اللجنة العربية لحقوق الإنسان
اعتقال الصحفي التونسي سليم بوخدير
أوقفت السلطات التونسية صبيحة السادس والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الصحفي سليم بوخذير (36 سنة، مراسل القدس العربي في تونس) وهو على متن سيارة أجرة قاصدا مدينة تونس وأحالته بسرعة غريبة للمحاكمة اليوم الثلاثاء أمام محكمة ناحية ساقية الزيت بتهم الاعتداء على البوليس الذي أوقف السيارة ورفض الإدلاء بالهوية والاعتداء على الأخلاق الحميدة. وقد رفض المثول اليوم أمام المحكمة التي أجلت الجلسة إلى صباح الثلاثاء القادم ورفضت المحكمة طلب محاميه الإفراج الوقتي عنه. لا يخفى على أي متابع للشأن التونسي أننا أمام محاولة للاقتصاص من صحافي يعمل باستقلالية ومهنية متميزة وقد خرج منذ أسبوع من إضراب جوع هو الثاني للحصول على جواز سفر. كما من المعروف أن سليم بوخذير طرد من عمله في جريدة الشروق منذ أربع سنوات لدفاعه عن استقلالية ومهنية الصحفي. إن إيقاف مثل هذا الشخص الذي سخر قلمه للدفاع عن الحريات الفردية والعامة في تونس وعلى إثر تعليقه إضراب جوع بعد تدخل عميد المحامين والوعود التي أعطتها له السلطة بتسوية وضعيته لهو أحسن دليل علبى نية السلطات التونسية في مواصلة نهج القمع الذي اتخذته منذ سنوات في مواجهة كل صوت وكل قلم حر. وإذ تضم اللجنة العربية لحقوق الإنسان صوتها للاحتجاج العام واذ تستنكر بشدة إيقاف سليم بوخذير وتطالب بإطلاق سراحه فورا ووقف التتبعات ضده، فإنها تذكر الحكومة التونسية بأن مثل هذه الحادثة لن تزيد إلا في ضرب صورتها القاتمة دون أن تستطيع وقف موجة الاحتجاج المتفاقمة في تونس وخارجها.
باريس 27/11/2007
المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن 33 نهج الجزيرة-تونس http://www.cprtunisie.net/ تونس في 27 نوفمبر 2007 بلاغ
أحيل اليوم الأستاذ سليم بوخذير الصحفي صاحب القلم الحر على قضاء ناحية ساقية الزيت بدعوى عدم الاستظهار ببطاقة الهوية وهضم جانب البوليس والاعتداء على الأخلاق الحميدة، علما أنّ السلطة عمدت يوم 26/11/2007 إلى إيقافه لمّا كان راكبا سيارة أجرة قاصدا تونس العاصمة بعد أن تلقّى استدعاء للحضور صبيحة يوم 26/11 بمركز الأمن بخزندار من ضواحي العاصمة قصد استكمال إجراءات الحصول على جواز سفره بعد تعليقه لإضراب عن الطعام استمرّ 15 يوما. وتأتي هذه المكيدة القضائية المفتعلة في سياق سلسلة الاعتداءات الآثمة التي ينفّذها البوليس السياسي والذي سبق له أن اعتدى بالعنف الشديد على الأستاذ سليم بوخذير بعد نشره عدة مقالات كشفت تورّط عدة رموز من السلطة في ملفات الفساد. والمؤتمر من أجل الجمهورية الذي يعبّر عن مساندته المطلقة لأحد عناصره الناشطين ولجميع أفراد أسرته في هذه المحنة التي يتعرض لها، يدعو كافة الأصوات الحرة في داخل البلاد وخارجها إلى التحرك من أجل إطلاق سرح الأخ سليم بوخذير وإنهاء محنته المدبّرة من البوليس السياسي. نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي
النقابة العامة للتعليم الثانوي تونس في 27/11/2007 بــــــــــــلاغ
أمام امتناع وزارة التربية والتكوين عن تسوية وضعية الزملاء المعاونين وخاصة المطرودين والقائمين بإضراب الجوع الاحتجاجي بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي منذ يوم 20 نوفمبر 2007 وتعبيرا منكم عن احتجاجكم على هذا التصرّف المناهض للعمل النقابي ولحق الشغل تدعوكم النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى التوقف عن العمل احتجاجا على الوزارة وتضامنا مع الزملاء القائمين بإضراب الجوع وذلك يوم الجمعة 30/11/2007 لمدّة 20 دقيقة بداية من الساعة العاشرة صباحا والاستعداد لاتخاذ أشكال تصعيدية لاحقة في صورة عدم استجابة الوزارة لمطلب عودتهم إلى عملهم. عن النقابة العامة للتعليم الثانوي الكاتب العام الشاذلي قاري
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان – فرع قفصة
تونس في 21 نوفمبر 2007 بيان مساندة
بلغ إلى علم هيئة فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بدخول مجموعة من الأساتذة للتعليم الثانوي في إضراب عن الطعام بمقر النقابة العامة لهذا القطاع على اثر إيقافهم من العمل. فان هيئة فرع الرابطة تعبر عن: 1- قلقها العميق من الإمعان في المعالجات الأمنية للمشاكل الاجتماعية بما ينذر بمزيد الاحتقان و تأزم الأوضاع. 2- مساندتها المطلقة للمضربين حول مشروعية مطالبهم وهو حقهم في إعادتهم إلى سالف نشاطهم التعليمي. 3- تؤكد الهيئة وقوفها إلى جانب طالبي الشغل و تدعو السلطة الكف عن المعالجات الأمنية الفاشلة و فتح حوار جدي حول البطالة. عن هيئة الفرع فتحي تيتاي
الحزب الديمقراطي التقدمي
تونس في 22-11-2007 مكتب العمل الاجتماعي بيــــــــــــــان
إن قرار السادة علي الجلولي و محمد المومني و معز الزغلامي، وهم أساتذة انتدبوا السنة الماضية ضمن صنف المتعاقدين، الدخول مجددا في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على القرار الجائر بطردهم من العمل بسب نشاطهم النقابي و على خلفية انتماءاتهم السياسية، لهو قرار جائر مؤثر و خطير في ذات الوقت. و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يشيد بجرأة قرار الأساتذة الثلاث و يحيي شجاعتهم في تعريض صحتهم و حياتهم للخطر دفاعا عن حقهم المشروع في العمل وعن حرية العمل النقابي فانه: – يعبر عن رفضه المطلق لهذه الأساليب التعسفية التي تسعى إلى إخضاع مختلف هيئات ومنظمات المجتمع المدني و إحكام القبضة عليها لإحباط تطلعها القوي إلى الحرية و العدالة الاجتماعية. – يحمل السلطة المعنية التي أقدمت على هذا القرار الظالم و دفعت بالأساتذة المعنيين إلى اللجوء إلى هذا الأسلوب القاسي مسؤولية كل ما قد ينجر من تبعات سلبية على صحة وحياة المضربين، و يدعوها إلى إيجاد تسوية عاجلة لمطالبهم المشروعة. – يعلن مساندته الكاملة لقرار الأساتذة الثلاث وتضامنه مع مطلبهم العادل واستعداده للقيام بكل المبادرات التي من شأنها التعجيل بعودتهم إلى العمل. عن المكتب الشاذلي الفارح
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس، في 25 نوفمبر 2007 بيــــــــــــان
دخل الأساتذة المطرودون عمدا معزّ الزغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلولي في إضراب عن الطعام بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي منذ 20 نوفمبر 2007 احتجاجا على طردهم من العمل بسبب نشاطهم النقابي. إن قضية الأساتذة المطرودين عمدا تؤكد مرّة أخرى إمعان سلطة 7 نوفمبر في استعمال سياسة التجويع والحرمان من أبسط الحقوق لمحاصرة معارضيها وكل من يخالفها الرأي. فبعد إسقاط محمّد مومني وعلي الجلولي من قائمة الناجحين في مناظرة « الكاباس » دورة 2005 بسبب نشاطهما النقابي والسياسي في الجامعة، هاهي تعمد اليوم إلى حرمانهما بمعيّة الأستاذ معزّ الزغلامي من الحق في الشغل لنفس الأسباب. كما تبيّن أيضا أن الحق في الشغل وفي النجاح قد تحوّل إلى امتياز تتلاعب به الإدارة معتمدة معايير المحسوبية والولاء السياسي ويُحرَم منه أبناء الشعب. إن حزب العمال الشيوعي التونسي، إذ يعبّر للأساتذة المضربين عن الطعام عن تضامنه المطلق ويحيّي الدعم الذي يلقاه تحرّكهم داخل الحركة النقابية والديمقراطية، فإنه يدعو القوى النقابية والسياسية وسائر مكونات المجتمع المدني إلى توسيع حركة المساندة حتى إعادة معزّ الزغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلولي إلى عملهم. من أجل إعادة الأساتذة المطرودين عمدا إلى عملهم فورا. من أجل اعتماد الشفافية في الانتداب وضمان الحق في الشغل.
الإخوة الأساتذة المضربين عن الطعام دفاعا عن حق الشغل والمساواة في المواطنة أحييكم وأعبر عن تضامني الخالص معكم متعهدا بأن لا أدخر جهدا لنصرتكم وموقنا بأنه ما ضاع حق وراءه طالب. أحمد نجيب الشابي مدير صحيفة الموقف
يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع
اليوم السابع لإضراب الجوع :26 نوفمبر 2007
تواصل توافد المساندات والمساندين للأساتذة المضربين من مختلف القطاعات وحساسيات المجتمع المدني، فقد زار المضربين :
– الأخ بدر الدلاعي عضو الاتحاد الجهوي للشغل بباجة
– الأخ الحبيب البحروني عضو الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان
– الأخت منجية الزبيدي منسقة المكتب الوطني للمرأة العاملة وسملّمت بيان مساندة صادر باسم المكتب.
– الأخ الأمين الحامدي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي حسين
أما من المجتمع المدني فقد زار المضربين :
– لطفي حجي ومحمد معالي ومحمود الذوادي من نقابة الصحفيين التونسيين الذين أكدوا مساندتهم المطلقة للإضراب وللمضربين معربين عن استعدادهم للقيام بواجبهم الصحفي على أحسن وجه حتى يتمكن المضربون من تحقيق مطلبهم العادل.
– اللجنة الجهوية للدفاع عن ياسين الجلاصي ومنسقها السيد النفطي حولة الذين عبّروا عن تماثل مطلبهم مع مطلب المضربين، فالمعركة واحدة والخندق واحد.
– وفود من الاتحاد العام لطلبة تونس من كلية الآداب بمنوبة ومعهد الصحافة وعلوم الأخبار والمعهد العالي ابن شرف واللجنة الوطنية للمؤتمر الموحّد.
– حزب تونس الخضراء ممثلا في الناطق باسمه السيد مصطفى الزيتوني الذي عبّر عن عميق مساندته لمطلب الأساتذة المطرودين
– حزب العمال الشيوعي التونسي ممثلا في شخص مناضله عبد المؤمن بلعانس الذي أكد أن انتصار المضربين أكيد لأن مطلبهم عادل وقضيتهم لا غبار عليها مصطحبا بيان مساندة
رسائل وبرقيات :
وردت على المضربين مجموعة من البرقيات والرسائل من :
– النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقطار
– النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بقبلي الشمالية
– النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بدوز الشمالية
– النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالفوّار
– النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقبلي
أنشطة المضربين
أجرى المضربون حوارا مع جريدتي « الشعب » و »الموقف » تناولوا فيها شرح لامشروعية طردهم كاشفين أسبابه الحقيقية ومؤكدين استعدادهم للتضحية بالنفس والنفيس دفاعا عن حقهم
نقلت قناة « الحوار التونسي » في بثها اليومي حوارا مع المضربين وعضو النقابة العامة للتعليم الثانوي الأخ الأسعد اليعقوبي.
تلقى المضربون عن الطعام مجموعة من المكالمات الهاتفية من تونس ومن الخارج.
الحالة الصحية للمضربين
معنويات المضربين مرتفعة رغم بعض الإجهاد والإرهاق.
يتواصل صمت وزارة التربية والتكوين عن الردّ على مطلب النقابة العامة للتعليم الثانوي وهو إرجاع الأساتذة المطرودين الثلاثة.
عريضة المساندة
يتواصل إمضاء العريضة المساندة على النطاق القطاعي والوطني والعالمي للمطالبة بإرجاع المطرودين إلى سالف علمهم.
