Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2671 du 15.09.2007
السجين السياسي السابق أحمد لبيض: نداء الحزب الديمقراطي التقدمي جـامعة توزر: بيـــــان الأساتذة المطرودون عمدا :رسالة مفتوحة إلى الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية معز الزغلامى: بلاغ اعلامى علي محمدي: بلاغ اعلامى ثابت عزري: بلاغ اعلامى أخبار الأساتذة المطرودين عمدا عبد الله الزواري: مواصلة هرسلة الأسعد الجوهري في ظل دولة القانون والمؤسسات محمد الهادي حمدة: رسالة الجريد يو بي أي: حزب تونسي يدين تفجيرات الجزائر ويتضامن مع سورية محمد الهادي حمدة :رسالة الجريد:كل سنة دراسية و مدارس دائرة نفطة ـ حزوة تنتظر موقع « أخبار تونس » :الحزب الاجتماعي التحرري يثمن مبادرة رئيس الدولة الخاصة بإحداث إذاعة للقران الكريم موقع « أخبار تونس » :حزب الخضر للتقدم يشيد بالمبادرة الرئاسية الخاصة بإحداث إذاعة للقران الكريم صحيفة « العرب الدولية »:إطلاق إذاعة « الزيتونة للقرآن الكريم » فى تونس جريدة « الصباح » :إذاعة ?الزيتونة? للقرآن الكريم صوت تونس الصادح بآيات الذكر الحكيم عبدالحميد العدّاسي: وقفة مع « الزيتونة للقرآن الكريم » الطاهر الأسود: تعليق على « تعقيب » السيد نصر الدين بن حديد محمد الحبيب السلامي: فتح الباب في وجه الأحباس العامة ألا يحقق مصالح عامة ؟ مرسل الكسيبي: على طريق العدل: تونس وخطوات عملية وشفافة للإصلاح نورالدين الخميري: خواطـــر عماد الدين الحمروني: تهانينا بحلول شهر رمضان د. نورالدين بوفلغة:من صفات علماء الآخرة صحيفة الموقف:قرف العولمة منجي بوعزيزي: الديمقراطية النقابية لمواجهة المكاسب الوهمية عبد القادر الذهبي: رسالة مفتوحة إلى السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية جريدة « الصباح » :الانحراف لدى الشباب: أسبابه… عوارضه… وطرق الوقاية منه صحيفة « القدس العربي »:أسماء غريبة لتشكيلة الحلويات الرمضانية التونسية صحيفة « الراية » :بورقيبة طلب اجتثاث البعثيين لأنّهم لا يعترفون بالأمة التونسية:أسرار البعثيين التونسيين يكشفها الدكتور محمد صالح الهرماسي الحياة :حراس الحضارات وثائقي يصوّر ألفي سنة من الصراع في المتوسط عادل الحامدي: مخاطر ما بعد أمركة العالم العربي موقع سويس انفو :جماعة مدافعة عن الديمقراطية : تقارير عن فساد في انتخابات المغرب صحيفة « القدس العربي »:التنمية في المغرب العربي ستكون من ضحايا هذه السياسة: الاتحاد الاوروبي يتبني تدريجيا الهجرة الانتقائية التي يدعو لها ساركوزي صحيفة « القدس العربي »:مصر تغلق مركزا لحقوق الانسان يقدم مساعدات لضحايا التعذيب
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
تلفزيون الحرّة
على الساعة السابعة وعشر دقائق بتوقيت فرنسا يستضيف محمد اليحيائي في برنامجه عين على الديمقراطية الدكتور منصف المرزوقي هذا الأحد 16 سبتمبر
بعد 16 عاما من السجن ظلما، الدكتور أحمد الأبيض يُحرم من حقه الإنساني والطبيعي في العيش مع أطفاله في العاصمة التونسية ويُرغم تعسفا على الإقامة الإجبارية في بيت والدته في حمام الزريبة (ولاية زغوان)
إتصل موقع « الحوار نت » من الدكتور أحمد لبيض السجين السياسي التونسي السابق بالنداء التالي : بعد خروجي من السجن في الأيام الأخيرة من شهر جويلية المنصرم ( يوليو تموز ) توجهت إلى بيتي الكائن بحي الهضاب بالعاصمة التونسية حيث كانت تقطن زوجتي قبل وفاتها عليها رحمة الله سبحانه برفقة أبنائها وظلت المراقبة البوليسية تحاصرني يوميا متمثلة في عدد من أعوان الأمن السري يضايقونني في بيتي بما يكفي لترويع الناس الذين جاؤوا لتهنئتي بعد أزيد من عقد كامل ونصف من السجن بتهمة الإنتماء لجمعية غير مرخص فيها هي حركة النهضة التونسية. وبعد أيام ذهبت لزيارة أمي في مسقط رأسي ( حمام الزريبة بولاية زغوان ) ففوجئت بالبوليس السري يسلمني حكما كتابيا بالمراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات كاملة ولما قرأت الحكم وجدت أن علي أن أخضع لذلك الحكم الجائر في حي الهضاب بالعاصمة وبعد سويعات قليلة قدم إلي في بيت أمي رئيس منطقة الأمن وأعلمني بأنه علي أن أقضي حكم الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات كاملة هنا في حمام الزريبة وأنه علي بمقتضى ذلك أن أمضي يوميا على الساعة العاشرة صباحا لدى مركز الأمن التابع لمقر إقامة أمي وليس لمقر إقامتي بحي الهضاب بالعاصمة. إحتججت مليا ضد هذا الأجراء التعسفي بداية وضد التطبيق التنكيلي له بسبب أنه مخالف مخالفة صريحة لما هو منصوص عليه في الحكم الكتابي من حيث مقر الإقامة الجبرية ( حمام الزريبة بدل حي الهضاب ) فما كان من أعوان الأمن إلا أن أرغموني قسرا على ملازمة بيت أمي وإجباري على الإمضاء يوميا هناك. وبما أن أبنائي يقيمون بحي الهضاب بالعاصمة قبل دخولي السجن وقبل وفاة زوجي وبعد ذلك حتى يوم الناس هذا وهي الإقامة الطبيعية الإدارية المسجلة بحكم عقد الإيجار .. طلبت من السلطات تمكيني من زيارة أبنائي في شهر رمضان مرة في كل عطلة نهاية الأسبوع فرفضوا وحررت في ذلك مطالب كتابية ولكن دون أدنى جدوى. أنا اليوم محبوس في بيتي وسجين في مسقط رأسي بحمام الزريبة ومرغم على الإمضاء يوميا هنا بعيدا عن أبنائي الذين فقدوا أمهم بينما كنت في السجن أتذوق طعم الظلم الفاحش يوما بعد يوم وهو ظلم يساوي مرات ومرات ما قاسيته من مرارات ومعاناة في السجن المضيق على مدى عقد كامل ونصف ونيف. وبهذه المناسبة فإني أتوجه بهذا النداء إلى كل الأحرار وعشاق الحرية والمناضلين والحقوقيين من سياسيين وإعلاميين من أجل مساندتي في كفاحي العادل لإستعادة حقي في العيش مع أبنائي اليتامى بعد غياب دام سنوات جمر طويلة. إني أرفض سياسة التشفي والتنكيل التي تمارسها السلطات في حقي بعد خروجي من السجن. عن الدكتور أحمد لبيض ـ سجين سياسي سابق ـ حمام الزريبة ـ تونس. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2007)
الحزب الديمقراطي التقدمي جـامعة توزر نفطة في 13 ـ 09 ـ 2007 بيـــــان
امتدت أياد آثمة ليلة الأربعاء/الخميس 12 ـ 09 ـ 2007 لتعتدي على مقر جامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي الكائن بحي المواعدة نفطة و اقتلعت اللوحة الإعلانية التي تحمل اسم الحزب و لونه في محاولة يائسة و في جنح الظلام لبث الخوف في قلوب المناضلين من المنخرطين في الحزب و المتعاطفين معه و كافة رموز ووجوه الحركة الديمقراطية الجهوية و المحلية.و نحن في جامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي إذ نؤكد على أن مثل هذه الاعتداءات تعكس خوف و ارتباك و شعور من قاموا بها بانتفاء الدور و المكانة السياسية في ضوء تنامي بوادر النهوض السياسي و الاجتماعي فإننا نجدد التعهد أمام الشعب التونسي و نخبه النيرة أننا ماضون قدما في النضال من أجل كل الحقوق لكل الناس و لن تثنينا الأيدي المرتجفة عن الكفاح ضد الاستبداد و الحكم الفردي. عن هيئة الجامعة الكاتب العام محمد الهادي حمدة
اجتماع احتجاجي طارىء
دعت جامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي إلى اجتماع احتجاجي طارىء بمقر الجامعة ليلة الخميس / الجمعة 13ـ 09 ـ2007 و ذلك للاحتجاج على الاعتداء الآثم الذي استهدف مقر الجامعة باقتلاع اللوحة الإعلانية.و قد حضر اللقاء العديد من الوجوه الديمقراطية و الحقوقية و النقابية و الشبابية حيث أكد المتدخلون عن مساندتهم و تضامنهم مع الحزب و شددوا على حقه و حق الجميع في النشاط و على ضرورة تنمية ثقافة العمل المشترك و تعميق التشاور و الحوار . محمد الهادي حمدة
تونس في 15سبتمبر2007
رسالة مفتوحة إلى الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية
نحن الممضين أسفله الأساتذة المطرودون عمدا من العمل بدون أي موجب قانوني نتوجه إلى عموم الأسرة التربوية بالرسالة التالية.
زميلاتنا زملائنا الأساتذة:
تعودون اليوم إلى مواقع العمل يحدوكم الفرح والعزم على اداء رسالتكم التربوية النبيلة، لكنكم تعودون هذا العام و قد تراكمت مشاكلكم و مطالبكم التي آخرها المطالبة بعودة زملائكم » الأساتذة المعاونون صنف ا » المطرودون مؤخرا دون أي تفسير أو تعليل، فنحن التحقنا بالقطاع في بداية العام المنقضي بعد خوض عديد النضالات اثر إسقاطنا المتعمد من قامة الناجحين في شفاهي مناظرة « الكاباس » ( جوان 2006). انتدبنا للعمل وفق الصيغة المذكورة، ورغم مجهودنا المهني الموفق بل المتميز و هو ما تؤكده تقارير السادة المتفقدين، ما راعنا إلا وقرار جائر يسلط علينا يوم 11 سبتمبر الجاري في الوقت الذي كنا نستعد فيه للعودة معكم بعد أن اقتنينا » القلم و القرطاس ». لذلك ثقوا- زملائنا، زميلاتنا- بأننا لن نكون جديرين بصفة أستاذ إن تراخينا لحظة واحدة في الدفاع المستميت عن حقنا في العودة إلى أحضان الأسرة التربوية.
السادة المتفقدون الأفاضل:
مرة أخرى تستهدف وزارة الإشراف شرفكم العلمي و مصداقية عملكم البيداغوجي و التربوي،فبعد أن شطبت أسمائنا عنوة من قائمة الناجحين نهائيا في مناظرة الكاباس التي تجري تحت إشرافكم بمعية الأساتذة الجامعيين، هاهي أسمائنا تلغى مرة أخرى من قائمة الأساتذة رغم التقارير الممضاة من قبلكم و التي تشهد بجدارتنا و اقتدارنا رغم حداثة عهدنا بالتدريس. وهو تحدى سافر لا نخالكم ترضونه أو تسكتون عنه و انتم من علمنا أن التشبث بالحق فضيلة. إن عدم تجديد انتدابنا هو في المقام الأول اعتداء مباشر على صلاحياتكم.
السيد وزير التربية و التكوين:
في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تسوية وضعيتنا المهنية و فقا للاتفاق الحاصل مع النقابة العامة للتعليم الثانوي، و وفقا لما بذلناه من مجهود تشهد عليه تقارير التفقد، فوجئنا بقرار التخلي عنا دون تعليل و لا أي مسوغ قانوني، وهو تجاوز لا نتصور مصالح وزارتكم تقبل به، لذلك نتوجه إليكم في هذا اليوم بالذات من أجل مراجعة هذا القرار و الإذن بإعادتنا فورا إلى سالف عملنا. إن من شأن هذا القرار أن يرفع عنا مظلمة كما من شأنه أن يرفع عن عائلاتنا الشعور بالغبن و القهر.
إننا إذ نخاطبكم جميعا باعتباركم مكونات الأسرة التربوية، فإننا نؤكد لكم أننا لن نتنازل عن حقنا في العودة إلى العمل كلفنا ذلك ما كلفنا.
الأساتذة المطرودون عمدا
– محمد مومني– المعهد الثانوي العهد الجديد بالتضامن/ أريانة
– علي الجلولي- المعهد الثانوي ابن منظور قبلي
القائمة مفتوحة لتسجيل بقية المطرودين
للمساندة و الاتصال
Mail :
prof exclu@yahoo.fr
تونس في 15/09/2007
بلاغ اعلامى
اننى الممضى أسفله الأستاذ معز الزغلامى انتدبت للعمل في 28اكتوبر 2006 كأستاذ معاون صنف ا بالمدرسة الإعدادية المكي بلعزوز بنفطة حيث كانت ظروف العمل سيئة للغاية وتعرضت لعديد المضايقات من قبل المدير خاصة بعد إضراب 11 أفريل 2007 وكنكاية بى اسند لى مدير المعهد عددا إداريا 45/100 على عكس تقرير التفقد الذي كان ايجابيا، لكنني فوجئت بإعلامي بعدم تجديد الانتداب الذي اعتبره إجراءا تعسفيا لا علاقة له بما هو بيداغوجي، لذلك فأنا أرفع صوتي رافضا و محتجا و مطالبا وزارة الإشراف مراجعة قرارها، كما أتوجه إلى كل فعاليات المجتمع المدني و على رأسه زملائي و الهياكل النقابية لمساندتي فيما سأخوضه من تحركات نضالية من أجل العودة إلى سالف عملي.
الإمضاء معز الزغلامى.
تونس في 15/09/2007
بلاغ اعلامى
إني الممضي أسفله على محمدي انتدبت كأستاذ معاون صنف ا للسنة الدراسية المنقضية بعد جملة من التحركات أفضت إلى انتدابي بمعهد تمغزة ولاية توزر أين تعرضت إلى عديد المضايقات من قبل مدير المعهد الذي استغل وضعيتي المهنية لابتزازي أكثر من مرة من ذلك أنني أقرضته مبلغا ماليا تحت ضغط الهر سلة و التخويف و لم يرجعه لي إلا بعد وقت طويل و مطالبات متكررة وهو ما جعله يتخذ قرارا انتقاميا يتمثل في تصفيتي من العمل وذلك بأن أسند لي عددا إداريا دون المتوسط و عمل على تأليب السيد المتفقد ضدي.
إنني أعتبر قرار عدم تجديد انتدابي هو مظلمة في حقي لن اصمت عليها لذلك أهيب بكل أحرار تونس و العالم مساندتي في ما سأخوضه من نضالات دفاعا عن حقي في الحياة بكرامة.
الإمضاء علي محمدي
تونس في 15/09/2007
بلاغ اعلامى
إني الممضى أسفله ثابت عزري انتدبت للعمل كأستاذ معاون صنف أ منذ السنة الدراسية 2004/2005 بالمدرسة الإعدادية بجومين ولاية بنزرت و لئن مرت السنتين الاولتين بسلام فان العام المنقضي لم ينته كما كنت اطمح في الانتداب و الترسيم خاصة و إني قد تحصلت على عدد مهني 77.5/100 كما أنجزت كراس التربص. غير أني فوجئت يوم1/9/2007 بقرار عدم تجديد انتدابي وهو ما اعتبره مظلمة في حقي وفي حق وضعيتي الاجتماعية الصعبة و هو ما يشرع لي بأن استميت في الدفاع عن حقي غير القابل للتصرف في العمل و العيش بكرامة. لذلك أتوجه إلى عموم الفعاليات مساندتي لرفع هذه المظلمة
الإمضاء: ثابت عزري
أخبار الأساتذة المطرودون عمدا
تفاعلا مع دعوة النقابة العامة للتعليم الثانوي في التوجه هذا اليوم إلى الإدارات الجهوية للتعليم تحولت البلاد إلى ثكنة عسكرية حيث حوصرت كل المقرات التابعة لوزارة التربية و التكوين و منع المواطنون من قضاء شؤونهم.
توجه بداية من 10 صباح عدد غفير من أساتذة الثانوي إلي الإدارات الجهوية التابعين لها بكامل الجمهورية معبرين عن احتجاجهم عن القرارات الارتجالية التي من شانها مزيد تعقيد الوضع المعقد أصلا، وقد منع الأساتذة و المسؤلين النقابيين من مقابلة المديريين الجهويين إلا في القليل النادر منها. و هو الأمر الذي جعلهم يعتصمون علي مقربة من الإدارات وسط دهشة المواطنين من التعامل اللاحضاري مع المربين.
وشهدت الإدارة الجهوية بأريانة تجمعا من الأساتذة و بحضور المعني بالأمر الأستاذ محمد مومني الذي تدخل موضحا الموقف المتهافت الذي اتخذه المدير الجهوي الذي رفض المقابلة و أمام إصرار الأساتذة إبلاغ أصواتهم حضر السيد مختار بوناب إلى بهو الإدارة الجهوية مطالبة الكاتب العام للنقابة الجهوية مده باللائحة المهنية المتضمنة مشاكل الأساتذة بالولاية، أصر الأساتذة على مقابلة المدير الجهوي نفسه و بعد المفاوضات ادعى بوناب أن هناك تعليمات تمنع من المقابلة و لا أحد يدري من يتخذ هذه التعليمات، الأمر الذي أدي إلى تشنج الموقف و تحول الاجتماع إلى مهرجان خطابي تدخل فيع عدد من الأساتذة مطالبين بعود المومني إلى مقر عمله الأصلي و التراجع عن قرار العزل الباطل، ويذكر أن النقابة الجهوية قد أصدرت بيانا تطالب فيه بضرورة حل هذا المشكل المفتعل.
و قد هدد الأساتذة باتخاذ إجراءات من شأنها إيقاف الدروس في ولاية أريانة تضامنا مع زميلهم المعزول، على اثر ذلك سمح للكاتب العام بالدخول و مقابلة المدير الجهوي السيد الذوادي الذي اعترف بأن مراسلة العزل ليست صادرة عنه بل من وزارة التربية، وهذا غير صحيح بل برقية العزل كما كشفها المومني و ستنشر على الانترنت ممضاة من طرفه لوحده و في تجاوز للسلطة كما يقول المومني.
اللقاء بين الكاتب العام للنقابة الجهوية و السيد المدير الجهوي تناول الحيف الذي تعرض له محمد مومني على الرغم من التقرير البيداغوجي الايجابي المسند من قبل متفقد مادة الفلسفة السيد أحمد الملولي إضافة إلى العدد المهني الممضى من الذوادي نفسه و هو يعدد عددا مرتفعا أمام حداثة عهد المومني بالتدريس، و قد أسفر اللقاء على تحديد موعد مقابلة و توفير الوثائق للنظر من جديد في الوضعية كما وعد المدير الجهوي بالتفاعل الإيجابي مع بقية مطالب الأساتذة.
انتهى التجمع وسط تخوف من أن لا تفي الإدارة بتعهداتها وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه للإضرابات، و نحن مازلنا في مفتتح السنة.
مواصلة هرسلة الأسعد الجوهري في ظل دولة القانون والمؤسسات
تسلح السيد الأسعد الجوهري بنسخة مجردة من الحكم الصادر في حقه من قبل محكمة ناحية منوبة بخصوص مخالفة مرورية وهمية محدثا نفسه أنه في أول يوم من شهر مبارك حفظ منذ شبابه اليافع أن الحبيب محمدا صلى الله عليه و سلم يقول فيه من فضائله أنه:?تصفد فيه شياطين ?? مؤملا أن يستطيع استعمال سيارته- بل الأحرى سيارة زوجته- من جديد بعد أن اضطر إلى ?إخفائها? إثر محاولات متتالية ل?سرقتها? من المأوى الخاص الذي كان يستعمله لإيوائها? استظهر الأسعد بنسخة الحكم، فكانت خلاصة الإجابات في الواقع و إن لم يذكروا مشافهة: ? نفخه واشرب ماه?? تبين الأسعد أن هناك محضرا آخر و منشور تفتيش آخر قد صدرا عن المصلحة الرابعة للمرور بمنوبة، و إن كان منشور التفتيش الأول صادرا عن رئيس مركز الأمن الوطني بالدندان تحت رقم 26 بتاريخ 16 ماي 2007 فإن البرقية الثانية\ المنشور الثاني قد صدر يوم 12 جوان 2007 تحت عدد 635 عن المصلحة الرابعة للمرور بالدندان و التي يشرف عليها النقيب حسن عطية? السيد النقيب رفض كل ما يخوله القانون للأسعد أن يعرفه و اكتفى بإعلامه أنه سيحيل المحضر اليوم بالذات ( أي يوم الخميس 13 سبتمبر) إلى من يهمه الأمر!!! و بطبيعة الحال الأسعد ليس ممن يهمه أمر هذا المحضر، قائمة من يهمهم أمره قد تمتد من سيادة النقيب في مصلحة المرور الرابعة بالدندان إلى باردو او القصبة أو شارع بورقيبة أو قرطاج أو واشنطن د.س. و للتذكير فإن الأسعد قد حكم عليه في القضية المزعومة الأولى ب 300 دينارا تصبح عند أدائها 450 دينارا أي ما يعادل- بل يزيد على- ضعف الأجر الأدنى الصناعي في تونس، و هذا المرة تكون العقوبة أشد نظرا لكون الأسعد عائدا قد سبق له ان ارتكب نفس المخالفة قبل أيام قليلة? و من العجيب أو الغريب او المضحك ( أصبحت مترادفات) أن المخالفة المزعومة الجديدة ادعوا أنها ارتكبت داخل حي سكني صغير هو حي الأمل و في تهج القدس تحديدا، و لا شك أن تواجد أعوان مرور فرقة قومية داخل مثل هذا الحي الشعبي الصغير دليل واضح على السهر على راحة المواطن وأمنه و سلامته في بلد تشهد طرقاته- بفضل جهود الساهرين على المرور مع عوامل أخرى – معدل حوادث طرقات بوأها مرتبة معلومة? ذكر الأسعد قول الحبيب:? إذا دخل شهر رمضان فتحت أبوب السماء و غلقت أبواب جهنم و سلسلت الشياطين? فقال الحمد لله تغلق أبواب العبيد لكن أبواب رب العباد و العبيد مشرعة دائما? و واصل ترديد ? اللهم إني صائم، اللهم إني صائم، اللهم إني صائم??.? جرجيس، في 13 سبتمبر 2007 عبدالله الــــــــــــــــزواري (المصدر: مدونة الصحافي التونسي المنفي في وطنه عبد الله الزواري بتاريخ 14 سبتمبر 2007) الرابط: https://citizenzouari.wordpress.com
رسالة الجريد
كل سنة دراسية و مدارس دائرة نفطة ـ حزوة تنتظر
هل سيطول انتظار مدارس دائرة نفطة حزوة لقطار الإصلاح و الترميم و إعادة إدماج القاعات المغلقة بقرار؟هذا ما تتناقله أوساط المعلمين و الأولياء بالجهة حيث لا يجد الجميع تفسيرا مقنعا لهذا البطء : فمن مدرسة شارع بورقيبة التي تفرق تلامذتها و معلموها بين المدارس أملا في إعادة بناء ما وصل إلى حالة التداعي للسقوط إلى مدرسة مصطفى خريف التي بقيت فيها الأشغال تراوح مكانها إلى مدرسة ابن رشد حزوة التي أغلقت الإدارة بها أربع قاعات . فهل عجزت وزارة التربية عن ترميم المدارس التي يؤمها أبناؤنا؟هذا السؤال طرحه على الموقف العديد من رجال التربية و الأولياء و لكن هياكل الوزارة المعنية منشغلة ويبدو أنها غير معنية بالإجابة.
