الخميس، 7 يناير 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 9ème année,N°3516 du 07.01.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


أصدقاء وأقارب عفيفة مخلوف:طلب تصحيح خبر غير دقيق

معزّ الجماعي:البوليس السياسي يختطف الطالب المطرود من الدراسة محمد بوعلاق

السبيل:إحالة عزوز صالح وأربعة شبان آخرين إلى سجن المرناقية

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين:..و تعذر استنطاق .. سحنون الجوهري..!

السبيل اولاين:محاكمة أعضاء في حركة النهضة لقبولهم بمساعدات تنتشلهم من الفقر

السبيل أونلاين:ثمانية من أفراد عائلة الصحفي بن بريك في إضراب مفتوح

رويترز:عائلة صحفي معارض مسجون تبدأ إضـرابا عن الطعام لإطـلاق سراحه

أكّد أن لجنة حماية الصحفيين سدت الفراغ الذى أحدثه الإنقلاب على النقابة محمد الحمروني قررنا مواجهة قمع السلطة التونسية بالجوع

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل مكتب الحقوق والحريات:بــــــــــــــــلاغ:التلميذة سلمى عبد الحميد تتعرض لاعتداء مزدوج على حريتها

كلمة:أساتذة جبنيانة والمعاهد المجاورة يضربون عن العمل

المرصد التونسي:عملة وموظفو معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة :لائحة اجتماع عام

نقابي من بنزرت:وصية الى نواب مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت

كلمة:سرقة مستوصف الفرنانة وأهالي القرية ينشدون الاطمئنان على ممتلكاتهم

إذاعة هولندا العالمية:تونسيون يفتحون ملف اغتيال فرحات حشاد بعد 58 عاما

صبري ابراهم:أقولها وأُمضي سلطة الإعلام وإعلام السلطة

وات:رئيس الدولة يعبر عن عميق حزنه وبالغ أسفه لفقدان السيد فيليب سوغان

عادل القادري:التحوير الحكومي  في تونس: لم لا ؟

حامد بن منصور:تعليق على مقال بعنوان :معا من أجل عودة كريمة للدكتور سليم بن حميدان

الصحبي العمري:بــيـن الـــتّــبــرئــة والــتّـعـرئــة 5

خلدون الخويلدي:مسار شورو، مكمل لخيار مورو

محمد سعد :حركة النهضة بين مفترق طريقين مقالات السيد بوعبدالله نجار البلدي والسيد العربي الجندوبي

العربي القاسمي:أنصف الإسلام يا منصف وأنصف المرازيق

عبدالباقي خليفة:رجاء جارودي الاسلام هـو الحـل الوحيـد

صابر التّونسي: سـواك حار (150)

خالد الغرايري :سنّة رسول الله صلى الله عليه و أله

الصباح:رئيس مصلحة متهم بالاستيلاء على مليارين من بنك

كلمة:مقتل كهل بعد أن قبض عليه متلبسا بسرقة البرتقال

ابراهيم بلكيلاني:في الذكرى الأربعين لوفاة الشيخ محمد العزيز جعيط

راشد الغنوشي:الحركة الإسلامية والحرب على غزة

توفيق المديني : تجميد الاستيطان المؤقت والإخفاق التام في التسوية

احميدة النيفر :جدلية الحرية والحتمية في الخطاب القرآني.. الآدمي والشيطان 1/3

القدس العربي:رصاصة الفتنة على حدود غزة

العرب:والدته لا تعلم عن مصيره حتى اللحظة:الإعلام الأردني يرتبك في تحديد هوية منفذ هجوم «خوست»


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009

https://www.tunisnews.net/17fevrier0a.htm 

فيفري2009    

https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm 

مارس 2009      https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm 

أفريل 2009     

https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm ماي  2009      https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm

جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    

 https://www.tunisnews.net/15Octobre09a.htm 

أكتوبر 2009

https://www.tunisnews.net/22nov09a.htm 

نوفمبر 2009

https://www.tunisnews.net/31Decembre09a.htm


طلب تصحيح خبر غير دقيق


ورد في عدد نشرية تونس نيوز بتاريخ 6 جانفي 2010  خبر غير دقيق، يستوجب التصحيح. فلقد ورد  تحت عنوان « عفيفة مخلوف تعود إلى تونس بجواز سفرها الفرنسي »  جملة غير صحيحة تذكر « وصلت إلى مطار تونس قرطاج الدولي اللاجئة السياسية عفيفة العش مخلوف زوجة اللاجيء السياسي الدكتور احمد العش وأخت السجين السياسي بوراوي مخلوف ». ونعلم القراء الكرام والرأي العام أن عفيفة العش لم تكن يوما ما لاجئة سياسية، كما أن السيد أحمد العش زوجها لم في يوم ما لاجئا سياسيا، بل هما مواطنان يحملان الجنسية الفرنسية إضافة لجنسيتهما الأصلية التونسية. كما نلفت عناية القراء الكرام ما يبطنه تكرار كلمة « السياسي » في ذلك الخبر المغرض، واختتامه الخبر بتساؤل عما إذا كانت عودة السيدة عفيفة « بداية » لما أسماه كاتب السطور « دق أبواب الوطن بجرأة، مع ارتكابه خطأ في كلمة « جرأة »، إذ كتبها على النبرة عوضا عن الهمزة، كل ذلك بدون أن يتفضل كاتب تلك السطور بكلمة واحدة على الأقل يعزي فيها بمصاب الأخت عفيفة كما هو عرف الناس في تقاليد المسلمين والكافرين على السواء. نغتنم الفرصة ونجدد التعازي لأختنا عفيفة وأهلها في مصابها ونسأل الله أن يرحم شقيقتها المغفور لها، كما نسأل الله تعالى أن يعفو ويغفر ويتجاوز عن فئة من الناس لا ترى في أخبار مصائب عائلية كهذه سوى فرصة للتوظيف السياسي بأرخص ثمن، مما قد يدفع الكثير من أبناء تونس المشتتين هنا وهناك ممن لا علم لهم بحقيقة الأمور إلى الإقدام على قرارات بناء على معلومات خاطئة.  والله الموفق أصدقاء وأقارب عفيفة مخلوف المواطنة التونسية ـ الفرنسية  


البوليس السياسي يختطف الطالب المطرود من الدراسة محمد بوعلاق


حرر من قبل معزّ الجماعي في الإربعاء, 06. جانفي 2010  
علمت « كلمة » أن أعوان البوليس السياسي قاموا يوم الإثنين 4 جانفي 2010 بإختطاف الطالب المطرود من الدراسة « محمد بوعلاق » أثناء تنفيذه تحرك احتجاجي أمام مقر كلية الحقوق بتونس تنديدا برفته من الدراسة على خلفية نشاطه النقابي و المطالبة بتمكينه من حق إعادة ترسيمه في الجامعة التونسية. و في نفس الإطار تعذر على زملاء « بوعلاق » الإتصال به و معرفة مكانه . و في سياق ردود الفعل طالب المكتب الفيدرالي لإتحاد الطلبة بكلية العلوم بالإفراج الفوري عن بوعلاق كما عبر أن استعداد مناضلي الإتحاد للدفاع عن زميلهم محمد و جميع الطلبة الموقفون بكل الوسائل. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2010)  


إحالة عزوز صالح وأربعة شبان آخرين إلى سجن المرناقية

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص وقع اليوم الخميس 07 جانفي 2010 ، إحالة كل من الشاب عزوز بن صالح بن المنصف بودربالة ، أصيل عمادة الشقارنية التابعة لمنطقة النفيضة بولاية سوسة ، ورمزي اليازيدي وأيمن القمري ولطفي السعدي وماهر عميرة ، على حاكم التحقيق السادس ، الذي أمر بإيداعهم سجن المرناقية ، بتهمة « الدعوة إلى إرتكاب جرائم إرهابية والى الإنضمام » . وتعود أطوار القضية إلى يوم الإربعاء 23 ديسمبر 2009 ، حيث قامت مجموعة من أعوان البوليس بلباس مدني قالوا أنهم قادمون من سوسة ، وكانوا يستقلون سيارة بيضاء اللون ، بإعتقال الشاب عزوز صالح . 22 سنة ، وهو تلميذ في مركز تدريب في إختصاص الصيانة العامة في المكنين ، وقد وقع إعتقاله في الصائفة الماضية صحبة مجموعة من الشبان أصيلي ولاية المهدية وصدر بحقه حكما يوم 17 أوت 2009 بعدم سماع الدعوي وكانت التهمة الموجهة إليه « عقد إجتماع » ، وقد نابت عنه الأستاذة إيمان الطريقي . وقد تم إعتقال بقية الشبان يوم 24 ديسمبر 2009 . بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس   المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  07 جانفي 2010                                              

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 21 محرم 1431 الموافق لـ 07 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1)    محاكمة الأسعد الجوهري ومعتوق العير وعبد الرزاق الونيفي: نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي الخميس 7 جانفي 2010 في القضية عدد 33965 التي يحال فيها كل من السادة: –         معتوق بن عبد الله بن محمد العير (بحالة اعتقال) –         عبد الرزاق بن الهادي بن أحمد الونيفي (بحالة اعتقال) –         الأسعد بن محمد بن علي الجوهري (بحالة فرار) –         عبد الواحد بن حسين بن علي السايح (بحالة فرار) –         ابراهيم بن علي بن محمد العموري (بحالة فرار) –         محمد الحبيب بن عبد السلام بن محمد فرح (بحالة فرار) –         عمر بن محمود بن صالح الماكني (بحالة فرار) من أجل تهمة جمع أموال بدون رخصة طبق أحكام الأمر المؤرخ في 8 ماي 1922. وقد حضر للدفاع عنهم الأساتذة عبد الرؤوف العيادي ونور الدين البحيري ونجاة العبيدي ومحمد عبو وسمير ديلو ومختار العيدودي وإيمان الطريقي وسيف الدين مخلوف وسنية الأبيض وضياء الدين مورو، وباستنطاق السيد معتوق العير أولا أكد بأن المدة الطويلة التي قضاها بالسجن (ما يقارب 21 عاما) وبعد خروجه وجد نفسه بدون عمل وأمام ديون متراكمة وتهديد بالسجن مرة أخرى لصدور حكم بالنفقة ضده بعد استصدار الزوجة حكما بالطلاق ضده أثناء تواجده بالسجن. وقد أكد أن هاته الوضعية المادية والاجتماعية هي التي دفعته إلى الاستعانة بصديقين له في السويد لإقراضه بعض المال الذي اشترى منه شاحنة للعمل، ولكن تهديد ومحاصرة وإزعاج البوليس السياسي منعه من الحصول على لقمة العيش، وحيث أن المبالغ التي حصل عليها من صديقيه اللذان عملا معه في السابق بتونس حينما كان يشتغل رقيبا بالجيش التونسي قد أنفقه على أبنائه الذين يزاولون تعلمهم بالجامعة وخلاص ديونه والزواج، وأنكر أن يكون وزع الأموال المرسلة إليه على أشخاص آخرين، ونفى أن تكون له أية علاقة بجمعية  »مرحمة » أو أن يكون تحصل على أموال منها. وباستنطاق السيد عبد الرزاق الونيفي فقد أكد قائلا  » أنا رجل فقير وأفضل البقاء بالسجن للحصول على الطعام فإطلاق سراحي يعني الحاجة والخصاصة » ونفى حصوله على مبالغ مالية من السيد معتوق العير وأكد أن وضعيته الاجتماعية معلومة لدى القاصي والداني وذات يوم اتصل به شخص بمقر عمله لا يعرفه وأراد مساعدته علم فيما بعد في إدارة أمن الدولة أن اسمه السيد الأسعد الجوهري. والطريف في الأمر أن السيد عبد الرزاق الونيفي لم ير ولم يلمس ولم يشاهد الأموال المرسلة إليه (576 دينارا) بل إن أعوان أمن الدولة قاموا بتسلم المبلغ من الوسترن يونيون Western Union ثم ألقوا عليه القبض ليعلموه بالجرم المنسوب إليه، كذلك من الطرافة (المبكية) تضمن المحضر اسمي كل من الفقيدين سحنون الجوهري و مبروك الرياحي (مع عبارة متوفي أمام اسم كل منهما ) وورد في المحضر أنه تعذر على الباحث استنطاقهما…!!!! وبعد الاستنطاق تقدم المحامون بمطلبي تأخير وإفراج باعتبار ان المعتقلين ليسا مجرمين خطيرين ولا يخشى على سلامة البلاد والعباد منهما لأنهما رمزا المعاناة والخصاصة بامتياز، وقد رفضت النيابة العمومية مطلب الإفراج وقررت المحكمة تأجيل النظر في مطلبي التأخير والإفراج إثر الجلسة. 2)    هجمة أمنية ضد الطلبة والتلامذة المتضامنين مع الطلبة المسجونين: عمدت قوات البوليس السياسي اليوم الخميس 7 جانفي 2010 إلى اقتحام الحرم الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس العاصمة واعتدت بالعنف الشديد على الطلبة العزل المتظاهرين سلميا للمطالبة بالإفراج على زملائهم الطلبة المسجونين على خلفية نشاطهم النقابي، ونتج عن تدخل أعوان البوليس السياسي المدعومين بقوات الشرطة إصابة عدد من الطلبة المتظاهرين كما اعتقلت قوات الشرطة الطالب النقابي مالك الصغيري.  أما في مدينة جبنيانة من ولاية صفاقس فقد قامت قوات البوليس السياسي والشرطة بالاعتداء بالعنف الشديد على التلاميذ والأساتذة والعملة بمعهد 18 جانفي وفرقت بالقوة وباستعمال القنابل المسيلة للدموع المتظاهرين المتضامنين مع طلبة منوبة المسجونين وأدى الاستعمال المفرط للقوة إلى إصابة عدد من التلامذة. 3)    استمرار إضراب المناضل رياض الحوار عن الطعام: يواصل المناضل السياسي والناشط الحقوقي السيد رياض الحوار إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العشرين على التوالي للاحتجاج على المضايقات اليومية التي يتعرض لها من قبل أعوان البوليس السياسي. ونتيجة لهذا الإضراب فقد أصبح يعاني من الإغماء وآلام بالرأس والمعدة إلا أنه عبر عن تمسكه بمطلبه المتمثل في رفع المضايقات عنه وإصراره على مواصلة إضرابه حتى تحقيق هذا المطلب. 4)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 07 جانفي 2010

..و تعذر استنطاق .. سحنون الجوهري..!


نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي اليوم الخميس 07 جانفي 2010 في القضية التي يحال فيها كل من معتوق العير و عبد الرزاق الونيفي ( بحالة إيقاف) و كل من الأسعد الجوهري و عبد الواحد السايح و إبراهيم العموري و محمد الحبيب فرح و عمر الماكني (بحالة فرار) بتهمة جمع أموال بدون رخصة طبق أمر 08 ماي 1922 ..، و بالإضافة إلى المذكورين تضمن المحضر اسمي كل من سحنون الجوهري و مبروك الرياحي ( مع عبارة متوفي أمام اسم كل منهما  ) و ورد في المحضر أنه تعذر على الباحث استنطاقهما .. ! * و قد حضر للدفاع عن الموقوفين  كل من الأساتذة نور الدين البحيري و نجاة العبيدي و عبد الرؤوف العيادي و سمير ديلو وسيف الدين مخلوف و محمد عبو و مختار العيدودي و ضياء الدين مورو و سنية الأبيض ، و قد توجه القاضي بالسؤال للمتهم معتوق العير حول صحة ما ورد بالمحضر من تلقيه مبالغ من المال لتوزيعها على عائلات النهضويين المسرحين من السجن و على عائلتي السجينين النهضويين المتوفيين سحنون الجوهري و مبروك الرياحي بالتنسيق مع المتهم عبد الرزاق الونيفي و المتهم المحال بحالة فرار الأسعد الجوهري فأجاب معتوق العير بأن لا علم له بوجوب الحصول على رخصة مسبقة لتلقي المساعدة من أصدقاء له موجودين بالخارج بعد أن ضاقت عليه كل السبل و لم يترك له البوليس السياسي بابا يطلب منه الرزق مضيفا :  » بعد خروجي من السجن تعرضت لمضايقات متواصلة من أعوان أمن الدولة و لم أستطع مواجهة أعباء الإنفاق على أبنائي و التكفل بمتطلبات دراستهم ، و قد اقترضت مبلغا ماليا لشراء شاحنة لنقل البضائع و لكني قمت ببيعها وإرجاع الأموال لأصحابها ، بعد أن تعلقت بي ديون كبيرة ، لتعذر العمل في ظل المحاصرة اللصيقة للبوليس السياسي والمساعدات التي تلقيتها شخصية و لم يطلب مني تسليم أي مبلغ لأحد كما أنه لا علاقة لي بأحد ممن ذكر في محاضر أمن الدولة بمن فيهم الأسعد الجوهري الذي أجبرت تحت التعذيب على الإمضاء على محضر يتضمن الإشارة إليه و الشخصان الوحيدان الذات تجمعني بهما علاقة هما إبراهيم العموري و عبد الواحد السايح بصفتهما صديقين قديمين رغبا في مساعدتي ماديا لا غير ، و قد صادق عبد الرزاق الونيفي على تصريحات من سبقه مؤكدا أنه لم يكن يتصور أن يتعرض للإيقاف و المحاكمة بتهمة لا تتعلق بجريمة بل بفعل يسميه البعض فعلا للخير و البعض الآخر ..واجب التضامن بين أبناء الوطن الواحد قائلا :  » عند  خروجي من السجن فتحت محلا لبيع المواد الغذائية لكن أعوان البوليس السياسي تسلطوا علي و مارسوا كل أنواع المضايقات لتشريدي و عائلتي و بلغ الأمر حد غلق المحل باستعمال القوة العامة ، و علاقتي بمعتوق هي علاقة جوار و صداقة فحسب ، و قد قامت القيامة لتلقي مبلغ 574 دينارا لمساعدتي على مواجهة مصاريف عيد الأضحى حتى يفرح أطفالي كبقية أطفال تونس فتم حجزه صحبة 6 دنانير على ملكي  بينما لا يساءل أصحاب المليارات عن مصادر أموالهم ، و قد علمت في إدارة أمن الدولة أن الأسعد الجوهري قد اتصل بي في منزلي بخصوص المساعدة ، سبحان الله ، هم يعلمون أكثر مني بتفاصيل حياتي اليومية ..أنا أعيش في سجن صحبة عائلتي بل في وضع أسوأ من السجن لا أرى من أجهزة الدولة شيئا إن تعلق الأمر بالرعاية الصحية أو التشغيل أما لرصد تحركاتي و إحصاء أنفاسي و غلق باب الرزق علي فالتحرك سريع و ناجع و رسالتي لهم :  » إن كنتم لا ترحمون ..فاتركوا ، على الأقل ، رحمة الله تنزل على عباده .. ! ، و بعد ختم الإستنطاق طلب المحامون التأخير لإعداد وسائل الدفاع و تقدم الأستاذان نور الدين البحيري و سمير ديلو بطلب الإفراج عن منوبيهما اعتبارا لأن الإيقاف هو إجراء احترازي استثنائي و لا مبرر له في قضية الحال حيث لا يمثل الموقوفان تهديدا للنظام العام و لم يرتكبا جريمة خطيرة تستوجب التحفظ عليهما حتى موعد النظر في الملف ، و قد قرر القاضي حجز القضية للنظر إثر الجلسة في مطالب الإفراج و لتحديد موعد الجلسة المقبلة . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، إذ تجدد رفضها للمحاكمات السياسية و للزج بالقضاء في حملات ترهيب المعارضين السياسيين و النشطاء الحقوقيين  فإنها تطالب بتبرئة معتوق العير و عبد الرزاق الونيفي ( بحالة إيقاف) و كل من الأسعد الجوهري و عبد الواحد السايح و إبراهيم العموري و محمد الحبيب فرح و عمر الماكني (بحالة فرار)، و تعتبر تواتر المحاكمات السياسية في الفترة الأخيرة مؤشرا خطيرا على تردي وضع الحريات و تفاقم الإنغلاق . ******************* تنويه : الشهيدان مبروك الرياحي و سحنون الجوهري من ضحايا عشرية التسعينات السوداء و ما صاحبها من تعذيب و اضطهاد و تنكيل . عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات


   

    طالب أحدهم بالبقاء في السجن لأنه لا يجد ما يقتاته خارجه           محاكمة أعضاء في حركة النهضة لقبولهم بمساعدات تنتشلهم من الفقر  


السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص عقدت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس صباح اليوم 07 جانفي 2010 ، جلسة للنظر في القضية عدد 33965 ، والتى يحال فيها التالية أسماءهم : معتوق العير – وهو في حالة إيقاف (والذي أعتقل سابقا في قضية حركة النهضة في العام 1991 ، وحوكم بمدة 21 عاما و6 أشهر وتمتع بالسراح الشرطي بتاريخ 7 نوفمبر 2006) . عبد الرزاق الونيفي – وهو في حالة إيقاف (والذي أعتقل سنة 1987 ، وبقي في الإيقاف مدّة سنة وستة أشهر ، وأطلق سراحه بمقتضى عفو رئاسي ، وأوقف مجددا سنة 1991 لمدة أربعة أشهر ، وأطلق سراحه لعدم ثبوت الأدلة) . عبد الواحد السايح – ويحاكم بحالة فرار ، وهو يقيم في السويد . لسعد الجوهري – وهو في حالة فرار – والقاطن في العاصمة إبراهيم العموري – ويحاكم في حالة فرار – وهو مقيم في السويد محمد الحبيب فرح – وهو في حالة فرار – والقاطن بسدي حسين السجومي عمر الماكني  – وهو بحالة فرار – والقاطن تونس العاصمة والتهمة الموجهة إليهم هي « جمع الأموال بدون رخصة طبق الفصل السادس المؤرخ في 8 ماي 1922 » ، على خلفية النشاط المنسوب إليهم  في العمل الإجتماعي من خلال توزيع الأموال المتأتية من التبرعات لفائدة أتباع حركة النهضة من المسرحين في تونس . وقد ناب عنهم الأساتذة نور الدين البحيري ، سمير ديلو ، مختار العيدودي ، عبد الرؤوف العيادي ، نجاة العبيدي ، محمد عبو ، سنية لبيض ، سيف الدين مخلوف ، ضياء الدين مورو ، وإيمان الطريقي . وتمثل المحجوز في ما يتعلق بمعتوق العير ، في مبلغ مالي وقدره 131 دينار و600 مليم ، و دفتر إدخار صادر عن البنك العربي لتونس ، أما في ما يتعلق بعبد الرزاق الونيفي فقد حجز عليه دفتر إدخار صادر عن البنك الفلاحي ومبلغ مالي قدره 580 دينار . وورد في ملف القضية أن « معتوق العير إعترف بإنتمائه بما يسمى حركة النهضة  ، وفي إطار سعيها لتفعيل العمل الإجتماعي في الداخل أوكلت إلى النهضوي المسرح لسعد الجوهري مهمّة الإشراف على ذلك العمل حيث تربطه علاقة بعدد من نظرائه الفارين بالخارج الذين حولوا له مبالغ مالية هامة لتوزيعها على عائلات النهضويين المسرحين . وللحيلولة دون كشف نشاطه المذكور طُلب منه في موفى سنة 2006 فتح حساب جاري في أحد البنوك لتتولى عبره ذات الحركة تحويل مبالغ مالية لنفس الغاية ، وبناء على ذلك فتح المعنى حسابين بفرع البنك الفلاحي بالدندان قام بإغلاقه لاحقا وحساب جار ثان بفرع البنك العربي بتونس بذات الجهة وسلّم رقمي الحسابين إلى المدعو لسعد الجوهري مبينا أنه تلقى إلى حد الآن مبالغ مالية تقدر بحوالي 50 ألف دينار ، أنفق حوالي 11 ألف دينار في حاجياته الخاصة وسلّم إلى لسعد الجوهري مبلغ 23 ألف و 800 دينار وبقي برصيده مبلغ 200 دينار ، مؤكدا أن كل تلك الأموال متأتية من النهضويين الفارين بالسويد إبراهيم العموري وعبد الواحد السايح وجمعية مرحمة النهضوية التى يشرف عليها النهضوي الفار بألمانيا المدعو محسن الجندوبي » ، حسب نص محضر باحث البداية  . وبإستنطاقه أمام القاضي أقرّ الموقوف معتوق العير ، أنه وجد نفسه في وضعية مالية صعبة بعد خروجه من السجن ، مما إضطره إلى إقتراض مبالغ مالية من أصدقائه في الخارج لتغطية مصاريفه الشخصية . كما إعترف بفتحه حسابين بالبنك لتغطية تكاليف مصاريف أبناءه في الجامعة ، لكنه أنكر أي علاقة له بجمعية مرحمة أو تسلمه أي مبالغ مالية منها . أما الموقوف عبد الرزاق الونيفي فقد صرّح عند إستنطاقه ، أنه قد إتصل به شخص لم يسبق له معرفته وطلب منه فتح حساب بنكي ، وقد تم إثر ذلك وضع مبلغ مالي قدره 576 دينار بعنوان مساعدة ، نظرا للوضعية الإجتماعية المزرية والفقر المدقع الذي يعاني منه ، وأكد للقاضي أنه يفضل البقاء في السجن لأنه يجد ما يقتاته على أن ينعم بحرية تجعله يعاني من الجوع والخصاصة . وتقدم المحامون بمطالب الإفراج عن معتوق العير وعبد الرزاق الونيفي . وقد رافع الأستاذين البحيري وديلو لتبرير مطلب الإفراج مؤكدين أن المحالين أمضوا فترات طويلة في السجن و لا يخشى حسب التصريحات المأخوذة منهما من بقاءهما في حالة سراح . وأكدا أن المبالغ المالية كانت للإستفادة الشخصية وحتى في حال وجود مخالفة فهي نتيجة لجهلهم بالإجراءات وهو ما لا يشكل أي ضرر في حق المجتمع يستوجب إبقاءهم في حالة إيقاف . ورفعت الجلسة للنظر في مطلب الإفراج وتحديد موعد الجلسة القادمة الذي لا يعلم بعد . بالتعاون مع الأستاذة إيمان الطريقي المحامية – تونس  
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  07 جانفي 2010                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      

