 إلى حوالي 75 ألف حالة خلال السنة الفارطة كما ارتفعت نسب الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس السيدا من 8300 حالة وفاة سنة 2001 إلى حوالي 23 ألف وفاة خلال السنة الماضية…   صعوبات تواجه البرنامج   بين أيضا الدكتور محمد بلحسين أنه رغم النجاح على مستوى العالم في التخفيض بحوالي 20 بالمائة في عدد الإصابات الجديدة خلال العشر سنوات الأخيرة والتخفيض أيضا في عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس من 2،1 مليون وفاة سنة 2004 إلى 1،8 مليون وفاة خلال السنة الفارطة،إلا أن تحديات كثيرة مازالت تواجه البرنامج الأممي لمكافحة السيدا من بينها عدم التوازن في نتائج برامج التحسيس ومقاومة الفيروس بين البلدان والفوارق الكبيرة في الوصول إلى العلاج إلى جانب التخفيض في الإستثمارات المالية الممنوحة لمعاضدة برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 نوفمبر 2010)


لغتنا هويتنا  

بقلم سامية زواغة   رغم أن اللغة العربية هي أهم المرتكزات التي يقوم عليها وجودنا الوطني والمعيار الأساسيًّ لهويتنا والمكون الرئيسًي في تشكيل الوجدان القومي وإقامة المشروع الحضاري العربي. فإنها في المقابل وللأسف الثغرة التي يمكن أن يُصَابَ من خلالها جسد الأمة بسهام المتربصين بها.   
   فاعتبار اللغة العربية لغة رسمية حسب الدستور  والقوانين وفي الخطابات الحكومية و في جانب هام من برامج التربية والتعليم وهو ما يمثل عنصر أصالة واستجابة لحقيقة التاريخ الوطني لا يلغي وجود عناصر أخرى غريبة عن هذه الأصالة من ذلك  ما نشاهده اليوم من تجميد و انتهاكات يومية لهذه اللغة  في كثير من  القطاعات وعلى يد الكثير من المؤسسات والنخب والأفراد وهو ما من شانه أن يفقد المشروع الوطني ركيزة أساسية من ركائز النجاح لمضمونه و تهدد مستقبله بنتائج عكسية لأن  الدستور والمناشير تدعو إلى  تكريس لغة وطنية رسمية وحيدة وحمايتها والدفاع عنها في حين يعمل الكثير من المختصين والقائمين على البلاد في ممارساتهم اليومية على تحنيطها وعزلها عن الحياة خصوصا حياة الشباب ولعل هذا  أخطر بكثير من زحف العولمة ومن كل عامل خارجي .
لقد بات الأمر لافتا للنظر منذ سنوات و مع اعتماد خيارات اقتصاد السوق وإطلاق العنان للقطاع الخاص أن تتنامى ظاهرة لغوية هجينة في فضاءاتنا العمومية والخاصة وفي لغة الإعلام والإشهار والدعاية تتنافى مع الخطاب الرسمي وتطرح أكثر من سؤال حول مستقبل هويتنا اللغوية فاغلب ما يميز  برامج قنوات البث الإذاعي والتلفزي و اختيارات الصحف ولغة المؤتمرات والندوات العلمية و لافتات الدعاية والإشهار الخاصة بالمحلات والمركبات التجارية وبرامج المسابقات يبعث على القلق والحيرة  بحيث يفاجئ الإنسان في كثير من الأحيان  بغياب اللغة العربية والسيطرة شبه الكاملة للغة الأجنبية  إلى جانب  لهجة أخرى مهجنة، لا هي بالعربية ولا العامية أو الأجنبية.  وهذا يعطي الانطباع بأن اللغة العربية تواجه حصارا مدروسا وعدوانا منهجيا يمهد لإفقادها مكانتها و حضورها كخطوة للاستغناء عنها وهو ما يشعرنا بالغربة في بلدنا   ويدعونا في أكثر من مناسبة لنطرح السؤال : لماذا هذا الزحف الحثيث للغة الأجنبية والمهجنة في شوارعنا ومركباتنا بل وفي وعينا أيضا ؟ لماذا هذه الغربة اللغوية في زمن يفترض فيه انه زمن الاستقلال والسيادة الوطنية ؟ أين دور النخب الثقافية الحريصة على حق الشعب في الهوية والديمقراطية ؟
 لفترة طويلة  كان وجود الاستعمار والاحتلال المباشر عدوانا  مستفزا للمشاعر الوطنية ومحفزا على المقاومة والثورة و تأكيد الهوية والحفاظ عليها وقد دفعت البلاد أثمانا باهظة لطرد جيوش الاحتلال وبناء الدولة الوطنية وما يعنيه ذلك من تأصيل لبرامج التنمية بما فيها التنمية الثقافية واللغوية غير أن الواقع الوطني وبعد عقود من البناء يبرز وجود قوى ونخب عديدة استبطنت المشروع الاستعماري في ثقافتها وخيارها الحضاري وأصبحت تمثل بؤر عدوان وتخريب للغة العربية رغما عن الدستور والقوانين التي تؤكد على التعريب . ويبدو أن خطر هذه القوى اشد على البلاد من جيوش الاستعمار المباشر نظرا للباسها « الوطني « وانتمائها غير المشكوك فيه للشعب لأن هذه القوى والنخب تتخفى اليوم وراء منطق العولمة الإنسانية وثقافة السوق لتهدم منطق الأمة وثقافة المجتمع وتبرر التخلي عن خصوصياتنا التي هي مصدر وجودنا وهويتنا حاضرا ومستقبلا.
 والخطير في الأمران تأثير الثقافة اللغوية التي تحملها بعض القوى الاجتماعية و يروج لها الإعلام و يتلقفها الشارع والوسط الاجتماعي ككل عبر لافتاته وإعلاناته هو الذي يشكل اليوم وعي المواطن وعقل الأمة ومرجعية تربية الأجيال.     
  لقد أصبح ضروريا  في هذا الإطار دعوة الإعلام بالدرجة الأولى والمؤسسات الثقافية و الإدارية والتربوية وجميع هياكل التنمية الجهوية والمحلية  إلى تحمل مسؤولياتها في حماية لغة البلاد والنهوض بها و اتخاذ القرارات التي تلزم فيها  جميع القائمين عليها والمتعاملين معها باحترام الهوية اللغوية للشعب.      إن حفاظنا على لغتنا هو حفاظنا على هويتنا وعلى ذاكرتنا ومستقبلنا وهو أمر تدركه الأمم الحية فتسعى إلى تجريم العدوان عليها وتسن القوانين التي تحمل الجميع على حماية أصالتها اللغوية و الأكيد أن ضياع اللغة الوطنية كما انه هدد مجتمعات كثيرة في العالم وأفقدها خصوصيتها الثقافية فصارت تابعة لثقافة اللغة التي طغت عليها فان استمرار تراجع اللغة العربية في حياتنا قد يقود إلى ذات المصير‏ وهذا ما يبرر قلقنا اليوم تجاه مصير لغتنا واستقلالنا الوطني. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 165 بتاريخ 26 نوفمبر2010)  


