Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2294 du 02.09.2006
موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: حملة لمنظمة العفو الدولية : مُـحـصّـن ضد القمع
موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: هيئة تحرير جريدة الموقف تجتمع في سوسة
محمد بوزقرو: المنستير : تطاول الفاسدين وتعدّي على الدين
محمد بوكثير: ردّا على تصريح للسيد منذر ثابت
عبدالحميد العدّاسي: عبدالكريم يُنهض الهمم
عبدالحميد العدّاسي: كريم الهاروني، وبعض الصحب الكرام
د. عمر النمري : حوار « تونس الديمقراطية »: من شروط نجاحه
محمد العروسي الهاني: من وحي ذكرى 3 سبتمبر 1934
الوحدة: الأستاذ عبد الرحمان كريم للوحدة:إعادة الهيكلة تبقى أمرا ممكنا ومشروعا اذا ما قررها نواب المؤتمر
الوحدة: الاتحاد العام التونسي للشغل بين الإعداد للمؤتمر وانتظار الهيئة الإدارية
الوحدة: تقديم كتاب ـ الأمة التونسية بين الأمس واليوم ـ للسيد الهادي البكوش
أبوبكر الصغير: لماذا قدّم اتحاد الشغل موعد مؤتمره !؟
الجريدة: متزامنة مع يوميات الحرب الصهيونية السادسة: العدد الجديد لـ »المستقبل العربي : أسئلة الوعي والأفاقة
الصباح: النقابة العامة للتعليم الثانوي:3 مطالـب «عاجلـة» تخـص حـركـة النقـل والشغـورات
الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر في حديث لــ«الصباح»: لن أكتب مسلسلا آخر للتلفزة ما لم يتم الإفراج عن «جمل جنّات»
القدس العربي : «الجماعة الإسلامية» تتبرأ بعد 12 عاماً من محاولة اغتيال نجيب محفوظ
القدس العربي: اخوان سورية ينتقدون محور دمشق طهران
آمـال مُـوسى: النصر والهزيمة: من منظور عربي مشوّش!
حكم البابا: العائلات الكلّية التي تحكم العرب
محمود قرني: الدولة العربية الآفلة بأي أرض تموت؟!
احمد حمودة: حلم نابليون لن يتحقق في الشرق
مصطفى زين: العثمانيون الجدد عائدون الى الشرق الأوسط
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
السادة والسيدات القراء المحترمين
ننشر مجددا النداء الذي اختار القاضي مختار اليحياوي أن يوجهه يوم 1 سبتمبر 2006 من خلال « تونس نيوز » إلى كل المواقع والهيئات والأفراد المشتركين في قائمتنا والمتصفحين لموقعنا على الشبكة. ونحن إذ نشكر السيد مختار اليحياوي على ثقته ونشد على يديه، نعلن عن تأييدنا الكامل لدعوته جميع التونسيين إلى الوقوف خلال شهر رمضان الذي بدأنا نتنسم نفحاته الطيبة وقفة عز وشهامة في نصرة المظلومين و المضطهدين من أبناء وطننا الذين طالت معاناتهم بدون أي مبرر. نسأل الله العزيز الكريم أن يُوفق جميع التونسيين – داخل الوطن وخارجه – لما فيه الخير والصلاح وأن يـمُـنّ على جميع المساجين وأفراد عائلاتهم وأقاربهم والمسرحين الفاقدين لحقوقهم والمنفيين والمظلومين جميعا بالفرج القريب إنه سميع مجيب. هيئة تحرير « تونس نيوز »
نـداء إلى كل التونسيين
يستعد التونسيون لاستقبال شهر رمضان المبارك شأنهم شأن المسلمين في مختلف البلدان الإسلامية وفي مختلف أرجاء المعمورة. و يحل رمضان هذا العام و قد مر على مئات من أبناء وطننا خمسة عشر عاما في غياهب السجون لا لذنب اقترفوه سوى أنهم جاهروا برفضهم و اختلافهم مع الاختيارات التي أسست عليها السلطة الحاكمة استبدادها و تفردها بالحكم على حساب حق كل مواطن في أن يكون له رأي في تحديد سياسات بلاده و محاسبة القائمين عليها. ورغم إجماع كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية وكل المنصفين في العالم على أن ما تعرض له هؤلاء المواطنون يعد من قبيل محاكمات الرأي و أنهم لم تتوفر لهم فيها شروط المحاكمة العادلة الكافلة لحقوقهم و رغم كل المطالبات الوطنية و الدولية المتكررة لإطلاق سراحهم باعتبارهم مضطهدين سياسيين على مدى الخمسة عشر سنة المنقضية لم يحصل إي تجاوب من طرف السلطة أو توجه جدي لديها لإنهاء مأساتهم. و في الوقت الذي تتواصل فيه هذه المأساة، اشتدت المحنة على الشعب التونسي بأسره بإصدار قانون يشرع الاضطهاد السياسي و يجيز التجاوزات على حقوق المضطهدين بعنوان مقاومة الإرهاب. وهو القانون الذي يجرم النوايا و الذي يختطف بموجبه المئات من الشباب التونسي من مختلف جهات الجمهورية منذ صدوره و يحتجزون في المعتقلات حيث يتم تعذيبهم بتهم واهية و غير مستندة لأفعال محددة سلفا وذلك أمام حيرة عائلاتهم و رعب أقرانهم و رفاقهم و في غياب أي مرجع للاطمئنان عليهم بعد اختفائهم. و تفاقمت حصيلة الإضطهاد و الترويع المسلط على مواطنينا بممارسات الاستثناء من الحقوق الدستورية المدنية و الاقتصادية و الاجتماعية التي طالت عشرات الآلاف من التونسيين بالنفي والإبعاد و المراقبة الإدارية المهينة و تضييق الحركة و منع السفر و التي تجاوزتهم لتشمل أفراد عائلاتهم وكل من له علاقة بهم. و لم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل طال الاضطهاد مختلف مكونات المجتمع المدني من جمعيات و أحزاب و نقابات و التي عبرت عن اختلافها مع هذه السياسة القمعية و طالبت بمراجعتها وذّلك دون تمييز بين التنظيمات العريقة المتجذرة في مجتمعنا أو تلك الصاعدة حديثا والطامحة إلى المساهمة في خدمة وطنها والاضطلاع بدور في صياغة مستقبله و لا بين تلك التي اختارت القطيعة مع النظام و تلك التي حاولت التواصل معه. كما لم تستثن المكائد و المؤامرات أي تنظيم من مناورات الاختراق والانقلابات لتنصيب هيئات وهمية عليها تشل عملها وتختزل دورها في التعبير عن ولائها للمتجبرين والطغاة. إن الشعب التونسي بأسره يرفض هكذا سياسة لم تعد عليه سوى بالظلم الاجتماعي و الحيف الاقتصادي و القضاء على مستقبل شبابه و تهديد المكاسب التي تحققت بفضل تضحياته على مدى نصف قرن بعد أن تحول صبره على الاعتراف له بكامل حقوقه إلى سياسة تقوم على احتقاره ومحاولة إخضاعه لمن ينهبون خيرات بلاده و يمارسون السطو على ثرواتها و التعالي على مواطنيها دون أن يطالهم القانون أو يسمح للقضاء بالقيام بدوره تجاههم و إعلاء كلمة القانون بينما يضطهد ويسجن و يحرم من أبسط الحقوق كل من يتجرأ على المطالبة بوضع حد لظلمهم. لقد آن الأوان لندرك جميعا أن نظام الاستبداد لا يستهدف شخصا أو تنظيما بعينه و إنما يستهدف الشعب التونسي بأسره و أنه لا خلاص و لا كرامة و لا رفاه دون صد الإهانة و رفع الوصاية. لذلك نتوجه إلى كل مواطن تونسي، إلى شبابنا و كهولنا، إلى نسائنا ورجالنا، إلى الأفراد و العائلات و إلى كل التنظيمات للانخراط في هذا النداء بإمضائه و ترويجه وجمع الإمضاءات عليه و إيصالها للهيئات المكلفة بتلقيها كامل شهر رمضان و ندعو كل تونسي للوقوف خلال هذا الشهر الفضيل وقفة عز وشهامة في نصرة المظلومين و المضطهدين و التدافع على نصرة الحق و التسابق على الانخراط في هذا النداء دعاة و مبادرين باعتباره صادرا عن كل فرد منهم حتى لا نكون على الظلم من الساكتين. المختار اليحياوي – تونس في 1 سبتمبر 2006
حملة لمنظمة العفو الدولية : مُـحـصّـن ضد القمع
محصن ضد القمع
صفة: لا يمكن قمعه أو السيطرة عليه
مواقع
للدردشة (شات) تُراقب. مساحات إخبارية تُحذف. مواقع إلكترونية تُحجب. محركات بحث تُقيَّد. وأشخاص يسجنون لا لسبب إلا لنشرهم معلومات وتقاسمها مع الآخرين.
تحول الإنترنت إلى جبهة جديدة للنضال من أجل حقوق الإنسان. فالحكومات – وبمساعدة من بعض أكبر شركات تقانة المعلومات في العالم – تقوم بتنظيم حملة قمعية ضد حرية التعبير. ومنظمة العفو الدولية، بدعم من صحيفة الأوبزيرفر في المملكة المتحدة، تشن حملة لإظهار أن الصوت الإنساني وحقوق الإنسان عبر على شبكة الإنترنت أو وسائل التعبير الأخرى يستحيل قمعهما.
المزيد حول
الحملة
تحصن ضد القمع
وقـّـع
على المناشدة الخاصة بحريةالإنترنتت دعو الحكومات والشركات إلى ضمان أن تكون الإنترنت قوة من أجل الحرية السياسية، وليس من أجل القمع.
بادر بتقويض
الرقابة عن طريق نشر أجزاء من المواد التي منعتها الرقابة على موقعك الإلكتروني. فكلما زادت مشاركة الأشخاص، كلما كنابادر بتقويض الرقابة عن طريق نشر أجزاء من المواد التي منعتها الرقابة على موقعك الإلكتروني. فكلما زادت مشاركة الأشخاص، كلما كنا أقدر على هزيمة الرقابة غير المرغوب فيها وخلق شبكة للاحتجاج لا يمكن وقفها.
بادر بالتحرك
تحرك الآن
للضغط على هذه الشركات من أجل حماية حرية تدفق المعلومات والتعبير . ففي الصين، تدعم مايكروسوفت وغوغل وياهو الحكومة في حرمان الأشخاص من حرياتهم الأساسية.
حملة
لمنظمة العفو الدولية. الفكرة والتنفيذ لسودا كرييتيف Soda Creative. بدعم من The Observer و OpenNet Initiative
هناك من لا يريد الناس أن يقرأوا هذا
“… tu sais c’est quoi tunisnews pour moi? …”
هذا مقتطف
من: https://www.tunisnews.net/
هذا
الموقع تابع إلى Tunis News , وقد تم حظره بواسطة تونس. موقع يقدم الأخبار والمعلومات والتعليقات.
هناك من
لا يريد الناس أن يقرأوا هذا: شارك بوضع مواد مثل هذه على صفحات موقعك الإلكتروني. فكلما زاد عدد من يقومون بذلك، كلما تمكنا من تقويض الرقابة السياسية بصورة أكبر. إننا ندعوها المعلومات المحصنة ضد القمع.
إقرأ
المزيد من الأمثلة على المواد التي خضعت للرقابة.
معلومات حول الحملة
شبكة
الإنترنت أداة عظيمة لتبادل الآراء وممارسة حرية التعبير. بيد أن هناك جهوداً متعاظمة لفرض الرقابة على الإنترنت. وثمة تقارير عن قمع لأنشطة الإنترنت في بلدان كالصين وفيتنام وتونس وإيران والمملكة العربية السعودية وسوريا. بينما يُضطهد الأشخاص ويلقى بهم في السجون لا لشيء إلا لانتقادهم الحكومة أو الدعوة إلى الديمقراطية وإلى السماح بحرية التعبير، أو لكشفهم انتهاكات لحقوق الإنسان على الشبكة.
بيد أن
قمع الإنترنت لا يقتصر على الحكومات. فشركات تقانة المعلومات قد ساعدت على بناء نُظم تفسح المجال أمام المتابعة وفرض الرقابة. فقد قامت شركة ياهو بتزويد السلطات الصينية ببيانات إلكترونية شخصية تخص مستخدمي البريد الإلكتروني، ما أسهم في تسهيل حبس أشخاص على أسس خاطئة. كما تقيدت كل من مايكروسوفت وغوغل بمطالب الحكومة بأن تراقبا بنشاط مراسلات الصينيين الذين ينتفعون بخدماتهما.
إن حرية
التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان. وهو أحد أغلى الحقوق على نفوس البشر. وينبغي أن نقاتل من أجل حمايته.
(المصدر
: http://irrepressible.info/)
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 1 سبتمبر 2006)
هيئة تحرير جريدة الموقف تجتمع في سوسة
بدعوة من هيئة تحرير جريدة الموقف انعقد بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة يوم الخميس 31 أوت اجتماع لهيئة التحرير الموسعة ضم مراسلي الجريدة في الجهات و المحررين و المتعاونين والمناضلين أتوا من جندوبة و تطاوين و قابس و صفاقس و قفصة و القيروان و تونس وسوسة….كما حضره مدير الجريدة السيد أحمد نجيب الشابي الأمين العام للحزب و عدد من أعضاء المكتب السياسي إضافة إلى سكرتير التحرير محمد الفوراتي و محمد الحمروني الصحفي بقسم التحقيقات بالجريدة. و قد افتتح الإجتماع الأخ رشيد خشانة رئيس تحرير الجريدة ليقدم النقاط الإيجابية و النقاط السلبية التي تميز بها أداء الجريدة في السنة الماضية كما قدم لمحة عن التحديات المطروحة على الجريدة في السنة القادمة حتى تستجيب لإنتظارات القراء الذين ما فتئ عددهم يتعزز يوما بعد يوم و حتى تحقق مهمتها في إعلام جريء و كفاحي يطرح القضايا الوطنية بكل شجاعة و موضوعية و تكون منبرا لكل التونسيين مهما اختلف آراءهم و مشاربهم. كما قدم الأخ محمد القوماني المدير المالي للجريدة تقريرا أفاد فيه أن سحب الجريدة استقر في حوالي 9000 نسخة أسبوعيا مسجلا تطورا هاما منذ صدور السلسلة الجديدة التي بدات منذ 3 سنوات ب2000 . كما أشار إلى أن الجريدة تعتمد في مواردها المالية فقط على قرائها الأعزاء و ليس لها أي مورد أخر بما يمثل استثناء في الساحة الإعلانية في بلادنا و هي تحقق بذلك بالكاد توازنا ماليا هشا. و قد تناول النقاش الذي دار في أجواء من الصراحة النقاط السلبية التي رافقت نسيرة الجريدة في السنة الماضية و تم التأكيد بصورة خاصة على الظروف القاسية التي يشتغل فيها الفريق الصحفي للجريدة حيث لا زال الخط الهاتفي والأنترنيت للجريدة مقطوعين. كما تناول النقاش توجه الجريدة و خطها التحريري و الصعوبات التي يواجهها المراسلون و المحررون وعدم نشر بعض المقالات و التنقيص من حجم بعض المقالات الأخرى و المقاييس التي يقع اعتمادها في ذلك….رد عليه فريق التحرير. وقد تمخض الاجتماع عن توصيات تتعلق بالخصوص بتعزيز هيئة تحرير الجريدة و دعم التوازن في محتوى الجريدة سواء من المضمون أو الشكل و السعي على بعث ملحق ثقافي و الاهتمام أكثر فأكثر بالقضايا العربية و الدولية… (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 1 سبتمبر 2006)
إقصاء كان لافتا للنظر أن الفنان رؤوف بن يغلان قد تغيّب بشكل يكاد يكون كليا عن عروض المهرجانات الصيفية. وهذا الغياب لم يكن مبررا وذلك بالنظر إلى ثراء تجربة الفنان روؤف بن يغلان وإلى أهمية مضمون عمله المسرحي ـ نعبّر ولا ما انعبّرش ـ وحسب ما يتردد في الأوساط الثقافية فإن سبب هذا الاقصاء يعود إلى المواقف الواضحة والجريئة التي عبر عنها رؤوف بن يغلان خلال مشاركاته في البرامج التلفزية والمتصلة بتقييمه لبعض جوانب السياسة الثقافية وخاصة كيفية إدارة المهرجانات وفلسفتها الضمنية. ولا شك أن هذا الإقصاء المرفوض مهما كانت دواعيه تتضاعف دواعي رفضه إذا ما اتضح أنه يمثل ضريبة الانصداع بالرأي لأن في الأمر تناقصنا واضحا وصريحا مع التوجه الديمقراطي التعددي. *خمسون : خمسون هو عنوان العمل الإبداعي الأخير للمسرحي الفاضل الجعايبي وقد عرض مؤخرا في مسرح الاوديون الشهير في باريس ولقي أصداء ايجابية للغاية لدى النقاد والجمهور. ولا شك ان المتابعين للحركة المسرحية في بلادنا هم من أشد المتعطشين لمشاهدة هذا العمل ولاعادة التواصل مع أعمال وابداعات المسرحي فاضل الجعايبي خاصة وان بعض التعقيدات الادارية قد حالت في الموسم الثقافي الفارط دون ان يتمتع الجمهور التونسي بأعمال مسرح فاميليا والامل معقود أن يقع رفع كل هذه العوائق والعراقيل. *عريضة احتجاج : بلغتنا عريضة احتجاج من طرف مجموعة من المواطنين ومن منخرطي حزب الوحدة الشعبية في معتمدية البقالطة ولاية المنستير يتذمرون فيها من سوء الخدمات والمعاملة التي يتلقونها من طرف إطار طبي في المستشفى المحلي بالبقالطة خاصة وأن الممارسات الغير مهنية والمشينة لهذا الاطار قد وقع تكرارها العديد من المرات وهو أمر يدعو إلى تدخل السلط المسؤولة من أجل ردع هذا الاطار ومن أجل تحسين الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى المحلي بالبقالطة خاصة وأن المطلب الصحي هو حق من حقوق المواطنة واحترام المريض، هو أقل واجب يمكن أن يقدمه الاطار الطبي الذي يجب أن يتحلى بأخلاقيات المهنة وأن لا يتجاوز القانون لأن القانون فوق الجميع. *مسؤولية : تأكيدا لما نشرته الوحدة في العدد الفارط من رفض الهيئة المديرة للدفاع عن حقوق الانسان لمبادرة النداء الرابطي أصدرت الهيئة المديرة عقب اجتماعها يوم 23 أوت 2006 بيانا اشارت فيه أنها تسجل التفاف كل الرابطيين المساهمين من قريب او من بعيد في هذه المبادرات والتحركات حول قيادتهم الشرعية المنبثقة عن المؤتمر الوطني الخامس، لكنها في الوقت ذاته تؤكد على وجوب وعيهم بأن أولوية الاولويات تتمثل في مطالبة السلطة، الطرف الحقيقي الثاني المعني بالازمة، وبكل وضوح بايقاف التتبعات العدلية. وأشار البيان من جهة أخرى الى ان الرابطة لا تحبذ اللجوء الى التمويل الخارجي، وتوجه بتحية الى القيادات السابقة من رؤساء وأعضاء سابقين بالهيئة المديرة للرابطة وشخصيات وطنية من مختلف الاوساط، الذين بادروا ببعث لجنة وطنية لمساندة الرابطة. وحسب ما علمت الوحدة فان النقاش داخل الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ما يزال متواصلا حول أسلوب التفاعل مع النداء الرابطي لأن هناك توجها يعتبر من المهم ان يكون هناك حوار مع ممثلي هذه المجموعة وذلك بالنظر الى أن منطلقاتها هي رابطية بالاساس. *جهود : تتواصل الجهود التي تبذلها القيادة الموحدة الناشطة في صلب الاتحاد العام لطلبة تونس والمكلفة بالاعداد لانعقاد المؤتمر التوحيدي للمنظمة الطلابية. وفي هذا السياق انهت هذه القيادة عملية طباعة بطاقات الانخراط وستشرع في توزيعها مع منطلق السنة الجامعية واختارت محاور ذات صلة بالتوحيد النقابي لتتولى تنشيط أهم الأجزاء الجامعية من خلالها. من جهة أخرى ستتولى القيادة الموحدة عقد ندوة صحفية لاطلاع الرأي العام الوطني وأساسا الطلابي على أهم الخطوات التي قطعتها على درب التوحيد النقابي. وقد علمت الوحدة أن الندوة الصحفية ستنعقد يوم 14 سبتمبر وستتناول بالعرض برنامج التحرك في المرحلة القادمة والأشكال التقنية لانجاز التوحيد النقابي إلى جانب توجيه دعوة لكل الأطراف النقابية المناضلة للالتحاق بمشروع التوحيد النقابي الطلابي. وتسعى القيادة الموحدة لتنظيم عدد من الندوات حول إشكالية وضعية الاتحاد وآليات التجاوز والوضع الراهن للجامعة التونسية وذلك بالتنسيق مع الأحزاب السياسية. *نقاش وإجراء : اجتماع المجلس الجهوي للتنمية لولاية القصرين شهد نقاشا ثريا وهاما حول مقاييس إسناد المساعدات الاجتماعية للعائلات ذات الدخل المحدود والمعوزة. فلقد ذهب البعض إلى التأكيد على أن هذه المساعدات لا يمكن أن تسند إلا للمنتمين للحزب الحاكم وهو ما أشار الرفيق شكري الهرماسي إلى عدم منطقيته ليتم في نهاية الامر تشكيل لجنة تعددية في مستوى تركيبتها للاشراف على عملية توزيع الاعانات. اجراء لا يخلو من أهمية في منطقة يسعى بعض المسؤولين فيها خاصة في معتمدية تالة الى الاشارة أنه لا توجد معارضة في منطقتهم. *تداعيات : حول تداعيات أحداث 11 سبتمبر وبعد مرور خمس سنوات على وقوعها، ينظم حزب الخضر للتقدم ندوة بمقره المركزي وذلك يوم السبت 9 سبتمبر الجاري. وما دمنا مع أخبار حزب الخضر للتقدم نشير الى أنه سيتولى قريبا اصدار جريدة تنطق باسمه وتعبر عن تصوراته علما ان الزميل فوزي عز الدين هو الذي يتولى في صلب المكتب السياسي للحزب مسؤولية الاتصال والاعلام. *صالح برور في ذمة الله : شيعت أعداد غفيرة من النقابيين ومن نشطاء المجتمع المدني والاحزاب السياسي صباح يوم الاثنين 28 أوت 2006 جنازة الفقيد صالح برور الذي غيبه الموت يوم الاحد 27 أوت بعد مرض لم يمهله طويلا. وقد كان الفقيد في السنوات الاخيرة ممثلا للاتحاد العام التونسي للشغل لدى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي يتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا له. وعرف الفقيد صالح برور بدفاعه المستميت عن الشرعية النقابية وعن الاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما كان سببا في سجنه خلال أزمة جانفي 1978 وتصدى خلال فترة سجنه ببسالة وشجاعة لكل المحاولات الهادفة الى المس من عزيمة المناضلين النقابيين والى احداث شرخ في الوحدة النقابية. وقد تولى السيد الهادي الغضباني عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل تأبين الفقيد وألقى كلمة ابرزت ما تحلى به صالح برور على امتداد مسيرته النقابية من حس نقابي وتولى السيد علي رمضان عضو المكتب التنفيذي تلاوة رسالة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 514 بتاريخ 2 سبتمبر 2006)
إصدار جديد حول الأحوال الشخصية
اختارت وزارة الشؤون الاجتماعية أن تساهم في الاحتفال بخمسينية مجلة الاحوال الشخصية باصادر كتاب هام يحمل عنوان ـ مجلة الأحوال الشخصية: تأصل في المنظومة الاسلامية ومنوذج في الشراكة الفعلية. والكتاب الذي جاء في ما لا يقل عن 264 صفحة هو حصيلة أشغال الندوة المودلية التي نظمتها الوزارة يومي 3 و 4 أفريل الفارط. ويحتوي الكتاب الذي تصدرته عبارات أكد من خلالها السيد الرئيس زين العابدين بن علي يوم 13 أوت 1992 أن احكام مجلة الأحوال الشخصية هي خلاصة اجتهاد فكر يعلى الكلمة التي افتتح بها وزير الشؤون الدينية السيد أبو بكر الاخزوري أشغال الندوة إلى جانب المحاضرات التالية: – مجلة الأحوال الشخصية بين الأصالة الاسلامية والحداثة القانوية للدكتور محمد الحبيب الشريف. – القرآن الكريم: من مصادر مجلة الأحوال الشخصية للدكتورة منجية السوايحي. – السنة النبوية من مصادر مجلة الاحوال الشخصية للأستاذة خديجة المدني – ولاية المرأة في مجلة الأحوال الشخصية للقاضي الأستاذ رشيد الصباغ – مكاسب المرأة التونسي في مجلة الأحوال الشخصية للقاضية الاستاذة جويدة قيقة. (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 514 بتاريخ 2 سبتمبر 2006)
برنامج تونسي حكومي يهدف إلى تعميم معدات الاقتصاد في مياه الري إلى حدود عام 2009
الدمام – «الشرق الأوسط» أفاد تقرير حكومي تونسي، بان هناك ارتفاعا في ملوحة المياه الجوفية في عموم البلاد، خاصة بالمناطق الساحلية والجنوبية بسبب النسبة العالية لاستغلال الطبقات المائية العميقة. ودلت عمليات دورية لرصد ومتابعة نوعية المياه الجوفية في تونس على وجود ارتفاع نسبي في كمية النترات في المياه الجوفية، خاصة المناطق ذات النشاط الزراعي المكثف الذي يتطلب استعمال المخصبات الكيميائية. ويهدف البرنامج في الأساس إلى تعميم معدات الاقتصاد في مياه الري إلى حدود عام 2009 بنسق 20 الف هكتار في السنة.. وقد بلغت الاستثمارات في هذا المجال منذ عام 1995 حوالي 630 مليون دينار «474 مليون دولار» منها 312 مليون دينار «235 مليون دولار» كمنح تشجيعية. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
المنستير : تطاول الفاسدين وتعدّي على الدين
محمد بوزقرو تعقيبا على المقال الذي نشرته « تونس نيوز » في عددها رقم 2233 الصادر بتاريخ 3 جويلية 2006 والذي حمل عنوان « يكفي مدينة المنستير ما نالها من القهر والغبن » بتوقيع مجموعة من أبناء المنستير نرى أنّ هذا المقال كان مقصّرا أيّما تقصير في تشخيص ما تعانيه هذه المدينة منذ سنوات عديدة من قبل عصابات النهب والفساد. فهي تستباح صباح مساء من قبل الفاسدين والمفسدين والوصوليّين والانتهازيّين المعروفين أسمائهم وصفاتهم.
