حرر من قبل المولدي الزوابي في الإربعاء, 06. جانفي 2010 ذكرت مصادر مطلعة أن مستوصف سيدي سعيد بمعتمدية الفرنانة تعرض للسرقة، وقالت ذات المصادر أن عملية السرقة تمت بعد أن تم تهديم احد جدران المستوصف. يشار إلى أن معتمدية الفرنانة شهدت في الآونة الأخيرة عدة سرقات طالت للأبقار والأغنام كما يشار إلى أن عدد من المواطنين عبروا عن خشيتهم من تزايد نسق السرقات التي تطال املاكهم . وفي ذات السياق اعرب الأهالي عن استغرابهم من عدم القبض على اللصوص ومعالجة دوافع السرقة التي اصبحت تهدد حياتهم وممتلكاتهم. لاسيما بعد ان عجزوا عن معرفة مصير عشرات المسروقات التي قُدّمت في شانها بلاغات يعود تاريخ بعضها الى سنوات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 جانفي 2010)
تونسيون يفتحون ملف اغتيال فرحات حشاد بعد 58 عاما
إذاعة هولندا العالمية/ هل قتل الفرنسيون الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد عام 1952؟ وهل يكون اعتراف أنطوان ميليور بأنه نفذ جريمة القتل وفقا لتعليمات رؤسائه في الأجهزة الأمنية الفرنسية، إدانة لفرنسا؟ وهل تستجيب باريس لمطلب التعويضات عن حقبتها الاستعمارية في تونس؟ هذا النقاش لا يزال يؤجج الساحة الإعلامية والسياسية في تونس، بينما قابلته باريس بالقول « إنه نقاش تونسي داخلي لا يعنينا. » يقول عبيد البريكي، رئيس لجنة اتحاد الشغل الملكفة بمتابعة قضية اغتيال النقابي فرحات حشاد « نحن نبحث منذ زمن طويل على خيط يمكننا من حجة دامغة لمتابعة قضية اغتيال فرحات حشاد، فلم نحصل على أدلة مادية باستثناء بعض الإشارات، إلا أن الشريط الذي تم عرضه مؤخرا في قناة الجزيرة الوثائقية القطرية وفر لنا الحجة الأساسية وهي الاعتراف الصريح للقاتل الذي ينتمي لمنظمة اليد الحمراء (…) حيث أثبت أنه قام بفعلته بناء على أوامر رئيس المنظمة الذي كان من ضباط الشرطة الفرنسيين في تونس. » وكان أنطوان ميليور نشر مذكراته منذ عام 1997 وتحدث فيها عن نشاطات « اليد الحمراء وضلوعه في عملية الاغتيال » إلا « أننا لم نهتد إلى ذلك وهو أمر غريب وكان علينا الانتظار إلى غاية بث الشريط على عبر وسائل الإعلام » حسب ما يقول عبيد التريكي. من جهة ثانية تزايد في تونس عدد الأصوات التي تنادي بالتحقيق في مقتل فرحات حشاد يتزعمها نجله نور الدين حشاد الذي قال « إن القضية لا تتعلق بمقتل فرد بل هي « جريمة سياسية وإرهاب دولة « باعتبار أن القرار اتخذته السلطات الاستعمارية والدولة الفرنسية حينها ولم يكن قرار مؤسسة الإقامة العامة الفرنسية في تونس. » كما انطلقت على موقع فايسبوك الالكتروني حملة لتجميع التوقيعات على عريضة مطالبة بفتح التحقيق في اغتيال حشاد انضم اليها عدد كبير من التونسيين وغير التونسيين. زعيم نقابي وسياسي سطع نجم فرحات حشاد المولود عام 1914، في تونس عندما أسس رفقة آخرين « الاتحاد التونسي للشغل المستقل » عام 1946. ولم تقتصر شعبيته على الداخل فحسب، بل ذاع صيته على المستوى العربي والدولي، ويعتبر من أبرز النقابيين الذين وقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي ودعموا حركة التحرر الوطني التي شهدتها عدة دول في المنطقة وخاصة في شمال أفريقيا (تونس والمغرب والجزائر ومصر). اغتيل فرحات حشاد على يد منظمة فرنسية تطلق على نفسها « اليد الحمراء » التي أسسها بعض المستوطنين الفرنسيين في تونس. وتم تنفيذ العملية في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، في الوقت الذي كانت تنظر فيه الأمم المتحدة في قضية الانتداب الفرنسي على تونس ومستقبله. اعترافات قاتل حشاد
وكانت قناة الجزيرة الوثائقية بثت في نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي شريطا وثائقيا مطولا حول ظروف جريمة اغتيال فرحات حشاد جاء فيها على لسان منفذ الجريمة أنطوان ميليور عضو « منظمة اليد الحمراء »الفرنسية » لقد تصرفت وفقا للتعليمات، وكان حشاد يمثل خطرا على فرنسا آنذاك (…) وليست لدي مشكلة مع العملية فإذا طلب مني تكرارها فلن أتردد. » واعتبر أن فرحات حشاد كان العقبة الأساسية في طريق وصول الحبيب بورقيبة إلى السلطة الذي كان مدعوما من باريس » حسب اعترافات ميليور. وأدت اعترافات أنطوان ميليور إلى استياء واسع في أوساط المثقفين التونسيين، وطالب هؤلاء عبر وسائل الإعلام وعبر الإنترنت من الحكومة التونسية دعوة فرنسا إلى الاعتراف بالجريمة وتعويض تونس عما جرى أثناء الحقبة الاستعمارية. فرنسا: « نقاش تونسي داخلي »
ولم ترد إلى حد الآن أية مواقف رسمية من باريس حول النقاش الدائر حول اغتيال فرحات حشاد، والمطالبة الشعبية بضرورة محاكمة القاتل وربط القضية بالتعويضات عن الحقبة الاستعمارية الفرنسية في تونس. إلا أن وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران زار تونس في أكتوبر تشرين الأول وصرح أمام الصحفيين أن « مطالبة تونس بتعويضات من فرنسا عن الحقبة الاستعمارية هي نقاش تونسي داخلي لا يعني الحكومة الفرنسية. » وفي زيارة أخيرة قبل أسابيع لنفس للوزير المذكور إلى تونس، قال طارق الكحلاوي الباحث التونسي في دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتغرس في الولايات المتحدة « إن فريديريك ميتران طرح عليه السؤال حول اعترافات أنطوان ميليور بضلوع منظمة اليد الحمراء في اغتيال فرحات حشاد، لكنه أجاب باستهزاء حين قال ‘هل كانت يدا حمراء أو سوداء. » ويضيف الكحلاوي في حديث إلى إذاعة هولندا العالمية « هذه القضية تلقى صدى شعبيا في أوساط المجتمع المدني والنقابات، ومؤسساتيا شبه رسمي من طرف المحامين التونسيين لإقامة محاكمة لقتلة فرحات حشاد، أما عن موقف الحكومة التونسية فيقول المتحدث إنه « إلى حد الآن لا توجد مطالبة رسمية صريحة بالرغم من الحملة الرسمية التي شنتها بعض الدوائر السياسية المقربة من السلطة بخصوص مطالبة فرنسا بالاعتذار عن حقبتها الاستعمارية في تونس. ويؤكد عبيد التريكي المكلف بمتابعة قضية اغتيال فرحات حشاد أن لجنته تواصل جمع ما يمكنها من الأدلة « لمتابعة من اغتاله ومحاكمة أعضاء منظمة اليد الحمراء بالاعتماد على الخبرات القضائية والدولية لمعرفة الحقيقة في اغتيال حشاد « فهذه القضية بالرغم من مرور 58 عاما من وقوعها فهي لن تزول بالتقادم الزمني. » حسب قول عبيد التريكي. (المصدر: موقع « إذاعة هولندا العالمية » بتاريخ 6 جانفي 2010)
أقولها وأُمضي سلطة الإعلام وإعلام السلطة
صبري ابراهم
لم تفلح كلّ عبارات التهنئة والتشجيع التي وردت علينا أوّل أمس بمناسبة صدور »الصباح« في شكلها الجديد، في أن تخفي حيرة أصحابها، وكلماتهم المعاتبة التي تسلّلت بين رسائل الثّناء والتشجيع. حيرة مردّها سؤال استبطنه كلّ من اتّصل مهنّئا أو مشجّعا: هنيئا لكم أناقتكم ولكن متى نرى إعلامكم؟ سؤال عكس تعطّش التونسي إلى مضمون إعلامي جديد، يخرج به من دائرة »يا مزيّن من برّا…«. والواقع أنّ الحديث عن الإعلام والمضامين الإعلامية في تونس، وان يبرز أحيانا بشكل مناسباتي، إلاّ أنّه يعكس انشغالا عميقا، بما أصبح عليه الواقع الإعلامي ورغبة ملحّة في تطويره. فهل لعيب فيه.. أم لعيب فينا؟
لا يكاد يختلف إثنان في أنّ إعلامنا لا يعكس واقعنا وأنّ علّته تفاقمت حتّى كدنا نيأس من شفائها. وأنّ علّته هذه لا شرقية ولا غربية. بل هي تونسية النشأة والتربية. فكيف لإعلام يغلب عليه اللون الواحد، والطعم الواحد والرأي الواحد أن يعكس ما وصلنا إليه أو أن يتيح ما نرنو إليه؟ وكيف لصحافة اختلط لديها الحكومي بالعمومي، أن ترقى إلى مستوى ما يأمله شعب تصرف أكثر من ثلث ميزانية الدولة في تربيته وتعليمه؟ كيف لإعلام يخلع على السلطة ثوب النزاهة النبوية أن يساهم في تقدّمها وتقدّمنا؟ كلّها أسئلة تؤثّث المجالس الخاصّة والعامّة والنقاشات الحميمية والعلنية حول مستقبل الإعلام في تونس. وهذا في حدّ ذاته علامة صحيّة على أنّ الضمائر بخير وأنّ الأمل في الإصلاح لم يمت فينا.
