السبت، 24 أبريل 2010

 

TUNISNEWS

 9ème année,N°3623 du 24 .04 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


حـرية و إنـصاف:البوليس السياسي يعتقل الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف:اقتحام للمنزل واعتداء عليه بالعنف الشديد أمام أفراد عائلته

السبيل أونلاين :اعتقال زهير مخلوف بطريقة همجية من منزله

كلمة:توقع الإفراج عن الصحفي توفيق بن بريك اليوم الاحد

الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين:كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « 

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السلطات الفرنسية تطلق سراح بلال البلدي وتتخلى عن ترحيله الى تونس

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين:*من أجل وضع حد للمسلسل الإنتقامي من الزميل الفاهم بوكدوس

حركة التجديد و الأطراف الموقعة معها:بلاغ صحفي

رويترز:محمد صخر الماطري في حديث لوكالة رويترز:مشروع سياحة العبور… يعزز المنتوج السياحي التونسي

مواطنون:عندما تتحول السياسة إلى استثمار سوقي  

مواطنون:جامعيّون وأكاديميّون تونسيّون: التطبيع العلمي مع الكيان الصهيوني مرفوض

مواطنون::مبادرة « 5+5 » بوّابة للتّطبيع وتمرير المشروع المتوسّطي؟!!

كلمة:ندوة نقابية تبحث الحق في الشغل والتنمية بالحوض المنجمي

النقابي رضوان العباسي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالمهدية يمثل امام لجنة النظام الجهوية

اعضاء اللجنة الجهوية للحوض المنجمي : بلاغ سحب ثقة من منسق الجامعة العامة التونسية للشغل

المرصد التونسي:برقية اضراب من الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة

الجزيرة.نت:انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب

الصباح:خمسمائة ألف تونسي مهددون بالقصور الكلوي

فتحي العابد:أمنية جدي

أم أسيل:الصّراع من اجل البقاء

موقع الشيخ عبد الرحمان خليف:رسالة إلى أستاذ فلسفة مُـرتـدّ

صلاح الجورشي :عندما يجتمع الإسلام والديمقراطية.. في إندونيسيا

القدس العربي:جمعية قبطية في المهجر تهنئ إسرائيل بـ’عيد استقلالها’

د.أحمد القديدي:قراءة في الأخطر القادم….عربيّا و دوليّا

د.فهمى هويدى:نهر النيل بين الاستراتيجية و(الفهلوة)

ياسر الزعاترة:التلويح بالتنسيق الأمني وحل السلطة بين الهزل والجد


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حـــــــــــــــــــــــــــرية و إنـــــــــــــــــــــــــصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 24 أفريل 2010

البوليس السياسي يعتقل الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف اقتحام للمنزل واعتداء عليه بالعنف الشديد أمام أفراد عائلته

 


اقتحم عدد من أعوان البوليس السياسي يتقدمهم رئيس فرقة النخيلات ورئيس منطقة برج الوزيرمساء اليوم السبت 24 أفريل 2010 منزل الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف مراسل موقع السبيل أون لاين واعتدوا عليه بالعنف الشديد اللفظي والبدني على مرأى ومسمع من زوجته وولديه واقتادوه عنوة تحت وطأة الضرب والسب والشتم إلى مركز شرطة النخيلات بولاية أريانة وذلك دون الاستظهار بأي إذن قانوني. وقد تلقت منه زوجته السيدة ماجدة المؤدب رسالة هاتفية قصيرة يعلمها فيها أنه يتعرض للتعذيب، وعند تنقلها للمركز المذكور للاستفسار عنه أفيدت أنه تم نقله إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية. يذكر أن السيد زهير مخلوف يتعرض منذ خروجه من السجن إلى المضايقة اليومية من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يراقبونه باستمرار ويتبعونه في كل تنقلاته. وحرية وإنصاف 1) تدين بشدة اعتقال الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف وتطالب بالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط ووضع حد لكل المضايقات التي يتعرض لها بسبب نشاطه الحقوقي والإعلامي. 2)    تدين جريمة الاعتداء عليه بالعنف وتطالب السلطة القضائية بفتح تحقيق في الموضوع وتقديم المعتدين للمحاكمة من أجل اقتراف جريمتي الاعتداء بالعنف والتعذيب. 3) تدعو السلطة إلى وقف الاعتداءات التي تطال الناشطين الحقوقيين وتحملها مسؤولية عواقب هذه التصرفات المخالفة للدستور والقانون كما تدعوها لاحترام المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية والقاضية بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  
 

عاجل..اعتقال زهير مخلوف بطريقة همجية من منزله


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   علمنا الآن أن رئيس فرقة النخيلات ورئيس منطقة برج الوزير ومجموعة من أعوان البوليس ، اعتقلوا منذ قليل المناضل الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف واستخدموا بحقه العنف الشديد مما سبب له في جروح في وجهه . وأصيب بنزيف في فمه جراء الإعتداء .   وقد استخدم رئيس الفرقة ورئيس المنطقة المذكورين وأعوان البوليس الألفاظ النابية أثناء عملية الإعتقال في حضور زوجته وأبناءه .   يذكر أن البوليس يتردد على منزل زهير منذ صباح اليوم السبت 24 أفريل 2010 ، وذلك في انتظار عودته لإعتقاله وهوما حصل حال عودته الى منزله منذ قليل .   …يتبــــــــــــع   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 24 أفريل 2010)  


توقع الإفراج عن الصحفي توفيق بن بريك بعد 24 ساعة

(اليوم الأحد)


حرر من قبل لطفي حيدوري في الجمعة, 23. أفريل 2010 من المتوقع أن يتم غدا(اليوم) الأحد 25 أفريل الإفراج عن الصحفي توفيق بن بريك بعد إنهاء عقوبته بستة أشهر سجنا. وكان بن بريك قد اعتقل يوم 29 أكتوبر 2009 واتهم بالاعتداء على سيّدة والإضرار بسيارتها، وهي التهم التي نفاها واعتبرها مكيدة دبرتها السلطات لمعاقبته على كتاباته خلال فترة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أكتوبر الماضي.  وقد قضى توفيق بن بريك فترة العقوبة بين سجني المرناقية غرب العاصمة لأسابيع قليلة ثم بسجن سليانة. وكانت عدة تحركات ومناشدات لفائدة إطلاق سراح بن بريك ومراعاة وضعه الصحي الدقيق قد وجهت للحكومة التونسية منذ اعتقاله، دون جدوى.  من المتوقع أن يتم غدا الأحد 25 أفريل الإفراج عن الصحفي توفيق بن بريك بعد إنهاء عقوبته بستة أشهر سجنا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أفريل 2010)
 


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس/ aispp.free@ gmail.com تونس في 24 أفريل 2010 

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « 

 


* نظرت اليوم السبت 24 أفريل 2010 الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في القضية عدد 20169 التي يحال فيها كل من : محمد بن ادريس بن حسين اللافي  ( من مواليد 16/10/1983 ) و رفيق بن يوسف بن الصادق اللافي ( من مواليد 20/03/1980 ) و مروان بن محمد بن محمود باش طبجي  ( من مواليد 24/09/1986 ) و سليم بن رضا بن الصادق تراس ( من مواليد 09/10/1987 ) و محرز بن عبد القادر بن ابراهيم علاية  ( من مواليد 19/12/1984 ) ، و المحالين  جميعا بحالة إيقاف من أجل تهم عقد اجتماعات غير مرخص فيها  و إعداد محل لعقد اجتماعات غير مرخص فيها و الانضمام إلى تنظيم إرهابي و   الدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغهم من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  ،  و بعد تلاوة قرار دائرة الاتهام و استنطاق المتهمين الذين أنكروا ما نسب اليهم و أكدوا أن الاعترافات المسجلة عليهم لدى الشرطة كانت تحت وطأة التعذيب ، قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 28/04/2010  للترافع استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة أنور أولاد علي و أنور القوصري و جمال بالطيب و نجاة العبيدي و سمير بن عمر و مها اللافي  و سمير ديلو و سيف الدين مخلوف و منير بن صالحة .  و تجدر الإشارة  إلى أن الشبان المحالين في هذه القضية أصيلو جهة  منزل جميل ببنزرت و قد وقع إيقافهم في صائفة 2009 . * كما نظرت نفس الدائرة في القضية عدد  20218  التي أحيل فيها كل من عبد الرؤوف عايدي   ( من مواليد 18/04/1986 ) و فاخر عايدي ( من مواليد 01/05/1985 ) و محمود فرح ( من مواليد 04/05/1986 ) و يوسف المحمودي ( من مواليد 09/06/1984 )  و المحالين بحالة إيقاف ( عدى المتهم الأخير ) و ذلك من أجل  تهم عقد اجتماعات غير مرخص فيها  و إعداد محل لعقد اجتماعات غير مرخص فيها و الانضمام إلى تنظيم إرهابي و   الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية  و إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي و عدم إشعار السلط ذات النظر فورا بما بلغهم من معلومات حول ارتكاب جرائم إرهابية  . و قد قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 05/05/2010 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة عبد الفتاح مورو و خالد الكريشي و صحبية بلحاج سالم .  عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية  الكاتب العام الأستاذ سمير بن عمر

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 24 أفريل 2010

أخبار الحريات في تونس

 


1)    عرض مجموعة قبلي على قاضي التحقيق: تم صباح اليوم السبت 24 أفريل 2010 عرض مجموعة الشبان المعتقلين مؤخرا بولاية قبلي وهم أحمد بن عون ويوسف بن محمد ومحمد بوزيد ومحمد بن أحمد وعز الدين مراحيل وسالم بن عبد اللطيف ومحمد بن مرزوق بن أحمد والبشير الحرابي وأيمن الميساوي ومنذر طنيش وحامد علياني على أنظار قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس، وقد أحيلت المجموعة في القضية عدد 17924 من أجل تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والانضمام إلى تنظيم ووفاق إرهابي وإعداد محل والاجتماع بدون رخصة ومغادرة البلاد التونسية بدون وثائق رسمية. وقد تلا عليهم قاضي التحقيق التهم المنسوبة إليهم وأعلمهم بتواريخ جلسات التحقيق معهم. 2)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


السلطات الفرنسية تطلق سراح بلال البلدي وتتخلى عن ترحيله الى تونس

 


السبيل أونلاين – باريس – خاص   أطلقت السلطات الفرنسية أمس الجمعة 23 أفريل 2010، المواطن التونسي الشاب بلال البلدي (مواليد 1979) ، الذي خرج من مركز الايقاف في فنسان في فرنسا ، أين قضى أسبوعين ، بعد أن وقع ايقافه في في باريس لعدم امتلاكه وثائق اقامة .   وأكد مصدر حقوقي مطلع أن مكتب حماية الاجئين وعديمي الجنسية الفرنسي قرر رفض مطلب اللجوء الذي قدمه البلدي ، ولكنه اكد أن قرار الرفض « لا يتعلق بالأصل ، ولكنه يتعلق بالشكل » ، وهو ما يعنى أن المكتب المذكور يعترف بخطورة التهديدات التى تنتظر البلدي في تونس ، وبمعنى آخر فإنه لا يمكن ترحيله الى تونس .   وللتذكير فقد أوقف السلطات الفرنسية البلدي بتاريخ 08 أفريل 2010 ، ووقع احتجازه بمركز الإيقاف فنسان (94) في انتظار ترحيله الى تونس . ولكن البلدي تقدّم الى المحكمة الإدارية بباريس باستئناف ضد قرار ترحيله ، غير أن المحكمة رفضت في 12 أفريل مطلب الاستئناف .   وقدّم البلدي يوم الثلاثاء 13 أفريل ، طلب في اللجوء السياسي من مكان احتجازه ، ومن المفترض أن يُدرس طلبه خلال 96 ساعة ، ليقرر مكتب حماية الاجئين ان كان سيمنح حق اللجوء السياسي أو سيقع ترحيله الى تونس ، بما ان تقديم الطلب من داخل مقر الإيقاف لا يوقف عملية الترحيل ، ومن المفترض أن يكون مكتب حماية الاجئين وعديمي الجنسية الفرنسي قد استمع الى أقوال بلال البلدي اليوم الجمعة 16 أفريل 2010 .   يذكر أن البلدي أعتقل بتاريخ 14 أفريل 2003 ، في منطقة « أولاد رمال » القريبة من الحدود التونسية الجزائرية ، وبقي في الاحتجاز السرّي مدة ثلاثة أسابيع في مخالفة واضحة للقانون الذي ينص على أنه لا يمكن أن يتجاوز مدة 6 أيام ، وقد تعرض للتعذيب ثم أحيل الى سجن 09 أفريل .   وخلال السنوات التالية أدين بـ 8 سنوات سجن نافذ وشهر ، اضافة الى 3 سنوات مراقبة ادارية ضمن ما يعرف بـ »قضية أريانة » ، وفي طور الاستئناف وقع ضم الأحكام الى 6 سنوات سجن و5 سنوات مراقبة ادارية ، وقد غادر السجن قبل انتهاء مدة الحكم تحت طائلة السراح الشرطي وذلك في العام 2006 ، بعد الحملة الدولية الواسعة التي ساندت كل من « مجموعة أريانة » و « شبان جرجيس » .   وحال خروج بلال البلدي من السجن أخضع إلى مراقبة أمنية يومية لصيقة ، وفي العام 2007 أعتقل مجددا وحوكم بـ 6 أشهر سجن نافذة ، وخلال الاستئناف خفض الحكم الى 3 أشهر وغادر بتاريخ 28 جوان 2007 ليخضع مجددا الى المراقبة الادارية .   وبعد أن ملّ الهرسلة البوليسية غادر تونس بإتجاه إيطاليا ثم توجه الى فرنسا بحثا عن الإسقرار والحرية ، وقد فوجىء مرة أخرى بأنه ملاحق تحت طائلة « قانون الارهاب » الذي صدر في تونس سنة 2003 .   واعلنت الرابطة المسيحية لمناهضة التعذيب أنه مهما كان قرار مكتب حماية الاجئين بفرنسا ، فإن بلال البلدي يجب أن لا يُرحّل الى تونس لأنه سيتعرض بالتأكيد الى التعذيب ، وقد أطلقت الرابطة حملة من أجل هذا الهدف .   وقالت الناشطة الحقوقية الفرنسية السيدة لويزا توسكان في رسالة إخبارية باللغة الفرنسية وصلت السبيل أونلاين ، أن إخلاء سبيل بلال البلدي هو خبر سار له ولزوجته الفرنسية نتالي ، والمحامين الذين نشطوا في الدفاع عنه والى كل الذين وقعوا النداء الذى أطلقته الرابطة المسيحية لمناهضة التعذيب من أجل إطلاق سراحه وعدم ترحيله.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 24 أفريل 2010)  


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين تونس في 24 أفريل 2010

*من أجل وضع حد للمسلسل الإنتقامي من الزميل الفاهم بوكدوس

 