الوالي الجديد خليفة الجبنياني
الذي لم يمرّ على تعيينه سوى مدة قصيرة باشر مهامّه بإنجاز عظيم لصالح أبناء المدينة، تمثّل في بناء مسبح في مقرّ إقامته الذي قضى فيه الرئيس بورقيبة سنة12 في الإقامة الجبرية وتقدر تكاليف هذا المسبح بعشرات الملايين وذلك وقت يعاني فيه المئات من أصحاب الشهادات العليا من البطالة وتتقاذفهم المقاهي التي تكاثرت كالفقاقيع وأصبحت المتنفس الوحيد لهم…بل إن الكثير من الشباب العاطل أصبح يحدث نفسه بالهجرة و »الحرقان » نظرا لغياب إمكانيات الشغل وانسداد الأفاق وهو ما لم يحصل في تاريخ المدينة منذ تأسيسها قبل خمسة وثلاثين قرنا.
أمّا الوالي الذي سبقه منذر الفريجي
وهو من المقرّبين من أصحاب القرار فلم يتورع قبل أيام قليلة من انتقاله الى منصبه الجديد على رأس ولاية تونس عن تسليم رخص تاكسي وغيرها لمقربين منه وموالين له في خرق واضح للقانون وتعديا على حقوق مواطنين آخرين لايملكون وساطات ولا « أكتاف »و ليس بمقدورهم دفع الرشاوي. وقد شهدت فترة إشرافه على الولاية غلق العديد من المصانع وتشريد مئات العمال ولا يحسب له إنجاز يذكر سوى الانجاز العظيم المتمثل في غلق معمل سقانص للأثاث (…)كما شهدت فترة توليه منصب الولاية « تقزّم » إذاعة المنستير وتقليص بثها عبر تراب الجمهورية وهي الإذاعة التي اشتهرت ببرامجها الثقافية والاجتماعية الجيدة وكان يتابعها مئات الآلاف من المواطنين ببرامجها الثقافية والاجتماعية الجيدة وكان يتابعها مئات الآلاف وتخرج العديد من الصحافيين و المذيعين المتألقين وإذا أردنا البحث عن الأسباب الخفية التي تقف وراء السعي لتحطيم هذه الإذاعة فسنجدها جزئيا في مشروع بعث إذاعة « جوهرة » بسوسة…
أمّا التعيينات في المصالح الإدارية والمواقع الخدمية فكل مسؤول يأتي إلى المدينة يصطحب معه أقاربه وعشيرته وقبيلته وتعطي الرخص ومواطن الشغل دون اعتبار للكفاءة أو المؤهّلات أو اعتماد المقاييس المنصوص عليها في القوانين الإدارية والحالات في هذا المجال لا تكاد تعد للكفاءة أو المؤهلات أو اعتماد المقاييس المنصوص عليها في القوانين الإدارية والحالات في هذا المجال لا تكاد تعد وتحصى ولنمر الآن إلى معتمد الشؤون الدينية فكل الذين مروا على هذا المنصب تنحصر مهمتهم في إحصاء أنفاس المصلين وزرع المخبرين في المساجد وتخريبها بمنع أي نشاط فيها فلا دروس فقه ولا حديث ولا تفسير ولا إملاءات قرآنية والأجواء فيها تكاد تشبه صقيع سيبيريا وحتى الأئمة فانه يتم تعيينهم من قبل البوليس الذي يسعى بطبيعة الحال إلى إزاحة كل صاحب علم أو معرفة أو معرفة أو تفقه في الدين فهؤلاء الأئمة ليسوا في آخر المطاف إلا موظفين عند السلطة المتنكرة لمبادئ الإسلام العظيم ولهوية البلاد .
هكذا يصول معتمد الشؤون الدينية- هذا الموظف الصغير- في مدينة تخرج منها مئات المشايخ والعلماء إلى حدّ أنّ البعض منهم كان من كبار علماء الزيتونة وحتى جامع الأزهر بمصر. ولعلّ أبرزهم الإمام المازري الذي أصبح مقامه مرقصا تقام فيه الحفلات والزيارات والبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان.
التعدّي على المقدسات:
وقد وصل التعدي على مقدسات الإسلام حدّ غلق أحد المساجد وتحويله إلى إدارة عمومية. وكأنّنا في فترة حكم الاتحاد السوفياتي- غير المأسوف عليه- حيث تم تحويل المساجد إلى مصانع ومؤسسات إدارية وإلى متاحف والبعض الآخر تمت تسويته بالأرض. نعم لقد حصل هذا الأمر لمسجد المعهد الفنّي بالمنستير وفي سنة 2005 بالذات. لقد اعتدوا على حرمة هذا المسجد في هذه المدينة العريقة التي بني بها أوّل رباط في شمال إفريقيا بأسره على يد هرثمة بن الأعين الخزاعي سنة 180 هـ (796 م). يقول الدكتور محمد الصالح الصيادي: « إنّ مدينة المنستير هي القيروان الأولى، أنشأها معاوية بن حديج، وأقام بها ثلاث سنين. فهي أوّل مدينة إسلامية عربية أُسست بإفريقية. وعند قدوم عقبة بن نافع، وإنشاء القيروان الحالية، أصبحت المنستير محرسا خارجيا للقيروان الجديدة. وهكذا صارت أجلّ وأقدم رباط بالمغرب العربي » (المنستير دراسة للتاريخ الاجتماعي في القرن 19، مطبعة لابراس، تونس،1979، ص526)
« كان الرباط يقوم بدور الحصن الدفاعي يحمي إفريقية من هجمات العدوّ وكان مركزا للعبادة والتصوف والتعليم الجامعي يؤمّه الطلاب من كلّ حدب وصوب… وكانت هذه المدينة محضنا وملتقى لكبار العلماء… نذكر منهم على سبيل الذكر القاضي أسد بن الفرات فاتح صقلية والإمام سحنون مؤسس المدرسة الإفريقية للقانون الإسلامي والطبيب أحمد بن الجزار مفخرة الطب العالمي في القرون الوسطى والإمام ابن يونس والإمام المازري… » ربما يجهل معتمد الشؤون الدينية ومن يقف وراءه هذه المعطيات وعراقة هذه المدينة الإسلامية الكبيرة ويتصرف في مساجدها وكأنّها جزء من أثاث منزله أو لعلّه لم يمرّ أمام المعهد الفنّي ويلاحظ أنّ المسجد تم تحويله إلى « المكتب الجهوي للإعلام والتوثيق بالمنستير »التابع لوزارة الاتصالات والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس النواب ومجلس المستشارين وماذا يقول النواب الذين يدعون أن الشعب انتخبهم في تحويل مسجد إلى إدارة تتبعهم .
« ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلونها إلا خائفين » صدق الله العظيم .
الفراعنة الصغار :
المدعو
قيس بن علي
والذي كان لا يملك شيئا يوم 6نوفمبر 1987أصبح في مستوى من المليارديرات ولم يقف عبثه وتعدياته عند حد فقد أصبح يملك العديد من العقارات ومركزا تجاريا في قلب المدينة سالمة سنتر selma center واستحوذ على الحديقة العمومية ليحولها إلى مدينة ألعاب manège باسم آدم بارك دون أن يلتزم بأي عقد أو اتفاقية وهو لا يدفع لا ضرائب ولا فاتورات ماء ولا كهرباء ولا يجادله في ذلك أحد من المرتعشين والجبناء بل وصل الأمر إلى حد أن مخزن الخمور التي يبيعها بطريقة غير قانونية ملاصق لثكنة وحدات التدخل هكذا البوليس يحمي خمور قيس بن علي ….إنّها دولة القانون والمؤسسات (…).
أمّا
صلاح بن علي
فقد اغتصب العديد من الشقق في المرفأ الترفيهي « مارينا » واستحوذ على العديد من المغازات ومأوى السيارات parking في مطار المنستير الدولي أما عن أرصدتهم في البنوك فحدث ولا حرج هذا دون الحديث عن عجرفتهم وتعديهم على خلق الله في كل مكان وكل مناسبة هم وأقاربهم و عشيرتهم ومن والاهم….
ويرتبط الفساد المالي بالفساد الأخلاقي واستغلال النفوذ واستعمال السلطة بغير حق فخلال السنوات الأخيرة شهدت مدينة المنستير موجة من الفساد الأخلاقي والقيم لم يسبق لها مثيل ولا تقف عند هذا الحد ولا أدل على ذلك مما يحدث في المرفأ الترفيهي « مارينا »Marina حيث انتشرت أوكار الفساد من شقق مفروشة مهيأة للباحثين عن اللذة الحرام الى رحلات المجون والمتعة التي يقوم بها أجانب من ايطاليين وألمان و فرنسيين و غيرهم على متن يخوتهم bateau de plaisance التي أصبحت مصيدة للعديد من الفتيات النازحات الى المدينة من مختلف الجهات بحثا عن فرصة ذهبية « .للارتباط بهؤلاء وقد حصل ذلك للعشرات أن لم نقل للمئات فعقد القران مع الأجنبيين لم يعد أمامه عائق قانوني وأصبح ميسرا المهم أن نتحصل على العملة الصعبة devises ولو على حساب الكرامة والشرف والأخلاق( !!!)
ويحصل هذا الفسق والفجور في وضح النهار وعلى مسمع ومرأى الجميع وكأننا في تايلندا بلد السياحة الجنسية بحماية بعض المتنفذين .
البلدية وما أدراك ما البلدية
أما الحديث عن بلدية المنستير-معقل الفساد والظلم-فلا يكاد ينتهي ولا يتمتع لعشرات المجلدات فقد أصبحت مؤسسة يعشش فيها كبار المرتشين والفاسدين والمفسدين من أصحاب المصالح أمثال السبتي ومن لفّ لفّه من الموظفين والأعوان الذين تفنّن البعض منهم في بيع الأراضي المغتصبة من ممتلكيها وتدبير الصفقات المربحة باستعمال كل الوسائل الملتوية والتفويت في أراضي المواطنين المنتزعة باسم القانون( !!!) وتسليمها لقمة سائغة إلى بعض الشركات العقارية أو بعض الوصوليين من المستثمرين ثم يتم بيعها بأضعاف سعرها الحقيقي ويصل في بعض الأحيان إلى عشرين مرة أو ثلاثين مرة من سعرها الأصلي في ظلم واضح واعتداء صارخ على حقوق أصحابها.
ولعلّ الجريمة الكبرى الجديدة التي تعدّ لها الوكالة العقارية للسكنىAFH بتواطؤ مع أطراف انتهازية فاسدة لاغتصاب أراض جديدة مثلما يفعل الصهاينة في فلسطين المحتلة وهي على ملك أصحابها وهم أحياء ويملكون عقود ملكيتها وتوجد هذه الأراضي في طريق الوردانين وصفاقس وفي المنطقة المسمّاة بـ »الشعبة » و… وهي تمسح مئات الآلاف من الأمتار المربّعة وتسعى الـAFH إلى الاستحواذ عليها باستعمال كل الحيل « القانونية » وكل الموسائل المكيافيلية قصد تهيئتها لبناء عمارات ومقاطع للسكن تأخذها بثمن بخس ثم تبيعها بأثمان خيالية. فبأيّ حق وبأيّ منطق تعتدي على حقوق الناس وتغتصب أراضيهم التي رواها آباؤهم وأجدادهم بعرق جبينهم وأفنوا حياتهم في فلاحتها وخدمتها… العجب كل العجب كيف لا ينتفض أصحاب هذه الأراضي للدفاع عن أرزاقهم في مواجهة غطرسة أصحاب المال مصاصي الدماء ومن يقف وراءهم من المتنفذين والمتسلطين على رقاب شعبنا.
ويتواصل الحديث الذي لا ينتهي – عن البلدية وما يحصل فيها من خور وظلم ليشمل أعوان التراتيب بل أعوان التخريب الذين لا يملّون ولا يكلّون من طلب الرشاوى صباح مساء ويوم الأحد. فالبناء الفوضوي تفشى بشكل لم يسبق له مثيل ومن يدفع أكثر يمكنه الاعتداء على حقوق غيره، وليذهب القانون إلى الجحيم !! ولذلك فلا غرابة أن ترى بعض « المستوطنات » قد ارتفع بناؤها وانتصبت في مواقع يحجّر القانون البناء عليها (مثال الفالاز والعڤبة..) مادام أعوان التراتيب يتقاسمون الغنائم واستكرشوا حتى أصبحوا من ملاّك الأراضي والعقارات.
وبسبب الفساد المستشري تقلّصت ميزانية البلدية إلى حدّ لا يُصدّق وإلى درجة لم تعد قادرة على القيام بأبسط واجباتها. فهل يُعقل أن لا تتجاوز ميزانية بلدية المنستير المليار ونصف والحال أنّ المنطقة البلدية تضم 47 نزلا وتملك العديد من العقارات للكراء فضلا عن الأداءات التي تدفعها المؤسسات الإنتاجية والمواطنون. وهل حقا يدفع أصحاب النزل والمؤسسات الأداءات أم أنّ العلاقات المشبوهة والانتهازية والوصولية أعفتهم من هذا الواجب المستحقّ عليهم ؟
أمّا إذا دخلت السوق المركزية وتتبعت بعض أعوان المراقبة فسترى بأمّ عينيك كيف يتم تحضير « القضية » لهم من طرف الجزار والخضار وبائع السمك ولتذهب مرافبة الأسعار إلى الجحيم، « وكّل الفم تستحي العين » أصبحت هذه هي القاعدة الذهبيّة للتعامل مع أعوان السلطة ولتسيير الأمور وليتجوّل المواطن في السوق للمشاهدة فقط فـ »العين بصيرة واليد قصيرة » والأسعار ملتهبة ولا يقدر على مجاراتها خاصة وأنّها محميّة حماية شديدة.
ويجرّنا الحديث عن البلدية إلى الحديث عن نظافة المدينة، فمقارنة بسيطة مع ما كانت تعيشه خلال فترة الاستعمار الفرنسي وبشهادة بعض الرجال من كبار السنّ يتأكّد المرء أنّها كانت أنظف. ويجزم هؤلاء بأنّ أكوام القاذورات والفضلات المنتشرة في كل مكان لم تكن موجودة وأنّ أحياء المدينة كانت تنظّف بأدوات بسيطة وذلك في عمل متواصل لا ينقطع. أمّا الآن فلا تكاد تجد حيّا واحدا ليس به أوساخ ومظاهر تشمئزّ منها الأنفس. ويستفحل الوضع أكثر خلال فترة الصيف وبصفة أخصّ على الشواطئ… فأين هي البلدية وجيشها العرمرم من الموظفين وأين هم المسؤولون الذين ينعمون بمكيّفات الهواء ويتركون عامة المواطنين وبسطاء القوم يعانون من الروائح الكريهة والقاذورات… بل أين هي الأداءات التي يدفعها المواطن وعلى ماذا تصرف…
مأساة معمل سقانص
لفهم مأساة هذه المؤسسة الإنتاجية الكبيرة التي كانت تعدّ مفخرة البلاد والأسباب التي أدّت إلى غلقه. لا بدّ من الإشارة إلى بعض الأسماء المشبوهة ممن كانوا يشتغلون بها ثمّ وبقدرة قادر أصبحوا من كبار رجال الأعمال والمستثمرين في مجال الأثاث. ويهمّ الأمر أساسا ناجي المهيري ومن يقف وراءه ويدعمه، فصاحب مؤسسة موبلاتاكس حاليا كان يعمل سابقا موظفا بمعمل سقانص للأثاث مكلّفا بالصفقات. وهاهو في ظرف سنوات وجيزة يصبح مالكا لمئات المليارات. فهل يُعدّ صعود موبلاتاكس وسقوط سقانص للأثاث مجرد صدفة أم أنّ في الأمر حكاية طويلة سترى النور في القريب العاجل؟
وللحديث عن البلاء المستحدث بمدينة المنستير بقية تطول تفاصيلها وتتراكم ملفّتها وتتعدّد أسماؤها…
صفاقس في 30/08/2006 ردّا على تصريح صدر بجريدة الصباح بتاريخ 27/8/2006 صفحة 4 للسيد منذر ثابت أمين عام لحزب الإجتماعي التحرري المنصّب.
نجدّد التعبير عن أسفنا لعدم نشر الصحف لعموم ردودنا رغم حرصنا المشروع قانونا بحق الردّ في نفس الجريدة وفي نفس الصفحة تعليقا و توضيحا.
فلا بدّ أن نذكر هنا أن الأمين العام المنصّب متناقض في أقواله وفي تصريحاته.
فمرّة يقول بأن الحزب ليست له قواعد ولا جامعات ولا هياكل و مرّة يقول قد عقدنا مؤتمرا استثنائيا وإذا قبلنا سلفا ما يزعمه من تصريحات هي في واقع الأمر باطلة و وهمية.
فمن حقنا أن نسأله من حضر هذا المؤتمر المزعوم ومن قام بالإنتخاب . ومن هو هذا الأمين العام المنصب حتى يحاسب الحزب ماليا فالمحاسبة تمرّ عبر مؤتمر وطني شفاف وديمقراطي لكن هذا كله لم يحدث وليس من حقه تأسيسا على ما سبق أن يقدح في أعضاء المكتب السياسي الشرعي والقانوني المنتخبين في مؤتمر شرعي و قانوني بتاريخ 3-4-2005 . إن الأمين العام المزعوم نكرة ولا يمثل إلا نفسه مع قلة نصبها قسرا على المكتب السياسي.
فنحن كأعضاء منتخبين لا نعتقد أن من حق أمين عام منصب القدح في شرعيتنا لأنه ليس جهة رسمية و شرعية مخولة له لتمثيل الحزب سياسيا و ماليا.
فالمحاسبة المالية لها دائرة المحاسبات المختصة في ذلك نبحث فيها والمؤتمر هو صاحب الحق في محاسبة المتخلين.
لكننا لم ولن نتخلى عن الحزب وسنقف سدّا منيعا أمام الشطحات والتهويمات التي طوّحت بالأمين العام المزعوم. فالأعضاء الذين ذكرهم معه في المكتب السياسي تحف بممارستهم السابقة في الحزب شبهات كثيرة تجعلهم تحت طائل المساءلة فنحن في عهد الديمقراطية وفي دولة القانون. ومن كانت بيته بالزجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة
ولعلنا نخطأ حين نصف الأمين العام المنصب بالانتهازية و الإفلاس السياسي وسوف لن نسكت على ممارساته الصبيانية إذ ليس من حقه أن يثلب المناضلين وإطارات الحزب الشرعيين.
و ستثبت له الأيام ضعف حجّته وانعدام مصداقيته فنحن وطنيون ومارسنا العمل السياسي طيلة عشرات السنين ولن تربكنا مناورات السيد منذر ثابت وسنسائله في الأطر الحزبية المجعولة لمحاسبة المنحرفين عن القانون الأساسي والنظام الداخلي.
ولا مكان في حزبنا الذي ناضلت فيه شخصيات وطنية يشهد لها التاريخ ونقاوة الضمير لمن ينتحل صفة المناضل و يسطو على مقدّرات الحزب ليوظفها لتحقيق مآربه الشخصية وطموحاته الجنون في تلميع صورته أمام الرأي العام السياسي…
وأخيرا نريد أن نذكره بأن الباطل لا يعمّر طويلا » إن الباطل كان زهوقا ولا يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس ».