ثمانية من أفراد عائلة الصحفي بن بريك في إضراب مفتوح


السبيل أونلاين – تونس – خاص   قالت عائلة الصحفي التونسي السجين توفيق بن بريك أنها دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه وإدانة إعتقاله .   وأكدت زوجة بن بريك عزّة زرّاد أنها دخلت في الإضراب صحبة أشقاء زوجها الخمسة وشقيقتيه ،وقالت : »لايمكن أن ننتظر أكثر ، يجب على الجميع التحرّك . وبعد أن وجدنا أن صوتنا لا يصل ، لم يبقى لنا من سلاح غير أجسادنا  » ، وفق تصريحات نقلتها « منظمة مراسلون بلا حدود » على لسانها .   وكانت زوجة بن بريك زارت زوجها في سجن سليانة يوم 6 جانفي ، وعلى إثر ذلك قرر ثمانية من أفراد أسرته شن الإضراب المفتوح عن الطعام . وطالبت « مراسلون بحدود » من السلطات التونسية الإستماع إلى عائلة بن بريك وتلبية مطالبها .   وكانت اللجنة التونسية لحماية الصحافيين قد نظمت يوم 05 جانفي إضرابا عاما عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح مراسلنا في تونس المناضل الحقوقي السجين بسجن المسعدين زهير مخلوف ، والكاتب الصحفي توفيق بن بريك . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  07 جانفي 2010 )


عائلة صحفي معارض مسجون تبدأ إضـرابا عن الطعام لإطـلاق سراحه


تونس (رويترز) – قالت زوجة الصحفي التونسي المسجون توفيق بن بريك يوم الخميس 7 جانفي انها بدأت مع سبعة من افراد عائلته اضرابا عن الطعام للمطالبة باطلاق سراحه فورا بسبب تدهور حالته الصحية. وقضت محكمة تونسية في اخر نوفمبر تشرين الثاني الماضي بسجن بن بريك -وهو معارض بارز لنظام الرئيس زين العابدين بن علي- لمدة ستة أشهر بعد ادانته بتهمة الاعتداء على امرأة في الشارع في محاكمة وصفها حقوقيون بأنها تهدف لاسكات انتقاده للحكومة. وقالت منظمات دولية تعنى بحرية الصحافة ان قضية بن بريك ملفقة بهدف تكميم انتقاده للرئيس وهو ما نفته السلطات التونسية. وقالت عزة الزراد زوجة بن بريك لرويترز « الحالة الصحية لتوفيق سيئة جدا وهو يعاني من عدة الام. السلاح الوحيد الذي تبقى لنا للدفاع عنه هو أجسادنا. » واضافت « لن نوقف الاضراب عن الطعام الا متى نال زوجي الحرية. نحن اخترنا ان نموت او نعيش بكرامة وحرية. » وجاء الاعلان عن بدء الاضراب بعد ان قال أفراد من أسرة بن بريك انهم صدموا لتدهور حالته الصحية عندما زاروه يوم الاربعاء بسجن سليانة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مصدر رسمي حول حالة بن بريك الصحية. واتخذت القضية بعدا دوليا بعد ان انتقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في وقت سابق اعتقال بن بريك وقال انه غير موافق على اعتقال صحفيين في تونس. لكن مسؤولين تونسيين قالوا ان بن بريك متهم بالاعتداء على امرأة عنوة والتهجم عليها بعبارات فيها مساس بالاخلاق الحميدة وانه لا أحد فوق القانون مهما كانت صفته. ويكتب بن بريك (49 عاما) في صحف فرنسية من بينها لونوفال اوبزرفاتور. وطالبت منظمة مراسلون بلا حدود التي تعنى بحرية الصحافة في بيان السلطات التونسية بالاستماع الى مطالب عائلة بن بريك وادانت استهداف الصحفيين في تونس. ويقول بن علي الذي يحكم تونس منذ 22 عاما ان بلاده حريصة على احترام حقوق الانسان وحرية التعبير وانها تتعرض لحملة تشويه من قبل بعض المناوئين. وانتخب بن علي الشهر الماضي لفترة رئاسية خامسة بنسبة 89.62 بالمئة من الاصوات. وينسب اليه العديد من التونسيين الفضل في ضمان الاستقرار الامني والرخاء الاقتصادي والاجتماعي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 جانفي 2010)  

أكّد أن لجنة حماية الصحفيين سدت الفراغ الذى أحدثه الإنقلاب على النقابة

محمد الحمروني عضو لجنة حماية الصحفيين :قررنا مواجهة قمع السلطة التونسية بالجوع


السبيل أونلاين – تونس – خاص   دعت « اللجنة التونسية لحماية الصحافيين » ، يوم 28 ديسمبر 2009 ، الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان في تونس وفي الخارج ، إلى الإضراب عن الطعام يوم الثلاثاء الماضي 05 جانفي 2010 ، تضامنا مع الصحفي والناشط الحقوقي زهير مخلوف والكاتب الصحفي توفيق بن بريك المعتقلين على خلفية تغطياتهم وكتاباتهم الصحفية والحقوقية .   وقال عضو اللجنة والمراسل الصحفي محمد الحمروني ، في حديث خصّ به السبيل أونلاين ، أن الإضراب كان ناجحا وشارك فيه العشرات من الصحفيين وحظي بمساندة شخصيات حقوقية وسياسية مهمّة ومختلف مكونات المجتمع المدني ، وبإهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية .   وأكّد أن أبناء مخلوف وبن بريك « يعانون بشكل لافت بسبب غياب أبويهما، وتعبر اللجنة عن خشيتها من التداعيات النفسية عليهم وتدعوا السلطة للكف عن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضدهم « .   وبحسب الحمروني فإن الإضراب هو رسالة إلى مختلف مكونات المجتمع المدني المحلية والدولية والى الصحافيين وهيئاتهم الدولية بأن السلطة التونسية قد تجاوزت كثيرا في إنتهاكات ، ولا بد من مواجهة القمع الذي تمارسه بالجوع وبكل اشكال النضال السلمية .   وقال بأن العرائض من بين الأشكال المتاحة في تونس وهي مؤثرة و تتوافق والإمكانات والظروف ، وشدد على أن لا يقع الإكتفاء بها .   وأكد الحمروني أن اللجنة إستطاعت أن تملأ الفراغ الذى أحدثته السلطة بعد »الإنقلاب » على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ، وتنصيب مكتب موازي للمكتب التنفيذي الشرعي . وأشار إلى الحصار البوليسي الذي فرض على بعض أعضاء اللجنة ومناضلي المجتمع المدني في تونس والذي كان يهدف إلى منعهم من الإجتماع وإفشال الإضراب .وفي ما يلي تفاصيل الحديث :   *** كيف تقيمون الإضراب والتفاعل معه ؟   محمد الحمروني : نحن نعتقد أن الإضراب كان ناجحا جدا بالنظر أولا إلى عدد الزملاء الصحافيين الذين شاركوا فيه (نحو 30 صحافيا) وتنوع مشاربهم من تونس ومن خارجها. وبالنظر أيضا إلى عدد ونوعية الشخصيات الحقوقية والسياسية التي ساندتنا مشكورة في هذا الإضراب (نحو 70 شخصية) مثل الأستاذ خميس الشماري الخبير الدولي في حقوق الإنسان والدكتور المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية والأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان وغيرهم كثير. ويمكنني القول إن إضراب الجوع كان محل اهتمام ومتابعة من مختلف مكونات المجتمع المدني في تونس وبالتالي تمكنت اللجنة من ملأ الفراغ الذي أحدثه انقلاب السلطة على نقابة الصحافيين.   *** ما هي الخطوات المرتبطة بيوم الإضراب سواء تجاه السلطة أو المنظمات الحقوقية ؟   محمد الحمروني :اليوم انصب اهتمامنا على متابعة التزام الذين أعلنوا مشاركتهم في الإضراب.كما انصب اهتمامانا على متابعة إعلانات الالتحاق بالإضراب التي تواصلت اليوم، أما الحيز الأكبر لاهتمامنا اليوم فقد انصب على الاتصالات التي قامت بها مع اللجنة عدة أطراف من الداخل والخارج منها عدد من وسائل الإعلام والمنظمات الدولية المدافعة عن الصحافيين للاستفسار عن الإضراب وعن مدى نجاحه والخطوات التالية التي ستعمد إليها لجنتنا في المستقبل.   أما السلطة فقد حاصرت اليوم بعض منازل الزملاء أعضاء اللجنة حتى لا يجتمع المضربون بها على غرار ما فعلت مع الزميل سليم بوخذير، إضافة إلى أنها حاولت مراقبة نجاح وسير الإضراب عن قرب ومدى التزام المضربين به بشكل دقيق جدا. وفي العموم فان الإضراب الذي أعلنّا عنه منذ أسبوع تقريبا جعل قضية الزميلين توفيق وزهير موضوع الساعة في تونس طوال الفترة الأخيرة … نحن أردنا من خلال الإضراب إبلاغ رسالة إلى السلطة والى مختلف مكونات المجتمع المدني مفادها أن المظلمة التي تعرض لها الزميلان مخلوف وبن بريك ستكون قضية الإعلاميين الأولى في البلاد وانه لا مجال لان تستمر السلطة في نهجها المتشدد تجاه الصحافيين من خطف واعتقال وضرب وترهيب، ومن هذه الناحية كان الإضراب صرخة في وجه الحكم مفادها كفى اعتداء على الصحافيين.   *** ماهي الخطوات المرتبطة بيوم الإضراب سواء تجاه السلطة أو المنظمات الحقوقية التونسية وفي الخارج وهيئات الصحفيين المحلية والدولية ؟   محمد الحمروني :مثلما تضمن الإضراب رسالة إلى الحكم، تضمن أيضا رسالة إلى مختلف مكونات المجتمع المدني المحلية والدولية والى الصحافيين وهيئاتهم الدولية.. رسالة مفادها ان السلطة جاوزت المدى في انتهاكاتها ضد الصحافيين، وان الإعلاميين في تونس قرروا مواجهة قمع السلطة بجوعهم وبطونهم الخاوية أصلا.   *** كيف تنظرون إلى شكل العرائض والإضرابات وحجم تأثيرها لصالح القضايا المتعلقة بها ؟   محمد الحمروني :العرائض وكل أشكال الاحتجاج على القضايا المتعلقة بها كقضية الدكتور الصادق شورو او توفيق او زهير او الطلبة الذين حوكموا مؤخرا هي أشكال نضالية سلمية متاحة وممكنة ومشروعة وهي مؤثرة ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا، ولنا في تجربة مساجين الحوض المنجمي خير دليل، والسؤال هو: هل يجب الاكتفاء بهذه الأشكال؟ هنا لا بد من شيء من التفضيل. فمن يستطيع أن يدافع عن القضايا التى يرفعها بوسائل أكثر تطورا كالإضرابات والاعتصامات فهذا مطلوب، ولكن هذا الأمر في بلادنا وفي ظل الحصار المطبق على مختلف مكونات المجتمع يبدو غير متاح دائما، لذلك فان كل واحد يضع من الوسائل والآليات ما يوافق إمكاناته واستطاعته وفق ظروفه.   *** هل لديكم تواصل مستمر مع عائلات زهير مخلوف وتوفيق بن بريك ،وكيف تجدون أوضاعهم المعنوية والإجتماعية ؟   محمد الحمروني :هذا الإضراب تم بتنسيق تام مع عائلتي مخلوف وبن بريك، بل إن بعض أقارب الزميلين كانوا من الفاعلين البارزين في الإعداد لهذا الإضراب على غرار الصديق جلال بن بريك اخو توفيق بن بريك.   أما عن وضعهما المعنوي والمادي فهو سيء إلى ابعد الحدود، فالي جانب المحاصرة والمراقبة والهرسلة التي تتعرض لها العائلتان، تعاني العائلتان وخاصة زوجة الزميل زهير من حصار مادي وذلك بحرمان زوجته من العمل ومحاصرتها في قوتها وقوت أبنائها. وتؤكد اللجنة التونسية لحماية الصحافيين إن أبناء الزميلين يعانون بشكل لافت بسبب غياب أبويهما، وتعبر اللجنة عن خشيتها من التداعيات النفسية عليهم وتدعوا السلطة للكف عن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضدهم .   *** ما هي الخطوات القادمة المنتظرة من طرف اللجنة بشأن إنتهاك الحريات الصحفية في تونس ، وبشان قضيتا زهير مخلوف وتوفيق بن بريك ؟   محمد الحمروني :نحن الآن سنترك الإضراب الذي قمنا يتفاعل ولدينا متسع من الوقت من الآن وحتى تحديد موعد للنظر في الاستئناف في قضية الزميلين، وفي انتظار ذلك نحن سنعد وسنبتدع من الأشكال النضالية السلمية ما من شأنه إبلاغ صوتنا وإعلان رفضنا لمحاكمة زملائنا وهي أشكال سنعلن عنها في حينها. (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  07 جانفي 2010 )


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة نابل مكتب الحقوق والحريات بــــــــــــــــلاغ التلميذة سلمى عبد الحميد تتعرض لاعتداء مزدوج على حريتها  

الاعتداء الأول: برغم التمنيات للجميع بسنة إدارية طيبة وهادئة شذت إدارة المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل عن ذلك التمني وبادرت إلى مضايقة التلميذة سلمى عبد الحميد المرسمة بالسنة الثانية والتدخل في حريتها الشخصية وذلك بمنعها من الدراسة ما لم تنزع عن رأسها الفولارة التي ترتديها ونظرا لاندراج هذا الموضوع ضمن المسائل العالية الأهمية فقد اختص به السيد مدير المعهد صالح الجمني حيث عمد بشخصه وصفته إلى إخراج التلميذة من الصف واصطحبها إلى الإدارة حيث أمضاها على التزام بعدم تغطية الرأس. الاعتداء الثاني: لم تنتهي معانات التلميذة سلمى عند ذلك الحد، بل كانت الهدية الثانية بمناسبة السنة الجديدة تنتظرها من طرف أعوان مركز الشرطة بجهة المرازقة من معتمدية الحمامات حيث مقر سكناها ولسنا ندري هل هي الصدفة أم هو التنسيق بين المعهد والمصالح الأمنية الذي كان وراء اقتياد التلميذة سلمى بعد نزولها من الحافلة إلى المركز حيث خضعت لسين وجيم تمحورت خاصة حول وضعية شقيقها المسجون بموجب قانون مكافحة الارهاب ثم أخلي سبيلها وقد تجاوزت عقارب الساعة السابعة مساء.

إن مكتب الحقوق والحريات بجامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي:

إذ يرفض كل تدخل في حق المواطن في اللباس والتنقل والتعليم المكفول دستوريا فإنه يعتبر عملية اعتراض الأمن لبنت عمرها دون السابعة عشر في أولى ساعات الليل وإخضاعها للبحث قصد الحصول على بعض المعلومات المتعلقة بشقيقها تجاوزا قانونيا وإنسانيا في حق هذه المواطنة ويحملهم مسؤولية أي مضاعفات نفسية ومادية يمكن أن تحصل للتلميذة. كما يذكر بأن الساهرين على تنفيذ القوانين هم أول من يجب عليهم احترامه إذ القانون فوق الجميع وليس على مجموعة دون أخرى. ملاحظة: التلميذة سلمى عبد الحميد هي شقيقة كل من الطالب ماهر عبد الحميد مسجون في تونس بعد أن سلمته سورية والطالب مرحلة ثالثة محمد عبد الحميد عضو مكتب الشباب للحزب الديمقراطي التقدمي بجامعة نابل. مكتب الحقوق والحريات المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم  


أساتذة جبنيانة والمعاهد المجاورة يضربون عن العمل

 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 06. جانفي 2010 قرر أساتذة التعليم الثانوي في كل من جبنيانة والحنشة والعامرة وحزق الإضراب عن العمل يومي 6 و7 جانفي 2010 بالتنسيق مع النقابة العامة للتعليم الثانوي احتجاجا على انتهاك حرمة معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة من قبل قوات البوليس التي اعتدت على التلاميذ والأساتذة والإداريين والعملة دون تمييز، ممّا أدّى إلى أصابات متفاوتة بعضها خطير لأكثر من 10 أشخاص حسب مصادر من الجهة. وكان تلاميذ المعهد قد دخلوا في تحرّك احتجاجيّ في إطار ما أسموه بأسبوع الغضب مساندة لمناضلي اتحاد الطلبة الموقوفين والمسجونين، والذي تنظّمه المعاهد الثلاثة بجبنيانة منذ مطلع هذا الأسبوع عبر وقفات احتجاجية ومعلّقات وتظاهرات مختلفة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2010)

عملة وموظفو معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة : لائحة اجتماع عام

الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس لائحة اجتماع عام


نحن مدرسي و عملة و موظفي معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة المجتمعين اليوم 6 جانفي 2010 بقاعة الأساتذة. علي إثر ما تعرض له معهدنا من اعتداء همجي ممنهج من قبل قوات البوليس ألحق ضررا بالتجهيزات والبناءات و التلاميذ والعاملين به من مدرسين وعملة و إداريين.  

1/ نندد بالإعتداء الهمجي الذي تعرض له معهدنا. 2/ نحمل السلط المحلية والجهوية مسؤولية هذا الاعتداء و نطالبها بمحاسبة مقترفيه والمحرضين عليه. 3/ نعتبر هذا الإعتداء مسّا خطيرا بحرمة المؤسسة التربوية و اعتداء على الحرمة الجسدية للعاملين بها وكرامتهم. 4/ نحمّل الإدارة الجهوية للتربية والتكوين مسؤولية حماية العاملين بالمؤسسة التربوية و جبر الأضرار المادية والمعنوية التى تكبدوها. 5/ نقرر الدخول في إضراب حضوري كامل يوم الخميس 7 جانفي 2009 بمختلف المؤسسات التربوية بمعتمدية جبنيانة.  
عن النقابة الجهوية للتعليم الثانوي الكاتب العام عامر المنجة عن النقابة الجهوية لعملة التربية الكاتب العام محمد شعبان عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة الكاتب العام سالم زيان
 
المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


وصية الى نواب مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت


لقد شهدت جهة بنزرت على مستوى العمل النقابي في العقود الاخيرة ركودا مخجلا لا يعكس طموحاتها.ولقد كان النقابيون طيلة هده الفترة مسلوبي الارادة منساقين اما طوعا او قسرا الى الدكتاتورية البيرقراطية ولم تنجح جهود بعض المناضلين في كشف المستور.وكما كل تراكم كمي يولدطفرة نوعية فان تراكم الاضطهادوالمعاناة من تواصل التزييف لارادة الكادحين بالجهة ولد سخطا لديها سرعان ماعبرت عنه بتخليها عن الجنرال كما كانوا ينعتونه.لكن وقفة الشغالين وبعض المناضلين لم تتواصل اد ان اغلبهم وقف على الربوة لم تجن منها الجهة اي فائدة فسرعان ما اكتشفنا ان الحرس القديم ظل محافضا على نهج قائدهم المخلوع .حيث انهم لم يضعوا في سبانهم اصلاح ما فسد بل سعوا الى افساد ما صلح دعما لمواقعهم ضمن المكتب التنفيدي الجهوي .فما كان يمرره الكاتب العام السابق في صمت وحبكة شيطانية اصبح هؤلاء ينجزونه علنا متحدين بدلك الجميع .فقد تواصل تزييف المؤتمرات وابتدعوا مكافاة الفاسدين واقصاء المناضلين وابرام الصفقات مع الاعراف ضد النقابات…حتى اصح امرهم عجبا .ايها النقابيون ان رغبتكم في عمل نقابي مناضل بالجهة قد ان لها ان تتحقق .فالشروط الموضوعية كلها متوفرة ولم يبق لكم الا الالتفاف حول مضامين وليس حول اشخاص.ايها النقابيون الاحرار اننا نتساءل اليوم باي مضمون سيقابل الحرس القديم النواب هل سيزيفون فيمرر تزييفهم ام سيكدبون ويصدق كدبهم ام يماطلون وحبلهم قد انقطع ام سيخلقون مشاكل جانبية وصراعات وهمية.ايها النواب .ايها النقابيون انكم الان وبصورة اخص مسؤولون امام ضمائركم وامام الطبقة الكادحة التي افقرها مصاصو الدماءمن الحرس القديم وامام الوطن الدي في حاجة ماسة الى جرءة وامام الله عن كل صوت انتخابي تضعونه في غير محله .فكن ايها المناضل الطامح حيث يجب ان تكون لا حيث يراد لك ان تكون وارفض الوصاية واخترمضمونا يعيد الكرامة لكل النقابيين . نقابي من بنزرتالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


سرقة مستوصف الفرنانة وأهالي القرية ينشدون الاطمئنان على ممتلكاتهم

 


حرر من قبل المولدي الزوابي في الإربعاء, 06. جانفي 2010 ذكرت مصادر مطلعة أن مستوصف سيدي سعيد بمعتمدية الفرنانة تعرض للسرقة، وقالت ذات المصادر أن عملية السرقة تمت بعد أن تم تهديم احد جدران المستوصف. يشار إلى أن معتمدية الفرنانة شهدت في الآونة الأخيرة عدة سرقات طالت للأبقار والأغنام كما يشار إلى أن عدد من المواطنين عبروا عن خشيتهم من تزايد نسق السرقات التي تطال املاكهم .  وفي ذات السياق اعرب الأهالي عن استغرابهم من عدم القبض على اللصوص ومعالجة دوافع السرقة التي اصبحت تهدد حياتهم وممتلكاتهم.  لاسيما بعد ان عجزوا عن معرفة مصير عشرات المسروقات التي قُدّمت في شانها بلاغات يعود تاريخ بعضها الى سنوات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2010)  


تونسيون يفتحون ملف اغتيال فرحات حشاد بعد 58 عاما


إذاعة هولندا العالمية/ هل قتل الفرنسيون الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد عام 1952؟ وهل يكون اعتراف أنطوان ميليور بأنه نفذ جريمة القتل وفقا لتعليمات رؤسائه في الأجهزة الأمنية الفرنسية، إدانة لفرنسا؟ وهل تستجيب باريس لمطلب التعويضات عن حقبتها الاستعمارية في تونس؟ هذا النقاش لا يزال يؤجج الساحة الإعلامية والسياسية في تونس، بينما قابلته باريس بالقول « إنه نقاش تونسي داخلي لا يعنينا. » يقول عبيد البريكي، رئيس لجنة اتحاد الشغل الملكفة بمتابعة قضية اغتيال النقابي فرحات حشاد « نحن نبحث منذ زمن طويل على خيط يمكننا من حجة دامغة لمتابعة قضية اغتيال فرحات حشاد، فلم نحصل على أدلة مادية باستثناء بعض الإشارات، إلا أن الشريط الذي تم عرضه مؤخرا في قناة الجزيرة الوثائقية القطرية وفر لنا الحجة الأساسية وهي الاعتراف الصريح للقاتل الذي ينتمي لمنظمة اليد الحمراء (…) حيث أثبت أنه قام بفعلته بناء على أوامر رئيس المنظمة الذي كان من ضباط الشرطة الفرنسيين في تونس. » وكان أنطوان ميليور نشر مذكراته منذ عام 1997 وتحدث فيها عن نشاطات « اليد الحمراء وضلوعه في عملية الاغتيال » إلا « أننا لم نهتد إلى ذلك وهو أمر غريب وكان علينا الانتظار إلى غاية بث الشريط على عبر وسائل الإعلام » حسب ما يقول عبيد التريكي. من جهة ثانية تزايد في تونس عدد الأصوات التي تنادي بالتحقيق في مقتل فرحات حشاد يتزعمها نجله نور الدين حشاد الذي قال « إن القضية لا تتعلق بمقتل فرد بل هي « جريمة سياسية وإرهاب دولة « باعتبار أن القرار اتخذته السلطات الاستعمارية والدولة الفرنسية حينها ولم يكن قرار مؤسسة الإقامة العامة الفرنسية في تونس. » كما انطلقت على موقع فايسبوك الالكتروني حملة لتجميع التوقيعات على عريضة مطالبة بفتح التحقيق في اغتيال حشاد انضم اليها عدد كبير من التونسيين وغير التونسيين. زعيم نقابي وسياسي سطع نجم فرحات حشاد المولود عام 1914، في تونس عندما أسس رفقة آخرين « الاتحاد التونسي للشغل المستقل » عام 1946. ولم تقتصر شعبيته على الداخل فحسب، بل ذاع صيته على المستوى العربي والدولي، ويعتبر من أبرز النقابيين الذين وقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي ودعموا حركة التحرر الوطني التي شهدتها عدة دول في المنطقة وخاصة في شمال أفريقيا (تونس والمغرب والجزائر ومصر). اغتيل فرحات حشاد على يد منظمة فرنسية تطلق على نفسها « اليد الحمراء » التي أسسها بعض المستوطنين الفرنسيين في تونس. وتم تنفيذ العملية في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، في الوقت الذي كانت تنظر فيه الأمم المتحدة في قضية الانتداب الفرنسي على تونس ومستقبله. اعترافات قاتل حشاد

وكانت قناة الجزيرة الوثائقية بثت في نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي شريطا وثائقيا مطولا حول ظروف جريمة اغتيال فرحات حشاد جاء فيها على لسان منفذ الجريمة أنطوان ميليور عضو « منظمة اليد الحمراء »الفرنسية » لقد تصرفت وفقا للتعليمات، وكان حشاد يمثل خطرا على فرنسا آنذاك (…) وليست لدي مشكلة مع العملية فإذا طلب مني تكرارها فلن أتردد. » واعتبر أن فرحات حشاد كان العقبة الأساسية في طريق وصول الحبيب بورقيبة إلى السلطة الذي كان مدعوما من باريس » حسب اعترافات ميليور. وأدت اعترافات أنطوان ميليور إلى استياء واسع في أوساط المثقفين التونسيين، وطالب هؤلاء عبر وسائل الإعلام وعبر الإنترنت من الحكومة التونسية دعوة فرنسا إلى الاعتراف بالجريمة وتعويض تونس عما جرى أثناء الحقبة الاستعمارية.  فرنسا: « نقاش تونسي داخلي »
ولم ترد إلى حد الآن أية مواقف رسمية من باريس حول النقاش الدائر حول اغتيال فرحات حشاد، والمطالبة الشعبية بضرورة محاكمة القاتل وربط القضية بالتعويضات عن الحقبة الاستعمارية الفرنسية في تونس. إلا أن وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران زار تونس في أكتوبر تشرين الأول وصرح أمام الصحفيين أن « مطالبة تونس بتعويضات من فرنسا عن الحقبة الاستعمارية هي نقاش تونسي داخلي لا يعني الحكومة الفرنسية. » وفي زيارة أخيرة قبل أسابيع لنفس للوزير المذكور إلى تونس، قال طارق الكحلاوي الباحث التونسي في دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتغرس في الولايات المتحدة « إن فريديريك ميتران طرح عليه السؤال حول اعترافات أنطوان ميليور بضلوع منظمة اليد الحمراء في اغتيال فرحات حشاد، لكنه أجاب باستهزاء حين قال ‘هل كانت يدا حمراء أو سوداء. »  ويضيف الكحلاوي في حديث إلى إذاعة هولندا العالمية « هذه القضية تلقى صدى شعبيا في أوساط المجتمع المدني والنقابات، ومؤسساتيا شبه رسمي من طرف المحامين التونسيين لإقامة محاكمة لقتلة فرحات حشاد، أما عن موقف الحكومة التونسية فيقول المتحدث إنه « إلى حد الآن لا توجد مطالبة رسمية صريحة بالرغم من الحملة الرسمية التي شنتها بعض الدوائر السياسية المقربة من السلطة بخصوص مطالبة فرنسا بالاعتذار عن حقبتها الاستعمارية في تونس. ويؤكد عبيد التريكي المكلف بمتابعة قضية اغتيال فرحات حشاد أن لجنته تواصل جمع ما يمكنها من الأدلة « لمتابعة من اغتاله ومحاكمة أعضاء منظمة اليد الحمراء بالاعتماد على الخبرات القضائية والدولية لمعرفة الحقيقة في اغتيال حشاد « فهذه القضية بالرغم من مرور 58 عاما من وقوعها فهي لن تزول بالتقادم الزمني. » حسب قول عبيد التريكي. (المصدر: موقع « إذاعة هولندا العالمية » بتاريخ 6 جانفي 2010)  


