السبت، 19 مارس 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3952 du 19.03.2011  

archives : www.tunisnews.net


الجزيرة نت:بن علي يأمل اللجوء لبلجيكا

كلمة:السلطات القضائية تحجر السفر على مسؤولين سابقين

نقابيون بجهة بنزرت:ساندوا اعتصام النقابيين بجهة بنزرت من أجل الإطاحة برموز الفساد !!!

الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بصفاقس:بيــــان: توضيح ودعوة

حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:بــــــــيــــــان

الصباح:قبل سن أي قانون انتخابي تيار «قوائم مستقلة» يولد في لندن ليشارك في انتخابات المجلس التأسيسي

وات:مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الدوري:إحداث لجنة وطنية لاسترجاع الأموال المنهوبة بالخارج

الصباح:معروض للنقاش على أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة نص مرسوم انتخاب المجلس التأسيسي المقترح من قبل لجنة الخبراء

خالد الحداد:على خلفية الاجتماع الأول لهيئة تحقيق أهداف الثورة الطبقة السياسية «تفشل» في أول اختبار

الصباح:الترخيص في تأسيس 7 أحزاب سياسية جديدة

حديث خاص لـ «الصحافة»عبد الفتاح مورو (أحد مؤسسي حركة النهضة) لا خلاف بيني وبين راشد الغنوشي ولكن القيادات الشابة للحركة استبعدتني

كلمة:رتفاع أعداد التونسيين المهاجرين سرا إلى أوربا

كلمة:تكاثر زيارات المسؤولين الغربيين إلى تونس

عبد الوهاب معطر:إنتهوا يا أبناء وطني اللائكيين و الإسلاميين

الوطن:نور الدين المباركي:عوائق الطريق…. في « خريطة طريق » حكومة الباجي قائد السبسي

وسام التستوري:موتي دار شعبان الفهري يعتصمون!!!

رضا المشرقي:من صنع الثورة في تونس؟

عبدالسلام الككلي:مصرع الوحش

لبيب الفاهم:الإسلامي.. في بلادنا .. من هو؟؟؟

الوطن:محمد بوعود:هيلاري كلينتون في تونس :عين على نفط ليبيا …مماطلة محسوبة… وانتظار للحسم

الوطن:المولدي الشاوش:الإصلاحيّون العرب بين القول والفعل

الوطن:حياة بالشيخ:مات الملك عاش الملك

الجويرة نت:بدء العمليات العسكرية الدولية في ليبيا

رويترز:بوتفليقة يعد بإصلاحات سياسية

كمال الهلباوي:من الدروس المستفادة من الثورات العربية المعاصرة

عبد الباري عطوان:بروفة ليبية والهدف سورية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

 https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.

  


بن علي يأمل اللجوء لبلجيكا


أكدت الخارجية البلجيكية اليوم السبت أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يسعى إلى اللجوء إلى بلجيكا من منفاه الحالي في السعودية التي فر إليها قبل شهرين عقب ثورة شعبية. وأقرت الوزارة بصحة معلومات بهذا الشأن نشرتها اليوم صحيفة دي مورغن اليسارية الفلمنكية. وقالت الوزارة إنها على علم بالمحاولات التي يبذلها بن علي دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل. وحسب الصحيفة, فإن الرئيس المخلوع يريد اللجوء إلى منطقة ريلجيم في شمال بلجيكا حيث يوجد أقارب له. وكانت بلجيكا ضمن دول أوروبية جمدت أرصدة وممتلكات للرئيس التونسي المخلوع ومقربين منه وفق ما قالته وكالة الأنباء الرسمية التونسية في الثالث من فبراير/شباط الماضي. وفي الأسابيع القليلة الماضية, تردد أن بن علي أصيب بجلطة دماغية, وأنه يرقد في حالة حرجة بمستشفى في مدينة جدة السعودية على البحر الأحمر. وكانت الحكومة التونسية المؤقتة السابقة قد طلبت رسميا الشهر الماضي من السعودية تسليمها بن علي بعدما أصدرت مذكرات لاعتقاله هو وزوجته ليلى الطرابلسي وأفراد من عائلتيهما. وفر الرئيس المخلوع إلى السعودية في 14 يناير/كانون الثاني, ولم يظهر أي مؤشر حتى الآن على أن السلطات السعودية يمكن أن تعيده إلى تونس بعد أن بررت استقبالها له بدوافع إنسانية.             (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 مارس 2011)


السلطات القضائية تحجر السفر على مسؤولين سابقين


الجمعة, 18. مارس 2011 أصدرت السلطات القضائية في تونس بطاقات لحجر السفر خارج تراب الجمهورية في حق كل من محمد الغرياني و الشاذلي النفاتي وزهير المظفر ومحمد رضا شلغوم وحامد القروي وذلك بناء على طلب تقدم به قاضي التحقيق الخامس بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة المتعهد بالقضية التي عرض فيها الأسبوع الماضي كل من عبد الوهاب عبدالله و عبد العزيز بن ضياء و عبد الله القلال. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 مارس 2011)


ساندوا اعتصام النقابيين بجهة بنزرت من أجل الإطاحة برموز الفساد !!!


نحن النقابيون بجهة بنزرت: نعلن دخولنا في اعتصام مفتوح بمقر الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت بداية من اليوم السبت 19 مارس 2011 نطالب بـ: تجميد الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت الذي لا يشرف النقابيين بجهة بنزرت المناضلة لما أتاه من ممارسات نقابية: تحرش جنسي وعلاقات مشبوهة بالأعراف والمديرين الجهويين ورموز التجمع وحل المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت. عقد مجلس جهوي لا يتجاوز تاريخه موفى شهر مارس لتدارك الوضع النقابي بالجهة.

 


الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بصفاقس

صفاقس في  20  مارس 2011 بيــــان: توضيح ودعوة


إن الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بصفاقس يحيي جماهير الأستاذة الجامعيين  الذين  شاركوا في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها يوم السبت 19 مارس 2011 في ساحة الشهداء بالقصبة بصفاقس للتعبير عن معارضتهم للطريقة التي اعتمدها آخذو القرار في السلطة القائمة لتكوين الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والتي استبعدت منها ممثلو الشباب والجهات الداخلية التي فجرت الثورة وأقحمت فيها « شخصيات وطنية » من لون واحد لم تكن موضوع إجماع أو توازن في التمثيلية بين مختلف الأطياف السياسية في البلاد. من جهة أخرى ونظرا لتزامن تحرك الجامعيين مع تحركات منفصلة لأطراف سياسية و فكرية والتي التحمت فيما بينها خلال مسيرات التقت أمام مقر بلدية صفاقس الكبرى وأمام المسرح البلدي وجب توضيح ما يلي: –      أن تحرك الجامعيين الذي دعا إليه الفرع الجامعي اختصر على الوقفة الاحتجاجية في ساحة الشهداء     –      أن ما بدر من بعض الشباب المتدين والغير المتدين من محاولة منع آخرين من رفع شعاراتهم وإرباك تحركهم لا ينسجم مع واقع الثورة المباركة التي جاءت لمنح الحرية والكرامة لجميع التونسيين بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية وللقطع مع عقلية الإقصاء التي حاول نظام الاستبداد البائد فرضها على الجميع عبر استقوائة بأطرف على أطراف آخرين لتغطية حربه المزعومة على الإرهاب ولتطعيم حربه الثقافية عبر سياسة تجفيف المنابع وذلك لخلق التطاحن والفرقة فيما بينها حتى يستمر حكمه  الدكتاتوري    –      أن المبادرة بإثارة القضايا التي تفرق الشارع التونسي كالعلمانية واللائكية والنزول للشارع للدعاية إليها  وكذلك طريقة ردود الفعل التي شاهدناها نعتبرها كلها وقوعا مقصودا أو غير مقصود في فخ أعداء الثورة الذين يريدون ارباك الشارع التونسي وإشغاله بقضايا جانبية لتمرير خيارات سياسية وللالتفاف على الاستحقاقات الحقيقية التي قامت من أجلها الثورة وندعو بالتالي كل الأحزاب والتيارات إلى توعية منظوريها بمخاطر هذه المسارات التي ستضر وتعزل كل من يستدرج  لهذا الفخ.    عـن الفرع الجامعي لأساتدة التعليم العالي، الكاتب العام  عارف المعالج

 


حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي
بــــــــيــــــان


تابع حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي اجتماع مجلس الأمن وما انتهى إليه من قرار يقضي بحضر الطيران فوق ليبيا وإجازة استخدام القوة ضدها وانطلاقا من ثوابته القومية فانه:   1.   يؤكد رفضه لهذا القرار الجائر باعتباره انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية الليبية وغطاءا مفضوحا للاحتلال وتهديدا للأمن القومي العربي. 2.   يستغرب صمت المجتمع الدولي عن المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزه ولبنان مقابل إسراعه في اتخاذ هذه الإجراءات ضد ليبيا دون الاستناد إلى حجج ملموسة غير التقارير الإعلامية المضللة وهو ما يذكرنا بسيناريو الغزو الأمريكي للعراق. 3.   يؤكد على حق الجماهيرية الليبية في الدفاع عن نفسها ورفض التدخل السافر في سيادتها الوطنية. 4.   يعتبر هذا الإجراء مخالفا للشرعية الدولية وتوظيفا رخيصا للتدخل الإنساني من أجل احتلال ليبيا والسيطرة على مقدراتها وإمكاناتها المادية وجعلها قاعدة عسكرية غربية لمحاصرة ثورة مصر للحيلولة دون نهوضها بدورها القومي وإسقاط معاهدة « كامب ديفيد » حماية للكيان الصهيوني. 5.   يندد بالموقف المتخاذل للجامعة العربية التي حولت نفسها أداة في يد القوى الاستعمارية بتشريعها التدخل الاستعماري في سيادة دولة عضو فيها. 6.   يدعم كل جهود مقاومة هذا التدخل السافر ويدعو كل القوى والفعاليات والأحزاب العربية إلى رفض هذا القرار واتخاذ الأشكال المناسبة للتعبير عن هذا الرفض. 7.   يدعو شرفاء جماهير الشعب العربي من المحيط إلى الخليج إلى التنبه إلى خطورة المؤامرة التي دبرت لليبيا تحت يافطة إنسانية مزعومة من أجل غزوها واحتلالها بمشاركة الجامعة العربية وأنظمة الخيانة والعمالة في الخليج العربي وهي حلقة ثانية بعد السيطرة على العراق واحتلاله بمباركة النظام الرجعي العربي وتقسيم السودان، ستلحقها حلقات أخرى تستهدف سوريا والجزائر وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين. 8.   يؤكد حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن تتابع الأحداث في ليبيا اثبت أن ليبيا تتعرض لمؤامرة غربية تستهدف الاحتلال والهيمنة  تستدعي نهوض شرفاء الأمة العربية إلى الكفاح والمقاومة لحماية ليبيا وسيادة أراضيها ووحدتها في مواجهة الاستعمار الغربي ومخططاته المفضوحة وأن اليوم لا صوت يعلو فوق صوت مقاومة الاستعمار وطوابيره وأبواقه.       الأمين العام احمد الاينوبلي  

قبل سن أي قانون انتخابي تيار «قوائم مستقلة» يولد في لندن ليشارك في انتخابات المجلس التأسيسي


أعلن تيار « قوائم مستقلة » مشاركته في انتخابات المجلس التأسيسي المقررة ليوم 24 جويلية القادم. وكان هذا التيار ولد قبل بضعة أسابيع في لندن بقيادة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي، الصحفي وباعث قناة « المستقلة » في لندن، الذي تلقى رسائل خلال الأسابيع الماضية، من عدد كبير من المواطنين التونسيين، إناثا وذكورا، التمسوا منه العودة إلى أرض الوطن والمشـــاركة في الحياة السياسية التونسية في الفترة المقبلة.
وأطلق الهــــــاشمي الحامدي، قبل ثلاثة أسابيع عريضــة على الـ »نت » تضمنت جملة من القضايا الاجتمـــــاعية والاقتصادية التي تنحاز لهموم المجتمع التونسي، وحظيت هذه العريضـــــــة التي تلقت « الصبـــــاح » نسخة منها، بتوقيـــع نحو 20 ألف تونســــي من داخل البــــلاد وخارجهـــــــا إلى حدود منتصـــف الشــهر الجاري.
وتركزت العريضة المقتضبة في نصها، على برنامج اجتماعي ليبرالي يتضمن تأمين حق العلاج المجاني لجميع المواطنين، وصرف منحة شهرية للعاطلين عن العمل مقابل عملهم نصف الوقت لصالح المجموعة الوطنية إلى حين حصولهم على عمل قار، والنضال من أجل دستور يكفل قيام نظام سياسي ديمقراطي يمثل إرادة الشعب، ويلتزم بمبادئ حقوق الإنسان، ويحترم الهوية العربية والإسلامية للبلاد، وتوزيع السلطات في النظام الجديد بين رئيس الجمهورية ومجلس النواب، مع ضمان الفصل بين السلطات وضمان استقلالية السلطة القضائية. وتعدّ أول قائمة انتخابية يتم الإعلان عنها للمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي..
الجدير بالذكر، أن أنصار العريضة، التي ترفع شعار « الحرية والعدالة والتنمية »،  قرروا عقد تجمع شعبي يوم 9 أفريل المقبل في ولاية القيروان، للتعريف بالتيار الجديد، ومن المنتظر أن يحضر الاجتماع، عدد من أمهات شهداء ثورة الكرامة، من سيدي بوزيد والقصرين وغيرها من الولايات التي سقط فيها شهداء.  صالح عطية  


 مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الدوري إحداث لجنة وطنية لاسترجاع الأموال المنهوبة بالخارج


تونس (وات) عقد مجلس الوزراء أمس الجمعة اجتماعه الدوري بقصر الحكومة بالقصبة برئاسة السيد فواد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت. ونظر المجلس في عدد من مشاريع المراسيم يتعلق اولها بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية والسلط الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في انتظار التاسيس لشرعية دستورية جديدة واعادة تشكيل التنظيم السياسي والدستوري للدولة عن طريق مجلس وطني تاسيسي منتخب من الشعب وذلك ضمانا لاستمرارية الدولة والسير العادي لدواليبها. كما تم النظر وفق بيان قدمه الطيب البكوش وزير التربية والناطق باسم مجلس الوزراء في عدد من الاحكام الهامة تتعلق بحل مجلسي النواب والمستشارين والمجلس الدستوري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي. ونظر المجلس من ناحية اخرى في مشروع مرسوم يتعلق باحداث لجنة وطنية لاسترجاع الاموال الموجودة بالخارج والمكتسبة بصورة غير مشروعة. وتناول ايضا بالدرس مجموعة من المراسيم تتعلق بالتعاون بين الجمهورية التونسية وبعض الدول الصديقة على غرار المانيا وكذلك بعض المؤسسات الدولية مثل البنك الافريقي للتنمية والبنك الدولي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الاوروبي للاستثمار وذلك بالخصوص في مجالات الفلاحة والصناعة والبيئة والبنى التحتية. كمااستمع المجلس الى بيانين قدمهما كل من وزير الشؤون الاجتماعية ووزيرة الصحة العمومية حول متابعة اوضاع الوافدين من ليبيا من تونسيين واجانب. وحيا المجلس بالمناسبة الوقفة التضامنية والروح الوطنية المسؤولة التي تحلى بها الشعب التونسي في هذه الظروف و»التي كانت محل اعجاب وتقدير من مختلف الوفود والمنظمات الدولية». كماعبر عن تقدير تونس لمساندة الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لها في استقبال اللاجئين واستضافتهم ومساعدتهم على الرجوع الى بلدانهم بسلام. وسجل المجلس التحسن الحاصل في ظروف ايواء اللاجئين وفي نسق اجلائهم مؤكدا الاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة المؤقتة لمشاغل التونسيين القادمين من ليبيا. ودعا في هذا الصدد الى تضافر جهود كل الهياكل المعنية والهيئات الوطنية والدولية لمساعدتهم على تحقيق الاستقرار ومجابهة حاجياتهم العاجلة والاجلة. واستمع المجلس ايضا الى عرض من وزير التربية حول ما تم اقراره من اجراءات من اجل تسريع فتح باب الانتدابات لحاملي الشهادات العليا بالخصوص وذلك بشكل جديد يجعل هذه الانتدابات اكثر شفافية وعدلا. وردا على استفسارات الصحفيين في ما يتعلق باستجابة البنوك والمؤسسات المالية الدولية لمحتوى المرسوم الخاص باحداث لجنة لاسترجاع الاموال المنهوبة اكد الناطق باسم مجلس الوزراء ثقته في تجاوب مختلف الاطراف. وتعقيبا على تساؤل الصحفيين بشان الغاء مناظرة الكفاءة لاستاذية التعليم الثانوي (الكاباس) اوضح الطيب البكوش ان الطريقة الجديدة التي سيتم اعتمادها في الانتدابات الخاصة بحاملي الشهادات العليا ستكون مختلفة عن الطريقة القديمة بحيث تكون اكثر عدلا كما اشار الى ان الاعلان عن هذه الاجراءات الخاصة بالانتدابات سيكون خلال الايام القليلة القادمة. <<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< خلف الستار الخط الأحمر الضروري لا شك أن ما حصل في « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي »، يعدّ إيجابيا إلى أبعد الحدود، ليس لأنه تم إفشال اجتماع لم يكن حول أجندته أي إجماع، ولكن لأن الأطراف التي حرصت على إفشاله   إنما أظهرت للمراقبين وللحكومة، أن ثمة قدرا هائلا من اليقظة حول الثورة بغاية الحيلولة دون أي محاولة للالتفاف عليها أو النكوص على أعقابها. لقد أخطأت الحكومة في الطريقة وفي التوقيت وفي المضمون أيضا. أخطأت عندما أنشأت هيئة عليا بطريقة التعيين ومن دون استشارة الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني، فقدمت مثالا مخيفا عن إمكانية العودة إلى الأسلوب القديم في تشكيل الهيئات واللجان الحكومية، التي كان يطلق عليها « لجانا وطنية »، ولكنها كانت أطرا تبدأ بموزاييك من الآراء، لتنتهي إلى الرأي الواحد الذي يخدم الدكتاتورية ويطيل في أنفاسها. وأخطأت من ناحية أخرى، عندما اختارت لها أسماء أثارت الكثير من الانتقادات في الأوساط السياسية والحزبية وبين فقهاء القانون الدستوري، على خلفية الإقصاء الذي تحكم في ضبط القائمة التي تشكلت منها الهيئة، باعتبارها كانت تمثل لفيفا من الشخصيات التي لا تعكس حقيقة الطيف السياسي والاجتماعي والشبابي في تونس. وفي الحقيقة، ليس بوسع المرء أن يصنف ما حصل صلب الهيئة ضمن خانة الفوضى، إنما هو نوع من « الحزام » الضروري الذي من شأنه حماية الثورة من أية منزلقات يمكن أن تسير باتجاهها خلال الفترة المقبلة. لقد كان من المطلوب فعلا أن يحصل هذا الرفض للهيئة وللقوانين التي كانت ستصدر عنها، لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد ومستقبل أجيال تونسية خلال ستين أو سبعين عاما قادمة، فالقوانين التي كانت الهيئة تعدها، والتي اضطرت إلى عدم طرحها أمام اجتماع أول أمس، كانت بمثابة الخيارات الإستراتيجية للبلاد، ولا يمكن ـ والحال تلك ـ أن تكون رهينة أطراف دون أخرى، أو جهات على حساب جهات أخرى، في وقت رفعت الثورة شعار التشريك ضد الإقصاء. لسنا ندري لماذا لم تذهب الحكومة باتجاه الخيار التوافقي، الذي كانت جميع الأطراف تتحدث عنه وتصر عليه، بل وتدعو إليه في السر والعلن، ولسنا ندري لماذا أرادت الحكومة أن « تنتج » هيئة ضعيفة وليس حولها إجماع ولو في حدّه الأدنى. فهل كان لديها سيناريو آخر غير إنتاج قوانين تحررية، تبني تونس جديدة، تونس مغايرة تماما لخمسين سنة من الحكم غير الديمقراطي؟ لقد وضعت الثورة « خطا أحمر » أساسي، هو بناء نظام سياسي ديمقراطي بمعايير دولية وكونية، ومن خلال مؤسسات عصرية وشفافة وممثلة لجميع مكونات المجتمع التونسي، بنخبه وسياسييه وجهاته وشبابه. نعتقد أن الرسالة وصلت للحكومة، ولكن الأهم من الرسالة، هو استمرار اليقظة حتى يتم إفساد مختلف السيناريوهات التي يمكن أن تساعد بعض الأطراف على العودة بنا إلى ما قبل 14 جانفي.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 مارس 2011)


