السبت، 21 يوليو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2615 du 21.07.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان: أوقفوا اختطاف المواطنين الموريتانيين في تونس!

الأخبار: بعد يومين من الاعتقال – الأمن التونسي يفرج عن ولد حننا عريـضة  مساندة  للنقابيين المحالين على لجنة النظام الوطنية  بالإتحاد العام التونسي للشغل موقع سي.آن.آن عربي:أشبه بالأفلام: مهاجرون غير شرعيين يختطفون مركبا تونسيا جريدة « الصباح » :اختطاف المركب التونسي قرصنة.. والعقوبة من اختصاص المحاكم التونسية جريدة « الصباح » :محاكمة 6 «حارقين» ضبطوا بالمياه الإقليمية جريدة « الصباح » : بعد انتخاب المكتب الجديد لهيئة المحامين:فـرصٌ جديـدة للحـوار موقع « إسلام أونلاين.نت »: صلاة الجمعة عصرا.. بجامع الزيتونة في تونس صحيفة « القدس العربي »:وزير الدفاع التونسي يزور الصين لتعزيز التعاون العسكري صحيفة « القدس العربي »:تونس: اقرار صفقة مع دبي تمهد لتدفق استثماري لتنفيذ مشروع عقاري فاخر صحيفة « القدس العربي »:باكستان تنفي وجود بن لادن في اراضيها البديـل عاجل: حول اجتماعات مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي الموسع للاتحاد البديـل عاجل: لجنة نظام… ورفض التعامل معها البديـل عاجل: الاعتداء على بائع جريدة الموقف البديـل عاجل: وزارة التربية تسيء معاملة القيادة النقابية، ثم تصدر نتائج حركة المعلمين من جانب واحد الإرادة: الافتتاحيّة – بعد نصف قرن من إعلان النظام الجمهوري في تونس إلى ماذا يتطلع التونسيون الإرادة: الحياة الحزبيّة الإرادة: أخــبار الحـريات و الجمعيات الإرادة: متابعات طلابية الإرادة: أخبار المحامــاة:البشير الصيد عميد للمرة الثانية مرسل الكسيبي: ارفعوا الهامات ولاتحقروا من المعروف شيئا كمال الساكري: البكالوريا والتوجيه: تجسيد لتكافؤ الفرص أم إعادة إنتاج للتفاوت؟ محمود الورافة: رسالة مفتوحة إلى السادة: رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي: الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي توفيق العياشي: إلى « المفكر الفذ » محامي الشيطان بملاحظة امتياز صحيفة « الشروق » :المرتزقـــــــــون بالــــــرأي وطن: عندما تكون الموسيقى لغة موحّدة لفنانين عالميين من أجل السلام ا ف ب: انطلاق مهرجانات تونس الدولية الصيفية بزخم كبير موقع إيلاف :تونس تدخل كتاب غينيس من بوابة الورود مصطفى عبدالله  الونيسي: الهجرة ،المنعرج الحاسم لتمكين البديل الإسلامي و انتصاره السيد ولد اباه: الإسلاموفوبيا الجديدة في الغرب.. واليسار المحافظ الجديد د. عبد الوهاب الأفندي: الشرمشيخية وإدارة الفشل صبحي حديدي: باكستان العسكر: هل ينقلب الفقه الأصولي إلي حاضنة اجتماعية؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


قناة الحوار التونسي
الكلمة الحرة قوام الوطن الحر
 برنامج حصة اليوم الاحد22جويلية2007                 
النشرة الأسبوعية للأخبار وتتضمن:
* مقتطف من الحوار مع السيد محمد بوعبدلي صاحب مؤسسة بو عبدلي الخاصة المختلطة حول قرار السلطة تجميد نشاط معهد باستور الخاص.
مقتطف من حوار قديم مع أم السجين ايمن الدريدي بمناسبة تجدد الاعتداءات عليه وهو في السجن.
 
تقرير حول أزمة الانشقاق التي يعيشها الاتحاد العام لطلبة تونس : حوار مع طرفي النزاع.
 
تقترح عليكم قناة الحوار التونسي بعد الأخبار لقاء خاص جدا مع السيد محمد بوعبدلي صاحب مؤسسة بوعبدلي للتعليم الخاص بعد قرار السلطة تجميد نشاط معهد باستور التابع لها بوقف عملية ترسيم التلاميذ ووقف الحملات الإعلامية فجأة.
في هذا الاستجواب سيكشف السيد محمد بوعبدلي الأسباب الحقيقية والدوافع « المبيتة » التي جعلت السلطة تأمر بوقف استغلال المعهد وسيعود للتاريخ القريب حيث انطلقت الشرارة الأولى للصدام بين السلطة وصاحب المؤسسة.
فما هي الأسباب الخفية لقرار السلطة شل نشاط معهد باستور الخاص ومن يقف وراء هذا القرار.؟
وما علاقة أنشاء المدرسة الدولية الخاصة بقرطاج بهذا القرار وما لذي يربط السيدة سهى عرفات حرم الرئيس الفلسطيني الراحل بهذه ألازمة؟
وكيف انطلقت الأزمة بين مؤسسة بوعبدلي والعائلة الحاكمة سنة 2004 وما حقيقة الأحداث التي جدت خلال شهر سبتمبر من السنة ذاتها؟
وما هي الرسالة التي يريد توجيهها السيد محمد بو عبدلي خلال هذا اللقاء الذي سيبث حصريا على قناة الحوار التونسي يوم الاحد22جويلة انطلاقا من الساعة السابعة و25دقيقة مساء؟
 
                                              -أما ركن خواطر فسيتناول
بالتعليق حادثة الاعتداء الفظيعة التي تعرض لها التلميذ حلمي بوعجيلة من طرف ستة أعوان أمن في ولاية المهدية.
 
-ثم تشاهدون تقريرا خاصا بالرقابة علي الانترنت وحجب المواقع الالكترونية والطرق التي تنتهجها » شرطة الانترنت » للرقابة، كما سيتطرق التقرير إلى ظاهرة التدوين على الانترنت.
 
– وأخيرا نقدم شهادة حول أخر التطورات التي شهدتها قضية ما سمي بسوء التصرف والإهمال داخل الشركة الوطنية للسكك الحديدية.
– وتتخلل هذه البرمجة عديدة الفواصل الموسيقية والشعرية الملتزمة.
 
الطاقم الحر المستقل لقناة الحوار التونسي
 
لأرائكم وانطباعاتكم:البريد الالكتروني

 

قناة المستقلة تطلق برنامج « فضاء ديمقراطي » ظهر الأحد

برنامج أسبوعي عن أهم التطورات السياسية والإقتصادية

والسجالات الفكرية في الساحة التونسية 

يبدأ بثه يوم الأحد في الواحدة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش

تبث قناة المستقلة بداية من يوم الأحد، من الأسبوع الجاري، برنامجا أسبوعيا عن أهم التطورات السياسية والأقتصادية والسجالات الفكرية في الساحة السياسية التونسية.

 

اسم البرنامج: « فضاء ديمقراطي ».

يبث البرنامج في الواحدة بعد الظهر، يوم الأحد، بتوقيت غرينيتش، الثالثة بعد الظهر بتوقيت تونس الصيفي.

ثم يعاد بثه في نفس اليوم، الأحد، في الخامسة مساء بتوقيت غرينيتش، أي السابعة مساء بتوقيت تونس.

كما يعاد بثه مرة ثانية في نفس اليوم، الأحد، في التاسعة ليلا بتوقيت غرينيتش، الحادية عشرة ليلا بتوقيت تونس.                                                                          

نرحب بتعليقات مشاهدينا في تونس خاصة، وفي بقية أنحاء العالم، وباقتراحاتهم للبرنامج، ونستقبل رسائلهم على البريد الألكتروني:

views@almustakillah.com


المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان بيـــان

أوقفوا اختطاف المواطنين الموريتانيين في تونس!

 
علم المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان باعتقال الأمن التونسي ليلة البارحة19/07/2007 في مطار قرطاج الدولي بتونس العاصمة،   للمواطن الموريتاني السيد حماه الله ولد حنن بينما كان في طريق عودته لأرض الوطن   بعد إكمال دراساته العليا هناك. وقد اقتاد الأمن التونسي السيد حماه الله من قاعة الانتظار بمطار قرطاج إلى مكان مجهول بينما كان يتأهب رفقة زوجته – يمهلها بنت سيدي- لركوب الرحلة رقم: TU611  المتوجهة إلى العاصمة نواكشوط بينما تركوا زوجته تعاني الحيرة والوحدة . وكان الطالب حماه الله ولد حنن  يدرس منذ سنوات  بجامعة اصفاقس، التي تخرج منها بشهادة ماجستير منذ فترة قصيرة. ونحن في المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان بهذه المناسبة: 1- نستنكر اختطاف  السلطات التونسية للسيد حماه الله ولد حنن، ونطالبها بإطلاق سراحه فورا والاعتذار له. 2- نناشد الحكومة الموريتانية التدخل من أجل إطلاق سراح مواطنها في أسرع وقت، ووضع حد لمثل هذه الاختطافات والمضايقات التي دأبت السلطات التونسية على ممارستها ضد المواطنين الموريتانيين في الآونة الأخيرة بدون أي مسوغات. 3 – نناشد كافة المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني التدخل السريع والضغط من أجل وضع حد لحالة الاختطاف هذه. ولمزيد من المعلومات تكرموا بالاتصال على: Site Web: www.almarsad.org E-Mail: observatoire@almarsad.org Tel: 0017035847054 USA Fax : 00494023934767 Allemagne Tel: 0112227176694 Mauritanie المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان هيئة حقوقية غير حزبية، تسعى إلى تحسين وضع حقوق الإنسان والحريات المدنية في موريتانيا، أسسها عام 2003 عدد من المثقفين الموريتانيين المقيمين في أوربا وآمريكا الشمالية، وهي مسجلة قانونيا في فرنسا

 

بعد يومين من الاعتقال:  الأمن التونسي يفرج عن ولد حننا

 

 
علمت وكالة « الأخبار » من عائلة الباحث الموريتاني حماه الله ولد حنناأنه تم إطلاق سراح ابنها الذي اعتقلته السلطات التونسية مساء الخميس 19-07-2007بينما كان متوجها صحبة زوجته إلى العاصمة نواكشوط وقالت والدة ولد حننا للأخبار إنها تأكدت من أن ابنهااتصل بالعائلة بعيد الإفراج عنه. وأعربت والدة ولد حننا السيدة: أم كلثوم عن ارتياحها للخطوة كاشفة النقاب عن أن سبب الاعتقال يرجع لتشابه في الأسماء كما فسر الأمن التونسي بواعث عملية التوقيف. وسيغادر حماه الله العصمة التونسية متوجها إلى نواكشوط مساء اليوم على متن الخطوط الملكية المغربية. كما أعرب المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان عن ارتياحه للخطوة مستهجنا الأسلوب الذي تعامل به السلطات التونسية المواطنين الموريتانيين على أراضيها.
·     ( المصدر : موقع وكالة الأخبار الموريطانية (وكالة مستقلة) بتاريخ 21 جويلية 2007 ( الساعة 17 :46 ) . الرابط : http://www.alakhbar.info/page1.php?id=7798&catid=2

 

 

عريــــــضة  مساندة

 للنقابيين المحالين على لجنة النظام الوطنية

 بالإتحاد العام التونسي للشغل

قائمة مبادرة أولية

للتسجيل والإمضاء على العريضة يرجى إرسال مراسلة إلكترونية للعنوان التالي :

Contre_tajrid@yahoo.fr

مع ذكر الإسم واللقب, القطاع, الجهة والمسؤولية النقابية إن وجدت.

مع الشكر.

نحن نقابيي ومناضلي الإتحاد العام التونسي للشغل الممضين أسفله تنديدا واستنكارا واحتجاجا لما يتعرض له النقابيون وخاصة نقابيو التعليم الأساسي في شخص الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم وكاتبها العام المساعد الأخ سليم غريس ودعوتهما للمثول أمام لجنة النظام الوطنية على خلفية الأحداث التي جدت بجهة القصرين وقفصة وما نشر من مقالات صحفية متعلقة بمطالب القطاع بالتوازي مع إعداد ملفات تأديبية من طرف وزارة الإشراف إضافة لدعوة 10 نقابيين من قفصة – 9 من التعليم الأساسي منهم 5 هياكل نقابية مع الكاتب العام للفرع الجامعي الأخ نوفل معيوفة للمثول أمام لجنة النظام الوطنية بقفصة يومي 21 و23 جويلية 2007 ، نعبر عن :

-1- رفضنا لكلّ هذه الإحالات على لجنة النظام.

-2- تمسكنا بما ورد ضمن اللائحة الصادرة عن الهيئة الإدارية الوطنية – النقطة 5 –

-3- تمسكنا بحرية التعبير والصراع الديمقراطي داخل هياكل ومؤسسات الإتحاد.

-4- تمسكنا بحرية وديمقراطية واستقلالية القرار النقابي واحترام قرارات هياكله المسيرة.

ونحذر من :

1-  كلّ محاولات الإنقلاب على الهياكل الشرعية وتصفية نقابيي القطاعات المناضلة بما يستجيب لتطلعات أطراف معادية للعمل النقابي.

2-  كلّ محاولات الضغط قصد التفريط في مطالب ومكاسب قطاع التعليم الأساسي وغيرها من حقوق الشغالين.

نعتبر :

·        أنّ الإنخراط في هذا الخط هو تكريسا لسياسة الأعراف والدولة.

·        التخلي عن إسناد النقابة العامة ومختلف هياكل القطاع والمعلمين والمطالب  انحرافا عن مبادئ وثوابت الإتحاد.

نطالب :

         المركزية النقابية بحفظ كلّ هذه الملفات التأديبية.

         جميع القوى والقطاعات النقابية الديمقراطية إلى تعبئة كلّ إمكانياتها من أجل التصدي لكلّ محاولات ضرب استقلالية وديمقراطية المنظمة.

                                     عاش الإتحاد العام التونسي للشغل

                                         ديمقراطيا مستقلا ومناضلا

    

العدد

الإسم واللقب

القطاع

الصفة

1

زهير اللجمي

الأشغال العمومية

نقابي وناشط حقوقي وطني ديمقراطي

2

عبد القادر المهذبي

الضمان الإجتماعي

عضو النقابة العامة للضمان الإجتماعي

3

عبد الواحد حمري

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقصرين

4

نور الدين الورتتاني

التعليم العالي

كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

5

محمد المثلوثي

المالية

كاتب عام النقابة الأساسية للمالية بصفاقس

6

منذر زعتور

التعليم الثانوي

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية بجبنيانة

7

فتحي اللجمي

البنوك

كاتب عام النقابة الأساسية للبنك الفلاحي بصفاقس

8

بشير غالي

البنوك

كاتب عام البنك العربي الدولي بصفاقس

9

محمد قسيس

التأطير والإرشاد

كاتب عام الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

10

خليفة بن فجرية

التأطير والإرشاد

كاتب عام مساعد الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

11

زكية سويسي

التأطير والإرشاد

عضوة الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

12

سليم الطاهري

التأطير والإرشاد

عضو الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

13

عبد العزيز الغنودي

التأطير والإرشاد

كاتب عام النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد ببئر علي

14

علي العمامي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

15

عبد الحكيم العقربي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

16

محمد بلعالية

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

17

محمد بن ساسي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

18

محمد الجربوعي

الصحة

نقابي بالصحة

19

محمد فرج

المياه

كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بساقية الدائر

20

عبد الحميد بلعالية

المتقاعدين

نقابي متقاعد بصفاقس

21

محمد المعالج

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

22

محمد بن علي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

23

منجي الحمروني

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

24

ثابت دمق

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي وعضو الإتحاد المحلي بساقية الدائر

25

نعمان بن جمعية

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

26

عبد العزيز بوزيان

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بالعامرة صفاقس

27

فتحي الشفي

اتصالات تونس

نقابي باتصالات تونس بصفاقس

28

محمد القرقوري

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

29

عبد القادر القاسمي

ديوان المواني

نقابي بديوان المواني بصفاقس

30

محسن جراد

ديوان المواني

نقابي بديوان المواني بصفاقس

31

رشيد قاسم

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

32

الحبيب بوعوني

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                                                            

 

أشبه بالأفلام: مهاجرون غير شرعيين يختطفون مركبا تونسيا

 
لامبيدوزا، إيطاليا(CNN)– فيما شهدت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية المحاذية للمياه الإقليمية التونسية الخميس، وصول نحو 400 مهاجر غير شرعي، تميّز نفس اليوم باختطاف مركب تونسي من قبل 24 مهاجرا غير شرعي من الجنسية! التونسية، تمّت إعادتهم إلى بلادهم أين يهددهم السجن لمدة عشر سنوات بتهمة « القرصنة. » وقالت وكالة الأنباء الإيطالية والصحف التونسية الجمعة إنّ 24 تونسيا قرروا الهجرة غير الشرعية إ! لى إيطاليا وجهّزوا لذلك مركبا تعرّض إلى عطل مفاجئ في عرض البحر باتجاه السواحل الإيطالية. وفيما كان هؤلاء الأشخاص يصارعون الموت، كان مركب صيد تونسي يمرّ بنفس المنطقة فهبّ الربّان لنجد! تهم، حيث صعد جميعهم على متنه. وفيما كان الربان يدير المحرك في اتجاه تونس فوجيء بأولئك الأشخاص يهددونه بأسلحة بيضاء وشلوا حر! كته وقام أحدهم بقيادة المركب في اتجاه إيطاليا. وبصولهم إلى جزيرة لامبيدوزا تمكنت البحرية الايطالية من اعتقالهم وإعادتهم إلى تونس .. وقالت وكالة الأنباء الإيطالية إنّ من ضمن « الخاطفين » اربع نساء وطفلين. وقالت وكالة الأنباء الإيطالية إنّ السلطات التونسية تولت إخطار السلطات الإيطالية عندما فقدت أث! ر المركب. ولم يكن حظّ البحرية الإيطالية أوفر رغم استخدامها لمروحيات ومركبين حيث أنّ المركب وصل فعلا إلى! لامبيدوزا قبل أن يتمّ اكتشافه. (المصدر : موقع سي.آن.آن عربي بتاريخ 20جويلية 2007) . الرابط:http://arabic.cnn.com/2007/entertainment/7/20/tunisia.italy/


مختص في القانون البحري لـ«الصباح»:

اختطاف المركب التونسي قرصنة.. والعقوبة من اختصاص المحاكم التونسية

 
 
تونس ـ الصباح على اثر عملية الاختطاف التي تعرض  اليها مركب تونسي من قبل 24 «حارقا» افريقيا من بينهم 4 نساء وطفلان، وكانت «الصباح» نشرت الخبر في عددها الصادر أمس. ولمزيد تقديم تفاصيل حول طبيعة الحادثة اتصلنا بالسيد ابراهيم الاطرش الحاصل عن دكتوراه دولة في القانون البحري والمحامي ورأى «اننا امام سابقة في المادة البحرية على اعتبار ان الفعل الذي ارتُكب على متن سفينة الصيد التونسية لا يمكن في اي حال من الاحوال تكييفه على انه من قبيل تحويل وجهة سفينة الذي يخضع الى احكام الفصل 226 مكرر من المجلة الجنائية وانما هو من قبيل تلك الافعال التي تصنف في مجال القرصنة. وللاشارة فان القرصنة لا تزال موجودة على غرار تلك الاعتراضات التي يقوم بها بعض الاشخاص فيما يسمى بالمثلث الآسيوي (جنوب آسيا، سواحل اندونيسيا، تايلندا..) اذ يتم اعتراض السفن التي تمر من هناك ويتم الصعود على متنها واحتجاز طواقمها وسلبهم». العقوبة الجزائية من اختصاص المحاكم التونسية وفي نفس الاطار سألت «الصباح» الدكتور ابراهيم الاطرش عن العقوبات الجزائية للحارقين الذين حولوا وجهة المركب فرأى ان «العقوبات من اختصاص المحاكم التونسية لان المركب موضوع القرصنة يرفع العلم التونسي وبالتالي فان المحاكم التونسية هي المختصة بالنظر. وللاشارة فان البحر الابيض المتوسط لم يشهد مثل هذه العمليات منذ اختطاف الباخرة «اكيلي لاورو» منذ قرابة 20 عاما. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جويلية 2007)

محاكمة 6 «حارقين» ضبطوا بالمياه الإقليمية

 
ادانت احدى الدوائر القضائية بالمحكمة الابتدائية بتونس مؤخرا 6 متهمين وقضت في حق احدهم بالسجن مدة سنة من اجل  مساعدة اشخاص على الابحار خلسة وسجن كل واحد من الخمسة الاخرين مدة 6 أشهر من اجل محاولة اجتياز الحدود خلسة وحسب الوقائع فإن المتهم الرئيسي  في القضية  عرف بمساعدته  الاشخاص الحالمين بمغادرة  البلاد والتوجه الى ايطاليا فاتصل به 5 شبان تتراوح اعمارهم بين 22 و 28 سنة وعرضوا عليه أن يساعدهم على اجتياز الحدود فلم يتردد  وطلب تسليمه المال  فسلموه مبلغ تتراوح بين 800 و 1500 دينار وفي اليوم الذي اتفقوا فيه على الابحار التقاهم  بجهة رادس ونقلهم على متن زورق اعده للغرض الا أن اعوان الشرطة البحرية كانوا في الموعد وأحبطوا عملية الحرقان هذه واوقفوا الحارقين والحراق وقدموهم لباحث البداية فلم يجدوا سبيلا للانكار. وفي خاتمة التحريات اصدرت النيابة العمومية بطاقات ايداع بالسجن ضدهم. وبمثولهم امام هيئة المحكمة الابتدائية بتونس  طلبوا العفو فقضت في حقهم بالادانة. قيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جويلية 2007)

بعد انتخاب المكتب الجديد لهيئة المحامين:

فـرصٌ جديـدة للحـوار قـراءة هادئـة لـدلالات نتائـج الانتخابـات

 
 