محمد بوكثير عضو المكتب السياسي مكلف بالجهات الشرعي والقانوني ورئيس جامعة صفاقس ومستشار بلدي ببلدية عقارب
عبدالكريم يُنهض الهمم
كتبه عبدالحميد العدّاسي
كنت– وأنا أقرأ رسالة الأخ عبدالكريم الهاروني ( كريم )– الموجّهة إلى عائلته بمناسبة وفاة أّمه المجاهدة، أمّنا السيّدة التركي، رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى، أشعر وكأنّي أتنقّل على أرض رافعة غير خافضة، تساعد تضاريسُها على الصعود المستمرّ في صحبة رجل ربّاه الإسلام في كنف أسرة مسلمة على أيدي والدة كريمة صبورة محتسبة، ووالد طيّبٍ عَمَرَ الإيمانُ قلبَه فتدفّق منه حنانٌ فيّاضٌ وسكن فيه صبرٌ يغلب به صاحبُه نوائبَ الدهر… فعبدالكريم، يجعلك بكلامه تشعر بالعزّة – عزّة المسلم الرّجل – لتنسى بها كلّ المصائب رغم قسوتها، ولتتجاوز بها عن كلّ المخطئين في حقك بالسجن المطوّل، أوبالحرمان من الزّواج والتناسل، أوبالمنع من الدراسة والتعلّم والعمل والتعليم، أوبالصدّ عن المشاركة في البناء: بناء الإنسان التونسي بتقعيد الّنافع له من الخلق، وبناء الذات التونسية بالبعد بها عن المهالك القادمة علينا من ديار التافهين، وبناء العدل الضامن لإعمار العمران… ليس تجاوزا عنهم أو خوفا منهم، وإنّما عملا من أجل حرّيةٍ للجميع لا يوفّرها إلاّ حرّ كعبدالكريم وإخوانه الرّجال، ومن أجل بناء مجتمع متحابب متضامن مسلم عناصره كعبدالكريم وإخوانه الرّجال، ومن أجل إقبار حقد لا يستطيع إقباره إلاّ عبدالكريم وإخوانه الرّجال ممّن سبق كالمكّي وممّن سيلحق ككلّهم، لأنّهم تربّوا على الحقّ الذي لا ينطق به إلاّ القويّ… فما أحسن ما لخّص به عبدالكريم عندما يقول: » لقد قضيت خمسة عشرة سنة سجنا وتوفيت أمي العزيزة عليّ وأنا في السجن، ورغم ذلك لستُ حاقدا لأنّ الحقدَ يُعمي على الحق، ولكنّي لست متنازلا عن حقّي في أن أعيش حرّا، في شعب حرّ، في بلد حر، مهما كان الثمن حتى ولو متّ في السجن، فمن أجل ديني وبلادي يهون كل شئ « … وما أبهى ما أكّد عليه عند ذكر الأولويات، فإقدامه على الموت بالسجن إنّما هو من أجل دينه، لأنّ صلاح الدّين هو الذي يمكّنه من الإقدام على الموت من أجل بلده تونس… أليس عبدالكريم مِن أكثر النّاس إنصاتا لنبيّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، القائل: » مَن قتل فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى سبيل الله فهو شهيد « ، والقائل أيضا: » أفضل الجهاد كلمة حقّ ( وفي رواية عدل ) عند سلطان جائر ( وفي رواية أمير جائر ) « … وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهذا السلطان يقتل من أجل كلمة، لتزداد يقينا – إن كنت مسلما صادقا – بأنّ الملفّات الثقيلة، المتحدّثة عن الإرهاب والإرهابيين مدلّسة في جلّها، إن لم تكن في كلّها، لأنّ الذي صاغها هو ذاك السلطان الجائر وبمساعدة من أعوانه التافهين الفاسدين المغرقين…
فكلمة الحقّ تقتل، ولكنّها إن قتلت أحيت من قُتِل، فإن أحييت قتلت مَن قَتل ( بفتح القاف )، وهو ذات المعنى الرّفيع الذي أراد عبدالكريم إيصاله إلينا عبر رسالته لأهله، تذكيرا لنا بمنازل الثبات التي كان عليها ذلك الفتى الذي قتلته كلمة الحقّ التي كان قد أشار بها هو نفسُه على الملك الجاهل الظالم، قاتله: «
باسم ربّ الغلام « ، ليكون ذلك سببا في إسلام كلّ أهل بلده وإحيائهم رغم نشرهم بالمناشير وطمرهم في الأخاديد ( راجع قصّة أصحاب الأخدود )…
رسالة عبدالكريم، تجعلني وتجعل كلّ مسلم، يشعر بالعلوّ الذي أراده الله لعباده المخلصين، فنقلع عن تصرّفات قد تكون أملتها علينا أو على بعضنا لحظاتُ ضعف تناوشتنا في غياب توجيهات سديدة كهذه التي ساقتها الرّسالة. فإنّ السجن لا يقتل الفكرة ولا يقتل الرّجال، بل يثمّن حياتهم ويصلّب عودهم، فيجعلهم يصدعون بما صدع به عبدالكريم: «
حضرت إذن لوداعها وأنا طاهر، صائم، حافظ للقران الكريم، صابر على فراقها، وصامد في السجن مرفوع الرأس بين الناس « … والله إنّك لكذلك، وإنّ سجّانك لمتنجّس، مفطر، مهاجر للقرآن، جزوع عند المكاره، مطأطأ الرّأس أمام أسياده من » الفاتحين « ، خوّار رعديد جبان، وإن ملك مفاتيح السجن السبع…
فلا فضّ فوك أخي، ورحم الله الأمّ التي ربّت، وحفظ الله الأب الذي عال، وبارك الله فيك وفي إخوتك من أمّك وإخوتك من طينتك وجمعنا وإيّاكم جميعا في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه، ولا نامت أعين الجبناء!…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في نفس السياق، نعيد نشر المقال التالي حول السيد عبد الكريم الهاروني لنفس الكاتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
كريم الهاروني، وبعض الصحب الكرام
كتبه : عبدالحميد العدّاسي وُلِد يوم 17 ديسمبر 1960 بالمرسى، الضاحية الشمالية لتونس. تميز بتفوّقه وتقدير مُدَرِّسِيه واستحسان أساتذته وأساتذته الجامعيين. تحصل على شهادة البكالوريا بملاحظة حسن في دورة جوان 1979 شعبة رياضيات علوم . تحصل على شهادة مهندس أول في ميدان الهندسة المدنية ( Genie Civil ) في جويلية 1985 من المدرسة القومية للمهندسين بتونس ( ENIT)… مهندس أوّل متخرّج من أحسن مدرسة بالجامعة التونسيّة وقد اختار الهندسة المدنية ربّما انطلاقا من حرصه على المساهمة في بناءِ تونسَ معاصرةٍ قويّةٍ معتزّةٍ بعِمْرانها ودينها وحضارتها ونُضجِ عُقولِها، ما جعله يتوجّه بعد التخرّج إلى بناء الإطار الدّاعم للفكر الحرّ، وقد ارتآه في المنظّمة الطلاّبيّة التي شهد لها القاصي والدّاني بحسن الأداء وتميّز العطاء . سيرة ذاتيّة تبشّر صاحبها بالمستقبل الزّاهر وتُحدّثه بفَرحَةِ الحياة وتُكثِرُ من عدد الرّاغبين في استخدامه والاستفادة من إمكانياته وتُسعد بلده به وبأمثاله من أصحابه وهم – من فضل الله – كُثر، وتجعله ( أي البلد ) فخورا متباهيا بين الأمم . آمال عراض اصطدمت بقلوب غلاظ : فــ » سادتنا و كبراؤنا » الواقفون على مصلحة البلاد، رأوا غير ذلك فدعوه إلى محاكمهم وأصدروا حُكمهم عليه بالمؤبّد، معلنين أنّ أيَادِيَهُ لن تساهم في البناء، لأنّهم لا يؤمنون بالبناءات المُعَمِّرةِ القاسية القلب بل يفضّلون البناءات الليّنة المتواضعة، تلك التّي تخرّ – على ساكنيها – شكرا لله عند نزول أوّل غيث نافع ( و اسألوا إن شئتم فريق برنامج المنظار ). و لم يَسكُنُوا إلى ذلك، بل دَعَوه وعائلتَه إلى نزهة طويلة عبر السّجون التونسيّة المُحَدّثةِ بإنجازات التغيير، غير مُبالين بانصراف الزمن ( فالوقت متوفّر طالما ظلّ في العمر بقيّة ) ولا بِطُولِ المَسَافاتِ: فتنقّل بين السجن المدني 9 أفريل بتونس العاصمة، وسجن بنزرت عاصمة الشمال ليَغرقَ هناك في مقارنة بين وضع المدينة قبل الجلاء وبعده، وسجن المهدية لِيَغوصَ هناك في تاريخ الدولة الفاطميّة، وسجن المسعدين ليطّلع عن كثب على بعض العائلات التّي تصدّت لبورقيبة أيّام تجربة التعاضد في الستينات، وسجن سيدي بوزيد تلك البلاد التّي أنتجت الكثير من الإسلاميين الديمقراطيين، وسجن المنستير حيث قبر » باعث تونس ومحرّر المرأة » ( المجاهد الأكبر ) ، وسجن القيروان ( الهوارب ) بلاد سيّدنا عقبة بن نافع القائل للهوامّ والدّوابّ » إنّا نازلون فارتحلوا » ( تقول الرواية فخرجت الحيات والعقارب وكلّ الدوابّ السّامّة فأمِنَ الجُندُ في مَنزلِهم )، و سجن صفاقس أرض العزائم والسواعد البنّاءة. ولم يقف » الكرم » عند هذا الحدّ، بل سعَوا إلى توفير » الرّاحة التّامة » له وذلك بإيجاد الغرف الانفراديّة المعزولة وبمنع كلّ الوسائل التّي قد تشغل باله أو تشوّش عليه أفكاره: فلا تلفاز ولا راديو ولا صحيفة ولا كتاب بل ولا صاحب، حتّى لكأنّ الأرض قد أقفرت إلاّ ممّا ظلّ يدنّسها ويزرع الكره والضغينة بين أهلها… رحلة طوى المهندس الأوّل فيها – حتّى الآن – 1360 كم، و العائلة من ورائه لاهثة، سائلة الله الكريم الغوث والانتقام لهم ممّن كرّه لهم بلدهم، لكثرة ما عر فوا فيه من السجون… الحقيقة، أنّي أردت التعليق على ما جاء في الملفّ الخاصّ بسجين الرأي ( وهي تسميّة لا تروق لي كثيرا ) السيّد المهندس الأوّل عبدالكريم الهاروني الذي لم أحظ بمعرفته ولا بالتعامل معه ولكنّي علمت من سيرته – أوّل ما علمت – من بعض أولئك الذين كانوا على اختلاف بيّن معه في الرّأي و التوجّه الأيديولوجي، و قد – والله – عجز ذلك السيّد ( صديق لي ) عن إخفاء إعجابه به وتقديره الكبير لشخصيته رغم كره توجّهه… وقد عجزت صراحة عن مواصلة التعليق لكثرة النقاط المستعرضة، ولكنّ الذي شدّني كثيرا وأذهلني وأحزنني وأغمّني هو تاريخ ميلاد الأخ وحالته الاجتماعية، فهو من مواليد 1960 أي قد ناهز أربعا وأربعين سنة، وهو مع ذلك أعزب ( حسبنا الله و نعم الوكيل ).. جريمة كبيرة تمثّلت في منع الصالحين من الزّواج بالصّالحات لتحديد النّسل الصالح وتكثير أبناء الحرام … فلذلك كثر التحرّش بالنساء في البلاد. ولذلك كثرت بائعات الهواء وكثر المشترون منهنّ .. ولذلك تردّى المستوى التعليمي والأخلاقي والتربوي .. ولذلك بِتْنا نخشى أخذ الله ( نسأل الله العفو و العافية ) إن لم يقع التدارك ويعمّ التراحم بين النّاس ويسود التناصُح بينهم .. غير أنّ ذكر عبدالكريم، ألزمني ذكر ثلّة كريمة طيّبة ممّن علّموني وربّوني وممّن حُرِمَت تونسُ والعالمُ بأسره خَدماتِهم، أمثال المنصف بن سالم العالم الرياضي الفيزيائي الزّاهد ( يحلو لي ذكر اسمه هكذا بدون ألقاب أو شهادات، وهو في غنى عنها )، والأستاذ الفاضل المتواضع الثّابت ثبوت الجبال الرّواسي: الصّادق شورو أستاذ الكيمياء العضويّة، والشيخ المربّي القويّ الجسم ( أنهكوا جسمه وحوّلوه إلى معوّق أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ) الرّاجح العقل البارّ بأمّه ( رحمها الله ) المُنصفُ لأهله المحسن لجاره المكرم لضيفه رجل القرآن والعلم، صاحب اللسان الذاكر والقلب الشّاكر، ذلك الذي علّمنا أنّ قوّة الإيمان ترغّب المسلم في الخلوة لأنّه سيختلي بربّه: لطفي السنوسي، و الأخ الكريم القريب الهيّن الليّن الهادئ الخجول القويّ في الحقّ القوّام الصوّام صاحب رجلي ابن مسعود: نجيب الواتي، والدّاعية الصبور الحكيم البشوش صاحب الطلعة البهيّة والصوت المُرغّب في الحقّ: البشير الواتي، والفتى الهُمام صاحب المهمّات الصعبة والعقل الرّاجح والفكر النيّر: البوراوي مخلوف … لأنّي أعلم أنّي لا أستطيع ذكر كلّ الأسماء، ولا الإتيان على خصائصهم وإيفاءهم بعض حقوقهم فإنّي أضطرّ هنا إلى التوقّف سائلا الله أن ييسّر لي إمكانيّة ذكر بعض مناقب بعضهم. ليس من أجل أن نبكيهم (كما فعلتُ أنا مع عبدالكريم لعدم زواجه )، ولكن لتدركوا حجم الجريمة التي قام بها هذا النظام ولتتأكّدوا من صحّة نفاق المادحين لهذا النّظام ولتحبّوا هؤلاء الكرام ثمّ لتدعوا الله لهم ولأهلهم عسى أن يجعل لهم ولنا مخرجا وعسى أن يبدّل » سادتنا » بقوم غيرهم ثمّ لا يكونوا أمثالهم …
حوار « تونس الديمقراطية »: من شروط نجاحه
د. عمر النمري
اتصل بي الأخ الصديق الدكتور محمد الهاشمي الحامدي ليلة البارحة وعاتبني مازحا لماذا لم ير لي تعليقا على صفحات تونس نيوز حول موضوع الحوار المقترح على شاشة قناة الديمقراطية المزمع عقده، على حلقات، خلال شهر سبتمبر الجاري وهو يعلم حرصي الشديد ودعمي المستمر لكل مبادرة حوار داخل تونس الحبيبة من شأنها أن تجمع شمل التونسيين جميعهم، سلطة ومعارضة، في جو تسوده المحبة والتسامح؛ يستعيد فيه كل تونسي حقوقه المهدورة ويأمن فيه على نفسه وأهله وقوته وحقوقه المكفولة بنص الدستور من مثل: حرية التكسب، وحرية التنقل، وحرية التعبير.. إلى غيرها من حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور التونسي وتكفلها القوانين الدولية، وقناعة مني بأن التنمية التي ينشدها الجميع لتونس الحبيبة لا يمكن أن تتحق الا في جو يسوده الوفاق السياسي والاستقرار الأمني لا في جو يسوده الاختناق السياسي ، وتهدر فيه الحريات وتداس فيه كرامة الإنسان. قلت في نفسي: إنه لا يليق بمثلي أن لاتكون له مساهمة في مثل هذا الحوار ولو بمقال قد يدعم هذا التوجه، فطفقت أتصفح المساحات المكتوبة في تونس نيوز لاستطلاع بعض ما كتب في هذا الموضوع – وكنت قد انقطعت عن مطالعتها في المدة الأخيرة لإنشغالي ـ فشاءت أقدار الله أن يقع بصري على عرض سمعي بصري أعدته الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين للتعريف بمظلمة المساجين السياسين في تونس فاغتنيت به عن متابعة المطالعة في صفحات تونس نيوز للوقوف على المساهمات السابقة حول موضوع الحوار المذكور.
والحقيقة لم أستطع أن أتمالك نفسي وانهمرت دموعي في تناغم وتساوق مع دموع عوائل المساجين وهم يدلون بشاهادات حية عن المعاناة التي يعيشونها لمدد تزيد عن عقد ونصف من الزمن، وتساءلت في نفسي: إلى متى يستمر الحال على هذا الوضع ، ولمصلحة من تحرم تونس من طاقات أبنائها البررة، أي مصلحة للسلطة التونسية في استدامة هذه المعاناة. واسترجعت في ذاكرتي بعض الحوارات التي تابعتها على شاشة المستقلة حول هذا الموضوع في فترات سابقة، فتذكرت مواقف للمشاركين فيها تشيد بالتجربة الديمقراطية في تونس، وتنكر وجود انحباس سياسي في تونس أو حتى وجود مساجين سياسيين، بل هم مساجين حق عام اقترفوا جرائم وجنيات استحقوا بموجبها العقوبة الموقعة عليهم حتى كتابة هذه السطور؛ فأي جديد يا ترى قد تحمله إلينا قناة الديمقراطية خلال هذه الدورة الحوارية والحال ان بعض المدعووين هم ممن أظهروا هذه المواقف في مناسبات سابقة.
أقول إن أول شروط نجاح الحوار في دورته الحالية أن يتوافق المشاركون فيه على تشخيص دقيق للمشكل السياسي في تونس؛ لأن العلاج السليم والناجع ينبني على تشخيص صحيح ودقيق؛ أما أن تواصل السلطة في تونس والمحاورون نيابة عنها منهج الهروب إلى الأمام وإنكار أصل المشكلة، ولسان حالهم يقول: إن تونس بخير، والديمقراطية مزدهرة فيها، وما المعارضون للسلطة الا حفنة من الأشرار الذين دأبوا على تشويه سمعة بلدهم، تمكنت الدولة من معالجتهم والتعامل معهم بالتي هي أخشن فشردت بعضهم وأوقعت العقوبة السجنية على بعضهم الآخر، والأمن مستتب والاقتصاد مزدهر؛ فهذا أمر لايشهد له الواقع ولا يقر به المراقبون الدوليون، وما من معارض لخيارات السلطة في تونس الا وناله منها نصيب سواء أكان علمانيا أو يساريا أو اشتراكيا أو عروبيا قوميا أو إسلاميا.
لو وقع التوافق على تشخيص سليم للمشكل فإن البحث عن حلول له أمر ممكن، فالعقلية التونسية عقلية مرنة وتصالحية ومتسامحة، ويمكن القبول بديمقراطية توافقية متدرجة بشرط أن تكون صادقة تترجم في الواقع بقرارات وانجازات فعلية تتم مراكمتها عبر الزمن في اتجاه تحقيق الديمقراطية في صورتها الأتم يحتكم فيها إلى الخيار الشعبي ويتم فيها التداول السلمي على السلطة بما يأمّن الجميع ـ سلطة ومعارضة ـ وتتبادل فيه الأدوار دون حاجة لعسف أو عنف أو تعذيب أوكبت للحريات، وتحفظ فيها حقوق الأقلية، إذ جوهر الديمقراطية العمل بمتضى خيار الأغلبية وحفظ حقوق الأقلية بشتى أنواعها. والله الهادي إلى سواء السبيل.
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 1 سبتمبر 2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء
الرسالة 116 من وحي ذكرى 3 سبتمبر 1934
إنّ الرسالة الوطنية و الاخلاق الإسلامية و التربية الدينية و الممارسة السياسية تفرض علينا الكتابة لذكر مراحل الملحمة الوطنية الرائعة التي قادها زعماء نذروا حياتهم لخدمة الوطن و هدفهم تحريره
و من واجبنا التنويه بهذه الملحمة الوطنية التي بدات تتلاشى و حتى في برامج التعليم سامح الله من كان سببا في طمسها و تهميشها و سامح الله أخونا محمد الشرفي و أعتقد أنه أصبح نادما على ما فعله في هذا المجال الوطني و الديني
و لكنّ التاريخ لا يرحم
كلمة أسوقها للسيد محمد الشرفي الوزير السابق للتعليم العالي و البحث العلمي على هامش الذكرى في خصوص التربية الإسلامية و كذلك الوطنية فإنك رغم ما فعلت و الله لن تنال حرفا من كتاب الله لأنّ الله تكفل بحفظه
و قال أنا نحن نزلنا الذكر و أنا له لحافظون صدق الله العظيم
و كذلك التاريخ لا يمكن تحريفه و حذفه
و كبار الحومة مازالوا على قيد الحياة
قال الله تعالى : و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و أدعوه خوفا و طمعا إن رحمة الله قريبة من المحسنين صدق الله العظيم
و مهما كانت محاولة أمريكا و إسرائيل و الغرب لحذف بعض الآيات القرآنية من البرامج التعليمية أو من مدارس تعليم القرآن الكريم فلن يفلحوا
قال الله تعالى : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون صدق الله العظيم
و اقول لكم يا سي الشرفي أنّ نور الله لن يزول
قال الله كل شىء هالك إلا وجهه له الحكم و إليه ترجعون صدق الله العظيم. و هناك يقع الحساب و العقاب و الميزان قال الله تعالى و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه و نخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا صدق الله العظيم و أملي أن يفهم الأخ الشرفي هذه الكلمات فهما دقيقا و لو كانت متأخرة بأسلوب حضاري و بتربية وطنية عالية لا تجريح فيها و لا شتم و لا سبّ قال الله تعالى : أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن صدق الله العظيم سورة النحل
و الحمد لله هناك رجال عاهدوا الله على الوفاء و الثوابت و الإخلاص للوطن و هم درعا حصينا لتاريخنا المجيد التليد المعاصر و مهما كان تنكر بعضهم فإنّ الأوفياء لهم بالمرصاد دوما ذاكرين خصال الرجال الابطال و الزعماء الاحرار و دورهم الفاعل و هم الذين صنعوا الحرية و عبدوا طريق التطور و الحضارة و التقدم و
مفهوم الدولة العصرية في خدمة الشعب وأنّ يوم 3 سبتمبر 1934 هو ضربة البداية لهذا التطور و لو لا يوم 3 سبتمبر 1934 و كفاح و نضال الزعماء و في طليعتهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة و تضحياتهم ما وصلنا اليوم إلى هذا التطور و التقدم و الدولة العصرية و لكن يجب دوما الاعتراف بالجميل لصانع المعجزة الكبرى و ذكر المحن و الشدائد و النضال المرير و الكفاح الوطني الطويل للزعماء و المناضلون الأحرار و الشهداء الابرار.