 

أقولها وأُمضي سلطة الإعلام وإعلام السلطة


صبري ابراهم  
لم تفلح كلّ عبارات التهنئة والتشجيع التي وردت علينا أوّل أمس بمناسبة صدور »الصباح« في شكلها الجديد، في أن تخفي حيرة أصحابها، وكلماتهم المعاتبة التي تسلّلت بين رسائل الثّناء والتشجيع. حيرة مردّها سؤال استبطنه كلّ من اتّصل مهنّئا أو مشجّعا: هنيئا لكم أناقتكم ولكن متى نرى إعلامكم؟ سؤال عكس تعطّش التونسي إلى مضمون إعلامي جديد، يخرج به من دائرة »يا مزيّن من برّا…«. والواقع أنّ الحديث عن الإعلام والمضامين الإعلامية في تونس، وان يبرز أحيانا بشكل مناسباتي، إلاّ أنّه يعكس انشغالا عميقا، بما أصبح عليه الواقع الإعلامي ورغبة ملحّة في تطويره. فهل لعيب فيه.. أم لعيب فينا؟  

لا يكاد يختلف إثنان في أنّ إعلامنا لا يعكس واقعنا وأنّ علّته تفاقمت حتّى كدنا نيأس من شفائها.  وأنّ علّته هذه لا شرقية ولا غربية. بل هي تونسية النشأة والتربية. فكيف لإعلام يغلب عليه اللون الواحد، والطعم الواحد والرأي الواحد أن يعكس ما وصلنا إليه أو أن يتيح ما نرنو إليه؟ وكيف لصحافة اختلط لديها الحكومي بالعمومي، أن ترقى إلى مستوى ما يأمله شعب تصرف أكثر من ثلث ميزانية الدولة في تربيته وتعليمه؟ كيف لإعلام يخلع على السلطة ثوب النزاهة النبوية أن يساهم في تقدّمها وتقدّمنا؟ كلّها أسئلة تؤثّث المجالس الخاصّة والعامّة والنقاشات الحميمية والعلنية حول مستقبل الإعلام في تونس. وهذا في حدّ ذاته علامة صحيّة على أنّ الضمائر بخير وأنّ الأمل في الإصلاح لم يمت فينا.  
جيّد، فأين المشكل إذن؟  
المشكل يكمن في أنّنا نشترك في تشخيص الدّاء، ونرفض وصف الدّواء. فالكلّ يشكو تردّي الواقع الإعلامي، وخواء مضامينه، ولكن الكلّ يرفض أن يكون طرفا في الحلّ، إذ لا يقرّ بأنّه جزء من المشكل. ولا أدري لماذا لا يحتمل الكلام في الإعلام »جلد الذّات« فيقتصر على التملّص من المسؤولية، فتنتقد الإدارة »الصّنصرة الذاتية«، وغياب المبادرة وتشابه المضامين.. لينتقد »أهل مكّة« الإدارة التي غلّبت إعلام السلطة، على سلطة الإعلام. والواقع أنّ الكلام في الإعلام، بدأ ينحصر تدريجيّا، عن سوء نيّة أو حسنها، في ما تقدّمه (أو لا تقدّمه) السلطة من ضمانات للنّهوض به. فمن قانون الصحافة، والإشهار العمومي، إلى الخطاب التلفزي والإعلام العمومي، إلى تكوين الصحفيين، كلّها مواضيع تحتاج معالجة أصبحت اليوم أكثر من مؤكّدة لفتح المجال لفضاء إعلامي أكثر انفتاحا، وأكثر التصاقا بمشاغل التونسي. وكلّها مجالات تعطي فضاء رحبا لنقد الإدارة أو انتقادها.  
ولكن هل تختزل هذه المسائل وضع الإعلام التونسي؟  
أكاد أجزم أنّ لهذه العملة وجها آخر قد نتجاهله جميعا لكنّه في رأيي أصل الدّاء، وهو إصرار إعلامنا على أن يخلع على السلطة ثوب النبوّة التي لم تدعها يوما وما تنبغي لها، وإصرار بعضنا على أن يكون أكثر ملوكية من الملك فيوجّه الإعلام في غير ما سُخِّر له. فمتى يخلع إعلامنا »جلباب الملك« ليهدي إلى السلطة عيوبها فتستفيد ونستفيد؟ ونستعيد ثقتنا في إعلامنا، فتتعزّز ثقة قرائنا فينا. رئيس التحرير (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جانفي 2010)
 

رئيس الدولة يعبر عن عميق حزنه وبالغ أسفه لفقدان السيد فيليب سوغان

قرطاج 7 جانفي 2010 (وات) عبر الرئيس زين العابدين بن على حال بلوغه نبا وفاة السيد فيليب سوغان رئيس دائرة المحاسبات الفرنسية ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية الأسبق عن عميق حزنه وبالغ أسفه بفقدان صديق شخصي له ولتونس بلد منشئه الأصلي وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفرنسية منوها بخصال الفقيد رجل السياسة والفكر والأدب. كما عبر الرئيس زين العابدين بن علي عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر تعاطفه مع أسرة الفقيد وعائلته السياسية الموسعة وعن مشاركته إياهم أحزانهم بهذا المصاب. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 7 جانفي 2010)  


التحوير الحكومي  في تونس: لم لا ؟

مرّ على الانتخابات في تونس أكثر من شهرين و كان الحديث مترددا وخافتا عن تحوير حكومي ما قد يليها مباشرة. ولكن طالت فترة الانتظار ولم يتزحزح كرسي وزير واحد، فتقلّص هامش التخمينات والتوقعات، رغم صخبها في الكواليس والجلسات الخاصة، من تعديل شامل إلى ما بين بقاء الأمر على حاله وبين تعديل جزئي ربما يشمل وزارتين أو ثلاث، ليس من بينها الوزارة الأولى التي لم يسبق منذ 7 نوفمبر 1969 تاريخ إحداثها أن تجاوز البقاء على رأسها عشر سنوات، وهو الرقم القياسي الذي يبدو أن السيد محمد الغنوشي بصدد تحطيمه، عن جدارة في نظر البعض، و دون جهد خارق في نظر البعض الآخر باعتبار محدودية صلاحياته والصبغة التكنوقراطية الطاغية على الحكومة. وإذا كان تعيين الوزراء وإقالتهم من المشمولات الدستورية لرئيس الجمهورية الذي يوجه السياسة العامة للدولة، فإن التعديل الوزاري المأمول ليس مطلوبا لذاته ولا يعني مجرد تغيير الأشخاص بقدر ما يهم تعديل السياسات. ولئن كانت النتائج الانتخابية الأخيرة الكاسحة كالعادة لفائدة الحزب الحاكم ومرشحه للرئاسة تبدو للوهلة الأولى مطمئنة للسلطة التي يمكن لها أن تتمسك بمقولة الاستقرار « لا نغير فريقا فائزا » ، فإنها لا تعفي في اعتقادنا الحكومة الحالية من مسؤوليات حقيقية وانتقادات جوهرية أشارت إليها بدرجات متفاوتة بعض البرامج والبيانات الانتخابية لأحزاب المعارضة ومنها حزب الوحدة الشعبية الذي بيّن مثلا بوضوح أن الحكومة قد فشلت في تقليص نسبة البطالة التي لم تتراجع ولو بنقطة واحدة طيلة السنوات الخمس الفارطة في حين كان التشغيل المحور الأول والشعار الأبرز للبرنامج الرئاسي سنة 2004، أي قبل أربع سنوات من اندلاع الأزمة العالمية الأخيرة التي تكاد تصبح شماعة جميع الإخفاقات و النقائص الماضية والحالية وربما المستقبلية. و دون تهويل، تبرز مؤشرات موضوعية أخرى عديدة أن غيوما قد تراكمت، مما خلق شعورا عاما، وليس فقط في صفوف النخبة، بشيء من الاختناق والانغلاق ولا سيما خلال السنة الأخيرة 2009، لا يمكن لأي حكومة مهما تقلصت صلاحياتها، أن تنأى بنفسها عن تحمل مسؤوليتها.  فقد تضاعفت التحركات النقابية والاحتجاجات العمالية رغم الانفراج الحاصل في قضية الحوض المنجمي بعد العفو الرئاسي، وحدث ما حدث للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و تنامى العنف و حملات الثلب والتشهير والتهديد وتعكرت الأوضاع أكثر في الجامعة بسبب الخلافات المستمرة بين الوزارة والأساتذة والمحاكمات القاسية التي طالت مؤخرا عددا من مناضلي ومناضلات الاتحاد العام لطلبة تونس… والقائمة تطول في مستوى الملفات العالقة بالساحة السياسية والحقوقية والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية. كل ذلك غذى من حجم التوقعات والانتظارات التي يخشى بعض أصحابها أن يكون لها مآل التعديل الوزاري المحدود والمثير للجدل الذي حدث مؤخرا في مصر رغم اختلاف الظرف بين انتخابات قادمة هناك وانتخابات سابقة هنا.  ومهما يكن من أمر التعديل أو التحوير عندنا، فإن الأكيد أننا في مفتتح  مرحلة جديدة وحساسة، لاعتبارات  قد تتجاوز الحكومة،  ونأمل أن تتضح فيها الرؤية فعلا، بعيدا عن أي ضبابية أو ركود. عادل القادري


تحية إلى المحامي الدكتور سليم بن حميدان تعليق على مقال بعنوان : Ensemble pour un RETOUR DIGNE Salim BEN HAMIDANE

صادر بتاريخ 6 جانفي 2010  


في مقال للمحامي الدكتور سليم بن حميدان بعنوان « عودة المهجرين التونسيين بين الإرادة والمستحيل » بتاريخ 18-11-2009 http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1995 يقول الكاتب:  » يعي جميع أعضاء المنظمة أن عودتهم، في إطار مقررات لائحتهم العامة المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي، هي من قبيل المستحيل في الظروف الراهنة، ولكنهم يدركون في المقابل أن مستحيل اليوم قد يكون ممكن الغد وأن ليس لهم إلا الإرادة والصبر سلاحا لتحقيق الأمل شريطة أن تكون هذه الإرادة متوهجة ومتحررة في ذاتها من أمراض العمل الجماعي والزعامة الوهمية.  » أكرر ما حبره هذا المحامي فهو يقول » يعي جميع أعضاء المنظمة أن عودتهم، في إطار مقررات لائحتهم العامة المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي، هي من قبيل المستحيل في الظروف الراهنة » كان أولى بهذا المحامي أن يوضح ما الذي تغير في الظروف الآن حتى يكون له حديث أخر؟ أم أنه الوحي و التكليف الألاهي  دفعا المحامي للنفخ في المنظمة من جديد و اختار النفخ باللغة الفرنسية التي تكلفه مراجعة نصوصه و إعادة صياغتها حتى تتوافق مع لغة فلتير.. أستاذ سليم، أدعوك للكتابة بالعربية فذلك أقل كلفة، و مدعاة لتتذكر ما كتبت للمستعربين « نحن » قبل هذا التاريخ.. فليس هناك مبررا واحدا للكتابة باللغة الفرنسية لمناضل سياسي كان في سابق العصر و الأوان « إسلامي »، يدافع عن الهوية.. و رغم علم و يقين الأستاذ سليم بالـ »معاناة » التي سيلقاها من يتصل بالسفارة حيث يقول:  
 
« Au terme de longues années d’attente et de tracasseries administratives,  jalonnées par des humiliations ignominieuses et récurrentes, le pauvre requérant, maudit et malmené, sera enfin incité à manifester sa pleine gratitude envers ses bienveillants maîtres. » « humiliations ignominieuses » : lire « humiliations les plus ignominieuses (dégradantes) »  
 
علما أن هذه الـ »معاناة » قد نفاها الكثير و أخرهم الدكتور النوري… أعيد،  رغم علم و يقين الأستاذ سليم بالـ »معاناة » التي سيلقاها من يتصل بالسفارة يقول هذا الأستاذ في نقس مقاله « عودة المهجرين التونسيين بين الإرادة والمستحيل » « غير أن الوعي والاحترام المبدئي الكامل لاختيارات المهجرين، المتضمن في مبادئ المنظمة ومقررات مؤتمرها التأسيسي، دفعا قيادة المنظمة إلى توجيه رسالة داخلية لجميع أعضائها عبرت فيها بوضوح عن تجندها للدفاع عن الراغبين في التسوية الفردية مع تأكيد التزامها المبدئي بمواصلة النضال حتى تحقيق الحل الشامل وإنهاء محنة التهجير بعودة آخر مهجر إلى أرض الوطن في أمن وكرامة. » أن الوعي والاحترام المبدئي الكامل لاختيارات المهجرين، المتضمن في مبادئ المنظمة ومقررات مؤتمرها التأسيسي، تحوّل الآن إلى تشكيك في  » الراغبين في التسوية الفردية » و وصف خطواتهم بالـ « غامضة » بعد أن وعد بالدفاع عنهم و عن حقهم في الاختيار.. و لعله الوحي و التكليف الألاهي يدفعان المحامي للنفخ في المنظمة من جديد و الدعوة إلى التفاف حولها و و.. و قي هذا الإطار نزل على الأستاذ سليم، هذا المقال بلسان فرنسي مبين.. فبلغه إليكم بسرعة دون إضاعة الوقت في تحويله للعربية.. مقالات سليم لا يمكن أن تكون إلا ملئ بالتناقضات، ارتباطا بشخصه، و الموقع و المهمة فهو نهضوي أصبح عضو مؤسس في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، دون أدنى نقد علني لتجربته الأولى، و هو الآن عضو قيادي في جمعية « منفيون »… لن يتوقف المحامي الدكتور سليم عن كتابة الشيء و نقيضه حتى يلج الجمل سمّ الخياط..  7 جانفي 2010 حامد بن منصور/ ألمانيا  

الصحبي العمري:بــيـن الـــتّــبــرئــة والــتّـعـرئــة 5

 


بقلم: الصحبي العمري ** السّعي الخفيّ لاستدامة الأزمة الحقوقيّة والسّياسيّة  
لقد تحوّلت التّحالفات الغير متجانسة والأصوات الخارجة عن السّرب إلى عنصر إستدامة أزمة المشهد السّياسي والحقوقي في تونس نظرا لتوظيف الخلاف في الرّؤى والتّباين في وجهات النّظر من زاوية إختراقات مخابراتيّة إقليميّة وعالميّة لبست بدلات حقوقيّة وسياسيّة تديرها عولمة تزيل الحدود الجغرافيّة وتخترق سيادة البلدان بتمويلات مرصودة للغرض من وراء البحار لأفراد محلّية متشابكة المصالح مع دوائر أجنبيّة. إنّ عهدة الموقف تتغلّب على عهدة المأساة للتّصدّي للإنجراف السّياسي والحقوقي الذي يقود نحو الإفلاس الأخلاقي بتطويع المواقف وشراء الذّمم. إنّ مسؤوليّة جهاز الأمن في تونس مناطة بعهدته سلامة المواطن وإستقرار البلاد الذي أرهق إستنفاره المزمن جميع هياكله إلى درجة إستنزفت فيها الجهود والأموال دون أن ينجح السّاهرون على إدارة السّلط الأمنيّة في إستمالة المواطن لتقدير مجهودات قطاع الأمن الذي ربح النّفور من تضحيّاته وإنضباطه في وظيفته التي تداخلت فيها المصالح الفئويّة بقناع سياسيّ متحزّب يرجّح كفّة طرف على الآخر في إطار يحجّم ويقزّم دور أطر ومهمّات المجتمع المدنيّ الذي تهمّش أداؤه دون أن يستطيع ترميم ذاته نظرا للإحباط والعراقيل والإنحرافات التي أصابت عناصره. ** نتائج عكسيّة لمجهودات أمنيّة لم تقدر على تطويع المساعي  
إنّ عقليّة الوصاية على إستقرار وأمن البلاد من طرف مختلف الأجهزة الأمنيّة ودوائرها تحوّلت إلى هاجس يقلّص من مجالات الحرّيات العامّة والخاصّة ويهمّش دور المواطن في الحفاظ على سلامة الوطن ومناعته. لقد تحوّلت هذه المسؤولية إلى صيغة وظيفيّة إستئجاريّة تضمن السّير العادي لدواليب النّظام القائم في تونس دون السّعي إلى إستمالة المواطن في إحترام دور الأمن في مجالات الإستقرار والتّنميّة بعد أن تجرّدت مؤسّسات الدّولة من زمام المبادرة والمسؤوليّة في إتّخاذ القرارات الجريئة والشّجاعة التي تمسّ الشّأن العام حتّى أصبحت تتوكّؤ على مؤسّسة الرّئاسة في إنتظار تدخّل سامي من سيادة رئيس الجمهورية في كلّ ما يخصّ الإشكاليات الحاصلة في إدارة الشّأن العام في غياب ثقافة ودور المؤسّسات في ذهنيّة المواطن. تفشّت في البلاد أنواع من أساليب الممارسات الأمنيّة الرّادعة والرّافضة لأيّ تعديل يسمح بفسحة من التّنفّس التّعدّدي المستقلّ عن أجهزة السّلطة وتعالت الأصوات المندّدة بذلك بين الدّاخل والخارج. تداخل الأمن والقضاء والإدارة والحزب الحاكم في إنشاء جفوة فكريّة وحقوقيّة وسياسيّة طالت هرم السّلطة وتطلّعات الشّعب حتّى برزت بؤر توتّر في مؤسّسات الدّولة تعبّر عن الشّعور بالحيف والإحتقار الذي تغذّيه نزعة الوصاية والإحتواء التي يحترفها أقطاب في أجهزة النّظام. تصمت السّلطة حتّى تخطئ المعارضة السّياسيّة والنّشطاء الحقوقيّون الذين يعبّدون الطريق أمامها بإستفزازاتهم المجانيّة ثمّ تتكلّم السّلطة من خلال الممارسات والأفعال بواسطة أجهزتها التي لا تحترم عادة الضّوابط وحدود المشمولات. وفي المقابل , تحسّرت عديد الأطراف الشّعبيّة على وفاة عناصر من السّلفيّة الجهاديّة في مواجهات سليمان أواخر سنة 2007 دون أن يتأسّف أحد على مقتل أيّ عون أمنيّ أو عسكريّ في هذه الصّدامات المسلّحة الغريبة عن بلادنا. لكنّ التّحاليل والإستنتاجات السّوسيو – أمنية غابت عن دراسات معاينة هذا الإشكال المسكوت عنه لأنّ التّضحية في سبيل الوطن تختلف في مغزاها النّبيل عن التّضحية في سبيل النّظام والأشخاص. ** وسائل وإمكانيّة التّدارك في إزالة أسباب الإحتقان المتنامي  
إنّ ترميم هذه المعادلة وتدارك هذا الوضع أمر ممكن لو تتوفّر الإرادة السّياسية الصّادقة وتترفّع قيادة البلاد عن عقليّة المؤامرة والتّآمر حتّى يتسنّى للمسؤول الرّفيع المستوى الخروج من دائرة التّردّد والإرتباك وقبول النّقد والإتّهام للمضي قدما في خدمة الشّعب بضمير وطني متميّز وذلك بالإنتقال من مجال إختبار حسن النيّة إلى مرحلة تفعيل بوادر الثـّقة والتّواصل مع النّخبة الوطنيّة الصّادقة من المجتمع المدنيّ لإزالة درجة توتّرات مجانيّة يحافظ عليها متنفّذون في أجهزة الأمن والإدارة مازالوا يعتبرون أنفسهم عناصر أساسيّة لا يمكن الإستغناء عليهم بترديدهم المزمن لإسطوانة الولاء والتّأييد الذي يعكّر صفو المشهد السّياسيّ والحقوقيّ في تونس لخدمة أباطرة الإنتهازيّة والمحسوبيّة في البلاد. وفي الحقيقة والواقع ، إنّ هؤلاء المتنفّذين في أجهزة السّلطة مطّلعون ويعرفون أكثر ممّا يعرفون من تجاوزات وإنتهاكات وخروقات لم تطلها يد العدالة والتّتبّعات لأنّ الجميع متواجد في مستنقع واحد. إنّ الشّعور بالقلق والإحتقان في الأوساط الشّعبيّة تغذّيه معاناة عدم الإعتراف بصعوبة التّحدّيات المحلّية للإقرار بفشل التّوجّهات الصّدامية والإقصائيّة التي أدّت إلى شلل مجتمعي يقتات من التّغافل عن إسناد دور أكبر وواضح لأعضاء الحكومة مع تفعيل نشاطات المؤسّسات المدنيّة بتمويلات جهويّة مستقلّة عن الميزانيّات الوزارية السّنويّة المرصودة لدعم إقلاع عمليّة التّنمية الشّاملة وتعزيز الإعلام التّعدّدي بجيل جديد من الصّحافة الشّبابيّة المستقلّة وذلك لإزالة الصّورة الخشبيّة لإعلام لا يستخدم العقل للتّميّز والتّنوّع في نقل الواقع المعاش وإبداء مقترحات التّدارك والإصلاح. ** ذرائع الحفاظ على وضعيّة سوسيوسياسيّة شاذّة  
إنّ تخوّف أجهزة الأمن المتنفّذة في البلاد من عدم السّيطرة على الوضع وعدم مواكبة نسق التّطور الحضاري يجعل كفاءة عناصرها ووطنيّتها محلّ ريبة وشكّ تسبح ضد التيّار لكبح تصّورات المستقبل التي تستجيب إلى تطلّعات الشّعب الذي يصبو إلى الإنفتاح السّياسي والحقوقي الملموس تعبيرا عن تناغم النّضج الثّقافي والحضاري والأخلاقي بين القمّة والقاعدة في أجهزة السّلطة ومؤسّساتها. لقد نشأت عقليّة المؤامرة والتّآمر في أروقة وزارة الدّاخلية وتسرّبت من خلالها إلى مؤسّسة الرّئاسة حتّى تحوّل هذا الفيروس إلى حاجز يعيق بروز جموع من النّخبة الوطنيّة رفضت الإنصات والتّعامل مع مصادر » النّصح  » المأجور والتّمويلات المشبوهة من خارج البلاد في إطار تنميّة الدّيمقراطيّة في الوطن العربي وتحت تسميّات إعلاميّة وعناوين حقوقيّة أخرى إستجلبت هواجس المضاربين والإنتفاعيين في الميدان الحقوقي والمعارضة السّياسيّة. (المصدر: صفحة الصحبي العمري على فايسبوك بتاريخ 7 جانفي 2010)  


مسار شورو، مكمل لخيار مورو

مقامـة بقلم: خلدون الخويلدي حدثني مصعب بن جبير قال: ذات يوم، أُخرِس في بلدي معظم القوم، أو اضطروا الى الصوم. فرضت على الجميع كلمة الإصمات، كأنما أصيبوا بالصمات، فما فاه لأحد لسان، و لا نبس ببنت شفة إنسان، لما حكم على الأحرار بالإعدام، رأيت الناس بكما كالأنعام، و صما كالأصنام. ألجموا عن النقد، رهبة أو أغروا بالنقد، على الملإ و مدار الساعة، يظهر أستاذ في التلفزيون و الإذاعة، ليؤدى واجب السمع و الطاعة، و ذهب الكثير الى المداراة، بدل النصح و المصافاة. انتشر الطمع، و اختفى الورع، و انساقت قدم الى زلة، و نفس الى ذلة، و الرشوة سبب العلة. في بلدي خلت من الفكر الجعاب، و انتشرت للعضلات الألعاب، فلا حديث الا عن الكرة، و بعد كل أحد نعيد الكرّة، بعبارات ما تحت الصرّة، يستحي منها الشهم و الحرّة. قد نهينا عن سب الدهر و الزمان، و لما سلبنا الأمن و الأمان، و من الرزق ذقنا الحرمان، أو خفنا على ديننا من الإفتتان، أجبرنا أن نهجر على حبها الأوطان. لقد وصل القمع أن تمنع المحاضرة، و المشاركة في المناظرة، فأصبح الواحد أنحل من القلم، و البلد أقحل من سفح العلم. ثم رام من تبقى المغادرة، بعد أن فاضت المصادرة، الى الفكر و الحرية، و الى تجويع العيال و الذرية. و أضاف مصعب قائلا: و إن أنت لنفسك النجاة اخترت، فهادنت و ما سافرت، و كتبت ذلك في صحف صفراء و عبرت، و أنك من نظارة الحرب، و نأيت عن الممانعة ونددت بالضرب، بل و أدمنت على المسلسلات و برامج التحاجي، ثم أدليت بالحِجاج، أنك تقبل تخلف الحُجّاج، وأن الحجاب لباس طائفة، تونس منها مرعوبة خائفة، و أن الشارب و اللحى، سوف تطحن البلاد كالرحى، فلا تدعي بعد هذا أنك من الصفوة، أو أن لك ريحا من نخوة. أما من حمل النفس على المكاره، فنادرا ما عاد سالما الى داره، و بين السؤال و الجواب، في غرف الإستجواب، يرى العجب العجاب، و سيان إن أنكر أو أجاب. لكن رجالا لنا صبروا، و للصراط عبروا، كل منهم صادق، هجر حياة الدعة و الفنادق، دفعوا في حرية البلد، ما لا يدور بالخَلـَد، فذاب ما بين العظم و الجلد، و منهم من جاد بروحه الى جنات الخلد. ثم ختم بن جبير بالقول: و أذكـِّر بهذه الملاحظة، لمن على المبدإ اختار المحافظة، أنه من تخفيف الأحزان، عند الشدة مساندة الإخوان، من وثبوا إذا وثبت، و يثيبون إن استثبت، لأن قبح الجفاء، ينافي الوفاء، و أنه عند الوجل، يظهر معدن الرجل، فبعد اليوم لا تثريب، و لا تشريق و لا تغريب. و أدعو لاتـِّباع الوسائل، لحل أعقد المسائل، و أن تجاهل الحقوق، هو من أسوء العقوق، و أن مسار شورو، مكمل لخيار مورو، فلننهض ولنتقدم و لا نلف أو ندور، تجنبا لمنطق الرِّيـَب، و رفقا بأصحاب الرُّتب، و أنه لا ضير إن تعددت للطريق الخرائط، و للهدف الوسائط (المصدر: « الحوار.نت (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 7 جانفي 2010)  