تونس ـ الصباح استكمل المحامون اختيار هيئتهم الوطنية الجديدة بعد ان قام المؤتمر الوطني بانتخاب الاستاذ البشير الصيد على رأس الهيئة واختار اعضاء الهيئة الذين يتم التصويت عليهم في المؤتمر الوطني.. واكتملت العملية بعقد مؤتمراتالفروع التي اصبح رؤساؤها وكتابها العامون بصفة آلية اعضاء في الهيئة الوطنية وفقا للنظام الداخلي للهيئة.. هذه الانتخابات التي سال حبر كبير حولها قبل المؤتمر الوطني للمحامين باكثر من عام واثناء انعقاده وبعده.. افرزت هيئة جديدة اعلنت أن اولوياتها «مهنية بحتة».. فيما يعتقد بعض خصومها ان الصبغة «السياسية» لعدد من رموزها تطغى على صفتهم المهنية.. رغم تصريحاتهم التي تحاول تطمين جميع الاطرف.. بدءا من العميد البشير الصيد ورئيس فرع تونس الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني اللذين اعلنا مباشرة فور انتخابهما انهما سيعملان كي تكون الاعوام الثلاثة القادمة سنوات حوار مع كل الاطراف بدءا من وزارة العدل حول مشاغل المحامين ومطالبهم واقتراحاتهم لتطوير سلك المحاماة والقضاء عموما.. حدث عادي ولا شك ان الاجتماعات المتعاقبة التي نظمتها خلية المحامين التجمعيين لفائدة انصارها بحضور عدد من كبار الرسميين في سوسة والعاصمة وصفاقس ساهمت في جلب الانظار كثيرا الى هذه المؤتمر الوطني للمحامين وجعلت من انتخاب العميد الجديد والهيئة التي ستساعده «قضية».. بالرغم من كون الامر يتعلق بمؤتمر نقابة قطاعية يعقد دون ضجة في عدة بلدان.. وقد بدأ «التشويق» حول مؤتمر المحامين قبل الصائفة الماضية.. لما فتح جدل علني في وسائل الاعلام بين العميد المتخلي الاستاذ عبد الستار بن موسى وبعض معارضيه التجمعيين من جهة.. ومع وزارة العدل من جهة ثانية.. في اعقاب الاضرابات والاعتصامات التي شنها قطاع من المحامين العام الماضي.. رافعين مطالب متفرقة.. انسحاب بن موسى ولم يكن خفيا ان خصوم العميد المتخلي عبد الستار بن موسى حرصوا بقوة منذ اكثر من عام على استبعاد فوزه مجددا بالعمادة في صورة ترشحه ثانية.. وهو هدف تحقق.. لان العميد بن موسى اعلن مبكرا انه لن يعيد ترشيح نفسه.. وفاء لتعهد قدمه منذ يوم انتخابه «حرصا على تكريس قاعدة التداول».. لكن الاستاذ عبد الستار بن موسى الذي اعتبر «خصما سياسيا» خلال الاعوام الثلاثة الماضية.. صنف من قبل اغلب التيارات والاحزاب في مؤتمر 2004 «شخصية معتدلة جدا».. وقد صوت لفائدته تيار من الحقوقيين والمستقلين والمعارضين بصفته من رموز الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان (رئيس فرع سليانة وعضو في المجلس الوطني).. كما سانده كثير من التجمعيين والقريبين من السلطة ضد العميد المتخلي آنذاك الاستاذ البشير الصيد.. وهو ما تحقق فعلا.. لكن فيما بعد تداخلت الاوراق ووجد العميد بن موسى نفسه بدوره في دوامة.. توجهات جديدة للنخبة لكن بصرف النظر عن الملابسات «التاريخية» والسياسية التي حفت بانتخاب البشير الصيد عميد الاول مرة في 2001 واسقاطه في 2004 وفوزه مجددا في 2007.. فان المؤتمر الوطني للمحامين ثم مؤتمرات فروع تونس وسوسة وصفاقس وجهت خلال الاسابيع القليلة الماضية رسائل عديدة.. منها تطورات توجهات جزء من النخبة التونسية.. هذا التطور تكشفه مؤشرات عديدة منها : نتائج انتخابات فرع تونس وتركيبة الهيئة.. اذ فازت شخصيات عديدة مستقلة أو محسوبة على المعارضة والتعاطف مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. والشخصيات التجمعية التي فازت عرفت بنضاليتها المهنية ووقوفها الى جانب غالبية المحامين خلال تحركاتهم السباقة.. لاسيما الاستاذ الهادي التريكي الذي يحظى بتقدير قديم في صفوف المحامين بصفته النقابية بصرف النظر عن صفته الحزبية.. على غرار العميد الاسبق الاستاذ عبد الجليل بوراوي.. الذي نوه كثير من المحامين المستقلين والمعارضة بخصاله الانسانية والمهنية ونزاهته.. مقارنة بشخصيات محسوبة على المعارضة..  من المسؤول عن «اخطاء» الماضي؟ لكن تساؤلات عديدة تطرح حول مسؤولية الاطراف التي تسببت في بعض الثغرات هنا وهناك.. للمحاسبة والاستفادة من الدروس.. ويبدو حسب معطيات عديدة ان حادثة «التشنج» الذي حصلت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني اساءت الى عدد من المرشحين للعمادة والهيئة.. بسبب اخطاء «اقلية متشنجة» قامت باعمال غريبة.. منها التورط في العنف اللفظي والاستفزازات.. من جهة اخرى فان تعدد المرشحين للعمادة ورئاسة فرع تونس شتت الاصوات.. واحدث حساسيات كبيرة.. وحملات وحملات مضادة.. داخل المحامين المستقلين انفسهم.. خاصة ان بعض المترشحين لم تكن تفرقهم البرامج ولا التوجهات السياسية.. وكانت الحصيلة حصول اسماء بارزة على نسبة ضئيلة من الاصوات.. من بينها العميد سابقا منصور الشفي ورئيس جمعية المحامين وفرع تونس سابقا ابراهيم بوردبالة وعضو الهيئة سابقا راضية النصراوي ومحمد النوري.. وسجل نفس المسارتقريبا في مؤتمر فرع تونس اذ حصلت مفاجاة فشل الاساتذة شوقي الطبيب (عضو الهيئة الوطنية ورئيس جمعية المحامين الشبان سابقا) ومحمد جمور ومحمد الهادفي.. فيما فازت بفارق كبير قائمة الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني رئيس جمعية المحامين سابقا والناشط الحقوقي المستقل.. بعد سباق حاد واجواء سخنة.. تعكس اهمية الرهانات على فرع تونس الذي يشرف على كل المحامين في تونس الكبرى وفي محاكم اغلب ولايات الشمال من بنزرت الى القصرين والكاف.. استعداد للحوار في الأثناء ما هو موقف الادارة من مفاجآت مؤتمرات المحامين على الصعيدين الوطني والجهوي؟ حسب مصادرمطلعة فان وزارة العدل وبقية المؤسسسات الرسمية تعاملت مع نتائج المؤتمر بصفة عادية ومحايدة واحترمت قرارات المحامين.. وهي مستعدة للتفاوض مع الهيئة الوطنية الجديدة.. مثلما تعاملت مع الهيئات السابقة.. بوضوح وشفافية.. لان تركيبة الهيئات ومكاتب الجمعيات شان داخلي لمنخرطيها.. والاهم هو احترام الجميع للقانون ولبقية الاطراف.. فعسى ان يسود هذا منطق الحوار.. تجنبا للمعارك الهامشية ولاهدار الطاقات في مسائل ثانوية جدا.. واذا كانت الهيئة تضم شخصيات محسوبة على المستقلين والمعارضين فان ذلك قد يساعد الادارة على التفاوض معها في ظروف مريحة اكثر حول الملفات والمطالب المعلقة.. لانها تمثل فعلا كل الحساسيات داخل المهنة.. ولا تتردد في اتخاذ القرارات وفي الحسم عند الاقتضاء.. خوفا من قواعدها.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جويلية 2007)


وزير الدفاع التونسي يزور الصين لتعزيز التعاون العسكري

 
تونس ـ يو بي أي: يقوم وزير الدفاع التونسي كمال مرجان حاليا بزيارة رسمية للعاصمة الصينية تهدف الي تعزيز التعاون العسكري بين بلاده والصين. وذكرت الاذاعة الحكومية التونسية امس الأربعاء ان مرجان اجتمع مع نظيره الصيني الجنرال كاو غانغ شوان، وبحث معه أوجه التعاون بين البلدين خاصة في الميدان العسكري والسبل الكفيلة بمـزيد تطويره وتنويع مجالاته . وأشارت الي أن وزير الدفاع التونسي الذي اطلع علي مقومات السياسة الدفاعية الصينية، أكد خلال هذه المحادثات علي عمق العلاقات المتميزة بين البلدين التي تعود الي اكثر من أربعة عقود . وأوضحت أن هذه العلاقات تشمل التعاون العسكري في مجالات التكوين والتدريب، وصيانة المعدات، وتبادل الخبرات والتجارب ،الي جانب دعم وحفظ السلام في العالم. وأضافت ان وزير الدفاع التونسي أكد لنظيره الصيني تطابق المهام الموكولة للجيشين التونسي والصيني في اكثر من مجال،وخاصة منها الدفاع عن الوطن والمساهمة في التنمية وفي عمليات حفظ السلام في العالم . وكان مرجان الذي يقود وفدا عسكريا هاما قد زار منشآت عسكرية صينية منها جامعة الدفاع الوطني الصيني. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جويلية 2007)

تونس: اقرار صفقة مع دبي تمهد لتدفق استثماري لتنفيذ مشروع عقاري فاخر

 
تونس ـ رويترز: قال مصدر رسمي امس الثلاثاء ان المشرعين التونسيين أقروا مشروع قانون يمهد الطريق أمام أكبر تدفق استثماري الي داخل البلاد في اطار صفقة مشروع عقاري فاخر شمالي العاصمة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان شركة سما دبي وهي وحدة تابعة لشركة دبي القابضة الحكومية ستقود المشروع الذي يشمل اقامة شقق سكنية ومكاتب ومراكز تجارية وفنادق علي مساحة837 هكتارا بجوار بحيرة شمالي تونس العاصمة. وأضاف تبني البرلمان التونسي ومجلس المستشارين قانونا يتعلق بمشروع سما دبي وهو أكبر وأهم استثمار في تاريخ البلاد . وتابع المسؤول أن المشروع سيوفر الاف فرص العمل وسيبدأ العمل فيه قريبا. ولم يورد مزيدا من التفاصيل مثل مدة العمل في المشروع. ويقول محللون ان تونس تجاهد لانعاش الاستثمار الاجنبي لدعم النمو المهم في خفض معدل البطالة البالغ 14.3 بالمئة. وبلغ اجمالي التدفقات الاستثمارية علي تونس 4.2 مليار دولار علي مدي الاعوام الخمسة الماضية. وتستهدف الحكومة تدفقات استثمارية قدرها 1.3 مليار دينار (مليار دولار) هذا العام بالمقارنة مع 1.2 مليار دينار في عام 2006 باستبعاد ايرادات الخصخصة. وقالت صحيفة تونسية في وقت سابق هذا الشهر ان صفقة دبي جارية وستوفر 150 الف فرصة عمل للتونسيين. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جويلية 2007)

باكستان تنفي وجود بن لادن في اراضيها

 
تونس ـ يو بي آي: نفي ديبلوماسي باكستاني بشدة ان يكون زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن يختبئ داخل بلاده، ودعا واشنطن الي فهم اسباب الارهاب حتي تتمكن من القضاء عليه. وقال فايز محمد خوسو سفير باكستان لدي تونس في حديث نشرته امس الاربعاء صحيفة الصباح التونسية المستقلة، انه علي يقين بان اسامة بن لادن ليس في باكستان لانه يعرف انه لو حاول قطع الحدود سيعتقل او يقتل فورا . واضاف لا يمكن الجزم بان اسامة بن لادن لا يزال علي قيد الحياة، ولو كان كذلك فهو في افغانستان، لانه لا يحظي بالتعاطف في باكستان، لا سيما وان تنظيمه، القاعدة، متورط في محاولات الاغتيال العديدة التي استهدفت الرئيس مشرف ورئيس الحكومة ووزير الداخلية . غير ان الديبلوماسي الباكستاني لم ينف وجود تأييد متنام لحركة طالبان في بلاده، وعزا ذلك الي ما وصفه بعوامل ثقافية قديمة ، والي الحدود المشتركة بين بلاده وافغانستان التي لم تغلق ابدا في تاريخ البلدين. ودعا بالمقابل الادارة الامريكية الي فهم الاسباب الكامنة وراء تزايد الارهاب الدولي اذا ما ارادت الانتصار علي هذه الظاهرة التي باتت تؤرق مختلف دول العالم. وقال انه لا مجال لواشنطن لكسب الحرب علي الارهاب قبل تحديد اسبابه ، وان الطريق امامها لا يزال طويلا، بالنظر الي كل ما يحدث في العالم، وحتي يتم تحديد كل الاسباب الكامنة وراء الارهاب فربما يكون بالامكان القضاء علي خطره . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جويلية 2007)


صلاة الجمعة عصرا.. بجامع الزيتونة في تونس

 
حسين الأصمعي تونس- بينما تكتظ المساجد في جميع أنحاء العالم بروادها وقت صلاة الجمعة، توصد أبواب جامع الزيتونة وسط العاصمة التونسية أمام المصلين ليس لأعمال ترميم ولكن لأن رواده يجمعون الجمعة مع صلاة العصر حفاظا على دوام العمل لموظفي الدولة. ويروي عبد الله أحد السياح المسلمين لـ »إسلام أون لاين.نت » تجربته مع هذا المسجد بقوله: « توجهت لجامع الزيتونة وقت صلاة الجمعة، ففوجئت بأن أبوابه الضخمة مغلقة، فتصورت أن هناك أعمال ترميم أو صيانة لمبانيه العريقة تسببت في إغلاقه.. وطرقت على الباب الضخم طرقة خفيفة، ففتح شاب كان بالداخل، استفسرت منه عن سبب الإغلاق فقال: عفوا.. لا توجد لدينا صلاة الآن ». واستطرد قائلا: « لما شعر بأني استغربت الأمر أوضح لي أن جامع الزيتونة من بين بعض مساجد تونس التي تجمع صلاة الجمعة مع العصر، وعندما شعر بعدم اقتناعي أشار إلى مسجد الباشا القريب حيث تقام صلاة الجمعة في وقتها.. وبالفعل توجهت للمسجد الضخم ». وعن السبب وراء تأجيل صلاة الجمعة إلى العصر، قال عبد الله: « عرفت من أحد المصلين أن الجمعة في تونس يوم عمل عادي ويوم الأحد هو العطلة الأسبوعية منذ عهد الاحتلال، وعندما استقلت تونس عام 1956، ووصل الحبيب بورقيبة للسلطة أبقى الكثير من الأوضاع الوظيفية على ما هي عليها، ومنها عطلة الأحد التي ما زالت سارية حتى الآن ». وتابع: « عندما تضرر المواطنون التونسيون من حرمانهم من صلاة الجمعة، لجأ بورقيبة لإصدار فتاوى من بعض المشايخ تقضي بجواز الجمع بين الجمعة والعصر معا بحيث يتم تقسيم المساجد يوم الجمعة لقسمين؛ الأول يؤدي الصلاة في وقتها، بينما القسم الثاني يؤجلها إلى ما قبل صلاة العصر بنصف ساعة حتى تتاح للموظفين العموميين أن يؤدوها بعد انتهاء مواعيد دوامهم الرسمي ». خطبة عن قواعد المرور وعن خطبة جمعة مسجد الباشا قال: « صعد المنبر إمام يرتدي زي علماء الدين التونسيين التقليدي، وفي يده ورقة قرأ منها موضوع الخطبة الذي تركز حول أهمية الحفاظ على قواعد السير والمرور بالطرق تجنبا للحوادث المروعة التي تتضاعف خلال عطلة الصيف وانتعاش السياحة الداخلية والخارجية ». وأشار إلى أن: « الخطيب رد خلال الخطبة على منتقديه من المصلين بسبب تركيز موضوع خطبته الماضية على أهمية الحفاظ على الزهور بالشوارع والحدائق العامة، وتمسك بأن هذه السلوكيات من صميم الإسلام.. وقبل أن يختم الخطبة دعا للرئيس زين العابدين بن علي بأن يظل نصيرا للإسلام والمسلمين، كما دعا بالتوفيق لوزير الداخلية ورجال الشرطة، ويأتي موضوع الخطبة مكتوبا وهو موحد بجميع المساجد، وعلى الخطباء الالتزام به وإلا تعرض للمساءلة ». ويقول مراسل « إسلام أون لاين.نت »: إن جميع المساجد بتونس تخضع لنظام صارم يقضي بفتحها أمام المصلين في أوقات الصلاة، بعدها يتم إغلاق أبوابها فورا ولا يسمح القائمون عليها لأي مصل بالبقاء داخل المسجد، كما يحظر عقد أي تجمع أو اجتماع داخل المسجد تحت أي مسمى مهما كانت الأسباب؛ لأن ذلك يعرض المشرف على المسجد لعقوبات صارمة. ويقع على مشرفي المساجد دور هام في تطبيق التعليمات الواردة من وزارة الداخلية حيث يتم اختيار هؤلاء المشرفين بعناية كبيرة وتتم مراقبتهم بطرق عديدة للتأكد من التزامهم بتطبيق التعليمات، والتي من بينها عدم جواز بث الآذان في مكبرات الصوت. التأخير غير جائز وفي تعليقه على تأخير الجمعة لوقت لعصر يقول الدكتور محمد البنا مدير تحرير النطاق الشرعي بشبكة « إسلام أون لاين.نت »: « إن الأصل في الصلوات أن تؤدى في وقتها الذي جعله الله تعالى »، مستشهدا بقوله تعالى: « إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ». وأوضح: « هذا يعني أن الصلاة لها وقت محدد تصلى فيه، وصلاة الجمعة مع العصر رأي يخالف صريح القرآن، ولا يكون إلا لعذر شديد، أما أن يكون سياسة دولة وديدن بلدة فلا يجوز ذلك شرعا ». وشدد البنا على أن « صلاة الجمعة تعتبر عيدا للمسلمين يجتمعون فيه حتى تتآلف قلوبهم، ولقد عمد الاستعمار لتفريقهم، وبث سياساته التبشيرية التي تجعل يوم صلاة المسيحيين في كنائسهم إجازة لنا ويوم عيدنا عملا حتى يقلل من التآلف، وكان على ولاة الأمر تدارك ذلك ». ونقل البنا قول العلامة السعودي الشيخ محمد صالح ابن عثيمين رحمه الله: إن « من خصائص صلاة الجمعة أنها لا تجمع مع العصر جمع تقديم أو جمع تأخير؛ لأنها صلاة مستقلة منفردة بأحكام خاصة والجمع الذي جاءت به السنة إنما هو بين الظهر والعصر ». (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ  20 جويلية 2007)
 

 

حول اجتماعات مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي الموسع للاتحاد

 
انعقد يومي الثلاثاء 10 و17 جويلية الجاري وعلى التوالي مجلس القطاعات (ويضم الكتاب العامين للجامعات والنقابات العامة إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي الوطني) والمكتب التنفيذي الموسع للاتحاد العام التونسي للشغل (ويضم إلى جانب المكتب التنفيذي الوطني الكتاب العامين للاتحادات الجهوية) للنظر في الوضع النقابي العام في تونس ولكن وبصورة خاصة في ملف التعليم الأساسي. وتؤكد أخبار الساحة أن هذا الملف كان بالفعل في قلب المداولات واستحوذ على الأساسي من الوقت الذي استغرقته بل وكان سببا في التباينات والصراعات والمشادات أحيانا التي ميزت أعمال كل من مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي الموسع. والملاحظ أن القيادة كانت سبّقت موعد مجلس القطاعات على المكتب التنفيذي الموسع عنوة حسب بعض التحاليل معولة على كون تأثيرها أكثر في الأول مما هو عليه في الثاني لنيل موافقة مجلس القطاعات على قرارها بإحالة عضوي النقابة العامة على لجنة النظام. والملاحظ أيضا حسب بعض التعاليق أن طرفا في القيادة، الأشدّ رغبة في « تأديب » نقابة التعليم الأساسي، كان قد أعدّ نفسه لهذه المحطة ورتب الأمور لكي تجري وفق ما يحقق له الهدف المرسوم. ولكن كيف جرت الأمور في هذين المنبرين النقابيين القياديين البارزين؟ إن ما يمكن استخلاصه كمحصلة من هذين اجتماعهما هو: 1 – معارضة أغلبية مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي لمسعى إحالة عضوي النقابة العامة للتعليم الأساسي على لجنة النظام لقناعتهم بأن لا علاقة للنقابة العامة بما تؤاخذ عليه وبأن الإصرار على تحميلها مسؤولية ما جدّ في تونس والقصرين وقفصة إنما ينمّ على نية مبيتة في إقصاء وتصفية هذا الهيكل لأغراض وأهداف أخرى، وبأن ما يجري تنفيذه في هذا الظرف بالذات، وفي وقت يحتاج فيه قطاع المعلمين لكل الدعم والمساعدة لا الهرسلة والعرقلة، لا يخدم مصلحة الاتحاد والشغالين والمعلمين على وجه الخصوص. 2 – إجماع كلا المجلسين على إدانة السلوكات الخاطئة والتجاوزات المسجلة خاصة في قفصة بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الزعيم الفقيد احمد التليلي. ولكن هذا الاتفاق العام لا يمكن أن يخفي الصراعات الحادة التي عرفها مجلس القطاعات وكذلك أيضا وخاصة المكتب التنفيذي الموسع حيث برز خلالهما توجهان متقابلان بخصوص موضوع نقابة التعليم الأساسي الذي استقطب الاهتمامات وحاز على النصيب الأوفر من الحوار المتشنج أحيانا داخلهما. وتكشف هذه الصراعات على حقيقة يخشى التصريح بها وهي أن الخلافات الانتخابية التي شهدها مؤتمر المنستير ما زالت تخيم بضلالها على حياة المنظمة الداخلية، وأن تواصل الصراع حول مسألة « الدورتين » ما زال على أشدّه وأن كل التطورات التي تشهدها حياة الاتحاد الداخلية تُستغَل وتوظَّف في هذا الموضوع، كل من زاوية نظره. نقول ذلك وقد جاء في تدخلات بعض المتدخلين من المكتب التنفيذي ما يفيد ذلك صراحة. فالسيد بلقاسم العياري الذي يتحمّس هذا الأيام للظهور بمظهر حامل لواء الدفاع على الشق الذي يتشيع له داخل القيادة أكد أن « بعض النقابيين من الداخل، المتحالفين مع أناس من خارج المنظمة، والذين فشلوا في مؤتمر المنستير الأخير يحاولون إرباك المنظمة وتخربها من الداخل… ». وقد أثار مثل هذا الكلام ردود أفعال حادة داخل المكتب التنفيذي وبين أعضاء مجلس القطاعات والمكتب التنفيذي الموسع. وذهب البعض منهم إلى مطالبته منذ مستهل المكتب التنفيذي الموسع بتقديم التوضيحات بخصوص أقواله ومقاصدها، الأمر الذي جعله يتراجع عنها موضحا انه إنما يقصد الذين حاولوا إفشال احتفالات غرة ماي 2006 ؟؟؟؟ (المصدر:  « البديـل عاجل   » (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21 جويلية 2007 ).

لجنة نظام… ورفض التعامل معها

 
كشف أوّل أمس الخميس 19 جويلية 2007 النقاب عن قائمة النقابيين الذين تقرر إحالتهم على لجنة النظام الوطنية التابعة لقسم النظام الداخلي بالاتحاد العام التونسي للشغل وهم: –   عضوان من النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بقفصة –   وثلاثة أعضاء من النقابات الأساسية –   وثلاثة معلمين منخرطين لا يتحملون مسؤوليات نقابية –   والكاتب العام لفرع الجامعي للنفط والكيمياء. ومن المنتظر أن يقع استدعاؤهم في غضون هذه الأيام للاستجواب لدى مبعوثي لجنة النظام الوطنية التي انتقلت إلى الجهة في هذا الغرض غير أننا علمنا وأن النقابة الجهوية للتعليم الأساسي كانت قرّرت إصدار بيان لتوضيح الملابسات التي حفت بما أصبح يسمى بأحداث قفصة لتحديد المسؤوليات في ذلك كما أن المحالين على لجنة النظام قرروا مقاطعتها ورفضوا المثول أمامها وليس معروفا بعد ماذا سيكون ردّ القيادة على ذلك. (المصدر:  « البديـل عاجل   » (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21 جويلية 2007 ).

الاعتداء على بائع جريدة الموقف

 
على هامش ندوة الإطارات لنقابات التعليم الثانوي بتونس العاصمة انتقل أحد مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي لبيع العدد الجديد من الجريدة غير أنه طُلِب منه الكف عن ذلك وإخلاء المكان فورا، ثم وفي غمرة النقاش معه فوجئ بأحد أعوان الاتحاد يسدّد له لكمة في وجهه. وقد تدخل بعض النقابيين من النقابة الجهوية والاتحاد الجهوي بتونس محتجين على هذا التصرف وتبين أن هذا العمل كان بتحريض من الكاتب الخاص للأمين العام المدعو محمد الدامي الذي ردّ بانفعال أنه هو الذي أمر بذلك وأنه تصرف بصفته كتجمعي متلفظا بألفاظ نابية أمام الحضور. (المصدر:  « البديـل عاجل   » (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21 جويلية 2007 ).

