الأحد، 20 مارس 2011

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3953 du 20.03.2011  

archives : www.tunisnews.net


نقابي من بنزرت:عتصام…اعتصام حتى الاطاحة بالفساد داخل هياكل الاتحاد

اللجنة التنظيمية:قوى الردة و النظام البائد تفشل اجتماع تركيز لجنة حماية الثورة بحي التحرير تونس

الأستاذ محمد نجيب الحسني:السماح بدخول علي عبد السلام  التريكي  لتونس ،  إعتداء  أو جهل  بمصلحة البلاد العليا  ؟

الرابـطـة التـونسيـة للدفاع عن حقـوق الإنسان فـرع صفـاقـس الشمـالية:بيـــــان
 الحزب الديمقراطي التقدّمي:بلاغ صحفي
بي بي سي:تونس أول عيد للإستقلال بعد الثورة

الجزيرة نت:المبزع يدعو لمصالحة وطنية بتونس

كلمة:جرحى ودبلوماسيون يعبرون الحدود باتجاه تونس

النقابة التونسية للإذاعات الحرّة:بلاغ

كلمة:الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل تعبر عن ارتياحها لدور القيادة

مركز تونس للدراسات الاستشرافية:ندوة سياسية تحت عنوان:أيّ قانون انتخابي للمجلس التأسيسي؟

د.أحمد القديدي:كلمة إعتذار و توضيح لأخي الحبيب المكني   

الصباح:راشد الغنوشي في منتدى الذاكرة الوطنية:«النهضة» متمسكة بالفصل الأول من الدستور.. ومخطئ من يعتقد في تغييره

الصباح:د. المنصف المرزوقي وقيادة حزبه في ندوة صحفية:نطالب بتتبع المسؤولين عن القمع والفساد المالي.. لكننا مع المصالحة

الصباح:السياسي والحقوقي عبد الوهاب الهاني لـ«الصباح»حتمية حل هيئة حماية الثورة في أقرب وقت

الحوار نت:الثورة راهي قامت باش تنحي الزين مشي باش تنحي الدين..

مراد بن محمد:-العلمانية ليست شرطا للديمقراطية

د. عبد الآله المالكي:الثورة التونسية فى مقاومة الاقطاع الرأسمالى الاحتكارى

هل قال سامي تاميز: الفهري كل الحقيقة في ندوته الصحفية؟

أياما قبل الذكرى 11 لوفاة المجاهد الأكبر:من قام بإقتلاع لوحة مكتب محاماة الزعيم الحبيب بورقيبة بباب سويقة؟

لوس أنجلوس ما مصلحة فرنسا وبريطانيا في ليبيا؟

القدس العربي:القرضاوي: العمليات ضد القذافي ليست « حربا صليبية » والعرب هم من طلبوها

هيثم مناع:ساعة الحقيقة

برهان غليون:سوريا على طريق ثورة الكرامة والحرية

د. فهمي هويدي:واقف في الطابور

ياسر الزعاترة:ثورة أمة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


تابعوا جديد أخبار تونس نيوز على الفايس بوك
الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141

 


عتصام…اعتصام حتى الاطاحة بالفساد داخل هياكل الاتحاد


 

لليوم الثاني على التوالي يتواصل اعتصام النقابيين و النقابيات بجهة بنزرت من أجل ايقاف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت عن النشاط النقابي بسبب التحرش الجنسي و العلاقات المشبوهة مع أرباب العمل و بقايا التجمع. كما يطالب المعتصمون بمجلس جهوي لتدارس الوضع النقابي بالجهة. حضرت صباح الأحد 20 مارس بمقر الاتحاد الجهوي لجنة النظام الوطنية و استمعت لوفد عن المعتصمين. لم تتوفق هذه اللجنة في اقناع المعتصمين بفك الاعتصام وتمسك المعتصمون بمطالبهم مؤكدين على اعتزازهم بالانتماء لمنظمة شغيلة يريدونها مناضلة خالية من رموز الفساد.
نقابي من بنزرت
 


خطير جدا / قوى الردة و النظام البائد تفشل اجتماع تركيز لجنة حماية الثورة بحي التحرير تونس


ببادرة تلقائية  تعود إلى عدد من  سكان و إطارات   حي التحرير بولاية تونس  انعقد اجتماع موسع و مفتوح  أمام كل مواطني الجهة يوم الأحد 20 مارس 2011 بالمدرسة الابتدائية التحرير 2  قصد تركيز لجنة لحماية الثورة ترجمة للإرادة الثورية التي تحدو المواطنين و رغبتهم في نجاح الثورة و تحقيق أهدافها . و قد لفت الانتباه العدد الكبير للحضور و لاسيما من الشباب و العنصر النسائي و قد انطلق الاجتماع بمداخلة تمهيدية للجنة التنظيم للترحم على أرواح الشهداء والتأكيد على القطيعة مع الماضي و دخول تونس عصر الثورة المجيدة ثورة الكرامة و الحرية و الديمقراطية و تدخل خلال النقاش عدد من المتساكنين لإثارة جملة من المواضيع التي تصب في اتجاه دعم الثورة و القيم و المبادئ التي أتت بها و إصدار بيان تأسيسي يتعلق بالجوانب المحلية و الجهوية و الوطنية في علاقة بالوضع السياسي الذي تمر به تونس قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي و في هذا التوقيت زحفت جماعة على فضاء الاجتماع متكونة من اطراف معروفة و محسوبة على الحزب الحاكم السابق و النظام البائد مستعملة العنف و قوة العضلات و التهريج لإفساد الاجتماع و تقويض ارادة السكان في ترجمة رغبتهم في تأسيس لجنة حماية الثورة و للأسف وقع اتلاف بعض المعدات الصوتية و الكراسي اضافة لمحاولة تكسير الابواب و التعدي على بعض الشبان و تعنيفهم و اهانتهم و في تلك الاجواء المشحونة رفع الاجتماع بدون ان يحقق اغراضه . لكن اتفقت الجهات المنظمة على ضرورة تحديد موعد ثاني للتغلب على قوى الردة و تركيز لجنة لحماية الثورة في حي التحرير تكون في مستوى تطلعات المتساكنين و شبابها على غرار بقية جهات الوطن بدعم من القوات الديمقراطية  
اللجنة التنظيمية    


السماح بدخول علي عبد السلام  التريكي  لتونس،إعتداء أوجهل بمصلحة البلاد العليا  ؟


الأستاذ محمد نجيب الحسني .                                                                   فوجئت بنقل الجزيرة  بالأمس  لصور وجود  علي عبد السلام التريكي  على الأرض التونسية  ( وهو من أعمدة نظام القذافي  والرجل الذي تصدّر ديبلوماسيته  منذ عقود عديدة )  وبثها لصور سيارة  شرطة تونسية تحمي النزل الذي كان فيه .
صدمتني هاته الصور لا فحسب من منطلق عدائي لنظم الإستبداد  ولا من منطلق محبتي لشعب ليبيا الباسل والشقيق  بل وكذلك  من منطلق مصلحة البلاد العليا .
وسأتناول فقط أمر هاته  الأخيرة . وأطرح السؤال هل كان من مصلحة البلاد  القبول بدخول ممثل للقذافي  في هذا  الظرف بالذات  الذي أجمع فيه العالم على  رفض نظامه وأيلولته الحتمية للسقوط  ؟
النظام الليبي الذي يمثله القذافي ( والأصح الفوضى ) هو نظام بصدد الإنهيار وكل الدلائل التي نشهدها تؤكده والدليل القاطع أن الأنظمة  العربية ممثلة في جامعتها العربية  أكدت ذلك وهي سابقة تاريخية تثبت  هذا الإنهيار . وكذلك إعتراف فرنسا بالمجلس الإنتقالي بترتيب من الأخ الليبي المناظل علي زيدان الذي ظل لعقود عديدة في المنفى يخدم  قضية شعبه دون أي كلل ولا ملل ولا يأس .
تعترف فرنسا الحكومة رسميا بالنظام البدبل ونستقبل نحن النظام  المنهار,  ونحن الإخوة الأشقاء والجيران لليبيا .
 
إن للسياسة قواعد لا محيد عنها سيما الحفاظ على علاقة الجيرة والإمتداد الجغرافي لكل دولة وهي من المسائل الحساسة جدا في الأعراف الديبلوماسية سيما إذا كنت أنت الأحوج لحسن هاته العلاقة وديمومتها بل وأكثر من ذلك فإن الحفاظ على حسن العلاقة مع الجيران هو من البداهة لكل نظام دولة  يحافظ على مصلحة شعبه مهما كان عمق الخلاف أو العداوة مع الجار هذا فضلا إذا  كان أخا  شقيقا .
ثم أليس من الغباوة السياسية السير في الإتجاه المعاكس وأنت قاب قوسين أو أدنى من الإلتقاء الإستراتيجي مع هذا الجار بما يحقق التكامل والتعاون المتين معه سيما وهو بصدد إزاحة   مجنون بكل المقاييس عن سدة قراره ؟  .
ألم يكن هذا المجنون وصديقه الغبي بن علي أكثر معرفة  من الحكومة الحالية بهاته القاعدة لما فتح الأول الحدود  لفك  الخناق عن الثاني ، ولما ردّها   له  هذا الأخير شاكرا  وهو على قارعة السقوط   ؟
هذا النظام المجنون  هو ذاته عرف الحفاظ على حسن هاته الجيرة إلا في فترات إستثنائية  رد  بعدها  غصبا إلى منطق المصلحة .
نحن الأحوج بمنطق المصلحية ، فجنوبنا المتصحّر  كان ولايزال منفس عيشه الوحيد هي ليبيا  رغم رداءة وبذاءة النظام الذي ظل يحكمها لسنين الطوال . لكن ونحن الذين نتباهى   دوما مغرورين كعادتنا  بإستقرار قواعد معاملاتنا الديبلوماسية ورزانتها ، .نستقبل أحد أعمدة نظام القذافي   وهو على قاب قوسين أو أدنى من السقوط  .  وهو الذي هدّد ثورتنا  ثم نعت شعبنا بأقبح النعوت  قبيل حلول موفده .
ماهي مصلحتنا في ذلك  سيما في هذا الظرف بالذات   الذي كسبت فيه تونس  حكومة وشعبا  إحترام الجميع خاصة  مع المجهودات التي بذلتها على الحدود الليبية التونسية  ؟
هو عمل مناف مهما كانت المبررات لمصلحة البلاد العليا .  وأعتقد أنه  إما من عمل شياطين بن علي التي لا زالت في مراكز القرار أو من مساوئ  الحكومة التكنوقراطية ،  لأن  الترخيص بدخول علي عبدالسلام التركي الأرض التونسية  لا يمكن أن يقبل  به أي  سياسي ولو قصر نظره وقل علمه بأحكامها .
ومن المتأكد  البحث مع  المسؤولين سيما في وزارتي  الخارجية  والداخلية الذين سمحوا بدخول هذا الشخص الذي إنتهى أمر سيّده لفائدة غد أفضل لتونس وليبيا بإذن الله . إن عملي الحقوقي مكّنني معرفة بعض  المعارضين الليبيين ومنهم  اليوم  قيادات بالمجلس الإنتقالي وإنهم أناس على غاية من المحبة لتونس  وناصروا  نظالنا ضد بن علي في جميع المحافل الحقوقية والسياسية  ولن أنس أبدا مودة  الأخ زيدان  بأروبا   أو  ما حباني به الأخ الزعلوك  من عطف ومساعدة في زيارتي  لواشنطن سنة 1992 والنصائح التي مدني بها في الذود عن قضية تونس لدى الإدارة والجمعيات والمؤسسات  الأميركية . وإنني متأكد من أنهم لن يكترثوا أو  يعيروا أي إهتمام  لهذا الحدث أكان خطئا  أو عمدا   ولن يعتبروه  طعنة  الأخ  من الخلف  . لأنهم  يعرفون أن  هذا الأخ  لازال يرتب بيته بعد سقوط  طاغيته  هو الآخر  ، و يكن كل المحبة والعطف   للثورة الليبية المجيدة  ويألم  الألم  الشديد لما يعانيه أخوه  في ليبيا  .          عاشت الإخوة اللبية التونسية وقدر الله الخير لثورتيهما المباركتين على نظامي الفساد  والإستبداد  كي تخدما المصالح العليا للشعبين .                                                                                          الأسـتـاذ                                                                                            مـحمد نجيب الحسني  المحامي
نهج 8 جويليـة 1884 الكاف                               الهاتف:78.204.600 الفاكس: 78.203.573


الرابـــــــــطــــة التـونسيــــة للدفــــــاع عـــــن حقــــــــوق الإنســــــــان فـــرع صفـاقـس الشمـالية صفاقس في   20 مارس2011   بيـــــان


دعت  بعد ظهر يوم السبت 19 مارس 2011 أطراف سياسية وفكرية إلى مسيرة انطلقت من أمام مقر بلدية صفاقس الكبرى   تطالب بفصل الدين عن الدولة  إلا أن أطرافا معارضة لها نظمت مسيرة  ضدها والتحمت معها لإرباكها ومنعها من رفع شعاراتها وقد نجم عن ذلك  احتكاكات مباشرة وأعمال عنف سرعان ما وقع فضها. إن فرع صفاقس الشمالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان  يرفض لجوء بعض الأطراف  إلى القوة لمنع مخالفيهم في الرأي من العلمانيين من ممارسة حقهم في حرية التعبير و التجمع.ويؤكد على أن حرية المعتقد مبدأ ثابت أقره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمد عام 1948، حيث تنص المادة 18 منه على أن » لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره » ويقصد بالحق في حرية الدين أو المعتقد في إطار منظومة حقوق الإنسان حرية الفرد في اعتناق ما يشاء من أفكار دينية أو غير دينية. 

 كما يذكر الفرع أنه « لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده، إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية » المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية »  يحث الفرع مختلف الأطراف على تكريس حق الإختلاف ، وحقوق المواطنة التي تعني أن أبناء الوطن سواسية بدون أدنى تمييز قائم على أي معايير تحكمية مثل الدين أو الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي والموقف الفكري. ويدعوها إلى احترام حق الجميع في التجمع و حرية التعبير بدون مضايقة أو إرباك أو منع وإلى التواصل و الحوار واحترام الآخر ونبذ الإقصاء والعنف . رئيس الفرع عبدالعزيز عبدالناظر    


      

 الحزب الديمقراطي التقدّمي
بلاغ صحفي

 
تابع الحزب الديمقراطي التقدّمي بقلق وانشغال كبيرين التطورات الأخيرة في ليبيا، وخاصة الغارات التي أدت إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين الليبيين، ويعتبر أن هذا العمل عدوان خارجي لا يمكن تبريره بأي وجه من الوجوه ويستحق الاستنكار.
ويُجدد الحزب الديمقراطي التقدّمي، الذي ناضل طويلا ضد الاستبداد والطغيان في تونس، وقوفه الكامل مع أهداف ثورة 17 فبراير التي أطلقها الشعب الليبي الشقيق ضد الطغيان والفساد، ويُؤكد في الوقت نفسه أن الديمقراطية لا يمكن أن تُلقى إلى الشعب من القاذفات ولا أن تأتيهم على ظهور الدبابات.
ولذا يُطالب الحزب بالوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية الغربية في ليبيا ويحث المجتمع العربي والدولي على الاكتفاء بمد يد المساعدة السياسية واللوجستية للشعب الليبي حتى يستكمل ثورته المباركة من أجل الحرية.                                           تونس في 20 مارس 2011                                                     الأمين العام المساعد                                                           رشيد خشانة


تونس أول عيد للإستقلال بعد الثورة


مكي هلال بي بي سي – تونس على وقع حس وطني لافت وهاجس أمني لم يحسم أمره بعد، تعدل تونس بوصلة زمنها الجديد. وفي الشارع الرئيسي للعاصمة المشرع على إمكانيات عدة، يجتمع شباب الثورة من النشطاء ويخوضون بلا رقيب في شؤون السياسة والشأن العام. سفيان شورابي الصحفي والمدون أحد هؤلاء ممن وظفوا التقنيات الحديثة وما أتاحته شبكة الانترنت من فرص للتواصل مع أبناء جيله فكان لهم دور بارز قبل الثورة وبعدها.
يقول شواربي: « رغم إمكاناتنا البسيطة اجتهدنا واستطعنا في نهاية المطاف ان ننتصر وسيلتنا في ذلك ما تتيحه شبكة الانترنت والمواقع الاجتماعية من تواصل رغم كل القمع والتضييق الذي تعرضنا له. »
عشية عيد الاستقلال تسمع في الشارع الرئيس بالعاصمة نقاشات مستفيضة عن زمن لم يعشه أغلب شباب الثورة واستشرافا متفائلا لمستقبل البلاد واتفاقا على ان رهان الاستقلال الحقيقي هو العبور إلى مجتمع ديمقراطي والحفاظ على ما حققته الثورة والبناء عليه.
ويقول سفيان شورابي بهذا الصدد: « اعتقد ان وجود مجتمع مدني مستقل وجمعيات حقيقية هو صمام الأمان الوحيد أمام كل محاولة من أي جهة للالتفاف على مكاسب الثورة وطموحات الشباب التونسي في الحرية والديمقراطية. »
اليوم لا يرى سفيان أن المهمة أنجزت لذلك عمد الى تأسيس جمعية سماها جمعية الوعي السياسي، وبين مقاهي الرصيف في جادة الحبيب بورقيبة والفنادق المطلة على الشارع الرئيسي في العاصمة يلتقي شباب الجمعية ريثما يتوفر مقر رسمي لها لتدارس رهانات المرحلة وسبل نشر الوعي السياسي بين جيل اتهمه الكثير بغياب الوعي ففاجأهم بأن أسقط نظاما عمر نحو ربع قرن
رؤية جيل الاستقلال
بين جيلين وعهدين تمضي تونس الى مرحلة ثالثة واثقة أن جيلا صنع ثورة الحرية والكرامة كما تسمى هنا قادر على حماية منجزات دولة الاستقلال وقيم الحداثة رغم تعثر المشروع الديموقراطي في السابق
في منزله بحي النصر البعيد عن زحمة شارع الحبيب بورقيبة وأحاديث السياسة والسياحة استقبلنا الكاتب الصحفي المخضرم عبد اللطيف الفراتي، وجه يختزل ذاكرة جيل عايش فترة الاستقلال وأحلامها الكبرى وخيباتها أيضا، لكن الثورة أحيت فيه أملا طالما ظن ان أبناءه أو أحفاده قد يكونون أكثر حظا منه ليرونه حقيقة يوما ما.
يقول الفراتي: « نحن نعتبر الثورة التي تحققت استقلالا ثانيا اليوم وننتظر أن ترسخ ما حققته الدولة الحديثة مع بورقيبة، نحن حريصون والشباب كذلك على ان تظل مسيرة تونس الى الامام وليس الى الخلف. »
حين يختلي عبد اللطيف بنفسه في مكتبه ليكتب مقالاته عن الشأن التونسي وهو مجال كتابته المفضل قد يدون ما علق بالذاكرة من زمني الاستقلال والثورة لكنه سيخط حتما، ولو استعاض عن القلم بلوحة المفاتيح مسايرة للعصر، سيخط اعترافات تليق بما حققه رجل يدعى محمد البوعزيزي من فضل، غادر ولم يدعيه. http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/03/110319_tunisia_independence_day.shtml Sofiene Chourabi  