إنطلاقا من ذكرى إبعاد الزعماء يوم 3 سبتمبر 1934
إلى الجنوب كما أسلفت في الرسائل الثلاث التي نشرت بموقع الانترنات تونس نيوز
أيام 28- 29 – 31/08/2006 و قد تقدمت من خلالها بـ27 مقترحا و ذكرت بـ27 آية كريمة عسى ان تجد المقترحات طريقها إلى رئيس الدولة لتحليلها و تبويبها و السعي لتنفيذها و اليوم في الرسالة الرابعة أودّ أن أذكر بأنّ على الإخوان و السادة المشرفين على جهاز الإعلام في بلادنا المرئي و المسموع و المكتوب أن يتقوا الله في تاريخنا و أن يولوا إهتماما بالغا بالأحداث الكبرى على الاقل و يخصصوا حصة في التلفزة و حصة في الإذاعة الوطنية التي أسسها الرئيس بورقيبة للحديث على أبعاد الذكرى و المحنة الأولى 1934 – 1936 و كذلك صحفنا المكتوبة و خاصة صحيفة الحرية جريدة الحزب التي أسسها الزعيم الحبيب بورقيبة و التي كانت تسمى جريدة العمل و من المؤسف و المخجل أنّ هذه الصحيفة ربما هي الأخيرة في القائمة الصامتة لم تحرك ساكنا في مثل هذه الأحداث الهامة
قال الله تعالى سلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار صدق الله العظيم و نشكر صحيفة الصباح
قال الله تعالى : قل سيروا في الأرض و أنظروا صدق الله العظيم
قبل 81 عاما مضت 1925 بوضوح و بلاغة الرسالة التي نشرت في يوم 30 أوت 2006 قال محمود المنكبي في رسالته التاريخية للزعيم الحبيب بورقيبة و هو طالب بباريس عام 1925 نعم نحن في حاجة أكيدة الآن إلى رجال عمل و تدبير فليتم الله مسعاك و يجعلك قدوة لمن يأتي بعدك حتى نأخذ حظنا من خيرات هذه الحياة و يرفع عنا رداء الجهل و الإستبداد التي لم تعد النفس إحتماله ما ابلغ هذه الرسالة و صدقت رؤية محمود المنكبي
قال الله تعالى : و قل ربي أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق و إجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا صدق الله العظيم
و بالمناسبة و تعميما للفائدة
نورد جملة من الابيات الشعرية التي ألقاها الاستاذ أحمد اللغماني
بعنوان كنت سيدا سيدا لسوف تبقى
أيّها الراحل المودّع رفقا إنّ خلف الضلوع جرح يمور
هو جرح ينزّ ما نزّت الذكرى بأوجاعها فشبّ السعير
هو جرحي أناله من وريدي دافق مضرم النزيف يفور
بورك الجرح إنّه في إنفرادي لي أنيس وفيّ سهادي سمير
ضيقتي منه فرجة و عذابي منه مستعذب، وحزني حبور
عجبي من طوارء الدهر فالضراء سراء و النذير بشير
بوركت نخوة الخلود لها من مهجات المخلدين مهور
ميزة الخالدين يا خالد الذّكر حياة لا تحتويها القبور
غيّب عن عيوننا و لهم في القلب مأوى، وفي الضّمير حضور
إن تكن بينهم فإنّك فيهم سيد مفرد و هم جمهور
سيدا كنت، سيدا سوف تبقى
تحتفي بإسمك الحبيب العصور
تشهد الأرض و السماء و ما بينهما
أنّك الكبير الكبير
شامخ أنت في الحياة والموت مذّل بما صنعت، فخور
فلترجم بما تشاء السراديب و تنفث ما تستطيع الجحور
العقول الصّغار تحسب أنّ المجد هشّ تدميره و ميسور
يا لسخف العقول هيهات أن يدرك سرّ الخلود عقل صغير
دعك من صرعة الدراويش
يرخيها بخور يشدّها بندير
إنها رغوة على شفة الموجة تشتد لحظة و تخور
ثم تنّهد ثم تنساح في السطح و في غمرة الخضّم تغور
أيها الراحل الطليق إلى أعلى الأعالي بين البروج يطير
ملاحظة : سوف أواصل في المراسلات القادمة بقية الأبيات الشعرية حتى أكون وفيا للأخ أحمد اللغماني و للتاريخ و قد تمّ الإستدلال بعشر آيات في هذا المقال
قال الله تعالى وقل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون صدق الله العظيم
و الله ولي التوفيق
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء
الأستاذ عبد الرحمان كريم للوحدة: إعادة الهيكلة تبقى أمرا ممكنا ومشروعا اذا ما قررها نواب المؤتمر
لا شك أن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، هذه الجمعية التي تربت فيها عديد الأجيال المناضلة والفاعلة في مجال حقوق الإنسان، والتي كانت لها أفضلية الريادة في مجالها على مستوى الوطن العربي وافريقيا، هذه المنظمة التي أعطت الكثير لحقوق الإنسان في تونس، والتي صبغت الحياة السياسية والجمعياتية في تونس لحقبة طويلة بصبغتها، وأضفت عليها نكهة خاصة، هذه المنظمة التي تعيش منذ مدة وضعية استثنائية، أقل ما يقال عنها أنها وضعية عطالة تامة، هذه الوضعية التي تتقاسم مسؤولية العمل على انقاذها جميع الأطراف. وقد توالت المبادرات المنادية بإيجاد مخرج لأزمة الرابطة الحالية، وهي مبادرات لا نشك لحظة في أنها اجتهاد رابطيين غيورين على هذه المنظمة العريقة، لكن اختلاف المشارب والرؤى قد أوجد عديد التساؤلات لدى الرأي العام، وسعيا من الوحدة لاستجلاء حقائق ما يدور حول الرابطة، استضافت الوحدة الأستاذ عبد الرحمان كريم، عضو الهيئة المديرة السابق، والمناضل الحقوقي المعروف، والذي ساهم في انجاز النداء الأخير الموجه لإنقاذ الرابطة من وضعيتها الحالية. *حسب رأيكم، وبناء على تجربتكم، هل يمكن للرابطة أن تقوم بدورها الطبيعي في الظروف الحالية؟ -إن الرابطة في حالة تعذّر مادي للقيام بأي دور باعتبار أن أساس تحقيق الأهداف وبلوغ رسالتها لا يمكن أن يتم ألا في إطار من التفاعل الايجابي بين الرابطة والسلطة وقد تمكنت الرابطة حتى في الأوقات الصعبة من الإبقاء على علاقة التحاور من أجل تحقيق أهدافها في الدفاع عن الحريات والتنبيه للتجاوزات باعتبار أن الغاية في النهاية تخدم مصلحة المواطن وهي غاية مشتركة بين الجميع على أساس الحقوق المضمونة دستوريا والمبادئ الإنسانية الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. *وكيف تقيّمون الوضع الحالي والمستقبلي داخل الرابطة؟ -اذا قيّمنا الأزمة التي تمر بها الرباطة حاليا فإنها تعود إلى الطعن في شرعية الهيئة المديرة المنبثقة عن المؤتمر الخامس، وقد عرفت هذه الأزمة التفافا حول الرابطة وشرعية مؤتمرها وشرعية الهيئة المديرة المنبثقة عن هذا المؤتمر. غير ان ما فجّر الوضع الحالي هو اتخاذ الهيئة المديرة قرارا يقضي بإعادة الهيكلة وخاصة المتمثل في دمج بعض الفروع وهو القرار الذي وجد اعتراضا آل إلى الطعن القضائي أو الطعن المؤسساتي، وعلى هذا الأساس فان النداء الذي توجه به عدد من مناضلي الرابطة ومنخرطيها يهدف إلى طلب إعادة النظر في هذا القرار تجنبا لاستمرار المطاعن ووصولا إلى حل مؤسساتي ديمقراطي يأخذ بعين الاعتبار الالتزام بثوابت الرباطة وبقانونها الأساسي ونظامها الداخلي. وقد اختلفت التقييمات حول مدى أحقية الهيئة المديرة في اتخاذ قرار يقضي بإعادة هيكلتها، وبصرف النظر عن الاسباب المقدمة فاني أعتبر ان مثل هذا القرار لا يمكن أن يتخذ الا من قبل المؤتمر باعتباره السلطة العليا للمنظمة. وقد لقي النداء تجاوبا من قبل العديد من المناضلين داخل الرابطة وكذلك من قبل بعض مسيّريها. وتبقى الخطوة المرجوة اتخاذ الهيئة المديرة قرارها القاضي باعتماد مضامين القانون الاساسي والنظام الداخلي وآليات تحضيرها للمؤتمر بما يضمن تمثيل كل ممثلي الفروع داخل المؤتمر. على أن اعادة الهيكلة تبقى أمرا ممكنا ومشروعا اذا ما قررها نواب المؤتمر، كل ذلك في اطار ديمقراطية القرارات وعلويتها، وليكن المؤتمر مناسبة للتفكير في مستقبل الرابطة وتطوير رسالتها توضيحا لأهدافها ورسما لمستقبلها. *المبادرة الأخيرة، والتي ضمت عديد الوجوه المناضلة والحقوقية، هل تعتقدون أنها يمكن أن تخرج الرابطة من وضعها المعقّد؟ -إن الغاية من المبادرة الأخيرة هي غاية توفيقية مستقبلية للرابطة في إطار ضوابطها وأهدافها ورسالتها وهي تتجه إلى الأطراف الأربعة المعنية من منخرطين بقصد تحمل المسؤولية وإبداء الرأي حول المسائل الجوهرية المتعلقة بالتسيير الديمقراطي في الرباطة وتمويلها وهيكلتها وعلاقاتها في الداخل والخارج إلى الهيئة المديرة بقصد تثبيت الخيار الرابطي بما يعني إعادة النظر في القرارات المتخذة بشأن إعادة الهيكلة وقدماء الرابطة للوقوف إلى جانب الخيار الرابطي المناضل وكذلك إلى السلطة للتفاعل الايجابي مع المبادرة حتى تتمكن الرابطة من القيام بدورها الطبيعي وإعداد مؤتمرها غير أن هذه المبادرة لا ترسم حلا مفروضا بل تأمل أن تتوفق جميع الأطراف إلى العمل المشترك من أجل بقاء الرباطة رصيدا وطنيا مدافعا عن حقوق الإنسان. اننا نعتبر أن استعداد الهيئة المديرة لإعادة النظر في قرار الدمج من شأنه أن يرسم منهجا واضحا يلغي كل احتمال للتأويل ويثبت القناعة بأن النقد الذاتي لا يمكن إلا أن يوفر مزيدا من المصداقية ويجعل القرارات ديمقراطية تقبل دون احتراز من احد. *هناك من يلمّح إلى أن هذه المبادرة مدفوعة من أطراف في السلطة، فما تعليقكم على هذا؟ -من الثابت أن منطلق المبادرة هو إرادة حرة لدى أصحابها وغيرة على مصلحة الرابطة وبقاءها مكسبا لمنخرطيها ومناضليها وكل من هو في حاجة إليها، وإذا ما اعتبرنا أن السبب المباشر للازمة هو قرار الدمج فانه من غير المعقول أن نتصور أن وراء هذا القرار إرادة السلطة لتحقيقه، لذلك فان حل الأزمة فيما يتعلق بعنصر طلب الرجوع في قرار الدمج لا يمكن أن تكون السلطة وراءه غير انه من الطبيعي أن تكون عديد الأطراف قد سئمت الوضع الذي تردت فيه الرابطة باعتبار أن هذا الوضع لا يخدم مصلحة المواطن ولا غيره، فالجميع متمسك بالرابطة كمكسب وطني ومن المصلحة أن تنتهي هذه الأزمة لتسترجع الرابطة مكانتها داخل المجتمع كإطار مناضل مدافع عن الحريات وحقوق الإنسان، فالرابطة مكسب جماعي مشاع دون تصنيف أو تخصيص، وبالتالي لا يمكن توقيف السعى إلى حل الاشكال على أساس اإنتماء السياسي أو إلى وضعيته أو دوره داخل المجتمع فلقد توحدت كل القوى الوطنية دفاعا عن الرباطة وتألمت لوضع الجمود الذي تعيشه منذ مدة وكل هذه الأطراف مدعوة إلى مؤازرة الرابطة لإيجاد المخرج المشرف لأزمتها حتى تستأنف دورها الطبيعي. *أعلنتم مؤخرا انسحابكم من اللجنة فما هي الأسباب الكامنة وراء خطوتكم هذه؟ وهل ستواصلون التحرك في أطر أخرى؟ لقد تأسست المبادرة على نظرة توفيقية مبدئية بين الإقرار بشرعية الهيئة المديرة المنبثقة عن المؤتمر الخامس وحقها دون سواها في تسيير الرباطة وعقد مؤتمرها وبين حق كل منخرطي الرابطة في الاهتمام بكل ما يجري داخلها وأن تكون القرارات المنبثقة عن الهيئة المديرة مناقشة نقاشا ديمقراطيا صلب هياكلها أو طبقا لمضامين قانونها الأساسي ونظامها الداخلي وقرارات مؤتمراتها وحق المنخرطين في انتقاد قرارات الهيئة المديرة عبر أطر الرابطة وهياكلها ودرء لكل لبس من تصور إيجاد هيكل مهما كانت مصداقيته يمكن أن يتبادر إلى الذهن أنه يمثل إطارا ثانيا لاتخاذ القرارات لذلك كان النداء تعبيرا فرديا لدى كل منخرطي الرابطة الموقعين عليه عن تمسكهم برسالة الرابطة وبشرعية الهيئة المديرة وبأحقية المنخرطين في التحاور فيما بينهم وبين قيادة الرابطة في كل ما يهم مستقبلها وحاضرها. ان صياغة المبادرة واعلانها والتعريف بها قد اقترن بتحمس كل الممضين لابعادها ومعانيها والهادفة الى انقاذ الرابطة ودعم دورها وتثبيت رسالتها والتمسك بشرعية الهيئة المديرة، لكل ذلك اعتبرت أن التواجد خارج أي هيكلة لا يقلل من العزم على انجاح المبادرة وأن ضمان نجاعة العمل التنسيقي يكمن في ارتباطه بضمان المشاركة الكاملة لتفعيل المضامين الواردة بالنداء. *حسب تجربتكم، وفي قراءتكم لما آلت إليه أوضاع الرابطة، ومتابعة منكم للساحة، ما هو تصوركم لمستقبل حقوق الإنسان في تونس وفي الوطن العربي عامة؟ -لقد انطلقت الرابطة في بدايتها على وفاق بين كافة العائلات السياسية باعتبارها إطارا تلتقي فيه كل الأفكار الحقوقية المشتركة وقد اختارت الرابطة في مواقفها نهج الاستقلالية والدفاع عن كل من يلتجأ إليها دون اعتبار لأفكاره أو انتماءاته، وقد كانت الرابطة ولا تزال الإطار الوحيد داخل المجتمع المدني الذي يلتقي حوله هؤلاء المناضلون ونعني الاستقلالية، استقلالية تجاه الأحزاب وتجاه السلطة، غير أن هذه المنظومة من المفروض أن تتغير وان يعتبر الدفاع عن حقوق الإنسان شأن عام بما يضمنه قانون الأحزاب وأدبيات هذه الأخيرة من وجوب الدفاع عن حقوق الإنسان في أطرها بما يضمن دفاعا شاملا لحقوق الإنسان داخل الأحزاب وخارجها وان تبقى الجمعيات الحقوقية مستقلة في دفاعها النظري والعملي عن هذه الحقوق مع يساير ذلك من شراكة بينها وبين مكونات المجتمع المدني وتواجد داخل هياكل المجتمع وان المسار الحديث يتوجه إلى مفهوم التشريك لمكونات المجتمع المدني في كل البرامج التي تهدف إلى التنمية الديمقراطية والحقوقية ونشر ثقافة حقوق الإنسان، فالعمل المنفرد هو عمل منقوص لا محالة ولقد أصبحت المنظمات الحقوقية في عديد البلدان تشارك في رسم البرامج والتوجهات كما أن حقوق الإنسان لم تعد مقتصرة على الدفاع عن الحقوق الفردية بل تجاوزته إلى الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية بما يعني شموليتها وكونيتها وان من واجب المنظمات الحقوقية تجاوز الحقوق المعروفة إلى حقوق الشعوب في التنمية ومقاومة الفقر ومقاومة الاستعمار والتمسك بالوطنية ففي هذا العالم الذي استضعفت فيه الشعوب وفرضت الاملاءات على الحكومات كان لزاما على المدافعين عن حقوق الإنسان أن يتصدوا إلى هيمنة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان والمستعملين حقوق الإنسان سلاحا للضغط والابتزاز ولا يمكن التوفق إلى بلوغ هذه الغايات إلا إذا تعددت فضاءات الدفاع وتعددت الجمعيات الحقوقية وانتهت فكرة الاصطفاف والتمايز بين المدافعين عن حقوق الإنسان على أساس قبول تصنيف الجمعيات وولاءاتها الداخلية والخارجية. وقد اظهرت الاحداث الاخيرة التي شهدتها المنطقة العربية صمت وعجز منظمات حقوق الانسان العربية وغيرها عن ادانة جرائم الحرب التي تقترفها كل يوم اسرائيل مدعومة بقوى الاستعمار والهيمنة على الشعب العربي في لبنان وفلسطين ومن المفروض والحالة هذه ان تتكتل الجمعيات الحقوقية في الوطن العربي للدفاع بقوة عن حق الشعوب في السلام والحرية وادانة الاستعمار وفضحه. حاوره: محمد بوعود (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 514 بتاريخ 2 سبتمبر 2006)
الاتحاد العام التونسي للشغل بين الإعداد للمؤتمر وانتظار الهيئة الإدارية
شهاب القرقني يمكن القول دون خشية الوقوع في المبالغة أن الاتحاد العام التونسي للشغل استأثر بالاهتمام على امتداد الأسبوع الفارط وذلك منذ أن أعلن المكتب التنفيذي عن قراره تقديم المؤتمر القادم للمنظمة الشغيلة إلى شهر ديسمبر المقبل. وهذا الاهتمام تجلى في القراءات المتعددة التي خضع لها ما تمخض عن اجتماع المكتب التنفيذي ليوم الثلاثاء 23 أوت 2006. وفي هذا الصدد فإن ما يرى فيه البعض قرارا تعامل معه على هذا الأساس يرى فيه البعض الآخر، وأساسا جانبا كبيرا من قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل أنه لا يعدو أن يكون اقتراحا يرفع للهيئة الإدارية التي يحق لها دون سواها أن تتخذ مثل هذا القرار وذلك حسب ما ينص عليه القانون الأساسي للمنظمة الشغيلة ونظامها الداخلي. والحديث عن النظام الداخلي يحيل إلى اختلاق الاجتهادات حاليا حول مدى الوجاهة القانونية لهذا ـ الاقتراح ـ خاصة وأن تولي الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل تحديد موعد المؤتمر يفترض احترام مهلة زمنية محددة تفصل بين انعقاد الهيئة الإدارية وانطلاق أشغال المؤتمر. الجدل ينصب أيضا حول العلاقة بين أعضاء المكتب التنفيذي الحالي خاصة وأن أوساطا مقربة من الأمين العام السيد عبد السلام جراد تؤكد على أن الأجواء السائدة داخل هذا الهيكل هي ايجابية في مجملها وأن هناك آليات واضحة تضبط عمل الجميع ومن بين هذه الآليات تكليف السيد الهادي الغضباني بمهمة نيابة الأمين العام كلما تواجد خارج أرض الوطن في مهمة هو ما حصل باستمرار وسيبقى هذا الإجراء قائما حتى انعقاد المؤتمر. وتعلل نفس الأوساط من توصل المكتب التنفيذي إلى ـ اقتراح ـ تقديم موعد المؤتمر في ظل غياب بعض الأعضاء معتبرة أن عدم تعبير هؤلاء عن مواقف مخالفة بشكل علني يعني ضمنيا أنهم يوافقون على هذا ـ المقترح ـ حتى وإن كان من الممكن أن تكون لبعضهم أو لهم جميعا قراءات فيها اختلاف حول الوضع النقابي وحول آفاقه. والحديث عن الآفاق يحيل إلى الاستعداد للمؤتمر القادم في مستوى البرنامج والتحالف الانتخابي. وفي هذا الصدد شهدت الساحة النقابية حركية لافتة غذتها بعض التخمينات حول الأسباب الحقيقية لاقتراح المكتب التنفيذي وفعلتها الرغبة في تجنب المفاجآت. وما يبدو جليا وواضحا لحد الآن هو أن اجتماع الهيئة الإدارية ليوم 4 سبتمبر القادم سيكون اختبارا هاما لموازين القوى وللتوجهات وإن كانت جل المؤشرات تبرز أن السيد عبد السلام جراد يمسك بجل خيوط اللعبة حتى لا نقول بها جميعا. وهناك مؤشرات أخرى تؤكد أن الترشحات لعضوية المكتب التنفيذي ستتعدد وهو ما يعني بكل تأكيد أن التنافس الانتخابي سيكون حادا وأن بعض رفاق اليوم في المكتب التنفيذي سيجدون أنفسهم في تنافس انتخابي يأمل النقابيون أن يقوم على تنوع البرامج والرؤى أكثر مما يستند إلى الاعتبارات الذاتية. أسئلة عديدة تتناسل في صفوف النقابيين وتقوم دليلا على حيوية الاتحاد العام التونسي للشغل وإن كان السؤال الأبرز يبقى معرفة ما ستقرره الهيئة الإدارية ليوم 4 سبتمبر الجاري. (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 514 بتاريخ 2 سبتمبر 2006)
تقديم كتاب ـ الأمة التونسية بين الأمس واليوم ـ للسيد الهادي البكوش
سليم الزواوي محاضرة قيّمة ومفيدة تلك التي ألقاها السيد الهادي البكوش في رحاب جامعة سوسة بمناسبة اسناد الدكتوراه الفخرية اليه في 28 ماي 2005. وقد أمكن للجمهور العريض الاطلاع عليها اليوم بعد أن تم طبعها في كتيب صغير الحجم ولكنه غني بمحتواه ومضامينه، وقد صدر هذا الكتيب عن مركز النشر الجامعي هذا العام 2006 تحت عنوان مثير للانتباه ـ الأمة التونسية بين الأمس واليوم ـ تعيدنا هذه المحاضرة إلى إشكالية قديمة متجددة هي قضية الهوية والانتماء بالنسبة إلى القطر التونسي حيث مازالت ـ الثقافة الغالية ـ كما يقول المحاضر تتحاشى بعض نخبها الاعتراف بالوطن ـ القطر وإن كانوا يعلمون أنه أمر واقع ويأسفون لذلك، ويمعنون في تأكيد الانتماء الأحادي إلى الأمة العربية أو الأمة الاسلامية رغم غياب التجسيم الفعلي والمادي لهكذا انتماءات لم تغادر حيز التنظيرات الفكرية والمشاعر العاطفية والأحلام الوردية التي تعاين انكساراتها اليومية على صخرة الواقع المأزقي والممتنع عن الاستجابة إلا لواقعة صلبة وراسخة متمثلة في الدولة القطرية. لا يدافع السيد الهادي البكوش عن المفهوم القطري للكيان التونسي بعقلية سجالية تعرض نفسها كأطروحة مغلقة ونافية لما عداها من أطروحات الهوية والانتماء فهو لا يتنكر في سياق تعداده لمؤهلات ومقومات الذاتية التونسية أن يكون الاسلام والعروبة من ضمن المكونات الأساسية المساهمة بفعالية في تشكل قوام ما يسميه الأمة التونسية. بل إنه يفعل أكثر من ذلك، فيقرّ وجود أمة عربية وحتى أمة اسلامية يمتلكان كل مؤهلات التعريف الموضوعي المطابق لحقيقة الأمة كما وردت في التعاريف النظرية وكما ترجمت في نطاقات التجربة الإنسانية. غير أنه وانطلاقا من حسّه العلمي ووعيه التاريخي يأسف لتعذّر تحقق الأمة سواء في دائرتها العربية أو نطاقها الاسلامي على أرض الواقع لأسباب عديدة تعرّض لها بشيء من التفصيل في كتابه المعروض. • مفهوم الأمة: الحقل النظري والاطار التاريخي من الواضح أن المحاضر قد مارس جهدا كبيرا في محاولة تحدي النظري لمفهوم الأمة، حيث يجد القارئ جردا للوائح من العناصر والمقومات تنتمي إلى مرجعيات مختلفة ومدارس متباينة دون أن تنحبس في إحداها مع غلبة واضحة للتعريف الغربي للدولة الأمة، حيث يقع التركيز على مقوم حاسم في تشكيل الأمم والمتمثل في تحقق الأمة وصيرورتها الظافرة إلى دولة ذات سيادة وإلا فأنها تبقى مجرد استرجاع نوستالجي لماض متخيل ومفترض أو تطلع مستقبلي لا يرتكز على مقومات جاهزة وفعلية تجعل من الامكان النظري واقعا يتشكل في المدى المنظور. قبل استعراضه لمفهوم الأمة بالمعنى الحديث، يذكر السيد البكوش بالسياق التاريخي الذي احتضن هذا المفهوم وهو بلا جدال سياق غربي بامتياز حيث بدأت معالمه في التبلور والوضوح منذ القرن السادس عشر في أوروبا كما مثلت الولايات المتحدة الأمريكية في القرن الثامن عشر صبغة متقدمة لمفهوم الأمة. والتي تحققت بعد ذلك في فرنسا اثر ثورة 1789، أما في السياق العربي فقد تأخّر تداول هذا المفهوم إلى حدود النصف الثاني من القرن 19 وذلك ببروز تيارات فكرية وسياسية في بلاد الشام خاصة تدعو إلى احياء الوحدة العربية متأثرة باستفاقة القوميات في