تواصل محكمة الاستئناف بمدينة قفصة يوم الثلاثاء 27 أفريل الجاري النظر في استئناف الحكم الجائر الصادر ابتدائيا بحق الزميل الفاهم بوكدوس والقاضي بسجنه أربع سنوات نافذة وذلك على خلفية عمله الصحفي ، بما يهدده بالإعتقال التعسفي الذي يمثل خطرا على حياته وهو الذي يُعاني من مرحلة متقدمة من مرض الربو المزمن  . وكان الزميل الفاهم بوكدوس أعد خلال سنة 2008 تقارير مصورة عن الحركة الاحتجاجية التي شهدتها مناطق الحوض المنجمي وتم بثها على قناة « الحوار التونسي » قبل أن تتناقلها العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية. وعلى خلفية هذه التقارير أصبح الزميل بوكدوس محل مطاردة وملاحقة أمنية إستمرت لمدة سنة ونصف تحصن خلالها الزميل بالاختفاء قبل أن يقوم بالاعتراض على الحكم الصادر ضده غيابيا والقاضي بسجنه مدة 6 سنوات. وحُرم الزميل خلال الطور الابتدائي من المحاكمة من أبسط حقوق الدفاع وشروط المحاكمة العادلة، وفي 13 جانفي الماضي تم الحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات دون ذنب سوى أنه أراد تأدية رسالته الإعلامية بكل حيادية وتجرد واستقلالية عن إرادة الحكم. واللجنة التونسية لحماية الصحافيين إذ تجدد استهجانها لأسلوب التشفي الذي تتعاطي به السلطة مع الزميل بوكدوس من خلال حرمانه من جميع حقوقه كصحفي من ذلك حقه في بطاقة الاحتراف وحقه في العمل فضلا عن تعريضه وعائلته إلى أشكال أخرى من الهرسلة ، فإنها: –      تجدد مطالبتها بإيقاف أي تتبع ضده بسبب أدائه لرسالته الصحفية وإلغاء الحكم الجائر بسجنه وطيّ هذه الصفحة نهائيا. –      تدعوا كافة الصحافيين التونسيين إلى مواصلة تحمل مسؤولياتهم والدفاع عن زميلهم وهي مسؤولية تحتمها أخلاقيات المهنة وميثاق الشرف الصحفي. –      تدعو كل الضمائر الحرة في الداخل والخارج إلى تعبئة الرأي العام المحلي والدولي من أجل نصرة الزميل في محنته ورفع سيف القضاء المسلط عليه دون ذنب إقترفه سوى ممارسته لحقه في التعبير ونقل الخبر مع احترام لمقتضيات القانون وميثاق الشرف الصحفي.  
*اللجنة التونسية لحماية الصحافيين

بلاغ صحفي تونس في 24 أفريل 2010  


اجتمع في مقر حركة التجديد ممثلون عن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد وحزب العمل الوطني الديمقراطي وتيار الإصلاح والتنمية ومستقلون، لمتابعة الظروف المحيطة بالانتخابات البلدية المقررة ليوم 9 ماي القادم، وبعد تبادل الآراء انتهوا إلى ما يلي: ـ إن هذه المرحلة من الانتخابات أكدت ما سبق أن أعربت عنه هذه الأطراف السياسية في بلاغها بتاريخ 3 مارس الماضي من أن هذا الاستحقاق يجري الإعداد له في ظل صعوبات قانونية وسياسية وعراقيل مختلفة تحول دون التنافس الحقيقي، وهو ما جعل هذه الأطراف تتحفظ عن إعلان المشاركة بصيغ حزبية أو في إطار ائتلاف سياسي بينها، وفضلت التعاطي مع هذا الاستحقاق بـ « تشجيع ودعم المبادرات المحلية في إطار من التضامن والعمل المشترك، ضمن قائمات للمشاركة المواطنية ».   ـ إن هذه الأطراف تحيّي كل الذين عملوا على تشكيل قائمات مواطنية مستقلة في هذه المناسبة، وتُكبر شجاعتهم وصمودهم أمام الضغوطات المنافية للقانون وأمام مختلف أشكال التهديد التي طالت المترشحين وعائلاتهم، كما تكبر حرصهم عل تفعيل مواطنتهم والدفاع عن مصالح المتساكنين رغم انتشار حالة العزوف عن المشاركة خشية من تبعاتها. وهي إذ تندد بتواطؤ الإدارة مع هذه الممارسات التي أدّت إلى إقصاء أغلب القائمات المستقلة من أجل المواطنة، فإنها تؤكد مواصلة دعمها وتشجيعها للقائمات التي تحصلت على الوصل النهائي للمشاركة.   ـ إن المشهد السياسي الذي أصرّت السلطة على فرضه يؤكد مرة أخرى حدود منظومة المشاركة المعتمدة منذ أكثر من عقدين، تلك المنظومة التي كشفت وتكشف في كل مناسبة انتخابية غياب التعددية السياسية الحقيقية المقررة في الدستور، في نفس الوقت الذي ما آنفكت السلطة في خطاباتها تؤكد دعمها، كما تؤكد غياب الديمقراطية المحلية وعدم استعداد هياكل الحزب الحاكم والسلط الجهوية والمحلية، المنحازة له تماما، لقبول مبدأ التعددية السياسية والمنافسة الحقيقية، كما تؤشر من جهة أخرى  على مخاطر الاستقالة من الشأن العام والعزوف عن المشاركة لدى شرائح واسعة من المواطنين. ـ إن الخارطة السياسية التي حرصت السلطة على إظهارها في هذه الانتخابات البلدية، كما في مناسبات سابقة، من خلال الأرقام المقدمة عن القائمات المشاركة، لا تعكس بالمرة حقيقة التعددية في مجتمعنا ولا حجم الأطراف السياسية. وإن مراجعة جذرية لمنظومة المشاركة السياسية باتت متأكدة في أفق تأهيل المشهد السياسي للانتخابات القادمة في سنة 2014، كما أن المنظومة القانونية الحالية للانتخابات، بدءا بالتسجيل في القائمات الانتخابية وانتهاء بالإشراف المنحاز على العملية الانتخابية وإعلان النتائج، تأكّد فسادها وحاجتها للتغيير في أفق الاستحقاقات الدستورية المقبلة.   عن الأطراف الموقعة الأمين الأول لحركة التجديد أحمد إبراهيم  

 


محمد صخر الماطري في حديث لوكالة رويترز مشروع سياحة العبور… يعزز المنتوج السياحي التونسي


أعلن السيد محمد صخر الماطري في حديث لمراسل وكالة رويترز للأنباء في تونس طارق عمارة ـ نشرته الوكالة الانقلوسكسونية باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانقليزية ـ انه سيطلق خلال النصف الأول من هذا العام «عدة مشاريع اقتصادية ضخمة «من بينها مشروع سياحي لاستقبال المراكب الترفيهية ومشروع لتصدير زيت الزيتون العضوي إضافة إلى بنك الزيتونة الذي سيعتمد أساليب أكثر نجاعة في المعاملات المالية. وجاء في حديث السيد صخر الماطري مع رويترز اعتزامه إطلاق مشروع سياحي ضخم خلال شهر جوان المقبل بضاحية حلق الوادي يتمثل في إنشاء قرية سياحية ستخصص لاستقبال الرحلات البحرية من بلدان المتوسط. وتوقع أن تساهم هذه الخطوة في زيادة عدد سياح الرحلات البحرية إلى تونس بنحو 500 ألف سائح سنويا مما سيرفع بلا شك عائدات السياحة بشكل ملحوظ نتيجة « القدرة الانفاقية العالية لهذه الفئة الغنية من السياح». وقد كشف السيد محمد صخر الماطري في حديثه انه يجري تهيئة جزء من ميناء حلق الوادي كي يكون جاهزا لاستقبال مئات المراكب الترفيهية القادمة من بلدان المتوسط. واضاف انه وقع بالفعل اتفاقيات مع شركات اوروبية متخصصة لاستقدام مراكب ترفيهية ويخوت. وتتضمن القرية السياحية المقامة بضاحية حلق الوادي سلسلة من المطاعم الفاخرة وسوقا تقليدية ومقاهي مستوحاة من مقاهي منطقة سيدي بوسعيد السياحية الثقافية الشهـــــيرة. وبالنسبة لبنك الزيتونة أعلن صخرالماطري انه سيطلق قبل نهاية النصف الاول من هذا العام برأس مال يبلغ 30 مليون دولار على ان يتم رفعه الى 80 مليون دولار خلال عامين. وسيفتتح البنك خلال النصف الاول من العام الحالي تسعة فروع بتونس وسوسة وصفاقس على ان يبلغ عدد الفروع خلال 2011 حوالي 20 فرعا. وقال الماطري انه يأمل ايضا في انشاء تلفزيون اسلامي خلال الفترة المقبلة بعد نجاح تجربة قناة الزيتونة الاذاعية. وأكد السيد محمد صخر الماطري مجددا وفاءه للرئيس زين العابدين بن علي ولمشروعه الوطني الحضاري.. وأعلن أن هدفه الأسمى هو المساهمة في بناء الوطن خدمة للبلاد.  
عن موقع رويترز  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أفريل 2010)
 


عندما تتحول السياسة إلى استثمار سوقي

    


بقلم: عبد السلام بوعائشة    في قديم الأزمنة كان الكتاب والفلاسفة والمفكرون والسياسيون يعملون دونما حساب للربح والخسارة المادية فلا يفكرون في تطويع عقولهم لاشتراطات المصلحة الشخصية وحسبهم فيما كانوا يبدعون أن يخرجوا على الوجود –وليس على الناس- بأفكار ونظريات و أعمال ومستحدثات جديدة ترضي نزوعهم  السياسي والثقافي والفكري والمعرفي ولا باس بعد ذلك أن تتوافق مع ما يريده الناس والجمهور أو الحكام أيضا. هكذا كانوا وهكذا ذهب الكثيرون منهم شهداء للموقف أو الفكرة. وعلى حد علمي لم يكن من بين عباقرة الفكر والسياسة والفن من مات وهو صاحب ثروة وجاه واستثمار . أما اليوم في زمن الرأسمالية – المتوحشة وغير المتوحشة-  وبحكم أن كل شيء صار بضاعة سوقية خاضعة للعرض والطلب فان السياسة و الفكر والثقافة والفن صارت هي الأخرى بضاعة  تباع وتشترى شأنها شان أي منتوج مادي صناعي أو فلاحي أو خدمي وأصبح قليل والحمد لله من رجال السياسة و الفكر والفن والثقافة مجرد مستثمرين يخضعون ويعرضون برامجهم الإنتاجية لقانون العرض والطلب ولاحتياجات السوق وقوانين الربح وحتى ينجحوا في معركة المنافسة عملوا على بعث الشركات وخلق التكتلات الاحتكارية لطرد المنافسين والدخلاء على السوق.هكذا هو حال بعض من السياسة و الفكر والثقافة والفن في تونس على خلاف القاعدة.  السياسة والفكر والثقافة والفن في تونس اليوم لم تعد  في كثير من الحالات التي نشاهدها هنا وهناك  خاضعة لمبدأ الصالح العام كما يحدده واقع البلاد ومقومات هويتها وتاريخها وانتظارات شعبها بل صارت تخضع عند هذا البعض لمبدأ المصلحة الشخصية كما يحددها قانون السوق وواقع العرض والطلب وقابلية المنتوج للترويج الداخلي والخارجي. لقد بلغت سوق المنافسة الربحية حدا أصبح فيه كل شيئ مباح طالما انه مربح لأصحابه وقابل للترويج ولا يهم بعد ذلك أن تتنافى مع أخلاقيات المجتمع ومصالحه السياسية وثوابته الثقافية والدينية. الأمثلة على ما أقول كثيرة في مسرح السياسة والأحزاب وفي مسرح الفن والغناء وفي مسرح الفكر والثقافة وفي مسرح السينما والإعلام والصحافة والإشهار وفي مسرح البحث العلمي والأكاديمي ولكن سأختار مثالا واحدا يفترض به أن يكون ابعد الأنشطة عن ميدان الاستثمار الربحي وقواعد السوق . انه مثال من  السياسة والأحزاب التي يفترض بالمشتغلين فيها إعطاء المثال في القدوة الحسنة ونكران الذات والتضحية في سبيل الوطن والمواطن . كل المتابعين لاستعدادات الأحزاب للانتخابات البلدية القادمة لا شك لاحظوا ما صاحب عملية تشكيل القوائم المترشحة من صراعات ومؤامرات وبيع وشراء لم تسلم منها اعتي الأحزاب وأعرقها في الساحة الوطنية كما لا شك لاحظوا استفحال ظاهرة الترحال والسياحة السياسية التي انخرط فيها عديد المستثمرين الخواص في سوق الأحزاب و العمل السياسي حتى أن بعض الظرفاء من المتابعين قال » إن أفضل استثمار مربح الآن يكون ببعث شركة للمناولة الحزبية تبيع المترشحين للأحزاب السياسية » وفات هذا الظريف القول بأن هؤلاء هم موظفون لا علاقة لهم بالشأن السياسي والوطني . عندما تصبح ساحات العمل السياسي الحزبي  مستباحة من العقل الاستثماري الخاص وتتحول المنافسة السياسية والصراع بين البرامج إلى منافسة حزبية وصراع من اجل المصالح الربحية الخاصة تغيب  قضايا البلاد الكبرى وتنتهك  أخلاقيات الالتزام النضالي وتضيع  مصلحة الوطن و المواطن على أيدي العابثين والتجار والسماسرة. هذه الظاهرة الخطيرة – ظاهرة الاستثمار والارتزاق في السياسة والثقافة والفن – مع ما تلتقي عليه من مصالح مع عديد الأطراف الفاعلة في الداخل والخارج هي المسؤولة عما بدا يستفحل من تيارات التطبيع مع العدو الصهيوني و الدفاع المستميت عن الاستعمار  والترويج لثقافة التغريب والانبتات باسم التعايش و التثاقف والحوار.وهي المسؤولة عن عزوف الشباب عن الانخراط الايجابي في الحياة السياسية كما أنها المسؤولة عن بقاء التعددية الحزبية عاجزة عن بلوغ تعددية البرامج والسياسات. إنها وباختصار المسؤولة عن تخلف نسيج الهوية الوطنية في جميع أبعادها وعلى رأسها البعد السياسي. (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 134 بتاريخ 23 أفريل 2010 )

الملف  جامعيّون وأكاديميّون تونسيّون:

التطبيع العلمي مع الكيان الصهيوني مرفوض…و الحرّيات

الأكاديميّة لا تسوّغ  التورّط في اختيارات تنافي جوهر البحث العلمي

 