وزارة التربية تسيء معاملة القيادة النقابية، ثم تصدر نتائج حركة المعلمين من جانب واحد

 
كان من المفروض أن يلتقي السيد المنصف الزاهي في بداية هذا الأسبوع وزير التربية لتحريك المفاوضات مع نقابة التعليم الأساسي ولنه فوجئ بتكليف أحد كبار مسؤولي الوزارة عوضا عن الوزير. وقد رأت القيادة النقابية في ذلك سوء معاملة لأحد أعضائها وتهاونا بعلاقات التفاوض بين الطرفين. وقد عرض السيد المنصف الزاهي على المكتب التنفيذي الموسع يوم الثلاثاء 17 جويلية الجاري نتائج الحوار مع مدير الوزارة معبرا عن استيائه العميق من تعامل الطرف الوزاري مع ملف المعلمين وموضوع الحركة خصوصا. وفي وقت لاحق جرت اتصالات بين وفد من القيادة النقابية ضم السادة علي رمضان والمنصف الزاهي مع وزارة الشؤون الاجتماعية حول نفس الموضوع ويبدو انه لاقى نفس الأجوبة والتعامل وبذلك تأكد للقيادة النقابية أن هذا الوزير « إما رأسنا أو رأسه »على حد قول أحد أعضاء المكتب التنفيذي. وبصورة مفاجئة للجميع أعلنت الوزارة في بلاغ صحفي وفي اتصال مع الإذاعة صبيحة يوم الجمعة 20 جويلية 2007 أنها أصدرت نتائج حركة نقل المعلمين « على أساس الأفكار المتفق فيها مع الطرف النقابي منذ فيفري الماضي » معبّرة عن استغرابها من طلب قيادة الاتحاد قبل يومين من صدور النتائج تأجيل الحركة. هذه صورة من « الحوار الاجتماعي » و »التعامل الحضاري مع أطراف الإنتاج » ومن « التفاوض الجدي واحترام المنظمة النقابية » التي تحفل بها الدعاية الرسمية.  (المصدر:  « البديـل عاجل   » (قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21 جويلية 2007 ).

 

صدور العدد الثالث من نشرية الإرادة

جويلية – أوت 2007   المدير المسؤول: محمد جمور www.hezbelamal.org/alirada  الموقع : alirada@hezbelamal.org البريد الإلكتروني :

في هذا العدد

– الافتتاحيّة : بعد نصف قرن من إعلان النظام الجمهوري في تونس إلى ماذا يتطلع التونسيون – أخــبار الحـريات و الجمعيات – أخبار المحامــاة: البشير الصيد عميد للمرة الثانية – متابعات طلابية – المعارضة السياسية في تونس و فن الممكن السياسي في ظل الأوضاع القائمة – ما وراء تبادل الزيارات بين الدولتين التونسية والأمريكية؟ !! – اتفاقية الاستثمار في البحيرة الجنوبية بتونس العاصمة تثير الجدل داخل مجلس النواب – « الإرادة » الإقتصاديّة – الوطن العربي بين: المقاومة الوطنية الصامدة والحرب الأهلية المدمرة – بيان حول تطورات الوضع الفلسطيني – دارفور: انهيار النظام الرسمي العربي يزيد أوضاع السكان سوءا ويغذي الأطماع الاستعمارية والصهيونية – العراق المحتل: بوش يطلب من شعبه مزيدا من الصبر… والمعارضة لسياسيته في العراق تتوسع – فرنسا: « توصيات ابن سينا » – الامبريالية الأمريكية تواصل سياسة التصعيد والتهديد تجاه إيران – المشروع الأمريكي لتركيز قيادة عسكرية في إفريقيا في مأزق – أمريكا الجنوبية المتمردة ـ الحلقة 3 :  أراضي فينيزويلا الموعودة لمزارعيها – « إذاعة – تلفزيون كاراكاس » : فضيحة و شهود على ذبيحة قنفود – من التجارب العماليّة العالميّة: عمّال « ثانون » – الأرجنتين-

 

الافتتاحيّة

بعد نصف قرن من إعلان النظام الجمهوري في تونس إلى ماذا يتطلع التونسيون

 
منذ نصف قرن أعلن في تونس عن قيام نظام جمهوري بديل عن النظام الملكي البائد. لقد تمّ ذلك الإجراء في إطار المد التحرري الذي عرفته بلادنا ومنطقتنا العربية وعموم البلدان الثائرة على الاستعمار في كل من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. لقد كانت حقبة الخمسينات والستينات حقبة الثورة على الاستعمار المباشر والتحرر من ربقته وفترة إسقاط للأنظمة الفاسدة التي ارتبطت به. كذلك كان الشأن بصفة عامة في المشرق والمغرب وأطرد الاستعمار المباشر من مصر وأسقط النظام الملكي فيها وكذلك الشأن في العراق. واندلعت ثورات وطنية بأجنحة سياسية وعسكرية أفضت إلى إعلان النظام الجمهوري في عديد البلدان من الجزائر إلى اليمن. وكان إعلان الجمهورية في تونس جزءا من هذا المسار رغم ما حمله من خصائص جعلته مختلفا عن توجهات التيار العام لتلك الحقبة. لم يكن النظام الملكي في تونس ذا مصداقية تذكر أو سند شعبي يدفع للتمسك به نظرا لما كان عليه من استبداد وتخلف وعمالة للحماية الفرنسية باستثناء حالة المنصف باي، الذي كان حالة فريدة تؤكد القاعدة. لقد كان الشعب متجاوبا مع خطوة إلغاء الملكية وكان ينتظر من النظام الجمهوري اقرار النظام السياسي الذي يؤسس لسيادة الشعب الفعلية عبر حق المواطنين في الاختيار الحر لمن يحكمهم وفق تعاقد دستوري وضعي مدني وهذا ما يفسر ذلك التحوّل الذي تم منذ نصف قرن، ولكن الخطوات التي تلت ذلك الإجراء الهام بدءا من بعض إجراءات دستور 1959 إلى التعديلات المتعاقبة عليه منذ ذلك التاريخ إلى الآن قلّلت من شأن ذلك التحوّل وأفرغته من مضمونه الجمهوري التعاقدي المدني الفعلي.فقد وقع إقرار نظام رئاسي شديد المركزة تهيمن فيه مؤسسة الرئاسة على مجمل الصلاحيات السياسية بما يخل بالفصل بين السلط لصالح السلطة التنفيذية ويضعف السلطتين التشريعية والقضائية. وتفاقم الوضع مع إقرار إجراءات الرئاسة مدى الحياة سواء كان ذلك بشكل معلن أو ضمني وأفرغ حق الاختيار عبر الانتخاب الحر والمباشر من مضمونه وفقد مصداقيته واعتمدت إجراءات سياسة انغلاقية كبتت كل نفس جدي للاختلاف وانتفت بذلك الشروط الضرورية لحياة سياسية ديمقراطية قوامها التعدد والتنافس النزيه، وقدمت أعداد غفيرة من التونسيين التضحيات الجسام في مواجهة تلك السياسات الظالمة. وآن الأوان لوضع حد لهذا الوضع بإعادة الاعتبار الفعلي للجمهورية القائمة على العدل والحرية وسلطة القانون على أسس مدنية تقطع الطريق على أي استبداد أو دكتاتورية مهما كان مبررها أو غطاؤها الإيديولوجي. إن ذلك يتطلب إقامة نظام سياسي جمهوري متوازن السلطات بسلطة تشريعية فعلية قادرة على التشريع والمراقبة وسلطة قضائية مستقلة استقلالا فعليا قادرة على الانتصار للقانون وبسلطة تنفيذية خاضعة للمراقبة وقابلة للتداول وفق إجراءات دستورية  تتضمن سقفا محددا لدورات الرئاسة. ولا يمكن أن نعزل هذا المضمون السياسي عن المضمون الاجتماعي للنظام السياسي الذي يتطلع له التونسيون فهم يريدون جمهورية تنتصر للعدالة الاجتماعية، وتكرس الحق لكل التونسيين في ما ينتجونه من خيرات حتى لا يتواصل تكدّس الثروة في قلة محظوظة ويتواصل تفقير وإقصاء وتهميش أعداد غفيرة من أبناء الشعب لذلك لا بد أن يكون لهذه الجمهورية سياسة اقتصادية واجتماعية لا تفرط في الثروات الوطنية وتحرص على التنمية المتوازنة لكل جهات البلاد وخاصة لتلك التي تعاني من الحرمان. إن إجراءات الحفاظ على وطنية القطاعات الإستراتيجية في الاقتصاد وتأمين الخدمات الاجتماعية الأساسية هي الوجه الآخر لانتظارات التونسيين من الجمهورية، التي تعني ممارسة الحرية السياسية وتعني كذلك ضمان الحق في العيش الكريم، عملا وتعليما وصحة وخدمات في إطار سياسة وطنية نابعة من سيادة الشعب ومستجيبة لمصلحته. ونحن نرى أن ما يحيط ببلادنا من محاذير ما فتئت تتفاقم بحكم وضع انسداد الأفق السياسي والاجتماعي، وتنامي نوازع الهيمنة واحتدام التنافس الأمريكي الأوروبي على المنطقة وتصاعد نوازع التخلف ومشاريع الارتباط بالمخططات الاستعمارية، تحتّم اليوم قبل الغد الإسراع بسن إجراءات انفراجية عاجلة في طليعتها إطلاق حرية التنظم والتعبير على أسس مدنية وسن قانون العفو التشريعي العام وإطلاق سراح المساجين السياسيين. واحترام حرية الأحزاب والجمعيات المدنية المستقلة ومواجهة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بتعديلات جوهرية على القانون الانتخابي يكرّس مصداقية الانتخابات والحرية الفعلية للاختيار ويمنع الاحتكار والـتزوير في أي مرحلة من مراحل الانتخابات، ولا معنى لتحقيق ذلك ما لم يتم التوافق على آلية تتوفر فيها شروط النزاهة والاستقلالية والقدرة على ضمان نزاهة العملية الانتخابية في كل مراحلها من التسجيل في القائمات إلى الإعلان عن النتائج. وتتشكل من كفاءات وطنية مشهود لها بالقدرة على انجاز ذلك بعيدا عن كل وصاية أجنبية على القرار السياسي الوطني. إن قيم الجمهورية من حرية وعدل ومساواة وديمقراطية هي شأن التونسيين ويجب أن تنبع من جهدهم وإرادتهم، ولا تكون ثمرة ضغوط هيمينة من الدول الامبريالية لأنها عند ذلك تتحول إلى مدخل إضافي للاستعمار لا يجهز على الجمهورية فحسب بل يجهز على الوطن ذاته. (المصدر:  « الإرادة » نشرية  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  العدد الثالث جويلية-أوت 2007)

الحياة الحزبيّة
 
-1- تلقى حزب العمل الوطني الديمقراطي رسالة من لجنة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الشيلي عبّر فيها الرفاق الشيليون عن رغبتهم في إقامة علاقات وثيقة ومثمرة بين الحزبين وذلك بعد اطلاعهم على الوثائق الأساسية للحزب وأدبياته. واستعرض الرفاق الشيليون النضال الذي خاضوه من أجل دمقرطة الحياة السياسية في الشيلي بعد سقوط الدكتاتور بينوشي ومن أجل اعتراف السلط بحق الحزب الشيوعي الشيلي في الوجود القانوني. وأكدوا أنهم تمكنوا من إعادة بناء المنظمات الاجتماعية والسياسية التي هدمتها الدكتاتورية.كما تضمنت المراسلة أهم المكتسبات التي حققتها الطبقة العاملة الشيلية كفرض حق التفاوض الجماعي من جديد وبناء النقابات العمالية التي تناضل من أجل تأميم الموارد الطبيعية للبلاد ومراجعة القانون الانتخابي فضلا عن رفع مطالبها الهادفة لتحسين وضعها المادي والاجتماعي. وأكد الرفاق في الحزب الشيوعي الشيلي تمسكهم بالمبادئ الأممية ودعمهم لشعوب كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونكاراغوا، ومساندتهم للتجارب الديمقراطية في باقي بلدان أمريكا الجنوبية. وأعلنوا بكل وضوح وقوفهم إلى جانب النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال ورفضهم للصهيونية ومطالبتهم بالخروج الفوري للقوات الأمريكية من العراق. نذكر أن الحزب الشيوعي الشيلي عقد مؤتمره الثالث عشر في نهاية عام 2006 ونظمّ في الأسابيع القليلة الماضية ندوة وطنية تبنت برنامجا سياسيا يهدف إلى إقامة حكومة ديمقراطية تعمل من أجل إصلاحات هيكلية عميقة من أجل مواجهة الليبرالية الجديدة والامبريالية الأمريكية.  -2- تلقى حزب العمل الوطني الديمقراطي برقية مؤرخة في 19/06/2007 من السيد عبد القادر الزيتوني المنسق الوطني لحزب تونس الخضراء يعبّر فيها عن مساندة هذا الحزب لمطلب الحصول على تأشيرة العمل القانوني لحزب العمل وعلى الترخيص « للإرادة » في الصدور.  -3- رسالة تضامن وجّه حزب العمل الوطني الديمقراطي يوم 6 جوان رسالة للمنظمات الحقوقية و الأحزاب التقدمية في المغرب الشقيق يعرب فيها عن استنكاره للاعتقالات و المحاكمات التي تلت المسيرات التي شهدتها عدّة مدن مغربية يوم غرة ماي. وعبّر الحزب عن تضامنه مع المعتقلين وسجناء الرأي وعائلاتهم وكافة الحركة الديمقراطية والتقدمية في المغرب. ودعا السلطات للعدول عن التتبعات والإفراج عن سجناء الرأي وضمان حرية التعبير والتظاهر السلمي. ونشرت عدة وسائل إعلام مغربية نص الرسالة.  -4-  رســالة شـكر وجّهت السيدة سهير بلحسن رسالة شكر لحزب العمل الوطني الديمقراطي ردا على رسالة التهنئة التي كان قد وجّهها لها الحزب بمناسبة انتخابها على رأس الجامعة الدولية لحقوق الإنسان. وجاء في رسالة السيد سهير بلحسن أنها ستسعى خلال ولايتها للدفاع عن القيم الأساسية والكونية لحقوق الإنسان والديمقراطية.  -5-  أصـداء نشرت جامعة قابس للديمقراطي التقدمي التي يترأسها الصديق عبد الوهاب عمري على موقعها الالكتروني www.gabespdp.org إعلاما عن صدور العدد الثاني من جريدة « الإرادة » وجاء في البيان أنّ « جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي تعبر للأصدقاء في حزب العمل الوطني الديمقراطي عن دعمها اللامشروط لهم في سعيهم لفرض حقهم في العمل القانوني وتهنئهم بمولد نشريتهم « الإرادة » التي لا نشك في أنها ستكون سندا لكل المضطهدين في بلدنا وأنها ستساهم في إثراء الحوار الديمقراطي من أجل تخليص البلاد من الاستبداد وسد المنافذ أمام عودته تحت أية لافتة كانت ». و »الإرادة » تتقدم بالشكر لمناضلي ولاية قابس الأوفياء لقضايا التحرر الوطني والاجتماعي والديمقراطية. (المصدر:  « الإرادة » نشرية  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  العدد الثالث جويلية-أوت 2007)

أخــبار الحـريات و الجمعيات

 
منع تظاهرة -1- منعت السلطة تنظيم الجامعة الصيفية التي دعت إليها الجمعية النسائية التونسية للبحث حول التنمية أيام 27-28و29 جوان بمدينة طبرقة. وأشعرت الهيئة المديرة للجمعية بهذا التحجير ليلة انطلاق التظاهرة التي كان من المفترض أنها ستنظم حوالي 40 امرأة من طرف السلط المحلية التي برّرت كالعادة موقفها بتلقيها تعليمات من دوائر القرار وليس بأسباب قانونية. و »الإرادة » تستنكر هذا المنع وتعبّر عن مساندتها للجمعية النسائية التونسية للبحث حول التنمية وتنادي برفع التضييقات على نشاطها ونشاط كل الجمعيات المدنية المستقلة. وهي تتساءل عما إذا كان في البلاد أكثر من سلطة قرار واحدة تضيّق على نشاط الجمعيات والثانية تقرّر منح البعض منها مساعدة مالية لإنجاز نشاطاتها.  منع تظاهرة -2- عمدت وزارة الداخلية مرة أخرى إلى منع ندوة قرّرت تنظيمها الهيئة المديرة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان يومي 26 و27 ماي 2007 حول المنتدى الاجتماعي التونسي بدعوى وجود حكم قضائي يحجّر على الهيئة المديرة انجاز أي نشاط عدى انجاز المؤتمر السادس للمنظمة. وتؤكد « الإرادة » من جهتها شجبها لقرار المنع وتضامنها مع الرابطة وتلفت انتباه الرأي العام أن الحكم الصادر عن محكمة استئناف تونس، لم يحصر أبدا مهمة الهيئة المديرة للرابطة في انجاز المؤتمر السادس لهذه المنظمة. « الإرادة » تعتقد أن عرقلة نشاطات الرابطة لا يساهم في حلّ أزمتها، اللهم إلا إذا كان الهدف من الحصار هو السعي إلى ابتزاز تنازلات من قيادتها وهو أمر يصعب إدراكه كما أنه لا يؤسس لعلاقة سليمة بين السلطة من جهة والمنظمة من جهة ثانية.  منع تظاهرة -3- كان من المقرّر أن ينظّم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان حفل إحياء للذكرى الثلاثين لتأسيس الرابطة بمقرّ الاتحاد الجهوي للشغل بتلك المدينة. ودعا الفرع أعضاء الهيئة المديرة للمنظمة ومسيري منظمات وجمعيات مستقلة أخرى (الهيئة الوطنية للمحامين، جمعية النساء الديمقراطيات، جمعية قدماء المناضلين الوطنيين…) وشخصيات حقوقية. كان الاعتقاد راسخا أنّ مثل هذا الحفل سوف يلتئم دون أي إشكال خاصّة وأن الجميع بما في ذلك السلطة يؤكّد أن الرابطة هي مكسب وطني ومفخرة لبلادنا بما أنها هي الرابطة الأولى لحقوق الإنسان التي تأسّست في الوطن العربي وإفريقيا. لكن كما تعوّدت الرابطة على الاحتفال سنويا بذكرى تأسيسها دون أن تلاقي أي منع، هذه السنة الجهات الأمنية قرّرت تغيير قاموسها وحجّرت على أعضاء الهيئة المديرة للرابطة بما في ذلك رئيسها، وعلى أعضاء فروعها ونشطائها مغادرة مقرّات سكناهم. (فرضت عليهم تقريبا إقامة جبرية وقتية) وطوّقت مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان ومنعت على الرابطيين دخوله. ألم تع بعد بأن هذه الممارسة ولى عهدها وهي لم تعد تليق بتونس القرن الواحد والعشرين؟ ألا يؤدي تحجير تنظيم مثل هذا الحفل توتيرا لا مبرر له. من يعتقد خلاف ذلك يرتكب خطأ فادحا بل حماقة.  مــنع حاصرت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى مقرّ الرابطة يومي 2-3 جوان بالرغم من عدم وجود نشاط مبرمج للرابطة، كما حاصرت قوات الأمن مقرّ الرابطة يوم 16 جوان وهو الأسبوع الثالت على التوالي إذ كل يوم سبت تحاصر مقرّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان؟؟؟  غلق علمنا أنّه تم غلق موقع جامعة قابس لحزب الديمقراطي التقدّمي. نحن نعرب عن تضامننا الكامل مع جامعة قابس  وندعو السلطة للعدول على مثل هذه المماسات و رفع العراقيل التي تحول دون نشاط الأحزاب و المنظّمات والجمعيّات المدنيّة.  مقابلة ومراسلة تقابل الأستاذ المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مع السيد المنصر الرويسي المنسق للجنة العليا يوم الخميس 21/06/2007 ودار الحوار حول وضعية هذه المنظمة العريقة والمناضلة التي تعيش حصارا أمنيا متواصلا على مقرّاتها ومنعا فعليا لجلّ أنشطتها.وسلم رئيس الرابطة في اليوم الموالي للسيد المنصر الرويسي رسالة موجّهة إلى رئيس الجمهورية.فهل ستسفر هذه المقابلة الثانية التي جمعت الطرفين عن انفراج في وضع الرابطة؟ هل ستتخذ السلطة قرارات من شأنها أن تمكّن رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان التي لم تعرف أبدا وضعا طبيعيا منذ انعقاد مؤتمرها الخامس في أكتوبر عام 2000 من القيام بنشاطاتها وإعداد المؤتمر السادس وانجازه في ظروف عادية وديمقراطية؟ « الحبل للّعب لا للشنق » تحت هذا الشعار انطلقت يوم 14/06/2007 من تونس العاصمة ومن مقر فرع منظمة العفو الدولية تحديدا الحملة الوطنية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام. وتشارك في هذه الحملة إلى جانب الفرع المذكور (الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) وجمعية النساء التونسيات الباحثات في التنمية وجمعية الصحافيين التونسيين وجامعة نوادي السينما والمعهد العربي لحقوق الإنسان وعشرات الشخصيات الأكاديمية والحقوقية الوطنية العديدة من النساء والرجال من بينها رفيقنا الأستاذ محمد جمور. وتهدف هذه الحملة إلى خلق تيار شعبي واسع يناصر إلغاء هذه العقوبة المشينة من جهة و دفع السلط الثلاث في تونس (التنفيذية، التشريعية والقضائية) إلى إلغائها. وأكد المشاركون في انطلاق الحملة على أنهم سيتوخون طرق النضال السلمي للوصول إلى تحقيق هدف هذه الحملة وتوجهوا للسلطة بنداء حتى لا تتضمّن النصوص الزجرية مستقبلا عقوبة الإعدام. هذا ويشار على إن السلطة توقفت عن تنفيذ عقوبة الإعدام الصادرة في حق قرابة 100 شخص محكوم عليهم بالإعدام وذلك منذ سنة 1993 لكن يعاني هؤلاء من ظروف سجنية صعبة للغاية مما دفع بهم إلى خوض إضراب عن الطعام دام 29 يوما خلال عام 2003. وبناء على ذلك توجه المشاركون في الحملة بنداء إلى السلط لتحسين وضعية هؤلاء المساجين وتمكين أهاليهم من زيارتهم.  نهرواس الحمامات: منظمة الأعراف تعلن عدائها لاتحاد الشغل لأول مرة قام عمال وعاملات نزل « نهرواس » بالحمامات ببعث نقابة أساسية في شهر جوان 2007 لتمثل حوالي 300 عاملا ولتدافع عن حقوقهم المهضومة وكرامتهم المهدورة. لكن رئيس مدير عام النزل رفض هذه المنظمة القانونية وقام بطرد كاتبها العام كخطوة لتصفيتها. والملفت للانتباه أنه يشغل منصب رئيس « جمعية النزل بالوطن القبلي » التي تضمّ حوالي 150 نزلا والتابعة لاتحاد الصناعة والتجارة. وهكذا تعلن منظمة الأعراف عداءها السافر لاتحاد الشغل. لكن وحدة عاملات وعمال النزل عبر العرائض والتجمعات وصمود المكتب النقابي الجديد ودعم النقابيين الصادقين قطاعينا وجهويا ووطنيا سفّه أحلام صاحب النزل ورئيس جمعية النزل وعاد الكاتب العام للنقابة لعمله معززا مكرما. إنها معركة ناجحة ضد انتهاك الحق النقابي ستفتح أفقا نضاليا جديدا للعمال داخل هذه المؤسسة.  المنستير: سايا جورجيس : اعتداء على النقابيين بقرار من الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل بالمنستير تحوّل أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية لمساندة أعضاء النقابة الأساسية وأعضاء لجنة مساندة المطرودين عن العمل بقرار من مؤسسة سايا بورجيس وهي مؤسسة ألمانية. وعند وصول أعضاء الهيئة الإدارية الجهوية أمام مقرّ المؤسسة ، تمّ إيقاف كاتب عام الاتحاد المحلي بالمكنين وعضو المكتب الجهوي المكلف بالنظام الداخلي والكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي لمدة ساعتين بإقليم المنستير. كما تمّ الاعتداء عليهم من قبل أعوان الأمن وتمّ اقتيادهم إلى مقرّ الإقليم عنوة. (المصدر:  « الإرادة » نشرية  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  العدد الثالث جويلية-أوت 2007)