معروض للنقاش على أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة نص مرسوم انتخاب المجلس التأسيسي المقترح من قبل لجنة الخبراء


تم أول أمس في أول اجتماع للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي توزيع مشروع النص التشريعي المتعلق بانتخاب المجلس الوطني، على أعضاء الهيئة، والذي أعدته لجنة الخبراء. وذلك في انتظار شروع أعضاء الهيئة مناقشة النص المقترح في الجلسات المقبلة بداية من الثلاثاء المقبل.. ويقترح مشروع النص التشريعي المنظم لانتخابات المجلس التأسيسي طريقتين للاقتراع الأولى انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي عن طريق الاقتراع على الأفراد بالأغلبيّة في دورتين، ويتمّ التصويت حسب الدوائر الانتخابية. كما يتمّ تحديد الدوائر الانتخابية بأمر باقتراح من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على أساس قاعدة سكّانية تتمثل في خمسين ألف ساكن للعضو الواحد. اما المقترح الثاني فيتمثل في الاقتراع على القائمات وفق قاعدة النسبية، وتوزيع المقاعد وفق قاعدة المتوسطات.  وفي هذه الحالة يتم ضبط عدد أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وعدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية على قاعدة نائب بالنسبة لكل ستين ألف ساكن. ويسند مقعد إضافي للدائرة كلّما تبيّن بعد تحديد عدد المقاعد المخصّصة لها أن عمليّة ضبط عدد النواب تفضي إلى بقية تفوق ثلاثين ألف ساكن. ويضم المجلس الوطني التأسيسي أعضاء يمثلون التونسيين بالخارج  يضبط طريقة تمثيلهم بأمر. ويجرى التصويت على القائمات في دورة واحدة، ويتمّ توزيع المقاعد في مستوى الدوائر على أساس التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر المتوسطات. وتقترح النص المعروض احداث هيئة عليا مستقلة للانتخابات تشرف على كامل تفاصيل الانتخابات إلى حدود الإعلان نهائيا عن نتائجها، وهيئة  قضائية  عليا للبت في النزاعات الانتخابية..  في ما يلي النص الكامل للمرسوم المقترح: مرسوم عدد….لسنة 2011 مؤرخ في …………  يتعلق بانتخاب المجلس الوطني الـتأسيسي إن رئيس الجمهورية المؤقت، باقتراح من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي المحدثة بمقتضى المرسوم عدد 6 لسنة 2011 المؤرخ في 18 فيفري 2011، وبعد الإطلاع على رأي الوزير الأول، يصدر المرسوم الآتي نصه :  الفصل 1: ينتخب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي انتخابا عاما حرّا مباشرا وسريا، وفق مبادئ التعددّية والنزاهة والشفافيّة. تتولى هيئة عليا مستقلة للانتخابات الإشراف والرقابة على العمليّة الانتخابيّة. ويضبط أمر تركيبتها ومهامها وفروعها. البــــاب الأول: الناخـــــــب القسم الأول: شروط الناخب الفصل 2 : يتمتّع بحقّ الانتخاب جميع التونسيّات والتونسيّين البالغين من العمر ثماني عشرة سنة كاملة والمتمتّعين بالجنسيّة التونسيّة وبحقوقهم المدنيّة والسياسيّة والذين لم تشملهم أيّ صورة من صور الحرمان المنصوص عليها أدناه. الفصل 3: يمارس الناخب حقّ الاقتراع بواسطة بطاقة التعريف الوطنيّة. الفصل 4:  لا يتمتع بحقّ الانتخاب 1. العسكريون الممتهنون والعسكريّون مدّة قيامهم بواجبهم العسكري وأعوان قوات الأمن الداخلي حسبما وقع تعريفها بالفصل الرابع من القانون عدد 70 لسنة 1982 المؤرّخ في 6 أوت 1982 والمتعلق بضبط القانون الأساسي العام لقوات الأمن الداخلي كما وقع تنقيحه. 2. الأشخاص المحكوم عليهم جرّاء جناية أو جنحة بأكثر من ستة أشهر سجنا دون تأجيل التنفيذ ولم يستردّوا حقوقهم. 3. المفلسون الذين لم يستردّوا حقوقهم. 4. الأشخاص الذين هم في حالة حجر. 5. الأشخاص الذين تمّت مصادرة أموالهم إثر ثورة 14 جانفي 2011. القسم الثاني: قائمات الناخبين الفصل5: تضبط قائمة الناخبين بالنسبة لكلّ بلدية ولكل معتمدية بالنسبة للمناطق غير البلدية، على أساس قاعدة المعطيات الوطنية لبطاقات التعريف الوطنية، ويتمّ توزيع الناخبين على أساس عنوان الإقامة المدرج ببطاقة التعريف. تقوم البعثات التونسيّة الدبلوماسية أو القنصلية بالخارج بضبط ومراجعة قائمات الناخبين بالنسبة للتونسيين المقيمين بالخارج والمسجلين بها وذلك حسب الشروط والكيفية الواردة  بهذا النص تحت مراقبة الهيئة العليا المستقلة  للانتخابات المنصوص عليها بالفصل الأول أعلاه. ويتولى رئيس البعثة الدبلوماسيّة أو القنصليّة المختصّ تلقي الشكاوى المتعلقة بضبط قائمات الناخبين والبتّ فيها، ويعلم وجوبا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بكل الشكاوى ومآلها. الفصل6: تودع قائمة الناخبين بمقرّ البلدية أو المعتمدية ومن حقّ كل ناخب الإطلاع عليها. يقع نشر قائمة الناخبين على الموقع الإلكتروني للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. الفصل7: يقوم رئيس البلدية أو المعتمد بتعليق قائمة الناخبين وذلك تحت مراقبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وتتضمن القائمة المحيّنة الناخبين الذين تمّ ترسيمهم أو شطب أسمائهم. تتولى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الإعلان بواسطة وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والمرئية عن حلول وانتهاء أجل التعليق والطعون طبقا للأحكام الواردة بهذا النص. الفصل 8: يمكن الترسيم بقائمات الناخبين بعد الدعوة لإجراء الانتخابات وذلك بالنسبة إلى:  العسكريين وأعوان قوات الأمن الداخلي في صورة فقدانهم لهذه الصفة.  الأشخاص الذين يتوفر فيهم شرط السن القانونية بعد آجال الترسيم.  الأشخاص الذين رفع عنهم الحجر.  الأشخاص الذين صدر لفائدتهم حكم بات يقضي بترسيمهم بقائمات الناخبين.  التونسيين المقيمين بالخارج والموجودين بالتراب الوطني في فترة الانتخابات. ولا يقع الترسيم إلا إذا قدّم من يهمّهم الأمر طلبات كتابيّة في ذلك إلى مركز البلدية أو إلى المعتمدية مصحوبة بوثائق الإثبات اللازمة عشرة أيام قبل يوم الاقتراع على أقل تقدير ويتمّ تعمير مطبوعة معدّة للغرض تسلم نسخة منها للمعني بالأمر بعد التثبت من هويته. وتعلم البلدية أو المعتمدية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بذلك. الفصل 9 : يقع الشطب من قائمات الناخبين على : – اسم الناخب الذي توفي وحال ترسيم الوفاة. – أسماء العسكريين مدّة قيامهم بواجبهم العسكري. –  أسماء الأشخاص الذين ثبت أنهم فقدوا أهلية التصويت. – كما يتمّ التشطيب بطلب كتابي من الناخب الراغب في ترسيمه في غير القائمة المرسم بها على أن يدلي بما يفيد طلب ترسيمه بقائمة أخرى. الفصل 10: تحمل مصاريف إعداد قائمات الناخبين وإشهار مراجعتها على حساب الهيئة العليا المستقلّة المنصوص عليها بالفصل الأول أعلاه. القسم الثالث: النزاعات المتعلقة  بالترسيم بقائمات الناخبين الفصل 11: تعرض النزاعات المتعلقة بقائمات الناخبين على الهيئة الفرعية للانتخابات المختصة التي تبتّ في المسألة في أجل أقصاه ثمانية أيام. الفصل 12: يقع الاعتراض على ضبط قائمات الناخبين بمكتوب مضمون الوصول مع الإعلام بالبلوغ. ويحتوي الاعتراض إما على طلب ترسيم اسم أو طلب شطبه. ويعتبر تاريخ إيداع المكتوب مضمون الوصول تاريخ تقديم الاعتراض. الفصل13: يمكن للأطراف المعنيّة وللسلط الإداريّة الطعن في مقرّرات الهيئة استئنافيا لدى المحكمة الابتدائية ذات الاختصاص الترابي، في تركيبتها الثلاثية، وتكون القرارات الصادرة عنها باتة. يقع الطعن في اجل خمسة أيام من إعلام المعنيين بالأمر بهذا القرار.  تبتّ المحكمة الابتدائية في القضية خلال خمسة أيام من تاريخ تعهّدها بها. تعفى من الطابع الجبائي جميع الرسوم العدلية الخاصة بالمادة الانتخابية  للمجلس الوطني التأسيسي وتسجل مجانا.   الباب الثـــــانــي:  التــرشـّـــح القسم الأول: شروط الترشح الفصل14: يترشّح لعضوية المجلس الوطني التأسيسي من كان: – تونسيا مولودا لأب تونسي أو لأم تونسية. – بالغا من العمر ثلاثا وعشرين سنة كاملة على الأقلّ يوم تقديم ترشّحه. – ناخبا. الفصل 15: تقدّم الترشّحات على أساس مبدأ التناصف بين النساء والرجال، على أن يتمّ ترتيب المرشحين صلب القائمات على أساس التناوب. وإن تعذّر ذلك، تحتوي وجوبا كلّ قائمة بالنسبة للدوائر التي يخصّص لها أكثر من مقعدين على مترشّحة على الأقل. الفصل16:  لا يمكن للأشخاص الأتي ذكرهم الترشح لعضوية المجلس الوطني التأسيسي إلا بعد تقديم استقالتهم من المهام المكلفين بها: – أعضاء الحكومة – الولاة. – القضاة. – المعتمدون الأولون والكتاب العامّون للولايات والمعتمدون والعمد.  الفصل 17: لا يمكن جمع عضويّة المجلس الوطني التأسيسي ومباشرة الوظائف المسندة من طرف دولة أجنبية أو منظمة دوليّة يتقاضى أصحابها أجورا من مال هذه الدولة أو هذه المنظمة.   الفصل 18: لا يمكن الجمع بين العضويّة بالمجلس الوطني التأسيسي ومباشرة وظائف عمومية غير انتخابية يتقاضى أصحابها أجورا من الدولة أو من الجماعات المحلية أو من المؤسسات العمومية أو من المنشآت العمومية أو من الشركات ذات المساهمات العمومية المباشرة أو غير المباشرة. كما لا يمكن الجمع بين العضوية بالمجلس الوطني التأسيسي ومباشرة خطة تسيير بالمؤسسات العمومية أو المنشئات العمومية أو خطة تسيير أو مراقبة بالشركات ذات الطابع المالي المحض، والتي تسعى لدى العموم للادخار والقروض. الفصل 19: يحجّر على كلّ عضو بالمجلس الوطني التأسيسي أن يقبل خلال مدّة مباشرة وظائفه خطة في إحدى المؤسسات أو المنشات العمومية المشار إليها بالفصول السابقة من هذا النصّ. الفصل 20:  لا يمكن تعيين عضو بالمجلس الوطني التأسيسي لتمثيل الدولة أو الجماعات المحلية في هياكل المنشآت العموميّة المشار إليها أعلاه وذلك بصرف النظر عن أحكام الفصول السابقة من هذا النصّ.  الفصل 21: يحجّر على كلّ عضو بالمجلس الوطني التأسيسي أن يذكر اسمه متبوعا بصفته تلك  أو أن يخوّل ذلك في كل إشهار يتعلق بمشاريع مالية أو صناعية أو تجارية.   الفصل 22: كلّ عضو بالمجلس الوطني التأسيسي كان عند انتخابه في حالة من الحالات التي لا يمكن الجمع بينها وبين العضويّة بالمجلس، يعتبر مستقيلا من وظائفه بعد الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات. ويمكن أن يوضع في حالة عدم مباشرة إذا كان يشغل وظيفة من الوظائف العمومية. ولا تنطبق هذه الأحكام على الأعوان المتعاقدين. وكلّ عضو بالمجلس الوطني التأسيسي يقع تكليفه أثناء نيابته بمسؤولية أو بوظيفة منصوص عليها بالفصول من 16 الى20 من هذه النصّوص أو يقبل أثناء النيابة مسؤولية لا يتسنّى الجمع بينها وبين العضويّة، يقع التصريح بإعفائه وجوبا إلا إذا استقال من تلقاء نفسه. ويقع التصريح بالاستقالة أو الإعفاء الوجوبي من طرف المجلس الوطني التأسيسي. القسم الثاني: تقديم الترشحات الفصل 23: تقدّم القائمة  المترشّحة في دائرة انتخابية تصريحا ممضى من كافة المترشحين ينصّ على: 1- تسمية القائمة المقدّمة. 2 – بيان قائمات الناخبين المرسم بها المترشحون. ويرفق التصريح بنسخة من بطاقة التعريف الوطنية لكلّ مترشح. الفصل 24: تقدّم قائمات المترشحين إلى الهيئة الفرعيّة للانتخابات المختصّة، محرّرة في نظيرين على الورق العادي قبل  خمسة وأربعين يوما من يوم الاقتراع. ويحفظ نظير بالهيئة الفرعيّة للانتخابات على أن يسلّم وجوبا للمصرّح وصل وقتي. ويسلّم الوصل النهائي خلال الأربعة أيام الموالية لإيداع التصريح إذا كانت القائمة المقدّمة مطابقة لأحكام هذا المرسوم.  الفصل 25: لا يمكن إسناد نفس التسمية إلى عدّة قائمات انتخابية ولا انتماء عدّة قائمات لحزب واحد، في نفس الدائرة الانتخابية. ويكون عدد المترشحين بكلّ قائمة مساويا لعدد المقاعد المخصّصة للدائرة المعنية. الفصل 26: يمنع الترشح ضمن  أكثر من قائمة انتخابية، وفي أكثر من دائرة انتخابية. الفصل 27: لا يمكن سحب الترشحات إلا قبل 48 ساعة من انتهاء الأجل المعين لتقديمها، ويسجّل الإعلام بالسحب وفق نفس إجراءات التصاريح بالترشح.  الفصل: 28 في صورة رفض ترسيم قائمة يتمّ الطعن في قرار الرفض أمام المحكمة الابتدائية المختصة ترابيا، والتي تنظر في النزاع في خلال خمسة أيام. ويمكن الطعن استئنافيا في قراراتها في أجل ثماني وأربعين ساعة أمام الهيئة  القضائية  العليا للنزاعات الانتخابية التي تبتّ في المسألة في أجل أربعة أيام. وتكون قرارات هذه الهيئة باتة. الباب الثـــالث: الاقتـــــــــــــراع الفصل 29: تتمّ دعوة الناخبين بأمر. ويصدر هذا الأمر شهرا  قبل يوم الاقتراع على الأقل. مدّة الاقتراع يوم واحد ويكون يوم أحد. القسم الأول: طريقة الاقتراع المقترح 1: الفصل 30: يقع انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي عن طريق الاقتراع على الأفراد بالأغلبيّة في دورتين. يتمّ التصويت حسب الدوائر الانتخابية. يتمّ تحديد الدوائر الانتخابية بأمر باقتراح من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على أساس قاعدة سكّانية تتمثل في خمسين ألف ساكن للعضو الواحد.  الفصل 31: لا يعلن فوز المترشّح من الدورة الأولى من الانتخاب إلا إذا تحصّل على الأغلبية المطلقة من الأصوات المصرح بها على مستوى الدائرة. الفصل 32:  في حالة عدم حصول أي من المترشحين في الدائرة على الأغلبية المطلقة من الأصوات المصرح بها، يقع تنظيم دورة ثانية لا يتقدم فيها إلا المترشحان الأول والثاني في الترتيب على مستوى الدائرة. ويتم تنظيم الدورة الثانية بعد خمسة عشر يوما بالنسبة للدوائر التي لم يفز فيها أي مترشح من الدورة الأولى. الفصل 33: يتم التصريح في الدورة الثانية بفوز المترشح الفائز بأغلبية الأصوات. وفي حالة التساوي بين المترشحين يتم التصريح بفوز المرشح الأكبر سنّا. المقترح الثاني: الفصل 30: يضبط عدد أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وعدد المقاعد المخصصة لكل دائرة انتخابية على قاعدة نائب بالنسبة لكل ستين ألف ساكن. ويسند مقعد إضافي للدائرة كلّما تبيّن بعد تحديد عدد المقاعد المخصّصة لها أن عمليّة ضبط عدد النواب تفضي إلى بقية تفوق ثلاثين ألف ساكن. ويضم المجلس الوطني التأسيسي أعضاء يمثلون التونسيين بالخارج  يضبط طريقة تمثيلهم بأمر. الفصل 31: يجرى التصويت على القائمات في دورة واحدة، ويتمّ توزيع المقاعد في مستوى الدوائر على أساس التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر المتوسطات. الفصل32:  يجري التصويت حسب دوائر انتخابية، وتكون كلّ ولاية دائرة أو عدّة دوائر على أن يكون العدد الأدنى للمقاعد المخصصة لكل دائرة اثنان والعدد الأقصى أربعة. ويتمّ تقسيم الدوائر بأمر يتخذه رئيس الجمهورية بناء على اقتراح من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. الفصل 33: يختار الناخب إحدى القائمات المترشحة دون  شطب  أو مساس بترتيب المترشحين. الفصل34: إذا لم تتقدم إلى الانتخابات إلا قائمة واحدة، فإنه يصرّح بفوزها مهما كان عدد الأصوات التي تحصلت عليها. الفصل35: إذا ترشحت على مستوى الدائرة أكثر من قائمة، يتمّ في مرحلة أولى توزيع المقاعد على أساس الحاصل الانتخابي. ويتمّ تحديد هذا الحاصل بقسمة عدد الأصوات المصرّح بها على عدد المقاعد المخصّصة للدائرة. ويسند إلى القائمة عدد مقاعد بقدر عدد المّرات التي تحصلت فيها على الحاصل الانتخابي. وتسند المقاعد  إلى القائمات باعتماد الترتيب الوارد بكل منها عند تقديم الترشحات. إذا بقيت مقاعد لم توزّع على أساس الحاصل الانتخابي، فإنه يتمّ توزيعها على أساس أكبر المتوّسطات على مستوى الدائرة. ويتمّ تحديد متوسّط كلّ قائمة بقسمة عدد الأصوات التي حصلت عليها على عدد المقاعد التي أسندت لها في المرحلة الأولى مع إضافة مقعد افتراضي. إذا تساوت متوسطات قائمتين أو أكثر يقع تغليب القائمة التي حصلت على أكبر مجموع من الأصوات. وفي حالة تساوي مجموع الأصوات يتمّ تغليب المترشح الأكبر سنّا. القسم الثاني: الحملة الانتخابية الفصل36:  تخضع الحملة الانتخابية إلى المبادئ الأساسية التالية: 1- حياد الإدارة وبيوت العبادة ووسائل الإعلام العمومي. 2- شفافيّة الحملة الانتخابية من حيث مصادر تمويلها وطرق صرف الأموال المرصودة لها. 3- المساواة بين جميع المترشحين.      4. احترام الحرمة الجسدية للمترشحين والناخبين وأعراضهم. الفصل 37: تحجّر الدعاية الانتخابية في : – بيوت العبادة. – الإدارات العمومية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 مارس 2011)
 