إعداد: نورالدين المباركي ومحمد رضا السويسي   تونس/الوطن   في كتابه  » الشرق الأوسط الجديد » قال رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز: » إن القوة في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات « .   هذه الجملة تُعد تلخيصا مكثفا للإستراتيجية الصهيونية في اختراق الأمّة من بوّابة الجامعات و الكليات ومراكز البحوث و الدراسات. وهي بوّابة يدرك الكيان الصهيوني خطورتها و آثارها المستقبلية على ثقافة ووحدة الأمة. لذلك يرصد لها الأموال الطائلة ويبحث عن المداخل لها من خلال  الأكاديميين و الجامعيين والملتقيات و الندوات « العلمية » وغيرها.   أغلب الأكاديميين و الجامعيين في الوطن العربي و في تونس كانوا دائما واجهة متينة في التصدي لمحاولات الاختراق هذه وكشفوا من خلال البحوث والدراسات والكتب وعديد الفعاليات الأخرى أهداف الكيان الصهيوني و مخططاته والمسارب التي يحاول التسرب منها. لكن في المقابل نجح هذا الكيان في إيجاد موقع له بين عدد من الجامعيين أصبحوا أداته في اختراق الجامعات و الكليات من خلال المشاركة في الملتقيات « العلمية » و الندوات « الحضارية » وغير ذلك من اليافطات التي تحاول التغطية على الحقيقة التي هي التطبيع الأكاديمي و العلمي .   في تونس وبالرغم من قوة الموقف من الكيان الصهيوني والتطبيع معه على جميع الأصعدة فإن ذلك لم يمنع من « سقوط » بعض الجامعيين في بؤرة التطبيع الأكاديمي والدفاع عن ذلك بـ »شعارات » مفككة  و »مواقف » غير مؤسسة لا ترتقي إلى مستوى وجهة النظر الأكاديمية في التعامل مع موقف مّا.    وبرز ذلك على وجه الخصوص خلال الجدل الذي أثير حول التنسيق بين بعض المؤرخين من كلية الآداب بمنوبة وبعض الباحثين الصهاينة من جامعة تل أبيب وبعض الجامعات الفرنسية منذ عقد التسعينات من القرن الماضي وحول  احتضان تونس المؤتمر الجغرافي الدولي ( 12-15 أوت 2008)  الذي حضره وفد من الكيان الصهيوني  شارك في جميع فعالياته وجلساته العلمية و الجدل حول اتحاد الجامعات المتوسطية الذي يضم بالإضافة إلى عدد من الجامعات الأوروبية، جامعات عربية في كل من مصر، سورية وبعض دول المغرب العربي منها تونس ، بالإضافة إلى جامعات صهيونية.والجدل الذي أثير مؤخرا على خلفية مشاركة الجامعي عدنان منصر  في ملتقى حضره أكاديميون صهاينة.   نعتقد أن  أية علاقات مهما كان شكلها ونوعها مع الكيان الصهيوني  هو تطبيع معه وخطوة ستتبعها بالضرورة ( والتجربة المصرية في هذا الصدد مهمة) خطوات تهدف إلى حصر القضية الفلسطينية في إطار ضيق، فيما تتوسع العلاقات مع الكيان الصهيوني على كل المستويات.لذلك فإن كشف مخاطر التطبيع الأكاديمي و العلمي مع الكيان الصهيوني وخاصة آثاره  المستقبلية يبقى مهمة ذات أهمية في الوقت الراهن.   في هذا الملف يدلي عدد من الجامعيين و الأكاديميين التونسيين بوجهة نظرهم حول التطبيع الأكاديمي والعلمي.       الأستاذ محمد الشّيباني (أستاذ الآداب العربيّة بكلية الآداب بصفاقس):   الحريّة الاكاديمية تقوم على عدم التعامل مع من تلطّخت أقلامهم بترويج ثقافة الموت والتشريد وهدم البيوت  
لا بدّ من الإشارة إلى تعقّد مسألة التطبيع من حيث تنوّع المداخل لمباشرتها( سياسية ، عقائديّة ، تاريخيّة، اجتماعيّة،،،)وتعدّد انواعه(  ثقافي، اقتصادي، سياسي،،،) وكيفيات تحقّقه( بصفة فردية أو جماعية مؤسساتية، عن طريق النخب او السلطة السياسيّة أو عن طريق الجماهير، بصفة مباشرة: وهنا يجدر الحديث عن تبنّ مطلق للتوجّهات الصهيونية وتصديق على منطلقاته الايديولوجية و ممارساتها التاريخية. او بصفة غير مباشرة عبر قنوات ووسائط قد نعلمها وقد نجهلها ولكنّنا في نهاية المطاف نقيم علاقة مع هذا الكيان)  وغاياته( براغماتية ضيّقة، او في سياق مشروع متكامل في تصوّراته وآلياته). بالنسبة الى الواقع الجامعي في بلادنا  من الأكيد أنّ مانعلم به  على الأقل هي حالات   لها مواقف سياسية واضحة وتوجّهات بحثيّة محدّدة تدعم العلاقات بأنواعها مع المؤسسات السياسية والثقافية الجامعية الصهيونية.وهي مواقف لا يتردّد الكثير من أصحابها في الإعلان عنها وتبريرها بمسمّيات مختلفة أو التهوين من تبعات الانخراط فيها. و من جهة أخرى ثمة من الزملاء من أدين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني والحال أنّه وجد نفسه من غير قصد منه – واعتبر هنا أنّ المواقف  السّابقة لهؤلاء من القضية الفلسطينية و حسن  نواياهم ثمّ توضيح مواقفهم  يشفع لهؤلاء-مشاركا في ملتقى او مساهما ببحث علمي في مجلّة أو منتميا لفريق بحث تخفى عنه – بحكم  نجاح  الطرف الصهيوني  في تدبير تغلغله في الفضاءات العلمية- أهدافه و مصادر تمويله  وارتباطاته بمجموعات الضغط الصهيونية العالمية. وهنا يجدر التفكير في التنسيق بين لجان المقاطعة والعارفين بشبكات الدعاية الصهيونية وسماسرتها العرب ومن الغرب لإيجاد آلية لرصد هذه الدوائر وفضح أنشطتهاو » الإنذار المبكّر »  المنبّه الى برامجها. وفضلا عن هذا ينبغي إعداد قائمة  سوداء بأسماء رموز الدعاية الصهيونية وفضاءاتها العلمية والثقافية ،وهذه مهمّة ليست هيّنة شأنها في ذلك شأن إعداد قائمة المنتوجات الاستهلاكية المصنّعة من الشركات ذات الانتماءات الصهيونية، لأنّ  التطبيع الاكاديمي  يبدأ من   اقتناء  وسائل البحث (من القلم والحاسوب الخ ) وصولا إلى الكتابة والمشاركة في الفضاءات العلمية مرورا بتبادل الزيارات والوفود وتوظيف نتائج البحوث والترويج لها. ينبغي أن نؤكّد أنّ البحث العلمي عموما نفهمه في صلة بوظيفته الأكاديمية والثقافية الحضاريّة وتحديدا كما ينصّ على ذلك القانون  الخاص بالتعليم العالي لسنة1989 : » دعم التكامل المغاربي والتضامن العربي الاسلامي والتفاعل مع الثقافات العالمية » بما يعني صيانة مقوّمات الهويّة المنفتحة ودعمها. وبما يعني الانخراط في احترام الاختيارات و الثوابت الوطنية والقومية. إنّ   المناداة بضرورة ترسيخ الحريات الأكاديمية لا يسوّغ  التورّط في اختيارات تنافي جوهر البحث العلمي الأصيل الذي من أخلاقياته وأهدافه نشر ثقافة القيم الإنسانية واحترام الحقوق الإنسانية الأساسية ومناهضة سياسة العنصرية والتشجيع على إقامة جدران الحقد والكراهية العازلة.  زد على هذا تقوم الحريّة الاكاديمية على واجب  عدم التعامل مع من تلطّخت اقلامهم بترويج ثقافة الموت والتشريد وهدم البيوت و إدانة من وظّفوا بحوثهم لخدمة المطامع العسكرية الاستعمارية الإستيطانية، و التشهير بمن يتباهون بالتشريد ويمنعون  اللاّجئين من حقّهم في العودة. وفي الجامعات الغربية اليوم ترتفع الكثير من الأصوات لدعم هذا التوجّه ، وهي تطالب بصدّ  اللّوبيات التي تمنع الكشف العلمي  عن مأساة الشعب الفلسطيني وتحاصر الجامعات الفلسطينية وتقلّل من فرص الترقية العلميّة للفلسطينين وتطلق الفزّاعات في كلّ مرّة لتشتكي من  معاداة الساميّة  ومن المحرقة النازية إلخ… الجامعة بحاجة اليوم الى أن تستعيد دورها الحقيقي باعتبارها الخزّان الذي يزوّد المجتمع بالقيم ويوطّنه على احترام سيادته وتاريخه. والجامعي مطالب اليوم أكثر ممّا مضى بتجسيم شعار التضامن مع نفسه  من خلال دعم قضيّته الأمّ.       الأستاذ عبد الحميد الفهري ( أستاذ التاريخ بكلية الآداب بصفاقس وكاتب عام نقابة الأساتذة بالكلية):   أغلب الجامعيين ما زالوا ملزمين بمواقف وطنية و نقابية قومية تعتبر أن كلّ تطبيع مع الصهاينة يرفع الحرج عن قوى الطغيان في استباحة حرية شعبنا في فلسطين  
ما زالت مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني تشكل مادة نقاش بين المثقفين كمحور لا يخلو من الجدية والخطورة في آن. وتتخذ هذه المسألة أبعادا أخرى عندما تهم الجامعيين بالذات. ويجدر التساؤل في هذا الصدد عن أسباب تركيز الأضواء على الجامعيين بالذات؟ فالمسألة تهم كافة الشرائح المحسوبة على النخبة من فنانين وكتاب ومبدعين وباحثين في سائر العلوم الصحيحة والإنسانية. فالمورطون في نهج الدعوة للتطبيع يختزلون كلّ هذه الأصناف ولا نستثن أحدا. أمّا الجامعيون فهم منقسمين على صورة انقسام الوطن والنخبة والعرب عموما. منهم من يرى أن المقاطعة موقف متطرف ومتكلس، ومنهم من يرى أن دوافع مقاطعة الصهاينة لا زالت قائمة بكل أسبابها ومسبباتها. لكن الدهاء يتأتى من زمرة من بين أولائك الذين يتقنون الدخول من النافذة ، المعتمدين على رؤى تعتبر أن الجامعيين في مستوى البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي غير معنيين بمواقف السياسة والسياسيين وبالتالي هم غير ملزمين بما يفرزه الاجتهاد الاديولوجي. ولا نذيع سرّا إذا قلنا أن لهؤلاء صلات بذوات من الصهاينة في أوروبا وفي داخل الكيان الصهيوني بالذات. لكن من جهة ثانية نعلم أيضا أن الأغلبية الساحقة من الجامعيين ما زالوا ملزمين بمواقف وطنية و نقابية وأخرى قومية تعتبر أن كلّ تطبيع مع الصهاينة في أي مستوى يرفع الحرج عن قوى الطغيان في استباحة حرية شعبنا في فلسطين. ونحن نتساءل هل أصاب الصم والعمى والبكم  الأكاديميين في الأراضي المحتلة أيام استباح الصهاينة الدم العربي ويوم مزق جيشهم الأهالي العزل إربا ونـُشر دمهم على أرضهم الزكية. هل استنكروا الجرائم ونددوا بالنازيين الجدد حتى نطبّع معهم؟  
الدكتور الهادي المثلوثي:   التطبيع اعتداء على الإرادة الوطنية والقومية وتحدّ سافر لحقوق الإنسان في مقاومة قوى الشر والاستعمار  
إن من انخرط في التطبيع لن يخرج منه وإن استعاد وعيه وإرادته لأن من خان متعمدا وطامعا لن تقبل منه توبة ولا تحق به الشفقة. فما توشحوا به من أوسمة ذل ستظل تلتف حول أعناقهم إلى أن تقطع لهاثهم وتحشرهم في مركن المنبوذين. سيكفون بصرهم بعدما عمت بصيرتهم وستصم آذانهم بعدما وسوس فيها خناس بني صهيون ولن يرفعوا رؤوسهم ولا هاماتهم أمام بني وطنهم من زملائهم وطلبتهم، اللهم إذا بلغت بهم الجرأة مستوى أبي رغال في خيانة قومه لمصلحته الخاصة أو المالكي وزمرته التي داست مجد العراق وجلست على أنقاضه تشرعن تطبيع الاحتلال واستدامته. والحقيقة التي لابد من ذكرها أن النجاح الوحيد الذي حققته زمرة التطبيع الجغرافي هو القدرة على مخادعة الكثير من الجغرافيين من خلال التعتيم الإعلامي حول المؤتمر والمشاركين فيه والدليل ما صرح به بعض المشاركين عندما سئلوا صحفيا عن موقفهم من مشاركة الوفد الصهيوني حيث كرر جميعهم أنهم لم يكونوا على علم بحضور الوفد الإسرائيلي. فهل بلغ المضي في التطبيع وإنجاحه درجة الإيقاع والتغرير بالجغرافيين لإحضارهم ووضعهم أمام الأمر الواقع أي « التطبيع عنوة » حيث تورط بعض الجغرافيين بوقوعهم في مصيدة التطبيع مع العلم أننا قد نبهنا واستشرنا واستفتينا العديد من الجغرافيين حول كيفية القطع مع الجغرافيين الصهاينة وسد منافذ التطبيع أمامهم لأن الجغرافيا ليست علما محايدا ومن يدعي غير ذلك فهو إما جاهل بدور علم الجغرافيا أو منافق أفاق منبت الأصول. وعليه فإن الذين شاركوا وحضروا من أجل الجغرافيا وقصدهم الاستفادة العلمية والمعرفية فهم أخطر من الذين كشروا على أنيابهم واستخدموا كل مخالبهم ليكونوا أشد رعاة لمحافل ومنابر التطبيع. أما الذين غرر بهم أو هددوا بتعطيل مصالحهم وملفاتهم العلمية فهم معذورين لسببين الأول لأنهم قليلو التجربة والقضية تتعلق بمستقبلهم العلمي لأن الوصاية أو بالأحرى الاستبداد الأكاديمي لازال سلاح ضغط بيد البعض من إقطاعيي الحوزة الأكاديمية الذين يمسكون بملف الإشراف والترقيات العلمية، والسبب الثاني لأن من نصبوا أنفسهم قدوة في الحياد العلمي والدفاع عن الجغرافيا يمتلكون من أساليب المراوغة والتبرير أكثر مما يمتلكه أي صهيوني مندس. وهم بلا شك كانوا السبب في زج جمعية الجغرافيين التونسيين في معركة خاسرة وحولوها إلى مطية للتطبيع مع صهاينة الاتحاد الجغرافي الدولي صنيعة الاستعمار وأداته والدليل ليس ماضي الاتحاد وتاريخه الحافل بالمواقف العنصرية فقط وإنما مؤتمره الإقليمي القادم 2010 الذي سيعقد بتل أبيب دعما لجغرافيي الأرض الموعودة و »إسرائيل » الكبرى وتكريما للجغرافيين المطبعين وتنكيلا بالشعب الفلسطيني الذي اغتصبت جغرافيته وانتزعت أرضه ولازالت تسفك دماؤه. وحتى يجد المطبّعون مبررا ولا يصيبهم حرجا عليهم التأسي بأن الحياد العلمي الذي يدعون يبيح الانبطاح والتعلم من جغرافية حكماء صهيون، وعليهم أيضا الاستعداد لتحمل تبعات انخراطهم في خدمة أعداء الإنسانية والتنكر لحقوق شعبهم بخروجهم عن الإجماع الوطني والقومي على رفض التطبيع ومقاومته. والخروج عن هذا الإجماع يستحق المحاسبة والتشهير والعزل سيما أن التطبيع قد أصبح داء معديا ولا مفر من تطهير الأوساط السياسية والثقافية والعلمية منه .    ومن يمد يده إلى الكيان الصهيوني  ويطبّع معه راغبا أو مضطرا فهو بكل المقاييس ليس منا بل اختار بكل إصرار أن يكون خادما للأعداء وأن يفتح لهم طريق التطبيع ويمكنهم من اختراق النشاط الثقافي والعلمي في بلادنا التي استباحها العدو ونفذ فيها جريمته النكراء في مخيم حمام الشط للاجئين حيث اختلط دم الشهداء التونسيين بدم الشهداء الفلسطينيين كما تسللت عصاباته الدموية إلى أرض تونس منتهكة سيادتها واغتالت المناضل والقائد الفلسطيني أبي جهاد. رغم هذه الجرائم المفضوحة ضد أشقائنا وضد بلادنا لم تخجل زمرة التطبيع ولم تتأخر في احتضان الوفد الجغرافي الصهيوني وتكريمه بالحضور غير عابئة بمواقف الأغلبية الساحقة من الجغرافيين التونسيين والعرب وبمواقف المجتمع المدني والقوى النقابية والسياسية الرافضة للتطبيع. أليس في هذا الإصرار على التطبيع اعتداء على الإرادة الوطنية والقومية وتحدّ سافر لحقوق الإنسان في مقاومة قوى الشر والاستعمار؟.