تعطيل نقلة بسبب كراء محل للديمقراطي التقدمي
ما إن علمت الجهات المعنية بأن السيد يحي التابعي قد سوّغ منزله الكائن بحي المواعدة بنفطة لجامعة توزر للحزب الديمقراطي التقدمي حتى أصبح طلب نقلته بالعمل محل ضغط عليه قصد إرغامه على التراجع.و تعود أسباب النقلة أساسا للحالة الصحية لزوجته التي تتطلب مباشرة الطبيب في مدينة تونس . وقد كانت نقلة السيد يحي التابعي للعمل بمصالح التجهيز بولاية بن عروس ستكون مسألة روتينية و شكلية مثلها مثل العديد من العمال و الموظفين الذين يتنقلون في التراب الوطني و يسوّغون بيوتهم لمن يرتضون إلا أن إقدامه على تمكين الحزب الديمقراطي التقدمي من كراء محل للنشاط بعد نجاح السلطة في عرقلة ذلك طيلة ثلاث سنوات قد أزعج من لا يروق لهم توسع نشاط الحزب و إصراره على التمتع بحقه في العمل مهما كانت المثبطات و العراقيل. وإن السيد يحي التابعي يطلب من كل القوى الديمقراطية و الحقوقية دعمه و مساندته من أجل الالتحاق بعائلته التي تقيم حاليا بتونس العاصمة خاصة و أننا مقبلون على العودة المدرسية و شهر رمضان على الأبواب.
رفض تمكين حقوقي من جواز سفره تقدم السيد منصف اللموشي منذ نهاية شهر ماي الماضي بطلب لاستخراج جواز سفر في مركز الشرطة بنفطة و إلى حد هذه الساعة لم يحصل على جوازه فهل يبقى جواز السفر لمدة تفوق ثلاثة أشهر لدى المصالح المعنية ؟ المعروف أن السيد منصف اللموشي يعتبر من أبرز نشطاء الحركة الحقوقية الجهوية بالنظر لحضوره في كل اللحظات النضالية الحقوقية في المستوى الجهوي خلال السنوات الماضية ما جعل العديد من المتابعين يربطون بين ضبابية الرد و مشاركة المواطن المذكور في الشأن العام. محمد الهادي حمدة
حزب تونسي يدين تفجيرات الجزائر ويتضامن مع سورية
تونس / 15 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: استنكر حزب تونسي معارض بشدة الهجمات الإنتحارية التي وقعت في الجزائر أخيرا،وأعرب عن تضامنه مع سورية أمام ما وصفه بالاستفزازات الإسرائيلية. ووصف حزب الوحدة الشعبية في بيان حمل توقيع أمينه العام محمد بوشيحة وزعه اليوم السبت،التفجيرات الانتحارية الأخيرة في الجزائر،بالعمل « الإرهابي الجبان ». وكانت الجزائر شهدت قبل أسبوع هجومين انتحاريين أوقعا نحو 60 قتيلا وعشرات الجرحى في مدينتي باتنة ودلس الواقعتين شرق البلاد. وسقط في هجوم باتنة الخميس الماضي 22 قتيلا وأكثر من مائة جريح،بينما سقط في هجوم دلس الذي تبعه بعد يومين 33 قتيلا أكثرهم عسكريون، وأكثر من 220 جريحا. من جهة أخرى،استنكر حزب الوحدة الشعبية التونسي الصمت العربي إزاء الاستفزاز الإسرائيلي لسورية الذي يقيم الدليل على « الطبيعة العدوانية والعنصرية للكيان الصهيوني ». وأعرب في بيانه عن إدانته الشديدة لـ »التحرشات الصهيونية بدمشق »،وعن تضامنه مع سورية قيادة وشعبا. وكانت إسرائيل اخترقت الأجواء السورية الأسبوع الماضي في عمل اعتبرته دمشق استفزازيا و »دليل على نوايا إسرائيل العدوانية ». وتقدمت سورية الثلاثاء الماضي بمذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة بشأن هذا الخرق الجوي،اتهمت فيها الدولة العبرية بالعدوان و »بالإنتهاك السافر » لمجالها الجوي.
ملامح وأخبار « الصباح »
بنك الجينات من المنتظر ان يتم تدشين البنك الوطني للجينات خلال شهر نوفمبر القادم.. ويقع مقر هذا البنك الذي قدرت كلفته بنحو 6 مليون دينار بالشرقية.. ضجيج.. وشيشة على قارعة الطريق ظاهرة ملفتة للانتباه تستوجب من بلدية تونس ايلاءها مزيدا من الاهتمام، وهي تتمثل في كثرة الضجيج الذي يحدثه اعوان النظافة البلديين ليلا خلال جمع الفضلات المنزلية.. كما توجد ظاهرة اخرى تستفحل خلال شهر رمضان وتتمثل في التجاوزات التي يقوم بها اصحاب المقاهي حيث انهم يشغلون الارصفة ويضعوم فوقها مواقد الشيشة وطاولات وكراسي مما يعطل حركة المترجلين ويضطرهم الى المشي فوق المعبد معرضين حياتهم الى خطر حوادث الطريق. سرقة 33 منزلا باريانة خلال اول رمضان تعرض اول امس الخميس اول رمضان 33 منزلا دفعة واحدة بحي الهادي نويرة باريانة الى السرقة وذلك بنفس الطريقة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية ? تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
بمناسبة حلول شهر رمضان: برنامج خاص لوجبات الإفطار والسحور وتكثيف برامج التنشيط الثقافي والرياضي لفائدة المساجين
بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وفي إطار الرعاية المتواصلة للمساجين، علمنا أن الإدارة العامة للسجون والإصلاح بوزارة العدل وحقوق الإنسان قرّرت اعتماد برنامج خاص يتعلّق بنوعية الأكلة المقدّمة للمودعين كوجبة إفطار طيلة هذا الشهر مع تقديم وجبة السحور. كما تمّ التمديد في التوقيت المخصّص لقبول ?القفّة? التي يتلقّاها المساجين من عائلاتهم إلى جانب تنظيم عـروض فنية وموسيقية ومسرحية لفائدة المساجين طيلة ليالي رمضان بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث وتكثيف برامج التنشيط الإذاعي والرياضي. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية ? تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)
حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تثمن مبادرة رئيس الدولة الخاصة بإحداث إذاعة القران الكريم
ثمنت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين مبادرة الرئيس زين العابدين بن على الخاصة بإحداث إذاعة القران الكريم التي انطلق بثها يوم الخميس مع بداية شهر رمضان المعظم . وقد سجلت الحركة بإيجاب دعم الفضاء السمعي في تونس لأول مرة بانطلاق إذاعة الزيتونة للقران الكريم بمبادرة من رئيس الدولة في إطار العناية بالدين الإسلامي الحنيف والتشجيع على إشاعة الفكر المستنير بنشر قيم الإسلام الصحيحة ومقاصده النبيلة وفي مقدمتها الإحسان والتسامح والاعتدال . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 13 سبتمبر 2007)
الحزب الاجتماعي التحرري يثمن مبادرة رئيس الدولة الخاصة بإحداث إذاعة للقران الكريم
اصدر المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري بلاغا اكبر فيه مبادرة الرئيس زين العابدين بن على الخاصة بإحداث إذاعة الزيتونة للقران الكريم التي انطلق بثها مع بداية شهر رمضان المعظم . وأكد الحزب الاجتماعي التحرري أن هذا الانجاز الهام يثبت مرة أخرى حرص رئيس الجمهورية على صيانة قيم الدين الإسلامي الحنيف والإحاطة بالتراث ودعم المؤسسة الدينية . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 15 سبتمبر 2007)
حزب الوحدة الشعبية يسجل ايجابية مبادرة رئيس الدولة الخاصة بإحداث إذاعة الزيتونة للقران الكريم
أعرب المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية في اجتماعه الدوري المنعقد يوم الجمعة برئاسة السيد محمد بوشيحة عن ارتياحه لحرص الرئيس زين العابدين المتواصل على ترسيخ قيم التضامن بين التونسيين وتأكيده على الحوار الاجتماعي . وثمن المكتب السياسي للحزب في بيانه الصادر عقب الاجتماع مبادرة رئيس الدولة الخاصة بإحداث إذاعة الزيتونة للقران الكريم التي انطلق بثها مع بداية شهر رمضان المعظم مسجلا ايجابية انطلاق بث هذه القناة على طريق دعم المبادرة الخاصة في إطار إثراء المشهد الإعلامي . وبعد استعراض نشاط حزب الوحدة الشعبية خلال الفترة الماضية ونشاط مختلف هياكله تعرض البيان إلى برامج الحزب بالنسبة إلى الفترة القادمة مشيرا إلى استعداداته لسنة الشباب التي اقر إحياءها خلال سنة 2008 . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 15 سبتمبر 2007)
حزب الخضر للتقدم يشيد بالمبادرة الرئاسية الخاصة بإحداث إذاعة للقران الكريم
أعرب حزب الخضر للتقدم في بلاغ أصدره يوم السبت عن الابتهاج لانطلاق بث إذاعة الزيتونة للقران الكريم. واعتبر الحزب ان الاعلان عن هذه القناة الاذاعية الجديدة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي يعد حدثا بارزا جديرا بالتنويه والاشادة لما في ذلك من دلالات التمسك بالخيارات الحضارية الجوهرية التى انبنى عليها التغيير. ورفع حزب الخضر للتقدم اسمى ايات التقدير والاحترام للعناية الموصولة التي يوليها سيادة الرئيس لشؤون الدين الاسلامي الحنيف المرجع الحضارى والثقافي لحركة الاصلاح والتحرير والبناء والتقدم في تونس. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 15 سبتمبر 2007)
إطلاق إذاعة « الزيتونة للقرآن الكريم » فى تونس
بدأ فى أول يوم من شهر رمضان بتونس بث اول اذاعة دينية تحت اسم « الزيتونة للقرآن الكريم »، فى اطار خطط الحكومة لنشر الفكر الاسلامى المتسامح وقطع الطريق أمام الفكر المتطرف. وتبث الاذاعة برامجها من مقرها بمدينة قرطاج معتمدة فى برمجتها اساسا على القران الكريم بنسبة لا تقل عن 80 بالمائة وتؤمن ترتيله اصوات تونسية شابة ومميزة على مدى الأربع والعشرين ساعة. وتستخدم الإذاعة أثير الـ « أف أم »، وهى الأولى من نوعها فى تونس التى تتخصص فى المسائل الدينية،والثالثة التى يملكها القطاع الخاص. واعتبر مصدر رسمى أن فكرة إطلاق هذه الإذاعة تندرج فى إطار « العناية المتواصلة بالدين الإسلامى الحنيف وإحياء شعائره والتشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة وفى مقدمتها التسامح والتكافل والإعتدال ». وأضاف أن هذه الإذاعة الجديدة تأتى أيضا فى سياق دفع المبادرة الخاصة فى المجال السمعى البصرى وتحقيق التكامل بين القطاعين العام والخاص، والمضى قدما نحو تركيز منظومة إعلامية يكون فيها للتخصص وللتنوع المجال الأوسع والأوفر. ومن جهته قال محمد صخر الماطرى صاحب هذه الإذاعة الجديدة، إن السماح لإذاعته بالبث « يؤكد الحرص على رعاية الدين الإسلامى والقائمين على شؤونه حتى تبقى تونس منارة إشعاع فى العالم العربى والإسلامى ورمزا للحوار والتفاعل المثمر بين الثقافات والحضارات ». وتعتمد برامج هذه الإذاعة بالأساس على القرآن بنسبة لا تقل عن 80 % ، بينما ستخصص بقية برامجها للأحاديث النبوية ،وقصص الأنبياء والأدعية والإبتهالات،إلى جانب تلقين قواعد النطق والتجويد. كما ستبث الإذاعة التى سيشرف عليها الأستاذ الجامعى التونسى المعروف كمال عمران،الصلوات الخمس من جامع العابدين،إلى جانب نقل صلوات التراويح وصلاة الجمعة من مساجد وجوامع تونسية أخرى. يشار إلى أن المشهد الإعلامى السمعى التونسى كان قبل إطلاق هذه الإذاعة الجديدة يتألف من 11 محطة إذاعية،هى الإذاعة الوطنية، وإذاعة تونس القناة الدولية ،وإذاعة الشباب،وأخرى ثقافية،و خمس إذاعات جهوية، إلى جانب إذاعتين خاصتين هما « موزاييك أف أم »،و « الجوهرة أف أم ». (المصدر: صحيفة « العرب الدولية » (يومية ? لندن) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)
إذاعة ?الزيتونة? للقرآن الكريم صوت تونس الصادح بآيات الذكر الحكيم
بقلم: محسن الزغلامي تونس ـ الصباح عندما تم افتتاح جامع العابدين الذي أذن بتأسيسه الرئيس بن علي على احدى هضاب مدينة قرطاج التاريخية، اخذت اوراقي وذهبت الى الدكتور محمد حسين فنطر لأسأله عن الدلالات التاريخية والحضارية لهذا الانجاز الديني ـ بوصفه مؤرخا وباحثا متخصصا في الحقبة البونيقية والرومانية أساسا ـ سألته ما اذا كان يعتبر بناء ?جامع العابدين? لبنة اخرى في مسار التمكين للاسلام ولشعائره وقيمه في هذه الربوع.. فوجدته يقول لي بأن ?جامع العابدين? وتحديدا في مدينة قرطاج التاريخية وبحرص شخصي من رئيس الدولة هو ـ من وجهة نظر تاريخية وحضارية ـ عملية ?ثأر? حضاري وحركة تصحيح تاريخية ألبس من خلالها الرئيس بن علي مدينة قرطاج التاريخية ـ ولأول مرة في تاريخها ـ ثوبها الاسلامي.. اذ لم يسبق تاريخيا لأي حاكم من الحكام الذين تداولوا على حكم هذه البلاد أن أمر ببناء مسجد جامع في هذه المدينة بالذات.. تذكرت قول الدكتور حسين فنطر هذا عندما علمت بأن اذاعة ?الزيتونة للقرآن الكريم? التي تم بعثها بإذن من رئيس الدولة لتكون مخصصة فقط في بث القران الكريم وبرامج اخرى دينية (احاديث نبوية وقصص الأنباء والأدعية والابتهالات ونقل الصلوات من الجوامع والمساجد..) والتي شرعت منذ يوم امس الخميس الموافق لأول يوم من رمضان في بث برامجها هي ايضا تبث من مقرها الكائن بمدينة قرطاج بالذات، وليس من أية مدينة تونسية اخرى.. صوت تونس الصادح بالقرآن وما من شك في أن اصحاب هذا المشروع الاعلامي السمعي المتخصص والهادف وغير المسبوق في بلادنا انها يهدفون من وراء بعثه الى تحقيق جملة من الاهداف الثقافية والاعلامية.. ففضلا عن انه يتنزل في نطاق دفع المبادرة الخاصة في المجال السمعي البصري وتحقيق التكامل بين القطاعين العمومي والخاص والمضي قدما نحو تركيز منظومة اعلامية وطنية يكون فيها للتخصص والتنوع المجال الأوسع والأوفر.. فإنه يعد ايضا مساهمة نوعية وراقية في جهود التمكين للدين الاسلامي الحنيف في هذه الربوع وتعظيم شعائره ونشر قيمه الصحيحة والسمحة التي بشرت بها آيات الذكر الحكيم والسنة النبوية المطهرة بعيدا عن كل أشكال التقول والتطرف والجهل.. إن اذاعة ?الزيتونة للقرآن الكريم? التي ستحمل للناس عبر الأثير صوت تونس الصادح منذ أكثر من 14 قرنا بالقرآن والذكر الحكيم هي أكثر من مجرد محطة اذاعية.. انها انجاز اعلامي وثقافي وحضاري له دلالاته التي تحيل بالتأكيد على ?معدن? القائمين عليه والراعين له والذين أذنوا ببعثه.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية ? تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2007)
وقفة مع « الزيتونة للقرآن الكريم »
كتبه عبدالحميد العدّاسي الخبر في ظاهره مُفرح: فتونس الزيتونة وعقبة والعبادلة السبعة وابن زياد وابن الفرات وخيرالدين باشا وابن عاشور وعبدالرحمن خليف ترجع إلى أصلها حتّى تبقى – كما قال صاحب الإذاعة الجديدة ? منارة إشعاع في العالم العربي والإسلامي (نسأل الله ذلك). ولكنّ تصرّفات أهل الشأن في بلدي جعلتني، بل ربّما جعلت الكثيرين، ينظرون إلى هذا الأمر نظرة المستريب، وأنا وهم نستحضر معا وبمرارة ما فعل بنا « رفع الأذان » عبر وسائل الإعلام الذي كان قد أمر به صاحب التغيير مطلع تولّيه مهمّة « لا ظلم بعد اليوم » في « دولة القانون » التي أعلن فيها عن محاربة الرّئاسة مدى الحياء وحياد الإدارة وبلوغ التونسيين النضج الذي يمكّنهم من المساهمة الفعليّة في إدارة شؤون البلاد (سباب مقذع لا يحاكيه إلاّ قول القائد معمّر في ضيافة مجلس النواب: « تونس ما فيهاش رجال إلاّ هذا الرّاجل، يشير إلى صاحب التغيير، وقد قوبل قوله بالتصفيق الحار الذي ثبّت قولته… سحقا!…). فإذا كان « الأذان » ? وهو « مجرّد » نداء لجمع المسلمين للصلاة – قد فعل بنا ما فعل، فما المنتظر من القرآن الكريم وهو كلام الله العزيز الحكيم؟!? (أستغفر الله وأتوب إليه). أنا ? كغيري – أثمّن هذه الحركة وأسأل الله أن يبارك فيها ويجعل نتائجها خيرا ممّا أراده أصحابها. فلعلّها تصلح بعض ما أفسدت موزاييك وتونس 7 الفضائية وغيرها من الوسائل والبرامج الهدّامة المتعمّدة من طرف صاحب البُشرى نفسه وأعوانه. ولكنّي أنبّه إلى أنّ مشكلتنا اليوم في تونس ليست مع عدم وجود هذه الإذاعة، فالوسائل المسموعة والمرئية المنتشرة في العالم قد تغني عن وجودها (إلاّ ما كان من شأن بعض أهلنا في الأرياف) كما أنّ قُرصا مضغوطا واحدا أو مخزّن (آم بي ثري) قد يعوّض السامع عن هذه الإذاعة وطواقمها، ولكنّ مشكلتنا في أنّنا (حكّامنا على الأقلّ) نقول ولا نفعل، بل قد نقول ما لا نفعل. ولقد تمنّيت على صاحب التغيير أن يبشّر مواطنيه بما يُفرحهم ويخفّف عنهم في بداية شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران (لمن أراد): إخلاء السجون من الرّهائن، إشاعة الحريّات العامّة والخاصّة، الإعلان عن عدم مجاراته للمنافقين الذين يتستّرون بالدعوة إلى إعادة انتخابه لمواصلة تمعّشهم من خيرات البلاد، تحرير المرأة باتّجاه ربّها فلا مناشير تحدّد لباسها ولا فكر متخلّف يجعل منها بضاعة من سقط المتاع، الضرب على المفسدين بجعل القانون التونسي الجيّد من حيث النصّ (باستثناء القوانين اللاّشرعية كالمسمّى بقانون الإرهاب المشيع فعلا للإرهاب) يجد طريقه إلى التنفيذ، إعادة الاعتبار إلى مؤسّسة العائلة التي تعرّضت إلى التخريب الكامل من طرف الحداثيين الفاسدين، محاربة البطالة ومسبّباتها، تشجيع العلم والعلماء والعمل والعاملين والحبّ والمحبّين (حبّ الخير للنّاس كافّة، حبّ البلاد، حبّ الدين، حبّ الله سبحانه وتعالى). أمّا أن يبشّر بإذاعة جاءت في إطار العناية بالدّين فأحسب أنّ ذلك وليد سوء فهم للدّين القويم. فقد جاء الدّين ليعتني ? هو – بالنّاس فيخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد (الحريّة) ويخرجهم من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة (الأمل والفأل الحسن والحركيّة والإنتاج الدائم)، وليس العكس. ولقد علّمتنا الحياة أنّ العناية إنّما تكون بمن يحتاجها كالمرضى والعجّز وأصحاب الاحتياجات الخاصّة (نسمّيهم في تونس « المعوّقون »، دون كثرة مراعاة للجانب النفسي) والفقير وغيرهم أو اعتناء الرّجل بشأنه أو فرائضه، فهل الدّين في تونس بحاجة إلى عناية قد تكون مركّزة وقد تكون حتّى من غير المتديّنين (عجبي!…)… أغتنم هذه السانحة الرمضانيّة لأدعو رئيس البلاد إلى الاعتناء والعناية بنفسه والأخذ بالسبب الظاهر الذي من أجله أنْشِئَت هذه المحطّة الإذاعية: « إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة وفي مقدمتها التسامح والتكافل والإعتدال ». فما الذي يمنعك – سيادة الرّئيس – من الاعتدال كي لا تظلّ أعوج الشقّ مائلا نحو حاشية سيّئة أرتك الباطل حقّا والحقّ باطلا؟! وما الذي أو مَن الذي يكرّه لك القيم الإسلاميّة فيجعلك محاربا للحجاب، مانعا للمّ شمل التونسيين بعضهم ببعض، جالبا لحرمان الأطفال والآباء والأمّهات؟! وما الذي يكرّه إليك التسامح سيّما في شهر التسامح والتكافل سيّما في شهر التكافل وإلى متى تظلّ تتخفّى تحت « موائد الرحمن » ووراء لقمها الزّهيدة المذهبة للكرامة (رغم التسمية)؟! ألم تسأل نفسك عن آثار بثّ قرآن يوصي بتعاليم تقول عنها أنت وحاشيتك بأنّها طائفية أو آثار بثّ أحاديث يقول عنها بعضٌ من مثقّفي دولتك أنّها رجعية؟! تذكّرتُ هذا الموقف من أعرابي ورجوت بذكره توجيهك وغيرك إلى الخير فقد جاء عن ابن أبي أوفى أنّ أعرابيّا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علّمني شيئا يجزيني من القرآن، فإنّي لا أحسن شيئا من القرآن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. فعدّها الأعرابي في يده خمسا ثم ولّى هنيهة ثم رجع فقال: يا رسول الله هذا لربّي فما لي؟! قال: قل اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واهدني. فعدها الأعرابي في يده خمسا ثم انطلق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ملأ الأعرابي يديه من الخير إن هو وفّى بما قال… والذي أريد أن أصرفك إليه هو أن تعمل عملا لله خالصا صوابا ترجو به مغفرته ورحمته وهدايته، وهو المبادرة بفعل ما ينفع النّاس (وخير النّاس أنفعهم للنّاس) كتلك الأعمال التي ذكرتُها أعلاه، وأمّا ما كان من الأعمال الملمّعة للصورة الباهتة، فإنّها توشك أن تنقلب عليك فتُحرجك غاية الإحراج، فقد جاء في حديثَي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: « قال الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه » وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: « من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به »…
تعليق على « تعقيب » السيد نصر الدين بن حديد
الطاهر الأسود
باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية
1- يستحق السيد نصر الدين بن حديد الاحترام، و هو المواطن الجزائري الذي يقوم بدور صحفي مشرف في تونس (حتى عندما عمل سابقا في ظروف صعبة مثل إدارة القسم الفرنسي في صحيفة « الوحدة »، و هي لسان حال طرف سياسي غير جاد مثل « حزب الوحدة الشعبية ») لا يقوم به بعض من يحملون المواطنية التونسية و يدعون الانتساب للقطاع الاعلامي. و هو بالتأكيد لا يمكن أن يحظى من قبلي بالإغفال كما أشار الى ذلك. أقول ذلك ليس فقط تعاطفا و تضامنا مع قضيته و قضية أبنائه التونسيين الحقوقية، و التي يجب أن أذكر، أنه قد أثارها منذ مدة ليست بالقليلة، بالرغم من أن رسالته الأخيرة ربما حظيت باهتمام يفوق ما حظيت به نداءاته في الماضي. أقول ذلك، إذا ليس من موقع التعاطف مع وضعيته الحقوقية فحسب، بل أيضا من منطلق احتواء عدد من مقالاته على ما يستحق الانتباه و الاطلاع و لذلك فإني أتابعها كلما سنحت الفرصة لذلك.
