الأربعاء، 6 يناير 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N° 3515 du 06 .01 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين:بيــان:عائلة توفيق بن بريك تعلن إضراب الجوع للمطالبة بإطلاق سراحه

عفيفة مخلوف تعود إلى تونس بجواز سفرها الفرنسي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:البوليس يقمع إعتصاما سلميا..ويعتدي على الطلبة في حرم الجامعة

المرصد:طلبة كلية 9 أفريل يتضامنون مع الطلبة المسجونين و يتعرضون للعنف البوليسي

المرصد:تحرك احتجاجي في جبنيانة وتدخل عنيف لقوات الامن

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:صالح الجملي يجبر التلميذة سلمى عبد الحميد على إلتزام بنزع حجابها

السبيل أونلاين:ياسين الفرشيشي..غريب وبدون وثائق ويريد العودة إلى أوروبا

كلمة:حريق هائل بأضخم المكتبات في شمال إفريقيا وتكتم رسمي

المرصد:حريق في المدرسة الاعدادية ابو بكر القمودي – سيدي بوزيد واضراب احتجاجي

المرصد:اعتداء على الحق النقابي في المعهد الثانوي الامتياز بسيدي بوزيد واضراب احتجاجي

المرصد:مؤتمر نقابة التعليم الثانوي بين ضوابط البيروقراطية و انتظارات القواعد

المرصد:اضراب في شركة اشغال السكك الحديدية بقفصة ومنع مراسل صحفي من تغطية الاضراب

في (وات)  سعادة الصحافيين في العمل دون « رئيس تحرير »

إسماعيل دبارة:الصحافيون التونسيون يضربون عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح زميليهما

محمد سعيد الرحالي:*حتى يكون الجميع على بيّنة* تفاعلا مع خارطة الطريق و أخواتها

الشيخ الهادي بريك:عندما يستخف المرزوقي بالإسلام.

الحوار نت:مرحمة للإغاثة والسلطة التونسية: البطش حين يطال المتطوعين

عبدالحميد العدّاسي:هؤلاء شهدوا بأنّ المسلمين أغلبية في تونس

مراد رقية:بلاغ بنشئة »تنسيقية العمل البلدي البديل » لبلديات ولاية المنستير

الحياة:تونس تستعد لتخصيص 12 مؤسسة عامة هذه السنة

وات:الذكرى 20 لإحداث ديوان تنمية رجيم معتوق:المشروع مـكّـن من استقرار 6 آلاف ساكن    

مغربية:تصاعد الدعوات بتأسيس صندوق للبطالة في تونس

محمد العروسي الهاني: الوفاء لا يزول: الوفاء لا ينتهي بوفاة الرمز و الزعيم بل هو وفاء دائم

الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين:الأمن المصري يعتدي على قافلة  » شريان الحياة « 3..!

توفيق المديني :الهجرة غير الشرعية بين تركيا وأوروبا

في حوار مع « مركز الجزيرة للدراسات » برهان غليون: « وضع العرب أسوأ مما تقوله التقارير »

الحياة:القاهرة: وزراء خارجية «الاتحاد المتوسطي» يحسمون إطلاق الأمانة العامة في برشلونة


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre ladémarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009

https://www.tunisnews.net/17fevrier0a.htm 

فيفري2009    

https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm 

مارس 2009      https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm 

أفريل 2009     

https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm ماي  2009      https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm

جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    

 https://www.tunisnews.net/15Octobre09a.htm 

أكتوبر 2009

https://www.tunisnews.net/22nov09a.htm 

نوفمبر 2009

https://www.tunisnews.net/31Decembre09a.htm


 
اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بيــان
عائلة توفيق بن بريك تعلن إضراب الجوع للمطالبة بإطلاق سراحه  

أعلمت عائلة الزميل توفيق بن بريك اللجنة التونسية لحماية الصحافيين أنها دخلت في إضراب جوع بداية من اليوم الأربعاء 06 جانفي 2010. وذكرت عائلة بن بريك أنها تعلن دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام بعد أن صدمت بالحالة الصحية المتدهورة جدا التي وجدت عليها ابنها توفيق المعتقل في سجن سليانة. ويشارك في هذا الإضراب زوجته عزة الزراد وأختاه وإخوته الخمسة. ويأتي هذا الإضراب بعد يوم واحد من إضراب الجوع الذي دعت إليه اللجنة التونسية لحماية الصحافيين للتضامن مع الزميلين المعتقلين توفيق بن بريك وزهير مخلوف وشارك فيه عدد من الزملاء في الداخل والخارج ونشطاء المجتمع المدني التونسي. واللجنة التونسية لحماية الصحافيين، التي سبق لها أن لفتت نظر السلطة للوضع الصحي الصعب الذي يمر به الزميل بن بريك والذي زادته ظروف الاعتقال الصعبة تدهورا، لا يسعها إلا أن تعبر عن: -بالغ انشغالها إزاء التدهور الخطير للحالة الصحية للزميل بن بريك -تضامنها المطلق مع عائلته في مطالبتها بإطلاق سراحه -دعوة السلط إلى مراجعة موقفها والتراجع عن نهجها الانتقامي إزاء الزميل  – تجدد دعوتها إلى إطلاق سراح الزميل  وإيقاف مسلسل المحاكمات والمضايقات التي تستهدف الصحافيين على خلفية قيامهم بواجبهم المهني. تونس في الأربعاء 06 جانفي 2010 اللجنة التونسية لحماية الصحافيين  

عفيفة مخلوف تعود إلى تونس بجواز سفرها الفرنسي

 


وصلت إلى مطار تونس قرطاج الدولي اللاجئة السياسية عفيفة العش مخلوف زوجة اللاجيء السياسي الدكتور احمد العش وأخت السجين السياسي بوراوي مخلوف  ولم تتعرض السيدة عفيفة إلى أي إجراءات استثنائية حيث إلتحقت بأرض الوطن تونس بجواز سفرها الفرنسي وبعد الإجراءات الشكلية من طرف المصالح الديوانية إلتحقت السيدة عفيفة بمسقط راسها مدينة سوسة أين توجهت مباشرة إلى المقبرة أين وري جثمان أختها منجية مخلوف حرم غندور التي وافاها الأجل أول يوم أمس. وهي الحالة الأولى التي يمكن أن تسجل للاجيء سياسي يعود بشكل طوعي وبجواز سفر فرنسي فهل تكون البداية لدق أبواب الوطن بجرئة قد تخلط الاوراق في قضية المهجرين…؟؟ مراسلة خاصة


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 20 محرم 1431 الموافق لـ 06 جانفي 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1)   محاكمة الأسعد الجوهري ومعتوق العير وعبد الرزاق الونيفي: تنظر الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي الخميس 7 جانفي 2010 في القضية عدد 33965 التي يحال فيها السادة: –         معتوق بن عبد الله بن محمد العير (معتقل) –         عبد الرزاق بن الهادي بن أحمد الونيفي (معتقل) –         الأسعد بن محمد بن علي الجوهري (غير معتقل) –         عبد الواحد بن حسين بن علي السايح (خارج أرض الوطن) –         ابراهيم بن علي بن محمد العموري (خارج أرض الوطن) –         محمد الحبيب بن عبد السلام بن محمد فرح (خارج ارض الوطن) –         عمر بن محمود بن صالح الماكني (خارج أرض الوطن) من أجل جمع أموال بدون رخصة طبق أحكام الأمر المؤرخ في 8 ماي 1922. 2)   تدهور الوضع الصحي لسجين الرأي محمد اللافي: عبرت عائلة سجين الرأي محمد اللافي المعتقل حاليا بسجن المرناقية لدى اتصالها بمحاميته الأستاذة نجاة العبيدي عن قلقها الشديد وانشغالها الكبير لتدهور الوضع الصحي والنفسي للسجين المذكور، وذلك إثر مطالبته المتكررة لإدارة السجن بعرضه على الطبيب نتيجة معاناته المستمرة وشكواه المتواصلة من الطفح الجلدي والبثور والحساسية وارتفاع ضغط الدم، وقد رفضت إدارة سجن المرناقية تسلم الدواء الذي اشترته العائلة على نفقتها. وتجدر الإشارة إلى أن الشاب محمد اللافي متهم بالانضمام والدعوة إلى  وفاق له علاقة بجرائم إرهابية وعقد اجتماعات غير مرخص فيها، وبعدما صدر قرار ختم البحث في القضية من قبل حاكم التحقيق السادس قامت النيابة العمومية باستئنافه ثم تعقيبه من قبل الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف ولم يتم النظر في هذه التهم إلى حدود هذا اليوم. يذكر أن الشاب محمد اللافي معتقل على ذمة هذه القضية إلى جانب مجموعة من الطلبة الذين حرموا من حقهم في الدراسة ومواصلة حياتهم الطبيعية، وقد تمت هذه الإحالة وفق قانون لا دستوري لإضافة أرقام جديدة إلى أعداد الشباب القابعين في السجون والمحالين بمقتضى هذا القانون سيء الذكر. 3)   حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


البوليس يقمع إعتصاما سلميا..ويعتدي على الطلبة في حرم الجامعة


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   قام البوليس اليوم الثلاثاء 06 جانفي 2010 ، بقمع اعتصام يطالب باطلاق سراح الطلبة المساجين ، كما جرى ايقاف أكثر من15 تلميذا في هذه الأثناء .   وأطلقت قوات البوليس القنابل المسيلة للدموع وإستخدمت العنف الشديد بحق الأساتذة والعملة والتلاميذ داخل المعهد الثانوي بمدينة جبنيانة بصفاقس عاصمة الجنوب التونسي ، حسب مصارنا.   وفي حادث منفصل قام العشرات من أعوان البوليس بإقتحام كلية 9 أفريل ، والإعتداء بالعنف على مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس داخل الحرم الجامعي .   وقالت المصادر أن النقابي مالك الصغيري ما يزال في عداد المفقودين .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد مبروك   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  06 جانفي 2010 )


عاجل و خطير 2 : إيقاف المناضل النقابي مالك الصغيري

طلبة كلية 9 أفريل يتضامنون مع الطلبة المسجونين و يتعرضون للعنف البوليسي

 


أبو الرعد نظّم طلبة كلية العلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس صبيحة اليوم الأربعاء 06 جانفي 2010 اجتماعا عاما للتضامن مع الطلبة المسجونين و حاولوا الخروج في مسيرة إلاّ أنّ عشرات من قوات البوليس منعتهم و اقتحمت مقرّ الكلية و اعتدت على الطلبة مستعملة الهراوات و العصيّ و خلّفت أضرارا بدنيّة متفاوتة الخطورة للكثير منهم. و قد علمنا بأنّ قوات البوليس قد لاحقت مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس داخل و خارج مقرّ الكلية و اعتقلت المناضل النقابي مالك صغيري. هذا و قد أعاد الطلبة التجمع و دخلوا في اعتصام بمقر الكلية.  
المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

تحرك احتجاجي في جبنيانة وتدخل عنيف لقوات الامن

 


نفذ اليوم تلاميذ المعهد الثانوي 18 جانفي بجبنيانة تحركات احتجاجية للمطالبة باطلاق سراح الطلبة المعتقلين مما ادى الى تدخل قوات الامن واستعمال العنف الشديد لتفريق التلاميذ المحتجين واستعمال القنابل المسيلة للدموع علما ان الاساتذة عبروا على احتجاجهم على سلوك قوات الامن وعلى طريقة اقتحامهم للمعهد ومن المنظر ان تقوم النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة باقرار تحركات اتجاجية ردا على سلوك قوات الامن حيث تقرر مبدئيا انجاز اضراب بيوم غدا في كل معاهد جبنيانة نقابي – جبنيانة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في 06.01.2010