على خلفية الاجتماع الأول لهيئة تحقيق أهداف الثورة الطبقة السياسية «تفشل» في أول اختبار


على الرغم من الانتقادات الموجهة لطريقة تشكيل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وتركيبتها فقد شكل الاجتماع الأول لهذه الهيئة اختبارا حقيقيا للطبقة السياسية في تونس مستقليها ومتحزبيها كان الاجتماع أول فرصة لإجراء حوار بين أطياف مختلفة سياسيا وفكريا وإيديولوجيا، ليس بعد الثورة فقط بل منذ سنوات طويلة جدا ربما كان آخرها جلسات التفاوض حول صياغة نص الميثاق الوطني المقبور. الفوضى التي طبعت مختلف ردهات الاجتماع دللت على عجز مختلف فرقاء الطبقة السياسية على هضم معطى «الرأي والرأي المخالف» وعدم التمكن من أدبيات الحوار والنقاش ناهيك عن الحديث بمنطق مفهوم ومعقول وواضح فيه الحجة القاطعة والبرهان الساطع. شخوص مضطربة الى ذلك، كشفت «مداولات» الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة عن شخوص مضطربة متوترة ومهزوزة على المستوى السياسي والفكري، قليلة هي الأصوات التي حكمت العقل والبصيرة وبلغت أفكارا جلية ودقيقة بصوت منخفض وهادئ ربما من أبرزهم المحامي العياشي الهمامي والقاضي أحمد الرحموني والسياسي محمد القوماني والحقوقي عبد الستار بن موسى والمحامي محمّد الأزهر العكرمي ، هؤلاء حتى الحاضرين في القاعة أنصتوا إليهم دون تشويش أو محاولات شوشرة أو ارباك أو استفزاز. من المؤكد ان سنوات القمع والحصار والملاحقة والتضييق خلفت «طبقة سياسية» غير سوية من حيث القدرة على الخطابة والاقناع وتلقي الرأي المخالف بـ«برودة أعصاب» ودون تشنج، في المقابل أنتجت تلك السنوات بسياستها التسلطية والقهرية استبدادا بالرأي وتأييدا للفردانية ونشرا لهوس الزعامة والبروز ولو كان ذلك على حساب العقل والايديولوجيا. كان جليا في الكثير من المداخلات أنها تخفي أجندات مختلفة ومتعددة، وذلك ليس عيبا، بل العيب في أن تتخطى تلك الأجندات المعطى الواقعي واللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد. طمأنة على المستقبل لم تتمكن «الطبقة السياسية» في أول اختبار لها بعد ثورة 14 جانفي من الافصاح عن رؤية وفاقية مطمئنة على المستقبل، وعجزت عن الاستجابة لمتطلبات ومقتضيات انجاح مسار الثورة والانتقال الديمقراطي واستعادة البلاد والعباد لحياتهم المعيشية الاعتيادية. من عايش الحقبة الجامعية في عقود سابقة عن حكم الرئيس السابق ربما يستطيع ان يقيم مقارنة بين تلك «الطبقة الطلابية» وهذه «الطبقة السياسية»، ما الذي يربط بينهما وما الذي يفرق بينهما؟ ليصل في النهاية ربما لاستخلاص معقولية أن تتلبس طبقة سياسية بسلوكات تنافرية مفزعة وبحالة من القطيعة التي ربما لن يأتي زمن لإذابتها أو الحد من تعقدها واحتدامها. باستثناء بعض الأعضاء الذين خبروا ساحات النضال الميداني وعانوا من الظلم والملاحقة الأمنية فإن جل أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة كانوا فيها «بقدرة قادر» بعد ان ظلوا لعقود في أبراجهم «النخبوية» لا صوت لهم منقطعين عن شؤون الناس ومعاناة الوطن. أسئلة وخفايا ومن المؤكد أن أبرز الأسئلة: هل أنه من الممكن ان تحقق أهداف الثورة بمثل تلك «الفوضى» و«التدخل» وبمثل ذلك الترميز والايماء والتلميح والغمز والهمز واللمز؟! وهل بمثل هذه «الطبقة السياسية» المكونة للهيئة يمكن أن يتطلع الناس الى مستقبل أفضل لبلدهم؟! وهل من «المنطق» و«المعقول» ان تسند الحكومة لمثل هذه «التركيبة» المليئة بالشكوك والألغاز المعبأة بالخفايا والخبايا والكواليس وأجندات السّر والغرف المقفلة؟ حتى رئيس الهيئة عياض بن عاشور، أقر بصعوبة العمل والتقدم في رسم برنامج واضح في ظل «الفوضى» وانعدام الثقة و«التخويف» و«التخوين» و«الاقصاء» و«التهميش». بات واضحا، في نهاية الاجتماع الأول للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، أن تلك الهيئة لن تقدر على فعل شيء بـ«طبقتها السياسية» المكونة لها، هذه التي اتضح أنها لا تعبر بالشكل المطلوب عما في البلاد من ثراء وتنوع وما فيها من أسماء وشخصيات، سواء أكانت حزبية أو مستقلة، قادرة على تغليب «قوة المقترح والاضافة» على قوة التعصب الحزبي أو الفئوي الضيق. الحذف والاضافة ولئن خاض الاجتماع المذكور في كل شيء، الا في نقاط جدول أعماله، فإن سرعة التعاطي وكما قال رئيس الهيئة مع التركيبة الحالية بالحذف والاضافة هو أمر مستلزم من أجل أن لا تسقط «الطبقة السياسية مرة أخرى في اختبار جديد، فالمطلوب ان تنقل هذه «الطبقة» الى الرأي العام والى الناس صورة جيدة ومشهدا وفاقيا معبرا عن تونس ما بعد الثورة لا تونس ما قبلها… اذ ليس هناك رأي واحد وليس هناك زعامة لأحد ولا أحقية لطرف في الهيمنة أو السطو… ولا وصاية لأحد على الثاني… ولا وصاية للهيئة بمن فيها على تطلعات الثورة… ولا شرعية لحزب أو جهة في تقرير أفق الاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي المنشود بانفراد وطغيان. فالقبول بالآخر والتنحي عن اقصاء آخرين والرضوخ لاكراهات التنازل وتوحيد الهدف نحو «رؤية وفاقية» ضامنة كلها لـ«تحقيق أهداف الثورة»… عدا ذلك ربما لا نمني أنفسنا بسماع غير ذلك «التهريج» و«الفلكلور» وغير تلك «الجعجعة». خالد الحداد النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  السبت 19 مارس 2011


الترخيص في تأسيس 7 أحزاب سياسية جديدة


تونس (وات) افادت وزارة الداخلية في بلاغ لها انها اصدرت مؤخرا قرارات بالترخيص لتاسيس 7 احزاب سياسية جديدة هي: ـ حزب العمال الشيوعي التونسي ـ الحزب الجمهوري للحرية والعدالة ـ حزب اللقاء الشبابي الحر ـ حزب العدل والتنمية ـ حزب الطليعة العربي الديمقراطي ـ حزب الكرامة والتنمية ـ حزب النضال التقدمي ويشير البلاغ انه بذلك يبلغ العدد الجملي للاحزاب السياسية المرخص لها في تونس الى حد أمس الجمعة 44 حزبا سياسيا. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 مارس 2011)


حديث خاص لـ «الصحافة» عبد الفتاح مورو (أحد مؤسسي حركة النهضة) لا خلاف بيني وبين راشد الغنوشي ولكن القيادات الشابة للحركة استبعدتني


أجرى الحديث:  سارة عبد المقصود   وكريمة دغراش
هل يؤسس السيد عبد الفتاح مورو حزبا سياسيا جديدا بعد أن همشته حركة النهضة التي كان أحد مؤسسيها البارزين منذ أن كانت تسمى حركة الاتجاه الاسلامي… السيد مورو يقف اليوم على خط التماس بين التأسيس وبين حقه في الحركة التي اعتبرها داره ومناضليها اخوته وأصدقاؤه… الا أن شباب الحركة لم يغفر له تنديده بالعنف سنة 1990 على أعمدة جريدتنا والذي تناقلته صحف يومية ووكالات أنباء آنذاك عن عدم معرفته بالجناح العسكري للنهضة ولكن المفارقة أن الحركة اليوم قد صرحت في ندوتها الصحفية الاخيرة بأنها راجعت نفسها ونبذت العنف فكيف لها اليوم أن تحاسبه على موقف سياسي لم تهتد الحركة الى صوابه الا بعد 20 سنة إلا إذا اعتبرنا أن الخطاب مخالف للممارسة ؟… ولأهمية الحديث الذي تناول عدة محاور لاسيما ظروف تمثيلية كل الأطياف السياسية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة والتحذير من عدم احتكار أي حركة سياسية مهما كانت أكثر من 30 % في العملية الانتخابية ضمانا للمسار الديمقراطي التعددي واستجابة للواقع المجتمعي في بلادنا نترك للقارئ استجلاء آراء عبد الفتاح مورو في الواقع الجديد الذي تعيشه بلادنا. أوردت بعض الانباء عزمك  على تأسيس حزب جديد مع بعض قياديي  النهضة الذين تم استبعادهم مثلك من الحركة فما صحة هذه الانباء؟ جواب: عرضت علي  فكرة من هذا القبيل اذ اتصل بي كثيرون ممن  ساءهم تصرفات النهضة معي و اعتبروا في ابعادي عن الهيئة التأسيسة الجديدة للحركة  عموما عدم احترام لتاريخي في هذه الحركة وانا الذي كنت من اول مؤسسيها  في لحظة تاريخية كنت ارتقبها ولكن هذه العروض لازالت في طور المشاورات وقد تفضي الى تكوين حزب وقد لا تفضي الى ذلك ولكن ليس هناك شيء منجز في الوقت الحالي او من الامكان انجازه في وقت قريب لكن ما بلغنا هو أنك وثلاثة من قياديي النهضة سابقا  بصدد تكوين حزب ؟ هذا خبر غير صحيح ولكن ما استطيع  قوله هو ان هناك جو عام جديد خلق في بلادنا حاليا جعل الكل يتحدث عن تكوين الاحزاب وكأنه يتحدث عن  تكوين شركة للاحذية  وهذا امر ايجابي وسلبي في نفس الوقت فهو ايجابي لان الضغط الذي عشناه طيلة سنوات فجر مسألة تكوين الاحزاب وسلبي لان تكوين حزب ليس قضية اتفاق بين  مجموعة من الاشخاص يرفعون شعارات حرية وكرامة وديمقراطية فليس هكذا تتكون الاحزاب فاعتقادي ان  تكوين الاحزاب له شروط يجب توفرها وهي حاجة الساحة السياسية الى ذلك و الاستعداد للعمل في الحزب مع ضرورة وجود قيادة لها قدرة على تجميع الناس وكسب ثقتهم. كنت من بين القياديين المؤسسين للنهضة مع راشد الغنوشي فما هي الاسباب الكامنة وراء خلافك مع الحركة مجددا؟ الخلاف ليس بيني وبين راشد  اذ ليس هناك فرقة بيني وبينه، الفرقة توجد مع بعض القيادات الجديدة الشابة التي لم تتفهم بعض المواقف منها موقفي في قضية باب سويقة والذين اعتبروا  ذلك خروجا عن الحركة.  و لكنك صرحت بأنك لم تكن على علم بالجناح العسكري للنهضة سنة 1990 الذي يقوده شورو؟  نعم كنت اجهل وجود مجموعة امنية داخل الحركة. و بالنسبة لشباب النهضة فانا لا اعرفهم بصفة شخصية الا انهم  امسكوا بمقاليد الحركة في الوقت الحالي وهم من صوتوا ضدي واستبعدوني واستبعدوا بعض القيادات الاخرى القديمة مثل الاستاذ النجار وقد خرجوا من السجن حديثا  بعد ان قضوا فترة طويلة به اهلتهم لان يقودوا الحركة حاليا وهؤلاء في تصوري لم يفهموا موقفي  ولكنهم الان عاودوا الاتصال بي مؤكدين انهم أخطأوا في حقي وطلبوا مني العودة. هل يعني هذا انك ستعود مجددا الى الحركة؟ لقد استبعدوني دون تبرير فكيف اعود دون تبرير. سيبدو الامر للعموم حينها وكانني طلبت العفو ثم ان القضية ليست قضية شخص وانما هي قضية تعامل مع مؤسسات فهناك خطأ وقع وعلى الحركة اصلاحه فانا لا اقبل ان يعيدوني وان اكون طوع البنان بل عليهم معالجة مؤسساتهم  لتكون قادرة على التعامل مع الناس بطرق قانونية. النهضة اعترفت مؤخرا بمسؤوليتها عن حادثة باب سويقة وغيرها من اعمال العنف  فلماذا يلومونك على مواقف  كنت مقدرا لخطورتها منذ 20 عاما? ان الامر يتطلب الانضباط الذهني  فهم اخطأوا و كان من المفروض  احترام رأيي  خاصة وانهم اعترفوا بخطئهم فما هو مبرر للاعتراض علي الان  و ما اقوله هو اننا نعمل في اطار حركة سياسية اسلامية وتونس وغيرها من البلدان العربية غير متعودة عليها فهي موضة جديدة وطالما تخوف الناس منها وذلك لعدة اسباب  منها مسألة التعامل مع الخارج وهو ما استلزم منا نفي ذلك والتأكيد انه لا علاقة لنا بأي طرف خارجي ومنها ايضا المسألة العقائدية من منطلق اننا لانقبل النقاش وندعو للعنف وهي مسألة حساسة  فعندما تؤكد حركة سياسية انها لا تستعمل العنف ومن بعد ذلك يصدر عنها اعمال عنف فهذا بالنسبة لي فيه مسّ من مصداقيتي ولذلك اعلنت موقفي سابقا وهو موقف مبدئي لازلت متمسكا به ولن اتنازل عنه فقررت تجميد عضويتي في الحركة لاني لم اكن اعلم بتفاصيل امور اكتشفتها لاحقا منها حادثة باب سويقة والجناح العسكري فكيف اكون قياديا في الحركة ولا اعلم بذلك وطالبت وقتها اما بالاعتراف بالخطإ علنا او اعلان التبرؤ من الذين ارتكبوا تلك الافعال عندها لم يصدر عنهم اي موقف وانا اعلنت موقفي فهل لأنني تكلمت حينها احاسب اليوم واستبعد من الحركة? ولكن هذا الموقف منك وأنت مؤسس للحركة ألا يبعث على التشكيك في مصداقية خطابهم  خاصة وانهم اعترفوا بخطئهم و بمسؤوليتهم عن تلك الاحداث اثناء الندوة الصحفية التي عقدوها مؤخرا? من المقبول ان يخطئ الانسان ومن المقبول ان يعترف بخطئه  والمؤاخذة تكون على الافعال التي يرتكبها بعد اعترافه بخطئه و بمدى التزامه بما تعهد به فهي التي ستكون مقياس الحكم عليه مجددا وفي السياسة هناك اخطاء تلوث مرتكبها وهناك اخطاء قابلة للتدارك ويجب الاعتراف بها وهو ما اريد سماعه. ماهو موقف راشد الغنوشي من عملية استبعادك؟ راشد ساندني واعلمهم بان ذلك غير لائق وطلب منهم اعادة الانتخابات ولكن يبدو ان « الماكينة» التي وضعوها تجاوزته   وشخصيا اعتقد ان الفصل في الحركات السياسية يكون بطريقتين  الاولى بالانتخابات عندما يهم الامر المسائل العادية والثانية بالاتفاق وذلك في  القضايا المبدئية فعندما نتفق على منهج ما ونخطئ فيه نتحمل مسؤولية الخطإ فنحن نعمل في ساحة سياسية و المسألة حساسة جدا لان الضابط فيها هو الالتزام بالموقف والكذب غير مقبول و الا لماذا كرهنا السياسيين أليس لان البعض منهم يلجأ الى طرق واساليب غير اخلاقية؟ ولماذا نجح الغرب أليس لان السياسي اذا اخطأ يعترف بذلك علنا؟ و هذه هي التقاليد التي يجب علينا ارساؤها فالامر ليس اننا نجحنا في ازاحة بن علي  فنعوضه حتى« براس ثوم». و استطرد قائلا في الحقيقة «انا اصبحت اخجل من القول انني تونسي فرئيسي ورئيستي في قصر السيادة بحوزتهم مخدرات هذا لا يليق بتونس». هناك احزاب اسلامية عديدة ظهرت على الساحة مؤخرا الى جانب النهضة منها حزب الشعب وحزب التحرير الذي نادى بالخلافة الاسلامية وانت قلت انتكوين الأحزاب يكون بحسب الحاجة فهل هناك حاجة لهذه الأحزاب كلها حاليا وما موقفك مما يدعو اليه حزب التحرير? انا نشأت وسط اشخاص لهم مرجعيات متحجرة مبنية على كتب واجتهادات علماء يعودون الى عدة قرون ماضية و عانيت من ذلك كثيرا و كنت أؤمن بانه لا بد ان تكون لنا مرجعيات جديدة تتماشى مع متطلبات العصر و نحن انقذنا حركة النهضة من ذلك واخرجناها من المرجعية الضيقة الى المرجعية الواسعة المعاصرة التي تأخذ باليات العصر ومتطلبات الحياة الاجتماعية دون التخلي عن المبادئ الثابتة فاحتكمنا الى الصندوق والى الانتخابات كطريقة قادرة على الفصل رغم انها ليست مثالية احيانا و لكنها الضامن لعدم السقوط في الدكتاتورية.     ما هي الضمانات  التي تقدمها النهضة لعدم الالتفاف على الاقلية اذا هي تحصلت على الاغلبية؟ كنت اليوم  في الجامع وتحدثت الى البعض الذين طالبوا بالحصول  على نسب عالية في الانتخابات  فقلت لهم ليس من المسموح وليس من مصلحة حركة النهضة  ان تحصل على اكثر من ثلث الاصوات وانا قبل عشرين سنة قلت انه ليس من مصلحة تونس ان يحكمها الاسلاميون وليس من مصلحة الاسلاميين ان يحكموا تونس يجب فقط ان نكون طرفا من جملة اطراف اخرى فالواقع الجديد ليس نتيجة انتصار احزاب إنّما نتيجة انتصار شعب باكمله بكل اطيافه والاحزاب كانت الساقط والخاسر الاول في هذه الثورة لانها سواء كان التجمع او حتى احزاب المعارضة كانت تعامل الشعب على انه قاصر تستعمله فقط ليصفق لها او ليساندها و نحن اليوم في حاجة الى التوعية والتثقيف و لذلك أفكر في وضع دليل ليتعلم الراغبون في العمل السياسي  المبادئ الاساسية و الضرورية حتى يدركوا واجباتهم ويعرفوا حقوقهم وتكون لديهم معرفة بالانظمة خاصة واننا مقبلون على استحقاق المجلس الدستوري  وهناك احترام لارادة الشعب مع مراعاة تنوعه فليس من المعقول وبعد 50 سنة اقصاء الشيوعيين او القوميين او العلمانيين او  غيرهم.  ان القيام بذلك ضرب من ضروب الجنون و لا بد لايه حركة او حزب يريد النجاح ان لا تتجاوز نسبة الاصوات لفائدته الثلث  لا ان تقول بانها سوف تلغي باقي الاحزاب عند الوصول الى الحكم، أما من يقول بالخلافة الاسلامية أين ستكون الخلافة من بنزرت الى بن قردان ام ستتوسع الى خارج تونس هذا كلام لا يقبله عقل  وعموما بالنسبة للنهضة انا لست صاحب قرار فيها و لكن الحكمة تقتضي ذلك لان كل من سيحاول الالتفاف على البقية سيكون مآله مآل التجمع الدستوري الديمقراطي. كيف يمكن ضمان ذلك اي عدم تجاوز ثلث الاصوات لأي حركة أو حزب? يكون ذلك بالتحكم في العملية الانتخابية  من ذلك التقدم للانتخابات بدوائر دون اخرى وبجهات دون اخرى واتذكر انني في انتخابات سنة 1989 اقترحت الترشح عن توزر وقبلي فقط وعندما سالني وقتها راشد الغنوشي عن السبب قلت له هل من المعقول ان يمر شخص من السجن الى الحكم مباشرة سيكون ذلك انقلابا و سوف يثير مخاوف الناس وريبتهم.  