لجنة الإعلام والاتصال
للمساندة :
216.71.337.667 Fax :
profexclu@yahoo.fr e-mail :
synd_tunis@hotmail.com
الاتحاد العام لطلبة تونس بيــــــــان
تونس في27/11/2007 إلى جانب التضييقات التي يعيشها الاتحاد العام لطلبة تونس وعملية الهرسلة التي تعرض لها مناضلوه في المدة الأخيرة لا يزال عديد المناضلين في عديد المؤسسات الجامعية يتعرضون إلى سياسة التضييق والهرسلة قصد إرباكهم والعدول عن ممارسة حقهم في النشاط النقابي حيث عمد مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية برادس إلى افتكاك بطاقة الطالب لمنسق اللجنة المفوضة رمزي حسني وتهديده بإحالته على مجلس التأديب لا لشيء إلا لأنه بصدد الإعداد للانتخابات القاعدية في المؤسسة السابقة الذكر. وأمام تواصل هذه الممارسات التي تستهدف حرية العمل النقابي يعبر المكتب التنفيذي عن الآتي: 1. ندعو مدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية برادس إلى الكف عن هذه الممارسات المنافية لقوانين البلاد ودستورها. 2. ندين بشدة ما يتعرض له أعضاء اللجنة المفوضة برادس من تضييقات وتهديدات. 3. إن تواصل هذه الممارسات التي تستهدف حق المنظمة في النشاط سوف يزيد في توتير الأوضاع الجامعية. 4. بقدر ما نحن متشبثين بالحوار الجدي والمسؤول، نعلن عن استعدادنا لخوض كل الأشكال النضالية دفاعا عن حق المنظمة في النشاط. ختاما نهيب بكل المنخرطين وهياكل الاتحاد للتنديد بمثل هذه الممارسات والتشهير بالواقفين وراءها. الاتحاد العام لطلبة تونس الأمين العام عزالدين زعتور
الاتحاد العام لطلبة تونس
الدفاع عن مناضلي ومنخرطي الاتحاد العام لطلبة تونس هو تهجم عند السيد عزوز
تونس في 27/11/2007 لدى اطلاعي على جريدة الإعلان عدد1769 الصادرة في 27 نوفمبر وقفت على أمر لم يكن يخطر ببالي بالمرة أن يتجرأ على القيام به أي صحافي يحترم نفسه وفي انعدام ذلك يحترم الجريدة التي يترأسها. لقد عمد المدعو نذير عزوز ،وأؤكد هنا بكل صدق انه لا يربطني بهذا الأخير غير الاحترام، أن يخصص عنوانا في جريدة الإعلان لم يمت لمحتوى المقال الممضى من قبل ريم الدريدي في الصفحة 07 كما عمد أيضا إلى تخصيص مقال في نسخ الصفحة تحت عنوان « زعتور يتهجم على الإعلان »، هكذا وبكل وقاحة وبساطة يلجأ هذا السيد إلى مغالطة الرأي العام الوطني ومجانبة الحقيقة ويقرر هكذا أن ينعت منخرطي ومناضلي الاتحاد بنعوت لا أخلاقية « باندية » في المرة الأولى ثم « زوافرية » في مرة ثانية، يفعل « فعلته » ولا يتفطن و »الفطنة صعبة المنال ». إن الأمين العام لأي منظمة حين يحترم صفته موكل عليه ان يدافع على منظوريه وعلى منظمته… أيعقل أن يسمح لهذا المسؤول على هذه الجريدة بمثل هذه التصرفات؟ ماذا يريد مني السيد عزوز؟ هل شن حملة علي وعلى الاتحاد لأني دافعت على المنظمة من أمثاله؟ من بين ما قلت إن مناضلي الاتحاد هم إطارات وهم من مستقبل تونس وهم ينشطون في دائرة القانون. أو لأني أوقفته عند حده ولم أسمح له بالتدخل في شؤون المنظمة الطلابية. هل نصب هذا السيد نفسه في جريدة الإعلان كخصم للاتحاد وحليف سياسي لفلان؟ ام ماذا؟ ماذا عسى أن أقول أمام مثل هذه السلوكيات سوى أنها لا تشرف صاحبها، وهذا ليس بالهام، الاهم من ذلك أنها تسيء للجريدة التي يترأسها. الاتحاد العام لطلبة تونس الأمين العام عزالدين زعتور
الاتحاد العام لطلبة تونس
بــــــــــلاغ
تونس في 27/11/2007 بكل اعتزاز وفخر أجريت الانتخابات القاعدية للمؤتمر الوطني الموحد بكل من: – كلية العلوم بنزرت – كلية الاقتصاد بنزرت – المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بنزرت وقد أفرزت هذه الانتخابات تشكيلة المكاتب الفيدرالية وهيئات الفروع ونواب المؤتمر الموحد. كما نحيط الرأي العام الطلابي والوطني أنه وخلال هذا الأسبوع ستعرف عديد المؤسسات الجامعية على غرار علوم تونس، المعهد العالي للدراسات التكنولوجية صفاقس، حقوق صفاقس،المعهد العالي للدراسات التكنولوجية الشرقية،…. انتخابات قاعدية للمؤتمر الموحد وهو ما يؤكد نجاعة هذا التمشي التوحيدي الذي نأمل أن يكون ممثلا وديمقراطيا ومستقلا. كما نهيب بكل المكونات النقابية والسياسية التي تقف موقف الحياد او المقاطعة لهذا التمشي أن تلتحق بالانتخابات القاعدية للمؤتمر الموحد الذي نتشبث بأن يكون وفاقي،تقدمي وديمقراطي. ختاما ندعو كل منخرطي الاتحاد العام لطلبة تونس في بقية المؤسسات إلى المضي قدما في انجاز الانتخابات القاعدية في أسرع الآجال حتى يتسنى لنا انجاز مؤتمرنا الذي نأمل أن يعيد للاتحاد إشعاعه ودوره في الجامعة والبلاد. الاتحاد العام لطلبة تونس الأمين العام عزالدين زعتور
اتفاق بمعمل الصناعات المكيانيكية المغاربية بالقيروان
بعد إضراب تواصل منذ 05 نوفمبر 2007 وبعد اعتصام العمال ليلا نهارا أمام المصنع ، أفضت الجلسة الصلحية التي التأمت اليوم بمقر التفقدية الجهوية للشغل بين الأطراف المتنازعة إلى اتفاق يرضي في مجمله المطالب العمالية ويضع حدا للاعتصام والإضراب. ولجنة مساندة عمال الصناعات المكيانيكية المغاربية التي تحي العمال لصمودهم البطولي رغم أوضاعهم الصعبة وتحي النقابيين الذين آزروا هؤلاء العمال وطنيا وجهويا، تشكر كل مكونات المجتمع المدني الذين تنقلوا إلى القيروان للتعبير عن مساندتهم. كما نؤكد مرة أخرى أن صمود العمال وتضامن النقابيين ومساندة المجتمع المدني ، قادرة على مواجهة هشاشة الشغل وتردي ظروف العمل والطرد التعسفي. عن لجنة مساندة عمال الصناعات المكانيكية المغاربية بالقيروان مسعود الرمضاني
إنا لله وإنا إليه راجعون
بكامل الحزن والأسى تلقينا خبر ما الم بالأخ عمر سعيدان وعائلته وكل إخوانه بفقدانهم المغفور له إبراهيم ابن الأخ عمر اثر حادث سير( بسويسرا) ولا نملك إلا ما أمر به رب العزة في توجيهه العظيم » والذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون… » فإنا لله وإنا إليه راجعون داعين للفقيد بالمغفرة وحسن القبول من المولى عز وجل في علاه وداعين للأخ عمر ولزوجته ولكل العائلة والأصدقاء بالصبر والاحتساب عند رب العباد. للاتصال بالأخ عمر في سويسرا: البيت: 0041264364580 النقال:0041794062758 حركة النهضة في 26/11/2007
سجن تسعة تونسيين بتهمة التخطيط للانضمام للمقاتلين بالعراق
تونس (رويترز) – قال محامون يوم الثلاثاء ان محكمة ابتدائية بتونس قضت بالسجن لما بين ستة أعوام و12 عاما على تسعة شبان بتهم من بينها التخطيط للانضمام للمقاتلين بالعراق. وقال المحامي سمير بن عمر لرويترز ان « القاضي محرز الهمامي المتخصص في قضايا الارهاب وجه للشبان تهم محاولة الانضمام لتنظيم ارهابي وتمويل نشاطات ارهابية والتخطيط للالتحاق بالمقاومة العراقية. » وقضت المحكمة بسجن زياد الفقراوي وغيث المكي ونزار حسني ووجدي وبلال المرزوقي وعز الدين عبد اللاوي 12 عاما وسجن منير شريط والطاهر بوزيدي وشعيب الجمني ستة اعوام. والشبان التسعة معتقلون منذ ابريل نيسان 2005. وقال بن عمر ان الامن أعلن انه صادر رسالة تثبت علاقة الشبان بتنظيم ارهابي بعد ان سافر بعضهم الى سوريا للتنسيق مع مسلحين. والتحق عدة شبان تونسيون في السنوات الاخيرة بصفوف المقاتلين في العراق وقتل عدد منهم هناك من بينهم شقيق زياد الفقراوي الذي حكم عليه بالسجن 12 عاما. وتبدي تونس التي عكر هدوءها في اوائل العام تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا صرامة واضحة ازاء التطرف الاسلامي. وقالت منظمة حرية وانصاف الحقوقية بتونس في بيان ان « هذه الاحكام قاسية ومن شأنها زيادة حدة الاحتقان وتعكير صفو الحياة العامة في البلاد. » ويقدر محامون تونسيون عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الارهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بحوالي الف شخص.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 نوفمبر 2007)
تونس تحاكم صحفيا معارضا بتهمة الاعتداء اللفظي على ضابط شرطة
تونس (رويترز) – قالت مصادر حقوقية في تونس يوم الثلاثاء ان صحفيا عرف بمعارضته الشديدة للحكومة التونسية مثل امام قاض بمحكمة في ساقية الزيت الواقعة على بعد 230 كيلومترا جنوبي العاصمة بتهمة الاعتداء اللفظي على ضابط شرطة. واعتقل الصحفي سليم بوخذير الذي يراسل صحيفة القدس العربي اللندنية يوم الاثنين ووجهت اليه تهم « الاعتداء على الاخلاق الحميدة والاعتداء اللفظي على ضابط شرطة وعدم الاستظهار ببطاقة هوية » عندما اوقف أفراد من الشرطة سيارة اجرة كانت تقله من مدينة صفاقس الى العاصمة تونس. وعرف بوخذير (39 عاما) بمقالاته التي توجه انتقادات لاذعة للحكومة التونسية وخاض في مطلع الشهر الحالي اضرابا عن الطعام دام اسبوعين احتجاجا على عدم حصوله على جواز سفر منذ اربعة اعوام. واجل القاضي في ساقية الزيت نظر قضية بوخذير الى الرابع من ديسمبر كانون الاول ورفض طلب محاميه الافراج عنه. وقال محامون ان عقوبة التهم الموجهة الى بوخدير تصل الى السجن لمدة عام ونصف العام. المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 نوفمبر 2007
القضاء التونسي يحاكم صحافيا بتهمة الإعتداء على ضابط شرطة
تونس / 27 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: قالت منظمة حقوقية تونسية إن الصحافي التونسي سليم بوخذير مثُل اليوم الثلاثاء أمام القضاء بتهم منها العتداء اللفظي على ضابط في الشرطة. وذكر بيان للمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر بتونس(منظمة غير مرخص لها) تلقت يونايتد برس أنترناشينال نسخة منه إن بوخذير مثل قاضي المحكمة الإبتدائية ببلدة ساقية الزيت من محافظة »صفاقس » الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب شرقي تونس العاصمة. ووجه الإدعاء العام لبوخذير(39 عاما) عدة تهم منها « الإعتداء اللفظي على ضابط شرطة،و الإعتداء على الأخلاق الحميدة،والإمتناع عن إظهار بطاقة هويته ». وأوضح المرصد في بيانه الذي حمل توقيع نائبة رئيسه نزيهة رجيبة أن بوخذير اعتقل فجر أمس بينما كان في طريقه إلى تونس العاصمة. واستنكر المرصد ما وصفه بالإعتقال « التعسفي » للصحافي سليم بوخذير، ودعا إلى إطلاق سراحه فورا،فيما ذكرت مصادر حقوقية أن قاضي المحكمة الإبتدائية قرر تأجيل النظر في هذه القضية إلى الرابع من الشهر المقبل. يشار إلى أن بوخذير كان قد نفذ إضرابا عن الطعاماستمر لمدة أسبوعين احتجاجا على حرمانه من جواز سفره،والمطالبة بحقه في السفر.
محادثات عسكرية وسياسية تونسية-أميركية
تونس / 27 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: بحث وزير الدفاع التونسي كمال مرجان سبل تعزيز التعاون العسكري بين بلاده والولايات المتحدة مع وفد من الكونغرس الأميركي يزور تونس حالياً في زيارة لم يعلن عنها من قبل. وذكرت الإذاعة الحكومية التونسية اليوم الثلاثاء أن وفد الكونغرس الأميركي يتألف من النائب الديمقراطي دانيال اينوى رئيس لجنة التجارة والعلم والنقل ورئيس اللجنة الفرعية لميزانية الدفاع، وتاد ستيفنس رئيس كتلة الحزب الجمهوري في اللجنتين المذكورتين. وقالت إن الطرفين التونسي والأميركي بحثا « مختلف أوجه التعاون الثنائي في المجال العسكري، بالإضافة إلى مسائل ذات اهتمام مشترك ». ومن جهة أخرى، أشارت الإذاعة التونسية إلى أن وفد الكونغرس الأمريكي تحادث أيضا مع سيدة الشتيوى مساعدة وزير الخارجية التونسي المكلفة بالشؤون الأميركية والآسيوية، وبحث معها العلاقات التونسية-الأميركية وسبل تعزيزها. ونقلت عن المسؤولة التونسية قولها إن السياسة الخارجية لبلادها « يرتكز عملها على خدمة السلم والسعي إلى إرساء علاقات دولية تقوم على التضامن واحترام الشرعية الدولية »، بينما أكدا الوفد الأميركي « العزم على العمل صلب مجلس الشيوخ الأميركي على تعزيز علاقات التعاون التونسية الأميركية ومزيد تعميقها ».
تونس ترصد أكثر نحو 27 مليون دولار لتطوير وتحسين متاحفها
تونس / 27 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: وقعت وزارة الثقافة التونسية على اتفاقية مع البنك العالمي لتمويل خطة متكاملة تسهدف تعزيز دورالتراث الوطني في تطوير السياحة الثقافية وتنمية مردوديته الإقتصادية. وقالت وكالة الأنباء التونسية الحكومية اليوم الثلاثاء إنه بموجب هذه الإتفاقية تم رصد اعتمادات مالية مشتركة بقيمة 26.82 مليون دولار لتمويل مشروع « إدارة وإحياء التراث الثقافي » بتونس. ونقلت عن رضا قاسم مدير عام هذا المشروع قوله إن الأمر يتعلق بتهيئة عدد من المواقع الأثرية لتكون نموذجا لمواقع ومتاحف أثرية تتلاءم مع المقاييس العالمية للجودة وخاصة منها التي تهم تأمين سلامة الزوار وتعبيد المسالك وتجديد اللوحات التعريفية لهذه المواقع. وأوضح أن من بين هذه المواقع والمتاحف التي اهتم بها المشروع متحف باردو المصنف ضمن المتاحف العالمية من خلال توسيع مساحته وتزويده بمصعد كهربائي لتسهيل زيارة طوابقه العلوية ،بالإضافة إلى متحف باردو عبر تحسين مسالكه،و وترجمة معطياتها من اللغة العربية إلى اللغتين الفرنسية والأنجليزية. ويعتبر متحف باردو التونسي أول متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء ،حيث يشمل على آلاف اللوحات الفسيفسائية النادرة والفريدة من نوعها التي تعكس الحضارات التي تعاقبت على تونس،وخاصة منها الفينيقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية،فيما يضم متحف قرطاج ويحفظ ويعرض مجموعات من التحف الأثرية التي تغطي عدة مراحل تاريخية. إلى ذلك،يهتم مشروع « إدارة وإحياء التراث الثقافي » أيضا بمدينة القيروان التي تعرف باسم « عاصمة الأغالبة » التي ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009،إلى جاب تخصيص نحو 4.5 مليون دولار لتطوير متحف مدينة سوسة. كما يهتم أيضا بتحسين المنتزه الأثري بأوذنة من خلال ترميم معالمه الرئيسية الأربعة،أي « الكابيتول »الذي يعد أكبر معبد روماني بإفريقيا و »المدرج الدائري » و »الحمامات العمومية الكبرى » و »المنازل ذات الأروقة ».
وزراء مالية الدول المغاربية يجتمعون غداً في تونس
تونس / 27 نوفمبر-تشرين الثاني / يو بي أي: يجتمع وزراء مالية الدول المغاربية الخمس، تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا، غدا الأربعاء في تونس العاصمة ضمن إطار المنتدى الإقليمي رفيع المستوى بشأن دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاندماج المغاربي. وينظم هذا المنتدى، الذي سيشارك فيه أيضا محافظو البنوك المركزية المغاربية، وعدد من مندوبي بعض المؤسسات المالية الدولية والإقليمية، صندوق النقد الدولي بالتعاون مع البنك المركزي التونسي. وبحسب مصدر من البنك المركزي التونسي، فإن أعمال هذا المنتدى ستتواصل على مدى يومين، لبحث ومناقشة الآليات الكفيلة بتحقيق الاندماج المغاربي، وتعميق التفكير بشأن الاستراتيجيات والمبادرات والإجراءات التي يتعين وضعها لدفع بناء التكتل المغاربي، وتفعيل دور القطاع الخاص. ويرنو مسؤولو إتحاد المغرب العربي الذي تأسس طبقا لمعاهدة مراكش الموقعة في السابع من فبراير/شباط من العام 1989 إلى بلورة خطة عمل للاندماج ألمغاربي على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تستجيب لطموحات الشعوب المغاربية في تحقيق التكامل، عبر تأسيس تكتل اقتصادي مغاربي تسانده مؤسسات صلبة وإستراتيجية واضحة . وكان الحبيب بن يحيى الأمين العام لإتحاد المغرب العربي قد أشار في وقت سابق إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تعزيز بناء الإتحاد المغاربي حتى يكون قادرا على خدمة وحماية مصالح دول المنطقة ومواجهة تحديات المنافسة الخارجية في ظل ما يشهده العالم من تحولات عميقة في مجال الاندماج الاقتصادي وتحرير المبادلات التجارية . وشدد في هذا السياق على أهمية إرساء منطقة التبادل الحر المغاربية كمقدمة لبناء سوق موسعة تساهم في ترسيخ التعاون الإقليمي وتطوير شراكة إستراتيجية تسمح بتحقيق التكامل والإندماج الإقتصادي بين دول المنطقة المغاربية. وتزخر المنطقة المغاربية بموارد طبيعية كبيرة ،حيث تحتوي على 2.5 % من الاٍحتياطي العالمي للنفط، و4 % من اٍحتياطي الغاز الطبيعي، وأكثر 50 % من احتياطي الفوسفات، بالإضافة إلى إمكانات زراعية كبيرة، وسوق استهلاكية هائلة تقدّر بنحو 80 مليون مستهلك. ومع ذلك، يعاني إتحاد المغرب العربي الذي تتولى ليبيا حاليا رئاسته الدورية من الشلل والجمود، حيث فشل قادته في عقد قمة منذ العام 1994، بسبب تزايد الخلافات السياسية والأمنية بين دوله. وقد انعكست حالة الشلل هذه على حجم التّجارية البينية بين دوله، حيث تشير البيانات الإحصائية إلى أنها لم تتجاوز بعد نسبة 4 % من الحجم الإجمالي لمبادلات دول المغرب العربي مع باقي دول العالم، كما أن حصة المنطقة المغاربية من الاستثمارات العالمية لم تتجاوز نسبة 2 % من إجمالي الاٍستثمارات في العالم.