صالح الجملي يجبر التلميذة سلمى عبد الحميد على إلتزام بنزع حجابها

 


إنتهى إلى علم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس ، صباح اليوم الإربعاء ، إقدام القيم العام بالمعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل المدعو ماهر ، على إعتراض التلميذة المحجبة سلمى عبد الحميد التى تدرس في السنة الثانية تكنولوجيا واحد ، على باب المعهد وطلب منها ارتداء « الفولارة التونسية » ، وحاول مضايقتها . وبعد تمكنّها من الدخول وأثناء حصة الرياضة ، قام مدير المعهد المسمي صالح الجملي والذي يعدّ من أشدّ أعداء المحجبات ، بإخراجها من الصف وأمرها بنزع حجابها وبأن تبقى حاسرة الرأس ، ثم إقتادها إلى مكتبه وأجبرها على الإمضاء على إلتزام مكتوب بعدم تغطية رأسها مجددا . وبعد مغادرتها المعهد وفي طريق عودتها إلى البيت أعترضها أعوان البوليس في الشارع وإقتادوها إلى مركز الشرطة بالمرازقة والذي يبعد عن نابل المدينة حوالي 6 كيلومتر بإتجاه مدينة الحمامات ، وأخضعت للإستجواب بشأنها هي وبشأن شقيقها ماهر عبد الحميد . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تؤكد أن إستهداف السلطة التونسية للمحجبات لم تتوقف يوما ، وتستعر الحملات خاصة في بداية السنة الدراسية وخلال فترات الإمتحانات ، وهذه سياسة منتهجة على الدوام . تعبّر عن سخطها الشديد تجاه ممارسات كل من سيء الذكر صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي الذى يناصب المحجبات العداء ، والقيّم العام للمعهد المذكور ، بحق الفتاة سلمى عبد الحميد ، وتحملهما تداعيات هذه التجاوزات ،وتعتبر أنها تتم بإذن ومباركة من كل دوائر القرار في البلاد . تدعو الفتاة المحجبة سلمى عبد الحميد الإتصال السريع بالمحامين الشرفاء الذين عبروا عن كامل إستعدادهم لأخذ الوكالة القانونية بشأن قضايا ترفعها الفتيات المحجبات في المحاكم التونسية ، لتسجيل قضية لدى المحكمة ضد كل من المدعو صالح الجملي والقيّم العام للمعهد ومقاضتهما بشأن تجاوزاتهما الخطيرة بحقها ، وتدعو الجميع داخل تونس وخارجها إلى الوقوف إلى جانب الفتاة سلمى عبد الحميد كي تستعيد حقها المشروع في التعليم وإرتداء الحجاب . تدعو كل الضمائر الحية ، وكل المهتمين بالدفاع عن حقوق الإنسان في تونس وخارجها بإدانة ممارسات السلطات التونسية التى تنتقص من حرية المرأة المحجبة ، وتطالب علماء الأمة ودعاتها في العالمين العربي والإسلامي بالعمل على تخفيف المعاناة التى ترزح تحت وطئتها النساء التونسيات المحجبات .
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr

ياسين الفرشيشي..غريب وبدون وثائق ويريد العودة إلى أوروبا


السبيل أونلاين – السنغال – خاص قال ياسين الفرشيشي أنه يريد العودة إلى فرنسا من السنغال الذي يجد نفسه فيها أجنبي ، ومن غير وثائق إقامة ولا يتمتع بحريته الكاملة ، وأكد أنه ومنذ 29 ديسمبر 2009 أخلى البوليس السنغالي سبيله ولكنه لا يملك أي وثيقة حسب حديث أدلى به لإذاعة فرنسا الدولية . ويقيم ياسين الفرشيشي في أحد النزل على نفقته الخاصة ، ويقول أن لديه 3000 أورو حين قدم من فرنسا أنفقهم جميعا . وقال الفرشيشي أنه لا يعرف أحد هناك ، « أبواي في تونس وأصدقائي في أوروبا » . وأكد أنه يريد أن يعيش في بلد يكون تحت طائلة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان .   وأشار إلى أنه كان موثوق اليدين إلى الخلف عند ترحيله من قبل السلطات الفرنسية بإتجاه دكار. وأطلق سراح الفرشيشي الخميس 24 ديسمبر 2009 ، من سجن « فريسناس » بفرنسا ، ووقع ترحيله إلى دولة السنغال ، وقد طُلب منه التوقيع على وثيقة ترحيله ولكنه رفض ذلك . والفرشيشي مواطن تونسي ، أدين في فرنسا بـ 6 سنوات و6 أشهر سجن نافذ ، وملحق الحكم بالإبعاد من الأراضي الفرنسية وذلك في قضية لها علاقة بموضوع « الإرهاب » . وتقدم في شهر سبتمبر بطلب اللجوء في فرنسا إلى إدارة حماية الاجئين ، وقد صدر قرار رفض طلبه في اليوم نفسه التى إنتهت فيه فترة سجنه . وتعرض إلى الإعتقال والتعذيب في تونس ، وأفاد خلال تواجده بالسجن في فرنسا أن أحكاما غيابية صدرت ضده في تونس في مناسبتين تحت طائلة « قانون مكافحة الإرهاب » ، وجملة الأحكام بلغت 32 سنة و6 أشهر سجن ، إضافة إلى عقوبة تكميلية بـ 15 سنة مراقبة إدارية . وفي يوم 22 ديسمبر قام محاميه « وليام بودون » بإعلام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بقضية الفرشيشي ، فطلبت المحكمة يوم 23 ديسمبر من فرنسا عدم ترحيله إلى تونس في إنتظار النظر في ملفه . وبخلاف قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ، قام البوليس الفرنسي بوضع الفرشيشي وهو مكبّل اليدين وتحت حراسة أمنية مشددة في طائرة متوجهة من مطار « رواسي » الفرنسي إلى داكار عاصمة السنغال . وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ، أن فرنسا ستكون مسؤولة أمام القانون الدولي ، إذا كان المواطن التونسي ياسين الفرشيشي عرضة لسوء المعاملة في السنغال ، كما حمّلت البلدان المسؤولية في حال تسليمه للسلطات التونسية ، وذلك في بيان باللغة الفرنسية أصدرته المنظمة يوم السبت 26 ديسمبر 2009 ، وحصل السبيل أونلاين على نسخة منه .   كما أدانت منظمات حقوقية دولية إضافة إلى المحامي الفرنسي وليام بودون قرار السلطات الفرنسية ترحيل الفرشيشي إلى السنغال ، وإتهموها بأنها تزدري قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ، وهو أمر وصفوه بأنه « غير مسبوق ويشكل فضيحة للدولة الفرنسية » . وقالت كل من منظمة العفو الدولية ، و الرابطة الفرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، والرابطة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب والمحامي بودون، في بيان مشترك حصل السبيل أونلاين على نسخة منه : » من الواضح أن قرار الحكومة الفرنسية بترحيل الفرشيشي على عجل إلى السنغال ، كان يهدف إلى قطع الطريق على قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بعدم ترحيله إلى تونس أين تعرض إلى التعذيب وسوء المعاملة قبل ذلك . وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة سبق أن أدانت في العديد من المناسبات السلطات التونسية بممارسة التعذيب وسوء المعاملة . وقال الموقعون على البيان المشترك أنهم سبق لهم أن أدانوا بشدة مخالفة السلطات الفرنسية قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان القاضي بعدم ترحيل المواطن التونسي ياسين الفرشيشي إلى السنغال ، إلى تحين تقديم الحكومة الفرنسية تعهد للمحكمة يضمن عدم تسليمه من قبل السلطات السنغالية إلى السلطات التونسية ، وهوما لم يحدث . وشدد المحامي وليام بودون والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ،على ضرورة دراسة ملف الفرشيشي مرّة أخرى من قبل السلطات الفرنسية ، وقالوا بأنه  » أمر بالغ الضرورة » ، وطالبت المحكمة الأوروبية السلطات الفرنسية قبل ظهر الخميس 24 دسمبر 2009 بعدم ترحيل الفرشيشي إلى السنغال ، التى قامت بتأخير إقلاع الطائرة المتجهة إلى داكار 40 دقيقة مما يعنى أن قرار المحكمة وصلها قبل مغادرة الطائرة . وقال البيان أن محامي الفرشيشي الأستاذ ويليام بوردون سوف يتخذ خطوات فورية من أجل عودة موكله السريعة إلى فرنسا ، وحثّ الممضون على البيان السلطات السنغالية في أثناء ذلك عدم تسليم الفرشيشي إلى السلطات التونسية .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ  06 جانفي 2010 )

 

حريق هائل بأضخم المكتبات في شمال إفريقيا وتكتم رسمي


علمت كلمة من مصادر متطابقة أنّ حريقا شبّ يوم الثلاثاء 5 جانفي بمعهد الآداب العربيّة (إبلا) بالعاصمة الذي أسّسته وتشرف عليه أخويّة الآباء البيض المسيحيّة منذ سنة 1926. وأدّى الحريق إلى وفاة أحد القساوسة الذين يعملون بمكتبة المعهد وإتلاف عدد هام من المخطوطات. جدير بالذكر أنّ مكتبة معهد (إبلا) تحتوي على كنوز من المخطوطات والكتب تقدّر ب34000 عنوان نصفها بالعربيّة والبقيّة بلغات مختلفة. ورغم أهمية المكتبة وقيمتها التاريخية فقد أحيطت الحادثة بتكتم إعلامي رسمي غير مفهوم، ما جعل البعض يشير إلى وجود طابع إجرامي وراء الحريق.      عن كلمة
 


حريق في المدرسة الاعدادية ابو بكر القمودي – سيدي بوزيد واضراب احتجاجي

 


شب مساء امس 05 / 01 / 2010 حريق في مبيت المدرسة الاعدادية ابو بكر القمودي بسيدي بوزيد وذلك بفعل اهتراء البنية الاساسية للمؤسسة مما جعل الاساتذة يدخلون اليوم 06 / 01 / 2010 في اضراب عن العمل احتجاجا على تدني ظروف العمل واهتراء البنية الاساسية للمؤسسة اضافة الى الدخول في اعتصام كامل الليل وينوي اساتذة المعهد الثانوي بسيدي بوزيد القيام بوقفة احتجاجية بربع ساعة اليوم دعما وتضامنا مع زملائهم اساتذة المدرسة الاعدادية ابو بكر القمودي. نقابي – سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
 

اعتداء على الحق النقابي في المعهد الثانوي الامتياز بسيدي بوزيد واضراب احتجاجي

 


قام اليوم 06 / 01 / 2009 مدير المعهد الثانوي الامتياز بسيدي بوزيد بنزع اعلام نقابي منشور على السبورة النقابية الموجودة في قاعة الاساتذة مما جعل الاساتذة يدخلون في اضراب فوري بدا من الساعة الثانية بعد الزوال اضافة الى انجاز اعتصام ليلي في المعهد ومواصلة الاحتجاجات الى حين ارجاع البلاغ النقابي الى مكانه علما انه تم في مساء هذا اليوم التوصل الى حل حيث قبل المدير تعليق الاعلام النقابي نقابي – سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


وجهة نظر رقم 4 حول مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي (*) :  مؤتمر نقابة التعليم الثانوي بين ضوابط البيروقراطية و انتظارات القواعد

 