رتفاع أعداد التونسيين المهاجرين سرا إلى أوربا


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 18. مارس 2011 قال وزير الداخلية الايطالي  » روبرتو ماروني » إن عدد المهاجريين التونسيين الذين وصلوا الأراضي الإيطالية منذ بداية العام وصل الى حد الآن 11285 مهاجرا واوضح ماروني في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية أنه بفضل الإتفاقات مع السلطات الليبية وصل عدد المهاجرين سنة 2010 حوالي 4400 مهاجرا. وقال وزير الداخلية الإيطالي إنه رغم المشاورات المكثفة مع الجانب التونسي فإننا لم نتوصل إلى نتائج ملموسة. من جهة أخرى دعت  » مارين لوبان » زعيمة حزب  » الجبهة الوطنية » الفرنسي المتطرف  » في حديث تلفزي مع قناة فرانس 24 إلى فرض حراسة على الحدود الفرنسية الإيطالية وفقا لاتفاقية  » شنغن و التوقيع على اتفاق مشترك بين روما وباريس يسمح للبحرية الفرنسية التدخل في المياه الإقليمية الإيطالية من أجل ضبط قوارب المهاجريين و إعادتها إلى الأماكن التي قدمت منها وذلك لإنهاء تدفق المهاجريين غير الشرعيين على فرنسا، على حد قولها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 مارس 2011)


تكاثر زيارات المسؤولين الغربيين إلى تونس


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 18. مارس 2011 في تصريح لوكالة فرانس براس للأنباء قال وزير الدولة الفرنسي  » بيار لولوش » الذي يؤدي زيارة إلى تونس أن إرساء دولة القانون في تونس من شأنه أن يوفّر ظروفا ملائمة للأعمال و يخدم العملية الانتقالية، وذلك في إشارة إلى المافيا التي اقامتها عائلة بن علي. وقال المسؤول الفرنسي إن بلاده تدرس تقديم معونات للمساعدة على الانتقال السليم إلى الديمقراطية وأكد أن المناخ في تونس جيد وأن الشركات الفرنسية تريد البقاء في تونس. يذكر أن فرنسا هي أول شريك لتونس و لديها 1250 شركة تشغل حوالي 110 الاف شخص. من جهة أخرى أكد رئيس البرلمان الأوروبي « جيرزي بوزاك » الذي يزور تونس أنه قدم إلى تونس لتحديد سبل مساعدتها في مرحلة الانتقال الديمقراطي مؤكدا أن الديمقراطية لا يمكن أن تفرض من الخارج. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 مارس 2011)


إنتهوا يا أبناء وطني اللائكيين و الإسلاميين


الأستاذ عبد الوهاب معطر إنتبهوا أيها السادة إن دعاة اللائكية و المضادين لهم  هم في الواقع سواء في ارتكاب المحظور مهما كانت تبريرات هذا أو ذاك في انسياقه في هذا التيارلأن ما يجب أن يعلمه كل واحد في هذا الشق أوذاك ممن كان حريصا منهم على إنجاح مسيرة ثورتنا أنه بمثل هكذا تصرف فإنهم يسهمون في إنجاح مخطط  تحجيم الثورة الذي تحيكه حكومة الظل للمبزع و الباجي القائم على إرجاع البلاد إل البورقيبية و وسيلتهم في ذلك هو تفريق الصفوف و إحداث شرخ إجتماعي سياسي بين  القوى التي كانت بالأمس متوحدة حول شعارات الثورة و التي لم يكن من ضمنها اللائكية أوالإسلامية  بل الكزامة و الديمقراطية و القطع مع ماضي الفساد و الإستبداد , فبمثل النفخ في هذا الموضوع و جعله يتصدر إهتمامات الناس سينقسم المجتمع  ونجد أنفسنا في نفس الوضعية التي صنعها بن علي في 89 – 90  لكن بأشكال أخرى مثل إستغلال محطة إنتخاب المجلس التأسيسي لاصطناع تحالف عريض  بين الأحزاب اليسارية و الليبيرالية و البورقيبية و فلول التجمع وغيرها بما يجعلها تتحكم في المجلس   و من ثمة نكون حيال  ثورة مضادة بالديمقراطية و الإنتخابات.
إنتبهوا أيها السادة  فمهما كنتم سواء لائكيون أو إسلاميون فإن كنتم حقا من أنصار ثورة شعبكم  كفوا عن هذا و عن تصفية حساباتكم  بالقول بالإستفزاز المتبادل  و اهتموا بالقضايا الحقيقية لشعبكم و احبطوا مخططات قوى الردة و ابنوا معا الديمقراطية و مؤسساتها و عندئذ أقول عندئذ فقط تكونوا قد خلقتم الأطر المناسبة للجدال في قضايا ربما أخطر من اللائكية والإسلام  , أما الخوض حاليا في هذا الموضوع و تنظيم مسيرات له  و في هذا الظرف الذي تمر به بلادنا  هو التخريب بعينه ومهما كانت التبريرات فنحن جميعا مواطنون محكوم علينا أن نتعايش تحت سقف واحد و علينا مهام فيها أولويات و أولى هذه المهام اليوم  هو الوصول بثورة شعبنا و بدماء شهدائنا إلى شاطئ الأمان و إن أي محاولة لحرف هذه المسيرة عن اتجاهها هو عين الانحياز إلى أعداء الثورة حتى لو كان عن حسن نية أو لتحقيق انتصارات حزبية مقيتة ,,, اللهم إنني قد بلغت ,
الأستاذ عبد الوهاب معطر المحامي المنحاز لقضايا الشعب                                      
صفاقس في 19 مارس 2011           

عوائق الطريق…. في « خريطة طريق » حكومة الباجي قائد السبسي

  بقلم : نور الدين المباركي   « فلول النظام البائد » ، « الثورة المضادة » « ميليشيات التجمع » عناصر تُسند إليها في كل مرة أسباب التوتر في عدد من جهات البلاد خاصة الجهات الداخلية التي ما زال أبناؤها ينتظرون نصيبهم من ثمار الثورة على الأقل في مستوى الإستماع إلى شواغلهم وما تحتاجه هذه الجهات من مشاريع تنموية.   دون شك إن فلول النظام البائد وكافّة العناصر التي كانت مرتبطة بهذا النظام والتي فقدت مصالحها وامتيازاتها وسقطت بسقوط النظام تعمل على خلق التوتّر و »تجتهد » حتى لا يتفرّغ أبناء الشعب الذين أنجزوا الثورة للبناء ولرسم مستقبل جديد  لتونس بل ويحرصون على عرقلة كل خطوة إيجابية إلى الأمام بالإشاعات وإثارة النعرات المتخلفة من نعرات جهوية وقبلية وغيرها هدفهم الوحيد أن لا تنهض البلاد على قدميها.   هذا أمر مفهوم ومعلوم  و كل تجارب الثورات في العالم عرفت الثورات المضادة وميليشيات الحرس القديم ولن تكون تونس استثناء في هذا الصدد لأن ثورة 14 جانفي ليست استثناء في تاريخ الإنسانية وإن كانت استثناء في القرن الواحد والعشرين وفتحت الأبواب أمام الشعوب العربية لتنتفض وترفع ذلك الشعار العظيم   » الشعب يريد إسقاط النظام ».   لكن ما هو غير مفهوم أن تصبح « الثورة المضادة » الشماعة التي تعلق عليها الحكومة المؤقتة أخطاءها  وعدم قدرتها على المسك « برأس الخيط » في هذه المرحلة الانتقالية والدقيقة التي تمرّ بها البلاد. حكومة السيد محمد الغنوشي (الأولى والثانية) ارتكبت أخطاء قاتلة في تعاطيها مع الواقع الإنتقالي فكانت النتيجة أن اضطرّ للإستقالة محمّلا  » أطرافا خفيّة  » تقويض مجهوداته والحال أن الجميع يدرك أن السيد محمد الغنوشي سعى منذ مساء 14 جانفي (عندما استند إلى الفصل 56 من الدستور) إلى تحويل وجهة الثورة في اتجاه  » مأسسة الديكتاتورية » والحفاظ على مكونات النظام السابق.   حكومة السيد محمد الغنوشي لم تسقطها الثورة المضادة التي ندرك ويدرك الجميع أنها ما زالت ناشطة وفاعلة ، إنما أسقطتها أخطاؤها وخاصة أن السيد محمد الغنوشي أعطى ظهره للحائط في مواجهة المطالب الرئيسية للثورة .   أما حكومة السيد الباجي قائد السبسي التي ما زال عمرها بضعة أيام ولاقت ترحيبا ومساندة لأنها استجابت لأهم مطالب وشعارات الثورة خاصة الذهاب إلى انتخاب المجلس التأسيسي ومحاسبة عدد من رموز النظام السابق ، فإن الطريق ما زال أمامها غير آمن للوصول بالبلاد إلى « برّ الأمان » .   عوائق الطريق هي دون شك  » فلول النظام البائد » التي مازالت تتحرك وتجمع ما أمكن تجميعه من إمكانات وعناصر للعرقلة وظهر هذا ببروز النعرات الجهوية ( في بعض جهات الساحل) والقبلية ( في منطقة الحوض المنجمي) وربما قريحة هؤلاء تتفتّق في المستقبل على أشكال جديدة تُثيرها وترفعها في مواجهة أي خطوة جدية نحو تحقيق الإنتقال الديمقراطي.   وعوائق الطريق أيضا عدم القدرة على إدارة العملية السياسية في هذه المرحلة الدقيقة بما تتطلبه من انفتاح وتشاور وتفاوض بين كل الأطراف على قاعدة الوفاء للثورة وأهدافها ومطالبها . ثورة 14 جانفي أنجزها الشعب والشعب هو من يحمي الثورة أما الأطراف السياسية التي كان سقفها السياسي إلى غاية يوم 14 جانفي 2011 أقل بكثير من السقف السياسي فمهمّتها  الوفاء للثورة وشعاراتها. من غير المقبول أن يسمح أي طرف سياسي لنفسه بالحديث عن حماية الثورة وخاصة أن يتم الفرز على قاعدة « حماة » الثورة وغيرهم .   إن المتمعّن في تركيبة هيئة دعم الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي  » يقف دون عناء أن عملية الفرز تمت على قاعدة غير سليمة أقصت العديد دون وجه حق واشركت العديد أيضا دون وجه حق ..وهذا سلوك في جوهره اقصائي ونتائجه لا يمكن تحميلها فقط إلى  » فلول النظام البائد » أو إلى الثورة المضادة .   الحكومة المؤقتة للسيد الباجي القائد السبسي ما زالت أيضا لم تلتفت إلى أخطر الملفات وأكثرها دقة وهو ملف الجهات الداخلية التي انطلقت منها الثورة . أبناء هذه الجهات ما زالوا ينتظرون أن يتوجّه إليهم أعضاء الحكومة و يستمعون إلى شواغلهم ويلتقطون مطالبهم الآنية منها والمتوسطة والبعيدة . مازال أبناء هذه الجهات يشعرون بالغبن والتهميش ( نقول هذا لأنه بلغنا وورد علينا ) ويصفون الحكومة بــ  » حكومة المكاتب ».   ألم يكن من الممكن أن يتحوّل أعضاء الحكومة إلى الجهات؟؟ليجلسوا مع من منحهم الثورة. عوائق الطريق عديدة وتخطيها أمر ممكن لكن في الوقت ذاته من المهم التنبيه أن الأخطاء في الأداء الحكومي هي التي يستفيد منها « فلول النظام البائد » ونحن أمام خيارين إمّا أن نقدّم لهؤلاء الأخطاء ليستفيدوا منها أو أن نسدّ امامهم الطريق بأداء وفيّ لمبادئ الثورة.


            

موتي دار شعبان الفهري يعتصمون!!!


اعتصام هو كذلك، لما لا يكون و شروطه قائمة بذاتها و خاصة إذا كانت بلدية دار شعبان الفهري الجهة االمسؤولة. و هنا السؤال يطرح نفسه : هل بلدية دار شعبان الفهري بأعضائها و موظفيها كونهم يمثلون هيكل من هياكل الدولة استجابوا لمطالب الثورة أم أنهم لا يزالون منتهجون سياستهم القمعية التي لم يعاهدوا غيرها ما قبل الثورة؟ وحق الرد محفوظ، وحدها البلدية تثبت لنا حسن نيتها من سوءها. إذ° اعتصامنا هذا مثير للجدل فمن مفارقات الحياة، المبكيات المضحكات أنْ أصحاب الاعتصام موتى و أموات مدينة دار شعبان الفهري {رحمهم الله} فقد دخلوا في اعتصام مفتوح إلى أجل غير مسمى قد يطول إذا لم تتخذ بعد البلدية الخطوة الصائبة بقرار فوري لا بد منه لدرء الضرر الذي أصاب الميتين و رفع المظلمة عنهم. فأموات هاته المدينة يعتصمون تمسكا و تشبثا بحقهم الشرعي و مصلحتهم المشتركة ألا و هي « أن يرقدوا بسلام » قصد حماية جثامينهم و النجاة من الذعر و الفزع اللذان عمدا البلدية المذكورة سببهما المباشر .حيث قامت هذه الأخيرة بالاستحواذ على المقبرة الجديدة بالضاحية الشرقية من المدينة و ذلك بسبل غير قانونية و غلقها حتى إشعار آخر، على الرغم أن السكان المحليين ربحوا القضية في الغرض المذكور قد رفعوها في وقت سابق ضد البلدية لتعميم تلك المقبرة و مباشرة الدفن فيها، و لكن لا من مجيب كسالف عصرها بلدية دار شعبان الفهري غير مبالية و جدلية الكر و الفر لا تزال قائمة بين هذه الإدارة و هذا المواطن. و مما زاد الطين بلة أن اللامبالاة هذه قد خرقت قانون الإنسانية، بماذا؟ بفتحها المجال أمام السماسرة الانتهازيين للانتصاب داخل المقبرتان المعهودتان المكان الرسمي للاعتصام. حيث أن أولائك تحملوا مراسيم الدفن عوضا عن بلدية المكان، و أي دفن مقابل ثمنين باهضين أولهما مادي و ثانيهما معنوي بدفن الموتى بعضهم فوق بعض و بين الضريح و الضريح ضريح ثالث و حتى الممرات و الممشاة امتلأت بالأموات مما لاقى استهجان و حزن كبيرين من قبل ذوي المتوفين فما عادوا يميزون متوفاهم من غيره، فكيف  لهم زيارة المقبرة و أداء طقوسهم المعتادة؟ أليست هذه حالة البناءات الفوضوية؟ أو ليست إدارة التراتيب تتصدى لمثل هذه المخالفات؟ و تدعو إلى احترام المثال الهندسي. فكيف سمحت لنفسها أن تتهاون تجاه هذا الأمر الخطير و المزري و المشين و الغير أخلاقي؟ و لكن إذا يوما لم ترحم الحي كيف للبلدية أن تحترم الميت؟ فبعدم تحملها مسؤولياتها تجاه مواطنيها ، بلدية دار شعبان الفهري لا تنفك تشن حربها ضد المواطنون و أي مواطنين العزل الذين لا يملكون سوى شمعة الثورة المباركة لتنير دربهم الذي هو الأخر لا طلما عايشوه في كنف الظلام. و من جهتهم الميتين في اعتصامهم مستمرين مطالبين بفتح المقبرة الثالثة تحت شعار موحد{حقنا أن نرقد بسلام}. وسام التستوري الناطق الرسمي بسم الموتى دار شعبان الفهرى  