واشنطن حذرت تل ابيب من حرج جراء كشف ‘ويكيليكس’ وثائق سرية


 
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس: كشفت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية في عددها الصادر الجمعة النقاب عن ان واشنطن حذّرت تل أبيب من عواقب نشر وثائق سرية قريبا عبر موقع الإنترنت الأمريكي ‘ويكيليكس’ قد يؤدي إلى حرج في إسرائيل بسبب مضمونها المتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وحذرت السفارة الأمريكية في تل أبيب مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية الإسرائيلة مؤخرا من نشر موقع ‘ويكيليكس’ الالكتروني لوثائق سرية، وأفادت صحيفة ‘هآرتس’ الجمعة بأن الأمريكيين شددوا في توجههم إلى مسؤولين إسرائيليين على أنهم أرادوا إطلاع حكومة إسرائيل على الأمر لكي ‘لا تفاجأ’ وتستعد لنشر الوثائق التي قد تسبب ‘حرجا دبلوماسيا’.
ونقلت الصحيفة عن موظف سياسي إسرائيلي رفيع المستوى اطلع على مضمون الرسالة الأمريكية قوله، إن الأمريكيين قالوا إن المواد الموجودة بحوزة ‘ويكيليكس’ تشمل برقيات دبلوماسية تم إرسالها من السفارات الأمريكية في العالم إلى واشنطن.
وتشير التقديرات في واشنطن إلى أن هذه الوثائق ستنشر في الأيام القريبة أو ربما اليوم وستشمل برقيات تم إرسالها خلال السنوات الخمس الأخيرة تتضمن تقارير صحافية ومحادثات مع سياسيين ومسؤولين حكوميين وصحافيين وتقييمات وتحليلات دبلوماسيين أمريكيين لأحداث في الدول التي يخدمون فيها. وقال الموظف الإسرائيلي إن السفارة الأمريكية في تل أبيب أشارت إلى أن الحديث يدور على ما يبدو حول برقيات بتصنيف سري منخفض، لكن ليس لدى الإدارة الأمريكية معلومات حول مضمونها.
وأضاف الموظف الإسرائيلي أن ‘الأمريكيين ينظرون إلى هذا التسريب بخطورة بالغة، وهم لا يعرفون متى سيتم نشرها على شبكة الانترنت وما ستتضمنه بالضبط، لكنهم لم يريدوا أن نسمع عن ذلك من الصحف’.
وجاء في رسالة السفارة الأمريكية في تل أبيب، أنه في حال نشر برقيات صادرة من هذه السفارة فإنها قد تسبب حرجا، لأنها تتعامل مع قضايا تتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي غالبا ما تبقى سرية، أو أنها ستتضمن مراسلات داخلية بين دبلوماسيين أمريكيين لا تعبر دائما عن موقف الإدارة الأمريكية. وشددت الرسالة على أنه ‘إذا تسبب ذلك بحرج فإنه مهم بالنسبة لنا أن تعلموا بأنه لم تكن لدينا نية كهذه’.
ورفض المتحدث باسم السفارة الأمريكية في تل أبيب كورت هويير تأكيد أو نفي الرسالة التي بعثتها السفارة إلى مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، لكنه شدد على أن نشر برقيات سرية من جميع السفارات الأمريكية في العالم قد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة حتى على حياة أشخاص.
وأضاف هويير ‘أننا نستنكر بشدة نشر الوثائق السرية وقلقون للغاية من انعكاسات ذلك على العلاقات الخارجية للولايات المتحدة’.
وتوجهت وزارة الخارجية الأمريكية إلى دول كثيرة أخرى لتحذيرها من تبعات نشر البرقيات السرية. كما اعرب السفير الامريكي لدى العراق جيمس جيفري الجمعة عن قلقه حيال عزم موقع ‘ويكيليكس’ نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبرا ذلك امرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد.
وتأتي تصريحات السفير الامريكي بعد اربعة ايام من اعلان الموقع انه ينوي نشر نحو ثلاثة ملايين وثيقة سرية، في خطوة هي الثالثة من نوعها منذ تموز (يوليو) الماضي، لكنه لم يحدد متى سيتم ذلك.
وقال جيفري للصحافيين في مبنى السفارة في بغداد ‘نحن قلقون من نشر وثائق اضافية’. واضاف ان ‘وثائق ويكيليكس تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا افهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد انما هي ببساطة تلحق اضرارا بقدرتنا على اداء عملنا هنا’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)