متابعات طلابية
 
 * عقدت اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد للاتحاد العام لطلبة تونس اجتماعا يوم 28 ماي 2007 بمقرّ الاتحاد بنهج نابلس تونس. وقد تمحور الاجتماع حول الإعلام بالانتخابات القاعدية تحضيرا للمؤتمر الوطني الموحد ومتابعة توصيات اللجنة في هذا الاتجاه وتقييم نشاطها. وقد عرف الاجتماع تباينا في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول شرعية الانتخابات المنجزة واللجان المفوضة وموعد انعقاد المؤتمر مما أدى إلى رفعه دون التوصل إلى موقف أو تقريب وجهات النظر في النقاط الخلافية. والإرادة إذ تؤكّد تمسّكها بالاتحاد العام لطلبة تونس ناطقا رسميا باسم الطلبة التونسيين باعتباره ممثلهم الوحيد أمام السلط العمومية والجامعية والرأي العام الداخلي والخارجي فإنها تدعو مكونات الحركة الطلابية الديمقراطية والتقدمية إلى الانخراط الفاعل والمسؤول في التحضير للمؤتمر القادم للاتحاد العام لطلبة تونس والحفاظ عليه منظمة ديمقراطية مستقلّة مناضلة حتى يتمكّن من لعب دوره في الجامعة في الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للطلبة والدفاع عن قيم التقدم والعقلانية والحداثة. * أصدر أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس (منير خير الدين، صدري بن سهيلي، سالم مومني، منى الوسلاتي، عمري الزواوي) بيانا بتاريخ 31 ماي 2007 ردا عن البيان الصادر عن اللجنة الوطنية من أجل المؤتمر الموحد بتاريخ 28 ماي 2007 والممضى من الأمين العام بوصفه ناطقا رسميا باسمها جاء فيه تأكيدهم أن اللجنة الوطنية هي إطار وقتي يجمع أغلب مكونات الحركة الطلابية المعنية بالاتحاد العام لطلبة تونس لحلّ الخلافات التي قد تظهر في مسار المؤتمر الموحد وليست هيكلا من هياكل المنظمة ولا تتمتّع بأي صبغة قانونية. وإن محاولة تحويل اللجنة الوطنية إلى إطار تقريري يعوّض المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية يعتبر تعديا صارخا على استقلالية المنظمة وإن إعلان استحالة عقد المؤتمر في هذه الصائفة من قبل الأمين العام وإقحام اللجنة الوطنية في ذلك يعد تجاهلا للهيئة الإدارية في حين أنها أعلى سلطة بعد المؤتمر ومخول لها حصرا وقانونا البتّ في التراتيب والإجراءات الخاصة بالإعداد للمؤتمر الموحد ولا يخول لأي كان التعدي على قوانين المنظمة ومقررات هيآتها وإن الدعوة لتأجيل انعقاده للمرة الثانية بصورة غير قانونية من شأنه أن يخلق فراغا هيكليا وقانونيا. داعين مناضلات ومناضلي المنظمة للدفاع عن الاتحاد والتمسك بالشرعية داخله والمطالبة الملحة بعقد المؤتمر. (المصدر:  « الإرادة » نشرية  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  العدد الثالث جويلية-أوت 2007)

أخبار المحامــاة

البشير الصيد عميد للمرة الثانية

 
انتخب المحامون التونسيون يوم 01/07/2007 الأستاذ البشير الصيد (مستقل) عميدا لهم لمدة ثلاثة سنوات. علما وانه شغل هذه الخطة سابقا من سنة 2001 إلى سنة 2004. وتحصل الأستاذ الصيد على 1193 صوت متقدما على منافسه الأستاذ شرف الدين الظريف (مرشح الحزب الحاكم) بـ 108 صوت خلال دورة انتخابية ثانية. وكان الصيد تحصل خلال الدورة الأولى التي صوّت خلالها 2637 محاميا على 796 صوت، تلاه الظريف بـ 698 صوت ثم صلاح الدين الشكي بـ 437 صوت فإبراهيم بودربالة بـ196 صوت تليه راضية النصراوي بـ151 صوت ومحمد النوري بـ105 صوت.  ولقد استفاد البشير للفوز بالعمادة من تجند المستقلين وجل المحامين غير التجمعيين حوله في الدور الثاني من جهة ومن أخطاء الحزب الحاكم في إدارة وتسيير الانتخابات من جهة ثانية، إذ ضمّ أغلب أنصار الأستاذة النصراوي أصواتهم إلي العميد الصيد في الدور الثاني، فيما أحجم أنصار الأستاذ إبراهيم بودربالة ومنصور الشفي على مساندة الظريف نظرا وان الحزب الحاكم أحجم على مساندة مرشحيهما في الدور الأول. ولئن فاز مرشح مستقل بمنصب العمادة، فإن مقاعد مجلس الهيئة السبعة وقع تقاسمها بين مرشحي التجمع الدستوري الديمقراطي (5) والإسلاميين القريبين من النهضة (2) وهما سعيدة العكرمي ونجيب بن يوسف. ويعزى انتخاب هذين الأخيرين إلى السند الذي تلقياه من أنصار العميد البشير الصيد المنتمي للتيار القومي العربي (الناصري) وإلى جزء من الناخبين التجمعيين أنصار الأستاذ الطبيب الذين طغى عليهم هاجس المناورة الانتخابية، وباتوا يبحثون عن أصوات المحامين من اليمين والوسط واليسار من أجل دعم حظوظ شوقي الطبيب في انتخابات رئاسة فرع تونس. ومن الواضح أن العميد الجديد الذي حرص على التحالف مع التيار الإسلامي لضمان اعتلائه لسدة العمادة رغم تحذيره من مخاطر هذا التوجه على أصعدة عديدة، سوف يلاقي صعوبات جمة في إدارة مجلس الهيئة الوطنية للمحامين الذي خضع لأول مرة إلى استقطاب ثنائي (تجمع – نهضة) قد يهدف لخدمة الأجندا السياسية للطرفين، نعني بذلك المصالحة بينهما لكن لن يساهم في تجاوز الوضع السيئ الذي باتت تشكو منه المحاماة التونسية ماديا ومهنيا ومعنويا وخاصة المحاماة الشابة. ويمكن لنا أن نستخلص من انتخابات المحامين الدروس التالية: – أولا: لقد جرت هذه الانتخابات كالعادة في ظروف ديمقراطية وشفافة. وفي جو من المنافسة الجدية، الأمر الذي يضفي عليها بدون منازع كل المصداقية. – ثانيا: إن فوز البشير الصيد والنتيجة الباهرة التي تحصل عليها في الدور الأول تعزى بنسبة هامة للعمل الدؤوب والحملة المثابرة اللذين قاما بهما هو شخصيا. – ثالثا: إن المساندة الكبيرة للمحامين الشبان للمرشح البشير الصيد تعكس استعداد هؤلاء للنضال من أجل تحسين وضعهم المتدهور وراء وعد بأنه سوف لن يتوان على اللجوء إلى أشكال النضال النقابية المتاحة إذا لم يفض الحوار والتفاوض مع السلطة إلى النتائج المرجوة من عموم المحامين. -رابعا: إن مساندة الحزب الحاكم السافرة لأي مرشح لمنصب العمادة حتى ولو توفرت فيه خصال النزاهة ونظافة اليد والاستقامة وحبه لمهنة المحاماة غير كافية للفوز بمنصب العمادة بل إنها مضرة أيما ضرر بمن يقبلها لأنها تعني بالنسبة لعموم المحامين الارتهان للحزب الحاكم لأولوياته السياسية ونحن على عتبة انتخابات رئاسية وتشريعية. -خامسا: إن عدم انتصار عناصر يسارية في انتخابات العمادة وعضوية مجلس الهيئة هو نتيجة تقييمات خاطئة لموازين القوى، وتفكك في قوى اليسار وتركيزها على العمادة دون مجلس الهيئة، وقلة المرشحين الجدد الذين يتمتعون بإشعاع واسع وعدم إعداد قائمة وفاقية تؤمن حظوظا أوفر للمترشحين لعضوية مجلس الهيئة لخطة العمادة. -سادسا: لم يقم العميد البشير الصيد تحالفاته على أسس مبدئية واضحة وطغى عليه هاجس الفوز بالعمادة حتى وإن كان يتحالف مع طرف سياسي لا يحترم تعهداته. فلقد ساندت مجموعة البشير الصيد دون تحفظ مرشحي سعيدة العكرمي ونجيب بن يوسف و العربي عبيد، وأدلت لهم بأصواتها لكن الإسلاميين أحجموا عن التصويت لفائدة فيصل الجدلاوي ومنير التونسي القريبين من العميد الصيد. كما أن مجموعة البشير الصيد لم تبد حماسا لمساندة مترشحين حريصين على الدفاع عن استقلالية المهنة. ولقد أفرز هذا المنحى لدى البشير الصيد، تحفظات مشروعة لدى العديد من الأطراف داخل المحاماة ومخاوف من أن يفضي الاستقطاب السياسي الثنائي داخل مجلس الهيئة إلى عرقلة نشاط العميد نفسه فضلا على تجنب مجلس الهيئة لأي عمل أو موقف نضالي أو مبدئي تفاديا لما تعتبره هذه الأطراف « تصعيدا » مع السلطة وسيسيء حتما لمصالح المحامين وطموحاتهم. يعتبر العديد من المحامين أن هذا المجلس هو مجلس « تهدئة » يغلب على أعضائه إنجاز هواجس سياسية وليست مهنية. لكن المحامين التونسيين الغيورين على استقلال مهنتهم والرافضين لتوظيف هياكل المحاماة توظيفا سياسيا من أي طرف كان سيكونون دائما على يقظة للدفاع عن مصالحهم وتحقيق طموحاتهم. (المصدر:  « الإرادة » نشرية  حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  العدد الثالث جويلية-أوت 2007)


 

ارفعوا الهامات ولاتحقروا من المعروف شيئا

 
بقلم مرسل الكسيبي* ان انخراط مثقفي تونس ومثقفاتها في عريضة الوقوف مع القيادي الطلابي عبد الكريم الهاروني القابع منذ مايزيد عن عقد ونصف وراء قضبان انحراف الدولة عن مسارها الطبيعي بعد أن قرنت التنمية الاقتصادية بالتصحر الثقافي والسياسي فجعلت مصادرة الحرية مصيرا جائرا للالاف من التونسيين والتونسيات , ان هذا الانخراط عبر الامضاء وقول كلمة لا للجور والظلم بقطع النظر عن اللون والانتماء هو بداية الانتصار على الصمت والهزيمة الذان لن يكونا قدر تونس والتونسيين الذان شقا طريق الحضارة منذ ممالك ودول عظيمة وامبراطوريات … هذه بداية الانتصار والنجاح , ولترفع هامتك أيها التونسي ولترفعي هامتك أيتها التونسية ولنعلم أن ارادة المنفي والسجين السياسي أقوى من ارادة الساديين الأمنيين والسياسيين ! حالة احباط عام يعيشها المناضلون العرب في أكثر من قطر وزاوية نتيجة تنازع بين تيارين بارزين يشكلان الأعصاب السياسية والثقافية لكثير من دول المنطقة : – تيار عربي واسلامي جماهيري واسع يجمع بين المحافظة والتجديد والتطلع الى أنسنة الدولة والحد من شموليتها. -وتيار نخبوي يصف نفسه بالحداثوية ويمعن في الخصومة مع أنصار المحافظة ويصفهم بالرجعية والظلامية برغم ماعرفه تيار « المحافظة الديمقراطية » عربيا واسلاميا من تحديث وتطوير على أكثر من صعيد . المشهد العربي والاسلامي يبدو في بعض أطرافه عميق الشروخ الفكرية والسياسية, وهو مانلحظه في بعض الأقطار التي ابتليت بحقبة من الاستعمار الفرنسي , حيث حرصت فرنسا أثناء حقبتها الامبراطورية على ارساء نموذج ثقافي وفكري أقرب مايكون الى القطيعة مع ماضي المنطقة وجذورها الدينية والحضارية الأكثر رسوخا في السلوك الفردي والاجتماعي , وهو ماترتب عنه لاحقا افرازات سياسية أعادت صياغة جغرافية المنطقة على أرضية نخبوية معزولة عن تطلعات الجماهير وطموحاتها تجاه محوري الانتماء الديني والهوية. الأمر بدى أقل خطورة اجتماعية وثقافية في المناطق التي عرفت تشكلا استعماريا أنغلوسكسونيا , حيث حافظت البلدان العربية والاسلامية الخاضعة للاستعمار البريطاني على أقدار واسعة من الاستقلال الفكري والثقافي في مقابل ضمان تدفق سلس ومستمر للمصالح الاقتصادية والعسكرية , وهو مابدى واضحا في الاستراتيجية الكولونيالية للمنطقة من خلال تواصل تدفق امدادات النفط ومن خلال اضعاف النواة الصلبة للشرق العربي والاسلامي عبر دعم متواصل ومنحاز للدولة العبرية , وبالمقابل لم تتدخل الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس فيما مضى في المربع الديني والثقافي والاجتماعي لبلاد الشام والمنطقة الخليجية … ومع انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وفي ظل حماقات سياسية كبرى ارتكبها نظام البعث العراقي عبر تورطه في حروب متتالية منذ نهاية السبعينات , وفي ظل هزيمة عربية داخلية نتيجة عمق الجراح اللبناني والفلسطيني على أرضية الخصومة الطائفية والخصومة المذكاة خارجيا ورسميا من قبل أنظمة سياسية متمعشة من صناعة الحروب والنزاعات , … في ظل هذه الأوضاع كانت الفرصة سانحة لبعض القوى الدولية من أجل اعادة رسم خرائظ المنطقة وتشكيلها سياسيا , وهو ماأفرز استفرادا بأنظمة الخليج العربي واستهدافا لها ولمصالحها , بالتوازي مع ماتعرفه بلاد الشام من ضغوطات واكراهات سياسية وعسكرية غير مسبوقة نتيجة فقدان التوازنات السابقة التي عرفتها المنطقة في ظل استراتيجية الاحتواء المزدوج . وكنتيجة عملية لافرازات هذه الحقبة سياسيا وعسكريا , برزت على الساحة الدولية جماعات العنف الاسلاموي كردة فعل عنيفة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في قضايا فلسطين والعراق وأفغانستان , ولعل الأمر بدى أكثر خطورة حين تشكلت هذه الجماعات بطريقة دموية استهدفت كل منجزات التحديث والاعمار في البلدان العربية والاسلامية , وهو ماجعل هذه الجماعات تنتقل تدريجيا من طور الخصومة الخارجية الى طور الخصومة الداخلية المستهدفة لأمن واستقرار واستقلال شعوبها وبلدانها من خلال توسيع دائرة الدم والخصوم والأهداف … دخول هذه الجماعات في طور من الارهاب القاتل عبر خطف الطائرات واستهداف عواصم غربية وعربية واسلامية في أهدافها المدنية والسياسية ساهم في تعقيد المشهد العالمي وتداخل القرار السياسي والعسكري بين عواصم الشرق والغرب , وهو ماألقى بظلاله بشكل خطير على أجندة الاصلاح السياسي والانفتاح في أكثر من حاضرة عالمثالثية , ولاسيما في مناطق البداوة الديمقراطية ومثلث الأمية الكتابية ومناطق تراجع أمة « اقرأ » الحضارية . المشهد السياسي العالمي بات أمام تراجع فظيع في الرصيد الديمقراطي الانساني , وهو مانلحظه على مستوى سن التشريعات الاستثنائية المناوئة للحريات والمكبلة للتراث العالمي في مجال حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي .. مايهمنا معشر العرب والمسلمين أمام خطورة هذا التراجع في المشهد الديمقراطي الدولي , هو الحفاظ على أرصدة التوسط والاعتدال وعلى أقدار عالية من الانتصار للقضايا الانسانية العادلة في مختلف أنحاء العالم . رصيدنا من السلمية والصبر والمرابطة والايجابية والتقدمية في التفكير والحضارية في التخطيط المستقبلي هي مسائل جوهرية ومبدئية لاينبغي تعريضها للزوال أمام تراجع المنطقة العربية والاسلامية في مربعات التغيير الهادئ والاصلاح . طموحنا الى مكان عادل تحت أنوار الشمس ينبغي ألا تهزه ظروف دولية صعبة أو تحالفات اقليمية هشة , أو خيارات سياسية رسمية أملتها ضغوطات واكراهات دولية قاهرة … قضايا الحريات واحترام حقوق الانسان والتداول السلمي على السلطة وترسيخ مكاسب الحرية وتجذير مربعات النضال المدني في وجه الدولة الكليانية , مسائل استراتيجية ينبغي أن تبرهن فيها جماعات حقوق الانسان وأحزاب المعارضة وهياكل المجتمع المدني عن صدقية عالية ومصابرة غير طبيعية في مواجهة السمسرة والتحالفات الظرفية المناوئة لكرامة الانسان وحقه في المواطنة الكاملة بين أهله وذويه وفوق ترابه الوطني . لاينبغي للنخب وعلى مستوى العالم عموما والمنطقة خصوصا أن تتراجع في مطالبتها بالحرية وفي تجذير قيمتها الانسانية والعالمية برغم استشكال الظرف الدولي وتداخل المربعات فيه وقصر أنفاس كثير من المناضلين الذين باتوا يبحثون عن النجاة الفردية أمام هول ماأصاب عالمنا من اختلال قيمي وانساني . وبالمناسبة فان النخبة التونسية اليوم أمام تراجع فعلي في الأداء نتيجة ماأصابها من خيبات أمل متكررة في مفاصل رئيسة من تاريخها الحديث , غير أن هذا لايبرر اطلاقا ترك الساحة فارغة لقوى التسلط أو قوى الاحباط أو قوى التدمير الذاتي والجماعي من خلال تعميم مسلك الانتقام كخيار رسمي أو معارض تتبناه العناصر الضائقة بالسلمية في التغيير أمام خطورة بعض المظالم التي تتعرض لها بلاد عربية واسلامية … العودة الى التنسيق الواسع بين المظلومين والمهمشين والمحرومين والمنبوذين والمضطهدين سياسيا وعلى أرضية المقاومة المدنية السلمية الثابتة وغير المتزحزحة هو جوهر الدواء في مقاومة الداء الذي يريد أن يقنعنا بأن التنمية تستقيم باشباع البطون مع الدوس على الكرامة والحرية …! الاعمار والمكاسب التنموية وتحقيق الرفاه لابد أن يكون هدفا اسلاميا وعربيا وتونسيا جماعيا تتمتع به كل شرائح وأطياف المجتمع بعيدا عن الحيف والظلم الذي يمارس تارة غفلة وفي كثير من الأحيان عن قصدية ذات دوافع دينية وايديولوجية وسياسية اقصائية … الواجب الوطني والديني والانساني يحتم علينا النجاح في امتحان المقاومة السلمية والمدنية التي نجح فيها غاندي يوم أن امن بحق الهند في تقرير المصير وفي تمتع شعبها بثروتها الوطنية بعيدا عن أشكال القهر والظلم الاستعماريين وهو ماجعل خلفاءه من بعده ينجحون في بناء أكبر ديمقراطية شعبية على مستوى العالم … التحدي اليوم في الايمان بقيمة كل أشكال الاحتجاج السلمي والمدني ابتداء من الحملة الاعلامية و العريضة ومرورا بالتظاهر بطريقة حضارية في مدننا وقرانا وشوارعنا وصولا الى الانخراط الايجابي في الأحزاب والجمعيات والنقابات من أجل تقوية المجتمع المدني في مواجهة انحرافات أي سلطة جنحت للتضخم والاستبداد . خلاصة القول فلنرفع الهامات ولايحقرن أحدنا من المعروف شيئا ولنعلم أن معركة الاصلاح وأنسنة الدولة هي معركتنا العادلة في زمن الرداءة العربية وتراجع القيم الانسانية على الصعد العالمية , ولنكن في الأخير على يقين بالله رب العالمين في عدالة قضايا ان تأخرت أجلا فانها لن تضيع ايمانا وعملا وتحقيقا وقدرا , أخيرا ان انخراط مثقفي تونس ومثقفاتها في عريضة الوقوف مع القيادي الطلابي عبد الكريم الهاروني القابع منذ مايزيد عن عقد ونصف وراء قضبان انحراف الدولة عن مسارها الطبيعي بعد أن قرنت التنمية الاقتصادية بالتصحر الثقافي والسياسي فجعلت مصادرة الحرية مصيرا جائرا للالاف من التونسيين والتونسيات , ان هذا الانخراط عبر الامضاء وقول كلمة لا للجور والظلم بقطع النظر عن اللون والانتماء هو بداية الانتصار على الصمت والهزيمة الذان لن يكونا قدر تونس والتونسيين الذان شقا طريق الحضارة منذ ممالك ودول عظيمة وامبراطوريات … هذه بداية الانتصار والنجاح , ولترفع هامتك أيها التونسي ولترفعي هامتك أيتها التونسية ولنعلم أن ارادة المنفي والسجين السياسي أقوى من ارادة الساديين الأمنيين والسياسيين ! (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 20 جويلية 2007)


 

البكالوريا والتوجيه: تجسيد لتكافؤ الفرص أم إعادة إنتاج للتفاوت؟

 
بقلم: كمال الساكري sekrikamel@yahoo.fr لا تزال البكالوريا أهم مفاتيح الترقي العلمي والمعرفي والاجتماعي. ولقد تضاعفت أعداد الناجحين في البكالوريا  ببلادنا لتبلغ حوالي 400 ألف طالب اليوم إذ تضاعفت نسب النجاح بالبكالوريا منذ 1994 إلى اليوم وانتقلت من 30% إلى 60%.

وطرحت هذه الآفاق الهائلة من الناجحين إشكاليات عديدة أهمها التوفق إلى توجيهها التوجيه الملائم لا تعيينها  تعيينا.  وتكوينها بالجامعة تكوينا مناسبا لملامحها واقتداراتها. وتأطيرها التأطير الضروري لها وتأهيلها التأهيل الموائم لمتطلبات سوق الشغل الصعبة والمتغيرة نتيجة العولمة المتوحشة ولمجابهة هذه التحديات توخت السلطة سياسة ترفع شعار شعبية التعليم وديمقراطيته. فقد جاء في دليل التوجيه الجامعي « يهدف نظام التوجيه الجامعي إلى تمكين كل الناجحين في امتحان البكالوريا(بكالوريا تونسية أو أجنبية بعد معادلتها) من تعيين بإحدى مؤسسات التعليم العالي ودلك على مبدأ الامتياز واعتمادا على نتائج المترشحين… »

ومن خلال هذا الهدف تبدو جامعتنا شعبية تفتح أبوابها لكل من يحرز على البكالوريا. يبقى أن تتثبت من ديمقراطية التعليم حتى نتأكد من شعبية جامعتنا لأنه في صورة انعدام الديمقراطية في التعليم فلا معنى لشعبيته.