أناشدكم يا كتاب تونس وساستها: تحابوا ، تراحموا، وتعايشوا
إخوتي الأعزاء في الوطن الحبيب الغالي تونس، من كتاب وساسة، تجمعيين ويساريين وعلمانيين وقوميين وإسلاميين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أقرأ مقالاتكم وتصريحاتكم وأخباركم بشكل يومي في عدد من المنابر الإعلامية، وأشعر بالحزن الشديد لما تنضح به من كراهية متبادلة، وعجز عن التعايش السلمي، وقسوة غير مبررة. لو كانت هناك آلة متخصصة في قياس درجات الكراهية والبغض والقسوة، من صفر إلى مائة درجة، وأحلنا إليها المقالات والأخبار الصادرة في موقع تونس نيوز مثلا، خلال شهر نوفمبر الجاري، لنطقت الآلة من الرعب والدهشة، ولطلبت تعديلها لتقدر على التعبير عن المستوى المخيف المحزن لحال النخب التونسية في هذا المجال. أخبار المحاكمات والأحكام مرعبة. منازعات الصحفيين مذهلة. تصريحات العلمانيين مناقضة للعلمانية. النقابيون يتبادلون الإتهامات القاسية، وكذلك الإسلاميون الحائرون بين تصعيد المواجهة السياسية والبحث عن المصالحة، والحقوقيون المدافعون عن المساجين. طلابنا يتصارعون بالعضلات والسكاكين على هياكل نقابتهم. يا إخواني وأحبابي. ماذا دهانا نحن أبناء هذا الجيل؟ أليست بلادنا قادرة على تحمل عشر جمعيات للصحفيين، ومثلها من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، ومن النقابات الطلابية، والهيئات الأدبية والثقافية، ومن الجمعيات المدافعة عن اللائكية، ومن إذاعات القرآن الكريم، ومائة حزب سياسي تحسم بينها المنافسات الإنتخابية النزيهة؟ يا إخواني وأحبابي: اسمعوا مني هذه الحقيقة المرة. إن كثيرا من مناظراتكم ومنازعاتكم خارج التاريخ تماما. أعيش في بريطانيا منذ عشرين عاما. الدولة لها مدارسها، والكنيسة لها مدارسها، والجمعيات اليهودية والإسلامية كذلك، والدنيا بخير، ولا أحد يرى في ذلك أي خطر أو أي أزمة. رئيسة الكنيسة هي الملكة اليزابيث الثانية. ورئيسها وأسقفها المباشر يعارض سياسة حكومة الملكة في العراق، ويدلي برأيه في الشأن العام. ولا أحد يرى في ذلك أي خطر أو أي أزمة. تكوين الأحزاب لا يحتاج لرخصة. والأحزاب الدينية والجهوية موجودة. هناك حزب مسيحي ولعلكم لا تسمعون به لأن إشعاعه محدود للغاية. وهناك حزب اسلامي بريطاني أيضا. وثمة حزب جهوي يسعى علنا لاستقلال اسكوتلندا عن المملكة المتحدة. ولم يمنع أي حزب من هذه الأحزاب. ولم يقل أحد أن المسيحية ملك لجميع البريطانيين ولا يجوز لأحد تكوين حزب على أساسها، أو أن الجهوية منطقة يحرم الحديث فيها. يا إخواني وأحبابي: لماذا أقرأ بعض المقالات والحوارات فأجد فيها رغبة تكاد تنطق بها هذه المقالات والحوارات لتصفية المخالفين في الرأي والإلقاء بهم في البحر، أو لمعاملتهم بنظام التمييز العنصري، ونزع تسعة أعشار حقوق المواطنة عنهم؟ لماذا تخافون من إذاعة للقرآن الكريم؟ أو من خمار طالبة؟ أو من تكوين نقابتين تتنافسان في خدمة الصحافيين، وهيئتين تتنافسان في الدفاع عن حقوق الإنسان، وحزبين يتنافسان في الدفاع عن البيئة، وأكثر من حزب يرفع راية اليسار أو راية الإسلام السياسي، وأكثر من جمعية تدافع عن تراث بورقيبة، وأكثر من اتحاد للكتاب والأدباء، وأكثر من جمعية لائكية؟ لماذا؟ هل تجدون طعما جميلا للحياة بإقصاء قطاع من مواطنيكم والتحريض عليهم؟ كيف تبدو لكم الحرية عندما تحتكرونها لتياركم أو لحزبكم أو لجمعيتكم؟ هل تنامون الليل سعداء مطمئنين؟ هل يستيقظ ضميركم أحيانا، أم أنكم ألغيتم هذه الكلمة من قواميسكم منذ عهد طويل؟ يا إخواني وأحبابي: سيأتي يوم ينعم فيه التونسيون بكل هذه التعددية الحرة. وسيتعايشون بمحبة وسماحة، وستزول عقدهم المضحكة المبكية التي يتصارعون بسببها اليوم. إنما أسأل نفسي وإياكم: لماذا نؤجل هذا للأجيال المقبلة؟ لماذا لا ننال نحن هذا الشرف؟ لماذا لا ننعم نحن، أبناء تونس اليوم، بهذه التعددية الحقيقية، وهذه السماحة، وبالحب والتراحم والأخوة بيننا؟ لماذا تتبدد أعمارنا في الكيد لبعضنا بعضا، والتآمر لإقصاء هذا وذاك، والتخويف من هذا وذاك؟ لا تقولوا لي إن بريطانيا تنتمي لعالم غير عالمنا وحضارة غير حضارتنا. فالبشر هم البشر. لكن ومن باب الإحتياط، ما رأيكم في أن المغرب فيه تسعون بالمائة من هذه الحريات؟ وكذلك اليمن، والكويت في المشرق العربي؟ هل سمعتم أن القيامة قامت بسبب قيام أحزاب إسلامية في هذه البلدان، أو بسبب الحجاب؟ هل سمعتم بصراع حول نقابة الصحفيين أو نقابة الطلاب؟ يا بني وطني: هذا الكره يدمركم. لماذا تعرضون من دون سبب عن شمس الحب والتسامح والتعايش، وترفعون رايات البغض والإقصاء والقمع الفكري والمادي والسياسي، تدخلون بها دهاليز الظلمة، وتخرجون تماما عن روح العصر. آه لو جربتم لعامين أو ثلاثة حريات البريطانيين وتسامحهم. آه لو جربتم لعامين أو ثلاثة التخلي عن العقد والخوف المرضي من الحجاب والأحزاب الدينية وإذاعة القرآن الكريم ونقابة الصحفيين واتحاد الطلاب والأحزاب اليسارية وجمعية اللائكيين واتحاد الكتاب الأحرار ورابطة حقوق الإنسان. سترون كم هي الحياة جميلة ورائعة وأنتم منشغلون بما هو أهم في ميزان العقل وميزان التاريخ. سترون أن بوسعنا أن نتعايش، وأن يحب بعضنا بعضا رغم الخلافات السياسية واليديولوجية. سامحوني إن أخطأت بحقكم، في السلطة كنتم أم في المعارضة، علمانيين كنتم أم إسلاميين، فكلكم أهلي. خذوني بما بقي من لطفكم وحنانكم. فقد عشت نصف عمري تقريبا بعيدا عن تونس، ومازالت هي في نظري أجمل مكان أحب أن أعيش فيه، ومازلتم أنتم من أُحبُّ أن أعيش معهم وأموت بينهم. أحبكم كثيرا، يشهد الله، وأشتاق لذكرياتي البعيدة بينكم. فلماذا هذه القسوة؟ وهل يا ترى سيجري الصلح بيننا قريبا أم نوطن النفس على طول الغياب؟ أناشدكم يا كتاب تونس وساستها: تحابوا ، تراحموا، وتعايشوا.
رسالة الى من حوكموا ظلما و بهتانا
بقلم: مهاجر تونسي السلام عليكم. صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة. يا شباب تونس المسلم الغيور على دينه والله لن يخذلكم الله و ما انتم الا دليل على ان الاسلام لا يموت و لن يموت و مادام شعاركم الاباء و الجلد حتى يفعل الله امرا فلن تزيدكم آلة العذاب الا اصرارا و ثباتا على الحق. و لا نملك لكم الا الدعاء حتى يرفع الله عنكم و عن اهاليكم المحنة و الابتلاء و يرفع درجاتكم في الجنة و ان يجمعنا بكم آجلا او عاجلا لانكم أصحاب مبدا و حراس عقيدة و لا نزكي على المخلصين منكم على الله من احد. امضوا في طريق الحق فوالله لقد اصبح الرجال في عالمنا الاسلامي و في تونس خاصة يعدون على الاصابع كيف لا و ما هم الذكور فينا الا ملاحقة النساء والتجمهر على المقاهي و الملاعب الا من رحم ربي. كثرت الدياثة و قلت الغيرة على المحارم وتخنث الرجال و ترجلت النساء و انتشر الهرج و المرج تنافس الناس في السجائر فمن اخرج سيجارة اخرج الآخر سيجارة و من دخن في اليوم علبة دخن الآخر علبتين و من اشترى قهوة قضى اليوم كله في احتسائها. و من جلس على مقهى لم تسلم الغادي و لا الرائح من فمه و لسانه و خاصة عينه و يقولون لماذا تخلفنا؟ في الوقت الذي ينظر فيه بعضنا الى بعض 24 ساعة في اليوم ينظر فيه غيرنا الى الكتب و المراجع و السجلات فتقدموا ب »اقرا » » و تخلفناب »بحلق »! انكم انتم الرجال لا هم. انتم ينهشكم بوليس الحاكم و هم تنهشهم السجائر و نساؤهم في البيوت. انتم تذكرون الله قياما و قعودا و هم يسبحون بحمد الترجي و الافريقي و الايتوال. انتم تصومون اختيارا او اضطرارا و هم كان يلقوا « يفطروا على الدنيا ويتسحروا بالآخرة » انتم لا تضيعون اوقاتكم في « الفارغ » بل بالدعوة الى الله حتى في احلك الظروف وهم اوقاتهم ضاعت بين المقاهي و المسارح و في التراكن. هذا يسرق و هذا يخطف و هذا يرتشي وهذا يعيش و يتنفس على الوشاية و القوادة. هكذا هم ولن يكونوا امثالكم, لذلك يزجون بكم الى السجون حتى لا تفسدوا عليهم عيشتهم و لسان حالهم يقول: لو ابقينا عليهم في الخارج لاخرجونا من الروتين الذي احببناه و رضينا به و رضي بنا: روتين اللارجولية و المحسوبية و عيشة الحيوانات ولاستحال كل يوم في حياتنا الى معضلة و سؤال كبيرين:متى نمسي و نصبح رجالا؟يا نزلاء السجون لا تبتئسوا و اصبروا فقد ولى اليوم الذي يخجل فيه احدنا من دخول السجون. انه شرف والله كبير خاصة وان كان الامر يتعلق ب »فيم دخلت السجن؟ » و الرد « دخلته في ديني » و السلام عليكم يا احرار تونس الصابرين في الباساء و الضراء. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 27 نوفمبر 2007)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله تونس في، 31/08/2007
« الجرأة » في التجني على الدين من خلال كاتبة « دروب الفرار » حفيظة قارة بيبان بنزرت
يعرف الأدب من خلال كبار الأدباء والقصاصين والروائيين العرب : « كطه حسين أو نجيب محفوظ أو توفيق الحكيم أو من الغرب كأندريه مالرو أو فيكتور هيقو … أو موليار أو فولتير أو مونتاسكيو … أو روسو أو غير هؤلاء وأولائك كثيرين » : يعرف بكونه يوحي بطرافة المعاني من خلال جمال الألفاظ وإبداع الآداء. وقد أبدع الجاحظ في تعريفه للأدب بكونه « أخذ من كل شيء بطرف » مع المحافظة عنده وعند غيره ممن ذكرنا على أدبية الخطاب الفني وجماليته من ناحية وعدم التفريط في الجانب الأخلاقي والتأدّبي في الإيحاء. وما يرسخ في ذهن المتلقى هو الخطاب الأدبي الذي يزاوج تلقائيا بين الجمالية الفنية والصفوية الأخلاقية فيكون بذلك أيسر في الإستيعاب والقبول وأجمل في النظر والتأثّر…. فالنص الأدبي الذي يهدف بصورة واضحة إلى خدش كرامة هذا والتنكّر لجميل ذاك أو التطاول على قواسم مشتركة من المقدّسات الدينية باسم ما يُسمى بالجرأة الأدبية يفقد ثقة المتلقي ويتأرجح إلى أسفل درجات التبليغ والإيصال حتى وإن كان الباث مُحقّا في نقده اللاذع وتجرّئه الساخر. فإن الخطاب الأدبي اللطيف الموحي بأسلوب التوفيق الذي أشرنا إليه يتحول من خطاب ذي رسالة مؤثرة في أكبر عدد من القراء صالحا للتغيير الإيجابي إلى مجرد رسالة ذات أبعاد شخصية ضيقة تسقط بسقوط سببها وتتلاشى بمرور الزمان، فيكون لها تأثير مثل ما للزبد في البحر، « وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكثُ في الأرض » سورة الرعد م. الآية 17. ولعلي أطلت في هذه المقدمة ولكني ألتمس من القارىء الكريم العفو عن ذلك إذ أن « رواية دروب الفرار » تستوجب فرارا لا مفرّ منه… أعترف أني قد أبطأت في التعليق على هذه الرواية – لأسباب أحتفظ بالإجابة عليها- ومؤلفته المدرسة الفاضلة السيدة قارة بيبان تنتمي إلى عائلة محافظة ولكن رغم كل ذلك… فقد أقدمت على تأليف رواية تقص أحداث إمرأة تعيش نشازا وتمزقا بين بيئتي أسرتها وأسرة زوجها فهي تشكو ألما لا يفارقها بعد صدمة زواجها فظلت تقارن بين الدارين والأسرتين والحيين والتربيتين و « الدينين »، وبإيجاز فهي تتمزق بين الإيجابي والجميل والنضر والبريء والطاهر وعالي الهمة والمطرب والممتع قبل الزواج في حياتها مع أهلها وأسرتها و..