2- اعتبر السيد بن حديد فيما سماه « تعقيبا » (نصر الدين بن حديد « بين من يركضون خلف السراب ومن يدافعون عن «عبّادالشمس!!!!! » تونسنيوز 12 سبتمبر 2007) على مقال لي (الطاهر الأسود « حول « مشاركة الصباح » في المسابقة الاسرائيلية » تونسنيوز 10 سبتمبر 2007) أني « سهوت » أو « أغفلت » كتاباته فيما يخص موضوع مقالي. و الحقيقة أن ملاحظة السيد بن حديد غير دقيقة للسبب التالي: اطلعت على مقالين من قلمه خاصين بموضوع « مشاركة الصباح »،[1]وما أعرفه منهما أنهما لا تندرجان ضمن موضوع مقالي. فكما وضحت في مقدمته، كان موضوع المقال نقد موجه بالتحديد للكتابات المدافعة عن « مشاركة الصباح » في المسابقة المعنية، أو ما سميته في عنوان مقالي « خطاب السلام الراهن ». و حسبما فهمت من قراءة مقالي السيد بن حديد، و كذلك قراءة تعقيبه على مقالي، فإن ما كتبه لا يعبر عن موقف مماثل، أي دفاع عن « مشاركة الصباح ». و لهذا لم أتعرض له، مثلما تحديدا لم أتعرض لمقالات كتاب آخرين تعرضوا لموضوع « مشاركة الصباح » من دون الدفاع عن هذه المشاركة. و هكذا سأكون « أغفلت » أو « سهوت » عن ذكر مقالات الكاتب لو كان موضوع مقالي نقد كل ما كتب في موضوع « مشاركة الصباح ». و لكن ذلك ليس واقع الحال. و في الواقع لم أعتقد أني سأحتاج لتوضيح مسألة بهذه البساطة عند قراءتي لـ »تعقيب » السيد بن حديد.
عدى ذلك لاحظت أن أسلوب الكاتب في التحليل يميل أحيانا نحو تجريدية بالغة (إطلاق متسرع و بثقة مفرطة لمقولات عامة ذات طابع إطلاقي دون الخوض في تفاصيل محددة، « التعقيب » على ما أقول من دون التعرض بشكل مباشر أو الاستشهاد بما أقول… الخ) يصل من خلالها في بعض اأحيان الى مواقف متضاربة. و هذا الأسلوب ليس بالضرورة أمرا سلبيا و لكني شخصيا لا أرتاح اليه. و أتمنى على السيد بن حديد ألا يعتبر ذلك مسا من شخصه. و أعطي هنا بعض الأمثلة على مثل هذه الملاحظات التجريدية المتضاربة و التي هي في حاجة للتعليق:
3- بعد بعض العناء بدى لي أن موقف (أو مواقف) السيد بن حديد مما يجري هو (هي) كالتالي (و الفقرة التالية يجب اعتبارها تقييما جديا من قبلي لما قرأته و ليس من قبيل المزاح): بشكل عام السيد بن حديد ضد « التطبيع » و لكنه، رغم ذلك، ضد « مقاومة التطبيع » مادامت غير صادرة عن القائمين على الصراع العسكري ضد إسرائيل… و هكذا بالتأكيد فإن »مقاومة التطبيع » في حالة « مشاركة الصباح » أمر « دونكشوتي » خاصة أنها صادرة عن أناس « جلهم » لا يستحق الاحترام… غير أن « مقاومة التطبيع » تبقى أمرا ضروريا إذا تعلق الأمر بنقد « أصحاب التطبيع » و لكن من قبل السيد بن حديد تحديدا (مثلما فعل موجها خطابه للأخيرين مثل السيد الخياطي).
و هكذا لا يبدو أن الكاتب على وعي بازواجية موقفه تجاه قضيتين: أولا، ما هو الموقف الذي سميته في مقالي بـ »الموقف الصحيح تاريخيا و شرعيا من مسألة التطبيع ». ثانيا، « هل من المجدي ما يقوم به مقاومي التطبيع؟ بل هل من المجدي مقاومة التطبيع أصلا؟ ». إذ يتخذ موقفا في المسألة الأولى هو معارضة « التطبيع ». بينما لا يرى، بالنسبة للمسألة الثانية، أي جدوى في « مقاومة التطبيع » أصلا إذ تبدو هذه القضية مختلقة أو حتى « لهو صغار ». و تبدو هنا المفارقة الأساسية فيما كتبه السيد بن حديد. حيث أنه في النهاية يتخذ موقفا من مسألة لا يرى جدوى في اتخاذ موقف منها أساسا. و في الحقيقة تلك هي النقطة الأساسية التي وجدت أنها تعبر عن « تعقيب » من قبله على مقالي. فعلى ما يبدو يلومني السيد بن حديد على مشاركته، و غيره، في موقف معارضة « التطبيع » ما دام لا توجد جدوى في القيام بذلك.
4- برغم هذا الموقف/هذه المواقف المتضاربة فإن بعضها يستدعي المناقشة. و هناك جملة محددة يمكن أن تعبر عن أحدها، و الذي يمكن تبرير وصف السيد بن حديد لـ »موقفه » بأنه موقف « مختلف » عن مجمل المواقف « المقاومة » و « المطبعة » على السواء، و هي الجملة التالية: « نسأل دعاة التطبيع إن كانوا يشعرون أنّهم شركاء الصهاينة في صياغة القرار؟؟؟ نسأل مقاومي التطبيع إن كانوا يشعرون أنّهم شركاء حزب الله في صناعة الانتصار؟؟؟« … و ذلك في إشارة لعدم جدوى مشاركة الأطراف غير المساهمة في الصراع العسكري المباشر في الصراع السياسي العام بما في ذلك الصراع من أجل أو ضد « التطبيع ».
و هنا علي أن أشير الى نقطتين. أولا، من الصحيح أن المعادلة السياسية يتم تقرير حدودها، مثلما أشار السيد بن حديد، من خلال المعادلة العسكرية، و قد كنت تعرضت لدور العامل العسكري هذا في مجمل كتاباتي بما في ذلك كتعليق على « حرب تموز ».[2] ثانيا، بالرغم من صحة النقطة الأولى، إلا أن السيد بن حديد يفرط في تقييم دور العامل العسكري عند اعتبار أي موقف سياسي في هذا الاتجاه أو ذاك غير مجدي في حالة ما إذا لم يكن صادرا عن الأطراف المباشرة للعمل العسكري. و هذا يطرح مسألة علاقة « العامل السياسي » بـ »القوة ». فموقف السيد بن حديد يتضمن اعتقادا بأن تحديد « موازين القوى » تتم فقط (و ليس « رئيسيا » فحسب) من خلال الصراع العسكري. و هذا الاعتقاد يصطدم بمعطيات كثيرة، لا أعتقد أنه سيكون غافلا عنها، توضح بشكل عام دور ماهو « سياسي » في تحديد موازين القوى، و هو الأمر الثابت و لو كان متفاوتا حسب الظروف و الحالات المحددة. و إذا ما فهمنا أهمية دور العامل السياسي فإننا لا يمكن حينها أن نشترط أهميته و فاعليته بالمشاركة الحصرية للأطراف المساهمة في الصراع العسكري.
و لكي ننتقل مما هو عام الى ما هو خاص (أي في هذه الحالة موضوع « التطبيع » مثلما وقع طرحه في مسألة « مشاركة الصباح ») فإننا أمام حالة محددة ترغب تحديدا في التأثير على موازين القوى من خلال عمل سياسي. إن خطة « التطبيع » الاسرائيلية، مثلما وضحت في الجزء الأخير من مقالي، هي خطة واقعية. و هي نموذج على أن طرفا مؤثرا في الصراع العسكري، أي إسرائيل، لا يكتفي باستعمال ماهو عسكري للوصول الى أهدافه بل يضع أهمية خاصة لما هو سياسي. و هذا يعني أنه هذا الطرف، مثل غيره من الأطراف المجربة للأعمال العسكرية، تفهم حدود العامل العسكري في تحقيق الأهداف الاستراتيجية. و في هذه الحالة تفهم ضرورة استعمال العامل السياسي بما في ذلك أهمية ما يطلق عليه عموما بـ »الضغط السياسي » من خلال دفع الولايات المتحدة لاقتراح التطبيع على مجمل الأقطار العربية بشكل عام، و هو ما حدث كمثال فحسب في الظروف التي حفت بـ »خطة الاربع نقاط » التي أطلقها شامير قبيل مؤتمر مدريد (و هو الأمر الذي تحدثت عنه أيضا في مقالي). و من الواضح أن ذلك « الضغط السياسي » حقق أهدافه في حالات محددة مع تضافر عوامل أخرى، و هو واقع االحال بشكل واضح بالنسبة لاتفاقية كامب دايفيد مع مصر. و ذلك لا يتوافق مع اطمئنان السيد بن حديد و الذي يبدو أنه يقلل من أهمية السياسة « التطبيعية » الاسرائيلية مادامت صادرة عن رؤية « منفصمة ».
5- يبقى أن نتساءل هنا: هل أن تفعيل هذه الخطة السياسية الاسرائيلية (خطة « التطبيع ») يستدعي الاهتمام فقط إذا ما كان المشارك فيه الأطراف الاسرائيليون وحدهم؟ هل يمكن اعتبار مشاركة أطراف عربية (بما في ذلك تونسية) في أحد جزيئات هذه الخطة (مسابقة رسم في مشروع « المتوسط 2020 ») مسألة تستدعي التجاهل؟ و لكن ألا تكمن خطة « التطبيع » بالأساس في مشاركة الطرف العربي… مجرد المشاركة؟
في الحقيقة لا يبدو أن السيد بن حديد مهتم أصلا بهذه الأسئلة لأنه يعتبر أن المشاركة العربية في هذه الحالة لا تستدعي الاهتمام لأنها ستفشل من دون حتى قيام « مقاومي التطبيع » بمقاومتها. أو هذا ما فهمته مثلا من قوله « لسائل ان يسأل عن تأثير «مسابقة السلام هذه» في العمق العربي، وقد صارت قناة «المنار» أو قناة «الأقصى» تجلب الواحدة منهما من أطفالنا في ساعة واحدة ما يحلم به أصحاب هذه المسابقة دهورًا… » و لكن، على أن أقول، أن هذا تحديدا أسلوب دونكيشوتي (طوباوي) في طرح أي قضية سياسية: هل التقييم المسبق لفشل أي مبادرة « تطبيعية » يستدعي تجاهلها؟ في الحقيقة يطرح ذلك تحديدا مجهود الضغط السياسي في الطرف الآخر أي الطرف « المقاوم » بشكل عام، عسكريا و سياسيا.
فالعامل السياسي بالنسبة للطرف « المقاوم » هو بالتأكيد أكثر أهمية منه لدى الطرف الاسرائيلي و شركائه. و ذلك لسبب أساسي: مقابل ضعف الإمكان العسكري لدى هذا الطرف « المقاوم » تاريخيا، أطرافا نظامية و تنظيمات شعبية على السواء، كان العامل الأساسي الذي جعل من العامل العسكري « المقاوم » تدريجيا (خاصة بالنسبة لما أسميه التنظيمات الشعبية) عاملا فعالا و ناجعا هو تحديدا العامل السياسي، أي عدالة القضية. و تلك باتت معادلة كلاسيكية الآن مثلما شاهدنا في المنازلات العسكرية الرئيسية بين قوى اقتصادية ضعيفة تدافع عن وجودها و أخرى قوية تبحث عن الاستيلاء عن مجالات جديدة في القرن الفائت و هذا القرن. و من البديهي أن تفعيل إسرائيل لشركائها العرب يستدعي من الأطراف « المقاومة » تفعيل شركائها على المستوى العربي، و هو الأمر الذي تقوم به حتى إن لم تضع جردا لذلك في بياناتها السياسية بفعل الخط الأحمر الذي تواجهه في علاقة بالحفاظ على علاقات متوازنة مع النظام العربي الرسمي. و هكذا فإن موقف الاحتدجاج على « مشاركة الصباح » من موقع « مقاومة التطبيع » (مثلما يفعل السيد بن حديد نفسه في مقالاته) موقف مبدئي. و هو موقف لا يجب أن يقع تقييم صحته أو ضرورته من زاوية الهوية الشخصية للمشاركين فيه. و لكن من هذه الزاوية تحديدا يمكن ملاحظة موقف آخر إطلاقي و تعميمي يؤكد الاضطراب العام في مواقف السيد بن حديد في هذا الموضوع.
6- و يحيلنا ذلك على مسألة مدى جدية وجود شركاء عرب للقائمين على الصراع العسكري ضد إسرائيل بما في ذلك في المجال التونسي. حيث من الواضح أن السيد بن حديد، و الذي يبقى ضيفا جزائريا علينا، قد تعدى ليس آداب الضياقة فحسب بل أيضا آداب الجدال الموضوعي عندما اعتبر، و ببساطة، أن « هؤلاء «الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على المقاومة»، وأضيف بل أقول وأتحمّل مسؤوليّة قولي أمام القانون والتاريخ والضمير أنّ جلّهم لا يعدو أن يكون سوى ضبعًا أراد التمرّغ في تراب الأسود، ليفهمنا أنّه «شريك في صنع هذه الانتصارات» ومؤتمن عليها!!!… إنّ مقاومة التطبيع لا يمكن أن تتأتّى من خلال الانتظار، بل عبر الفعل والتأسيس، وأسأل الضبع فيهم ومن هو أقلّ من الضبع، عن كتاباته ومواقفه وأفعاله و«صولاته وجولاته»، لنجد مجرّد بيانات ممجوجة، أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب… » (مقال بتاريخ 31 أوت) في نفس المقال في موقع آخر في إشارة لـ « مقاومي التطبيع » يرى الكاتب بأن ثقافة المقاومة لديهم تعني « النوم ومراوحة الخمّارات، من باب حراسة «عبّاد الشمس»…«
في مقال آخر يقول الكاتب « إنّ من يدّعون مقاومة التطبيع، وأخصّ بالذكر من وقفوا ضدّ ما أوردته يوميّة الصباح، ودون النزول إلى قراءة النوايا واستقراء الضمائر، جاؤوا كمثل من كّنا نراهم في الأرياف من أطفال، لا همّ لهم سوى «طرد الطيور عن عبّاد الشمس»، فكان هؤلاء الصبية يتراوحون ـ بحكم سنّهم ومحدوديّة فهمهم ـ بين اللعب حينًا والمشاجرة في أغلب الأحيان، ليفيقوا بين الفينة والأخرى عند هجوم الطيور ويكون الصراخ [الذي لا يملكون غيره] أو النقر على القطع المعدنيّة، لتكون بعض الطيور قد أصابت رزقها، ليعودوا إلى اللهو والمشاجرة…ألم نورد هذه الصورة أو هذه الإحالة استنقاصًا أو تصغيرًا، بل حين لم نجد أفضل منّها، دون أن ننسى «هذه الانتقائيّة» التي قد تكون بفعل «النسيان»، حين سكن وسكت لفيف من هؤلاء وأعرضوا بوجوههم حين تمّت دعوة شارون… التاريخ لا ينسى ولا يظلم ولا يرحم… نسوق هذه الحقائق لصحيفة «الشروق» على سبيل المثال و«المركز الوطني للتوثيق» حكم في أمرنا جميعًا… إنّ الغباء وحده أو هو قصر النظر أو ربّما سوء النيّة [ولكلّ أن يختار موقعه وموقفه] ما جعل الكثيرين يتنادون من أجل «هذه الوليمة» ويبحثون من خلالها عن «طهرانيّة» لا تقلّ عمّا عليه حال «المطبّعين»، لنضع المسألة ضمن «أزمة العقل العربي» وليس من خلال التخوين والطعن في الذمم… » (مقال 12 سبتمبر)
و إذا تجاوزنا بعض الجمل الخشبية (من نوع « تحمل (الكاتب) المسؤولية أمام القانون و التاريخ و الضمير » في مقولاته هذه) فإنه من التجني و التعميم الناتج، في حالة استباق حسن النوايا، عن جهل بتفاصيل و هويات بعض الأطراف السياسية التونسية، إطلاق أحكام بهذه الاطلاقية شملت أطرافا سياسية تونسية دفعت و لازالت الكثير مقابل تمسكها بموقفها السياسية المستقلة بما في ذلك موقف « مقاومة التطبيع ». و إذا كان من الصحيح أن بعض المسارعين للتنديد بـ »مشاركة الصباح » ينطلقون من حسابات ضيقة و على الأرجح انتهازية (مثلما هو الحال مع بعض صحفيي الشروق و الصريح مثلا الذين أشار اليهم السيد بن حديد أيضا في مقاله بالفرنسية[3]) فإن ذلك لا يستدعي إطلاق التعميم بهذه المنطلقات (« جلهم ») على بقية « مقاومي التطبيع ». و هنا علي أن أذكر السيد بن حديد أن من أطلق الحملة ضد « مشاركة الصباح » ليس صحفيو الشروق و الصريح الذين أشار اليهم بل أشخاص مثل السيد البشير الصيد عميد المحامين الحالي و الذي سبق له التنديد بالتطبيع في ظروف أعسر من الظروف الراهنة بما في ذلك مناسبة « زيارة شارون »، و موقفه من « التطبيع » هو جزء من موقف عام خاصيته الأساسية النزاهة السياسية. و هو ليس من بين الذين يتخفون خلف « قضية التطبيع » لبناء رأسمالهم السياسي مثلما تشهد بذلك استقلاليته و التي حملته للمرة الثانية على رأس عمادة المحامين في انتخابات استثنائية الصائفة الماضية. هذا عدى أن موقفا لشخص مثل البشير الصيد لا يمثله شخصيا بل يعني تيارا مستقلا داخل قطاع المحاماة كما يعني تيارا سياسيا قوميا له جذوره في تونس و تكبد مقابل ذلك ضريبة الاعتقال و الملاحقة و حتى الموت بما في ذلك في جنوب لبنان ضد القوات الاسرائيلية. بل أن من بين المبادرين، مع السيد البشير الصيد، لإطلاق هذه الحملة من تعرض للاعتقال السياسي المطول في السابق تحديدا في علاقة بقضية « التطبيع ». كما أن من بين الأطراف المنددة بالتطبيع من تحظى بعلاقات خاصة مع التنظيمات الممارسة تحديدا للمقاومة المسلحة و ساهمت في ذلك في السابق من خلال عدد من المقاتلين الذين تعرض البعض منهم للموت على يد القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان. و على السيد بن حديد الاستفسار عن تفاصيل ذلك ممن يعرفون الساحة التونسية حتى يختار في المستقبل كلماته بالشكل المناسب أو بشكل مختلف على كل حال عن مصطلحات من نوع « ضباع » و « صبية » و « أغبياء » إزاء أناس ضحوا بحياتهم و حريتهم، و هو الأعرف بمعاني خطاب مماثل في الوقت الذي يتعرض اليه لمحاصرة ظالمة تستهتدف عائلته. ففي هذه الحالة هل سيكون من قبيل الإطلاقية أن نصف السيد بن حديد بالذات بحراسة « عباد الشمس » و هو الذي لم يوضح لنا دواعي كتابته و خاصة دفاعه المتكرر على « حزب الله » و بقية أطراف المقاومة المسلحة إزاء منتقديها و هو المستقر في تونس لا يملك إلا قلمه… هل يستحق يا ترى، بفعل دفاعه المستميت هذا، أن نطلق عليه أوصافا مثل « الصبي » و الغبي » و « الضبع » خاصة ما إذا كان هذا ما يراه (السيد بن حديد) صالحا لوصف من لم يكتف برفع قلمه بل امتد لرفع السلاح مع أطراف المقاومة على أرض المعركة المسلحة، و ليس مكان آخر؟
و مثلما أشرت في مقدمة مقالي السابق فإن ذلك لا يعني أن « مقاومي التطبيع » هم « على حق لا يخالطه باطل » بما في ذلك الذين يحظون بالنزاهة السياسية. فموقفهم، « الصحيح تاريخيا و شرعيا » لا ينفي وجود خطاب خشبي و ربما أساليب غير ناجعة و حتى قراءة غير نسبية و موضوعية للوضع الراهن و هو الأمر الذي كتبت فيه في السابق في قضايا عامة خاصة بالوضع العربي الراهن و حتى الوضع التونسي بشكل خاص. غير أن ما نحن بصدده هنا هي أولا و قبل كل شيء تقييم مسألة « مشاركة الصباح ». و بالنسبة لهذه النقطة كان الموقف المتضارب للسيد بن حديد، شتم جميع الأطراف و محاولة اتخاذ موقف « مختلف » لا يحدد في النهاية موقفه المبدئي من أصل الجدال، موقفا لا يعبر بدوره عن أية « عقلانية »، و يطرح التساؤل عما إذا كان موقف (مواقفه) هذا (هذه) تعبير عن توازنات في محيط علاقاته الشخصية و هو الذي يحظى بعلاقات صداقة مميزة مع أطراف مدافعة عن « مشاركة الصباح » مثل السيدين الهاني و الخياطي. أرجو حقا أن يكون ذلك مجرد تخمين مجانب للصواب و إلا فإنه ليس لدي أي تفسير لمثل هذه المواقف المتضاربة (و لما الحاجة لذلك أصلا؟). لكن بمعزل عن كل ذلك أرجو أن يكتب السيد بن حديد « تعقيبا » بالفعل عندما يعنون نصه تحت فئة « التعقيب ».