المبزع يدعو لمصالحة وطنية بتونس


دعا الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع إلى مصالحة وطنية بتونس تقوم على أساس محاسبة « قانونية عادلة وشفافة ». وقال المبزع في كلمة اليوم الأحد بمناسبة الذكرى الـ55 لاستقلال تونس إنه « من باب العدل والإنصاف ألا تشمل هذه المصالحة كل من أجرم في حق الشعب وثبتت إدانته قضائيا ». مشيرا إلى أن « المصالحة الوطنية يجب أن تستند إلى المحاسبة القانونية العادلة والشفافة صونا لحقوق الجميع وحفاظا على مصالح الشعب التونسي ». وقال إن اعتماد هذا الخيار في المرحلة السياسية الانتقالية التي تمر بها تونس سيكون له « إسهام مباشر في إنجاح البناء الديمقراطي ». وأوضح المبزع -بحسب مقتطفات من خطابه أوردتها وكالة تونس أفريقيا للأنباء الحكومية- أن « المصالحة تؤمن صلابة البنيان وتماسكه وديمومته وحصانته من الارتداد كما أنها تعد الضامن لانخراط الجميع في خدمة هدف مشترك تجسده مصلحة تونس وشعبها مهما تنوعت المسالك وتعددت المناهج أو اشتد التنافس الديمقراطي النزيه ». ولاحظ المبزع من جهة أخرى أن الثورة التي شهدتها تونس تشكل « مظهرا من مظاهر الوفاء لأرواح شهداء حركة التحرير الذين ضحوا من أجل تونس وعزتها، ومن أجل أن يحيى الشعب حياة حرة كريمة ». وأضاف « إذا كان المهم في هذه الثورة قد تم، وهو القطع مع النظام الذي كرس الأحادية وسخرها لنهب قدرات الشعب، فإن ما ينتظرنا هو التجسيد الفعلي لأهداف الثورة وخاصة تجسيد الانتقال الديمقراطي نحو نظام يستمد شرعيته من الشعب دون سواه ويقوم على التعددية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ». جدل وكانت تونس شهدت إثر الإطاحة بنظام بن علي في 14 يناير/كانون الثاني الماضي القبض على عشرات من أقارب الرئيس المخلوع وأعوانه وصدرت برقيات إيداع وجلب بحق العديد منهم بتهم تتعلق أساسا بالفساد والاستيلاء على أموال عمومية. وتشهد الساحة السياسية التونسية جدلا بشأن كيفية التعامل مع الضالعين في قضايا فساد أو في المساهمة مع بن علي في قمع الشعب التونسي لأكثر من عقدين. وشدد رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي في وقت سابق على أن « حقوق الإنسان يجب أن تكون للجميع، ولكل الحق في محام يدافع عنه مهما كانت جريمته ».            المصدر:يو بي آي (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 مارس 2011)

جرحى ودبلوماسيون يعبرون الحدود باتجاه تونس


حرر من قبل التحرير في السبت, 19. مارس 2011 أكد مسؤول الهلال الأحمر التونسي يوم أمس السبت أن المعبر الحدودي التونسي اللّيبي براس جدير شهد لأول مرة عبور مجموعة من الجرحى الليبين في وضعية حرجة تم نقلهم لتلقى العلاج في المستشفيات والمصحات التابعة لمدينتي تطاوين وصفاقس. وقد علمنا أنه تم استقبال أكثر من عشرين جريحا في مدينة تطاوين فيما لم نتمكن من تحديد عدد الجرحى الذين نقلوا الى مستشفيات مدينة صفاقس. وقال ممثل الهلال الحمر التونسي « لكلمة » إن تخوفا كبيرا يسود الأوساط التونسية والدولية المتواجدة براس جدير لا سيما بشأن احتمال تدفق هائل للاجئين الليبين الفارين من التصعيد خصوصا مع انطلاق العمليات العسكرية الدولية ضد قوات القذافي. من جهة أخرى نقل شهود عيان لراديو كلمة إنه تم تسجيل حركة عبور مكثفة انطلقت منذ أمس السبت لسيارات من المراسم و الهيئات السياسية والبعثات الديلوماسية تعبر مركز راس جدير الحدودي إلى تونس، ويعتقد أنها تقل عددا من العائلات متجهة نحو مطار جربة الدولي خصوصا بعد قفل المجال الجوي الليبي. و في سياق متصل قالت تقارير إعلانية نشرت على الانترنت إنه سمع مساء أمس دوي طلقات نارية وأصوات قذائف على الحدود التونسية الليبية زادت من الذعر والهلع بين اللاجئين و المسؤولين على الحدود التونسية الليبية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 مارس 2011)


النقابة التونسية للإذاعات الحرّة
بلاغ

عاشت بلادنا بعد سقوط نظام بن علي على إثر ثورة شبعنا العظيم حراكا سياسيا كثيرا أفرز تحوّلات جذرية على كافة الأصعدة وخاصة على الصعيد الإعلامي.
وخلافا للتطوّرات في الميدان السياسي إذ حصل عديد المواطنين على تراخيص لعشرات الأحزاب الجديدة فإن المشهد الإعلامي السمعي البصري بقي على حالته كما كان قبل ثورة 14 جانفي حيث أن كل الإذاعات الخاصّة الحالية مملوكة من طرف أقرباء الرئيس المخلوع.
أمام هذا الوضع الذي لا يتماشى مع تضحيات شعبنا من أجل التعدّدية والديمقراطية فإنّ النقابة التونسية للإذاعات الحرّة تطالب بما يلي:
–         الاستجابة لكلّ المطالب التي قدّمت قبل ثورة 14 جانفي لبعث إذاعات وقنوات تلفزية. –         ضبط شروط بعث الإذاعات الخاصّة بالتفاوض مع النقابة التونسية للإذاعات الحرّة. –          إشراك النقابة في عضوية الهيئة العليا لإصلاح الإعلام والاتصال. عن الهيأة التنفيذية صالح فورتي  

الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل تعبر عن ارتياحها لدور القيادة


حرر من قبل التحرير في السبت, 19. مارس 2011 عبرت الهيئة الإدارية للإتحاد العام التونسي للشغل التي عقدت أمس السبت عن ارتياحها للدور الذي لعبته القيادة المركزية والجهوية للاتحاد، في منع محاولات الالتفاف على الثورة، كما عبرت عن استعداد الاتحاد لانجاح عوامل الإعداد لقانون انتخابي انتقالي يمكّن من اختيار مجلس تأسيسي يختاره الشعب وتوكل له مهمة بعث دستور جديد، كما دعت الهيئة الادارية إلى مراجعة هيكلة الإعلام وتحويل الهيئة العليا إلى مجلس وطني يمثل كافة المعنيين به ويضمن إعلاما شفافا وحرا.
من جهة أخرى سجلت المنظمة الشغيلة ما تحقق في مجال الغاء المناولة في القطاع العام داعين إلى النسج على المنوال ذاته في القطاع الخاص كما أكدوا استعدادهم للدخول في المفاوضات الاجتماعية.
وطالبت الهيئة الإدارية بإرجاع الحركة الجوية إلى سالف نشاطها بمطار المنستير الدولي تحت إشراف ديوان الطيران المدني وتحميل كل طرف مسؤوليته كما نددت بالعنف الذي تعرض له العمال في بعض المؤسسات الاقتصادية بجهة صفاقس بالمجمع الكيميائي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 مارس 2011)

 


مركز تونس للدراسات الاستشرافية:ندوة سياسية تحت عنوان: أيّ قانون انتخابي للمجلس التأسيسي؟


 
يتشرف مركز تونس للدراسات الاستشرافية بدعوتكم لحضور ندوة سياسية تحت عنوان:  
أيّ قانون انتخابي للمجلس التأسيسي؟  

وذلك يوم الثلاثاء 22مارس 2011

بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون بالعاصمة
من الساعة ال15 إلى الساعة 18
 تجتاز الثورة التونسية اليوم مرحلة جديدة في مسيرتها نحو تأسيس نظام يلبي انتظارات المجتمع المدني والأطراف السياسية المختلفة. ولعل من أهم مميزات هذه المرحلة التوجه إلى صياغة شرعية جديدة تنبني على العودة على الإرادة الشعبية المعبر عنها بطريقة ديمقراطية عبر صناديق الإقتراع. إن من أوكد مهام المجلس التأسيسي هو إعادة بناء الفضاء المؤسساتي للدولة في تونس، مع ما يقتضيه ذلك من إعادة تنظيم العلاقة بين السلطات المختلفة بما يؤسس لممارسة جديدة. ذلك أن تكتل التونسيين حول مطلب انتخاب مجلس تأسيسي قد عبر عن وعي واضح بطبيعة الدولة التي كانت تحكمهم ونوعية النص الدستوري الذي استندت إليه، والرغبة في القطع نهائيا مع التمثيل الزائف للإرادة الشعبية وكذلك إنهاء ظاهرة تركز السلطة في أيد قليلة بطريقة قتلت بقية المؤسسات الضابطة للممارسة السياسية، وبخاصة المؤسستين التشريعية والقضائية. تتوجه البلاد قبل ذلك إلى وضع قانون انتخابي وقتي يسمح بانتخاب مجلس تأسيسي يعبر عن كل هذه الإنتظارات. وبديهي هنا التأكيد على أن الطابع المؤقت لهذا القانون الانتخابي لا يعني عدم خطورته، فهو من جانب ما قانون انتخابي تأسيسي يفترض أن يضمن تمثيلا موضوعيا في المجلس التأسيسي المرتقب، وممارسة انتخابية حرة ضامنة لسلامة الخطوة الأولى على درب تأسيس النظام السياسي الجديد. سيتوجب على واضعي هذا القانون الانتخابي المؤقت إذا التعامل مع جملة من الخيارات التي تنتج عنها مجموعة من السيناريوهات. وإذا كان من تحصيل الحاصل التأكيد على أن الانتخاب سيكون عبر الاقتراع العام الحر والمباشر والسري، فإن تقسيم الدوائر الانتخابية وشروط الترشح  وطريقة التصويت، إن عبر القائمات المغلقة أو بالخلط والتشطيب هو ما يطرح المشاكل الحقيقية. تزيد حالة التشظي التي تعرفها الساحة السياسية اليوم في هذه المرحلة من مراحل الثورة في تعقيد هذا المشكل، حيث أن التقسيم على دوائر انتخابية كبرى لا يخدم إلا الأحزاب الكبرى التي ربما لم تعد موجودة اليوم، مما يعني أن الانتخاب سيكون على قاعدة البرنامج السياسي والاصطفاف الحزبي وربما أيضا الإيديولوجي، في حين أن تصغير الدوائر سيعني أن الاختيار بين المترشحين سيتم على أساس الثقة الشخصية بناء على المعرفة المباشرة بالمترشحن وهو ما يمكن أن يقلص من حضور الأحزاب ويجعل من المجلس التأسيسي المقبل مجلس مواطنين غير متحزبين بالضرورة.
يقترح مركز تونس للدراسات الإستشرافية هذا الموضوع للنقاش وعيا منه بضرورة تكوين رأي عام واع بكل إشكالات المرحلة التي تقدم عليها بلادنا في هذه المرحلة من ثورتها، ذلك أن الأمر يتعلق بأكثر من مجرد تفاصيل، بل بخارطة سياسية جديدة قد تكون مطابقة للخريطة الراهنة، مثلما يمكن أن لا تكون بالتطابق المفترض. لذلك فإنه يدعو كل المواطنين، وكل الجمعيات المعنية بمناقشة هذه المسائل إلى تكثيف التداول حولها بما يسمح بتوفير رأي عام ضاغط على الساحة السياسية ودافع لها من أجل وضع قانون انتخابي مؤقت ضامن لأوسع إمكانيات الإختيار الحر والتمثيل الموضوعي لإرادة الشعب التونسي في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ ثورته المجيدة.
البرنامج:
–          تقديم المركز: الأستاذ مراد اليعقوبي، أستاذ التاريخ بالجامعة التونسية. –          رئيس الجلسة: العميد الصادق بلعيد، أستاذ القانون الدستوري. –          الأستاذ رياض الشعيبي، باحث جامعي: القانون الانتخابي وإشكاليات التأسيس. –          الأستاذ عميرة علية الصغير، أستاذ التاريخ المعاصر: المجلس التأسيسي الأوّل ( 1956-1959) وتأسيس الاستبداد. –          الأستاذ عدنان منصر، أستاذ التاريخ المعاصر: هل من أمل في تجديد النخبة السياسية في تونس؟ –          الأستاذ قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري: مقترح لقانون انتخابي مؤقّت.
 


كلمة إعتذار و توضيح لأخي الحبيب المكني


بقلم د.أحمد القديدي نعم متأخرة و لكنها صادقة و من الضمير قبل القلب و للحقيقة لا للمناورة. و يعلم الله أني طالما شرحت ما إلتبس لدى القراء الأفاضل لكتابي المتواضع (ذكرياتي من السلطة إلى المنفى) من معنى ظل غامضا لدى البعض منهم حول ما أوردته في صفحة 111 من الطبعة الأولى للكتاب حين ذكرت حديثا دار بيني و بين المناضل الكبير أحمد بن صالح في الدوحة سنة 1995 قتذاكرنا معا أيام كفاحنا المشترك  ضد الطاغوت في بداية التسعينات  و ما وقع من تسرب خبر إجتماع ضمني و ضم الأستاذين أحمد بن صالح و محمد مزالي رحمة الله عليه مع إخوة كرام من حركة النهضة و منهم أخي الحبيب المكني ليلة من ليالي شهر رمضان  سنة 1991 في شقة مزالي 5 شارع فرساي بالدائرة 16 بباريس و قال لي بن صالح كما أوردته في الكتاب بأن وزيرا نمساويا نصحه بعدم التوجه للجزائر للقاء أصدقائه هناك لأن المخابرات الفرنسية على علم بمشروع سفره للجزائر و بالطبع أعلمني بن صالح بأن أصدقاءه النمساويين وهو يحمل جواز سفر نمساوي كثيرا ما يتعاونون مع الأجهزة الفرنسية في نطاق التنسيق الأوروبي . وهنا أوردت حديثا عفويا جرى بيني و بين أخي المناضل الحبيب المكني حول موضوع دقيق و هام يجب أن يعلمه الشباب الذي لم يعش سنوات الجمر التي عشناها وهو موضوع العلاقات التي كانت تربطنا نحن المنفيين الحاملين لوثائق اللجوء السياسي الفرنسي مع جهاز الأمن السياسي الفرنسي. وهنا لب الموضوع الذي لم أتوفق في إبلاغه لقراء الكتاب فأسأت لأخي الحبيب المكني دون نية الإساءة و استغل بعض الناس هذا الإلتباس الذي لم أقصده لترديد إتهامات ضد أخي الحبيب المكني بأنه لا سمح الله كان ينقل أسرارنا للأجهزة الفرنسية و حاشا المناضل الصامد و المثقف الأصيل الحبيب المكني من هذه الشوائب. و الحقيقة أننا كمنفيين لاجئين بالتراب الفرنسي ليس لنا الحق في أن نمارس أي نشاط سياسي من أجل أن نحافظ على حماية السلطات الفرنسية حسب قانون الديوان الفرنسي للاجئين (الأوفبرا) و لهذا السبب القانوني الإجرائي كنا لا نخفي على موظفي الجهاز ما نقوم به من نشاطات سياسية من أجل إحترام قوانين الدولة التي منحتنا الأمان و من أجل التعاطي الشفاف مع السلطات الفرنسية و للحقيقة فقد كان من بين هؤلاء الموظفين من يتعاطف معنا خفية بل و يمدنا بتحركات المخابرات التونسية التي كان عدد أعضائها بالمئات في فرنسا و كانت الأجهزة الفرنسية تحمينا منهم و تعطل تحركاتهم و تنبهنا إلى ضرورة الحذر و الحيطة. لهذه الأسباب كنا لا نخفي عن هؤلاء بعض إجتماعاتنا من باب التأمين على سلامتنا و الحفاظ على وثائقنا الفرنسية للإقامة و السفر وهي كل ما كنا نملك عندما حرمنا الطاغوت من وطننا و جنسيتنا و أولادنا و لقمة عيشنا و صبرنا و صابرنا أكثر من عقدين و الغريب أني لم أوفق في التعبير عن هذه الحقيقة البسيطة في صفحة 111 من كتابي رغم أني كثيرا ما أدعو الله تعالى أن يشرح لي صدري و ييسر لي أمري و يحلل عقدة من لساني يففهوا قولي. و ظهر لبعض القراء ذوي الطوية السيئة أني إتهمت أخي الحبيب المكني بما لم أقصده بالمرة و ما لم يخطر لي  على بال أبدا لمعرفتي بمعدن الحبيب المكني و معادن رفاق الدرب جميعا في سنوات المنفى و الصمود وهي معادن أصيلة صلبة تعلمت منها شخصيا و قدرتها حق قدرها حين كان الرجال عملة نادرة و كان الظلم شاملا لا يعرف حدودا و لا يعترف بأخلاق. و اليوم أعتذر بصدق لأخي الحبيب عن الإلتباس في المعنى و أوضح ما كان مبهما و سببا في جفوة بيني و بينه أرجو ألا تطول لأن المؤمن الحق يؤاخذ الناس بما في صدورهم و ليس بما ظهر من أعمالهم. و إني كنت في الإبان حاولت الإتصال بالصديق الحبيب لأوضح هذا اللبس و أرفع هذا الشك و لكن بعد المسافة بيني و بينه و إنشغال كلينا بشؤون أخرى حالت بيني و بينه و أنا أثق في رفعة أخلاق أخي الحبيب لكي لا يؤاخذني و أن يريح ضميري من تأنيب ضميري و الله سبحانه أحكم الحاكمين و العارف بالسرائر وهو الغفور الرحيم


راشد الغنوشي في منتدى الذاكرة الوطنية «النهضة» متمسكة بالفصل الأول من الدستور.. ومخطئ من يعتقد في تغييره