من صنع الثورة في تونس؟

ربما يبدو سؤال من صنع الثورة في تونس غريبا عن سامعه أو ربما يكون من الأسئلة « الصعب الممتنع »، فهو التساؤل الذي يمكن أن يجيب عليه أي مواطن بالقول أنني شاركت في الثورة و صنعتها أنا… حتى أنه أصبح أشد أعداء الثورة من الذين كانوا يسبّحون بحمد العهد البائد و يقتاتون من فتاته بالتملق و التزلف يعتصمون و يحتجون مدعين  أنهم كانوا ضحايا لهذا العهد و ما الوقفات و الاعتصامات التي قاموا بها المعتمدون أخيرا منّا ببعيد. و قد لا نستغرب اذا رأينا في ساحة القصبة تجمّعيون معتصمون للمطالبة برد الاعتبار للحزب المنحل بدعوة أنه ظلم سابقا فالثورة تعتبر للبعض فرصة يمكن أن تحقق لهم ما لا يحلمون به. لقد سميت الثورة بثورة الشباب، بالرغم من أننا لم نرى الى يومنا هذا أي من هؤلاء الشباب يستشاروا في أمور البلاد و العباد، غير أن حتى هذه الصفة وجب التوقف عليها فقد رأينا الثورة و قد ضمت الصغار و الكبار النساء و الرجال، الشباب و الشيوخ و نسبتها الى فئة دون أخرى هو اجحاف في حق البقية و لكن يمكن أن تسمى بثورة الشباب من باب التحفز و الايحاء بالقوّة و الشدّة كما سمّاها البعض من قبل بثورة الياسمين نسبة لعطرهذا البلد لا أن يصبح الشباب الممثل الشرعي و الوحيد للثورة فهذا ما كنا نخشاه لما سيترتب عليه من مطالب و استحقاقات لم تكن من خصائص الثورة كما أنها لم تكن من متطلباتها. و قبل أن نجيب عن سؤال من صنع الثورة في تونس؟ لابد أن نرجع الى الوراء قليلا لما يسمى بسنوات الجمر بداية التسعينات و حتى سنوات قليلة من الاطاحة بالرئيس الفار عندما بلغ عدد المعتقلين من حركة النهضة أكثر من ثلاثون ألف كان آخرهم الدكتور صادق شورو الذي قضى أكثر من عشرون سنة وراء القضبان في ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا انسانية اضافة الى عشرات الشهداء و مئات المهجّرين قبل أن يأتي الدور على الحزب الديمقراطي التقدمي و قيادته و جريدته التي كانت تمنع قبل توزيعها أو تسحب من الأكشاك مرورا بأعضاء المجتمع المدني كالدكتور منصف المرزوقي الذي ذاق الأمرين من تصرفات صبيانية كالاعتداء عليه بالسب و الشتم و تسليط عليه أراذل القوم ليتهموه بالعمالة بل ليضربوه بالبيض في بلده أمام مرأى و مسمع من السلطات الأمنية بل و بتواطئ منهم ليختار مرغما الهجرة خارج بلاده و كذلك المحامية الفاضلة النصراوي و زوجها حمة الهمامي وصولا الى السيدتين الشامختين سهام بن سدرين و أم زياد و ما كانا يلاقيانه من اعتداءات سخيفة عند مغادرتهما مطار تونس قرطاج و أيضا الأستاذ عبد الرؤوف العيادي و الأستاذ طارق السويسي و الأستاذ محمد عبو و الأستاذة العكرمي و القاضي اليحياوي و كذلك أصحاب القلم الحر الفاهم بوكدوس و زهير بن مخلوف الذي لفقت له تهمة كيدية و سليم بوخذير الذي أطرد من عمله بجريدة الشروق و عبد الله الزواري الصحفي المنفي في وطنه حتى نصل الى ضحايا قانون الارهاب من خيرة شباب تونس أخرجوا من معاهدهم و جامعاتهم ليساقوا الى السجون و ما ثورة المنطقة المنجمية التي أخمدت بالنار و الحديد عنا ببعيد و ما لاقاه عدنان الحاجي و الأستاذة زكية الضيفاوي كقيادة لهذه الاحتجاجات و لتصل عبرهم الرسالة لمن يريد أن ينتفض ضد الدكتاتورية لابد أن يتحمل مسؤولية ذلك ولا ننسى عمي علي بن سالم الذي حارب الاستعمار فجاء بن علي ليضعه رهن المتابعة و التضييق. ربما لا يتسع المجال الى ذكر كل من اكتوى بنار العهد البائد من أحرار تونس بل ربما لم نسمع بكثير منهم لأنهم فضلوا الانسحاب أو المقاومة دون أن يسمع بهم أحد حتى أصبحت كلمة تونس مرتبطة، في المحافل الدولية، ارتباطا وثيقا بالاعتداء على حقوق الانسان و بالعداوة لحرية التعبير. و عندما أضرم محمد البوعزيزي، (نسأل الله له الرحمة و المغفرة)، في نفسه النار اعتبره البعض مفجر الثورة في حين اعتبره البعض الآخر « القشة التي قصمت ظهر البعير » فقد تعود الشعب التونسي أنه اذا وقع عليه الظلم من طرف الطغمة الحاكمة أن يحتسب أمره لله حتى شاع عنه أنه شعب جبان لا يستطيع أن يدافع عن نفسه في حين ذهب من يقرأ وراء السطور أن الشعب التونسي يستجمع أسباب ثورته حتى اذا جاءت ساعتها لن يقف أمامها أحد بل وجب الوقوف اليها احتراما حتى في الكنغرس الأمريكي و هو فعلا ما وقع… و خلاصة القول أن الثورة التونسية لم يقم بها أحد دون غيره و من الاجحاف و الظلم بل قل من التبسيط المخل اعتبار الفيسبوك أو المظاهرات التي أقيمت قبل هروب الرئيس السابق، بالرغم من اكبارنا لتلك الأعمال و تقديرنا لها، هي من صنعت الثورة، فهي تراكمات لعقدين كاملين من الظلم و القهر و الاهانة كانت تنتظر أمر الركوب في السفينة التي صنعتها بالرغم من اختيار البعض الايواء الى الجبل لطلب العصمة و هو ما لاحظناه في مقاومة الثورة من طرف أفول العهد البائد و من التجمعيين و غيرهم ممن أصبحت مصالحهم الشخصية محل سؤال و تتبعات عدلية و لكن الثورة تنسج مسارها بهدوء و خطا ثابتة و يحرصها في ذلك أصحاب الهمم العالية من شباب و شابات و كهول و شيوخ وأحزاب صادقة مع مجتمعها و جمعيات حقوقية و مدنية و اعلامية لا تبغي الا ازدهار تونس و مناعتها و ستكون لهم الكلمة باذن الله لانه كما قال أبو القاسم الشابي: اذا الشعب أراد الحياة    فلابد أن يستجيب القدر … و لذا وجب التصدي للتصريحات التي لا يقصد منها الا بث الشك في الوطنيين  و محاكمة نوايهم و التي تخرج علينا من حين الى آخر لاتهام أناس كانوا أول من وقف في وجه الظلم لسنوات طويلة وتصدوا بصدورهم العارية في حين اختار البعض السلامة لسبب أو لآخر. فكما اجتمعنا أيام الثورة و أصبح الشعب كله ملتحما  يواسي بعضه البعض و يؤثر بعضه البعض و لم ترفع غير راية الوطن فانصهرت الأحزاب و الجمعيات و المؤسسات و غيرها وراء تونس لابد أن نحافظ على تلك اللحمة و تلك الهبة فنختلف و نتحاور و نتجادل لكن دون أن نحاكم النوايا أو نكيل التهم فكل منا يخدم تونس من وجهته و حسب قناعته لأن الاختلاف لا يفسد للود قضية و تونس فوق الجميع. حفظ الله تونس و ثورتها من قوى الردة و الرجعة … رضا المشرقي / ايطاليا  


مصرع الوحش  

هو ابن من؟ والى من ينتسب ؟هل هو  ابن شرعي لأبيه وجده  أم انه لقيط لا أصل له. ؟ هل خرج علينا التجمع الدستوري الديمقراطي سنة 1988 من رحم انقلاب دستوري جاء بمن لا يستحق فوضعه في المكان الذي لا يستحق؟  أم انه يضرب بجذوره في فكرة الدستور، هذا الحلم الذي راود  جيل النهضة فوضعوه ربما بأيدي القناصل   في نص لم يعمر طويلا لأنه ولد ميتا مع دولة البايات السلطانية التي  لا مكان فيها إلا لحكم الأمير الجائر   ذاك الذي خرج عليه ابن غذاهم فمات هو وحمل معه الحلم الوليد الذي لم يعمر غير أربع سنوات   . كلها أسئلة طرحها حل التجمع أو ما نسميه مصرع الوحش. ولم يكن الوحش في الواقع غير تونس المريضة مرضا  قديما جدا  لأنه مرض  يشبه حد التطابق مرض  كل أحزاب السلطة في دول الاستبداد…. فيروساته  رجال كل عهد وكل زمن.  ممن ظنوا أنهم باقون وان حزبهم باق فتصرفوا دون خوف من العقاب وكذبوا حين كنا نخاف من تكذيبهم .ملؤوا الساحة وحدهم يجمعهم  الطمع و يحرسهم البوليس السياسي وأجهزة الدولة الفاسدة. اجتمعوا حول بعض قطاع الطرق الذين اكتشفنا أخيرا أنهم من الحشاشين ايضا. فمدحوهم وتزلفوا لهم ومكنوهم من جميع الحيل  القانونية لينهبوا عرق » البؤساء » الذين سكنوا أماكن لا شمس فيها ولا ظل ..  جامعيون ومحامون  وكتاب وموظفون وموهوبون في فن الوشاية وفي علم استفيد لمن يهمهم الأمر وفنانون لا فن لهم انخرطوا في الكذب ثم انقلبوا حين كشفت الثورة زيفهم فقالوا إن الجهاز كذب عليهم ودس أسمائهم في قائمة المناشدة الرخيصة وإنهم لم يكونوا يعلمون.  بئس ما قالوا وما  فعلوا فقد كذبوا مرتين…  مغمورون يطمحون إلى الوزارة و وزراء قدامى استعذبوا المنصب  بخيراته ومنافعه  فحنوا من جديد إليه بعد أن جربوا المعارضة فأدركوا انه لا خير فيها  وآخرون  لا يستطيعون مغادرة المنصب  ولما غادروه بعد الثورة قالوا إنهم كانوا مغلوبين على أمرهم وانه بفضلهم كان الشر أهون من شرور أخرى لو ذهبوا لحاقت بنا .  ومشاريع وزراء لم يسعفهم الوقت فوجدوا أنفسهم وجها لوجه مع الجماهير الغاضبة التي تطالبهم بمغادرة مناصبهم دون الوزارية التي كانوا يحلمون بان تكون طريقا يحملهم إلى قصر الحكومة قبل أن يعمرساحته المعتصمون ، سراق سابقون احترفوا النشل مع نظام بورقيبة ثم رسكلوا مواهبهم في خدمة النظام الجديد. وسراق جدد تدربوا على فنون إدارة الأصابع فاخذوا ما تمكنوا من أخذه ولا شك أنهم كانوا يطمعون في المزيد قبل أن تنزل عليهم النازلة …حتى أصحاب النظريات الثورية ممن جاءت بهم الحركة الطلابية في زمنها المريض صاروا  من رعايا الوحش ومن خدام الطاغية فنظموا قصائد المدح الرديئة فيه وحتى في   السيدة الفاضلة فجعلوا منها درة زمانها . بل يقال والعهدة على من قال أنهم  كانوا  مخبرين قدامى تنكروا بعد ذلك  في ثياب وزارية . ودون الحيتان الكبيرة جيوش من صغار السمك كانت غذاء للوحش وكان غذاء لهم خوفا أو طمعا في مكسب صغير أو كبير دفعت إليه ظروف الحياة التي تجبرك أحيانا على ما لا تريد … مات الوحش اذن  … . ولا فائدة أن نبحث له بعد حجة الوفاة عن مضمون ولادة حزبية لأننا نخطئ حينها في فهم هويته . .  لم يكن الوحش حزبا ولا ايديولوجيا ولا عقيدة ليكون امتدادا لحزب بورقيبة آو الثعالبي أو مواصلة لأي مشروع دستوري إذ لا يتناسل الكائن إلا ممن هو من جنسه. كان ببساطة دولة الحزب الواحد أو حزب الدولة الكليانية. انه بدون التفريق بين الحزب ودولة الحزب  يستحيل علينا فهم أي شيء.  لقد علمتنا التجارب انه كلما التقى الحزب بالدولة المستبدة  وتماهى معها فقد كيانه كحزب فلا يبقى صلبه إلا الدولة( إذا جاز أن نسميها دولة بالمفهوم الحديث للكلمة لغياب أي مأسسة حقيقية قائمة  على الاحتكام إلى القاعدة القانونية) ولذلك فان من ينخرطون فيه  يفعلون ذلك للانتفاع من الدولة وما تغدقه عليهم من خيرات لا من الحزب وما يمكن أن يعلمهم من أفكار ومبادئ  . وهنا لا مناص من أن نعترف دون حذلقة أن الوحش قديم قدم حزب الدولة الذي حكم البلاد واستعبد العباد .لا مناص من أن نرجعه لأبيه الشرعي . وهو بلا شك ليس حزب بورقيبة قبل أن يصير دولة ولكنه  حزب دولة بورقيبة بعد أن صار رئيسا أوحد بشرعية تاريخية لا شرعية انتخابية لها :  برجاله ومقراته وأمراضه بعد أن  اخرج فرنسا فحكم مثلما حكمت بالقهر والطغيان.. ذهب أكثر رجال بورقبية ولكن خلفوا وراءهم جهازا ورثه الوحش ميراثا لا غبار عليه. جهاز برؤوس مسمومة  كلها ولدت مع الاستقلال: مؤسسات دستورية ليس لها من الدستور الا الحرف. الدخول اليها لا يخضع إلا إلى منطق الولاء لحزب الدولة . نظام امني مكروه من  الشعب لأنه في خدمة الاستبداد  تحول شيئا فشيئا الى جهاز بوليس سياسي استخدم فيه كل الأعوان للاستخبار عن المعارضين السياسيين ومحاصرتهم واضطهادهم. سلطة قضائية لا استقلال لها، وظيفتها تكريس أهداف السلطة وذلك بواسطة إخراج الأحكام السياسية في ثوب قضائي. إعلام  تابع  عمق عبادة الفرد وحاصر كل تعدد سياسي او  فكري. هذه بنية حزب الدولة الذي ولد مع بورقيبة ولم يضف اليها زين العابدين بن علي شيئا على مستوى النوع أما الدرجة فمسالة لا تهم البنية . اذن وللأمانة لم يكن مصرع الوحش مصرعا للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي ولد بعد انقلاب نوفمبر بل مصرع حزب الدولة الذي جاء لنا به بورقيبة . ومن العبث في نظرنا أن نتهم الابن ونغفر للأب أخطاءه القاتلة.الا اذا كانوا من يفعلون ذلك لهم غرض غير البحث عن الحقيقة التاريخية من قبيل مغازلة البورقبيين القدامى من اجل تحدييهم حتى لا يكونوا جزءا من جيش التجمع الذي خسر المعركة ولكن لا احد يضمن انه لن يعيد انتشاره مستعملا احتياطيه من البورقيين القدامى.    عبدالسلام الككلي     

 الإسلامي.. في بلادنا .. من هو؟؟؟


تستفيق تونس بعد سبات عميق، وبعد حالة من الإهمال الفكري والثقافي والتعتيم والتكتيم لفترة طويلة. ولست أبالغ إذا قلت أن الوعي الديني في تونس الزيتونة هي اليوم في الحطيط. ولعل تونس العربية المسلمة ذات الأغلبية المالكية هي في مؤخرة الدول الإسلامية لجهة الوعي الشرعي، فرصيد تونس من التعليم الشرعي كلية واحدة في تونس تدرس الثقافة الدينية (من البوذية إلى الإسلام)، ولا تدرس الإسلام أصولا وعلوما وفنونا. وبالمقابل يشهد الإسلام نصا وعلما وتاريخا هجمة شرسة من الأقلام والألسن العلمانية جهارا نهارا.  
ورغم التغييب الطويل للعلماء والشيوخ والكتاتيب والأوقاف فإن الصف العلماني ينظر بتوجس وتخوف إلى « التيار الإسلامي »، يتخوفون على الديموقراطية والحداثة وحقوق الإنسان ومكتسبات المرأة. وحركة النهضة هي اليوم الموسوم الأول في تونس بلقب الإسلامي، ومع ذلك فرائدها « الشيخ » الغنوشي لا يفتأ يردِّد بأن حركته لا تحتكر الإسلام،  وأن أحدا لم يفوضها للنطق باسمه في تونس. لكن الغنوشي وفي تصريحات وكتابات كثيرة يعطي لنفسه حق الفتوى، فيقول مثلا عن حرية المعتقد المنصوصة في ميثاق هيئة 18 أكتوبر أن الإسلام لا يمنع من ذلك، فالغنوشي بالنسبة للعلمانيين ليس إلا الممثل المباشر للإسلام.
« الإسلامي » إذاً صفة يطلقها العلماني الرسمي والمعارض على المنتمي لحركة النهضة، وقد كانوا قبل نظام بن علي يطلقون بدلا منها جملة من الألقاب، منها: الخوانجية والخمينيين والطائفيين والخوارج والإرهابيين. الإسلامي إذاً ليست نسبة إلى الإسلام من حيث هو دين سماوي دستوره القرآن وأسوته الرسول صلى الله عليه وسلم وقوانينه الشريعة الغراء. وليس الإسلامي كذلك صفة لخيار سياسي ملتزم بنصوص الإسلام العقائدية والشرعية، لأن حركة النهضة لم تصرح يوما بأنها تريد في حال وصولها إلى الحكم تطبيق الشريعة الإسلامية.
قد يقول قائل بأن التيار العلماني وقف ضد بعض مشاريع « الأسلمة » للدولة والإعلام التونسيين حين انتقد إشراف صخر الماطري على إذاعة الزيتونة وبنك الزيتونة، لكني أذكّر بأنه لا صخر ولا العاملين معه وصفوا بكونهم إسلاميين.  
بعد هذا يمكن أن نخرج بنتيجة أن مصطلح « الإسلامي » هو لقب أطلقه العلمانيون على المسلم المنتمي لحركة النهضة الذي يحاور أو يعارض العلماني وينافسه في ساحات الفكر وفي أوساط النخبة المثقفة. فالرفض العلماني لما هو ديني بالغٌ مبلغَه، إذ العلمانيون يضِيقون بذي السَّمت الديني، المتخلق بأخلاق الإسلام وإن لم ينطق بآية أو حديث. إن هذا اللقب تعبير فاضح عن منتهى التطرف العلماني في رفض كل ما يمت للإسلام بصلة.
إن حركة النهضة ممثلة في شيخها الغنوشي حين توقع على عهود أو اتفاقات هيئة 18 أكتوبر، وحين تصف مجلة الأحوال الشخصية دون استثناء لبعض نصوصها بأنها اجتهاد إسلامي، إنما تقول ذلك انطلاقا من تصورات الائتلاف العلماني – النهضوي المعارض، وليس انطلاقا من ضمير الشارع التونسي المسلم، ولا استنادا لنصوص الإسلام، ولا استئناسا لاجتهادات المجتهدين قديما أو حديثا. هي فتوى سياسية على مقياس العلمانية التونسية، والرقابة الغربية، والضرورات النهضوية، وفريق النسوانجية البورقيبية وأبنائهم غير الشرعيين. ولو كانت فتوى شرعية لما سكت عنها علماء الإسلام في المشرق أو المغرب، إن راشد الغنوشي مع احترامي لنهجه الانفتاحي السلمي، ليس من المجتهدين ولا من الأصوليين ولا من الفقهاء ولا حتى من علماء الإسلام، إنما هو زعيم مسلم معارض لظلم السلطة التونسية على مدى أكثر من أربعين عاما.

وقد يظن العلمانيون أنهم في ساعة من غفلة وضعف الإسلام في تونس أمكنهم أن يحِلوا حراما أو يحرموا حلالا، لكنهم سيقفون أمام صخرة تأبى التحطيم، صخرة تحطمت على سطحها فلسفات الغرب قاطبة وخشعت لتماسكها وصلابتها دعوات هدامة على مر الدهور والأزمان، ألا وهي القرآن الكريم، فالشعب التونسي عربي مسلم برغم المشككين والمحرفين والمرجفين وسيعي نصوص كتاب الله العزيز وسيلتزمها ويطبقها مهما أفتى السياسيون وافترى العلمانيون. إنني أطالب وأدعو من خلال منبر تونس نيوز الحر لأن لا يكون لاتفاقات هيئة 18 أكتوبر أي اعتبار في اختيار أعضاء المجلس التأسيسي وفي كتابة الدستور الجديد. وأطالب بضرورة عرض ما ادُّعِي أنه من مكتسبات المجتمع المدني بالتساوي مع اشتراط أمانة من يتقدم لحكم تونس على دين الناس كما على دنياهم، حتى لا ننعت إنجازات النظامين السابقين السياسية والاقتصادية بالفساد ثم نزكي الإنجازات الثقافية العلمانية المعادية في كثير منها لصريح دين الدولة والشعب.
وأدعو من خلال منبر تونس نيوز إلى حرية الدعوة والبيان في وسائل إعلام الدولة وفي المساجد. فالإسلام الذي هو أعظم مكتسبات التونسيين منذ قرون يُطعن في الصميم ويشكك في نصوصه وأحكامه بدعوى الحداثة والديموقراطية التي لم نر منها شيئا بعد، ويراد لديننا بالمؤتمرات والندوات والحوارات « السياسية » أن يكون شأنا فرديا لا علاقة له بالشأن العام، وهو ما يعد مخالفة شرعية تاريخية عظيمة تسجل على حساب ثورة الشعب التونسي المسلم.         لبيب الفاهم  

هيلاري كلينتون في تونس : عين على نفط ليبيا …مماطلة محسوبة… وانتظار للحسم

بقلم: محمد بوعود انطلقت أوّل أمس الأربعاء، زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للمنطقة، بعد مرورها على باريس في طريقها إلى كل من تونس ومصر. وتأتي هذه الزيارة، في ظرف زمني وسياسي معقّد تشتدّ فيه التجاذبات داخل مؤسسات القرار الدولية، بين رافض للتدخّل العسكري في ليبيا، وبين مناد بضرورة ذلك، وفي أسرع وقت ممكن.