بعض الملاحظات العامة:post-scriptum
– لاحظ السيد بن حديد في تعليقه على الفقرة المعنونة « ملاحظة أخيرة pos-scriptum« الخاصة بكلام وجهته للسيد رضا الكافي أنها مسقطة (« لا علاقة بين القضيّة التي أعادها السيّد الطاهر الأسود إلى السطح وحاول ربطها بموضوع البحث« ) و أنها خوض في « مجاهل الأخلاق » و أنها بالتالي « في قطيعة مع متن النص« . و الحقيقة علي هنا أن أوضح مسألتين: أولا معنى « post-scriptum« ، و ثانيا ما إذا كان ما تعرضت له « لا علاقة له » بموضوع مقالي و أنه مجرد خوض في « مجاهل الأخلاق ». بالنسبة للنقطة الأولي فإن هذه العبارة اللاتينية مستعملة بشكل عام في نفس اتجاه عبارة « addendum » و تعني واحدا من أمرين: إما إضافة فقرة/نص/فصل على نص سابق كرد على ما يمكن أثاره هذا النص (بعد نشره) من تعليقات أشارت الى نقائص او انتقادات. و إما الرغبة في إضافة فقرة/نص/فصل في مسألة لا تبدو مهمة في التخطيط العام للنص الأصلي و لكن يرى الكاتب بعض الأهمية لإضافتها. و قد استعملت فقرة « post-scriptum » كـ »ملاحظة أخيرة » في المعنى الثاني سواءا في نص مقالي أو في نص مقالي هذا أيضا (« تعليق على بعض الملاحظات العامة »). و يرجع قيامي بذلك في نص مقالي الأول لوعيي الكامل بأنها ملاحظة في سياق مختلف عن محتوى المقال، و هو بالتحديد سياق شخصي، ليس بمعنى « شخصنة النقد » و لكن بمعنى أن كلام النقد فيها ليس موجها لبقية من شملهم نقدي في نص المقال. غير أنه ليس من المفترض في فقرة « post-scriptum » أن تكون « في قطيعة مع متن النص ». و لهذا، و هنا آتي للنقطة الثانية، فهي ليست « في قطيعة مع متن النص » حتى أني شددت على توضيح هذه النقطة تحديدا حتى لا يبدو الأمر مجرد « تصفية حسابات سابقة ». و يلزم هنا ببساطة أن أكرر ما قلته و بالتالي كيف هناك رابط بين النص و « الملاحظة الأخيرة »: « لكن ما دفعني لتذكر هذه الحادثة أن السيد الكافي لم يتعلم أي شيئ من المؤلف المذكور (الذي من المفترض أنه « قرأه ») مثلما يشير الى ذلك الدور الطليعي الذي بصدد لعبه في مسألة « مشاركة الصباح ». حيث بين لاسكيير بالاعتماد على رزمة هائلة من الوثائق الأرشيفية أن السياسة الاسرائيلية كانت تدفع دائما باتجاه « التطبيع » المجاني مع الأقطار المغاربية. في المقابل لم يقبل أي من القادة المغاربيين بما في ذلك أولائك الذين كانوا يحرصون على إقامة اتصالات سرية مع الدولة العبرية (و هذا يشمل الرئيس الراحل بورقيبة) بأي مبادرة تمنح بشكل فعلي إسرائيل مطلبها « التطبيعي » بمعزل عن « الاجماع العربي » و عن إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية. و هو الأمر الذي يعمق من الأسى الذي شعرت به منذ سنتين عندما قرأت مقال السيد الكافي الذي « ترجم » مقالي للفرنسية. » هل التذكير بـ « مجاهل الأخلاق » في هذه الحالة (سرقة مقال موضوعه « التطبيع » لا يبدو أن السيد الكافي فهم مغزاه وهو أمر طبيعي في حالة أنه سرقه) مجاني و يستهدف شخص السيد الكافي بمعزل عن قضية « التطبيع »؟ أرجو من السيد بن حديد التحلي بجدية أكبر في هذه المسألة، خاصة أنه ذاته استعمل عبارات لا يمكن إلا أن تعبر به تحديدا، و بشكل غير مبرر البتة بل بشكل متجني، نحو « مجاهل الأخلاق » عندما وصف « جل » من يقاومون « التطبيع » بأنهم « ضباع » و « أغبياء » و « صبية » و « مراوحي الخمارات » (في حين أن « جلهم » هم على صفات النزاهة و التضحية التي أشرت اليها أعلاه). و طبعا سيكون من المغالطة ألا نعتبر ذلك من قبيل التقييم الأخلاقوي بمجرد أن يقول الكاتب بأنه لا يستعمل مثل هذه الاحالات « استنقاصا أو تصغيرا ».
– بخلاف ما أشار اليه السيد بن حديد في بداية مقاله، فإن صفة « الباحث » ليس من المفترض أن تستهدف « البحث عن المطلق » بما في ذلك « المطلق على مستوى المعلومة ». لأن ذلك ببساطة، كما يمكن لكل ممارس للبحث أن يعرف، أمر غير ممكن. و ليس من العبيثة فحسب بل أيضا من غير الفعال (و هو، أي ما هو « فعال »، في المقابل هو ما يجب أن يبحث عنه الباحث) البحث عما هو غير ممكن. فكل ما يمكن أن يطمع فيه أي ممارس للبحث هو إيجاد كل ما يستطيع أن يجده « على مستوى المعلومة » مع التوقع المستمر بوجود أمر خارج إطلاعه. و هذا لا يعني فقط أن الإدراك « المطلق للمعلومة » غير ممكن بل يعني أيضا أن أي باحث ممارس من المفترض أن يعرف، بالتجربة، أنه لا يستطيع أن يطمع في إدراك « مطلق للمعلومة ». و لذلك تحديدا من أعسر مجالات البحث الأكاديمي و أكثرها تعرضا للنقد، بفعل سهولة النقد فيها، هو قسم « النقد البيبليوغرافي » (bibliographic critic)، و الذي من المفترض أن يوضح « حالة البحث » (state of the art) في الموضوع المختار للبحث. و في نفس الاتجاه فإن أصعب الدراسات و البحوث و أعسرها على مستوى الانجاز، و لكن أيضا أهمها بالنسبة للباحثين، هي الدراسات التي تهدف تقديم جمع للبيبلوغرافيا في موضوع محدد من المواضيع. و ليعذرني السيد بن حديد عن الإطالة في هذه النقطة حيث لا أتحمل مقولات بالخفة الاطلاقية التي عبر عنها و ذلك بالتحديد لأني « باحث ».
[1] نصر الدين بن حديد « تعقيب على مقال الأستاذ خميس الخياطي » تونسنيوز 31 أوت
Ben Hedid “Entre fantassins de paix et fantasmeurs de guerre » tunisnews 26 Aout
[2] أنظرمثلا: الطاهر الأسود « في التوازن الجديد للقوى: شعبية التنظيمات المسلحة الفلسطينية و اللبنانية » القدس العربي 25 جويلية 2006. أنظر في نقاش نفس الفكرة مقالاتي حول الوضع في العراق على موقعي: http://taherlaswad.blogspot.com
[3] « Comment penser un jour ou même un seconde qu’un «Ec-chourok» ou autre «Es-sarrih» peuvent être d’un quelconque apport à une «culture de la résistance». Si l’une et autre conçoivent le rôle d’un journaliste comme celui qui préparent les «casse-croutes», un zeste de Hezbollah, un brin de chanteurs à deux sous, une rondelle de scandales de tribunaux…. Sans oublier d’arroser le tout par un peu de résistance irakienne, à la manière de «copier-coller»… » مقال بالفرنسية مذكور أعلاه للسيد بن حديد
فتح الباب في وجه الأحباس العامة ألا يحقق مصالح عامة ؟
بقلم: محمد الحبيب السلامي عرفت تونس منذ الفتح الإسلامي فقه الأحباس ونظامه. وأعدّت له الدول الإسلامية التي تعاقبت على إدارة الشؤون التونسية نظاما إداريا يشرف على رعاية الأحباس العامة وجمع مواردها وإنفاقها في منافعها التي عيّنها المحبسون والمحبسات. وسمّيت تلك الإدارات (جمعية الأوقاف). وللتاريخ الذي كشف الكثير من صفحاته الدكتور الصديق الشيباني بن بلغيث علينا أن نعترف بأنّ جمعية الأوقاف بإدارتها ووكلائها قد وجهت الأملاك المحبسة ومنافعها في طريق البرّ والخير والتعاون والتضامن. كما وجهها بعض القائمين على الأحباس في طريق النهب والإهمال والفساد. ولذلك قررت الدولة التونسية التي انتصبت في البلاد بعد تحرير تونس من عهد الحماية حلّ الأحباس وإيقاف العمل بفقه الأحباس الخاصة والعامة. خمسون سنة تقريبا مرت على إلغاء نظام الأحباس. فهل أحس المواطنون التونسيون المسلمون بالحاجة إلى العودة إلى نظام الأحباس العامة لتؤدي دورها في بعض المؤسسات والمرافق العامة ؟ هذه المساجد القديمة والتي بنيت قبل حل الأحباس كان الكثير منها لها أحباسها منها ينفق على صيانتها وعلى أيمتها ومؤذنيها وقرائها والقائمين على نظافتها. ولمّا وقع حل الأحباس وصارت تلك الأملاك بيد وزارة أملاك الدولة أو البلديات وجد كل القائمين عليها جراية من الدولة ولكن بعضها احتاج إلى الصيانة المتواصلة فلم يجدها إلاّ بعد وقت طويل. فلو كانت للجامع أحباسه هل كانت صيانته تتأخر؟ (ذاك مثال). هذه المساجد تبنى وترتفع مآذنها وتتزايد في كل مدينة وقرية بعد حل الأحباس وقد دفع فيها وفي بنائها وإعلائها وتجهيزها أهل البر والإحسان الكثير ودخلت تحت مسؤولية وزارة الشؤون الدينية. لكنّنا نرى أنّ يد الإمام على منبر الجمعة تمتد للمصلّين تطلب المساعدة لتوسعة المسجد وتنظيف الزرابي وغسلها مثلا، فلو كان نظام الأحباس العامة باقيا لكانت للجامع أحباسه ومنها تتم رعايته وصيانته وتوسعته (ذاك مثال). وهذه الجمعيات الإنسانية في تونس تولد وتتكاثر وتتعدد ميادينها وتتنوع الفئات التي تستفيد من مظلتها. وأهل الخير الذين يتعاطفون مع بعض الجمعيات ويمدون يد البر والإحسان والتعاون لها ما داموا أحياء يودّون أن يمدّوا يد العون لتلك الجمعيات بعد مماتهم وهم لا يريدون أن يعطوا هذه الجمعيات البعض من ممتلكاتهم بطريق البيع الصوري أو الهبة خوفا على تلك الأملاك من أن يقع التفويت فيها، أفلا يكون الحل الذي يفيد هذه الجمعيات في فتح الباب في وجه الأحباس العامة فتستفيد الجمعية من منافع الحبس ولا تفرّط فيه ؟ مواطن أعطاه الله من خيره كان يقود يوما سيارته في يوم ممطر غمرت فيه المياه بعض الطرق وإذا به يقع في حفرة من الحفر التي تبقى أياما مصيدة ولا تعجّل البلديات بردمها لأسباب قد يكون منها فقر في ميزانية البلدية، ذلك المواطن تكسرت رجله وتكسرت سيارته وقل : لو كان باب الأحباس العامة مفتوحا لحبست بعض أملاكي تنفق منه البلدية على ردم الحفر في الطريق (ذلك مثال لا يسعد البديات). إنّ روح البرّ والإحسان في تونس المسلمة مازالت موجودة وإذا كان البعض في بلاد الغرب يوصون بتركاتهم لرعاية كلب في مأكله ومشربه وصحّته فإنّ أهل البرّ عندنا في الماضي حبسوا أحباسا لتزويج البنات الفقيرات وحبس بعضهم أحباسا لإطعام قطط الشوارع وحبست سيدة حبسا لشحذ سكاكين ذبح الخراف في العيد حتى لا تتعذب عند الذبح، أفلا يكون من المفيد أن نحرص على فتح الباب أمام الأحفاد وقد زرع الخير في حقله الآباء والأجداد ؟ وهل نقبل أن نعود إلى فتح باب أغلقناه ولكن بعد درس وتخطيط لنظام معاصر ؟ أسأل وأحب أن أفهم. (*) كاتب ومربي متقاعد من صفاقس (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2007 نقلا عن يومية « الصريح » التونسية الصادرة يوم الخميس 30 أوت 2007)
على طريق العدل: تونس وخطوات عملية وشفافة للإصلاح
مرسل الكسيبي (*) عندما كتبت قبل يومين عن مأساة الأستاذ نصر الدين بن حديد , كتبت متفاعلا مع رجل لم تجمع بيني وبينه الا هموم الانسان الذي يقرأ بعين مبصرة وقلب مازال يحمل في رهفة وصلابة هموم الوطن والمواطن … ادخرت ودافعت دموعي وألمي حين قرأت ماكتبه عن دموع ابنه التي اشتكت الى الله في براءة اقتلاعه مع أفراد عائلته من محل سكناه من قبل جهة تونسية نافذة … المشهد الحزين والذي دارت وقائعه سنة 2003 ميلادية والذي انتهى الى تضجر مفتوح على الشبكة الافتراضية بعد أن حررت رسالة في الغرض مع نهايات شهر جويلية 2007 الى شخص رئيس الجمهورية التونسية…, مثل هذا المشهد يدخل ضمن فضاء قضاء المظالم بحسب الاصطلاح الاسلامي , وضمن فضاء القضاء الاداري بحسب الاصطلاح القانوني المعاصر , اذ أن الخصومة فيه تكون بين مواطن بسيط وبين اخر يتحصن بموقعه داخل مؤسسات الدولة . غير أنه عندما تتعطل اليات القضاء في مثل هذه النزاعات بحكم وجود خلل أو تداخل بين الادارة والحزب الحاكم أو الحزب الحاكم وأجهزة الدولة , فان الجهاز القضائي يجد نفسه في مواجهة الخوف من بطش العنصر الحزبي الحامل لصفة مافوق المواطنة أو الحصانة من التتبع العدلي نتاج تترسه وتدرعه بالموقع الحزبي والوظيفي . مثل هذا التداخل المتشعب بين امتيازات الأحزاب الحاكمة والمؤسسات الرسمية للدولة لايمكن أن يفت في عضده تهذيبا وتشذيبا وتفكيكا ايجابيا الا سلطة قضائية مستقلة ومهابة , واعلام وطني مستقل وحر يشكل سلطة معنوية وأدبية في مواجهات الخروقات الادارية المحتمية بالموقع السياسي لابسلطة الحق والقانون . وثمة عامل اخر لايقل أهمية عن عاملي استقلال القضاء وحرية الاعلام , وهو عامل تطوير الأجهزة الأمنية وتمتيعها بثقافة قانونية وحقوقية عالية تجعلها محصنة ضد الخروقات أو التسخير المجاني من قبل بعض المتنفذين أو المتمترسين بالثقة الرئاسية أو الحكومية أو الحزبية . ان اصلاح الجهاز القضائي بشكل مستمر والحرص على تكريس استقلاليته كسلطة مرجعية لدى المواطن واسناد المناصب العليا فيه الى العناصر الكفوءة والأمينة مع تحصين الجهاز الأمني بالعناصر المتعلمة والخلوقة ذات الثقافة القانونية العالية , يضاف الى ذلك ممارسة الاعلام ورجاله لدورهم في تشكيل سلطة رقابية على الخروقات والتجاوزات داخل الجهاز الاداري والمؤسساتي مع الحرص على نقل سليم وصحيح لنبض الشارع والمواطن بأمانة …, كل ذلك يعد مقدمة حقيقية لرفع مظالم كثيرة عن مواطنين بسطاء لم تنصفهم العولمة ولم يسعفهم الحظ حين وجدوا أنفسهم في منطقة عربية تحمل تراثا مثقلا بميول وطباع الاستبداد . ولا أريد ان أغفل ضمن نفس السياق عن التنبيه الى موضوع استراتيجي هام تحدثت عنه المعارضة التونسية بصفة موسمية حين خرجت من الاستحقاقات الانتخابية بنتائج ضحلة أملتها القوانين الانتخابية الصارمة كما ضعف الوجود والكينونة في مواجهة حزب حاكم له من خبرات الحكم ومقدراته المادية والادارية والبشرية ماعجزت أحزاب حديثة طامحة ومناضلة عن مواجهته في قلة من الوسائل والامكانيات – ولانغفل طبعا عن عدم وجود استعداد للقبول بالاخر المعارض في هياكل الدولة التونسية الحديثة نظرا لما تشكله السلطة من مغانم ومغريات- . ماتحدثت عنه المعارضة في بعض المناسبات ونسيته في مناسبات أخرى , هو ضرورة الفصل بين الصفة السياسية لرئيس الجمهورية التونسية على اعتباره مسؤولا أولا في الحزب الحاكم وبين الصفة الاعتبارية والوطنية والدستورية على اعتبار أنه رئيسا لكل التونسيين والتونسيات مهما اختلفت ألوانهم أو تشكيلاتهم السياسية أو مواقفهم في تقييم الشأن العام . ماينبغي أن يفهمه الاخوان المناضلون في التجمع الدستوري الديمقراطي – مع كل التقدير والاحترام- هو أن الرئيس التونسي يمثل مؤسسة عليا للبلاد لايمكن احتكارها لمشاريع اللجنة المركزية أو الديوان السياسي للحزب , بقدر ماأنه يعد سلطة اعتبارية وأدبية وتنفيذية عليا تحظى بالقبول العام وتسعى لخدمة المشاريع الكبرى للدولة وتحرص على حماية المصلحة الوطنية العليا للبلاد والمجتمع , وهو مايجعل من هذه المؤسسة مرجعية موقرة في الفضاء السياسي والحقوقي والشعبي كما يجعلها في منأى عن الأجندات الحزبية المتصارعة . ان قضايا الأفراد ومشكلات المواطنين حين تتعطل بين جنبات البيروقراطية الادارية وبين جنبات تقاليد الرشوة والنفوذ السياسي والأداء الحزبي المتعصب واستعمال السلطة خارج اطار القانون , يمكن أن تواجه باعلام حر وديمقراطي يكشف للمسؤول الأول للدولة ومن يمثله من مسؤولين تفترض فيهم الأمانة مايحصل من تجاوزات أو تعديات على حقوق المواطنين , وهو مانفترضه اليوم في اعلامنا التونسي الوطني وليس في الفضاء الاعلامي المعارض فقط أو في الفضاء العنكبوتي . ان المظلمة التي أصابت الأستاذ نصر الدين بن حديد أو أصابت أستاذ مادة الفلسفة محمد مومني بتسريحه من الوظيف ,أو هي تصيب منذ سنوات الأستاذ عبد الله الزواري عبر ابعاده عن أهله وذويه بنفيه الى جهة جرجيس أو هي تصيب هذه الأيام الدكتور والصديق الفاضل الطبيب احمد لبيض عبر حرمانه من السكن مع أبنائه بعد أن تيتموا بفقدانهم للأم , ان هذه المظالم ومظالم أخرى يتعرض لها العالم الفيزيائي البروفسور منصف بن سالم وعائلته الكريمة , أو مشائخ أفاضل دفعوا ضريبة الرأي من عيونهم وابصارهم وصحتهم كما هو حال الأستاذ الحبيب اللوز ….ان هذه المظالم وغيرها من العشرات أو المئات لابد لها من اعلام وطني وحر يتجاوز الرقابة الذاتية والهواجس السياسية من أجل ايصالها الى صانعي القرار ومن ثمة وضعهم أمام حالة شفافة من نبض الشارع . قضايا كبرى وووطنية جادة لم نرد أن تبقى رهينة أو حبيسة الصدور او الرقابة الذاتية أو الهواجس الأمنية والسياسية المفتعلة , بل أردنا لها الخروج الى عالم الأنوار لتعزز حوارات صادقة وشفافة بين جنبات السلطة الرابعة والفضاء العنكبوتي والصحف الوطنية في انتظار أن تصبح واقعا اصلاحيا تونسيا بامتياز . (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية ? ألمانيا) بتاريخ 15 سبتمبر 2007)
خواطـــر
ظروف صحيّة وأخرى دراسيّة حالت بيني وبين العديد من الأصدقاء للتّواصل وتبادل وجهات النّظر في العديد من القضايا الدّوليّة والوطنيّة حتّى خيّل للبعض أنّي التحقت بركب المتساقطين في طريق الدّعوة والنّضال .