أوروبا كما كانت ردّة فعل فعل على انحرافات الحكم العثماني بتغلغل اتجاهات طورانية معادية للعرب. أما بالنسبة إلى محددات مفهوم الأمة فقد صاغها السيد البكوش في تعريف جامع مانع استوعب من خلاله كل المؤهلات والمقومات التي تنهض على أساسها الأمم من ذلك: – تجمع بشري مختلف عن القبيلة ومتجاوز لها – نظام حكم مركزي قار – فضاء جغرافي ذي حدود ثابتة ومعلومة – عرق واحد أو عدّة أعراق مندمجة – لغة واحدة أو عدة لغات تكون إحداها غالبة – دين واحد أو عدّة أديان مع ديانة غالبة ومهيمنة – حضارة وتقاليد وعادات مشتركة – مصالح اقتصادية واحدة – إرث تاريخي مشترك يحيي البطولات والأمجاد – إرادة جماعية في العيش المشترك • الأمة التونسية: الجذور والتشكل يدافع الكتاب عن أطروحة قطرية مفادها أن تونس كيان عريق في التاريخ تستوفي كل مقومات الأمة بالمعنى الحديث خصوصا مع مطلع الاستقلال حين استرجعت البلاد سيادتها لتكتمل بهذا العنصر المفقود في عصر الاستعمار كما في حقبة الوصاية العثمانية تكوينها القومي. ويستند المحاضر في تأكيد هذه الأطروحة إلى ما تراه متوفرا من مقومات الأمة في بلادنا، فضلا عن اللغة الواحدة والدين المشترك بين الغالبية المطلقة من التونسيين. فإن لبلادنا حدودا تطول وتقصر تتوسّع وتتقلص حول محور ثابت هو افريقية التي هي تونس اليوم. وهي بذلك تستجيب لشرط أساسي من شروط الأمة وهو أن تكون لها حدودا معلومة، كما تستجيب تونس لشرط آخر من شروط الأمة الحديثة وهو الاندماج العرقي. فالشعب التونسي في هذا المجال أمازيغي الأصل اختلط بشعوب أخرى وامتزج بها وذلك شأن كل الأمم، هذا دون أن ننسى الخصائص الاجتماعية والثقافية التي تميّز التونسيين عن سواهم في العادات والتقاليد الخاصة بهم في السكن واللباس والأكل والأفراح والأحزان والولادة والختان والزواج. يضاف إلى ذلك مظاهر أخرى من التمايز والخصوصية في الأدب والفن والغناء والموسيقى. هذا التأكيد على التمايز القطري للكيان التونسي تتعزز في صفحات عديدة من الكتاب بسرد تاريخي مكثف لمحطات تاريخية بارزة من العهد القرطاجني إلى العصر الوسيط الاسلامي وصولا إلى بعض ملاحم النضال في مرحلة التحرر الوطني من الاستعمار الفرنسي. مما يدعم وجود سيرورة تاريخية راكمت عناصر التعزيز والتثبيت لذاتية تونسية استعصت على الطمس والامحاء، وأكدت جدارتها في التواصل والاستمرار. • الأمة اليوم ومخاطر العولمة يؤكد السيد الهادي البكوش على أهمية عنصر السيادة باعتباره المقوم الرئيسي لكيان الأمة بالمعنى الحديث، غير أن لتأكيده المتواصل في هذا الكتاب على مسألة السيادة أبعادا ودلالات أهم من ذلك بكثير ولعل سياق العولمة الحالي يزيد الأمر وضوحا، فالنظام العالمي الجديد الذي دشنته العولمة يمثل تهديدا حقيقيا لسيادة الدول لا سيما الصغيرة والمتوسطة وقد أبرز الكتاب هذه المخاوف بأمثلة عديدة ودالة. ولعل هذا ما يفسّر الاستطرادات الطويلة التي مضى فيها المحاضر في حديثه عن أسباب فشل التجارب الوحدوية في العالم العربي وهو لا يتناول ذلك من موقع النقد والتشفي وإنما من موقع المتحسّر على شيء تمنى وقوعه أي الوحدة العربية ولم يقع. ولا يخفى أن استحضار الوحدة في هذا السياق يشير على نحو ضمني إلى اعتراف بمحدودية القدرة لدى الاطار القطري لمواجهة ضغوطات العولمة منفردا، ومع ذلك يبقى السيد الهادي البكوش متفائلا في خاتمة كتابه حين يقول ـ إن بناء مغرب متحد هو المهمة الأولى لأممنا المغربية ولا بد من انجازها، لضمان استقلالها وللنجاح في إظهارها للعالم وبالتالي لحماية استقلال كل منا ودعم مناعتنا ـ (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 514 بتاريخ 2 سبتمبر 2006)
لماذا قدّم اتحاد الشغل موعد مؤتمره !؟
بقلم أبوبكر الصغير فاجأ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل السّاحة النقابية، بل حقل المجتمع المدني عموما، بتقديم موعد مؤتمره الوطني العادي، واقترح تاريخ منتصف ديسمبر المقبل أجلا نهائيا لهذا الحدث. تفيد بعض المصادر، انه تم تحديد تاريخ المؤتمر ليكون أيام 14 و15 و16 ديسمبر 2006، أما الجهة التي ستحتضن فعالياته فالأرجح أن تكون تونس العاصمة، مع العلم أن عديد الاتحادات الجهوية سبق لها أن عبّرت عن رغبتها في استضافة هذا الحدث. كما تجدر الإشارة إلى أن المكتب التنفيذي للاتحاد ترك للهيئة الإدارية التي دعاها للإنعقاد يوم 4 سبتمبر صلاحية النظر والحسم في هذا المقترح، والذي من المرجح جدا أن تصادق عليه، إضافة إلى ترتيب أمور أخرى موصولة بفعالياته على غرار تحديد قائمة اللّجان ومشاريع اللّوائح. ولئن طرح بعض المعنيين بالشأن النقابي تحفظا واضحا بخصوص قانونية موعد هذا المؤتمر، حيث تفيد التراتيب المنظمة لعمل الاتحاد بوجوب الدّعوة إليه قبل فترة نصف عام على الأقل من الموعد المقرّر. فإن الجهات النقابية تردّ على ذلك بالقول انه من صلاحيات الهيئة الإدارية نفسها، والتي تعد أعلى الهياكل القيادية بعد المؤتمر والمجلس الوطني، الحسم قانونيا في الأمر وبالتالي توفير المشروعية المطلوبة لهذا الاستحقاق النقابي المنتظر. خلّف قرار المكتب التنفيذي حراكا مفاجئا في بطحاء محمد علي، وكذلك عديد الأسئلة المهمّة التي أصبحت تخامر المهتمّين بالشأن العمّالي، على غرار: ـ ما الخلفية الحقيقية لهذا التقديم « المفاجئ » وبفترة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل موعد المؤتمر. خاصة وانه كان مرتقبا خلال شهر فيفري أو حتى مارس 2007؟ ـ هل عجّلت قيادة المنظمة الشغيلة بهذا القرار، بخلفية التسريع بإعادة ترتيب بعض الأمور في الشأن الدّاخلي النقابي خاصة بعد المستجدات التي تكتسي أهمية كبرى لمستقبل المنظمة. مثل ما حصل بخصوص نقابة التعليم العالي، وما باتت عليه بعض الاتحادات الجهوية من وضعيات وسلوكيات ومواقف لا توفي بالكامل روح العمل النقابي ونواميسه، والذي ليس له من مشغل أو اهتمام مبدئيا إلا الشأن العمّالي. ـ هل لهذا الموعد الجديد علاقة باستحقاق مؤتمر منظمة الأعراف المقرّر للأسبوع الثالث من شهر نوفمبر المقبل؟ ـ مَنْ، مِنْ بين أعضاء القيادة الحالية وأساسا المكتب التنفيذي ينوي تجديد ترشحه؟ وما هي حظوظه؟ ـ هل نرتقب مفاجآت في المؤتمر المقبل، خاصة فيما يمكن أن يفرزه صندوق الاقتراع؟ والمعلوم في هذا السياق أن الأمين العام الحالي السيد عبد السلام جراد، وكما برز في كل عملية انتخابية سابقة، سواء موصولة بمؤتمرات أو نقابات أو جامعات أو حتى اتحادات جهوية، ما فتىء يحرص على أن تجرى كل الأمور بشفافية ووضوح كاملين. بدءا، لا بدّ من الإفادة بأن مثل هذا القرار بتقديم موعد مؤتمر إحدى أهم المنظمات الوطنية، ينمّ عن شجاعة في موقف القيادة، فمن الثابت أنه سيبعث برسالة واضحة وغير مشفّرة لعديد الأطراف والجهات التي عملت خلال الفترة الأخيرة من داخل الحقل النقابي على المبادرة بمواقف لم تخلّف الارتياح أحيانا، ولم تلق حتى التأييد أو التزكية على الأقل من المركزية النقابية. هذا إضافة إلى ما يجرى ومازال يجري في الكواليس من بروز أسماء تضفي على نفسها بشكل علني بعض « المشروعية القاعدية » والتي لا يمكن التأكد منها فعلا، إلا من خلال صندوق الاقتراع. المؤتمر يجيء عاديا هذه المرّة، وبخلاف مؤتمر جربة المنعقد في فيفري 2002 ، والذي كان استثنائيا لظروف معلومة ولا تخفى على أحد. ومن أهمها وقتها استقالة الأمين العام السابق إضافة إلى ما كانت عرفته المنظمة من تململ داخلي دفع بالأمين العام السيد عبد السلام جراد إلى قناعة بضرورة الحسم وتوفير للمكتب التنفيذي، المصعّد بعد أزمة القيادة السابقة، مشروعية انتخابية لا يمكن إلاّ أن يوفرها مؤتمر. ولا تستبعد مصادر نقابية أن تكون الأيام المائة القادمة في انتظار موعد 14 ديسمبر حاسمة على أكثر من صعيد. إذ ستتطلّب تفرّغا كاملا من كلّ المعنيين بالشأن النقابي، إعدادا لهذا الحدث بما في ذلك ترتيب التحالفات الانتخابية ومشاريع قوائم تتقدّم للترشح. وهذا تقليد أصبح معلوما في المنظمة الشغيلة، في ظل وضعها الجديد ومنذ التغيير، والمتميز باستقلاليتها الكاملة. ويمكن القول أن مؤتمر « جربة » حتى ولئن جاء في ظروف استثنائية فقد شكل تجربة متقدمة في مؤتمر ديمقراطي لمنظمة وطنية. إذ طرأت فيه مستجدات لها أهميتها، ارتقت إلى مفاجآت شدّت الاهتمام إليها، وعلى سبيل الذكر فحتى القائمة الوفاقية التي تشكلت حول الأمين العام شهدت سقوط ثلاثة أسماء بارزة نذكر من بين أعضائها السيدين: لطفي الحمروني والمنصف عقير، في حين صعّد صندوق الاقتراع أسماء أخرى على غرار السادة: علي رمضان وعبد النور المدّاحي ومنصف اليعقوبي. كما سقطت أسماء قدّمت ترشحها خارج « القائمة الوفاقية » بعضها بشكل انفرادي، على غرار السيدين: الحبيب بسباس والمنصف بن رمضان والسيدات: فتحية القصار ومنجية الزبيدي ونعيمة الهمامي. كما تشير بعض المصادر النقابية إلى أن الترشحات لعضوية المكتب التنفيذي المقبل قد تحطّم كلّ الأرقام القياسية. فإضافة إلى الثلاثة عشر الحاليين للمكتب المسيّر، هنالك أسماء أخرى لا تخفي رغبتها في التقدّم إلى صندوق الاقتراع من ذلك السادة: خير الدين بوصلاح وبلقاسم العياري وعلي الضاوي وكمال سعد وقاسم عفية والحبيب بسباس ومحمد الهادي التواتي ونعيمة الهمامي. وهكذا، وبقرار القيادة النقابية تقديم موعد مؤتمرها، ستعيش الساحة الوطنية خلال الأسابيع القادمة ولأوّل مرة وفي نفس التوقيت تقريبا على وقع مؤتمري أهمّ منظمتين بالبلاد، وهما بالإضافة للمنظمة الشغيلة، منظمة الأعراف : الاتحاد التونسي للصّناعة والتجارة والصناعات التقليدية. الأمر الذي يؤكد فعلا مدى تميز ومتانة المجتمع المدني بتونس. وما أصبح يبرز ضمنه من منظمات وطنية لها مكانتها وحضورها، وكذلك دورها وفعلها في المشهد الوطني العام، والتي عرفت خلال السنوات الأخيرة « ربيعها » بامتياز في مناخ تعدّدي يتسم باستقلالية القرار. كلمة أخيرة : « ليس أوضح طريق للوصول الى هدف ما.. من تحديد طبيعته ». (المصدر: صحيفة « الجريدة » الألكترونية، (تونس) العدد 38 بتاريخ 2 سبتمبر 2006) الرابط: http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=798&gpl=38
متزامنة مع يوميات الحرب الصهيونية السادسة
العدد الجديد لـ »المستقبل العربي : أسئلة الوعي والأفاقة
قراءة: منذر شـريّـط عن مركز دراسات الوحدة العربية، المنظمة الدولية غير الحكومية التي يوجد مقرها بلبنان، صدر العدد 330، الخاص بشهر أوت 2006 من مجلة « المستقبل العربي »، هذه المجلة الفكرية الشهرية التي تعنى بقضايا الوحدة العربية ومشكلات المجتمع العربي. تتشكل أهمية هذا العدد الجديد من حيث تزامنه مع حدث هام عاشه الوطني العربي وهو الحرب العربية الإسرائيلية السادسة من خلال العدوان الصهيوني على سيادة لبنان الذي تواصل لأكثر من الشهر. فقد جاءت افتتاحية العدد تحت عنوان : « العدوان على لبنان : الأهداف والنتائج » ليقدم استخلاصات لهذه الحرب المتجددة وذلك عبر متابعة تداعياتها من خلال تبويبها ضمن عشر نقاط قدمتها أسرة تحرير المجلة مقترحة دراستها بشكل مكثف ومعمق. تتعلق هذه النقاط خاصة بمفهوم « الشرق الأوسط الجديد » الذي ورد في تصريحات أساطنة الحرب ومقرريها من المحافظين الجدد الحاكمين بالبيت الأبيض الأمريكي. كما تتعلق بالموقف العربي الرسمي المرحب في جانب منه بهذا الاعتداء والاجتياح لسيادة لبنان إضافة إلى طبيعة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب ونقاط أخرى أبرزت المقدرة العسكرية السياسية والإعلامية لحزب الله والمقاومة اللبنانية… إلخ وفي الشأن اللبناني أيضا وخاصة الداخلي منه المتعلق هذه المرة بالحوار الديني جاءت الدراستان تحت عنوان : « الحوار اللبناني » لمحمد السماك و »الحوار الديني عربيا وشروط فاعليته للبناني الآخر أنطوان مسرة تشريحا آخر للعمق المتحكم في أبعاد التناقضات الداخلية التي تحكم المسار الداخلي اللبناني في ارتكازات تاريخية، ثقافية ودينية حضارية. تبرز خاصة في هذا السياق دراسة الكاتب والباحث محمد السماك، أمين قام القمة الروحية الإسلامية من حيث استئناسها من جهة بالنص القرآني الداعي للحوار، التعارف والوحدة ونبذ الطائفية والتفرقة العرقية. وأيضا عبر تدعيم نصه بهذه الدراسة العلمية الشهيرة والصادرة بعدد أكتوبر 2004 من مجلة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية الصادرة عن المؤسسة الحاملة لنفس الاسم والتي تبين « تألف اللبنانيين من عنصر واحد، وذلك « من خلال تطابق الشفرة الوراثية للفينيقيين مع الشفرة الوراثية للكنعانيين الذين هاجروا من الجزيرة العربية –واليمن- شمالا إلى سوريا ولبنان اليوم. وهذا يعني أن اللبنانيين اليوم كأجدادهم الفينيقيين، هم عرب من أحفاد الكنعانيين. وإذا كانت هذه الاستنتاجات التأليفية التي يقدمها صاحب الدراسة انطلاقا من هذه الأبحاث العلمية تصدم نرجسية اللبنانيين فلأن ذلك ينبع أصلا من استشهاد الباحث محمد السماك برائد نظرية التحاليل النفسي سيغموند فرويد من خلال مفهومه لـ »نرجسية الاختلاف ». فإن إحالات أخرى على نظريات التحليل النفسي لفرويد، تشكل ارتكازا آخر لدراسة أخرى تضمنها هذا العدد وهي تحت عنوان : « من الخوف إلى التخويف : مساهمة في تعريف ثقافة الخوف » للباحث التونسي، الدكتور طاهر لبيب. في هذه الدراسة تشريح لهذه المسألة من خلال أصولها الثقافية وتوظيفاتها السلطوية… العدد الجديد يتضمن أيضا دراسة هامة للدكتور عبد الإله بلقزيز، الفيلسوف المغربي تحت عنوان : « حماس و »فتح » والرئاسة : لعبة الأخطاء القائلة « . في هذه الدراسة وصف للمأزق السياسي المحلي والدولي لحكومة حماس وكذلك تعرية للتناقضات البارزة في تعامل مؤسسة الرئاسة الفلسطينية من خلال شخص أبو مازن بين المبادئ الفلسطينية التي رسمها ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية وتكتيكات التعاطي اليومي مع حكومة إسماعيل هنية من جهة والشعب الفلسطيني من جهة ثانية. أما عن الشأن أو المشهد السياسي العراقي، فقد جاءت دراسة « مستقبل ظاهرة العنف السياسي في العراق » للكاتب الدكتور خضر عباس عطوان النهرين ببغداد، تشريح دقيق لتجليات العنف وتمظهراته الاجتماعية والسياسية وبحث في مسألة الهوية العراقية عبر المتغيرات الدينية والثقافية ولوجا لمسألة الطائفية. ونبقى مع متغيرات الدين والثقافة لكي نشير إلى دراسة : « من تأليه الحكام إلى تكفيرهم : الدين والثقافة السياسية المصرية للكاتب الدكتور عمار علي حسني مدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط من القاهرة. وفي باب « آراء ومناقشات »، تضمن العدد المذكور مقالا للكاتب عبد الخالق عبد الله ضمنه مناقشة لتعليق باحث التنمية الماركسي الشهير سمير أمين جاءت تحت عنوان : « دبي : رحلة مدنية عربية من المحلية إلى العالمية ». وفي باب « كتب وقراءات » جاءت التعليقات لأهم الإصدارات العربية والعالمية لعل من أهم ما نذكر منها تقرير الأستاذ عوني فرسخ تحت عنوان » « حال الأمة العربية 2005 : النظام العربي : تحدى البقاء والتغيير. أخيرا وفي باب « مؤتمرات » جاء تقرير للكاتبة المي مضر الأمارة عن فعاليات : « مؤتمر الفن والجمال في الفكر العربي الإسلامي » المنعقد ببيت الحكمة بغداد في شهر أفريل الفارط. وإضافة إلى « موجز يوميات الوحدة العربية » و »بيبليوغرافيا الوحدة العربية »، جاء الملف الإحصائي عدد 106 تحت عنوان « مؤشرات اقتصادية أساسية عن الوطن العربي » وثيقة إحصائية هامة من إعداد ربيع كسروان.
(المصدر: صحيفة « الجريدة » الألكترونية، (تونس) العدد 38 بتاريخ 2 سبتمبر 2006) الرابط:
http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=805&gpl=38
الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر في حديث لــ«الصباح»:
تأجيل انتاج مسلسل «جمل جنّات» أجهل أسبابه
لن أكتب مسلسلا آخر للتلفزة ما لم يتم الإفراج عن «جمل جنّات»
التقيته صباح الاثنين الماضي في مكتبه… كان واضحا عليه الارهاق رغم محاولته درأ ذلك.. سعيت جهدي ان أجعله يكشف عن ما بداخله… تنهد قبل أن يتكلم ويكشف بعض خفايا ما في نفسه… تحدث بألم عن «إقصاء» مسلسله التلفزيوني الجديد «جمل جنّات» الذي كان في الحسبان أن يتم انتاجه لرمضان هذا العام…
هو الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر المعروف لدى الأوساط الأدبية والفكرية التونسية والعربية بالرصانة والتواضع والانتاج الادبي المقنع والممتع.
هذا الرجل الذي يخجلك تواضعه تكلم بدون حواجز وكشف حقيقة مسلسل «جمل جنات» في هذا الحوار:
** كنا ننتظر مسلسلا تلفزيا ذا توجه اجتماعي وطني بمناسبة احتفالات تونس هذه السنة بالذكرى الخمسين للاستقلال وعلمنا منذ مدة طويلة انكم عرضتم على مؤسسة الاذاعة والتلفزة عملا دارميا في 30 حلقة يرسم ملامح فترة هامة سبقت الاستقلال وهيئت له، فما حكاية «جمل جنّات»؟
– هذا السؤال يؤرقني جدا ولكني افتخر بأن يلقى علي وان اجيب عليه ذلك انه من شرف الكاتب ومن قدسية الكتابة ان يكون الانتاج الثقافي في اي مجال كان نتحدث هنا عن المسلسلات الدرامية مرتبطا بمفهوم الوطن وقضاياه في حاضره وتاريخه ومتناغما مع مشاعر المحبين لبلدهم العاشقين لها ومنخرطا في استراتيجية الاختيارات الكبرى التي تتبناها الدولة وتعمل على تجسيمها كل المؤسسات التابعة لها حتى تتحقق الاهداف المرسومة في شتى المجالات
لكن وهذا شرف اعتز به لانني احب تونس ولانني سخرت جل كتاباتي الادبية السردية والدرامية لتمجيد هذا الوطن واهله ولأنني امنت بأن الكتابة عنصر حي من مقومات تونس الحديثة وتونس التغيير فقد وضعت كل العراقيل واختلقت كل الأعذار من اجل أن يوضع مسلسل «جمل جنّات» على قائمة الانتظار والهدف الأول والنهائي هو ان لا يرى النور خلال هذه السنة المخصصة للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال
اما لماذا؟ وما هي الدوافع الدفينة لذلك فإنني أرجو أن يطرح هذا السؤال على مؤسسة الاذاعة والتلفزة فقط فهي التي اجلت هذا المسلسل الوطني مثلما اجلت مسلسلا وطنيا آخر «أحك يا واد» من شبكة مسلسلات رمضان هذا العام المهم ان تحتوي الشبكة على اي شيء وعلى اي موضوع سواء اكان حول الجريمة او «مآثر» الزحف الهلالي على تونس وحتى اعادة تصوير حكايات السيد عبد العزيز العروي التي هي جاهزة في أحسن اخراج قام به سالم الصيادي منذ السبعينات هذا مع احترامي لكل المواضيع ان كانت تتطرق الى اهتمامات حقيقية وطريفة وذات ارتباط بانتظارات الناس.
** إن اختيار المسلسلات وتقديم واحد وتأخير آخر تمليه اختيارات معينة فلماذا تنقد هذه الاختيارات ولا تنتظر دورك، فلكل مسلسل دور؟
– بعض هذا السؤال يعكس حقيقة فأنا لا أنكر ذلك لكن لو ان مسلسل «جمل جنّات» كان قصة عادية مثل قصة «الحصاد» او «الريحانة» او«دروب المواجهة» او «الحمامة والصقيع» لما نطقت بكلمة الى ان يأتي دوره انه مسلسل اللحظة، فان مرت اللحظة وتدمرت يصبح في خانة المسلسلات التي يجب ان تنتظر دورها اما الاختيارات فلا اختيار يعلو على الاختيارات العليا ولا اختيار يتجاوز الاختيارات الوطنية ولا أحد يمكنه ان يستقل بالاختيار من منطلق ثقافته وقناعاته وتوجهاته السياسية والفكرية الخاصة اعتقد ان لنا جميعا في نهاية الأمر مرجعا نحترمه ونلتزم بحدوده.
– اننا نعرف ونؤمن بان مؤسسة الاذاعة والتلفزة الوطنية من اهم المنابر الاعلامية والثقافية والفنية التي تنقل صورة تونس إلى الخارج وتقدم ابداع مبدعيها وفن فنانيها، وهو اضافة تونسية وطنية للجهد الحضاري العالمي وهي تحرص على متابعة تنفيذ سياسة وطنية اعلامية وثقافية حية تعلو فيها المصلحة العليا ومصلحة الوطن ومصلحة التغيير فكيف اذن لا يتم انتاج مسلسل موضوعه في صلب البعد الوطني
** من ادراك ان مسلسل «جمل جنات» تم تأجيله؟
– أجل هذا ما حدث لقد تابع احد اهم المخرجين مراحل كتابة هذا المسلسل واستفدت من ملاحظاته الفنية والادبية في تنمية بعض الأحداث وتقويتها كما قرأه احد المخرجين الآخرين، وكان ذلك مشجعا في اتمام العمل على احسن الوجوه، لكن المخرج الاول وقع اقصاؤه عن الانتاج مؤقتا لا لذنب ارتكبه سوى انه دافع عن مسلسل «جمل جنّات» في احدى المناسبات الخاصة لوضع الشبكة الرمضانية باعتبار اهمية المسلسل على المستوى الوطني والفني والادبي ثم ان جهات وطنية فاعلة زكت هذا المسلسل بعد عرض المشروع عليها
** الم تتلق ردا من مؤسسة الاذاعة والتلفزة حول موقفها من مسلسل «جمل جنّات»؟
– لا شيء، لم أتلق أي جواب، تصور انني عرضت هذا المشروع منذ شهر فيفري 2005 ثم أعدت الكتابة للتذكير في فيفري 2006 والرسائل موثقة ولم أتلق الى يومنا هذا ونحن في أواخر شهر اوت 2006 اي رد!!