ملاحظة (النص من مقال للدكتور الهادي المثلوثي تحت عنوان « التطبيع جريمة ولا بد من محاكمة شعبية للمطبعين » بتونس نشر بتاريخ 2 فيفري 2009 في مدونة المرصد الجامعي لمناهضة التطبيع الأكاديمي)

  الأستاذ ماجد البرهومي: (محامي و مدرّس بالجامعة التونسية في اختصاص القانون): « الإسرائيليون  » يرغبون في حضور الملتقيات لتحسين صورتهم أمام العالم و التسويق لوجه جديد  لكيانهم  

بداية يجب أن نوضح أننا نميز بين اليهودية و الصهيونية حتى لا يفهمنا البعض  خطأ  و نفتخر بأن تونس أنجبت مناضلا كبيرا في حجم اليهودي التونسي جورج عدة  الذي ستبقى مواقفه المشرفة من القضية الفلسطينية إكليل مجد على روحه الطاهرة. كما ندرك جيدا أن هناك من اليهود عبر العالم من يساندون القضية الفلسطينية أكثر من كثير من الفلسطينيين و العرب ممن باعوا القضية و تخلوا عن النضال في سبيل مصالح آنية و الأمثلة عديدة في هذا المجال و لا فائدة من ذكر الأسماء. كما تجب الإشارة إلى أن « إسرائيل » و صلت في عنصريتها و عنجهيتها إلى الحد الذي أثار كثيرا من اليهود في أوروبا و الولايات المتحدة غير الحاملين للفكر الصهيوني ضدها من أمثال القاضي غولدستون. لذلك و أمام هذا الصلف « الإسرائيلي » و الإستهتار بالحقوق العربية و الإعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية و المسيحية و المجازر البشعة التي ارتكبها الكيان الغاصب في لبنان و قطاع غزة المحاصر في السنوات الأخيرة حيث ازدادت و حشيته بشكل ملحوظ فإننا كأكادميين و باحثين جامعيين نرفض جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. فالجامعة التونسية العريقة و التي نفخر جميعا بالإنتماء إليها لم تنخرط و الحمد لله في أي شكل من أشكال التطبيع و التواصل مع أي من الجامعات « الإسرائيلية » كما فعلت بعض الجامعات في دول عربية أخرى و هو وسام شرف لهذه الجامعة التي أنجبت الكثير من النخب الطلائعية التي كان لها شأن في بلادنا  و في عدد من بلدان العالم و من ذلك العالم  بوكالة الفضاء الأمريكية « ناسا » محمد الأوسط العياري. إلا أننا للأسف  نسجل من حين لآخر بعض الممارسات الفردية من أكادميين تونسيين يحملون جنسية هذا البلد و نشؤوا فيه و ترعرعوا بين ربوعه و نهلوا من ثقافته لا يتورعون عن الإتصال بنظراء لهم من حملة الفكر الصهيوني سواء من الحاملين للجنسية الإسرائيلية أو لجنسيات أخرى أوروبية و أمريكية على وجه الخصوص بتعلة الإستفادة من خبراتهم و تبادل التجارب و تطوير المعارف. وهي تعلات واهية و كلمة حق يراد بها باطل. لأن هناك من الأكادميين من غير الصهاينة بالجامعات الغربية من بالإمكان الإستفادة من مخزونهم المعرفي الهائل دون الإنخراط في التطبيع المجاني مع عنصريين وجب عزلهم لعدم قابليتهم للعيش المشترك مع الآخر و الإعتراف بحقه في الوجود. وعادة ما يكون التطبيع من خلال حضور ملتقيات و ندوات و مؤتمرات تنظم تحت عناوين براقة و تحت غطاء المتوسط أو ما يعرف بمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا بحسب تسمية الخارجية الأمريكية للمنطقة العربية يحضرها تونسيون و عرب تتم دعوتهم إلى جانب صهاينة من جامعات « إسرائيلية » عرف عنها عداؤها لمحيطها العربي من خلال الأفكار الهدامة التي تدرسها لطلبتها و التي ترفض التعايش مع الآخر و تحقر من شأن الحضارة العربية الإسلامية و تضع في أذهان طلبتها اليهود أنهم أرقى أنواع الجنس البشري. ويلتقي التونسيون و العرب بهؤلاء و يجلسون معهم جنبا إلى جنب و يناقشون معهم مواضيع تهم مسائل أكاديمية و تنشأ في الأثناء صداقات ويتقرب الحاضرون من بعضهم البعض و يتم الإتفاق على اللقاء في ندوات و مؤتمرات مماثلة. و يرغب « الإسرائيليون » أكثر من غيرهم في حضور مثل هكذا ملتقيات لتحسين صورتهم أمام العالم و التسويق لوجه جديد  لكيانهم على أنه واحة للعلم و المعرفة مقبول و معترف به في محيطه الإقليمي و غير منبوذ و أن جرائمه مباحة و مشروعة و تدخل في خانة الدفاع عن النفس ما دام الجامعيون العرب يحضرون مع جامعييه جنبا إلى جنب و لا يترعون عن ربط الصداقات على مرأى و مسمع من النخب العالمية التي لا يمكن أن تدافع عن قضايانا و تكون ملكية أكثر من الملك.   جامعيّونا إذن مطالبون إما بمقاطعة مثل هكذا ملتقيات و عدم التورط مع هؤلاء في تطبيع مجاني و هذا أضعف الإيمان. و إما الحضور للتصدي لأكاذيب الصهاينة و مقارعة الحجة بالحجة معهم و فضح عنصريتهم أمام مثقفي العالم في مثل هكذا محافل أسوة برئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان و حادثته الشهيرة في دافوس من منطلق عدم ترك الكراسي شاغرة. أما الحضور السلبي الذي لا يقدم و لا يؤخر و الذي يلتزم صاحبه الصمت و لا يرد على أكاذيب الصهاينة بشأن قضايانا العربية مثلما حصل مع الأستاذ الجامعي عدنان منصر حينما حضر ملتقى في برلين سنة2007 تهجم فيه صهيوني يدعي مارك هيلر على العرب دون أن يحرك أستاذنا ساكنا، فإننا لا نقبل به بأي حال من الأحوال و نصنفه في خانة التطبيع الأكاديمي خاصة و أن أستاذنا ترأس جلسة فيها صهيونية ساوت بين جرائم دولتها البيئية بحق لبنان خلال حرب صائفة 2006 وبين بضع شجيرات أسقطتها صواريخ كاتيوشا المقاومة اللبنانية داخل الأراضي العربية المحتلة سنة 1948 و لم يتدخل لدحض أكاذيبها.   نحن إذن  ضدّ الحضور السلبي في مثل هكذا ملتقيات لأننا نملك من أسباب العلم و المعرفة الشيء الكثير و بإمكاننا مقارعة الصهاينة بما في ذلك مثقفيهم بكل ثقة في النفس لأننا أصحاب قضية عادلة و هي حقيقة يدركونها هم في قرارة أنفسهم كما حلفاؤهم من الأمريكيين و الأوروبيين و لا نخشى في الحق لومة لائم. فإن قبل بنا حلفاؤهم الأوروبيون و الأمريكان كما نحن و استمعوا لآرائنا و احترموها كنا شاكرين  و إن لم يقبلوا بنا و لم ينصتوا لهذه الآراء و رفضوها فحينها لن يشرفنا الجلوس إليهم  ما داموا لا يتقبلون العيش مع الآخر.   أما أن نداهنهم بالتزام الصمت على الأكاذيب التي يقومون بترويجها حتى يرضوا عنا لتحقيق مآرب سياسية و تسجيل نقاط على خصوم سياسيين ننتقد سلوكهم المتزلف للأمريكان باستمرار ثم نأتي بأفضع منه فهذا أمر غير مقبول وهو دون مكابرة تطبيع أكاديمي شئنا أم أبينا ووجب لمن قام به الإعتذار عنه و عدم العودة إليه مجددا.   الأستاذ الحبيب الجموسي ( مدير قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – صفاقس):   التّطبيع الأكاديمي مع الأوساط الصهيونية مسألة سياسيّة لا علاقة لها بالبحث العلمي الأكاديمي الذي له ثوابته

هناك أمر أساسي وهو أنّه بقدر ما يجب التّحرّي في اتهام الأكاديميّين في تونس بهذه القضيّة التي تتفشّى وهي قضيّة التّطبيع مع الكيان الصّهيوني بقدر ما يجب أن نقف أمام هذه الظّاهرة. يسهل الآن أن نوجّه أصابع الاتهام نحو أيّ كان شارك في ندوة دوليّة حضر فيها من دون علم له طرف يتعاطف مع الكيان الصهيوني أو من الكيان الصّهيوني نفسه، فقد يكون في الأمر تجنّي على هذا الشخص وقد حصلت عدّة مشاكل حول هذه القضيّة، لذلك يجب التّحرّي في الأمر وتحاشي الاتهام الكيدي في إطار صراعات سياسيّة أو إيديولوجية. لكن هذا لا ينفي وجود الظّاهرة حيث بلغ الأمر ببعض الأكاديميّين حدّ زيارة الكيان الصّهيوني. أنا أعتبر أنّ العمل الأكاديمي يجب أن يترفّع عن هذه القضايا، فكمؤرّخ لا يجب أن يشوب عملي الصّراعات السياسيّة الآنيّة. ومن الطّبيعي أنّ السّياسة الموجّهة من الكيان الصّهيوني لجلب أكبر عدد من الأكاديميّين إلى صفّها وجلب تعاطف الشّعوب معها لا يمكن أن يكون من باب العلوم الصّحيحة لذلك نراها تركّز على ممثلي الإنسانيات من مؤرخين واجتماعيّين وجغرافيّين وفلاسفة فهؤلاء هم من يوجّه السّياسي والإيديولوجي ويحرّكه، فالسياسة الصهيونيّة متّجهة نحو هذه الشريحة في كل أرجاء الوطن العربي. مثل هذه الثّغرات في الأوساط الأكاديميّة طبيعيّة وعاديّة وهي تعني أفرادا وليس مؤسّسات والأفراد غير معصومين من الوقوع في الخطإ أيّا كان موقعه العلمي أو الاجتماعي لكن لا يجب أن تتحوّل الحالات الفرديّة إلى ظاهرة اجتماعيّة. إنّ المؤرّخ المتفطّن لمثل هذه المخاطر لا يمكن أن يقع فيها فالمؤرّخ في عمله الأكاديمي العلمي ينطلق من مصادر ووثائق ولا ينطلق من فرضيات أو أساطير ولا يمكن أن يسقط في التاريخ التّبريري لإيديولوجيات صهيونيّة أو غيرها.
 فقضيّة التّطبيع هي قضيّة سياسيّة عرضيّة لا مكان لها في التاريخ، أمّا بالنسبة لمحاولات طمس الهويّة سواء في تونس أو في الوطن العربي فهويّتنا الوطنيّة والحضاريّة أصبحت اليوم من الثوابت غير القابلة للاهتزاز. ما نؤكّد عليه هو موقفنا المبدئي الرّافض لكل أشكال التّطبيع الأكاديمي مع الأوساط الصهيونية ونعتبر أنّ المسألة سياسيّة بحتة لا علاقة لها بالبحث العلمي الأكاديمي الذي له ثوابته المصدريّة والمنهجيّة بالنسبة للمؤرّخ والباحث في الإنسانيات عموما.    (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 134 بتاريخ 23 أفريل 2010 )  

عقدت اجتماعها مؤخّرا بتونس

مبادرة « 5+5 » بوّابة للتّطبيع وتمرير المشروع المتوسّطي؟!!


بقلم: محمد رضا سويسي    عقدت مجموعة مبادرة خمسة زائد خمسة الدّورة الثامنة للقاءاتها التّشاوريّة بتونس يومي 15 و16 أفريل الحالي في مستوى وزراء الخارجيّة، وذلك من أجل النّظر في جدول أعمال يتكوّن أساسا من ثلاث نقاط هي « الوضع في منطقة الشّرق الأوسط وتعزيز وتوسيع إطار الحوار وموضوع الهجرة » .  وتتكوّن مبادرة خمسة زائد خمسة من اسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال ومالطا من الضفّة الشماليّة ومن الجزائر والمغرب وليبيا وموريطانيا وتونس من الضفّة الجنوبيّة. وقد تناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة نتائج هذا اللقاء من خلال التصريحات الصحفيّة لوزراء الخارجيّة المشاركين في اللقاء والذين أظهروا تفاؤلا كبيرا بنتائج الاجتماع خاصّة من زاوية الاتفاق في وجهات النظر حول القضايا المطروحة وخاصّة ما أسموه قضيّة الشرق الأوسط حيث أكّدوا على إجماعهم حول حلّ الدّولتين مقرّين « بالصّعوبات » التي تعيشها « عملية السلام » منددين بالإجراءات الصهيونيّة الجديدة بتوسيع دائرة الاستيطان وطرد الفلسطينيّين من قطاع غزّة. كما قلّل المشاركون من أهمّية الخلافات الحاصلة في وجهات النظر حول بعض الملفات وقد لخّص هذا الموقف وزير الخارجيّة الفرنسي كوشنير بقوله:  «نحن متفقون على إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع « إسرائيل »، وأن تكون القدس عاصمة للبلدين». وأضاف: «نحن نتصادم ونختلف، ومن الطبيعي أن لا نتفق طوال الوقت». والملاحظ أن التركيز على ما أسموه قضيّة الشرق الأوسط وعلى ضرورة التّسريع بإحلال السلام بالمنطقة أو على الأقل استئناف « عمليّة السلام » في مرحلة أولى ليس مفصولا بأي شكل من الأشكال عن النقطة الثّانية من جدول أعمال اللقاء المتمثّلة في « تعزيز وتوسيع إطار الحوار  » والتي لا يمكن أن يكون لها دلالة في هذا الإطار إلاّ المرور من « مبادرة خمسة زائد خمسة » إلى « الاتّحاد من أجل المتوسّط » الذي تصرّ فرنسا على تمريره بكل الوسائل باعتبار رئيسها سركوزي هو صاحب المشروع وتعتبره مشروعا استراتيجيّا في حجم حلف بغداد أو المشروع الشّرق أوسطي بل هو أحد أشكال إعادة إنتاجها مادام يعمل على نفس الأهداف والاستهدافات وبنفس الفاعلين تقريبا. وفي هذا الإطار لا بدّ من التّذكير بالمواقف الثابتة للاتحاد الديمقراطي الوحدوي انسجاما مع مشروعه الوطني والقومي التحرّري الّذي كان عبّر عنه منذ بروز هذا المشروع، أي المتوسطي، للوجود وهي مواقف مبنيّة على الرّفض القاطع لكل المشاريع التي تحاول إعادة إنتاج العلاقات الاستعماريّة بوجوه مُجمّلة ولكل ما يهدف إلى تمرير التّطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل مباشر أو ضمني، حيث أن القراءة الأولى التي كانت لهذا المشروع والتي ثبتت صحّتها هي أنّ هذا المشروع ليس في محصلته النهائيّة سوى مدخلا لإدماج الكيان الصهيوني في منظومة إقليمية ودوليّة تضم في نفس الوقت أغلب أقطار الوطن العربي ثمّ العمل على خلق نسيج من العلاقات الاقتصادية والثقافيّة التي تمكّن هذا الكيان من التغلغل الاقتصادي والثقافي، وهي المنظومة التي تحلّ تدريجيّا محلّ النظام العربي الذي يعيش أضعف حالاته بسبب حجم التآمر الدّولي وسوء اختيارات وسياسات النّظام الرسمي. إنّ ما صدر عن هذا الاجتماع من إشارات يجعلنا ننبّه إلى خطورة ما يجري من محاولات لتصفية القضيّة الفلسطينيّة بتواطئ من بعض « الرسميين » الفلسطينيّين ومن النظام الرسمي العربي وذلك بمواصلة مسار التنازلات والتفريط في كلّ أركان القضيّة تحت شعار مخادع هو البحث عن السلام في حين لا يوازي هذا التفريط الرسمي العربي المدعوم ـ بل المطلوب ـ دوليا إلا مزيدا من التعنّت الصهيوني على الأرض قتلا وطردا وتشريدا واستيطانا ، لذلك فإن كل حديث عن إحياء عمليّة السلام ـ وهو ما دعا إليه اجتماع المبادرة ـ ليس سوى تشجيع للكيان الصهيوني على المُضيّ في عدوانه واتفاق مبيّت على تصفية القضيّة وأهلها، أمّا التّنديد بما يقوم به هذا الكيان فالقائمون به يعلمون جيّدا أنّه لن يتجاوز مستوى اللفظ وأنّه مجرّد مسكّن لتسهيل تمرير المشروع ولجعل العرب الحاضرين في الاجتماع يرضون ضمائرهم في الحد الأدنى، مع الملاحظ في هذا الإطار أنّ كل من الجزائر وليبيا تعترضان على دخول الكيان الصهيوني للاتحاد من أجل المتوسّط كما تجب الإشارة إلى أنّ اعتراض ليبيا بصفتها الرئيس الحالي للقمّة العربيّة على بعض ما ورد في البيان الختامي لاجتماع خمسة زائد خمسة حول « قضايا الشرق الأوسط » قد منع صدور هذا البيان. إنّنا ومن موقع المسؤوليّة التاريخية ننبّه إلى خطورة الدّخول في أي مشروع أو خطّة تستهدف علنا أو ضمنا تشريع الاحتلال أو الاعتراف به أيّا كان الفاعل فيه بما في ذلك الاحتلال الصهيوني لفلسطين وباقي الأراضي العربيّة أو الاحتلال الأمريكي للعراق، كما نؤكّد على أنّ التعاون الدّولي من أجل التنمية والسلام في العالم هو أمر محمود لكن شرط أن يكون قائما على التوازن في العلاقات والاحترام المتبادل وعلى صيانة الحقوق التاريخيّة للشعوب في أوطانها وصيانة كرامتها واستقلالها فلا يكون معنى السلام هو حياة غزاة ومغتصبين على حساب شعوب مضطهدة ومحرومة من كل أسباب الحياة، كما أنّ الدخول في أي مبادرة أو مشروع تعاون دولي يجب أن يكون على قدم المساواة مع الآخرين وبنفس درجة حضورهم ونفوذهم فلا فائدة من الوجود في أي مشروع أو نظام يكون الأقوياء رؤوسه والضّعفاء ذيوله لأنّ ذلك لن يكون سوى إعادة إنتاج للعلاقات الاستعماريّة القديمة المتجدّدة التي لم نتوقّف يوما عن مقاومتها والتصدّي لها.      (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 134 بتاريخ 23 أفريل 2010 )  