و.. و.. والقبيح والعنيف والوسخ والنتن والجهل والتخلف والإرهاب والوهم والباطل في حياة الحاضر حياة الزوج الذي تسميه بالحديدي أو « خالد الحديدي » بينما تسمي أخاها « أميرا » وهو صديق « شي قيفارا » الثائر فهي بين ثورة الحلم وحلم الثورة أو بين ماضي الحياة وحياة الماضي… تريد أن تتشبث بالطفولة وتتمسك بها وقد انغلقت رومنسية الرواية بين أروقة المنزل العتيق الذي آلت إليه وتسميه بالمنزل « الكنائسي… » فلنتأمل قليلا في المسألة الدينية التي أولت إليها الكاتبة اهتماما مركزيا وعندما نقول « المسألة الدينية » لا نعني بذلك تفريعات هذه المسألة بل نقصد ما ذهبت إليه بحيث لخصت التهكم على هذا الموضوع في جزئيات مثل «الحجاب» أو«الخطاب الديني» المسموع أحيانا أو النوافذ المغلقة الخ …. أولا: لنبدأ ببعض التجاوزات العلمية في هذه المسألة (انظر إلى الصفحة 65). حيث تسرد الكاتبة نصا قرآنيا معرى من التحقيق والضبط والشكل (السورة ….. الآية ….. مكية مدنية) ؟. « وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلون » !! والصحيح « وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » – صدق الله العظيم (السورة :الشعراء 26 مك الآية 227). فهذا التحرر اللاّ شرعي من الضبط والتحقيق وهذاالخطإ في استغلال النص القرآني لوظائف تهكمية من الآخرين لا يجوز البتة فضلا عن كونه يقحم الباث في معركة مع المتقبل المقصود. وهذا ما أشرنا إليه آنفا. هذا نموذج من النماذج وقد تكرر هذا الاعتماد على الحجة الدينية سواء شكلا أو مضمونا بهذه الإباحية فهو التعامل مع المسائل الدينية ذات المقام المقدس في نظر الأمة أو في نظر الذين يغارون على قدسية الدين والفكر الديني الصحيح وليس هذا فحسب بل إن السيدة حفيظة قارة بيبان أرادت أن تكمل تجنّيها على نزعة التدين أو الفكر المحافظي وتجرّءها عليه بإقحام اعتمادها على السنة النبوية الشريفة وتوظيفها لها بغباء فريد من نوعه. لعله يهدد بخطر عظيم لو عمدت الدولة إلى نشر نصوص هذه الرواية للتدريس. !! اقرأ معي ما يقوله الأب (في الصفحة 66) لابنته البطلة كان يقول: (وتقول هذا متبجحة مفتخرة بتحرر هذا الأب من الحديث النبوي – مقارنة ذلك بما وجدته من تشدد « مقيت» في أسرة زوجها. ! هاك ما تقول: كان يقول « كل حديث عن الرسول يقبله العقل فهو صحيح وكل حديث لا يقبله العقل فهو كاذب. » هذه المرأة تكتب بضع روايات سخيفة لا يتجاوز عددها الثلاثة وأصبحت تشرع لنا في المسائل الدينية… الحديث النبوي « يا سيدة » هو مصدر التشريع الثاني- وقد قال الله تعالى فيه: « وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى » – السورة: النجم الآيتان 3 و4 والوحي يجمع بين العقل والنقل – وهناك كثير من الأحاديث التي يرفضها العقل والمنطق المادي في هذا العصر ولكن العلم والتجارب والحياة أثبتت صحتها. وعلى من يريد أن يتأكد من ذلك فليطلع على الصحيحين البخاري ومسلم. فإذا كان الحديث عقلا محضا فما حاجتنا حينئذ إلى رسول يعلمنا … فالتعبد مسلك روحي وقلبي وعقلي وجسمي …. ولاحظ معي هذه النزعة التحررية غير المؤدبة في لفظ « الرسول » ونحن قد تعودنا أن نصلي عليه ونسلم … وهاك مشهد آخر من مشاهد التجني والجهل بعلم الدين وآدابه « تقول على لسان أبيها ……… كان الرسول يقول « … يتعين أن تقارنوه (حديثي) بكتاب الله فما كان متوافقا معه فهو مني سواء قلته في الحقيقة أم لا » . وقد كان عمر بن الخطاب يأمر الصحابة أن يقلوا من الرواية وهذا ما جعل فقيها جليلا مثل أبي حنيفة لا يروي غير سبعة عشر حديثا عن الرسول … طلب الرسول عليه السلام (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن فمن كتب شيئا فليمحه)…؟ ؟ حقا إن هذا هراء، وهو كلام مناف تماما لعلاقة السنة بالقرآن ومناف لموقف أبي حنيفة الحقيقي من الحديث. فإن من الحديث ما جاء مفصلا لمجمل في القرآن لم يقع ذكره أومقيدا لمطلق أو ذاكرا لما لم يذكر… والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مصدران متلازمان في الأصول لاستنباط الحكم الفقهي ومراعاة سنة التطور بواسطة التشريع والاجتهاد. فهؤلاء الذين يقصرون أصول الدين ومجمع التشريع على القرآن يسمون (بالقرآنيين) وقد ذاع صيتهم في المشرق وبدأت تضوع رائحة أعمالهم في المغرب. وأصول الدين المسوغة لخدمة الاجتهاد واستنباط الأحكام إن أوقفت على القرآن فحسب تجمد ويغمض استخلاص المعاني الفعلية والأحكام العملية المستمدة من ديناميكية التوظيف العلمي بين المصدرين فإن كلا من القرآن والسنة يمكن أن يتمم بعضه بعضا فقد نحتاج مثلا إلى حديث لفهم آية – كما احتجنا إلى آية لتوضيح أخرى فالتداخل الدراسي بين مصدري التشريع والوحي لا غنى لأحدهما عن الآخر البتة، وعلى سبيل الذكر نسوق الآيات التالية : قال الله تعالى في سياق التأكيد على التلازم الضروري بين الإيمان بالله ووجوب العمل بالسنة النبوية: « فلا وربك لا يؤمنون حتى يجكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » سورة آل عمران الآية 65. ويقول أيضا : « من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا. » آل عمران الآية 80. وقال أيضا « وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب » صدق الله العظيم. سورة الحشرالآية 7. وكل المسائل الفقهية زاخرة بأمثلة للدلالة على صحة ما نقول ولكن ليس هذا مجالها أما فيما يتعلق بعلاقة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالعقل – فقد أشرنا إلى ذلك آنفا. ونضيف أن التشريع الإسلامي يستند إلى المراجع الأصلية القرآن والحديث والقياس والإجماع… وهي دعائم أساسية تعتمد على العقل والنقل معا، حيث نجد في تشريع الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما يتجاوز العقل أو ما لا يمكن أن ندرك الحكمة منه آنيا فتكون الطاعة لله ورسوله دليل الإيمان بهما والوفـاء لهما مثل إدراك الحكمة من عــدد الصلوات (ركعاتها، أوقاتها، سرها جهرها الخ …) نسبة الزكاة والأول من القرآن والثاني من السنة… والتشريع الإسلامي هو بناء توقيفي بين الثابت والمتحول فإذا أدركنا كل شيء عقلا في الآن يفني التشريع ويصبح غير قادر على مواكبة التطور. وخلاصة القول أن كلا المصدرين القرآن والسنة النبوية الشريفة يحتويان على معلوم عقلا ونقلا وعلى مجهول آنيا. فلعل العقل البشري يكون له نصيب في اكتشاف الحكمة منه في وقت لاحق… وما زلت مع الصفحة 66 من الكتاب حيث طالت مداخلة القاصة في المسألة في حوار الأب مع أبنائه إلى درجة شذ « بالقص » إلى شكل من أشكال الوعض والإرشاد –يشف عن رغبة جموحة في القمع بالإقناع وهذا ما أشرنا إليه في بداية هذا المقال حيث أن الكاتبة لم تستطع إخفاء غيض البطلة على أهل زوجها إلى حد لا يطاق جعل الإيحاء والتلميح الأدبيين ينفلت منها وتتقوقع ذاتها آنذاك في ممر ضيق « النشاز » عن العالم الخارجي وقضاياه المكبدة (قضية فلسطين، المظالم والمآسي الإنسانية…) تقبر في فضاء ضيق في « العالم المعاصر » لا يعرف النور فينتحر ويتلاشى تدريجيا. وهاك ما تختم به الكاتبة هذه المداخلة الدينية الوعضية حيث تدعي أن أبا حنيفة رحمه الله (لا يروي غير سبعة عشر حديثا عن الرسول ) وهذا خطأ محض ولكل من أراد أن يتأكد من هذا الأمر فليعد إلى كتاب الفقه على المذاهب الأربعة أو كل ما كتب عن أبي حنيفة (حياته وآثاره وإنتاجه…) وأخيرا ينتهي درس أبيها بأكذوبة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا ما لا يجوز حقا. تقول : طلب الرسول عليه السلام (لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن فمن كتب شيئا فليمحه) هذه صناعة خطيرة للنشء هذا دمار للأجيال الذين منهم من يتشوف للسنة النبوية حبا وتطلعا بقصد العمل والممارسة) وإني لا أدعي شيئا ضد هذه السيدة إذ أني على يقين من أنها تخلط بين أمرين بجهل كبير منها بأصول المسألة « وتحرر لا مشروع. » أولا: ما هو سند هذا الحديث ؟ ثانيا : ما هو متنه ؟ ثالثا : المعلوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نبه أثناء تدوين القرآن بالانتباه لعدم الخلط بين كلامه صلى الله عليه وسلم وكلام الله تعالى … فما هذا الخلط الشنيع الذي يمكن أن يحدث ضجة كبيرة في الأوساط الدينية والعلمية وفتنة لا حد لها « والفتنة أكبر من القتل » ( سورة البقرة الآية 217) فهل تريدين يا أختاه أن تكوني مؤسسة للقتل باسم الدين من وراء افتعال القص الروائي. فحذار من هذه المرجعية الشخصية في التجني على ذات الحديث النبوي الشريف. أم أنك تصطنعين الشهرة بالتجني على الدين من خلال رواية لك بعنوان –دروب الفرار ؟ ومن أين تفر هذه المرأة من وهم أم من حقيقة من بيت زوجها « الكنائسي » أم بيت جهلها بأصول الدين .. . ؟ وليست الجرأة الروائية في التجني على المشاعر الدينية المقدسة مع العلم أن سلوك الآخر لا يحمل على النصوص الدينية إلى درجة تؤدي بنا إلى إسقاط مصدرالتشريع بأكمله فإن كان الأول جهلا بسيطا أو ساذجا وبريئا فالثاني « جهل مركب » يحيك فيه الشيطان حباله ويخطط لقضاء مآربه فهوجهل مبدأه التكبر وعلاماته الاحتقار وباطنه الكراهية ونحن ندعو إلى الرحمة والمحبة والتواضع « فخيركم من خالط الناس وتحمل آذاهم » (إن كان لهم آذاء). ومن جهة أخرى فقد حصرت الكاتبة وأغلقت انفعالها في مزيج – رومنسي – رقراق وبلفظ يجلب التأثير فيدر الفتنة وينشر السوء ويبيح الفاحشة في مقابلات ثنائية طرفاها التهكم على الستر والتعفف من جهة واستلذاذ العراء والتبرج من جهة أخرى في هتك للحرمات لا يقبل من قبل هذه السيدة … وقد تكررت هذه المقابلات من خلال الحكم المسبق للكاتبة بين بيئتين متقابلتين عاشتهما فإله البيئة الأولى « متسامح رقيق رومنسي جذاب يجمع بين المتناقضات كالدرس الديني والموسيقى والرقص والسباحة بالمايو الخ … » وإله البيئة الثانية « مخيف إرهابي مرعب لا يعرف إلا جهنم » ولا أدري هل إن إلاه البيت الأول لا يعرف إلا الجنة …؟ فنلاحظ في الجانب الأول وصلات التهكم من المتدينين والمتدينات تلخص فيه المسألة الدينية تلخيصا مقيتا يتعلق بحجاب المرأة والرغبة في الستر و « البارماقلي » … (الدين الملفوف في عباءاتهم… ( فهذا قصر للدين كله في نقمة عامة على فئة من النسوة. وضمن هذه الثنائية يدمج التهكم بالمعتقدات الراسخة والثوابت التي لا تلمس:انظر معي الصفحة 52 (وأظل صامتة أنتظر قدومك لتزيل عن أكتافي الوحشة وتبعد عني وهج النار « القادم من الآخرة » « الساكن الدار ») نحن نعلم أن الجنة والنار موعودان من عند الله تعالى وهما معتقدان مقدسان في ديننا الإسلامي. وهما يقومان على أساس تربية المؤمن تربية توفق بين الترغيب والترهيب في آن. ولكن هذا الأسلوب يوحي بكراهية النار والخوف من الموت والتعلق الشديد بالدنيا. وهو يشف عن منظور ما كيافلي للدين متحرر من الخشية والطاعة غير متحفز لمرضاة الله تعالى طامع في جنته. وطبعا هذا الأسلوب وهذا المعجم الأدبي المهيمن على نواحي الرواية يطلق العنان لهذه الكاتبة في نوع من التسيب اللاشرعي حيث تعمد إلى أن تسيل لعاب القارئين المتصابين والرومنسيين الحالمين بطفولة الغد المستمرة المؤسسة على مبدأ استمتع وعش طفلا متحررا من كل القيود ومت طفلا … في إباحية تكرس المكشوف العاري وتطحن الجسم في خلاء النفس المنسابة انسياب الماء في الغدير. فهاك لقطات متناثرة من هذا التحرر « الرد فعلي » على كبت الحجاب الشرعي الواجب من خلال القرآن والسنة حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز « …وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن…» سورة النور الآية 31. ولكن نتأمل لقطة العناق في الصفحة 53 من الكتاب « فشدني إليك أكثر واترك هذه اليد الواسعة ترفع هذا « الشعر الثائر » عن وجهي لأراك أتركها تحنو على كتفي العارية وتـنيم هذا الجسد في أحضانك أنام وخيمة الدنتيل – الشفاف – على المهد تغطينا وموسيقى « الجنة » الحانية الرحيمة رفرافة …تأخذنا لحضن من حرير النعاس في أحضانك أنام … » هذه إذن إباحية ساخرة من قيم الستر، هاتكة لحرمات الدين. أهكذا نصلح حال « المتدينين الجهلة»؟ إن استقام التعبير – كلا – بل ما تحقق هو إباحية كشف الأستار وحرية الشهوة الحيوانية ويتكرر المعجم الجنسي الإباحي المعرى من كل حياء أدبي جميل انظر معي الصفحة 79: « كانت شفتاك مفتوحتين مبتلتين بالشهوة » تسارعت دقات قلبي وأنا أدعوك : ماذا تفعل ؟ دون أن تلتفت أجبت: أتفرج. ولم تحد عيناك عن « الفخذ العاري » للشمس … (حوار بين الزوجين) – « وهذه الحلاوة التي تقطر منك كيف لا أحبها » هذه امرأة محافظة تبيح تكثيف المعجم الجنسي وحتى معجم الخمر ومعجم العراء لتقابلها بصدعات التهكم الديني فتثير الرغبات بهذا التقابل الشنيع وهذا مقصد إباحي لم يحقق أدبية الخطاب وإيحائية الرمز الجميل المدروس المتنامي مع مراحل الأحداث بل يعري الأحداث دون وعي بتقنيات الوعي المعروفة في الصناعة الأدبية وفي شبكة العلاقات بين الشخصيات الرئيسية والثانوية بل ويهوي بالأحداث إلى ترع نتنة ويزج بالمقصد التربوي الفاعل لوجود الحياة الإيجابية ولتحضر مرامه: النظافة والطهر والصفاء الذهني وحب الآخر والتضحية من أجله إلى شهوة حيوانية زائلة مربكة لتوازن روائي مبدع إذ أن طرف المقابلة الإباحي قد أطاح بالبعد النقدي غلق عليه برباط من « حجاب حديدي » لا يمكن أن ينفتح. وبقيت بعد ذلك لغة الكاتبة تتخبط في دوال جميلة رقراقة أحيانا تعجب المنبهر بالشكل الرومنسي المتسيب لعلها تكمل ترنحا من الترنحات الشافية لغليل عطش قديم « يسكر فيه حتى الثمالة… » فهذه الموجة من أدب العذاب أو لذة العذاب بما يصطلح عليه « بالمازوشية » لا تصنع إلا ذاتا منهارة وفعلا فقد انهارت شخصية « شرود » في منحى من مناحي هذه الرواية وانفلتت لديها كل حبال الرباط المقدس ليلة الزفاف- التي ساد فيها الشعور باللذة كل الكيان هروبا من نفس مرضية كبحت جماحها وودت لو أحد ودب عليها من يحنو عليها وقد بلغ التعري درجة إشاعة الفاحشة بأسلوب الإغراء الجنسي حدا لا يتناغم مع الأصول العائلية لهذه الكاتبة التي ترى أن الحجاب « هو اغتيال للفكر » ص 140- تأمل معي الصفحة 33-34 في وصف لعملية مقدمات العملية الجنسية التي تجاوزت قصائد الغزل الإباحي إذ أن هذا الغزل يزاوج بين الوله بالحبيبة ووصف بعض مفاتنها من « وراء حجاب » دون ملامسات أو إثارات جسدية بحتة. فلعل السيدة قارة بيبان تريد أن تطور تجربة شعرية جديدة…؟ … داخل غرفة الزواج ليلة الزفاف:… « شاهدته في المرآة يقف « خلفي » يفتح أقفال الصدار المطرز بلطف يعود يواجهني « تنزل يداه بتؤدة » إلى حزامي. « يفتح العقد المتتالية لتكة السروال » الثقيل بأصابع دربة عارفة تركه يسقط على الأرض « بقي عالقا ضاغطا بقسوة على كل رسغ من رجلي، » انحنى وضع ركبته على الأرض « ويداه » تأخذان رجلي ترفعانها قليلا بلطف تنتزعان الحذاء الفضي « تفتحان القسوة الماسكة برسغي وتخرجان رجلي السجينة من كسوة العرس… » أحكموا عقد تكة السروال… سقطت كسوة العرس أخيرا على الحشية الملقاة جانبا على الأرض تناول منامة الدنتيل واقترب بنعومة ترك المنامة تنساب « تعانق » مع « أصابعه اللاهبة الجسد » وقف أمامي عاليا عيناه ليل شاسع ونجوم متلألئة « النشوة ». وهكذا يفهم كل قارىء لهذه اللقطات الجنسية العارية من الأدب والحياء المكتظة أحداثها بنهم جنسي يبلغ حد الحيوانية الثائرة يفهم كل قارىء أنها مستوحاة من شريط تلفزي أو سمعي بصري من هذا القبيل… من خلال ما تشف عنه من دربة وقحة لا قيد لها. وهكذا أضحى بديهيا يتم هذا النص الأدبي وخروجه عن المألوف القابل للتطور بل إن مريدته تبغي الشهرة فتصطنع الحدث « المثير لردة فعل عاطفية مستلذة. » وفي ختام هذا البحث المتواضع أرجو أن أوقع على اعتذاراتي من بذاءة بعض هذه الفقرات كما ألتمس العفو عن بعض الطول في متابعة نصوص الرواية. ووضح أخيرا النشاز الركيك بين أشياء متباعدة في مستوى القص. – اللفظ الجميل – الرقراق – الرومنسية العذبة. – النقد الديني السافر الكاشف لرؤية لا دينية. – الإباحية المفرطة في التعامل مع اللذة الجسدية. – الرمزية المبهمة والتكرار الركيك أحيانا للمقاطع ومن موقع إنساني أدعو الكاتبة إلى استغلال ما وهبها الله تعالى من قدراتها لعلها تكون كافية لإنتاج أدب نملأ به أرواحنا النهمة وإلى إحقاق الحق وإرساء قواعد الحرية النزيهة الفاعلة المشروعة. أدعوها إلى التحرر من بوتقة الحجاب ومنزل الأصهار بالحي العتيق فالأحياء والبيوت تتراوح فيها الإيجابيات والسلبيات إلى عالم أفسح وأرحب أدعوها إلى محاكاة الطفل الفلسطيني الذي ينحت الثورة على دبابة – الميركابا– الإسرائلية أدعوها إلى التأمل في أوضاع الناس بكل بقاع الأرض أدعوها إلى حب يجمع المؤمنين في جمال الصورة المتكاملة بين كافة الأطراف كل يبسط يده لغيره بما يقدر لصنع الغد المشرق ولا ننسى أن حياتنا جميلة إذا أشرقت بنور ربها وطمأنينة اليوم مسلك لسعادة الغد وأذكرها بأن الدين لا يفهم من خلال الواقع فقط بل يدرك من خلال مراجعه الثابتة فتدرك الطمأنينة والسعادة في الدارين بعد التواضع والتسليم لأمر الله ورسوله (قل وأطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين …) سورة آل عمران الآية 32، (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) سورة آل عمران الآية 31. ولا غرابة أن أطفال ديرياسين بفلسطين 48 ينعمون بالجنان وأن أطفال القدس وغزة… ينعمون أيضا بمتعة التحدي … إن أقدامهم ثابتة وخطاهم واضحة وأقلامهم غير تائهة… والتيه والضياع والحزن على ما فات… يذوب لها القلب في عالمنا الإسلامي اليوم مثل ما ذاب بسقوط أجمل منارات الإسلام وتحدياته في الغرب بسقوط الأندلس ولمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إيمان وإسلام… والســـــلام « لعلهم يتفكرون » ســـالم رضي
عندما تقرر الدولة العظمى عقد المؤتمرات بين العرب ومايسمى بالدولة الإسرائلية فإن العرب تراهم يزحفون من كل حدب وصوب كغثاء السيل من أجل إعلان الولاء والبراء للولايات المتحدة الأمريكية و من اجل الحصول على صك الغفران الذي يبرئهم من تهمة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان والإستبداد والفساد وفي ذلك هم يتنافسون من أجل ضمان شهادة في حسن السيرة التي لا تقدم إلا لمن يتقن فن التنازل عن الحقوق العربيةبدء بحق العودة وتهويد القدس والإعتراف بيهودية دولة إسرائيل. إن إبتهاج العرب وهم يحزمون حقائبهم للحج إلى أنا بوليس وواشنطن تفوق بهجتهم وهم يحجون إلى مكة أما شعوبنا العربية المقهورة فتراقب الأحداث ولا تملك من قوة سوى بعض الإحتجاجات والمسيرات الباهته وحسرة في القلب تحت وطئة وطن تتمزق رقعته أمام محاكم إغتيال العقل , لقد حول محترفوا المتاجرة بالاوطان والأعراض وقتلة الحلم العربي وأعداء النهضة والتحرير والتنوير الوطن إلى مجرد خيبة أمل تحكمه سلالة تصلي بين حانات باريس و البيت الأبيض متسولة حفنة من الصدقات والإبتسمات والمجاملات تتحول بعد انفضاض المؤتمرات إلى ديون يسددها الشعب من أرضه. فقد بان بالكاشف أن بعد كل نهاية مؤتمر الهرولة والولولة يكتشف الشعب العربي أن حجم وطنه با ت صغيرا وينسى العرب أن على باب الوطن يقف طفل قد سقط شهيدا من نعشه مرددا لاتنسوا وطني الذي أحييته بدمي واحيوه أنتم من بعدي بدمائكم . سلمى بالحاج مبروك من تونس
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/11/27
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 348 مناضل وطني وكاتب في الشأن العربي والوطني
موقع تونس نيوز رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
في الصميم وضع النقاط على الحروف
الروح الوطنية وحبّ الوطن هو قاسم مشترك لكل التونسيين
أعود للحديث عن التعريف لمفهوم الوطنية وحبّ الوطن والتعلق بتونس وكل ذرة تراب من أرضها الجميلة الطيبة المباركة التي هي أرض الآباء والأجداد وأجداد الأجداد وكل تونسي من حدود ليبيا جنوبا إلى حدود الجزائر غربا وشمالا وشرقا البحر وايطاليا كل شبر من هذه الأارض الطيبة وكل ذرة من ترابها وكل شجرة في جبالها وغابتها وكل زيتونة في أرضها وكل نبات وزرع وثمار وأشجار وجمال طبيعي فهو رزق لكل التونسيين وثمرة لكل المواطنين وكنز لكل الكادحين وكل حبة على وجه الأرض فهي غذاء لكل تونسي وكل قطرة غيث تنزل من السماء فهي رزق الجميع وكل خيرات الأرض التونسية مورد عيش المواطنين. وخيرات البحر فهي متعة للجميع والنسيم النقي فهو مشاع للجميع والطقس الجميل فهو رحمة من رب العالمين لعباده في هذه الربوع وحرية الكلمة والتعبير من نعم الله لعباده وحرية الاختلاف في الرأي من طبيعة خلق الله أجمعين…وحب الوطن والشورى من مظاهر تقدم الإنسانية…وممارسة الديمقراطية من ثوابت تطور المجتمعات…وحرية الإجتماع من قيم المدنية والحضارة الإنسانية..والتداول على المسؤولية من مبادئ الحرية والمطالبة بالمساوات والعدل من القيم الإسلامية وتوزيع الثروة بأكثر عدل من منابع ديننا والتعليم وحق العلم والمعرفة ونور العلم واجب على كل مسلم ومسلمة في ديننا الإسلامي والعناية بالفقراء والمعوزين من ثوابت بيت المسلمين والعدل في كل مظاهر الحياة من مبادئ حكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والقصاص من الكبار عندما يظلمون الصغار من عدل عمر وقال في حكمة مشهورة متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا…وتذكير الحاكم بنقاط الضعف دعاء إليها أمير المؤمنين حيث قال أحبكم التي من أهداني عيوبي والمحافظة على أموال المجموعة من تنظيم أمير المؤمنين وعدم استغلال مليم واحد في غير محله من سلوك الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز حتى في استعمال شمعة في غير خدمة المسلمين وقصة شقيقيه يعرفها الجميع والعدل أساس العمران..وقصة نوم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين في المقبرة رواها رسول من الفرس الذي قال آمنت فعدلت فاطمئنت فنمت يا عمر. وأسلم رسول الفرس من شدة إعجابه بأمير المؤمنين الذي وجد نائما بالمقبرة…ولم يجده في قصره وحراسته….إذا بعد هذا التعريف الشامل لمفهوم الوطنية ومفهوم العدل في الإسلام إذا علمنا أن شعبنا متمسك بالوطنية بالمفهوم الواسع ومتشبع بالروح الدينية والإسلامية ومبادئ العدل ومسالم ومتطور ورصين ومتعلق بالحرية والكرامة فما هو المشكل إذا يا ترى..؟ وما هو الغموض وما هو نوع القلق والحيرة وما هو الخلاف إذا..؟ وما هو اللغز والسر إذا فهم كل مواطن دوره وما هي الإشكالية إذا فهم كل مواطن دوره وما هي نقطة الخلاف إذا أعطينا حق المواطنة وحق الحرية وحق التعبير….وحق الإجتماع…وحق الصحافة وحق الاختلاف وحق ممارسة العمل السياسي : الثقافي والجمعياتي والديني في إطار ميثاق وطني نتفق عليه بالإجماع دون احتكار أو وصاية أو قرار فوقي : أو موقف فردي…أو رأي منعزل أو احتكار شخصي فهل بعد هذا التعريف الوطني إشكالية لنحرم مواطن من الشغل لمجرد رأي او انتماء سياسي أو نشاط حزبي أو نحرم مجموعة من التعبير أو ننعت أحدهم بانه أًصبح معارض إذا كتب في صحيفة أو أدلى بحديث في تلفزة أو نشر مقالا في موقع الانترنات أو قال كلمة ربما لا تتماشى مع رأي المسؤول فيصبح هذا الشخص معارض وفي قلبه مرض ومشاكس أو مشوّش…ونحكم عليه بانه غير وطني فهل الوطنية لها مقاييس خاصة والمعرف الوحيد هو الذي قاله بوش في شأن المسلم الطيب والمسلم الشرير وهذا التعريف في مفهوم بوش المسلم الذي معنا فهو طيب والمسلم الذي ضد ظلمنا واحتلالنا ومصّ ثروتنا واحتلال أرضنا واغتصابها بالقوة فهو مسلم شرير هذا ما قاله وصرح به وحلله المحامي الامريكي الجنسية اليهودي الأصل الأستاذ كوهين في حديثه يوم الأربعاء 2007/11/21 في قناة الجزيرة ببرنامج بلا حدود للصحفي أحمد منصور والذي نشرته جريدة الصباح الأسبوعي يوم 2007/11/26 مشكورة كوهين تكلم وكأنه عربي مسلم ودافع على فلسطين وحركة حماس ومع الأسف هناك فرق بين حرية كوهين وحرية البراهين….لأن كوهين ولد حرّ وعاش حرّولا يخاف بطش بوش وظلمه ..ونرجو الكف عن اتهامات بعضنا في الوطنية ونحن شعب صغير يمثل صفر فاصل 7 في 100 من سكان الصين وهم أقل حدة وخلافات منا. قال الله تعالى : » وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » صدق الله العظيم.