يعتمد التوجيه الجامعي على مقاييس موضوعية ومعايير مادية مضبوطة ومعلومة للجميع تتمثل في ترتيب الطلبة الناجحين في البكالوريا داخل اختصاصاتهم على أساس ما يجمعونه من نقاط يكون مجموع النقاط (score) على أساسه يقع التنافس بين الطلبة للفوز بالاختصاصات والجامعات المرغوب فيها.لذلك يقع ترتيب الطلبة في التوجيه الجامعي لا على أساس جهوي ولا اجتماعي ولا طبقي ولا على أساس لون أو عرق وإنما على أساس الامتياز في النتائج.

ويتكون مجموع النقاط من قسمين وهما الصيغة الإجمالية وعدد المادة المميّزةالمتحصل عليه في مناظرة البكالوريا (بالنسبة إلى بعض الاختصاصات لا كلها).

أما الصيغة الإجمالية فتتكون من ](الصيغة الأساسية + الصيغة الخصوصية) × [i + مكافئة الرتبة.

والصيغة الأساسية هي المعدل العام للبكالوريا ضارب 5.

أما الصيغة الخصوصية فانه لكل اختصاص في البكالوريا مجموعة مواد خصوصية وضواربها.

الرياضيات

2 رياضيات+0.5 علوم طبيعية + 1.5 فيزياء

علوم تجريبية

1 رياضيات + 1.5 علوم طبيعية + 1.5 فيزياء

علوم تقنية

1.5 رياضيات + 1 فيزياء +1.5 تقنية

آداب عربية

2 عربية + 2 فلسفة

اقتصاد + تصرف

1.25 اقتصاد + 1.25 تصرف + 1 رياضيات + 0.5 تاريخ وجغرافيا

 

وتضرب الصيغة الأساسية + الخصوصية * 1.05 وهو مكافئ عدم الرسوب في البكالوريا + مكافأة الرتبة (خارج مناضرة البكالوريا).

يحتسب مكافئ الرتبة : 10/(رتبة +1).

وعلى أساس مجموع النقاط يقع ترتيب الناجحين في البكالوريا كل داخل اختصاصه للفوز بالشعب والاختصاصات ومواقعها الجغرافية فيصنف الطلبة إلى أربع مجموعات.

ع/ر

المجموعة

النسبة

المعيار

1

الأولى

25%

الأفضل ترتيبا

2

الثانية

35%

المترشحون الموالون

3

الثالثة

25%

المترشحون الموالون

4

الرابعة

15%

تضم بقية المترشحين

ويرمز إلى المجموعة الأولى باللون الوردي والمجموعة الثانية باللون الأخضر أما المجموعة الثالثة والرابعة فيرمز إليها بالأبيض. إن المتأمل لهذه المعطيات المادية الموضوعية المتدخلة في احتساب مجموع النقاط لا يسعه إلا أن يثني على وزارة التعليم العالي ومصالحها المختصة بالتوجيه بسبب اختيارها مؤشرات موضوعية ونتائج كمية مضبوطة يفترض أن تثمر تكافؤا في الفرص أمام كافة طلبة الجمهورية التونسية فنلتمس نوعا ما من المساواة في الاختيارات والحصول على شُعب ذات الوجاهة العليا والتشغيلية العالية كالطب والصيدلة والهندسة وتكنولوجيا الإعلامية. والتكنولوجيا في الاتصالات الخ. ولكن عند العودة إلى نصيب الجهات مثلا من التوجيه عامة ومن الشعب والاختصاصات الممتازة يتضح التباين بينها وتبرز الفروق الكبيرة بين مدن وقرى الساحل التونسي عموما  وبقية المدن والأرياف داخل البلاد فلو أخذنا عدد الموجهين إلى الطب وطب الأسنان والصيدلة فقط وقارناهم بعدد الموجهين إلى نفس الاختصاصات من بقية البلاد للاحظنا الفروق الشاسعة آخذين في الاعتبار اختلاف العدد الجملي للطلبة الدارسين والناجحين في الفضاءين الجغرافيين المذكورين أعلاه. بل إننا نعزو اختلاف العدد في تضخمه بالساحل وتقلصه بالشمال الغربي والوسط والجنوب إلى التفاوت الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمناخي والتاريخي بين هذه الجهات.

ففي السنة الجامعية 2005/2006 مثلا وجهت إلى الطب وطب الأسنان  والصيدلة الأعداد التالية موزعة على الولايات كالتالي.

I

الشريط الساحلي:

الجهة

الطب

طب الأسنان

الصيدلة

المجموع

بنزرت

21

05

06

32

أريانة

56

15

18

89

تونس

133

18

34

185

سوسة

99

09

13

121

صفاقس

164

48

34

246

نابل

71

21

22

114

المنستير

29

09

11

49

II-الوسط والشمالي الغربي والجنوب:

الجهة

الطب

طب الأسنان

الصيدلة

المجموع

القصرين

22

03

01

26

القيروان

26

09

02

37

سيدي بوزيد

06

04

06

16

سليانة

03

06

02

11

جندوبة

08

03

03

14

قفصة

34

08

02

44

قبلي

03

03

01

07

وإذ نكتفي بعرض النتائج تاركين للقارئ التعليق فإننا نعود إلى أصل المشكلة ما الذي يجعل التوجيه ديمقراطيا والتعليم شعبيا؟ هل مجرد سن قوانين ومعايير موضوعية لتطبيقها على الجميع يعد توجيها ديمقراطيا شعبيا؟

إن اعتماد سياسة التوجيه قاعدة النتائج معيارا موضوعيا للمساواة بين الطلبة أو التلاميذ لا يعدو في نظرنا أن يكون تسطيحا لحقيقة الوضعية التعليمية في بلادنا إذ لا يكفي أن نوحد البرامج والمقاييس في التقييم والتوجيه والانتداب حتى نضمن ديمقراطية التعليم. بل لعل العكس هو الصحيح. إن خطأ النظرية التربوية التقليدية والبيداغوجيا التقليدية انطلاقا من مصادرة خاطئة تعتبر أن التلميذ واحد مهما كان وضعه الطبقي والاجتماعي والثقافي وأنّ كانت جهته ولذا وجب أن يعلم ويربي ويمتحن على أساس نموذج تربوي وبيداغوجي واحد.

في حين أن الاختلاف بين التلميذ والتلميذ في الجهة الواحدة حقيقة لا يجدي إخفاؤها فكيف بالوضع بين الجهات. جهات طبيعتها خصبة والعناية بها فائقة وجهات مجدية ومحرومة.

إن التعليم الذي يتجاهل الفروق بين التلميذ والتلميذ والجهة والأخرى هو تعليم في قاعه مكرس للتفاوت المدرسي والاجتماعي وفي هذا الصدد يقول بيار بورديو: »من اجل محاباة الأكثر حظوة وحرمان الأشد حرمانا يجب ويكفي أن تتجاهل المدرسة في محتويات التعليم الذي تبلغه وفي المناهج وتقنيات الإبلاغ وفي معايير التقييم – التفاوت الثقافي بين التلاميذ المنحدرين من طبقات اجتماعية مختلفة. وبصفة أخرى في معالجة كل المتعلمين شديدي التفاوت فعلا على أنهم متساوون في الحقوق والواجبات ».

قياسا على ذلك فهل يتساوى تلاميذ الشريط الساحلي التونسي من حيث وضعهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع أعماق تونس وشمالها الغربي وجنوبها؟

وهل تقترب برامج مدرستنا وقيمها من تلامذة المدن الصناعية والتجارية والسياحية الساحلية ام من تلامذة القرى في وسط الجمهورية وشمالها الغربي وجنوبها؟

إن تأمّل برامج مدرستنا من الرياض إلى الجامعة ومقارنتها بالواقع في عموم الجمهورية يكشف انحياز تلك البرامج إلى ثقافة المدن الكبرى والساحلية على حساب بقية المدن والقرى والجبال والأدغال والصحاري.

وتصبح المساواة الظاهرية ليست إلا مساواة شكلية تستخدم كقناع وتبرير للاختلاف إزاء التفاوت الحقيقي أمام التعليم والثقافة المدرسيين أو على وجه الدقة المفروضين وان تعليمنا لا يلائم إلا طلبة وتلامذة قلة هم في حالة خصوصية تمكنهم من امتلاك ارث ثقافي مطابق لمقتضيات الثقافة لمدرسية. أولئك الذين تطبعوا بثقافة عصرية ولغة فرنسية وقيم غربية.

أما الغالبية الوافدة من أعماق البلاد وشمالها الغربي وجنوبها فسيعانون حتى يتكيفوا مع اللغة الفرنسية ومحتويات البرامج الغريبة عنهم غالبا والمسقطة على حضارتهم وقيمهم وإلا فهم معرضون أكثر من غيرهم إلى الفشل والطرد.

ويبدأ الفشل منذ خوض هذه الأغلبية مناظرة التوجيه فيحتلون المجموعة الرابعة المشار إليها بالبطاقتين البيضاويين دلالة على ضعف مجموع النقاط لديهم وترتيبهم الأخير في حين تحتل الأقلية أصحاب المجموعة الوردية ثم الخضراء المراتب الأولى والفرق بين الأغلبية والأقلية هو الفرق بين الفئات المحظوظة والمرفهة والوارثة لثقافة مناسبة للمدرسة والمستفيدة من إمكانات جهاتها المتقدمة والمستندة خاصة إلى عناية الأسرة الفائقة بأبنائها عامة وفي الدراسة خاصة إذ لا يكتفي الولي هنا بدروس المدرسة العمومية وإنما يعمد إلى استراتيجيات فردية متنوعة كالدروس الخصوصية بالمنزل أو بالمعاهد الخاصة المنتشرة في المدن الكبرى. أما الأغلبية فإنهم ينحدرون من عموم شعبنا من الجهات المحرومة والمهمشة غالبا حيث تنعدم البنية الأساسية التربوية الكافية وتنعدم الدروس الخصوصية إذ يفتقر الولي إلى المال الكافي لإنفاقه على منظوره.

فإذا كانت الأقلية تفوز بالاختصاصات الممتازة في الجهات المميزة وفي الدراسة بالخارج فان أغلبية الأغلبية تجبر على التوجيه إلى شعب الآداب والإنسانيات والاقتصاد المسدودة الآفاق والتشغيل.

لذلك فان جامعتنا إذ ترفع شعار الديمقراطية والشفافية بما تجتهد من مضاعفة عدد الجامعات والتي بلغت 13 وتوفيره من مقاييس وآليات لتحقيق تكافؤ الفرص بين الطلبة فإنها في الوقت ذاته لا تزيد عن إعادة إنتاج (la reproduction) التفاوت الاجتماعي والاقتصادي والثقافي السائد.

وان الاستثناءات الموجودة هنا وهناك من نجاح الفقراء وتعثر الأغنياء ليست إلا حالات خاصة ومحدودة.

إن عمق المساواة ليس في اتخاذ إجراءات شكلية ظاهرها الموضوعية والعدل وإنما في العمل على إعادة بناء الواقع  (la restriction ration) لصالح الغالبية العظمى من الطلبة والشعب وذلك باتخاذ إجراءات عاجلة وأخرى آجلة.

أما العاجل فيتمثل في إقرار التفاوت الاجتماعي والثقافي بين الجهات والطلبة ومعالجته بإقرار البيداغوجيا الفارقية التي تعمل على وضع استراتيجيات مختلفة تراعي التفاوت في المستوى بين الطلبة قصد بلوغ هدف موحد وهو جودة التكوين للجميع.

كما يتوجب تكوين الإطار النفسي والاجتماعي الذي يعمل على تأطير الطلبة ومرافقتهم وتيسير اندماجهم في الجامعة وفي الجهات الحضرية الراقية حتى نضع حدا لحالات التوتر والشعور بالدونية والتهميش والصدمة إزاء ظواهر الملبس والسلوك ومستوى العيش الذي عليه المرفهون وأصيلو المدن الكبرى.

وان يسارع إلى إبطال مناظرة « الكاباس » وإقرار ترتيب الخريجين على أساس الأقدمية وإيلاء المنحدرين من عائلات فقيرة الصدارة في التشغيل. أما الآجل من الحلول فيمكن اختصاره في إصلاح الجامعة إصلاحا جذريا لا تقنويا يقر بالفروق الاجتماعية والبيداغوجية ويعمل على معالجتها باستشارة جميع الأطراف الاجتماعية والسياسية قصد بناء جامعة شعبية فعلا وديمقراطية فعلا.

(المصدر: صحيفة الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي).العدد8 .13جويلية2007)


 
تونس في 20جولية2007-

رسالة مفتوحة إلى السادة: – رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي – الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي

 
تحية تليق بمقامكما و بعد… إني المسمى محمود بن شتاوي الورافة صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 05835067 من مواليد 5/02/1977 أصيل ولاية قابس. مختص في البناء و أزاول عملي حاليا في منطقة عين زغوان بلدية الكرم ولاية أريانة، حيث حدث في الأيام الأخيرة العجب العجاب مما دعاني إلى كتابة هذه الأسطر السادة الكرام: لا اخفي أني ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الرسالة للفت انتباهكم لما يرتكب من إرهاب نفسي و معنوي في حق كثير من الشباب و أنا واحد منهم تحت يافطة التجمع الدستوري الديمقراطي. لقد بدأت معاناتي مع المدعو عبد السلام النقازي الأستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية العليا للدراسات التكنولوجيةINSAT، حيث اتفقت معه لإتمام بناء منزله الكائن بعين زغوان وفقا لرخصة بناء قدمها لي في الغرض مسلمة من بلدية الكرم بتاريخ 1اوت 2006 تحت عدد 5527 بتقسيم الوكالة العقارية بعين زغوان، و بمجرد الاتفاق مع مؤجري باشرت عملي حيث انتدبت مجموعة من العمال و البنائين لمساعدتي على إتمام الأشغال في الموعد المتفق عليه. السادة المحترمين: بما أن مؤجري من رجال التعليم الذين أكن لهم الاحترام و التقدير فقد حظي منذ البداية بالتبجيل و الثقة الفائقة خاصة فيما يتعلق بالمعاملات المالية. إلا أن مؤجري اعلمني انه غير قادر ماديا علة مواصلة الأشغال. و عليه طالبته بتمكيني من المبالغ المخلدة بذمته المقدرة بالفان و ستة مائة دينار، إلا انه امتنع عن ذلك و رفض حتى الاعتراف بأنه مدين. إن المخزي في الأمر ليس قيمة المبلغ بل ما ادعاه مؤجري من انه فوق القانون و لا يستطيع احد محاسبته بما انه تجمعي و ذو علاقات واسعة و نفوذ قوي، وقد عمد إلى طرد العمال من الحضيرة و هم يشهدون بذلك و لاحقهم بالشتائم و سب الجلالة و هو أمر لا يليق بأستاذ جامعي مسؤول عن تربية الأجيال، كما ادعى أن الصهاينة هم نموذجه و مثله الأعلى في التعامل مع الحشرات مثلنا. إن هذا الأمر قد حز في نفسي كثيرا و خاصة ان اسمعه من جامعي كيف يسمع لنفسه بالتفوه بمثل ما قال و نحن في تونس رئيسا و حكومة و شعبا نقف دائما إلى جانب إخوتنا الفلسطينيين بل ان السيد الرئيس قد اعتبر القضية الفلسطينية قضيته الشخصية. السيد الرئيس السيد الأمين العام قبل أن أطالب بمستحقاتي المالية أطالب بالتحقيق في هوية المدعو عبد السلام النقازي إذ الخوف كل الخوف أن يتسرب إلى حزبكم الصهاينة المجرمين الذين لا يتورعون لحظة في هدم ما بناه أجيال من أبناء تونس و أبناء الحزب منذ أكثر من نصف قرن من الزمان. إن احترامي لرجال التعليم و خاصة الجامعيين هو ما دعاني إلى التشهير بهذا السلوك الذي يجب أن يردع صاحبه لأنه سلوك لا يليق بالتونسيين عموما و من يعلم أجيالنا الكرامة و الحرية و القانون و الديمقراطية، إن مثل هؤلاء سيصبحون عارا على الأساتذة الجامعيين و المثقفين التونسيين. بما أننا نعتز بانتمائنا إلى دولة يبنى فيها القانون تراكميا و الديمقراطية تدريجيا، و ومن منطلق مشاركتنا في البناء أيا كان موقعنا من الخارطة السياسية فإننا لن نسمح لأحد أن يشوه او يهدم ما نبنيه ، وسنتمسك بالقانون الذي يحفظ حقوق الكل مثقفون و جهلة أغنياء و فقراء ، تجمعيين أو معارضين و سأفضح  ما يمارس من إرهاب في حقي كشاب يناضل في حضائر البناء حيث اخترت البقاء في وطني بكرامة بدل التسكع و الإجرام و قوارب الموت. السادة المحترمين: بقدر ما أن غرضي الحصول علة مستحقاتي فان رجائي التنبه إلى مثل سلوكات مؤجري الذي يدعي أنه على حق دائما ما دام تجمعيا و هذا يخالف القانون و المنطق، فنحن جميعا قبل أن نكون تجمعيون أو معارضون نحن تونسيون، نفتخر بوطننا و انتمائنا العربي و من المفترض أن يكون الاساداذ الجامعي قدوة و مثالا يحتذى. ختاما: هذه رسالة أولى شرحت فيها ما نالني من حيف و لن أتردد لحظة في فضح هذا السلوك الانتهازي الذي يسلب السباب حقهم في الحياة بكرامة تحت يافطات مزعومة. و ما ضاع حق وراءه طالب محمود الورافة الجوال: 98483678

 

 

إلى « المفكر الفذ »

محامي الشيطان بملاحظة امتياز

– توفيق العياشي/ تونس
لقد تابعت ايها الصديق العزيز باهتمام وتمحيص تعقيبك المنشور في موقع تونس نيوز بتاريخ20 جويلية 2007 ولعل ابرز ماهالني هو ذلك الخلط الغريب في المفاهيم والقراءة الانتقائية المبتورة التي عالجت بها ردي المنشور سابقا .
أولى الملاحظات التي فرضت نفسها بعد قراءة تعليقك هو عجزك وأنت » المفكر الفذ » صاحب التحاليل العلمية المعمقة على التفريق بين أنماط الكتابة الصحفية ويظهر ذلك جليا من خلا ل عدم تمييزك بين مقال الرأي الجدلي الذي يقوم على التعليق عن خبر أو ظاهرة ما ومحاولة إقناعك المتلقي بوجهة نظرك دون السقوط في المحاججة المباشرة وذلك باعتماد خطاب مباشر يقوم على قوة البلاغة والبراعة في التوصيف والإحراج.أما وقد ذهبت باعتقادك وأنت المفكر العظيم أن ما سبق ونشرته هو مقال تحليلي يفتقد إلى النفس العلمي المعمق فذلك ليس ذنبي لان جهلك بمقومات الكتابة الصحفية هو الذي أوقعك في مطب الترفع الفكري والنقد الذي لا يستند الى خلفية معرفية، وهذا لا يليق بمفكر فذ مثلك لا أحسبه من المتطفلين على الكتابة الصحفية أو من الاشباه المتسلقين الذين يحاولون عبثا إيجاد موطئ قدم لهم في الساحة الثقافية والاعلامية .وقد لا يتسع المجال أيها الصديق لان أطلعك على أهم مقومات كتابة الأنماط الصحفية من تعليق وتحليل وخبر …أما عن قولك المتجني بأن عباراتي التهجمية لو قراها » أحد من المفكرين الافذاذ لتبرا من رصيده المعرفي »، فلا أخفي سعادتي الغامرة لو كنت أنت أيها المفكر الخارق احد أول من يتبرأ من رصيده المعرفي ولي في ذلك أسباب عديدة سأوجزها في الملاحظات التالية:
 
أولا: لقد أوردت في تعليقك وتحديدا تحت عنوان ظلمات مفهومية : » إن النقد لمجرد النقد؛ أي ذكر مساوئ ظاهرة معينة ببيان مسببات انحرافها، و دواعي خللها، من دون تقديم حلول و مخارج و « أدوية » لإصلاح الخطأ و تصويب الاعوجاج، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون محل ترحيب و قبول ». وفي حقيقة الأمر لقد سقطت أيها الصديق من حيث لا تدري في جب حفرته لنفسك فبعد استعراضك لما توهمت انه الأسباب الجوهرية لأزمة المنظمة النقابية الطلابية وقدمت تشخيصا يعلق جميع أسباب الأزمة على الظرف الموضوعية أي سلطة القمع والحصار التي يفرضها النظام على جميع مكونات المجتمع المدني- وهي الشماعة التي يعلق عليها الجميع إخفاقاته وعجزه-.. كنت أنتظر منك أن تنيرنا بالبدائل و المخارج « العقلانية والواقعية القابلة للتحقيق « التي تطرحها كحل لخروج المنظمة الطلابية من النفق المظلم الذي تتردى فيه، فإذا بك تفسر الماء بالماء وتحلق في فظاء المثاليات والشعارات الممجوعة من قبيل المطالبة بضبط النفس وتبتكر حلا عبقريا يتمثل في »…ليس من السهل تقديم حلول جاهزة، كثوب يكفي أن يقع لباسه. فالمطروح هو صياغة تصورات عقلانية و متماهية مع الموجود، بدون اصطناع رؤى طوباوية يستحيل تحقيقها، وهو ما يفترض بدرجة أولى نقاشا مفتوحا و معلنا و جماعيا بدون إقصاء لمن يعنيه الشأن الطلابي ». وهذا مهم » فمن أيها المفكر إذا يصطنع حلولا طوباوية لاتمت للواقع ولا للعقل بأي صلة ،ثم عن أي حوار تتحدث هل هو حوار الأفكار أم حوار العضلات والعصي والهراوات ؟..اما وقد وقعت في الفخ وأقريت أن » ليس من السهل تقديم حلولا جاهزة ».فيجب أن تعلم أن القول بضرورة تقديم البدائل والحلول والتصورات بعد كل عملية نقد هي في الحقيقة مجرد فزاعة يلوح بها السياسون في وجوه بعضهم البعض ليكونوا في مأمن من كل نقد لاذع يهدف إلى تعرية الواقع وكشف العجز والممارسة السلبية للعبة السياسة، ومن المهم أن تعلم أن الصحفي ليس مطالبا بتقديم الحلول الجاهزة والبائل، لأنه ليس طرفا في أي نزاع ولكن من واجبه باعتباره يمثل لسان العامة الأقرب إلى ضمير ووجدان الشعب أن يفضح الظواهر والممارسات الشاذة والمارقة على القانون مهما كان مأ تاها ن فعلى سبيل المثال، هل يطالب الصحفي بتقديم بديل إذا أنتقد الخطة الأمنية التي واجهت بها الحكومة ما سمي بالمجموعة الإجرامية؟ وهل يمكن أن نطلب من صحفي أن يقدم بديلا إذا انتقد طول مدة الأشغال التي يستغرقها خط مترو المروج..
 