ندوة نقابية تبحث الحق في الشغل والتنمية بالحوض المنجمي


حرر من قبل فاتن حمدي في الجمعة, 23. أفريل 2010 قال الخبير الاقتصادي عبد الجليل البدوي إنّ الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي هي حركة شرعية تدل على وجود مشاكل تنموية تعيشها الجهة. و بين الدكتور البدوي خلال الندوة التي نظمت يوم الجمعة 23 أفريل الجاري بالاتحاد العام التونسي للشغل أنّ من أسباب اندلاع الحركة بمدن الحوض المنجمي (الرديف والمظيلة وأم العرائس والمتلوي) دون بقية مناطق ولاية قفصة التي تعد 11 معتمدية يعود إلى ارتفاع نسب البطالة و إلى الخصوصية الطبيعة للجهة من تلوث وتصحر وتراجع قيمة المراعي، إضافة إلى وجود مشاكل عقارية بالجهة فأغلبية الأراضي تعود ملكيتها إلى الدولة، حسب المحاضر.  وبخصوص اقتران الاحتجاجات مع المناظرة التي فتحتها شركة فسفاط قفصة أشار الباحث إلى أنّ النشاط المنجمي بالجهة يُعدّ المشغّل الأساسي لمواطني الجهة الذين يعتبرونه « نعمة » لهم نظرا لمجانية بعض الخدمات التي يتمتعون بها. وعند تقييمه للمشاريع التي رصدتها الدولة للنهوض بالجهة أشار الدكتور البدوي إلى غياب تجذر المشاريع في محيطها، على حدّ عبارته، مبيّنا أنّها جاءت دليلا على حرص أمنيّ فقط كما أنّها واصلت المراهنة على القطاع الخاص.  من جهته أكد المحامي والحقوقي رضا الرداوي خلال نفس الندوة أنّ الدولة أسّست لإطار قانوني للانقضاض على الحركة الاجتماعية وذلك من خلال بعض النصوص التشريعية والتي اعتبرها الرداوي نصوصا استعمارية وخارجة عن المنظومة القانونية الحالية، كما تحدث هذا المحامي عن تجاوزات إجرائية تمثلت فيما تعرض له العديد من مساجين الحركة إلى تعذيب « ممنهج » ومنظم وتجاهل عرض أي منهم على الفحص الطبي. القيادي النقابي في الرديف عدنان الحاجي صرح خلال الندوة أنّ الوضع في الجهة ازداد سوءا حتى بعد خروج المساجين ودعا قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى تكوين لجنة نقابية لرصد الوضع والتحقيق في التجاوزات في منطقة الحوض المنجمي . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 أفريل 2010)


النقابي رضوان العباسي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالمهدية يمثل امام لجنة النظام الجهوية


سيمثل هذا الأحد الأخ والمناضل الكبير رضوان العباسي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالمهدية و كاتب عام النقابة الأساسية بأولاد الشامخ أمام لجنة النضام الجهوية وذلك في لعبة حسابات انتخابية يمارسها البعض في الاتحاد الجهوي لمحاولة إقصائه . ياسين بلخيرية عضو النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بجمال — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

بلاغ سحب ثقة من منسق الجامعة العامة التونسية للشغل

الجامعة العامة التونسية للشغل تونس في 22 /04 / 2010 بلاغ  

نحن اعضاء اللجنة الجهوية للحوض المنجمي : الممضين اسفله نعبر عن استياءنا الشديد للمارسات الصادرة عن منسق اللجنة السيد الحبيب قيزة والمتمثلة في : – الانفراد بالراي بدون الرجوع لاعضاء اللجنة الوطنية. – التعتيم الاعلامي – الاتصالات والممارسات الشخصية التي لا تمت بصلة للعمل النقابي الذي بعثت من اجله الكنفدرالية . ولهذه الاسباب نعلن عن سحب صفة منسق وناطق رسمي للكنفيرالية من السيد حبيب قيزة الى ان ياتي ما يخالف ذلك ونعتبر كل عمل او تصريح او اتصال مع جميع الاطراف ذات النظر يصدر عن هذا الاخير ممارسات شخصية لا تلزم الكنفيدرالية بشيء وذلك ابتداء من تاريخ هذا البلاغ عن اللجنة طارق مهري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

برقية اضراب من الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة

 


وجهت إلي السادة والي جندوبة والمتفقد الجهوي للشغل بجندوبة ورئيس إقليم الشركة التونسية لإستغلال و توزيع المياه بجندوبة تبعا للا ئحة المهنية الصادرة عن الإجتماع العام لأعوان الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه بجندوبة المنعقدة يوم 27 مارس 2010 و المتضمنة ل 1 – الحق النقابي 2- تطبيق الفصل28 من النظام الأساسي الخاص يأعوان الشركة الوطنية لإستغلال و توزئع المياه 3الصحة والسلامة المهنية و ظروف العمل 4تمكين الإخوة الذين تجاوزت مدة إنابتهم السنة من مقررات ترسيمهم من خططهم الجديدة 5تمكين الأعوان الذين تسلموا مقررات خطة عون إداري من وثائق تثبيت الخطط التي شغلوها قبل ذالك 6 – إرجاع العون منجي البوسعيدي إلي مكان عمله و بناء عليه فإن أعوان إقليم الشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المياه بجندوبة سيجدون أنفسهم مضطرين لدخول في إ ضراب حضوري بمقرات عملهم كامل يوم
 
 الإربعاء 28 أفريل 2010 عن المكتب إالتنفيذي الكاتب العام سليم التساوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب


انطلقت أمس فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمعرض تونس الدولي للكتاب التي ستتواصل لغاية الثاني من مايو/أيار المقبل. ويشارك في الدورة ألف ومائة ناشر من 34 دولة عربية وأجنبية، وثلاث  منظمات دولية، منهم 280 ناشرا يشاركون للمرة الأولى في هذه التظاهرة الثقافية. ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم ندوات فكرية دولية تشترك جميعها في طرح قضايا التواصل بين الحضارات والشعوب، ومسائل الهوية والتنوع الثقافي. ويشمل البرنامج أيضا عقد ندوة عن الكوني والمحلي في الفكر والإبداع، وأخرى عن الإبداع في لغة الآخر وإبداع الآخر في لغتنا. ومن المقرر أن تنظم على هامش هذه الدورة حلقات نقاش وأمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من تونس وعدد من الدول العربية والأجنبية. كما ستعقد لقاءات مع عدد من الكتاب العرب والأجانب منهم الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، والمصري يوسف زيدان الحائز على جائزة البوكر العربية عن روايته عزازيل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 أفريل  2010)


خمسمائة ألف تونسي مهددون بالقصور الكلوي


تفيد آخر الإحصائيات الصادرة عن الجمعية التونسية لأمراض الكلى أن عدد المصابين بالقصور الكلوي المزمن في تونس قد بلغ 8 آلاف حالة من بينهم 30 في المائة يتولون تصفية الدم أو الغسيل الكلوي. كما أن هناك ما يربو عن 500 ألف تونسي عرضة لأمراض الكلى جراء تفشي أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وكافة الأسباب الأخرى المرتبطة بأمراض العصر وفي مقدمتها ما يعرف بـ « الستراس» والإنفعال. وبينت جملة من الإحصائيات والدراسات التي قامت بها وزارة الصحة العمومية، أن هناك 2500 مصاب يقومون بشكل دوري بغسيل كلاهم وأن كلفة تصفية الدم للمريض الواحد تصل إلى 15 ألف دينار، وأن هناك قسط كبير منهم تتحمل الدولة نفقات علاجهم بالكامل. ويمثل مرض الكلى في تونس أحد أبرز الأمراض المزمنة، حيث تفيد الجامعية الدكتورة فاطمة بن موسى المختصة في علاج أمراض الكلى، أن هذا المرض يأتي في مرتبة ثانية من بين جملة الأمراض الأخرى المزمنة، والخطيرة التي تتطلب علاجا دقيقا ومتواصلا لمدة سنوات مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين على وجه الخصوص، وأن المصابين بهذا المرض عادة ما يكونون في مرحلة الكهولة. وأفاد الدكتور الطيب بن عبد الله رئيس الجمعية التونسية لطب الكلى أن عدد المصابين بالقصر الكلوي مرشح للارتفاع نظرا إلى تفشي العوامل المؤدية إلى ذلك، وبين أن التقصي المبكر لبعض الأمراض، والحملات التحسيسية بمخاطرها والغذاء السليم، هي أبرز السبل للتصدي لهذا المرض الذي يزحف بشكل كبير في العالم باعتباره أحد أبرز الأمراض المزمنة المتفشية لدى كل الشعوب. وأفاد السيد مصطفى الجلاصي مدير إدارة التجهيز بوزارة الصحة العمومية أن علاج القصر الكلوي المزمن عن طريق تصفية الدم، يكتسي أهمية كبرى، ويمثل هاجسا كبيرا لدى الأوساط الصحية، ويتطلب خدمات يومية كبيرة نظرا لحالاته وأنواعها وأساليب معالجتها.  وبين أن وزارة الصحة والدولة بشكل عام قد أولت هذا المرض عناية خاصة نظرا لخطورته ولم تدخر جهدا لدعم أساليب علاجه وذلك من أجل تمكين المصابين به من خدمات تتوفر في معظم جهات البلاد. وبين أن وزارة الصحة العمومية قد وضعت برنامجا يجري تنفيذ كافة مراحله لتدعيم مراكز تصفية الدم بكل المستشفيات الجهوية، وذلك بشكل تدريجي. وأبرز أنه يوجد في الوقت الحالي وبكل ولاية على الأقل مركزا عموميا لتصفية الدم، وهو ما سمح بتقريب الخدمات على مستوى الجهات النائية وأمن اللامركزية على مستوى الخدمات العلاجية. وقدم مدير إدارة التجهيزآخر كشف حول هذه المراكز وتوزيعها بين من خلاله أن كل المستشفيات باتت مجهزة بهذه المراكز، حيث يوجد بتونس العاصمة 4 مراكز، وبسوسة وصفاقس والمنستير مركزان لكل منها، بينما تتمتع بقية الولايات ومستشفياتها بمركز لتصفية الدم. وأبرز أنه تم خلال سنة 2009 اقتناء تجهيزات للغرض بقيمة 2 مليون دينار لفائدة 8 مراكز جديدة لتصفية الدم بكل من ولايات صفاقس وجندوبة وباجة ومدنين وسليانة ونابل. وأكد أن مجهود الوزارة سيتواصل في هذا الجانب خلال السنة الجارية ببرمجة تجهيز 4 مراكز بكل من نابل وسوسة وبنزرت وقابس.. وبين من ناحية أخرى أنه يجرى الاهتمام بمرضى القصور الكلوي الحاد، وذلك بتدعيم أقسام الإنعاش بمختلف المستشفيات الجامعية بآلات متطورة وعصرية لمعالجة الحالات الحادة. علي الزايدي  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 أفريل 2010)


بسم الله الرحمان الرحيم أمنية جدي  

رفض جدي أن يبيع حصانه ورفيقه الوفي في الحر والبرد، الذي اشتراه منذ زمن بعيد… بعد أن كبرت سنه… وأضناه طول التعب، وجر المحراث وشق الأرض، خدمة له ولضيعته. كل الذين يعرفون جدي أشاروا عليه بضرورة التقاعد واعتزال العمل… وهو الذي كبرت سنه كذلك وخارت قواه. فالضيعة أضحى ترابها ملوثا بعد أن ردمت فيها القرية والعمادات المجاورة بقاياهم المنزلية، ومخلفات المصانع.. (هذا ماأكده خالي الذي يحمل شهادة عالية، ويعمل موظفا في وزارة التجهيز). جدّي أصر على أن يستمر في العمل.. وتجاهل رأي الجميع.. دعا الله ألاّ يميته إلاّ وهو يعمل.. قال قولته الشهيرة التي ظلّت تطن في أذني إلى هذه الفترة: أنا ولدت وأمي تعمل داخل الضيعة.. وأتمنى أن أموت بها.. قال الذين عارضوه: ولكنك في سن تحتاج إلى الراحة! فردّ كفيه إلى فمه ولم يتثاءب، بل أعلن لا راحة في الدنيا! أنا أكثركم شبابا وحيوية، ونفخ في قبضته وفركها، كبطل يريد المنازلة.. أرى جدي بجانب حصانه في بداية الضيعة الملاصق لجنوب القرية على بعد أمتار منا.. يعتني بمحراثه يدهنه.. يغير سكّته.. يدق مساميره الناتئة.. يعيد بعض رسوم محتها حرارة الشمس.. يمسح على عنق حصانه بحنو بالغ كصديق يلاطفه.. يمشط وبره.. يجامله ببعض أشعار يحفظها.. يشمر عن ساعديه.. يدعوني من بعيد لصحبته.. يوافق أبي على مضض.. يخلع جدي برنسه، ويلفه بهدوء ويدسه بين الحصان والسرج.. ثم يفك إسار حصانه الصارم.. فيرفع رأسه.. يغمز إلي بطرف عينه.. أثب أمامه مثل أرنب.. يغريني حين ينطلق على ظهر حصانه مغادرا.. أرفع يدي مودعا.. وهم جميعا واقفون على العتبة.. يجذب طرف الشكيمة ويضم إلى صدره طرف ذراعه الناعم في حنو بالغ.. ينطلق بعدها الحصان يشق وجه الهواء دون توقف.. يصل آخر الضيعة.. يناولني  قطعة الخبز المحشوة بالتمر، يؤكد لي ويشير إلى أماكن يوجد تحت ترابها ثمار طلع الزهر والفقاع، ثم يريني آثار مرور الأرانب والسمان.. بعدها يتنهد.. يتمنى صيدها.. دعك منها فنحن لا نقوى على الجري ورائها.. أردد أمامه أن أبي سيشتري لي بندقية.. يقول في سخرية: « عام ينوّر الملح.. » ثم يردفها: « منين ياوليدي؟ العبد وسيده على الحصير!.. » أحاول الفهم لكنه يتصنع الطرش، ويشير إلى قرص الشمس.. ويطلب مني أن أعد النجوم في وضح النهار والسماء صافية.. أدرك وقتها تمام سخريته! لا أحد في القرية يعرف أسرار الأرض ومخابئ الأرانب والحجل مثل جدي ساسي.. يشير للجميع مواضعه، ويقول انصبوا فخاخكم!.. ويعرف مواقع النجوم، وزمن هبوب الرياح.. ويعرف الساعة دون أن تكون في معصمه.. ويردد على الدوام مواقيت الصلاة.. سرج الحصان من الجلد الأبيض السميك.. كتب في أعلاه لفظ الجلالة بخط يمينه.. يفخر بأنه تعلمها من دون أن يرسله أبوه إلى شيخ الكتاب.. الموكول إليه تحفيظ القرآن ومبادئ الحساب.. أشير عليه بأن يستعين بشاب ليخفف عنه الأعباء.. ويعينه على الزمان.. فينظر إلي متعجبا.. يفحص ذراعيه مليا.. يرفعهما معا ليوازي بهما كتفيه مزهوّا: « عندك عضلات زي هذه؟ » ويقهقه فيملأ الكون من حولنا.. ويكمل « الإعانة للناس الآخرين! ». *** مات جدي على ظهر حصانه مثلما تمنى.. وصل الحصان إلى طرف القرية وحده.. كانت الشكيمة مربوطة بيمينه.. وكانت طيور الضيعة كلها تحوم حول الحصان.. تودع صاحبه وتحرسه.. مرشدة إياه اتجاه البيت ومسرب البيت، دون أن يضله غبار القبلي.. أو يعيقه شوك البساتين.. أو أعواد الغاب.. كان منكفئا على السرج.. كأنما يعض عليه بالنواجذ.. ولم يتحرك ليربط حصانه في العمود الذي غرزه في الأرض.. ولم يسقط مع وقوف الحصان..!  
فتحي العابد