جيّد، فأين المشكل إذن؟
المشكل يكمن في أنّنا نشترك في تشخيص الدّاء، ونرفض وصف الدّواء. فالكلّ يشكو تردّي الواقع الإعلامي، وخواء مضامينه، ولكن الكلّ يرفض أن يكون طرفا في الحلّ، إذ لا يقرّ بأنّه جزء من المشكل. ولا أدري لماذا لا يحتمل الكلام في الإعلام »جلد الذّات« فيقتصر على التملّص من المسؤولية، فتنتقد الإدارة »الصّنصرة الذاتية«، وغياب المبادرة وتشابه المضامين.. لينتقد »أهل مكّة« الإدارة التي غلّبت إعلام السلطة، على سلطة الإعلام. والواقع أنّ الكلام في الإعلام، بدأ ينحصر تدريجيّا، عن سوء نيّة أو حسنها، في ما تقدّمه (أو لا تقدّمه) السلطة من ضمانات للنّهوض به. فمن قانون الصحافة، والإشهار العمومي، إلى الخطاب التلفزي والإعلام العمومي، إلى تكوين الصحفيين، كلّها مواضيع تحتاج معالجة أصبحت اليوم أكثر من مؤكّدة لفتح المجال لفضاء إعلامي أكثر انفتاحا، وأكثر التصاقا بمشاغل التونسي. وكلّها مجالات تعطي فضاء رحبا لنقد الإدارة أو انتقادها.
ولكن هل تختزل هذه المسائل وضع الإعلام التونسي؟
أكاد أجزم أنّ لهذه العملة وجها آخر قد نتجاهله جميعا لكنّه في رأيي أصل الدّاء، وهو إصرار إعلامنا على أن يخلع على السلطة ثوب النبوّة التي لم تدعها يوما وما تنبغي لها، وإصرار بعضنا على أن يكون أكثر ملوكية من الملك فيوجّه الإعلام في غير ما سُخِّر له. فمتى يخلع إعلامنا »جلباب الملك« ليهدي إلى السلطة عيوبها فتستفيد ونستفيد؟ ونستعيد ثقتنا في إعلامنا، فتتعزّز ثقة قرائنا فينا. رئيس التحرير (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جانفي 2010)
رئيس الدولة يعبر عن عميق حزنه وبالغ أسفه لفقدان السيد فيليب سوغان
قرطاج 7 جانفي 2010 (وات) عبر الرئيس زين العابدين بن على حال بلوغه نبا وفاة السيد فيليب سوغان رئيس دائرة المحاسبات الفرنسية ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية الأسبق عن عميق حزنه وبالغ أسفه بفقدان صديق شخصي له ولتونس بلد منشئه الأصلي وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفرنسية منوها بخصال الفقيد رجل السياسة والفكر والأدب. كما عبر الرئيس زين العابدين بن علي عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر تعاطفه مع أسرة الفقيد وعائلته السياسية الموسعة وعن مشاركته إياهم أحزانهم بهذا المصاب. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 7 جانفي 2010)
التحوير الحكومي في تونس: لم لا ؟
مرّ على الانتخابات في تونس أكثر من شهرين و كان الحديث مترددا وخافتا عن تحوير حكومي ما قد يليها مباشرة. ولكن طالت فترة الانتظار ولم يتزحزح كرسي وزير واحد، فتقلّص هامش التخمينات والتوقعات، رغم صخبها في الكواليس والجلسات الخاصة، من تعديل شامل إلى ما بين بقاء الأمر على حاله وبين تعديل جزئي ربما يشمل وزارتين أو ثلاث، ليس من بينها الوزارة الأولى التي لم يسبق منذ 7 نوفمبر 1969 تاريخ إحداثها أن تجاوز البقاء على رأسها عشر سنوات، وهو الرقم القياسي الذي يبدو أن السيد محمد الغنوشي بصدد تحطيمه، عن جدارة في نظر البعض، و دون جهد خارق في نظر البعض الآخر باعتبار محدودية صلاحياته والصبغة التكنوقراطية الطاغية على الحكومة. وإذا كان تعيين الوزراء وإقالتهم من المشمولات الدستورية لرئيس الجمهورية الذي يوجه السياسة العامة للدولة، فإن التعديل الوزاري المأمول ليس مطلوبا لذاته ولا يعني مجرد تغيير الأشخاص بقدر ما يهم تعديل السياسات. ولئن كانت النتائج الانتخابية الأخيرة الكاسحة كالعادة لفائدة الحزب الحاكم ومرشحه للرئاسة تبدو للوهلة الأولى مطمئنة للسلطة التي يمكن لها أن تتمسك بمقولة الاستقرار « لا نغير فريقا فائزا » ، فإنها لا تعفي في اعتقادنا الحكومة الحالية من مسؤوليات حقيقية وانتقادات جوهرية أشارت إليها بدرجات متفاوتة بعض البرامج والبيانات الانتخابية لأحزاب المعارضة ومنها حزب الوحدة الشعبية الذي بيّن مثلا بوضوح أن الحكومة قد فشلت في تقليص نسبة البطالة التي لم تتراجع ولو بنقطة واحدة طيلة السنوات الخمس الفارطة في حين كان التشغيل المحور الأول والشعار الأبرز للبرنامج الرئاسي سنة 2004، أي قبل أربع سنوات من اندلاع الأزمة العالمية الأخيرة التي تكاد تصبح شماعة جميع الإخفاقات و النقائص الماضية والحالية وربما المستقبلية. و دون تهويل، تبرز مؤشرات موضوعية أخرى عديدة أن غيوما قد تراكمت، مما خلق شعورا عاما، وليس فقط في صفوف النخبة، بشيء من الاختناق والانغلاق ولا سيما خلال السنة الأخيرة 2009، لا يمكن لأي حكومة مهما تقلصت صلاحياتها، أن تنأى بنفسها عن تحمل مسؤوليتها. فقد تضاعفت التحركات النقابية والاحتجاجات العمالية رغم الانفراج الحاصل في قضية الحوض المنجمي بعد العفو الرئاسي، وحدث ما حدث للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و تنامى العنف و حملات الثلب والتشهير والتهديد وتعكرت الأوضاع أكثر في الجامعة بسبب الخلافات المستمرة بين الوزارة والأساتذة والمحاكمات القاسية التي طالت مؤخرا عددا من مناضلي ومناضلات الاتحاد العام لطلبة تونس… والقائمة تطول في مستوى الملفات العالقة بالساحة السياسية والحقوقية والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية. كل ذلك غذى من حجم التوقعات والانتظارات التي يخشى بعض أصحابها أن يكون لها مآل التعديل الوزاري المحدود والمثير للجدل الذي حدث مؤخرا في مصر رغم اختلاف الظرف بين انتخابات قادمة هناك وانتخابات سابقة هنا. ومهما يكن من أمر التعديل أو التحوير عندنا، فإن الأكيد أننا في مفتتح مرحلة جديدة وحساسة، لاعتبارات قد تتجاوز الحكومة، ونأمل أن تتضح فيها الرؤية فعلا، بعيدا عن أي ضبابية أو ركود. عادل القادري
تحية إلى المحامي الدكتور سليم بن حميدان تعليق على مقال بعنوان : Ensemble pour un RETOUR DIGNE Salim BEN HAMIDANE
صادر بتاريخ 6 جانفي 2010
في مقال للمحامي الدكتور سليم بن حميدان بعنوان « عودة المهجرين التونسيين بين الإرادة والمستحيل » بتاريخ 18-11-2009 http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1995 يقول الكاتب: » يعي جميع أعضاء المنظمة أن عودتهم، في إطار مقررات لائحتهم العامة المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي، هي من قبيل المستحيل في الظروف الراهنة، ولكنهم يدركون في المقابل أن مستحيل اليوم قد يكون ممكن الغد وأن ليس لهم إلا الإرادة والصبر سلاحا لتحقيق الأمل شريطة أن تكون هذه الإرادة متوهجة ومتحررة في ذاتها من أمراض العمل الجماعي والزعامة الوهمية. » أكرر ما حبره هذا المحامي فهو يقول » يعي جميع أعضاء المنظمة أن عودتهم، في إطار مقررات لائحتهم العامة المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي، هي من قبيل المستحيل في الظروف الراهنة » كان أولى بهذا المحامي أن يوضح ما الذي تغير في الظروف الآن حتى يكون له حديث أخر؟ أم أنه الوحي و التكليف الألاهي دفعا المحامي للنفخ في المنظمة من جديد و اختار النفخ باللغة الفرنسية التي تكلفه مراجعة نصوصه و إعادة صياغتها حتى تتوافق مع لغة فلتير.. أستاذ سليم، أدعوك للكتابة بالعربية فذلك أقل كلفة، و مدعاة لتتذكر ما كتبت للمستعربين « نحن » قبل هذا التاريخ.. فليس هناك مبررا واحدا للكتابة باللغة الفرنسية لمناضل سياسي كان في سابق العصر و الأوان « إسلامي »، يدافع عن الهوية.. و رغم علم و يقين الأستاذ سليم بالـ »معاناة » التي سيلقاها من يتصل بالسفارة حيث يقول:
« Au terme de longues années d’attente et de tracasseries administratives, jalonnées par des humiliations ignominieuses et récurrentes, le pauvre requérant, maudit et malmené, sera enfin incité à manifester sa pleine gratitude envers ses bienveillants maîtres. » « humiliations ignominieuses » : lire « humiliations les plus ignominieuses (dégradantes) »