في مديح الانتخابات واحتقار التاريخ


د. فهمي هويدي
لم أفهم لماذا الإصرار على النفخ في الانتخابات التشريعية الراهنة، إلى حد وصفها بأنها «الأهم في تاريخ مصر الحديث»، والوصف ليس من عندي، ولكنه ورد في استهلال مقالة لرئيس مؤسسة الأهرام يوم الثلاثاء الماضي 23/11. ولم تكن تلك المرة الأولى التى أصادف فيها هذه المبالغة، فقد تحدث آخرون من إعلاميي «الموالاة» عن أنها حاسمة ومصيرية ونقطة تحول، وغير ذلك من الأوصاف التى تضفي أهمية على الحدث، وأعتبرها مبالغات تعتمد على النفخ والتلاعب بالألفاظ، لذلك فإنني حين سئلت في الموضوع في بعض الحوارات التليفزيونية قلت إنها انتخابات عادية للغاية، لا يتوقع منها أية مفاجآت من زاوية المصلحة العامة. بل إنها أضعف وأقل شأنا من الانتخابات التي سبقتها في عام 2005 ــ لماذا؟ لأن الانتخابات تكتسب أهميتها سواء من أنها غير معلومة النتائج سلفا، أو من كونها قد تؤدي إما إلى تغيير النظام أو السياسات أو الحكومة أو تغيير الحزب القابض على السلطة، لكن حينما لا يحدث شيء من كل ذلك، وتظل الأمور بعد الانتخابات هي ذاتها التي كانت قبلها، فإن الكلام عن الحسم ونقطة التحول والتأثير على المصير يغدو مبالغة غير مبررة، كما أن الكلام عن اعتبار الانتخابات الأهم في تاريخ مصر الحديث يصبح هزلا في موضع الجد، وتدليسا على القارئ يبتذل التاريخ، كما أنه يسيء إلى تقدير المرسل ويزدري بعقل المستقبِل. أفهم أن تعد الانتخابات حاسمة وفاصلة ونقطة تحول وتاريخية أيضا فيما يخص الأفراد والعائلات التي يمثل الفوز بالعضوية وبرضى الحزب الوطني بابا لتحقيق طموحات الثراء والالتحاق بطبقات المجتمع العليا، أو لتعزيز الوجاهات العائلية. ومن ثم تصبح الانتخابات نقلة وتحولا في رحلة الشخص والأسرة ولا علاقة لها لا بالبلد ولا بتاريخه. صحيح أن ثمة طوارئ معلنة في مقر الحزب الوطني، وأن الأبواق الإعلامية تسعى جاهدة لإيهام الناس بأن مصر تشهد معركة انتخابية حقيقية، تتصارع فيها الأحزاب، وتعقد المناظرات التليفزيونية بين قياداتها، وهناك كلام عن عشرات الآلاف من المندوبين تم توزيعهم على اللجان، كما أن ثمة حشدا من ممثلي منظمات المجتمع المدني يستعدون لمراقبة التصويت، لكن ذلك كله يظل من باب تحسين إخراج الفيلم لا أكثر، لأن النتيجة معروفة سلفا، وليست هناك أية بادرة قلق بخصوصها في أوساط مراتب السلطة العليا، بدليل أن الرئيس مبارك قرر أن يقوم بجولة خليجية قبل 48 ساعة من المعركة التي يفترض أن يحسم فيها وضع الحزب الوطني الذي يرأسه، ولو كانت لديه ذرة شك في اكتساح الحزب للنتيجة لأجل رحلته إلى ما بعد التصويت يوم الأحد المقبل. أما كون الانتخابات أضعف وأسوأ من سابقتها، فالشواهد والقرائن التي بين أيدينا تدل على ذلك بما لا يدع مجالا للشك. تكفي في ذلك إجراءات التعتيم والقمع والتخويف التي أشاعتها السلطة هذه الأيام في الوسط الإعلامي. إذ ليست مصادفة أن تتلاحق تلك الإجراءات قبل إطلاق المعركة الانتخابية. من إلغاء برنامجي إبراهيم عيسى وعمرو أديب وإقصائهما إلى الانقضاض على صحيفة الدستور ومسخها، إلى إغلاق العديد من القنوات الفضائية بحجج مختلفة، إلى إنذار الفضائيات الأخرى بضرورة الالتزام بحسن السير والسلوك الحكوميين. إلى ملاحقة مقدمي البرامج الحوارية بالإنذارات والتحذيرات، إلى ابتداع جهاز أمني قمعي باسم لجنة متابعة ورصد الدعاية الانتخابية، إلى تكبيل الفضائيات لمنعها من استخدام أجهزة البث على الهواء في متابعة أحداث الانتخابات، من خلال وضع اشتراطات من شأنها أن تحول عمليا دون تمكينها من القيام بمهامها. هذا كله لم يكن حاصلا في انتخابات 2005، الأمر الذى يعني أن الانتخابات الراهنة تعد انتكاسة إذا قورنت بالتي سبقتها. ولست هنا ممتدحا ما جرى وقتذاك، لأن انتخابات 2005 شهدت صنوفا من القمع والتزوير والتلاعب خصوصا في مرحلتها الثالثة، لكني أقول إن تلك الانتخابات إذا كانت سيئة فالراهنة اسوأ منها بكثير. ذلك أنه لم يعد سرا أن ثمة قرارا غير معلن يقضي بعدم السماح بتكرار ما حدث في عام 2005، وأدى إلى فوز الإخوان بـ 88 مقعدا في مجلس الشعب، ظل شاغلوها مصدر إزعاج و«عكننة» للحكومة طول الوقت. وقد نفذت التعليمات بدقة في انتخابات مجلس الشورى التي تمت في شهر يونيو، فلم يسمح لأحد من الإخوان بالنجاح في أي دائرة، والرائج في الأوساط السياسية أن الموقف ذاته سيتكرر في مجلس الشعب، وقد يسمح لعدد منهم بالنجاح، قيل إنه لا يزيد عددهم على عشرة، بدلا من الـ 88 الذين نجحوا في الانتخابات السابقة، وقد مهد لذلك الدكتور علي الدين هلال حين استبق وأعلن قبل أيام (في 22/11) أن الناس انصرفوا عن الإخوان، ولم يقل لماذا؟ إذا صح ذلك، فلا أعرف على أي أساس تعتبر الانتخابات حاسمة أو نقطة تحول، الأمر الذى يدفعني إلى التساؤل عما إذا كان يليق بباحث محترم أن يصفها بأنها الأهم في تاريخ مصر المعاصر؟ وعما إذا كان يقبل بأن يحتقر تاريخ البلد ويستغبي القارئ إلى هذه الدرجة؟
 (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2010)  


رئيس البرلمان المصري: الضغوط الامريكية للاصلاح قد تقود لدولة دينية

مرشد الاخوان: اذا وصلنا للحكم سنقطع العلاقات مع اسرائيل


2010-11-26 القاهرة ـ اف ب ـ ‘القدس العربي’ من حسام ابو طالب: فيما قال رئيس البرلمان المصري المنتهية ولايته فتحي سرور الجمعة ان الضغوط الامريكية من اجل الاصلاح في مصر قد تقود الى دولة دينية في بلاده، اكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر محمد بديع، أن الجماعة إذا ما وصلت للحكم فسوف ‘تعصف بالعديد من الثوابت التي دفعت بمصر للحضيض على مدار السنوات التي احتل فيها الحزب الحاكم مقاليد الأمر’.
واكد سرور لوكالة ‘فرانس برس’ ان ‘اي ضغط امريكي يمكن ان يؤدي الى التحول من نظام يفصل بين الدين والدولة الى دولة دينية’. وكان سرور يشير الى امكان سيطرة جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوى المعارضة في مصر، على السلطة.  
وقال بديع ‘قطعاً لسنا راضين عن حالة الزواج غير الشرعي بين القاهرة وتل أبيب، وقيادات النظام تعلم جيدا أننا في حال وصولنا للحكم سوف نغير الكثير من السياسات وفي صدارتها العلاقات مع إسرائيل، التي ساهمت في الكثير من الاضرار التي لحقت بنا’، وأشار إلى أنه لا يمكن ترك الفلسطينيين يموتون جوعاً وتغلق الأبواب دونهم، بينما الأبواب على مصراعيها أمام الإسرائيليين الذين يدخلون إلى سيناء في أي وقت شاءوا.
واعتبر ان الذين يتحدثون عن ترحيب أمريكي بصعود الجماعة ‘تائهون في بحار عدم المعرفة والغيبوبة’، مشدداً على ان هناك ثلاثيا لا يريد الجماعة أن تبرح مكانها، بل يطمح لإزالتها وذلك الثلاثي يتكون من أمريكا وإسرائيل والنظام المصري، الذي اتهمه بديع بأنه ‘يقود حربا غير شريفة مع المصريين’، وفي مقدمتهم الجماعة معلقاً على حملة الاعتقالات التي تشهدها الجماعة منذ أسابيع بأنها تكشف النقاب عن أن الحزب الحاكم لا يهتم بابناء وطنه شركائه في الجنسية وإنه على استعداد لسفك أنهار من الدماء مقابل أن يبقى في السلطة.
وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة قال إن من حق الشعب المصري أن يختار رئيسه بعيدا عن التزوير والضغوط واستغلال السلطات الموجودة، وإن من حق نجل الرئيس مبارك أن يترشَّح للرئاسة كمواطن، يجب أن يتخلى عن دعم والده، مثل أي مواطن عادي.
واعربت واشنطن اكثر من مرة عن قلقها ازاء الظروف المحيطة بالانتخابات التشريعية المصرية التي تجري دورتها الاولى الاحد.
وطالبت الادارة الامريكية بارسال مراقبين دوليين لمتابعة الانتخابات، الا ان القاهرة رفضت ذلك بشكل قاطع، معتبرة ان هذا المطلب يعد ‘تدخلا’ في شؤونها الداخلية و’مساسا بسيادتها’.
ورفضت السلطات المصرية كذلك اخيرا الانتقادات التي تضمنها تقرير الحريات الدينية السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الامريكية. وانتقد هذا التقرير ‘التمييز’ الذي تتعرض له الاقليات، خصوصا المسيحيين والبهائيين، كما اشار الى ان اعضاء الاخوان المسلمين ‘ما زالوا يعانون من اعتقالات تعسفية وضغوط حكومية’. وتشكو جماعة الاخوان المسلمين منذ ايام عدة من حملة اعتقالات في صفوفها ورفض ترشيحات عدد من اعضائها للانتخابات. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 نوفمبر  2010)