الصّراع من اجل البقاء

 


أم أسيل – تونس أمرتُ قلمي بالكتابة أن يطاوعني فأبى إنه قلم حيّي يخجل أن يحكي على الملإ قصة صراع على البقاء صراع تتنافرُ فيه أجزاء جسد أبى إلاّ أن يكون عصيّا من أجل البقاء داخل يتضوّر.. تشغله حبة قمح وفرش وغطاء في صيف محرق وخريف مرعد وشتاء في ربيع لا يعرف الورود ولا الفراش .. ولا الغناء يصارع من أجل رغيف خبز وشرَف وشربة ماء وخارج همّه ساعة تزين معصَمه وسيارة فارهة وبناء تبادلت يداه اللكمات ولسانُه صار سليطا على الرجال بل حتى على النساء عبد الله وعبد المجيد والرشيد.. يُجلدون كما يُجلد العبيد الضُعفاء صار الصّراع من أجل البقاء صراعا على كرسي في حافلة مهترئة الجنبات .. محركاتها شَلاّء يا حزن قلبي وقلمي ..على جسد حين يُصبح الصراع ترفا يُجيدُه من لا يستحي فيقول ويفعل ما يشاء حين يصبح الحديث عن العيب وعن الجنة والنار ترفا فكريا لا سبيلا للبقاء فإن كنت لبيبا.. إختر لنفسك هذا أو ذاك البقاء أو منزلة بين المنزلتين كما اختارها واصل بن عطاء ولكن لا تقل يوما لم تلد مثليَ النساء فإن ترجّلتَ فاحذر الأشواك والألغام وإن ركبتَ الريح فاحذر من سقوط يتناثر معه الجسد أشلاء.. حينها تنتهي قصة الصّراع من أجل البقــــــــــــــــــاء .   أفريل 2010 .  


رسالة إلى أستاذ فلسفة مُـرتـدّ

بسم الله الرحمن الرحيم حضرة البنت الفاضلة المؤمنة الآنسة منية بن غربال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد، فقد اتصلت برسالتك التي تعبّر عن شدة حيرتك بخصوص السؤال الذي طرحه أستاذ الفلسفة قائلا: (من يجيبني عن هذا السؤال أدخل معه في الإسلام، ووعد الحر دين… ). ثم قال: (تقولون إنّ الله عادل، فكيف يخلق إنسانا ضريرا محروما من رؤية الضوء، وإنسانا متمتّعا بالنظر!؟) أيتها الفتاة المؤمنة، إن سؤال الأستاذ مبني على مغالطة مضحكة ومحزنة: 1) أما كونها مضحكة فلأن حضرته قد خلط بين الهبة والعدل، وبيان هذا هو أن جميع العقلاء يعلمون أن العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه. إذا عرفنا معنى العدل فنسأل الأستاذ الفاضل: هل للأعمى حق ثابت قبل أن يخلقه الله حتى يطالب به؟ وهل لغير الأعمى حق على الله قبل أن يخلقه؟ إن كل نعمة يتمتع بها المخلوق ما هي إلا هبة من الخالق، وكل واهب لشيء ما هو إلا مخير بين أن يهب أو لا يهب، أفلا ترين أننا لو شاهدنا قاضيا خرج من قاعة المحكمة فوجد في الطريق ثلاثة أشخاص، فأعطى لواحد دينارا هبة منه وأعطى للثاني نصف دينار، ولم يعط للثالث أي شيء، فهل نصف هذا القاضي بأنه غير عادل؟ إننا نخطئ خطأ واضحا إذا وصفناه بأنه غير عادل، مادام يتصرف في مواهبه بالعطاء والحرمان وهو في ذلك مخير كما يشاء. فتبين أن هناك فرقا واضحا بين الهبة والعدل والحس السليم لا ينكر هذه الحقيقة إلا من طريق المكابرة والعناد. ولو قلنا أن الخالق سبحانه يجب أن يُسوّي بين المخلوقات على الصورة التي توهمها حضرة الأستاذ الفاضل، لكان من حق الحمار أن يقول لماذا لم تخلقني فيلسوفا، وأتولى التدريس في المعاهد؟ ولكان من القرد أن يقول لماذا لم تخلقني غزالا؟ ولكان من حق الفأر أن يقول لماذا لم تخلقني فيلا؟ …الخ وهكذا يصبح كل ذي مرتبة دنيا محتجا بأن ( من حقه ) أن يكون في المرتبة العليا. ولما كانت عطايا الله ومواهبه لا يستحقها أحد من أجل أي شيء قدمه قبل أن يخلقه الله على الوضع الذي اختاره له. لما كانت عطاياه كذلك تبين أن الخالق هو فيها بالخيار التام. إن من الناس من خلق بصيرا، ومن الناس من خلق أعمى ولا بد أن نسلم بأن كل ذلك لحكمة إلهية. ولماذا نسلم بحكمة خالق الكون؟ لأننا رأينا حكمته واضحة عند أدنى تأمل، وإنها لحِكَم لا تكاد تحصى، فالأرض مثلا تبعد عن الشمس بمائة وخمسين مليون كيلومتر في المعدل، فلو ابتعدت عن الشمس أكثر من هذا القدر لتجمد كل ما فيها، ولو اقتربت من الشمس أكثر لاحترق كل ما فيها، فهل كان مدارها في هذا الفلك المحدود من طريق الصدفة أو من الحكمة البالغة؟ وهكذا نرى حكمة الله منبثة في كل ما أوجد، أنظري مثلا إلى بصمات أصابع الإنسان، وكيف تنوعت إلى عشرين شكلا في الشخص الواحد، حتى لا تلتبس أية شخصية بأخرى ابتداء من آدم إلى آخر فرد من ذريته. فهل كان هذا التنويع العجيب صدفة؟ أو أن الطبيعة ذكية إلى هذا الحد؟ أو أن ذلك صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه؟ ونسأل أنفسنا: لماذا كانت عيون الإنسان في رأسه، لماذا لم تكن في منكبه أو بطنه أو ظهره أو ركبتيه أو في يديه؟ وبنفس هذه الطريقة نتساءل عن اللسان والأسنان والآذان …الخ ولو ذهبنا إلى استقصاء عجائب صنع الخالق لتبيّنت لنا حقائق عجيبة يتألم كل ذي عقل من غفلته من ملاحظتها وعدم انتباهه إليها. ولما كانت حكم الله يدرك المرء بعضها بالتأمل وجب أن نسلم أن من خلقه أعمى لابد أن يكون لحكمة، ومن الخطإ أن نجزم بأن الحكمة في عمى المعري هي نفس الحكمة في عمى طه حسين، فقد يكون الشخصان متصفين بصفة واحدة مع تنوع الحكم بشأنهما. ويمكن أن ندرك ـ بصفة عامة ـ أن الشخص الأعمى جعله الله عبرة للأصحاء ليدركوا الفضل العظيم الذي وهبه الله لهم دون أن كان لهم حق في ذلك فينتبهوا إلى شكره، وتقدير فضله عليهم. ثم إن الحياة ـ وإن طالت بالإنسان ـ ما هي إلا مرحلة من مراحل الوجود، وسينتقل الأعمى والبصير عنها إلى حياة أخرى دائمة، وما حياة الإنسان في هذه الدنيا بالنسبة إلى الحياة الدائمة إلا كنقطة في المحيط، ومثل الأعمى والبصير في هذه الدنيا كمثل شخصين جلس أحدهما على أريكة ذات حشايا أنيقة، وجلس الثاني على كرسي خشبي مجرد من الحشايا وبعد جلوسهما فترة محددة لا بد أن يتركا الكرسيين، فالبصير بمنزلة الجالس على الأريكة والأعمى بمنزلة الجالس على الكرسي الخشبي، ثم لابد أن يتحولا لملاقاة أعمالهما، وعندئذ يجازي الله كلا منهما على أعماله جزاءا وفاقا بالقسط والعدل. إن هذا القضاء بين المخلوقات مع جزاء كل على عمله هو ميدان العدل الذي هو إعطاء كل ذي حق حقه. ولا شك أن الله سيتكرم على الأعمى عندئذ تكرما يليق بالفضل الإلهي العظيم، جزاء له على صبره على عاهته التي اقتضتها الحكمة الإلهية حيث جعله الله عبرة لغيره، على أن الحكمة لا بد أن تختلف بحسب الأشخاص، فبعضها ندركه، وبعضها قد لا ندركه. 2) وأما كون المغالطة محزنة فلأن حضرة الأستاذ ما توجه بهذا السؤال ـ فيما يبدو ـ إلا بقصد زعزعة العقيدة في نفوس أبنائنا لا قدر الله وإن مثل هذه المشاغبات خطرها أشد من الموت مع أنها بمنأى عن الصواب، وما هي إلا من المغالطات كما تبيّن لك ذلك في العرض السابق. أسأل الله أن يهديه سواء السبيل، وأن يوفقه للتأمل والتبصر في كل قضية، حتى لا يتسرع وينساق مع النظر السطحي، وكان من المفروض في أمثاله أن يكون من رجال التأمل الرصين، لا أن يردد ما سمعه أو قرأه لأناس سطحيين ولو كان يعتبرهم من كبار الفلاسفة. أما قوله من يجيبني أدخل معه في الإسلام، فهذا اعتراف منه بأن الرجل مرتدّ، والرّدة شأنها خطير، فأرجوك عرض هذا الجواب عليه لعله يعود إلى الإسلام بالمتاب، والله يقبل التوبة عن عباده. إنّ هذا ما نرجو الله أن يهديه إليه. وأما أنت فإني أحمد الله على أن ثبتك على الدين الحق وأسأله تعالى أن يزيدك ثباتا وتوفيقا. ثم إني لأرجو أن تصوري هذا الجواب وتوزعيه على أكبر عدد ممكن من زملائك، فإن الله يثيبك ثواب من ساعد على توضيح هذه الحقيقة، والحمد لله رب العالمين. القيروان، في 16 جمادى الثانية 1408 = 04 فيفري 1988 عبد الرحمن خليف (المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله بتاريخ 20 أفريل 2010) الرابط:http://www.cheikhelif.net/site/site.php

 


عندما يجتمع الإسلام والديمقراطية.. في إندونيسيا


صلاح الجورشي 2010-04-24 العرب الذين شاركوا في فعاليات المؤتمر السادس للحركة العالمية من أجل الديمقراطية، الذي عقد بالعاصمة جاكرتا من 11 إلى 14 أبريل الجاري، تملكهم إحساس غريب كان أشبه بفقدان الوزن وهم يستمعون للخطاب الذي ألقاه الرئيس الإندونيسي في جلسة الافتتاح. فرغم كونه من أبناء المؤسسة العسكرية ويستعد لإصدار ألبومه الثالث من أغاني البوب ليتبرع بمداخيله لجمعيات خيرية، فإنه عبّر عن وعي سياسي يختلف كثيرا عما هو سائد في البلاد العربية. لقد أكد اعتزازه بأن بلاده قد قطعت شوطا لا بأس به نحو ترسيخ قواعد النظام الديمقراطي الذي رأت فيه الاختيار الأفضل لإدارة خلافاتها الداخلية. ورغم الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها جزيرة بالي السياحية الجميلة، فإن القيادة السياسية لم تتخذ من تلك الأحداث الدامية مبرراً لإلغاء الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان كما حصل في دول عربية كثيرة، وإنما على العكس من ذلك اعتبرت أن مزيدا من الديمقراطية يمكن أن يشكل عاملا حاسما في التغلب على مخاطر الحركات العنيفة. لم تتبنَّ إندونيسيا الديمقراطية لحماية تنوعها العرقي والثقافي الواسع فقط، أو من أجل تنظيم التنافس على الحكم بين العشرات من أحزابها السياسية، وإنما اعتقادا من قبل نخبتها بأن الديمقراطية يمكن أن تساعد على تحقيق التنمية. هذا ما أكده الرئيس سوسيلو بابانغ يودويونو في كلمته، حين اعتبر أن الديمقراطية ليست حلا في حد ذاتها إذا لم تقترن بجهود تنموية ناجحة، وهو ما فعلته تجربة إندونيسيا في عهده، حين أصبحت ثالث دولة في العالم من حيث حفاظها على نسبة نمو عالية كانت في حدود %12، وتتمتع بموقع نشيط ضمن مجموعة الدول العشرين الاقتصادية. كذلك، بيّن رئيس أكبر دولة إسلامية في العالم، التي يبلغ عدد سكانها نحو 180 مليون نسمة، أن تجربتهم نجحت أيضا في إلغاء مظاهر التعارض بين الديمقراطية والإسلام، أي بين الهوية والحرية. وهو يعتقد بأنه لا توجد « أي نزاعات واختلافات كبيرة بين الالتزامات السياسية والروحانية والدينية »، مشيراً إلى أن بلاده تضم أحزابا سياسية إسلامية عديدة تؤيد بشكل كبير مفهوم الديمقراطية « من وجهة نظر معتدلة في ظل الانفتاح الشعبي على الأديان والجاليات العالمية »، معتبرا ذلك « خطوة تعد البذرة الأولى لانسجام الحضارات في القرن الحادي والعشرين ». إن أغلبية السكان المسلمين من الإندونيسيين فخورون بانتمائهم إلى الإسلام، وهم يمارسونه على طريقتهم التي أخذت بعين الاعتبار خصوصيات تجربتهم التاريخية، لكنهم في الوقت نفسه لم يعملوا على إلغاء حقوق بقية الطوائف، ولم يسعوا إلى فرض الطقوس الدينية على المواطنين، ولم تتضمن وثيقة الدولة الجامعة التي هي بمثابة الدستور أية إشارة إلى الشريعة أو إلى كل ما يمكن أن يشير إلى إسلامية الدولة، وإنما تقيدوا بمبدأ حرية العبادة للجميع. وهو ما جعل الحركات الدينية المتشددة، رغم وجودها داخل البلاد وتوسعها أحيانا، تظل هامشية، ولم تنجح في افتكاك القيادة الروحية والسياسية للبلاد. عندما نظم عمدة المدينة حفلا موسيقيا تكريما للمشاركين الذين قدموا من أكثر من مائة دولة، اعتبر في كلمة الترحيب أن من المظاهر السياسية التي يفتخر بها ويرى فيها مؤشرا على ترسخ تقاليد الحكم الديمقراطي، أن العاصمة جاكرتا قد شهدت 1200 مسيرة سلمية في أقل من سنة، أي بمعدل ما بين ثلاث وأربع مسيرات يومياً. وفعلاً، فإنك عندما تتجول في شوارع هذه المدينة العملاقة المكتظة بالسيارات والدراجات النارية، قد تعترض طريقك مسيرة طلابية أو عمالية أو غيرها من الفئات الاجتماعية والسياسية المعارضة للتوجهات الليبرالية للرئيس الحالي، الذي تراجعت شعبيته في الفترة الأخيرة على إثر التكلفة الباهظة التي قدمتها الحكومة لإنقاذ بنك محلي من الإفلاس، وذلك رغم إعادة انتخابه لدورة ثانية على إثر النتائج الاقتصادية المهمة التي حققها في دورته الأولى. لم يمنعهم أحد من ممارسة حقهم في التعبير أو التظاهر، رغم الاحتكاكات التي قد تحصل أحيانا بين المتظاهرين وقوات الأمن، وهو ما أدى مؤخرا إلى موت أحد المتظاهرين من أقصى اليسار. خلافا لدول عربية وإسلامية كثيرة، فإن إندونيسيا ليست لها مشكلة مع منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك منظمة « فريدم هاوس »، التي أعلنت مؤخرا أن الحكومة « اتخذت خطوات ملموسة لصالح حرية التعبير بإلغاء رقابة الدولة وإصدار الضمانات القانونية للصحافة والسماح للعديد من وسائل الإعلام الجديدة بالحصول على التراخيص لممارسة العمل الصحافي ». وبناء عليه قامت المنظمة برفع مرتبة الصحافة في إندونيسيا من مستوى « غير حرة » إلى مستوى « حرة جزئياً ». كما أن المجتمع المدني الإندونيسي أصبح يتمتع بحضور قوي، مما جعل منه طرفا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. هكذا تنضم إندونيسيا إلى دول إسلامية أخرى غير عربية مثل تركيا وماليزيا وإلى حدٍ ما باكستان، وبدرجات متفاوتة إلى ثلثي الدول الإسلامية إلى دائرة الأنظمة الديمقراطية رغم بعض الصعوبات والتعثرات. لم يحُل الإسلام دون تبني المنظومة الديمقراطية والانصهار فيها. المنطقة العربية هي الوحيدة التي لا تزال درجة الممانعة فيها عالية، نظراً لترسخ النمط الاستبدادي على الصعيدين الهيكلي والثقافي. وهو ما يستوجب البحث عن أسباب ذلك بعيدا عن القول بوجود تعارض بين الإسلام والديمقراطية. * كاتب وصحافي تونسي (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 24 أفريل 2010)