زيارة كلينتون تكتسي أهمية بالغة، نظرا لعدة معطيات سياسية وعسكرية وأدوار يجب أن تلعبها دول الطوق، من أجل تسهيل تدخّل الإدارة الأمريكية في ليبيا ومن أجل أن تتجنّب أكثر ما يمكن من خسائر، سواء مالية وبشرية، أو خسائر على المستوى السياسي، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية لم يبق لها كثير من وقت.
*عين أمريكا على النفط
لم يدر بحسبان الإدارة الأمريكية، رغم علمها المسبق وتورّطها الأكيد في أحداث الانتفاضة الليبية، أنها ستتحوّل إلى حرب مسلّحة، وأنها ستستمر كل هذا الوقت، لقد كانت تعتقد أن نظام الزعيم الليبي لن يصمد طويلا أمام الهبّة الشعبية، وأن الأمور ستُحسم بسرعة لصالح الثوّار، وسيبقى حال الغاز والنفط على حاله.
لكن قدرة النظام على الصمود، وعودته للمسك بزمام الأمور ميدانيا، أربك حسابات أمريكا، وأدخل بلبلة كبرى على أسواق الطاقة في العالم، وجعل واشنطن تعيد حساباتها.
فالنفط الليبي ليس باليسير، ومكانته في السوق العالمية ليست بالبسيطة ولا الهيّنة، ولا يمكن تعويضه، خاصة بعد التهديدات العلنية التي أطلقها الزعيم الليبي معمّر القذافي ونجله سيف، بخصوص مصير آبار النفط وحقول الغاز، في صورة حدوث أي تدخّل عسكري أجنبي.
فأمريكا لا تستطيع، في كل الأحوال، الاستغناء عن السوق الليبية وليس للعالم بديل عنها، إذا ما تعرّضت للتدمير أو الحرق، أو وقعت تحت أيدي جماعات متطرّفة، وهو أمر يؤرق الإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين، خاصة ايطاليا وألمانيا اللتان تعتمدان على موارد الطاقة الليبية بشكل كبير. وقد ظهر جليا موقفهما المعارض لأي تدخّل عسكري، كما عارضت من قبل كل من روسيا والصّين، مسألة استصدار قرار من مجموعة الثمانية يقضي بفرض حظر جويّ على ليبيا.
السيدة هيلاري كلينتون، سوف تبحث إذن، في تونس ومصر، بعد مرورها بباريس طبعا، اعتمادا على ما لهذه العاصمة من تأثير على البلدين، سوف تبحث كل الامكانيات التي باستطاعة كل من البلدين تقديمها لتأمين قواعد تحرّك آمنة ضدّ ليبيا، سواء لناحية العمل العسكري، أو لناحية اقامة مناطق لجوء محاذية للحدود الليبية يمكن استعمالها يوما آخر ضدّ النظام الليبي.
وتتجلّى النظرية الأمريكية في الاحاطة بليبيا وتطويقها من الشرق والغرب، بعد ضمان الحدود الجنوبية التي تسيطر عليها فرنسا في التشاد والنيجر، وهذا الطوّق الذي تحاول الادارة الامريكية فرضه على ليبيا، من خلال الضغط على كل من تونس ومصر، لجعلهما يعملان على إحكام الطوق عليها، وإضعافها، وبحث كل إمكانية لمساعدة المتمردين ودعمهم إعلاميا وسياسيا، ومحاولة جعل العاصمتين تعترفان بما يسمى مجلس قيادة الثورة في بنغازي، اقتداء بما فعلته فرنسا وجامعة الدول العربية، في خطوة رأى فيها الكثير من السياسيين والمراقبين أنها كانت متسرّعة ولم تراع الوضع الميداني على الأرض.
وتعتبر هيلاري كلينتون أن تردّد كل من تونس ومصر في دعم الثورة في ليبيا، غير كاف، وأنه على البلدين أن يساهما بفاعلية أكبر في إسقاط النظام الليبي، خصوصا بعد الصمت المطبق الذي ميّز مواقف الجزائر وتشاد والنيجر والسودان، وهي البلدان التي تحيط بليبيا، وتربطها علاقات جيّدة مع طرابلس.
*مماطلة أمريكية محسوبة

ما يجري في كواليس مواقع صنع القرار في الغرب، يبدو غامضا ويتميّز بوجود تناقض كبير بين مواقف أعضائه من مختلف المقاربات التي تصبّ في التدخل الأجنبي في ليبيا. فإضافة إلى المعارضة الروسية الصينية لقرار الحظر الجويّ، ومعارضة المانيا وايطاليا للضربات الجويّة، واستفراد فرنسا، بدعم تقليدي من بريطانيا، بالمضيّ قدما في كل الخيارات المتاحة ضدّ ليبيا.
وباستثناء الاعتراف اليتيم من فرنسا بمجلس قيادة الثورة، وتلك الدعوة البلهاء من جامعة الدول العربية لفرض حظر جوي على ليبيا، فان بقية المواقف، سواء الأوروبية أو الأمريكية، تظلّ تراوح مكانها في عدم الرغبة في التورّط في حرب لا يعرف نتائجها أحد من ناحية، وكذا الحيلولة دون انتصار النظام على المتمردين من ناحية أخرى.
وهذه المماطلة، محسوبة طبعا، فالإدارة الأمريكية تعرف جيّدا أن أي خطوة متهورة من جانب الغرب والولايات المتحدة، ستجعلها هدفا لغضب شعبي ليبي وعربي وعالمي، دون أن تحقّق لها نتائج ايجابية، وربّما قد تخسر فيها أكثر بكثير مما تجنيه.
في انتظار الحسم الميداني
ما حقّقته القوات الليبية الموالية للنظام من انجازات ميدانية في الأيام القليلة الماضية، جعل الجميع يعيد حساباته، فقبل أربعة أيام كان المتمردون في تاجوراء على أبواب طرابلس، أما اليوم فقد دحرتهم القوات الليبية بعيدا جدا إلى الشرق خلف جدابيا.
هذه المعارك، التي أثبتت ميدانيا أن المتمردين لا يتمتعون فعلا بهذه القوة والكفاءة التي تروّجها عنهم وسائل الإعلام، وان بإمكان القوات الموالية دحرهم بالكامل. كما أثبتت المعارك الأخيرة أن النظام استطاع أن يمسك بزمام المبادرة، وأن يقلب الأوضاع الميدانية لصالحه، كما استطاع أيضا أن يتدارك الأوضاع سياسيا وإعلاميا وتعبويا، ويبسط سيطرته من جديد على الأوضاع عامة.
وهي معطيات كلّها تمكّنت من جعل القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة تنتظر الحسم وتترقّب لمن ستؤول الأمور ميدانيا، حتى تعيد حساباتها وتراعي مع من ستكون مصلحتها.  

(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 177 بتاريخ 18 مارس2011)

الإصلاحيّون العرب بين القول والفعل

 


بقلم المولدي الشاوش   الفكر الإصلاحي العربي، مر بعديد المحطات التي أثرت فيه سلبا أو ايجابا ، من الدعوة الوهابية في القرن الثامن عشر، والى يومنا هذا ، حيث تطور الفكر الاصلاحي العربي ، وأصبح له عديد الأوجه والطموحات في حياتنا الإجتماعية ، والثقافية ، والسياسية ، والإقتصادية بأوطاننا مشرقا ومغربا ، ومهما شح هذا المد الإصلاحي ، لا يخلو عصر من العصور ، وإلا ويظهر فيه فرد أو جماعة تدعو إلى ترميم حياة الناس، مما علق بها من آثار الجهل والجمود و الانغلاق ، من أجل القبول بالفكر النير، الذي يسهل الحياة ويفتح الدروب الواسعة، التي ضيقها من كان فكره متحجرا، لا يدرك مقاصد الشريعة الإسلامية، وما ترمي إليه من فكر جاد، ميزته الوسطية ، وتحقيق مصالح الناس، في بناء الذات والأوطان ، ودون تصادم مع عقيدة القرآن ، والهدف واضح . اذ الإصلاح هو كل ما يبعث على الصلاح والنفع للفرد والجماعة، والرقي بالفكر المعرفي، ومد جسور التواصل بين الناس، حتى تكون العلاقات مبنية على القيم الأخلاقية السامية ، التي تمتّن المعاملات الإنسانية في شتى فروعها وما أكثرها ! هذا باختصار ، ما كان يرمي اليه الفكر الإصلاحي العربي في خطواته الأولى .   اذ يكاد لا يخرج عن المفاهيم الدينية وأحكامها حسب السياق التشريعي العام ، وما تخللته من اجتهادات عبر العصور، من هذا الفقيه أو ذاك ، لأن الشريعة الإسلامية لا تتصادم مع مصالح الناس في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها ، وحكمة كلها . كما اثبت ذلك ابن قيم الجوزية في كتابه إعلام الموقعين  ج 3 . اما هل نجح هذا الفكر في جانب ، واخفق في آخر ؟ هذا موكول للمؤرخين والمنظرين على مر التاريخ ، وهذا ليس ما يشغلنا اليوم ، انما الذي أريد مناقشة قراءنا الأعزاء فيه ، هو القرن الذي يعتبر من القرون الذهبية بالنسبة للغرب ومن ماثلهم من نمور آسيا وغيرهم حيث هم الذين نالوا القسط الأوفر من النمو، والدخول إلى القرن الواحد والعشرين وهم في أوج الرقي والإزدهار قبل عديد الدول التي احلت كثافة سكانها ومساحاتها اغلب المناطق الجغرافية على الأرض ، والذي قادهم إلى هذه الفسحة الحضارية ، هو تعلقهم بالبحث العلمي الجاد، الذي طوّع لهم فك رموز التكنولوجيا والإنتفاع بها في خدمة شعوبهم، بما وفروه من اختراعات وانجازات علمية رائدة ومثيرة احيانا للأذهان وكأنها ضرب من الخيال ، اذ غزوا حتى الفضاء الخارجي، ونزلوا فوق سطح القمر، ودرسوا عديد الكواكب والأقمار والمذنبات المرئية وغير المرئية في السماوات العليا، ودرسوا بعضها دراسة مستفيضة، في كشف أغوارها وأسرارها، رغم ما يحيط هذه الإكتشافات من مفاجآت خطيرة ، إلا أن ذلك لم يثن عزائمهم الصّلبة ، رائدهم في ذلك توسيع دائرة البحث العلمي ، انه لعمل جادّ ورائع ، أضاف للبشرية رصيدا من المعارف كانت مجهولة ومعتمة . كما حققت هذه الأمم نجاحات في مختلف الميادين، والتي لوعددناها لضاق بنا المجال. فهذه الثورة العلمية المكتسبة لم تأت من فراغ، بل هي نتاج الدعوات الإصلاحية على امتداد قرون ، والى اليوم، والتي تزعمها الرواد من أهل الفكر المتألقين من فلاسفة ، وعلماء ، ونقاد ، ومنظرين والناتج معانقة الإبداع العلمي والتكنولوجي، من بداية اختراع المحرك البخاري، والقطارات، والغزل، والنسيج، والطائرات، والمركبات الفضائية وانتهاء بثورة الحواسيب  ومحيط المعلومات الزاخر والمذهل في أدائه لعديد الوظائف وبامتياز، وكذلك الهاتف الجوال اعجوبة القرن العشرين والذي تطور أخيرا إلى ما يسمى بالهاتف الذكي متعدد الخدمات والوظائف، والذي لا يزال في بداية تسويقه سنة 2011 وأخيرا وليس آخرا تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين والتي تعرف ب »تكنولوجيا النانو » يقول الدكتور والباحث التكنولوجي مـحمد شريف الاسكندراني في كتابه تكنولوجيا النانو نشر عالم المعرفة الكويت عــــــــ374ــــدد أبريل 2010 كلمة : النانو هي بادئة منحوتة من اللغة اليونانية القديمة وتعني  » قزم Nanos  » وفي مجال العلوم يعني النانو جزءا من مليار ، فمثلا نانو ثانية ، وحدة لقياس الزمن وتختصر Nano sec  يعني واحد على مليار من الثانية الواحدة وبالمثل يستخدم النانومتر الذي يختصر nm كوحدة قياس أطوال الأشياء الصغيرة جدا التي لا ترى إلا تحت المجهر الإلكتروني ، وتستخدم هذه الوحدة للتعبير عن أقطار ومقاييس ذرات وجزئيات المواد والمركبات والخلايا والجسيمات المجهرية مثل البكتيريا والفيروسات ، والنانو متر الواحد يساوي جزءا من ألف مليون (مليار) جزء من المتر او بتعبير آخر فإن المتر يحتوي على مليار جزء من النانومتر…   وقد أدى هذا من التمكن من تصغير مكونات الترنزستورات لمستوى النانو إلى تضاعف كبير في سرعة وكفاءة الحواسيب، وزيادة قدرتها في تخزين المعلومات والبيانات . وهذه التقنية كما أشار المؤلف إلى  تطبيقاتها المستقبلية زيادة على ما ذكرنا سوف تقتحم مجالات الطب والطاقة والغزل والنسيج وتكرير البترول والمنتجات الغذائية من بداية زراعتها إلى تجهيزها وتعبئتها والقائمة طويلة، أليس هذا مذهلا حقا ؟! بينما العرب لم يتحركوا قيد أنملة نحو الأفضل ، بولوج باحة العلوم والتعمق في أغوارها ، رغم الغنى الفاحش الذي عليه الخليج ، ومن ماثلهم في مناطق أخرى ، لكن هذه الأموال التي هي ملك للشعوب المكبوتة وليست لأصحاب السلطة والجاه لكنها للأسف تبدّد في الإستهلاك المفرط والآتي من وراء البحار ، علاوة على المآرب الخاصة ، وشراء الأسلحة والطائرات بمختلف أنواعها بأثمان خيالية ، ولقائل أن يقول : لمن تشترى ؟ هل سيحاربون بها « اسرائيل » ؟ طبعا لا ولا، اذن ما فائدة هذا الكم الهائل من الأسلحة ؟! الذي سيكون مآله الصدأ والعدم مثل سابقه وتبقى الخسائر المرة للشعوب المكلومة، والغنائم الباردة للغرب الكاسر .
والى جانب شراء الأسلحة ، هناك تبديد فاجر لأموال الشعوب من طرف السلاطين والأمراء وغيرهم في بناء الأبراج المسرفة في العلو ، في الصحاري والبحار، هذه الإمارة ، أو تلك ، وقد تعرضوا للنقد اللاذع من عديد العلماء والمفكرين العرب .
أليس أجدر بهؤلاء وغيرهم أن يستثمروا هذه الأموال في العلم والثقافة ؟ بتأسيس مدينة علمية رائدة ينهل من حياضها المتفوقون من الجامعات العربية على الأقل ، وبذلك بتخريج العباقرة من العلماء والمبدعين والمبتكرين والمخترعين الذين يوسعون من المساحات الضيقة في حياتنا وما أكثرها !!! وعسى أن يكون هذا باعثا لصقل مواهبنا والدخول بها إلى عالم الحداثة من بابها الواسع ، خاصة ونحن على أبواب العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين، ونحن لا نزال نعاني الجفاف والتصحر الفكريين لاننا لا نبرح راضخين إلى توجه عصيم يدعي امتلاك الحقيقة لوحده والذي أدى بنا إلى الخضوع التام إلى خطاب سياسي واحد في وطننا العربي ، وهذا لا يدعو إلى التفاؤل ما دمنا لا نستمع إلى الرأي المخالف ، لأن النقد البناء هو الذي يقربنا من الفكر الإصلاحي والديمقراطية وبالتالي توسيع الآفاق .
هذه ناحية ، ومن ناحية أخرى ، يجب أن نحد من هجرة الكفاءات العلمية إلى الغرب التي يستغلها هذا الغرب دون أن يدفع في تكوينها دولارا واحدا . لماذا هذا الإنهيار المتواصل للإصلاحيين من العلماء والمفكرين العرب ؟  الذين يعيشون التهميش ، وليس لآرائهم التنويرية في مختلف المجالات وزن من أصحاب القرار ، زد على ذلك التشرذم والنزاعات التي عليها أقطارنا مشرقا ومغربا، والذي عمق فينا هوة التخلف ، اذ لا روابط قومية جادة بيننا ، تربط الجميع بعضهم ببعض ، حتى يؤدوا واجبهم من أجل الرفع من مستوى هذه الشعوب في عديد المجالات خاصة في الميدان البحثي والترجمة اللذين هما حجر الزاوية في كل إصلاح .
فلنغرس في عقول الناشئة منذ الصغر ، حب العلم والتفوق فيه ، لكي نصل إلى المأمول ، ونحقق أهدافنا ، بإنجاب جيل من الشباب يشعر بأن دوره كبير في وطنه العربي باعتباره الركيزة الأساسية في البناء الفكري والتنموي ، لأن الرضا بالوضع البائس كساد لنا وبوار ، ولأن الحياة في كل الأقطار في سباق مع الزمن من أجل اكتساب القدرة على الإبداع وقهر التخلف .
وهذا لا يتحقق إلا بإتباع المفكرين الإصلاحيين العرب الذين ملأوا الساحات الوطنية والقومية  بأفكارهم النيرة من خلال ما نشروه من مقالات صحفية وكتب عديدة ، كلها ترمي إلى معالجة الجسم العربي الذي أصابه القصور والترهل منذ قرون ، ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ، إذ لو عددنا أسماء هؤلاء لضاق بنا المجال،  إذ كل واحد منهم يمثل مدرسة إصلاحية بذاته ، حبذ لو وقع استغلال ذلك على الأرض لذللنا الصعاب وقهرنا التخلف الذي لازمنا طويلا .
الا أن أنظمتنا العربية وشعوبنا البائسة ما تزال قانعة بجهلها وبرصيدها الثقافي الموروث منذ قرون ، والمعرفة عندها لا تتعدى حدود تأمل هذا التراث وما سجله الأولون من أفكار تجاوزتها السنون ، ومن ثم العزوف عن التجديد والإبداع والتألق وهكذا يبقى زماننا امتدادا متجانسا خاو من المحطات الهامة التي تخفف من تخلفنا الذي لازمنا طويلا .
 » ان احصائيات السنوات الخمس الماضية قد دلت على أنه تم نشر ما يقرب من 305 ملايين ورقة بحث علمية وتكنولوجية كان نصيب دول الإتحاد الأوروبي منها 37% والولايات المتحدة 34% وآسيا الباسفيك 21% والهند 20% واسرائيل 10%    بينما اكتفت أكثر من 22 دولة عربية بنشر أقل من 1% من مجموع ما نشر من أوراق بحثية  » عن كتاب العربي الكويت العدد 67 يناير 2007 الباحثة ميثاء الشامسي .
من هذا المنطلق لا بد من مراجعة عامة لسلوكنا بهدف إيجاد أرضية خصبة لإنتاج جمهور قادر على البذل والإنجاز وهضم الأفكار ، ومناقشة القضايا ذات الصلة بالمعارف وتوسيع الحياة .
لقد آلمتنا وسائل الإعلام أخير حيث نعت لنا العديد من الإصلاحيين العرب الذين فارقوا دنيانا دون أن يروا بلادهم العربية وقد غمرها الفكر النابه والرفاه المادي والمعنوي بعد الجدب المريع في مختلف المجالات .
فقد غادرنا المفكر الجزائري محمد أركون الذي حمل لواء الفكر المستنير ، وصاحب الدعوة للحوار من أجل الإقتراب من كل ما يوسع من رصيدنا المعرفي وفرض وجودنا على الساحة الدولية .
كما غادرنا المفكر المغربي محمد عابد الجابري ، الذي واجه الفرنسة صونا للهوية العربية الإسلامية وقد عاش حياته داعيا للإصلاح والتغيير الإيجابي في نمط الحياة العربية .
كما رحل المفكر المصري الدكتور والفيلسوف فؤاد زكريا الذي ركز بحوثه على الفكر العلمي الذي يعتبره هو الفيصل لتخليصنا من أمنيتنا في هذا الميدان الحساس والذي لا حياة لنا بدونه .
فهؤلاء الأعلام الذين غادرونا حديثا وخلفوا في نفوسنا اللوعة و الآسى ، لكن عزاءنا أنهم فارقونا أجسادا ولم يفارقونا أرواحا ، لأنهم تركوا بصماتهم شاهدة عنهم  في كتبهم العديدة وبحوثهم الرائعة التي سجلت فكرهم الجاد الذي لو سرنا على منواله لسجلنا قفزات رائدة نحو الضياء والشموخ ، وقهر المعوقات التي كبلتنا أجيالا وأجيالا . 
وعزاؤنا أيضا يبقى في تلاميذهم ومريديهم  الذين تشبعوا بأفكارهم النيرة والذين سيحملون الأمانة إلى الأجيال الحاضرة حتى  تكون أكثر نهضة من الجيل السلف لأن جيل هؤلاء الأعلام السابقين ومن سار على هديهم من العلماء، والمفكرين، والأدباء، والشعراء الحالمين، لم يحققوا آمالهم بما كانوا يحلمون به من عزة وكرامة وتقدم للأمة العربية في مختلف نواحي الحياة .
إن القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين لم يحمل للأمة العربية الا المصائب والنكبات من احتلال فلسطين من طرف الصهاينة إلى احتلال العراق ، والى حروب لبنان وغزة ، وصولا إلى الإرهاب بالجزائر واليمن والصومال …
وما يجري الآن في السودان من مؤامرات الإمبريالية من أجل تفتيته وتأسيس دولة عميلة مثل إسرائيل في جنوبه، وهذا يعتبر من أعظم وأفضح التحديات الموجعة التي ترتكبها الإمبريالية الغربية في الشرق الأوسط ، والذي تريد تحوله إلى دويلات عميلة وساحات للحروب والصراعات الطائفية والدينية وبدون نهاية ، وهذا يجري ويا للأسف باسم الشرعية الدولية.
هذا هو الواقع المرير الذي يمارس على العرب بعد رحيل عبد الناصر والشهيد صدام والذي أوصلنا إلى هذا هو ضمور عقولنا التي أبت التأقلم مع مستجدات العصر ثقافيا،واجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، ولازمتنا العطالة الفكرية قرونا أدت بنا إلى العزوف عن الإبداع والتجديد ، وتوقفت بوصلتنا عن الحراك ، ونحن نعزي أنفسنا بالماضي الذي أدركه التلف والذبول ، فمتى يعود وعينا ، وتتحرك بوصلتنا من جديد ونقابل التحديات بالإرادة القوية التي تقهر المستحيل .  (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 177 بتاريخ 18 مارس2011)  