 
قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة إن الحركة متمسكة بالفصل الأول من الدستور، ويخطئ من يعتقد أن تغيير هذا الفصل ممكن، لأن الشعب التونسي بما هو شعب عربي مسلم أمر واقع ومفروغ منه، وبالتالي لا يمكن لنخبة معزولة أن تتسلط على هذا الشعب وتفرض إرادتها عليه وهو في أوج سيادته بتغيير هذا الفصل..
وينص الفصل الأول من دستور 1959 الذي تم تجميده في انتظار سن دستور جديد على أن « تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها ».
وبين الغنوشي في شهادة قدمها أمس على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات دامت أكثر من خمس ساعات أن حركة النهضة ليست لها علاقة بأحداث العنف التي طالت مؤخرا المسيرة اللائكية في سوسة.. وقال إن ذلك التصادم حدث بين مجموعة تريد فرض اللائكية وعدد من المواطنين العاديين الرافضين لذلك حتى أنهم كانوا في حانة.. لكنهم خرجوا ليعبروا عن معارضتهم للائكية..
وذكر أن الذين يريدون فصل الدين عن السياسة لا يدركون ما يفعلون فالدين والسياسة مرتبطان ببعضهما البعض وكان النبي صلى الله علية وسلم كان قائدا للجيش..
وردا على استفهام يتعلق بالفوبيا التي يشعر بها الناس من النهضة قال إنه لا يرى أي داع لكل هذا الخوف من الحركة فهي تحترم مبادئ حقوق الإنسان وهي حركة تونسية ولدت في هذا البلد وليست مسقطة عليه.. وبين أن بن علي المخلوع مارس طيلة حكمه سياسة تخويف الناس من النهضة فبقيت النهضة طيلة ثلاثين سنة مقصاة وظل الناس يسمعون عنها بأذن واحدة وهي أنها حركة أصولية وحان الوقت ليسمعوا بالأذن الأخرى ما تقوله النهضة عن نفسها..
وحذر الغنوشي من الأخطار التي تتربص بالثورة من قبل من قامت الثورة ضدهم لأنه ليس منتظرا منهم إلا العمل على التخريب وإشاعة الفوضى والإفراط في المطلبية وبث الرعب في النفوس حتى يعتقد الناس أنهم حينما كانوا في نظام بوليسي كان وضعهم أفضل من الآن.   دور النهضة في الثورة   ذكر راشد الغنوشي متحدثا عن دور النهضة في الثورة إن الثورة لم تأت من فراغ بل كانت نتيجة تراكمات إذ أن أكثر من 30 ألف نهضوي سجنوا وشردوا ونكبوا ولم تسلم عائلة من الوجع وهو أسهم في تراكم الحزن والغضب.. ثم جاءت الثورة وانتصرت لمن ماتوا مقهورين..
وقال « إن العلاقة بين الدين والدولة فيها نوع من الصراع لم نحدد عناصره بدقة ونخشى أن يوقعنا الضباب في سوء تفاهم وعدم فهمنا لبعضنا البعض ولكنني أشير إلى أن المجتمع التونسي أراد منذ القرن التاسع عشر تصالحا بين الإسلام والحداثة كما أن الحركة الإسلامية هي ابنة هذا البلد وليست مسقطة عليه وهو ما يفسر استمرارها طيلة العقود الماضية رغم القمع الذي سلط عليها أي أنها « طبيعية » في هذا المجتمع « خليقة مش صنيعة ».. وينبغي أن نتعلم فن التعايش معا لأن البلد ملك للجميع وأرى أن الغرب تفوق علينا في هذا الجانب بإدارة المعارك بشكل سلمي لكننا فشلنا نحن في الشرق في ذلك ومنذ الخلافة ونحن نحسم خلافاتنا بالسيف »..
وتحدث الغنوشي عن اقتناعه بحرية الاعتقاد فلا إكراه في الدين ولا يحق للدولة أن تفرض دينا أو فكرة أو نمطا من العيش على الناس لكن الدولة في عهد المخلوع وقد وصفه بسنوات الجمر تسلطت على الدين واعتبرت المسجد ملكا لها وعذبت المتدينين حتى أن جماعة النهضة أصبحوا يضعون في ثلاجاتهم قوارير خمر وذلك خوفا من البوليس الذي يقتحم منازلهم فجأة بين الحين والآخر لتفتيشها.
وردا على الشاب ماهر الخشناوي الناطق الرسمي باسم جمعية الدفاع عن الثورة الذي قال إنه لا يمكن اعتبار راشد الغنوشي علما من أعلام النهضة لأنه لم يناضل داخل البلاد وإنما على فراش ناعم في أحضان بريطانيا، أجاب الغنوشي أن الهجرة السياسية هي نوع من التمرد.. وهي ليست غريبة على المسلمين فالرسول صلى الله عليه وسلم هاجر أيضا.
وعن سؤال حول ما إذا كانت النهضة خططت للانقلاب على بورقيبة يوم 8 نوفبر 1987 لكن المخلوع سارع للوصول إلى سدة الحكم قبيل ذلك بيوم واحد أجاب بالنفي وقال إنه كان وقتها في السجن كما نفى وجود جناح عسكري للحركة فكر في الانقلاب.. وذكر أن المجموعة فكرت في تغيير النظام هي مجموعة من الأمنيين الشبان وفعلت ذلك بدافع الرغبة في إنقاذ الوطن ليس غير وليس عن طريق الانقلاب أيضا.. حتى أن بن علي لما أصبح رئيسا أطلق سراحهم لأنه اقتنع أنه لم يكن مستهدفا.. لكن هذا لم يمنعه وهو الدكتاتور من التنكيل بهم بعد إطلاق سراحهم وملاحقتهم باستمرار.
وبين الغنوشي مجيبا عن سؤال حول تفسيره لمساندة حركة النهضة لبن علي بعد تحول 1987 : »عندما جاء بن علي للسلطة رأينا انه تبنى برامج المعارضة ولاحظنا أنه أطلق سراح عشرة آلاف سجين فوافقناه لكن عندما حصل تزييف انتخابات 1989 عارضناه وأصبحنا ضده ثم تأكدنا بعد ذلك أنه مستبد ». وعن رأيه في الثورة الليبية بين أن الإخوان في ليبيا يعيشون مأزقا وعبر عن رفضه لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا لأن ذلك سيكون كارثة..   الجانب الاقتصادي   عن رأيه في المسألة الاقتصادية بين راشد الغنوشي أنه لا بد من تحرير الاقتصاد من التبعية وهو يرى أن ذلك يتم بوسائل كثيرة منها رأس مال تونس وهو الموارد البشرية.. كما يجب الاهتمام بالزراعة والصناعات الغذائية وعدم اعتبار السياحة العمود الفقري للاقتصاد مثلما هو الشأن قبل الثورة.
وقال متحدثا عن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي : » إننا لسنا ضد الشراكة مع الاتحاد الأوربي، لكننا نعارض إمضاء الاتفاقيات معه دون توفر مبدأ الندية في المعاملات »
وخلص راشد الغنوشي إلى التأكيد على أن الثورة ستعمل على إنتاج مجتمع ديمقراطي تتصالح فيه الدولة مع امتدادها العربي الإسلامي.. وتوقع تعرضها لصعوبات ومحاولات للردة والعودة للوراء لكنها لن تتراجع لأنها عميقة ولأن المجتمع التونسي منسجم جدا.. حتى أن العلمانيين والإسلاميين لهم أرضية مشتركة للعمل.. ولم تعد طبيعة الصراع اليوم عقائدية بل سياسية واجتماعية.
وعن سؤال يتعلق ماذا سيفعل بعد أن أعلن عدم ترشحه لمنصب سياسي وللمؤتمر القادم للحركة أجاب أن هذا لا يعني أنه سيعتزل الحياة السياسية فهو سيكرس جهده للعمل الاجتماعي والنشاط الفكري.
وكان راشد الغنوشي قد أطنب في هذا اللقاء الذي شهد حضورا مكثفا في الحديث عن مسيرته الحياتية والنضالية منذ مرحلة الطفولة وإلى غاية عودته بعد سقوط بن علي من المهجر حيث كان لاجئا سياسيا في بريطانيا..
سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2011)

د. المنصف المرزوقي وقيادة حزبه في ندوة صحفية نطالب بتتبع المسؤولين عن القمع والفساد المالي.. لكننا مع المصالحة


عقد الدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب  » المؤتمر من أجل الجمهورية  » أمس ـ بمقر الحزب في شارع علي درغوث ـ الندوة الصحفية الاولى للحزب منذ الاعتراف به بحضور عدد من اعضاء قيادته التي تضم شخصيات وطنية حقوقية بارزة من بنيها المحامين محمد عبو وسمير بن عمر وعبد الرؤوف العيادي وعمر الشتوي وسامية عبو ومجموعة من شباب الحزب وأنصاره.. وأعلن الدكتور المنصف المرزوقي بالمناسبة ردا على أسئلة الصباح أن حزبه « الذي يعتز بنضالاته ضد الدكتاتورية والاستبداد منذ تاسيسه في 25 جويلية 2001، وبدعمه القوي لثورة شباب تونس منذ انطلاقتها الجديدة اواسط ديسمبر الماضي وبمساندة مناضليه فيها « ، سيتابع نضالاته من  » أجل محاسبة رموز المورطين في القمع والتعذيب والفساد السياسي والمالي  » لكنه  » لن يتورط في دفع البلاد نحو الشلل ولا يساير نظرية تنظيم محاسبات على طريقة محاكم التفتيش ». واعتبر المرزوقي أن » السيناريو الذي اعتمدته جمهورية جنوب افريقيا بزعامة نلسون مانديلا بعد القضاء على النظام العنصري نموذجي  » لأنه حاسب رموز الفساد والقمع والاستبداد  » بعيدا عن العدمية ومنطق محاكم التفتيش بل اختزل المحاسبة في نسبة من الرموز ودعا بقية الذين اخطاوا قبل الثورة الى الاعتراف باخطائهم وارجاع اموال المجموعة الوطنية مقابل العفو عنهم والتسامح معهم وتناسي اخطاء الماضي التي ارتكبوها خدمة لمشروع مصالحة وطنية تؤدي الى اعادة بناء البلاد التي خربتها عصابات اجرامية مختلفة قبل الثورة..   محكمة خاصة لتتبع المورطين في الفساد   وماذا عن الجدل الذي يدور حاليا حول مستقبل اللجنة الوطنية للتحقيق في الفساد المالي والسياسي من قبل الرئيس المخلوع بن علي وعدد كبير من افراد عائلته واقاربه والمقربين منه ؟ تعقيبا على هذا السؤال الذي توجهت به الصباح اورد القياديان في الحزب السيدان محمد عبو وعبد الروؤف العيادي أن حزبهما يتحفظ على احالة ملف التحقيق في الفساد للقضاة وحدهم  » لأن اصلاح قطاع القضاء يستوجب مدة طويلة ولأن بعض القضاة متهمون بدورهم بالتورط مع النظام السابق في مظالم كثيرة بمن فيهم من قاض اسندت له بعد الثورة مسؤولية عليا في وزارة العدل. » كما تحفظ السيد محمد عبو باسم الحزب على  » التركيبة الحالية للجنة الاصلاح  » واقترح إحداث  » محكمة خاصة بتتبع المورطين في الفساد المالي والسياسي في عهد بن علي  » يتفرغ لها عدد من السادة القضاة المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية على ان يمكنوا من نفوذ وصلاحيات تمكنهم من جمع المعطيات والتحقيق بنفسهم في عدد من ملفات الفساد والاستبداد بجوانبها المالية والامنية والسياسية السابقة.   مأزق دستوري وقانوني   وهل لا تعتبر بعض القيادات النقابية والاحزاب السياسية و » لجان حماية الثورة  » قد تورطت في جر الرئيس المؤقت السيد فؤاد المبزع والوزير الاول المؤقت الجديد السيد الباجي قائد السبسي الى  » المازق السياسي والقانوني  » من خلال دفعهما الى اتخاذ قرارات  » لا دستورية  » من بينها حل البرلمان بغرفتيه وتعطيل الدستور الذي استلم المبزع بموجب فصله 57 منصبه الحالي ( باعتباره رئيسا لمجلس النواب الذي قام بحله) وكلف بمقتضاه الغنوشي ثم السبسي بتشكيل حكومة ؟ ألآن تجد الدولة نفسها في ازمة شرعية دستورية وقانونية للرئيس المؤقت وحكومة السبسي بعد هذه القرارات خاصة في ظل بروز مؤشرات تاجيل انتخابات 24 جويلية ؟ تعقيبا على هذا السؤال الذي توجهت به الصباح اورد السيدان المنصف المرزوقي ومحمد عبو أن حزبهما تفاعل مع مطالب الشعب بشان حل مجلسي النواب بغرفتيه وتعطيل الدستور وانتخاب مجلس تاسيسي، وهو يدعم استمرارية الدولة واستقرار الاوضاع في البلاد خدمة لمصالح الشعب ولتنظيم الانتخابات في موعدها. واعلن المرزوقي ان حزبه يعارض تاجيل انتخابات 24 جويلية ويطالب بتنظيم الانتخابات التشريعية (والرئاسية ) بعد ذلك في اجل لا يتعدى ال6 اشهر.   فشل لجنة حماية الثورة ؟   وماذا اذا فشلت لجنة الاصلاح السياسي وحماية الثورة التي عجزت في اجتماعها الاول عن مناقشة جدول اعمالها الاصلي بسبب تركيبتها  » المطعون فيها « ؟ ردا على هذا السؤال اورد المحامي سمير بن عمر ممثل الحزب في اللجنة ان حزبه متخوف من فشل لجنة حماية الثورة ولديه انتقادات بالجملة على تركيبة تلك اللجنة التي تبين أنها تضم أكثر من 40 « شخصية وطنية  » غالبيتهم الساحقة ينتمون إلى حزب واحد (حوالي 20 من حزب التجديد) ومن جمعية واحدة (جمعية النساء الديممقراطيات) الى جانب ممثلي الحزب والجمعية الرسميين.كما انتقد سمير بن عمر والمرزوقي وعبد الرؤوف العيادي تغييب الجهات والشباب في اللجنة التي تبين ان سن غالبية اعضائها يفوق الـ65 عاما. وحمل سمير بن عمر ورفاقه في قيادة الحزب  » حكومة السيد الباجي قائد السبسي مسؤولية فشل اللجنة  » وطالبوا باعادة النظر في تركيبتها جوهريا..   مؤتمر الحزب في 24 جوان   من جهة أخرى أعلن السيد المنصف المرزوقي في نفس المؤتمر الصحفي ان حزبه سينظم تجمعا عاما في قصر القبة بالمنزه صباح يوم الاحد 27 مارس الجاري وانه سينظم مؤتمره الوطني يومي 24 و25 جوان القادم. ونفى المرزوقي ما روج عن تعرضه الى مضايقات خلال زيارته للقصرين والجهات الداخلية واعتبرها دعايات لا اساس لها من الصحة.
كمال بن يونس
 

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2011)
 


السياسي والحقوقي عبد الوهاب الهاني لـ«الصباح» حتمية حل هيئة حماية الثورة في أقرب وقت