يعتبر قطاع التعليم الثانوي من أكثر القطاعات أهمية سواء من حيث الكم أو الكيف ، فعلى مستوى الكم تجاوز عدد المخرطين 53 ألف منخرط أما على مستوى الكيف فإن القاعدة الأستاذية قاعدة متعلمة متنورة تحمل على عاتقها تكوين أجيال وطنية في المجال المعرفي والتربوي ، وكل هذه المؤشرات تدفع إلى إيلاء هذا القطاع الحساس ما يستحق أدبيا و ماديا حتى يضطلع بمهامه على أحسن وجه فكيف تعاملت النقابة العامة المتخلية مع المطالب الملحة للقطاع . تميز أداء النقابة العامة المتخلية بعديد الإرباكات في مطالب تعتبر حساسة للقطاع وبموجبها يتحدد وضع الأستاذ في المؤسسة التربوية سلبا او ايجابيا ومن أهم هذه المطالب يمكن أن نذكر : – عدم قدرتها إنهاء التفاوض بشأن القانون الأساسي : وبالفعل فقد بقي الأساتذة ينتظرون منذ الاستقلال الى الآن ، ولم يتمكنوا من الحصول على قانون أساسي يلبي طموحاتهم المهنية ، ويضبط وضعهم داخل المؤسسة وفي علاقة بكل الأطراف ، وهذا الوضع نقطة سلبية في حياة المدرس المهنية فأصبح بموجب ذلك عرضة لكثير من الانتقادات الإدارية والبيداغوجية والاجتماعية ، يحدث هذا والنقابة العامة في موقع المتفرج لم تتخذ أية مبادرة في شأن التسريع بإنهاء التفاوض في القانون الأساسي . – مجالس المؤسسات : بادرت الوزارة كعادتها للإلتفاف على القطاع الأستاذي وتهميش دوره داخل المؤسسة بإنشاء هيكل يعرف بمجلس المؤسسة ، وهي سياسة ترمي الى تهميش دور الأستاذ داخل المؤسسة ، وإدخال أطراف لا علاقة لها بالمهنة التربوية سواء لإمكانياتها المادية أو لولاءاتها السياسية في اتجاه خصخصة القطاع والإجهاض على مجانية التعليم ، وفي هذا الإطار أيضا بقيت النقابة المتخلية تتابع الأمر بكثير من السلبية ، ولم تتمكن من أخذ مبادرات نضالية تجبر الوزارة على التراجع على هذا التمشي وتشريك النقابة في رسم كل السياسات المتعلقة بالقطاع . – النقل التعسفية : لم يعرف أداء النقابة العامة المتخلية تذبذبا مثلما عرف أثناء النقل التعسفية التي طالت عديد الزملاء المتعاقدين عقابا لهم على ممارستهم حقهم المشروع في الإضراب فبعد أن تدارست النقابة في لقاء الجهات هذه الأزمة لم تخرج بأي موقف ضاغط للتراجع عن هذا القرار التعسفي ، بل أوكلت الأمر الى الجهات مما خلق اضطرابا لدى القواعد ودون نسيان بعض المبادرات النضالية التي اتخذتها بعض الجهات ، أصبح البعض يتندر بعجز النقابة العامة على مواجهة هذه القرارات التعسفية والبعض الآخر يتساءل عن مشروعية بعض التحركات الجهوية في غياب قرار وطني يشمل كل النقابات ، وطرف ثالث له علاقة بجهات في السلطة يتهم بعض النقابات الجهوية التي تحملت مسؤولياتها للدفاع عن الأساتذة والمتعاقدين بالمغالاة والتشدد ، حدث كل ذلك والنقابة العامة ، لم تتمكن من الدعوة الى قرار وطني يعيد الزملاء الى سالف عملهم – تسييس المؤسسات : لمن يجهل الحقيقة نقول له أن المؤسسة التربوية أصبحت اليوم فضاء مفتوحا لتدخل مفضوح للتجمع الدستوري الديمقراطي في اتجاه استهداف القاعدة الأستاذية عبر وسائل عديدة كالإكراه ، والتخويف ، والابتزاز والتمييع في اتجاه إفراغ النقابة من قاعدتها والالتفاف عليها نهائيا وذلك عبر هيئات تجمعية مدعومة بوزارة التربية تعمل في كل الاتجاهات ، وبوسائل مادية معتبرة في غياب شبه كامل لعمل نقابي قاعدي يؤطر الزملاء ويشد أزرهم ويدافع عنهم في كل مستويات تواجههم إن جمعيات الشبيبة المدرسية ومنتدى المربي و الشعب المهنية أصبحت اليوم تنافس النقابات في مستوى عدد المنخرطين وهذا الأمر لم توليه النقابة المتخلية أية أهمية تذكر مما جعل عديد النقابات الجهوية في موقع المتفرج ، وكأن الأمر لا يهمها . وتبقى مطالب أخرى معلقة لم تستطع النقابة المتخلية الحسم فيها مثل الحق النقابي ووضعية المدرس المادية والعمل الاجتماعي الذي يمج الشعارات ، ولا يلتصق بهموم ومشاغل المدرسين في هذا الاتجاه يصبح مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي مؤتمرا مصيريا فإما أن يقطع مع هذه السلبيات ، ويتحمل مسؤوليته في اتجاه تحقيق هذه المطالب ، وإما أن يبقى الحبل على الغارب فتهمش القواعد وتنفر من العمل النقابي الذي لا جدوى منه فما هو المطلوب لتجاوز هذا الوضع القاتم للأداء النقابي . إننا نعتقد أن حسم الأداء النقابي للنقابة العامة لا يتحقق إلا من خلال انتخاب نقابة عامة تتحمل المشاكل الحقيقية للزملاء و تلائم بين الشعارات والممارسة إذ لا معنى لنقابة تدافع عن الفصل العاشر في النظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل في الوقت الذي ترفض فيه تعميم هذا الفصل على الهياكل الوطنية ( نقابات عامة / جامعات عامة ) والهياكل الجهوية ( اتحادات جهوية / اتحادات محلية ) إن رفع شعار ديمقراطية العمل النقابي والتداول على المسؤوليات لا يجب أن يكون في اتجاه المركزية النقابية فحسب بل أن النقابات العامة والجامعات والاتحادات الجهوية عليها ان تعطي المثل وتلتزم بهذا الفصل حتى تتماشى أقوالها مع أفعالها .وحتى نمارس العمل النقابي الديمقراطي داخل الاتحاد ككل وتربي. بذلك القواعد على التداول على المسؤولية ونعطي المثل بكون الشعار المرفوع ليس من باب المزايدة او المتاجرة او التمويه بل من باب الالتزام به والعمل على تنفيذه على أنفسنا قبل غيرنا . – لا معنى لعمل نقابي يدعي النضالية إذا لم يهتم بأربع أضلع تهم المدرس مباشرة لحمايته من كل استغلال للنفوذ والتسلط عليه وهي :

· النقل والزيادة عن النصاب

أن أي نقابة لا تمسك بهذه المسألة بكل حزم وتفرض على الوزارة تطبيق القانون على الجميع بالتساوي ورفض الوساطات والتدخلات والمساومات لا تتمكن من إقناع الزملاء بالانضباط لقراراتها وقد بلغتنا أصداء من عديد الجهات يؤكد فيها الزملاء انهم يتوسلــــون للمتفقدين ولعديد الأطراف من أجل تمكينهم من حقهم في النقل ، في غياب كامل للطرف النقابي ، فكيف يمكن لهذا الذي يترك منظوريه عرضة لكل أنواع الضغوطات أن يكون مسؤولا نقابيا .. !! إنها بدع اخر زمان !!! وكم تعددت البدع النقابية بدعوى المرونة ….. !! · علاقة المدرس بإطار التفقد : إن العمل النقابي كما فهمناه ومارسناه خلال عقود ليس عملا شعاراتيا يتغنىبه البعض دون فهم لواقع المربي في علاقته بالأطر المختلفة التي تتدخل في المؤسسة التربوية ، إن المدرس أصبح في عديد الحالات عرضة للحط من العدد ، ومن النقل التعسفية بتعلة الضرورات البيداغوجية وبالطرد التعسفي وقطع الأرزاق ، يحدث كل هذا وبعض أعضاء النقابة العامة المتخلية يدافعون عن المتفقدين الذين تعسفوا على عديد الزملاء بدون سبب موضوعي ، بل وحرضوا عناصر جهوية تابعة لهم على التشكيك في النقابات التي حاولت التصدي للسلطة الرائدة لبعض المتفقدين من أجل إرباكها وإلهائها عن القيام بدورها في الدفاع عن حق الزملاء ، وقد وصل الأمر بالبعض الى المساس ببعض أعضاء النقابة الجهوية بالسب والتجريح على الفضاءات الافتراضية المفتوحة بعيدا عن كل نقد موضوعي نزيه يحدث هذا والأمثلة على ذلك كثيرة إضراب عن الطعام لزميلين بشهر كامل ، انعقاد هيئة إدارية وتتملص النقابة من التزاماتها تجاه الزميلين تحت وعود هولامية من البيريقروطية النقابية خوفا من تسييس الاضراب ، في الوقت الذي يصول ويجول التجمعيون داخل القطاع بدون وقفة واضحة من النقابة العامة . · علاقة المربي بإطار التسيير: يعرف الخاص والعام ان إطار التسيير في المؤسسة التربوية مسيس مائة بالمائة ، وبالتالي فمن مهامه الخفية التصدي للعمل النقابي بكل الوسائل ، والعمل على إنهاك العمل النقابي والزملاء على حد سواء بقرارات تبدو في ظاهرها قانونيةوفي جوهرها انتقامية فيصبح المدرس عرضة لضغوطات إدارية متنوعة من المرشد التربوي الى الناظر الى مدير المؤسسة يحدث هذا والنقابات الأساسية غائبة عن الوجود بل وتبارك البعض منها السلوكات التعسفية للإدارة في تسييس مفضوح للمؤسسة عبر مبادرات مختلفة فإذا لم تواجه النقابة إشكال التسلط اليومي على المدرس ، فكيف تستطيع أن تقنعه بالقيام بمهمات نضالية راقية …؟ كيف يستطيع أن يخوض إضرابات في قضايا قومية ، وهو يعيش حالة خوف مزمن في محيطه المدرسي ؟ إن الشعارات الدعائية لم تعد تجدي نفعا في غياب عمل قاعدي يحمي المدرس من السلط « الميكروسكوبية « التي تهمشه وتذله . · في علاقة المدرس بالولي والتلميذ يتساءل الملاحظ في حيرة كبيرة – لماذا تفشت ظاهرة العنف في المدارس ؟ لماذا أصبح المدرس مستهدفا مباشرة من قبل أولياء وتلاميذ نافذين ؟ تسمع كل يوم في مختلف جهات الجمهورية أحداثا مؤلمة لمربين يتعرضون للعنف المادي من قبل عناصر نافذين تحت حماية أمنية وسياسية وادارية فتبدو العملية مبرمجة ضمن أجندة خفية تهدف الى مزيد إذلال المدرس الذي أصبح لدى عديد الأوساط الجهة الوحيدة الممانعة في ظل تفشي الخوف في المجتمع ، هذا الوضع جعل عديد الجهات المناضلة ترفع صوتها مطالبة بمواجهة هذا العنف ، تحركات ، عرائض وإعتصامات في عديد الجهات ، ولكن النقابة العامة لم تأخذ أي مبادرة جدية في اتجاه إيقاف هذا المسلسل واكتفت ببيان شاحب كان مثله مثل بيانات الجامعة العربية … فهل هكذا نحمي المدرس ؟ إن التمسك باستقلالية المنظمة ، ونضاليتها وبالفصل 10 من النظام الداخلي والتمسك بالأضلع الأربعة التي تمس مباشرة المدرس في إطار عمله هو المدخل الحقيقي لعمل نقابي مناضل بعيدا عن كل التشيعات الحزبية أو السياسية التي ارهقت العمل النقابي النقابيون الديمقراطيون الأحرار   (*) إعلام من منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية «  مع اقتراب انعقاد مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي سينشر منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية  » كلّ البيانات و المقالات النقدية التي ترد عليه من مختلف الفرقاء تحت باب « وجهة نظر حول مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي » على شرط أن تتناول الشأن النقابي العام و لا تتضمّن مسّا بالحياة الخاصّة أو الشخصية للمعنيين أو ثلبا مجانيّا مع التنبيه المسبّق إلى أنّ ما سننشره لا يعكس بالضرورة وجهة نظرنا و لا يلزم إلاّ أصحابه و مع الإعتذار المسبق لكلّ من يرى في ما سينشر تحاملا عليه رغم كلّ الخطوط الحمر التي وضعناها.   المنسق العام للمنتدى   المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p  