جمعية قبطية في المهجر تهنئ إسرائيل بـ’عيد استقلالها’


4/24/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: هنأ أقباط مقيمون في الولايات المتحدة إسرائيل بـ’عيد استقلالها’، وأعلنوا، في بيان، عن أمانيهم بأن ‘تتمكن إسرائيل من تحرير الضفة وغزة من الفلسطينيين’، وأيضا ‘تحرير القدس من الغزاة العرب لتكون عاصمة موحدة لدولة إسرائيل العبرية’. وزعم البيان أن ‘نضال إسرائيل يمثل درسا للشعوب المقهورة والمحتلة’، وأضاف البيان الذي صدر عن الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية، التي يقودها المحامي موريس صادق ونشر على موقع الجمعية الالكتروني قوله ‘نشارك شعب اسرائيل فرحته وانتصاره على الغزاه العرب، اننا نتأمل كفاحكم المجيد لاقامة دولة اسرائيل والمحافظة على وجودها واستمرارها … أنتم كيهود وابناء شعب الله المختار أنتم المثل والقدوه التي يجب ان تحتذي بها الشعوب ونضالكم يجب ان يكون درسا للشعوب المقهوره والمحتلة’. وندد البيان القبطي بالفلسطينيين واتهمهم بقتل المسيحيين في غزة قائلا ‘فقد افرغ الاسلاميون العرب السكان المسيحيين في ارض اسرائيل منهم خاصة بعد ان قام الاخوان المسلمون حماس بقتل المسيحيين في غزه’، ثم انتقل البيان إلى الهجوم على ثورة يوليو في مصر، متهما إياها بأنها كانت ‘ثورة إخوانية’، مضيفا ‘وبقيام الاخوان المسلمين بزعامة جمال عبد الناصر بالانقلاب العسكري سنة 1952 وسلبه ثروات الاقباط واجبارهم على محاربة اليهود في سنوات حروب 48 و56 و67 و73 وفيها فقد الاقباط الافا من شبابهم في حروب اسلامية فاشلة لاناقة لهم فيها ولا جمل وانتهت كلها بهزيمة جمال عبدالناصر والقومية العربيه على يد احفاد الغزاة العرب’. وأضاف البيان القبطي قوله ‘يتطلع الاقباط لليوم الذي تتحرر فيه مصر من الاحتلال العربي كما تحررت اسرائيل من الاحتلال العربي’. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد بعث رسالة تهنئة لنظيره الإسرائيلي شمعون بيريس بعيد قيام إسرائيل الـ62 وفقا لما كشفته صحيفة ‘معاريف’ العبرية في تقرير لها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 أفريل  2010)  


قراءة في الأخطر القادم….عربيّا و دوليّا

 بقلم: د.أحمد القديدي* في العلاقات الدولية كما في المسرح ! هناك الركح الذي يراه الجمهور و عليه يتحرك الممثلون بأزيائهم و مساحيقهم و نصوصهم المحفوظة المكررة و المتدرب عليها لأداء أدوارهم بمهارة تقنع الجمهور و تنقل إليه رسائل المسرحية الأدبية أو الفلسفية أو المسلية ،  و لكن هناك الكواليس التي عادة ما تمنع عن الجمهور و لا يدخلها سوى المرخّص لهم من أهل المهنة. و هذه الحقيقة القديمة زادها العصر الذي نعيش فيه تعميقا و مصداقية لأنه عصر الصورة حيث عوضت الإنسانية أصول الأشياء بقشورها و إستعاضت عن الحقائق بظل الحقائق و تموقع المظهر مكان الجوهر. هذا الواقع يزينه السياسيون بعبارة « الدبلوماسية » حتى أصبح من البديهي أن نطلق مصطلح « الدبلوماسي » على سلوك مصطنع أو ممارسة مزيفة. من ذلك نقول « إبتسامة دبلوماسية » أو « عبارة دبلوماسية » أو « تخلص دبلوماسي » بدون حرج في مستوى العلاقات بين الدول. و لكن عمل المحلل الإستراتيجي المستقل هو أن يحفر وراء الغلاف ليصل إلى كنه المادة و أن يستنطق الحدث في العمق ليعرف ما وراء الأكمة و أن يحاول تفسير الظاهر ليتبدى له المستور، و يسمع من وراء الحجب صوت المسكوت عنه. إنه عمل إستكشافيّ. أقول قولي هذا و أنا أقرأ تقارير تصلني من بعض الزملاء المحللين و الخبراء في الشأن الدولي ربطتني بهم علاقات زمالة قديمة وهم يديرون مراكز و معاهد للتفكير و إستشراف المستقبل و التخطيط لبعض الحكومات. وهي تقارير تعرف عادة بأنها « محدودة التوزيع » أو « خاصة » أو بعبارة الأنجليز « كونفيدنشل » كما أقرأ بحوثا منشورة أبيض على أسود تتناقلها المجلات المختصة و الجدية مثل مجلة « الشؤون الخارجية » (فوريني أفارز) الأمريكية الشهيرة. هذا الأسبوع حطّت على مكتبي في باريس وثيقتان : الأولى من صنف الرؤى السياسية التي أعرف مستوى تعمق و تجارب صاحبها وهو رجل الإقتصاد الأمريكي ليندن لاروش ذو السادسة و الثمانين من عمره الحافل بالتحديات فهو الوحيد الذي تنبأ بالأزمة الإقتصادية والحضارية الراهنة منذ الثمانينات.  و الثانية بحث منشور في العدد الأخير من مجلة « الفوريني أفارز » الأمريكية. بين الوثيقتين نقاط إلتقاء أكثر مما بينهما من نقاط إختلاف. ولكنهما معا يعلنان للعرب مخاطر قادمة قد نغفل عنها في زحمة الأحداث الصغيرة العادية التي تلهينا عن الأهم. الوثيقة الأولى نشرتها أسبوعية (ستراتيجيك ألرت) من تحرير المفكر لاروش بعنوان (تمهيدا لفوضى إقليمية شاملة في الشرق الأوسط) التي جاءت تعززها يوم الإثنين الماضي تصريحات ساطعة للرئيس الروسي ميدفيديف و لرئيس أركان الجيش الروسي و المحذرة من هجوم أمريكي- إسرائيلي على إيران لأن هذين المسؤولين كما قالا يملكان أدلة على وجود مخطط جاهز للتنفيذ و يحذران – كما يحذر ليندن لاروش- من إحداث زلزال إقليمي و عالمي مدمر. نعود للوثيقة التي تقول بأن لعبة خطيرة سوف تدخل الفوضى لكامل جنوب شرق أسيا يلعبها الرئيس أوباما و حليفه ناتنياهو بضرب المفاعلات النووية و ضرب مواقع للحرس الثوري في إيران. يقول التقرير إن ما يمنع أو يؤجل تنفيذ هذا المخطط هو رفض الصين و روسيا الموافقة عليه مع العلم بأن أي هجوم أمريكي- إسرائيلي منفرد سيعود إلى تكرار خطإ بوش في العراق و لكن بشكل أخطر لأنه سيعود بالعالم إلى الحرب الباردة ويوقف خطة الحد من السلاح النووي و يدخل بالخليج العربي في دوامة مجهولة العواقب كما أنه يتسبب في أكبر أزمة للطاقة و الأمن في الإقليم. و هنا لا بد أن نشير إلى مسعى تركيا في مؤتمر الحد من النووي المنعقد في واشنطن يومي 13 و 14 أفريل الجاري لإثارة قضية العدل الدولي المطلوب في التعامل مع « إسرائيل » بنفس الحزم الذي نراه مع إيران، هذا المسعى المشرف و الذي يبدو أنه لن يقنع واشنطن و لا تل أبيب. و نلفت النظر إلى الوثيقة الثانية وهي بحث أكاديمي منشور في العدد الأخير لمجلة (فوريني أفارز) بقلم (نيال فيرجيسن) أستاذ التاريخ في جامعة هرفرد تحت عنوان (أمبراطورية على شفا الهاوية) يحلل فيه المفكر الإستراتيجي البريطاني- الأمريكي مراحل متوقعة لما سماه الإنهيار المبرمج للأمبراطورية الأمريكية وهي مراحل بلغت ذروتها كما يقول الرجل بالتورط غير المنطقي في حروب تتناسل من بعضها البعض في بقاع بعيدة عن الولايات المتحدة مثل أفغانستان و العراق و باكستان و غدا ربما كوريا الشمالية أو إيران أو اليمن أو الصومال ! مما يدعو إلى تفريغ الخزانة الأمريكية تدريجيا و تراكم المعضلات الإقتصادية و المالية و الإجتماعية الداخلية وهي مؤشرات تدل حسب الباحث على بداية الدخول في مسار إنهيار مؤكد. أردت بصراحة أيّها القرّاء العرب أن ألفت أنظاركم إلى أن الظاهر غير الخافي في العلاقات الدولية و الأزمات الإقليمية و أن قوى غربية و « إسرائيلية » متطرفة ستعيد الكرّة معنا على غرار ما وقع لنا مع الإنجيليين و المحافظين الجدد في عهد بوش الإبن. فاليقظة اليقظة ! حتى لا نصحو على كارثة.
*رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس    (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 134 بتاريخ 23 أفريل 2010 )


نهر النيل بين الاستراتيجية و(الفهلوة)


د.فهمى هويدى

 

       
   
   

فشل المفاوضات مع دول حوض النيل درس جديد لمصر، يذكرها بأنها يجب أن تأخذ متطلبات أمنها القومى على محمل الجد، وأن «الفهلوة» لا يمكن أن تكون بديلا عن الاستراتيجية.

(1)

الأمر ليس هينا ولا يحتمل التراخى أو الهزل، فموضوعه مياه النيل التى تعتمد عليها مصر بنسبة 95٪ وحين يكون الأمر كذلك، فهو يعنى أننا نتحدث عن مصدر الحياة فى هذا البلد منذ دبت فيه الحياة.

وقد جسدت الآثار المصرية هذه الحقيقة فى لوحة صورت مركبا ضم الفرعون متحدا مع رمز النيل «حابى» مع رمز العدالة «ماعت»، واعتبر الباحثون أن هذه اللوحة تمثل خريطة مصر منذ فجر التاريخ، التى تقوم على الأضلاع الثلاثة الحاكم الفرعون وحابى النيل وماعت العدل.

هذا الذى وعاه الفراعنة منذ آلاف السنين صرنا نناضل من أجل تثبيته والحفاظ عليه فى القرن الواحد والعشرين. إذ فى حين ظننا أن أمر الفرعون وقضية ماعت (العدل) يحتلان رأس شواغلنا الوطنية،فإننا فوجئنا بأن ضلع «حابى» فى خطر، صحيح أن الخطر ليس حالا ولا داهما، ولكن مقدماته لا تخطئها عين.

ذلك أن حصة مصر التاريخية من مياه النيل المستقرة منذ عام 1929 وبالاتفاق مع السودان عام 1950 (55 مليار متر مكعب) تتعرض الآن إلى النقد والمراجعة، وفى الوقت الذى أدركت فيه مصر أنها بحاجة لأن تضيف إلى حصتها 11 مليارا أخرى بسبب الزيادة الكبيرة فى عدد السكان ومعدلات الاستهلاك، إذا بها تفاجأ بأن عليها أن تخوض معركة طويلة لكى تحافظ على حصتها الأصلية.

الموقف بدأ فى التغير ابتداء من عام 1995، حين ارتفعت الأصوات فى دول المنبع داعية إلى إعادة النظر فى توزيع حصص مياه النيل استنادا إلى ثلاثة عوامل هى: أن دول المنبع اعتبرت أن تلك المياه ملك لها، ومن ثم فلها الحق ليس فقط فى حجزها وراء السدود ولكن أيضا فى بيعها إلى مصر والسودان، العامل الثانى أن بعض تلك الدول، (كينيا وتنزانيا مثلا)، ذكرت أن الحصص ينبغى أن يعاد النظر فيها بما يلبى تطور احتياجاتها التنموية خصوصا فى التحول من الزراعة الموسمية إلى الزراعة الدائمة.

العامل الثالث أن تلك الدول احتجت بأن اتفاقية عام 1929 وقعتها مصر مع سلطة الاحتلال البريطانى، التى لم تراع احتياجات «مستعمراتها»، وبعدما نالت تلك المستعمرات استقلالها فإن الأمر اختلف، بما يسوغ إعادة النظر فى الاتفاقات التى عقدها البريطانيون.

هذه الحجج لم تكن بريئة تماما، فالدعوة إلى إعادة توزيع الحصص بصورة «أكثر عدالة» تثير الانتباه. إذ فى حين تعتمد مصر فى احتياجاتها المائية على مياه النيل بنسبة 95٪، فإن نسبة اعتماد إثيوبيا التى تقود الحملة حوالى 1٪، وكينيا 2٪ وتنزانيا 3٪ والكونغو 1٪ وبوروندى 5٪ والسودان 15٪.