علما أن هذه الـ »معاناة » قد نفاها الكثير و أخرهم الدكتور النوري… أعيد، رغم علم و يقين الأستاذ سليم بالـ »معاناة » التي سيلقاها من يتصل بالسفارة يقول هذا الأستاذ في نقس مقاله « عودة المهجرين التونسيين بين الإرادة والمستحيل » « غير أن الوعي والاحترام المبدئي الكامل لاختيارات المهجرين، المتضمن في مبادئ المنظمة ومقررات مؤتمرها التأسيسي، دفعا قيادة المنظمة إلى توجيه رسالة داخلية لجميع أعضائها عبرت فيها بوضوح عن تجندها للدفاع عن الراغبين في التسوية الفردية مع تأكيد التزامها المبدئي بمواصلة النضال حتى تحقيق الحل الشامل وإنهاء محنة التهجير بعودة آخر مهجر إلى أرض الوطن في أمن وكرامة. » أن الوعي والاحترام المبدئي الكامل لاختيارات المهجرين، المتضمن في مبادئ المنظمة ومقررات مؤتمرها التأسيسي، تحوّل الآن إلى تشكيك في » الراغبين في التسوية الفردية » و وصف خطواتهم بالـ « غامضة » بعد أن وعد بالدفاع عنهم و عن حقهم في الاختيار.. و لعله الوحي و التكليف الألاهي يدفعان المحامي للنفخ في المنظمة من جديد و الدعوة إلى التفاف حولها و و.. و قي هذا الإطار نزل على الأستاذ سليم، هذا المقال بلسان فرنسي مبين.. فبلغه إليكم بسرعة دون إضاعة الوقت في تحويله للعربية.. مقالات سليم لا يمكن أن تكون إلا ملئ بالتناقضات، ارتباطا بشخصه، و الموقع و المهمة فهو نهضوي أصبح عضو مؤسس في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، دون أدنى نقد علني لتجربته الأولى، و هو الآن عضو قيادي في جمعية « منفيون »… لن يتوقف المحامي الدكتور سليم عن كتابة الشيء و نقيضه حتى يلج الجمل سمّ الخياط.. 7 جانفي 2010 حامد بن منصور/ ألمانيا
الصحبي العمري:بــيـن الـــتّــبــرئــة والــتّـعـرئــة 5
بقلم: الصحبي العمري ** السّعي الخفيّ لاستدامة الأزمة الحقوقيّة والسّياسيّة
لقد تحوّلت التّحالفات الغير متجانسة والأصوات الخارجة عن السّرب إلى عنصر إستدامة أزمة المشهد السّياسي والحقوقي في تونس نظرا لتوظيف الخلاف في الرّؤى والتّباين في وجهات النّظر من زاوية إختراقات مخابراتيّة إقليميّة وعالميّة لبست بدلات حقوقيّة وسياسيّة تديرها عولمة تزيل الحدود الجغرافيّة وتخترق سيادة البلدان بتمويلات مرصودة للغرض من وراء البحار لأفراد محلّية متشابكة المصالح مع دوائر أجنبيّة. إنّ عهدة الموقف تتغلّب على عهدة المأساة للتّصدّي للإنجراف السّياسي والحقوقي الذي يقود نحو الإفلاس الأخلاقي بتطويع المواقف وشراء الذّمم. إنّ مسؤوليّة جهاز الأمن في تونس مناطة بعهدته سلامة المواطن وإستقرار البلاد الذي أرهق إستنفاره المزمن جميع هياكله إلى درجة إستنزفت فيها الجهود والأموال دون أن ينجح السّاهرون على إدارة السّلط الأمنيّة في إستمالة المواطن لتقدير مجهودات قطاع الأمن الذي ربح النّفور من تضحيّاته وإنضباطه في وظيفته التي تداخلت فيها المصالح الفئويّة بقناع سياسيّ متحزّب يرجّح كفّة طرف على الآخر في إطار يحجّم ويقزّم دور أطر ومهمّات المجتمع المدنيّ الذي تهمّش أداؤه دون أن يستطيع ترميم ذاته نظرا للإحباط والعراقيل والإنحرافات التي أصابت عناصره. ** نتائج عكسيّة لمجهودات أمنيّة لم تقدر على تطويع المساعي
إنّ عقليّة الوصاية على إستقرار وأمن البلاد من طرف مختلف الأجهزة الأمنيّة ودوائرها تحوّلت إلى هاجس يقلّص من مجالات الحرّيات العامّة والخاصّة ويهمّش دور المواطن في الحفاظ على سلامة الوطن ومناعته. لقد تحوّلت هذه المسؤولية إلى صيغة وظيفيّة إستئجاريّة تضمن السّير العادي لدواليب النّظام القائم في تونس دون السّعي إلى إستمالة المواطن في إحترام دور الأمن في مجالات الإستقرار والتّنميّة بعد أن تجرّدت مؤسّسات الدّولة من زمام المبادرة والمسؤوليّة في إتّخاذ القرارات الجريئة والشّجاعة التي تمسّ الشّأن العام حتّى أصبحت تتوكّؤ على مؤسّسة الرّئاسة في إنتظار تدخّل سامي من سيادة رئيس الجمهورية في كلّ ما يخصّ الإشكاليات الحاصلة في إدارة الشّأن العام في غياب ثقافة ودور المؤسّسات في ذهنيّة المواطن. تفشّت في البلاد أنواع من أساليب الممارسات الأمنيّة الرّادعة والرّافضة لأيّ تعديل يسمح بفسحة من التّنفّس التّعدّدي المستقلّ عن أجهزة السّلطة وتعالت الأصوات المندّدة بذلك بين الدّاخل والخارج. تداخل الأمن والقضاء والإدارة والحزب الحاكم في إنشاء جفوة فكريّة وحقوقيّة وسياسيّة طالت هرم السّلطة وتطلّعات الشّعب حتّى برزت بؤر توتّر في مؤسّسات الدّولة تعبّر عن الشّعور بالحيف والإحتقار الذي تغذّيه نزعة الوصاية والإحتواء التي يحترفها أقطاب في أجهزة النّظام. تصمت السّلطة حتّى تخطئ المعارضة السّياسيّة والنّشطاء الحقوقيّون الذين يعبّدون الطريق أمامها بإستفزازاتهم المجانيّة ثمّ تتكلّم السّلطة من خلال الممارسات والأفعال بواسطة أجهزتها التي لا تحترم عادة الضّوابط وحدود المشمولات. وفي المقابل , تحسّرت عديد الأطراف الشّعبيّة على وفاة عناصر من السّلفيّة الجهاديّة في مواجهات سليمان أواخر سنة 2007 دون أن يتأسّف أحد على مقتل أيّ عون أمنيّ أو عسكريّ في هذه الصّدامات المسلّحة الغريبة عن بلادنا. لكنّ التّحاليل والإستنتاجات السّوسيو – أمنية غابت عن دراسات معاينة هذا الإشكال المسكوت عنه لأنّ التّضحية في سبيل الوطن تختلف في مغزاها النّبيل عن التّضحية في سبيل النّظام والأشخاص. ** وسائل وإمكانيّة التّدارك في إزالة أسباب الإحتقان المتنامي
إنّ ترميم هذه المعادلة وتدارك هذا الوضع أمر ممكن لو تتوفّر الإرادة السّياسية الصّادقة وتترفّع قيادة البلاد عن عقليّة المؤامرة والتّآمر حتّى يتسنّى للمسؤول الرّفيع المستوى الخروج من دائرة التّردّد والإرتباك وقبول النّقد والإتّهام للمضي قدما في خدمة الشّعب بضمير وطني متميّز وذلك بالإنتقال من مجال إختبار حسن النيّة إلى مرحلة تفعيل بوادر الثـّقة والتّواصل مع النّخبة الوطنيّة الصّادقة من المجتمع المدنيّ لإزالة درجة توتّرات مجانيّة يحافظ عليها متنفّذون في أجهزة الأمن والإدارة مازالوا يعتبرون أنفسهم عناصر أساسيّة لا يمكن الإستغناء عليهم بترديدهم المزمن لإسطوانة الولاء والتّأييد الذي يعكّر صفو المشهد السّياسيّ والحقوقيّ في تونس لخدمة أباطرة الإنتهازيّة والمحسوبيّة في البلاد. وفي الحقيقة والواقع ، إنّ هؤلاء المتنفّذين في أجهزة السّلطة مطّلعون ويعرفون أكثر ممّا يعرفون من تجاوزات وإنتهاكات وخروقات لم تطلها يد العدالة والتّتبّعات لأنّ الجميع متواجد في مستنقع واحد. إنّ الشّعور بالقلق والإحتقان في الأوساط الشّعبيّة تغذّيه معاناة عدم الإعتراف بصعوبة التّحدّيات المحلّية للإقرار بفشل التّوجّهات الصّدامية والإقصائيّة التي أدّت إلى شلل مجتمعي يقتات من التّغافل عن إسناد دور أكبر وواضح لأعضاء الحكومة مع تفعيل نشاطات المؤسّسات المدنيّة بتمويلات جهويّة مستقلّة عن الميزانيّات الوزارية السّنويّة المرصودة لدعم إقلاع عمليّة التّنمية الشّاملة وتعزيز الإعلام التّعدّدي بجيل جديد من الصّحافة الشّبابيّة المستقلّة وذلك لإزالة الصّورة الخشبيّة لإعلام لا يستخدم العقل للتّميّز والتّنوّع في نقل الواقع المعاش وإبداء مقترحات التّدارك والإصلاح. ** ذرائع الحفاظ على وضعيّة سوسيوسياسيّة شاذّة
إنّ تخوّف أجهزة الأمن المتنفّذة في البلاد من عدم السّيطرة على الوضع وعدم مواكبة نسق التّطور الحضاري يجعل كفاءة عناصرها ووطنيّتها محلّ ريبة وشكّ تسبح ضد التيّار لكبح تصّورات المستقبل التي تستجيب إلى تطلّعات الشّعب الذي يصبو إلى الإنفتاح السّياسي والحقوقي الملموس تعبيرا عن تناغم النّضج الثّقافي والحضاري والأخلاقي بين القمّة والقاعدة في أجهزة السّلطة ومؤسّساتها. لقد نشأت عقليّة المؤامرة والتّآمر في أروقة وزارة الدّاخلية وتسرّبت من خلالها إلى مؤسّسة الرّئاسة حتّى تحوّل هذا الفيروس إلى حاجز يعيق بروز جموع من النّخبة الوطنيّة رفضت الإنصات والتّعامل مع مصادر » النّصح » المأجور والتّمويلات المشبوهة من خارج البلاد في إطار تنميّة الدّيمقراطيّة في الوطن العربي وتحت تسميّات إعلاميّة وعناوين حقوقيّة أخرى إستجلبت هواجس المضاربين والإنتفاعيين في الميدان الحقوقي والمعارضة السّياسيّة. (المصدر: صفحة الصحبي العمري على فايسبوك بتاريخ 7 جانفي 2010)