صرح عبد الوهاب الهاني الحقوقي والسياسي التونسي لـ »الصباح » بأن تجاوز هيئة حماية الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي لصلاحياتها وارتباك آدائها إلى حد الآن يحتم حلها في أقرب وقت مع تحمل الحكومة المؤقتة لمسؤولية الإعلان في ظرف 3 أيام عن  تصور مع جمع  لجنة للميثاق المدني تضم كل الاحزاب والمجتمع المدني تكون مهمتها الوحيدة المجلة الانتخابية المؤقتة فقط. وحذر أيضا من تواصل حالة اللاشرعية الدستورية للحكومة التي تضعف موقفها وتخضعها للإملاءات الداخلية والخارجية مشيرا إلى وجود أطراف مستفيدة من هذا الوضع وقادرة على لملمة صفوفها. حاورته : منى اليحياوي     ماذا عن تقييمكم للخطوات السياسية المتخذة في الفترة الأخيرة بدءا بتعيين الوزير الأول وصولا إلى احداث الهيأة العليا لحماية الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ؟   … نفذت في الفترة الأخيرة خطة تقوم على 3 ابعا د أولا اللجوء إلى شخصية سياسية وطنية لها مصداقية سياسية عالية ونزاهة وهذا شيء إيجابي… وثانيا  تقديم خريطة طريق لطمأنة الشعب التونسي مع اعطاء روزنامة اصلاحات وانطلقت بمبدأ المجلس التأسيسي مما هدأ الأوضاع وحد من الاعتصامات وهو أمر إيجابي أيضا لكن لم يحل جميع المشاكل…وثالثا  تم التوجه إلى امتصاص  مجلس حماية الثورة أولا بتعيين الباجي قايد السبسي مما لم يترك المجال لأحد للحديث اليوم عن أحمد المستيري وأحمد بن صالح ومصطفى الفيلالي  مع وجود شخص له نفس الشرعية التاريخية والسياسية والديمقراطية على اعتباره ليبرالي وكان أول المنشقين على بورقيبة في السابق وهذا فيه  الكثير من الحنكة السياسية… لكن المشكل المطروح اليوم هو توسيع صلوحيات لجنة الإصلاح السياسي  وتركيبتها وطريقة عملها وتصرفات رئيسها مما ساهم في  حالة من الارتباك  وكان على  اللجنة الاقتصار على اعداد مشروع قانون انتخابي للمجلس التأسيسي القادم فقط وليس من حقها ان تعد مشاريع قوانين كقانون الصحافة والأحزاب التي سيعدها البرلمان المنتخب وممثلو الشعب واللجنة اليوم لا تمثل الشعب ربما تمثل السلطة القائمة تمثيلا نسبيا وانتقائيا للنخب السياسية في البلاد والشخصيات الوطنية لكن هذا لا يمنحها أي شرعية ديمقراطية ولا دستورية. وتوسيع مهام اللجنة إلى لجان فرعية ستتولى النظر في مراجعة قانون الاحزاب ومجلة الصحافة تسهم في زيادة الشعور بوجود أياد خفية تحرص على ارباك العمل الحكومي وإدامة حالة اللا شرعية وحالة اللاإستقرار…   ما المطلوب اليوم في رايكم للخروج من حالة الارتباك التي تحدثتم عنها دون نسيان الظرف الحالى  للبلاد والضغط الزمني ؟   المطلوب حل هذه اللجنة التي باتت جزءا من المشكلة وليست حلا على أن تتحمل الحكومة المسؤولية بأن يكلف رافع بن عاشور أو أن يعين عياض بن عاشور وزيرا أو وزيرا معتمدا -دون أن يكون هناك شقيقان في نفس الحكومة- وتعلن في  ظرف 72 ساعة عن  تصور وتجمع لجنة للميثاق المدني تضم كل الاحزاب والمجتمع المدني تكون مهمتها الوحيدة المجلة الانتخابية المؤقتة فقط.ويمكن بذلك التوصل قبل موفى مارس الى اتفاق وطني بعيدا عن حالة الارتباك والفوضى الخلاقة التي تخدم بعض القوى المتربصة بالثورة على غرار قوى المافية والجريمة المنظمة  وقوى المخابرات الأجنبية في محيطنا الاقليمي او العربي أو الاوروبي غير راضية  على الثورة التونسية  وتريد وأدها  في المهد لتكون عبرة لمن يعتبر عوض الاحتذاء بها في دول أخرى…   هل تعتقد في ظل المناخ الحالي أن انتخاب المجلس التأسيسي القادم  سيحل جميع المشاكل ؟   مطلب المجلس التأسيسي مهم ومطلب كل التونسيين  للوصول إلى جمهورية ثالثة تبنى دعائم الديمقراطية لكن حل تقديم انتخابات المجلس التشريعي  التأسيسي على  بقية الانتخابات كالرئاسية  والبلدية  في اعتقادي فيه محظورين :الأول اقرار السلطة القائمة  مكان الشعب الاتجاه نحو نظام برلماني على اعتبار ان التنظيم المؤقت للسلط العمومية ينتهى في أول يوم ينتهي فيه انتخاب المجلس التأسيسي وبالضرورة سيختار المجلس التأسيسي أو يعين رئيسا للدولة وكأن السلطة القائمة فرضت هذا الخيار على الشعب التونسي دون تصويت والثاني مشكل المشروعية الدستورية للحكم فنحن الآن تحت حكومة غير شرعية شرعيتها الوحيدة مستمدة من تطبيق الفصل 57 من الدستورالذي أقرت  بنفسها  عدم شرعيته وعلقته نيابة عن الشعب… وانتخاب المجلس التأسيسي لا يجيب إذا  على سؤال الشرعية الدستورية للسلطة ولا قدر الله إذا طالت مدة اللاشرعية فهذا يعنى اطالة فترة اللا استقرار وتوفير  فرصة لكل القوى المتربصة بالثورة في فرض املاءاتها على الحكومة الحالية لأنها ضعيفة ودون شرعية ديمقراطية. فلن يستثمر أي مستثمر في العالم في بلاد ليس فيها انتخابات لكن ستأتي في المقابل الدول المانحة بقروض تثقل كاهل الشعب التونسي أو بهبات مشروطة كما ستوفر حالة اللاشرعية فرصة لقوى المافيا وفلول النظام السابق من الداخل لإعادة ترتيب بيتها. يذكر أيضا أنه إذا كانت السلطة غير شرعية فأي شخص يمكن أن يشكك في قراراتها وبالتالي ففترة التحقيق في قضايا الاختلاس ونهب المال العام ستطول وكل يوم نخسره في التحقيق نخسر جراءه سنة كاملة في الحفاظ على الوثائق والأدلة… وكل هذه المخاطر تجعلني أقول أن المجلس التأسيسي القادم صحيح ينبغي أن يعبر عن التعددية وهذه الفسيفساء داخل الشعب التونسي لكن هذه الفسيفساء ليست لوحة سنعلقها بل الهدف منها بناء المؤسسات الدستورية الشرعية والديمقراطية والمستقرة والقوية وإذا  توصلنا إلى مجلس تأسيسي يضم 30 حزبا كل حزب له 2 فاصل 35 بالمائة في أحسن الحالات فلن نضمن شرعية وسنصل إلى الوضع الذي عاشته ايطاليا في السبعينات والثمانينات  فغياب المؤسسات الشرعية القوية والديمقراطية يترك فرصة ذهبية للقوى المنظمة وقوى المافيا بأن تسيطر على الحياة السياسية وما تعيشه إيطاليا اليوم من سيطرة للمافيا على الحياة السياسية وعلى الإعلام سببه الأخطاء الهيكلية التي سقطت فيها النخبة في مراحل انتقال لم تفكر فيها جيدا في بناء المؤسسات الشرعية الدستورية… والوقت الضائع الذي نعيشه اليوم ستستفيد منه فلول النظام السابق وفلول المافيا التي كان لها خبراء خططوا لسرقة الثروة وهؤلاء قادرين اليوم على التخطيط لسرقة الثورة إذا ما حصلوا على الوقت والمناخ الملائمي.   أعلنتم مؤخرا عن تكوين حزب فماذا عن حصولكم على التأشيرة  ولو تقدم لنا فكرة عن برنامج وتوجه حزبكم؟   ننتظر الحصول على التأشيرة التي تقدمنا بمطلبها يوم 9 مارس وهو حزب المجد هو حزب وسطى يحرص على البناء الديمقراطي ،ليست الديمقراطية  الفوقية فحسب بل الديمقراطية المحلية وقدمنا مجموعة من التصورات في تنمية هذه الديمقراطية عن طريق المجالس البلدية المنتخبة عوض العمادات والعمد لأن المشكل الكبير في تونس الذي حال دون نجاح نموذج التنمية هو غياب الديمقراطية المحلية…ندعو أيضا إلى لا مركزية الإدارة وإلى  تدعيم الديمقراطية التشاركية وإلى التنمية العادلة والمتوازنة بين الجهات والقطاعات وبين أنماط التنمية…ندافع أيضا عن الهوية العربية الإسلامية في إطار الدولة المدنية واحترام الحريات العامة والخاصة دون السقوط في مطبات الدولة العقائدية سواء كانت  دينية أو أديولوجية الحادية…من مبادئ الحزب أيضا الدفاع عن المبادرة الخاصة والملكية الفردية في اطار العدالة الإجتماعية ومضمون اجتماعي تلعب فيه الدولة دور الرقابة والتعديل ليستفيد المواطن من التنافس والتكامل مع القطاعات الثلاثة العمومي والخاص والتعاوني…ولنا مجموعة من الأهداف الأخرى الخاصة بالعلاقات الخارجية وتطوير الجيش التونسي عددا وعدة…وكلها اهداف نحن بصدد بلورتها في شكل برامج واضحة المعالم وعملية يمكن تنفيذها حتى لا تكون  شعارات فضفاضة… (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 مارس 2011)


الثورة راهي قامت باش تنحي الزين مشي باش تنحي الدين..


تونس – الحوارنت: تعيش العاصمة وبقية مدن الجمهورية هذه الأيام على وقع جعجعة فارغة مصطنعة ترك أصحابها حماية الثورة والإلتفات إلى المناطق المحرومة وتصفية إرث العهد البائد، كما تركوا مخاطر التدخل الخارجي والتنمية ووحدة الصف والإلتفاف حول إنجاز الشعب، تركوا كل ذلك وتعلقوا بمقولة الدولة اللائكية من أجل المشاغبة على الناس، وتعكير صفو الثورة وفرحتهم ومن ثم توجيه أنظار المجتمع إلى معركة وهمية هي من بنات أفكار طائفة فشلت في البناء والتشييد إلى جانب جميع مكونات الشعب فأدارت عنقها للفتنة والتنغيص وأحداث البلبلة والقلاقل..
لقد هال هذه الطائفة أن وجدت نفسها على الهامش في حين تسهم بقية النخب والفعاليات في مقارعة الجنرال ومساندة الثورة والمشاركة الفعالة فيها ثم السهر على حمايتها ، وبما أنها عاطلة ليس لها « صنعة اليدين ولا تقاليد الجدين » وبما أنه ليس لها في الأصيل فقد استوردت « شخشيخة » من الغرب وطفقت تتسول بها في ربوع الوطن ، تصدع الناس طورا في العاصمة ثم تنكد صفوة آخرين في صفاقس وما تلبث أن تنتقل إلى سوسة تنغص على المدينة الأصيلة فرحتها وتلوث عبق الثورة المجيدة.
العشرة أو العشرين فردا الذين يتجولون هذه الأيام في ربوع تونس يستجدون الشعب كي يتنازل عن هويته كان أولى لهم أن يعمدوا للأموال التي رصدتها لهم الجهات « المعروفة » فيقومون بتوزيعها على أهالي القصرين وبوزيد وتالة وبوزيان وغيرها من المناطق المحرومة والمنكوبة ولو فعلوا لنالهم الثواب الكبير وهو بالأكيد أجدى لهم من هذا التشويش الذي يحدثونه في الطريق العام وعلى صفحات المواقع الإجتماعية حيث وصل الأمر ببعض المتدخلين في المواقع التي أنشأوها على الفايس بوك إلى حد النيل من الدين الإسلامي والقرآن الكريم وتتابعت الكلمات النابية لتصبح هي الأصل ثم دخلوا في هجوم هستيري على كل ما هو أصيل وفطري ومقدس، ولم تسلم منهم حتى الأسرة حين عدّوها عاملا من عوامل الانحطاط وسببا من أسباب المآسي، والغريب أنهم اتهموا الإسلام بأنه المتسبب في الحفاظ على « مصيبة » بقاء الأسرة متماسكة في تونس، وعدّوا الأسرة مؤسسة من مؤسسات الرجعية التي يجب تصفيتها والتخلص منها.  

(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 20 مارس 2011)  


-العلمانية ليست شرطا للديمقراطية


مراد بن محمد-تونس-الجزيرة نت-  
بدأ الجدل بشأن هوية الدولة التونسية يطغى على حلقات النقاش والمحاضرات بعد شهرين من سقوط نظام زين العابدين بن علي وسط سعي كل طرف سياسي إلى الدفع بعدد من الأطروحات والتنبيه إلى جملة من الهواجس.
وقال الباحث الجامعي في الحضارة سامي إبراهيم خلال ندوة نظمت بتونس أمس إن « السياسة لا فكاك لها عن الدين »، كما أن العلمانية ليست شرطا للديمقراطية، ولذلك يجب البحث عن نظام حكم يراعي ثقافتنا ويكفل الحريات. وأضاف أنه « عوض الفصل الحدي بين الدين والسياسة يجب على الأحزاب وخاصة التي تصدر عن مرجعية إسلامية أن تُفعل ما في الإسلام من طاقة كامنة على التحرير والتنوير وترسيخ الكرامة العقلانية ». وفي محاضرة بعنوان « الديني والسياسي وهوية الدولة المرتقبة: دولة عقائد أم دولة توافق وتعاقد » استضافتها حركة النهضة بمقرها وسط العاصمة التونسية، بيّن إبراهيم « أن المسار التاريخي للإسلام علماني بالضرورة »، لأن الإسلام لم يحتج لثورة تحقق مكاسب الحرية كالتي ثارت من أجلها شعوب أوروبا ضد الكنيسة. تتبع المسار ودعا إبراهيم إلى ضرورة تتبع مسار العلمانية في الغرب لمقارنته بمسار الاجتماع البشري في التاريخ الإسلامي مبينا أن العلمانية كانت ثورة على رجال الدين الذين كانوا ينتمون لفضاء خارج المدينة. وقال إبراهيم إن على الإسلاميين والعلمانيين حصر الحوار بينهم ضمن الخصائص الثقافية والفكرية التونسية مع تحرير « السياسة من كل الأشياء المقدسة »، حتى لا يدعي طرف المشروعية على حساب الآخر. ورأى إبراهيم أن الجدل يجب أن يكون إزاء ما الذي في الإسلام من قيم ترسخ المسار الديمقراطي ومسار التطوير عوضا عن الجدل في الفصل بين الدين والشأن العام. وطالب الأحزاب التي لها مرجعية إسلامية بالعمل وتفعيل الاجتهاد في مجالات الاقتصاد والسياسة والتشريع التي تحيل على مصادر المعرفة من خارج النص « لأن الصدور عن مرجعية نصية مفارقة لا يعوق الفعل في الشأن العام ». وحذر من استعمال « آلة الديمقراطية بطريقة عمياء للحكم الانتقالي » من خلال الاحتكام للشارع والقول الحكم لمن يختاره الشعب، مشيرا إلى أن دعاة العلمانية « يخشون من عدم تكافؤ الفرص إذا وقع توظيف الدين في الصراع السياسي لأن ضمير الشعب مسلم ». بيد أن رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي أكد في مداخلة له خلال الندوة على محدودية القول بأن التاريخ الإسلامي مساره علماني لأن التسليم بهذا القول يعيدنا إلى « نفس مربع الغموض ». وأوضح أن المعنى ربما يستقيم من زاوية أن هناك دعوة للحرية والاجتهاد والعقلانية، مشيرا إلى وجود علمنة شاملة وأخرى جزئية، وبين أنه قد يجد نفسه مع « العلمنة الجزئية ضد التدين المغلق، أي مع الديمقراطية ضد أي مجتمع مغلق يمنع التعدد ويرهق العقل ». غلاة العلمانية وقال إن المشكلة هي أن بعضا من غلاة العلمانية « يريدون نقل ملابسة في تاريخ بلد معين ويفرضونها علينا وعلى العالم دينا وأسلوبا وحيدا في التعامل بين الدين والحياة ». ولاحظ الغنوشي أن الربط التعسفي بين العلمانية والديمقراطية مضر، وقال إن هذا الأمر غير صحيح دائما مستشهدا بالنازية التي كانت علمانية ولم تكن ديمقراطية. ولفت إلى وجود ديمقراطيات مستوحاة من ثقافتها ومن تراث دينها مثل اليابان وكوريا الجنوبية. من جانبه قال لطفي الزيتوني القيادي في حركة النهضة للجزيرة نت إن العلمانية في الغرب مرتبطة بحد أدنى من تدخل الدولة في حياة الناس لكن دعاتها في تونس يريدون أن تستعمل الدولة وسائلها القهرية في فرض أسلوب حياة معين ونمط تصرف في الشؤون الخاصة. حلقات نقاش وشهد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة حلقات نقاش بين مواطنين من انتماءات متعددة، وطرح المحامي كمال الشعبوني خلال إحدى الحلقات مشروعه لدستور جديد يتجاوز به الجدل القائم. ولخص الشعبوني للجزيرة نت مشروعه الذي « ينص في فصله الأول على أن تونس دولة ديمقراطية حرة » من دون أن يحدد هويتها بل يكتفي بالقول إن « الإسلام هو دين الأغلبية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 مارس2011)  