محمد العروسي – كاتب في الشأن العربي والوطني
22022354
ميزانية رئاسة الدولة في تونس
تونس – واس – صادق مجلس النواب التونسي على مشروع ميزانية رئاسة الجمهورية للسنة القادمة في إطار مداولاته حول مشروع ميزانية الدولة لسنة 2008 . ووفق المعطيات التي قدمت خلال جلسة مناقشة حضرها رئيس الوزراء محمد الغنوشي والمستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية عبد العزيز بن ضياء فإن نفقات رئاسة الجمهورية لسنة 2008 ضبطت في حدود61 مليون و395 ألف دينار تونسي نحو184 مليون ريال سعودي مقابل 56 مليون و365 ألف دينار عام 2007 . وخلال المداخلات جدد النواب دعوتهم للرئيس التونسي زين العابدين بن علي للترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 لمواصلة مسيرة البلاد على درب التنمية والإزدهار. ونظر المجلس في جلسات أخرى في ميزانية رئاسة الحكومة للعام القادم التى حددت بـ 126 مليون و886 ألف دينار مقابل 118 مليون و950 ألف دينار عام 2007 بزيادة نسبتها 7 ر6 بالمائة .. أما ميزانية وزارة الدفاع فقد ضبطت في حدود 669 مليون و136 ألف دينار مقابل 612 مليون و33 ألف دينار العام الحالي. وبالنسبة لميزانية وزارة الداخلية فقد طرأت عليها زيادة بنسبة 8 ر10 بالمائة عن العام الحالي حيث بلغت 951 مليون و215 ألف دينار. وناقش النواب الميزانية العائدة لمجلسهم التى حددت بـ 15 مليون و467 ألف دينار. يشار إلى أن حجم ميزانية تونس للعام القادم تفوق 15 مليار دينار أي مايقاربـ 45 مليار ريال سعودي . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 27 نوفمبر 2007)
المـداولات النيابيـة حـول مشروع ميزانية الدولـة لسنة 2008: النقاش العـام حـول بيـان الحكومة
النواب :حقوق الإنسان في تونس… صنـدوق الدعم… ارتفاع أسعار الطاقة
باردو الصباح: تواصلت صباح أمس بمجلس النواب مداولات ميزانية الدولة لسنة 2008 وأثار النواب جملة من المسائل المتعلقة خاصة بالتعددية السياسية وحقوق الإنسان في تونس وبارتفاع أسعار الطاقة والإشكاليات التي يواجهها صندوق الدعم. بين النائب عبد الرزاق ضية (من التجمع) أن عقلية الشعب تغيرت لكن لم نبلغ في تونس سدّة المنتهى وذكر أن تونس هي منشأ للمبادرات الإنسانية العالمية وأن سجل حقوق الإنسان يمكن أن يقدم دليلا على أن حقوق الإنسان ليست شعارات فضفاضة.. وذكر أن هناك من يصرّ على التغريد خارج السرب وهو نشاز يرفضه التجمع وأحزاب المعارضة على حد سواء.. ودعا للحد من التلوث السياسي وبين لا يوجد لمساجين سياسيين في تونس وقال « عن أي تنقية للمناخ السياسي يتحدثون؟ » فتونس منشغلة بتعزيز أمنها وسلامها وهي ليست في حاجة لأن تتخاصم مع أحد.. وقال النائب حفيظ الرحموني (من التجمع) إن مشروع ميزانية الدولة يعكس الاهتمام المتواصل بالتنمية البشرية ودفع التشغيل بتنشيط الآليات الموجودة.. وثمن التخفيض في سن الانتخاب إلى عشرين سنة.. وذكر النائب عيسى الطهاري (من التجمع) أن ظاهرة الشيخوخة والارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات والمنافسة الشرسة التي تواجهها البضائع الوطنية تقتضي واجب معاضدة رئيس الجمهورية والحكومة وتفادي التبذير وذلك بترشيد استهلاك الماء والطاقة والموارد الطبيعية. وقال نعم لوجود صندوق الدعم لكن حان الوقت لتوجيهه تدريجيا للفئات ذات الدخل المحدود.. ودعا لبسط مكونات صندوق التعويض وواقعه الحالي وتمويلاته في استشارة وطنية موسعة. وذكر النائب المنصف البلطي (من التجمع) أن النظام الجمهوري ينبني على الديمقراطية وأن في الاختلاف رحمة لكن الاختلاف يجب أن يكون في صالح تونس. وقال: لولا الحكم الرشيد.. كيف يمكن لبلد مثل تونس بإمكانيات مادية محدودة أن يحقق نجاحات مشرفة في جل الميادين ».. وتحدث عن الجمعيات وقال إنها تساهم في التنمية والتشغيل وتعمل على تقديم قروض صغرى لمساعدة المواطنين على إنشاء مشاريع وعلى التعويل على الذات.. ولكن مع هذا الكم الهائل من الجمعيات فهناك جمعيات أخرى ترى أنه يجب أن تكون في معارضة دائمة ومواجهة مستمرة مع الحكومة وأن مواقف هذه الجمعيات تبين أنها حافظت فقط على اسمها ولكن ليس لها برامج. تقلبات عالمية ومناخية ذكر النائب محمد العويني (من التجمع) أن الصعوبات التي تواجهها تونس ليست ناجمة عن سوء اختيار بل هي نتيجة تقلبات عالمية ومناخية.. وبين أن هناك من تحدث عن هيمنة الحزب الواحد وهو خطأ لأن حرية التعبير مكفولة للجميع كما أن التجمع هو حزب الأغلبية وليس من باب الصدفة أن يكون حزب أغلبية.. ولاحظ أن أحزاب المعارضة مدعوة للتخلص من الرواسب. وتحدث عن الذين يسيئون إلى تونس قال إنه ليس من حقهم أن ينصّبوا أنفسهم على الغير أو الإساءة إلى الوطن. وبين النائب صالح الطبرقي (من التجمع) أن ارتفاع أسعار المحروقات والحبوب والزيوت النباتية سيكون له تداعيات على المشاريع الكبرى لسنة 2008 نظرا لأن نفقات صندوق الدعم سترتفع أربع مرات وهو ما يدعو لترشيد نفقات الصندوق. وتحدث عن قضية رابطة حقوق الإنسان واعتبر الخلافات الموجودة فيها داخلية.. وقال » كانت الأحزاب المعارضة حاضرة في المشهد السياسي منذ سنة 1988 وقد ساهمت في طرح تصورتها في عديد المنابر وخلال الاستشارات الوطنية وهو تأكيد على أن التعددية مسار لا يتوقف ». وأضاف أنه لا يوجد مساجين سياسيون في تونس وإنما سجناء حق عام.. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 نوفمبر 2007)
الوزير الأوّل:
** لا وجود لخطوط حمراء في الإعلام باستثناء المسّ من قيم المجتمع وأعراض الناس
** إدخال تعديلات محدودة على أسعار الطاقة إذا اقتضى الأمر مع مراعاة وضع الطبقات ذات الدخل المحدود ** تصويب سياسة الدعم لتوجيهه إلى مستحقيه… ** نحو مراجعة قانون الإفلاس
تونس – الصباح: بعد نقاش النواب للتقرير العام لميزانية الدولة لسنة 2008 الذي دام نحو سبع ساعات وعشر دقائق ألقى السيد محمد الغنوشي الوزير الأول صباح أمس كلمة بين فيها أنه رغم صعوبات الظرف الاقتصادي العالمي.. فقد تمكنت تونس من تحقيق عديد المكاسب.. حيث واكب النمو الاقتصادي تحسنا متواصلا للمقدرة الشرائية للمواطن وتحسنا في ظروف العيش وهو ما يبرزه المسح الوطني لإنفاق الأسر إذ ارتفع المعدل العام للإنفاق العائلي بأكثر من 3 بالمائة وواكب ذلك تغيرا في نوعية الإنفاق بتقلص نسبة الإنفاق في التغذية وتطورها في استعمال وسائل النقل والاتصالات.. كما توسعت الطبقة الوسطى التي بلغت أكثر من 81 بالمائة. وتحدث الوزير الأول عن تطور نسبة التغطية الاجتماعية وتحسن مؤشرات التعليم والتربية والصحة والدخل.. وتعد تونس على حد قوله من بين البلدان العشرة الأوائل التي تسجل ارتفاعا في مؤشر التنمية البشرية. وذكر الوزير الأول أن نسبة الأجور تحسنت كما ارتفعت الإعتمادات المخصصة لصندوق التعويض من 315 إلى 600 مليون دينار وارتفع دعم التحويلات الاجتماعية لفائدة الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية وتحسنت الجباية بعد إقرار علمية الإصلاح الجبائي. وقال : « نتطلع لمساهمة المجتمع المدني في مجهود الإصلاح الجبائي ». وقدم الوزير الأول عدة مؤشرات تبين تحسن المناخ الاجتماعي منها انخفاض عدد الإضرابات وانخفاض في عدد العمال المشاركين في الإضرابات. وذكر أن الظروف العالمية تزداد صعوبة وتعقيدا نتيجة المنافسة لكن تونس تتخذ الإجراءات في الإبان وأكد على حرص تونس التام على الحد من تداعيات هذه التطورات وعلى مواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال عديد البرامج. ويتمثل أولها في التحكم في استهلاك الطاقة وقد مكّن البرنامج من اقتصاد حوالي 700 ألف طن من المحروقات أي 5 بالمائة سنويا وتبلغ الإعتمادات المخصصة للطاقة خلال ميزانية سنة 2007 نحو 400 مليون دينار ويفترض أن يكون السعر المرجعي للبرميل الواحد 80 دولارا وبين أن كل زيادة بدولار واحد ينجر عنها زيادة في النفقات بنحو 28 مليون دينار في ميزانية الدولة. وقال: إن الحكومة هي بصدد إعداد خطة جديدة للاقتصاد في الطاقة وذلك بتوسيع القيام بكشوفات طاقية إجبارية والتشدد في اختيار نوعية التجهيزات المستعملة للطاقة وتكثيف علميات استكشاف البترول وحفر الآبار كما تشمل الخطة النهوض بالطاقات البديلة والمجددة وإدخال تعديلات محدودة على الأسعار إذا اقتضى الأمر ذلك على أن تراعي وضع الطبقات ذات الدخل المحدود. المواد الأساسية لدى حديثه عن المواد الأساسية بين الوزير الأول أنه تم تنفيذ خطة متكاملة للنهوض بإنتاج الألبان والحبوب بدعم البذور الممتازة والحد من تشتت الملكية ومساعدة الفلاحين على اعتماد طرق التصرف الناجع في المقاسم الفلاحية. وقال « سجلنا بارتياح تجاوب الفلاحين مع هذه التوجهات وحرصهم على كسب رهان إنتاج الحبوب لكي يغطي الإنتاج كامل الحاجيات من القمح الصلب والشعير لكن هناك فرق بين أسعار الإنتاج وآفاق أسعار التوريد بالنسبة للقمح اللين والزيوت النباتية وهو ما يفترض تدخل مكثف لصندوق التعويض ». وتحدث الوزير عن النية في تصويب سياسة الدعم لتوجيهه إلى مستحقيه ولكي لا يتجاوز 700 مليون دينار وهو الحد الأقصى الذي يتعين عدم تجاوزه لتفادي الانعكاسات السلبية على المسيرة التنموية للبلاد وبين أنه تم الشروع في إدخال إصلاحات على صندوق التعويض مع مراعاة المقدرة الشرائية للمواطنين. وذكر أنه تم تسجيل استعداد الفلاحين لتطوير تربية الماشية وبين أن إنتاج الحليب ارتفع بخمسة بالمائة مقارنة بإنتاج السنة الماضية وقد تم ضبط خطة لتطعيم الإنتاج بثمانية آلاف من الأراخي في السنة.. وبين أنه في ضوء ارتفاع أسعار المحروقات واشتداد المنافسة الخارجية يجب بذل مزيد من الجهد للمحافظة على المنتوجات التونسية في السوق الداخلية والخارجية.. وبخصوص محيط الأعمال فهناك توجه لمواصلة تحسين البنية الأساسية بتخصيص إعتمادات هامة لشبكة الطرقات وتوسيع السعة العالية للانترنيت إضافة إلى تحسين التشغيل والتكثيف في الشعب ذات التشغيلية العالية مثل الإعلامية واللغات التطبيقية.. وتحدث الوزير عن تطوير الإطار التشريعي والترتيبي والمؤسساتي وعن مراجعة قانون الإفلاس وعن دعم الاحاطة بالمؤسسة لتقديم الخدمات بالجودة المطلوبة وتوفير المعلومة المحيّنة وقال إنه تم القيام بنحو 34 دراسة محينة حول بعض القطاعات وآفاقها. وبين الوزير أن النقطة الموالية التي سيتم التركيز عليها هي تحسين المؤسسة وذلك بدعم الشراكة بين المؤسسات التونسية والأجنبية وتيسير نفاذ السلع التونسية نحو الأسواق الخارجية. وذكر أن هناك 800 مؤسسة تمتعت بدعم النفاذ نحو الأسواق الخارجية و2700 مؤسسة قامت ببرامج تأهيل وبين الوزير الأول أن المسيرة التنموية متواصلة ويبرز ذلك من خلال الحرص على النهوض بالتشغيل وطنيا وجهويا. ولاحظ أن نسبة البطالة انخفضت بنقطتين مقارنة بسنة 2004 وأن فترة الانتظار لا تتجاوز سنة واحدة لنحو 65 بالمائة من طالبي الشغل ولا تتجاوز سنتين بالنسبة لنحو 85 بالمائة من طالبي الشغل. ورغم هذا التحسن بين أنه لا بد من تمكين خريجي منظومة التكوين المهني والتشغيل من الاندراج السريع في سوق الشغل. وتحدث الوزير عن تعميم المحاضن ومراكز الأعمال ودعم مؤسسات البحث العملي وعن إحداث وكالة وطنية للبحث العلمي وبين أنه تم الشروع في انجاز دراسة معمقة حول هذه الجوانب وقد بلغت مرحلة متقدمة وبين أنه بالاعتماد على هذه الدراسة سيتم تنظيم استشارة وطنية للتعمق فيها قصد التكثيف من إحداث مواطن الشغل في مختلف القطاعات. وبين أن انجاز المشاريع الكبرى لا يقتصر على إقليم تونس والأقاليم الساحلية بل سيشمل ولايات داخلية وهي القصرين القيروان و باجة وسليانة والكاف وستساهم في إحداث آلاف مواطن الشغل. ولدى حديثه عن المشهد السياسي لاحظ أنه يعرف تطورا من سنة إلى أخرى وبين أن مجلس النواب يعتبر خير فضاء للحوار بين الحكومة والأحزاب لأن المجلس يضم ممثلين عن خمسة أحزاب سياسية. وذكر أن هناك إقرار بتطور المشهد الإعلامي وليس هناك خطوط حمراء في الإعلام باستثناء المسّ من قيم المجتمع والمس من أعراض الناس وذكر أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعتبر مكسبا وطنيا وعبّر عن الأسف للنزاعات الموجودة فيها وعن أمله في أن يتوصل طرفا النزاع إلى وفاق يرضي جميع الأطراف. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 نوفمبر 2007)
إلغاء مسابقات قرطاج المسرحي يثير جدلا بين المثقفين