حركة النهضة بين مفترق طريقين مقالات السيد بوعبدالله نجار البلدي والسيد العربي الجندوبي

بقلم محمد سعد (*) قد يلتزم المرء الصمت لدهر لكن للابد قد يجعله في صف الراكنين  عدد او جم غفير من ابناء الحركة اختاروا بدفع او لحاجة الابتعاد ليس اختيارا للركون وانما احتجاجا  على ماهو سائد داخل الجماعة منذ صعود بن علي للحكم وبقيت هذه الغالبية الصامتة رفضا للسياسات المتبعة ورفضا لسلوك القيادات التي لم تحسن التصرف  , تنظر وتراقب حتى جاء من تحدى الصمت  وكسر كل الضوابط الداعية للاكتفاء بالمراقبة عن بعد , فتتالت الكتابات المتمردة على ما هو سائد فانطلقت الاصوات الناقدة المنتقدة  التي يجمعها الرفض وان اختلفت في اسلوب التعبير عن الرفض من ابرزهاهذه الفترة كتابات السيد ابو عبدالله النجار البلدي التي تصدى لها من يكرسون السياسات والسلوكيات التي ابدت الوضع الراهن المتردي متسترين احيانا ومعلنين حينا من ابرزها كتابات السيد العربي الجندوبي وان كانت الردود تتالى فينال كل كاتب لمقال من يرد عليه مناصرا او محاربا فينال مقاله نصيبا من التقويم او التقييم وانا كابن للاتجاه الاسلامي سابقا وكرافض في الوقت الحالي  للسياسات والقيادات الحالية محملا اياها الاصرار على الخطيئة اريد تقويم ردود السيد العربي القاسمي على ما كتب ردا على  الاخ البلدي السيد العربي القاسمي هو رئيس فرع حركة النهضة في سويسرا والتحق بالحركة بعد ان سبقه اليها الاخ البلدي فالاخير من المؤسسين للحركة والعربي من اللاحقين الذين غابت عنهم الكثير من الحقائق والمعلومات وان حاول ان يظهر بمظهر العارف والمطلع والمدافع عن الحركة التي هي ملكا لكل من ساهم في تشييدها  , ولن تكون باي حال وتحت اي ظرف ملكا لمن هم الان في التنظيم  وهم قلة مقارنة بغيرهم حديثي مع السيد العربي سيكون في شكل بعض الاسئلة التي اود ان يرد عليها حتى تتجلى الصورة ناصعة للجميع , وان كنت متاكدا من ان السيد العربي او امثاله لن يردوا على اسئلتى لخوفهم من الحقائق ان تتجلى , وسيجدون الكم الهائل من الاعتذارات , وان ردوا فلن يكون على كل الاسئلة التي ابتغي من ورائها ان نطلع المتتبعين عن حقيقة مايدور  ونساعد من يبحث عن الحقيقة ان يدرك مسارها وكيفية صياغتها فالعلن كله خير سيد العربي لماذا تخلى العديد من ابناء الحركة عن التنظيم وخيروا الابتعاد او الاستقالة؟ كم كان عدد انصار الحركة في سويسرا في عهد سلفك وكم عددهم في عهدك؟ عندما ترد وتقول ان الحركة قامت بمراجعة او نقد لمسيرتها  في العلن هل تتشجع انت وتنشر هذه المراجعات على صفحات النيت حتى يحكم  الجميع لها ام عليها  , لان غيرك اعتبرها مجرد مذكرات الذين انتقدوا الحركة في العلن لم يجدوا ملاذا  او فسحة داخل التنظيم الذي استولى عليه امثالك من الراكنين لتصنيم الحركة  فلماذا تتهمهم بالتخاذل لماذا اذا غادر احد ابناء الحركة التنظيم رافضا  للسياسات المتبعة وللقيادات  الحالية من امثالك تنقلب حسناته الى سيئات اي عكس مسار الشريعة   ,اليست له حسنات تذكرنا بها اعتبرت انسحابه خطيئة  اليس اصرار امثالك على نفس النمط المميت  الذي قتل وشردة اكبر من الخطيئة هو فقد رصيده بالانسحاب هل تريد ان تشير همسا ا ن رصيدك انت قد زاد بالبقاء في التنظيم والالتحاق بالقيادة ترى ان  الخلاص الفردي هو انتحار ونهاية  هل الاعداد الهائلة من المنسحبين والمستقلين والجامدين والمتجمدين تراهم عينك القيادية فردا انا ارى الاصرار على التنظيم اصرارا على الخطا والابتعاد عنه رفضا للخطا  ما تقول انت من يملك برهان الحقيقة لا يخشى من العلن اليس كذلك لو عاد المنسحبون والمستقلون للعمل اين ستكون انت منهم ومعهم اسئلة اطرحها والاجابة عنها قد تنير وقد تستنير وقد تثير وقد تثار هذا ان حصلت الاجابة (*) منسي في غياهب فرنسا (المصدر: « الحوار.نت (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 6 جانفي 2010)
 

أنصف الإسلام يا منصف وأنصف المرازيق

أن يخالف الدّكتور المرزوقي الإسلام و لا يقتنع به كحلّ لمشاكل البشرية فهذا من حقّه  وكلّ امرئ بما كسب رهين … أمّا أن يستهزئ بهذا الدّين العظيم وبمبادئه وقيّمه فهذا أدهى وأمرّ وهو ممكن أيضا وقد فعله كثير من قبله فحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وهو أمر يفسد الكثير بين حلفاء تحالفوا على مقارعة الظّلم وعلى العمل السياسي المشترك ويعتبر ما أقدم عليه الدّكتور منعرجا كبيرا في خياراته السياسية له بالتّاكيد تبعاته وتأثيراته على التّحالفات القائمة رغم الشّعبية المتواضعة جدّا لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الّذي يظلّ مع ذلك فصيلا سياسيا كامل الحقوق والواجبات. كنت دائما أعتبر أنّ الدّكتور المرزوقي رجل شجاع وصاحب خطاب صريح وقد عبّرت له أكثر من مرّة عن ذلك ، ذكر ذلك أم لم يذكر ، ولكن في السّنة الماضية وأثناء انعقاد مؤتمر حقّ العودة في جونيف صدر من الدّكتور تصرّفا استغربته كثيرا منه وهزّ عندي الصّورة النضالية للرّجل. هذا التّصرّف لا يمسّ الأخلاق الحميدة وإنّما يتعلّق أساسا بالسّلوك السياسي النّضالي. أسررت ما وجدت من الدّكتور في نفسي ولم أبده ولكنّ كتابته اليوم وتهجّمه وتهكّمه على الإسلام أعادت إلى الذّاكرة ذلك السّلوك (السياسي النّضالي وليس الأخلاقي حتّى لا أمسّ من ذمّة الرّجل) ورسّخت لدي مبدأ أنّ المرزوقي لن يكون حليفا للإسلاميين في معركة الحرّية. لقد ردّ الكثير من الإخوة على تهجّمات المرزوقي على الإسلام وقالوا ما يحقّق المعني ويغني عن الزّيادة وأسجّل هنا تحفّظي على بعض العبارات الواردة في الرّدود مع تفهّمي الكبير لدوافعها و أودّ في هذه المساهمة أن أحاول فهم ما كتبه الدّكتور المرزوقي. إنّ المتأمّل في السّاحة العالمية وفي صراع الأمّة مع خصومها يجد أنّه كلّما مرق مارق عن هذا الدّين وجرّد قلمه لمهاجمته إلاّ واحتضنه الغرب وأعلى له المقام وصنع منه رمزا وأغدق عليه من الجوائز العالمية وأيّده وناصره … وتونس بدأت خماسية جديدة ستنتهي بعدها حتما إلى تداول في هرم السّلطة سواء كان ذلك ضمن الفريق الحاكم ، وهذا هو الأكثر احتمالا ، أو عن طريق من يسانده الغرب ويوصله للحكم عن طريق « دبّابة شفّافة ناعمة لا تثير الحفيظة » ليواصل عملية الإستعمار غير المباشر وارتهان القرار السيادي والحيلولة دون أن تنهض بلادنا وتنعتق وتتحرّر فهل يكون الدّكتور  المرزوقي قد رشّح نفسه طواعية لهذه المهمّة القذرة ؟ لا أرتضي ذلك لرجل!!! أم أنّ المرزوقي كان منذ البداية مغالطا لحلفائه لمصلحة ما وقد خانته لحظة صدق فباح بما حوى صدره وعبّر عن موقفه الصّحيح من الإسلام والإسلاميين ؟ إن كان ذلك كذلك فهي رعاية ربّانية لحركة النّهضة نحمد الله عليها ونسأل الله الهداية للدّكتور المرزوقي. بعد بضع سنوات منذ تأسيس التّجمّع من أجل الجمهورية يكون قادته قد وقفوا على مدى تغلغل خطابهم في الشّارع التّونسي وحقيقة وزنهم وشعبيّتهم وبالتّالي فرصهم الحقيقية في أن يأخذوا موضعا مؤثّرا في عملية سياسية ولو جزئية مفترضة فأراد أن يخلط الأوراق عملا بقاعدة « الفوضى الخلاّقة » فبدأ بالحليف الذي لا يرتضيه الغرب وبالتّالي يكون هو الحلقة الأضعف في السّلسلة ولا بأس أن نكسب على حسابه مكسبا ولو كان نظرة بعين الرّضا من العم سام أو أمثاله من « السامات » الأخرى ومن يدري قد يصل الأمر إلى زعامة مدعومة بكلّ قوّى الغرب ولا وزن ولا قيمة للمساندة الشّعبية وللشّرعية ولتذهب الهوية والأصالة إلى الجحيم فهذه كلّها غثاء لا يسمن ولا يغني من جوع؟ بلغة أخرى هو رجوع إلى بداية الثّمانينات حيث سكت الجميع ، وبالتالي تآمر ، على ضرب الحركة الإسلامية واستئصالها. أم أنّ الدّكتور المرزوقي قد تأمّل وقيّم كلّ المشاكل والتّحديات فخلص إلى أنّ مشكلته الأساسية هي الإسلام فاختزل دونها كلّ المشاكل وجادت قريحته بما جادت فأفصحت عن مرزوقي آخر غير الذي عرفنا؟ بكلّ المقاييس ، ما أقبل عليه الدّكتور المرزوقي ضرب في الصّميم من حق وواجب حركة النّهضة أن تطالبه فيه بتوضيحات و أن تتخذ من المواقف والإجراءات ما يتماشى مع هذا الهجوم غير المبرّر. الأستاذ المرزوقي نعم: الإسلام هو الحل ولا حلّ في غيره وفي التّاريخ صدق ما أقول. يوم أن احتكمت الأمّة إلى الإسلام واتّخذته منهج حياة عزّت وعلى شأنها وسادت الأمم وملأت الدّنيا عدلا ورحمة ولا خلاص لأمّة الإسلام إلاّ بما خلص به أوّلها ولا عزّة لها إلاّ بما عزّ به أوّلها. تـأمّل السّاحة العربيّة والإسلامية وستجد أنّ الإسلام يقاوم ويقهر أعداء الأمّة بينما تقعد القومية والإشتراكية والعلمانية وووو متفرّجة بل وتتواطأ وتخون وتغدر. أين غير الإسلام في معركة فلسطين وجنوب لبنان وأفغانستان والعراق …؟ كلمة أخيرة وأنت العروبي الأصيل : إن الرائد لا يكذب أهله، والأمين لا يخون قومه، وأخشى أن يكون تهجّمك على الإسلام واستهزاءك به قد أوقعك في هذه المثالب ولا أحسب أنّ المرازيق يفخرون بما كتبت. العربي القاسمي / سويسرا في 6 جانفي 2010
 

    

الاسلام هـو الحـل الوحيـد

 