الثورة التونسية فى مقاومة الاقطاع الرأسمالى الاحتكارى


نريد ان نقدم بعض الملامح الخاصة بالتخبط الاستراتيجى فى المسالة الاقتصادية علها تفيد المخططين لانجاح الثورة التونسية ونتطرق الى بعض المعوقات الناتجة عن الهيمنة الغربية على اقتصاديات الدول الضعيفة الاحتكار إن مقاومة الاحتكار فى المواد الاستهلاكية وخاصة الاساسية منها من اهم الآليات الفاعلة فى النمو الاقتصادى وقد نجحت الشركات الاحتكارية العالمية نجاحا باهرا فى استنزاف الشعوب المقهورة التى خسرت حرب الاسعار ولم تساهم فيها واستسلمت للامر الواقع واصبحت تشترى بما يملى عليها من اسعار مشطة تستنزف كل طاقاتها المادية ولا تستطيع حيلة لانهم وضعوا نظاما خبيثا ربطوا فيه الاسعار بالعرض والطلب اذا زاد الطلب زادت الاسعار وانقلب السحر على الساحر فارتفعت عندهم اسعار المواد الغذائية والبضائع الاستهلاكية بطريقة فاقت كل حساباتهم ومخططاتهم وارهقت اقتصادهم مما اوصل نسبة التضخم الحقيقي فى معدلاته العامة وهم يخفون كل ذلك الى اكثر من 30% وادى ضعف الطاقة الشرائية الى عجز في سداد الديون لفائدة بنوك الائتمان التى بدورها كانت قد روجت فى سوق المال سندات بقيمة تلك الديون الامر الذي ادى الى بدأ انهيارها وحدوث الازمة التى هزت اركان النظام الراسمالي ليدفع ثمن الابتزاز والاحتكار وسحب الاموال من جيوب الفقراء ولكى يمنعوا مقاومة الشعوب لظاهرة الاسعار خططوا لتقسيم هذه الدول الى مناطق نفوذ وزعوها على شركات الاحتكار السبعة عشر الاكبر فى العالم والمتفقة فى ما بينها فى الباطن على خطة الهيمنة بالكامل على مسالك التموين للمواد الغذائية الاساسية والاستهلاكية وغيرها فكانت اللعبة الوهمية للمناقصات الدولية حيث توهمت الدول المستوردة ان لها مساحة من الحرية تستطيع من خلالها اختيار ما هو انسب فى السعر والجودة والاكثر ملاءمة مع نظام التسهيلات وذلك عن طريق المناقصات الدولية وهى لا تدرى ان الذى تختاره لتشترى بضاعته و خدماته هو دائما الذى هى تحت سيطرة نفوذه فى التقسيم الجغرافى ولكنه يختفى تحت الالوان والاسماء والعناوين والمناولات فى الانتاج الاساسي او فى المركبات ولا يمكن ان ينافسه غيره فى منطقة نفوذه وقد بث عروقه الخفية والظاهرة فى جسد الدولة بادارته لعصابة المسئولين عن القطاعات الخاصة به وربط مصلحة هذه العصابة ببقائه فى مناطق التموين والتى فى اغلب الاحيان تكون من السياسيين , ومن هو دائر فى دائرتهم كغطاء  تختلف فيه الالوان القبيحة ، وحل هذه المعضلة مرتبط بنظام المراقبة العامة وبناء المخازن لخزن الاحتياطى وقبول المواد الاساسية القابلة للخزن اكثر من خمسة سنوات وهى مواصفات موجوده ولكنهم يحتكرونها لانفسهم فيمكننا بشتى الطرق جبرهم على تزويدنا بها ودفع عملية انتاج كامل الغذاء والمواد الاساسية وجعلها قضية جوهرية يجب ان تتوجه اليها كل المجهودات لانها سهله وغير مكلفة ويعيننا فى ذلك ترشيد استهلاكنا فسفاهة الاستهلاك تذهب بما يتراوح مابين 20و30% من الميزانيات العامة للدول الفقيرة والغنية على حد سواء وعلى سبيل المثال ان ما يصرف على الفياجرا والتدخين ومواد التجميل فى مصر فى 4 سنوات يكفى للاستصلاح وزرع عشرات ملايين الافدنة ومصر لديها 200مليون فدان قابلة للزراعة وغير مستصلحة ، ان النهوض بالزراعة فى مصر والسودان يكفى لاطعام العالم باسره اضعافا مضاعفة اذا استغلت كل الاراضى الصالحة للزراعة ووقع ترشيد الاستهلاك المائي حيث يمكن انتاج حوالى 30 بليون طن من المواد الزراعية المختلفة ومصر هى الدولة الثالثة فى العالم فى عدد الحاصلين على الماجستير والدكتوراه فى ميادين الزراعة والثروة الحيوانية والداجنة والسمكية بعد أمريكا وألمانيا. كسر الاحتكار ولكسر الاحتكار والحد من هيمنة شركاته بمعية مؤسسات المراقبة التى اصبحت طرفا مهما فى التبادل التجارى يجب دفع عملية التبادل التجاري المباشر سلعة بسلعة Barter وهو من اهم عوامل التنمية بالنسبة للدول الضعيفة وخاصة اذا انتقلت من حلبة الاستهلاك الى دائرة الانتاج ان عملية التبادل سلعة بسلعة تدمر آلية الاحتكار والابتزاز اذا رتبت بطريقة جيدة وهى فكرة يقاومها اباطرة المال والاستعمار الاقتصادى ويروجون عبر ابواقهم المأجورة بانها رجوع الى الوراء والى عصور التخلف الحضارى واغلب شركاتهم الاحتكارية تتعامل بها من الباطن وتحقق بها ارباحا خيالية. ان آلية التزكية وآلية المراقبة يتحتم على الشعوب افتكاكها وتنصيب الرشداء من اصحاب الكفاءات الفنية العالية عليها وذلك بكل وسائل الضغط على الحكام بالطرق السلمية وتهيئة المناخات عبر الجمعيات الأهلية وغيرها وسن القوانيين الدستورية وتنقيحها – ولكن العرقلة الكبرى هى آلية النظام الاقطاعى العالمى الجاثم بكل ثقله على صدور الحكام سوف لن يسلم بسهولة خوفاً من تسلسل فقدان مراكز النفوذ فى جميع هياكل الدولة السياسية والإقتصادية والثقافية والأمنية والتعليمية وغيرها حيث سيقع اخراج موظفيهم ومعاونيهم من هذه المراكز تباعا وقد قضت قوى الهيمنة مئات السنيين فى العمل الدؤوب للسيطرة الكاملة على هذه الهياكل. وبعد افتكاكها يقع استبدال المتعاونين بخبراء أمناء أكفاء ذوى أخلاق وقيم موالين لمصالح شعوبهم مما سينتج عن هذا الوضع ايقاف تنفيذ المخططات والبرامج التدميرية لهذه الشعوب وايقاف استنزاف ثرواتها وخيراتها المستباحة بكل فظاظة وقد اشرنا ان الامر سهل وان انهاء هيمنة الاحتكار على مسالك التموين سهل اذا احكمت آليات الانعتاق وقد اثبتت الدراسات ان هذه الشركات الاحتكارية هى بيوت من العنكبوت من الداخل وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت وان التخلص من هيمنتها يستدعى ذكاء وحكمة ودراية بحقائق السوق الخفية وارتباطها بالتخطيطات الاستراتيجية التى ينفذها السياسيون لفائدة اعداء الانسانية طوعا وكرها بعلم وبجهل.   وان المساعدة على الحد من اقطاعية النظام الرأسمالى تكمن فى مقاومة احتكار الشركات الكبري التى تهيمن على انتاج المواد الاساسية والضرورية وتهيئتها للتوزيع عبر مسالكها الاحتكارية لتبيعها بالاسعار التى تفرضها على السوق ضمن نظام التجاذب الذي تمسك بطرفيه فهى القاضي وهى الجلاد وان اعادة النظر من الدول المنتجة فى طرق توزيع انتاجها عبر مسالك جديدة ومباشرة دون وساطة الشركات الاحتكارية تمكن المنتج والمستهلك النهائي من جنى اموالا طائلة كانت تغذي بغزارة صناديق الاحتكار وهناك وسائل عديدة لتحقيق ذلك منها عملية تبادل السلع سلعة بسلعة Barter التى سبق الحديث عنها ومنها عملية الاستثمار فى الانتاج المطلوب فى دولة اخري تتوفر فيها العوامل الانتاجية من تربة وماء وغيرهما ومنها تولى الدولة الموردة تهيئة وتكييف الانتاج فى الدولة المصدرة التى ربما تعجز عن ذلك ومنها تقاسم المراحل الفنية للانتاج بين الدولة المصدرة والمستوردة ومنها التمويل المسبق للانتاج عبر عقود انتاج لمدة لا تقل عن 10 سنوات قابلة للتجديد وهو ما يمكن الدولة المنتجة من تغطية مصاريف انتاجها بشكل مريح ودون اللجوء الى البنوك الاقطاعية المرهقة وتحميل المستهلك كل الاعباء المالية الناتجة عن عملية الاقتراض المجحفة وهناك اكثر من خمسون قالبا للتعاون المثمر الذي ينتج عنه اصلاح الاوضاع الاقتصادية كل هذه الارضية الشاسعة للتعاون ضيقتها دول القهر ودمروا الآلية المركزية التى تديرها بسحب الدولة من مركز قيادتها وهيمنتها على المصالح العامة وتسليم المقود الى عصابات رجال الاعمال وشركاتهم الاقطاعية بتعميم نظام الخصخصة لتوسيع الهوة بين الفقراء والاغنياء واتاحة الفرصة لتحكم هذة العصابات فى ثروات الدولة لكى تفقد اهم موطن مؤثر فى الاصلاح العام وحماية الاقتصاد وتسلم هذا الموقع الاساسى فى امنها القومى الى عصابات انتهازية شعارهاالابنزاز والاحتكار لا تهتم الابمصالحهما الخاصة مستبدة بالمصالح الذاتية لمراكز القرار فى الدولة التى قدمت لها اصول الثروات فى اطباق من ورد وبابخس الاثمان وحتى هذة الاثمان الزهيدة دفعها هولاء اللصوص من اموال الشعوب بالقروض الميسرة وهى من اكبر الجرائم التى ترتكبها الدولة فى حق الشعوب وقد فرض الاستعمار الغربي هذه الآلية بقوة السيطرة على الحكام الذين بدورهم جعلوا شعوبهم تخضع للامر الواقع والمدمر لكيانها الاقتصادى وهو الخضوع الذي انتجته عملية الترويض عبر آليات التجهيل والتهميش والترهيب والارهاب وتحولت الدولة الى حارس تدير شؤون البلاد عن طريق الامن الذى اصبح فى كل مؤسساتها التى تحولت الى مراكز امن ردعية لكل من تحدثة نفسه مناهضة سياستها وانتقادها وبذلك نجح الغرب الاستعمارى فى ضمان استمرار تنفيذ الخطط التى رسمها لتامين سيطرتة على اللبلاد والعباد الى حين ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه فقد جرت الرياح بمالا تشتهى السفن ولترجع الى مسالة مقاومة الاحتكار تخفيض الخسارة ان هذه القوالب التعاونية السالفة الذكر تمكن من تخفيض الخسارة التى تكبدها دوائر الاحتكار الى الدول المقهورة الى اكثر من 70% حسب الدراسات المعمقة فى هذه المسألة وهو ما يمثل مبالغ خيالية نراها عيانا بيد دوائر الاقطاع ومما يزيد فى المساعدة على لي ذراع المؤسسات الاقطاعية وجعلها تفقد السيطرة الكاملة من طرف واحد على جزء كبير من السوق هو عملية ترشيد الاستهلاك والخروج عن تقاليد نمط العيش الذي فرضته الدعاية الاستهلاكية الغربية وتفعيل قدرات الافراد على انتاج غذائهم وبعض متطلبات حياتهم الاساسية كل هذه التحولات سوف تضعف من سطوة هذه الشركات العملاقة المتحكمة فى رقاب العباد والبلاد وتجعلها تتحرى مواطن اقدامها الامر الذي يدفعها قهرا الى مراعاة المصالح العامة للشعوب للحفاظ على بقائها وربما تسعى الى مد يد المساعدة الى الدول الضعيفة التى سلبت خيراتها على مدى عشرات من السنين لتكسب بعض الود الذي ربما يجلب لها نفعا ولو كان ضئيلا لانها ستكون فى حالة ضعف متناهى نتيجة انسداد طرق الابتزاز عليها وقد بدأت المؤشرات تنبئ بقرب انهيار النظام الرأسمالى ولابد للراشدين من التحرك الجاد وتفعيل عملية ارساء النظام العالمى العادل الذي يستند على اعادة توزيع الثروة والقضاء على الاحتكارات العالمية وتعديل موازين القوة واصلاح مراكز التسيير  وتغيير السلوك الاستهلاكى وترشيده وطرح البدائل وتوسيع دائرة انتشارها وربط انتاجها بنتائج البحث العلمى وتوزيعها عبر مسالك خالية من الاستغلال والاحتكار وتفعيل النظام الرقابي الحمائي للمؤسسات السياسية والتعليمية والعلمية والصحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية واخضاعها الى قوانين صارمة لسد الطريق على المتلاعبين بالمصالح العامة للشعوب     د. عبد الآله المالكي Malki1001@hotmail.com www.abdelilahmalki.com  


هل قال سامي الفهري كل الحقيقة في ندوته الصحفية؟

موقعه الإلكتروني يؤكد أنه التحق بشركة « كاكتيس » بعد تأسيسها من قبل بلحسن الطرابلسي…


أسئلة كثيرة  ظلت عالقة بعد الندوة الصحفية لسامي الفهري صباح يوم الأربعاء الماضي… وبدت حجج هذا المنشط والمنتج والمخرج لتبرئة نفسه من أي صلة ببلحسن الطرابلسي غير مقنعة للكثيرين على الرغم من شراسة أبناء « كاكتوس » في التصدي لكل كلمة ناقدة للشركة أو لوكيلها الفهري على الشبكات الاجتماعية دون تمييز بين ما تمت تسميته من طرف رئيسهم  في العمل « حرب اقتسام خبزة القاطو » –أي كعكة الإشهار– بين كاكتيس وحنبعل ونسمة، وبين مقالات نقدية لا هم لها سوى مراجعة ما كان والتصدي لتكرار ذات الأساليب حتى لا تنجب الثورة « كاكتوس » في ثوب جديد… ومهما كانت شراسة هذه الردود والتعليقات فإن ذلك لا ينبغي أن يثنينا عن القيام بعملنا فكما كتبنا سلبا وإيجابا عن إنتاجات كاكتيس بكامل الاستقلالية نتمسك اليوم بالموقع نفسه فلا نحن من قناة منافسة أو شركة حاسدة ولاهمنا كعكة الإشهار المزعومة، فالكل يعرف صولات هذه الشركة في العهد النوفمبري، وعدد البرامج التي تقدمها أسبوعيا في البرايم تايم والأكسس برايم تايم فيما لم يحدث في تاريخ التلفزيون العمومي أن سمح لشركة خاصة أخرى بتقديم أربعة حصص أسبوعيا بعيدا عن قيمتها ومحتواها…   موقعه الإلكتروني يدحض تصريحاته…    نفى « سامي الفهري » في ندوته الصحفية أية علاقة ببلحسن الطرابلسي وقال إنه التقاه للمرة الأولى في رحلة عبر الطائرة وقدم له نفسه آنذاك بأنه إعلامي وصاحب شركة « كاكتيس » التي أنتجت في ذلك الحين برنامج « عالم الواب » واشترت حقوق إنتاج وتقديم برنامج « آخر قرار » من « أنديمول »، وأن « بلحسن » فرض عليه شراكته في « كاكتيس » دون أن يكون له أي دور فيها عدى استحواذه على نصيبه من الأرباح السنوية للشركة، فيما تظهر المعلومات الواردة في موقع سامي الفهري  لإلكتروني (http://www.samifehri.com ) أنه هو الذي التحق بشركة كاكتيس التابعة لمجمع كارتاغو  لصهر الجنرال المخلوع « بلحسن الطرابلسي »… ويؤكد موقع « وييكيديا الموسوعة الحرة » هذه المعلومات وقد ورد تقديم فيها تقديم « سامي الفهري » كالتالي « سامي الفهري (7 نوفمبر 1971- ) ، هو مقدم ومنتج ومخرج برز ابتداء من عام 2003 بتقديمه عدة أعمال تلفزية على قناة تونس 7. دخل الفهري قطاع الإعلام عبر إذاعة تونس الدولية التي عمل فيها كمنشط ، ثم التحق بشركة كاكتوس للإنتاج التي أسسها صهر الرئيس بلحسن الطرابلسي. أصبح الفهري بمثابة الدينامو لكاكتوس، فقدم لها على التوالي برنامجي « آخر قرار » (2003-2005) و »دليلك ملك » (2005-2007) على قناة تونس 7، وفي رمضان 2008 قام بإخراج مسلسل مكتوب الذي سخرت له ميزانية ضخمة قياسا بالمسلسلات الرمضانية الأخرى. تلاه في رمضان 2009 إخراجه للجزء الثاني. وفي رمضان 2010، قام بإخراج مسلسل كاستينغ… » وأشار موقع « ويكييديا » إلى أن موقع سامي الفهري، وموقع « بيزنس نيوز » في مقال عنه صادر يوم 03 أكتوبر 2008 هما مرجعه في جمع المعلومات المقدمة عنه… هذه المعلومات تدحض تصريحات « سامي الفهري » في ندوته الصحفية بأنه صاحب ومؤسس شركة « كاكتيس » قبل أن يلتحق بها بلحسن الطرابلسي ويفرض شراكته فيها بنسبة 51 في المائة مقابل 49 في المائة للفهري… ولنفترض أن هذا الموقع غير المحين والذي لا  يليق بمنتج في ذكاء سامي وفطنته مجهولا لا علاقة له بسامي الفهري فمن الغريب أن  شركة تتباهى باستعمالها لأحدث التقنيات أن تتجاهل موقعا باسم « دينامو » كاكتيس » دون أن تصحح المعلومات الواردة فيه إن كانت خاطئة فعلا… وهل من اليسر أن لا يتفطن الفهري لموقع ينتحل صفته منذ سنة وأكثر دون أن يتصدى له وهو الذي لا تفوته شاردة أو واردة مما يكتب عنه؟   سامي الفهري يدعو نفسه إلى إذاعة المنستير؟؟؟   من جهة أخرى أكدت مصادر من إذاعة المنستير، أن متحدثا باسم سامي الفهري اتصل بهذه الإذاعة وأعلمهم بأن الفهري سينزل ضيفا على مساحاتهم التنشيطية عشوية اليوم السبت 19 مارس، أي أنه دعا نفسه، وفرض توقيت الدعوة أيضا وهو أمر يثير الكثير من الأسئلة خاصة أن الفهري التزم الصمت لسنوات وقال في الندوة الصحفية إنه فضل الكلام عن طريق برامجه، وهذا يعكس « عقلية نفعية » مع الصحافة فهي مجرد مطية يركبها بالطريقة التي يرتاح لها لتحقيق أهدافه ولا اعتراض مادامت صحافتنا ترضى أن تركب كل مرة من « فارس » وإن تغيرت الأسماء والعناوين.. وعلى الرغم من أن الإعلام العمومي يظل في خدمة المواطن إلا أن السؤال يطرح نفسه لماذا اختار سامي الفهري إذاعة المنستير دون غيرها؟ وهل كان هذا الاختيار بمحض الصدفة؟ ومادامت الإذاعة التونسية رحبة الصدر هكذا فلماذا لم تفتح منابرها للدعوة إلى النفخ في روح  جريدتي الحرية و »لورونوفو » التابعتين للتجمع الدستوري الحزب الحاكم طيلة عهد بن علي؟ فزملاؤنا بدار العمل لهم أقدمية تفوق أقدمية صحافيي كاكتيس الذين يحتاج ضبط عددهم  إلى مزيد التدقيق في ظل جمع عدد كبير منهم بين العمل في أكثر من موقع ففيهم كما كنا أشرنا سابق من هو مترسم في الإذاعة وفي التلفزة (وبعضهم اعتصم أمام الوزارة الأولى؟) والبعض الآخر يشتغل في صحف وفي مواقع إلكترونية… وهل من قبيل الصدفة أن تدافع جريدة الصحافة المملوكة للشعب التونسي عن كاكتيس رأسا لا عن صحافييها؟ ولماذا صمت المحتجون في التلفزيون العمومي ولم نسمع لهم ردا أو حراكا وسامي الفهري يبشرهم بالعودة المظفرة إلى هضبة الهيلتون وأن « التونسية » ليست إلا حلا مؤقتا؟ وما هو موقف نقابة الصحافيين مما يجري وهل يعكس ما كتبه الزميل زياد الهاني موقفه الشخصي أو موقف المكتب الحالي للنقابة _وهو مكتب مصغر محدود العدد في انتظار الإعلان عن موعد المؤتمر المؤجل إن صح تنظيمه بطبيعة الحال_؟ تعليق أول… بعد نشرنا لمتابعتنا للندوة الصحافية لسامي الفهري اتصل بنا أحد القراء متسائلا « بالله عليكم أفهموني لماذا حين بثت الجزيرة على وجه الخطأ خبر اعتقال سامي الفهري وهو في طريق الهرب إلى ليبيا لاذ « سي سامي » بالقنوات التونسية من تلفزات وإذاعات؟ وحين رفضت تمرير تكذيبه  التجأ إلى الجزيرة؟ ألم يكن من الأجدى لسامي -على الأقل ربحا للوقت وضمانا لانتشار الخبر ودون مصاريف مكالمات هاتفية دون موجب- أن يتصل بالجزيرة نفسها ليكذب ما قاله مراسلها في تونس؟ هل أراد سامي الفهري التأكيد على أن الكل متآمر عليه منذ هروب بن علي؟ سؤال لا يقدر على الرد عليه سوى الفهري نفسه الذي اعترف لنا في الندوة الصحافية باستوديوهاته التي حماها « أولاد الحومة » وأمام الحاضرين وسمعهم بالموضوعية وبالقدرة على الفهم والتمييز…   تعليق ثان…
يبدو أن إعلان سامي الفهري عن تأسيس تلفزيون جديد بتمويل خليجي بتسمية « التونسية تي في » لم يرق لزميلنا نصر الدين بن سعيدة مدير المجلة الإلكترونية « التونسية » فبادر بكتابة مقال ناري موجه لسامي الفهري ملخصه « ألعب قدام داركم »… فكيف ستتطور الأمور بين الطرفين؟


أياما قبل الذكرى 11 لوفاة المجاهد الأكبر: من قام بإقتلاع لوحة مكتب محاماة الزعيم الحبيب بورقيبة بباب سويقة؟ ولماذا أقامت حفيدة أحمد بن أبي الضياف سياجا حديديا على المكتب؟