اضراب في شركة اشغال السكك الحديدية بقفصة ومنع مراسل صحفي من تغطية الاضراب

 


بعد ان تعرض يوم امس احد عمال شركة اشغال سكك الحديد بقفصة الى حادث شغل شن اليوم 06 / 01 / 2010 عمال الشركة بمقرها الكائن بمعتمدية القصر اضرابا عن العمل احتجاجا على ظروف العمل وللمطالبة بتحسين الوضعيات الاجتماعية للعمال وبعد اجتماع اخباري تحت اشراف عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة بمقر الاتحاد المحلي للشغل بالقصر حيث ذكر فيه للعمال ان اضرابهم غير قانوني مطالبا بفكه الى حين الجلوس واقرار المطالب وهو ما رفضه العمال في البداية الى ان تم الوصول الى حل يقضي بقدوم المدير العام للشركة يوم السبت القادم للاجتماع بهم علما ان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل طرد الصحفي الهادي رداوي مراسل اذعة كلمة ومنعه من تغطية الاجتماع الهادي رداوي – قفصة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  
 

في (وات)  سعادة الصحافيين في العمل دون « رئيس تحرير »

 


منذ إحالة السيدة « نعيمة الزاوق » رئيسة التحرير السابقة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على التقاعد، قبل حوالي شهرين تقريبا، بعد بلوغها سن 65 عاما (أي بعد تجاوزها سن التقاعد القانونية بخمسة سنوات)  بقي « منصب » رئيس تحرير الوكالة شاغرا. المنصب الشاغر أسال ويسيل لعاب الكثير من الصحافيين القدامى (أعمارهم فوق الخمسينّ) نظرا للامتيازات المادية التي يتمتّع بها رئيس تحرير الوكالة: (زيادة في الأجر وسيارة وسائق، والعمل أيام الآحاد طوال السنة مقابل راتب شهري إضافي بحوالي 400 دينار). ويسيل المنصب اللعاب أيضا لأن من يتقلّده يمكن أن يبقى فيه 5 سنوات إضافية بعد سن التقاعد ويتمتع بالامتيازات المذكورة كما كان الحال مع آخر رئيسة تحرير. في المقابل:                   1/ يعتقد كثير من صحافيي الوكالة أن من يشغل منصب الرئيس المدير العام لوكالة (وات) يجب أن يكون هو رئيس تحريرها، على أن يكون محرّرا صحافيا  وينسّق العمل مباشرة مع رؤساء تحرير مختلف أقسام الأخبار في الوكالة. 2/ يعتبر آخرون أن العمل دون رئيس تحرير أفضل لهم مهنيا ونفسيا وصحيّا، ويقولون إن أغلب من شغلوا منصب رئيس تحرير « سمّموا » حياة الصحافيين طوال سنوات ومارسوا عليهم « شبق التسلّط والتسلطن » (عفا الله الجميع منه) وخلفوا لهم أمراضا نفسية وعضوية مزمنة. 3/ يقترح آخرون تعيين « مجلس تحرير » يضم كل رؤساء أقسام الأخبار في الوكالة للحد من « الاستبداد والتسلّط » الإداري الذي يقع فيه كل فرد يتم تنصيبه « رئيسا للتحرير ». 4/ ويرى آخرون أنه من الأفضل تعيين رئيسين أو ثلاثة رؤساء تحرير يتناوبون على العمل خلال فترات الصباح وبعد الظهر والليل. 5/ يعتقد شق آخر أن رئيس التحرير يجب أن يكون « رئيس تحرير » بالفعل، وأن يتقن الكتابة باللغتين (عربية وفرنسية) وأن يجيد الترجمة باللغتين وأن يشارك يوميا في التحرير. ويؤكد هؤلاء أن رئيسة التحرير المنتهية ولايتها لم تكتب طوال السنوات غير القصيرة التي قضتها في هذا المنصب برقية واحدة. ويعتبرون أنه من غير المعقول أن يكون رئيس التحرير مجرد (agent de fax ) مهامه شبيهة بساعي البريد،يوزّع الفاكسات- التي ترسل إلى مكتبه- على أقسام الأخبار في الوكالة مقابل التمتع بامتيازات كبيرة. 6/ وفيما يخصني، كل ما أتمناه أن يقينا الله من شرور من يسميه أصدقاؤنا الفرنسيون بـ les patrons toxiques واللذين أظهرت أبحاث علمية أن العمل تحت امرأتهم يصيب الموظفين بالقرف والإحباط والاكتئاب ويقتل فيهم حب العمل والإبداع.  

الصحافيون التونسيون يضربون عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح زميليهما


إسماعيل دبارة   أضرب الصحافييون التونسيون عن الطعام ليوم واحد للمطالبة بإطلاق سراح زميليهما المعتقلين الصحفيين زهير مخلوف وتوفيق بن بريك.و التحق بالإضراب الذي دعت إليه « اللجنة التونسية لحماية الصحافيين » شخصيات سياسية وحقوقية و نقابيّة معروفة تونس: دخل العشرات من الصحفيين التونسيين – كلّ من مكان عمله – في إضراب رمزيّ عن الطعام الثلاثاء احتجاجا على تواصل اعتقال الإعلاميين زهير مخلوف و توفيق بن بريك.وشارك العشرات من السياسيين و الحقوقيين و النقابيين و الطلبة في هذا الإضراب. وكانت اللجنة التونسيّة لحماية الصحفيين » التي تأسست في 16 نوفمبر من العام الماضي وتهدف إلى  » الدفاع عن الصحافيين والتشهير بالانتهاكات التي تستهدفهم والمخاطر التي تحف بهم » ، قد دعت إلى الدخول في إضراب عن الطعام لمدة يوم واحد للمطالبة بإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين اللذان أثارت قضيتهما الرأي العام المحليّ والدوليّ. وذكرت اللجنة التونسية لحماية الصحافيين « في بلاغ تلقت « إيلاف » نسخة منه: »  السلطات التونسيّة تمعن في تجاهل كل النداءات، مثلما تمعن في انتهاكها للأعراف والقوانين التي تضمن للصحافيين حقهم في التعبير عن آرائهم وأداء رسالتهم دون التعرض لأي انتهاك. ولا زالت السلطة تتعامل باستخفاف ولا مبالاة مع الوضعية الصحية الحرجة للزميلين بن بريك ومخلوف وتغض الطرف عن التقارير والملفات الطبية التي تؤكد على التدهور الخطير لصحة الزميل بن بريك مما قد يعرض حياته للخطر ». وحكم على توفيق بن بريك بالسجن ستة أشهر يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتهمة الاعتداء بالعنف على امرأة في الشارع. وفي الأسبوع الذي يلي الحكم على بن بريك، صدر حكم قضائيّ آخر يقضي بسجن زهير مخلوف الصحافيّ الالكترونيّ ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للغير عبر الإنترنت، وبدفع تعويض قدره 6000 دينار . وهو ما اعتبره الحقوقيون والصحافيون « عقابًا » لبن بريك ومخلوف على مواقفهما النقدية تجاه الحكومة . وفي مقابلة مع « إيلاف » ذكر الإعلاميّ سليم بوخذير وهو أحد المؤسسين للجنة التونسية لحماية الصحافيين » التي دعت للإضراب : »يخوض أكثر من ثلاثين صحافيا بمعيّة العشرات من السياسيين والحقوقيين و النقابيين والطلبة إضرابا عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح زميلينا المسجونين اللذان سجنا بتهم كيدية وعلى خلفية نشاطهم الإعلامي المستقلّ والمخالف لتوجهات الحكومة ». ويؤكّد بوخذير أنّ الإضراب عن الطعام ما هو إلا « خطوة نضالية أولى ستشفع بخطوات أخرى من أجل الضغط على الحكومة حتى تخلي سبيل الزميلين المعتقلين » ، لكنه يؤكّد بالمقابل إنه « يتمنى من العقلاء داخل السلطة الاستجابة إلى مطالب « اللجنة التونسية لحماية الصحافيين » و بقية المنظمات المحلية و الدولية التي تعنى بحرية التعبير والنشر ». وذكرت منظمة « هيومان رايتس ووتش » الحقوقية في تقرير لها بعنوان « تونس: الرئيس الذي شجعته نتيجة التصويت يقمع المعارضين » ونشر في 23 من كانون الأول الماضي : » زين العابدين بن علي بصدد حملة انتقامية لمعاقبة القلة من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الذين تجرؤوا على انتقاد سجله خلال الانتخابات ». وأضاف تقرير المنظمة: »خلال الحملة الانتخابية، تعهد بأن تحترم إدارته حقوق الإنسان، ولكن يبدو أنها وعود زائفة…يجب على السلطات التونسية إلغاء إدانة الصحفيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف بعد محاكمات جائرة وإطلاق سراحهم فورا ويتعين على الحكومة أيضا التحقيق في محاولة الاعتداء على صحفي آخر، هو سليم بوخذير، ووقف المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون ». الحكومة التونسيّة لم تعلّق من جهتها على إضراب الصحفيين يوم الثلاثاء ، إلا أنها نفت في وقت سابق اتهامات منظمة « مراسلون بلا حدود » و »هيومن رايتس ووتش » ووصفتها بـ »الباطلة و المضللة ». وترفض الحكومة التونسية الادعاءات القائلة بسجن زهير مخلوف و توفيق بن بريك على خلفية تقاريرهما الصحفية وتشدّد على الطابع المدني للقضايا التي أثيرت ضدهما. كما ترفض تونس الادعاءات بوجود خروقات أو تضييقات في قطاع الإعلام، معتبرة أن كل الانتقادات الموجهة إليها في هذا الاتجاه باطلة وتقوم على حجج واهية ومضللة. وكان وزير العدل وحقوق الإنسان البشير التكاري وصف بعض الناشطين الذين يشككون بواقع الحريات في بلاده « بالمناوئين »، قائلا إن « هؤلاء يفتقدون مقومات الدفاع عن حقوق الإنسان والحياد والاستقلالية و أنهم ليسوا فوق القانون ». (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 5 جانفي  2010)  