ورغم كل هذه البراهين الواهية التي قدمتها فان قراءتك الانتقائية للنص موضوع الجدل جعلتك تهمش عمدا ما أكدت عليه من أن لا حل لازمة الاتحاد العام لطلبة تونس إلا إذا رفعت القيادات السياسية خارج الجامعة وصايتها عن المنظمة وتخلت عن عقلية الهيمنة والهوس بالظفر بالأغلبية وان تترك في المقابل شبابها الجامعي المناضل وحده يخط مصير المنظمة النقابية ، وهذه ضرورة ملحة وعاجلة لكي يتمكن الفرقاء الشبان من تخطي العد وات و الضغائن التاريخية التي لم يعاصروها مما يمثل نقطة انطلاق جميع الحلول والخيارات المطروحة..
 
أما وقد وقفت عند ويل للمصلين و اتهمتني بذلك فهذا كذالك ليس من شيم المفكرين الجهابذة أمثالك..
 
ثانيا:لقد خصصت الجزء الأهم من رأيك لما اعتقدت انه تحليل لأسباب أزمة الاتحاد والتي حشرتها كما كان متوقعا في صلب ألازمة العامة التي تعيشها البلاد بسبب سياسة النظام الحاكم الذي أسميته « نظام المدعو بن علي » رغبة منك في المزايدة وهرولة  إلى التشخيص الذي تعتقد أنه يصنع البطولة عن طريق الاقتراب أكثر قدر ممكن من خط النار_ ولو أنك لم تجرؤ على توقيع مقالك باسمك الحقيقي كما ينص على ذلك ميثاق شرف المهنة_ وهذا وهم لا يليق بخطاب تحليلي علمي يقدمه مفكر عظيم مثلك.
 فلنترك هذا « القفز البهلواني الذي يثير الانتباه و لا يغير في الأمر شيئا »جانبا.فالمهم انك لوحت منذ البداية بأنك سوف تتطرق إلى الأسباب الذاتية والموضوعية لازمة الاتحاد وهذا ما لم تلتزم به فقد انطلقت في محاولة إيجاد مقاربة بين وضع المنظمة النقابية وبين بقية التنظيمات السياسية والمدنية في تونس ،التي تعاني من أزمة جماهيرية بعد أن عزلتها السياسة القمعية للسلطة عن قواعدها الافتراضية ، وهذا الرأي فيه الكثير من الصواب ،فلا احد ينكر الرغبة الجامحة للحزب الحاكم منذ أكثر من خمسين سنة في احتكار جميع السلطات والهيمنة على الفضاء العمومي وشل نشاط جميع المنظمات المستقلة عنه ..وهذا في الحقيقة جزء بسيط في إطار العامل الموضوعي الذي يحف بالأزمة، فالجزء المهم يتمثل في أن سياسة الاحتواء واحتكار الفضاءات العمومية وقطع جميع وسائل اتصال أحزاب المعارضة- وخاصة اللا قانونية شكلا- بالشعب جعل هذه الأخيرة  تتطاحن فيما بينها من أجل السيطرة على الجمعيات والمنظمات الحقوقية والمهنية وخاصة منها الاتحاد العام لطلبة تونس ،لأنها توفر لها الهامش التي حرمتها إياه السلطة في تأطير الشباب و استقطابه للعمل الحزبي، هذا فضلا عما يوفره الإمساك بزمام القيادة في المنظمة النقابية من ورقة ضغط تساهم في الحد من البون الشاسع في موازين القوى بين الطرف المهيمن والسلطة وبينه وبين بقية الأطراف الموجودة في الساحة.
وكنت اود لو عرجت على هذه النقطة باعتبارها تمثل لب المسألة وعمق ألازمة التي تتمظهر فيما نشاهده اليوم من انشقاقات وصرا عات وصلت حد تبادل العنف والاستعداء بأعداء المنظمة ..لكن هوسك الكبير وتلهفك على الزج بالنظام في خانة المتسبب الوحيد في ألازمة وتبرئة الآخرين جعلك تسقط في ما يشبه الصياغة الأحادية للبيانات الحزبية التي التي لا تعترف بالنقد الذاتي.
 
أما حديثك عن الخراب الفكري الشامل الذي كرسه النظام الحاكم وما أدى إليه من صياغة عقلية عامة تتميز بالصراع والانتهازية الأمر الذي انعكس على المستوى الفكري والنظري للممارسة لمكونات المجتمع المدني والسياسي، وان لم أجد رابطا منطقيا واحدا بين السبب والنتيجة فاني أتسائل: لماذا نسمي النخبة نخبة إذا ما أصبحت تقاد بالمزاج والفكر الجمعي للعوام وأصبحت تتأثر بالعقليات السلبية التي كرسها النظام الحاكم؟  وكيف يمكن لهذه النخبة أن تكون مؤهلة للقيادة والتا طير إذا طالتها عدوى الانتهازية و الصراعات المتخلفة؟؟ ..
لقد فاتك أيها المفكر أن المسالة الأخيرة المتعلقة بحالة الخراب الفكري الشامل لا يمكن تضمينها إلى العوامل الذاتية للازمة فجذورها موضوعية بامتياز، مما يزيد في ريبتي بمعرفتك للفرق بين ما هو موضوعي و ما هو ذاتي الذي حضر بقوة في تعقيبك الأخير.
وأود في نهاية هذا المقال أن ألفت عنايتك انك سقطت من حيث لا تدري في تبرير العنف والبلطجة و الصراعات المتخلفة التي لا يمكن تبريرها مهما كانت دوافعها، وأملي الكبير أن تتقن في المستقبل القريب التمييز بين أجناس الكتابة الصحفية وتلتزم فعلا بضوابط كتابة المقال التحليلي ،الذي يعتبر من أصعب أنماط الكتابة الصحفية، وأبشرك بان النص التحليلي لا يجب أن يحمل رأيا معلنا بل يجب ان يبحث كاتبه في السببية والكيفية دون السقوط في الانطباعية التي كانت الميزة الأساسية في نصك الأخير، ولا أدل على ذلك تكرارك المتشنج ل » نظام المدعو »…
 
ملاحظة: إذا أردت التعقيب فمرحبا بردودك أما أنا فلم اعد أطيق التطرق إلى هذا الموضوع وعلى رأيك أيها المفكر الفذ » كفانا لغطا كلاميا.. »

 

 

. . و عادت الأسماء المجهولة على أعمدة « الشروق » تُهاجم المعارضين و تتّهمهم بالعمالة للخارج
قضايا وآراء المرتزقـــــــــون بالــــــرأي
 
المرتزقة المترددون على بعض السفارات الغربية ببلادنا عاودوا الظهور بعد فترة إنكشف فيها المستور وسقطت ورقة التوت الوحيدة التي سترت بعضا من عوراتهم. قد يكونوا عولوا خطأ على قصر ذاكرة الناس وقد تناسوا أن التونسي لا ينسى من حاول غدره و استقوى بالأجانب و الغرباء على وطنه وبلاده. كما اكتشف التونسي اليقظ والمتابع الجيّد لكل ما يدور حوله وفي العالم قاطبة أن البلدان التي ترفع شعارات نصرة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها، وتستغفل بعض السياسيين وتستقطبهم بالإغراءات المالية والوعود الزائفة وتحرضهم ضد بلدانهم بدعوى ترسيخ هذه الشعارات هي بلدان أبعد ما يكون عن هذه القيم النبيلة، وقد فشلت النماذج التي راهنت عليها و سوّقتها للعالم وجنّدت من أجلها ضعاف النفوس والطامعين في الجاه وفي السلطة. ويبقى غوانتانامو وأبوغريب وصمة عار لا تمحيها ملايين الدولارات التي يتم إنفاقها على محطات الدعاية وبعض الدكاكين الفضائية المفلسة وع! لى بعض الغربان الناعقة التي ترتزق بترديد خطاب واه كخيط العنكبوت لا يصدقه حتى البسطاء و ضعاف العقل. إن التونسيين وكل الحريصين على استقلالية بلدانهم وقرارهم الوطني بمن في ذلك المدافعين بكل قوة على حقوق الإنسان والحريات ونشر الديمقراطية يستنكفون بل ويحتقرون كل من تسوّل له نفسه إستعداء وطنه والاستقواء عليه بالأجنبي ولا يمكن أن يقبلوه مناضلا بينهم أو مساهما في المسار الإصلاحي أو البناء الديمقراطي لإيمانهم الراسخ أن العملاء لا مكان لهم ولا أمان فيهم ولا ثبات لهم وحتى مصالحهم تتغير لفائدة من يدفع أكثر مهما كانت أطروحاته و أجنداته و مصالحه في المنطقة. وفي الحقيقة فإن هذه القناعة لا تغيب عن أولياء نعمتهم الذين يوحون اليهم بما يجب تنفيذه  بكل دقة وهم يدركون أنهم مجرد أعوان تنفيذ ومرتزقة لمهام محددة لا يمكن تجاوزها أو الحلم أبعد عنها لأنهم قبلوا ببيع ضمائرهم وألقوا بمستقبلهم وراءهم من أجل حفنة من الدولارات وهم مستعدون بالتالي إلى التخلي عن أسيادهم والالتحاق بمن يدفع أكثــر. إن الدروس و التجارب المرّة التي تعرضت لها تلك البلدان الغربية في أكثر من بقعة في العالم تجعلها تحذ! ر من المرتزقة الذين تنتدبهم خاصة بعدما اتضح زيف تعهداتهم وتوقعاتهم إذا إزداد حجم الكراهية لدى كل شعوب العالم وأحراره وهو ما خلف حيرة لدى قيادات هذه البلدان التي كان عليها أن تبادر بالكنس أمام منازلها قبل التدخل في شؤون دول مستقلة و ذات سيادة.  إن المرتزقة كما قيادات أسيادهم يكتوون اليوم بشر ما فعلوا ويدفعون ضريبة التآمر ومحاولات زعزعة الاستقرار بأن أصبحوا منبوذين مكروهين لا يقترب منهم أحد خشية أن يصيبه ما أصابهم. * م. ع. ب (المصدر : صحيفة « الشروق » (يومية تونسية) بتاريخ السبت21 جويلية 2007)  . . و نشرت « الشروق » في عددها لهذا اليوم أيضا مقالا من غير توقيع يُهاجم منظمة « مراسلون بلا حدود » و رئيسها السيد روبار مينار ، و لكن لم يتسنّ لنا الحصول على نسخة منه نظرا لرداءة المرور إلى عديد الصفحات بالنسخة الإلكترونية لهذه الصحيفة  . 
 
 


ألوان الموسيقى العالمية و العربية في زواج جميل بمهرجان قرطاج . .

عندما تكون الموسيقى لغة موحّدة لفنانين عالميين من أجل السلام

 
 تونس – وطن – سليم بوخذير   سهر جمهورالمهرجان الدولي للموسيقى السنفونية بمدينة الجمّ التونسية مع عرض سنفوني رائق حمل عنوان « إنفتاح » مساء أمس الإربعاء 18 يوليو . و كان جمهور مهرجان قرطاج سهروا مساء الثلاثاء مع نفس العرض المتميّز الذي شارك فيه فنانون من جنسيات مختلفة أعادوا إلى آذان الجمهور ذكريات مهرجان قرطاج مع العروض السنفونية التي فارقته في مواسم سابقة . قاد هذا العرض المتكامل الذي سهرت على إنجازه جمعية « إيديست » الأمريكية ،الموسيقار الصقلّي الأصل « فرنندو آلفارز » فيما شارك فيه أكثر من 20 عازفا كان في مقدّمتهم عازف القيثارالأمريكي « برنار غيلمور » و عازف البيانو « توماس نروزنكرونز » و عازف العود الفنان التونسي معدّ العرض رياض الفهري ، فضلا عن عازف الفُليت « بادرو أوستاش » الذي أبهر الجمهور بادائه الركحي والغنائي للوحات منفردة أرقصت الحضور طويلا . هذا العرض الذي واكبته « وطن » في مهرجان قرطاج هو العمل الفنّي الرابع الذي يُنجزه الفنان التونسي رياض الفهري بالإشتراك مع فنانين أجانب يُشاركونه الرؤية نفسها و نعني المزج بين ألوان موسيقية غربية وعربية في عرض واحد ، بعد أعمال ثلاث له في مواسم سابقة أشهرها عرض « قنطرة » الذي أعدّه مع الفنان المتميّز « برنار غيلمور » . و قد تميّزعرض »إنفتاح » بجمعه في آن بين معزوفات تنتمي إلى ألوان الموسيقى الكلاسيكية العربية و التونسية بألوان الكاكالنتري والجاز و البُلوز و الصمبا فضلا عن الرّوك و الفلامنغو في غيابٍ شبه تام للغناء، حيث عاش الجمهورمع جمال زواج جميل بين إيقاعات معزوفة تختلفعن بعضها البعض تماما في الأصل ، لكن دون أن يشعر لا بالوقت ولا بإختلافها حيث بدت و كأنّها معزوفة واحدة مُتشاكلة الأبعاد . و قال رياض الفهري الذي يوصف في تونس ب »فنان السلام » عن عرضه « إنّ هدفي من هذه التجربة المتكرّرة في جمع أكثر من لون موسيقي عالمي في عرض واحد هو إثبات إمكانية التعايش بين مختلف الحضارات وأنّ الموسيقي ترقى لتكون اللغة الموحّدة للشعوب على إختلاف ألوانهم و لغتهم. و أنّها أكبر بكثيرمن الإختلافات ومن الحروب على الأرض » . و كان الفهري عرف النجاح في مثل عروضه هذه في أكثر من عاصمة عالمية لدى جمهور السنفونيات من ذلك عرضه الناجح منذ أشهر بمركز كينيدي بالولايات المتّحدة الأمريكية . و من المنتظر أن يسجّل هذا العرض حضوره في مهرجانات سنفونية دولية عديدة .   (المصدر: موقع صحيفة « وطن » ( تصدر بأمريكا) بتاريخ 19 جويلية 2007 ).  الرابط :http/www.watan.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1852


 

انطلاق مهرجانات تونس الدولية الصيفية بزخم كبير

 
تونس (ا ف ب) – انطلقت بزخم كبير المهرجانات الصيفية الدولية والعربية والمحلية التي درجت تونس منذ اكثر من اربعين عاما على احيائها باسماء تونسية وعربية واجنبية براقة في مختلف المجالات دعما للسياحة الثقافية وتعريفا بالمخزون الثقافي التونسي. واكد المدير العام للديوان الوطني للسياحة التونسية رؤوف الجمني ان سلسلة المهرجانات التي تشهدها مختلف المدن التونسية « تساند سياسة تعزيز السياحة الثقافية التي تسعى الدولة من خلالها الى استقطاب اعداد كبيرة من السياح الى هذا البلد المتشبث بتقاليده وقيمه العريقة وفي ذات الوقت الحداثي والمنفتح على محيطه ». فمن قرطاج الاثرية (في الضاحية الشمالية للعاصمة) الى طبرقة الساحلية (شمال غرب) مرورا بمدينة الجم وصفاقس وقفصة (جنوب) تتوالى المهرجانات لفترة تناهز الشهرين. وبدأت الفعاليات الثقافية منذ السادس من حزيران /يونيو حيث افتتحت « مهرجانات الطبرقة السياحية » بمهرجان الجاز الذي سيليه مهرجان الموسيقى اللاتينية يومي 14 و15 اب/اغسطس ثم مهرجان موسيقى العالم بين 16 و18 اب/اغسطس في حين يستمر مهرجان الراي يومي 19 و20 من الشهر عينه. ومن البرامج المقررة حفلات لفنانين من سوريا والاردن ولبنان ومصر وتونس والمغرب والجزائر وانكلترا والنمسا وفرنسا و بلجيكا وكوبا والهند. وجريا على عادته افتتح « مهرجان الجم للموسيقي السمفونية » في الثامن من حزيران/يونيو نشاطاته على خشبة المسرح الروماني الاثري في منطقة الجم (200 كلم جنوب العاصمة) بمعزوفات لاشهر الموسيقيين النمساويين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين على ان تختتم في 11 اب/اغسطس. وتشارك في هذه التظاهرة الموسيقية التي انطلقت قبل اعوام في اطار الشراكة الثقافية بين تونس والنمسا تسع فرق من تونس وروسيا والجزائر والولايات المتحدة وايطاليا. واشار عمر بن محمود كاتب الدولة المكلف بصندوق التضامن التونسي الى ان « عدد السياح الوافدين على تونس يتضاعف خلال هذه الفترة من السنة لان اغلبهم يبرمجون عطلهم وفق رزنامة المهرجان ». ومن ابرز المشاركين هذا العام الفنانين الامريكين جيمي كليف ومجموعة غريغ ادامس والاوركسترا السمفوني الجزائري الذي يشارك لاول مرة في هذه التظاهرة التي تقام على اشهر المسارح القديمة في العالم. وتزامن ذلك مع اطلاق المسرحي التونسي محمد ادريس من « مسرح الهواء الطلق » في منتجع الحمامات (60 كلم شمال شرق العاصمة) « مهرجان الحمامات الدولي » الذي يشكل المسرح عموده الفقري. وامام مدرج اكتظ بالحضور قدم ادريس مسرحية « اوتيلو » في قراءة جديدة لماساة شكسبير. ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى 21 اب /اغسطس عروضا مسرحية اخرى من بينها « خمسون » للفاضل الجعايبي المثيرة للجدل. كما يشارك في المهرجان مطربون تونسيون منهم امينة فاخت ومنير الطرودي و زياد غرسة. اما بالنسبة للمشاركة العربية فستحيي الفنانة اللبنانية كارول سماحة حفلا موسيقيا كما سيتم تقديم عروض لفرقة جيل جيلالة المغربية و »سهرة الراي الجزائري » وعرض لدار الاوبرا المصرية تحت عنوان « الطرب والتراث ». وينفرد المهرجان بعرض « التغريبة الهلالية » (مصر) و « تارتيت توارق » (مالي) و »بلوز برازرز » (الولايات المتحدة). ويبلغ موسم المهرجانات الثقافية والفنية الصيفية ذروته بانطلاق فعاليات « مهرجان قرطاج الدولي » الذي اختار هذا العام الاحتفاء بالتراث الثقافي التونسي من خلال الموسيقي والرقص والانشاد الديني الذي يميز مناطق التونس من شمالها الى جنوبها. وافتتح المهرجان في 14 من تموز/يوليو بعرض « اصوات تونس » من اخراج الموسيقار مراد الصقلي والذي يستمر حتى 16 من اب/اغسطس المقبل. واعتبر الصقلي هذه المناسبة « فرصة لمد الجسور بين اجيال متفاوتة واعادة التراث الى المحيط السمعي بحيث يمكن للشباب الاستلهام منه وتجديده ». ومن المشاركين في دورة المهرجان لهذا العام الفنانون العراقي كاظم الساهر والاماراتي حسين الجسمي واللبنانية نوال الزغبي. من جهتها ستكون العروض الاجنبية متنوعة من بينها سهرة الضحك مع الممثل الكوميدي الفرنسي « جاد المالح » واخرى غنائية مع داني بريون. ولا تقتصر الاحتفالات الثقافية في تونس على مهرجانات طبرقة وقرطاج والحمامات والجم اذ تنظم وزارة الثقافة التونسية منذ حوالي خمسين عاما مهرجان « اوسو » في 25 من حزيران/يونيو من كل سنة في مدينة سوسة السياحية بالساحل الشرقي التونسي. ويقيم المهرجان استعراضا كرنفاليا كبيرا على الواجهة البحرية للمدينة بمشاركة اكثر من عشرين عربة رمزية تجسد الروايات الاسطورية (لاوسو) « اله البحر » ومختلف النشاطات الاقتصادية والسياحية بالمنطقة تخليدا لعادات وتقاليد شعبية تعود الى العصور القديمة في هذه المدينة التاريخية. وتشارك في المهرجان فرق اجنبية من الصين ومصر واليونان تأكيدا على « الطابع الدولي لهذه التظاهرة الثقافية والسياحية التي تقام منذ ما لا يقل عن 2000 سنة » حسب ما اعلن المنظمون. كما تنظم الوزارة مهرجان « صفاقس الدولي » الذي افتتح الاربعاء بعرض « الحضرة » للتونسي سمير العقربي. ويشارك في التظاهرة التي تستمر حتى 21 آب/اغسطس اللبنانيون اليسا وراغب علامة وفضل شاكر ونانسي عجرم والمصرية شيرين عبد الوهاب. (المصدر: موقع « أخبار » ( المغرب) نقا عن وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 20 جويلية 2007)

تونس تدخل كتاب غينيس من بوابة الورود

 
على الإبراهيم  علي إبراهيم من تونس: مرة أخرى ستدخل تونس كتاب غينيس للأرقام القياسية بعد إعداد أكبر إكليل ياسمين بمناسبة إفتتاح مهرجان الياسمين بمدينة رادس (الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس) يوم الخميس 19 يوليو، وتميز هذا الإكليل بضخامته، حيث يبلغ طول محيطه وهو مغلق 1 متر وعندما تتفتح زهراته يصل طول محيط دائرته مترا ونصف. وأفادنا السيد فرجاني العقربي (63 سنة) الذي تولى إنجاز هذا المشموم بمساعدة 06 شبان أنه تم إستعمال 06 كغ ياسمين، أي 23040 زهرة ياسمين، و03 كغ أعواد حديد أي ما يعادل 150 مترا، و4500 مترا من الخيط، و10 كغ من نبتة الحلفاء. وأفادنا مصمم المشموم أنه تم الإلتجاء إلى إقتناء كميات كبيرة من الياسمين من خارج منطقة رادس لأن الإنتاج المحلي للمنطقة لم يكن كافيا لإعداد هذا المشموم الذي تم الشروع في إنجازه في الصباح الباكر ليكون جاهزا في الثامنة مساء. وأفادنا إلياس الجرّاية مدير المهرجان أن تكلفة هذا الاكليل تقدر بـ 600 دينار تونسي أي ما يعادل 460 دولارا أميركيا تقريبا، وأنه تم التفكير في هذا الأمر نظرا لخصوصية المهرجان الذي يحمل عنوان الياسمين وتميّز تونس بصناعة المشموم خاصة في فصل الصيف.   ويذكر أن في تونس يتم تقديم نوعان من الاكليل: الياسمين والفل، وهي صناعة تميّز فصل الصيف ويقبل على إقتنائها التونسي والأجنبي بكثافة في المناطق السياحية والأحياء الشعبية على حد السواء لكن أسعارها تختلف من مكان إلى آخر. وقريبا ستقدم مدينة الحمامات اكليلا آخر تراهن على تحطيم هذا الرقم الذي سجلته مدينة رادس فهل سيكون ذلك بزهرات الياسمين أو بزهرات الفلّ؟ ( المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 21 جويلية 2007 )

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

البحث الأول: نظام الحكم في الإسلام:نشأة و صيرورة

 

الفصل الأول: محمد بن عبدالله(ص)المؤسس الأول للدولة الإسلامية:

 

الحلقة الثامنة: الهجرة ،المنعرج الحاسم لتمكين البديل الإسلامي و انتصاره:

 

لا شك  أنّ بيعة العقبة الثانية غدت عنوانا واضحا لمرحلة جديدة في مسيرة دعوة النبي صلى الله عليه و سلم . فهي لم تكن بيعة خاصة ،كما هو الحال في بيعة العقبة الأولى،و إنّما كانت بيعة عامة .  فالبيعة الثانية حددت الوضع القانوني للنبي(ص) بين أهل يثرب  و اعتبرته واحدا منهم ، دمه كدمهم، و حكمه كحكمهم، و مصيره مصيرهم،و مستقبله مستقبلهم . كما أن الأنصار في هذا اللقاء التاريخي بينهم و بين النبي صلى الله عليه و سلم لم يهنأ لهم بال حتى استوثقوا لأنفسهم كما تقدم .  فهذه البيعة لم تكن مجرد مُبايعة شكلية، و تبادلا للكلمات العاطفية،بل كانت حلفا و ميثاقا سياسيا على النُصرة و قيام الدولة الإسلامية و الوعد الصارم على حمايتها بالدم و المال و الأنفس و الثمرات (1) . و مهما يكن ، فإن البيعة الثانية ،كانت المقدمة الأساسية و الأولى لهجرته صلى الله عليه و سلم إلى يثرب أين يعيش أنصاره الجُدد.