رجاء جارودي تمهـيد نتائج الحضارة الغربية طريق الحضارة الغربية طريق مسدود جحد الغربيين للفكر والتراث الإسلامي حاجة الغرب إلى الإسلام مسؤولية المسلمين اليوم حتميـة الحـل الإسلامي    لا أريد أن أتحدّث اليوم عن الإسلام بشكل عام، ولا عن الإسلام وما جلبه للحضارة العالمية، وإنما أريد أن أتحدث عن إمكانية انتشار الإسلام في العالم الغربي في أيامنا هذه. تمهـيد عندما نشأت الدعوة إلى الإسلام، كان العالم حينئذٍ غارقاً في شتى ألوان الفوضى والانحطاط العام، فالامبراطوريات الكبرى، من بيزنطية وفارسية وإمبراطورية القبط ومملكة الويز يغوط، كانت في دور التفكك والانهيار. ولما جاء الإسلام ونزلت آيات القرآن، معلنةً أن الخلق والأمر بيد الله سبحانه وتعالى، عاد لملايين البشر ثقتهم بإنسانيتهم ذات المصدر الإلهي، واتجهوا إلى صياغة حياتهم الاجتماعية صياغةً جديدة. وهنا يمكن أن يطرح علينا سؤال: أليس الإسلام قد قدّم للإنسانية فكرة السلطة العلوية، كما قدم فكرة الجماعة والعمل لصالح المجتمع، في عالم تناسوا فيه القوى الإلهية، وفي مجتمع يتجه بكليته إلى طريق الفردية، ما جعل الوضع يبدو غير قابل للاستمرار، وجعل الثورات على الطريقة الغربية مستحيلة؟ نتائج الحضارة الغربية إننا بعد خمسة قرون من سيادة الغرب سيادة تامة ـ بدون منازع ـ يمكن تلخيص نتائج حضارته فيما يلي: 1 ـ على الصعيد الاجتماعي: لقد صرف للتسلّح على سطح هذه الكرة الأرضية عام 1982م مبلغ 650 مليار دولار، وقد زاد هذا الرقم أكثر من 20 مرة ونحن في الألفية الثالثة ، ولو وزع هذا المبلغ على أفراد البشرية لأصاب الفرد الواحد أربعة أطنان من المتفجرات، وفي نفس تلك السنة، توفي في العالم الثالث خمسون مليوناً بسبب الجوع أو سوء التغذية. واليوم يشكو مليار من البشر من شبح المجاعة . ومن الصعب أن نسمي خط سير الحضارة الغربية، وتوصلها إلى إمكانية تدمير الحياة على سطح الأرض وإنهاء ثلاثة ملايين سنة من تاريخ البشر، لا يمكن أن نسمي ذلك بحال من الأحوال تقدماً. 2 ـ أما على المستوى الاقتصادي الذي توجهه فكرة النمو والزيادة، فهم يطلبون زيادة الإنتاج، سواء كان مفيداً أو ضاراً أو حتى مميتاً. 3 ـ وبالنسبة للنواحي السياسية والعلاقات الداخلية والخارجية بين الدول، فالعنف هو الذي يسيّرها، أي مصالح الأشخاص والطبقات والشعوب التي تتصارع فيها صراعاً رهيباً. 4 ـ وتتميّز النواحي الثقافية بفقدان المعنى والمغزى لهذه الحياة، فهم يريدون أن يكون الفن للفن، والعلم للعلم، والاختصاص لمجرد الاختصاص، وأن تكون الحياة في سبيل لا شيء. 5 ـ أما في العقائد، فقد أضاعوا معنى السيطرة العلوية الإلهية، وبذلك تمّ إغفال البعد الحقيقي للإنسان في إنسانيته، وتعذّر إمكان الفصل بين النظام والفوضى الموجودة. إن الحضارة الفرعونية التي يتحدث عنها القرآن، كانت تريد أن تجعل الحياة لا معنى لها، أو بمعنى آخر، تريد أن تجعلها مقتصرةً على تأمين الحاجيات وقائمةً على الصدف. أما الحضارات الأخرى غير الإسلامية، فلا نجد فيها حالياً إلاّ الجهل بمعنى حياتنا وبمعنى مماتنا. طريق الحضارة الغربية طريق مسدود فهذه الثقافة الغربية تقودنا إلى الطريق المسدود، وإذا تابعنا الخطة نفسها، فمعنى ذلك الانتحار لأهل هذا الكوكب، لأن من دعائمها: 1 ـ الفصل بين العلم والحكمة، أي الفصل بين الوسائل والغايات. 2 ـ تحويل جميع الحقائق إلى مفاهيم مغلوطة، تبعد الجمال والحب والعقيدة وتفقد الحياة معناها. 3 ـ جعل الأفراد والجماعات هي المركز الأساسي للاهتمام. 4 ـ إنكار الألوهية، أي السعي للتخلّص من متطلباتها بإبعاد الإبداع والحرية والأمل. جحد الغربيين للفكر والتراث الإسلامي ويدعي الغرب أن هذه الثقافة انتقلت إليه من مصدرين: مصدر إغريقي وروماني، ومصدر يهودي مسيحي، وتناسى عمداً المصدر الثالث لهذا الإرث، وهو التراث العربي الإسلامي. لقد غضّوا من قدر الميراث العربي الإسلامي لسببين: 1 ـ لادّعائهم بأنهم لم يجدوا فيه إلا نقلاً للثقافات القديمة ولديانات الماضي وترجمةً للتراث الإغريقي الروماني وإنكاراً في الوقت نفسه للعقيدة المسيحية ومدخلاً لبعض العقائد الفاسدة من وجهة نظرهم. 2 ـ إنهم لم يشاؤوا أن يرو إلا مقدمةً للثقافة الأوروبية، ما يجعله من اختصاص دارسي الماضي. وفي ظلّ نظرتهم هذه، يجعلون الإسلام لا يحوي شيئاً جديداً ولا شيئاً حياً، فهو لا يحيا إلا في الماضي، ولا يمكن أن يعدنا بشيء. وهذا ما قاله بطريقة أخرى  الببغاوات في العالم العربي . هذا الاتجاه المزدوج هو الذي يجب علينا أن نحاربه، لأنه يمنعنا من فهم الحاضر ومن بناء المستقبل. لهذا السبب، أسمح لنفسي بالبحث في هاتين الفكرتين الحضاريتين للإسلام. أولاً: ليس صحيحاً أن الفكر الإسلامي كان مجرّد فكر مترجم ومنقول عن الفكر اليوناني، فالرياضيات اليونانية مبنية على نظرية المحدود، بينما نجد الرياضيات عند العرب مبنية على نظرية غير المحدود. والمنطق اليوناني كان عبارةً عن مجرد تفكير، بينما العلم العربي تجريبـي، وفن البناء اليوناني كان يعتمد على الثوابت والخطوط المستقيمة، أما المساجد الإسلامية فقد كانت عكس المعبد اليوناني، إذ تشكل بأقواسها وقبابها سيمفونية فنية رائعة، والفلسفة العربية كانت فلسفة العمل، إذ لم يدونوا نظريات حول المادة والمعرفة ويكتفوا بها. ويمكننا إيراد أمثلة كثيرة تؤكد هذه الحقائق: فالمأساة اليونانية لم تناسب الفكر الإسلامي، كما أن الشعر العربي لم يناسب الفكر اليوناني وقيمه. ثانياً: إنه ليس صحيحاً أن العلم العربي كان مجرد مقدمة للعلم الغربي الحاضر، فالعلم العربي عكس موقفنا الفلسفي الذي يؤمن بالحتمية. إن العرب لا يفرقون ولا يفصلون بين العلم والحكمة، أي أنهم لا يضيعون الهدف، ويضعون نصب أعينهم المعنى والنهاية لكلِّ عمل، ولا يعتبرون الحوادث حتماً واقعاً، إنما مجرد إشارة، حتى في الأحداث الطبيعية، وأوضح ما يكون ذلك في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهي لا تفصل بين الأمور فيما بينها، وإنما ترى الجزء بالنسبة للمجموع وتعطيه معنى، وهذه النسبة تشمل كل الأشياء من المركَّبة والبسيطة وتعتبرها مقدسة بانتمائها إلى الله. وتغاضينا اليوم عن (المعنى) وعن (القوة العلوية) هو الذي جعل العلم ينحدر، وساعد في تحوّل السياسة أيضاً إلى ميكافيلية، وذلك منذ الاهتمام بالنمو العددي الكمي وجعله هدفاً لنا دون الأخذ بعين الاعتبار الإنسان ومصلحته وازدهاره. الغرب اقتبس أسس يقظته من العرب والإسلام: إن النهضة الغربية باعتمادها على الحضارة الإغريقية الرومانية لم تبدأ في الحقيقة في إيطاليا، ولكنها بدأت من إسبانيا قبل ذلك بفترة طويلة، من إشعاع العلم والثقافة العربيين الإسلاميين. ولكن النهضة الغربية لم تستفد من الحضارة العربية الإسلامية إلا طريقتها التجريبية وأساليبها الفنية، ولم تأخذ العقيدة التي توجهها إلى الله، ولم تعتبر المحافظة على هذه العقيدة بمثابة خدمة جليلة للبشرية. واليوم، نجد أنفسنا كما كان العالم أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين كانت تتجاذبه قوتان عظيمتان، هما الامبراطورية البيزنطية والامبراطورية الساسانية في إيران ـ وكلتاهما كانتا في طريق الانحلال ـ واليوم نجد قوتين عظيمتين هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، تحاولان تقسيم العالم إلى كتلتين، وتدعي كل قوة منهما لنفسها مبادىء وأيديولوجيات تتعارض مع مبادىء القوة الأخرى، بينما هما ترتكزان على نفس النموذج من الثقافة الفرعونية القديمة الذي يوصلهما إلى طرق مسدودة متشابهة تقود إلى إفلاس البشرية. في هذه الأزمة التي نتلمّس فيها الغايات، أو بالأحرى في غياب هذه الغايات، يمكن للإسلام أن يقدم للعالم ما ينقصه وهو معنى الحياة. من ميزات الثقافة والحضارة الإسلامية: 1 ـ فالإسلام دين التوحيد الخالص، وهو بذلك دين المعنى والجمال، بينما يقوم عالمنا اليوم على التنافس العددي الكمي، وتبدو الأحداث وكأنها محصلة قوى عمياء غاشمة للمجابهة والعنف. 2 ـ إن القرآن يعلّمنا أن نعتبر الكون وكأنه وحدة يقوم الإنسان مع داخلها بالمشاركة في أداء واكتشاف معنى للحياة، بينما نسياننا للخالق يجعل منا أشخاصاً يعيشون على هامش الحياة ويخضعون لحاجات ومصادفات خارجية. إن تذكرنا لله في صلاتنا يجعلنا نفهم مصدر وجودنا، وهو مصدر كل شيء في الوجود. 3 ـ إن القرآن يعلّمنا أن نرى في كلِّ حادث وفي كل شيء آية من آيات الله ورمزاً لوجود أعلى يسيِّرنا، ويسير الطبيعة والمجتمع، وهدف الدين الرئيسي هو التناسق والوحدة الصادرة عن الله والعائدة إليه، ما يجعل الإنسان إنساناً هو اتجاهه إلى تحقيق إرادة الله، فكل شيء في هذا العالم، بالتأكيد يخضع لإرادة الله، فالحجر في سقوطه، والنبات في نموه، والحيوان في غرائزه، كلها تخضع لله، ولكن هذا الخضوع لا يتوقف على إرادتها، فهي لا تستطيع أن تهرب من النواميس التي تحكمها، بينما البشر وحدهم هم الذين يستطيعون. 4 ـ ومن هنا، يصبح الإنسان مسلماً بمطلق إرادته وبمحض مشيئته واختياره، وهو يتذكر الأمر السامي الذي يجعل لحياته معنى، وهو مسؤول مسؤولية كاملة عن مصيره، ما دام أن له مطلق الحرية في أن يرفض أو أن يخضع لإرادة الله. لقد جاء الرسل إلى جميع الشعوب، يدعونهم إلى أن يحددوا إيمانهم بالله وبتعاليمه، ولقد كان إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكثير غيرهم من أنبياء الإسلام يحملون هذه الرسالة الخالدة. 5 ـ والعقل الذي لا يكتفي بربط سبب بآخر، وينتقل من نتيجة إلى ما بعدها ليتوصل إلى النتيجة النهائية، هو عقل متفتح مذعن لرسالات السماء، يستفيد من هدايتها ونورها، ولما كانت هذه الرسالات قد جاءت لتنير طريق العقل، فهي كما ورد عنها « نور على نور ». أثر الصلاة على نفس الإنسان وعلى المجتمع: واستجابة الإنسان لهذه الرسالات تتجلّى في الصلاة، فالله سبحانه وتعالى مع عباده المؤمنين من البشر أينما كانوا، وحيثما اتجهوا، وما داموا قد استجابوا بتحركهم نحو الله، وذلك وفق ما جاء في القسم الثاني من الشهادة بالنسبة لقسمها الأول، إذ إن ترتيب حركات الصلاة يتناسب مع ظهور واختفاء الكواكب ويدخل الإنسان ضمن النظام الكوني في حركات صلاته، فهي تعيد كل مستويات الوجود إلى نفس الإنسان. إنّ الإنسان عندما يصلي ينتصب واقفاً كالجبال والسنابل والشجر، وهو يركع ويعود إلى الوقوف، كما تختفي الكواكب ثم تظهر، وينحني كأغصان النخيل، أو كما تنحني المخلوقات الحية نحو الأرض وكذلك عباد الله رؤوسهم نحو مصدر الحياة. هذه الصلاة لا تربط الإنسان بالطبيعة والنظام الشمسي فقط، ولكن تربطه مع الإنسانية بأسرها. فالقبلة في جميع أنحاء الدنيا، تشكِّل دوائر مركزها واحد، وهي تمثل الوحدة الشاملة، ومواقيت الصلاة التي تتغير حسب خطوط العرض، تتيح في كل لحظة أن يقوم شخص ويركع آخر، وتستمر حركة العبادة طيلة الوقت دون انقطاع، ما يمثل استمرار العبادة حول الأرض، فإذا أردنا أن نعبر عنها بأعمال طبيعية، فإن وحدة الإسلام تشمل كل العالم. حاجة الغرب إلى الإسلام إن الغرب الآن بحاجةٍ إلى الإسلام أكثر من أيِّ وقت مضى، ليعطي للحياة معنى، وللتاريخ مغزى، وحتى يغير أسلوب الغرب في الفصل بين العلم والحكمة أو فصل التفكير عن الوسائل وفصل التفكير عن النتائج. فالهدف الأساسي للعلم والتقنية في الحضارة الغربية لا يعدو فكرة السيطرة، وتأمين مصالح الأفراد والجماعات والأمم، تماماً كما تؤمن هذه الحاجات المشتركة من غذاء وكساء وحماية من العدوان والمهاجمة. أما العلم الإسلامي فمحركه الأساسي هو البحث عن آيات الله في الطبيعة وفي التاريخ لتحقيق مشيئة الله، دون الابتعاد عن الأسباب والنواميس الكونية. في الغرب يجعلون الإنسان منافساً لإنسان آخر، يحاول أن يستخدم علومه للتغلّب عليه، أما في الإسلام، فالإنسان خليفة الله في الأرض ليوجد فيها الجمال الذي يليق بمشيئة الله، كما أن الإنسان لا يضع حاجزاً بين العلم والإيمان، بل على العكس من ذلك، يربط بينهما باعتبارهما وحدة متكاملة غير قابلة للتجزئة، ولا يفصل بين البحث عن الوسائل والنواميس وبين البحث عن النتائج والمعاني المترتبة عليها. إنه لا يفصل بين ما يعلمنا إياه الفن والاختصاص الذي يعطينا السيطرة على الأشياء، وبين عبادة المصدر الأول الذي أوجدها. وكذلك فالإسلام لا يفصل بين العقيدة وبين الاقتصاد والسياسة، بل يربطهما برباط لا ينفصم، وعندما نريد أن نجسِّد معنى مالك كل شيء والقادر على كلِّ شيء، فالله وحده هو الملك وهو وحده الآمر الحاكم العالم، نجد أن المفهوم الإسلامي للدولة وللحق هو عكس مفهوم الدولة والحق عند الرومان، فيختلف تبعاً لذلك تعريف الملكية في الإسلام بالنسبة للحقوق، ونجد اختلافاً وتميزاً عن الحقوق في الشرائع الرومانية والرأسمالية كما تختلف مفاهيمها. فالله هو وحده المالك، وإدارة خيرات هذا الكون وظيفة اجتماعية، فاستعمال الملكية له أهداف أبعد من الفرد ومن فائدة الفرد الشخصية، وهنا يبرز التضاد بين نظرية الفردية ونظرية الجماعة الإسلامية كفكرة. وقولنا إن الله وحده هو الحاكم، يجعلنا نستبعد حكم الملوك على أساس الحق الإلهي، مثل حكم لويس الرابع عشر في الغرب الذي كان (بوسويه) يقول عنه إنه وكيل الله على الأرض، كما نستبعد الديمقراطية التي ترتكز في حكمها على شخص أو حزب فقط. فنداء الإيمان عند المسلمين « الله أكبر » يفسر معنى ملكية كل شيء والقدرة على كل شيء ومعرفة كل شيء، وهذا نداء الحرية الحقيقية، لأنه تأكيد على أبعاد الإنسان السامية الحقيقية، أي أنه يستطيع (الانفلات) من ماضيه ومن غرائزه ومن طبيعته ومن عاداته، ويستطيع أن يصعدها ويردها إلى القوة الإلهية. والإنسان وحده هو الذي يملك هذه الإمكانية للفصل، مع هذا الإرغام القديم، بين الدوافع وماضيها، وتقديم مستقبل مشرق للإنسانية. فتاريخ البشر لا يشبه التطور الحيواني، على اعتبار أنه مسرحية قد كتبت مسبقاً بالنسبة لنا، وما علينا إلا أن نلعب فيها أدوارنا الأبدية. والتاريخ هو تطور مستمر للإنسان مع تتابع السنين والأعوام، ولدى الإنسان إمكانية استمرار النموّ الحالي الانتحاري، بحصولنا فنياً على أدوات إزالة كل آثار الحياة عن سطح هذا الكوكب، وإمكانية إنهاء ثلاثة ملايين من السنين من تاريخ البشر، بل إمكانية إلحاق التعفّن بالتاريخ. مسؤولية المسلمين اليوم نحن مسؤولون عن تاريخنا، وإن هذه الأمانة الإلهية التي استلمناها، والتي يقول فيها القرآن: {إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} [الأحزاب:72]. وهناك نوعان من الحرية: حرية الحيوان في إشباع حاجاته من الطعام والسكن والكفاح، وهي كلها حيوانية. والحرية الإلهية التي تؤكد على الحاجات الإنسانية البحتة، وعلى معنى حياتنا ومماتنا، أي أن نفتش عن هدف المولى عز وجل من خلق هذه الحياة وأن نسعى لتحقيقه. ونحن نملك من الآيات ما يمكننا من التوصل إلى الإيمان، ابتداءً بما يجري في الطبيعة، وانتهاءً بتعاليم الأنبياء والرسل، مع إمكانية تعرّضنا للوقوع في الخطأ، وهذا الخطأ هو الذي يجعلنا بشراً، فالإيمان بالغيب يبدأ حيث ينتهي العقل. هذه القوة العلويّة الربانية هي الأساس في كلِّ حقيقة إنسانية. إن ما يميز حكومة المدينة التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم هو هذه الأبعاد التي لا يمكن تجزئتها، من قوة علوية وجماعة إسلامية، فالرسول أنشأ في المدينة دولةً مثلى، لا تعتمد على روابط الدم أو ترتكز علىالعلاقة بالأرض لدى المزارعين المقيمين، كما أنها ليست حكومة مدينة تقوم على أساس وجود أمة لها سوق واحدة، وليست حكومة تنبثق عن ثقافة موحدة على أساس عرقي أو جغرافي أو ثقافي أو على الماضي، إنما هي مجتمع رسولي مبني على عقيدة مشتركة تحت رعاية الله، مجتمع مبارك مفتوح للإنسانية جمعاء. إن مجتمع المدينة يفسح المجال لإيجاد القاسم المشترك بين المجتمعات الإسلامية، قوة علوية إلهية، وذلك بالمقابلة مع مجتمعاتنا التي تتضخم وتنمو ولا يعتبر المستقبل فيها إلا امتداداً للماضي والحاضر. و »الجماعة » هنا تقابل الفردية التي تؤدي إلى كفاح الجميع ضد الجميع، فالقوة العلوية الإلهية وعقلية الجماعة هما البعدان الوحيدان المتمثّل في الإله من جانب، والإنسان من جانب آخر، اللذان يحتاجهما الغرب اليوم حاجة ماسّةً، ومع ذلك، فهنالك اعتراض يثيره غالباً المفكرون الغربيون، وهو ما حاولنا أن نبدأ بالإجابة عليه: إذا كان هذا القانون الإلهي قد أوحى به وبشكل نهائي في القرآن، وإذا كان محمد هو آخر الأنبياء، ألا يحكم الإسلام على المجتمع والدولة بالتحجر والجمود؟ لقد حاولنا أن نبدأ في الإجابة على هذا السؤال، لأنه بمجرد القول إن هذا الشرع إلهي المصدر، وإن آيات القرآن قد أنزلها الله، ولها قيمة غير محدودة، إن هذا القول لا يبرر مطلقاً أن نخرج من التاريخ وأن نجمد خلال التاريخ كل أمر ورد عن الله، بل على العكس من ذلك، فإننا نجد في القرآن ذاته مبدأ للحركة والحياة ـ كما يذكره محمد إقبال ـ فقد ورد تكراراً في القرآن أن الله لم يرسل رسولاً إلى أمة لكي يعلمهم رسالة الله إلا بلغة أمته، فنحن نجد ثلاثة أنبياء هم إبراهيم وموسى وعيسى، وهم من أنبياء المسلمين قد جاءوا برسالة الإسلام التي أتمّها النبي محمد صلى الله عليه وسلم . كما يجب أن نذكر أنّ كل وحي ورد في القرآن ونقله النبي، سواء في مكة أو في المدينة، هو جواب إلهي لقضية محدّدة، ونحن لا نثير صبغة الوضع الإلهي لهذا الوحي إذا وضعناه في موقعه التاريخي والثقافي في حياة شعب. فالإسلام قد امتدّ إلى عصور أخرى من الحضارات، اختلفت فيها حاجات الدولة وتراكيبها، حيث نجمت مشاكل عديدة، فقام كبار الفقهاء بمحاولة تفسير الكلام الإلهي لمواجهة المواقف الجديدة، ولم يكن ممكناً أن نستنتج من هذه الآيات القرآنية ومن الشرائع السماوية ما نبني على أساسه دولة مختلفة عن حكومة المدينة ـ على الطريقة التي يسير عليها « بوسويه » في التقليد الكاثوليكي، في كتابه السياسي الذي استخلصه من الكتاب المقدس ـ لقد كانت استنتاجات « بوسويه » وهمية تهدف إلى إيجاد تبرير شرعي لملكية لويس الرابع عشر المطلقة، وهذه المحاولة التي قام بها « بوسويه » تشبه ما قام به في العالم الإسلامي (الماوردي) في كتابه (الأحكام السلطانية)، الذي يرسم فيه أجهزة الحكم عندما كانت في طريقها إلى التفكك إبان الخلافة العباسية بشكل نظري لا يستند فيه إلى القرآن وإنما إلى التقليد. ومن الممكن استناداً إلى الوحي القرآني، أن نجد في الطريق الصحيح للإسلام حلولاً للمشاكل التي تفرضها الحياة اليوم، دون أن نمزج ذلك بتقليد النماذج الأمريكية والسوفيتية، أو أن نخلط بين الاتجاه نحو العصرية مع الاتجاه نحو الغرب. فليس القرآن ولا الإسلام هما المسؤولين عن وضع المسلمين اليوم، وإنما الرجعية، المحافظة، والجمود والتمسّك بالحرف، أي أنه في جميع العصور « رفض الاجتهاد ». وهذا الرفض ـ كما حدث في المسيحية ـ همه أن يظهر أي شريعة أو عقيدة بنفس الثوب الذي ظهرت فيه في عصر من العصور، إن هذا الرفض للاجتهاد، سواء في الدين أو في السياسة، يقود إلى تقليد وإعادة نماذج بالية، قد عفا عليها الزمان ربما تلاءمت في الماضي مع حاجات عصرها وشعوبها، ولكنها لا تسمح بحلِّ المشاكل الحالية. فالتقليد يجعل فقهاء الإسلام يجمعون على إباحة كل ما ليس هناك نص واضح صريح بتحريمه، لذا على كل جيل أن يبذل الجهد في تفسير النصوص، كما يدعونا إلى ذلك القرآن في كل صفحة من صفحاته، وهذا يسمح بحل المشاكل التي تعترضنا وفق العقلية التي أوحت إلى الرسول طريقة الحكم في دولة المدينة، وفي الإسلام إمكانات وتطلّعات أكبر من ذلك، حتى في ذلك الزمن الذي بلغ فيه ذروته، ونظراً لإفلاس النموذج الغربي، يمكن للإسلام إفساح مجال الأمل لعالم اليوم، إذا قضينا على فكرة سدِّ باب الاجتهاد الذي حكم به خلال أجيال، فقضى على الإسلام بالتراجع، وإذا أدخلنا المبادىء المنشطة التي تبرز عظمة الإسلام أولاً من ناحية « الإيجابية »، بحيث تخضع الناس والأعمال لقانون يهتم بالنتائج وبالمعنى. حتميـة الحـل الإسلامي أما بالنسبة للتكنوقراطيين، فإننا نجدهم دائماً يتساءلون كيف؟ ولا نجدهم يسألون مطلقاً لماذا؟. ونودّ أن نذكر بأن الاختصاص لمجرد الاختصاص، والعلم لمجرد العلم، والفن لمجرد الفن، هو نسيان مميت للهدف، بإحلال الوسائل بدلاً من النتائج، ويبقى طلب المعنى لهذه الأعمال والهدف منها هو الذي يقودنا إلى ذكر الله. وبالنسبة « للفردية » التي تجعل من الفرد محور كل شيء، فيمكن استبدالها بالشعور « بالجماعة »، أي بعالم مركزه في غيره. وإذا نظرنا إلى « الحتمية » التي تقود إلى عواقب مميتة وإلى عدم الكفاية التي تهدد الإنسان في مستقبله باعتباره امتداداً لماضيه وحاضره، فيمكننا مواجهتها، وتحطيم الطوق من حول الإنسان، وفتح مستقبله بشكل غير محدود، بتأكيدنا على القوة العلوية الإلهية التي تنتشلنا من نمو كمي عددي أصبح وثناً يعبد، وإلهاً مزوراً يسجد له من دون الله، وأعتقد أن هذا أصبح بالنسبة لمسلمي الغرب أمراً ضرورياً، فالإسلام هو تتويج للسلالة الإبراهيمية والذي يدعو الإنسان إلى أن يفتش ويبحث عن نهايته العظمى، ومآله، كما يمكن للإسلام أن يعيد إحياء الأمل في مجتمعاتنا الغربية المتأثرة بالفردية، بطريقة من النمو تقود العالم بأجمعه إلى الانتحار، ولكننا لن نحقق هذا الأمل بشكل كامل إلا إذا وعينا دائماً ما كتبه (فوريس)، بأننا لن نكون أوفياء للأجداد بالمحافظة على رفاتهم، ولكن بنقل الشعلة التي أوقدوها .   المصدر:  عبدالباقي خليفة  
أعدّ المقال للنشر / عبدالباقي خليفة -الحوار نت

سـواك حار (150)

صابر التّونسي      


اعتبر الشيخ محمد المشفر أنّ الرهان الرياضي « البرومسبور » نوع من أنواع القمار بما يوجب تحريمه. (…) جدير بالذكر أنّ مفتي الجمهورية السابق (…) اعتبر الرهان الرياضي، يندرج في إطار التنمية الرياضية التي تساهم في مجهود الدولة لتشييد الملاعب الرياضية وتحسين البنية الأساسية للرياضة في تونس.(كلمة)
كل شيء عند سلطتنا بمقدار! الديمقراطية في الداخلية معلبة والفتاوى في وزارة الشؤون الدينية مرقمة!! قالت حركة حماس في بيان لها: « كان من الأحرى بمؤسسات الأزهر تجريم الحصار وتحريم إغلاق المعابر وتحريض الأمة وزعمائها على كسر الحصار بفتح معبر رفح أولا نجدة لإخوانهم في غزة ونصرة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال(الجزيرة نت)  
الأزهر ومجمع بحوثه في الخدمة لا يقصر ولا يتأخر عن إصدار الفتوى المطلوبة! وسيفتي بما طلبتم عندما يطلب منه « أولياء الأمر » ذلك فطاعتهم واجبة في المنشط والمكره! أقيل إمام جامع « سيدي إدريس » بقابس المدينة لأنه لم يلتزم بمواضيع خطب صلاة الجمعة التي تفرضها وزارة الشؤون الدينية أسبوعيا على الأئمة، وقد ندد الإمام المعزول خلال آخر خطبة جمعة بالجدار الفولاذي الذي  تقوم مصر بتشييده على حدودها مع قطاع غزة،  فكان السبب الرئيس لإقالته. (عن كلمة بتصرف) الخطب توزع من إدارة الشؤون الدينية في أسطل مقياسها « ستندار » وعلى الأئمة أن يكرعوا منها ويرتووا بها! … وأما الأئمة من ذوي القرون الطويلة فليس لهم خيار إما أن يشربوا من تلك السطول أو يكسروا قرونهم! … ولا اجتهاد مع « النص »!! واندلعت الاشتباكات مساء الثلاثاء إثر احتجاج أفراد القافلة (شريان الحياة 3) على قرار السلطات المصرية عدم السماح إلا لـ 139 مركبة فقط في القافلة بالعبور للقطاع عن طريق معبر رفح (…) وفرض عبور 59 مركبة أخرى عن طريق إسرائيل، بحسب رويترز

(إسلام أون لاين)

لا أدري ما الذي أغضب أفراد القافلة وهم يعلمون يقينا أنه لا بد من دفع ضريبة أمن « التوريث » المصري! وإن دفعت أحيانا بساتر « الأمن القومي المصري »!! نال السيد محسن الجندوبي رئيس جمعية مرحمة الخيرية حكما غيابيا بثلاث أشهر، في نفس القضية التي حوكم فيها لطفي الداسي وصادرت المحكمة مبلغا ماليا قدره 6 آلاف دينار تونسي، حولتها إلى خزينة الدولة وذلك على خلفية جمع أموال بدون رخصة لتوزيعها على ضحايا الفيضانات بالرديف.(المحرر)

لو أنّ الأموال حولت إلى صندوق « التضامن » 26 / 26 لصرفت في مجالها وتكون خطوة أولى على درب التوأمة بين 26/ 26 وجمعية مرحمة، وبدل الحكم على الجندوبي كان أليق أن يعين مراسلا « للصندوق » أو ممثلا له! يتعرض الاخ الأسعد الجوهري لمظلمة جديدة تمثلت في ملاحقة بوليسية لاعتقاله واقتحام لمنزله ومراقبة لأفراد عائلته بما ضاعف من مخاوفهم على مصير الأخ لسعد لاسيما وهو سجين سياسي سابق يعاني من مخلفات مراحل التحقيق والسجن ما اضطره إلى استخدام العكاز (حركة النهضة)  
هل زالت المظلمة القديمة لتحل محلها جديدة؟؟ … أما استخدامه للعكاز فذلك من باب أنّ « البلاد كلها اتْعكّزْ »!! تشهد مدينة المنستير هذه الأيّــام عددا من الايقافات كلّ ليلة، حيث تقوم دوريّـات الشّرطة بالتّجوال على مقربة من الأحياء الجامعيّة وإيقاف كلّ طالب ملتح ليمضي على عين المكان التزاما بعدم الالتحاء وعدم التنظّم في الأحزاب. (كلمة)  
عادت حليمة إلي « صنعتها » القديمة! … كلما اعتقدنا أنّ القوم نأوا بأنفسهم عن ميادين الحلاقة! … أغراهم شعر اللحى فعادوا إلى ماضيهم شرهين!! (المصدر: « الحوار.نت (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 6 جانفي 2010)  


سنّة رسول الله صلى الله عليه و أله

السنّة النبوية المطهرة هي أقوال و أفعال و تقريرات المصطفى محمد صلى الله عليه واله سلم و من موقعها هذا في المنظومة الإسلامية السمحة فإنه لا يردها إلا كافر , فالراد على محمد صلى الله عليه و أله و سلم هو راد على الله تعالى . لذلك كان لابد من رد تهمة السيدة العجيلي التي تجشمت عناء الرد على الغرايري بعد أن سئمت تغافل -الشيوخ – فإنبرت هي لنصرة سنّة رسول الله . صدقا – والله – بارك الله فيك إذا كان قصدك نصرة السنّة المطهرة دون خلفيات و نوايا مبيتة أخرى ليس أقلها تحرك النعرة الطائفية . على أية حال أنا أأخذك على محمل الخير و أقول أن العبد الفقير مسلم يؤمن بالله الواحد القهار و نبيه الخاتم صلى الله عليه و أله و أعوذ بالله أن أرد على الله و رسوله . أما سنّة صوم عاشوراء فهي موضع خلاف بين العلماء , منهم من يثبتها و منهم من ينفيها لا سيما أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام و أنا العبد الفقير أأمن بعدم ثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كُذب عليه الاف من الأحاديث التي يسمونها بالموضوعة . و من ضمن ما أعتقد أنه مكذوب مسألة صوم عاشوراء التي قيل أنها توافق يوم صوم اليهود إحتفاءا بإنتصار موسي على نبينا و عليه السلام , لأن التقويم اليهودي مختلف عن التقويم الإسلامي و إذا سلمنا بتوافق المناسبتين فإنه لا يكون إلا مرة واحدة في عشرات السنين , و بالتالي تصبح سنّة الصوم بمناسبة إنتصار موسى على نبينا و عليه السلام غير مرتبطة بالعاشر من محرم كل عام .هذا فضلا عن ارتباط عاشوراء في التاريخ الإسلامي بما أنبأ عنه النبي صلى الله عليه و اله من إستشهاد الإمام الحُسين عليه السلام في حديث أم سلمة عليها السلام . السيدة العجيلي حفظك الله لن أرد على باقي إتهاماتك المتهافتة و لكني أنصحك بالبحث و التحري في دينك فليست المسألة في ما وجدنا عليه أباءنا و كم من بدعة ينسبها أصحابها لرسول الله و لهم فيها مأرب ما أنزل الله بها من سلطان . خالد الغرايريبريطانيا

رئيس مصلحة متهم بالاستيلاء على مليارين من بنك


تونس – الصباح قررت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس أمس تأجيل النظر في قضية استيلاء على أموال بنك عمومي، وقد حضرت أمس محامية البنك المتضرر وقدمت طلبات الدعوى المدنية، كما حضر محامي المتهم وطلب تأخير المحاكمة ليطلع على ما جاء بتقرير محامية البنك. وبالرجوع إلى الوقائع، فإن الأبحاث انطلقت في هذه القضية يوم 23 أكتوبر 2007، عندما تقدم الممثل القانوني لبنك عمومي إلى الإدارة الفرعية للأبحاث الاقتصادية والمالية وأفاد أنه في صبيحة اليوم المذكور تفطنت مصالح البنك إلى وجود نقص في أموال وحسابات إدارة العمليات مع الخارج بمبلغ بقارب المليارين، وتبيّن أن رئيس مصلحة بالبنك، مكلف بإنجاز عمليات التحويل الإلكتروني، حول عدة مبالغ مالية هامة دون وجود ما يبررها محاسباتيًا، وبعد ذلك تغيّب عن العمل دون أن يعلم الإدارة، فأذنت النيابة العمومية بتونس بفتح بحث تحقيقي ومنه انطلقت الأبحاث في هذه القضية. وبمزيد التحرير على الممثل القانوني للبنك ذكر إأن المبالغ التي تم الاستيلاء عليها بالعملة الصعبة وأفاد أن الاستيلاءات تمثلت في وجود عمليات إرسال أموال إلى الخارج دون أن يوجد ما يدعم تلك العمليات محاسبيًا أو بوثائق ثابتة، وأضاف أن المشتبه به يشغل خطة رئيس مصلحة المعاملات مع الخارج ويطلق عليها اسم مصلحة »مونيقرام« وهي نسبة إلى شركة »مونيقرام« العالمية، التي تتولى تسيير المعاملات بالعملة الصعبة بين الدول، وأضاف الممثل القانوني أنه في الصورة الطبيعية لعملية تحويل الأموال بالعملة الصعبة، فإن الحريف الراغب في تحويل مبلغ من العملة الأجنبية يتقدم بمطلب في ذلك إلى فرع البنك وتقع دراسة طلبه وبعد استيفاء الدراسة المذكورة بالتثبت من أحقيته في تحويل المبلغ المالي وضرورة وجود حساب باسم الحريف، يقع تحويل مطلبه إلى مصلحة »مونيقرام« التي يشرف عليها المشتبه به. وأضاف الممثل القانوني للبنك أن المشرف على مصلحة »مونيقرام« (المظنون فيه) حوّل مبالغ دون أن تكون لها أية موافقة أو أي سند وحرر أذونًا بشراء مبالغ من العملة وقد حصر المبلغ النهائي المستولى عليه بمليار و898 ألف دينار و639 دينارًا و830 مليمًا، كان قسّمها على 290 عملية تحويل انتفع منها ـ نظريًا ـ 77 حريفًا. ورغم مغادرة المظنون فيه البلاد التونسية، فقد صدرت في حقه بطاقة تفتيش دولية، وتمكن البوليس الدولي من إيقافه وتم تقديمه للمحاكمة بالبلاد التونسية. وبسماع أقواله أنكر ما نسب إليه وذلك أنه انتدب للعمل لدى البنك المذكور سنة 1988 وبدأ عمله ككاتب أول بقسم تحويل الأموال بالمقر الرئيسي للبنك وخلال سنة 2001 أصبح يشغل خطة رئيس قسم التحويل ويتمثل عمله في الإشراف على عمليات تحويل الأموال إلى الخارج، ونفى أن تكون له أية علاقة بالأموال التي تم تحويلها عبر شبكة »مونيقرام«. وأما عن سبب هروبه خارج أرض الوطن فذكر أن دافعه هو الخوف من أن تنسب إليه تهمة اختلاس الأموال المذكورة. وبانتهاء الأبحاث والتحقيق معه وجّهت له دائرة الاتهام تهمة استيلاء موظف عمومي على أموال عمومية وضعت تحت يده بمقتضى وظيفته وإدخال بيانات بنظام معالجة معلوماتية بصفة غير شرعية طبق أحكام الفصلين 99 و199 مكرر من المجلة الجنائية. وجاء في تقرير أجراه ثلاثة خبراء في المحاسبة والشؤون البنكية أن المبلغ المستولى عليه هو مليار و939 ألف دينار و828 دينارًا و830 مليمًا. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جانفي 2010)


مقتل كهل بعد أن قبض عليه متلبسا بسرقة البرتقال

 