ولئن شكلت لي تلك الظروف عائقا أساسيّا لإيلاء جهد كبير لوضع حدّ لمظالم السّلطة والمساهمة في تأسيس قيم الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان فقد أتاحت لي في أحيان كثيرة فرصة المتابعة والإطلاع على العديد من الكتابات لبعض المثقفين التّونسيين في بعض المواقع الإلكترونيّة
وأغرب ما يلحظه الدّارس في كتابات العديد من هؤلاء أنّها لم تتجاوز الجدل الأيديولوجي وتبادل التهم متناسين أنّ الرّصيد الأهم لكلّ مشروع حضاري هوّ مقاومة الإستبداد وتعميق قيم الحريّة وتكريم الإنسان وحقوقه ونصرة المظلوم مهما كان لونه السيّاسي .
ولئن مازال للبعض من حملة مشروع التحرّر ببلادنا تحفّظات قد تصل إلى حدّ تجاهل ضحايا القمع والإستبداد في تونس بعد أكثر من عقد ونصف فإنّ ذلك يمثّل بلا شكّ نقطة ضعف أساسيّة في منهجيّة التّغيير الذي نطمح إليه .
إنّ بقاء العشرات من المساجين السيّاسيين التّونسيين في المعتقلات إلى حدّ هذا اليوم دليل على فشل المشروع الحضاري الذي تحمله نخبنا التّونسيّة وتدعو إليه .
لذلك لامناص من إعادة ترتيب أولوياتنا ضمن رؤية وطنيّة واضحة بعيدة عن المزايدة والحسم الأيديولوجي ويأخذ بالإعتبار التغيّرات الدّوليّة ومتطلبات المجتمع .
إنّ طرح هذه المسألة ليس المقصود منه إدانة شريحة معيّنة في المجتمع بخلفيّة أنّها معادية للمشروع الإسلامي وإنّما بسبب أنّ قدرنا واحد وأنّ تغوّل الدّولة يقضي منّا جميعا التعاون والتضامن ضمن عمل جبهوي مشترك ووفق خطّة ومنهج واستراتيجيّة ناجحة بعيدا عن الصّراعات الهامشيّة التي لا تزيدنا إلاّ تمزيقا وإضعافا , ذلك أنّ الوضع السيّاسي بالبلاد يحتاج إلى معالجة حقيقيّة تتمثّل في مقاومة كلّ مضاهر الإستبداد .
نورالدين الخميري ـ ألمانيا
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة/185) نتقدم باحر التهاني الى شعبنا المسلم في تونس بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار. راجين من المولى عز وجل ان يوفقنا لصيامه و قيامه و يمتن اواصر المحبة و الوحدة بين ابناء شعبنا و يجمع كلمتنا و يحبب الينا الايمان و يزينه في قلوبنا. كما ندعوه عز وجل ان يفرج عن المكروبين و يفك اسر المسجونين و يعيد الغائبين عن وطنهم بحق محمد و اله الطاهرين صلواته و سلامه عليهم اجمعين. السيد عماد الدين الحمروني جمعية اهل البيت الثقافية تونس
من صفات علماء الآخرة
روي عن شقيق البلخي[1] أنه قال لحاتم: قد صحبتني مدة, فماذا تعلمت؟ قال: ثمان مسائل,
أما الأولى: فاني نظرت الخلق, فاذا كل شخص له محبوب, فاذا وصل الى القبر فارقه محبوبه, فجعلت محبوبي حسناتي لتكون معي في القبر. وأما الثانية: فاني نظرت الى قول الله تعالى (ونهى النفس عن الهوى)[2] فأجهدتها في دفع الهوى حتى تستقرت على طاعة الله تعالى. وأما الثالثة: فاني رأيت كل من معه شيئ له قيمة عنده يحفظه, ثم نظرت في قوله سبحانه وتعالى:( ما عندكم ينفد وما عند الله باق)[3] فكلما وقع عندي شيئ له قيمة , وجهته اليه ليبقى لي عنده. وأما الرابعة: فاني رأيت الناس يرجعون الى المال والحسب والشرف, وليست بشيئ, فنظرت الى قول الله تعالى: ( ان أكرمكم عند الله أتقاكم)[4] فعملت في التقوى لأكون عنده كريما. وأما الخامسة: فاني رأيت الناس يتحاسدون, فنظرت في قوله تعالى: ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم)[5] فتركت الحسد. و اما السادسة: رأيتهم يتعادون, فنظرت في قوله تعالى: (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)[6] السابعة: رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق, فنظرت في قوله تعالى : ( و ما من دابة الا على الله رزقها)[7] فاشتغلت بما له علي وتركت ما لي عنده. الثامنة:رأيتهم متوكلين على تجارتهم و صنائعهم وصحة أبدانهم, فتوكلت على الله تعالى. وقال عبد الرحمان بن ابي ليلى[8]: أدركت في هذا المسجد مائة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ما أحد يسأل عن حديث أو فتوى الا ود أن أخاه كفاه ذلك, ثم قد آل الأمر الى اقدام أقوام يدعون العلم اليوم, يقدمون على الجواب في مسائل لو عرضت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع أهل بدر واستشارهم.[9] باختصار وتصرف عن ابن قدامة في كتابه مختصر منهاج القاصدين, وحلية الأولياء لأبي نعيم. د. نورالدين بوفلغة [1] شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي، أبو علي الزاهد، من مشاهير المشايخ في خراسان، وكان من كبار المجاهدين، استشهد في غزوة كولان بما وراء النهر سنة (194)هـ 1 النازعات 4 النحل 96[3] الحجرات 13[4] الزخرف 32[5] [6] فاطر 6 هود 6 . 6 [8] الإمام المحدّث الحافظ الفقيه أبو عيسى عبد الرحمان ابن ابي ليلى قال ادركت عشرين ومئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عامر الشعبي، وأبو قلابة، وثابت البُناني، والحكم بن عتيبة، وخلق من علماء التابعين. قال عبد الملك بن عُمَيْر: لقد رأيت عبد الرحمان بن ابي ليلى في حلقة فيها نفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون لحديثه ويُنصتون له، فيهم البراء بن عازب. روى عنه عامر الشعبي، وأبو قلابة، وثابت البُناني، والحكم بن عتيبة، وخلق من علماء التابعين. توفي سنة اثنتين ? أو ثلاث ? وثمانين، رحمه الله تعالى. 9 هذا في زمن الصحابة والتابعين من بعدهم فكيف بزماننا وقد أصبخ الهوى والرأي مقدم على العلم, وأصبح أهل العلم, أهل العتيق, وكأن ان عباس لم يقل عليكم بالعتيق كتاب الله وسنة رسوله واياكم والرأي فانه كلام البشر.
أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة سوسة
من الممتع حقا اكتشاف الأبعاد التي تأخذها العولمة كل يوم. لم تعد المسألة مقتصرة على الاقتصاد ولا على التبادل التجاري ولا على التصدي للاحتباس الحراري، فقد بدأ مفهومها في التوسع بطريقة مربكة وسريعة ليشمل تقريبا كل ميادين حياتنا اليوم. وفي موازاة ذلك أصبح من الصعب الاتفاق على تعريف واحد وجامع لها، حيث تكاد التعريفات الموضوعة تتعرض لنتائجها وانعكاساتها أكثر من انطباقها على هذه الظاهرة كمسار متحرك. يبدو ذلك نتيجة منطقية لزئبقية الظاهرة التي غدت ترمز اليوم إلى ضياعنا التاريخي. أين ذهبت الدول، وإلى أين رحلت القوميات، وماذا حل بالأمم والأوطان؟ إلى أية حدود ستصل درجة التحلل في الهياكل التي نظمت حياة البشر منذ عشرات القرون؟ ليس بالإمكان توقع درجة السوء التي ستوصلنا إليها العولمة وعمق البئر التي تردينا فيها. لم تعد الثقافات والخصوصيات الحضارية للأمم وكذلك الإيديولوجيات الضحايا الوحيدة لغول العولمة، بل إن الدول، التي استغرق إنشاؤها وعملية بنائها قرونا عديدة من حياة البشرية، قد أضيفت هي الأخرى لقائمة الضحايا. هل يشعر أي منا بجدية بحماية الدولة له من الأخطار العابرة للحدود أو بقدرتها على وقاية مجتمعها من جشع الشبكات التي غدت تسيطر على أبسط مظاهر حياتنا اليوم وأكثرها روتينا. وأكثر من ذلك، هل لازالت الدول دولا، بمعنى هل مازال بإمكانها التباهي بمقولات مثل السيادة والاستقلال.لم تعد تلك أولويات بالنسبة لها، بل إنها فقدت حتى القدرة على تحديد ما يسمى بالأولويات أصلا، وعوضا عن ذلك أصبح مطلوبا منها بإلحاح كل يوم أن تتخلى عن المزيد، وأن تزيد في الارتباط بالشبكات العابرة للحدود، بل أن تلغي منطق الحدود نفسه. أين الحدود اليوم في الاقتصاد، حيث نفقد مواطن الشغل كل يوم بسبب عجزنا المتراكم عن تحمل المنافسة القاسية التي تسلطها علينا بضائع الدول الأخرى. كان بالإمكان في السابق توجيه الاقتصاد إلى توفير البضائع للسوق الداخلية وكاد ذلك ينجح أحيانا في بناء نموذج للتنمية. لم يعد بإمكان الدول أن تتبجح بالتحكم في السوق الداخلية لأنه لم تعد هناك سوق داخلية، أصبحت هناك سوق واحدة، معولمة، لا أحد يملك التأثير المنفرد فيها صعودا أو هبوطا. أين الحدود في حروب اليوم ؟ مازالت هناك حتما بعض النزاعات الباقية من الزمن الماضي حيث يتنازع مساكين من هنا وهناك السيطرة على بعض الصحاري والأودية، ولكن حروب اليوم من نوع جديد: حروب لا ترى فيها خصمك وتدار من وراء شاشات كبيرة في قواعد بعيدة، حروب لا بطولة فيها ولا رجولة، حيث لا ترى الضحية سفاحها، ولا تسمع فيها أنات ولا صرخات. وأكثر من ذلك، أين الحرب في حروب اليوم، حيث العدو مجهول، وحيث لا خطوط ولا جبهات. حروب لا مكان فيها لأية أخلاقيات، ولا احترام فيها لأعراض أو حرمات. هل غدا التفريق بين الخير والشر، تلك القيمة التي تربينا عليها ونربي عليها أبناءنا، أمرا مستحيلا ولا تاريخيا؟ من بإمكانه اليوم القول أن إسرائيل مصدر الشر في العالم دون أن يخشى قيام بعض « الموغلين في الموضوعية » من بني جلدته، المقهورين مثله، باتهامه بالتسويق للظلامية والإرهاب ؟ ومن باستطاعته اليوم أن يثبت أن شمعون بيريز من أكبر المجرمين في تاريخ البشرية وأن لا علاقة له مطلقا بأي نوع من أنواع الطيور غير الجارحة، دون أن ينبري له أحد « التقدميين جدا » ليقول له أن منطق السلام اليوم يفرض علينا أن نسامح وننسى ونضحي من أجل هدف نبيل وأسمى من « الصراعات المتخلفة » و »الشوفينية العمياء »: بناء بحيرة سلام تتعايش فيها، دون أية مشاكل، الدلافين وأسماك القرش. إلى أي مدى يمكن أن يصل بنا الإحباط، وإلى أي حد ستواصل القيم وما تربينا عليه من بديهيات انقلابها وتحللها؟ هل بإمكان عاقل أن يتوقع من اجتماع فرع منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان أن يتناول، من كل المصائب والتعديات المسلطة على هذه الحقوق في كل أصقاع الأرض، مشكلة زواج المثليين والتصويت بشبه إجماع على أن ذلك من حقوق الإنسان (ينبغي أن نتوقع تنظيم الفرع لمظاهرات جماهيرية لفرض احترام هذا الحق باعتباره أولوية نضالية، وسيقع لوم الجميع واتهامهم بالرجعية حتما إن لم يشاركوا فيها بحماسهم المعهود). وهل بمقدور أحد منا بعد حرب الصيف الماضي في لبنان أن يتوقع قيام منظمة أخرى لحقوق الإنسان بترتيب عقد مؤتمر في بيروت بالذات، لتناول « جرائم » قصف المقاومة اللبنانية للمدن الإسرائيلية، أو أن يتصور أن إسرائيل تسلم أسرى عربا لدولهم حتى يقضوا باقي عقوبتهم فيها وتلك الدول تقبل بذلك وتنفذه بحذافيره والأرض لا تكاد تسعها فرحا وحبورا. أي واقع يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة من القرف والعدمية؟ على ماذا سنربي أبناءنا اليوم، على قيم اليوم المتحللة أم على قيم الأمس التي يبدو أن تاريخ صلاحيتها قد انقضى؟ هل نربيهم على الافتخار بالانتماء لأوطانهم وهم يرون كل يوم أن الوطنية قد أضحت تهمة أو مدعاة للسخرية؟ وهل ننشئهم على الثقة في الدول التي من المفروض أنها ترعاهم وتحميهم وهم يرونها رأي العين تتآمر عليهم وتصادر حاضرهم ومستقبلهم؟ هل نواصل إقناعهم بالمجهود والعمل كقيمة وهم يكتشفون في كل يوم تغلب الغش وسيادة التحيل وانتصار الفساد؟ ولكن العولمة قد تخفي بعض الإيجابيات، وأولها أنه لم يعد من جدوى لتعويل المقهورين على أحد لتخليصهم مما هم فيه من استبداد وأن مسؤولية ذلك تقع على عاتقهم وحدهم. لقد أضحوا في العراء تماما، لا يملكون سوى ما توحي به إليهم غريزة البقاء التي لم يقض عليها بعد. كل شيء في العولمة يدفع لمقاومتها وأول تلك الأشياء أنها أعطت للديكتاتوريات فرصة جديدة للحياة وأجلت انتقالها إلى الرفيق الأعلى. قوة عظيمة تلك التي يمكن أن تنشأ من وعي الشعوب ببؤس العولمة وبأن زوالها يتوقف على مدى الاستعداد لاستئناف مسيرة التضحيات من أجل تحقيق إنسانية الإنسان. قد تكون العولمة نتاج بناء تم من الأعلى، على شاكلة غطاء الإسمنت، ولكن تفتيتها يبدأ حتما من الأسفل. لذلك ينبغي أن نواصل حماية ما تربينا عليه من قيم وأن ننقل تلك القيم إلى أبنائنا. فما قيمة حياة البشرية إذا ما انعدمت القيم وضاعت بوصلة التمييز بين الخير والشر؟ سنواصل جميعنا تسمية الشر شرا، والعدوان عدوانا، والاستبداد استبدادا، والفساد فسادا، وسنمضي في تربية أبنائنا على ذلك. العولمة انعدام للقيم، وتطبيع مع القبح، وتمجيد للفساد. لنسألهم بتحد: من بإمكانه من أنصار هذه الموجة أن يتبنى « القيم الجديدة » ويدعي في الوقت نفسه أنه لا زال محتفظا بإنسانيته؟ لن يجيبوا.
مقال صادر بصحيفة الموقف التونسية بتاريخ 7 سبتمبر 2007، العدد 417
منجي بوعزيزي
نقابي بقطاع التعليم الثانوي
الديمقراطية النقابية لمواجهة المكاسب الوهمية
12 سبتمبر 2007
بعض المقالات التي وردت بهذا الفضاء تعرّضت للاتفاقية التي أبرمتها جامعة الصحة مع سلطة الإشراف. وقد أصابت هذه المقالات، بالدّقة المطلوبة، في تحليل الأساليب المتبعة داخل المركزية النقابية « لتحقيق » مطالب منخرطييها.
من خصائص هذه الأساليب والطّرق:
حين يعبّر بعض المنخرطين أو بعض النقابات الأساسية أو الجهوية، في قطاع معيّن، عن سخطهم من الأوضاع التي يزاولون بها نشاطهم المهني وغالبا ما يرتبط هذا السخط بانهيار المقدرة الشّرائية وتحسين ظروف العمل، في هذا الوضع بالذات تقفز النقابة العامة للقطاع أو الجامعة العامة « لتأطير النضال » فتصوغ جملة من المطالب الفضفاضة والعامة تقول عنها أنها مطالب القطاع وترفع لواء الهجوم بالوعيد والتهديد معتمدة خطابات تحريضية فارغة من أي مضمون – وخاصة بالتعليم الأساسي والتعليم الثانوي-
ثم تبدأ ما تقول عنه سلسلة من المفاوضات المضنية والشاقة حول مطالب القطاع ويتدخل المكتب التنفيذي لمؤازرة « الجهود المضنية » والجلسات ويخرج محضر اتفاق للوجود يهلل له المكتب التنفيذي ويضيفه لرصيده الحافل بالإنجازات والجلسات المضنية والماراتونية. ويتكفل بعض من أعضاء الهياكل الأخرى من نقابات أساسية وجهوية للدعاية لذلك الإنجاز العظيم مشهّـرين بالمناهضين لتلك المسرحية النقابية ناعتين إياهم بالتشكيك في القدرات النضالية مستعملين كل ما في أرصدتهم ومستودعاتهم القديمة من أوصاف.
ولتقريب المشهد من القارئ سنلجأ إلى محضر الاتفاق مع قطاع التعليم الثانوي في أكتوبر 2006 وهو من نفس نمط محضر اتفاق قطاع التعليم الابتدائي والصحة العمومية حيث استعملت نفس الأساليب والآليات لتحقيق هذه الاتفاقيات.
في البداية تقدمت النقابة العامة بأربع مطالب أساسية :
أوّلا: تمكين المدرسين من التقاعد وذلك لمن يرغب بشرط أن يكون في رصيده 30 سنة من العمل وبلغ من العمر 55 سنة
ثانيا: إسناد منحة قدرها راتب شهري على الأقل تسند في مفتتح كل سنة دراسية.
ثالثا: صياغة القانون الأساسي ـ المسلسل العزيز جدا على نقابة هذا القطاع ـ
رابعا: الحق النقابي وإيقاف العمل بصيغة التعاقد.
تُنجز بعض الإضرابات بعنوان هذه المطالب وتقوم بسلسلة من جلسات التفاوض أفضت إلى محضر اتفاق في شهر أكتوبر 2006 تمكن مدرّسو التعليم الثانوي من الحصول عل منحة مراقبة امتحانات الباكالوريا تقدر بـ 45 دينار و25 د بالنسبة لامتحانات التعليم الأساسي. مع مواصلة التفاوض الذي أفضى إلى إسناد منحة تقدر بـ 180 د – خاضعة للضرائب ـ توزع على 3 سنوات ولا شئ غير ذلك. عدا بعض اللوائح المنددة بالصهيونية والمنوهة بإنجازات المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة تعويضا عن جميع المطالب الأخرى.