تنطلق الدورة الـ13 من مهرجان قرطاج هذا العام يوم الجمعة المقبل وسط جدل متزايد بالأوساط الثقافية بتونس بسبب قرار المنظمين إلغاء كل المسابقات ليقتصر المهرجان على عرض أبرز الأعمال المسرحية وتنظيم لقاءات بين المسرحيين وتكريم مبدعين من أبرزهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، بحسب وكالة رويترز للأنباء. ويبدأ المهرجان بعرض مسرحية (شوكولا) من سوريا ويستمر حتى الثامن من ديسمبر/ كانون الأول المقبل بحضور مئات المسرحيين من 16 بلدا أفريقيا وأسيويا وأوروبيا. كما يعرض 63 عملا مسرحيا من 16 بلدا، وسيكرم المهرجان مسرح الكفاح من العراق وفلسطين ولبنان وسوريا. ويرى منتقدون في إلغاء المسابقات أحد أبرز التظاهرات المسرحية بالعالم العربي وأفريقيا حياد عن المسار التاريخي للمهرجان الذي يعقد كل عامين بالتناوب مع قرطاج السينمائي. وتميز المهرجان في السابق بالتنافس بعدة أقسام إضافة للجائزة الكبرى لأفضل عمل مسرحي. من جهته برر مدير المهرجان محمد إدريس القرار بأنه احتفاء بالبعد الفني للعروض، واصفا هذه المسابقات بأنه عبارة عن « سباق خيول لا جدوى منه ». ورغم أن قرار سحب المسابقة اتخذ بالدورة الماضية فإن الجدل أثير بشكل حاد هذا العام بسبب ما وصف بغياب التشويق والإثارة، وتراجع الطابع الاحتفالي للمهرجان بالدورة الـ12. كما انتقده بشدة المسرحي التونسي المنصف السويسي واعتبره « تفقيرا » لمهرجان طالما تميز وتفرد على المستوى الدولي. وقال إن وجود المسابقة ضمن المهرجان في السابق لم يكن اعتباطيا بل كان نتيجة تفكير جماعي للجنة الوطنية للمسرح. ورأى أن المسابقة أضفت أجواء الاحتفال على الحدث عبر استقطاب الجمهور والمتابعين والمتشوقين لمعرفة الأعمال المتوجة. من جهته اعتبر المخرج المسرحي منير العراقي أن حذف المسابقة يجعل أيام المهرجان « باهتة وبلا بريق ». وقال إن الجوائز تشريف وتكريم لمنتجي العمل، وفرصة لبروز المسرحيات المتميزة ولفت انتباه النقاد. نكهة المهرجان وتساءل المخرج السينمائي حمادي المزي عما تبقى من « نكهة المهرجان بحذف المسابقة الرسمية » قائلا « كيف يمكن للفنان أن يترجم ويجسد محصوله الفكري والجمالي إذا لم تكن هناك منافسة مع تجارب أخرى ». لكن احتجاب المسابقات لم يكن أمرا كارثيا بالنسبة لآخرين اعتبروا أن الإقناع واللقاءات المثمرة بين المثقفين أهم بكثير من الجوائز. ويقول الممثل المسرحي جعفر القاسمي « أنا شخصيا مع حذف المسابقة لأن تتويج الأعمال عادة ما يفتقر للموضوعية في مهرجانات عربية ». ورأى أن المهرجان المسرحي فرصة لاكتشاف الأعمال الجديدة والمواهب، ومناسبة للقاء والنقاش. وعلى صعيد الفعاليات اختار مدير المهرجان أن يكرم عددا من المسرحيين من تونس وخارجها من بينهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش في دورة خالية من المسابقات. كما رتب المنظمون لقاءات موسيقية وأمسيات شعرية لإضفاء صبغة احتفالية على الحدث. ومن الأعمال التي ينتظر أن تستقطب الانتباه خلال الدورة الحالية (حظر تجوال)، (حلم في بغداد) من العراق، (النشيد) من لبنان، (كلام سري) من مصر، (توقف) من ليبيا، (لغة الأمهات) من الجزائر، (خمسون) من تونس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 نوفمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
الشاعر التونسي خالد النجار مترجماً وناشراً …
الحياة الشخصية بصفتها مشروعاً جمالياً
فاروق يوسف كما لو أنه يصنعها بيديه، نسخة نسخة، تلك الكتب التي يقدمها بتواضع. التونسي خالد النجار لا يحضر هذه المرة بصفته شاعراً بل باعتباره مترجماً وناشراً، وما بين هاتين الصفتين تمتد حساسية جمالية نادرة جعلت من صناعة الكـــتاب نوعاً من الخلق والانبهار بما ينتجه ذلك الخلق من كائنات لامعة. يعيدنا النجار في الحقيقة إلى زمن الوراقيـــن الذهبي، ذلك أن كتبه، مع أنها من تأليف الآخرين، بقدر تقشفها وتعففها عن أية زينة ممكنة أو مشاعة لا تخفي أناقة إعجازية، هي أناقة البساطة التي لا يمكن أن تجارى بيسر. واضح أنه يختار بنفسه ورقها، زنة ونوعاً ولوناً، وواضح أيضاً أن النجار يضرب حروفها بيديه بحساسية شاعر إزاء الكلمة، غير أن الأكثر وضوحاً في تأثيرها في القارئ تلك الرهافة السحرية في اختيار الكتب التي هي مادة خيانة ضرورية ومهندسة اسمها الترجمة. «سلسلة المتون» الصادرة عن دار التوباد، هي سلسلة النجار والدار هي داره. غير أن هناك زهداً واضحاً في التعريف والإشارة يكشف عن امتزاج النجار بأفعاله، بحيث يقدم الفعل نفسه بنفسه، كما لو أنه يحدث بفعل معجزة طبيعية. حتى الآن أصدر النجار من سلسلته تلك خمسة كتب، هي أشبه بتلك الكتب التي تصدرها المحترفات الفنية بنسخ مرقمة. غير أن تقنية الخيال التي أتبعها النجار في اختياراته تجعلنا نشعر أن شكل الكتاب هو الناتج الطبيعي للنوع الأدبي الذي تنتمي إليه تلك الكتب. فهي ليست من الكتب التي يمكن أن يعثر عليها المرء في ثقافتنا العربية. وهي على العموم ليست كثيرة في ثقافات الآخرين، غير أنهم يعرفونها منذ زمن طويل. كتب أساسية وضرورية لكنها لا تنتمي إلى المركز الثقافي، لا لشيء إلا لأن كتابها قرروا عدم الانجرار وراء الأنواع الأدبية التي ينتجها ذلك المركز من شعر وقصة ورواية ومسرحية ونقد أدبي ونظريات. لنستعد هنا أسماء أولئك المؤلفين: إيف مزيار في كتابيه «ذهب الثور» و «تريستان وايزولت» وآلان نادو «الخطاط» جان ماري لوكليزو في «ثلاث مدن مقدسة»، هنري ميلر في «اعترافات في الثمانين». لقد أتيح لي أن أقرأ كتابي لوكليزو وميلر، وكلاهما ينتمي إلى كتاب السيرة غير المتاحة، حيث الحياة التي تبقي الأبواب مشرعة بين داخل مكتظ بأسئلته وبين خارج يعج بوقائعه. ضمن الآخر مـــشروع ذهابه إلى النادر والمقدس والملغز من خلال ذهابه بعيداً إلى ثقافـــات الأقـــوام التي لا تزال تعيش بداهـــتها الجـــمالية، حيث الصلة باللامرئي هي لازمة عيش يومي. أما الثاني فهو ابن بروكلين الذي أدار ظهره لأميركا كلها ليخـــترع قارة مــوازية اسمها يشبه اسمه، فهي المرآة التي يعلق بها غبار قدميه اللتين تخترعان فكرة عن السفر وهما نائمـــتان. حـــرص النجار إذاً أن يفتح نافذة لم يفـــتحها أحد من قبل حين خص نوعاً أدبياً منفياً ومشرداً وغامضاً باهتمامه المطلق، من طريقه يسعى إلى طرح مشروعه التنويري: هناك مساحة في الأدب لم نذهب إليها، هي الفضاء الذي يحتضن ما يمكن أن نسميه الأدب الشخصي. وكما أرى، فإن أهمية هذا المشروع تكمن في أنه يحضر للتعريف (من غير أن يعلن ذلك) بفكرة جوهرية من أفكار ما بعد الحداثة: الحياة الشخصية بصفتها مشروعاً جمالياً. لقد كتب ميلر خمسين كتاباً، تدور كلها حول محور واحد: فن العيش كما أنتجته تجربته الشخصية. ومع ذلك، فإن من يقرأ اعترافاته وهو الذي بلغ الثمانين يومها والتي كتبها الكاتب والناشر الفرنسي كريستان دي بارتيا سيكتشف أن الرجل لم يقل كل شيء. أما لوكليزو (الفرنسي المولود عام 1940 والمتزوج من امرأة من المغرب) فلم يكتب سوى نصوص هي أشبه بالمدونات عن الشعوب التي زارها وعاش حياتها في أفريقيا وأميركا اللاتينية. حتى في دراسته الأكاديمية لم تخن فان لوكليزو حساسيته الفذة حين توجه إلى الشاعر الفرنسي هنري ميشو نموذجاً لأدب لا تمكن كتابته إلا من طريق خيانة الغرب. بعد كل الذي عرفناه عن هذين الكاتبين في أوقات سابقة (حيث ترجمت «صحراء» لوكليزو وعدد من كتب ميلر إلى العربية) يأتي النجار ليقول عن ضرورتهما ما لم يقله مترجم آخر. ذلك أنه يضعهما في المكان اللامع الذي يؤسس لرؤية جديدة إلى الأدب. وهو في ذلك إنما يشير إلى فتنة جمال، تمتزج اللغة النقية بالبداهة غير المدجنة لتقولها ولتصنع منها عجينة هي مادة لفعل الخلق الذي يسترسل في ارتجاله الإيقاعي. يقول لوكليزو: «كان الطقس شديد الحرارة، وكان علي أن أقطع مسافات طويلة عاري القدمين، كان لزاماً علي اكتساب صلابة. ومن ذلك الوقت، من تلك اللحظة التي لامست فيها قدماي العالم المكسيكي كففت عن أكون مجرد مثقف ذهني». وهذا بالضبط ما شعرته يوم زرت المدن السومرية الراقدة تحت الأرض منذ آلاف الــسنين جنوب العراق. كان هناك نداء خفي يحضني على عدم الاستسلام ليسر التأويل وأنا أمسك بيدي الأختام الأسطوانية والرقم الطينية والدمى الصغيرة. فكل تلك الأشياء التي هي في غاية الجمال لم تكن إلا تقنيات عيش يومي عند حافات الرؤيا. كانت هناك دائماً شعوب تعيش حياتها بطريقة نخبوية. لقد ظل الجمال حتى عصر الإغريق فعل جمال يومياً. وهي الفكرة التي يمجدها ميلر في كتابه «عملاق ماروسي» حين التقى صديقه لورنس داريل في اليونان. بطريقة أو بأخرى يحاول خالد النجار في سلسلته أن يعيدنا إلى عصر النخبة الواسعة تلك. يقول لنا: الجمال متاح. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 نوفمبر 2007)
عُرضت فيهما دراسات مغاربية… مؤتمران فرنسيان عن الطب الشرعي ناقشا الانتحار ودوافعه وأساليبه
محمد خليل رضا استضافت فرنسا في الآونة الأخيرة مؤتمرين دوليين عن الطب الشرعي وعلم الجريمة والضحية والأذى الجسماني والقانون الطبي. عقد أولهما في في «مركز المؤتمرات» في مدينة سانت اتيان، وهو المؤتمر الخامس والأربعون لـ «الجمعية الفرنسية للطب الشرعي»، وترأسه البروفيسور ميشال دوبو الذي يشغل كذلك رئيس معهد الطب الشرعي في مدينة سانت اتيان. وعُقد المؤتمر الثاني في كلية طب جامعة كلود برنارد في ليون برئاسة البروفسور دانيال ماليسييه. تطرق المؤتمران الى الطب الشرعي والعنف والإهمال عند كبار السن، والعنف الزوجي، والعنف الجنسي عند القاصرين داخل العائلة، والعنف عند الأطفال والعنف في الأماكن العامة، والانتحار عند كبار السن، وعند المرضى النفسانيين وكذلك عند المراهقين والأطفال. كما تطرقا الى التقنيات الجديدة في الطب الشرعي، وخصوصاً لجهة استخدام التصوير الصوتي في تشخيص الاعتداءات الجسدية المختلفة. وعُرضـت حال نادرة جداً لإطلاق نار متتابع (طلقتين بفاصل زمني قصير) بهدف الانتحار عند رجل في العقد السادس، وكذلك حال انتحار بطريقة غير مألوفة، حيث وضعت المنتحرة نفسها في ثلاجة منزلية، مع غطاء على الساقين، وحبست نفسها لتقضي برداً. وقُدّمت دراسة تونسية موسّعة عن ظاهرة انتحار الأطفال والمراهقين، شملت معطيات منها: الجنـــس، العـمر، المصدر، المستوى، والسوابق النفسانية، إضافة الى آليات الانتحار. وبيّنت أن الآلية الأكثر شيوعاً كانت الشنق، وتلاها الغرق الانتحاري ثم التسمم الدوائي باستعمال مبيدات الحشرات والقوارض. وجاءت 55 في المئة من الحالات من الريف، ووجدت سوابق أمراض نفسانية معروفة عند 22 في المئة منهم. ونوقشت حالات الانتحار لكبار السن في شمال تونس، والاعتداءات الجنسية في منطقة صفاقس التونسية. وتطرقت إحدى الدراسات الى العنف الجنسي على أشخاص بالغين في دراسة مغربية من معهد الطب الشرعي في المستشفى الجامعي «ابن رشد» في الدار البيضاء بالمغرب. وكذلك نوقشت حالات الانتحار عند الأشخاص الذين يعانون انفصام الشخصية وحالات الانتحار في السجون وفي أماكن العمل. واعتبر البعض أن الظاهرة الأخيرة تمثّل نوعاً من المرض «المهني»، ولا تندرج ضمن حوادث العمل. وتطرق المشاركون الى المظاهر الطبية الشرعية في مرضى الإيدز من المساجين، عبر دراسة من معهد الطب الشرعي في المستشفى الجامعي لجامعة الجزائر. وتناولت دراسة مغربية العنف الزوجي وحال «الشدّة النفسية لما بعد الصدمة»، أي «بوست تروماتيك سترس ديزوردر» Post Traumatic Stress Disorder، التي تشتهر باسمها المختصر «بي تي اس دي» PTSD. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 نوفمبر 2007)
إصدارات فكرية
الحرية أو الطوفان دراسة موضوعية للخطاب السياسي الشرعي ومراحله التاريخية
من تأليف: د. حاكم المطيري (2003) الرابط: http://www.4shared.com/file/13513050/aed77bde/DrHakem.html
قبل انطلاق أيّام قرطاج المسرحية الممثّل والمخرج المسرحي كمال العلاوي لـ «الشعب»: المسرح التونسي اليوم يفتقد لسمة الاختلاف…
أجرى الحوار: ناجي الخشناوي بدأت رحلته منذ ربع قرن تقريبا، إذ انضمّ إلى فرقة الكاف كممثّل سنة 1973 عندما كان يدير الفرقة آنذاك المنصف السويسي، وقد ترك الممثل كمال العلاوي بصماته في تلك الفترة من خلال مسرحيات «الحلاّج» و «الأخيار» و «ثورة الزنج» و «عطشان يا صبايا» ليصير سنة 1976 مديرا لذات الفرقة كمخرج مسرحي فتناسلت أعماله مثل «هذا فاوست آخر»، «إلكترا الجديدة»، «المحارب البربري»، «سياسات الفضلات»، «حديقة الحيوان»، «أبو الأمين الخليع» ثمّ فاز بستّ جوائز سنة 1982 مع فرقة سوسة لمّا أخرج مسرحيّة «قمرية» وبعدها انتقل إلى صفاقس مديرا لفرقتها المسرحية سنة 1983 فأخرج مسرحية «امرؤ القيس في باريس» ونال أربع جوائز عن مسرحية «أم كوارج في الحروب الصليبية». سنة 1985 أخرج «المنفي» بالمسرح الوطني وسنة 1986 أخرج «عرس الذيب» مع فرقة الكاف مجدّدا ثمّ انتقل إلى إدارة فرقة المهدية سنة 1987 وأخرج آنذاك «الحصّالة» و «المعصرة» و «أرصفة» ليعود مديرا للمركز الثقافي بسوسة، كما أخرج عدّة مسرحيات بجمعيات الهواية في صفاقس والجم وأكودة وحمام سوسة والقلعة الكبرى وتونس وفوشانة وعمل بعدّة شركات انتاج خاصّة. له مشاركات عديدة كممثل في التلفزيون وفي رصيده الفنّي بعض الأشرطة التلفزية كما كتب عدّة سيناريوهات سينمائية. عمل كمال العلاوي في عدّة برامج بإذاعة المنستير وهو الآن صاحب برنامج «حديث الرّكح» بإذاعة تونس الثقافية، ومازال مستمرًّا في كتابة نصوصه النقدية في مجالي المسرح والسينما على أعمدة الصحف والدوريات المختصة. مؤخّرا، وبعد مسيرة الترحال والترحّل من ركح لآخر ومن فرقة لأخرى، وبعد ربع قرن من التمثيل والاخراج والنّقد والكتابة وجد كمال العلاوي نفسه أمام إرثٍ كبير ومسيرة طويلة من الغُبن أن تأكلها الرفوف والأغبرة فقام بإخراج مسرحية «حرف الياجور» ليقف من خلالها على تجربته واسهاماتها ويطرح من خلالها سؤاله الوجودي ماذا قدّمت؟ وهل مازال في جرابي ما أضيف؟ عن هذه المسرحية وعن مسيرته… عن المسرح التونسي وأعلامه… عن جمهور الرّكح والاعلام… كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ كمال العلاوي الذي نخصّ به قرّاء «الشعب». ** أستاذ كمال، هل نبدأ حوارنا هذا من حلق الوادي وتحديدا من أوّل عرض لآخر عمل مسرحي أنجزته مع شركة «تعابير» للانتاج والتوزيع؟ ـ مسرحية «حرف الياجور» أعتبرها تمثّل منعرجا حاسما في مسيرتي المسرحية، مسيرتي فيها ما يقارب السبعين عملا مسرحيا كمخرج إلى جانب الكتابات والأداء التمثيلي. بعد هذه التجربة الطويلة، وجدت أنّه من واجبي أن أطرح السؤال الوجودي على نفسي، هل بإمكاني أن أتجدّد وأضيف أو أبقى حيث وصلت. كان عليّ أن أتموقع في الرّآهن ومع الأجيال القادمة باعتباري جزءا من المشهد المسرحي عموما من حيث متابعتي لِـمَا يُنتج باستمرار أو من حيث برنامجي الإذاعي «حديث الرّكح». نص «حرف الياجور» أخذه المنصف بن نصر عن كاتب صيني محرز على جائزة نوبل سنة 2000 فأوحى لي بدراماتورجيا تتناول جانبا كبيرا من حياتي الخاصّة من حيث علاقتي بالمسرح والمسرحيين ومن خلال مواجهتي الدائمة لكل متطفّل على الميدان المسرحي وكذلك موقفي من الجمهور المسرحي وكذلك انعكاسات المسرح على حياتي الخاصّة واستنتاج نهائي هل الفنّان يبقى دائما وأبدا رهين اعتراف النّاس أو عدمه؟ هل أموت بعد هذه السن المتقدّمة ويكون مصيري النّسيان… تساؤلات عديدة تفاعلت في داخلي، فجرّتني فحاولت بدوري أن أفجّرها فوق الرّكح… الرّكح الذي لم أقف فوقه منذ 22 سنة كاملة. ** إذن يمكن لنا أن نقول أنّ مسرحيّة «حرف الياجور» بمثابة سيرة ذاتية ووصيّة في ذات الوقت؟ ـ أعتبر هذا العمل تكريمًا حارا للمسرحيين الذين تناسوهم أو هم الآن أحياء أموات، فيكفي أن نرى صور عبد اللطيف الحمروني ونورالدين عزيزة وعمر الخلفي وغيرهم لنتأكّد من قوّة تأثيرهم على كل من عرفهم. وقد حاولت أن أركّز على موت ودفن موزار في لقطة من شريط «أميديوس» ويعلم الجميع أنّ موزار دُفن في مقبرة جماعية وفي سن مبكّرة، وهذا المصير المأساوي لم يَحُلْ دون خلوده، لأنّ الغربيين يتقنون جيّدا تمجيد أمواتهم وتخليدهم. ويكفي أنّ آريان موسكين في القرن العشرين أنجزت شريطا سينمائيا حول حياة موليار وجعلت منه شخصيّة نصف إلهيّة. نيّتي الرئيسية في «حرف الياجور» أنّه من خلال حياتي المضطربة المشاهد يفهم ما هي همومي العميقة. ** صراحة هل تقصد تحديدا اضطراب حياتك الشخصية أم اضطراب المشهد المسرحي التونسي الذي جَايَلْتَهُ؟ ـ اختيار المسرح في حدّ ذاته مجازفة يعيشها الفنّان دون أن يعلم ما يُخفي له المجهول، لأنّه في غمرة النجاحات الأولى يتوه الفنان أمام المحافظة على تلك النجاحات ومن هنا تبدأ رحلة المتاعب مع الوسط العائلي، فالمسرح استهلك منّي وقتي الذي هو بشكل أو آخر هو أيضا ملك لأسرتي. في الواقع عائلتي يمكن أن ترحمني ولكن الجمهور لا يغفر لك أبدا. لذلك أقول أنّ المشكل الأساسي هو ارضاء الجمهور الذي ينتظر أعمالك. الصحّة والمال والوقت كلّها في كفّة والجمهور في الكفّة الثانية ومع ذلك فهذا الجمهور صار أكثر عزوفا عن متابعة الأعمال الجادّة وهو يجري خلف العروض التّافهة والسّخيفة. صار لدينا جمهور نمطي يتابع فقط ما يُضحكه. أذكر في مسرحيتي «حرف الياجور» موقفي من هذا النمط من الجمهور الذي يصطاد العناوين المثيرة ويُصدم عندما يكتشف أنّ المسرحيّة لا علاقة لها بالعنوان!!! ** قُلتَ أنّه صار لدينا جمهور نمطي يتابع فقط الأعمال التي تُضحكه، ولكن أستاذ كمال لا يمكن للجمهور المسرحي أن يصير نمطيّا هكذا من دون فعل فاعل ان صحّت العبارة… أنا مثلا أعتقد أنّ الفاعلين في المشهد المسرحي هم الذين يصنعون جمهورهم. أليست طبيعة المسرح التونسي «المُضحكة» هي التي صنعت هذا الجمهور؟! ـ أوّلا أودّ أن أعود إلى التاريخ، فالكل يعلم أنّ فترة ازدهار المسرح التونسي جماهيريّا كانت بين نهاية الستّينات وحتّى نهاية الثمانينات، فالمسرحيون في تلك الفترة كانوا مختلفي النزعات أوّلا لأنّهم يبحثون عن ذواتهم بعد مخاض الاستقلال وثانيا أنّ المناخ العالمي كان يتميّز باختلاف المذاهب السياسيّة والبحث عن تعايش الاختلافات المذهبية. تونس مثلا عرفت فترات عديدة أوّلها التعاضد أو الرّؤية الاشتراكية وما خلّفته من انتهازية وبورجوازية صغيرة، بعدها نكسة التعاضد ودخول الرأسمالية وكل هذا على إيقاع نكسة 67 العربية وانتفاضة ماي 68 الفرنسية وهو ما كان لهما عظيم الأثر على الإنتليجتسيا التونسية، وبما أنّ المسرح قريب من الجمهور فالتطرّق لمثل هذه المواضيع كان الشغل الشاغل لأغلبية الشباب المتعطّش آنذاك للثقافة فبرز المسرح المدرسي وبصفة خاصّة المسرح الجامعي الذي كان صوتا صادقا لمشاغل هولاء وولّد هذا مسارح متنوّعة مثل مسرح الكاف مع علي بن عيّاد على سبيل الذّكر لا الحصر. المسرح التونسي اليوم يفتقد أو بالأصح افتقد سمة الاختلاف والتنوّع ممّا جعل المسرحيين يبحثون عن صورة أخرى لمجتمع لم يعد يعيش الاختلافات والنّزاعات. السّؤال أين اتّجه مسرحيّونا الذين ابتعدوا عن الواقعية السياسية والاجتماعية على غرار المسرح الملحمي البريشتي الذي كان في تلك الفترة له تأثير مباشر على المتفرّج؟ سأجيبك بكل بساطة فأقول أنّهم انتقلوا إمّا إلى الأعمال العالمية آرضاء لرغبة ذاتية في التعامل مع عباقرة الكتابة وبعضهم أصبح يبحث عن الأمور الجمالية أكثر من المضامين وبعضهم تطرّق إلى المنحى السيكولوجي ومن فهم أنّ هناك فراغًا تعاطى الاضحاك أو التهريج فتعوّد الجمهور على هذا وصار ينتظر هذا والدليل أنّ الانتاجات التليفزيونية الأنجح هي التي تقدّم السكاتشات والمشاهد الهزليّة وللتّذكير لم يكن للتلفزة في نهاية الستّينات وبداية السبعينات هذا التأثير على جمهور تلك الفترة. كان المسرح سيّد الموقف. ** لست أدري إلى متى سنظلّ نقول ونكتب كان لدينا مسرح وكان لدينا سينما وأغنية ونضال وكُتّاب وشعراء… لست أدري؟! ـ أنا من طبعي أكره الوقوف على الأطلال والدليل أنّي مثلا لم أقم بإعادة أي عمل مسرحي لي ناجح رغم الحاح العديد من المسرحيين ولست أدّعي في الظرف الرّاهن أنّ جيل اليوم لا يقدّم أعمالا جيّدة. بالعكس هناك عديد من الشبّان الذين يعيشون حيرة ابداعية صادقة ويحاولون تقديم البدائل وهم مُصيبون في كثير من الأحيان في رسم الكثير من ملامح المسرح القادم. طبعا يخطئون أحيانا ككل الناس لكن كل المؤشرات تدل على أنّ هناك فئة تكتسح شيئا فشيئا فئات معيّنة من الجمهور ولكن ما ينقص ترويج هذه الأعمال الجادّة هو ضعف الإعلام والتّحسيس لمثل هذه الأعمال حتّى تجد موقعها الحقيقي في المشهد المسرحي الحالي ـ من المؤلم أنّ هناك أعمالا تستحق أن تُعرض في عديد المساحات ولكن حظّها من الترويج ضئيل وأنا بحكم معايشتي للشباب ومعرفة مشاغلهم الفنية وحيرتهم الابداعية أحاول قدر المستطاع مساندتهم حتّى لا يتملّكهم اليأس لأنّ المثابرة ليست أمرًا هيّنا. هناك أعمال عديدة تُترجم طبيعة المرحلة الراهنة من حيث المضمون وكذلك من حيث الشّكل. هذا الكلام جيّد ومشجّع يا أستاذ ولكن الواقع عكس ذلك تماما، فالمشهد المسرحي تتحكّم فيه أسماء معلومة وتستأثر بكل شيء، الدّعم المالي والإشهار والترويج حتّى لو كانت أعمالهم مُعادة أو بسيطة؟ ـ أنا شخصيّا آليت على نفسي أن أتحاور مع الشباب ولكن الاعلاميين دائما مشكلتهم أنّهم يبحثون عن الأسماء المعروفة ونحن لدينا مثلٌ شعبي يقول «إللّي سمّاك غناك»، هناك بعض شبّان حظّهم أوفر وهم الذين ظهروا تلفزيا ولكن ظهورهم يقتصر على ما هو تلفزي وبالتالي فإنّ حقيقتهم المسرحية ظلّت غير معلومة وهنا المأساة، فالمشاهد الذي تابع ممثلا ما على شاشة التلفزيون يهرول بمجرّد أن يجد معلقة اشهارية لنفس الممثل تعلن عملا مسرحيا له، وعندما يكتشف المسرحية يُصاب بخيبة المسعى والأمل. ** أنا قصدت يا أستاذ العلاوي أنّ مشهدنا المسرحي يستأثر به جملة من الأسماء مثل الجعايبي والجبالي والتواتي وبن عبد الله وبن يغلان والسويسي وادريس… ومثلا خرّيجو المعهد العالي للفنون الرّكحيّة يعانون الأمرّين؟ ـ ما أعلمه شخصيا أنّ وزارة الثقافة تدعم سنويا ما لا يقل عن 60 أو 70 عملا مسرحيا تتوفّر فيها شروط الجودة من خلال النصوص المسرحية والتصوّرات الفنية. وعندما نقول 70 عملا مسرحيا نحسب عدد المشاركين في هذه الأعمال، المعدّل طبعا ثلاثة ممثّلين على الأقل واثنان من التقنيين وهذا يرفع عدد المنتفعين إلى ما لا يقل عن 400 شخص. هذه حقيقة أولى. وهناك من المسرحيين من يرفضون أصلاً المساعدة على الانتاج والعروض المدعومة ولا فائدة في ذكر الأسماء. الذين يصرخون كثيرا هم الذين يصنعون «الحدث» بمغالطات اعلامية وبالكثير من الافتعال والتمويه والشارع التونسي عن طريق هذا الحدث يتفاعل. بينما المتخرّجون الجدد ونظرا لافتقادهم لمثل هذه الأدوات والحيل فإنّهم يجدون أنفسهم نوعا ما على الهامش ممّا يضطرّهم للاكتفاء بالحد الأدنى للعيش. إذن أنت تشرّع لاستعمال مثل تلك المغالطات الاعلامية؟ ـ أنا بالعكس أشرّع للصّدق ولتحرّي الاعلام ومواجهة كل أنواع التمويه حتّى يأخذ كل واحد حقّه. ** مازال يفصلنا أسبوع واحد عن دورة أيّام قرطاج المسرحية، ما الذي يمكن أن تتميّز به هذه الدورة عن سابقاتها؟ ـ هو سؤال سابق لأوانه لكن الحق يقال أنّ مثل هذه الأيّام كان لها مردود إيجابي في المستوى العربي خصوصا أنّ الحركة المسرحية من خلال أيّام قرطاج تطوّرت تطوّرا واضحا ويعلم الجميع أنّ عديد المسرحيين قدتعثّروا بالتوجّه المسرحي في تونس رغم نقدنا له ويعتبرون الحركة المسرحية التونسية رائدة ومتطوّرة خاصّة في مستوى التقنيات العصرية والبحث الجمالي والآداء التمثيلي الحداثي الذي أخرجنا نوعا ما عن السّائد والممجوج وأعتقد أنّ هذه الدورة ستشهد اضافات عديدة خاصّة ونحن نعرف توجّهات محمد ادريس في مجال استقطاب التيّارات التي نعرف عنها القليل والتي ستكون فيها اضافات بالنسبة للمسرحيين العرب والأفارقة والتونسيين. ** ولكن الجمهور المتتبّع لهذه الأيّام أجمع في الدورات القليلة الأخيرة عن تراجع المسرح التونسي أمام نظيره المغربي واللبناني خاصّة؟ ـ هذا النوع من التقييم لا معنى له ـ فأحيانا نرى مبادرات مازالت سابقة لأوانها على غرار ما شاهدناه في مسرحية «عشّاق الشمس» لرضا دريرة ولكن بعد الجدل والأخذ والرّد يهتدي الناس إلى حقيقة وهي أنّ فهم الجديد أو البديل يأتي متأخّرا. حاليا المسرحيون التونسيون يقومون بتجارب ستُفهم فيما بعد وكالعادة سيقول العرب إن كانوا لبنانيين أو سوريين أو مغاربة أنّ التونسيين يظلّون رائدين في المسرح. وأنا شخصيا شاهدت أعمالا لو شُوهدت في أماكن أخرى خارج البلاد لوضعت عديد التساؤلات والفن الحقيقي هو الذي يصنع التساؤلات. ** سأترك لك هذا البياض لتختم به كما تشاء هذا الحوار. ـ أقول أنّه من الضروري أن يفكّر المسرحيون في الخروج من مأزق العلبة الإيطالية لأنّها استنفدت كل طاقاتها وحتّى بعد تكسير بعض الجدران الوهمية فإنّ المبدعين لم يجدوا الحلول الكفيلة بتقريبهم من الجمهور لا بالمفهوم الشعبي البسيط بل بمفهوم جمالي يستحق الإمعان. هذا مطلوب في الظرف الرّاهن وما على المسرحيين إلاّ أن يبتعدوا عن المعارك الضارية والخلافات العشوائية والكلام الهدّام ليتفرّغوا لمثل هذه البحوث «أمّا الزّبد فيذهب جُفاءً وما ينفع النّاس فيمكث في الأرض». (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) بتاريخ 24 نوفمبر 2007)
قراءة في كتاب الشيخ العلاّمة سيدي محمّد رشاد السّماري
بقلم الشاعر: محمد لطفي بكري (من حيدرة) .. ولا أحسب أنّ ثمّة من كتب سيرة النبيّ محمد صلى الله عليم وسلم شعرا في قيمة (البردة) لسيدي محمد البوصيري رضي اللّه عنه وأرضاه.. حيث أتى على كلّ كبيرة وصغيرة في سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. وحيث تضمّنت تلكم القصيدة العصماء ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر لكم ببال. ولقد كتب السّيرة النبويّة لخير البريّة ( صلى الله عليه وسلم) الكثير من الأفذاذ والعلماء الجهابذة والأيّمة الفضلاء.. كما كتب في عصرنا الحديث (سيرة صلى الله عليه وسلم) نخبة من المستشرقين النّبهاء.. ومع ذلك وإلى يوم الناس لم أقرأ مثل يتيمة البوصيري بما حوته من لغة راقية ومنتقاة وما اتّسمت به من رؤية وإمعان وإلمام بتفاصيل صارمة في حدود الزّمان والمكان وأسلوب ملحميّ راقٍ أو تفوق ممّا توفّرت عليه المدوّنة بدءا بالجاهليّة إلى الإسلام من روعة وجمال ومقدرة في التّقريض والنّظم تذهب بالألباب.. وإنّه ليجدر بي في هذا الصّدد أن أذكر بإعجاب ما ورد في كتاب نثريّ بعنوان: (نفحات شذيّة في حياة خير البريّة ـ من المولد إلى الهجرة)… والكتاب لفضيلة الشيخ العلاّمة سيدي (محمد رشاد السمّاري) ـ رئيس شرفي بمحكمة التعقيب والذي فارقنا الى جوار ربّه منذ أعوام قليلة.. ويحتوي الكتاب على (162) صفحة من القطع المتوسط وليس ثمّة ما يشير إلى أيّ جهة ناشرة. وحيث كتب سيدي (محمد رشاد السمّاري) في كتابه النثريّ سيرة النبي القرشيّ صلى الله عليه وسلم بدقّة متناهية وتمحيص في الاستناد الى أشهر الرّواة وأهل الحديث.. ولعلّني إذ أتوقف قليلا إزاء الكتاب وعند رحلة مخصوصة كثر حولها الجدال وهي رحلة الإسراء والمعراج لكي أبدأ من حيث انتهت إليه الأستاذة الشهيرة والدكتورة في الأدب العربي على ما أظن ـ السيدة (ألفة يوسف) من خلال قناة حنبعل الفضائية وبمناسبة شهر رمضان المعظّم حيث رجّحت أستاذتنا الفاضلة ما ذهبت إليه السيدة عائشة (عَرَضًا)… أي أنّ الإسراء والمعراج كرحلة تمّت عن طريق الرّوح فقط.. وبقي السّؤال في الواقع مطروحا على الاجتهاد… ـ إلاّ أنّه وبالرّجوع الى كتاب سيدي (محمد رشاد السّماري) طيّب الله ثراه حيث قال: «البراق دابّة وإنّما من شأن الدّواب حمل الأجساد لا حمل الأرواح». كما كان البراق حسب وصف الرسول له: «دابّة بيضاء فوق الحمار ودون البغل يضع قدمه حيث ينتهي بصره».. وعن الشيخ السّماري عن ابن عباس في مجال آخر يتعلّق بالرسول صلى الله عليه وسلم أنّه كان نورا بين يدي اللّه تعالى قبل أن يُخلق آدم بألفي عام يسبّح ذلك النور وتسبّح الملائكة بتسبيحه فلّما خُلق آدم أُلقيَ ذلك النّور في صُلبه.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأهبطني الله الى الأرض في صلب آدم وجعلني في صلب نوح وقذف بي في صلب ابراهيم ثمّ لم يزل اللّه تعالى ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرواح الطّاهرة حتى أخرجني من أبوين لم يلتقيا على سفاح قطّ»… (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) بتاريخ 24 نوفمبر 2007)