*تحقيق وصور: محمد بوغلاب   يكتسي إحياء الذكرى الحادية عشرة لوفاة الحبيب بورقيبة(3 أوت 1903- 6 أفريل 2000) قيمة إستثنائية، فهي الذكرى الأولى بعد هروب بن علي وتفكك منظومة حكمه التي إستمرت أكثر من عقدين والتي تحكمت في كل شيء يخص الحياة العامة للتونسيين من إحتفالات وطقوس حزن بحساب على رحيل شخصية وطنية أو إحياء ذكرى وفاة … وقد تشكلت في مدينة المنستير- مسقط رأس الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان يطلق عليه لقب المجاهد الأكبر ومحرر المرأة(له الفضل في تحرير مجلة الأحوال الشخصية قبل الدستور نفسه بعد إستقلال تونس)-لجنة لإعداد  مظاهر إحياء ذكرى وفاة بورقيبة …وهي المرة الأولى التي سيسمح فيها لمن عرف « المجاهد الأكبر » ولمن أعاد إكتشافه بعد ثورة 14 جانفي المشاركة في إحياء ذكرى وفاة مؤسس الحزب الدستوري الجديد الذي حكم تونس طيلة ثلاثة عقود ليرحل دون أن يملك بيتا خاصا به …
ولعل موجة البورقيبية الجديدة والسعي إلى إعادة الإعتبار إلى باني دولة الحديثة – رغم كل ما يمكن قوله من طرف المناهضين لحكم بورقيبة – جعلتنا نتذكر مكتبا يحمل عدد 158 بنهج باب سويقة بمحاذاة نفق باب سويقة ( أحد المشاريع البورقيبية التي لم تكن محل إجماع)  كنا نمر أمامه بداية التسعينات متسائلين لماذا يظل المكتب مهملا وتلقى فيه قوارير الجعة الفارغة ولماذا لا يتم تحويل هذا المكتب الذي شغله الحبيب بورقيبة محاميا بعد حصوله على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من باريس سنة 1927 إلى متحف يحفظ جزءا من تاريخ تونس      *المفاجأة …لوحة المكتب إقتلعت بعد 14 جانفي …   إنتقلنا إلى باب سويقة معولين على ما بقي فينا من ذاكرة حية لبلوغ مكتب الحبيب بورقيبة …قضينا وقتا طويلا جيئة وذهابا نمر في ذات النهج الضيق وأمام بناية طلي بعضها حديثا( سنتبين لاحقا أن ما تم طلاؤه هو مكان اللوحة التي التي إقتلاعها) ، شبه متأكدين أن المكتب المقصود هو الواقع في الطابق السفلي للبناية… ولكن أين إختفت اللوحة التي كتب عليها »مكتب الحبيب بورقيبة المحامي » ؟
إخترنا أن نسأل أحد قدامى المنطقة  فدلفنا إلى بناية هرمة خمنا أن يكون صاحبها من أولاد الحومة عارفا بتاريخها … لم يتردد محدثنا في الإنقطاع عن النفخ في نرجيلته (الشيشة) ليؤكد لنا أن المكتب الذي نبحث عنه هو الذي شككنا في أمره، أما عن سر إقتلاع اللوحة فلا يملكه هو ولذلك دلنا على شخص آخر إسمه »علي » يملك مركزا عموميا للأنترنت ملاصقا لمكتب الحبيب بورقيبة …
ودون تردد ذهبنا إلى وجهتنا…حين علم « علي » بهويتنا و عرف غايتنا لم يخف فرحته قائلا » وينكم شبيكم لتوة؟ ستنيناكم » وكان يقصد أن ما حدث لمكتب الزعيم الحبيب بورقيبة كان يقتضي من الصحافة الوطنية أن تهتم بالموضوع قبل اليوم  … وعلى الرغم من هذا الترحيب إلا أن « علي » الشاب الطيب المجتهد في عمله كان متحفظا في الحديث أمام حرفائه غير أنه تفضل بتوجيهنا إلى الشخص المناسب كما قال هو … وهذا ما حدث … حفيدة إبن أبي الضياف تدخل على الخط….
وجهتنا التالية كانت دار الثقافة بباب سويقة حيث وجدنا مديرتها السيدة مريم النجار في إنتظارنا…دون مقدمات شرحنا لها الهدف من زيارتنا   بأننا نرغب في معرفة مالك البناية هل هي الدولة أو هي ملك فردي؟ ولماذا إختفت اللوحة من واجهة المكتب ؟
وبلطف يليق بمديرة دار ثقافة بعد 14 جانفي، أفادتنا السيدة مريم النجار بما يلي » لقد كان مكتب الزعيم الحبيب بورقيبة مقر شعبة باب سويقة المعروفة بشعبة بورقيبة منذ منتصف التسعينات (هكذا إحتفى التجمع الدستوري بزعيم الحزب الدستوري الجديد؟) وفي ظل الإنفلات الأمني بعد 14 جانفي حاولت بعض الأطراف إقتحام مقر الشعبة للإستحواذ على  كميات من الأغذية الموجودة فيه ، ولتفادي ذلك بادرنا بتوزيع هذه المساعدات – وقائمة المنتفعين موجودة لمن يهمه الأمر- وظننا أن المسألة قد سويت . ولكن يبدو أن بعض الأشخاص كان لهم هدف مغاير يتمثل في الوثائق الخاصة بالشعبة ( وهنا لم نخف إستغرابنا فأي قيمة لوثائق في شعبة  حزبية ؟ هل هي من قبيل وثائق البوليس السياسي ولذلك يحرص البعض على إستعادتها أو حرقها؟) وتكررت محاولات إقتحام المكتب، فإتصلت بوزارة الثقافة وقد إستقبلني الأستاذ عزالدين باش شاوش في مكتبه وأذن لي بالتعاقد مع حارس للمكتب وهو ما تم في حينه . غير أن إحدى حفيدات أحمد بن أبي الضياف (1804-1874) ظهرت في الصورة بتعلة أن البناية هي من أملاك أحمد إبن أبي الضياف وقامت بإقتلاع اللوحة التي ظلت صامدة منذ نهاية العشرينات من القرن الماضي تشهد على مرحلة من تاريخ أحد زعماء تونس وأول رئيس للجمهورية التونسية كما قامت هذه الحفيدة بإضافة باب حديدي للمكتب وغيرت أقفاله ، أما الحارس الذي وضعته وزارة الثقافة للغرض فيكتفي حاليا بحراسة المكتب من خارج » …   كانت المعلومات التي أفادتنا بها مديرة دار الثقافة باب سويقة مفاجئة لنا فما دخل أحمد إبن أبي الضياف وورثته في مكتب محاماة الحبيب بورقيبة وحتى ما قيل لنا من أن إبن أبي الضياف هو من أهدى المكتب للزعيم لا يستقيم تاريخيا  ذلك أن إبن أبي الضياف توفي سنة 1874 ولا يمكن أن يكون عرف بورقيبة أو إلتقى به ليهديه هذا المكتب؟
صحيح أن كثيرين أكدوا لنا أن البناية التي يقع فيها مكتب بورقيبة يتصرف فيها بعض ورثة أحمد إبن أبي الضياف ( لمن لا يعرفه هو مؤلف كتاب « إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان » وقد كلفه الصادق باي بتحرير نص الدستور المسمى بعهد الأمان سنة 1859 ) ولكن أطرافا جديرة بالثقة أكدت لنا أن العقار عدد 158 بنهج باب سويقة غير مسجل بدفاتر الملكية العقارية ولا وجود لأي وثيقة تثبت ملكيته؟؟
وإن إفترضنا  جدلا أن المكتب على ملك ورثة أحمد بن أبي الضياف، فلا يحق لأحد أن ينكر عليهم ذلك ولكن هل تستعاد الحقوق بالإستيلاء في ظل ظروف مرت بها بلادنا بعيد الثورة وتغيير أقفال المكتب وتدمير لوحة شاهدة على تاريخ أول رئيس لتونس ؟ ولماذا صمت الورثة طيلة أكثر من ثمانين عاما ؟ولماذا لم يطالبوا بمعينات الكراء من شعبة باب سويقة طيلة العشرين سنة الماضية ؟
أسئلة كثيرة تزيد الملف غموضا خاصة إذا علمنا أن آل بن أبي الضياف قرروا بمناسبة الذكرى 23 للسابع من نوفمبر – حسب ما ورد في الصحف التونسية في تلك الأيام غير الزاهية – تشكيل لجنة تضم البعض من أحفاده وحفيداته وأصدقاء فكره الإصلاحي لإطلاق مبادرة يوم 29 أكتوبر 2010 تاريخ وفاة أحمد بن أبي الضياف تتضمن عدة فعاليات أبرزها على ألإطلاق- وسننقل لكم ما نشر حينها حرفيا » مناشدة الرئيس المصلح زين العابدين بن علي الترشح لرئاسية 2014 بإعتباره الوريث الشرعي لحركة الإصلاح التونسية  » …
 فلماذا يفوت هؤلاء الورثة الفرصة على أنفسهم لتصحيح خطئهم، فوريث الحركة الإصلاحية لا يمكن أن يكون رئيسا سابقا هاربا، والأولى أن تحفظ ذاكرة رئيس حكم تونس – بصوابه وخطئه – ومات فيها ودفن في أرضها ولم يشكك أحد بدءا بخصومه في ذمته المالية ونظافة يده … ولعل ما يزيد الأمر غرابة أن هؤلاء الورثة وفي مقدمتهم الحفيدة التي وضعت السياج الحديدي على مكتب الزعيم – وكأنها تستبق إحياء ذكرى وفاته-  أمضوا عقد هبة لفائدة الملك العام للدولة التونسية بخصوص دار إبن أبي الضياف – التي تحولت بسبب الإهمال إلى مصب فضلات – ؟ أليس حريا بمن فكروا في صون إرث  إبن أبي الضياف أن يصونوا – إن ثبتت ملكيتهم للمكتب بطبيعة الحال- إرث الزعيم الحبيب بورقيبة؟   والدعوة موجهة لوزارة الثقافة وللأستاذ عزالدين باش شاوش وللهيئة الوطنية للمحامين –فبورقيبة محام والمحامون أولى الناس بالدفاع عن زميلهم- وللجنة إعداد الذكرى 11 لوفاة الزعيم وكل كل أصدقائه ومحبيه،  للتدخل- بكل حزم- لتسوية الملف وإعادة الإعتبار للزعيم بورقيبة  الذي راهن على « المادة الشخمة » للتونسيين ولم يخن ثقتهم حتى الممات ….
*تحقيق وصور: محمد بوغلاب  


ما مصلحة فرنسا وبريطانيا في ليبيا؟

طرحت مجلة تايم عدة تساؤلات عن العوامل التي دفعت بريطانيا وفرنسا إلى قيادة الدفة في التعبئة ضد نظام العقيد معمر القذافي وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1973، الذي يقضي بفرض حظر جوي واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين.
ومن ضمن التساؤلات: هل ما يحدث في ليبيا من تدخل دولي مباشر يصب في مصلحة بريطانيا وفرنسا؟
وتشير إلى أنه إذا كان الأمر يتعلق بالأسباب التجارية، فإن ليبيا تملك النفط والغاز ولكن ذلك لا يمثل أكثر من 2% من احتياطات العالم.
أهي الهجرة؟ تتساءل المجلة، لتقول إن عدم الاستقرار في المغرب العربي ربما يحدث تدفقا للمهاجرين نحو الشمال (أوروبا)، ولكن من الصعب التصور أن يكون هناك أزمة لاجئين لا يمكن التحكم بها في شمال أفريقيا إذا ما استمر القذافي في السلطة، ولا سيما أن البحر المتوسط واسع وليس مجرد حدود يمكن العبور منها بسهولة.
وإذا كان الأمر يتعلق بالتاريخ، في إشارة إلى ما تصفه المجلة من جرائم القذافي مثل طائرة لوكربي، فلا أحد يشير –رغم بشاعة تلك الجرائم- إلى أن ذاكرة الحكومتين البريطانية والفرنسية تشكل سببا للذهاب إلى الحرب.
وتعليقا على ما يقال من أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ذهب إلى هذه الحرب لإصلاح الصورة التي أفسدته مواقفه من الثورة في تونس في العالم العربي، تقول المجلة إن التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ليس مضمونا ولا يحظى بشعبية في أوساط العرب، حتى لدى المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
وردا على ما يعتقده البعض بأن تصرف هذين البلدين نابع من شعورهما بأن التاريخ يوحي لهما بأنهما ما زالا قوتين عظيمتين، تشير تايم إلى أن بريطانيا وفرنسا دولتان ديمقراطيتان ولا يحظى التدخل العسكري بشعبية لدى الناخبين.
أما السببان اللذان ترجحهما المجلة، فهما الاعتقاد الحقيقي لدى الحكومتين بأنه في الوقت الذي تشكل فيه الولايات المتحدة عجلة التوازن في العالم، فإنها لا تستطيع أن تقوم بكل شيء ولا ينبغي مطالبتها بذلك، وأن العالم سيكون أكثر أمنا إذا ما ساهمت الديمقراطيات الأخرى في مساعدة الولايات المتحدة لتنفيذ العبء الدبلوماسي والعسكري لضمان الاستقرار العالمي.
والسبب الثاني أن الحكومتين أدانتا مجابهة القذافي المتظاهرين قبل أسابيع، ولكن عدم القيام بشيء مع اقتراب القذافي من الانتصار في هذه الحرب ربما يكون قرارا في حد ذاته يظهر ضعف أولئك الذين طالبوه بالرحيل. أوباما في الخلف من جانبها تفسر صحيفة لوس أنجلوس تايمز بقاء الرئيس باراك أوباما في الساحة الخلفية من الأزمة الليبية بالرغبة في اتخاذ المقعد الخلفي في هذه المسألة برمتها، نظرا لعجزه –كما يقول البعض- عن كبح القمع للمظاهرات في البحرين والسعودية واليمن.
وتشير الصحيفة إلى أن أوباما جنح عن السبيل الذي يتخذه الرؤساء الأميركيون عند الذهاب إلى الحرب: العمل الافتتاحي يفترض أن يميز الرئيس الذي يجلس بهيبة في البيت الأبيض، يوضح الأسباب ويحدد الأهداف ويتكلم بنبرة قاسية.
فأوباما لم يعلن حتى بداية الحرب، وترك ذلك لوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في باريس، في حين أنه ظهر في العاصمة البرازيلية التي لم تصوت لصالح التدخل العسكري في ليبيا.
وفي مقام آخر، عزت لوس أنجلوس تايمز دفع ساركوزي نحو التدخل في ليبيا إلى مسعى منه لاستعادة شعبيته التي بلغت أدنى مستوياتها في فرنسا، وأشارت إلى أنه في حاجة ماسة إلى تعزيز موقفه السياسي، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات.
ونقلت عن دبلوماسي لم تسمه الصحيفة قوله « إذا ما جرى كل شيء كما يرام، فإن ذلك سيكون نصرا عظيما وسيظهره بأنه الرجل المناسب في الأزمات ». وقالت إن ساركوزي قرر أن لا يبدو هامشيا في المسألة الليبية بعد أن « أخطأ التصرف » بشأن ثورة تونس، واتخذ المعقد الخلفي في الثورة الشعبية المصرية.            المصدر:تايم+لوس أنجلوس تايمز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 مارس 2011)

القرضاوي: العمليات ضد القذافي ليست « حربا صليبية » والعرب هم من طلبوها


2011-03-20 الدوحة – اكد الداعية الاسلامي البارز يوسف القرضاوي ان العمليات التي تشنها قوات غربية ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي ليست حربا صليبية، وقد طالب بها العرب والليبيون من الامم المتحدة، وذلك في مقابلة الاحد مع قناة الجزيرة.
وردا على سؤال حول وصف القذافي العمليات ضده بانها حرب صليبية ضد الاسلام، قال القرضاوي الذي يرأس الاتحاد العالمي (اكرر الاتحاد العالمي) لعلماء المسلمين، « هل هو حامي حمى الاسلام واين الاسلام منه؟ ».
وتساءل القرضاوي « فهل الاسلام ان يقتل الناس الابرياء المكلف برعايتهم، فهو يهددهم بانه وراءهم في كل مكان ويتوعد شعبه بقتله، فهل هذا هو الاسلام واين الاسلام منه، وهل هذه المسألة حرب صليبية؟ ».
واكد القرضاوي ان التدخل الدولي « تقتضيه الضرورة ».
وقال « نحن من استعان بهؤلاء والشعب الليبي هو من استعان بهم لان الرجل (القذافي) لم يدعهم وحتى آخر ليلة عندما كان مجلس الامن يبحث القرار قال لهم سآتيكم في هذه الليلة واغزوكم وما حدث هو امر تقتضيه الضرورة ».
واضاف « كنا نود ان تكون في الجامعة العربية آلية لمعالجة مثل هذا الامر، ولكن للاسف ليس لدينا ونحن استعنا بهيئة دولية ولم نستعن بالعرب كما يقول البعض واستعنا بهيئة الامم المتحدة وهي هيئة عالمية فماذا نفعل وكل يوم يقتل اناس باسلحة ليس بامكانهم مقاومتها وهذه ثورات شعبية سلمية ».
لكن القرضاوي رفض ان يتم اي انزال بري لقوات في ليبيا وقال « الكل اجمع انه لا يجوز اي انزال بري في ليبيا لا شرقا ولا غربا ولا جنوبا ». وخلص الى القول « كنا نود لو استجاب القائد … ولو كان يعرف ان وراءه شعبا يحس به لما اضطرنا وما اضطر امتنا الى اللجوء الى الامم المتحدة ».
والقرضاوي، وهو مصري قطري، يعد من ابرز الدعاة في العالم الاسلامي واكثرهم تاثيرا، لاسيما عبر منبره في قناة الجزيرة.
وادت مواقف القرضاوي دورا مهما خلال الانتفاضات العربية، وخصوصا في تونس وفي مصر اذ دعا مرارا الى ضرورة تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وكرس القرضاوي دوره بعد تنحي مبارك الذي كان عدوا لدودا لنظامه، عندما ام مئات الاف المصلين في ميدان التحرير في القاهرة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2011)