متى تتعلم القاعدة من أخطائها ؟


د. ناجح إبراهيم

لم نكن نتوقع يوماً أن تضيف القاعدة إلي أخطائها المتكررة خطأ جسيما ً آخر وهو الهجوم على  » كنيسة النجاة الكاثوليكية  » في العراق .. وذلك لأن تاريخ الإسلام كله لم يشهد تعديا ً على الكنائس أو هجوما ً على دور العبادة لأي طائفة من الطوائف.. حتى في وقت تفرد الإسلام بالقوة والمنعة وسيطرته على كل البلاد دون منازع . فقد ذهبت جيوش المسلمين شرقا ً وغربا ً ولكنها لم تعتد يوما ً على أي دور عبادة . ويشهد على ذلك بقاء الكنائس في بلادنا وكل البلاد المسلمة من حولنا منذ عشرات القرون قبل الإسلام وبعده لم يمسها أحد بسوء . فقد أقرت الشريعة الإسلامية أهل الكتاب على اختيارهم لعقائدهم ودينهم .. وأعطتهم حرية العقيدة والعبادة وفرضت على الحاكم المسلم حماية أرواحهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم ودور عبادتهم .. تنفيذا ً لقوله تعالى  » لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  » .. وقوله تعالى  » فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ  » وقد كان أبو بكر الصديق الخليفة الراشد الأول يوصي جيوشه المحاربة بقوله:  » لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا .. ولا تقتلوا طفلا ً صغيرا ً و لا شيخا ً كبيرا ً ولا امرأة .. ولا تقطعوا نخلا ً ولا تحرقوا شجرة مثمرة.. ولا تذبحوا شاه ولا بعيرا ً إلا لمأكله.. وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له  » وإذا كانت هذه النصائح النفيسة في حق المحاربين أثناء الحرب .. فما بالنا بأبناء الوطن الواحد المختلفين معنا في الملة والدين .. والذين حفظ لهم الإسلام حق المواطنة حينما قرر لهم القاعدة المعروفة  » لهم ما لنا .. وعليهم ما علينا  » وإذا كانت هذه هي تعاليم الإسلام فلماذا تركت القاعدة كل هذه القيم النبيلة .. واختارت أن تقايض بالمصلين وهم في دور عبادتهم . لماذا اختارت الاعتداء عليهم دون سند من دين أو خلق .. وكأنها تأبى على أي جهد يبذل لتصحيح صورة الإسلام أن يكلل بالنجاح والتوفيق. أما الطامة الأكبر فهي الزج بأقباط مصر في القضية عبر تهديدهم بضرب كنائسهم تذرعا ً بحالة الاحتقان الطائفي الأخير.. والذي لن يحل من الخارج أبدا ً.. ولكنه سيحل في الإطار العام للدولة المصرية والمجتمع المصري.. وعبر مؤسساته القادرة بإذن الله على حلها بطريقة عادلة ترضي جميع الأطراف. وإذا كانت الكنيسة المصرية قد أخطأت باحتجاز بعض السيدات اللاتي أسلمن.. فإن سلوك القاعدة بهذه الطريقة هو أشبه بالدبة التي قتلت صاحبها وضيعت حقه.. وأفسدت عليه أمره .. وحولت موقفه العادل إلى أسوأ موقف. فقد قال تعالى « وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ». والقاعدة ما دخلت في أمر من أمور المسلمين إلا وأفسدته عليهم وجلبت عليهم كل المفاسد وضيعت عليهم كل المصالح.. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر. فقد قاموا بأحداث 11سبتمبر انطلاقا ً من أفغانستان دون إذن من حاكمها أو حتى معرفة مسبقة له مما أدى إلي احتلال أفغانستان .. والغريب في الأمر أن الشيخ / أسامة بن لادن كان قبلها قد بايع الملا عمر كحاكم على السمع والطاعة .. ثم قام بتفجير المدمرة كول وسفارتي كينيا وتنزانيا دون علم الملا عمر أو موافقته . فلما عاتبه الأخير وعاقبه بتقييد حركته في أفغانستان أعطاه عهدا ً جديدا على عدم تكرار أي أمر دون إذنه .. وفي الوقت نفسه كان يخطط لأحداث 11 سبتمبر .. ثم نفذها لتضيع أفغانستان كلها.. ويضيع معها كل شيء . واليوم تتحرك القاعدة في اليمن دون حكمة أو تعقل وقد يؤدي ذلك إلي تقسيم اليمن إلي دويلات صغيرة .. أو صوملتها لتتحول إلي صومال جديد تنتشر فيها الفوضى .. أو يؤدي ذلك إلي احتلالها لتتكرر مأساة العراق مرة أخرى. وبالمناسبة فإن القاعدة تحب البلاد التي تدب فيها الفوضى وتنعدم فيها السلطة .. وهذا أخطر شيء حذر منه السلف الصالح رضوان الله عليهم.. حتى قال بعضهم  » إمام ( أي حاكم ) ظلوم خير من فتنة تدوم « .. وهذه الكلمة يحتاج شرحها إلي مجلدات ولكن يكفي النظر إلي حال العراق اليوم لإدراك معنى هذه الحكمة . ولعل هذا يدفعنا إلى طرح أهم الأخطاء الشرعية والإستراتيجية التي تقع فيها القاعدة من وجهة نظري . ولعل أهم هذه الأخطاء هي: أولا ً : تبني القاعدة لفكر التكفير فالقاعدة تكفر جميع حكام المسلمين بلا استثناء.. وكذلك جميع معاونيهم وأتباعهم.. فضلا ً عن تكفيرهم للشرطة والجيش وأجهزة الاستخبارات بأنواعها المختلفة في كل بلاد المسلمين .. وكذلك تكفير أعضاء البرلمان والنيابة والقضاء. وتعد دائرة التكفير في فكر القاعدة من أكبر الدوائر في كل الحركات الإسلامية على الإطلاق حتى المتشددة منها. ثانيا ً : استهداف المدنيين بالقتل من أهم الأخطاء الشرعية التي وقعت فيها القاعدة ونفرت منها معظم علماء ودعاة وعوام المسلمين هو تكرار استهدافها للمدنيين بالقتل . بل إن معظم عمليات القاعدة كانت تستهدف المدنيين ليس في بلاد غير المسلمين فحسب .. بل في بلاد المسلمين أيضا