و لأمر يعلمه الله وحده ،انتهى إلى مسامع المشركين من أهل مكة خبر هذه البيعة ، و ما تمّ فيها بين النبي عليه الصلاة و السلام و المسلمين الجدد من أهل يثرب. و قد  نزل الخبر على  قريش نزول الصاعقة ، فهم يعلمون أنّ محمدا (ص) بعد بيعة العقبة الثانية أو الكبرى لم يعد فقط ،في تقييمهم السياسي و الإستراتيجي، مُجرد خارج على النظام القُرشي القائم ، بل قد أصبح بحكم بنود البيعة الثانية في مقام رئيس دولة، و زعيم أمة و قائد حرب، يملك من القوة والسلطة ما يهدد  به مصالح قريش الإقتصادية والدينية و السياسية.  و لقد صرحت قريش بذلك، فهم  يعرفون  معرفة تامة عواقب تلك البيعة و خطورتها على المستقبل السياسي و الإقتصادي و الزعاماتي لقريش،وما إن بلغ مسامعهم هذا الخبر حتى أسرعوا  إلى مخيم أهل المدينة صارخين ومنددين و محتجين   : ( يا معشر الخزرج ، إنّه قد بلغنا أنّكم  جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا ، و تبايعونه على حربنا ، و إنّه و الله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا و بينهم منكم )(2). و لما كان مشركوا الخزرج لا يعرفون شيئا عن أمر هذه البيعة التي تمت في كنف السرية التامة ، نفى المشركون ذلك، فعاد زعماء قريش و هم على شبه اليقين من كذب هذا الخبر، إلاّ أنّ الخبر،شيئا فشيئا، تأكد  و لكن بعد فوات الأوان ، فقد عاد الحجيج إلى بلادهم إلاّ سعدا بن عُبادة و المنذر بن عمرو وكلاهما من النقباء ، فطاردوهما  و لم يمسكوا إلاّ بسعد بن عبادة و أفلت منهم المنذر بن عمرو. أمّا سعد ، لمّا ألقوا عليه القبض  و ربطوا يديه إلى عنقه ، و جعلوا يضربونه و يجرونه حتى أدخلوه مكة ، فجاء المطعم بن عدي و الحارث بن حرب بن أمية فخلصاه منهم ، إذ كان سعد يجير لهما قوافلهما المارة  بالمدينة، و تشاور الأنصار ( أي الوفد الذي بايع النبي في هذه البيعة)في أمر ه و بينما هم كذلك حتى طلع عليهم سعد ، فوصل القوم جميعا إلى المدينة)(3)، و هم سعداء بهذه البيعة و ما سينبثق عنها من نتائج إيجابية و مستقبل باسم  و  عهد جديد مبارك و سعيد ، على المسلمين و النّاس أجمعين.

 

1)     إذنُ الرسول  لأصحابه بالهجرة إلى بلاد أنصاره الجُدد:

 

لقد أزعج  قريشا هذا التجاوب الكبير بين الأنصار و النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، فضاعفت من اضطهادها للمسلمين و شدّدت من قبضتها عليهم حتى تمنعهم من التحرك ، في أي اتجاه كان ،و النجاة بأنفسهم و دينهم الجديد. و لكنّ الرسول (ص)، بتأيد من الله عزّ و جلّ وإلهام ،أصدر أوامره إلى أصحابه بالهجرة و الإلتحاق  بإخوان لهم من الأنصار، مُختفين و مُتفرقين قدر الإمكان ،قائلا 🙁 إنّ الله عز و جل قد جعل لكم إخوانا و دارا تأمنون  بها).  فخرج المسلمون جماعات جماعات صغيرة في سرية و دقة و نظام ، و شيئا فشيئا بدأت طرقات مكة و نواديها و أزقتها و بيوتها تشهد غيابا ما زادته الأيام إلاّ وُضوحا و تأكيدا، و لم يبق من المسلمين  مع رسول الله (ص) غير أبي بكر و علي، أو من حُبس أو فُتن. و يوما بعد يوم اكتشف القرشيون أنّ المؤمنين بدعوة محمد (ص) قد غادروا مكة على حين غفلة من أهلها المشركين تاركين وراءهم أباء و أمهات و أموالا و بيوتا و متاعا كثيرا ،ذلك لأنّ الهدف ،الذي رباهم عليه سيّد الخلق رسول الله (ص) ، هو أغلى من كل شيْ و أكثر إلحاحا و أولى من حاجاتهم الجسدية و الإجتماعية، و الحياتية بصفة عامة. يقول الله تعالى : ( و من يُهاجر في سبيل الله يجد مُراغما كثيرا و سعة و من يخرج من بيته مهاجرا  إلى الله  و رسوله ثمّ يُدركه الموتُ فقد وقع أجرُه على الله  و كان الله غفورا رحيما)النساء/آية 100.

 قال ابن سعد في طبقاته ، عن عائشة رضي الله عنها : ( لمّا صدر السبعون من عند رسول الله (ص) طابت نفسه ، فقد جعل الله له منعة و قوما أهل حرب و عدة و نجدة. و جعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج ، فضيّقوا على أصحابه و تعبّثوا بهم ، و نالوا ما لم يكونوا ينالون من الشتم و الأذى. فشكا ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و استأذنوه في الهجرة ، فقال : (  قد أُخبرت بدار هجرتكم  و هي يثرب ،فمن أراد الخروج فليخرج إليها). فجعل القوم  يتجهزون و يتوافقون و يتواسون و يخرجون و يُخفون ذلك، فكان أول من قدم المدينة من أصحابه (ص) أبو سلمة بن عبدالأسد، ثمّ عامر بن ربيعة و معه امرأته ليلى بنت أبي حشمة، ثُمّ  قدم أصحاب رسول الله (ص) أرسالا  فنزلوا على الأنصار في دورهم، فآووهم و نصروهم وآسوهم)(4)   

  و لم يهاجر أحد من الصحابة إلاّ مُستخفيا غير عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قائلا ، فيما يرويه عنه علي بن أبي طالب : ( شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلاّ هذه المعاطس، من أراد أن يُثكل أُمه أو يوتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني و راء هذا الوادي)(5). لقد نجح النبي (ص) حتى اللحظة في نقل المهاجرين من مكة  إلى المدينة بأمان و اطمئنان، دون إراقة قطرة دم واحدة، و مكث الرسول عليه الصلاة و السلام لاستكمال ما تبقى من الترتيبات الضرورية لنقل القيادة ، بصفة رسمية ، من مكة إلى المدينة. و تصديّّا لهذه الظاهرة الخطيرة (ظاهرة الهجرة) ، تجتمع قريش في مؤتمر عام جامع على عجل في(دار الندوة) لتدارس كيفية اعتقال الرسول (ص) أو حتى قتله و سفك دمه الطاهر و تكبيله بالأغلال و شل حركته و عزله عن أصحابه بأي شكل من الأشكال ، فإنّ أمره قد استفحل، و أنّ هامش المناورة بالنسبة لقريش قد أصبح ضيّقا إلى أبعد الحدود، و هو ما كانت قريشا تخشاه منذ زمن بعيد. تلبي قريش النداء  للإجتماع  الطارىء و يدور نقاش حامي الوطيس بين رؤساء قريش يتمخض عن عزم لا رجعة فيه بتصفية النبي صلى الله عليه و سلم تصفية جسدية و تفريق دمه بين القبائل مُعتقدين أنهم بقتلهم النبي (ص) سيقتلون الدعوة الجديدة ويقطعون عنها كل أسباب النجاح. يقول الله تعالى : (و إذ يمكر بك الذين كفروا ليُثبتوك أو يقتلوك أو يُخرجوك و يمكرون و يمكُرُ الله و الله خير الماكرين)الأنفال  آية 30.

 

2)   هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم إيذان بتحول عظيم لصالح المستضعفين عامة و المؤمنين خاصة :

 

و يجيء أمر الله سبحانه إلى الرسول(ص) يحمله الوحي المعصوم  بالهجرة،وكانت  تلك هي الإشارة التي ينتظرها رسول الله  بفارغ الصبر ، و لكن الرسول ، رغم شوقه الشديد للهجرة و الإلتحاق بأصحابه الكرام ، مهاجرين و أنصار،لم يرتجل الخطوات و يتعجل الحركة ، و كان عليه أن يخطط لهجرته مُستخدما كُلّ ما وُهب من امكانات  الفكر والبصيرة و الإرادة.(6)

و توخيّا لكل أسباب الحيطة و توفيرا لكل ضمانات النجاح ، رسم النبي خطة على غاية من الذكاء،انتقى بموجبها أول اثنين أسلما من أصحابه في تاريخ الدعوة ، وهما أبوبكر و علي  رضي الله عنهما استبقاهما معه لكي  يؤديا الأدوار التي رُسمت لهما للقيام  بها في حركة الهجرة .   جاء في صحاح السنة  وكتب السيرة أنّ أبابكر رضي الله عنه لمّا وجد أنّ المسلمين قد تتابعوا مهاجرين إلى المدينة ، جاء يستأذن بدوره رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة . فقال له رسول الله عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم : (على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي).  فقال  أبوبكر: ( و هل ترجو ذلك بأبي أنت و أمي؟ ) قال: (نعم). فحبس أبوبكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه و سلم ليصحبه، و علف  راحلتين كانتا عنده ، و أخذ يتعهدهما  بالرعاية أربعة أشهر (7). وفي هذه الأثناء  تيقنت قريش أنّ رسول الله (ص) قد صارت له شيعة و أصحاب من غيرهم  بغير بلدهم، كما تقدم، فحذروا خروج  رسول الله صلى الله وسلم إليهم و خافوا أن يكون قد أجمع لحربهم. فاجتمعوا في دار الندوة (وهي دار قصي بن كلاب)، يتشاورون فيما يصنعون بأمر رسول الله (ص) ، فاجتمع رأيهم أخيرا على أن يأخذوا من كل قبيلة فتى شابا جلدا ، ثم يُعطى كل واحد منهم سيفا صارما، ثم يعمدوا عليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه ، كي لا يقدر بنوعبد مناف على حربهم جميعا ، و ضربوا لذلك ميعاد يوم معلوم، فأتى جبريل عليه السلام رسول يأمره بالهجرة ، و ينهاه أن ينام في مضجعه تلك الليلة(8).

قالت عائشة فيما يروي البخاري: (فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في حرّ الظهيرة ، قال قائل لأبي بكر : ( هذا رسول الله (ص)متقنعا ،في ساعة لم يكن يأتينا فيها) فقال أبوبكر: ( فدا له أبي و أمي ، و الله ما جاء به في هذه الساعة إلاّ أمر). قالت : فجاء رسول الله(ص)، فاستأذن،فأذن له، فدخل،فقال النبي (ص) لأبي بكر: ( أخرج من عندك)، فقال أبوبكر: (إنما هم أهلك بأبي أنت و أمي يا رسول الله) . قال(ص): (فإني قد أُذن لي في الخروج). فقال أبوبكر: (فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي)، قال رسول الله (ص) : ( بالثمن). قالت عائشة : فجهزناهما  أحثّ الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سُميت ذات النطاق)(9). أمّا علي ، فمهمته كانت مُزدوجة ، الإيهام و مغالطة المشركين من ناحية، و ردّ  الأمانات  إلى أهلها من ناحية ثانية،عندما يقول له الرسول (ص): ( نم على فراشي و تسجّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم)(10). و استكمل الرسول و صاحبه الخطة، و وضعا الأسباب،و كان التسلل من شباك خلفي على حين غفلة من قريش ….، و كان التوجه  جنوبا على طريق اليمن،    بدل التوجه شمالا نحو يثرب، و كان اللجوء إلى إحدى المغارات في جبل ثور، و كان التوقف عن السير ثلاثة أيام  ريثما يدّب اليأس إلى القرشيين في العثور على النبي و صاحبه ، إلى غير ذلك من التدابير المحكمة ، ثم يكون بعد ذلك الإنطلاق صوب يثرب في طريق و عر غير معروف، يعين الصاحبان في ذلك دليل ماهر من المشركين أنفسهم،كان قد أُختير  اعتمادا على مهارته و كفاءته  العالية في معرفة الطرق، و اعتمادا،أيضا، على أمانته التي لابدّ و أن يكون الرسول قد سبر أغوارها .   

أمّا المشركون ، في الطرف الآخر من ملحمة الصراع ، فقد اجتمعوا ، لمّا حانت

عتمة تلك الليلة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، على باب رسول الله يتربصون به(ص) ليقتلوه ، و لكنه(ص) بقدر الله وحوله خرج من بينهم و قد ألقى الله عليهم  سنة من النوم بعد أن ترك عليّا رضي الله عنه في مكانه نائما على فراشه.

إنّها خطة على غاية من الحكمة و الذكاء  يرسم تفاصيلها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم و صاحبه الصديق رضي الله عنه ، و لا يبقى بعد ذلك إلاّ أن يتنزل نصر الله على رجال مؤمنين، و قادة مخلصين صدقوا ما عاهدوا الله عليه و ما بدلوا تبديلا ، عرفوا كيف يستكملوا أسباب النصر التي منحهم الله إياها. إنّه التناغم الكامل بين مشيئة الله الواحد القهار من ناحية، وإرادة الإنسان المؤمن الموصول القلب بالله من ناحية ثانية. و في الهجرة يتجسد نصر الله ، فعلا مباشرا مرئيا و محسوسا ، ثلاث مرات على الأقل: المرة الأولى  كانت عند مغادرته داره صلى الله عليه و سلم ، في أعقاب ليل  مُخيف ، عندما  أحاط أبناء  القبائل مُدججين بالسلاح لا ينتظرون إلآّ  اللحظة الحاسمة السوداء التي لم تحن و لن تأت أبدا  بفضل  الله تعالى ، مع أنّ الرسول  قد فتح الباب على مصراعيه و هو يقرأ آيات من سورة يس بصوت خافت خاشع مُطمئن : ( يس. و القرآن الحكيم .  إنّك لمن المرسلين. على صراط مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم . لتُنذر قوما ما أُنذر أباؤهم فهم غافلون . لقد حقّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون .إنّا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم لا مقمحون.و جعلنا بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يُبصرون). يس /الآيات 1،9

المرة الثانية:كانت عند الغار عندما رأى أبوبكر  بأم عينيه نعال المشركين ، فيهمس  في أذن رسول الله (ص) قائلا و هو يرتعد من الخوف…..، ليس على نفسه ولكن على الرسول و ما يمثله و يرمز إليه من مستقبل واعد و فتح جديد: ( لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ) ، و يجيء رد الرسول (ص) منبثقا من يقينه الكامل في نصر الله : ( يا أبا بكر ، ما ظنك في اثنين الله ثالثهما؟)، ثم ينزل كلام الله، بردا و سلاما على قلوب المؤمنين في كل زمان و مكان، حين يزيد هذا البيان بيانا و هذه الحقيقة تأكيدا لتطمئنّ قلوب و جلة و تبتسم وجوه عبسة: (إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذّين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيّده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السُّفلى و كلمة الله هي العليا و الله عزيز حكيم )التوبة آية 40.

و مرة ثالثة يتجلى نصر الله فعلا  مباشرا، مرئيا و محسوسا، في الطريق إلى يثرب عندما رصدت قريش جائزة كبرى لمن يأتي بالرسول صلى الله عليه و سلم حيّا أو ميّتا ، و كان سُراقة بن مالك قد رشّح  نفسه  لهذه  المهمة  الحقيرة  طمعا  في قليل من حطام الدنيا الزائل، و ما حال سراقة في هذه المهمة إلاّ كحال الألوف من الناس الذين يبيعون ضمائرهم و أعراضهم من أجل الحصول على منافع هي في الأغلب  وهمية أو في أحسن الحالات جدّ محدودة لا قيمة لها في ميزان الشرع الحكيم و أيضا في ميزان العقل و الذوق السليم . و هكذا ينخرط سراقة في مهمة لا تمتُ  للمرؤة  بصلة  ، فيفشل فشلا ذريعا في تحقيق ما يريد أن يصل إليه . أمّا النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ، فقداستكمل أسباب النصر المادية و الروحية فكان مصيرسراقة تبعا لذلك أن عثرت به   فرسه ، و كلما طنّ أنه اقترب من هدفه أكثر إلاّ و سقطت به فرسه و تمرغ في التراب أكثر فأكثر إلى أن وجد نفسه مُحاطا به من كل جانب ، لا حول له و لا قوة ،مُلقى بين يدي النبي (ص) ، عاجزا عن حماية نفسه ، و لو أراد النبي (ص)  أن يُجهز عليه لأجهز عليه .

 و في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الثالثة عشر للبعثة وصل رسول الله (ص) و صاحبه قُباء في يثرب حيث كان في استقبالهما أولئك الرهط الكريم الذين انتظروا رسولهم  طويلا  من المهاجرين و الأنصار و كلهم شوق و حنين للقاء قائدهم الذي سيبدؤون معه  و بقيادته و تحت إشرافه عهدا جديدا كُتب لهم شرف وضع أسسه التي سيقوم عليها البناء الخالد في مرحلته الثانية ، و هي مرحلة بناء الدولة الإسلامية التي ستحمي المسلمين ، كأفراد و جماعات وأمة ،و كل المستضعفين الذين ينشدون الحرية ،وهي التي ستضع الإسلام على طريق العزّة والنصر الكامل و الشامل .

و هكذا بحلول هذا اليوم الأغر في تاريخ المسلمين خاصة و الإنسانية عامة ، علمت ذلك أم لم تعلم،  عرفت الإنسانية و دشنت مع سيّد البشر جميعا ،عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم ، يوما حاسما على طريق التأسيس الرسمي للدولة الإسلامية و تعزيزها ، و بناء حضارة انسانية عالمية خالدة، تماما كما كانت بعثته عند البداية بداية حركة صوب تحرير الإنسان و إعداده ليضع هذا الأخير ( أي الإنسان) في صورته الرسالية الإستخلافية الحضارة و دولة الشريعة و القانون في خدمة الإنسان كل الإنسان ، فيشهد العالم في  كل مكان ميلاد الإنسان ، هذا الكائن الرسالي المُكرم يغسل وجهه بضياء الشمس ، يخرج من عتمات  النفس من غير استئذان(11)

    مصطفى عبدالله  الونيسي /باريس/فرنسا

 

المراجع:

 

1)د. كامل سلامة: جولة الرسول من التكوين إلى التمكين ص:360/363

2)سيرة ابن هشام1/448

3) نفس المصدر ، زاد المعاد2/251

4)طبقات ابن سعد1/210، تاريخ الطبري 1/367

5)أسد الغابة4/58

6) عماد الدين خليل : دراسة في السيرة ص112

7)رواه البخاري

8)سيرة ابن هشام 1/155، طبقات ابن سعد 2ـ 212

9) انظر طبقات ابن سعد

10)سيرة ابن هشام 

11) كلمات مُستعارة من ديوان لبحري العرفاوي 

 

 

 


 

 

 


الإسلاموفوبيا الجديدة في الغرب.. واليسار المحافظ الجديد

 
السيد ولد اباه (*) كان ادوارد سعيد قد انتبه منذ السبعينيات الى أن صورة الإسلام السلبية قد انتقلت في الغرب من حقل الدراسات الأكاديمية الى المنتوج الأدبي الفني الرائج، مما توقف عند بعض سماته في كتابه «تغطية الإسلام» الذي لم يحظ بالانتشار الذي عرفه كتابه المتميز «الاستشراق». ما تبينه هذه الملاحظة هو أن علم الاستشراق نفسه الذي تبلور في القرن التاسع عشر قد انهار منهجيا ومعرفيا، تحت وطأة المقاييس التأويلية والابستمولوجية للعلوم الإنسانية التي غيرت جذريا أنماط قراءة النص الديني وتحقيبه، ومحددات النظر لظاهرة المقدس في أبعادها الانتربولوجية والتاريخية. وهكذا استبدلت التصورات القدحية للإسلام التي تستند لخلفية ورواسب الصراعات الدينية الوسطية بمقاربات أكثر علمية تتحرى النظر للظاهرة الإسلامية في سياقاتها الدلالية والرمزية الخاصة. وقد انجر عن هذا التحول المعرفي انفصام متزايد في الغرب بين مجال الدراسات الأكاديمية المتخصصة حول الإسلام والفضاء الثقافي والإعلامي العام الذي تشكلت فيه صور نمطية متولدة من حركة الأحداث الفظيعة التي عرفها عالمنا الإسلامي في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي حولت الإسلام الى بؤرة اهتمام الفضاء الثقافي ـ الإعلامي في الغرب. وما نريد أن نبينه هو أن هذه الصورة النمطية السلبية أطرتها ثلاثة مكونات هي: اتجاه المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، والتيار الأدبي الانكليزي الذي أطلق عليه ضياء الدين سردار عبارة «المحافظين الأدبيين البريطانيين» blitcons، والمفكرين اليساريين الفرنسيين المنحدرين من مجموعة «الفلاسفة الجدد» الذين تحولوا في الآونة الأخيرة الى الموقع المحافظ ودعموا الرئيس اليميني الجديد ساركوزي. أما المحافظون الجدد في أمريكا فمعروفون، لا نحتاج الى الحديث المستفيض عنهم، وكنا توقفنا مطولا عند فكرهم وآرائهم في هذه الصفحة، وإنما نكتفي بالإشارة الى أنهم في الغالب يتحدرون من أصول يسارية، ويتميزون عن المحافظين التقليديين بتصورهم الثوري الراديكالي للنموذج الأمريكي للحرية الذي يعتبرون أن الإيمان بتفوقه المعياري وصلاحيته الكونية يقتضي السعي لنشره وتعميمه بالقوة. من هذا المنظور، يرون في الإسلام من حيث هو ديانة شمولية يمتزج فيها الديني بالسياسي، عائقا أمام تكريس الديمقراطية التعددية، ويرون في تيارات الإسلام السياسي العدو الاستراتيجي الأول والأساسي للمصالح الأمريكية العليا ولنفوذ وتأثير الولايات المتحدة في العالم. اما الأدباء المحافظون البريطانيون وأشهرهم ثلاثة هم سلمان رشدي، ومارتين آميس، وايان ماكوان فقد ركزوا أعمالهم المنشورة حول المسلم الإرهابي المتعصب، المعادي للحضارة والإنسانية. وقد لخص ضياء الدين سردار الخطاب الذي يدافعون عنه في أعمالهم الأدبية في ثلاثة أحكام مسبقة خطيرة هي: ـ التفوق المطلق للثقافة الأمريكية، أي سمو المفهوم الأمريكي للحرية مقابل كل القيم التنويرية والإنسانية الغربية الأخرى. ـ اعتبار الإسلام الخطر الأكبر الذي يتهدد الحضارة الغربية كما هو بارز من رواية سلمان رشدي الأخيرة «تشاليمار» ببطلها الإرهابي المسلم الذي لا هم له سوى ارغام الناس على بناء المساجد وإخفاء النساء تحت البراقع، وكما هو واضح في رواية آميس «الأيام الأخيرة لمحمد عطا» التي يفسر فيها الخلفية الإرهابية لبطله (أحد الانتحاريين الذين اشتركوا في تفجيرات أبراج نيويورك) بكرهه للنساء الذي استقاه بزعمه الكاذب من القرآن الكريم وسيرة نبي الإسلام. ـ ضرورة فرض المفاهيم الأمريكية للديمقراطية والحرية على بقية أنحاء العالم، خصوصا العالم الإسلامي الذي يشكل اليوم بؤرة الاستبداد والتعصب والجمود. تظهر هذه الفكرة في أعمال الروائيين الثلاثة، وتبدو واضحة في رواية «السبت» لماك إيوان حيث الدفاع عن أساليب التعذيب والتنكيل للوقوف ضد «النازيين الإسلاميين» الذين يسعون لتدمير الحضارة الغربية. أما التيار المحافظ الجديد في فرنسا فيتمحور حول الاتجاه الذي برز في السبعينات باسم الفلاسفة الجدد، وهم في الغالب من أصول يهودية (مثل المحافظين الجدد الامريكيين(. تركزت أعمالهم الأولى حول الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان من منظور يساري يستوعب قيم التنوير، على عكس الفلسفات التفكيكية والبنيوية التي أعلنت موت الإنسان واستهدفت الدولة الديمقراطية الليبرالية بالنقد لكونها تخفي القمع والإقصاء. بيد أن يساري الأمس من أبناء ثورة مايو 1968، تحولوا في السنوات الأخيرة إلى خندق اليمين المحافظ، وتميزوا بالدفاع عن المواقف الأمريكية في حروبها الشرق أوسطية، كما انفردوا بتبني أطروحات اليمين الإسرائيلي المتطرف. من أبرز رموز هذه المدرسة هنري برنار ليفي وآلان فينكلكورت وألكسندر آدلير وأندري غلوكسمان الذين يتمتعون بحضور إعلامي واسع في أهم الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية الفرنسية. تتركز نظرتهم للإسلام حول محورين، هما من جهة النظر لنزعة التميز البارزة لدى الجيل الجديد من المهاجرين المسلمين في فرنسا بأنها نزعة عداء للسامية تنم عن عجز واضح عن الاندماج داخل النسق الجمهوري القومي (في الوقت الذي يدافعون فيه عن الغيرية اليهودية)، ومن جهة ثانية إرجاع جذور ظاهرة الإرهاب والعنف إلى خلفية عقدية ونصية إسلامية معادية لقيم التحديث والتنوير. ما نريد أن نخلص إليه هو أن الإسلاموفوبيا الجديدة في الغرب وإن بدت عدوانية شرسة، إلا أنها تفتقد لأية قاعدة معرفية صلبة، وترتد عند التمحيص إلى مجرد صورة نمطية تشكلت لدى اليسار المحافظ وعكستها الأدبيات الرائجة بحكم هيمنة هذا الاتجاه على الإعلام السيار ودور النشر الأ (*) كاتب من موريتانيا (المصدر: صحيفة « الشرق الاوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 جويلية 2007)
 