ما هي علاقة « المكاسب » بالمطالب المرفوعة ؟
المتتبع للصيرورة « النضالية » لنقابة القطاع يدرك دون عناء أن محضر الاتفاق المذكور لا علاقة له أصلا بالمطالب الأربعة المرفوعة ولم يأت على ذكرها أصلا وأجهد أغلب أعضاء النقابة العامة وموظفوهم بالجهات أنفسهم للتنويه بالمكاسب العظيمة مع العلم أن » مكسب » الـ 45 د كانت تقدمت به سلطة الإشراف قبل ستة أشهر (أفريل 2006) وهددت بتنفيذه في دورة جوان 2006 فتصدّت له النقابة مرجئة إمضاء اتفاق في شأنه لتمنّ به على المنخرطين ولتقديمه على أساس أنه مكسب حققته بفضل الجلسات المضنية من التفاوض. كما استنجدت بتضمين ذلك الاتفاق « مكسبا » قديما قدم قانون الوظيفة العمومية الذي ينص على أن من حق أي موظف تقديم ملف طبي ليتمكن من الحصول على تقاعد مبكر وذلك وفق شروط محددة.
إن السؤال المنهجي الذي يطرح :
أي دور للمنخرطين في هذه المسرحية النقابية؟
لماذا لم نشاهد احتجاجا من قبل هؤلاء المنخرطين عن عدم تلبية مطالبهم ولماذا لم يدفعوا نقابتهم إلى التمسك بالمفاوضات حول تلك المطالب؟
هؤلاء المنخرطين الذين قالت النقابة العامة عنهم أنهم لبوا نداء الإضراب من أجل المطالب الأربعة بنسبة تفوق 70 بالمائة.
نجد الإجابة عن ذلك في آليات عمل النقابات العامة وكل هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل.
فالمطالب الأربعة منذ الوهلة الأولى لم تكن مطالبا للقطاع بل مطالب تلك النقابة التي تقول أنها تمثل القطاع.
إذ لم يقع أي نشاط للنقابات الأساسية على المستوى الوطني لدراسة مشاغل القطاع وتبويبها وتحديد سبل إنجازها وهو مبدأ يقوم عليه كل نشاط نقابي يريد لنفسه بناء تجربة نقابية ديمقراطية. فعمل النقابات الأساسية الميداني بدور الاتحاد والمؤسسات التعليمية من شأنه تحديد مطالب القطاع بدقة وكذلك تبيان موقف الأغلبية و الأقلية بشأن القضايا المطروحة والعمل على إرساء هذه التقاليد النقابية يعد بحد ذاته مكسبا نقابيا أهمّ بكثير من عريضة تنديد أو بيان حول « بيان الوهم المتبدد ».
إذًا لماذا لا تقوم النقابات الأساسية بدورها ؟
لأن هذه النقابات لا توجد أصلا وإن وجدت فهي على الورق والعناصر التي بها ليست لديها أي خبرة نقابية أو أي تجربة من شأنها إثراء الحقل النقابي. وشرط وجود هذه العناصر بهذه الهياكل الدنيا هو الولاء لأعضاء النقابة الجهوية والتي شرط وجودها الولاء للنقابة العامة ضمن محاصصة على شكل المحاصصات الطائفية يقول عنها أصحابها أنها محاصصة سياسية.
فعمليا لا يمكن القول بوجود عملية نقابية بقطاع التعليم الثانوي فهو قطاع مجرد من جميع طاقاته النقابية بفعل الأساليب التي أتينا عليها. فالنقابة العامة ليس لديها هاجس التخلي عن أساليبها لأن ذلك يجعلها في مأزق حقيقي، فلو أنها عمدت إلى الدعاية المكثفة للتعريف بتلك المطالب الأربعة في أوساط منخرطيها لوجدت صعوبة في التراجع عن تلك المطالب واستبدالها بمكاسب وهمية. فأساليبها تعفيها من أي رقابة من قبل المنخرطين وتجعلها تعتمد كليا على المكتب التنفيذي الوطني في تصريف شؤون القطاع.
فكان من المكاسب الفعلية لهذه النقابة العامة التخلص من نقابة جهوية تشاكسها (النقابة الجهوية ببنزرت) وعقاب اثنين من أعضائها. واحتجت النقابة العامة بلقاء جهات صدرت عنه عريضة تطالب الأمين العام بالتراجع. إنه لإنجاز عظيم!!!
إن المكسب الذي يجب العمل على تحقيقه هو العمل على محاصرة الأساليب المتبعة حاليا في حقل العمل النقابي وإرساء تقاليد نقابية من شأنها تقليص نفوذ المشعوذين والدجالين والمرتزقة.
منجي بوعزيزي نقابي بقطاع التعليم الثانوي
( الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 16 – بتاريخ 12 سبتمبر 2007 – السنة الأولى)
رسالة مفتوحة إلى السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية
» كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون » (88 / 28) في هذا الشهر المبارك، شهر رمضان المعظم، شهر التوبة والغفران، رأيت من المناسب والبنّاء – وأنا الصديق القديم – أن أبعث إليكم بهذه الرسالة المفتوحة، خالصة لصالح الوطن. فمثلما لا أشك في حبكم الكبير للوطن – ومعرفتي بكم تخولني أن أشهد على ذلك بكل موضوعية – أودّ في المقابل أن تسلموا لي بمشاطرتكم هذا الحب للوطن، كما هو شأن كل مواطن جزائري حر. فباسم هذا القاسم المشترك إذن، أراسلكم بصفتكم رئيسا للجمهورية. إنّ أصغر سنّ لمجاهدي ثورة التحرير الذين لا يزالون على قيد الحياة، يتراوح اليوم – في نهاية سنة 2007 – ما بين 65 – 70 عاما. وهو سنّ الوقار الذي يتهيأ فيه المرء – خاصة في مجتمعاتنا المسلمة – للمثول أمام بارئه حاملا معه أعماله وأوزاره. إنه الموعد الحق الذي ليس بعده موعد: فإمّـا الخلد في جنة النعيم أو العذاب في نار الجحيم – عـفا الله عنا. وبما أنّ الأعمال بخواتيمها كما بين ذلك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، فإنّ الأعمال التي يقوم بها العبد في آخر أيامه يكون فيها إما إنقاذه أو خسرانه. والذي أريد قوله هنا هو أنه حتى وإن كنتم – في رأيي الخاص – لم تستطيعوا، خلال ثمان سنوات مضت من سلطة شبه مطلقة، لا ينازعكم فيها أحد، أقول لم تستطيعوا أن تضعوا الجزائر على طريق الديمقراطية والحكم الصالح والعدل، فلا يزال بمقدوركم أن تتداركوا الأمور بعون الله، وتنجزوا في أسابيع، أو في أشهر – أطال الله عمركم – من المهام السياسية والتاريخية الحاسمة التي يكون لها أثر عظيم على مستقبل بلد وشعب عانى الكثير. إنها الانجازات التي تضمن لكم العرفان بالفضل في الدنيا والخلاص في الآخرة. يُقال أنّ السياسة هي فن الممكن، وأنا أضيف أنها فن الإصلاح: إصلاح الأخطاء والغلطات والإغفال، لما قام به الغير أولما صدر عن النفس. فلا شيء يستحق اللوم أكثر من التمادي في الخطأ، كما يذكرنا به القرآن الكريم: » قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا » (99 / 18) كما أذكرّكم – وإن كنتم أدرى بذلك – أنّ الدستور يمنحكم قانونيا كل الصلاحيات من أجل القيام بكل الإجراءات الشرعية، أكانت إجراءات مؤسساتية أو سياسية أو إدارية أو قضائية أو اقتصادية أو مالية، ترون فيها مصلحة للبلاد والعباد. وبناء عليه، فأحرى بكم وأجدر، عوضا عن صياغة نص دستوري جديد يمنح سلطات فرعونية لشخصكم أو لمن يليكم على رأس الدولة – عاجلا أم آجلا- أقول، فإنه أحرى بكم وأعدل وأعجل – بعد قرابة نصف قرن من الاستقلال – أن تؤدّوا الأمانة، وتردوا إلى الشعب الجزائري الكريم حريته المشروعة في تقرير مصيره بكل سيادة، وذلك بإرساء مؤسسات ديمقراطية حقيقية » تتجاوز الأشخاص…. » كما عقدتم عليه العهد – أنتم ورفقاؤكم – في 19 جوان 1965. فلِمَ لا تغـتـنمون الفرصة الربانية التي أتيحت لكم – كونكم رئيسا للدولة – من أجل الدخول في التاريخ من بوابته العريضة، عوض الزج بنفسكم في متاهات النزاعات الدنيئة بين مختلف فصائل طبقة سياسية لا جذور لها في المجتمع طالما أنها وليدة النظام السياسي، فضلا على تعفـنها السافر وفقدان مصداقيتها كليا، لكونها برهنت على كل المستويات عن عدم كفاءتها وفساد أخلاقها وانعدام حسها المدني. تلك الطبقة السياسية التي من واجبكم – تجاه الله وتجاه الأمة – تجديدها عن طريق سياسة حازمة وجريئة. إنّ الجزائر تزخر بآلاف الجامعيين والإطارات ذات الكفاءة العالية من أطباء ومهندسين وقانونيين واقتصاديين وباحثين متفوقين في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية، معظمهم يعانون من التهميش وقلة الاعتبار وبخس الراتب، إن لم يضطروا إلى الهجرة أين تستفيد من قدراتهم دول أخرى، بينما تسيطر جمهرة من أشباه الأميين والانتهازيين على كل المستويات في مجتمع طغى فيه منطق المال والفساد والجهل وانعدام الوطنية، على المعالم والقيم التقليدية من أخلاق وثقافة وحب للوطن، إلى درجة أنّ مجتمعنا الذي تمكّن طيلة قرن ونصف القرن من مقاومة حملات المسخ الثقافي والاندماج وحتى التنصير، يجد نفسه اليوم – في غياب سلطة عمومية قوية وذات مصداقية -، عُرضة للخطابات التدميرية التي تنتهجها أصوليتان دخيلتان على مجتمعنا وهما، من جهة، أصولية الإسلام السياسي المغامر أو الانتهازي – حسب الحالات – الذي تم اختراقه واستعماله بطرق إجرامية كما حدث في العشرية السوداء، ومن جهة أخرى أصولية العمالة الجديدة التي يتبجح بعض دعاتها علنا بخدمة مصالح الغرب اليهودي-المسيحي، بل مصالح الصهيونية، فضلا عن القيام بالتبشير ب »الديانات » الجديدة: أي اللائكية حينا وبالعصرنة حينا آخر، مخولين لأنفسهم التطاول على مقدسات وقيم الأمة، بل حتى التآمر ضد وحدة هـذه الأمة في الداخل وفي الخارج. لقد حان الوقت، سيادة الرئيس، للتصدي لذلك، بمنح الشعب فرصة التعبير بقوة وعن طريق صندوق الاقتراع عن هويته العميقة التيقة، والصراخ بها في وجه العالم كافة وخاصة في وجه تلكم الشراذم المرتزقة الذين انسلخوا عن مجتمعهم ويريدون أن يفرضوا بالقوة، ردتهم الحضارية على شعب بكامله، باسم « حداثة » مزيفة، تصب كلها في صالح « عولمة الهيمنة للأقوياء » وفيما يلي – وعلى سبيل المثال لا الحصر – بعض الإجراءات العاجلة التي يمكن القيام بها: 1) حل المجلس الشعبي الوطني؛ 2) تجميد كل الأحزاب السياسية، بما فيها حزب جبهة التحرير الوطني إلى إشعار آخر؛ 3) الإعلان عن وإنشاء لجنة إنقاذ وطني تحت رعايتكم المباشرة، تتشكل من شخصيات نزيهة مدنية وعسكرية من قانونيين أكفاء وخبراء. تتكون هذه اللجنة من حوالي عشرين عضوا كأقصى حد، ويفسح فيها مجال واسع للجيل الذي سيحمل المشعل في المستقبل. وتقومون شخصيا بتسيير هذه اللجنة، مستعينين في ذلك بنائب رئيس يخوّل بكل صلاحيات الرئيس. وستكون لجنة الإنقاذ الوطني مؤتمنة على السيادة الوطنية التي يتم إرجاعها إلى المجلس الوطني التأسيسي فور إقراره. كما تقوم لجنة الإنقاذ الوطني بالتشريع عن طريق الأوامر التي تصدرونها شخصيا إلى حين دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ؛ 4) تعيين حكومة إنقاذ وطني مكونة من خبراء معروفين بالنزاهة والكفاءة، تقوم بتسيير شؤون البلاد، وعلى الخصوص بتحضير وتنظيم الانتخابات؛ 5) تحديد جدول زمني دقيق لعمل الحكومة لمدة أقصاها سنتان تُتوّج بتنظيم انتخابات وطنية من أجل إرساء مجلس تأسيسي يعبّر بحق عن الإرادة الشعبية ويُكلّف بتزويد البلاد بدستور يعمل على إقامة دولة « ديمقراطية، اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية » كما نص على ذلك بيان أول نوفمبر 1954. إنّ رغبتي الآنية هي أن تقوموا بكل ما هو بمقدوركم من أجل تجنيب هذا البلد الجريح التعثر أكثر في مطبة أقلية نافذة تتربص الفرص. أقلية تفتقد إلى أدنى ذرة من الضمير وليس لها اليوم من إله سوى نفسها، والمال والسلطة من أجل السلطة. أمّـا أملي الأخير فهو أن تتجاوبوا مع هذه الرسالة، متحاشين مساءلتكم عنها غدا حين نقف كلانا، أمام أحكم الحاكمين، الحق سبحانه وتعالى. أخوكم في الله وصديقكم القديم: عبد القادر الذهبي
الانحراف لدى الشباب: أسبابه… عوارضه… وطرق الوقاية منه أخصائي نفساني لـ?الصّباح?:
الآباء يلهثون وراء المادّة وينشغلون عن تربية أبنائهم… والنتيجة خسارة لا تعوّض
تونس-الصباح ظاهرة محيرة أصبحت تبعث على القلق وتسيل حبر المختصين في علم النفس في تونس وهي تتعلق بالعنف الذي يطبع سلوك الكثير من الشباب التونسي ويعتبره المختصون في علم النفس سلوكا انحرافيا.. حتى أن الكثير منهم أكدوا في دراساتهم الآكاديمية أن انحراف الشباب وحتى الكهول هو حصيلة تربية السنوات الخمس الأولى من العمر.. وشددوا على أن هذه السنوات هي القاعدة الأساسية في تربية الفرد.. فإذا كانت أسس هذه القاعدة غير متماسكة وغير صلبة فإن الفرد ينشأ على التذبذب وتكون شخصيته خلال مرحلة المراهقة والشباب والكهولة غير متزنة وهناك امكانية كبيرة لكي يشب على الانحراف. وعن أسباب الانحراف لدى فئة الشباب وعوارضه وطرق الوقاية منه استفسرنا الأخصائي في علم النفس الدكتور عماد الرقيق فأفادنا أن التونسي بصفة عامة أصبح يعيش ضغوطات نفسية كبيرة وهي ضغوطات ناجمة عن الصعوبات المادية التي يمر بها بين الحين والآخر من ناحية ومن ناحية أخرى هي ضغوطات ناجمة عن الإظطرابات العائلية والمشاكل بين الأزواج والتشنجات الأسرية وتربية الأطفال وما يرافقها من صعوبات كبيرة.. وأضاف محدثنا أن هذه الوضعيات الضاغطة تجعل الشبان لا ينعمون بالراحة الحقيقية ولا يشعرون بالأمان.. وتراهم يفضلون قضاء أوقات فراغهم في الشارع على البقاء في المنزل أو ينغلقون على أنفسهم ولا يسمحون للآخر بالتواصل معهم.. وقال الدكتور الرقيق أن الشباب التونسي تواق إلى توفير ظروف عيش ممتازة وهو يحلم بالثروة والكسب السريع والمكانة المرموقة في المجتمع ويريد الوصول إلى مبتغاه دون مراعاة القدرات الشرائية لأبويه.. ودون ادراك منه أنه يطلب أشياء لا قدرة لهم على توفيرها.. وبين أن الظاهرة المزعجة التي أصبحت تميز الشباب التونسي وحتى الكهول منهم هي ظاهرة تقليد الغير.. فإذا كان الجار أو ابنه على سبيل المثال مترفا وقادرا على توفير الكثير من الكماليات فإن جاره يجهد نفسه للنسج على منواله وذلك حتى لا يكون خارج السرب. وشدد محدثنا على ظاهرة التقليد هي سبب البلاء الأكبر وهي التي جعلت التونسي غير مرتاح ويشعر بكثير من الظغوطات النفسية وقال إن العائلة مدعوة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى التحاور وإلى أن يستمع أفرادها إلى بعضهم البعض وأن تكون الرابطة العاطفية بينهم قوية جدا حتى يراعوا ظروف بعضهم البعض وحتى يتعاونوا على تصريف شؤونهم وعلى التصرف في نفقات الأسرة بما يستوجبه الأمر من اعتدال ووسطية.. التخطيط المحكم لميزانية العائلة قال الدكتور الرقيق إن الأسرة المتماسكة هي التي تخطط لنفقاتها على نحو جيد ومدروس بعيدا عن العشوائية وهي التي تربي الناشئة على القناعة.. وهي التي تتحكم في أوقات فراغ أفرادها وتبرمج مسبقا لكل المناسبات العائلية حتى تترك الأمور للصدفة. ولاحظ الدكتور عماد الرقيق أن المعضلة الكبيرة التي تحول دون تحقيق التوازن داخل الأسرة التونسية هي نقص الحوار أو غيابه كليا فكل منشغل عن غيره بأموره الخاصة.. وبين أن الآباء يقضون طيلة اليوم جريا وراء لقمة العيش أو تراهم منشغلون بالترقيات المهنية وبتحسين رواتبهم دون إيلاء تربية أبنائهم ما تستحقه من وقت وجهد.. وأضاف أن الشباب التونسي أصبح أكثر نرجسية مما كان عليه في السابق.. ولاحظ أن هذه الأنانية هي سلوك مرضي فالشاب يفكر فقط في نفسه ويفكر فقط في تلبية رغبباته دون مراعاة قدرات عائلته الشرائية ولكن هذا السلوك لا ينشأ في مرحلة الشباب بل ينمو معه منذ مرحلة الطفولة الأولى .. وذكر أن النرجسية تولّد التوتر لأن الفرد النرجسي هو الذي يستعمل شتى الأساليب للوصول إلى مبتغاه حتى وإن كان بواسطة العنف.. وبين أن الكثير إن لم نقل السواد الأعظم من الشباب التونسي نرجسي.. كما أنهم لا يتنازلون عن مطالبهم بسهولة.. وبين أنه في علم النفس نتحدث في هذه الحالة عن الشخصية التي تريد كل شيء لها.. « الكل لي » وهي الشخصية التي لا تتنازل ولا تؤمن بالحوار.. وهي بالتالي الشخصية المختلة.. وأضاف محدثنا أن غياب القدوة داخل العائلة وغياب المثال وخاصة الأب – كمثال وقدوة- أو الأم – كمثال وقدوة- إضافة إلى تفشي ظاهرة العنف الأسري هي العوامل التي ساهمت في انحراف الكثير من الشبان وهي التي جعلتهم عنيفين.. ونظرا لأن مشاكل العنف تعالج خلال الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل يرى الدكتور عماد الرقيق أنه يجب التركيز على مرحلة ما قبل المدرسة أي على دور الأسرة ورياض الأطفال خلال هذه الفترة الحساسة والمهمة جدا في عمر الانسان.. فمن يشب على العنف يشيب عليه. ومن ينشأ في وسط يعامل الأفراد فيه بعضهم بعضا بعنف ينشأ عنيفا ومحبا للسلوك العنيف وردود الفعل المتشنجة منذ نعومة أظافره. ومن مظاهر الانحراف الخطير لدى فئة قليلة من الشباب التونسي نجد الادمان على الكحول والمخدرات والاغتصاب واتيان سلوكات عنيفة والسطو على متاع الغير بالقوة.. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية ? تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
أسماء غريبة لتشكيلة الحلويات الرمضانية التونسية
تونس ـ يو بي آي: تستعيد الحلويات في تونس مكانتها وأهميتها خلال شهر رمضان حيث يزداد الطلب عليها، ويكثر استهلاكها أثناء الإفطار وخلال السهرات العائلية. وتبدو هذه الحلويات متعددة الأنواع ومتنوعة الأشكال ومختلفة المذاق، وقد حافظت أنواع منها علي وصفة الإعداد القديمة، فيما أدخلت علي أنواع أخري تحسينات علي مستوي طريقة الإعداد والمكونات. غير أن اللافت في الحلويات التونسية أنها حافظت في أحيان كثيرة علي أسمائها القديمة التي تبدو غريبة للبعض، وطريفة للبعض للآخر، وذلك بالنظر إلي أصولها التي تعود إلي مزيج من العادات البربرية والفينيقية والرومانية والعربية والإسلامية والأندلسية والتركية . ومن بين هذه الأسماء الغريبة والطريفة في آن واحد، نجد محكوكة و مدموجة و رخايمية و رفيسة و محلبية و زريقة و جاوية و جوارش و تكوة و أذن القاضي و قطايف و هرديبة و غريبة ، وهي أسماء لحلويات تبقي مع ذلك مألوفة للتونسي الذي كثيرا ما يقبل عليها. وبحسب المؤرخين، فإن التونسيين عرفوا الحلويات منذ قديم الزمن، من خلال صنع المربي وتجفيف الغلال، وتطورت بتعاقب الحضارات وخاصة منها العربية والإسلامية، حيث تغيرت أسماء الحلويات، وبدت مختلفة علي مستوي النطق مثل المهلبية التي أصبحت في تونس محلبية . و المهلبية هي نوع من الحلويات تعود نسبتها إلي بني مهلب وهم وزراء في الخلافة العباسية، نقلوها معهم إلي القيروان، لتتحول إلي المحلبية نسبة إلي الحليب باعتبارها تعد من الأرز المطبوخ، والحليب والسكر وماء الورد. كما تأثر الأغالبة سكان القيروان التونسية في العهدين الأموي والعباسي بما كان سائدا في دمشق وبغداد، فبرزت حلويات المحكوكة التي تصنع من الدقيق المقلي في الزيت ومن شراب السكر وماء الزهر والتمر. ووفقا للمؤرخين، فإن غرابة أسماء الحلويات التونسية مرتبط أساسا بنطقها، وقد بدت ظاهرة في الحلويات التي نقلها الأندلسيون أثناء هجراتهم المتتالية من غرناطة إلي تونس والتي تواصلت من القرن 14 إلي القرن 17 ميلادي. وتعتبر اذن القاضي من أشهر أنواع الحلويات الأندلسية التي أصبحت اليوم تونسية، رغم اسمها الغريب، وهي تصنع من عجين مكون من الدقيق والماء يقطع علي شكل شريط طويل يطوي ليأخذ شكل أذن يتم قليها في الزيت وترش بالجلجلان (السمسم). ويرجع البعض أصل تسمية هذه الحلوي بأذن القاضي، إلي أن القاضي عادة ما يطلب منه أن تكون له اذان كبيرة ومصغية لسماع الخصوم، ومن هنا جاء وجه الشبه بين كبر حجم أذن القاضي والأذن المقلية. ومن أشهر أنواع الحلويات الأندلسية التي أصبحت اليوم تونسية كعك الورقة التي أدخلتها النساء الأندلسيات إلي تونس بطريقة طريفة، فعوض أن تحشي هذه الحلوي باللوز، تعمد النساء آنذاك وضع مصوغاتهن داخلها لتهريبه بعيدا عن أعين الإسبان. كما أن حلوي الصمصة التي تصنع من ورق الملسوقة وتحشي بالجلجلان المطحون وتأخذ شكل مثلث، تعتبر هي الأخري من الحلويات الغريبة الإسم، التي جلبها الأندلسيون إلي تونس إلي جانب العديد من أنواع الحلويات والأطباق الشهية التي لم تكن معروفة سابقا لسكان تونس. وبدخول تونس تحت سلطة الخلافة العثمانية، برزت أنواع جديدة من الحلويات مثل البقلاوة و حلوي بر الترك التي تشبه كثيرا حلوي الشامية إلي جانب حلوي الحلقوم ، و البسبوسة التي يكثر بيعها عند عتبات زوايا الأولياء الصالحين لغاية اليوم. وتختلف البقلاوة التونسية اليوم عن البقلاوة التركية علي مستوي الإعداد وبعض المكونات، منها علي سبيل المثال بقلاوة الكرديان وهي من النوع الخاص جدا وتصنع من البيض المخفوق بالسكر واللوز. ومازالت بعض العائلات التونسية تتوارث علي مر الأجيال بعض أنواع الحلويات، وتمتنع عن تعميم وصفة إعدادها، مثل حلوة المغارف التي هي مزيج من الدقيق واللوز والجوز والعسل والزبدة، وحلوي التيتمية التي تصنع من الحليب الصافي والفواكه والعسل. إلي ذلك، يشير مؤرخون إلي أن غرابة وطرافة بعض أسماء الحلويات التونسية تعود إلي اللغتين الإيطالية والفرنسية، حيث تأثرت بعض أسماء هذه الحلويات مثل الزريقة و النوقا ، وهي حلوي صلبة بيضاء اللون تصنع من مستحضر الغلوكوز والسكر بياض البيض واللوز. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
بورقيبة طلب اجتثاث البعثيين لأنّهم لا يعترفون بالأمة التونسية أسرار البعثيين التونسيين يكشفها الدكتور محمد صالح الهرماسي:
* عراقيون اغتالوا عمر السحيمي وليست السلطة التونسية * تعلمت من المرجعية البعثية السورية أنّ القيادة ليست قوة إكراه * الشيخ عبدالعزيز الثعالبي رائد الفكر القومي في تونس.. والعمل البعثي في بدايته كان محصوراً في التبشير * المظاهرات انطلقت من معهد صفاقس احتجاجا علي قبول عبدالناصر مشروع روجرز * ألزمت الطلاب بشراء كتاب بعثي.. وكنت في خلية قيادية * رفاق مرجعية دمشق حوكموا بينما لم يتعرض للمحاكمة ذو المرجعية العراقية.