مسار شورو، مكمل لخيار مورو
مقامـة بقلم: خلدون الخويلدي حدثني مصعب بن جبير قال: ذات يوم، أُخرِس في بلدي معظم القوم، أو اضطروا الى الصوم. فرضت على الجميع كلمة الإصمات، كأنما أصيبوا بالصمات، فما فاه لأحد لسان، و لا نبس ببنت شفة إنسان، لما حكم على الأحرار بالإعدام، رأيت الناس بكما كالأنعام، و صما كالأصنام. ألجموا عن النقد، رهبة أو أغروا بالنقد، على الملإ و مدار الساعة، يظهر أستاذ في التلفزيون و الإذاعة، ليؤدى واجب السمع و الطاعة، و ذهب الكثير الى المداراة، بدل النصح و المصافاة. انتشر الطمع، و اختفى الورع، و انساقت قدم الى زلة، و نفس الى ذلة، و الرشوة سبب العلة. في بلدي خلت من الفكر الجعاب، و انتشرت للعضلات الألعاب، فلا حديث الا عن الكرة، و بعد كل أحد نعيد الكرّة، بعبارات ما تحت الصرّة، يستحي منها الشهم و الحرّة. قد نهينا عن سب الدهر و الزمان، و لما سلبنا الأمن و الأمان، و من الرزق ذقنا الحرمان، أو خفنا على ديننا من الإفتتان، أجبرنا أن نهجر على حبها الأوطان. لقد وصل القمع أن تمنع المحاضرة، و المشاركة في المناظرة، فأصبح الواحد أنحل من القلم، و البلد أقحل من سفح العلم. ثم رام من تبقى المغادرة، بعد أن فاضت المصادرة، الى الفكر و الحرية، و الى تجويع العيال و الذرية. و أضاف مصعب قائلا: و إن أنت لنفسك النجاة اخترت، فهادنت و ما سافرت، و كتبت ذلك في صحف صفراء و عبرت، و أنك من نظارة الحرب، و نأيت عن الممانعة ونددت بالضرب، بل و أدمنت على المسلسلات و برامج التحاجي، ثم أدليت بالحِجاج، أنك تقبل تخلف الحُجّاج، وأن الحجاب لباس طائفة، تونس منها مرعوبة خائفة، و أن الشارب و اللحى، سوف تطحن البلاد كالرحى، فلا تدعي بعد هذا أنك من الصفوة، أو أن لك ريحا من نخوة. أما من حمل النفس على المكاره، فنادرا ما عاد سالما الى داره، و بين السؤال و الجواب، في غرف الإستجواب، يرى العجب العجاب، و سيان إن أنكر أو أجاب. لكن رجالا لنا صبروا، و للصراط عبروا، كل منهم صادق، هجر حياة الدعة و الفنادق، دفعوا في حرية البلد، ما لا يدور بالخَلـَد، فذاب ما بين العظم و الجلد، و منهم من جاد بروحه الى جنات الخلد. ثم ختم بن جبير بالقول: و أذكـِّر بهذه الملاحظة، لمن على المبدإ اختار المحافظة، أنه من تخفيف الأحزان، عند الشدة مساندة الإخوان، من وثبوا إذا وثبت، و يثيبون إن استثبت، لأن قبح الجفاء، ينافي الوفاء، و أنه عند الوجل، يظهر معدن الرجل، فبعد اليوم لا تثريب، و لا تشريق و لا تغريب. و أدعو لاتـِّباع الوسائل، لحل أعقد المسائل، و أن تجاهل الحقوق، هو من أسوء العقوق، و أن مسار شورو، مكمل لخيار مورو، فلننهض ولنتقدم و لا نلف أو ندور، تجنبا لمنطق الرِّيـَب، و رفقا بأصحاب الرُّتب، و أنه لا ضير إن تعددت للطريق الخرائط، و للهدف الوسائط (المصدر: « الحوار.نت (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 7 جانفي 2010)
حركة النهضة بين مفترق طريقين مقالات السيد بوعبدالله نجار البلدي والسيد العربي الجندوبي
بقلم محمد سعد (*) قد يلتزم المرء الصمت لدهر لكن للابد قد يجعله في صف الراكنين عدد او جم غفير من ابناء الحركة اختاروا بدفع او لحاجة الابتعاد ليس اختيارا للركون وانما احتجاجا على ماهو سائد داخل الجماعة منذ صعود بن علي للحكم وبقيت هذه الغالبية الصامتة رفضا للسياسات المتبعة ورفضا لسلوك القيادات التي لم تحسن التصرف , تنظر وتراقب حتى جاء من تحدى الصمت وكسر كل الضوابط الداعية للاكتفاء بالمراقبة عن بعد , فتتالت الكتابات المتمردة على ما هو سائد فانطلقت الاصوات الناقدة المنتقدة التي يجمعها الرفض وان اختلفت في اسلوب التعبير عن الرفض من ابرزهاهذه الفترة كتابات السيد ابو عبدالله النجار البلدي التي تصدى لها من يكرسون السياسات والسلوكيات التي ابدت الوضع الراهن المتردي متسترين احيانا ومعلنين حينا من ابرزها كتابات السيد العربي الجندوبي وان كانت الردود تتالى فينال كل كاتب لمقال من يرد عليه مناصرا او محاربا فينال مقاله نصيبا من التقويم او التقييم وانا كابن للاتجاه الاسلامي سابقا وكرافض في الوقت الحالي للسياسات والقيادات الحالية محملا اياها الاصرار على الخطيئة اريد تقويم ردود السيد العربي القاسمي على ما كتب ردا على الاخ البلدي السيد العربي القاسمي هو رئيس فرع حركة النهضة في سويسرا والتحق بالحركة بعد ان سبقه اليها الاخ البلدي فالاخير من المؤسسين للحركة والعربي من اللاحقين الذين غابت عنهم الكثير من الحقائق والمعلومات وان حاول ان يظهر بمظهر العارف والمطلع والمدافع عن الحركة التي هي ملكا لكل من ساهم في تشييدها , ولن تكون باي حال وتحت اي ظرف ملكا لمن هم الان في التنظيم وهم قلة مقارنة بغيرهم حديثي مع السيد العربي سيكون في شكل بعض الاسئلة التي اود ان يرد عليها حتى تتجلى الصورة ناصعة للجميع , وان كنت متاكدا من ان السيد العربي او امثاله لن يردوا على اسئلتى لخوفهم من الحقائق ان تتجلى , وسيجدون الكم الهائل من الاعتذارات , وان ردوا فلن يكون على كل الاسئلة التي ابتغي من ورائها ان نطلع المتتبعين عن حقيقة مايدور ونساعد من يبحث عن الحقيقة ان يدرك مسارها وكيفية صياغتها فالعلن كله خير سيد العربي لماذا تخلى العديد من ابناء الحركة عن التنظيم وخيروا الابتعاد او الاستقالة؟ كم كان عدد انصار الحركة في سويسرا في عهد سلفك وكم عددهم في عهدك؟ عندما ترد وتقول ان الحركة قامت بمراجعة او نقد لمسيرتها في العلن هل تتشجع انت وتنشر هذه المراجعات على صفحات النيت حتى يحكم الجميع لها ام عليها , لان غيرك اعتبرها مجرد مذكرات الذين انتقدوا الحركة في العلن لم يجدوا ملاذا او فسحة داخل التنظيم الذي استولى عليه امثالك من الراكنين لتصنيم الحركة فلماذا تتهمهم بالتخاذل لماذا اذا غادر احد ابناء الحركة التنظيم رافضا للسياسات المتبعة وللقيادات الحالية من امثالك تنقلب حسناته الى سيئات اي عكس مسار الشريعة ,اليست له حسنات تذكرنا بها اعتبرت انسحابه خطيئة اليس اصرار امثالك على نفس النمط المميت الذي قتل وشردة اكبر من الخطيئة هو فقد رصيده بالانسحاب هل تريد ان تشير همسا ا ن رصيدك انت قد زاد بالبقاء في التنظيم والالتحاق بالقيادة ترى ان الخلاص الفردي هو انتحار ونهاية هل الاعداد الهائلة من المنسحبين والمستقلين والجامدين والمتجمدين تراهم عينك القيادية فردا انا ارى الاصرار على التنظيم اصرارا على الخطا والابتعاد عنه رفضا للخطا ما تقول انت من يملك برهان الحقيقة لا يخشى من العلن اليس كذلك لو عاد المنسحبون والمستقلون للعمل اين ستكون انت منهم ومعهم اسئلة اطرحها والاجابة عنها قد تنير وقد تستنير وقد تثير وقد تثار هذا ان حصلت الاجابة (*) منسي في غياهب فرنسا (المصدر: « الحوار.نت (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 6 جانفي 2010)
أنصف الإسلام يا منصف وأنصف المرازيق