ً .. فتفجيرات الرياض والدار البيضاء والجزائر وتفجير فندق الأردن الذي قتل فيه المخرج العالمي/ مصطفي العقاد .. الذي خرج أعظم الأفلام التي خدمت الإسلام مثل « عمر المختار » « والرسالة » .. وتفجيرات باكستان المتعددة .. فضلا ً عن تفجيرات لندن ومدريد وبرج التجارة العالمي . كل هذه التفجيرات وغيرها استهدفت المدنيين مباشرة .. وقتل في هذه التفجيرات المئات من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال . وهذا من أكبر المحرمات في شريعة الإسلام حتى في حالة الحرب .. فسيوف المسلمين لا تضرب في الأرض خبط عشواء .. ولكن هذه السيوف لها ضوابط .. » بل ولها أخلاق أيضا ً  » كما قال مصطفي صادق الرافعي . والدليل علي ذلك هو قوله تعالي  » وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ  » . وقد قال ابن عباس وغيره من المفسرين في تفسير كلمة  » ولا تعتدوا  » في الآية « معنى لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير ولا يقتل زمنى  » أي المريض صاحب المرض المزمن  » ولا أعمى ولا راهب  » .. وذلك كله في حالة الحرب .. فما بالكم بغيرها وقد بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) علة عدم قصد المدنيين بالقتال أو القتل في حالة الحرب حينما مر على امرأة مقتولة في إحدى الغزوات فقال :  » ما كانت هذه لتقتل  » وفي رواية أخرى « وما كانت هذه لتقاتل  » .. فمن لا يقاتل ولا ينتصب للحرب لا يقاتل ولا يقتل. ولعل الآية واضحة في العلة أيضا ً .. فقد قال تعالى  » وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ». ثالثا ً: تبني فتوى القتل بالجنسية حارب المسلمون أعداؤهم طوال قرون طويلة .. ولكن لم يصدر عن أحد من علماء المسلمين قديما ً أو حديثا ً فتوى تبيح قتل كل من ينتمي لجنسية أو ديانة أو عرق معين . فقد قاتلوا الروم ولم يصدر عن الصحابة أو التابعين فتوى بقتل كل رومي . وقاتلوا الفرس ولم تصدر فتوى بقتل كل فارسي . ولكن القاعدة خرقت في الفقه الإسلامي خرقا ً خطيرا ً لم يحدث من قبل حينما أصدرت فتوى بقتل كل أمريكي.. وكل يهودي .. وهو ما عبرنا عنه في كتبنا بفتوى القتل بالجنسية .. وهذه فتوى باطلة من أساسها ولا تستند إلي أي دليل شرعي . فهناك أمريكي مسلم .. وهناك أمريكي متعاطف مع قضايا المسلمين .. وهناك أمريكي يعارض سياسة بلاده في الشرق الأوسط . فلا يمكن أن يكون هناك شعب أو أهل ديانة أو عرق علي نسق واحد . وقد كان القرآن عظيما ً حينما أشار إلي أهل الكتاب من اليهود والنصارى بقوله تعالي  » ليسوا سواء ً  » .. وهي حكمة قرآنية عظيمة نسوقها ونكررها علي مسامع قادة القاعدة والمقتنعين بفكرهم . وهذه الآية تمثل قمة العدل القرآني مع الخصوم والمخالفين في العقيدة والدين. كما أن القرآن لم يعمم الأحكام أبدا ً مع أهل الكتاب .. ولكن كان يستخدم دائما ً كلمة  » من  » وهي للتبعيض  » ومنهم  » مثل قوله تعالي  » وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً  » . ولا ينبغي أن يجعلنا الطغيان الأمريكي أو الإسرائيلي في المنطقة أن نحيد عن أحكام الشرع الحنيف .. ولكن علينا الالتزام بقوله تعالي  » وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى  » . وليس هذا دفاعا ً عن أمريكا أو غيرها .. ولكنه دفاع عن الشريعة .. وسعي للانضباط بقواعدها .. لأن الله تعبدنا بالتزام الشريعة والدوران حولها حيث دارت وإن خالفت أهواءنا وأفكارنا. رابعا ً: تبني فتوى مسئولية المواطن عن سياسة دولته استحدثت القاعدة حكما ً فقهيا ً جديدا ً لم يقل به أحد من السلف أو الخلف من علماء المسلمين .. وذلك عندما تعرضت للنقد العنيف من الجماعة الإسلامية وغيرها علي إطلاقها وتبنيها فتوى القتل بالجنسية . حيث قالت أن كل أمريكي يستحق القتل لأنه يدفع الضرائب لدولته .. وهذه الضرائب هي التي تمول الجيش الأمريكي والسياسات الأمريكية الجائرة والظالمة . ونسيت القاعدة أن الشعوب كلها كانت تدفع الضرائب والمكوس للحكومات منذ قديم الأزل .. ومن أيام الروم والفرس .. ولم يقل أحد من الصحابة والتابعين أو الفقهاء بقتل كل رومي أو فارسي.. بل وردت في النهي عن قتل كل هؤلاء نصوص كثيرة من أقوال الصحابة والتابعين وفقهائهم . فقد ورد عن عمر بن الخطاب قوله  » اتقوا الله في الفلاحين الذين لا يناصبوكم الحرب  » . وقال النووي في شرح صحيح مسلم : » أجمع العلماء على تحريم قتل النساء والصبيان إذا لم يقاتلوا  » . جمع كما أن هذا الرأي الغريب والعجيب للقاعدة سيهدم إجماع العلماء والفقهاء والصحابة والتابعين علي حرمة قتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان والفلاحين والصناع .. أي المدنيين عموما ً . ثم من قال أن المواطن في أي دولة مسؤولا ً عن سياسة دولته ؟ وهل هذا المواطن هو الذي يصنع سياسة حكومته ؟ وكيف يصنعها إذا كان يعارضها في الأصل ؟ ألم ينجح جورج بوش الابن بـ51% في الانتخابات الرئاسية الأولى ؟. ألا يعني ذلك أن 49% من الشعب الأمريكي لم يكن مؤيدا ًُ لحكمه؟ ألم يخرج الأمريكان في مظاهرات حاشدة للتنديد بالتدخل الأمريكي في العراق؟. إن نتيجة استطلاعات الرأي في أمريكا في عهد جورج بوش الابن على احتلال العراق كانت كالتالي : 63 % لا يوافقون على سياسته . فهل هؤلاء هم صانعوا سياسة حكومتهم أم أنهم معارضوها ؟. إن المعني الوحيد لهذه الفتوى هي الفوضى والخراب والدمار وإهدار الدماء التي حرم الله إراقتها . فالأصل في الدماء كما قال ابن تيمية هي العصمة .. ولا تزول هذه العصمة إلا بسبب . ولكن القاعدة عكست هذه المنظومة فجعلت الأصل في الدماء والأنفس هي الإهدار .. والاستثناء هو الحفاظ عليها . وهل هناك مواطن في العالم كله يصنع سياسة دولته .. إن معظم الشعوب الغربية فضلا ً عن العربية لا يهمها سوي أن تعيش حياة رغدة مطمئنة . أما أمور السياسة فأكثر الشعوب في منأى عنها .. بل إن بعض الشعوب الغربية لا تعرف شيئا ً أساسا ً عن منطقة الشرق الأوسط ولا فلسطين .. ولا الإسلام.. ولا المسلمين . أما الضرائب فكل الشعوب مجبرة علي دفعها وليست مخيرة فيها .. وإلا وقعت تحت طائلة القانون .. وجريمة التهرب من الضرائب في الغرب من الجرائم المخلة بالشرف . خامسا ً: تبني القاعدة لنظرية الهدف المستحيل من أهم الأخطاء الإستراتيجية للقاعدة تبنيها لنظرية الهدف المستحيل .. فهي تضع لنفسها أهدافا ً شبه مستحيلة وأكبر بكثير من قدراتها وطاقاتها .. دون أن تكون لديها أية أدوات لتحقيق هذه الأهداف .. ولذلك لم تحقق أي هدف من هذه الأهداف .. بل إن كل ما قصدته من أهداف حدث في الواقع عكسه فقد كانت تهدف وراء أحداث 11 سبتمبر إلي تركيع أمريكا وضبط سياستها في الشرق الأوسط .. فلم يحدث الهدف المطلوب منها بل حدث العكس .. إذا دخلت أمريكا بجيوشها المنطقة واحتلت أفغانستان والعراق . وحاربت القاعدة الهند في كشمير فثبتت أقدامها فيها.. وحاربت السعودية في تفجيرات الرياض وغيرها .. والجزائر في تفجيرات العاصمة الجزائرية .. وتفجيرات عديدة في اليمن والأردن وموريتانيا.. كل ذلك لتغيير الأنظمة الحاكمة في هذه البلاد .. ولم يحدث ذلك بل حدث العكس فقد اكتسبت كل هذه الأنظمة دعما ً دوليا ً وإقليميا ً قويا ً في مواجهة القاعدة . وحاربت القاعدة باكستان لوقف دعمها للقوات الأمريكية في أفغانستان .. فحدث العكس .. إذ أصبحت الطائرات الأمريكية بدون طيار تخترق كل يوم المجال الجوي والباكستاني دون إذن أو حتى علم حكومة باكستان لتضرب قادة القاعدة في أماكن اختبائهم في باكستان .. واخترقت باكستان أمنيا ً واستخباراتيا .ً والأمثلة غير ذلك عديدة .. والخلاصة أن القاعدة وضعت لنفسها أهدافا ً مستحيلة .. ولم تحقق أيا ً من هذه الأهداف بل تحقق عكسها تماما ً . لقد خالفت هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي كان يضع لكل مرحلة من مراحل دعوته هدفا ً يتناسب معها ويتناسب مع قدرات وإمكانيات أصحابه فقد جعل له في مكة هدفا ً واحدا ً هو حرية الدعوة إلي الله .. فقال لقريش » خلوا بيني وبين الناس  » .. ذلك مع تحمل الأذى والصفح والعفو  » فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ  »  » فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ  » . وكان حول الكعبة 360 صنما فلم يقم بتحطيمها ولم يتعرض لها .. كما أن سنة التدرج هي سنة كونية في كل المخلوقات بدء ً من الإنسان نفسه إلي غيره من المخلوقات . سادسا : تبني نظرية تجبيه وتجميع الأعداء تبنت القاعدة نظرية غريبة الأطوار وأسميناها نحن نظرية  » تجبيه وحشد الأعداء  » ليس ضدها فحسب .. ولكن ضد الحركات الإسلامية كلها . فكل دولة في حالة حرب تحاول تفريق شمل أعدائها ومنع حشدهم ضدها .. ولكن القاعدة فعلت العكس .. إذا أنها قامت وبشكل غير مسبوق بتجميع أعدائها وحشدهم ضدها .. بل وضد كل الحركات الإسلامية. فقد حشدت أمريكا والغرب كله ضدها بعد 11سبتمبر وتفجيرات لندن ومدريد. وحشدت الدول العربية ضدها بعد قيامها بتفجيرات في معظم الدول العربية. وحشدت روسيا ضدها بعد تدخلها في الشيشان وداغستان وتفجيرات موسكو . وحشدت ضدها الهند وباكستان بعد عشرات التفجيرات في هذه البلاد .. حتى صار العالم كله في تحالف فريد ضد القاعدة . وكاد هذا التحالف أن يكون ضد كل الحركات الإسلامية لولا تنبه هذه الحركات لهذا الخطر ومواجهتها لأفكار القاعدة وتوجهاتها . وقد حاولت قوي غربية وصهيونية وعلمانية متطرفة أن تحول هذا التحالف لمواجهة الإسلام نفسه .. ولكن الله أحبط هذا المسعى . وقد خالفت القاعدة في ذلك هدي النبي (صلي الله عليه وسلم) « الذي لم يقاتل أبدا ً عدوين في وقت واحد طوال تاريخه » . ويؤثر عنه  » صلي الله عليه وسلم  » أنه لم يتوجه لغزو خيبر إلا بعد أن أنجز صلح الحديبية وأمن جبهته مع قريش والقبائل المحيطة بمكة .. ولكن القاعدة لم تعرف هذا الهدي النبوي العظيم أو عرفته ولم تهتم بتطبيقه . سابعا ً : تبني نظرية النيابة عن الأمة تتعامل القاعدة دوما ًُ وكأنها نائبة عن الأمة المسلمة .. فهي تفرض علي الأمة حروبا ً لم تردها ولم تستعد لها ولا ترغبها . فقد عاشت في دولة أفغانستان التي كانت تقودها طالبان ورغم أنها بايعت الملا عمر علي