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 06. جانفي 2010 ذكر شهود عيان أنّ كهلا يُدعى مقداد أصيل منطقة « سطفورة » من عمادة « البلدية » قُتل صباح يوم الثلاثاء بإحدى حقول البرتقال الكائنة بمنطقة « العشايشية » من معتمدية بلطة بوعوان . وقالت مصادر لراديو كلمة أن عملية القتل تمت بسبب الضرب الذي تعرض له المجني عليه من حراس الضيعة الثلاثة بعد أن ضبطوه فجر يوم الثلاثاء 5 جانفي الجاري متلبسا بسرقة كمية من البرتقال لم يتسنّ معرفة ما إذا كان ينوي إحضارها لأبنائه أو بيعها، خاصة وأنّ حالته الاجتماعية متردية للغاية، وفق بعض المصادر.  ويبدو أن عملية الضرب المبرح التي تعرض لها من هراوات الحراس ألحقت به أضرارا بليغة لفظ على إثرها أنفاسه فور وصوله لأحد مستشفيات تونس العاصمة بعد أن تبين عدم قدرة مستشفيات الجهة على إنقاذه.  وأشارت ذات المصادر بان المقتول صادرة في شأنه بطاقة تفتيش وأنّ محل سكناه معلوم للعموم وهو يمارس حياته العادية.  وأفاد صاحب الضيعة التي تمت فيها عملية القتل في تصريح لراديو كلمة أنّ النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق للوقوف على خلفيات وأسباب الحادثة وأذنت بتوقيف الحراس الثلاث على ذمة التحقيق.  جدير بالذكر أنّه فور خروج مراسلنا من الضيعة التي وقعت فيها الجريمة حضرت أمام مستودعها سيارة تابعة لمركز الحرس الوطني على متنها ثلاثة أشخاص. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2010)
 


بسم الله الرحمن الرحيم  في الذكرى الأربعين لوفاة الشيخ محمد العزيز جعيط

( 05 جانفي 1970 )  


ابراهيم بلكيلاني ( النرويج )    » .. ان موت العلماء الراسخين ثلمة في الاسلام تثير الانزعاج و الاحزان و الآلام ذلك أنهم الذابون عن الدين ، الحارسون له من كيد الكائدين ،  الذائدون عنه افتراء المفترين و تحريف المبطلين .. فهم ما بين مقاومة للطغيان ، و نشر للعرفان و إعزاز للاوطان  » هذه فقرة من خطبة  للشيخ محمد عبدالعزيز جعيط في تأبين  الشيخ محمد الخضر حسين رحمهما الله . و ها نحن نستدعي تأبينه في ذكرى وفاته الأربعين ( جعيط ، 1986 ، ص 243 ). و يدعونا الواجب الشرعي و الوطني ، للتذكير ببعض فتاوي و أراء هذا الشيخ الذي كان علما من أعلام المالكية ، جريئا في مواقفه ، يدور مع الدليل ، و له  الأثر الكبير في التاريخ التونسي الحديث من خلال مجموع مواقفه مثل مسألة : التجنيس ، صوم رمضان و علاقته بالانتاج ، مقاومة الاستعمار ، الاستقلال الذاتي ، قوانين الأحوال الشخصية .     من فتاوي و أراء الشيخ محمد العزيز جعيط :     مما أوره الدكتور بوزغيبة أنه جرت مباحثات بين الرئيس بورقيبة في الترخيص للعملة الفطر في رمضان ، لأنّ الإنتاج في نظر الرئيس بورقيبة يقلّ في رمضان و ظروف البلد لا تدعو إلى مزيد الإنتاج .  و كانت المباحثات بحضور عميد الجامعة الزيتونية الشيخ العلامة محمد الطاهر ابن عاشور . و مما ذكره الدكتور بوزغيبة بأن الرئيس بورقيبة طلب من فضيلة الشيخ جعيط تدوين ما جرى من مباحثات و أن يرسل بها إليه . و دوّنت الورقة يوم 15 جوان 1959 ، و يشير الدكتور بوزغيبة أن نجله الشيخ كمال الدين جعيط يحتفظ بنسخة في خزانته  ( بوزغيبة ، 1994 ، ص ص 64 – 77 ) . و مما أشار إليه  أيضا الدكتور بوزغيبة  أن في حين كان موقف الشيخ جعيط جليا و واضحا ، امتنع  الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور  عن الجواب بقوله :  » هذه مسألة دقيقة تحتاج إلى فرط تمحيص فلا يمكن الجواب عنها بصفة كلية  » بينما أفتى الشيخ محمد المهيري الأب بالإفطار في رمضان عند توقّع المشقة المؤدية إلى الإخلال بالعمل اليومي الواجب و اعتبره عذرا للفطر مطلقا (بوزغيبة ، 1994 ، ص 71 ).   الفتوى رقم 20 :الأعذار المبيحة للفطر في رمضان :   و يشير بوعزّة إلى أن الفتوى قد صاغها فضيلة الشيخ جعيط يوم 13 فيفيري 1960 ، أي بعد سبعة أيام من خطبة الرئيس بورقيبة يوم 5 فيفري 1960 أمام ثلّة من إطارات الدولة ليقدّم لهم مشروعا أعدّته الحكومة لتشغيل حوالي مائة وخمسين ألف عاطل عن العمل و لم يلق الرئيس بورقيبة خطابه ذاك في شهر رمضان . و قد جاءت فتوي الشيخ جعيط كالتالي :  » بسم الله الرّحمان الرّحيمو الصّلاة و السّلام على أشرف المرسلين الفتوى رقم 20 :الأعذار المبيحة للفطر في رمضان السؤال :ما هي الأعذار المبيحة للفطر في رمضان؟الجواب: أوّل ما يلزم معرفته أنّ الله تعالى أمر المسلمين كافّة أن يقوموا بصوم أيّام هذا الشهر، أي يمسكوا عن شهوتي البطن والفرج من الفجر إلى غروب الشمس، واهتم بأمر الصوم فجعله من دعائم الإسلام ونصّ على فرضه القرآن والسنّة وانعقد الإجماع على وجوبه واشتهر ذلك فصار من المعلوم من الدين بالضرورة يخرج منكر وجوبه من حظيرة الإسلام ويستحقّ المعتقد وجوبه المتخلّف عن أدائه لغير عذر شرعيّ عقاب الله في الدار الآخرة ذلك هو الخسران المبين.. و الأعذار الشرعية المبيحة للفطر في رمضان هي المرض والسفر بنص القرآن المبين قوله تعالى: » و من كان مريضا أو على سفر فعدّة من أيّام أخر « البقرة 185 » .وأمّا المرض المبيح للفطر في رمضان فهو المرض الذي يتسبّب الصوم في زيادة آلامه وتأخّر البرء منه، أمّا إذا بلغ المرض حدّا يكون الصوم معه وسيلة لهلاك النفس فإنّه يجب الفطر منه ويحرّم الصوم. ويجب الصوم على الأصحّاء أصحاب الأشغال اليدوية الشّاقة المضطرين للشغل للقيام بشؤون حياتهم وحياة أهليهم، وإذا عرض لهم أثناء الشغل في نهار رمضان عطش شديد أو دوار أو إغماء أو غير ذلك من الأمور المبيحة للفطر، يباح لهم الفطر في ذلك اليوم ويقضونه في بقية الأشهر ولا يلزم الشغّالين ترك العمل خيفة عروض ما يفضي إلى الفطر.وهنا أنبّه الصّائمين إلى أن ما يشعرون به من الفتور أثناء الصوم متولّد في غالب الأحوال من مواصلة لسهر الليل كلّه أو جلّه فيصبح الصائم لقلّة النوم فاترا عاجزا عن القيام بعمله على الوجه الأكمل، وليس ناشئا عن الإمساك عن الطّعام والشراب بضع ساعات إذا لم يكن الإنسان معتلا. وهذا ما يدعوني إلى التنويه بما أعلنه الرئيس الحبيب بورقيبة على تحجير فتح دور اللّهو في ليالي رمضان هذا الشهر المبارك وعلى وجوب إغلاق الدولة المقاهي في الأوقات المعتادة في أشهر الفطر، الأمر الذي يعين على القضاء على السهر بالقضاء على أسبابه وبذلك نحفظ للجسم صحّته وتوفّر نشاطه وتصان الأخلاق من التدهور. »المفتي شيخ الإسلام في تونسمحمد العزيز جعيط المصدر: ألقيت هذه الفتوى في الاذاعة مباشرة ثم نشرتها جريدة الصباح 14 فيفري 1960 (بوزغيبة ، 1994 ، ص ص 69- 71 ).   الاستقلال الذاتي و صلح الحديبية :   في حديثه عن صلح الحديبية يقول  » إن هذا الصلح الذي يظهر في بادئ الرأي أن فيه هضيمة عظمى أظهر الواقع أن فيه مصلحة كبرى ، إذ مكن من انتشار الدعوة في قبائل العرب و أحيائها ، و كان انتشارها و تردد أصدائها ، سببا لتلبية الكثيرين من العرب لندائها ، و سمح للمسلمين من إعداد القوة لمواجهة أعدائها . كذلك أسفر الاستقلال الذاتي الناقص عن فوائد جليلة ، أعظمها التمكين من إقامة حكومة شعبية تتولى مباشرة أمورها ، و مصالح جمهورها ، الأمر الذي مهد استحصالها على الاستقلال الكامل في أمد قريب دون خوض معارك و حروب ، و إراقة دماء و تحمل خطوب  » ( جعيط ، 1986 ، ص 286 ).   حق الشعب في الاختيار :    » ان الحكومة الشرعية في الاسلام عمادها انتخاب الشعب لها في دائرة الاختيار دون الضغط و الإكراه ، و حيث إن المكره لا يلزمه شرعا ما أكره عليه .. و أن الاسلام فوّض إلى الشعب اختيار شكل الحكومة و لم يلزمه شكلا معيّنا  »  (بوزغيبة ، 1994 ، ص ص 191-192 ) .    الأخلاق في الأفراد و الأمم و الجماعات :     » .. موت الأمة عبارة عن زوال استقلالها و تفرّق شملها ، و ذهاب جامعتها ، و دكّ صرح آمالها ، و بقاء أفرادها خاضعين للغالبين مدغمين في غمارهم فيصير وجودهم تابعا لوجود غيرهم . و يصبحون بمنزلة الأموات اذ لا تصدر عنهم أعمال الأمم الحية من حفظ سياج الوحدة و حماية البيضة بتكافل أفراد الأمة و منعتهم ، و ما سبب ذلك إلا الهلع و الجبن و الخوف و تشتت الكلمة و الايغال في الترف و الرف و التقاعس عن اعداد القوة ..  »  ( جعيط ، 1986 ، ص 72 ) .  أما دعائم القوة عنده فهي :                              
  » العلم و العمل و المال و العدل . فعن علي بن أبي طالب : لا فقر أشد من الجهل ، و لا مال أعز من العقل . و قال عمرو بن العاص : لا سلطان إلا برجال ، و لا رجال إلا بمال ، و لا مال إلا بالعمارة ، و لا عمارة إلا بالعدل ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا فقر أشد من الجهل و لا مال أعز من العقل . و قال عمرو بن العاص : لا سلطان إلا برجال ، و لا رجال إلا بالمال ، و لا مال إلا بالعمارة ، و لا عمارة إلا بالعدل  » ( جعيط ، 1986 ، ص 248 ).     العفو و الانتقام :    » ان العفو من الشيم المرضية ، و الأخلاق الزكية ، و الصفات الربانية ، و اشتق منها الله اسم العفو ، فكان من أسماء الله التوقيفية . يترتب على العفو المحبة و الوداد ، و استئصال السخائم و الأحقاد ، و توثيق التعاون و جمع الكلمة و الوئام و الاتحاد . أما الانتقام فإنّه يورث البغض و الحقد و التدابر و الانقسام . و لذا تنزه عنه الرسول الأعظم عليه الصلاة و السلام ، فكان لا يجازي السيئة بالسيئة و لكنّه يعفو و يصفح صفح الكرام   » ( جعيط ، 1986 ، ص 66 ) .  رحمه الله و جزاه الله عن أمته و عن تونس خير الجزاء .       المراجع   1.   بوزغينة ، محمد ابراهيم : فتاوي شيخ الاسلام محمد العزيز جعيط ، مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان ، 1994 . . 2.   بوعزّة ، شوقي : النصّ الأصليّ لخطاب الحبيب بورقيبة عن رمضان (وبذيله فتوى الشيخ جعيط في ذلك) . http://www.alawan.org/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%84%D9%8A%D9%91.html 3.   جعيط ، محمد العزيز : ارشاد الامة و منهاج الأئمة .الشركة التونسية للتوزيع ، ظ2 ، 1986 .  


الحركة الإسلامية والحرب على غزة   07/01/2010

راشد الغنوشي توطئة: لقد أظهرت غزة، قلعة البطولة والإباء والشمم، بقيادة حركة حماس، من الثبات والقوة والصمود والقدرات الإدارية، في مواجهة واحد من أعتى جيوش العالم وأشد نخباته توحشا، ما أدهش العدو قبل الصديق، وهي المحاصرة منذ ما تسمى بعملية الحسم (يونيو/حزيران 2007) المؤسسة لملحمتها العظيمة، وظلت باستمرار هدفا للقصف والاجتياحات الإسرائيلية، ومعرّضة على الجبهة العربية والداخلية الفلسطينية لحملة من التشكيك والاتهام والتآمر والحصار. لقد عبرت، سواء أكان خلال الأسابيع العصيبة لحملة الرصاص المصبوب أم بعدها وحتى الآن، عن قدرات إدارية وسياسية وروح جهادية عالية، باعتبارها حركة إسلامية سنية، في محيط من عجز عربي متفاقم ووسط سني متراجع وحائر.  » قطاع غزة واقع بين فكي كماشة إسرائيلية مصرية، والمنفذ المصري العربي الوحيد، ليس بأقل عدائية لحماس من الجانب اليهودي، وربما كان أشد حماسة في إحكام الحصار على القطاع لخنقه حتى ينتفض ضد حماس  » وإذا كان هذا حال حركة حماس، فكيف هو حال أقرانها من بقية الحركات الإخوانية والعربية السنية، وكذا حال جملة قوى التغيير في المنطقة إزاء هذا الاختبار الوطني والإسلامي؟ هل استنفدت الوسع في أداء النصرة الواجبة دينيا ووطنيا وقوميا باعتبار غزة المحاصرة الصغيرة بحجمها الكبيرة بدورها القيادي في الأمة، حاملة لوائها في أشرف معاركها ضد أخطر أعدائها المتربص بالجميع حسبما تنطق به مخططاته؟ 1- ما المقصود بواجب النصرة ودعم الفعل المقاوم في غزة؟ ليس المقصود هنا المشاركة في العمل الحربي فهذا أمر دونه خرط القتاد، في ظل نظام التجزئة الذي يستفحل، فتعلو جدرانه إلى عنان السماء وتغوص إلى أعماق الأرض، فولاذا، ما يجعل هذا النوع من النصرة غير ميسور، فقطاع غزة واقع بين فكي كماشة إسرائيلية مصرية، والمنفذ المصري، العربي الوحيد، ليس بأقل عدائية لحماس من الجانب اليهودي، وربما كان أشد حماسة في إحكام الحصار على القطاع لخنقه حتى ينتفض ضد حماس، بالتأكيد جدار الفولاذ المصري أمتن من جدار الخراسانة الإسرائيلي. وليس معنى ذلك أن المقصود بالنصرة المطلوبة مجرد التعبير عن الغضب والتضامن أو تجميع مواد إغاثية وطبية حتى لا يموت أهل غزة إلا وهم على شبع. وعلى أهمية ذلك، هو دون المطلوب. المطلوب تصعيد الضغط على الحكام حتى يصل لدرجة تحملهم على مشاركة مؤثرة في المعركة، باعتبارها معركة الأمة ضد عدوها الأخطر، فبأي مبرر شرعي أو واقعي يوكل عبء مواجهة عدو الأمة لجزء صغير منها محاصر، ولا تكتفي الأمة بالاستقالة من أداء واجبها، بل تترك لحكامها المتواطئين إمكان التعاون مع العدو بالاشتراك في الحصار المضروب؟ المشاركة المطلوبة والمفروضة وقد تعذرت المشاركة القتالية المباشرة، تلك التي تحمل الأنظمة حملا على توظيف إمكانات الأمة -ولو في حدها الأدنى- في دعم المقاومة في غزة دعما دبلوماسيا واقتصاديا، والضغط على العدو لكف عدوانه، وفي طليعة ذلك حمل النظام المصري على فتح المعبر المغلق وحمله وأمثاله ممن لهم علاقة مع العدو لبترها، تغليقا للسفارات والتمثيليات المعرة القائمة في بلاد العرب والمسلمين ذلا وهوانا وتحديا صارخا للأمة، كما فعل أهل موريتانيا، نصرة تحمل الحكام العرب والمسلمين على التلاقي واتخاذ سياسات جادة في الضغط على الدول المناصرة للكيان الغاشم لوقف مساعدته والتهديد من أجل ذلك بكل ما وهب الله أمتنا من قدرات اقتصادية ودبلوماسية. إن شيئا من ذلك لم يفعّل في المعركة بسبب تواطئ الحكام مع العدوان ومحدودية الضغط الشعبي الذي تعرضوا له. وواضح أن مثل هذه النصرة ما كانت لتتم دون التحرك ميدانيا في الداخل القطري عبر الاعتصامات والمظاهرات تقودها جبهات وطنية للضغط على الأنظمة العربية والإسلامية ودفعها للتحرك من أجل إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية إن لم يكن التزاما عربيا فعلى الأقل خوفا من غضبة الشارع وتحركه والقوى الإسلامية في طليعته. 2- لم نر الحركات الإسلامية وأمثالها من الفعاليات الشعبية، أحزابا ونقابات، في الدول العربية قد قامت بواجب النصرة هذا خير قيام على نحو يعبر عن مستوى الغضب الشعبي تعبيرا ينتزع حق التظاهر، وحيث توجد أوكار إسرائيلية في بلاد عربية وإسلامية يتم إيصادها، ويفتح المعبر المغلق معبر العار وتقطع إمدادات الغاز والنفط عن الكيان ويضغط على حلفائه لحملهم على وقف العدوان، لا شيء من ذلك قد حصل، وذلك أن الحركة الإسلامية وغيرها لا نراها استنفرت أقصى طاقاتها فنزلت بكل ثقلها إلى الشارع المحتقن وملأت ساحاته، كما يجب أن يكون الأمر، بل كانت في كثير من الحالات تلازم موقفا يغلب عليه الحذر ويفتقد التصميم الضروري للمشاركة في ملحمة غزة والاستعداد الضروري لبذل التضحيات الضرورية، وقيادة التحركات الشعبية، فكانت مجرد مكون من مكوناتها العديدة المتنوعة وطرفا من بقية الأطراف، فقط بحجم أكبر، وذلك رغم أن الطرف المباشر للعمل الحربي المقاوم هو جزء أصيل من الحركة الإسلامية ومحسوب على الحركة الإخوانية، فالنصرة في هذه الحالة أخص وأوكد.  » إذا كانت دماء الآلاف من أهلنا قد سفكت في غزة بين قتيل وجريح وهدمت ربع مساكنهم، هل كان على الحركة الإسلامية في كل بلاد العرب والمسلمين أن تبخل عن ملحمة غزة ببعض المعتقلين أو حتى ببعض الشهداء؟  » ربما تعذرت الحركات الإسلامية بواقع القهر والمنع وحالات الطوارئ الدائمة التي تمنع التظاهر وتحاصر التعبير، وما نراها تعذر بمثل هذا السبب، فإذا كانت دماء الآلاف من أهلنا قد سفكت في غزة بين قتيل وجريح وهدمت ربع مساكنهم ودمرت مصادر عيشهم وزدنا مصابهم بفرض الحصار عليهم، هل كان على الحركة الإسلامية في كل بلاد العرب والمسلمين، بما في ذلك أهل الضفة الغربية والأردن ومصر مثلا، أن تبخل عن ملحمة غزة أو قضيتها بل قضية الجميع في مواجهة عدو الجميع، ببعض المعتقلين أو بالكثير، أو حتى ببعض الشهداء إن لزم الأمر، وهي التي دفعت من دم أبنائها وحريتهم فيما هو أهون، سواء أكان دفاعا عن الحق في التنظيم أم كان من أجل المشاركة في انتخابات مزورة أم غيرها من القضايا السياسية. ولماذا تصر المعارضة الإيرانية (بصرف النظر عن صوابية موقفها من عدمه) على انتزاع حق التظاهر، فتوالي تقديم الشهداء، بينما المعارضات العربية ومنها الحركة الإسلامية تتهيب ذلك؟ هل لأن ثقافة المقاومة السلمية ثقافة الخروج إلى الشارع والمرابطة فيه باعتباره جهادا ضحلة العمق في ثقافة، كأني بها راهنت على عطايا الطاغية، وما يأذن به، سبيلا للتغيير، بدل نهج انتزاع الحقوق وليس استجدائها. ومتى احتاج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إذن أحد، خصوصا ممن هو موضوع للأمر والنهي؟ 3- ولأن الضغوط الشعبية على الأنظمة ظلت محدودة إن لم تكن معدومة خلال وقبل وبعد ملحمة غزة وإلى اليوم -وجدار العار الجدار الفولاذي يشاد قبرا لإخواننا في غزة ولفرض الاستسلام على الأمة كلها، باعتبار أهل غزة قائمين في فوهة البركان يكتوون بنيرانه، يحولون دونه والانفلات على الأمة كلها-، فقد أمكن للأنظمة استيعابها دون أن تقوم بأي عمل جاد في نصرة القضية، ولذلك كانت مرتاحة لدرجة أن قادة الكيان الصهيوني عبروا عن ابتهاجهم أنهم لأول مرة في تاريخ الصراع يشعرون بأنهم يشتركون مع قادة العرب في الأهداف. ورد في هارتس (2/3/2009) ما يلي: « لقد تسببت عملية غزة بارتياح قادة المنطقة المعتدلين الذين يتابعون تفشي الإسلام المتطرف وعلى رأسه إيران بقلق. الأردن صمت إزاء العملية ومصر لم تكتف بعدم ذرف دمعة واحدة بل بذلت مساعيها للتوصل للتسوية ». قادة الصهيونية مبتهجون بهذا التعاون العربي الفعال في فرض الحصار. سنة كاملة وأهل غزة ينامون فوق خرائب بيوتهم، وذهبت أدراج الرياح وعود الإعمار، ما لم يؤدوا الثمن المطلوب، الاستسلام، وإلا فالمزيد من الضغط والحصار مقابل الانفتاح على رموز العدو الذين استقبلوا في البلاد العربية والإسلامية، بينما هم معرضون في العالم للاعتقال كمجرمين دوليين. 4- لقد منح الصمود الأسطوري لمجاهدي غزة الأشاوس بقيادة حماس، كل حركات التغيير في المنطقة فرصا ذهبية لتغيير موازين القوة لمصلحتها عبر حركة فاعلة للشارع تحمل الأنظمة حملا على الالتحام بشعوبها والانتهاء عن تألهها وغطرستها أو الإطاحة بها، بما يفعّل العملية الديمقراطية المعطلة في منطقتنا دون سائر بلاد العالم، ولكن الحركات الداعية للتغيير لم تمسك بهذا الخيط رغم أن الأنظمة بدت في أعلى حالات رعبها وتوترها خلال ملحمة غزة، وكأن الأرض تميد من تحت أقدامها وزلزالا يوشك أن يطيح بها، إذ كانت ولا تزال واقعة بين فكي كماشة فيما يتعلق بهذه القضية المباركة قضية فلسطين: الجماهير تطالبها –ولكن ليست المطالبة القوية- بالوقوف إلى جانب القضية المقدسة والحق الساطع، بينما ارتباطاتها الدولية وهي مصدر شرعيتها الأساسي تقتضيها الامتناع عن بذل أي صورة من صور الدعم لهذه القضية ولهذا الحق، ولو بممارسة أشد ضروب القمع لشعوبها، ثمنا لاستمرار الدعم الغربي وصمته عن انتهاكاتها الفادحة لأبسط حقوق شعوبها وتزوير إرادتهم عيانا، وهذا الدعم المشترى هو ما يفسر سياسة الإعاقة الثابتة والدائمة لمحاولات التحول الديمقراطي في المنطقة دون بقية بلاد العالم.  » منح الصمود الأسطوري لمجاهدي غزة الأشاوس بقيادة حماس، كل حركات التغيير في المنطقة فرصا ذهبية لتغيير موازين القوة لمصلحتها عبر حركة فاعلة للشارع تحمل الأنظمة حملا على الالتحام بشعوبها والانتهاء عن تألهها  » الديمقراطية هنا -وقد جربت- لا تنتج غير أنظمة من نوع حماس، تحدّث نفسها بالمحرمات الدولية: بتحرير فلسطين وتوحيد المنطقة ووقف نهب الثروات واستعادة ما نهب منها. إن قضية فلسطين معضلة من أشد المعضلات التي تهدد النظام العربي وكأن رحمة الله بهذه الأمة قد ابتلتها بهذا التحدي لاستفزاز واستنفار طاقاتها وتوحيد صفوفها والفرز بين قواها وأنظمتها وامتحان معادنها على هذا المحك، محك تحرير فلسطين، حتى لا يبقى في الساحة إلا الأصفى والأصلب، لا سيما أمام تصاعد الغطرسة الصهيونية وتراجع الإدارة الأميركية عن أي محاولة لكبح جماحها بأي قدر يكفل شيئا من حفظ ماء الوجه للنظام العربي ومنه سلطة أوسلو للانخراط مجددا في ملهاة المفاوضات جريا وراء سراب يعلم الجميع أنه سراب، وظيفته ملء الفراغ، بما يتيح للوحش مزيدا من الوقت لالتهام ما تبقى من فريسته، ولكنه يضعف الحكام ويتيح فرصا لحركات التغيير الجاهزة لدفع ثمن الحرية. 5- لقد وصلت حتى الآن مساعي التغيير والتحول الديمقراطي في المنطقة إلى طريق مسدود إذ فشلت كل المحاولات على اختلافها وقد بدأت منذ أزيد من قرن ونصف (كان أول دستور في تونس « عهد الأمان » سنة 1857) في إنتاج أنظمة دستورية تحد من السلطان المطلق للحاكم وتخضع تصرفاته لحكم قانون يرتضيه الشعب، فلا يزال الحاكم العربي ملكا كان أم أميرا أم رئيسا إرادته فوق القانون وفوق الشعب، يده الآثمة مطلقة التصرف في أموال الناس وفي أرواحهم وأعراضهم، وحتى في البلاد التي تجري فيها انتخابات دورية لم تعد عبثيتها تنطلي على أحد إذ تعيد إنتاج نفس السلعة المتعفنة. كما أمكن لهذا المتحكم أن يستعين بالنظام الدولي في قمع كل محاولات التغيير العنيفة، بعد أن تحولت الدولة جيوشا بوليسية قمعية أحكمت قبضتها على رقاب الناس ومفاصل السلطة والثروة والإعلام والثقافة، وهو ما انتهى بالمشاركة في هذه السلطة لا تعدو في المحصلة اشتراكا في فتات من المغنم وضربا من التخدير، إلا أن قضية تخاذل الأنظمة عن نصرة فلسطين ونهبها للأرزاق تشحذان غضب الشعوب وتتجهان بها إلى الانفجار. 6- إن تخاذل الأنظمة وكبكبة الحركات الشعبية على حملها على الجادة حملا أغرى الصهيوني بالإمعان في طموحات بلا حدود، لا يبالي بوضع هذا الحاكم العربي الذي تتآكل بسرعة أرصدته، ويتصاعد الغضب من حوله، رغم أن بعض عقلاء الصهاينة تراهم مشفقين مثلا على حال عباس (لنترفق بأبي مازن. معاريف 9/10/2009) وعلى مبارك، مقدرين ملازمته الصمت خلال الحملة على غزة، موصين جماعات الضغط الأميركية بدعمه (راديو تل أبيب 11/12/2009)، ولكن الإسرائيليين لا يفعلون هم ولا حلفاؤهم الغربيون شيئا لحفظ ما تبقى من ماء وجوه حكام العرب إزاء شعوبهم، بل يمضون قدما إلى إنفاذ أطماعهم، ويتهيؤون للإقدام على الضربة الحاسمة، تجسيدا لبؤرة الأساطير المؤسسة لكيانهم: هدم المسجد الأقصى، والاستيلاء عليه أو على أجزاء منه لإقامة هيكلهم الأسطوري المزعوم. ولقد بلغ الغرور والاستهتار بالعرب والمسلمين من قبل جماعات يهودية أن حددت شهر مارس/آذار القادم موعدا لإنفاذ مشروعها في بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك مسرى نبينا وقبلتنا الأولى. والسؤال عندئذ ليس عما ستفعل الأنظمة؟ وهل تراها فاعلة شيئا زائدا عما فعلته لغزة البطلة الجريحة، اللهم غير التنادي للقاء احتفالي وإصدار بيانات شجب والتوجه إلى مجلس الأمن حائط مبكاهم.  » ماذا ستفعل الشعوب؟ ماذا ترى قوى التغيير فاعلة؟ هل ستتبارى في الشجب والقيام بتحركات محدودة محسوبة كما فعلت إزاء امتحان غزة؟ أم ستحمّل تقاعس الأنظمة مسؤولية الكارثة وتدفّعها الثمن فتكون لحظة للتغيير؟  » السؤال ماذا ستفعل الشعوب؟ ماذا ترى قوى التغيير فاعلة؟ هل ستتبارى في الشجب أيضا والقيام بتحركات محدودة محسوبة كما فعلت إزاء امتحان غزة؟ أم ستحمّل تقاعس الأنظمة مسؤولية الكارثة وتدفّعها الثمن؟ فتكون لحظة للتغيير، اجتماعا حول القضية التي لا تكاد الأمة تجتمع على غيرها: الحرية لفلسطين وللأمة، فتكون محنة قد تحولت إلى منحة، فيمسك دعاة التغيير جيدا بهذا الحبل المتين، قضية تحرير الأقصى، تحرير فلسطين، وهدم كل الجدران، بما يحرك المياه الراكدة ويجمّع شتات القوى المبعثرة، بما يكفل استئناف حركة التاريخ المتوقفة في هذه المنطقة من العالم لتنخرط في معمعانه. وهل الحزم يقتضي انتظار وقوع الكارثة وهي لا محالة قادمة أم التوقي منها والاستعداد لمواجهتها عبر بسط أرضية رحبة للتلاقي بين القوى الرئيسية في كل قطر من أقطارنا وتعميق الحوار بينها توصلا لعقد الميثاق الجامع للجماعة الوطنية القادرة على التعبير عن إرادة شعوبنا والدفاع عن مصالحها وقضاياها الكبرى وفي طليعتها القضية المباركة قضية تحرير فلسطين، وما تقتضيه من نضال ميداني في جبهات تقود حركة الجماهير الطلابية والنقابية والسياسية من أجل تحقيق العدل ووقف نهب الثروات وبسط الحريات بوضع حد لعهود الاستبداد والانتصار لقضايا الهوية من لغة ودين وخلق وترسيخ قيم المواطنة والدفع بحيوية، صوب إحياء وإرساء مشاريع راشدة للوحدة. 7- صحيح أن دماء غزة الزكية أحيت كثيرا من موات الأمة والضمائر الإنسانية، فتحرك العملاق التركي عائدا بقوة إلى موقعه من الأمة، وتحرك الشارع في العالم تضامنا مع أبطال غزة وأطفالها، بما أخذ يفعّل القانون الدولي الإنساني فيشرع في مطاردة نازيي الصهيونية باعتبارهم مرتكبي جرائم حرب ضد الإنسانية، أما الشارع العربي فقد تحرك هو الآخر، إلا أنها حركة مترددة لم تغلق سفارة عدا في نواكشوط –تحية لهم- ولا قطعت غازا ولا نفطا ولا دعت سفراء داعمين للصهيونية احتجاجا، ولا غيرت نظاما، حركة غير حازمة وغير مصممة على بذل التضحيات الكافية والمضيّ مع الأنظمة المتواطئة إلى النهاية: بحملها إما على توظيف إمكانات الأمة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية لصالح معركة الأمة أو التنحي جانبا. قال تعالى يوجه أحد مبعوثيه إلى أخذ الرسالة بحزم « يا يحيى خذ الكتاب بقوة » مريم/11.
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 جانفي  2010)  