أن يخالف الدّكتور المرزوقي الإسلام و لا يقتنع به كحلّ لمشاكل البشرية فهذا من حقّه وكلّ امرئ بما كسب رهين … أمّا أن يستهزئ بهذا الدّين العظيم وبمبادئه وقيّمه فهذا أدهى وأمرّ وهو ممكن أيضا وقد فعله كثير من قبله فحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وهو أمر يفسد الكثير بين حلفاء تحالفوا على مقارعة الظّلم وعلى العمل السياسي المشترك ويعتبر ما أقدم عليه الدّكتور منعرجا كبيرا في خياراته السياسية له بالتّاكيد تبعاته وتأثيراته على التّحالفات القائمة رغم الشّعبية المتواضعة جدّا لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الّذي يظلّ مع ذلك فصيلا سياسيا كامل الحقوق والواجبات. كنت دائما أعتبر أنّ الدّكتور المرزوقي رجل شجاع وصاحب خطاب صريح وقد عبّرت له أكثر من مرّة عن ذلك ، ذكر ذلك أم لم يذكر ، ولكن في السّنة الماضية وأثناء انعقاد مؤتمر حقّ العودة في جونيف صدر من الدّكتور تصرّفا استغربته كثيرا منه وهزّ عندي الصّورة النضالية للرّجل. هذا التّصرّف لا يمسّ الأخلاق الحميدة وإنّما يتعلّق أساسا بالسّلوك السياسي النّضالي. أسررت ما وجدت من الدّكتور في نفسي ولم أبده ولكنّ كتابته اليوم وتهجّمه وتهكّمه على الإسلام أعادت إلى الذّاكرة ذلك السّلوك (السياسي النّضالي وليس الأخلاقي حتّى لا أمسّ من ذمّة الرّجل) ورسّخت لدي مبدأ أنّ المرزوقي لن يكون حليفا للإسلاميين في معركة الحرّية. لقد ردّ الكثير من الإخوة على تهجّمات المرزوقي على الإسلام وقالوا ما يحقّق المعني ويغني عن الزّيادة وأسجّل هنا تحفّظي على بعض العبارات الواردة في الرّدود مع تفهّمي الكبير لدوافعها و أودّ في هذه المساهمة أن أحاول فهم ما كتبه الدّكتور المرزوقي. إنّ المتأمّل في السّاحة العالمية وفي صراع الأمّة مع خصومها يجد أنّه كلّما مرق مارق عن هذا الدّين وجرّد قلمه لمهاجمته إلاّ واحتضنه الغرب وأعلى له المقام وصنع منه رمزا وأغدق عليه من الجوائز العالمية وأيّده وناصره … وتونس بدأت خماسية جديدة ستنتهي بعدها حتما إلى تداول في هرم السّلطة سواء كان ذلك ضمن الفريق الحاكم ، وهذا هو الأكثر احتمالا ، أو عن طريق من يسانده الغرب ويوصله للحكم عن طريق « دبّابة شفّافة ناعمة لا تثير الحفيظة » ليواصل عملية الإستعمار غير المباشر وارتهان القرار السيادي والحيلولة دون أن تنهض بلادنا وتنعتق وتتحرّر فهل يكون الدّكتور المرزوقي قد رشّح نفسه طواعية لهذه المهمّة القذرة ؟ لا أرتضي ذلك لرجل!!! أم أنّ المرزوقي كان منذ البداية مغالطا لحلفائه لمصلحة ما وقد خانته لحظة صدق فباح بما حوى صدره وعبّر عن موقفه الصّحيح من الإسلام والإسلاميين ؟ إن كان ذلك كذلك فهي رعاية ربّانية لحركة النّهضة نحمد الله عليها ونسأل الله الهداية للدّكتور المرزوقي. بعد بضع سنوات منذ تأسيس التّجمّع من أجل الجمهورية يكون قادته قد وقفوا على مدى تغلغل خطابهم في الشّارع التّونسي وحقيقة وزنهم وشعبيّتهم وبالتّالي فرصهم الحقيقية في أن يأخذوا موضعا مؤثّرا في عملية سياسية ولو جزئية مفترضة فأراد أن يخلط الأوراق عملا بقاعدة « الفوضى الخلاّقة » فبدأ بالحليف الذي لا يرتضيه الغرب وبالتّالي يكون هو الحلقة الأضعف في السّلسلة ولا بأس أن نكسب على حسابه مكسبا ولو كان نظرة بعين الرّضا من العم سام أو أمثاله من « السامات » الأخرى ومن يدري قد يصل الأمر إلى زعامة مدعومة بكلّ قوّى الغرب ولا وزن ولا قيمة للمساندة الشّعبية وللشّرعية ولتذهب الهوية والأصالة إلى الجحيم فهذه كلّها غثاء لا يسمن ولا يغني من جوع؟ بلغة أخرى هو رجوع إلى بداية الثّمانينات حيث سكت الجميع ، وبالتالي تآمر ، على ضرب الحركة الإسلامية واستئصالها. أم أنّ الدّكتور المرزوقي قد تأمّل وقيّم كلّ المشاكل والتّحديات فخلص إلى أنّ مشكلته الأساسية هي الإسلام فاختزل دونها كلّ المشاكل وجادت قريحته بما جادت فأفصحت عن مرزوقي آخر غير الذي عرفنا؟ بكلّ المقاييس ، ما أقبل عليه الدّكتور المرزوقي ضرب في الصّميم من حق وواجب حركة النّهضة أن تطالبه فيه بتوضيحات و أن تتخذ من المواقف والإجراءات ما يتماشى مع هذا الهجوم غير المبرّر. الأستاذ المرزوقي نعم: الإسلام هو الحل ولا حلّ في غيره وفي التّاريخ صدق ما أقول. يوم أن احتكمت الأمّة إلى الإسلام واتّخذته منهج حياة عزّت وعلى شأنها وسادت الأمم وملأت الدّنيا عدلا ورحمة ولا خلاص لأمّة الإسلام إلاّ بما خلص به أوّلها ولا عزّة لها إلاّ بما عزّ به أوّلها. تـأمّل السّاحة العربيّة والإسلامية وستجد أنّ الإسلام يقاوم ويقهر أعداء الأمّة بينما تقعد القومية والإشتراكية والعلمانية وووو متفرّجة بل وتتواطأ وتخون وتغدر. أين غير الإسلام في معركة فلسطين وجنوب لبنان وأفغانستان والعراق …؟ كلمة أخيرة وأنت العروبي الأصيل : إن الرائد لا يكذب أهله، والأمين لا يخون قومه، وأخشى أن يكون تهجّمك على الإسلام واستهزاءك به قد أوقعك في هذه المثالب ولا أحسب أنّ المرازيق يفخرون بما كتبت. العربي القاسمي / سويسرا في 6 جانفي 2010
الاسلام هـو الحـل الوحيـد
رجاء جارودي تمهـيد نتائج الحضارة الغربية طريق الحضارة الغربية طريق مسدود جحد الغربيين للفكر والتراث الإسلامي حاجة الغرب إلى الإسلام مسؤولية المسلمين اليوم حتميـة الحـل الإسلامي لا أريد أن أتحدّث اليوم عن الإسلام بشكل عام، ولا عن الإسلام وما جلبه للحضارة العالمية، وإنما أريد أن أتحدث عن إمكانية انتشار الإسلام في العالم الغربي في أيامنا هذه. تمهـيد عندما نشأت الدعوة إلى الإسلام، كان العالم حينئذٍ غارقاً في شتى ألوان الفوضى والانحطاط العام، فالامبراطوريات الكبرى، من بيزنطية وفارسية وإمبراطورية القبط ومملكة الويز يغوط، كانت في دور التفكك والانهيار. ولما جاء الإسلام ونزلت آيات القرآن، معلنةً أن الخلق والأمر بيد الله سبحانه وتعالى، عاد لملايين البشر ثقتهم بإنسانيتهم ذات المصدر الإلهي، واتجهوا إلى صياغة حياتهم الاجتماعية صياغةً جديدة. وهنا يمكن أن يطرح علينا سؤال: أليس الإسلام قد قدّم للإنسانية فكرة السلطة العلوية، كما قدم فكرة الجماعة والعمل لصالح المجتمع، في عالم تناسوا فيه القوى الإلهية، وفي مجتمع يتجه بكليته إلى طريق الفردية، ما جعل الوضع يبدو غير قابل للاستمرار، وجعل الثورات على الطريقة الغربية مستحيلة؟ نتائج الحضارة الغربية إننا بعد خمسة قرون من سيادة الغرب سيادة تامة ـ بدون منازع ـ يمكن تلخيص نتائج حضارته فيما يلي: 1 ـ على الصعيد الاجتماعي: لقد صرف للتسلّح على سطح هذه الكرة الأرضية عام 1982م مبلغ 650 مليار دولار، وقد زاد هذا الرقم أكثر من 20 مرة ونحن في الألفية الثالثة ، ولو وزع هذا المبلغ على أفراد البشرية لأصاب الفرد الواحد أربعة أطنان من المتفجرات، وفي نفس تلك السنة، توفي في العالم الثالث خمسون مليوناً بسبب الجوع أو سوء التغذية. واليوم يشكو مليار من البشر من شبح المجاعة . ومن الصعب أن نسمي خط سير الحضارة الغربية، وتوصلها إلى إمكانية تدمير الحياة على سطح الأرض وإنهاء ثلاثة ملايين سنة من تاريخ البشر، لا يمكن أن نسمي ذلك بحال من الأحوال تقدماً. 2 ـ أما على المستوى الاقتصادي الذي توجهه فكرة النمو والزيادة، فهم يطلبون زيادة الإنتاج، سواء كان مفيداً أو ضاراً أو حتى مميتاً. 3 ـ وبالنسبة للنواحي السياسية والعلاقات الداخلية والخارجية بين الدول، فالعنف هو الذي يسيّرها، أي مصالح الأشخاص والطبقات والشعوب التي تتصارع فيها صراعاً رهيباً. 4 ـ وتتميّز النواحي الثقافية بفقدان المعنى والمغزى لهذه الحياة، فهم يريدون أن يكون الفن للفن، والعلم للعلم، والاختصاص لمجرد الاختصاص، وأن تكون الحياة في سبيل لا شيء. 5 ـ أما في العقائد، فقد أضاعوا معنى السيطرة العلوية الإلهية، وبذلك تمّ إغفال البعد الحقيقي للإنسان في إنسانيته، وتعذّر إمكان الفصل بين النظام والفوضى الموجودة. إن الحضارة الفرعونية التي يتحدث عنها القرآن، كانت تريد أن تجعل الحياة لا معنى لها، أو بمعنى آخر، تريد أن تجعلها مقتصرةً على تأمين الحاجيات وقائمةً على الصدف. أما الحضارات الأخرى غير الإسلامية، فلا نجد فيها حالياً إلاّ الجهل بمعنى حياتنا وبمعنى مماتنا. طريق الحضارة الغربية طريق مسدود فهذه الثقافة الغربية تقودنا إلى الطريق المسدود، وإذا تابعنا الخطة نفسها، فمعنى ذلك الانتحار لأهل هذا الكوكب، لأن من دعائمها: 1 ـ الفصل بين العلم والحكمة، أي الفصل بين الوسائل والغايات. 2 ـ تحويل جميع الحقائق إلى مفاهيم مغلوطة، تبعد الجمال والحب والعقيدة وتفقد الحياة معناها. 3 ـ جعل الأفراد والجماعات هي المركز الأساسي للاهتمام. 