*حتى يكون الجميع على بيّنة* تفاعلا مع خارطة الطريق و أخواتها


محمد سعيد الرحالي إنّ الّذين يروّجون للأماني و الأوهام الّتي لم نرها على الواقع و الّتي أصبح يطبّل لها حتّى بعض قيادات رّسميّة لحركة النّهضة في مقالات على مواقع الانترنت كالذي تكرم به السادة النجار و النوري و البلدي أو ما جادت به من قبل قريحة عبعاب و جماعته ، ليعطي انطباعا فضيعا عن عدم النضج السياسي والجهل المطقع بأصول و فنّ مقتضيات هذا العمل. فقيم و قناعات النّهضة رغم النّزيف الدّامي لا يمكن أن يُتنازل عنها، كما لا يحق أن تُباع بثمن بخس!! معاناة أطفالنا و حرمان ذوينا و شهدائنا الذين نحسب أنهم لا يرضون عن التلاعب بهذا التراث العظيم وطرحه على أرضية البلاط لقاء مكاسب حقيرة لبعض الأفراد سواء من الذين سئموا حياة الهجرة فرغبوا في التمتع بالإمكانيات السياحية لبلدهم بعد أن ملوا التجوال في مصائف أوروبا والشرق الأوسط أو من الذين مكنهم « ذكاؤهم الوقاد » من « الحفاظ على سلامتهم » في الداخل ورأوا سنين العمر تمر دون أن مغانم تذكر. فقد استيقظ هؤلاء – الذين ما قصرت الجماعة في رفع قدرهم في الشرق و الغرب يوما -على « مكرومات » لنظام تونس لم يشهدوها على الساحة من قبل، مقابل أخطاء و أزمات داخل جماعتهم لم يتفطنوا لها أثناء نومهم أو بالأحرى أثناء تأسيسهم الجدي لحياتهم و مستقبلهم و مستقبل أبناءهم.. خاصة إذا ما علمنا أن العالم اليوم يمر بأزمة اقتصادية حادة فلا اقل من « الأعمال الفاضلة » هذه الأيام للتقرب بها للنظام : من إعانته على « البناء » والعمل الجمعي معه لما  » تتطلبه المرحلة من توحيد لجهود كل القوى الوطنية من اجل تخفيف انعكاساتها( الأزمة) السّلبية على مسيرة التنمية، وتحصين ركائز اقتصاد بلادنا ». مثلما دعا إليه مجموعة 19 و أكده الد. النجار في خارطته المطروحة!! ويكون بذلك الإجماع « ضرورة وطنية »… وما عودة بعض الوجوه « الإسلامية » التي غابت عن الساحة خلال السنوات الطويلة الماضية وتخلت عن إخوانها وتبرأت من حركتها وهي اليوم تمتطي صهوة « قضية  المصالحة » والتبرؤ من مسيرة العمل الماضي و التبرم من سلوك بعض القيادات لتزايد بها على العالمين وتتخذها قميص عثمان تحقق به نقاطا تنظيمية ومكاسب سياسية إلا إرهاصات لما هو آت… إنه حراك محير حقا ومريب في كل طياته .. « وهو يُشبه عمليّة انقلابية داخل الحركة لأنه يقفز فوق قرار المؤسسات ويوشك أن يُعلن عن شرعية بديلة !! فهل غاب عن أصحاب هذا الرأي وجود مؤسسات للحركة؟ أم هو التشكيك في أهليتها و تزكية النفس، وهو مسلك فاسد قد كان سلكه جماعة اليسار الذين لم يشكوا في أن الأغلبية ضدهم ولكنهم شككوا في كفاءتها.. فآل أمرهم إلى ما هو معروف. » لقد غابت على هؤلاء ـ المتهافتين آخرالمشوار ـ حقيقة مجربة عند السابقين.. » فالذي يُفلس في سربه فلن يكون حظه أوفرفي سرب غيره.. ولا تغرنّكم مكانتكم فإنما هي (كانت) بتزكية الجماعة فإذا سحبتها بسبب قعودكم لها، مفرقين ومخذلين، فلن تكونوا شيئا مذكورا خارجها أبدا. و لا يغرنّكم عندئذ تصفيق و تهليل أجهزة القمع والنخب المعزولة لعملكم، فذلك كسب ضئيل مؤقت. اعتبروا باليسار الإسلامي وما آل إليه أمره حتى وسط النخبة التي صفقت له!! فلو أن المنتظم القانوني فيه سعة لأتسع لغيركم من ذوي القربى للنظام وحتى ممن ساهموا في بناءه »!! فقانون طبيعة الأشياء يُؤكد أن كل كيان سياسي اصطدم بصخرة الدولة، إلا وذهب شظايا وأكلته الانشقاقات والانقسامات، إن لم يكن في أتون المحنة فعند اقتسام المغانم. ويبدو أن النهضويين  الذين عصمتهم بقايا دين من التشتت والانقسام في أتون المواجهة والمحنة، هم بصددهم إلى الفشل في امتحان المصالحة بعد أن نجحوا في امتحان المواجهة. انظروا إلى هؤلاء الذين يطلون برؤوسهم على الملإ الآن، فيهم من يُنظر لتأسيس صحوة إسلامية ثانية  تختلف تماما في « العقليّة و المضمون »عن صحوته الأولى  التي ربته و احتضنته وجعلت منه رمزا و علمته الرماية، حتى إذاما اشتد ساعده رماها.. و ما تأكيده على « تسلمه » لجواز سفره « دون شرط » و عزمه على رجوعه إلى تونس بهويته « الإسلامية » لدليل على نية الانفصال وفق ما خفي ربما من تفاصيل مسبوقة و غير معلومة. في حين راح آخرون في تقييم أداء نظام تونس إلى مربعات بيضاء و سوداء دون أن يكون لحركته أي شيء يُذكر على مدى عقدين من الزمن، والتي أصبحت في منظوره لا تجيد إلا ثقافة « المظلومية » و »الهدم » التي « استولت على النفوس فأغفلنها عن استشراف البناء للمستقبل »، وبفعل غشامة قيادتها التي  » تصدر التصريحات والمواقف متتالية تكرّس نفس المسار السابق .. فإذا هو تصعيد للتدافع في اتجاه الصدام » فآليات التحليل واضحة عند أصحاب هذا الاستخلاص: عدونا ربح المعركة ربما للأبد بسبب شطارته، و نحن خسرنا المعركة ربما للأبد بسبب غشامة قيادتنا و تصريحاتها العنترية! إنه تبسيط مخل بالحقيقة مضلل لكل تخطيط سليم، نهايته إما الانزواء و الانكماش و اليأس أو الوقوف على أعتاب العدوللاعتذار أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه!! مقابل إظهار عجز قيادة الحركة الواضح حسب فهمه لها عن* * »* *أن تجلس مع الذات في لحظة صدق تحاسب فيها نفسها بصرامة عما يمكن أن تكون قد اقترفت من خطأ »* *وهو ما سارع السيد عبعاب لتوضيحه من خلال ما  حبر* *حتى يكشف لنا مدى « ظلم الضحية وتهورها  » و  » براءة الظالم وحلمه » المتمثل حسب رأييه في* *تمادي حركة النهضة في « التعتيم على خيار العنف الذي انتهجته أو سمحت به هذه القيادة، خلال أوائل التسعينات و الذي لا يمكن  تبريره مهما كانت ردود الطرف المقابل(الدولة) » و التي من وظائفها حسب زعمه، « ضمان الاستقرار و الأمان »  حتى ولو كان بالسلخ والقمع المؤبد وسلب الحريات ؟ ..* *انه جلد للذات و دفع غير واع إلى التحلل و اليأس و تبرئة للعدو من جرائمه..  مع أن الحركة إذا كانت قد أخطأت ـ و المؤكد أنها قد أخطأت ـ فليس خطؤها بحال يتعلق بمشروعية مواجهة النظام ـ فهو جدير بالمواجهة و العداء.  و إن ما تؤاخذ عليه و يؤسف على عدم حصوله هو أن هذه المواجهة لم تفض إلى تخليص الشعب من هذا الكابوس الذي مثله و لا يزال حزب الدستور اللعين و جهاز القمع المتوحش و العصابة المتسلطة. إذا، فنحن في انتظار أن يسفر الخلاف عن خلفياته الحقيقية وقد أشار إليها السيد لعماري  أخيرا على مواقع الحوار نت وتونس نيوز: انه لم يعد يؤمن بضرورة حركة إسلامية باعتبار »إن طبيعة انتشار التديّن و تعلق الناس بالمظهر والسلوك الإسلامي في البلد المسلم، يُمكن أن يحصل دون حاجة لوجود حركة حزبية إسلامية » لا، بل اتضح له بعد هذه السنين العجاف أن الإسلام الذي تهيمن عليه الدولة « وتشرف على مؤسساته التعليمية، وتنظم شعائره هو الأكثر تسامحاً وقبولا من طرف الخاصة و العامة ، والأقدر على حماية المجتمع من الفتن الدينيّة » وعليه و من هذا المنطلق يكون  » قانون المساجد في تونس المنظم لشؤونها تدريسا وإمامة ونفقة على القائمين عليها، مكسبـــــا وطنيـــــّا وجب دعمه و المحافظة عليه » فهل هذا التلاقي والتكامل بين هؤلاء جاء صدفة؟ فالأمر في تقديرنا لن يطول حتى ينكشف.. و وعود هؤلاء إن كانت صادقة فهي لغو لأنه لم يفوضهم أحد بذلك وإن كانت للاستهلاك السياسي فالأمر أدهى وأمر إذ يكشف عن أن البعض لم يعد يفرق بين الحلال والحرام وكلاهما بيّن، وهو في كلا الحالتين افتئات على حقوق إخوانهم المصابين وتلاعب بمصيبتهم لا يشفع له حتى « نبل » الهدف.. فعلى النهضويين أن يحفظوا هذه الأسماء التي تمدح بن علي اليوم ليتابعوا نهاياتها بعد حين، حين يكتمل مسارها فتغير مداراتها كما فعل صنوانهم من نهازي مجموعة آفاق الذين تعجّ بهم الدواوين الحكومية خدم عند الديكتاتورية وماسحي أحذية العسكر. الأمل في عقلاء النهضة وكبرائها في الداخل والخارج أن يتداركوا الأمر ويخرجوا من الغيبوبة الإرادية التي دخلوا فيها تاركين الساحة قفرا تنعق فيها الغربان…في وقت كاد الإفلاس التام يحيق بنظام الفسق والفجور والاستبداد و مأزقه وعزلته وعجزه وانفضاض الناس من حوله ونفورهم التام واجتراء حتى أطفال المدارس عليه…. ولا يفوتني أخيرا، أن أوجّه نداء حارّا لكلّ من لم يعد يتحمّل فاتورة النّضال القاسية بعد هذه السّنين الطّويلة، أن يبحث عن حلّ فردي لنفسه و لأهله فقط.. وسيثمّن كلّ العقلاء في الجماعة شجاعته في ذلك، لأنّه لم يلجأ إلى أساليب دفع المجموعة للتّنازل عن المبادئ والأهداف الإستراتجيّة الكبرى لحركتنا القيميّة والّذي من أجلها دخل أفواج كثيرون السجون و المنافي منذ عقود طويلة وقاسية.  


                 

عندما يستخف المرزوقي بالإسلام.