تونس – الراية – إشراف بن مراد : كشف ضيف « منبر الذاكرة الوطنية « (الذي تنظمه مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات)، الدكتور محمد صالح الهرماسي حقائق مرتبطة ببدايات البعث في تونس ونضالاته والمصير الغامض لبعض زعمائه وعلاقتهم بالمجتمع و السلطة السياسية في تونس. مختتما شهادته التاريخية بملاحظات نقدية لتوجهات البعثيين وآفاق عملهم في المستقبل. ويعتبر الدكتور محمد صالح الهرماسي أحد القيادات البعثية من مواليد 1937 وكان قد اتم دراسته الثانوية ثم التحق بالشعبة العصرية الزيتونية وبالجامعة اللبنانية ليتحصل علي الاجازة في التاريخ والجغرافيا سنة 1962 ثم رجع الي تونس وعين استاذا بأحد المعاهد فمديرا لمعهد غار الدماء سنة 1973 الا ان وزير التربية انذاك ادريس قيقة اقاله لاتهامه بالانتماء للبعث ثم تمّ تعيينه بعد ذلك للتدريس وفي سنة 1980 شارك في المؤتمر13 لحزب البعث بدمشق وتمّ انتخابه عضوا في قيادة البعث حائزا علي مباركة اعلي القيادات السياسية في الحزب والدولة السورية وتوّج مساره الفكري والشخصي باعداده لرسالة دكتوراه بجامعة موسكو حول موضوع »الحركة العمالية التونسية1956-1986. كما صدرت له عدّة كتب وسيصدر له قريبا كتاب بعنوان « رسالة مفتوحة الي مثقفي أوروبا »باللغتين العربية والفرنسية. تجربة البعثيين في تونس عن نشأة البعث في تونس،أكّد الدكتور محمد صالح الهرماسي أنّ التربة الثقافية والإيديولوجية كانت مهيأة لاستنبات البعث حزبا سياسيا في تونس. وأشار إلي أنّه قبل الإسلام كان هناك عرب لكن لم تكن هناك عروبة، وتونس لم تصبح عربية إلاّ بعد دخول الإسلام إليها. ويقول في هذا الصدد: » العروبة هي حالة انتماء ابتدأت مع الرسالة المحمدية حملها لنا الفاتحون وأسست القيروان لتكون عزّا وفخرا للإسلام والعروبة في آن واحد ». واستشهد الدكتور الهرماسي بمقولة ل « وليام مارسيه » أكّد فيها أنّه منذ بداية القرن الثامن قطعت إفريقيا الشمالية مع القديم كلّه لتعلن بوضوح ارتباطها الوثيق بالشرق..وقد وصل هذا الارتباط الحميمي إلي حدّ أنّ السكان الأصليين اتخذوا أسماء عربية علي غرار ما هو موجود لدي أهل المشرق. وذّكر الدكتور الهرماسي برائد الفكر القومي في تونس « الشيخ عبد العزيز الثعالبي » الذي تحول من الدعوة إلي الخلافة إلي مصلح يدعو إلي الأمة العربية. ويقول الدكتور الهرماسي : »كان العمل البعثي في بادئ الامر محصورا في التبشير لوحدة الأمة دون عمل تنظيمي وكان من رواد الحركة الأوائل « أبو القاسم محمد كرو » الذي أسس سلسلة كتاب البعث ولاقي المعارضة كبيرة آنذاك و »عبد العزيز الاجنف » و »الصادق العبيدي » الذي حوكم سنة 1957 علي أنّه بعثي .بالإضافة إلي نشاط عدد من البعثيين الجزائريين الذين أقاموا بتونس ومنهم « منور مروش » والطاهر بن عائشة » و »الطاهر الزبيري ». ويؤكد الدكتور الهرماسي أنّ عمل هؤلاء الرواد كان منصبا علي البحث في طرق إعادة بناء وعي الإنسان السياسي. وفي مرحلة ثانية انتقل من التبشير إلي التنظيم ومن الفكر إلي العمل السياسي المباشر. ويقول الدكتور الهرماسي: »عرفت في تلك الفترة « أحمد عياش الشابي » الذي عرفني علي بعثيين في لبنان وكانت لي معهم حوارات حيث كان هناك 120 طالبا تونسيا في سنة 1958 كما تعرفت علي » إكرام شمس » طالبة الحقوق آنذاك في لبنان وهي التي مدتني بكتيب عنوانه « لماذا البعث؟ » ثم عدت سنة 1962 للتدريس بمعهد صفاقس وكان أغلبية المدرسين ناصريين وبعثيين إلي حين سنة 1970 حيث قامت مظاهرات بالمعهد في شهر فبراير رفضا لقبول عبد الناصر لمشروع « روجرز » وكان « سمير المزغني » من بين الناشطين.. وعموما فقد كان نشاطنا يتمثل في نشر الفكر القومي وألزمت الطلاب علي شراء كل واحد لكتاب من بين الكتيبات البعثية التي كانت توزع وكنا نسعي لكسب طلاب الباكلوريا لصالح حزب البعث. وفي سنة 1965 وجدت نفسي في خلية قيادية مع المرحوم « الطاهر عبد الله » و »بلقاسم الشابي » و « عبد الرزاق الشابي » وكان » الطاهر عبد الله » دينامو الخلية البعثية آنذاك وكان آخر اجتماع لهذه الخلية القيادية في مارس 1968 وذلك أثناء اضطرابات في الجامعة وقد جرت علي هامش العمل الحزبي البعثي محاولة لبعث حركة عربية واسعة …وعند انقسام الحركة في المشرق في 23 فبراير 1966 انقسم البعثيون في تونس و لكن بقيت الأغلبية مع الخلية القيادية. وقد حضرت المؤتمر القومي بسوريا في سبتمبر 1966 وعشت عن قرب من القيادات وشخصيات كبيرة من الأردن والعراق واليمن الجنوبي وحتي من السعودية وكان ذلك باعثا لحماسي ولأكون مثلهم متواضعا مع طلابي وتعلمت من المرجعية البعثية بسوريا إنّ القيادة ليست قوة إكراه بل هي نموذج جذّاب في السلوك والأخلاقية والقدرة النضالية.. وعموما كانت الفترة من 1966 إلي 1968 مرحلة غنية بالنضالات وكان المناخ العربي و التونسي ملائما لذلك كان هناك تلهف شبابي في تونس علي الكتيبات والنشريات الثورية التي سمح للمكتوبة باللغة الفرنسية فقط بالرواج،وكانت هناك استجابة عفوية للأحلام الثورية لدي الشباب في مرحلة تأثر بالثورة الفلسطينية وثورة فيتنام والحركة اليسارية الطلابية في فرنسا… وانتشر انذاك الفكر البعثي في المدارس الثانوية و الجامعات والفضاءات الثقافية وأضحي هناك جمهور متعاطف…إلاّ أنّ رئيس الدولة الحبيب بورقيبة قال في خطاب له: » يجب اجتثاث البعثيين من الأساس لأنهم لا يعترفون بالأمة التونسية »… وحصلت حالات قمع.. اعتقالات ومحاكمات حيث حوكم رفاق مرجعية دمشق فيما لم يتعرض الرفاق ذو المرجعية العراقية لذلك. البعثيون والسلطة في تونس ويؤكد الدكتور الهرماسي أنّ التنظيم السريّ لا ينتج حركة شعبية قادرة علي التفاعل مع الأحداث… ويقول في هذا الصدد: » في سبتمبر، 1970 بارك المرحوم « عمر السحيمي » قيادتي لحزب البعث في تونس.وفي سنة 1971 تمّ اغتيال السحيمي ووجهت أصابع الاتهام آنذاك إلي السلطة.غير أنّ هناك من كان علي يقين بأنّ السلطة التونسية لم تكن لها يد في اغتياله بل إنّ عراقيين هم الذين فعلوا ذلك.وفي مكتب أحد الرفاق اطلعنا علي رسائل من « عمر السحيمي » إلي « صدام حسين » يشير فيها إلي اعتراضات علي السياسات العربية و انعدام الديمقراطية،كما اتضح حسب هذه الرسائل أنّ السحيمي كان يرغب في الانتقال إلي الجزائر. وفي سنتي 1978و 1979 تضاعف القصف الإعلامي ضدّ البعثيين و اشتّد التحامل علي البعث بالاعتقاد أن لديهم سلاحا وكانت السلطة في تونس تري في البعث تنظيما انقلابيا عنيفا يسعي للاستيلاء علي السلطة بالسلاح.. غير أننا وجدنا بعض التعاطف حتي من قبل عاملين في جهاز الأمن وقد مكنني السيد زكريا بن مصطفي مدير الأمن الوطني في ذلك الوقت من جواز سفري كما كان البعثيون يرون في السلطة شرا مطلقا وحرّموا التعامل معها..وقد انخرط بعضهم من مرجعية بعثية عراقية في الحزب الدستوري لغايات تكتيكية وحاول البعض وفي مقدمتهم « الميداني بن صالح » إدخالي لذلك الحزب إلاّ أنّني رفضت وقد ظلّت العلاقة قائمة علي الحذر والخوف المتبادل.في حين،تعرض البعثيون ذوو المرجعية السورية للقمع و المنع من العمل. » (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية ? قطر) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
?حراس الحضارات? وثائقي يصوّر ألفي سنة من الصراع في المتوسط
تونس ? سميرة الصدفي الحياة – 15/09/07// من مرحلة الصراع بين قرطاج وروما إلى المواجهة بين الإسبان والعثمانيين في المسرح المتوسطي وصولاً إلى الإحتلال الأوروبي الحديث لبلدان المغرب العربي، قصة متشعبة يحكيها في شكل مختزل ومُبسط الشريط الوثائقي ?حراس الحضارات? ( 26 دقيقة) الذي تبثه قناة ?الجزيرة الوثائقية? في الأيام الأولى من رمضان. يعود بنا الشريط الذي أخرجه أكرم عدواني إلى ألفي سنة من الصراع بين الحضارات في البحر المتوسط قلب العالم القديم وشريان الملاحة البحرية بين الشرق والغرب منذ فجر التاريخ. ويعتمد عدواني أسلوب المراوحة بين مشاهد القلاع الشامخة والجولات داخل أقسامها المختلفة، وشروح مؤرخين متخصصين بتاريخ المتوسط. وهو يأخذ المشاهد إلى الإنعطافات والزواريب المتوارية وراء الأسوار الشامخة المُطلة على البحر، فنكتشف معه أن تلك القلاع لم تكن مجرد ثكن للجيش وإنما كانت عالماً خاصاً، محصّناً وبسيطاً في الآن ذاته، سكنه أناس وسموا المجال الذي استوطنوه. كانوا عيناً يقظة على البحر تدرأ عن ساحله السفن المتربصة، لكنهم كانوا أيضاً مرابطين أولوا الثقافة أهمية قصوى. وكشف الشريط أن هناك نحو ألف موقع عسكري مُحصن من مدن مُسورة وحصون ورباطات وأبراج مراقبة على طول 1300 كيلومتر من السواحل من شمال تونس إلى جنوبها، لكنه ركز على نماذج مُعبرة، مثل قلعة قليبية وقلعة المنستير وقلعة غازي مصطفى في جزيرة جربة وقلعة الحمامات. فتح عدواني كتاب التاريخ من صفحاته الأولى منطلقاً من فترة تنامي قوة الدولة الفينيقية في قرطاج وحروبها المديدة مع روما للسيطرة على الحوض الغربي للمتوسط، مستدلاً بالموانئ الحربية القرطاجية التي كانت متوارية عن الأنظار لحماية الأسطول الحربي من الهجمات الرومانية المُباغتة. وعلى رغم هزيمتها في القرن الخامس قبل الميلاد سعت قرطاج إلى تأسيس سلسلة من الحصون بينها حصن قليبية الذي يتربع إلى اليوم فوق قمة جبل شامخ، والذي كان يُعد درعاً من دروع العاصمة الفينيقية. أما قلعة المنستير فاكتسبت أهميتها الاستراتيجية من قربها من القيروان عاصمة المغرب الإسلامي بعد الفتح العربي، وكذلك مراقبتها الطريق البحرية الرابطة بين الإسكندرية والأندلس. تتجول الكاميرا داخل المعلم الصغير الذي أسسه هرثمة بن أعين، والذي يبدو من نمط معماره أنه مُقتبس من عمارة الخانات العراقية. ويُظهر الشريط أن المجهود الحربي للعرب لم يقتصر على مراقبة السواحل وحماية المدن، بل شمل أيضاً إنشاء أسطول بحري لمواجهة الخطر البيزنطي آنذاك. ثم انتقل الأسطول إلى مرحلة جديدة مع الإنطلاق من ميناءي سوسة والمنستير لفتح جزر المتوسط (صقلية، مالطا، قوصرة …) واستمر الحكم العربي لتلك الجزر أربعة قرون. وتطرق الشريط إلى الدور الروحي الذي لعبته القلاع والحصون إذ كانت رباطات للعلم ومراكز مهمة لنشر الفكر السني في بلاد سيطر عليها الخوارج في زمن مبكر، ثم أصبحت بعد هيمنة الفاطميين على بلاد المغرب ملاذاً للمخالفين من أهل السنة تحصنوا فيها من ملاحقة عيون الحكام الفواطم. وتنقلنا الكاميرا إلى ضريح سيدي بوحديد، أشهر سكان رباط الحمامات، وهو من رجال القرن الثاني عشر الميلادي الذين تحدثت عنهم كتب الطبقات، ويلاصق ضريحه سور القلعة. ورصد الشريط مع المؤرخ كريستوف بيكار ظهور قوى جديدة في المتوسط في القرنين الرابع عشر والخامس عشر بخاصة برشلونة ومرسيليا، إضافة للإيطاليين، لتنطلق صفحة جديدة من الغزوات التي استهدفت المغرب العربي، اعتماداً على التفوق العسكري الأوروبي، وبخاصة بعد سقوط الأندلس عام 1492. هنا ينقلنا الشريط إلى قلب القلعة الكبيرة في جزيرة جربة حيث يرقد القائد العثماني غازي مصطفى، الذي ساعد أهل الجزيرة على التحرّر من احتلال اسباني دام أكثر من مئة سنة. ويرى المشاهد ملامح مكثفة من الصراع بين أكبر قوتين في العالم آنذاك الإسبان والأتراك، ومن علامات المساعدة التي قدمها العثمانيون لسكان المغرب العربي في مواجهة الحملات الإسبانية، أضرحة الضباط الأتراك الذين استبسلوا في تلك المعارك، والذين دُفنوا في محيط الحصون أو داخلها. وحين دارت رحى الحرب العالمية الثانية احتمى الألمان عند سفح قلعة قليبية بعد دخولهم إلى البلاد، وفروا من مينائها عند خروجهم من حيث هرب قبل اثني عشر قرناً الجيش البيزنطي إلى جزيرة قوصرة (بانتالاريا اليوم) أمام تقدم الجيش العربي. لكن شريط عدواني تحاشى استخدام اللغة العاطفية وإلهاب المشاعر، واختار الهدوء لدى عرض تلك الفترات المحتقنة من التاريخين القديم والحديث للمنطقة المتوسطية. وبدا أن الهاجس الذي حرك الكاميرا هو إظهار مدى قدرة المغاربيين على التعايش مع الحضارات الوافدة وامتصاص إيجابياتها ما صنع خصوبة التاريخ المتوسطي. وأعطت المداخلات المكثفة لمؤرخين عرب وأجانب صورة دقيقة عن الروافد الحضارية التي صنعت فرادة هذا البحر، بما زخر به من حركات فكرية وروحية متعددة ومتداخلة.