السمع والطاعة .. إلا أنها تصرفت نيابة عن الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية وهي علي أرضه وبلاده.. فقامت بضرب الولايات المتحدة عدة ضربات كان آخرها 11 سبتمبر .. ولم تستشر الشعب الأفغاني ولا حكامه .. ولا أي أحد .. رغم تحذير الملا عمر للشيخ أسامة بن لادن من فعل أي شيء من ذلك . فقد اعتبرت القاعدة أنها نائبة عن الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية .. ومن حقها وحدها أن تختار بدلا ً منه ما ينبغي عمله . ونفس الموقف تكرر في اليمن .. فقد وضعت نفسها نائبة عن الشعب اليمني والحكومة اليمنية لتتحالف مع إيران وحزب الله لخلع الرئيس علي عبد الله صالح وتغيير مجمل الأوضاع في اليمن . وتكرر أيضا ً نفس الموقف .. إذا جعلت نفسها نائبة عن الشعب الفلسطيني لتهاجم السلطة الوطنية تارة وتهاجم حماس أخري .. وتنكر علي الأخيرة دخولها الانتخابات وترسم لهم الطريق الصحيح لتحرير فلسطين.. دون أن تطلق طلقة واحدة لتحرير فلسطين . وفي الأزمة المصرية الأخيرة وضعت نفسها نائبة عن مسلمي مصر والحكومة المصرية.. وأنها ستقوم نيابة عنهم بفك أسر المسلمات المحتجزات في الأديرة والكنائس المصرية . وتكرر هذا الأمر في بلاد ومواقف كثيرة جدا ً كلها تدل علي أن القاعدة تتعامل مع الأمور وكأن الأمة المسلمة في كل مكان فوضتها وأنابتها في التصرف عنها في كل القضايا الخطيرة التي تمر بها . وهذا داء لا أظن أن القاعدة ستتخلص منه سريعا ً .. بعد أن ذاقت حلاوة هذا التفويض الوهمي . ثامنا ً: تبني نظرية  » هلك الناس  »  » هلك الناس  » هي نظرية عند بعض الإسلاميين الذين لم تتشرب قلوبهم حلاوة التواضع لله .. والانكسار له .. وهضم ذواتهم وخفض جناحهم للناس وخوفهم من الله من ألا تقبل أعمالهم . وقد بين رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حقيقة ومآل الذين يبتلون بهذا الداء العضال فقال في حديث رائع  » إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم  » .. فقد أهلكهم بتكبره عليهم واستطالته عليهم . ومن الغريب أن القاعدة لم تمدح يوما ً أي حركة إسلامية ولا حكومة عربية أو إسلامية ولا مفكر عربي أو إسلامي . فقد هاجمت الإخوان والجماعة الإسلامية بضراوة .. وهاجمت حماس مرارا ً وتكرارا ً رغم جهادها وبذلها . كما هاجمت حزب العدالة والتنمية في تركيا رغم ثناء الجميع عليها .. وتكيل السباب والشتائم وتحاول زعزعة حكم علي عبد الله صالح رغم تسامحه الكبير معهم وقبوله للتعايش مع الإسلاميين في اليمن لسنوات طويلة . وكل من يصاب بهذا الداء  » هلك الناس  » من الأفراد والجماعات تصيبه الهلكة سريعا ً لرؤيته لنفسه واغتراره بما عنده .. وهضمه لما عند الناس .. وتنكره لبذلهم وعطائهم .. وتكبره على الآخرين وتطاوله عليهم. تاسعا ً : إستراتيجية القاعدة تعني الجمود من يتأمل إستراتيجية القاعدة التي انتهجتها منذ بدايتها وحتى اليوم يجد أنها تعتمد علي طريقة واحدة لا تتغير أبدا ً . وهذه الطريقة هي استخدام القوة فحسب .. وهذا الطريق لا ينتهي السير فيه إلا ببذل آخر قطرة دماء من أنصارها .. كما قال الشيخ عصام دربالة في كتاب شهير له عن تفجيرات وإستراتيجية القاعدة . فالقاعدة لا تتمتع بأي مرونة في الأساليب والآليات .. ولم تسمح لنفسها يوما ً بالنظر في مآلات أفعالها.. أو ترتيب أولوياتها .. أو المواءمة بين قدراتها الحقيقية وما تريد عمله.. أو النظر في فاعلية إستراتيجيتها . ونسيت أن الرسول (صلي الله عليه وسلم) حارب تارة.. وصالح ووادع تارة.. .. ودعا تارة .. وصبر علي الأذى أخرى .. وتحالف مع قبائل مشركة مثل خزاعة مرة .. وتحالف مع يهود المدينة في البداية حلفا ً أشبه مثال له في القانون الدولي اليوم أنه معاهدة دفاع مشترك عن المدينة المنورة. وقاتل حينما توفرت أسباب وشروط الجهاد وانتفت موانعه .. وتحمل الأذى تارة . وكان بوسع القاعدة أن تستفيد من هدي النبي ( صلى الله عليه وسلم) في كل الحالات السابقة .. في حربه وصلحه .. في دعوته ووعظه .. في تحالفه وتعاونه .. في صبره على الأذى .. ودعائه لمن يصدون عن سبيل الله .. ولكنها لم تتعلم وللأسف شيئا ً من مرونة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وتنقله بين الوسائل الشرعية التي أمره الله بها.. لتكون كلمة الله هي العليا وللدفاع عن بلاد المسلمين وتحرير بلادهم وإرادتهم من المستعمر. والخلاصة أن إستراتيجية القاعدة هي الجمود بعينه .. والجمود لا يعني في النهاية سوى الموت أو الانهيار. وبعد…. فكأنما كتب على القاعدة أن تدور في حلقة مفرغة من التفجيرات العشوائية وقتل الأنفس المعصومة .. ولا تكاد تخرج من هذه الدائرة حتى تعود إليها .. ولا تتعلم درسا ً حتى تنساه بعد قليل . فالأخطاء نفس الأخطاء .. والتفجيرات نفس التفجيرات.. والدماء نفس الدماء. فمتى تغير القاعدة أفكارها وإستراتيجيتها حتى تتلافي الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها وأوصلتها إلي ما وصلت إليه؟ .
*مجلة المصور المصرية (المصدر:موقع البشير للأخبار بتاريخ 26 نوفمبر 2010) 