عندما يكتب المنصف المرزوقي متسائلا في سخرية بالغة :  » هل ستحمينا إقامة الحدود في كل مكان من جفاف الأنهار وزحف الرمال .. هل ستؤدي تغطية الرؤوس إلى إنهاء الإحتباس الحراري وتوقف نفث ثاني غاز أوكسيد الفحم في السماء.. »..   عندما يكتب المرزوقي ذلك لا يرتاب المرء لحظة واحدة في أن الرجل يستخف بالإسلام ذاته وتحديدا بشريعته أو بجزء منها.. تحدث في مقاله بعنوان ( لا حل في الإسلام هو الحل بتاريخ 31 ديسمبر 09 ).. عن أمور أخرى كثيرة كعادته دوما في أكثر مقالاته عندما يحشر ألف ألف قضية في سياق واحد قصير بكلمات ينفثها نفثا كأنما يسارع نفاد مداد أوشك على النضوب أو كمن يكتب فارا خائفا يترقب أو كمن يسجل شتيمة إشتبك فيها مع خصم عنيد..   ذلك هو أسلوبه في إنشاء المقالات ولكل من تكوينه نصيب والمرء بلا ريب صنيعة بيئته بل صنيعة نظرته إلى بيئته..   تعرض المنصف المرزوقي في هذه القالة إلى قضايا أخرى كثيرة من مثل المشروع السياسي للإسلاميين بحسب ما يراه حتى لو كان ـ عن جهل أو عن قصد ـ يحشر الإسلاميين كلهم في سلة واحدة وذلك عندما يتحدث عن تيار التكفير والتفجير ثم يبدي إعجابه بحزب العدالة والتنمية التركي .. ومن مثل موقف بعض من خلع عليهم الصفة الإسلامية بكرم حاتمي ( نجد مثلا ) فضلا عن السودان وإيران .. موقفهم من الإستبداد والديمقراطية .. تعرض إلى ذلك وغيره وليس للمرء في كل ذلك أكثر من مخالفته في أكثر ما ذهب إليه حدبا على قيم التعدد والتنوع فيما يتصل بما تختلف فيه الأنظار..   أما أن يعمد المنصف المرزوقي إلى تدوين كلام لا يحمل في ظاهر اللغة العربية إلا على الإستهزاء بالإسلام والإستخفاف ببعض شعائره وشرائعه .. عندما يزج المرزوقي بنفسه في ذلك المركب الصعب فإنه لا يهين إلا نفسه في الحقيقة أما شريعة الإسلام التي إستخف بها وبأهلها فإنما تطويه طي العمالقة للأقزام أو طي الصخور الجلمودية لقرون الأوعال التي فارت فيها دماء الإستكبار فأردتها عقد العظمة الكاذبة طرحى ..   أما آن للمنصف المرزوقي أن يتواضع للإسلام العظيم.   أنى له أن يقول في موضع ( الإسلام ليس فقط طريق الأمة إلى القمة بل هو الزاد الذي يعيننا .. ) ثم يكر على ذلك في موضع آخر بقوله ( هل ستحمينا الحدود من جفاف الأنهار وزحف الرمال ).. أما آن لأقزام العالمانية العربية أن يفحصوا القرآن الكريم بأنفسهم ليدركوا أن الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج .. أما آن لهم أن يعفوا أنفسهم من عقلانية ليس لها من العقلانية حبة من خردل.. أي عقلانية وأي رشد وأي حرية يتبجح بها أولئك الأقزام عندما يؤمنون في الكتاب الخالد بما طاب لهم ولذ ويكفرون بما وراء ذلك.. أجل. يمكن أن تختلفوا مع كل التأويلات والتفسيرات ظاهرها وباطنها وأشعريها ومعتزليها.. العبرة بالدليل وليس بالإتباع.. أما عندما يعمدون إلى إلتقاط ما يعجبهم من الكتاب الخالد بمثل ما يفعل المنصف المرزوقي في قالته هذه عندما يستشهد بآية الإسراء عن تكريم الإنسان وآية المائدة عن حرمة النفس البشرية وغير ذلك .. أما عندما يلتقطون ما يشتهون ويردون ما لا يشتهون .. عندها إما أن يكون الكتاب الذي يستندون إليه خرصا مخروصا وإما أن يكونوا هم عبيد الوهم الغربي الخلاب خلابة السراب.. إن الشجرة التي تلتقط منها ظلا ظليلا تفيء إليه فارا من قيظ القواليل لا يليق بك إنصافا لنفسك أن تلعن ثمرتها أو تميط بغصنها العذرة عنك..   السخرية من الحدود سخرية من الإسلام.   أجل. الحدود الإسلامية ـ التي يسخر منها المرزوقي ـ لا تحمينا من جفاف الأنهار وزحف الرمال.. بمثل ما إن علوم الطب البدني التي يدرسها لنا المرزوقي لا تحمينا من المآزق التي سماها هو بنفسه من مثل : البيئة والأزمة الإقتصادية والإستبداد السياسي.. الحدود الإسلامية بما هي جزء من النظام الجنائي للشريعة الإسلامية تحمينا ـ ليس من جفاف الأنهار ولا من زحف الرمال ـ ولكن تحمينا بالتأكيد من جفاف الروح عندما تركض في البرية ركض الوحوش فيها تقضم حق هذا وتغتصب مال ذاك.. تحمينا من أن يعتدي الأقوياء المتحكمون والمتنفذون بمال أو عصبة أو سلطان على حرماتنا المادية والمعنوية.. قالت العرب قديما : القتل أنفى للقتل.. وهي قالة صحيحة عمل بها الأمريكان الذين لم يلغوا عقوبة الإعدام.. قالة صحيحة صدقها القرآن الكريم ذاته ـ حتى بعد أن فحصه الدكتور المرزوقي فإختار منه ما يناسبه ولفظ ما لا يناسبه والحال أن الكريم الشهم عندما يتجول في حديقة غناء فيحاء لا يطيب أنفه بريح زهرة منها ليلعن زهرة أخرى ـ .. قالة صدقها القرآن الكريم ذاته عندما شرع حد القتل ..   الحدود التي يسخر منها السيد المرزوقي هي حقوق الإنسان.   الإنسان عدو لما جهل كما قرر العلامة إبن خلدون عليه الرحمة والرضوان. وليس أعدى على الإنسان من الجهل الذي يحتل عقله فيحيله حيوانا يمشي على رجلين. الحدود التي يسخر منها السيد المرزوقي هي الدليل الأعظم على قيام الإسلام بشريعته ـ فضلا عن عقيدته ـ على وتد متين شامخ إسمه : كرامة الإنسان. الحدود الإسلامية ( حد القتل وحد السرقة وحد الزنى وحد القذف وحد الحرابة ) هي الضامن القانوني المؤسسي لصيانة حقوق الإنسان ـ كل إنسان طرا مطلقا ـ أن تنالها الأيدي المستكبرة فتكرع منها ملء بطونها ثم تولي آمنة مطمئنة لا تلوي على شيء أو تقيم الحد على الضعيف وتدع القوي متماديا في غطرسته.. عندما يسن الإسلام في شريعته حدا ضد السارق فإنما ليحمي أموالك أن تتناوشها الأيدي القوية وعادة ما تكون الأيدي القوية عند رؤساء القبائل والدول وأهل النفاذ المالي.. عندما يسن الإسلام في شريعته حدا ضد الزاني فإنما ليصون عرضك أن يغتصب .. وعندما يسن الإسلام في شريعته حدا ضد القاذف فإنما للسبب ذاته.. لا معنى لكرامة الإنسان في الإسلام إذا لم تقم شريعة نافذة قوية متمكنة تحمي تلك الكرامة.. كرامة الإنسان قيمة معنوية إعتبارية يمكن أن تطأها أقدام المتكبرين في الأرض وألسنتهم تلهج بذكر الله والجماهير تناديهم : المعتصم والمعتضد والمتوكل .. عندما يسن الإسلام شريعة تقيم الحدود فإنما ليوفر الأمن للناس والسلامة والطمأنينة ويحميهم من بأس بعضهم بعضا.. أما المواعظ المتناثرة فلا تكاد تلفظها الألسنة حتى تتبخر أو تعبث بها الدول والحكومات.. إنما جاءت الحدود جزء من الشريعة الإسلامية لتوطيد أركان كرامة الإنسان وتحرير الإنسان .. الحدود هي الضامن لتلك الكرامة ولذلك التحرير.. لذلك لم تكن الحدود إجتهادا بشريا .. لم يرض سبحانه حتى لنبيه أن يسنها قولا أوعملا بل سنها بنفسه سبحانه قرآنا صحيحا صريحا يتلى .. معنى ذلك هو أن التواضع لتلك الشريعة وتلك الحدود هو تواضع للذي خلق ومن خلق ورزق جدير بالملك ومن ملك جدير بالعبادة.. أما رسم علاقة أخرى بين الخالق والمخلوق غير علاقة العابد بالمعبود والمالك بالمملوك فإنما هو كبر .. كبر أوقع المرزوقي فيه نفسه.. والكبر داء ما له دواء.. ومن تكبر على خالقه ورازقه ومالكه فلا يؤتمن ألا يتكبر على مخلوق مثله ومرزوق مثله ومملوك مثله ..   السخرية من المرأة سخرية من الحياة.   لم يقتصر المرزوقي في سخريته البذيئة الساذجة السمجة على الحدود وشريعة الإسلام بل تعدى ذلك إلى السخرية من المرأة.. وذلك عندما قال ( هل سيؤدي تغطية الرؤوس إلى إنهاء الإحتباس الحراري ..).. إذا سخرنا منك كما تسخر يا سيد مرزوقي والسخرية منك هنا مشروعة ( فسوف نسخر منكم كما تسخرون ) وهذه بتلك والبادي أظلم .. إذا سخرنا منك قلنا لك : وهل تعرية الرؤوس تؤدي إلى مقاومة آفة الجراد.. طبعا لا.. ولكنها ( لا ) بمثل أن تغطية الرؤوس لا علاقة لها بالإحتباس الحراري .. ولكنه الكبر الذي خذلك وإستولى على مهجتك فأرداك حبيس هواك.. الرؤوس المقصودة هي رؤوس النساء المسلمات الملتزمات بطاعة الله سبحانه فيما يتصل بالخمار.. تلك هي الرؤوس التي ملئت علما وحصافة وحكمة ورشدا.. تلك هي ا لرؤوس التي يشتغل كثير منها زملاء لك في الطب وأخريات في شتى العلوم الطبيعية والإنسانية.. لولا أن إخوانك من العالمانيين المتطرفين في تونس ومصر وأجزاء أخرى كثيرة في الأرض يحظرون عليهن مقاليد الريادة بعدما إستحققنها عن كفاءة وإقتدار.. أنى لنا أن نستأمنك على أمرنا في تونس بعد الذي قرأنا.. أنى لك أن تناصر حرية المرأة في بدنها وشعر رأسها بعد الذي كتبت بريشة قلمك.. أرأيت أن الحرية التي شنفت بها آذاننا عقودا من الدهر هي حرية لم تصمد في أول إختبار لك.. إختبرك الذي إختبرك بمقال عن كون الإسلام هو الحل ( ولك مطلق الحرية أن تعارض ذلك أو تسانده أو تتخذ منه الموقف الذي يناسبك كلما كان الأمر نسبيا أو قابلا للحوار فليس هو في دائرة الثوابت القطعية التي لا يطأها الإجتهاد حتى لو كان من نبي مرسل ) .. إختبرت بذاك فنضحت بما فيك.. سخرية لاذعة من الحدود ومن الشريعة وكأن الإسلام سروال عبد الرحمان يأتي الأقزام من ملتك فينقص منه طرف الشريعة أو طرفا من طرفها ثم يأتي ضرب آخر من الأقزام فيفصله على مقاسه فهو هنا إسلام فرنسي وهناك خليجي وهو اليوم إسلام عقدي وغدا إسلام سياسي.. وهو اليوم إسلام إشتراكي وغدا إسلام ليبرالي .. بل قال قائلكم : أنا مسلم عالماني.. ثم قال الآخر متمحلا بظرافة الخبثاء : أنا مسلم عالماني عالمانية جزئية أفصل الدين عن السياسة وليس عن الحياة.. وما المانع أن يقول القائل : أنا مسلم كافر وأنا مسلم شيوعي وأنا مسلم وثني وأنا مسلم مشرك وأنا مسلم يهودي ومسلم نصراني ومسلم لا يؤمن بالله ومسلم لا يؤمن باليوم الآخر..   