مات الملك ..عاش الملك

بقلم حياة بن الشيخ   أخيرا ترك الشعب التونسي غرفة الإنعاش ليعود إلى الحياة الطبيعية نفض عنه غبار الصمت الذي حجب عن عينيه نور الحياة لأكثر من نصف قرن . بقيت الشعوب العربية المكبوتة مثله منددة بغيبوبة العالم العربي وعظامه توشك على التفتت وهي في قبضة الجبابرة . استفاقت الشعوب فتعرت الحكومات، حل الفراغ مكان الطمأنينة التي فرضتها وسائل القمع والقهر على هذه الشعوب الجريحة الغاضبة الطغاة يحلمون دوما بمدينة الأصنام أصنام جامدة لا تتحرك لا تضحك ولا تبكي ولا تهدد مكائد الغزاة ما دامت الأصنام في مكانها جامدة فلا خوف على المستبد الطاغية  ليس هناك من كان يتصور زعزعة هذه الأصنام زعزعها الحدث قبل اليد فانطلقت بعد أعوام الركود والجمود مطالبة بالحياة مادام للحياة بقية . في انتصار الشارع التونسي في فرض كلمته ذعر وخوف لجميع الأنظمة العربية المستمدة قوتها من خمول الشعوب وضعفها الوراثي .هذه الأنظمة المتمسكة بالحكم عنوة دون حق أو شرعية  الكل يحلم بترهات الحكم مدى الحياة مع توريث الأبناء . فقدت الجمهوريات معناها لتحل محلها سطوة التوريث بدفع الابن إلى نفس المصير والطريق الشائك  » مات الملك عاش الملك  » والحياة تسير بالجميع وجلة غير مقتنعة بما يجري لكن مع ذلك سائرة خائفة من لحظة انفجار الأسعار في غلائها تعلو إلى السماء والدخل الشهري دوما في انخفاض إلى أن وصل إلى الحضيض فاضطر الجميع للعيش في الخنادق كالجرذان بل هي حقا جرذان آدمية تبحث عن مخرج للهروب من الوحل دون جدوى والقطط تزداد سمنة وتخمة وانطلاقا . لكن كما لكل شيء نهاية أيضا العالم مذعور من انتفاضة تونس الناجحة لكن الجماهير العربية في كل مكان فرحة، أخيرا فتحت زنازين الرعب لتدخل عنوة عصر الشراكة الحقيقية . « شركاء نحن على هذه الأرض لا أجراء  » كلمات رنانة لم تتخذ مكانها في عالم النهب والاستغلال والنفوذ وسطوة الحكم والرشوة. الأسطر تعبة والقلم تعب مما يكتب وأنا أكثر تعبا من المسنين التي عاشتها راضية او رافضة المهم سرت معها أبعدتني عن الحياة وكي تهب هذه الحياة لغيري كأن الحياة جاءت لتكون من نصيب البعض لا غير ومن بقي فما عليه إلا الموت إن أراد الحياة . مرت ثلاث وعشرين سنة وانا ميت يسعى كبقية الشعب أجد اللّقمة بصعوبة لا احد يجد ما يريد في هذا البلد المراوغ المستكين للطغاة الغاصبين . يدان خاويتان وفكر مشوش وإرهاب الكراسي يزداد سطوة وعنفا إذ في صمتنا قوة لهم وفي استكانتنا تخمة وبهجة لهم  لا سند لفقير يعوي ألما لكن المساندة دوما للأنظمة الحاقدة على شعوبنا والمتلاعبة بمعاناة شعوبنا يشحذون باسمنا لكن العملة الصعبة تجد دوما مكانها في البنوك الخارجية وهي تخشى الاختناق بتلوث الهواء الداخلي الفاسد . لكن ما دور الولايات المتحدة وما مدى انزعاجها حين يسقط الحلفاء والعملاء ؟ أمريكا ومعظم الدول الأوروبية كانت دوما مساندة للأنظمة الدكتاتورية لان هذه الأنظمة هي ضمان بقاء الاستعمار والعنصرية فاستمرار الخضوع والتركيع حماية لسيطرة أمريكا على العالم الثالث عالم الفقر والصمت والخوف الدائم من الحاكم . فحلم السيطرة ما زال يراودها وهي كأغلب الأنظمة العربية تخشى صحوة الأصنام كما تخشى نفض الأتربة عن ذاكرة الشعوب كي لا تستفيق هذه الشعوب مطالبة بحقها في اتخاذ القرار وحرية التعبير والمزيد من المشاركة والحوار . الديمقراطية حق مكتسب للمواطن الأمريكي لكنها الثمرة المحرمة للمواطن العربي الذي لم يعرف غير القمع والإرهاب وان تغنى الجميع بتفتح أزهار الحرية  والاستقلال التربة التي أخصبتها فالحرية بقيت حكرا على الغرب والإنسان الأمريكي هو جدير بما حرمنا منه طوال العمر حتما هو كذلك ما دام في العالم العربي من استعد للسجود والركوع والخضوع معتقدا أن خلود الكراسي ونعمة السلطة لا تكون إلا من خلال ركوعه لأكبر دولة عنصرية وان ادعت الحرية والديمقراطية . تزعزع تمثال الحرية في ساحة منهاتن لكنه عاد بشموخ ليستعيد مكانته بعد فتور أحداث 11 سبتمبر 2001 . يبقى الخطر الحقيقي الذي يواجه الاستعمار ككل يقظة الشعوب، صحوة الموتى الأحياء لمطالبة الجلادين بنصيبهم المغتصب ومحاسبة الجبابرة بعد أن اشتد عودهم فأصبحوا أقوى وألعن من الجبروت نفسه . ما يجهله الحكام العرب هو موقف أمريكا المتناقض والمنحاز للطغاة الذين ما زالوا وقوفا يجلدون شعوبهم بفخر واعتزاز لكن ما أن يقع الطاغية حتى تتسلل أمريكا هاربة من الحلبة  لتقدم الشهية من بعيد للقادم الجديد هذه سياسة أمريكا المحلاة بديمقراطية مخادعة وحرية مزيفة . الوقوف بجانب الطاغية لا البكاء عليه سياسة المصالح لا تتقبل العطف ولا النواح وهي كدولة واقعية لذا لا داعي للمواقف السلبية المتخاذلة. وقد سمعنا بما وقع لحكومة مصدق وتأميم البترول وفرض الحماية الأمريكية على الشاه رضى البهلوي ليظل أسير السياسة الأمريكية انهزم شاه  إيران أمام السطوة الأمريكية من أجل عرشه فقفز على نفسه بالخضوع الدائم وقضى على شعبه بالذل الدائم. لكن حين قامت الثورة الدينية التي قادها الخميني فشل الشاه في إطفاء لهيبها كما فشلت المخابرات المركزية الأمريكية في مواجهتها . رجل سقط وإن كان إمبراطورا تركته أمريكا وأسقطته المخابرات الأمريكية من حساباتها رحل على مصر ليعيش لاجئا حاملا دكتاتورية ميتة ليأتي الخميني منتصرا والدكتاتورية الدينية تتبعه. دكتاتورية فشلت أمريكا في احتوائها أو في السيطرة عليها ولا ننسى أزمة الرهائن فقد كانت وصمة ذل لأكبر بلد في العالم ولو لا حكمة الرئيس جيمي كارت لشهد العالم أفظع حرب عرفتها الإنسانية. تقابل العميلان في مصر الشاه والسادات ( الاثنان من أشذّ أعداء ناصر والعروبة) ومن أقرب أصدقاء أمريكا وإسرائيل لكن ما تفعل أمريكا بشاه انتهى أمره وما تفعل إسرائيل برجل لا بلد وبلا تاج أو صولجان؟ إن مات الشاه لاجئا بعد أن ضاع الملك وخدعته أمريكا مات السادات قتيلا شطب اسمه سريعا من قائمة العملاء لنبدأ البحث عن عميل غيره تعاويذ العزيز هنري كيسنجر مكشوفة ومخادعة والحماية الأمريكية تتلوّن كالحرباء حسب المصالح. واليوم ما أمر أمريكا مع من سقط وقد كان أحد صروحها وهو زين العابدين بن علي. بارك الرئيس الأميركي الانتفاضة التونسية لكنه لم يمد يده لانتشال جثة من وقع كالعادة اكتفت بمتابعة الأحداث وهي دوما المنتصر . لم تصنع الحدث لذا فالمواجهة أضمن سياسيا هكذا كان موقف فرنسا والرئيس ساركوزي التجاهل بعد المباغتة وما زالت الأحرف تلاعب آذان الجميع : « مات الملك .. عاش الملك  » قتلت أمريكا صدام حسين ( شنق الشهيد لإرضاء مجنون البيت الأبيض الرئيس جورج بوش ) وقد جاء صدام إلى ساحة الحكم وهو صديق أمريكا وبريطانيا وعلاقته الاقتصادية جيدة مع رئيسة الوزراء آنذاك ألقى بنفسه في أتون حرب دامت ثماني سنوات مع إيران المجاورة دون أن .يجني ثمارا إنما لمجرد إرضاء أمريكا التي كانت خلف هذه الحرب لتدمير العراق وإيران في نفس الوقت وكسر شوكتها في نفس الوقت وقد كان من أقوى دول الخليج وأمريكا وبريطانيا ترفضان أية قوة يمكن أن تعجز عن السيطرة عليهما. ما كانت مهزلة الدمار الشامل غير ذريعة تخلصت بها أمريكا من صدام حسين بعد أن رفض المزيد من الانحناء. وها هي اليوم تسعى مع حليفة الشر بريطانيا لتفتيت إيران بذريعة امتلاك النووي. أمريكا صاحبة المبادئ الديمقراطية لا تقوم إلا بحماية الأنظمة الدكتاتورية ومحاربة البلدان الإفريقية ذات الميول الديمقراطية والرافضة أخيرا للتبعية. حتما عرفت نهاية زين العابدين بن علي وتأكدت من فشل مسعاها لو تدخلت لذلك تركته لمصيره في انتظار طاغية أخرى يشرق شمسها في سماء تونس الموعودة للطغاة. لكن بعد ما جرى لبن علي لن يتجرأ طاغية على العبث علانية والتسارع التونسي عرف طريقه وأهدافه ووضع قضاياه بين يديه وما عاد قادرا على الاستسلام. غادر غرفة الإنعاش نشطا معافي فهل يعود إليها ثانية وتعود العادة والتعود يسيرانه حسب مشيئتهما؟ لا اعتقد فبعد هذه العاصفة الهوجاء لا بد من تحول حقيقي يضمن الحياة بكامل وجوهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية . على الشعب أن يكون الرقيب الواعي ولا يسمح لأيّ طامع في السلطة باحتواء الثورة . احتواء الثورة من قبل الدخلاء يعني إهدار دماء الشهداء واستسلام للمهانة ثانية حسب هذا الشعب ما ردّد : مات الملك ..عاش الملك  

 (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 177 بتاريخ 18 مارس2011)  


بدء العمليات العسكرية الدولية في ليبيا


أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم السبت بدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بإقامة حظر جوي فوق ليبيا، وذلك عقب انتهاء أعمال قمة طارئة عقدها اليوم في العاصمة الفرنسية باريس عدد من زعماء دول العالم لبحث الأزمة الليبية. وقال ساركوزي « إن طائراتنا توقف هجمات القذافي على بنغازي ضد المدنيين العزل »، مؤكدا أنه « في ظل غياب وقف إطلاق النار فإن دولنا ستستخدم القوة العسكرية ». وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن العقيد معمر القذافي رفض الإنذار الموجه إليه وكثف هجماته، مضيفا أن الباب الدبلوماسي سيفتح فور توقف « العمليات العدائية » التي تقوم بها قوات القذافي ضد الثوار المطالبين بإسقاط نظامه. وقال « إن الشعوب العربية اختارت التحرر من العبودية »، وإن « الثورات التي تقوم بها الآن لها مطامح ومن واجبنا مساعدتها ». وبالتزامن مع تصريحات ساركوزي قال مصدر عسكري فرنسي إن طائرات فرنسية من نوع رافال تطير بالفعل فوق ليبيا اليوم. من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل إن القوى العالمية متفقة على ضرورة أن يتوقف العنف في ليبيا، لكنها أكدت أن بلادها لن تشارك في عمل عسكري. وفي باريس أيضا قال مسؤول أميركي اليوم إن العنف ضد المدنيين في ليبيا مستمر وسيؤثر على الخطوات التالية للمجتمع الدولي. وجمعت القمة، إلى جانب فرنسا، الاتحاد لأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ويهدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا، بناء على القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أول أمس ويحمل الرقم 1973، إلى منع الطائرات الليبية من التحليق وتدمير دفاعاتها الجوية وقطع الاتصالات بين قوات القذافي وإعاقة تحركها. حشد وقبيل انعقاد القمة قال مصدر مقرب من المناقشات إن تلك القوى العالمية قد تشن ضربات عسكرية على ليبيا بمجرد انتهاء الاجتماع. وذكر المصدر أن فرنسا وبريطانيا وكندا قد تشارك في أولى الضربات وتشارك الولايات المتحدة في وقت لاحق والدول العربية بعد ذلك. في هذه الأثناء وصلت ست طائرات مقاتلة دانماركية من  طراز أف 16 إلى جزيرة صقلية اليوم ضمن مساهمة الدانمارك في تنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. وانطلقت الطائرات بعد مرور ساعات على موافقة البرلمان بالإجماع في منتصف ليلة أمس الجمعة على مشاركة الدانمارك في العملية الهادفة إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. وبالإضافة إلى الطائرات الست، وصلت طائرة أخرى تنقل أطقما أرضية  وأفرادا من السلاح الجوي إلى قاعدة سيغونيلا البحرية الجوية في جنوب صقلية. ووصف رئيس الوزراء لارس لوك راسموسن تصويت البرلمان بأنه « تاريخي » ورحب بدعم كل الأحزاب في البرلمان. من جانبها أعلنت النرويج أنها ستشارك بمقاتلات أف 16 في العملية العسكرية الدولية ضد نظام القذافي. وقال وزير الخارجية النرويجي جينس ستولتينبيرغ للصحفيين في باريس إن بلاده تستعد لإرسال ست مقاتلات من نوع أف 16 للمشاركة في العمل العسكري الدولي في ليبيا، وأن تلك الطائرات ستكون جاهزة خلال أيام قليلة ». مخاوف وفي واشنطن قال مسؤول أميركي إن الإدارة الأميركية تخشى من أن يرد نظام القذافي على القرار الدولي 1973 الذي يجيز استخدام القوة ضده، برعاية عمليات « إرهابية ». وأوضح مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة « الإرهاب »، جون برينان أن الهجمات العسكرية ضد المدنيين التي أمر بها القذافي في الأيام الأخيرة « مضافة إلى سجلّه كراع للإرهاب، أثارت مخاوف في الإدارة الأميركية من أن يلجأ الزعيم الليبي للإرهاب للرد على تهديد المجتمع الدولي بعمل عسكري ضد ليبيا ». وردا على سؤال عن كون المسؤولين الأميركيين يخشون من أن يفتح القذافي « جبهة إرهابية » جديدة، قال برينان إن « لدى القذافي ميلا ليقوم بأمور ذات طبيعة مقلقة »، وأضاف « استبقنا ذلك واستعددنا لأمور قد يحاول فعلها ليهزأ من إرادة المجتمع الدولي ». انتقاد وفي وقت سابق ناشد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا المجتمع الدولي التحرك سريعا ضد نظام القذافي على خلفية تطور الأحداث في مدينة بنغازي وتنفيذ التزاماته بحماية المدنيين إنفاذا لقرار مجلس الأمن. وانتقد رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل في تصريح للجزيرة تأخر الدول التي أعلنت استعدادها لتطبيق قرار مجلس الأمن 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا، محذرا من أن قوات القذافي دخلت مدينة بنغازي وأصبحت تقصف الأحياء السكنية بشكل ينذر بوقوع مجازر في صفوف المدنيين. وناشد عبد الجليل المجتمع الدولي التدخل سريعا لإنقاذ بنغازي، منبها إلى أن التأخير في التصدي للكتائب الأمنية سيفسح لها المجال للتقدم شرقا. من جهته قال العضو المكلف بالشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي علي العيساوي إن المجلس أجرى اتصالات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ووضعهم في ضوء الانتهاكات التي يمارسها نظام القذافي لقرار مجلس الأمن بخصوص حماية المدنيين ووقف إطلاق النار. تحذير أما القذافي، فقد حذر في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي، مسميا إياه بركة حسين أوباما، من مغبة التدخل في الشأن الليبي وتداعيات ذلك على منطقة البحر الأبيض المتوسط، معتبرا أن قرار مجلس الأمن يعتبر « تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الليبي ». وأعلنت قناة الجماهيرية الليبية اليوم أن حشودا من المدنيين من مؤيدي نظام القذافي يتحركون حاليا للتجمع أمام أهداف محتملة للقصف الجوي الذي تهدد بتنفيذه الدول الغربية ضد مواقع القذافي.            (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 مارس 2011)


بوتفليقة يعد بإصلاحات سياسية


أفادت تقارير إخبارية بأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وعد اليوم السبت بإجراء إصلاحات سياسية واسعة النطاق بعد أن أحبطت الشرطة احتجاجات مناوئة للحكومة في العاصمة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بوتفليقة القول إن حالة الطوارئ التي كانت مفروضة في البلاد طوال التسعة عشر عاما الماضية وتم رفعها الشهر الماضي تعد بمثابة « صفحة جديدة على صعيد المضي بالإصلاحات الشاملة ». وقال الرئيس الجزائري في رسالة وجهها للمشاركين في الندوة التي عقدت اليوم السبت بدار الثقافة « عبد الرحمن كاكي » بمستغانم بمناسبة ذكرى عيد النصر وقرئت نيابة عنه، إن « رفع حالة الطوارئ الذي لا يعني التخلص من واجب اجتثاث بقايا الإرهاب هو خطوة جديدة يخطوها الوطن في اتجاه إزالة كل الآثار الناجمة عن سنوات المحنة والابتلاء ».            المصدر:الصحافة الجزائرية+رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 مارس 2011)