 

الشرمشيخية وإدارة الفشل

 
د. عبد الوهاب الأفندي (*) (1) عقب انعقاد قمة شرم الشيخ الرباعية بين إسرائيل وحلفائها العرب أواخر الشهر الماضي تناول عدد كبير من المعلقين في هذه الصحيفة وغيرها الارتباط بين منتجع شرم الشيخ المصري والاجتماعات التي تعقد لرعاية مصالح إسرائيل. ولكن اجتماع شرم الشيخ الأخير يحتاج إلي تأملات أعمق في ظاهرة عربية ـ إسلامية قديمة جديدة، تتعدي حدود مثل هذه الاجتماعات. (2) أول ملاحظة علي مثل هذه الاجتماعات هو أنها ظاهرة طفيلية، تعيش علي تكاثر أعمال العنف. فهي لا تنعقد إلا إذا وقع حدث جلل، مثل اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، أو انتقام حماس المزلزل لاغتيال يحيي عياش في عام 1995، وغير ذلك من الأحداث العنيفة التي كان آخرها اجتياح حماس لقطاع غزة. وهذا يعني أن الذي يحرك هؤلاء المعتدلين الذين يتداعون إلي شرم الشيخ أحداث لم يكونوا من صناعها، وإنما هم من المتفرجين الذين لا يتحركون إلي كرد فعل علي أجندة غيرهم. (3) الطبيعة الطفيلية لرواد شرم الشيخ الراتبين لا تعتمد فقط علي كونهم بعيدين عن صنع الحدث ومتفرجين عليه، بل أيضاً من كون تجمعهم بل وجودهم يظل بلا قيمة لولا الحدث الإرهابي . فالأنظمة العربية التي تتداعي إلي هذه الاجتماعات هي في غالبها أنظمة متهمة حتي من حلفائها الغربيين بأنها فاسدة عاجزة تفتقد الفاعلية، ولكنها تطرح نفسها لهؤلاء الحلفاء بأنها هي البديل الوحيد للإرهاب والأصولية. وهذا يعني أن هذه الأنظمة لو نجحت فعلاً في القضاء علي هذه الظواهر فإنها صلاحيتها ستنتهي ويحين موعد استبدالها. (4) الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان من الذكاء بحيث عرف أن إسرائيل لم تقرر نقله من خانة الإرهابيين الواجب القضاء عليهم إلي خانة الشريك في السلام لأن ضمير رابين وبيريز استيقظ فجأة وقرر إعادة حقوق الفلسطينيين، بل لأنها رأت أن حماس والقوي الإسلامية أصبحت هي المقاومة الفاعلة. ولهذا لم يقبل عرفات التواطؤ في قمع المقاومة قبل أن يحصل علي الحد الأدني من مطالبه، لأنه يعلم أنه لو انتهي الخطر الإسلامي فإن إسرائيل لن يكون لديها أي حافز للتعامل معه. وقد صدق حدس عرفات كما ظهر من انقلاب إسرائيل عليه عندما اعتقد شارون أنه وجد استراتيجية بديلة لمواجهة المقاومة. (5) الرئيس الفلسطيني الحالي عباس أبومازن يبدو أنه علي وشك ارتكاب خطأ الدخول في مواجهة مفتوحة مع قوي المقاومة قبل الحصول علي تنازلات الحد الأدني من إسرائيل، وهذه استراتيجية لها حدود. فهي علي المدي القصير تأتي لعباس بدعم دولي وعربي وإسرائيلي مقدر. ولكنها علي المدي الطويل ستفشل حتماً. فهو إذا نجح في القضاء علي حماس سيفقد أي دور سوي دور الموظف لدي إسرائيل. ولكن هذا النجاح مشكوك فيه علي كل حال، حيث أن من أهم خصائص الأنظمة الشرمشيخية هو افتقادها الفاعلية في أي شيء من المقاومة إلي القمع. (6) كما ذكرنا فإن الشرمشيخية هي مذهب قديم يعود إلي مطلع العهد الاستعماري في العالم الإسلامي ووجود حكومات ذات سلطات شكلية تقبل أن تكون واجهة لحكم المندوب السامي كما كان الحال في مصر الخديوية وكما هو الحال في عراق اليوم وفلسطين أوسلو. هذا القبول هو حالة نفسية من الهزيمة الداخلية، كما كشفت تجارب كثيرة كان من أبرزها استسلام الدولة العثمانية وسلطانها للاستعمار الأجنبي بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولي. (7) عندما بعث السلطان محمد السادس أحد أبرز قادته العسكريين مصطفي كمال في عام 1919 إلي الأناضول مفتشاً للجيش التاسع ومكلفاً بتصفية الجيش وفصائل المقاومة التي بدأت تقاوم الاحتلال الأجنبي كان ينفذ تعهداته بموجب اتفاقات خضوع رأي أنه لا بد من قبولها. ولكن كمال اختار دعم المقاومة، مما عرضه لغضب السلطان الذي استصدر فتوي بخروجه علي الشرعية وحكم بإعدامه، وبقية القصة معروفة، حيث انتصرت المقاومة بقيادة مصطفي كمال وأطيح بالسلطان الذي راهن علي الاستعمار رغم تدثره بعباءة الخلافة. (8) الجدل الذي أثارته سياسات مصطفي كمال اللاحقة قد تكون أنست البعض أن جماهير الأتراك لم تكن الوحيدة التي التفت حوله، بل كل جماهير العالم الإسلامي التي رفضت موقف الخليفة المتخاذل. وكان من هؤلاء رشيد رضا والشاعر أحمد شوقي الذي أنشأ فيه بائيته المشهورة: الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب . وكما كان الحال قديماً فإن الجماهير في العالم الإسلامي (بغض النظر عن خطأ موقفها من صوابه) تلتف حول المقاوم، سواءً أكان ماركسياً قومياً، أو إسلامياً راديكالياً، وتعرض عن دعاة الإستسلام، حتي وإن لبسوا بردة الخلافة. فليعتبر بذلك المعتبرون. (*) كاتب وباحث سوداني مقيم في بريطانيا (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جويلية 2007)

باكستان العسكر: هل ينقلب الفقه الأصولي إلي حاضنة اجتماعية؟

 
صبحي حديدي  (*) لعلّنا بحاجة إلي مراقب باكستاني رصين، علماني وماركسي وعالي المصداقية، مثل الناقد الأدبي والمعلّق السياسي إعجاز أحمد ـ صاحب العمل الشهير في النظرية: الطبقات، الأمم، الآداب ، والعمل الجسور العراق، أفغانستان، وإمبريالية عصرنا ، بين أعمال أخري مميّزة هامة ـ لكي نتيقّن من أنّ تطبيق الشريعة الإسلامية أو استهداف محالّ الفيديو ودور البغاء ليست الأهداف الوحيدة الأوحد للحركات الجهادية والأصولية الباكستانية. إنها، بالقدر ذاته، منظمات سياسية تعطي الصدارة للبرامج الاجتماعية، وتنهمك بقوّة في فضح مختلف أشكال الفساد السياسي والمالي والإداري، وتطوّر خطّ معارضة متقدماً وأنساق تحالف مرنة مع قوي وأحزاب أخري في وجه النظام الحاكم. أو لنقرأ ما يقوله فريد إسحق ـ وأحد أبرز رفاق نلسون ماديلا في النضال ضدّ نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأستاذ الفقه الإسلامي في جامعة هارفارد، وصاحب العمل الرائد القرآن: التحرير والتعددية ـ تعليقاً علي معركة المسجد الأحمر ، الذي كان قد زاره قبيل اقتحامه: في وسعنا أن نرفض الجوانب الجهادية والبطريركية (كما يبشّر بها أئمة من امثال عبد الرشيد غازي ومحمد عبد العزيز)، ونعترف في الآن ذاته أنّ هذه الفلسفة الأصولية تتضمن دعوة جلية إلي العدل الاجتماعي، تنطوي علي تحدّي النخب السياسية الجشعة إلي السلطة والمتصارعة من أجل النفوذ وعلي حساب الشعب . ويضيف إسحق: حين تحدّثت مع غازي بدا واضحاً أنّ هذه الجوانب كانت شديدة الأهمية في تفكيره، تماماً كما بدا واضحاً أنّ جاذبية هذا اللاهوت عند الناس إنما تتعاظم بفعل غياب دعوات صادقة وذات معني من أجل العدل الاجتماعي . غير أنّ نظام الجنرال برويز مشرّف، الذي يحكم الباكستان منذ العام 1999 نتيجة انقلاب عسكري أطاح بالحكم المدني، علي كلّ شفة ولسان هذه الأيام: ليس تباكياً علي ما تبقي من علائم الديمقراطية في دولة نووية، وفي بلد يُعدّ أحد أكبر بلدان العالم الإسلامي (حيث الديمقراطية مستحيلة أو عزيزة المنال، كما يقول لنا نطاسيو الإستشراق من أمثال برنارد لويس)، بل ابتهاجاً بانتصار الجنرال علي… المسجد الأحمر! صحيح أنّ أخبار الأفعال الإرهابية المنسوبة إلي القاعدة ، من العراق إلي المغرب إلي اليمن إلي بريطانيا، تضفي بريقاً خاصاً علي واقعة كسر العصيان في مسجد متعاطف تاريخياً مع الطالبان، أو كان أحد أبرز معاهد تخريجهم، ولكن… هل تخفي الشجرة الواحدة مشهد الغابة؟ وحتي حين يضع المرء في الحساب مفاعيل سلسلة الأعمال الإرهابية التي شهدتها الباكستان مؤخراً، سواء استهدفت الجيش أو المدنيين من أنصار القاضي المقال افتخار شودري مثلاً، يظلّ السؤال الكبير الآخر شاخصاً ملحّاً: هل هذا هو المحتوي، أو حتي الواجهة وحدها، في سلسلة مآزق نظام مشرّف؟ ومنذ الأشهر الأولي بعد استيلائه علي السلطة، حين أعلن أنه سوف يعيد الديمقراطية إلي الشعب، من خلال الإنتخابات التشريعية الأولي في عهده، حرص الجنرال مشرّف علي تثبيت هذه المقولة المقدّسة: سوف أحتفظ علي الدوام بسلطة واحدة، لن أقبل فيها أية مساومة، وأعني تضامن وسلامة الباكستان وإدارة الحكم بعيداً عن الفساد وانعدام النزاهة . في عبارة أخري، وبعد غضّ النظر كثيراً كثيراً عن اللغة الأخلاقية الجوفاء الكاذبة، لم يكن الجنرال ينوي تسليم ما يملك بالفعل من سلطات مدنية ـ عسكرية، علي رأسها إقالة رئيس الوزراء وحلّ البرلمان. وهكذا فإنّ حاكم باكستان العسكري، الجنرال ـ الرئيس، كان يذكّرنا بما لا نستطيع نسيانه أو التغافل عنه: العسكرتاريا هي العسكرتاريا، رغم نأي المسافات وتباعد الثقافات وتباين التواريخ في هذا العالم الثالث القديم الجديد، والإنقلاب العسكري مستمرّ، بوسائل أخري… ديمقراطية . الجانب الآخر في الأمر، وهو الجانب الأكثر إثارة في الواقع، يخصّ موقف الديمقراطيات الغربية (الولايات المتحدة وبريطانيا بصفة خاصة) من هذه المهزلة. ذلك لأنّ ما يهمّ الساسة في واشنطن ولندن ليس البتة عواقب استمرار الدكتاتورية العسكرية أو حجب وجهها القبيح بقناع ديمقراطي انتخابي، بل احتمالات تقدّم الأحزاب الإسلامية المعادية لسياسات أمريكا وبريطانيا، في صناديق الاقتراع أساساً وليس في أيّ مسجد أحمر أو أبيض أو أخضر! وكما نسي الرئيس الأمريكي جورج بوش، ذات يوم غير بعيد، اسم الجنرال الذي يحكم الباكستان بانقلاب عسكري، فإنّ الساسة في واشنطن ولندن، ومعهم الغالبية الساحقة من الصحافيين والمعلّقين هنا وهناك في أمريكا وبريطانيا، يتناسون أنّ ديمقراطية مشرّف زائفة، وأنّ الحكم الدكتاتوري متواصل مستمر. والحال أنه مضي زمن كانت فيه الإنقلابات العسكرية شراكة أمريكية ـ عالمثالثية، يمتهن التخطيط لها خبراء في البيت الأبيض أو في مقرّ وكالة المخابرات المركزية أو في دوائر البنتاغون، ويمتهن تنفيذها العسكر من مختلف الرُتب هنا وهناك في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وموخراً جاءنا زمن لاح فيه أنّ هذا الطور الصاخب انطوي مع وضع الحرب الباردة أوزار الشدّ والجذب بين واشنطن وموسكو، وأنّ أخلاقيات اقتصاد السوق والليبرالية المعمّمة والمعولَمة لم تعد تتسع لمغامرات العسكر، إلاّ في حدود ضيّقة تماماً يكون فيها الجنرال ـ العسكري محطة قصيرة لا بدّ من التوقف عندها قبل مجيء الجنرال ـ المدنيّ. لكنّ انقلاب مشرّف العسكري، الذي وقع أواخر عام 1999 واستُكملت فصوله بعد هزّة 11/9 وأثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان، استُكمل مع مهزلة الانتخابات التشريعية خريف العام التالي، وبدا وكأنّ الانقلاب وجنراله يَجُبّان الكثير من تلك الأخلاقيات ، علي نحو بسيط تماماً في تقنيات التخطيط والتنفيذ. لقد كان، أيضاً، أشدّ بساطة في مفردات السياسة التي تكتنف تحرّك العسكر، وفي التصالح المذهل مع المقاربة الجيو ـ استراتيجية التي اعتمدتها الولايات المتحدة بصدد التعامل مع ذلك الشطر الفريد من شبه القارّة الهندية، حيث تمتزج التجارب الديمقراطية بالتجارب النووية، والنزاع الهندي ـ الباكستاني بالنزاعات الإثنية والدينية والثقافية. وللتذكير، والإنصاف، كان الجنرال مشرّف قد تعشّي برئيس الوزراء نواز شريف بعد أن ظنّ الأخير أنه يستطيع تناول العسكر لقمة سائغة علي مائدة الغداء. ولقد تبيّن سريعاً أنّ الجيش منحاز إلي العشاء العسكري أكثر من الغداء المدني، وأنّ المؤسسة الأمنية (هذه التي اعتمد عليها شريف في قمع الصحافة والأحزاب المعارضة والشارع العريض، وكانت بمثابة سيف مسلط علي عنق المؤسسات المدنية)، ليست قادرة علي تنفيذ مناورة مضادّة لهجوم الجيش. وهكذا وجد الجنرال ضياء الدين بوط (رئيس الإستخبارات آنذاك، والفرس التي راهن عليها نواز شريف) أنه تحت الإقامة الجبرية إسوة بسيّده رئيس الوزراء، ولم تتحرّك مفرزة واحدة من آلاف مفارز الأمن الموضوعة تحت تصرّفه. تلك تقنيات تنفيذ سلسة، بل إنّ جدواها كانت مدهشة بالفعل لأنّ طلقة واحدة لم تُطلق دفاعاً عن حكومة شريف. وأمّا البساطة في مفردات السياسة التي استخدمها العسكر في عام 1999 فقد كانت ناجمة عن حقيقة كراهية الشارع لحكومة شريف، إلي جانب عشرات الحقائق الأخري ذات الصلة بالفساد والتقصير والتسلّط والمحسوبية العائلية والقبائلية، فضلاً عن حقيقة كبري حديثة العهد هي تعريض المؤسسة العسكرية (وربما الوجدان الباكستاني القومي والشعبوي بصفة عامّة) إلي مهانة انسحاب الجيش والميليشيات من سفوح هيملايا لصالح الهند… تحت ضغط أمريكي! وكان طبيعياً أن تهيمن البساطة ذاتها علي خطاب مشرّف حين استتبع الإنقلاب العسكري بما لزمه من تتمات مدنية ودستورية: حلّ البرلمان ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية، إعفاء الرئيس محمد رفيق ترار من مهامّه (بطريقة تخلو تماماً من اللياقة واللباقة!)، وتنصيب الجنرال نفسه رئيساً وقائداً للجيش وزعيماً مطلق الصلاحيات، قبل استفتاء الشعب علي بقائه رئيساً للبلاد بصلاحيات خرافية، وفتح صناديق الإقتراع أمام تزوير جديد لإرادة الشعب. هذه هي سياسة العسكر التي يمكن أن تكون بسيطة المفردات وشديدة الترهيب في آن، الأمر الذي مارسه الجنرال مشّرف في كلمته المتلفزة الأولي بعد الانقلاب، حين اتهم رئيس الوزراء بتخريب استقرار البلاد. وفي بلد مثل الباكستان عاش 25 سنة تحت حكم العسكر (قرابة نصف سنوات التجربة الديمقراطية منذ الإستقلال) لا يجادل اثنان في أنّ العبث باستقرار الجيش هو عبث باستقرار البلاد بأسرها، فكيف إذا كانت البلاد غير مستقرّة أصلاً. وهذه هي سياسة العسكر التبسيطية والمبسطة، والتي تقول اليوم إنّ الجنرال مشرّف سوف يعيد السلطة إلي الشعب، فتبدو وكأنها مجرّد ترجيع فيزيائي طبق الأصل لما قاله دكتاتور الباكستان السابق الجنرال ضياء الحقّ: إنه سيمكث سنة واحدة فقط، فبقي ممسكاً بجميع أعنّة السلطة طيلة أحد عشر عاماً! ذلك لا يعني غياب السياسة عن المجتمع الذي يبسّط العسكر علاقاته ومعادلاته وتوازناته. فمن المعروف أنّ لعبة تبادل السلطة بين حزب الشعب وبنازير بوتو من جهة، و حزب الرابطة الإسلامية ونواز شريف من جهة ثانية، كانت قد تحوّلت إلي لعبة كراسٍ موسيقية: لا تذهب الأولي إلا لكي يأتي الثاني، ثم لا يذهب الثاني إلا لكي تأتي الأولي! شروط الفساد والتردي الاقتصادي وسوء المعيشة هي التي كانت تمنح شريف فرصة الإنقضاض علي حكومة بوتو، والشروط ذاتها تماماً كانت تمنح الأخيرة فرصة الإنقضاض علي حكومة الأوّل، وهكذا… كان التاريخ يعيد نفسه في كلّ مرّة، التاريخ الباكستاني الحديث الذي اتصف علي الدوام بمزيج من الديمقراطية الناقصة والإستقرار السياسي الغائب. ويكفي القول إنه، علي امتداد نصف قرن من عمر التجربة الديمقراطية الباكستانية، لم يتمكن سوي رئيس وزراء واحد من إكمال فترة حكم تامّة بين دورتين انتخابيتين؛ وإذا لم يتدخل الجيش عبر إنقلاب عسكري مباشر، فإن رئيس الدولة نفسه كان يبادر إلي خلع رئيس الوزراء والدعوة إلي انتخابات جديدة. وفي كل مرّة كانت تتعالي الإتهامات والإتهامات المضادة حول التلاعب بالإنتخابات وعدم شرعيتها، وفي معظم الحالات كانت النسبة المتدنية للإقبال علي الإقتراع تجعل البرلمان المنتخب أبعد ما يكون عن تمثيل المجتمع. ومنذ طيّ ملفّات الحرب الباردة أخذت المقاربة الأمريكية للعلاقات مع الباكستان صيغة تمتين الصلات السرّية مع الشرائح العليا من ضباط الأجهزة الأمنية، الذين كانت قد تعاملت معهم أساساً في أطوار تدريب السحَرَة أثناء الإحتلال السوفييتي لأفغانستان. وهذا الإنفتاح علي ضباط الأمن والنُخب العليا السياسية والإقتصادية اقترن بإهمال ضبّاط الجيش والتشكيك في ولاءاتهم، وأسفر عن تغريب قيادة الجيش الباكستاني، ودفعها أكثر فأكثر إلي الحاضنات الأخري المؤهلة لاستيعاب هواجس العسكر: الحاضنة القومية (وتكفلت بها مسائل النزاع مع الهند حول حقوق الباكستان في كشمير)، والحاضنة السياسية التي كانت تجد مرجعية دائمة في انعدام الإستقرار السياسي، والحاضنة الإسلامية (التي تكفّلت بها الثقافة غير العلمانية لمؤسسات الجيش). وإذا كانت معايير 11/9 قد فرضت علي بوش أن يحفظ اسم مشرّف عن ظهر قلب، فإنّ المعايير ذاتها (منقلبة، هذه المرّة، علي الرئيس الأمريكي والجنرال الباكستاني في آن معاً) توشك علي إطلاق حاضنة جديدة رابعة، توحّد الاجتماعي بالإسلامي، ولا تستثني الجيش من المعمعة: استهدافاً أو استمالة، سواء بسواء! (*) كاتب سوري مقيم بباريس (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جويلية 2007)

 

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.