ساعة الحقيقة

هيثم مناع  في 18 مارس/آذار 2011، خرج أكثر من 2000 مواطن ومواطنة في تظاهرة مدينة درعا، عروس الجنوب، وقد تم التعرض للمتظاهرين بالرصاص الحي وخراطيم المياه وسيارات إطفاء وهراوات، وسقط أربعة شهداء وعشرات الجرحى، إضافة لاعتقالات جماعية ودخول لوحدة عسكرية لشمال المدينة ونزول طائرات مروحية في ملعبها الرياضي. هل أخذت درعا مكانها بوصفها سيدي بوزيد التغيير الديمقراطي في سوريا؟ وهل دشنت الحركات العفوية ذات الخط المتصاعد في البلاد ربيعا جديدا لسوريا؟ لقد جاء تحرك درعا، رغم كل الاستنفار والاحتياطات الأمنية التي جرت للحؤول دونه، ليؤكد أن سوريا ليست خارج المكان والزمان والتاريخ. حتى مساء 17 مارس/آذار، لم يكن بالإمكان الحديث عن آلاف بل عشرات، ولكنهم حملوا بذور لقاح التغيير، كونهم أمسكوا بالوصلة الجامعة للسوريين: « لا سنية ولا علوية، حرية وديمقراطية »، « لا للفساد »، « يسقط سجان الشعب »، « يا حرية يا حرية تعالي من مصر لسورية ». لقد تواعد عدد غير قليل من شباب ولد في ظل حالة الطوارئ وفرضت عليه صيغ انتساب شبه إلزامية لمنظمات لم يعد لها القدرة على أي فعل سياسي أو مدني، بل حتى إداري، وجرت محاسبته على كل همسة وجلسة، وملاحقته على كل كلمة وبسمة، حتى أصبح في سماته الأساسية شبابا يحمل براغماتية الشياب، مع طموح تكبله أجهزة عمت بسرطانيتها كل منزل ومجلس. أغلقت كل المنتديات، ولم يكن ثمة حق في التجمع أو التجمهر إلا في المساجد والمباريات الرياضية، انخفض سقف المطالب ولم تستطع حقبة البؤس التي خلقتها الحرب على الإرهاب والاحتلال الأميركي للعراق، إلا أن تعزز مبدأ « دعنا بما نعرف وأبعد عنا مجاهيل ما لا نعرف ». لكن العوامل نفسها التي أبرزت بشاعة أنموذج التغيير في دبابة المحتل، وعولمة حالة الطوارئ، وصيرورة الأمن الإسرائيلي للقوى الغربية « الديمقراطية » القضية المركزية الأولى، واستهداف سوريا، كل سوريا سلطة وشعبا، لأنها احتضنت مكاتب المقاومة الفلسطينية، وأقام نظامها تحالفا إستراتيجيا مع حزب الله. هذه العوامل التي زعزت تعبيرات المعارضة التاريخية وخلقت في صفوفها انقسامات وشروخا عميقة، هي التي تشكل اليوم المشروعية الفعلية لشباب لم يفقد يوما البوصلة الوطنية، والتحم بعمق في كل نشاطاته مع المجتمع الفلسطيني في سوريا، وامتلك وضوح رؤية حول تحرير الجولان يتقدم فيه على الجبهة الحاكمة نفسها. هذا الشباب، الذي استقبل النازحين اللبنانيين أثناء العدوان على لبنان في 2006 وعبر عن وحدويته بالتضامن مع أكثر من 1.5 مليون عراقي كانوا ضحية الاحتلال وعقابيله، وجمع التبرعات مع الشعب الفلسطيني في غزة، كان أول من تلقف صوت الثورة من سيدي بوزيد والقصرين، ومن تابع شباب مصر في ساحة التحرير، ووقف ليقول بكل قوة للسلطة التسلطية في البلاد « نحن الممثل الشرعي للثورة العربية بكل أبعادها، نحن من يمثل المدنية لأننا رفضنا كل الأشكال العضوية التي اتكأت عليها السلطة وبعض تعبيرات المعارضة، نحن من يرفض العصبيات القديمة الممزقة للنسيج الوطني، نحن من يرفض أي استعمال للعنف لأننا الضحية الأولى لكل أشكال العنف السلطوية. ونحن من يبني الأنموذج القادر على استعادة حقنا في الحلم ». لكن اللوحة ليست دائما بهذا الجمال، فقد احتفلت السلطة بحياء بالذكرى الـ48 للثامن من آذار، انقلابا عسكريا جرى تعميده ثورة، وخرجت كل جروح المجتمع الذي يختصر هذا التاريخ بإعلان حالة الطوارئ وعملية مصادرة بدايات دولة قانون ومؤسسات انطلقت في 1954-1958. فلم تجد حرجا في الاستمرار بكل العفش التسلطي الذي راكمته الأيام والسنين. بل وبعد اعتقالات شبه يومية لمناضلات ومناضلين من عدة تيارات، منذ انطلاقة الثورة التونسية، لم يتسع « العفو » الرئاسي لأكثر من سجين واحد هو المحامي هيثم المالح، بداعي العمر لا برغبة الإفراج عن المعتقلين. ولم يكن لمعتقلي الرأي إلا الإعلان عن إضراب مفتوح من أجل الحرية في هذا التاريخ نفسه من سجن درعا. لم تنجح أشكال المعارضة التقليدية بعد في تجاوز خطاب لم يعد مصدر استقطاب للجيل الجديد، كذلك تحمل معارضة الخارج كل الطحالب والعقابيل التي ينتجها الحرمان من العلاقة المباشرة بالمجتمع، فهي تعيش المجتمع الافتراضي مرتين، مرة في الشبكة الاجتماعية العنكبوتية، ومرة في المجتمع التخيلي الذي بنته عن سوريا لم تعرفها في يوم من الأيام. فالمأساة السورية تفتح دائما جراح أكثر من ثلاثين ألف منفيٍ قسري لأسباب سياسية مباشرة يجاوز عددهم مع عائلاتهم المائة ألف، وأبناء هؤلاء وأحفادهم هم الذين يتحدثون عن الشوق إلى سوريا وعن التغيير الموجه من الخارج بخطاب لا يجد بالضرورة من يفهمه داخل البلاد التي حرم منها جيلان أحيانا ولا يعرفها إلا عبر روايات الأهل. فهؤلاء كانوا أولا ضحايا سنوات العنف 1978-1982 بين الطليعة المقاتلة والسلطة، وثانيا ضحايا التهميش والاضطهاد بحق الأكراد الذي خلق دياسبورا كردية كبيرة ومسيسة. وأغلبية الشباب السوري لا تتعرف على نفسها لا في الخطاب الانتقامي لبعض الإسلاميين، أو في الخطاب الشوفيني لبعض القوى الكردية. وتعد هذا خطرا على الوحدة الوطنية ووحدة البلاد. من هنا الفارق بين خطاب التجمعات الجديدة داخل البلاد مثل « حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي » ومبادرات فيسبوكية من واشنطن ولندن وباريس … إلخ، تعتقد، مثلما روج بعض أشباه المثقفين-الصحفيين في الغربـ أن فيسبوك والأنموذج الإسرائيلي والفضائيات هي التي صنعت البيئة الثورية العربية الراهنة. تحاول أنظمة الدكتاتورية العربية كافة أن تصور التغيير الحاصل في بعض البلدان العربية اليوم باعتباره في أحسن الأحوال غير ذي جدوى، وفي أسوأ الأحوال فتنة لتمزيق العباد والبلاد وبث الشر والخراب. ولعل « كتائب القذافي » اليوم المعقل الأخير لهذه الأطروحات، عبر نقل الأنموذج الثوري المصري-التونسي للتغيير من ثلاثية (المدنية، السلمية، الوحدة المواطنية) ورباعية (العدالة، الحرية، المساواة، الكرامة) إلى الصراع الدموي زنقة زنقة، واستباحة المدنيين وقصف المدن والموارد الحيوية واعتبار المواجهة العسكرية للثوار، سيناريو مقبولا ومعقولا للتعامل مع الحالة الثورية العربية (للأسف المأساة الليبية تتكرر في البحرين ملبسة بثوب الخطر الخارجي والمشروع المذهبي!). وتروج أجهزة السلطة في سوريا لهذا الخطاب أيضا. لكن كيف يمكن الوثوق بمن يقتل شعبه للاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن؟ وهل يمكن الركون لمن مارس الاستبداد وسرق المال العام أو تواطأ معهم وآزرهم بالقلم وعلى المنابر، إعلامية كانت أم دينية، لمجرد أنه يلوح باستعمال العنف الصلف مع المجتمع؟ إن صيرورة الوضع الثوري عربيا لا تنبع فقط من الاشتراك في الثقافة واللغة والآمال والآلام في عالمنا العربي بين كل المكونات عربية وأمازيغية وكردية … إلخ، بل أيضا وقبل كل شيء في كوننا جميعا ضحايا منظومة دكتاتورية واحدة نكتشفها كلما نزل الشعب إلى الشارع في عاصمة جديدة فلا يسعنا إلا أن نقول: حسبك فقط أن تغير الاسم، أليست هذه قصتك أنت! فعلى خلاف طبيعة السلطات وتكوينها ووسيلة الاستمرار، سعودية كانت أم قذافية، مباركية أم بعثية، ملكية أم جملكية، توجد منظومة تسلطية عربية للحكم مشتركة في مواصفات رئيسية يمكن تلخيصها بالتالي: تأميم السلطة التنفيذية للفضاءين العام والخاص والسلطات التشريعية والقضائية والرابعة، اعتبار المال العام مزرعة خاصة لبطانة الحاكم، رفض فكرة وحقوق المواطنة، ربط الدفاع عن حقوق الناس بالخارج والغرب والمؤامرة، التعامل الأمني في كل القضايا السياسية والمدنية، فرض سياسات اقتصادية واجتماعية من فوق يتخللها مكارم للحكام من وقت لآخر لا تغني عن فقر ولا تستجيب لحاجات التنمية، تجهيل المجتمع، اختزال مفهوم السيادة في طمأنة القوى الكبرى بأن مصالحها ومطالبها في قمة أجندة قمة السلطة. أمام هذه الصورة القاتمة، ومهما حدث واستشرست قوى النظام القديم كما يحدث في ليبيا اليوم، لن يكون المستقبل إلا أحسن مما كان، وبالتالي كل من يحدثنا عن مخاوف الفراغ والانقطاع والفوضى … إلخ يستحضر موضوعة العبد الخائف من حريته. لقد اقتنعت الشبيبة في العالم العربي بأنه لا شيء في ميراث الدكتاتورية العربية نبكي عليه. في حين تحمل ثورات الشباب في العالم العربي للبشرية صفحة عظيمة جديدة، فمقاومتها مدنية، ووسائل نضالها سلمية، وقد تحررت من الحزبية الضيقة والأيديولوجية المقيدة، وهي تؤكد على هويتها الحضارية المدنية وضرورة تأصيل الديمقراطية وتوظيف كل خيرات البلاد لأهلها وليس لعصابات السراق فيها. بحيث تتكون معالم المستقبل الجديد بشكل جماعي ومن كل الطاقات دون استثناء أو استقصاء أو تهميش أو تمييز. لقد وضعت الثورة التونسية وبعدها المصرية حدا لحالة الربط العضوي في الذاكرة الإنسانية بين الثورات والقتل دفاعا عن النفس أو انتقاما ممن أذل وقتل، بحقنها دماء الجميع واعتبارها العدل معيارا للتعامل مع الماضي وليس الثأر. وحدها أجهزة النظام الدكتاتوري القديم كانت تمارس البلطجة والقتل وتوظف المرتزقة، والمثل الليبي أبلغ تعبير عن وحشية الحاكم وجاهزيته لكل الجرائم من أجل الاحتفاظ بالسلطة. وقد التقط الشباب في سوريا هذه الرسالة البناءة للتغيير التي جعلت من الشرعية الشعبية أرقى وأعلى أشكال الشرعية، بل القراءة الوحيدة لتفعيل المقاومتين المدنية والوطنية. لقد وقفت القطاعات الأوسع من الشباب السوري نصيرة ومتابعة للتغيير في مصر وتونس، واستنكر المجتمع السوري بكل أطيافه الموقف الرسمي المخجل من نظام القذافي، بل وعبر عدد كبير من المواطنات والمواطنين عن ذلك برغبتهم في الالتحاق كممرضين وأطباء بمدينة بنغازي أو المشاركة في التحقيق في الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها. وكان تاريخ سقوط الفرعون نقطة مفصلية في الخطاب الديمقراطي الوطني، حيث ثمة وعي بأن الأرض العربية كلها أصبحت الملجأ والمنطلق للمقاومة الفلسطينية وليس فقط سوريا. كل هذه المستجدات، كان في مقابلها تكلس سياسي ومسلكي عند السلطات السورية التي ترفض استيعاب ما يجري من تغييرات حولها وداخل حدودها، وتعتقد أن زيادة وتيرة الرقابة والاعتقالات كفيلة بضبط الوضع المجتمعي السوري. وقد تجلى ذلك بوضوح في 15-16 مارس/آذار الحالي، حيث شملت الاعتقالات أكثر من 30 شخصية مدنية وسياسية في تحركين، الأول من أجل التغيير الديمقراطي والثاني تضامنا مع معتقلي الرأي. لكن هل ثمة قراءة لما يحدث، غير استعمال السلطات السورية لأسلحة فاشلة تنتمي لحقبة انقرضت؟ لا يمكن بحال الهرب من لحظة الحقيقة، فبالأمس وقف المجتمع السوري مع ذكرى حالة الطوارئ المدمنة المزمنة، وغدا ذكرى استقلال لم يبق للمواطنة فيه مكان، وبعد غد انتخابات مجلس شعب لا يحمل من الشعب إلا الاسم والرائحة، وبعده استفتاء رئاسي على شخص واحد مرشح من حزب واحد، وكل هذا في ظل دستور قرونوسطي تعطله حالة الطوارئ، رغم تنصيبه حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع. كل هذه البؤر التسلطية التي رحلت عن كوكب الأرض منذ دهر، ولم يعد يشاطرنا بها سوى نظام كوريا الشمالية، هل ستقوى على مواجهة رياح الثورة؟ من دمشق جاء الجواب على لسان « حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي »: إذا لم تغيّر.. بالضرورة ستتغير ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 مارس 2011)