تجميد الاستيطان المؤقت والإخفاق التام في التسوية

بقلم: توفيق المديني  
مع مرور الوقت يزداد الأمر مع مرورالوقت يزدادالأمر وضوحا: من كان يعتقد أن تسوية الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي التي احتلت مركز  الصدارة في أجندة سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخارجية، وأرقت  كبار المسؤولين في واشنطن قبل عام، ستتفاقم أكثر خلال السنة الأولى بعد انتخاب الرئيس الأميركي أوباما؟ فقد بدأ أوباما إدارته بالتزام واضح بإيجاد حل لقوس أزمات الشرق الأوسط، وفي القلب منه  تسوية الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي .لكن خطته التي انتظرها الكثيرين بكثير من الأمل والتمني والصبر مالت هي الأخرى مرة ثانية لصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين مع ما خلفه ذلك من خيبة في نفوس المراقبين الدوليين وكان الرئيس أوباما أراد أن ينتهز الظروف الدولية المناسبة مع تراجع قوة اللوبي الصهيوني الواقع تحت هيمنة أيديولوجية حزب الليكود اليميني، المؤيدة للاستيطان وظهور تنظيمات يهودية جديدة أكثر ليبرالية متعاطفة مع أوباما وخطاب التغيير وهذا شجعه على طرح خطته القائمة على تقديم تنازلات متبادلة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تجبر الأولى احترام ما جاء في خطة الطريق من وقف للمستوطنات التي تشكل عائقاً بنيوياً أمام التسوية مقابل بحث الفلسطينيين للقضايا الأمنية التي تمثل هاجساً للإسرائيليين. فقد قال  الرئيس أوباما إن على نتنياهو أن «يجمد» النشاط الاستيطاني اليهودي في  الأراضي الفلسطينية، حتى يستطيع الخطو على دربه المرسوم: وسيطاً في تسوية غير موصوفة لهذا الصراع  الفلسطيني ـ الإسرائيلي المستعصي. بيد أن ردّ نتنياهو كان قوياً وحاسماً، إذ عمل على توسيع  الاستيطان وتكثيف طابعه العدواني. وبدل أن يرد أوباما على هذا التحدّي السافر من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، عبر استخدام ورقة المعونة الاقتصادية والعسكرية والمالية للضغط على إسرائيل ـ وإن كانت هذه الورقة لا يمسك بها الرئيس أوباما لوحده، فهذه الورقة يمسك بها الكونغرس حيث أن المعونة يصدر بها قانون ولا يلغيها إلا قانون. والكونغرس كما هو معروف معقل اللوبي الصهيوني الموالي لإسرائيل في أمريكا، حيث أن جورج بوش الأب هو الوحيد الذي استطاع عقب حرب الخليج الثانية، وفرضه للتسوية لأول مرة، أن يتحدى اللوبي الصهيوني، وحكومة شامير، حين قرّر تجميد مبلغ 10 مليارات دولارات كانت مخصصة لتمويل الهجرة المكثفة من الاتحاد السوفييتي إلى إسرائيل عام 1991 ـ أما بارك أوباما فبدلاً من أن يرد على هذا التحدي، اكتفى بإرسال مبعوثه الخاص جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط في زيارات متعددة ومتتابعة إلى إسرائيل ليحاول إقناع نتنياهو بالتخلي عن التحدي. لكن نتنياهو الذي رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يركض وراءه لاسترضائه، زاد من ممارسة سياسة الاستيطان بصورة قوية جداً. وهكذا أخفقت خطة الرئيس الأمريكي أوباما في تحقيق أهدافها بعد تحدي حكومة نتنياهو السافر لأوباما ليضطر هذا الأخير إلى تغيير لغته القوية تجاه إسرائيل والانصياع لمطالبها. وأمام هذا الوضع المحبط والمخيب للآمال، لم يجد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مخرج سوى إعلان عدم ترشيحه في الانتخابات الرئاسية القادمة ليبقى الشعب الفلسطيني رازحاً تحت نير الاحتلال العسكري الإسرائيلي المسؤول عن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها وعن مصيره المعلق بانتظار وهم التسوية.‏ ويرى بعض المحللين الغربيين أمثال وليام فاف، أن انتهاء حل الدولتين قد يجعل من الفلسطينيين مواطنين يتمتعون بحق التصويت في إسرائيل، كما يرى البعض الآخر أن «إسرائيل» قد تستغل هذا الموضوع لضم كامل فلسطين وطرد سكانها العرب إلى مصر أو الأردن، وقد يكون الحل بين هذين الأمرين وهنا يمكن أن يتدخل أوباما لطرح فكرة ما وتحريك الوضع الملتهب والمنذر بالانفجار الذي لا تعرف عواقبه(1). في ظل إخفاق إدارة الرئيس باراك أوباما عن ثني حكومة نتنياهو عن وقف الاستيطان أو تجميده ولو مؤقتاً، اتجهت الولايات المتحدة إلى وضع اللوم على الدول العربية التي تدور في فلك السياسة الغربية لأنها لم تقبل «التطبيع» مع إسرائيل كمكافأة لهذه الأخيرة حتى تقبل بمطلب أوباما المتواضع ألا وهو تجميد النشاط الاستيطاني بصورة مؤقتة. يقول الصحافي المصري مصطفى الحسيني: إذا كانت الطبيعة التي نعرف للعلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية لا تتسع لمطالب أمريكية تعتبرها إسرائيل مطالب قصوى ودون مقابل، فقد كان بوسع أوباما أن يغلّف مطلب تفكيك المستوطنات بصيغة تطلب من إسرائيل تقديم خطة لتفكيكها وتعرض تمويل تنفيذ الخطة بما فيها إعادة إسكان المستوطنين «داخل الخط الأخضر». كان من شأن عرض من هذا القبيل أن يغري نسبة حرجة من المستوطنين، ما يشكِّل مقداراً من الضغط لقبوله. كما كان موقف أوباما سيبدو أقوى في عين نتنياهو لو أنه استغنى عن خدمات كل من جورج ميتشل وهيلاري كلينتون في هذا الشأن (2). أوباما يقع في ورطة كبيرة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فبعد أن قال كلاماً في بداية ولايته لقي استحساناً من الفلسطينيين والعرب عموماً، لإحياء عملية التسوية على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وفق مبدأ حل الدولتين، ها هو يتعرض لإخفاق كبير في منطقة الشرق الأوسط. إذ لم يعد الحديث عن تسوية ظلت حبراً على ورق، ولا عن مسار للمفاوضات بين حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية في ظل رفض إسرائيل تجميد الاستيطان. فخسرت إدارة الرئيس أوباما مصداقيتها على صعيد التسوية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وعلى الصعيد الفلسطيني، وعلى صعيد معسكر الدول العربية الموالية  للسياسة الأمريكية. أمام إخفاق خطة الرئيس أوباما، ذكرت افتتاحية «واشنطن بوست» أن الأخطاء التي ارتكبها لم تكن أكثر من أخطاء في الحساب، وأنه في المستقبل عازم على تصحيحها. في حين كتب المعلق جوناثان فريدلاند في صحيفة «الغارديان» البريطانية يقول إن أوباما فقد مكانته في الشرق الأوسط، حيث للمكانة قدر كبير من الأهمية. ولكن المراجعات التي أجراها أوباما بالنسبة إلى المشتغلين بقضية الشرق الأوسط، لم تظهر له المسؤول عن تلك الأخطاء: هل هو جورج ميتشل أم دنيس روس… هل هو رام عمانوئيل أم هيلاري كلينتون؟. وكان من الطبيعي أن يستقوي الجنرال جيم جونز، مستشار الأمن القومي لدى الإدارة الجديدة بموقف الرئيس ويعلن أنه يتطلع إلى قيام دولة إسرائيلية آمنة في جوار دولة فلسطينية قابلة للحياة والنمو. وكان ذلك في المؤتمر الذي عقد في واشنطن تحت شعار: «تأييداً لإسرائيل.. وللسلام». وقد أغضب خطاب جونز اللوبي الإسرائيلي لأنه صادر عن شخصية رسمية أولاً، ولأنه انتقد سياسة الاحتلال منذ سنة 1967. وعليه تقرر ممارسة ضغوط سياسية وإعلامية من أجل إخراجه من البيت الأبيض. يقول الكاتب اللبناني سليم نصار: وسط أجواء الاستنفار السياسي الذي دشنه الرئيس أوباما ضد نتانياهو، وافقت الحكومة الإسرائيلية على تجميد الاستيطان لمدة ستة أشهر. ووصلت المناقشات إلى حل وسط والقبول بتجميد الاستيطان لمدة سنة، شرط موافقة السلطة الفلسطينية. وفجأة، تبدّل موقف نتانياهو الذي أبلغ جورج ميتشل أنه يستثني من التجميد القدس بجزأيها الغربي والشرقي. ويبدو أن هذا التغيير حدث بسبب ضغوط الكونغرس على الرئيس، وتهديد الغالبية بأنها ستعارض تمرير برنامجه الصحي(3). الانقلاب الأمريكي أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر وقف البناء الجزئي والمؤقت في المستوطنات في الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر، واستثنى بشكل واضح الاستيطان في القدس الشرقية. فالهدف المعلن من وراء خطوة نتنياهو هذه هو إعادة السلطة الفلسطينية  إلى مائدة التفاوض من خلال تلبية مطالبها بوقف جميع مشروعات الاستيطان في الضفة الغربية. وكانت الحكومة الإسرائيلية أجازت بناء 900 وحدة استيطانية جديدة في جيلو في القدس، وأنها تصر على مواصلة بناء 3500 وحدة تقول إنها أجيزت قبل ذلك في نواح مختلفة من الضفة الغربية. بينما رفضت الحكومة الإسرائيلية إقرار بناء 200 وحدة سكنية للفلسطينيين في صور باهر. وعلى الرغم من مزاعم رئيس بلدية القدس منير بركات بأنه يبني للعرب ولليهود، فإنه مسموح لليهود بالبناء على أرض عربية ومحظور على العرب البناء على أرضهم. ويعني ذلك أن لدى إسرائيل الكثير لكي تهضمه خلال فترة «تجميد الاستيطان» وحين تفرغ من ذلك فإنها ستعود إلى البناء بما يعني أن حركة البناء لن تتوقف للحظة واحدة على الرغم من التجميد المزعوم. بيد أن لهذا التجميد أهمية قصوى للإسرائيليين. ويستهدف نتنياهو أيضاً من وراء تجميد الاستيطان المؤقت إرضاء المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة عبر إظهار رغبة إسرائيل في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بشأن حل الدولتين. ولكن الفلسطينيين لم يتم الإيقاع بهم فقد رفضوا هذا التجميد واعتبروه غير دقيق وأكدوا أنهم يرفضون أي تحرك لا يتضمن وقف الاستيطان في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل في عام 1967 حيث يجري بناء المئات من المنازل والبؤر الاستيطانية لليهود على قدم وساق. وعلاوة على ذلك، فإن ردود الأفعال العالمية جاءت بشكل رئيسي فاترة. الخط الذي يعكسه أنصار إسرائيل في واشنطن في الوقت الراهن يعكس حقيقتين: الأولى هو أن عزلة إسرائيل الدولية تتزايد بسبب وضع «جوهر الصراع» ـ أي مواصلة استيطان الأراضي المحتلة عام 1967ـ تحت دائرة الضوء. فقد أدرك الأمريكيون وغيرهم، أن هناك سبباً يدعو الفلسطينيين إلى المقاومة بعد أن كان السبب الرائج خلال إدارة بوش هو أن الفلسطينيين متطرفون وإرهابيون يكرهون اليهود ويريدون قتلهم. وظهرت فجأة في الإعلام الأمريكي مقارنات بين إسرائيل وجنوب إفريقيا إبان نظام التفرقة العنصرية والأبارتيد، وهي مقارنات يحمل الرئيس الأسبق جيمي كارتر شرف وضعها في تلك الصيغة المباشرة التي تخلو من أي تجميل. وما لبثت تلك المقارنات أن أدت إلى تحذيرات عالية الصوت من قبل بعض قادة المنظمات اليهودية الأمريكية. فقد قال أبراهام فوكسمان وهو أحد أشهر تلك القيادات: إن صورة إسرائيل تتعرض لتشويه منظم لاسيما في الجامعات والأوساط الأكاديمية ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في أوروبا أيضا. وأضاف فوكسمان في تصريحات أدلى بها في منتصف أكتوبر الماضي: «أعتقد أن على من يعرفون الحقيقة ممن يقفون بجانب الدولة اليهودية أن يبذلوا جهداً اكبر لإظهارها ولإثبات أن إسرائيل ترغب حقا في السلام، وأنها دولة غير عنصرية وهو ما يقوله أعداء السامية»(4). صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلت عن ميتشل قوله إن استمرار أعمال البناء في المناطق المحتلة منذ العام 1967 سيصعب بشكل كبير استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وقد تؤدي إلى إلغاء أي احتمال لإعادة الفلسطينيين إلى المفاوضات.‏ ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلب فيها ميتشل وأفراد طاقمه خلال محادثات مع مسؤولين إسرائيليين بينهم مسؤولون في بلدية القدس، وقف أعمال البناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية، لكن جميع هؤلاء المسؤولين رفضوا الطلب الأمريكي.‏ المستوطنات ليست سوى واحدة من القضايا التي يجب أن يتم تسويتها بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكن وقف الاستيطان وحده ليس هو القضية الجوهرية في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، لكن أيضاً وقف البناء الاستيطاني والتعامل مع حقيقة عدد المستوطنين المتضخم إلى حوالي 300 ألف مستوطن في الضفة الغربية منذ اجتياح الضفة الغربية في عام 1967، إضافة 270 ألف مستوطن آخرين في القدس الشرقية هو من الأمور التي لا غني عنها من أجل التوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. والواقع أن نتنياهو يدير الصراع حول الاستيطان مع الإدارة الأمريكية بطريقة مدروسة تجعله يستفيد من الإجماع الصهيوني حول البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. ولا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية، بعد ما رأت من إدارة أوباما، تستشعر خوفاً. بل إن المتحدثين باسمها يقولون علناً، وعلى رؤوس الأشهاد، أنه ليست هناك أزمة في العلاقات مع أمريكا. انظروا إلى الشدة التي تحدث بها الرئيس أوباما عن البناء الاستيطاني في جيلو: «إن الوضع في الشرق الأوسط إشكالي جداً، وعدت وقلت إن أمن إسرائيل يشكل مصلحة أساسية للولايات المتحدة». وأضاف إن «البناء الإضافي في المستوطنات لن يجلب لإسرائيل أمناً، وإنما سيجعل أصعب تحقيق السلام وسيدفع الفلسطينيين إلى وضع مرير قد يغدو بالغ الخطورة ». وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سعت إلى طمأنة الفلسطينيين بشأن المستوطنات، فشددت على أن حكومتها لم تغير موقفها المعارض للاستيطان، لكنها في الوقت ذاته كررت ما قالته في القدس المحتلة عقب لقائها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع بداية  شهر تشرين الثاني 2009،واعتبرت أن وقف الاستيطان يجب ألا يكون شرطاً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وقالت كلينتون قبل لقاء مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في منتدى مراكش في 4 تشرين الثاني 2009، إن «موقف إدارة أوباما من المستوطنات واضح ولا لبس فيه. وهو لم يتغير: إن الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة (إقامة) المستوطنات الإسرائيلية». وبررت موقفها قائلة «أقدم دعمي للأطراف عندما أرى أنها تقوم بخطوات في اتجاه تعزيز هدف حل الدولتين»، لكنها عادت ووصفت بـ«غير المسبوق» العرض الإسرائيلي. غير أنها أشادت أيضاً بجهود الفلسطينيين في المجال الأمني. وفي الإطار ذاته، قال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأمريكية فليب كرولي لوكالة فرانس برس: «مع رفضنا شرعية المستوطنات فإننا نعتقد أيضاً أنها لا ينبغي أن تكون شرطاً مسبقاً للمفاوضات». كما أن مبعوث الرئيس أوباما للشرق الأوسط «ميتشل» الذي علق عليه الكثيرون من العرب آمالاً عراضاً باعتباره منصفاً وصاحب ضمير، تراجع هو الآخر، فقد اعتبر موقف نتنياهو الأخير بإيقاف الاستيطان في الضفة الغربية لعشرة أشهر إنجازاً غير مسبوق، يشجع على استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وفي الواقع فإن مواقف أركان الإدارة الأمريكية تستخف بالقانون الدولي، الذي يعتبر كل مستوطنة في الأرض المحتلة عام 67 غير شرعية. ويحصل هذا الاستهتار الأمريكي لما يسمى «الشرعية الدولية» في ظل هذا الاستسلام العربي غير المسبوق. تلك هي السياسة الأمريكية عينها  يتم توارثها بحرفيتها، خلفاً عن سلف. وفي المقابل بدأت الإدارة الأمريكية بالضغط على السلطة الفلسطينية لقبول هذا العرض على الرغم من معرفتها أن إسرائيل ستطيل المفاوضات إلى أن تكون قد غيرت المعالم الديموغرافية للقدس ومناطق أخرى في الضفة. وصفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية موقف الولايات المتحدة بالتعامل مع قضية المستوطنات «مثل حالة الطقس: موضوع مهم للنقاش لكن يستحيل تغييره». وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان «اقترح تغيير ذلك». الموقف الأمريكي أزعج أيضاً الحلفاء الأوروبيين. فقد قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يوم 2تشرين الثاني 2009في تصريح لإذاعة «فرانس إنتر» ردّاً على سؤال حول جولة كلينتون الأخيرة في الشرق الأوسط،: «يجب بكل تأكيد أن تلعب أوروبا دورها، لا يمكننا على الدوام تفويض الأمريكيين.. لا يمكننا أن نكتفي نحن الدول الأعضاء الـ(27) في الاتحاد الأوروبي، والذي آمل أن يتعزّز بمعاهدة لشبونة، بدور الكومبارس أو الممول». وتابع الوزير الفرنسي «كانت لدينا آمال كبيرة العام الماضي لكن الأمور لا تسير بالشكل الذي كنا نتوقع.. لا أبالغ فيما أقول، لكنني أظن، بكل بساطة، أن العملية مجمدة» حالياً. يُجْمِع معظم المحللين العرب وحتى الغربيين أن الرئيس الأمريكي بارك أوباما أخفق في خطته لحل أزمة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. ففي اختبار الإرادات اللاحق حول المطالب الأمريكية بتجميد كامل لبناء المستوطنات، يبدو وكأن أوباما تراجع. ويبدو للوهلة الأولى أنه أخفق في محاولته إطلاق محادثات لتحقيق تسوية ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل من جديد. فقد تعرّض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي ربط استئناف المحادثات بتجميد الاستيطان، لإذلال علني. فعباس، وهو إلى حد كبير الطرف الأضعف في الصراع، سمح لإدارة أوباما بأن ترغمه على مصافحة نتنياهو علناً، وأذعن للضغوط من أجل إرجاء مناقشة تقرير الأمم المتحدة الذي وضعه القاضي ريتشارد غولدستون ـ والذي وصفه نتنياهو بـ«المنحرف أخلاقياً» ـ حول العدوان الإسرائيلي على غزة الشتاء الماضي.. وفشلت واشنطن أيضاً في دفع حلفائها العرب إلى تقديم تنازلات إلى إسرائيل من أجل بناء الثقة. كان هذا محتوماً عملياً في غياب أي بادرة نوعية من جانب إسرائيل التي رفضت بازدراء عرض «المبادرة العربية للسلام» الشامل الذي قدّمته الجامعة العربية لأول مرة عام 2002. يقول ديفيد غاردنر مساعد رئيس تحرير«فايننشال تايمز»: « يعتقد العرب أنه بين عامَي 1992 و1996، في أوج عملية السلام، حصلت إسرائيل على غنيمة سلام من دون إنهاء الاحتلال. فقد تضاعف الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل، من 85 إلى 161 بلداً، ما أدّى إلى تضاعف الصادرات وزيادة الاستثمارات الخارجية ستة أضعاف، في حين تراجع الدخل الفردي في الأراضي المحتلة بنسبة 37%، وزاد عدد المستوطنين 50 %. يبلغ عدد المستوطنين الآن نحو نصف مليون إسرائيلي، بما في ذلك المستوطنون في القدس الشرقية. تمنع الطرقات «الجانبية» المعزولة ونحو 600 حاجز تفتيش عسكري في منطقة بحجم لينكولنشير أو ديلاوير، وجدار «الفصل» الذي يتوغّل في الضفة الغربية، أي إمكان عملي لقيام دولة فلسطينية ذاتية الحكم. ربما يعني هذا الأرخبيل من البانتوستانات أن حلم تقسيم الأراضي المقدّسة دولتين قد تبدّد. لكن ليس هناك خيار آخر قابل للحياة ـ للإسرائيليين أو الفلسطينيين(5). أوباما وعد بالضلوع في حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي منذ بداية ولايته الأولى. وهكذا فعل عندما عيّن جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً له لهذا الغرض بعد أيام قليلة من استلامه سدّة الرئاسة. ولكنه سرعان ما واجه صعوبات عندما أصرّ على وقف العمل في بناء المستوطنات وتوسيعها كشرط لبدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فبدأ يتراجع أمام التعنُّت الإسرائيلي ما أوقف العملية برمتها. هذه المواجهة مع إسرائيل هي الأقسى على شعبيته بسبب أهمية اللوبي اليميني الإسرائيلي الأقوى على الساحة السياسية والذي يتمثل باللجنة الأمريكية الإسرائيلية  للعلاقات العامة (آيباك) (AIPAC)، والتي فتحت معركة شرسة ضد أوباما شخصياً. في سؤال جامع، هل يشكل الاستيطان خلافاً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؟.. يورد الدبلوماسي الأمريكي المخضرم السابق دانيال كورتزر، الذي يعمل الآن رئيساً لقسم الدراسات السياسية في جامعة برنستون الأمريكية، في  مقال نشرته مجلة  Middle East Policy في مطلع عام 2009، آراء مدرستين حول موضوع المستوطنات الإسرائيلية. المدرسة الأولى في أمريكا وإسرائيل تقول: إنّ هذه «المستوطنات» إنْ في الماضي أو اليوم لا تشكل عقبة في طريق عملية التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهنا يستشهد دانيال بوجهة نظر إليوت أبرامز مستشار الأمن السابق في إدارة الرئيس السابق بوش الذي يعتبر «تجميد» الاستيطان مسألة قليلة الشأن بالنسبة للتفاوض، ويزعم هذا المستشار للأمن القومي السابق أن هذه المستوطنات ستبقى وإنها لا تؤثر على حياة الفلسطينيين أصحاب هذه المدرسة لا يعتبرون ـ كما يقول دانيال: الضفة الغربية وقطاع غزة أراضي محتلة بل أراضي متنازع عليها وعليه فهي بحاجة إلى حسم، بالطبع فأصحاب هذا الزعم يتحدثون عن مزاعم تاريخية لإسرائيل في هذه الأرض، وتمضي هذه المزاعم إلى القول إنه إذا كان من حق بعض الفلسطينيين الإقامة في إسرائيل 1948، فإن من حق اليهود أن يقيموا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. أما المدرسة الأخرى فترى أن إقامة المستوطنات في أرض تم احتلالها مخالف للقانون الدولي. والجدير بالذكر هنا وحسب آخر الإحصائيات فإن عدد المستوطنين الإسرائيليين في القدس الشرقية وحدها قد زاد من 152.800 إلى 186.800 نسمة ما بين 1993 وحتى 2006، وبالنسبة لأصحاب المدرسة هذه، فهم يتساءلون كيف يمكن أن تثمر عملية التفاوض نحو سلام حقيقي ما دام الاستيطان مستمراً، كما أنهم ينتقدون الحواجز ونقاط التفتيش والجدار العازل متسائلين كيف يمكن في ظل هذه الإجراءات أن يحيا الفلسطينيون حياة طبيعية، تساؤلات مشروعة يتم تجاهلها(6). في الواقع يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحديات كبيرة: أولى هذه التحديات هي حكومة نتنياهو اليمينية والفاشية، التي تتبنى أيديولوجية صهيونية متطرفة تعتبر الضفة الغربية  كلها جزءاً من «أرض إسرائيل»، وبالتالي فهي ترفض رفضاً كاملاً الانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967. فصيغة «الأرض مقابل السلام»، التي أقرّها مؤتمر مدريد في عام 1991، وكذلك اتفاقيات أوسلو، لم تعد تشكل مرجعية لحكومة نتنياهو. وتعتقد حكومة نتنياهو أن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000،  والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، اللذان حصلا بفعل المقاومة الإسلامية الجهادية في كل من لبنان و فلسطين، لم يؤديا إلى إحراز تقدم على جبهة التسوية للصراع العربي ـ الإسرائيلي، بل أديا إلى  حصول تصعيد وإلى مواجهات قتالية  ـ حرب لبنان الثانية تموز 2006، وحملة «الرصاص المسكوب» شتاء 2009 ـ حيث أن هذين العدوانين كلفا إسرائيل خسائر حقيقية في الأرواح والممتلكات، ولطّخا سمعتها على الصعيد الدولي. يقول شالوم زاكي (بروفسور في جامعة بن غوريون في النقب، وباحث في مركز أبحاث الأمن القومي)، في معرض تحليله للرفض الإسرائيلي للتسوية، ما يلي: على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيضاً لا توجد ضغوط حقيقية على الحكومة للذهاب باتجاه التسوية مع الفلسطينيين. فنتائج الانتخابات الأخيرة وجّهت ضربة قاسية إلى اليسار في إسرائيل وإلى «منظمات السلام» على أنواعها، وهذه المنظمات لم تعد تمثّل رافعة لممارسة الضغوط الجوهرية على الحكومة الحالية من أجل العمل على التقدم في التسوية مع الفلسطينيين بأسرع وقت ممكن. فحزب العمل الذي يُفترض به أن يشكل قوة مركزية دافعة نحو التسوية، شبه مشلول. وفي النهاية، فإن الرافعة الأساسية التي في مقدورها حث التسوية، الإدارة الأمريكية، لا تمثل الآن عنصر ضغط حقيقي على إسرائيل للعمل باتجاه التسوية. ومع الوقت تبين للإدارة الأمريكية أن مطلبها العلني الذي أعلنه الرئيس أوباما بطلبه من إسرائيل الوقف التام للبناء في المستوطنات، غير واقعي وغير قابل للتطبيق. وقد اضطرت الإدارة إلى «الانكفاء»، والموافقة الصامتة على الأقل، بحق إسرائيل في البناء بالمستوطنات على أساس متفق عليه تقريباً لجهة حجم البناء، مناطق البناء وما شابه. فالإدارة الأمريكية الحالية تشعر بالقلق جراء المشاكل الداخلية الصعبة، والقضايا الدولية الملحة. ففي السنة المقبلة ستجري انتخابات الكونغرس، وفي غضون فترة زمنية غير طويلة سيبدأ الانزلاق البطيء باتجاه السباق إلى البيت الأبيض. يبدو أنه في ظل هذه الظروف ستتقلص أكثر فأكثر الدافعية لدى الإدارة الأمريكية للدفع بصورة مكثفة نحو تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية (7). ثاني هذه التحديات، هو الانقسام الفلسطيني الحاد في ضوء احتدام الخلاف بين «فتح» و «حماس»، إضافة إلى عدم التواصل الجغرافي بين غزة والضفة الغربية. هل إن معركة الاستيطان انتهت لمصلحة حكومة نتنياهو؟.. إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية فرض تسوية في المنطقة، فإنه لا يستطيع أحد منعها، بما فيها الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية، إذ إنه بإمكان الرئيس أوباما أن يضغط على إسرائيل لوقف عملية بناء المستوطنات فوراً معتمداً على رصيده الشعبي في الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما وأنه يتمتع الآن بتأييد %78 من المجتمع اليهودي الأمريكي، وعليه يستطيع أوباما ليّ ذراع نتنياهو وحكومته. هوامش: (1)- وليام فاف‏: أوباما وعود كثيرة والأزمات باقية،تريبيون ميديا سرفس تاريخ 23/11/2009. (2)- مصطفى الحسيني، «سباق الغطس» بين أوباما ونتنياهو، صحيفة النهار1كانون الأول 2009 . (3)- سليم نصار،أوباما في سنته الأولى انهيارات على كل الجبهات! صحيفة النهار7/11/2009 (4)- أحمد محسن، تقرير من واشنطن: « على الرغم من اعترافهم بأنها مناورة، خبراء أمريكيون: الفلسطينيون يواجهون خيارات معقدة بعد إعلان تجميد الاستيطان ». صحيفة الشرق القطرية 29/11/2009. (5)- ديفيد غاردنر – (مساعد رئيس تحرير « فايننشال تايمز ») ألا يزال لأوباما نفوذ على إسرائيل؟.. صحيفة « فايننشال تايمز »ترجمة نسرين ناضر، صحيفة النهار تاريخ 6/12/2009. (6)- نقلاً عن صحيفة الدستور الأردنية تاريخ 6/12/2009 (7)- شالوم زاكي (بروفسور في جامعة بن غوريون في النقب،باحث في مركز أبحاث الأمن القومي): « عملية السلام المتوقفة إلى أين نسير من هنا؟ « نظرة من الأعلى » العدد 144، 24/11/2009.. (نشرة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب)، ترجمة صحيفة المستقبل    المصدر:مجلة الوحدة الإسلامية، السنة التاسعة ـ العدد السابع والتسعون-  97- (محرم ـ صفر 1431 هـ ) ـ (كانون ثاني ـ يناير 2010 م)