** هل يعني هذا أنك تعيش الاحباط هذه الأيام؟
لقد شاهدنا رئيس الدولة في كل عيد للثقافة يفتح باب الأمل عريضا امام كل الكتّاب والمبدعين ويهيب بالمؤسسات المختلفة ذات الاختصاص أن تقوم بدورها كاملا حتى يكون وجه تونس مشرفا متألقا بالانتاج المتجدد المتطور الذي ينطلق من محبة الوطن ويؤسس لحضارته ومستقبله وصورته لدى الشرق والغرب
قد أكون محبطا عندما اصدم بهذه المعاملة الخاطئة الخارجة عن الدورة الحيوية لسياسة تونس الثقافية والفنية ولكن عندما اتجاوز ما حدث لي وأتأمل الواقع واستعرض الصفحات البيضاء التي سجلتها المؤسسة التونسية عامة في ارساء قواعد ثقافة متينة واعلاء منزلة الكاتب في مختلف المراحل أشعر بالفخر والاعتزاز
** نفترض ان «جمل جنّات» تأخر انتاجه او وقع التخلي عنه نهائيا.. فهل ستواصل الكتابة الدرامية؟
– لا يا سيدي الكريم لن اعمد الى كتابة مسلسل جديد التأجيل مسلطا على «جمل جنّات» وهو وان افتخرت يوما بانتاجي في هذا الميدان افتخر به قبل غيره لأنني سويته من طين هذه الأرض ومن تضحيات الشهداء والأبطال ومختلف شرائح المجتمع وسقيته بعرقي طوال سنوات سأظل افتخر به مثلما افتخر برواية «الزيتون لا يموت» وبالجوائز الادبية العديدة وباوسمة التقدير الرئاسية وسوف – يا سيدي الى ان تحل القضية – انكب على كتابة الرواية والقصة القصيرة فهما الأقرب الى نفسي من اي نوع آخر من أنواع الابداع.
** اي جديد لك بعد روايتك الحديثة «عتبة الحوش»؟
– هذا موكول للجهد والعرق والايمان بدور الأدب في المساهمة في بناء اركان المجتمع والنهوض به وبقدر ما يكون الجهد كبيرا والعرق غزيرا والايمان قويا بقدر ما يكون الانتاج حاضرا في الزمان والمكان المناسبين مساهمة في الاضافة والبناء
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
النقابة العامة للتعليم الثانوي:
3 مطالـب «عاجلـة» تخـص حـركـة النقـل والشغـورات
تونس – الصباح:
عقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي أمس لقاء اعلاميا بدار الاتحاد وتولى خلاله السيد الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة تقديم بسطة حول جملة من المطالب «العاجلة» التي تنوي النقابة طرحها والتحرك من أجلها قـــبل افتتاح السنة الدراسية القادمــــــة.
وأشار الكاتب العام الى «ان هذه المطالب عاجلة ويجب النظر فيها قبل افتتاح السنة الدراسية، وهي ايضا من المسائل التي وقع الإخلال بها خلال العطلة الصيفية التي تمثل موعدا للنظر المشترك فيها بين الوزارة والنقابة واللجان المتناصفة». واكد الكاتب العام على ضرورة التحرك السريع من اجلها نظرا لانها ترتبط بوضع الأساتذة الاجتماعي والانساني وبمبادئ عامة في التعامل بين الوزارة والنقابة دون اللجوء الى الحلول الاحادية الجانب وبالتالي وضع الأساتذة والنقابة امام امر مقضي وبعد فوات الاوان فما هي المطالب التي تنوي النقابة العامة للتعليم الثانوي التحرك السريع من أجلها؟
المطالب التي تتحرك النقابة اليا من اجلها
اشار السيد الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الى ان المطالب التي تنوي النقابة التحرك من اجلها عديدة وهي ترتبط بهذا الظرف الذي يسبق افتتاح السنة الدراسية باعتبار انه من الواجب الاتفاق المشترك مع الوزارة بشانها قبل بداية السنة الدراسية التي بحلولها لا يمكن العودة الى هذه المطالب، لانها تدخل حيز التنفيذ. كما اكد على ان هذه المطالب حساسة جدا وترتبط مباشرة بوضعية الأساتذة في جانبها الاجتماعي والانساني وهي ايضا تخضع لعمل مشترك كان يتم الى غاية السنة الفارطة بين النقابة ومصالح الوزارة واللجان المتناصفة لكن تطبيقها خلال هذه السنة لم تخضع لهذه المقاييس بل تولت الوزارة بمفردها تنفيذها
وتتمثل المطالــــــــب بالأســـــاس فـــي:
– الاشراف على حركة النقل بشكل مشترك ومد النقابة العامة بقائمة الشغورات مسبقا حتى يتسنى اجراء النقل بشكل عادي ولكل من يستحقها من الاساتذة
– تحديد تاريخ لانجاز حركة النقل الانسانية التي تجري عادة في شهر جويلية او اوت، لكن النقابة تشير الى انه لم يتجدد تاريخ جلسات هذه النقل لحد الساعة
– التزام وزارة التربية والتكوين بمبدا اجراء جلسات النقل الجهوية بحضور النقابات الجهوية واللجان الادارية المتناصفة لكن الوزارة قامت بهذا العمل وحدها مما يدعو إلى ضرورة مراجعة هذه النقل التي انجزت من طرف واحد ودون حضور ممثلي المدرسين.
واذا كانت هذه المطالب الثلاثة تعتبر الأساسية في مطالب النقابة العامة للتعليم الثانوي وتدعو الى التحرك العاجل من اجلها فان الكاتب العام للنقابة يؤكد على بعض المطالب الأخرى كما — الى بعض الحالات التي ستعرض على مجلس التاديب والتي يقول انها كانت محل اتفاق مع الوزير بصرف النظر عنها لكنها عادت لتثار من جديد. كما يلفت النظر ايضا الى موضوع اخر يتعلق بالاساتذة غير المرسمين والذين اتخذ قرار عدم منحهم العدد الاداري السنوي رغم ان القانون يمنحهم التمتع بجملة الامتيازات التي يحظى بها الأساتذة المرسمين
ويشير ايضا الى وضع مدرسي الرياضة صنف «أ» التابعين لوزارة الشباب والذين لم يحصلوا على ترقيـــات منذ سنة1992 رغم الاتفاق المبرم مع وزارة الاشراف في هذا الشان.
لقاء عاجل مع وزير التربية والتكويــن
واشار السيد الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي انه نظرا للظرف ولاهمية هذه المطالب وضرورة حل الاشكالات الحاصلة بشانها وتصويب بعض ما تم بخصوص الحركة من طرف الوزارة وحدها اجرى لقاء مع وزير التربية طرح فيه جملة هذه المطالب، ودعا الى اعادة النظر في الحركة وطلب تمكين النقابة بقائمة الشغورات وقد وعده الوزير بتلبية الرغبات في كافة المطالب المشار اليها، لكن ولحد يوم امس لم يتسن تنفيذ اي مطلب من ذلك حتى ان قائمةالشغورات قدمت له على ورق عادي وبخط اليد رغم انها تجري من خلال الحواسيب.
بيان… وبلاغات.. وتجمع امام الوزارة
وعلى هذا الوضع الذي اتسمت علمية اجراء النقل عبر الحركة العادية وبسبب التاخر في اجراء الحركة الانسانية بادرت النقابة بتوجيه برقية الى وزير التربية يوم 10 اوت ضمنتها احتجاجها على عدم مدها بمنحة من كشف الشغورات المتمدة في حركة النقل واعتبرت نفسها غير ملزمة بنتائج الحركة. كما وجهت النقابة بلاغا ثان الى الاساتذة تعملهم فيها بمقاطعتها جلسة حركات النقل، كما اصدرت النقابة بيانا اشادت فيه الى جملة الظروف غير العادية التي تمت فيها حركة النقل العادية ودعت فيه الى استكمال الجلسة القانونية لحركة النقل والى تمكين النقابة من قائمة رسمية للشغورات المعتمدة، والى انجاز حركة جزئية للنقل لسد الشغورات المستحدثة، وتحديد جلسة لحركة النقل الانسانية.
ودعت النقابة الى اجتماع عام اليوم بمقر الاتحاد والى تجمع امام الوزارة مباشرة بعد الاجتماع.
علي الزايدي
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
موقف وزارة التربية والتكوين من الملفات المطروحة
انطلقت جلسات للتفاوض مع النقابة العامة للتعليم الثانوي بخصوص مراجعة النظام الأساسي لمدرسي التعليم الثانوي – الصادر سنة 1973 – (الأمر عدد 114 المؤرخ لسنة 1973 في 17 مارس 1973) منذ سنة 1995 ولم تتوقف الى حد هذا التاريخ، إلا أن هذه الجلسات لم تفض الى انهاء هذا الملف نتيجة تصلب الطرف النقابي وتقلبه لغايات ومآرب معلومة.
في ضوء مراجعة القانون العام للوظيفة العمومية الذي هوالمرجع الأصلي للأنظمة الأساسية لمختلف أسلاك الموظفين قامت مصالح وزارة التربية والتكوين بإعادة النظر في الأنظمة الأساسية لمختلف أسلاك التعليم قصد تحيينها ولم شتات نصوصها. فتم اصدار أنظمة أساسية جديدة، بعد إنهاء التفاوض في شأنها مع الأطراف المعنية، لكل من سلك القيمين والقيمين العامين والمتفقدين والمعلمين وأعوان المخابر وبادرت الوزارة في نفس الوقت بإعداد مشروع متكامل للنظام الأساسي لأساتذة التعليم الثانوي في ضوء محضر الاتفاق الممضى بين الوزارة والنقابة المعنية في 2 أفريل 1999. ان النقابة العامة للتعليم الثانوي قد رفضت المشروع بعد التفاوض الطويل في شأنه معللة ذلك بضرورة اقحام نقاط تعجيزية لا صلة لها بالأنظمة الأساسية الخاصة ومخالفة لقواعد صياغة مثل هذه الأنظمة.
وإزاء ما لمسته الوزارة من تلكؤ ومماطلة دأب عليهما الطرف النقابي، طالبت الوزارة المرات العديدة بمعدها بتصور متكامل لما ترتئيه النقابة حول النظام الأساسي إلا أنها واصلت ولا تزال انتهاج أسلوب التملص والمراوغة والمماطلة ممتنعة عن مد الوزارة بأي مقترح في الغرض.
هكذا تفوت النقابة العامة للتعليم الثانوي مكاسب جديدة للمدرسين
ما انفكت تدعي النقابة العامة للتعليم الثانوي في بياناتها وتصريحاتها «عدم جدية سلطة الاشراف في التفاوض في مجمل مطالب المدرسين وانتهاج المماطلة فكيف يمكنها أن تفسر اليوم الى جموع الأساتذة اصرارها المتواصل على الامتناع عن امضاء محضر اتفاق في المسائل التي تم التفاوض ايجابيا في شأنها واعتبرها الجميع مكاسب هامة للأساتذة نذكر منها:
1 – تمتيع المدرسين المراقبين في الامتحانات الوطنية (شهادة الباكالوريا وشهادة ختم التعليم الأساسي) من مكافأة مالية مقدارها 40 دينارا بالنسبة الى شهادة الباكاوريا و30 دينارا لشهادة ختم التعليم الأساسي تصرف بداية من دورة الامتحانات الوطنية لشهر جوان وجويلية 2006 باعتمادات مقدرة بما يزيد عن 2.9م.د تضاف الى المكافأة الخاصة باصلاح الامتحانات المذكرة والتي تقدر بـ2.4م.د
2 – ادماج الأساتذة المعاونين صنف ب المباشرين حاليا (3420 أستاذ معاون) على مدى 4سنوات.
3 – تكوين لجنة مشتركة تقوم بتشخيص الوضعيات الاستثنائية للأساتذة الذين يتعرضون الى صعوبات مهنية نتيجة وضعهم الصحي والاجتماعي وايجاد حلول ملائمة لكل حالة.
والتزاما من الوزارة بتعهداتها في الموضوع خصصت الاعتمادات الضرورية في الغرض بنية تسديدها في الإبان إلا أن الطرف النقابي امتنع عن امضاء أي اتفاق حولها مما عطل اتمام العملية والوزارة لا تزال مستعدة لاتمام تعهداتها في اطار اتفاقية شاملة مع الطرف النقابي.
تسوية وضعية الأساتذة المعاونين صنف أ
إدماج الأساتذة المعاونين «صنف أ» ووضع حد لطريقة التعاقد في انتداب المدرسين
ان انتداب هذا الصنف من المدرسين محدد بالأمر عدد 2849 بتاريخ 29 اكتوبر 2002 واللجوء الى خدماته تمليه معطيات بيداغوجية طارئة أهمها الاعفاء من التدريس أو الاستقالة أو التخلي عن العمل أو الالحاق وغيرها من الأسباب.
لقد بلغ عدد الأساتذة المعاونين الى موفى السنة الدراسية 2006/2005 3425 مدرسا.
أعربت الوزارة عن استعدادها الى الحد من ظاهرة اللجوء الى الأساتذة المعاونين واقترحت على النقابة العامة للتعليم الثانوي تدارس مقاييس تسوية وضعية هؤلاء ووفق تمش يقع الاتفاق حوله، إلا أن الطرف النقابي تمسك بموقفه الرافض لامضاء اتفاق في هذا الصدد وهذا ما من شأنه أن يفوّت الفرصة على هذا العدد الكبير للادماج برتبة أساتذة للتعليم الثانوي ويثبت مرة أخرى انما تدعيه النقابة من دفاع عن مصالح المدرسين لا يعدو أن يكون دفاعا فئويا يتلون بتلون الظرف والفئة المستهدفة.
حركة نقل مدرسي التعليم الثانوي
على إثر صدور نتائج حركة نقل مدرسي التعليم الثانوي، عمدت النقابة العامة رغم حضورها جلسة الحركة الى اختلاق أزمة فيما خص الشغورات التي اعتدتها الوزارة لانجاز هذه الحركة.
سعت الوزارة الى ضمان حق الأطراف الاجتماعية في حضور جلسة الحركة وفق ما تنص عليه الاتفاقيات المشتركة وهو ما مكن 8 أعضاء من حضورأشغال الجلسة عوضا عن اثنين فقط.
ويذكر أن حركة نقل أساتذة التعليم الثانوي تتم بصفة دورية في إطار حركة نظامية مرة كل سنتين حسب مقاييس مضبوطة ومتفق في شأنها بين الطرفين وفق تمش يبدأ باصدار الوزارة المنشور الى الأساتذة ووصولا الى اجتماع مع اللجان الادارية المتناصفة بحضور الطرف النقابي اثر دراسة مطالب المشاركة في مستوى الادارة المركزية وتنجز الحركة باعتماد منظومة اعلامية دقيقة وفق شغورات ما يتوفر من كل مادة دون اغفال للتوازنات البيداغوجية بين الجهات، كما تتم بالتوازي مع هذه الحركة النظامية حركة تقريب الأزواج كل سنة، تخضع لاجراءات ومقاييس مضبوطة ومتفق عليها مع الطرف النقابي.
غير أن النقابة العامة للتعليم الثانوي عمدت الى اصدار مطالب مشاركة موازية صادرة عن المنظمة النقابية وهو ما يمثل خرقا لكل الاتفاقيات وتجاوزا لصلاحيات الادارة حيث أنه لا وجود لأي حركة نقل أخرى في الاتفاقيات مع الطرف النقابي.
ويذكر أن الاتفاقية المشتركة بين الطرفين (الوزارة ونقابة التعليم الثانوي) المورخة في 13 سبتمبر 1990 والمحينة في 25 أفريل 1998 تنص على حضورممثلين اثنين عن النقابة لابداء الرأي، لذلك فإنه لا يحق للطرف النقابي المطالبة بمعطيات ادارية مهما كان نوعها، والكل يعلم أن مصالح ذاتية وولاءات معينة تحدو بعض الأطراف.
ومما يبعث على التساؤل في هذا الباب هو استخفاف النقابة العامة للتعليم الثانوي بمقومات المنظومة التربوية حيث أنها اعتبرت مؤخرا في بيان صادر لها باحدى الصحف مراعات الوزارة للتوازن البيداغوجي بين الجهات تعلات واهية في حين أن هذا الاعتبار يعتبر مقوما رئيسيا من مقومات المنظومة التربوية.
التخفيض في سن التقاعد إلى 55 سنة مع تنفيل 5 سنوات
ما فتئ سن الاحالة على التقاعد على مستوى العالم موضوع دراسة ونقاش ومراجعة اعتبارا للتحولات التي تشهدها المنظومات الاقتصادية والاجتماعية والصحية من جهة وارتفاع أمل الحياة من جهة أخرى.
ان المطالبة بتخفيض سن التقاعد الى 55 سنة مع تنفيل 5 سنوات له من الانعكاسات المالية ما لا تقدر على مجابهته الصناديق الاجتماعية في هذا الظرف ويتناقض مع ما قرره سيادة رئيس الجمهورية في اطار تشغيل حاملي الشهادات العليا من تمديد سن المشاركة في المناظرات الى 40 سنة وما لوحظ من ارتفاع معدل سن انتداب الأساتذة حاليا بين 28 و30 سنة.
ان هذا المطلب الفئوي والقطاعي الضيق لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة التلاميذ الفضلي التي تقتضي عدم حرمانهم من خبرة وتجربة مدرسين اكتسبوا كفاءة في التدريس وأوجا في العطاء في مثل هذه السن.
اعتبارا لما يتعرض اليه بعض المدرسين – في سن معينة – من صعوبات مهنية ناتجة عن اسباب صحية أساسا فقد اقترحت الوزارة على النقابة العامة للتعليم الثانوي تكوين لجنة يعهد اليها تشخيص الوضعيات وتدارس ملفات المدرسين الذين تعترضهم مثل هذه الصعوبات سعيا الى ايجاد حلول ملائمة إلا أن الطرف النقابي رفض هذا التمشي.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
اقتصاد المعرفة – مؤشر نوعية مؤسسات البحث العلمي العالمي:
تونس في المركز الخامس من ضمن 10 دول
تونس ـ الصباح
احتلت تونس المركز الخامس بين عشر دول متقدمة وصاعدة منافسة لاقتصادها في مجال نوعية مؤسسات البحث العلمي بنحو 4 نقاط على سلم تتراوح أعداده بين 1و7 يعكس أعلاها مستوى جيد لمؤسسات البحث وذلك حسب مصدر رسمي.
مؤشر نوعية مؤسسات البحث العلمي احتلت فيه ألمانيا المركز الأول بـ5,7 نقطة تلتها فرنسا بنحو 5.5 من النقاط متبوعة بكل من المجر 5والتشيك 4.7، في المقابل تموقعت تركيا في ذيل القائمة بنحو 3.8 من النقاط .
ويرى الخبراء أن تموقع مراكز البحث التونسية في وسط ترتيب بين دول متقدمة وأخرى صاعدة يعزز من فرص انخراط الاقتصاد التونسي في فضاء اقتصاديات المعرفة التي تعطي أولوية مطلقة لبرامج البحث والتطوير سواء في القطاع العام أوالخاص والذي يعرف نقصا كبيرا في برامج البحث داخل المؤسسات حيث لاتتجاوز نسبتها 0.14% مقابل أكثر من 1% من الناتج بالنسبة لمساهمة الدولة في مجال البحث العلمي.
انخراط تونس في اقتصاد المعرفة تغذيه أرقام الوافدين الجدد على سوق الشغل في المجال الهندسي حيث من المنتظر أن يبلغ عددهم في 2006 نحو 2600 مهندس من أكثر من 50 ألف خريج سنويا وهو ما سينعكس بالدرجة الأولى على نسبة التأطير داخل المؤسسات إضافة إلى برامج البحث داخلها..
العدد المتزايد للخريجين في مجال العلوم والهندسة مكن تونس من احتلال المركز الثالث بين الدول محور المقارنة بعدد نقاط بلغ 5.7 مسبوقة بفرنسا والتشيك بنسبة 6 نقاط.
وليد الدرعي
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
في بداية نوفمبر القادم:
فضائيـــــة تونسيـــــة خاصة ذات بعد مغاربي
«نسمــــة تــي فــي» تنطلــق بمنوعة «ستــار أكاديمــي المغــرب العربــي»
انطلقت امس الجمعة في باريس عملية كاستينغ لاختيار افضل المترشحين لمسابقة «ستار اكاديمي المغاربية» وذلك من بين الشباب المهاجر من الجيل المغاربي المقيم بفرنسا وقد علمت «الصباح» ان الاقبال كان كبيرا وهو امر لم يفاجا فريق الكاستينغ العامل ضمن مجموعة «قروى وقروي» التي تهتم بالفنون انتاجا وترويجا فضلا عن تبني الأصوات الغنائية ورعايتها
وسيتواصل الكاستينغ في باريس طيلة اليوم السبت وبذلك تنتهي هذه العملية الاولى وسيتم جمع كل الذين تم اختيارهم من تونس وصفاقس وسوسة والجزائر وقسنطينة ووهران وطنجة والدار البيضاء ومراكش وطرابلس وبنغازي في بيت خاص بمدينة رادس لتنطلق المسابقة رسميا.
واكد لنا السيد «مدني الجزيرة» مدير الاتصال بمجموعة «قروي وقروي» ان ستاراكاديمي المغرب العربي «ستبدا في البث قريبا على محطة تلفزية فضائية تحمل اسم «نسمة تي في» « NASMA.TV» على القمر الصناعي HOTBIRD والقمر الصناعي نايل سات « NILESAT» وستكون هذه المحطة الخاصة هي الثانية بعد حنبعل.
وللعلم ان «ستار اكاديمي المغرب العربي» لن تكون مختلفة عن المنوعات الواقعية المعروفة الى حد الآن على الفضائيات الفرنسية واللبنانية والهولندية والامريكية وغيرها والتي تحمل نفس الاسم فهي جميعها منطلقة من نفس الترخيص للشركة الام وهي هولندية تحمل اسم ENDEMOL.
وبالتالي فان النظارة من كافة البلدان المغاربية والنظارة الراغبين في المتابعة من كافة انحاء العالم سيعيشون كامل عمليات التصفيات مباشرة مع عرض يومي لحياة المترشحين مع بعضهم البعض ومع اساتذتهم الذين تم اختيارهم بدقة وهم الذين قاموا بالكاستينغ في المدن المغاربية المذكورة بالاضافة الى باريس وذلك لحظة بلحظة.
ويبدو ان اول صورة من هذه المنوعة المغاربية على «نسمة تي في» سيشاهدها الجمهور في الفاتح من شهر نوفمبر القادم والجدير بالذكر ان نسمة لن تقتصر على هذه المنوعة بل ستبث الاغاني والمنوعات الفنية الحوارية والكليبات جلها من انتاج مجموعة «قروي وقروي» التي بدأت في انتاج البرامج منذ عدة اشهر على الفضائية الجزائرية فبرنامج «اخر كلمة» الذي احبه الجزائريون ومازال متواصلا على هذه الفضائية سينتقل الى «نسمة».
وذكر لنا محدثنا السيد «مدني الجزيرة» ان مجموعة «قروي وقروي» اطلقت مشروعا فنيا جديدا باسم « TOP FIVE » بموجبه سيتم رعاية فنانين من المغرب العربي والبداية بمجموعة من المطربين التونسيين من بينهم صوفية صادق ورشدي علوان فضلا عن بعض رموز الفن الشعبي التونسي.