سوريا على طريق ثورة الكرامة والحرية

برهان غليون لفت صمت الشعب السوري أمام اندلاع ثورة الكرامة والحرية في تونس ومصر وانتقالها المدوي إلى جميع الأقطار العربية، بما فيها دول الخليج النفطية الغنية، والملكيات الأكثر رسوخا في بعض الأقطار، نظر جميع المراقبين في العالم. وتبارى كثير من هؤلاء في تحليل الأسباب التي منعت رياح الحرية المنعشة التي هبت على المنطقة العربية، وألهبت حماسة شعوبها، ووحدت فكرهم ومشاعرهم وإرادتهم، كما لم يحصل في أي زمن سابق، من التأثير في مجرى الحياة السورية. ولعل النظام السوري اقتنع أيضا بالأطروحة التي روجتها الصحافة هنا وهناك، واعتبر أن التفاف الشعب السوري حول قيادته بسبب مواقفها الحميدة من القضايا القومية، أمر مفروغ منه يجنبه المساءلة في قضايا الحكم والسياسة الداخلية والحريات، ويوفر عليه الإصلاحات التي ما كف عن الوعد بها منذ بداية العقد الماضي، من دون إظهار أي رغبة، مهما كانت محدودة، في تحقيقها. ورغم مرور ثلاثة أشهر على ثورة شعبية عربية عارمة أدهشت العالم وأصبحت محور اهتمام المنظومة الدولية بأكملها، من سياسيين ومثقفين وفلاسفة وخبراء في السياسة والإستراتيجية، ومن مشاهد الشعوب التي حررت نفسها بقوة إرادتها وعزيمتها وتصميمها، في مواجهة أعتى النظم القمعية، فقد ظل النظام السوري صامتا تماما كما لو أن ما يجري من حوله لا يعنيه بتاتا، أو أن سوريا منيعة كليا على أي تأثيرات عربية أو عالمية. وبينما لم يبق نظام عربي واحد لم يبادر إلى تقديم تنازلات سياسية والوعد ببرامج إصلاح أو الدعوة إلى حوارات وطنية، لم يجد المسؤولون السوريون ضرورة حتى للتوجه بخطاب أو بكلمة أو ببيان للشعب، واكتفوا بما تنشره أو تبثه وسائل الإعلام السورية عن إنجازات النظام الاستثنائية، الوطنية والاجتماعية والاقتصادية. وبينما بادرت نظمٌ لا تقل ثقة بقوة الردع التي تتمتع بها أجهزتها الأمنية، إلى إطلاق سراح معتقلين واتخاذ إجراءات فورية لتبريد الأجواء والتخفيف من الضغوط والتوترات التي تعيشها الجماهير المتفجرة توقا إلى الانعتاق، وأعلن بعض الزعماء فيها عن عدم رغبتهم في إعادة ترشيحهم لولاية أخرى، وبادر بعضهم الآخر إلى كف يد الأجهزة الأمنية عن الملاحقات التعسفية واستخدام القوة والعنف مع المتظاهرين، وأقر بعض ثالث بضرورة تنظيم انتخابات نزيهة وحرة، ضاعفت أجهزة الأمن السورية من تشددها تجاه النشطاء السياسيين، وزجت المزيد منهم في السجون لأدنى الأسباب، وها هي تتورط في مواجهة المظاهرات بالرصاص بعدما كالت لهم تهما تساوي الخيانة الوطنية. وحتى في الملكيات الراسخة والغنية، لم يجد القادة بدا من اتخاذ إجراءات سياسية جديدة بالإضافة إلى الإجراءات الاجتماعية والاقتصادية، وشعر قسم منهم، لم يعتد مخاطبة الجمهور ولا مغازلته، بضرورة أن يتحدث لشعبه ويخاطبه، كتعبير عن الاعتراف بوجوده أو التظاهر باحترام رأيه. وأعلن ملك المغرب الذي لا يشك أحد بما يتمتع به في بلاده من شعبية، نظرا لما شهدته بداية حكمه من انفتاحات ديمقراطية مهمة، عن مشروعه الجديد لتقليص كبير في صلاحيته السياسية وربما التمهيد لإقامة ملكية دستورية. بالمقابل، لم يتردد الرئيس السوري في أن يؤكد خلال مقابلات حديثة مع الصحافة الأجنبية، أن الإصلاح السياسي في سوريا مسألة طويلة وصعبة، ولن يكون من الممكن تحقيقه قبل مرور جيل جديد. لعل القادة السوريين ارتأوْا أن من الأفضل أن لا يتحدثوا في السياسة حتى لا يفتحوا على أنفسهم باب التفكير في الإصلاح السياسي، أو لعل بعضهم اعتقد بالفعل أن تجهيزاتهم وجاهزيتهم الأمنية قوية بما يكفي لردع السوريين عن القيام بأي عمل لا يرضى عنه النظام، أو بأن شعبهم قد فقد تماما الشعور، وأصبح جثة سياسية، أو أنه تحول إلى سائبة لا تعني لها الكرامة شيئا ولا تثيرها رياح الحرية. أو لعلهم اعتقدوا بأن خوف الشعب بعضه من البعض الآخر، وتخويفه بالحرب الأهلية بسبب الانقسامات المذهبية او الجهوية، سيعطل إرادته ويشله عن القيام بأي مبادرة عملية. هكذا صم النظام السوري أذنيه تماما عن نداءت -هي أشبه بالاستغاثة- صدرت عن بعض من لا يزال على قيد الحياة السياسية، في شعب يكاد يختنق من شدة ضغط أجهزة الأمن التي تحصي على الأفراد أنفاسهم بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا يكاد فرد -سواء أكان ناشطا سياسيا أو بعيدا عن أي نشاط- يخرج من تحت السيطرة الأمنية المباشرة، ولا نشاط، مهما كان صغيرا أو كبيرا، تجاريا أو ثقافيا، يمكن أن يمر من بين شبكات المراقبة الضيقة وشكوكها المرضية وملاحقاتها الدائمة واليومية. الإشارة اليتيمة التي قبل النظام أن يقدمها في هذه الظروف التاريخية التي تلهب مشاعر العرب جميعا وتدفعهم لركوب كل المخاطر بما فيها حمل السلاح لمقاتلة أعداء الحرية، كما حصل في ليبيا، هي إطلاق سراح هيثم المالح الناشط الحقوقي المسن، بعد سنوات من المحاكمات والاعتقالات التنكيلية. وحتى في هذه الحالة، استكثر النظام أن يطلق المالح بعفو خاص، فجمله في عفوه العام الدوري عن الجرائم والجنح المدنية، وأكد أن الأصل فيه هو السن المتقدم، حتى لا يضفي على هذا العفو عن شخص واحد طابعا سياسيا يغذي أوهام الناشطين الحقوقيين والسياسيين بأن من الممكن تعميمه في المستقبل أو توسيع دائرته. أكثر من الإحباط، أثار هذا الانغلاق السياسي، العميق الدلالة، ذهول الأوساط السياسية والثقافية جميعا، ليس في سوريا فحسب ولكن في العالم العربي بأكمله. وفجر صمت النظام روح الثورة الكامنة، بما أبرزه من عدم الاحترام للشعوب، والاستهتار بمشاعر الناس، وتجاهل تطلعاتهم، والاستهانة بمخاوفهم وقلقهم على مستقبلهم، والاستمرار في المراهنة على كسر إرادتهم، من أجل الإبقاء على إذعانهم، وتمديد حالة الحصار المفروض عليهم، وتحويلهم إلى أسرى  محتجزين داخل ذواتهم هم أنفسهم. ومن هذا الإحباط وانغلاق الآفاق وقتل الآمال، انطلقت يوم 15 مارس/آذار الجاري أول شرارة في حركة يخطئ النظام إذا اعتقد أن من الممكن القضاء عليها بوضع من شارك فيها في السجن وإضافة معتقلين جدد إلى عشرات المعتقلين السابقين. ليس ما حدث ويحدث في دمشق وبانياس ودرعا وحمص والقامشلي سوى الإرهاصات الأولى لثورة الكرامة والحرية التي حملت بها سوريا منذ وقت طويل، دون أن تجد وسيلة لإخراجها. وأصبح أصعب فأصعب اليوم، في سياق الانتفاضة الشاملة للشعوب العربية، إخماد نارها بالوسائل والأساليب القديمة التي اعتادت على استخدامها الأجهزة الأمنية، من عنف مفرط وضرب وشتم، بل لن يزيدها ذلك إلا اشتعالا، بمقدار ما تساهم هذه الأساليب في تأكيد الواقع الذي يثير ثائرة الشعوب اليوم في كل مكان، ويدفعها للانتفاض على حكامها، وجوهره حكم الناس بالقوة والقهر، واحتقار آرائهم، وتسفيه خياراتهم، والتضحية بكرامتهم، والاستهتار بوجودهم. ليس السوريون هم وحدهم الذين لفت جمود النظام وصممُه أنظارهم، ولم تقتصر المقالات والتعليقات النقدية على السوريين، وإنما أصبحت، أكثر، شاغلا رئيسيا لكتاب ومثقفين ومفكرين عربا كانوا ولا يزالون يعتبرون أنفسهم حلفاء أو أصدقاء للنظام. ولم يتردد هؤلاء في تذكير المسؤولين السوريين بأن المواقف الخارجية الحميدة لا ينبغي أن تكون بديلا للاعتراف بحقوق الشعب السوري وحرياته، وأن تقديرهم لسياسات النظام السوري الخارجية، وحرصهم عليها وعليه، هما اللذان يدفعانهم إلى تحذير المسؤولين من مخاطر هذه السياسة ويناشدونه القيام بإصلاحات سياسية سريعة وفورية تلتقي مع آمال الشعب السوري وترد على تطلعاته المشروعة، قبل فوات الأوان. كما هو واضح، لم يدرك القادة السوريون أن شعبهم قد تغير تماما، في أتون الثورة المستمرة التي يعيشها بكل جوارحه عبر القنوات التلفزية، ويشارك فيها ساعة ساعة، حتى وهو قابع في بيوته أو في مقاعده الدراسية. كما أنهم لم يدركوا أن العالم نفسه قد تغير بفضل الثورة العربية ذاتها، وتغيرت معه أيضا الجامعة العربية، كما أبرز ذلك المثال الليبي. ولم يعد أحد يقبل اليوم مشاهد الحرب التي يشنها مسؤول أو زعيم سياسي على شعبه لمجرد طموحه في البقاء في السلطة أو حماية بعض الامتيازات. ولقد فات الوقت الذي كانت سيادة الدولة فيه تعني حق أي حاكم أو نظام حكم -مهما كان أصله ومصدر شرعيته- في أن يستفرد بشعبه ويفرض عليه الإذعان. ولم يعد من الممكن للرأي العام العالمي، في نظام العولمة الراهن والتواصل المباشر عبر وسائل الإعلام، أن تتنكر حكوماته لواجب التضامن مع الجماعات والشعوب المعرضة لمخاطر الإبادة والاستعباد، أو أن تستهتر بمصادرة إرادتها من قبل جماعات خارجة على العرف الدولي والقانون، سواء اعتمدت في إخضاع شعوبها على القوة العسكرية النظامية أو الأجهزة الأمنية، ومن باب أولى على عصابات المرتزقة وأمثالهم. مهما تأخر الوقت، لا يستطيع نظام متكلس يرجع نموذجه إلى حقبة سابقة كثيرا على ثورات التحرر والديمقراطية والانتفاضات الشعبية العربية، أن يستمر. لقد أصبح أثرا من آثار ما قبل التاريخ.. تاريخ الحرية الجديد الذي يحرك الشعوب ويلهمها. والسوريون ليسوا أقل جدارة من الشعوب الأخرى، وليسوا أشباه رجال، أو نمطا خاصا من الشعوب التي لا تعنيها الكرامة ولا تعرف معنى الحرية، ولن يقبلوا أن يكونوا أنصاف مواطنين. وما ينشدونه هو ما تتمتع به جميع شعوب العالم اليوم وتنشده أيضا: حكم قائم على المشاركة والاعتراف بأهلية الشعوب وحقوقها وحرياتها الأساسية، والتخلص من عسف المخابرات وتسلطها البغيض على حياة الناس ومصادرة أحلامهم وآمالهم. وليس في هذا أي مطلب استثنائي أو تعجيزي.. بالعكس إنه العودة إلى الحالة الطبيعية، أي السليمة. لكن إذا لم يكن من الممكن المحافظة على نظام يرجع في نموذجه إلى عصر الحرب الباردة، فليس هناك ما يمنع أصحابه أو الذين آمنوا به من أن يجنبوا أنفسهم مصيرا شبيها بمصير الخارج على القانون الذي تحول إليه القذافي -الزعيم الملهم- بعدما غامر بشن الحرب على شعبه وأراد أن يفرض نفسه عليه بالقوة، ولا حتى بمصير بن علي ومبارك اللذين اضطرا إلى الانسلال أو التسلل خوفا من الغضبة الشعبية. والسبيل إلى ذلك ليس بالأمر الصعب والخطير.. إنه ببساطة ملاقاة مطامح شعوبهم وتطلعاتها الإنسانية الطبيعية، والتجرؤ على إعلانها شعوبا حرة، والاعتراف بأهليتها في حكم نفسها واختيار ممثليها بحرية، وتسهيل انتقالها الحتمي نحو الديمقراطية، والمساهمة في تخفيض تكاليف هذا الانتقال المادية والمعنوية. ولا أعتقد أن كثيرا من القادة السياسيين -بمن فيهم مسؤولون كبار في أجهزة الأمن- من الذين أتيح لي مقابلتهم بمناسبة العديد من التحقيقات التي يشاركني فيها أغلب عناصر النخبة الثقافية، غير قادرين على مثل هذا الخيار، أو غير آبهين بمستقبل شعوبهم وراغبين في تجنيب بلادهم مخاطر العنف والحروب الداخلية، ومن ورائهما احتمال الانزلاق نحو التدخلات الأجنبية القابعة وراء الباب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 مارس 2011)
 


واقف في الطابور


د. فهمي هويدي
ذهبت في الثامنة والنصف صباحاً أملاً في أن أدلي بصوتي وأنصرف قبل الزحام، لكني فوجئت بطابور بطول أكثر من كيلو متر يقف أمام مقر اللجنة. أخذت دوري مستاء. ولم ينقذني سوى اتصال هاتفي أخبرني بأن ثمة لجنة أخرى في نفس الحي الزحام عليها أقل. أسرعت إلى المكان الذي دلوني عليه فوجدت المشهد مكرراً. سلمت أمري إلى الله ووقفت أنتظر دوري. بعد دقائق لاحظ واحد أن الشرطة لا وجود لها.

وقعت عيناي على سيدة عجوز تحاول جاهدة الصعود فوق الرصيف للاصطفاف مع الواقفين. فقال واحد إن المنظمين كان ينبغي عليهم أن يخصصوا طابوراً لكبار السن. تململ صبي كان واقفا مع أبيه وقال له بصوت مرتفع إنه تعب من الوقفة ويريد أن يرجع إلى البيت. فرد الأب قائلاً إنك أنت الذي طلبت الخروج معي فتحمَّل، ثم أضاف: اعتبره طابور المدرسة واصبر. رد الصبي المناكف قائلاً: إن طابور المدرسة ليس بهذا الطول. التفت الأب ناحيتي وقال إنه أخبر أسرته بأنه سيشارك لأول مرة في حياته في استفتاء تجريه الحكومة، فتعلق ابنه برقبته وألح على أن يذهب معه لكي يشاهد معه التجربة العجيبة. سكت الأب لحظة ثم قال إنه شجع الابن على القدوم ليرى بعيني رأسه وهو في السابعة من العمر ما حرم هو منه طوال عمره الذي يتجاوز 40 عاماً. لم أقل له إنني منذ نصف قرن لم أدلِ بصوتي في أي استفتاءات أو انتخابات عامة، ولم أصوت إلا في انتخابات نقابة الصحافيين والنادي الذي أشارك فيه. تدخل شخص ثالث وقال إنه بدوره لم يصوت في أي مناسبة، ثم استطرد قائلاً إنه في عهد مبارك كان يترك صوته عهدة لدى الحكومة ويستريح في بيته طوال يوم الانتخابات، ولم يكن يشغل باله بالإجابة على السؤال نعم أو لا، ولكنه هذه المرة ظل يتجادل طوال أسبوع هو وأبوه وزوجته وشقيقها. بعدما انقسموا فريقين أحدهما يؤيد التعديلات والثاني يرفضها. وحين حل يوم الاستفتاء أيقظته زوجته في السابعة صباحا لكي يصحبها إلى لجنة التصويت. ثم أردف قائلاً إن ما يحيره أن زوجته لم تهتم في حياتها بالسياسة، وكانت الكلمات المتقاطعة هي الشيء الوحيد الذي تطالعه في الصحف، أما شقيقها فلم يكن يعرف شيئاً في الدنيا سوى مباريات كرة القدم، ولا يتحمس لشيء إلا لنادي الزمالك.
طالت وقفتنا وطال الطابور. وبدا المنظر مدهشاً. الأعداد الغفيرة من البشر التي زحفت على مقار اللجان منذ الصباح الباكر. وقد توزعت على مختلف الأعمار ومختلف طبقات المجتمع. وذلك الحماس الجارف للتصويت، والجدل الذي لم يتوقف في مختلف الأوساط حول التعديلات والمستقبل. وغير ذلك من القرائن التي تشهد بالميلاد الجديد للشعب المصري الذي أدركت جماهيره أنها استردت وطنها من غاصبيه واستردت وعيها الذي كان مغيباً. ومن ثم أصبح الجميع في قلب السياسة وأصحاب رأي فيها.
خلال الساعتين والنصف التي قضيتها منتظراً دوري في التصويت كان السؤال الذي ظل يلح علي هو: هل من الممكن أن يخدع هؤلاء في الانتخابات المقبلة؟ ــ كانت في ذهني التصريحات والكتابات التي ما برحت تعبر عن القلق من إجراء الانتخابات التشريعية، محتجة بأن الساحة ليس فيها الآن سوى الإخوان المسلمين وفلول النظام السابق.
واستوقفني في ذلك الخطاب تجاهل هؤلاء لحقيقة الوعي والميلاد الجديدين اللذين طرآ على المجتمع المصري. واستغربت شكهم في أن الناس يمكن أن تنساق وهي مغمضة الأعين وراء شعارات الإخوان أو إغراءات تلك الفلول المدعومة من بعض رجال الأعمال القادرين على شراء الأصوات ببعض الملايين التي نهبوها. ذلك أن بين أيدينا ما لا حصر له من القرائن والشواهد الدالة على أن الذين يطرحون مثل هذه السيناريوهات إما أنهم لا يثقون في وعي الناس الذي بات مختلفاً عن كل ما سبق، أو أنهم يدركون ذلك جيداً، لكنهم يروجون لهاتين الفزاعتين لتخويف الناس وحثهم على المطالبة بعدم إجراء الانتخابات في موعدها المفترض (شهر يونيو القادم).
لقد كان نظام مبارك في السابق يخدع الناس من خلال تسويق فزاعة الإخوان. وشاءت المقادير أن يستمر ذات النهج في ظل النظام الجديد بعد إضافة الفلول كفزاعة أخرى، والقاسم المشترك بين العهدين هو أن الخطاب ينطلق فيها من فكرة عدم الثقة في وعي الجماهير وتقديرها. ومن المفارقات أن نظام مبارك كان يروج لفزاعة الإخوان في غش المجتمع، في حين قام نفر من المثقفين بمحاولة الغش ذاتها مستخدمين في ذلك فزاعتين وليس واحدة.  

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 مارس 2011)  


ثـورة أمـة


ياسر الزعاترة
من تابع ويتابع الفضائيات، بخاصة نصوص رسائل الهواتف النقالة التي تنشر تباعاً على « الجزيرة مباشر » أو سواها من المحطات، ومن يتابع منتديات الإنترنت وتفاعلاتها، يدرك أن ما يجري هو أقرب إلى ثورة أمة منه إلى ثورة شعب هنا أو شعب هناك.

مرة إثر أخرى، يتأكد أننا إزاء أمة عظيمة لم تنجح سنوات التفتيت والدولة القـُطرية وسياسات (القـُطر أولاً) في جعلها أمماً وشعوباً لا تربطها الكثير من الروابط، فما جرى في تونس وتالياً في مصر ثم ليبيا واليمن كان الحدث الأبرز في كل البيوت، وصارت الجزيرة هي العنوان الذي يلجأ إليه الناس لمعرفة الأخبار، وحين شوّش عليها الظالمون طاردها الناس من تردد إلى تردد ومن قمر إلى قمر.
كان ما يجري هو عنوان اهتمام وترحيب الصغار والكبار. الرجال والنساء، الفقراء والأغنياء باستثناء القلة المترفة التي تخشى التغيير خوفاً على مصالحها مصداقاً لقوله تعالى: « كذلك ما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ».
صحيح أن الحشد المذهبي قد ألقى بظلاله على المشهد بعض الشيء، حيث انقسم الناس حيال الحدث البحريني على وجه الخصوص، الأمر الذي يستحق معالجة أخرى، إلا أن العناوين الأخرى لم تشهد أي التباس يذكر، حيث تفاعل الناس معها بشكل كامل، بما في ذلك الحراك اليمني، وسينطبق ذلك من دون شك على سائر التحركات الأخرى القادمة.
من المحيط إلى الخليج وقف الناس ويقفون على رؤوس أصابعهم وهم يتابعون الأحداث، ويتفاعلون بكل مشاعرهم مع الشهداء والجرحى والمعتقلين، كما يمعنون في عداء الظلم والظالمين وهجائهم، وحين يتنطع بعض فقهاء السلاطين، أو الموتورين من أدعياء العلم فيعمدون إلى تبرير الظلم، أو المطالبة بطاعة الظالمين بدعوى الخوف من الفتنة، فضلاً عن فقه الرفض للمظاهرات والفعاليات الشعبية. حين يحدث ذلك، يدير الناس ظهورهم لهم وينحازون إلى الثورة والثوار، وكذلك لأصوات العلماء المنحازين للمستضعفين، وهم الغالبية بفضل الله.
الأمة تشعر بذاتها وحضورها، وتحسّ أن زمنها قد حان، وأن زمن الطغيان آخذ في الأفول، فقد مضى عليها زمن طويل وهي تعيش الذل في الداخل على يد الطغاة، والإذلال من قبل الخارج، مع أنها لم تستكن لذلك كله، بل واصلت المقاومة بدرجات متفاوتة بين بلد وآخر.
زمن طويل مرّ على الأمة وهي تتابع نهب ثرواتها من قبل نخب هيمنت على السلطة والثروة، في ذات الوقت الذي كانت تتابع تبديد ثروتها بطرق رعناء من أجل أن تحصل الأنظمة على رضا الغرب، بدليل صفقات التسلح الرهيبة التي يعرف الجميع كيف ومن أجل ماذا توقّع.
زمن طويل من الظلم والفساد والاستبداد. أما الآن، فهي تحسّ أن فجر الحرية قد آذن بالبزوغ، وهي لذلك لا تفرق بين بلد وبلد، وتؤمن بأن كل انتصار يتحقق هو بمثابة مقدمة لانتصار آخر قادم في الطريق.
لقد أحرق البوعزيزي ثياب الذل، وألقى على الأمة عباءة البطولة والثورة، وها هي منذ تلك اللحظة لا تتوقف عن اجتراح البطولة والعطاء، حتى أنها أخرجت أجمل ما فيها من إخاء وتكافل ووحدة.
على هذا الإيقاع، تتنفس فلسطين. فلسطين التي كانت عنوان الصراع، صراع الأمة مع الغطرسة والطغيان، وكم كانت رائعة صرخة تلك المرأة الليبية حين قالت إن فلسطين هي المحطة التالية، وهي ستكون، فعندما تتحرر الأمة، وينكسر سياج الحماية من حول دولة العدو، سيتحقق الانتصار، وترتفع رايات العزة والكرامة. كرامة الأوطان وكرامة الإنسان. « ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ». صدق الله العظيم.
(المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 20 مارس2011)  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.