جدلية الحرية والحتمية في الخطاب القرآني.. الآدمي والشيطان 1/3


احميدة النيفر 2010-01-07 إذا كانت مسألة « الشيطان » مشكلة شيطانية تستتر بحجب اللغة وشحناتها الرمزية فليس من المبالغة القول: إن الشيطان في الفكر الإسلامي يمكن أن يعتبر أحد الأبعاد المؤسسة لمنزلة الآدمي الوجودية. لا أدل على هذا المعنى من الآية الكريمة التي تقرن بين سعي الشيطان وحرية الإنسان: « وما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسَكم ». أكثر من آية قرآنية تؤكد أن كيد الشيطان ضعيف، وأن وسواسه لا يمكن أن يؤثر إلا في النفوس المستكينة والعقول الساذجة، وأن تجنب غوايته ليس متعذراً. ما يعنينا في هذا الجانب الأول أن التوجه الذي ساد في أدبيات الفكر الإسلامي قديماً وحديثاً نادراً ما كان يعالج الحضور الشيطاني كما حرص عليه السياق القرآني الذي اهتم به أساساً من زاوية دلالته البيداغوجية لتربية الجنس البشري. أغلب ما انساق فيه الباحثون عند معالجة الموضوع كان إعراضاً عن الخطاب القرآني في تأسيسه لحرية الآدمي قيمةً مركزية لمشروع استخلافه في الأرض. بتعبير آخر، ظل موقع الشيطان يفضح مفارقة انساقت فيها عموم أدبيات الفكر الإسلامي، إذ صار هذا الكائن شديد الالتصاق بالمسحة العجائبية المروعة التي طبعته بها الوثنية العربية، وما ركزه فضاء التصورات القديمة لشعوب ما بين النهرين وما رفدها من رؤى وافدة من الهند. لقد تضاءل المقصد الأخلاقي للعبارات القرآنية المفيدة بأن الشيطان مذموم مدحور، وأنه سرعان ما يخنس ويتراجع، وأنه يتحالف مع نظرائه من الإنس، وأن الاستعاذة مما يسوّله أمر ممكن، تضاءل هذا المقصد ليتضخّم على حسابه خنوع مفزع يستهين بالذات الآدمية وإرادتها وحاجتها إلى روحية إيجابية تدعم مسيرتها الاستخلافية. أكثر من هذا، لقد ساهم في هذا النكوص عدد من أصحاب المعاجم اللغوية الذين اعتبروا لفظة الشيطان مشتقة من الجذر « ش ط ن »، وأن الشطن هو « الحبل الطويل الشديد الفتل ». لم يعتنوا بأن الكلمة دخيلة على العربية، فلا حاجة إلى هذا التعسف في إرجاعها إلى ثلاثي يتضمن دلالة القوة والشدة. بذلك لم ينتشر القول بالطابع السلبي للشيطان المقلل من أهميته، القاصر أمره على كونه أحد الحوافز لحياة روحية وأخلاقية تواجه نزعات الضعف والتخاذل. لم يبرز في فكرنا الأخلاقي- التربوي عامل التصادم البنائي مع الشيطان على اعتبار أنه عقبة يجب على الإنسان تجاوزها وأنه الافتراض الضروري الحافز للإرادة للتغلب عليه. مع ذلك فقد حرص قديماً عدد من العارفين والمفكرين والأدباء المجددين على الخروج من خطاب التثبيط والتخويف متمثلين بوعي قولة: « عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ». ذلك كان شأن مولانا جلال الدين الرومي في المثنوي حين اعتبر أن الشيطان وأنانية الآدمي ليسا إلا شيئاً واحداً، قبله كان رجل كابن سينا قد قلل من أهمية الشيطان ولم ير له سلطة فعلية. لم تختلف معالجة أبي عثمان الجاحظ في كتابه الحيوان للمسألة، فقد تناولها بأسلوبه المتميز المذكي للعقلية النقدية المتلّمسة في الواقع الاجتماعي والثقافي، ما يعتمل في نسيجه من تباين ومفارقات. مثل هذه النماذج -على أهميتها وفعالية جهودها- لم تفلح مع توالي نكسات الحواضر الإسلامية في الصمود في وجه الذهنية الاتباعية المتوجسة من الانخراط في المسيرة الاستخلافية للآدمي. نقرأ مثلا ما كتبه الحافظ ابن الجوزي البغدادي (القرن السادس الهجري) في « تلبيس إبليس » فنجد عجباً. من الاستعراض الحاشد للأحاديث والآثار والروايات المتعلقة بالشيطان نقف على انقلاب مفهومي خطير في هذه القضية. مرجع هذه الخطورة يعود إلى طريقة التعامل مع مسألة ليست من أصول الاعتقاد، لكنها تحولت مع ذلك إلى عنصر تأثير بالغ في المجالات الحيوية من الشخصية الإسلامية. تحقق هذا الانزلاق المفهومي نتيجة ذهنية وتصورات فرضت علاقة سلبية بالنصوص القرآنية والنبوية الصحيحة المتصلة بهذه القضية. يقول ابن الجوزي في مقدمة التلبيس معلّلاً اختياره لطرق هذا الموضوع: « وضعت هذا الكتاب محذرا من فتنه (الشيطان) ومخوفاً من محنه وكاشفاً عن مستوره.. ورأيت أن أحذر من مكايده وأدل على مصائده، فإن في تعريف الشر تحذيراً عن الوقوع فيه.. ». وراء هذه النوايا الحسنة يكمن -في تقديرنا- صميم الإشكال الذي هو ليس في النصوص المعتمدة، ولكن في الطريقة التي يستند إليها الكاتب عندما يتعامل مع تلك النصوص وينتقيها. جوهر الموضوع يتحدد في المنهج الفكري الذي يؤسَّس عليه الفهم ويلتزم به فيما يقع استنتاجه من جملة النصوص. إذا كان مفهوم العداوة المعلنة بين الشيطان والآدمي أمراً قارا، فإن الفرق شاسع بين من ينزِّله ضمن معنى دفاعي متوجس، ومن يفهم تلك العداوة في سياق بنائي يتحول فيه التحدي إلى عامل إبداع وتجاوز. بتعبير آخر هناك اختلاف كامل بين من يعالج أمر الشيطان بمعزل عن كل بعد فكري وجودي ومن ينزِّل ذات الوجود ضمن دائرة الصراع بين حريتين: حرية تحوّلت إلى جبرية أحادية عندما تبنى الشيطان الشر خياراً واحداً أبديا وحرية الإنسان الذي يخطئ دون أن يتحول خطؤه إلى خيار نهائي. ما فعله ابن الجوزي لا يعدو -في الظاهر- أن يكون من قبيل النصح لأخذ الحيطة، وهو أمر يراه البعض محموداً لأنه يحمي المؤمن في حصن حصين، لكنه تعبير عن تسطيح في الفكر الديني لا يمكن أن يفضي إلا إلى تهافت نظرية التربية عند المسلم وشحوب للنموذج الذي يراد أن تتم تنشئة الأجيال عليه. يتجلى هذا القصور بما نلحظه في الاتجاه الآخر عند أبي حامد الغزالي في كتابه « أيها الولد المحب » الذي ينطلق من رؤية مغايرة لذات الآدمي وضرورة الاهتمام بما تحمله من مكامن القوة ومواهب الحرية. بذلك تكون التربية عنده أولاً شحذاً وإبرازاً لقيمة الأفراد وطاقاتهم ضمن المجتمع. أما التحذير والتنبيه إلى المخاطر فلا يكون إلا بالتبعية والعرض، لذلك فأول ما افتتح به رسالته في التنشئة قوله: « إن النصيحة سهلة والمشكل قبولها » ذلك أن التحدي الرئيس في العمل التربوي هو الوعي بجدلية الحرية التي تمكّن المعلم من الوصول بالمتعلم إلى أن يكتشف نفسه بنفسه. بناء الذات في ضوء هذه الجدلية لا تكون تلقيناً أو تخويفاً بقدر ما هي رهان على المتعلم يصل به إلى امتلاك زمام ذاته بنفسه، « لأن العلم بلا عمل جنون والعمل بلا علم لا يكون ». في هذا المستوى الأوّل يقترن البحث في مسألة الشيطان بتصور للتوحيد، وفهم لمسألة الشر وما يتولد عنهما من نظرية في التربية، أي أن إشكال بناء الذات الإنسانية هو أعقد من أية نزعة حمائية وقائية، لأنه يتطلب وعياً يؤسس لمعنى الوجود وتمثلاً شاملاً لوحدانية الله وعدله ومتطلبات موقع الآدمي المتميز بالعقل والحرية في الاختيار التربوي. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 07 جانفي 2010)  

رصاصة الفتنة على حدود غزة

 


رأي القدس 07/01/2010 ما حدث لقافلة ‘شريان الحياة’ التي تحمل مساعدات لابناء قطاع غزة المحاصرين امر مؤسف، فالمعاملة التي تعرض لها المشاركون في هذه القافلة تشكل وصمة عار للحكومة المصرية. منظر قوات الامن المصرية وهي تقذف اعضاء القافلة بالحجارة، او تعتدي عليهم بالضرب بالهراوات لم يخطر على بالنا، ولم نتوقع ان يتحول استقبال هؤلاء المتضامنين مع الجوعى المحاصرين الى معركة دموية تسفر عن اصابة عشرين منهم على الاقل ينقلون على اثرها الى المستشفيات. القافلة وصلت الى قطاع غزة وعبرت معبر رفح في نهاية المطاف، فماذا لو تعاملت معها السلطات المصرية منذ البداية بطريقة حضارية انسانية، وسمحت لها بالسير وفق خطها المرسوم، اي من ميناء نويبع على البحر الاحمر الى سيناء ومن ثم القطاع المحاصر؟ الاجابة بسيطة تتلخص في ان هذا النظام المصري يأتمر باوامر اسرائيل والولايات المتحدة، وجعل من اهل قطاع غزة، وحركة حماس التي تحكمهم، بالاكراه او الاختيار، عدوا استراتيجيا لا بد من الحاق اكبر قدر من الاذى به لاذلاله وتركيعه. قالوا للسيد جورج غالاوي النائب البريطاني الكاثوليكي ان عليه ان يذهب الى العريش، تطبيقا للاتفاق الموقع معه او المتفق عليه، الرجل اضطر للرضوخ لهذا الامر مكرها، لان هدفه والمرافقين للقافلة ليس افتعال مشكلة مع النظام المصري، وانما ايصال المساعدات الى القطاع، وفضح الحكومة الاسرائيلية التي اعتدت عليه. وقتلت المئات من ابنائه، وفرضت عليه حصارا ظالما قاهرا حرمه من ابسط اسباب البقاء والحياة الكريمة. هذا العداء للقافلة ولشعب غزة يؤكد ان النظام المصري ليس متواطئا في تشديد الحصار فقط، وانما مشاركا بحماس منقطع النظير في انجاحه والحاق اكبر قدر ممكن من الاذى بمليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع. نأسف ان تتحول الحكومة المصرية الى حارس للبوابة والأمن الاسرائيليين، وبشكل مجاني فقط من اجل نيل الرضا الامريكي والاسرائيلي. فلا ضير ان يموت ابناء قطاع غزة جوعا من اجل ان يرضى بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان على النظام الحاكم في القاهرة. نأسف اكثر ان يقتل شرطي مصري على الحدود مع القطاع اثناء انفجار الاضطرابات والاحتجاجات برصاص مجهول، سارع التلفزيون المصري الرسمي للاعلان بانه جاء من الجانب الآخر من الحدود. هذا الشرطي البريء الذي وضعته حكومته في هذا الموقف الوطني وغير الاخلاقي للمشاركة في حصار ضد اخوانه ابناء دينه وعقيدته، هو شهيد ينضم الى قوافل الشهداء الفلسطينيين والمصريين والعرب الذين سقطوا دفاعاً عن القضايا العربية والفلسطينية منها بالذات. نشك ان يكون فلسطيني شريف هو الذي اطلق الرصاصة القاتلة، لأن هذه الرصاصة هي رصاصة الفتنة، اطلقها من يكن العداء للشعبين الفلسطيني والمصري، ويريد ان يعطي ذريعة لاعلام الردح الرسمي لتصعيد حال العداء للفلسطينيين المحاصرين المجوعين، بحيث يحول الضحية الى قاتل، وهي لعبة معروفة احترفتها اجهزة مخابرات عربية بجدارة. الاعلام الذي ينهش اللحم الفلسطيني مستغلاً استشهاد هذا الشرطي، لم ينبس بكلمة واحدة عندما فتحت اسرائيل النار وقتلت جنودا مصريين، أو عندما اخترقت طائراتها الاجواء المصرية لقصف الابرياء العزل في قطاع غزة. السيادة المصرية تسخر في خدمة الاسرائيليين وجرائمهم، ولكنها تصبح بقرة مقدسة في وجه قافلة انسانية او محاولة جائع البحث عن لقمة الخبز في الطرف الآخر. نتفق مع السيد غالاوي هذا الانسان البريطاني الذي اثبت انه اكثر عروبة من الكثيرين في اوساط النظام المصري والانظمة العربية الاخرى المساندة او الصامتة على الحصار. نتفق معه في قوله ان مصر العظيمة تستحق قيادة افضل. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  07 جانفي 2010)  


والدته لا تعلم عن مصيره حتى اللحظة الإعلام الأردني يرتبك في تحديد هوية منفذ هجوم «خوست»

 


عمان – حاتم العبادي  كشفت تصريحات «المسؤول الأردني رفيع المستوى» التي تصدرت الصحف الأردنية يوم أمس حول ارتباط منفذ الهجوم لانتحاري، همام خليل محمد البلوي، ضد قاعدة لـ «سي.أي.أيه» في ولاية خوست الأفغانية بالأجهزة الأمنية، عن حالة «تخبط وارتباك» في الإعلام الرسمي الأردني. وحذر إعلاميون أردنيون في حديث إلى «العرب» من تأثير هذه الحالة على «مصداقية وسائل الإعلام الأردنية، لمصلحة وسائل الإعلام الأجنبية سواء العربية أو الأجنبية منها». فالحكومة الأردنية، وبعدما نفت على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف هذه المعلومات جملة وتفصيلا، حيث قال: إن منفذ الهجوم ليس أردنيا وإن «المعلومات المتداولة حول تجنيد المخابرات الأردنية له لا أساس لها من الصحة»، مؤكدا «ألا علاقة للمخابرات الأردنية بمثل هذه الأعمال لا من قريب ولا من بعيد»، عادت وأكدتها. مسؤول أردني رفيع، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات صحافية، لم ينف علاقة الأردن بالمشتبه به في تنفيذ عملية التفجير، والذي أوضح أنها تأتي «في سبيل مكافحة الإرهاب مع سائر أجهزة الاستخبارات المعنية بهذا الملف». وقال المسؤول إن ضباطا في دائرة المخابرات العامة حققوا مع البلوي العام الماضي، بعد أن جرى اعتقاله. وقال بعد فترة من الوقت جرى الإفراج عنه، مؤكدا «أننا دولة قانون، ولا يمكن أن نحتجز شخصا لم يثبت ارتكابه أي عمل يستدعي استمرار احتجازه». وسمح للبلوي، كما يضيف المسؤول، بمغادرة الأردن إلى تركيا لدراسة الطب، لكنه غادر إلى الباكستان، وبعد فترة اتصل بالمخابرات الأردنية بهدف رغبته الإدلاء بمعلومات تخص الأمن في الأردن، قال إنها خطيرة». وقال إن «الجهات الأمنية حاولت المحافظة على تعاملها مع البلوي عبر البريد الإلكتروني، مع علمها المسبق بأن روايته ربما لا تكون صحيحة، وأنه يمارس لعبة وارتباطات مزدوجة. كان المهم هو استدراجه واستمرار الاتصال معه». ولفت إلى أن «الجهود الاستخباراتية في ملف مكافحة الإرهاب يجري تبادلها مع أجهزة استخبارات عربية وعالمية، من بينها وكالة الاستخبارات الأميركية التي وضعناها في صورة المعلومات التي أدلى بها البلوي». إقرار الحكومة الأردنية، يأتي بعد نشر وكالات أنباء أجنبية تؤكد العلاقة بين منفذ العملية والأجهزة الأمنية الأردنية، الأمر الذي وصفه إعلاميون أردنيون بأنه يجسد حالة من «عدم الانفتاح» التي طالما رفعتها الحكومة شعارات لها، ولكن بدون تنفيذ. محاولة الحكومة، إيراد تفاصيل قصة العلاقة مع منفذ العملية، ربطها إعلاميون بما نشرته وكالات الأنباء العالمية، إذ يرون أنه « ما كانت الحكومة الأردنية لتعلن عن التفاصيل، وبقيت رواية الشريف دون تفنيد، لولا بث الوكالات العالمية لها ». وبخصوص هذه الحالة، والتي سبقتها حالات كثيرة، تشير، بحسب إعلاميين، إلى غياب المعلومات الدقيقة عن الناطق باسم الحكومة من قبل الجهات المعنية من جهة، وعكست حالة تسرع من قبل الناطق في إدلاء التصريحات دون الاستناد إلى حقائق. ويقول المحلل والكاتب السياسي فهد خيطان إن « ما حصل يشير إلى سوء تنسيق بين دوائر صنع القرار، بما يمكن توصيل المعلومات السلكية في الوقت المناسب »، لافتا إلى أن الناطق باسم الحكومة « تسرع في تصريحاته دون الاستناد إلى معلومات رسمية ». ويرى أنه « لولا ما بثه الإعلام الأجنبي الذي كشف التفاصيل، لبقيت رواية الشريف موجودة دون نفي ». وفي الوقت الذي يذهب عضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين ماجد توبه في توصيف الإطار العام للإعلامي الرسمي إلى ما قاله زميله خطيان، إلا أن ما حدث بشأن منفذ عملية تفجير قاعدة وكالة المخابرات الأميركية في أفغانستان يبين أن هنالك « ملابسات مختلفة » كونها « حادثة أمنية كبيرة ومرتبطة بأطراف دولية وعالمية ». ويعتقد أن « التخبط في المعلومات أمر مفهوم لطبيعة القضية » مشيرا إلى أنه « حتى يوم أمس كما نقل عن والدة منفذ العملية، إنها لم تتلق أي خبر رسمي حول مصير ابنها ». (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 07 جانفي 2010)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.