الخمار الذي تهزأ منه يا سيد مرزوقي هو هوية أمة.   ليس الخمار قطعة قماش تستر بها المرأة شعر رأسها أو نحر صدرها ولكن الخمار جزء من هوية ثقافية. المختمرة من النساء ترفع فوق رأسها علما مكتوب عليه : أنا إمرأة شقيقة الرجل ولست أنثى تبيع جسدها للرائح والغادي.. أنا إنسان مكرم معلم مستأمن مستخلف محرر مسؤول.. ولست قطعة حلوى معروضة أمام الذباب الجائع يفترس مني الذي يشاء ويدع الذي يشاء.. الخمار هوية المرأة التي تعمل حقا على تحقيق هذا المبدإ النبوي العظيم ( إنما النساء شقائق الرجال ).. الخمار علامة من المرأة إلى الرجال أن العبرة بما في الرأس من علم وحكمة وما في القلب من حلم وأناة وليست العبرة بالشعور والنحور والصدور والخصور التي تجعل من المرأة طعما يصطاد به صاحبه الطماعين والجشعين والنهمين بمثل ما يقنص الصياد بطعمه فريسة أغرتها الفتنة فوقعت في شرك الهزيمة.. الخمار رمز مقاومة تتحصن به المرأة ضد شياطين الإنس.. الخمار رمز تحرر من الشهوات البهيمية خارج عش الزوجية الطاهر.. الخمار رمز كرامة تكون به المرأة وليا على الرجل بكفاءتها وليس بفتنتها ولا بغوايتها.. بمثل ما كانت الشفاء في عهد الفاروق وليا على مئات من أهل الأسواق.. إذا كنت يا سيد مرزوقي من عبيد الغرب فأعلم أن الغرب المسيحي واليهودي سواء بسواء يقول بتغطية شعر رأس المرأة ويعمل به قبل أن تشغب عليه الشاغبات.. وإذا كنت من عبيد الطبيعة فأعلم أن الأصل في الإنسان فطرة وغريزة هو التحلي بلباس التقوى.. حتى قبل أن تتنزل تعاليم الدين .. أي دين.. الطبيعة التي تعبدها مع الله أو من دونه أصلا هي التي قضت بأن التعري للحيوان الأعجم أما الحياء والتستر فهو للآدمي المكرم.. ليس الإسلام الذي تنكر شريعة بدعا من ذلك بل سبقته بذلك اليهودية والنصرانية وسبقت الفطرة الطبيعية بذلك كل الأديان..   أرأيت كيف أنك تنعق بالحرية والكرامة بينما تصطف بوعي منك أو دون وعي في خندق سركوزي وبن علي والسفلة الذين لا يقرون في باطنهم للمرأة حقا إلا حق الكفر وحق الفسق وحق الخروج عن سنن الفطرة وشبكة السنن الإجتماعية.. أما حق الفكر وحق الإعتقاد وحق الإنسجام مع داعيات الفطرة فلا أصل له ولا فصل في أناجيل الغرب المتبرج بطرد فلاسفته المهرة من مثل قارودي ومراد هوفمان.. إنه ذاته الغرب الذي شنق قاليلي وكوبرنيكوس بأمعاء القسيسين والقياصرة.. هو ذاته الغرب الذي يشنق اليوم فلاسفته الذين إختاروا الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجا.. أما التوفيق منك بين ذلك الغرب شريعة وهذا الإسلام عقيدة .. فإنما توفيق بين متقابلين..   العالمانيون وأردوغان.   عبثا يحاول العالمانيون نسبة التجربة التركية الحديثة على يد أردوغان إلى حصيلتهم.أما رأوا بأم أعينهم أن الرجل الذي يشيدون به يحرص على الظهور بزوجه ـ بمثل ما يفعل رئيس الدولة نفسه ـ في كل محفل دولي مختمرة.. ذلك صنيع الحول من الناس دوما.. يغضون الطرف وهو كليل عما لا يريدون إلتقاطه ويبرزون في إزدواجية مقيتة لقيطة ما تشتهيه أنفسهم ثم يمطروننا بوابل من دروس العقلانية والرشد كأنما الواحد منهم حفيد من أحفاد أرسطوطاليس أو أفلاطون.. لا يرون في أردوغان وتجربته إلا جانبها السياسي أما حرص الرجل وأسرته على الإلتزام بالإسلام قدر المستطاع مع التسليم بأنه عقيدة وشريعة ومنهاج ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) فضلا عن قيادة سياسة إستراتيجية تمكن للإسلام الجامع عقدا بعد عقد بمرونة وذكاء ودأب لا يفتر .. ذلك ما  تكل عنه أطرافهم..   تثوير الشعائر هو تشعير الثورات يا سيد مرزوقي.   عزا المرزوقي الإنتشار السريع للإسلام إلى ذهاب الشعائر بثوريتها إلى حد بعيد. أي أن شعائر الإسلام ( من مثل الصلاة في صف واحد منظم وسجود للواحد الديان سبحانه في حين أن الهنود مثلا وغيرهم ـ على حد تعبيره ـ يسجدون لآلهة الأرض) عندما فقهت من لدن المسلمين الأوائل على أنها ثورات تحريرية كبرى صنعت ذلك الإندياح العجيب السريع.. لا خلاف على ذلك يا سيد مرزوقي .. ولكن الأصح من ذلك ـ حتى نتجنب الحول العالماني الذي يبش في وجه المقاصد الشرعية ويهش لها طربا بينما يكل طرفه عندما يظفر بالنص الشرعي الذي خرجت تلك المقاصد من أحشائه ـ الأصح من ذلك هو أن الثورات الإصلاحية العظمى في وجه الإستبداد مثلا أو الجور الإجتماعي أو غير ذلك .. لا تكون ثورات واعدة بالعطاء الجزيل حتى تتشعر.. أي حتى تشعر وتقلد ( أي تعلم وتؤمر ) بشعائر الإسلام.. إذ كيف تولد الثورات التحريرية العظمى من أحشاء تلك الشعائر الإسلامية التعبدية عندما تؤدى بأشكالها وهيئاتها وقالاتها ومكيلاتها وموزوناتها وأزمانها وأماكنها محققة لمقاصدها التي من أجلها أنشئت .. كيف تولد الثورة من رحم العبادة ثم تكون الثورة ثورة غير عابدة.. كيف تفسق الثورة عن تعاليم أمها ثم ننسبها إليها بقولنا إن الشعائر هي التي ثورت إلى حد بعيد فصنعت الأمجاد والأتلاد وطوت الوهاد والنجاد.. كلامك صحيح يا مرزوقي ولكن بشرط ألا تلتزم الحول الفكري.. فلا تستخرج الثورة من العبادة ثم تسبح بحمد الثورة وتلعن العبادة.. بكلمة أخرى : إما كاذب أو جاهل من يرضى بعقيدة الإسلام ثم يفصلها عن المنهاج الذي يمكن لها أي الشريعة.. إلا عقيدة النصارى واليهود التي لا تستوجب شريعة ولا منهاجا في الحياة.. أما عقيدة الإسلام فلا تستوي في الحياة حتى تقوم عليها شريعة تحميها بمثل أن الشريعة لا تستوي نظاما لحقوق الإنسان في الحياة ( رغم أن حقوق الإنسان في الإسلام فرائض مفروضة وليست مجرد حقوق يمكن التنازل عليها حتى من صاحبها نفسه ).. حتى يقوم عليها منهاج سياسي يمكن لها.. ألا تقرأ في الطب يا دكتور منصف أن الإنسان جهاز متعدد الأبعاد متكامل الأضداد متجانس الأرداد.. هل يمكن فصل الجهاز الهضمي مثلا عن الجهاز النفسي.. أليس ما يصيب الجهاز النفسي يكر على الجهاز الهضمي إلى حد القرحة والقيء مثلا.. بمثل ذلك هو الإسلام : جهاز متعدد الأبعاد متكامل الأزواج متجانس الأرداد.. ألا تقرأ في علوم النفس والإجتماع يا دكتور أن التكامل هو سنة الكون وقانون الإجتماع.. ألا تقرأ أن أقوى سنة كونية وإجتماعية طرا مطلقا هي سنة الإزدواج.. ألا تعلم أنه لولا قانون التكامل الجامع بين المزدوجات في الكون والخلق والنفس لصحت بعض أجزاء الماركسية القائمة على قانون الصراع المدمر بدل التدافع السنني.. إذا كان الكون من حولنا قوامه الإزدواج والتكامل أفلا يكون الإسلام وهو من المشكاة ذاتها كذلك : مزدوج الأبعاد مركب الأسناد فهو عقيدة هنا وشريعة هناك ومنهاج هنالك ولكن يلقن ذلك الأطفال الصغار دربة على فن التفكيك فإذا نضجوا دربوا على فن إعادة التركيب فيكون الإسلام وحدة جامعة متكاملة رسالتها العامة : تحرير الإنسان وتكريم الإنسان وتعليم الإنسان وتأهيل الإنسان لمهمات الخلافة والأمانة والمسؤولية.. ألا ترى من كل ذلك أن البناء الإنساني ـ وأنت طبيب ـ هو البناء الإسلامي .. ذلك أن الإنسان للإسلام وأن الإسلام للإنسان.. فمن فصل بين الإنسان وبين الإسلام فقد فصل بين الروح والجسد ومن فصل بين العقيدة وبين الشريعة فقد فصل بين الإنسان وبين الإسلام..   هذه عقبة العالمانيين وعقدتهم.   العقدة المريرة التي لم يتجاوزها العالمانيون ( سواء كانوا بتعبير الدكتور محمد عمارة علمانيين جزئيين يفصلون بين الإسلام وبين السياسة والدولة أو كانوا عالمانيين كليين أو شموليين يفصلون بين الإسلام وبين الحياة العامة كلها ).. هي عقدة غربية مفادها أن الدين ـ بالجملة وبما ينسحب على كل دين ـ لا يكون إلا خصيما للتقدم والعلم والنهضة والإزدهار ومقاومة القيصرية والإكليروس الديني والدغمائية الكنسية المقيتة.. عقدة العالمانيين العرب هي أنهم يقرؤون الإسلام قراءة غربية.. كلما ذكر الإسلام تحولت ذاكرتهم تلقائيا إلى المعركة الطاحنة التي جرت في أروبا بين الكنيسة التي كانت تمثل الدين المسيحي متحالفة مع الإقطاع السياسي والزراعي وبين الثورات العلمية.. تلك عقدة من تخلص منها منهم فقد نجا بعقله ومن حبس نفسه فيها فقد سجن نفسه في بئر سحيقة.. تلك عقدة ورثت عند بعضهم عقدة أخرى مفادها أن الإسلام لئن إختلف مع الكنيسة في تقديم العلم وتقديس العقل وتكريم الإنسان ومقاومة الظلم والجور والحيف فإن بعض تكاليفه التعبدية ( أما الشرعية فلا بالتأكيد لأنها كلها معقولة مفهومة معللة مقصدة ) غير مفهومة وما هو غير مفهوم للعقل ـ حتى لو كان عدم الفهم هو في التفاصيل وليس في العلة الكبرى والمقصد العام من مثل الإبتلاء بالطاعة في عدد الركعات والمزمنات والهيئات وغير ذلك ـ فلا بد أن يؤول فإن لم يؤول فلا بد من رفضه ورده.. الحقيقة أن هذه العقدة هي بالتحديد عقدة الكبر.. أنى لي أن أمرغ أنفي في التراب ساجدا في وضع ذلة ومهانة لخالق لم أره ولم أسمع منه شيئا يوما.. هما عقدتان : عقدة عقلية تحيل صاحبها إلى التجربة الغربية في الصراع الكنسي العلمي وعقدة نفسية تحيل صاحبها إلى آفة الكبر..   