وفي نطاق هذه الرعاية سيتم انتاج البومات كاملة لهم فضلا عن مجموعة من الاغاني بالفيديو كليب، وهي التي ستتولى الترويج لهم عبر «نسمة تي في» وعبر الوسائل الترويجية المختلفة
وقال المتحدث الاعلامي: إن ستار اكاديمي المغاربي الذي يتضمن مسابقة تعتمد على التصفيات ستختار بعد 4 اشهر مطربا واحدا سيكون نجما مغاربيا.. لكن هذا لا يعني ان بقية المتسابقين سيتم التخلي عنهم بل انهم سيحظون بالعناية والموهوبون منهم سيبرزون بالاغاني المختلفة على الأقراص وبالكليبات
وينهي حديثه قائلا:
-الان… سيجد المطربون الشبان الفرصة سانحة امامهم ليكونوا نجوم المغرب العربي بتراثهم… وباصالتهم الغنائية والموسيقية، وهذا عنصر جديد، ذلك ان المطربين الشبان الذين تنافسوا في ستار اكاديمي اللبنانية لم يؤدوا الا الاغاني اللبنانية ومن النادر ان يؤدوا اغنيات غير لبنانية ومن المؤكد ان هذا البرنامج المغاربي سيساعد على بناء اللحمة المغاربية وسيساهم في تقوية اواصر الأخوة بين كافة شعوب المغرب العربي اذ سيسهر الجميع وسيساهمون في التصويت لفائدة هذا المطرب او ذاك وهو امر مهم.
ابو أميرة
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
«كارجاس» المصرية تتوسع في تحويل السيارات للعمل بالغاز في سورية وتونس
الإسكندرية ـ (مصر): علي حسين قال محمود بدران رئيس مجلس إدارة شركة كار جاس، انها حصلت على أمر إسناد من الشركة السورية للنفط بزيادة عدد السيارات المتعاقد على تحويلها ضمن مشروع يجري تنفيذه حاليا بنسبة 25%، فيما تبلغ قيمة العقد الأساسي 200 الف دولار. و كشف انه تم تأهيل الشركة ضمن عدد كبير من الشركات المتقدمة لمشروع ضخم طرحه الجانب السوري منذ فترة لتحويل جانب كبير من السيارات الى العمل بالغاز الطبيعي. وأضاف أن الشركة تسعى أيضا للفوز بمشروع مشابه في تونس خلال الأيام القادمة لتحويل السيارات للعمل بالغاز. وأشار رئيس «كارجاس» الى أنه بالنسبة لمصر، فإن الخطة الموضوعة تستهدف الوصول إلى 100 ألف سيارة تعمل بالغاز نهاية 2010، وهو الأمر الذي يضمن تقدم ترتيب مصر لتصبح من الدول الخمس الأولى في هذه الصناعة. ويصل عدد السيارات التي تم تحويلها للعمل بالغاز في مصر حاليا71 ألف سيارة، ويوجد حاليا في مصر103 محطات للتمويل بالغاز من المنتظر أن يزيد عددها بصورة لافتة في الفترة القادمة. يذكر ان هيكل ملكية شركة كار جاس يتوزع بواقع 40% لكل من «بي بي» العالمية و«غاز مصر»، بالإضافة الى 20% لشركة انبى 20. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 27 أوت 2006)
الشرطة المصرية تطارد 5 من «القاعدة» في سيناء …
«الجماعة الإسلامية» تتبرأ بعد 12 عاماً من محاولة اغتيال نجيب محفوظ
القاهرة – محمد صلاح بعد نحو 12 عاماً من وقوعها، تبرأ تنظيم «الجماعة الإسلامية» من محاولة اغتيال الأديب الراحل نجيب محفوظ، ووصف الخلاف معه بأنه كان «مجرد خلاف فكري». وأصدرت الجماعة بياناً لفتت فيه إلى أن محفوظ الذي توفي الأربعاء الماضي، دافع في كتاباته في تسعينات القرن الماضي عن الحركة الإسلامية. وأضاف البيان: «أن محاولة الاعتداء على الأديب الكبير نجيب محفوظ لم تكن تمثل خطاً عاماً في الجماعة. فالخلافات الفكرية إنما هي محل الجدل والحوار وليس القتل والاغتيال، وما وقع للأديب الكبير إنما كان عملا فردياً قام به بعض المنتمين إلى الجماعة والمطاردين آنذاك، ولو رجعوا إلينا لنهيناهم أشد النهي عن هذا العمل الذي تعتبره الجماعة خطأ في حق المفكر الوحيد في التسعينات الذي كان يطالب بحقها في الوجود الشرعي». وأشار البيان الى أنه رغم الخلاف الفكري الذي كان محتدماً بين الحركة الإسلامية خصوصاً وعلماء المسلمين عموماً وبين محفوظ وذلك منذ كتابته لرواية «أولاد حارتنا»، إلا أن «هذا الخلاف الفكري لا يمنعنا من ذكر ما للرجل وما عليه». ومعروف ان «الجماعة الإسلامية» خاضت صراعاً عنيفاً مع السلطات المصرية منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات العام 1981 وحتى حادثة مذبحة الأقصر التي وقعت في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997. وفي إشارة الى الخلاف مع محفوظ، ذكر بيان «الجماعة»: «رغم أن الراحل نجيب محفوظ كتب في بداية حياته «أولاد حارتنا» التي كانت تمثل إهانة للأديان كلها وليس للإسلام فحسب، إلا أنه مما يحمد للكاتب الكبير إنه رفض نشرها وطبعها إلا إذا وافق عليها الأزهر الشريف، وهذه والله نعتبرها رجوعاً منه عن هذه القصة ونفضاً ليده منها وتوبة إلى الله من وزرها وهذا مما يحمد له، فالرجوع إلى الحق فضيلة. ورغم ذلك فقد استغل بعض خصوم الإسلام فرصة محاولة اغتياله لنشر هذه القصة على نطاق واسع، وهذه والله هي انقيصة بعينها». وشدد على أن محاولة الاعتداء على محفوظ «لم تكن تمثل خطاً عاماً في الجماعة، وأنها كانت عملا فردياً قام به بعض المنتمين إلى الجماعة والمطاردين آنذاك، مؤكداً أن منفذي العملية لو كانوا سألوا قادة الجماعة وقتها لنهوهم عن خطأ في حق المفكر الوحيد في التسعينات الذي كان يطالب بحقها في الوجود الشرعي». وشددت الجماعة على أنها تتبنى موقفاً يقوم على أن القلم لا يواجه إلا بالقلم والرأي لا يواجه إلا بالرأي والفكر لا يواجه إلا بالفكر، و «ان مواجهة القلم بالرصاص تضر بالإسلام والمسلمين وأوطانهم أكثر مما تنفعهم». على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية (رويترز) ان الشرطة تبحث عن خمسة متشددين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» في شبه جزيرة سيناء. وقالت الشرطة إنها تعرّفت على المشتبه فيهم الخمسة وإنهم جميعاً مصريون. ولم تتوافر تفاصيل لدى وزارة الداخلية المصرية. وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في شمال سيناء وجنوبها وعند مداخل المدن والبلدات ومخارجها. وقالت المصادر ان الشرطة وزعت صوراً للمشتبه فيهم على نقاط التفتيش ومخافر الشرطة. وتنظر اليوم محكمة جنايات المنيا في قضية مذبحة بني مزار والمتهم فيها محمد علي أحمد عبد اللطيف (27 عاماً) بقتل 10 أشخاص من ثلاث عائلات في قرية شمس الدين في مركز بني مزار في محافظة المنيا (جنوب مصر) وتقطيع أعضائهم التناسلية وأجزاء من أجسادهم في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكانت المحكمة أرجأت النظر في القضية إلى حين صدور نتائج تقرير الأطباء الشرعيين، وكلّفت النيابة إحضار حرزي المتهم وهما حذاء وجلباب بعدما شككت فيهما هيئة الدفاع، إذ تبين أن مقاس الحذاء 42 فقط، في حين أن المتهم مقاس حذائه 45، كما شككت أيضاً في أن آثار الدماء على جلباب المتهم ليست دماء الضحايا. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
اخوان سورية ينتقدون محور دمشق طهران
لندن ـ يو بي أي: انتقد مجلس شوري جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سورية المحور السوري ـ الإيراني، وأبدي قلقه من تصرفات نظام طهران في العراق ولبنان وسورية، وأعلن وقوفه الي جانب لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته ورفضه كل أشكال التدخل في شؤونه الداخلية. وطالب المجلس بتغيير وطني قال إنه يهدف إلي اعادة الحقوق المغتصبة لشعبنا السوري ويقود عملية تغيير شامل تعيد إلي سورية مكانتها ، وبموقف وطني وموقف عربي يضع حداً لهذا الإستهتار العالمي بحقوق أمتنا ودماء شعوبنا ويوقف مسيرة القتل الذي أصبح خبزنا اليوم . وقال المجلس في بيان أصدره الجمعة في ختام دورته العادية الاولي إننا مع حق شعبنا الفلسطيني الثابت في تحرير أرضه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة وحقه في العودة إلي دياره ومع حقه الثابت في خياره الوطني الديمقراطي وحقه في الحياة الكريمة، ومع لبنان ووحدته واستقلاله وسيادته ومع وحدة قراره الوطني وضد كل أشكال التدخل في شؤونه وفي العلاقة بين مكوناته . وطالب بـ جلاء الإحتلال عن العراق الشقيق ، وأكد علي وحدة أرضه وشعبه، ورفض الفتنة الطائفية، ودان بشدة كل من يسعي إليها أو ينفخ في نارها أو يسكت عنها . وأمل مجلس شوري جماعة الأخوان المسلمين في سورية في بيانه أن يكون القائمون علي الأمر في جمهورية إيران الإسلامية علي مستوي المسؤولية التاريخية وأن يضعوا مصلحة الأمة في هذا المعترك الصعب فوق كل اعتبار . وفيما أيد حق إيران في امتلاك وسائل القوة العلمية وأسباب التطور التقني ، ابدي المجلس قلقه من بعض المواقف والتصرفات التي تبعث علي الريبة والتوجس يجري بعضها علي أرض العراق، وأخري علي أرض سورية وثالثة علي أرض لبنان . وقال ان تأييدنا لكل تقارب عربي وإسلامي لتكوين اللحمة الواحدة يصاحبه قلق كبير من سياسات تقود سورية في إطار محور سوري ـ إيراني بعيداً عن عمقها العربي الذي هو أساس وجودها الإستراتيجي الحقيقي . واعتبر ما ورد علي لسان الرئيس بشار الاسد في خطاب ما بعد حرب لبنان الاخيرة بحق الأشقاء العرب وبحق بعض القوي اللبنانية لم يثر استياءنا واستهجاننا فحسب، وانما أثار قلقنا وخوفنا أيضاً من أن يقود هذا المحور بلدنا إلي الانسياق أكثر وراء السياسات الطائفية الفئوية التي لم تندمل جراحها حتي اليوم . وناشد مجلس شوري جماعة الاخوان المسلمين في سورية من أسماهم الأشقاء العرب في جميع الأقطار العربية من الحكومات والنخب العربية أن يجعلوا من معاناة شعبنا في سورية وما يعيشه من محنة وما يهدده من خطر قيادة نزقة منغلقة ضيقة في رأس اهتماماتهم لأن الشعب السوري يستحق حياة أفضل وهو قادر علي صنع مستقبل أجمل ، علي حد تعبيره. وخلص الي القول اننا في مجلس شـــــوري الجماعة لنتطلع إلي مستقبل تكون فــــيه سورية لكل أبنائها وتكون فيه المواطنــــة مناط الحقوق والواجبات، ونتطلع الي مستقبل وطني زاهر ينتفي فيه الظلم ويسود الوفاق الوطني وترفرف عليه راية العدل والحرية . يشار إلي أن مجلس شوري جماعة الاخوان المسلمين عقد في الأيام القليلة الماضية دورته العادية الأولي في مكان غير معلن قرر خلالها إعادة انتخاب علي صدر الدين البيانوني مراقباً عاماً للجماعة لدورة ثالثة مدتها أربعة أعوام وأقر القيادة الجديدة التي شكّلها. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
النصر والهزيمة: من منظور عربي مشوّش!
آمـال مُـوسى (*) في الأسابيع الأخيرة، لاحظنا أن كلا من مفهوم النصر والهزيمة قد ترأسا القاموسين، السياسي والشعبي، العربيين، والحال أن تعاقب الهزائم والأحداث المضادة لمصالح العرب والمسلمين في المجتمع الدولي، قد حفر في الأذهان مفهوما واحدا هو الهزيمة. ولكن نظرة بانورامية حول تاريخ الفهم العربي ومقاربته لمفهومي النصر والهزيمة، قد توضح لنا المشهد بشكل أكثر إضاءة وتساعدنا في عملية تأصيل طبيعة الفهم العربي لمفهومي النصر والهزيمة. ولعل الكاتب محمد حسنين هيكل هو أول من ابتدع لهزيمة 1967 المدوّيــــة تسمية «النكسة»، مفضلا إياها على كلمة أخرى لا تقلل من وطأة الهزيمة النكراء وهي «النكبة». ويمكن القول إنه قد كان عاديا في مثل تلك الظروف أن ينكب أحد أبرز مثقفي مصر وأكثرهم قربا من النظام على تمحص مصطلحات ينتقي منها الأفضل والأقدر على ترميم المعنويات وعلى جبر ما انكسر من إرادة تلاشت كلها وتبخرت في حرب الستة أيام. لقد بحث وقتها رجل عبد الناصر الوفيّ عن مدخل لغوي لا يقبل بتحديد كلمة «هزيمة» التي يبدو أنها وكلمة «النصر» تحتاجان عربيا إلى إعادة التعريف وإعادة الصياغة من ذلك أن الصمود لحزب الله على المستوى العسكري وخلال مواجهاته مع جيش إسرائيل يروج له وكأنه النصر المبين. وعلى الرغم من عسر المقارنة بين حرب حزب الله وحرب واقعة أم المعارك كما سماها النظام العراقي بعد حرب تحرير الكويت، فإن ترديد مفهوم «النصر» في تلك السنوات والترويج لانتصار العراق، يدعونا كما ذكرنا ذلك آنفا إلى مزيد التمعن في مصطلحي: «النصر» و«الهزيمة» حيث يحتاجان في ثقافتنا العربية وخصوصا خلال هذه الأيام إلى تعريف شجاع لهما لا يحبط أمل الشعوب العربية في الانتصارات المنتظرة ولا يغيب وعيها فتتوهم وجود ما لا وجود له أصلا. إن حزب الله استطاع أن يصمد خلال حربه الأخيرة ضد إسرائيل فبعث الأمل في نفوس كثيرة ولمَّح إلى أن الإرادة الصادقة والتنظيم المحكم والانضباط الفردي والجماعي، يشكل كل ذلك أدوات لتغيير الأشياء والوقائع، ولكن هذه الحرب قادت في نتائجها الملموسة إلى هدم لبنان وتدمير بنيته التحتية وتشريد سكانه كما قادت أيضا إلى انقسام سياسي خطير بين اللبنانيين أنفسهم. وقد أصبح كثير منهم يجاهر برفض أن تظل بلاده على الدوام ساحة معارك لم يستفد منها لبنان وساحة وغى، لاعبوها ليسوا لبنانيين بالضرورة. ويركز هؤلاء على كل ذلك الدمار الذي لحق ببلادهم لتبيان أن الحديث عن نصر لا يصح في هذه الحرب. وبطبيعة الحال، فإن حزب الله وكل الذين ساندوه في هذه الحرب من دول أو من أحزاب وحتى من أفراد، يرون أن النصر تحقق في هذه المعركة وأن الانتشاء به حق، بل أن الخطاب السياسي في هذا المجال، وبالنسبة لهؤلاء جميعا يدين ويخون من لا يرى هذا النصر الذي والحقُّ يقال لا تراه عيون كثيرة لبنانية وغير لبنانية. مع العلم أن الحديث عن النصر قد بدأ في الأيام الأولى والحرب لم تبلغ منتصفها. وفي هذا الصدد يركز الخطاب السياسي المضاد على أن السبل اختلطت في هذا المجال فتم تصوير صمود مرحلي ورمزي على أنه نصر لا يقبل الشك مع التغاضي المتعمد عن رؤية حقيقة المشهد الذي برز في الحرب وبعد الحرب، مؤكدين أن حزب الله قد سقط في فخ تدويل وضعه وأن الأمور ستنتهي خلال الأشهر القادمة إلى نزع سلاح الحزب وإلى جعله ينصاع إلى دولة لبنانية مدنية ومحمية من قوى دولية. ويرى أصحاب هذا المنطق أن القول بأن إسرائيل انهزمت يعد من باب المبالغات العربية المعهودة، خصوصا أنه عند صدور القرار 1701، كان الجيش الإسرائيلي متوغلا في جنوب لبنان ومحتلا أراضيه، كما كانت قيادة الحزب تطالب علنا بوقف إطلاق النار وهي نفس القيادة التي قبلت بالقرار المذكور. هذا الحديث حول النصر والهزيمة يمكن أن يعود بنا أيضا إلى حرب 1973 التي اعتبرها البعض نصرا كبيرا واعتبرها آخرون نصف أو حتى ربع نصر. وفي تلك الحرب كان يمكن الحديث عن النصر المبين فيما لو تمكنت القوات المصرية من تحرير كامل أرض سيناء هذا إذا لم نقل تحرير القدس، لكن الذي حصل أيامها وجعل الناس يهللون هو قدرة الجيش المصري على اختراق جدار «بارليف» والتوغل بضعة كيلومترات في أرض سينا وإلى اليوم ما زال السجال يدور حول تلك الحرب والأداء العسكري المصري فيها ومفهومي النصر والهزيمة. كما يمكن الإشارة إلى تلك الحرب الطويلة التي تواجه خلالها العراقيون والإيرانيون لمدة ثماني سنوات فقتل فيها من قتل وشرد فيها من شرد وأهدرت بسببها أموال طائلة وتمكنت من خلالها الضغينة بين قوميتين. تلك الحرب أيضا اعتبرت ليس من طرف العراق وحده هذه المرة ولكن العرب أيضا بأنها مثلت نصرا عربيا. ولعل هذه الأمثلة التاريخية المعاصرة تقودنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة أهمها: لماذا نرضى دائما بالنتائج القليلة ونقنع أنفسنا على الدوام بالقدرة على خوارق العادات؟ هل يعود ذلك لعطشنا التاريخي لنصر ينشينا ويعيد لنا الإحساس بتلك الأمجاد القديمة وتلك الوقائع التي صاغها أجدادنا الأوائل أم أن الأمر يعود إلى تشوش نفسي فينا يجعلنا نرى النملة فيلا ونستشعر أن وجودنا على قيد الحياة هو في حد ذاته نصرا. في الحقيقة أن تقدير حجم الدمار الذي لقيه لبنان وشعبه بالإضافة إلى مضمون القرار 1701 الذي يصف نتيجة الحرب باختزال نوعي دامغ، كل ذلك يعكس حقيقة تخطبنا في دلالات الأشياء والمفاهيم وأننا لا نمتلك القدر الكافي من الموضوعية الذي يجعلنا نقيم علاقات شفافة وصحية مع القيم والمفاهيم. لذا، فإن الفهم العربي تتحكم فيه إسقاطاته النفسية وعملية التعويض من خلال صيغ المبالغة واعتماد أوصاف غير دقيقة في قضايا دقيقة ومصيرية جدا. فالذات العربية تداوي خيباتها بمعسول الأوصاف وهي لا تدري أن في تلك المعالجة تربة جديدة وخصبة لظهور إخفاقات جديدة، ما دام أصل الداء الكامن في كيفية الفهم والمقاربة والوصف، على حاله. (*) كاتبة وأديبة من تونس نشرت الصحيفة في نفس اليوم على موقعها التعليق التالي على المقال للقارئ احمد صالح، «المملكة العربية السعودية»:
شكرا للكاتبة، فمن مقالها هذا فقط أدركت الحقيقة وهي أن حزب الله هو الذي شن الحرب على إسرائيل وذلك من خلال عبارات وردت في المقال مثل (خلال حربه الأخيرة ضد إسرائيل ) … وكنت أظن أن إسرائيل ومعها أميركا كانت تعد الحرب على لبنان وقتل أطفاله وتدمير بنيته منذ شهور طويلة! الآن عرفت فقط أن حزب الله هو المدان وإسرائيل المسكينة معتدى عليها … (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 28 أوت 2006)
العثمانيون الجدد عائدون الى الشرق الأوسط
مصطفى زين – الحياة إدارة الرئيس جورج بوش ضد الانسحاب المتسرع من العراق. لكن مساعيها لانسحاب منظم تصطدم بعقبات كثيرة. أهمها ابعاد الميليشيات المسلحة عن الجيش والشرطة و «تنظيف» الحكومة من العناصر الفاسدة، ووقف الحرب الأهلية التي تحذر من وقوعها، فيما جيشها والعراقيون يعيشونها منذ بدء الاحتلال، وليس منتظراً من أحد اعلانها في بيان. هذا في الداخل العراقي، اما على مستوى المنطقة التي وعدتها واشنطن بأن يكون العراق نموذجاً وقاعدة لنشر الديموقراطية، فهي في حاجة الى تشكيل منظمة أو حلف اقليمي بدأت ملامحه تظهر، يستطيع ملء الفراغ الأمني وإدارة الفوضى المتوقعة بعد الانسحاب والتصدي للنفوذ الايراني المتعاظم. والواقع ان واشنطن اكتشفت، متأخرة جداً، ان الحكومة العراقية التي شكلتها بعد الاحتلال، متباهية بالمسيرة الديموقراطية التي أوصلتها الى الحكم، ليست سوى تجمع طائفي يخوض صراعات دموية لتثبيت شرعيته، معتمد على طهران، في غياب دور عربي فاعل، وعجز سياسي وعسكري أميركي لم يعد خافياً على أحد، على رغم مكابرة البيت الأبيض ومحافظيه الجدد والقدامى، وعلى رغم الجهود الإعلامية والديبلوماسية والحربية لتغطية هذا العجز. الولايات المتحدة تسعى، إذاً، الى تشكيل منظومة اقليمية لإنقاذ مخططاتها في الشرق الأوسط الجديد. ولم تجد أفضل من العثمانية الجديدة الطامحة للعودة الى المنطقة العربية، مستفيدة من العداء المستحكم بين طهران وواشنطن، ومن العجز العربي المزمن. والعثمانية الجديدة، كما يعرفها زعيم حزب «الطريق القويم» رئيس الوزراء السابق تورغوت أوزال هي: «وسيلة لتجاوز الاختلافات العرقية (في تركيا) من خلال الهوية الاسلامية، تماماً مثلما كان الوضع خلال عصور الامبراطورية العثمانية، فالدين يؤلف بين مسلمي الأناضول والبلقان (…) أن تكون تركياً في الفضاء العثماني السابق يعني أن تكون مسلماً والعكس صحيح». أما نجم الدين أربكان، زعيم حزب «الرفاه» رئيس الوزراء السابق فيقول ان هدفه «خلق تركيا العظمى كما فعل العثمانيون بالضبط». هذا الجموح العثماني الذي عبر عنه أربكان أمكن لجمه بإبعاده عن السلطة، ونجاح التيار الشاب في حزب «الرفاه» الذي غير اسمه وتصالح مع المؤسسة العسكرية. وهو يسعى الآن الى لعب دور اقليمي، يدعمه في ذلك موقع انقرة في العالم الاسلامي، وعضويتها في الحلف الاطلسي وتحالفها مع الولايات المتحدة. وقبل كل ذلك اعترافها بإسرائيل وتعاونها السياسي والعسكري معها، ما يؤهلها، بحسب التصور الاميركي – الاسرائيلي، لأن تكون جسراً بين العالم الاسلامي والدولة العبرية. العثمانيون الجدد عائدون الى الشرق الأوسط الجديد عبر مشاركتهم في القوات الدولية في جنوب لبنان، وعبر تحالف جديد، أبعد من العالم العربي، طرفه الآخر باكستان برويز مشرف الذي لا يخفي اعجابه بأتاتورك وتجربته العلمانية. مهمة هذا التحالف، حسب المخطط الأميركي، احتواء ايران وطموحاتها ونفوذها في العراق وخارجه، ولجم التيارات الاسلامية المتطرفة من دون ان تكون الولايات المتحدة مضطرة الى تأمين حضور عسكري كثيف في المنطقة كلفها الكثير وما زال. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
العائلات الكلّية التي تحكم العرب
حكم البابا (*) كان من الممكن اعتبار خطابات السيد سيف الاسلام القذافي ـ الذي لايملك صفة سوي أنه نجل الزعيم الليبي ـ الأخيرة عن الاصلاح والديمقراطية وحال ليبيا المزرية ورؤيته للاصلاح، وانتقاده للسياسات الاقتصادية والصحية والاعلامية المتبعة في ليبيا منذ ستة وثلاثين عاماً عمر ماعرف بثورة الفاتح من سبتمبر.. كان من الممكن اعتبار هذه الخطابات انقلاباً حقيقياً علي كل الأفكار الثورية والمؤتمرات الشعبية والأنهار الصناعية وأحلام الجماهيريات العظمي وشطحات الكتاب الأخضر التي أخضع الشعب الليبي لتهويماته جيلين كاملين، لو لم تصدر عن نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، لكن أما وأنها صدرت عن نجل الزعيم الذي حول ليبيا من دولة بكامل قواها العقلية الي ما يشبه العرض الفنتازي الكوميدي المجاني المستمر، فهذا يؤكد أن العائلات المالكة في الدول العربية تريد احتكار كل شيء، فهي مصدر الاستبداد ومصادرة الحريات وتعطيل التنمية والفساد والسياسات غير المتوازنة، وهي في نفس الوقت مصدر الاصلاح والديمقراطية وتحديث القوانين وتطويرها، فان ضاق الشعب بسياسات الأب، فالابن جاهز لتقديم بديل حتي لو كان ينادي بدفن كل (منجزات) أبيه، وبرضي ومباركة هذا الأب حتي وان كان لايزال علي قيد الحكم، فالمهم هو استمرارية العائلة في حكم البلاد. لا أملك القدرة علي قراءة الغيب، ولا أشعر بأن لدي أياً من خواص الحاسة السادسة حتي أستطيع التشكيك في نوايا القذافي الابن الاصلاحية، ولكن حتي مرضي مشافي الأمراض العقلية لن يحتاجوا الي كثير عناء في ادراك أن خطابات سيف الاسلام القذافي، ليست أكثر من دعاية انتخابية لمرشح واحد ووحيد لزعامة ليبيا خلفاً لأبيه، وتفتقر الي طزاجة الابتكار ودهشة المفاجأة في تنفيذ سيناريو التوريث الرئاسي الدارج الآن في الجمهوريات العربية، ومهما قيل أو حكي عن العقلية الجديدة أو الرؤيا المختلفة أو النوايا الطيبة أو الرغبة الصادقة للقذافي الابن -وهو ماسيتم تداوله بالتأكيد في ليبيا ـ في الانتقال ببلده من العيش وفق تعليمات وارشادات ووصفات الكتاب الأخضر، الي الحياة داخل الزمن والعصر والعالم الطبيعيين، فهو يدخل ضمن الحملة التسويقية الترويجية للزعيم ابن الزعيم الذي يأمل بحكم من حكمهم أبوه لمدة لاتقل عن السنوات التي قضوها في ظل حكم الأب. ضاعت سبع وثلاثون سنة من أعمار الليبيين في محاولة نشر النظرية الثورية الخضراء، وفي الانتقال المستمر من العروبة الي الأفرقة وبالعكس، وفي معاناة الحصار وما سمي الصمود لأسباب لاعلاقة لها بانتمائهم الوطني أو القومي ولا بقضاياهم الحقيقية، وصرفت الملايين من ثروات بلادهم في الدراسات والمؤتمرات التي عقدت لتثمين أفكار الكتاب الأخضر وترجمتها، ودعم عمليات الجيش الجمهوري الايرلندي، وتأليب فصيل فلسطيني علي آخر، وصناعة الأنهار الوهمية وتنظيم المهرجانات الشعرية لمدحها، ودفع دية القتلي وشراء البراءة من عمليات تفجير الطائرات المدنية وزرع العبوات الناسفة، وستضيع سنوات أخري علي الشعب الليبي كي يعود الي نقطة الصفر، بعد اعلان سيف الاسلام القذافي رسمياً في خطبه الأخيرة سنوات حكم والده السبع والثلاثين بكل نزواتها سنوات مهدورة، وهو لايقصد من كلامه انتقاد سياسة أبيه، أو اصلاح أحوال الليبيين بقدر مايقصد تلميع صورته للحصول علي تفويض شعبي لحكمه القادم. في فيلم (السقوط) الذي يصور الأيام الأخيرة لأدولف هتلر والرايخ الثالث، يقترح أحد قادة الحرب النازيين في اجتماع ضم هتلر وغوبلز أن تعلن ألمانيا النازية الاستسلام لوجود ثلاثة ملايين جريح في برلين وحدها، فيرد عليه غوبلز: هم أعطونا تفويضاً وعليهم أن يدفعوا الثمن!! وعلي الليبيين الذين أعطوا تفويضاً للقذافي الأب باهدار سبع وثلاثين سنة من أعمارهم، بنزولهم للشوارع والهتاف بحياته وحياة ثورته، أن لا ينزلوا اليوم الي الشوارع لاعطاء تفويض جديد لوريثه، مهما كانت اليافطات، وأياً تكن الشعارات!