من الدروس المستفادة من الثورات العربية المعاصرة


كمال هلباوي 2011-03-18 تحظى الثورات العربية المعاصرة باهتمام كبير من الباحثين والدارسين في الغرب، أكثر مما في العالم العربي نفسه، إذ تهتم معظم مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الغرب بأسباب هذه الثورات، وكيفية انتشارها، ونجاحها الرائع في كل من تونس ومصر، وتهتم كذلك اهتماما بالغا بموقع الحركة الاسلامية منها، ودورها المستقبلي، وتأثير هذه الثورات على الكيان الصهيوني ‘إسرائيل’، وماذا سيحدث لاتفاقية كامب ديفيد، خصوصا إذا شارك الاخوان المسلمون في مصر في الحكم أو وصلوا إليه. ولقد دعيت الى عديد من حلقات الحوار والبرامج التي تتناول هذه الموضوعات، وأعتقد أن نتائجها في الغالب تصب في النهاية في مجرى اتخاذ القرار في الغرب استفادة من هذه التحليلات السياسية والاستراتيجية، ويخضع الأمر لمزيد من التمحيص والحوار الموسع قبل اتخاذ القرارات، ثم يصب في أرشيف أجهزة الاستخبارات، خصوصا الأمريكية التي فوجئت بهذه الثورات، بعدما كانت تقدم الى مسؤوليها، خاصة في البيت الأبيض تقاريرعن استقرار الأوضاع، ولاسيما في تونس ومصر. ومن المهم استخلاص بعض الدروس والعبر من هذه الثورات التي اكتملت في بعض جوانبها، ولاتزال بعض جوانبها الأخرى بحاجة الى استكمال او ترميم. الدرس الأول: ‘ان سقف المطالبات الشعبية خلال سنوات طويلة في مصر كان هو سقف الاصلاح لم يتعداه، وهذا يعني في مضمونه بقاء الأنظمة الفاسدة على شيء ولو بسيط من فسادها، واجراء بعض الاصلاحات السياسية والاقتصادية، من قبيل إجراء انتخابات فيها شيء من النزاهة، وإتاحة الفرصة للمعارضة لتحظى ببعض المقاعد في البرلمان، وقبول الحوار مع المعارضة كلها ومنها الاسلامية، وهذا يدل على بساطة الشعوب وصبرها الواسع وبعدها عن العنف. ولانخفاض هذا السقف في المطالب، قبل قطاع من الشعب الحياة في المقابر وفي العشوائيات سنوات طويلة، على أمل أن يأتي الاصلاح، ولكن كان من بين الذين حركوا سقف المطالبات الشعبية من الاصلاح الى التغيير في مصر، بروز الدكتور البرادعي بفلسفته البسيطة الواضحة، التي أدت الى ظهور وتشكيل الجمعية الوطنية للتغيير، رغم أن بعض الذين حضروا لقاءاته ومؤتمراته ظنوه عربة إسعاف أوهيئة إغاثة، يمكن أن ينزل بهذه الفلسفة العالية، فلسفة التغيير من خلال اللغة التي يفهمها الغرب وهي الديمقراطية – الى توفير دواء لأسرة محرومة، أو توفير فرصة عمل لعاطل أو زوجة لأعزب تخطى الأربعين من عمره. وقبل ظهور البرادعي كانت هناك حركة كفاية التي وقفت بشعاراتها الواضحة ضد التوريث للابن، وضد التمديد لمبارك نفسه. وقد عانى كبار رجالات الحركة وحتى بعض الفتيات اللاتي خرجن في مظاهرات كفاية معاناة شديدة، بل إنهم تعرضوا لسحل واعتداء على الشرف بسبب هذه الجرأة والقدرة على المطالبة بالتغيير ورفع سقف المطالب الشعبية، وكسر المطالبة النمطية بالإصلاح، ونال عبد الحليم قنديل من الاهانة ما نال، ونال المرحوم المسيري ما ناله ـ على سبيل المثال لا الحصر – وطال الجميع عقاب شديد بعضه مهني أو وظيفي أو إداري أو إعلامي بشكل أو بآخر لا مبرر له، إلا إرضاء الحاكم الظالم. ومن حركة كفاية هناك كذلك من عانى كثيرا مثل جورج إسحاق ويحيى القزاز وغيرهما، ولكن حركة كفاية كانت مصدر إلهام وإشعاع شعبي وشبابي رائد، رغم قلة الراغبين في التضحية بالانضمام الى برامج كفاية ومظاهراتها. كما رفعت جبهة إنقاذ مصر من بريطانيا سقف مطالبها بالتغيير من أول يوم قامت فيه، وأوضحت ذلك في مؤتمرها الصحافي الأول في فندق IBIS في منطقة إيستون في لندن منذ ست سنوات. ولا بأس أن نذكرهنا أن بلطجية النظام المصري في لندن، قالوا في ذلك المؤتمر نحن ‘سنؤسس جبهة لانقاذ مصر من جبهة إنقاذ مصر’. لم يكن يدرك هؤلاء وغيرهم أن النظام المصري ظالم وفاسد ومفلس، وانه سينهار بعد ست سنوات من تاريخ إنشاء هذه الجبهة، أو ربما كانوا يدركون ولكنه النفاق. بعض هؤلاء إدعى مؤخرا بعد قيام الثورة بلا حياء ولا خجل – أنه منسق الثورة الشبابية المصرية في بريطانيا، وادعى الوقوف الى جانب المعارضة المصرية في الخارج، ولعل لنا عودة للاشارة في مقال مستقل الى أعمال البلطجة المصرية الاعلامية وغيرها، تلك التي ازدهرت في التسعينيات، خصوصا في لندن، ليدرك الجميع أن يد النظام المصري الفاسد كانت وراء المصريين في الخارج، ولم تتركهم لحظه لحالهم. كانت تتابعهم متابعة دقيقة فتمنع عن بعضهم جوازات السفر وتدمر سياراتهم، وتخترع لهم مضايقات تليق بالبيئة الديمقراطية الغربية، بل وتخطف بعضهم الى غير رجعة. إن الارتفاع بسقف المطالبة إلى التغيير في مصر ينبه الغافلين، ويدعو المترددين، ويحذر الانتهازيين والمنافقين الذين قال أحدهم منذ أقل من عام ‘إن يوم عيد ميلاد مبارك هو يوم ميلاد مصر’. كيف استطاع ذلك المنافق العبقري أن يختزل تاريخ مصر، ذلك التاريخ الطويل وحضارتها منذ آلاف السنين في عيد ميلاد مبارك. هذه القدرة الفائقة على النفاق تحتاج الى الارتقاء بسقف المطالبة الشعبية لأن تزيل الوضع الذي يعيش فيه مثل هؤلاءالمنافقين، ويحل محلهم من يستطيع أن يصدع بكلمة الحق، ومن المؤسف أن يكون في الوطن أولئك المسؤولون الذين يقبلون هذا النفاق الرخيص. وكل هذا يحتاج إلى تغيير من الشعب الطيب، فالشعب يحتاج الى من يوقظه ولو بشعار واحد يدعو الى التغيير. مثل هذا النظام لم يكن يجدى معه الاصلاح، إذ أن الاصلاح ممكن في الخطأ ولكنه غير ممكن في حالة الانحراف والفساد. أما الدرس الثاني: فيتمثل في كسر حاجز الخوف والتحرر من هذه العقدة المهينة التي سيطرت على الشعب العربي لسنوات عديدة، ولاتزال تسيطر في بعض المناطق الجغرافية من الأمة العربية، يدعمها سكوت العلماء على الظلم، وأحيانا وقوفهم معه في صف واحد. وقمة هذا التحرر من عقدة الخوف قد تمثل بجلاء في المظاهرات التي قامت في تونس وفي مصر وفي البحرين وفي ليبيا وفي اليمن، رغم الأمن الكثيف واليد الغليظة، بل وفي دعم عسكري من دول مجاورة كالسعودية كما في حالة البحرين، لزيادة تعقيد الأوضاع وفتح الباب أمام زيادة قوات الاحتلال أو اشعال حرب جديدة في المنطقة. وكما أن التضحيات العزيزة التي قدمها المتظاهرون في هذه البلاد جميعا قتلت الخوف في النفوس، بل ودفنته حيث لا رجعة، ودفنت معه جزءاً كبيراً من الديكتاتورية والظلم وأعمال البلطجة والنفاق، فالخوف من الظالم طول العمر يقضي على الآمال ويقمع الطموح، ولو أن الاخوان المسلمين وقفوا عند التضحيات العزيزة مرة واحدة او في المرة الاولى فقط التي ضحى فيها الجيل الأول منذ الاربعينيات من القرن العشرين، لما بقي لهم تنظيم ولا حياة، ولما تحدثت الدنيا عنهم اليوم بأنهم القوة الكبرى المنظمة في مصر، رغم السجون والمعتقلات والابتلاءات المتواصلة والتضحيات العزيزة المتمثلة خاصة في دماء الشهداء. ولو بقي الخوف مسيطراً على جميع العلماء، لما وجدنا عالما شجاعا بارزا يفتي بفتاوى عصرية تتفق وروح العصر، وتزلزل أركان الظلم من مثل فتاوى الشيخ القرضاوي، وخصوصا فيما يتعلق بقضية فلسطين وقضايا الثورة ضد الظلم والديكتاتوريات في العالم العربي. فالتحرير من الخوف يجب أن يكون نقطة الانطلاق الأولى والشرارة التي تؤجج المظاهرات والاضرابات والعصيان المدني إذا لزم الأمر. وقد قامت الثورات الشعبية العظيمة حتى العسكرية منها بعد التحرر من الخوف، بل إن تحرير الأوطان من الاحتلال لا يتحقق إلا في ظل التحرر من عقدة الخوف، حتى لو قال الحاكم ‘سأظل في الحكم حتى آخر نبضة’ كما قال يوما ما مبارك. اما الدرس الثالث: فيتمثل في إن النظام الفاسد الذي يسد كل أبواب التعبير، ويقتل الحريات، ويفتح المزيد من السجون والمعتقلات، ويسدد الضربات المتلاحقة لشعبه كله، خصوصا الى الحركة الاسلامية في أكبر الدول العربية سكانا وربما حضارة مثل مصر، ويعدل الدستور حتى يحظى بسلطات شبه مطلقة لكي يتصرف في الدولة كيف يشاء، ويستمر في الحكم حتى آخر نبضة أو نفس، ويشكل تشكيلات أمنية ضخمة تعيث في الارض فسادا، لن يجد أنصارا عندما تقع الواقعة، ويجد الجد، ويتوقف خوف المواطنين وخاصة الشباب كما شاهدنا في ميدان التحرير في مصر. وسيلجأ النظام وأعوانه إلى وسائل ما أنزل الله بها من سلطان مثل الجمال والخيول لتفريق المتظاهرين، وإبراز فروسية في غير موقعها، وبطولة في غير موضعها. وهذا دليل الضعف وليس القوة، القوة تؤدي الى الحب فيحب الناس الحاكم لعدله وفضله وشوريته لا لقوته على الشعب وقهره الدائم وظلمه المستمر لهم. هذه بعض الدروس، وبقية الدروس المستفادة من هذه الثورات تأتي تباعا بمشيئته تعالى. هل هناك من يتعظ ؟ ‘لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب’ سورة يوسف كاتب مصري (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 مارس 2011)


بروفة ليبية والهدف سورية


عبد الباري عطوان 2011-03-18 بعد ساعات قليلة من صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي يسمح بالتدخل العسكري الخارجي لحماية الثوار الليبيين المسلحين في وجه المجازر الدموية التي يرتكبها نظام الزعيم الليبي معمر القذافي وكتائب ابنائه، اقدمت قوات الامن اليمنية على قتل اكثر من اربعين متظاهرا يمنيا واصابة المئات، اثناء اقتحامها لمسجد في صنعاء كانوا يعتصمون فيه بطريقة سلمية. الصور التي شاهدناها للمجزرة هذه على شاشة قناة ‘الجزيرة’ اظهرت بالدليل القاطع ان اطلاق الرصاص جاء بهدف القتل، لان معظم الاصابات كانت في الرأس والصدر والعنق، ومن قبل قناصة محترفين ومدربين بشكل جيد للقيام بمثل هذه المهام الدموية. ما نريد التأكيد عليه هو ان هناك انتقائية في مسألة حماية الثورات، والتدخل العسكري الغربي في هذا الصدد، فاليمن ليس بلدا نفطيا، ولا يصدر ما يقرب من المليوني برميل من النفط الخفيف النادر يوميا، ويحتل مكانة بارزة على قائمة الدول العشرين الافقر عالميا. الادارة الامريكية ترددت كثيرا في التدخل عسكريا في ليبيا، واصرت ادارة الرئيس باراك اوباما على تدخل عربي عالي المستوى، في البداية كانت المؤشرات جيدة في هذا الاطار، حيث ايد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب هذا التدخل الاسبوع الماضي، وكانت هناك خمس دول مستعدة للمشاركة، ولكن الرقم انكمش الى دولتين فقط هما قطر ودولة الامارات العربية المتحدة، وهناك احتمال غير مؤكد بانضمام الاردن لاحقا. ويمكن القول ان من اسباب تردد الرئيس اوباما ايضا هو تغطية تكاليف اي تدخل عسكري في ليبيا، ويبدو ان هذه المسألة جرى حلها عندما تعهدت دولتان، هما قطر ودولة الامارات العربية المتحدة، بالمشاركة بسخاء في تغطية الجزء الاكبر من هذه التكلفة، ومن غير المستبعد ان تستخدم الاموال الليبية المجمدة لتغطية ما تبقى من النفقات. كنت اتمنى لو ان التدخل العسكري في الازمة الليبية جاء عربيا صرفا، وبمشاركة جارتي ليبيا اللتين شهدتا ثورتين سلميتين عربيتين نجحتا في تغيير النظام فيهما اي مصر وتونس، حيث تتلقى الاولى مساعدة عسكرية سنوية امريكية في حدود مليار وثلث المليار دولار، ولكن يبدو انهما ترددتا في التدخل لشكوك مشروعة حول جدواه، ولرغبتهما في التركيز على اوضاعهما الداخلية في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تمران بها. الثوار الليبيون رقصوا حتى الصباح في الميدان الرئيسي في مدينة بنغازي احتفالا بصدور القرار الدولي بالتدخل العسكري، ولكن المفاجأة الكبرى جاءت في ترحيب وزير الخارجية الليبي موسى كوسا به، والالتزام ببنوده، واعلان وقف كامل لاطلاق النار لتأكيد نوايا نظام العقيد القذافي في هذا الصدد. ‘ ‘ ‘ ربما لا نبالغ اذا قلنا ان الزعيم الليبي الذي يصفه بعض المحللين العرب بالجنون، نجح في استدراج الغرب للتورط عسكريا في ليبيا عندما سرب انباء عن عزم قواته مهاجمة بنغازي للتعجيل بصدور القرار حتى يقدم نفسه كضحية لمؤامرة تدخل خارجي، تماما مثلما نجح في تحويل الثورة الليبية من ثورة سلمية بحتة الى تمرد عسكري عندما تركها تحرر مدنا، وتحقق انتصارات في ميادين القتال. مصداقية العقيد القذافي في اوساط شعبه متدنية للغاية، مثلما هي عليه في اوساط الجماهير العربية، ووصلت الى الحضيض عندما حاول ان يغازل اسرائيل بالقول ان اطاحة نظامه سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة قد تؤثر على استقرار اسرائيل نفسها. ولكن ربما يجادل، في محاولاته لكشف النفاق الغربي، بالقول ان الولايات المتحدة لم تفرض حظرا جويا على قطاع غزة في وجه قنابل الفوسفور الحارقة التي تلقيها الطائرات الاسرائيلية على المدنيين العزل اثناء عدوان عام 2008، او التذكير بان الدول الغربية صمتت 34 يوما على عدوان اسرائيلي آخر على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية من بيروت استخدمت فيه كل انواع الاسلحة. الحظر الجوي الذي فرضته بريطانيا والولايات المتحدة في شمال العراق لحماية الاكراد، وفي جنوبه لحماية الشيعة عام 1994 لم يطح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، بل ان هذا النظام استمر في السلطة لاكثر من احد عشر عاماً رغم الحظر ورغم العقوبات الدولية الشرسة، واضطرت الدولتان الى غزو العراق واحتلاله، وتفكيك مؤسساته، وحل جيشه، واغراق البلد في فتنة طائفية ناهيك عن استشهاد مليون عراقي واصابة اربعة ملايين آخرين على الاقل. السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية الذي يسن اسنانه لخوض انتخابات الرئاسة في مصر قال ان التدخل العسكري الغربي في ليبيا ليس غزواً ولكنه لحماية الليبيين، والشيء نفسه قاله ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، ولكن من يعرف كيف ستتطور الاوضاع في الاشهر او الاعوام المقبلة، فالسيناريو الذي شاهدنا فصوله في العراق قد يتكرر حرفياً في ليبيا. لا نعرف ما اذا كانت الدول العربية التي ايدت هذا الحظر قد فكرت جيداً بالعواقب التي يمكن ان تترتب عليه في المستقبل، خاصة انها ليست محصنة من الثورات الشعبية، فالاستبداد ملّة واحدة، فماذا لو طالب الشيعة في القطيف والهفوف والدمام شرق المملكة العربية السعودية بمناطق حظر جوي لحماية ثورتهم المستقبلية، خاصة انهم يقيمون فوق معظم الاحتياطات النفطية السعودية؟ وماذا لو طلب نظراؤهم الذين يواجهون القمع حالياً بالشيء نفسه بعد تفريق اعتصامهم بميدان اللؤلؤة في وسط المنامة بطريقة دموية، خاصة ان بان كي مون امين عام الامم المتحدة وصف هذا العمل بانه قد يرتقي الى جرائم حرب. لا يوجد اي ضمان بان هذا التدخل الغربي في حال حدوثه سيحقق النتائج المرجوة، بل ربما يعطي نتائج عكسية اكثر خطورة، وهذا ما يفسر امتناع دولة مثل المانيا عن التصويت لصالحه في مجلس الامن الدولي اسوة بالبرازيل والصين وروسيا. ‘ ‘ ‘ ليبيا مرشحة لحرب اهلية، وربما خطر التقسيم او حتى التفتيت فمن غير الواضح ان العقيد معمر القذافي وعصابته سيستسلمون بسهولة، ولماذا يستسلمون بعدما صدر قرار بادانته وابنائه وكبار قادته العسكريين، كمجرمي حرب، او بعد اغلاق كل ابواب الانسحاب الى ملاذات آمنة في وجوههم. القوات الغربية تملك قدرات تدميرية هائلة لا جدال في ذلك، ولكن علينا ان نتذكر ان هذه القدرات لم تستطع هزيمة حركة طالبان البدائية المتخلفة عسكرياً في افغانستان، او المقاومة في العراق. فالتدخل العسكري يتسم بالسهولة على الورق، ولكن ربما تأتي المفاجآت المؤلمة بعد تطبيقه عملياً. في الشرق الاوسط ثلاث دول فاشلة هي افغانستان والعراق واليمن، وليبيا قد تكون الرابعة اذا ما طال امد التدخل العسكري، ولم يتم الحسم في اسابيع معدودة. والدول الفاشلة تتحول دائماً الى مرتع للفوضى وفي حالة ليبيا الارهاب والهجرة غير الشرعية الى الشاطئ الآخر من المتوسط اي اوروبا. يسودنا شعور قوي بان القرار بالتدخل العسكري في ليبيا يستهدف في الاساس دولاً مثل سورية، وربما ايران، اي انه سيكون بمثابة ‘بروفة’ لتدخل اكبر وبأسلحة ضارية اقوى، لان ليبيا تظل هدفاً سهلاً بالمقارنة مع الدولتين المذكورتين. نخشى على الثورات العربية، من مصير الثورة الليبية الشريفة التي يريد البعض في الغرب وفي الحكومات العربية الى تحويلها الى ‘كونترا’ ثانية وتشويه صورتها الناصعة البياض بالتالي. فالشعب الليبي بات ضحية وحشين كاسرين الاول هو نظام العقيد معمر القذافي الاستبدادي الدموي المتحجر، والاطماع الغربية في ثرواته. هذا الشعب الشجاع يستحق الانعتاق من جلاده، مثلما يستحق الوصول الى اهدافه المشروعة في الكرامة والحرية وبناء دولة ديمقراطية عصرية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 18 مارس 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.