لماذا قالت تركيا «نعم» للدرع الصاروخية الأطلسية؟

على مدى سنتين أو أكثر، كانت تركيا تقول «لا» بلسانها وبأفعالها عندما يتعلق الأمر بقضايا العرب والمسلمين.
وعلى مدى سنتين أو أكثر، كانت الجماهير، تحديدا في البلاد العربية، وبالأخص منهم الإسلاميون، يحتفون بتركيا بكل وسيلة ممكنة.
ثم قالت تركيا «نعم». قالتها حين وافقت على نشر جزء من المظلة الصاروخية الأطلسية على أراضيها خلال اجتماع قادة حلف الناتو في لشبونة الأسبوع الماضي. وانقسمت جموع المشجعين لتركيا. فالجزء الأكبر لا يزال صامتا، والأغلب أنه محتار في تفسير ما جرى. لكن شريحة من أولئك المشجعين نطقت. وتراوح كلامها بين إدانة الموقف التركي بهدوء وبين الشتيمة والهجاء. لن نقف هنا عند ممارسات الشريحة الأخيرة. فرغم أن موقفها معبر، فإنه يحتاج لمقاربة أخرى في مقام آخر. من حق الجميع طبعا أن يقولوا رأيهم، ونحن ضد مصادرة الرأي أيا كان. غير أن هذا لا يحرمنا من حقنا في تقديم رأي مختلف.
وما يحصل في رأينا يمثل، مرة أخرى، مظهرا من مظاهر الأزمة في طريقة فهم العرب وإسلامييهم لمفهوم السياسة بشكل عام، وللسياسة الدولية خصوصا. لهذا، لا يبدو غريبا أن يصف أحد الكتاب من محبي تركيا موقفها قائلا إنه «خطأ قاتل في السياسة الخارجية». بل يبدأ الكاتب مقاله بالعبارة التالية: «قبول تركيا بفكرة الدرع الصاروخية يعتبر خطأ كبيرا في السياسة الخارجية، بغض النظر عن التوصيات أو التحفظات التركية على طريقة وكيفية استخدامها، فالمسألة بمجملها لا نفهمها من خلال العواطف، وإنما للسياسة قراءة مختلفة، فالنوايا الحسنة لا تصلح في هذا المقام بالمطلق».. ونحن لا نذكر اسم السيد الكاتب هنا لأن الهدف ليس الدخول في حوار ثنائي، وإنما في استخدام فكرته المقبولة في أوساط الرافضين للموقف التركي لندرس الموضوع من زاوية أخرى.
تحمل المقدمة المذكورة وحدها جملة من الإشكالات، ليس فقط في مجال الفهم السياسي، وإنما في طريقة استخدام المصطلحات والألفاظ لتوحي بعكس معانيها الفعلية. إذ لا يمكن لكاتب يحلل للرأي العام قضية حساسة جدا وبالغة الأهمية أن يقفز بسهولة بالغة، وباستخدام كلمتي «بغض النظر»، على كل الملابسات المتعلقة بـ «التوصيات والتحفظات التركية على طريقة وكيفية استخدامها»، أي استخدام الدرع الصاروخية. فهذا الاختزال والتبسيط للقضايا المعقدة هو أكبر مظاهر الأزمة التي نتحدث عنها. دعونا إذا ننظر في تفاصيل تلك الجزئية البسيطة التي يطلب منا أن نغض النظر عنها، لأن قبول ذلك الطلب كمقدمة يمكن أن يؤدي منطقيا لقبول أي نتائج تترتب عليها. فمنذ سنة، تتعامل تركيا بحكومتها وبرلمانها ومفكريها الاستراتيجيين مع هذا الموضوع على مختلف المستويات. ذلك أن أوباما فاتح القيادة التركية بالموضوع في ديسمبر من عام 2009م. ومن يومها إلى يوم التوقيع خلال الأسبوع الماضي، قامت تركيا بكل الممارسات السياسية والدبلوماسية الممكنة لدراسة الأمر والتعامل معه.
لا يخفى ابتداء أن الإجابة بنعم أو لا على مثل هذا الموضوع ليست بالسهولة التي يظنها الكثيرون. والمسألة لا تبنى على استجابة عاطفية سريعة لبعض الشعارات التي ترفع باسم المبادئ. فالإجابة تتعلق من ناحية بحسابات معقدة حول الوزن الإقليمي لتركيا. وقياس هذا الوزن بدقة ضروري، لأنه يحدد قدرتك على أن تقول «نعم» أو «لا» وتتحمل تبعات الكلمة. والذي يحلل التطورات الداخلية والخارجية في تركيا خلال السنوات الماضية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا يدرك لماذا استطاعت تركيا أن تقول «لا» مرارا وتكرارا في السنتين الأخيرتين.
ثم إن هناك حسابات أخرى تتعلق بكيفية استخدامك للإجابة، وقدرتك على الإبداع في توظيفها أيا كانت. فأن تقول «نعم» لا يعني بالضرورة استسلاما للضغوط واستجابة للظروف، وإنما قد يحمل معه خلقا لفرص جديدة إذا توافرت الإرادة السياسية ومعها الإبداع والابتكار السياسي.
كانت الإجابة الأولى المباشرة لتركيا تتمثل في رفض الفكرة. وبهذا، رفعت تركيا سقف التفاوض، الذي تعرف أنه سيحصل، إلى حده الأقصى من اللحظة الأولى. وطوال عشرة أشهر كان العمل السياسي يسير على خطين. فمن جهة، بقيت الدبلوماسية التركية تحيط موقفها بالغموض وتعلن تحفظاتها على المشروع. ومن جهة أخرى، كان المطبخ السياسي الداخلي يدرس ويحلل أبعاد الموقف وجميع الاحتمالات المتعلقة به.
وشيئا فشيئا، رهنت تركيا موقفها بجملة شروط تمثلت فيما يلي: أولا، عدم تحديد وتسمية أي دولة بوصفها العدو الذي يتوقع أن يأتي الاعتداء من جانبه، في إشارة غير مباشرة إلى إيران وحتى إلى سورية. ثانيا، نشر الدرع الصاروخية لحماية كامل الأراضي التركية من جميع الجهات، وليس فقط الأراضي التركية القريبة من إيران. ثالثا، ضمان تعاون روسيا مع المشروع أو عدم اعتراضها عليه على أقل تقدير. رابعا، ضمان موافقة تركيا على أي خطوة تتخذ بناء على المعلومات التي سيجمعها نظام الرادارات، والمشاركة في صناعة القرار والوصول المباشر إلى المعلومات المتعلقة بأي تهديد صاروخي يجمعها أي جهاز للاستشعار ينشر من ضمن المشروع. أخذ حلف الأطلسي بكل هذه الشروط، والذي يقرأ البيان الختامي للقمة، خاصة الفقرات 36-38 منه والمتعلقة مباشرة بالدرع الصاروخية، يجد ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
أكثر من هذا، يرى بعض المحللين أن موافقة تركيا قد تكون وسيلة لمنع أميركا وإسرائيل من شن حرب على إيران أو غيرها في المنطقة، كما صرح حسن كوني، الأستاذ في الجامعة الثقافية في اسطنبول للزميلة «الأخبار» اللبنانية. يجب الانتباه هنا أن من الممكن نشر الدرع في بلغاريا أو رومانيا بدل تركيا. وإذا حصل هذا، يصبح النظام الصاروخي واقعا لم ينفع الرفض التركي في إلغائه، وتبقى تركيا جاهلة بكل ما يتعلق بتشغيله وأهدافه وعملياته، وتصبح أكثر استهدافا من الغرب بدعوى أنها خرجت على إجماع الحلف. وفي هذا من الخسائر السياسية والعسكرية الاستراتيجية أكثر مما فيه من الفوائد بكثير.
هل يمكن بعد هذا «غض النظر» عن التحفظات والتوصيات التركية في هذا الموضوع والاستخفاف بها لهذه الدرجة؟ وهل يمكن القبول بأن الموقف المبني على كل تلك الحسابات والممارسات جاء من خلال «العواطف.. والنوايا الحسنة» كما ألمح الكاتب في المقدمة المذكورة أعلاه؟ المفارقة الأكبر أن يطالب الكاتب تركيا بالانسحاب من حلف الناتو، ويؤكد أن هذا الأمر سيكون فرصة تاريخية، ستصبح تركيا إذا لم تغتنمها مجرد دولة تجاوزها الزمن!
لنتذكر مرة أخرى. تركيا التي قالت نعم هذه المرة هي نفسها التي قالت لا منذ سبع سنوات ضد شن الحرب منها على العراق. وهي نفسها التي قالت لا في مجلس الأمن منذ شهور ضد مشروع العقوبات على إيران. وهي نفسها التي قالت لا لإسرائيل بأكثر من طريقة. فهل أصيبت فجأة بانفصام شخصية؟ أم أن لها حسابات يمكن أن نتواضع قليلا ونعلن جهلنا بها؟
مرة أخرى، نناقش هذه الأفكار لأنها تعبر عن طريقة تفكير شريحة مقدرة من العرب وإسلامييهم، وتعبر في الوقت نفسه عن أزمة في التعامل مع السياسة تبدو مزمنة إلى حد كبير. www.waelmerza.com   waelmerza@hotmail.com  
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 28 نوهمبر 2010)  

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.