.. بالمناسبة الكلام لايعني ليبيا وحدها!! (*) كاتب وصحافي من سوريا (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 2 سبتمبر 2006)
الدولة العربية الآفلة بأي أرض تموت؟!
كتاب جديد عن فكر برهان غليون حول الدولة العربية الراهنة وأسئلة عن نهاية الاستبداد
القاهرة ـ القدس العربي ـ محمود قرني أوقاتنا كلها تبدو ملائمة للحديث عن الدولة العربية التي باتت في مهب الريح حسب تعبير الباحث والكاتب المغربي عبدالسلام طويل الذي قدم أطروحة باذخة في هذا الإطار، تحت عنوان: الدولة العربية في مهب الريح ، دراسة في الفكر السياسي عند برهان غليون ، وأهمية الدراسة لا تتأتي ـ فحسب ـ من القدرة والدقة اللتين عالج بهما الطويل موضوعه، بل تتأتي من ذلك التوقيت الصارم والدقيق الذي تتبدي فيه الأمة العربية أحوج ما تكون إلي إعادة النظر في الأسس التي قامت عليها، وكيفية معالجاتها سواء كان ذلك يتعلق بأبعادها الثقافية والمعرفية أو يتعلق بالبنيات الاجتماعية التي تخلفت عنها، لذلك أهم فصول الكتاب ـ في نظري ـ تلك الفصول التي تناولت مشروعية الدولة وأزمة الديمقراطية ومحدداتها، وكذلك ما قدمه عبدالسلام الطويل فيما يتعلق بظاهرة الاستبداد، بالاضافة ـ طبعا ـ الي القراءة المعمقة لجدل العلاقة بين الدين والسياسة، ومأزق العلمانية كبديل ديمقراطي وكذلك الموقف من الحركة الإسلامية، وتلك الاشارة لا تنكر ـ بالقطع ـ الأهمية البالغة التي تنعقد علي الفصل التمهيدي والفصل الأول للأطروحة حول اشكالية التحديث السياسي في الفكر العربي المعاصر، وهو الفصل الذي تناول مفهوم الحداثة من وجوه مختلفة لكنه ذلك التناول المجرد الذي يحيل الي العمل النظري المحض، وكذلك الفصل الأول الذي تناول فيه الطويل إشكالية الحداثة والموقف من التراث عند برهان غليون. ومنذ مقدمته في الفصل التمهيدي يشير الطويل الي ان ثمة إجماعاً ينعقد علي اعتبار الاستبداد بكل أشكاله جرثومة التخلف، وإن تعددت الرؤي حول كيفية معالجة هذا الاستبداد عند الفرق المختلفة. كما يشي الباحث نفسه، الذي يستعرض مفهوم الحداثة في بعده الغربي وكيف استقبلته النخبة العربية بسجالاتها الواسعة التي دارت حوله، ثم يفرق ايضا بين الحداثة والتحديث ويعود في هذه التفرقة الي عدد من أبرز الأسماء العربية والاجنبية ويقول: الملاحظ أن التمييز بين الحداثة والتحديث يكاد يلازم كل الدراسات الجادة في حقل الثقافتين العربية والغربية رغم ما يعتريه من تباين وغموض وعدم تحديد، فمحمد أركون يعتبر أن هذا التفريق بين الحداثة والتحديث لازم وضروري لأنهما يحيلان الي مصطلحين غير متطابقين فالحداثة هي موقف للروح امام مشكلة المعرفة انها موقف للروح من كل المناهج التي يستخدمها العقل للتوصل الي معرفة ملموسة للواقع، أما التحديث فهو مجرد ادخال آخر المخترعات الاستهلاكية واجراء تحديث شكلي أو خارجي لا يرافقه أي تغير جذري في موقف المسلم من الكون والعالم ، ثم يتناول الباحث جدلية المفهوم نفسه لدي هشام شرابي ورشيد العلمي وآلن تورين ومارشال برمان يورجن هابرماس، ثم يتناول الخصائص الكبري للحداثة والتحديث فعلي المستوي التحديثي السياسي يري عبدالسلام الطويل أن الحداثة هي انتقال بالهياكل السياسية الي نوع من العصرنة أو عقلنة السلطة حسب تعبيره، ويري الطويل أن ذلك يعني تحديد الوظائف الأساسية للدولة وبناها عبر نظم الإدارة وتوزيع مسؤولياتها كذلك يضيف عنصر توسيع المشاركة السياسية كأحد شروط التحديث السياسي لكنه يتوقف مليا أمام بعض دعاة التحديث الغربي لا سيما صمويل هنتنغتون بسبب تجاوزه مفهوم ماركس حول الوعي الطبقي الي توسيع رقعة هذا الوعي ليتقاطع مع فئات من طبقات مختلفة. ويتناول ايضا الحداثة وما بعد الحداثة، ويشير بداية الي ذلك الغموض والتشوش غير اليسيرين اللذين يحيطان بمفهوم ما بعد الحداثة لكنه ينقل لنا أهم تلك الخصائص التي تميزها فيما يتعلق بردتها عن الحداثة وانطوائها ـ حسب تعبيره ـ علي تيار فلسفي ما بعد بنيوي ظهر في فرنسا، ثم يتناول المؤلف السياق التاريخي للحداثة، ثم يخص الحداثة العربية بجانب غير يسير من حديثه. الحداثة العربية.. تراجع وانحسار يشير الباحث عبدالسلام الطويل الي ان الوطن العربي دخل مرحلة الحداثة بنفس الشروط التاريخية التي كانت عليها أوروبا ويري أن مصر ربما ـ كنموذج ـ كانت أفضل من أوروبا، وهو الأمر الذي جعل عددا من المؤرخين ـ حسب الطويل ـ يؤكدون أن الطبقة الوسطي العربية كانت بصدد انجاز مشروعها الخاص والمستقل للنهضة والتصنيع والتحديث. ويضيف الطويل ان اوروبا ـ علي النقيض ـ حققت حداثتها بعد تعميم الصناعة ونشر التعليم وقيم العقلانية والتنوير ونظمت إرادات شعوبها ومصائرها ضمن كيانات قومية موحدة علي أسس موضوعية وأشاعت مباديء العلاقات الديمقراطية بالمساواة أمام القانون وضمان حقوق المواطنة والحريات الشخصية والعامة الي آخر ما يذكره الباحث في هذا السياق الذي يستفيض في شرح أسباب انجاز أوروبا لمشروعها الحداثي، ثم يعود الطويل ليشرح الظاهرة الاستعمارية التي أدخلت الاقطار العربية في سياق مختلف، فقدت فيه أدني قدرة علي تجديد مستقبلها، ويقول: أرغمت ـ يقصد تلك الدول المستعمرة بفتح الميم ـ علي الدخول في سياق تاريخ محكوم بمجموعة من الثنائيات المفروضة من خارج سياق تطورها الذاتي: تاريخ التقليد في مواجهة التحديث، والتخلف في مواجهة الغرب والاستبداد في مواجهة الديمقراطية، لكن الطويل يعود فيقرر أن انتصار حركات التحرر الوطني بعد حقبة الاستعمار منحت الشعوب أملا في امتلاك المستقبل، ثم يعود ويقول ان شيئا من مشكلات الوطن العربي لم يحل رغم تغير الكثير من البني في العالم العربي، ويرجع السبب في ذلك ـ حسبما يذكره الطويل ـ الي ان النهضة الصناعية في الغرب استطاعت ان تحمل معها نمطا جديدا من أنماط الانتاج وبالتالي أنماط التفكير والتنظيم الاجتماعيين، وهي حالة لم تكن تعرفها المجتمعات العربية لأنها نابعة من تاريخ مفارق لها، ويضيف الطويل: كما كان للمجتمعات العربية أنماط وبني اجتماعية وتنظيمات ومنظومات من القيم وقواعد السلوك والتفكير مغايرة نابعة من تاريخها الخاص ومتميزة عما كانت تتمتع به أوروبا ايضا بحيث لم يكن من الممكن لهذه المجتمعات التي وجدت في موضع البلدان المغلوبة أن تنفي هويتها وثقافتها وشروط تشكلها التاريخي، وتأخذ بالتالي بالأنماط الجديدة بالسهولة، والمرونة المفترضة . الحداثة الغليونية في فصل بعنوان إشكالية الحداثة والموقف من التراث عند برهان غليون يشير الباحث الي ان غليون خطا خطوة بعيدة عن فكرة انتقاد التراث والتقليد والدين وغيرها من اسباب، واستخدم منهجه الشهير الاجتماعيات التاريخية . ويوضح الطويل آليات عمل هذا المنهج من خلال مرجعية يقول انها تعود الي اعتقاد غليون بأن التطور التاريخي العام للإنسانية يقتضي تحسين تصور منهجي يسمح برؤية التفاعل العميق في تاريخ التطور الخاص والعام في مختلف الجماعات والثقافات، والخروج من ضيق المجتمع الي رحابة التاريخ الاجتماعي الذي ينظر الي المجتمعات باعتبارها تجسيدات لنظم حضارية، ويوضح الطويل مستطردا أن غليون قدم ثلاثة مفاهيم إجرائية هي الحضارة والمدنية والثقافة. أما مفهوم الحضارة لدي غليون فيعني ـ حسب الطويل ـ المكتسب الانساني الشامل الذي يمكن تعميمه علي جميع الثقافات بينما يعبر مفهوم المدنية عن هوية الجماعة الثقافية باعتباره مولدا لمجمل المباديء العقلية والمادية وشبكات التواصل التي تقوم عليها الجماعات وتتجدد ثم يتناول الباحث مفهوم الحداثة والتحديث عبر تعبير غليون الدولة التحديثية ، وكذلك مفهوم النهضة أو التقدم، ثم التطور الذي يرهنه غليون ـ حسب الباحث ـ في الحرية باعتبارها معيارا للحكم علي التطور التاريخي والتمييز بين الأنظمة الاجتماعية ويقول: ان ذلك يرتبط بمدي تحرير الطاقات والملكات والمواهب الاجتماعية الفردية التي يسمح بها نظام معين بالنظر الي نظام آخر ويستطرد الطويل قائلا: انه تبعا لذلك فان التطور التاريخي لا يصبح تقدما إلا بتحقيقه امكانية أكبر للتحرر. ثم يستعرض المؤلف موقف غليون من العصرية والمعاصرة ويلخصه في قول غليون: لقد أصبحت ثقافتنا عصرية، أي قلدت في فروعها ومنتجاتها الثقافة السائدة، لكنها وربما لهذا السبب بالذات لم تصبح معاصرة ، أما مفهوم غليون حول الرجعية والتقدمية لا سيما في الاشتقاقين اللذين تم صكهما حول الحداثة التقدمية التي وقف خلفها التيار الاشتراكي بكافة طوائفه والحداثة الرجعية التي وقف خلفها رجال البرجوازية الغربية، ويري غليون أن هذا التقسيم لا يحمل أي دلالة تاريخية موضوعية فعلية وانما ـ حسب الطويل ـ كان عامل تسريع لحركة الاندماج بالغرب والاقتداء به وينقل الباحث عن غليون قوله باسم التقدمية وتحت مظهر العداء الشديد للرأسمالية، وبالتالي باسم الجماهير الشعبية يمكن نقل الغرب كما هو دون خوف، أي اتباع سياسة تحديثية عمياء لا تتورع عن القيام بتصفية كلية للتراث الماضي، وعن التدمير العنيف للبنيات والهياكل والقيم المادية والروحية المحلية! وحول مفهوم التجديد يري الباحث انه موضوع شديد الصلة لدي غليون بالتجديد الديني وهو ما يعني ـ حسب غليون ـ إعادة النظر في القواعد، والقيم والأفكار التي تقوم عليها السياسة في العالم العربي ، ويقول الباحث عبدالسلام الطويل أن غليون في هذا المنحي اعتبر ان المدخل الاساسي لفهم السياسة، لا بما هي نظرية وانما بما هي ممارسة في الحياة الاجتماعية، هو مدخل الاسلام باعتباره أولا: عقيدة مؤثرة في سلوك الناس وباعتباره ثانيا: مؤسسة تاريخية تضبط وتنظم وتعيد انتاج جزء كبير من علاقات الأفراد والجماعات. ثم ينتقل الباحث للبحث تفصيليا في أهم محددات الحداثة عند برهان غليون ويتناول عبر ذلك مفهومه للعقل والأخلاق والثقافة والهوية، والعولمة والرأسمالية وفلسفة التغيير الاجتماعي، ثم يتناول إشكالية العلاقة بين الحداثة والتراث ونقد غليون لموقف الفكر العربي المعاصر من التراث ثم في الفصل الثاني يتناول إشكالية العلاقة بين الديني والسياسي عند غليون وكذلك مأزق العلمانية والبديل الديمقراطي، والموقف من الحركة الاسلامية وفي الفصل الثالث يتناول عبدالسلام الطويل إشكالية الدولة عند غليون وهو الفصل الذي يستحق التوقف مليا، حيث انه يمثل النتيجة التي آل اليها مشروع الحداثة العربية شاخصة امام الابصار لدرجة تفقأ العين الكليلة، أفعل ذلك لقناعة خاصة بحاجتنا الماسة الي وضع أيدينا علي مثل هذه الأوجاع مع التسليم باهمية المقدمات النظرية التي حملت مشاريع مهمة من نوعية مشروع غليون نفسه. أزمة الدولة العربية بين الاستبداد والفساد ومنذ البداية يشير الباحث الي التأكيد الدائم من غليون علي أن الاستبداد ظل ظاهرة ملازمة لطبيعة الدولة العربية وينقل عنه قوله: تشكل ظواهر انعدام آليات التداول الطبيعي للسلطة، واحتكار مراكز القيادة من قبل نخب لا تتمتع في اغلب الأحيان، بالحد الأدني من الاخلاق المدنية والكفاءة المهنية، وغياب الحريات العامة، وتفاقم الانتهاكات اليومية لحقوق الانسان وفرض المراقبة السياسية والفكرية علي الافراد وهيمنة السلطة الشخصية من النمط الأبوي والخلط المتزايد والفادح بين الدولة والحزب الواحد والقبيلة أو الطائفة وتعميم اجراءات العسف السياسي والقانوني والتمييز المكشوف بين المواطنين والقمع والعقاب الجماعيين كل هذه الظواهر التي لا يمكن ان تخفي علي عين أي مراقب، تشكل الحقيقة اليومية للسلطة في المجتمعات العربية، وتعكس القطيعة التي لا تكف عن التفاقم بين الدولة والمجتمع هكذا يعبر بوضوح برهان غليون. ويري الباحث هنا تعقيبا علي غليون أن دولة من هذا النوع عقيدتها الوحيدة هي الايمان بنفسها، وهو ـ في رأيه ـ ما يفسر شبه الاجماع من مختلف المدارس الفكرية علي الطبيعة التسلطية والاستبدادية للدولة العربية، ويشير الباحث الي أن غليون لا يربط بين الاستبداد وبين الدولة المركزية أو غير المركزية ولكن ذلك ينتج ـ بالأساس ـ من الرغبة في بناء نظام سياسي يمنع القوي الاجتماعية النازعة الي الاندماج في الدولة من ممارسة ضغطها وحريتها، وهو ما يعني تحولها الي دول ديكتاتورية تعسفية ـ حسب الطويل ـ تلغي التعدد والاختلاف ولا تؤمن به كما أنها لا تطبقه. ويشير الباحث الي الشقة الواسعة التي تفصل بين رؤي برهان غليون لبنية الدولة العربية ورؤي عدد من المفكرين مثل محمد جابر الانصاري وحسن حنفي، ومحمد عابد الجابري وهشام جعيط ومحمد أركون، وتلك الشقة قائمة علي رفض غليون الربط بين واقع الدولة العربية وبين تراثها وبنيتها ومخيالها الاجتماعي وقاعها الجيوسياسي، وهو ما يطلق عليه الباحث خطأ منهجيا بنيويا لدي غليون يفترض دائما وجود علاقة تنافٍ وتنابذ وقطيعة بين البعد التاريخي الأنثروبولوجي للظواهر الاجتماعية والسياسية، ويحاول الباحث تقديم عدد من المقاربات بين هؤلاء المفكرين الذين ذكرهم وبين غليون، ثم يشير الي ان الرجل لم يعبأ كثيرا بالمناهج التي عول عليها وكذلك المناهج التي نبذها واختار ان يذهب بعيدا في تناوله لأزمة الدولة الوطنية العربية حيث يري ـ حسب الطويل ـ ان الدولة بدلا من أن تمثل المركز الرئيسي لانضاج القرارات وتجميعها واعادة نشرها وتوزيعها علي مجموع القوي الاجتماعية الفاعلة، وبدل أن تقوم بدور العامل الرئيسي علي تجاوز التناقضات الاجتماعية أيضا، تشكل بالعكس من ذلك من خلال قراراتها وسياساتها، طرفا في النزاع الاجتماعي أو انعكاسا مباشرا لطرف محلي أو أجنبي! ثم يرصد عبدالسلام الطويل علي نحو تفصيلي أول عناصر ضعف الدولة العربية ويري أن المصدر الأول لهذا الضعف الاخلاقي والسياسي يرجع الي طبيعتها اللا وطنية ويتمثل ذلك ـ حسب قوله ـ في عجزها عن الاستجابة الفعالة للحاجات والمطالب الاجتماعية، وهذا الضعف هو الذي يفسر ميلها الشديد والمستمر، من منطلق التعويض وايجاد التوازن، الي تطوير القوة المسلحة العسكرية التي يتم توظيفها في اللعبة السياسية. وينتقل الباحث الي أزمة المشروعية في الدولة العربية ويشير الي موقف برهان غليون من مفهوم المشروعية الذي يتناول عبره تلك الكيانات الهشة التي تسمي دولا، بينما وجودها يعاني من أزمة تحقق حادة، وهي دولة يراها تقوم علي العصبيات ولا يمكنها أن تنتج أي تراكم معرفي يخلق منظومة من القيم والتقاليد. ويشير الباحث إلي أن غليون لا يحصر أزمة الدولة العربية في طبيعتها شبه المطلقة فحسب، بل في تمحور السلطة ـ حسب الطويل ـ في خدمة مصالح شديدة الخصوصية والضيق، الأمر الذي جعل من استبداد هذه السلطة استبدادا مضاعفا، كما يتطرق الباحث أيضا الي الطابع القطري للدولة العربية الذي جعل الافراد يتعاملون معها باعتبارها هيكلا إداريا وليس سياسيا. بقي القول أن كتاب الدولة العربية في مهب الريح صدر عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان سلسلة أطروحات جامعية للباحث المغربي عبدالسلام الطويل بمقدمة ضافية للدكتورة نيفين مسعر، ويقع الكتاب في حوالي 485 صفحة من القطع الكبير. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 1 سبتمبر 2006)
Home – Accueil – الرئيسية