ذلك أن كثافة هطول الأمطار على تلك البلدان تقلل من أهمية مياه النيل بالنسبة لها. الأمر الآخر المهم أن اتفاقات المرحلة الاستعمارية التى يراد إعادة النظر فيها، بما فيها اتفاق توزيع حصص المياه، هى ذاتها التى أنشأت تلك الدول، وإعادة النظر فيها من شأنها أن تطلق عنان الفوضى ليس فى دول حوض النيل فحسب، وإنما فى أفريقيا كلها.

يضاف إلى ما سبق أن ثمة قواعد عامة لإدارة مياه الأنهار العابرة للدول تنص على إقرار مبدأ الحقوق التاريخية المكتسبة فى الموارد المائية، وتعتبر أن مياه الأنهار مورد طبيعى مشترك لا يخضع لسيادة دولة بذاتها. وهذه القواعد أقرها معهد القانون الدولى فى عام 1961.

(2)

فى الجولة التفاوضية الأخيرة التى عقدت فى شرم الشيخ وانتهت يوم الأربعاء الماضى (14/4) كان واضحا أن دول حوض النيل السبع (المنبع) تكتلت ضد مصر والسودان (دولتا المصب). إذ رفضت المقترحات المصرية السودانية لاتفاقية التعاون فيما بينهما. خصوصا ثلاثة بنود أصر عليها البلدان تقضى بما يلى: ضرورة قيام دول منابع النيل بإخطار الدولتين مسبقا قبل تنفيذ مشروعات على أعالى النهر قد تؤثر على حصصهما فى المياه ــ استمرار العمل بالاتفاقيات السابقة التى توزع حصص المياه باعتبارها حقوقا تاريخية ــ فى حالة إنشاء مفوضية لدول حوض النيل، فإن التصويت فيها إما أن يتم بالاجماع وإما بالأغلبية التى يشترط فيها موافقة دولتى المصب.

مؤتمر شرم الشيخ كان بمثابة الجولة الثالثة للمناقشات مع دول حوض النيل، الأولى كانت فى كينشاسا بالكونغو (مايو 2009) والثانية كانت فى الإسكندرية (يوليو 2009) ــ وحسب البيان الذى أصدرته دول الحوض السبع منفردة فإن لقاء الإسكندرية هو آخر اجتماع لبحث الموضوع، وإذا سارت الأمور على النحو الذى حدده البيان ولم يتدخل الرؤساء لتغيير موقف الوزراء، فإن تلك الدول ستوقع الاتفاقية خلال عام، دون أن تشارك فيها مصر أو السودان، وهذه الخطوة إذا تمت فإنها ستكون بمثابة أول شقاق علنى بين دول حوض النيل؛ منبعه ومصبه، والمرة الأولى التى تتحدى فيها تلك الدول مصر وتتصرف على نحو يفتح الباب لاحتمال المساس مستقبلا بحصتها فى المياه، ومن ثم الإضرار بأمنها القومى، كما أن هذا الشقاق سوف يكرس المواجهة بين الدول العربية فى القارة والدول الأفريقية غير العربية.

(3)

مصر تدفع الآن ثمن غيابها عن أفريقيا. هذه المقولة لم يختلف عليها أحد من الخبراء الذين حدثتهم فى الموضوع. ذلك أن أفريقيا حين كانت إحدى دوائر الانتماء فى المرحلة الناصرية، كان لها شأن مختلف تماما، فقد كان هناك مكتب يعنى بأمرها فى رئاسة الجمهورية، تولى المسئولية عنه السيد محمد فايق، إلى جانب المكاتب الأخرى التى خصصت لمتابعة الشئون العربية والآسيوية والأوروبية، وكانت القاهرة مفتوحة الذراعين لحركات التحرر فى مختلف الدول الأفريقية.

فى حين كانت شركة النصر للتصدير والاستيراد هى غطاء أنشطة المخابرات المصرية فى دول القارة إلى جانب أنشطتها الأخرى. كما كانت مدينة البعوث الإسلامية والجامعات المصرية تستقبل باستمرار أعدادا كبيرة من أبناء تلك الدول. وفى التركيز على دول منابع النيل فإن الرئيس عبدالناصر أقام علاقة خاصة مع الإمبراطور هيلاسلاسى وكان يحضر اجتماعاتهما فى القاهرة الأنبا كيرلس بطريرك الأقباط الأرثوذكس، الذى كانت تتبعه كنيسة الحبشة.

لكن هذه الصفحة طويت بمضى الوقت بعد رحيل عبدالناصر، وجرى تفكيك كل الجسور التى تم بناؤها مع مختلف دول القارة. حتى الكنيسة الإثيوبية انفصلت عن الكنيسة المصرية. وتعزز وتعمق التباعد حين جرت محاولة اغتيال الرئيس مبارك أثناء توجهه للمشاركة فى القمة الأفريقية بأديس أبابا عام 1995. وهو العام الذى لم تنتكس فيه علاقة مصر بالدول الأفريقية فحسب، ولكن بدا أيضا أن التراجع تحول إلى ما يشبه الخصومة التى سقطت بمقتضاها أفريقيا من أولويات أجندة السياسة الخارجية المصرية.

(4)

حين كانت مصر تخرج بصورة تدريجية من أفريقيا، كانت إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من الدول صاحبة المصلحة تزحف على القارة وتثبت أقدامها فى أرجائها. ومن المفارقات ذات الدلالة أن مطالبة دون المنبع بإعادة النظر فى حصص مياه النيل بدأت فى عام 1995، كما سبقت الإشارة.

وهو ذات العام الذى وقعت فيه محاولة الاعتداء على الرئيس مبارك، وأحدثت ما يشبه القطيعة فى العلاقات المصرية الأفريقية، وهو ما تجلى فى غياب مصر عن مؤتمرات القمة الأفريقية، الأمر الذى هيأ الفرصة المواتية للآخرين ليس فقط لكى يتمددوا ويتمكنوا، ولكن أيضا لكى يكيدوا لمصر ويسمموا العلاقات معها.

من الملاحظات المهمة فى هذا السياق أن الدول التى تزعمت تلك الدعوة، هى أكثر دول القارة ارتباطا بإسرائيل وانفتاحا عليها (إثيوبيا وكينيا وأوغندا)، وهو ما يعزز الشكوك فى دوافع إطلاق ما سمى بالاتفاقية الإطارية للتعاون بين دول حوض وادى النيل.

هذه الخلفية عبر عنها الدكتور محمد أبوزيد وزير الرى والموارد المائية السابق، حين صرح فى شهر فبراير من العام الماضى بأن ثمة مخططا إسرائيليا أمريكيا للضغط على مصر، لإمداد تل أبيب بالمياه من خلال إثارة موضوع «تدويل الأنهار».

هذا الكلام صحيح مائة فى المائة، كما أنه ليست فيه أية مفاجأة. فالوثائق الإسرائيلية المنشورة تجمع على أن استراتيجية الدولة العبرية منذ أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات اتجهت إلى محاولة تطويق العالم العربى والانقضاض عليه من الخلف، من خلال ما أطلق عليه بن جوريون رئيس الوزراء آنذاك سياسة «شد الأطراف»، التى ركزت على اختراق ثلاث من دول الجوار هى إثيوبيا وتركيا وإيران.

وكان الدخول إلى القارة الأفريقية والتركيز على دول حوض نهر النيل، وعلى رأسها إثيوبيا للضغط على مصر جزءا من تلك الاستراتيجية، وقد فصلت فى هذه القصة دراسة عميد الموساد المتقاعد موشيه فرجى «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان» التى قدمت إلى مركز ديان للأبحاث فى تل أبيب، (نشرت فى عام 2003 وسبق أن استشهدت بمضمونها المثير).

لا مفاجأة فيما حدث إذن، ذلك أن الوجود الإسرائيلى المدعوم بالسياسة الأمريكية تم تحت أعين الجميع ولم يكن فيه سر. ودراسة العميد فرجى تحدثت عن انتشار خمسة آلاف خبير إسرائيلى فى دول القارة فى ذلك الوقت المبكر. وهؤلاء نشطوا فى مختلف المجالات العسرية والاقتصادية من تدريب للجيوش والشرطة إلى إقامة المزارع وتصدير الزهور، وما كانت تقوم به شركة النصر للتصدير والاستيراد المصرية فى الستينيات والسبعينيات تصدت له وضاعفت من مجالاته الدولة العبرية بهمة لم تعرف الفتور أو الانقطاع.

إزاء ذلك، فبوسعنا أن نقول إن الإسرائيليين زرعوا وحصدوا، أما نحن فقد زرعنا حقا ولكننا إما تركنا الزرع بلا رعاية فجف ومات، وإما أننا اقتلعناه بالإهمال واللامبالاة. صحيح أننا حاولنا أن نعوض الغياب بأشكال مختلفة من الحضور خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك كان من قبيل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى الوقت الإضافى أو بدل الضائع.

لقد قام بعض المسئولين المصريين ــ فى مقدمتهم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بزيارات لإثيوبيا وبعض دول الحوض، كما بذلت مصر بعض الجهود التى استهدفت تحقيق التعاون الذى يقنع تلك الدول بأن لها مصلحة فى التوافق مع مصر، ودُعى رجال الأعمال المصريون للإسهام فى تلك الجهود. وتلك محاولات لا بأس بها لكنها جاءت متأخرة كثيرا، ثم إنها كانت دون ما تحتاجه حقا تلك الدول. وأهم من ذلك أنها لم تكن تعبيرا عن استراتيجية وإنما كانت من قبيل الفهلوة المصرية التى تعول على الصدف السعيدة بأكثر ما تراهن على التخطيط بعيد المدى.

لقد قرأت تصريحا لوزير الرى المصرى تحدث فيه عن مضاعفة اعتماد بند التعاون مع دول حوض النيل فى ميزانية العام الجديد لكى تصبح 150 مليون جنيه (حوالى 27 مليون دولار)، وقرأت فى اليوم التالى أن النرويج قدمت معونة بقيمة 414.2 مليون دولار إلى إثيوبيا لكى تقيم سدا جديدا عند منابع النيل. ووجدت أن المقارنة تجسد المفارقة، لأننى لاحظت أن ما قدم إلى دولة واحدة يعادل 15 مرة ما تعتزم مصر تقديمه إلى دول حوض النيل كلها فى الميزانية الجديدة.

لو أننا وجهنا ميزانية التليفزيون التى يخصصها كل عام لمسلسلات رمضان وفوازيره لكى تمول مساعدات مصر ومشروعاتها فى دول حوض النيل لتجنبنا المأزق الذى نواجهه الآن، ولخففنا الكثير من أحزان «حابى» وقلقه على المستقبل.

  (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – مصر) الصادرة يوم 24 أفريل 2010)


التلويح بالتنسيق الأمني وحل السلطة بين الهزل والجد


ياسر الزعاترة
       
   
   

على استحياء ذهب أحد رموز حركة فتح والمقربون من دوائر الرئيس الفلسطيني قبل أيام إلى إمكانية قطع العلاقة مع سلطات الاحتلال في حال قيامها بطرد حوالي سبعين ألفاً من الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهو ما سيؤدي بحسب رأيه إلى وقف التنسيق الأمني، وبالتالي إمكانية انهيار السلطة وشيوع الفوضى.

منذ وقت لم نسمع هذا التهديد، ففي زمن جماعة رفض العسكرة ودولة « الأمر الواقع » و »بناء المؤسسات » لا مكان لخطاب « ثوري » من هذا النوع قد يؤثر على الاستثمارات ومؤشر البورصة، وقد يعيق تدفق المستثمرين العرب نحو الأراضي المحتلة (مناطق السلطة) التي ستغدو بعد عام ونيف دولة ملء السمع والبصر بحسب ما يبشرنا رئيس وزرائها.

والحق أنه ما من شيء يمكن أن يؤدي إلى تراجع الإسرائيليين عن مشروع طرد الفلسطينيين المشار إليه، أو حتى عن تهويد القدس والمقدسات مثل التلويح بحل السلطة، على أن يكون ذلك تهديداً جدياً، وليس مجرد كلام بلا قيمة حقيقية كما كان دائماً.

يذكرنا هذا الأمر بجملة مصطلحات تتعلق بهذه السلطة العتيدة، لعل أهمها المصطلح الذي نحته الكاتب الإسرائيلي « عكيفا الدار »، وهو « الاختراع العبقري المسمى سلطة فلسطينية »، وأنا شخصياً أشهد، ويشاركني الرأي كثيرون أنها بالفعل اختراع عبقري، إذ قيّدت مسار القضية برمتها، كما قيّدت أصحابها بقيود يصعب الفكاك منها من دون أثمان باهظة بالنسبة للقيادة العتيدة.

آخرون في الساحة الإسرائيلية استخدموا مصطلح « احتلال ديلوكس »، أي احتلال فاخر، وبالطبع تبعاً لما توفره صيغة السلطة إياها من مزايا أمنية واقتصادية وسياسية للاحتلال، وعلى رأسها التخلص من عبء المقاومة في ظل خروج الجيش من تجمعات السكان والتنسيق الأمني، أي التخلص من الوجه القذر للاحتلال ممثلا في صدامه مع الناس، فضلاً عن البعد السياسي من حيث التخلص من صيغة الاحتلال المباشر، مع العلم أن مهمة الجنرال دايتون وتوني بلير هي المحافظة على هذه الصيغة وتكريسها على نحو لا فكاك منه، الأمر الذي بات واقعاً في ظل القيادة التي سيطرت على حركة فتح والمنظمة بعد ياسر عرفات.

بوجود ذلك الجيش من الموظفين (مدنيين وعسكريين) وتفرغ القيادة بكامل امتيازاتها، والارتباط العضوي بين كثير من رموزها مع دوائر الاحتلال، لم يعد بالإمكان التلويح بخيار حل السلطة، اللهم إلا إذا أصيب القوم بنوبة استشهادية بعرف أهل العلم أنها لا تأتي في سن متأخرة باستثناء حالات نادرة لا يعتد بها، وإذا حصل أن أصابت واحداً من القوم، فسيبادر الآخرون إلى توفير العلاج اللازم على نحو سريع قبل أن تتفاقم الحالة.

سيناريو حل السلطة كان بالنسبة للإسرائيليين هو « السيناريو الكابوس »، بحسب تعبير كاتب إسرائيلي هو « يهودا ليطاني »، وكان طرحه بعد عملية السور الواقي التي عاد الجيش الإسرائيلي من خلالها إلى مناطق (أ) بحسب تصنيف أوسلو، من دون أن يبقى فيها بكل دائم.

نؤكد مرة أخرى، أن خياراً من هذا النوع لو كان مطروحاً بالفعل على الطاولة، بل ربما ما هو دونه ممثلاً في وقف التنسيق الأمني والسماح بتحرك أفضل للمقاومة، لما تجرأ العدو على اتخاذ خطوات من ذلك النوع، لكنه يرى أن كل ما يفعله لا يزيد القوم غير تشبث بمشروعهم « مشروع الدولة »، أي دولة، فيما يرى بأم عينه طبيعة تلك القيادات التي تتحرك على حواجزه وببطاقات في آي بي يمنحها هو لا غيره، كما يراهم ويعرفهم في اللقاءات المختلفة، بما في ذلك القيادات الأمنية، ولذلك فهو مطمئن تمام الاطمئنان ويتصرف على نحو لا يضع في الاعتبار ذلك الرد، أو يهمشه في أقل تقدير.

كل ذلك يؤكد أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق قيادة السلطة وحركة فتح، وأي كلام غير هذا هو محض كذب وتدليس، ولو قررت تلك القيادة مساراً آخر لما كان بوسع الوضع العربي، بما في ذلك « المعتدل » منه، سوى التجاوب بهذا القدر أو ذاك، أقله خوفاً من الجماهير التي لن تسكت على ترك الفلسطينيين يواجهون مصيرهم وحدهم.

   

(المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 24 أفريل 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.