مخاطر ما بعد أمركة العالم العربي
عادل الحامدي (*) كانت اول ارهاصاتها استسلام الزعيم السوفييتي للمعسكر الليبرالي وتسليم مفاتيح برلين الشرقية الي المنتصر، تلك المفاتيح التي كانت مرفوقة بالفاس التي لا بد منها لهدم الجدار الفاصل بين النظام المغلق وغريمه الديمقراطي الليبرالي. ومنذ تلك المرحلة وهولاكو الامريكي يعتلي العرش الاممي باضطراد ليشرع في اعادة كتابة المصير البشري بايد امريكية وتحت انظار الرجل المريض الذي تسلم روسيا مطاطئة الراس، وذلك وفق مزاج المنتصر اثناء الحرب العالمية الثانية الذي استأسد علي الجميع، وبدات عملية اعادة توزيع اوصال بقايا اللينينية الستالينية علي اصحابها بدءا ببولونيا وصولا الي الشيشان التي لم يستطع الكيان الام التخلي عن خلية مارقة لم ينفعها تراث غيفارا ولا بندقية كاسترو ولا رئيس فيتنام الذي نازل اقطاب الليبرالية. وقد بات من الواضح بعد الذي جري في كل من افغانستان والعراق وما تلاه من محاولات تغيير استهدفت اعادة تشكيل المنطقة ان التمييز في العالم العربي بين انظمة حاكمة استطاعت ترجمة اطروحاتها الفكرية ومشاريعها التنموية الي واقع عيني وبين معارضة جنينية شكلية ليس لها من محاكاة النموذج الغربي الا ذلك المتنفس الديكوري الذي تسمح به الانظمة الاحادية من موقع مصالحها النخبوية، اقول ان التمييز بين الحكومات العربية ومعارضاتها ليس الا تمييزا شكليا للتعمية علي حقيقة العقل السياسي الابوي الذي لا يري الا ذاته ولا يؤمن باهلية لمشاركة الجماهير في السلطة، وهو موقف عبر عنه احد اكبر الساسة العرب في القرن الماضي حين عرف الشعب بانه ذرات من افراد، واعني بذلك تحديدا احد اكبر اقطاب حكومات ما بعد الاستقلال، الزعيم المثقف الذي اسس دولة الحداثة علي انقاض الزيتونة، وبمبضع علماني جارح احيانا للاسلام ذاته، وبل لاكبر رموزه دون ان تذهب به رياح العجب بالنموذج السياسي الغربي الي القطع مع ما كل ما هو اصيل من التراث الاسلامي والثقافة الاسلامية ذاتها، السياسي الذي بلغ فجر الاستقلال حدا لم تتحمله طاقة الكثير من الجماهير العربية حتي ان الرجل طعن يومها في معتقده الديني، نظرا لاسرافه في تصفية تركة من التراث تبين ان موازينها اثقل من ان يقفز عليها سياسي عبقري، ولو كان بمثل حجم بورقيبة، حتي ان امام المرسلين وخاتم النبيين عليه افضل الصلاة والسلام تحول في احدي خطبه الي مجرد راعي غنم. يضع (بورقيبة) معارضيه في السجون بالقوانين ويتكفل باطعامهم وكسوتهم طوال غيابهم وفق قوانين اللعبة السياسية وينتهي المشوار رغم فردانية الرجل بالمصالحة واستمرار مسيرة الوطن دون كوارث عربية، فهو في النهاية ليس الا ابن العالم العربي الذي تردي ولأحقاب من الزمن في هوة التخلف. وتختزل تجربة الزعيم بورقيبة رؤية حكومات ما بعد الاستقلال للشعوب العربية، بل المنتصر منها، المغيبة عن المشاركة السياسية المباشرة عبر قرون، اقول لا وجود لفروق جوهرية بين هذا الخطاب الرسمي وبين اطروحات احزابها التي كشفت مستورها التجربة العراقية في مرحلة ما بعد اول رئيس عربي يتم اعدامه شنقا تحت الاحتلال… ان الانتقال المفاجئ والقسري للمعارضة الافغانية ثم العراقية في وقت لاحق من موقع الناقد المتفرج الي موقع القائد الموجه وبالطريقة الامريكية التي تم تنفيذها، انتجت هذا التماهي بين حكومات الحكم الفردي ومنتجاتها off spring من المعارضات الدكتاتورية بدورها، في مفردات الخطاب السياسي في التعاطي مع مطالب التغيير الديمقراطي الذي استحال استحقاقا تاريخيا لا مفر من انجازه ومطلبا جماهيريا يعسر القفز عليه لبلورة مشروع سياسي تعايشي، يساعد علي الحد من داء التفرد بالسلطة وتطويق الاستفراد بمغانم الحكم وتوريث الآل لمقاليد الدولة العربية المعاصرة، كما لو ان قبيلة ما قبل الاسلام عادت للتو من كهوف التاريخ لتصريف شؤون الملايين العطشي لجنات غرب يتفاخر بها انذا، وبشكل يمكن ايضا من مجابهة كابوس الارهاب العابر للقارات والذي يحتاج الي صواريخ مضادة من الحكم الديمقراطي الشوري الرشيد. ولعل خاصية التماهي هذه التي وحدت الخطاب السياسي العربي الرسمي عاكسة اياها علي المعارضة بدورها، ميزة فرضتها ليس فقط طبيعة النظام السياسي القائم علي منطق ما اريكم الا ما اري، بل شاركت في صنعها طبيعة التحولات السياسية بعد انهيار نظام القطبين، وصعود نجم امريكا، الذي اعاد للاذهان سلوكيات الامبراطوريات الغاربة التي اختلطت فيها متناقضات قانونية وسياسية واخلاقية، حدت بادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الي استصدار قرار يمنع التعذيب والمعاملة السيئة والاهانة او السخرية من العقائد الدينية خلال استجواب المتهمين في قضايا الارهاب، كما لو ان الدستور الامريكي الذي وحد خمسين دولة قد عميت ابصاره عن مثل هذه الخروقات الخطيرة لسلوك اكبر دولة في العالم، طيلة سنوات عجاف من القتال الشرس الذي الغي سيادة دول باكملها، واباد الآلاف من مواطنيها في صور فاقت في وحشيتها كل صنوف التعذيب وحروب الابادة التي استخدمها من سبق من طلاب الهيمنة واصحاب الارادات الاستعمارية، وقد استخدم فيها المباح والمحظور، الانساني وغير الانساني بحثا عن مخارج تورط فيها الجيش الامريكي كما لو انه تحول الي مجرد مباحث. وبغض النظر عما اذا كان الهدف من القانون الامريكي الجديد الذي يمنع التعذيب ويحرمه هو تصحيح لاخطاء قاتلة اجهضت مشاريع ديمقراطية عربية كانت تنمو بمشية الجعل، ام انه محاولة ذكية لتبرئة ادارة الرئيس الامريكي من آثار ابو غريب وسراديب المعتقلات السرية التي كشف الاعلام الحر في الغرب بعض تفاصيلها، وبغض النظر عما سنه الرئيس بوش من قوانين في الساعة الخامسة والعشرين من المدة الرئاسية المتبقية والتي دخلت غرفة الانعاش فان مسؤولية الاجنبي تبقي محدودة امام الضياطرة العرب ممن حكموا بلدانهم طيلة ما يزيد عن نصف قرن من رحيل الاستعمار المباشر، بما في ذلك المعارضات السياسية العربية التي لم تفلح في نحت مشروعها السياسي وفق ما ترفعه من شعارات يسراوية تارة ويمينية اخري محكومة بعوائق ذاتية وموضوعية قاهرة حالت دون احداث اي توازن في المعادلة السياسية العربية التي تميل كفتها لصالح الامير بحكم الآلية القبلية والحزبية والعشائرية التي سرطنت المجتمع السياسي برمته وحولته جماعيا الي العمل من اجل الوريث والتوريث وتوريث التوريث. ان الحديث عن المعارضات العربية يفضي قسرا الي عملية استكشاف ولو عجلاء لاغوار الماضي، ولطبيعة نشاة الخطاب السياسي العربي منذ تواري النبي الخاتم صلي الله عليه وسلم الذي ظل يلح علي انه نبي مرسل وابن امراة من قريش كانت تاكل القديد، رافضا اي لبس في ما يتعلق بطبيعة الرسالة البشرية الخاتمة والتي لم تترك اي لبس لدي المجتمع البشري قاطبة في ان الفرق بين سليمان النبي الملك وبين الرسالة الخاتمة التي بلغت فيها البشرية مستوي من النضج العقلي والوجداني الذي ما كان ينبغي لآخر مرحلة من مراحل الوحي ان تقيد السياسي المتغير بنمط ثابت، فقد مات الرسول محمد عليه السلام ولم يلزم امته ومن ورائها المجتمع البشري بتجربة سياسية مهما كان نوعها. فلا غرو اذا ان بدا الخلاف السياسي بمجرد ان ودع النبي المرسل تاركا السلطة الزمنية يختصم حولها معسكرا المهاجرين والانصارفي السقيفة. كان ذلك والناس لا زالت تتنسم عطر النبوة وتعيش علي وقع التنزيل، فما بالك بامة بينها وبين الوحي خمسة عشر قرنا انضاف خلالها الي خلافها السياسي المزمن تباين حول خدمة هذا الدين سياسيا ودينيا، بعد ان اصبح السياسي يستمد شرعيته من الآخر، اعني الخارج تماما، ولم يعد للدين حضور الا الشكل لخدمة السياسي الذي يريد ان يستفرد بكل شيء بمنطق القبيلة/الحزب. هنا يصبح الحديث عن المعارضة العربية التي هي وليدة ظروف استثنائية من الناحية السيوسيولوجية والسياسية، واعني بذلك حالة اليتم والتشرذم التي عاني منها العالم العربي والاسلامي منذ قرنين، ثاني القرنين كل شيء يتم فيه من الناحية الادارية والسياسية تحت اشراف الاستحمار الذي رمم من العالم القديم ما يستجيب لمصالحه الاستراتيجية مستعيضا في بعض الاحايين برجل واحد يحكم من خلاله بلدا برمته، ولنا في التجربة الاتاتوركية او البورقيبية مشترة في ذلك. وقد عمقت ازمة المعارضة العربية المأزق التاريخي الذي تردت فيه المعارضة العراقية، كنموذج لمن مكنه عمرو الذي تحدث عنه طويلا الدكتور سعد الدين ابراهيم، واحسب انه لم يكن شذوذا علي المسار التاريخي العربي الذي ذرره الخارج بمساعدة سياسيي الداخل المتهافت والذي لم يعد في جعبته التاريخية غير النموذج الغائب لما غيب بحكم التطور الزمني والتقني والاداري للانسانية، قلت لم يحتفظ هذا الكيان العربي المتصعلك علي موائد الغرب المتنوعة شرقا وغربا ومعسكرات شيوعية وليبرالية وعولمة اثفل من تيهور من ثلوج القطب الشمالي امكنته رياح الله العاتية من الفتك خلسة بالتيتانيك العراقي، لما امكن سبحانه وتعالي بحكمته البالغة التحالف الذي كشف طبيعة انظمتنا السياسية المعاصرة، حتي وجدنا انفسنا دون سابق انذار خوارج وازارقة وفاطميين وعلويين ووهابيين وفيسيين وارهابيين. وهو تقسيم يعكس رؤية فريق بوش واليمين المحافظ الذي اجهد منذ وصول هذا الاخير الي البيت الابيض علي تشكيل المنطقة وفقها. ولهذا فان الواقع العربي الذي تروج له حكومات المنطقة علي انه اسلام معتدل فيما يراه الغرب، عندما تقتضي مصلحته، اسلاما متشددا كما هو الحال في العلاقة مع المملكة العربية السعودية من اجل ابتزازها احيانا تتحول دون سابق انذار الي دولة متشددة لانها لا تستطيع التخلص من ماضيها الاسلامي حتي في تلك الصورة الوهابية التي املتها احداث تاريخية اشركت الامراء والعلماء في محاولة قيادة السفينة السعودية الي بر الامان الغربي الذي لم يعتب عليها احيانا مشاركة من لا بد من مشاركته كاني بمحمد بن عبد الوهاب وزيرا للخارجية السعودية. وهذا ما يدفعني الي الشك في ما ذهب اليه الوزير الاول العراقي في رده علي الرئيس الامريكي جورج بوش قبل ايام، جازما بانه في امكان الجيش العراقي والشرطة العراقية الحفاظ علي امن العراقيين، موهما ايانا بان المعارضة العربية التي تحولت الي السلطة بفضل عمرو اصبح بامكانها ان تحيا بايد عراقية بحتة، مكذبا بذلك الكونغرس الذي لم يكد يترك لرئيسه من منفذ للخروج من تمكين المعارضة العربية تلك الاوزة العرجاء من حكم نفسها بنفسها والاستغناء عن الحليف الذي تبين ان من حالف اشد منه بأسا وحياكة في ضبط عراق فشل في الحفاظ عليه اكبر دولة جمع الله لها من اسباب القوة ما لم يعرفه التاريخ البشري، وعن المعارضة العربية المخذولة فتحاوية كانت ام حمساوية دائما حدث ولا حرج. (*) إعلامي تونسي مقيم في بريطانيا (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
جماعة مدافعة عن الديمقراطية : تقارير عن فساد في انتخابات المغرب
الرباط (رويترز) – قالت جماعة مدافعة عن الديمقراطية يوم الجمعة ان الانتخابات الاخيرة بالمغرب شابتها عدة تقارير عن فساد وذلك بعد أيام من حصول الانتخابات على استحسان مبدئي من مراقبين دوليين. وقالت جماعة ديموكراسي ريبورتينج انترناشونال ومقرها برلين في تقرير تمهيدي عن الانتخابات التي جرت في السابع من سبتمبر ايلول ان كثيرا من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني شكوا من ممارسات مرتبطة بالفساد وتفضيل مسؤولين حكوميين لمرشحين بعينهم. وبدد حزب محافظ ينتمي للائتلاف الحاكم بالمغرب امال حزب اسلامي بحلوله في المرتبة الاولى بين أحزاب البرلمان حسبما ظهر في النتائج النهائية التي نشرت مطلع الاسبوع الجاري. غير أن أكثر من ثلثي الاشخاص المؤهلين للتصويت لم يشاركوا أو أبطلوا اصواتهم في اشارة على تفشي الشعور بخيبة الامل تجاه السياسيين الذين ينظر اليهم على أنهم مقطوعون عن الناس أو بلا سلطة في نظام سياسي تهيمن عليه سلطة تنفيذية قوية. وفي أوائل الاسبوع الجاري قال فريق صغير من مراقبين دوليين مقرهم الولايات المتحدة وهو الاول الذي يراقب انتخابات في المغرب ان الانتخابات كانت منظمة وجرت بشكل محترف وان شابتها بعض المخالفات المنفردة. وكانت عدة حكومات أجنبية قد اثنت على الطريقة التي أديرت بها الانتخابات. وقالت جماعة ديموكراسي ريبورتينج انترناشونال ان الانتخابات كانت أكثر شفافية من تلك التي جرت قبل نحو خمس سنوات غير أن الحكومة لم تعلن حتى الان احصاء مفصلا لعدد الاصوات في كل دائرة. وأضافت « مثل هذه النتائج المفصلة ستسمح للجميع بالتحقق من سلامة النتائج الاجمالية. » والانتخابات التي جرت لاختيار أعضاء مجلس النواب كانت الثانية منذ تولى الملك محمد السادس العرش وشارك بها 33 حزبا الى جانب عشرات المستقلين في ظل نظام انتخابي معقد يجعل من شبه المستحيل على أي جماعة الحصول على الاغلبية. وقالت ديموكراسي ريبورتينج انترناشونال « جمع النظام الانتخابي في النهاية الاوجه السلبية لانظمة انتخابية مختلفة دون أن يجمع مزاياها. » واتهم حزب العدالة والتنمية الاسلامي معارضين لم يسمهم باستخدام الاموال لكسب مقاعد وهو ما قال انه منعه من احتلال المرتبة الاولى بين الاحزاب. ونفت الحكومة ذلك غير أنها قالت انها ستتحقق من أي أدلة. (المصدر : موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 15 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
التنمية في المغرب العربي ستكون من ضحايا هذه السياسة
الاتحاد الاوروبي يتبني تدريجيا الهجرة الانتقائية التي يدعو لها ساركوزي
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: بدأ الاتحاد الأوروبي يتبني تدريجيا سياسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مجال الهجرة بالرهان علي الهجرة الانتقائية التي تعتبر مرفوضة في دول الجنوب وخاصة من طرف العديد من الحكومات الافريقية وكذلك من طرف جزء من الرأي العام الأوروبي. في هذا الصدد، اعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانكو فراتيني في المؤتمر حول الهجرة القانونية الذي انتهت أعماله الجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون برغماتيا في مجال الهجرة ويقتنع أن القارة العجوز في حاجة الي اليد العاملة المؤهلة للحفاظ علي مستوي النمو الاقتصادي وكذلك النمو الديمغرافي. مبرزا في هذا الصدد علينا أن نري الهجرة كعامل للغني وكظاهرة لا يمكن تفاديها في عالم اليوم وليس كتهديد . وتابع ان التهديدات الحقيقية هي تلك المتجلية في العوائق البنيوية التي ستمنع أوروبا من الاستمرار في عالم العولمة اذ أن أوروبا مطالبة بالمنافسة مع دول كبري مثل الولايات المتحدة واستراليا وكندا علاوة علي الدول الصاعدة في آسيا مثل أندونيسيا وماليزيا. وحاول فراتيني تعزيز أطروحته الجديدة حول الهجرة من خلال المقارنة مع الولايات المتحدة، مؤكدا في هذا الاطار أن الولايات المتحدة تستقبل 55% من اليد العاملة المؤهلة، في حين أن أوروبا لا تستقبل سوي 5% مقابل 85% غير مؤهلة . ويعتزم فراتيني تقديم تقرير مفصل حول مستقبل الهجرة الانتقائية في الاتحاد الأوروبي، تتضمن أساسا الحصول علي البطاقة الزرقاء التي تعادل البطاقة الخضراء المعمول بها في الولايات المتحدة، وستمنح البطاقة الجديدة الي المهاجرين المؤهلين رفقة إجراءات قانونية سهلة للغاية، تتجلي في القبول السريع للمهاجرين المؤهلين وخاصة القطاعات الحيوية التي في حاجة لليد العاملة، وفي الوقت نفسه السماح للمهاجر العمل في بلد أوروبي آخر بعد مرور ثلاث سنوات علي تواجده في البلد الاول. مقترحات الايطالي فرانكو فراتيني ستخضع للدراسة والبحث من طرف مسؤولي الدول الأوروبية وبدون شك ستشهد الكثيرمن التعديلات، ذلك ان الهجرة كما صرح وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس من ضمن الملفات التي لا تتوفر فيها أوروبا علي سياسة موحدة . والمقترحات الجديدة مستوحاة من مشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي طرحها السنة الماضية عندما كان وزيرا للداخلية وطبقها نسبيا من خلال جولة قام بها في دول افريقية بالتعهد بمنح تأشيرات لمدة ثلاث سنوات لرجال الأعمال والباحثين الأكادميين، وركز أكثر علي مشروعه بعد وصوله الي رئاسة فرنسا. ويرفض جزء من الرأي العام والكثير من الدول الافريقية التوجه الجديد للاتحاد الاوروبي، وكانت السنغال في المؤتمر الأوروـ افريقي للهجرة والتنمية في يوليوز 2006 في الرباط قد أعلنت كناطقة باسم مصالح افريقيا رفضها التام لهذا التوجه الجديد. وسبق وتضمن تقرير للجمعية المغربية للإعلام في اسبانيا المهتمة بالهجرة ملاحظات حول هذا الموضوع بعدما طفي النقاش حول الهجرة الانتقائية، وأبرز ما جاء فيه في حالة تطليق الهجرة الانتقائية، فالدول الأوروبية ستتوجه الي مستعمراتها السابقة فمثلا فرنسا ستركز علي المغرب العربي، وبالتالي فافريقيا ستكون المتضرر الاول من سياسة الهجرة الانتقائية. فخلال الماضي الكولونيالي جرت عملية الاستحواذ علي خيرات وموارد افريقيا والآن بدأت عملية مماثلة ولا تقل خطورة من خلال ترك القارة السمراء بدون خبراء ولا أدمغة . وتابع التقرير من أهم توصيات منتديات التنمية وكذلك الأمم المتحدة ضرورة عودة الخبراء المهاجرين الي دولهم للمساهمة في التنمية والتقدم، والآن نري سياسة معاكسة من طرف فرنسا والاتحاد الأوروبي. فمثلا التنمية في افيرقيا والمغرب العربي ستكون ضحية هذا التوجه الجديد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
مصر تغلق مركزا لحقوق الانسان يقدم مساعدات لضحايا التعذيب
القاهرة من سينثيا جونستون قال مركز لحقوق الانسان يقدم مساعدات لضحايا التعذيب الخميس ان السلطات المصرية أخطرته بأنه سيتم اغلاقه بسبب مخالفات مالية في خطوة وصفها نشطاء بأنها محاولة حكومية لقمع المنتقدين. وقال مركز المساعدة القانونية لحقوق الانسان انه تسلم اخطارا بتصفيته والاستيلاء علي موجوداته بسبب اتهامات بتلقيه تمويلا أجنبيا بدون موافقة الحكومة. ونفي المركز ارتكابه أي أخطاء. ورفضت جماعات حقوق انسان محلية ودولية تلك الاتهامات باعتبارها ستارا سياسيا لمحاولة اسكات الجماعة التي حركت دعاوي أمام المحاكم في قضايا تعذيب تسبب حرجا. ولم يتسن الاتصال علي الفور بمسؤولين للحصول علي تعليق. وقالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن في بيان الهجوم علي مركز المساعدة القانونية مرتبط علي ما يبدو بنشاطه في مساعدة ضحايا التعذيب وفضح انتهاكات حقوق الانسان في مصر . وأضافت المنظمة أن السلطات المصرية لا تنتهك وحسب التزاماتها باحترام حق حرية تكوين الجمعيات وانما تمنع أيضا ضحايا التعذيب من الحصول علي مشورة مستقلة لها قيمتها ومساعدة قانونية لدعم حقوقهم . ورأي نشطاء أن تلك هي الخطوة الاحدث في سلسلة من الخطوات التي لجأت اليها مصر لقمع المعارضة السياسية وقالوا ان الاتهامات الموجهة لمركز المساعدة القانونية شبيهة بتلك الاتهامات التي وجهت في السنوات السابقة ضد معارضين مصريين وكان مصيرها الفشل. وتقول جماعات حقوق انسان دولية ومحلية ان التعذيب يمارس بشكل منتظم في السجون ومراكز الشرطة في مصر. وتقول الحكومة انها تعارض التعذيب وتحاكم رجال الشرطة المتورطين فيه. والحكومة المصرية حساسة بشكل خاص للاتهامات بالتعذيب منذ حادث في عام 2006 جري تصويره سرا ووضعه علي شبكة الانترنت ويظهر رجل شرطة وهو يسيء لسائق حافلة في أحد أقسام الشرطة في القاهرة. وأثار الحادث احتجاجات دولية. وقال طارق خاطر رئيس مركز المساعدة القانونية انه لا أساس للاتهامات المالية الموجهة ضد المركز وان الحكومة تحاول الانتقام منه لاثارته لقضايا حساسة. وأضاف أن المركز أخطر الدولة بتلقيه أموالا من الخارج لكن الحكومة لم ترد خلال الاطار الزمني المطلوب. وقالت رسالة احتجاج وقعتها معظم منظمات حقوق الانسان المصرية ان قرار اغلاق مركز المساعدة القانونية له دوافع سياسية وأنه يشير الي أن الصراع بيننا وبين هذه الحكومة البوليسية أصبح مكشوفا وعلنيا . وأدين عالم الاجتماع المصري سعد الدين ابراهيم في قضية مماثلة في عام 2002 بزعم تلقي مركز ابن خلدون الذي يديره مساعدات مالية من الاتحاد الاوروبي بصورة غير قانونية في حكم اثار انتقادات دولية واسعة النطاق قبل أن تبطله محكمة النقض. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية ? لندن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)
Home – Accueil – الرئيسية