4 ـ إنكار الألوهية، أي السعي للتخلّص من متطلباتها بإبعاد الإبداع والحرية والأمل. جحد الغربيين للفكر والتراث الإسلامي ويدعي الغرب أن هذه الثقافة انتقلت إليه من مصدرين: مصدر إغريقي وروماني، ومصدر يهودي مسيحي، وتناسى عمداً المصدر الثالث لهذا الإرث، وهو التراث العربي الإسلامي. لقد غضّوا من قدر الميراث العربي الإسلامي لسببين: 1 ـ لادّعائهم بأنهم لم يجدوا فيه إلا نقلاً للثقافات القديمة ولديانات الماضي وترجمةً للتراث الإغريقي الروماني وإنكاراً في الوقت نفسه للعقيدة المسيحية ومدخلاً لبعض العقائد الفاسدة من وجهة نظرهم. 2 ـ إنهم لم يشاؤوا أن يرو إلا مقدمةً للثقافة الأوروبية، ما يجعله من اختصاص دارسي الماضي. وفي ظلّ نظرتهم هذه، يجعلون الإسلام لا يحوي شيئاً جديداً ولا شيئاً حياً، فهو لا يحيا إلا في الماضي، ولا يمكن أن يعدنا بشيء. وهذا ما قاله بطريقة أخرى الببغاوات في العالم العربي . هذا الاتجاه المزدوج هو الذي يجب علينا أن نحاربه، لأنه يمنعنا من فهم الحاضر ومن بناء المستقبل. لهذا السبب، أسمح لنفسي بالبحث في هاتين الفكرتين الحضاريتين للإسلام. أولاً: ليس صحيحاً أن الفكر الإسلامي كان مجرّد فكر مترجم ومنقول عن الفكر اليوناني، فالرياضيات اليونانية مبنية على نظرية المحدود، بينما نجد الرياضيات عند العرب مبنية على نظرية غير المحدود. والمنطق اليوناني كان عبارةً عن مجرد تفكير، بينما العلم العربي تجريبـي، وفن البناء اليوناني كان يعتمد على الثوابت والخطوط المستقيمة، أما المساجد الإسلامية فقد كانت عكس المعبد اليوناني، إذ تشكل بأقواسها وقبابها سيمفونية فنية رائعة، والفلسفة العربية كانت فلسفة العمل، إذ لم يدونوا نظريات حول المادة والمعرفة ويكتفوا بها. ويمكننا إيراد أمثلة كثيرة تؤكد هذه الحقائق: فالمأساة اليونانية لم تناسب الفكر الإسلامي، كما أن الشعر العربي لم يناسب الفكر اليوناني وقيمه. ثانياً: إنه ليس صحيحاً أن العلم العربي كان مجرد مقدمة للعلم الغربي الحاضر، فالعلم العربي عكس موقفنا الفلسفي الذي يؤمن بالحتمية. إن العرب لا يفرقون ولا يفصلون بين العلم والحكمة، أي أنهم لا يضيعون الهدف، ويضعون نصب أعينهم المعنى والنهاية لكلِّ عمل، ولا يعتبرون الحوادث حتماً واقعاً، إنما مجرد إشارة، حتى في الأحداث الطبيعية، وأوضح ما يكون ذلك في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهي لا تفصل بين الأمور فيما بينها، وإنما ترى الجزء بالنسبة للمجموع وتعطيه معنى، وهذه النسبة تشمل كل الأشياء من المركَّبة والبسيطة وتعتبرها مقدسة بانتمائها إلى الله. وتغاضينا اليوم عن (المعنى) وعن (القوة العلوية) هو الذي جعل العلم ينحدر، وساعد في تحوّل السياسة أيضاً إلى ميكافيلية، وذلك منذ الاهتمام بالنمو العددي الكمي وجعله هدفاً لنا دون الأخذ بعين الاعتبار الإنسان ومصلحته وازدهاره. الغرب اقتبس أسس يقظته من العرب والإسلام: إن النهضة الغربية باعتمادها على الحضارة الإغريقية الرومانية لم تبدأ في الحقيقة في إيطاليا، ولكنها بدأت من إسبانيا قبل ذلك بفترة طويلة، من إشعاع العلم والثقافة العربيين الإسلاميين. ولكن النهضة الغربية لم تستفد من الحضارة العربية الإسلامية إلا طريقتها التجريبية وأساليبها الفنية، ولم تأخذ العقيدة التي توجهها إلى الله، ولم تعتبر المحافظة على هذه العقيدة بمثابة خدمة جليلة للبشرية. واليوم، نجد أنفسنا كما كان العالم أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين كانت تتجاذبه قوتان عظيمتان، هما الامبراطورية البيزنطية والامبراطورية الساسانية في إيران ـ وكلتاهما كانتا في طريق الانحلال ـ واليوم نجد قوتين عظيمتين هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، تحاولان تقسيم العالم إلى كتلتين، وتدعي كل قوة منهما لنفسها مبادىء وأيديولوجيات تتعارض مع مبادىء القوة الأخرى، بينما هما ترتكزان على نفس النموذج من الثقافة الفرعونية القديمة الذي يوصلهما إلى طرق مسدودة متشابهة تقود إلى إفلاس البشرية. في هذه الأزمة التي نتلمّس فيها الغايات، أو بالأحرى في غياب هذه الغايات، يمكن للإسلام أن يقدم للعالم ما ينقصه وهو معنى الحياة. من ميزات الثقافة والحضارة الإسلامية: 1 ـ فالإسلام دين التوحيد الخالص، وهو بذلك دين المعنى والجمال، بينما يقوم عالمنا اليوم على التنافس العددي الكمي، وتبدو الأحداث وكأنها محصلة قوى عمياء غاشمة للمجابهة والعنف. 2 ـ إن القرآن يعلّمنا أن نعتبر الكون وكأنه وحدة يقوم الإنسان مع داخلها بالمشاركة في أداء واكتشاف معنى للحياة، بينما نسياننا للخالق يجعل منا أشخاصاً يعيشون على هامش الحياة ويخضعون لحاجات ومصادفات خارجية. إن تذكرنا لله في صلاتنا يجعلنا نفهم مصدر وجودنا، وهو مصدر كل شيء في الوجود. 3 ـ إن القرآن يعلّمنا أن نرى في كلِّ حادث وفي كل شيء آية من آيات الله ورمزاً لوجود أعلى يسيِّرنا، ويسير الطبيعة والمجتمع، وهدف الدين الرئيسي هو التناسق والوحدة الصادرة عن الله والعائدة إليه، ما يجعل الإنسان إنساناً هو اتجاهه إلى تحقيق إرادة الله، فكل شيء في هذا العالم، بالتأكيد يخضع لإرادة الله، فالحجر في سقوطه، والنبات في نموه، والحيوان في غرائزه، كلها تخضع لله، ولكن هذا الخضوع لا يتوقف على إرادتها، فهي لا تستطيع أن تهرب من النواميس التي تحكمها، بينما البشر وحدهم هم الذين يستطيعون. 4 ـ ومن هنا، يصبح الإنسان مسلماً بمطلق إرادته وبمحض مشيئته واختياره، وهو يتذكر الأمر السامي الذي يجعل لحياته معنى، وهو مسؤول مسؤولية كاملة عن مصيره، ما دام أن له مطلق الحرية في أن يرفض أو أن يخضع لإرادة الله. لقد جاء الرسل إلى جميع الشعوب، يدعونهم إلى أن يحددوا إيمانهم بالله وبتعاليمه، ولقد كان إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكثير غيرهم من أنبياء الإسلام يحملون هذه الرسالة الخالدة. 5 ـ والعقل الذي لا يكتفي بربط سبب بآخر، وينتقل من نتيجة إلى ما بعدها ليتوصل إلى النتيجة النهائية، هو عقل متفتح مذعن لرسالات السماء، يستفيد من هدايتها ونورها، ولما كانت هذه الرسالات قد جاءت لتنير طريق العقل، فهي كما ورد عنها « نور على نور ». أثر الصلاة على نفس الإنسان وعلى المجتمع: واستجابة الإنسان لهذه الرسالات تتجلّى في الصلاة، فالله سبحانه وتعالى مع عباده المؤمنين من البشر أينما كانوا، وحيثما اتجهوا، وما داموا قد استجابوا بتحركهم نحو الله، وذلك وفق ما جاء في القسم الثاني من الشهادة بالنسبة لقسمها الأول، إذ إن ترتيب حركات الصلاة يتناسب مع ظهور واختفاء الكواكب ويدخل الإنسان ضمن النظام الكوني في حركات صلاته، فهي تعيد كل مستويات الوجود إلى نفس الإنسان. إنّ الإنسان عندما يصلي ينتصب واقفاً كالجبال والسنابل والشجر، وهو يركع ويعود إلى الوقوف، كما تختفي الكواكب ثم تظهر، وينحني كأغصان النخيل، أو كما تنحني المخلوقات الحية نحو الأرض وكذلك عباد الله رؤوسهم نحو مصدر الحياة. هذه الصلاة لا تربط الإنسان بالطبيعة والنظام الشمسي فقط، ولكن تربطه مع الإنسانية بأسرها. فالقبلة في جميع أنحاء الدنيا، تشكِّل دوائر مركزها واحد، وهي تمثل الوحدة الشاملة، ومواقيت الصلاة التي تتغير حسب خطوط العرض، تتيح في كل لحظة أن يقوم شخص ويركع آخر، وتستمر حركة العبادة طيلة الوقت دون انقطاع، ما يمثل استمرار العبادة حول الأرض، فإذا أردنا أن نعبر عنها بأعمال طبيعية، فإن وحدة الإسلام تشمل كل العالم. حاجة الغرب إلى الإسلام إن الغرب الآن بحاجةٍ إلى الإسلام أكثر من أيِّ وقت مضى، ليعطي للحياة معنى، وللتاريخ مغزى، وحتى يغير أسلوب الغرب في الفصل بين العلم والحكمة أو فصل التفكير عن الوسائل وفصل التفكير عن النتائج. فالهدف الأساسي للعلم والتقنية في الحضارة الغربية لا يعدو فكرة السيطرة، وتأمين مصالح الأفراد والجماعات والأمم، تماماً كما تؤمن هذه الحاجات المشتركة من غذاء وكساء وحماية من العدوان والمهاجمة. أما العلم الإسلامي فمحركه الأساسي هو البحث عن آيات الله في الطبيعة وفي التاريخ لتحقيق مشيئة الله، دون الابتعاد عن الأسباب والنواميس الكونية. في الغرب يجعلون الإنسان منافساً لإنسان آخر، يحاول أن يستخدم علومه للتغلّب عليه، أما في الإسلام، فالإنسان خليفة الله في الأرض ليوجد فيها الجمال الذي يليق بمشيئة الله، كما أن الإنسان لا يضع حاجزاً بين العلم والإيمان، بل على العكس من ذلك، يربط بينهما باعتبارهما وحدة متكاملة غير قابلة للتجزئة، ولا يفصل بين البحث عن الوسائل والنواميس وبين البحث عن النتائج والمعاني المترتبة عليها. إنه لا يفصل بين ما يعلمنا إياه الفن والاختصاص الذي يعطينا السيطرة على الأشياء، وبين عبادة المصدر الأول الذي أوجدها. وكذلك فالإسلام لا يفصل بين العقيدة وبين الاقتصاد والسياسة، بل يربطهما برباط لا ينفصم، وعندما نريد أن نجسِّد معنى مالك كل شيء والقادر على كلِّ شيء، فالله وحده هو الملك وهو وحده الآمر الحاكم العالم، نجد أن المفهوم الإسلامي للدولة وللحق هو عكس مفهوم الدولة والحق عند الرومان، فيختلف تبعاً لذلك تعريف الملكية في الإسلام بالنسبة للحقوق، ونجد اختلافاً وتميزاً عن الحقوق في الشرائع الرومانية والرأسمالية كما تختلف مفاهيمها. فالله هو وحده المالك، وإدارة خيرات هذا الكون وظيفة اجتماعية، فاستعمال الملكية له أهداف أبعد من الفرد ومن فائدة الفرد الشخصية، وهنا يبرز التضاد بين نظرية الفردية ونظرية الجماعة الإسلامية كفكرة. وقولنا إن الله وحده هو الحاكم، يجعلنا نستبعد حكم الملوك على أساس الحق الإلهي، مثل حكم لويس الرابع عشر في الغرب الذي كان (بوسويه) يقول عنه إنه وكيل الله على الأرض، كما نستبعد الديمقراطية التي ترتكز في حكمها على شخص أو حزب فقط. فنداء الإيمان عند المسلمين « الله أكبر » يفسر معنى ملكية كل شيء والقدرة على كل شيء ومعرفة كل شيء، وهذا نداء الحرية الحقيقية، لأنه تأكيد على أبعاد الإنسان السامية الحقيقية، أي أنه يستطيع (الانفلات) من ماضيه ومن غرائزه ومن طبيعته ومن عاداته، ويستطيع أن يصعدها ويردها إلى القوة الإلهية. والإنسان وحده هو الذي يملك هذه الإمكانية للفصل، مع هذا الإرغام القديم، بين الدوافع وماضيها، وتقديم مستقبل مشرق للإنسانية. فتاريخ البشر لا يشبه التطور الحيواني، على اعتبار أنه مسرحية قد كتبت مسبقاً بالنسبة لنا، وما علينا إلا أن نلعب فيها أدوارنا الأبدية. والتاريخ هو تطور مستمر للإنسان مع تتابع السنين والأعوام، ولدى الإنسان إمكانية استمرار النموّ الحالي الانتحاري، بحصولنا فنياً على أدوات إزالة كل آثار الحياة عن سطح هذا الكوكب، وإمكانية إنهاء ثلاثة ملايين من السنين من تاريخ البشر، بل إمكانية إلحاق التعفّن بالتاريخ. مسؤولية المسلمين اليوم نحن مسؤولون عن تاريخنا، وإن هذه الأمانة الإلهية التي استلمناها، والتي يقول فيها القرآن: {إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} [الأحزاب:72]. وهناك نوعان من الحرية: حرية الحيوان في إشباع حاجاته من الطعام والسكن والكفاح، وهي كلها حيوانية. والحرية الإلهية التي تؤكد على الحاجات الإنسانية البحتة، وعلى معنى حياتنا ومماتنا، أي أن نفتش عن هدف المولى عز وجل من خلق هذه الحياة وأن نسعى لتحقيقه. ونحن نملك من الآيات ما يمكننا من التوصل إلى الإيمان، ابتداءً بما يجري في الطبيعة، وانتهاءً بتعاليم الأنبياء والرسل، مع إمكانية تعرّضنا للوقوع في الخطأ، وهذا الخطأ هو الذي يجعلنا بشراً، فالإيمان بالغيب يبدأ حيث ينتهي العقل. هذه القوة العلويّة الربانية هي الأساس في كلِّ حقيقة إنسانية. إن ما يميز حكومة المدينة التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم هو هذه الأبعاد التي لا يمكن تجزئتها، من قوة علوية وجماعة إسلامية، فالرسول أنشأ في المدينة دولةً مثلى، لا تعتمد على روابط الدم أو ترتكز علىالعلاقة بالأرض لدى المزارعين المقيمين، كما أنها ليست حكومة مدينة تقوم على أساس وجود أمة لها سوق واحدة، وليست حكومة تنبثق عن ثقافة موحدة على أساس عرقي أو جغرافي أو ثقافي أو على الماضي، إنما هي مجتمع رسولي مبني على عقيدة مشتركة تحت رعاية الله، مجتمع مبارك مفتوح للإنسانية جمعاء. إن مجتمع المدينة يفسح المجال لإيجاد القاسم المشترك بين المجتمعات الإسلامية، قوة علوية إلهية، وذلك بالمقابلة مع مجتمعاتنا التي تتضخم وتنمو ولا يعتبر المستقبل فيها إلا امتداداً للماضي والحاضر. و »الجماعة » هنا تقابل الفردية التي تؤدي إلى كفاح الجميع ضد الجميع، فالقوة العلوية الإلهية وعقلية الجماعة هما البعدان الوحيدان المتمثّل في الإله من جانب، والإنسان من جانب آخر، اللذان يحتاجهما الغرب اليوم حاجة ماسّةً، ومع ذلك، فهنالك اعتراض يثيره غالباً المفكرون الغربيون، وهو ما حاولنا أن نبدأ بالإجابة عليه: إذا كان هذا القانون الإلهي قد أوحى به وبشكل نهائي في القرآن، وإذا كان محمد هو آخر الأنبياء، ألا يحكم الإسلام على المجتمع والدولة بالتحجر والجمود؟ لقد حاولنا أن نبدأ في الإجابة على هذا السؤال، لأنه بمجرد القول إن هذا الشرع إلهي المصدر، وإن آيات القرآن قد أنزلها الله، ولها قيمة غير محدودة، إن هذا القول لا يبرر مطلقاً أن نخرج من التاريخ وأن نجمد خلال التاريخ كل أمر ورد عن الله، بل على العكس من ذلك، فإننا نجد في القرآن ذاته مبدأ للحركة والحياة ـ كما يذكره محمد إقبال ـ فقد ورد تكراراً في القرآن أن الله لم يرسل رسولاً إلى أمة لكي يعلمهم رسالة الله إلا بلغة أمته، فنحن نجد ثلاثة أنبياء هم إبراهيم وموسى وعيسى، وهم من أنبياء المسلمين قد جاءوا برسالة الإسلام التي أتمّها النبي محمد صلى الله عليه وسلم . كما يجب أن نذكر أنّ كل وحي ورد في القرآن ونقله النبي، سواء في مكة أو في المدينة، هو جواب إلهي لقضية محدّدة، ونحن لا نثير صبغة الوضع الإلهي لهذا الوحي إذا وضعناه في موقعه التاريخي والثقافي في حياة شعب. فالإسلام قد امتدّ إلى عصور أخرى من الحضارات، اختلفت فيها حاجات الدولة وتراكيبها، حيث نجمت مشاكل عديدة، فقام كبار الفقهاء بمحاولة تفسير الكلام الإلهي لمواجهة المواقف الجديدة، ولم يكن ممكناً أن نستنتج من هذه الآيات القرآنية ومن الشرائع السماوية ما نبني على أساسه دولة مختلفة عن حكومة المدينة ـ على الطريقة التي يسير عليها « بوسويه » في التقليد الكاثوليكي، في كتابه السياسي الذي استخلصه من الكتاب المقدس ـ لقد كانت استنتاجات « بوسويه » وهمية تهدف إلى إيجاد تبرير شرعي لملكية لويس الرابع عشر المطلقة، وهذه المحاولة التي قام بها « بوسويه » تشبه ما قام به في العالم الإسلامي (الماوردي) في كتابه (الأحكام السلطانية)، الذي يرسم فيه أجهزة الحكم عندما كانت في طريقها إلى التفكك إبان الخلافة العباسية بشكل نظري لا يستند فيه إلى القرآن وإنما إلى التقليد. ومن الممكن استناداً إلى الوحي القرآني، أن نجد في الطريق الصحيح للإسلام حلولاً للمشاكل التي تفرضها الحياة اليوم، دون أن نمزج ذلك بتقليد النماذج الأمريكية والسوفيتية، أو أن نخلط بين الاتجاه نحو العصرية مع الاتجاه نحو الغرب. فليس القرآن ولا الإسلام هما المسؤولين عن وضع المسلمين اليوم، وإنما الرجعية، المحافظة، والجمود والتمسّك بالحرف، أي أنه في جميع العصور « رفض الاجتهاد ». وهذا الرفض ـ كما حدث في المسيحية ـ همه أن يظهر أي شريعة أو عقيدة بنفس الثوب الذي ظهرت فيه في عصر من العصور، إن هذا الرفض للاجتهاد، سواء في الدين أو في السياسة، يقود إلى تقليد وإعادة نماذج بالية، قد عفا عليها الزمان ربما تلاءمت في الماضي مع حاجات عصرها وشعوبها، ولكنها لا تسمح بحلِّ المشاكل الحالية. فالتقليد يجعل فقهاء الإسلام يجمعون على إباحة كل ما ليس هناك نص واضح صريح بتحريمه، لذا على كل جيل أن يبذل الجهد في تفسير النصوص، كما يدعونا إلى ذلك القرآن في كل صفحة من صفحاته، وهذا يسمح بحل المشاكل التي تعترضنا وفق العقلية التي أوحت إلى الرسول طريقة الحكم في دولة المدينة، وفي الإسلام إمكانات وتطلّعات أكبر من ذلك، حتى في ذلك الزمن الذي بلغ فيه ذروته، ونظراً لإفلاس النموذج الغربي، يمكن للإسلام إفساح مجال الأمل لعالم اليوم، إذا قضينا على فكرة سدِّ باب الاجتهاد الذي حكم به خلال أجيال، فقضى على الإسلام بالتراجع، وإذا أدخلنا المبادىء المنشطة التي تبرز عظمة الإسلام أولاً من ناحية « الإيجابية »، بحيث تخضع الناس والأعمال لقانون يهتم بالنتائج وبالمعنى. حتميـة الحـل الإسلامي أما بالنسبة للتكنوقراطيين، فإننا نجدهم دائماً يتساءلون كيف؟ ولا نجدهم يسألون مطلقاً لماذا؟. ونودّ أن نذكر بأن الاختصاص لمجرد الاختصاص، والعلم لمجرد العلم، والفن لمجرد الفن، هو نسيان مميت للهدف، بإحلال الوسائل بدلاً من النتائج، ويبقى طلب المعنى لهذه الأعمال والهدف منها هو الذي يقودنا إلى ذكر الله. وبالنسبة « للفردية » التي تجعل من الفرد محور كل شيء، فيمكن استبدالها بالشعور « بالجماعة »، أي بعالم مركزه في غيره. وإذا نظرنا إلى « الحتمية » التي تقود إلى عواقب مميتة وإلى عدم الكفاية التي تهدد الإنسان في مستقبله باعتباره امتداداً لماضيه وحاضره، فيمكننا مواجهتها، وتحطيم الطوق من حول الإنسان، وفتح مستقبله بشكل غير محدود، بتأكيدنا على القوة العلوية الإلهية التي تنتشلنا من نمو كمي عددي أصبح وثناً يعبد، وإلهاً مزوراً يسجد له من دون الله، وأعتقد أن هذا أصبح بالنسبة لمسلمي الغرب أمراً ضرورياً، فالإسلام هو تتويج للسلالة الإبراهيمية والذي يدعو الإنسان إلى أن يفتش ويبحث عن نهايته العظمى، ومآله، كما يمكن للإسلام أن يعيد إحياء الأمل في مجتمعاتنا الغربية المتأثرة بالفردية، بطريقة من النمو تقود العالم بأجمعه إلى الانتحار، ولكننا لن نحقق هذا الأمل بشكل كامل إلا إذا وعينا دائماً ما كتبه (فوريس)، بأننا لن نكون أوفياء للأجداد بالمحافظة على رفاتهم، ولكن بنقل الشعلة التي أوقدوها . المصدر: عبدالباقي خليفة
أعدّ المقال للنشر / عبدالباقي خليفة -الحوار نت
سـواك حار (150)
صابر التّونسي
اعتبر الشيخ محمد المشفر أنّ الرهان الرياضي « البرومسبور » نوع من أنواع القمار بما يوجب تحريمه. (…) جدير بالذكر أنّ مفتي الجمهورية السابق (…) اعتبر الرهان الرياضي، يندرج في إطار التنمية الرياضية التي تساهم في مجهود الدولة لتشييد الملاعب الرياضية وتحسين البنية الأساسية للرياضة في تونس.(كلمة)
كل شيء عند سلطتنا بمقدار! الديمقراطية في الداخلية معلبة والفتاوى في وزارة الشؤون الدينية مرقمة!! قالت حركة حماس في بيان لها: « كان من الأحرى بمؤسسات الأزهر تجريم الحصار وتحريم إغلاق المعابر وتحريض الأمة وزعمائها على كسر الحصار بفتح معبر رفح أولا نجدة لإخوانهم في غزة ونصرة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال(الجزيرة نت)
الأزهر ومجمع بحوثه في الخدمة لا يقصر ولا يتأخر عن إصدار الفتوى المطلوبة! وسيفتي بما طلبتم عندما يطلب منه « أولياء الأمر » ذلك فطاعتهم واجبة في المنشط والمكره! أقيل إمام جامع « سيدي إدريس » بقابس المدينة لأنه لم يلتزم بمواضيع خطب صلاة الجمعة التي تفرضها وزارة الشؤون الدينية أسبوعيا على الأئمة، وقد ندد الإمام المعزول خلال آخر خطبة جمعة بالجدار الفولاذي الذي تقوم مصر بتشييده على حدودها مع قطاع غزة، فكان السبب الرئيس لإقالته. (عن كلمة بتصرف) الخطب توزع من إدارة الشؤون الدينية في أسطل مقياسها « ستندار » وعلى الأئمة أن يكرعوا منها ويرتووا بها! … وأما الأئمة من ذوي القرون الطويلة فليس لهم خيار إما أن يشربوا من تلك السطول أو يكسروا قرونهم! … ولا اجتهاد مع « النص »!! واندلعت الاشتباكات مساء الثلاثاء إثر احتجاج أفراد القافلة (شريان الحياة 3) على قرار السلطات المصرية عدم السماح إلا لـ 139 مركبة فقط في القافلة بالعبور للقطاع عن طريق معبر رفح (…) وفرض عبور 59 مركبة أخرى عن طريق إسرائيل، بحسب رويترز
(إسلام أون لاين)
لا أدري ما الذي أغضب أفراد القافلة وهم يعلمون يقينا أنه لا بد من دفع ضريبة أمن « التوريث » المصري! وإن دفعت أحيانا بساتر « الأمن القومي المصري »!! نال السيد محسن الجندوبي رئيس جمعية مرحمة الخيرية حكما غيابيا بثلاث أشهر، في نفس القضية التي حوكم فيها لطفي الداسي وصادرت المحكمة مبلغا ماليا قدره 6 آلاف دينار تونسي، حولتها إلى خزينة الدولة وذلك على خلفية جمع أموال بدون رخصة لتوزيعها على ضحايا الفيضانات بالرديف.(المحرر)
لو أنّ الأموال حولت إلى صندوق « التضامن » 26 / 26 لصرفت في مجالها وتكون خطوة أولى على درب التوأمة بين 26/ 26 وجمعية مرحمة، وبدل الحكم على الجندوبي كان أليق أن يعين مراسلا « للصندوق » أو ممثلا له! يتعرض الاخ الأسعد الجوهري لمظلمة جديدة تمثلت في ملاحقة بوليسية لاعتقاله واقتحام لمنزله ومراقبة لأفراد عائلته بما ضاعف من مخاوفهم على مصير الأخ لسعد لاسيما وهو سجين سياسي سابق يعاني من مخلفات مراحل التحقيق والسجن ما اضطره إلى استخدام العكاز (حركة النهضة)
هل زالت المظلمة القديمة لتحل محلها جديدة؟؟ … أما استخدامه للعكاز فذلك من باب أنّ « البلاد كلها اتْعكّزْ »!! تشهد مدينة المنستير هذه الأيّــام عددا من الايقافات كلّ ليلة، حيث تقوم دوريّـات الشّرطة بالتّجوال على مقربة من الأحياء الجامعيّة وإيقاف كلّ طالب ملتح ليمضي على عين المكان التزاما بعدم الالتحاء وعدم التنظّم في الأحزاب. (كلمة)
عادت حليمة إلي « صنعتها » القديمة! … كلما اعتقدنا أنّ القوم نأوا بأنفسهم عن ميادين الحلاقة! … أغراهم شعر اللحى فعادوا إلى ماضيهم شرهين!! (المصدر: « الحوار.نت (ألمانيا – محجوب في تونس) بتاريخ 6 جانفي 2010)
سنّة رسول الله صلى الله عليه و أله
السنّة النبوية المطهرة هي أقوال و أفعال و تقريرات المصطفى محمد صلى الله عليه واله سلم و من موقعها هذا في المنظومة الإسلامية السمحة فإنه لا يردها إلا كافر , فالراد على محمد صلى الله عليه و أله و سلم هو راد على الله تعالى . لذلك كان لابد من رد تهمة السيدة العجيلي التي تجشمت عناء الرد على الغرايري بعد أن سئمت تغافل -الشيوخ – فإنبرت هي لنصرة سنّة رسول الله . صدقا – والله – بارك الله فيك إذا كان قصدك نصرة السنّة المطهرة دون خلفيات و نوايا مبيتة أخرى ليس أقلها تحرك النعرة الطائفية . على أية حال أنا أأخذك على محمل الخير و أقول أن العبد الفقير مسلم يؤمن بالله الواحد القهار و نبيه الخاتم صلى الله عليه و أله و أعوذ بالله أن أرد على الله و رسوله . أما سنّة صوم عاشوراء فهي موضع خلاف بين العلماء , منهم من يثبتها و منهم من ينفيها لا سيما أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام و أنا العبد الفقير أأمن بعدم ثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كُذب عليه الاف من الأحاديث التي يسمونها بالموضوعة . و من ضمن ما أعتقد أنه مكذوب مسألة صوم عاشوراء التي قيل أنها توافق يوم صوم اليهود إحتفاءا بإنتصار موسي على نبينا و عليه السلام , لأن التقويم اليهودي مختلف عن التقويم الإسلامي و إذا سلمنا بتوافق المناسبتين فإنه لا يكون إلا مرة واحدة في عشرات السنين , و بالتالي تصبح سنّة الصوم بمناسبة إنتصار موسى على نبينا و عليه السلام غير مرتبطة بالعاشر من محرم كل عام .هذا فضلا عن ارتباط عاشوراء في التاريخ الإسلامي بما أنبأ عنه النبي صلى الله عليه و اله من إستشهاد الإمام الحُسين عليه السلام في حديث أم سلمة عليها السلام . السيدة العجيلي حفظك الله لن أرد على باقي إتهاماتك المتهافتة و لكني أنصحك بالبحث و التحري في دينك فليست المسألة في ما وجدنا عليه أباءنا و كم من بدعة ينسبها أصحابها لرسول الله و لهم فيها مأرب ما أنزل الله بها من سلطان . خالد الغرايري –بريطانيا