بعضهم يصدهم الجهل حقا.   بعض العالمانيين يصدهم الجهل المدقع والمركب حقا. بعضهم يظن أن كلمة الشريعة الإسلامية تعني أن الخلفاء والأمراء ( وحزمة أخرى من الأسماء والألقاب التي لا دليل على سنية إستخدامها إنما هي أسماء لا تقدم ولا تؤخر ولا تحمل عبرة أصلا).. يصنعون الشريعة وحدودها بأنفسهم أو بأمر من رجال الدين ( بحسب التفكير العالماني القاصر بسبب قياسه للإسلام على الكنيسة والشرق على الغرب ).. بعضهم لفرط جهله المركب المدقع يظن أن الإسلام بشريعته قيد من القيود الصارمة وسخط من السماء نازل وهو سيف بتار بأيدي العلماء أو الأمراء.. تصور ساذج سخيف.. تصور تكذبه النصوص الناطقة بإسم الإسلام كما تكذبه مقاصد الإسلام والأهم من ذلك كله أن سنة محمد عليه الصلاة والسلام تكذبه تكذيبا فضلا عن سنة الخلافة الراشدة.. ولكن أنى لهؤلاء أن يدرسوا قرآنا أو سنة أو خلافة راشدة.. هؤلاء يتعلمون الإسلام من ألد أعدائه : المستشرقون ( وإن لم يكونوا كلهم كذلك إنصافا ).. صحيح أن تاريخنا شابه الذي شابه من الإنحرافات ضد حقوق الإنسان بإسم تطبيق الشريعة الإسلامية ولكنه في جملته ـ وليس في تفصيله ـ صورة ناصعة بيضاء على ضمان كرامة الإنسان وحرماته المادية والمعنوية فردا وأسرة وجماعة.. يجهل أولئك أن علاقة الإسلام بالسياسة والدولة والشأن العام هي علاقة وصل وفصل معا. علاقة عادة ما تحكمها المقاصد العامة والمبادئ الكلية والتوجيهات الخلقية.. ولكنهم يطيرون ببعض تلك المقاصد ينزعونها من مظانها النصية نزعا.. وبذلك يتخيلون أن الإسلام والشيوعية صنوان.. وما المانع وكلاهما يقول بالعدالة الإجتماعية.. وكذا الإسلام والرأسمالية صنوان وما المانع وكلاهما يقول بالحريات السياسية.. إنه الجهل المركب المدقع عندما تركن إليه النفس..   أجل. الإسلام هو الحل.. ولكن ..   كلمة الإسلام هو الحل.. إنما تكون صحيحة في سياقها الطبيعي. من تلك السياقات الطبيعية ظهور شعار يقول بأن العالمانية هي الحل ( المقصود بالعالمانية هنا في أغلب مجتمعاتنا العربية والإسلامية حيث تكون الأكثرية مسلمة أما شأن المجتمعات مزدوجة الإنتماءات فقد تكون العالمانية هي الحل ولكنها العالمانية الحقيقية الأصيلة التي تعني : ضمان الحريات الفردية والعامة أما العالمانية التي يتبناها السيد المرزوقي ليشطب بها حق فتاة في خرقة قماش فوق رأسها بدعوى أن ذلك لا يحد من مشكلة الإحتباس الحراري .. تلك عالمانية مستبدة حليفة الدكتاتورية ).. إذا قال العالمانيون أن العالمانية هي الحل قلنا أن الإسلام هو الحل.. الإسلام هو الحل هو كقولك إن تفرقنا اليوم وتأخرنا إنما سببه غياب الحريات وغياب الوحدة.. هل يجادل عاقل حصيف في أن غياب الحريات وغياب الوحدة هما الداءان العضالان.. ولكن يقال ذلك في حملة إنتخابية أو خطبة جمعة أو إجتماع عام أو مهرجان خطابي أما عندما يجلس الناس للحوار وإنجاز البدائل ودراسة الأوضاع فإن كلمة الإسلام هو الحل هو إما جهل أو حماقة.. الإسلام هو الحل هو الشعار الإطاري الأكبر.. هو صحيح هناك.. أما عند العمل والتنزيل فإنه لا بد من تفصيل وتمييز يتطلب تأجيلا حينا وتقديما أو تأخيرا حينا آخر أو إستثناء حينا ثالثا.. الإسلام هو الحل يعني أن الحل في بدائل الإسلام الكبرى من مثل الحريات السياسية والعامة والفردية ومن مثل العدالة الإجتماعية وغير ذلك.. الإسلام هو الحل في مقابل أن الشيوعية هي الحل أو العالمانية هي الحل أو الليبرالية هي الحل أو الإستبداد هو الحل .. الإسلام هو الحل هو الكلمة الأولى ولكنها تقال ثم تفسح مجالها للتفصيل والتفكيك والتركيب وكل عمليات البحث والدراسة بما تقتضيه مناهج التنزيل وأساليب التطبيق من تدرج ومرونة وتقويم ونخل .. الإسلام هو الحل شعار يرفعه من آمن بأن الإسلام عقيدة هو جاهز للتطبيق فورا بكل يسر وكذلك خلقا وعبادة أما شريعة ومنهاجا فإن الأمر يتطلب رأيا قبل شجاعة الشجعان.. الإسلام هو الحل شعار جاهز وغير جاهز في الحالين معا.. الإسلام هو الحل بكلمة واحدة يرسم الطريق الصحيح فإذا إنتظم الناس في ذلك الطريق الصحيح لهم ـ بل يجب عليهم ـ أن يجتهدوا ويجددوا سيما أن الإسلام أتاح لهم ثلاثة أرباعه للإجتهاد ولم يمنع من الإجتهاد إلا ربعا واحدا سماه ( القطعي ورودا القطعي دلالة ) وهو ما لا يتجاوز جزء واحدا من عشرين جزء.. هل تجد يا سيد مرزوقي شريعة في الدنيا تسمح للناس كلهم ـ وليس لرجال الدين رغم أن كلمة رجال الدين مسيحية قحة لا يعترف بها الإسلام ولكن أخاطبك بلسانك ـ أن يعملوا فيها مباضع إجتهادهم بنسبة 75 بالمائة من مساحتها.. الإسلام هو الحل هو إعلان بداية الإجتهاد والتجديد.. من إكتفى بقوله الإسلام هو الحل هو الأحمق.. وليس أحمق منه سوى من رد قالة أن الإسلام هو الحل بالكلية.. كلاهما أحمق.. أما الحصيف فهو من رسم منهاجا لحياته الفردية والأسرية والإجتماعية سماه ( الإسلام هو الحل ) ثم عكف على إستخراج لآلي الإسلام وإستكشاف طاقاته الكامنة وإستنباط معانيه ومقاصده وحكمه ينزلها في محالها المناسبة فإذا إنتفى المحل إنتفت الشريعة تماما بمثل ما أكد ذلك الفاروق عليه الرضوان عملا.. فلا شريعة إلا بمحل تتنزل فيه.. أما عدم تهيئة المحل أصلا لإحتضان الشريعة جرعة بعد جرعة فإن صاحبه يرفع شعارا عنوانه : الجاهلية هي الحل.. أجل. للإسلام وشريعته نظام بيئي كامل وبمثل ذلك أنظمة آية في الجمال والجلال والكمال في كل حقل يحتاجه الإنسان .. ولكن دون ذلك عقبة هي : عقبة الإجتهاد إلتقاطا لكل ذلك من الوحي الكريم المعصوم.. أما أن يزودك الوحي الكريم إياها على طبق من فضة وورد وأنت تحتسي قهوة المساء فوق أريكة فدون ذلك نجوم السماء.. إنما الإنسان المجتهد أما الخامل فهو أحط من الحيوان الأعجم .. والأسد ـ كما قال الشافعي بحق ـ لولا فراق الأكم ما إفترست..   حرية الفكر لا فوضى الجهل يا سيد مرزوقي.   يسير جدا أن ترميك سهام العالمانية كلما نقدت أحدهم بالتكفير والتفسيق. لقد برعوا في نزع تلك السهام من نصالها.ولكن الحق أحق أن يتبع حتى لو كانت ضريبته عالية. أجل. حرية الفكر عندي عقيدة معقودة دونها خرد القتاد كما قالت العرب. ولكن حرية الفكر شيء والتسربل بها لإشاعة الفوضى والجهل والإفتئات على الثوابت العلمية القاهرة شيء آخر. ما ورد في الإسلام من حقائق أي من القطعي ورودا ودلالة في أي حقل كان ولو كان حقل الغيب .. ما ورد من ذلك هو الحق الأبلج.. وفي ذلك قال الأصوليون : الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان.. أما العجماوات الناطقة التي تؤمن بالثابت بالعيان وتكفر بالثابت بالبرهان وهي تحتكر الرشد والبرهان والعقلانية.. تلك عجماوات إما أن تتعلم وإما أن تمسك عن الكلام حتى تتعلم إلا أن تكون رويبضات سفيهة تتكلم في أمور العامة والغيب والشهادة تخرص خرصا.. قل في الإسلاميين ومشروعهم ما شئت وبمثل ذلك في آراء المفسرين والمؤولين والكلاميين والفلاسفة والشعراء والعلماء والفقهاء ولا تدع قائلا إلا عقبت عليه إن شئت.. لا حرج عليك ولا تثريب.. حتى لو قلت : هم رجال وأنا رجل.. للناس آذان وأعين وألباب تميز بها الصالح من الطالح.. أما أن يؤزنك الكبر الكابر أو يهزنك الجهل الفاضح المدقع المركب فتفتئت على صحيح الوحي المعصوم ـ سيما من القرآن الكريم بإعتباره متواترا كلمة كلمة ـ .. فلا تنظرن عندها أن نكمم أفواهنا أو أن نغمد أقلامنا حياء منك أو من غيرك.. لو تكلمت في الطب ما سمعت مني ورب الكعبة كلمة واحدة.. أما إذا عقبت على الوحي المعصوم وأنت تدعي الإيمان به حتى عقيدة دون شريعة بحسب زعمك .. فلا تنظرن منا الصمت.. ومن إستغضب فلم يغضب فهو الحمار.. إذا كنت تحترم نفسك حقا فلا تقولن على ربك بغير علم بمثل أنك لا ترضى أن يقول قائل ليس له أي علاقة بالطب في طبك.. كيف ترى أن تخصصك دونه سنوات علم طويلة مضنية مريرة أما الوحي المعصوم بعلومه فهو مرتع مشاع يطأه الجاهل والأحمق سواء بسواء.. فكر كما تشاء وإنقد من تشاء إلا أن تفتئت بما ليس لك به علم على القرآن الكريم بما ينطق به هو نفسه وليس بما يفسره ويؤوله الناس .. أو ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام.. عندها تكون قد تجاوزت حدودك.. وتطاولت على مقام أمة بأسرها تقدس كلام ربها تقديسا..   الهادي بريك ـ ألمانيا

مرحمة للإغاثة والسلطة التونسية: البطش حين يطال المتطوعين


تونس – الحوار نت –  تمرّ هذه الأيام جمعية مرحمة الخيرية بعملية تحجيم واستهداف مجاني وغير مبرر من طرف السلطات التونسية. الجمعية استُهدفت في شخص رئيسها السيد محسن الجندوبي، إضافة إلى عدّة أعضاء ومتعاونين معها.. الأمر لم يقتصر على الاستفسار أو التحذير أو العتاب عشيّة محاولتها إغاثة أهالي الرديف المنكوب، إنّما تعدّاه إلى المتابعة الأمنيّة والترويع في محاولة محيّرة لقطع دابر العمل الإغاثي، وفي زج وتوظيف مروّع للقضاء لتجفيف منابع الخير وردع ثقافة التطوّع ومنع كساء ورداء وطعام ودواء لمعوز ومقعد ويتيم… الجمعية التي حازت على احترام الإدارة الألمانية لدرجة أنّها تعاملت مع مؤسسات سياديّة فيها، والتي دخلت في شراكة مع جمعيات إغاثة في هذا البلد، حيث أثمر هذا التعاون الثنائي مشاريع إغاثية نُفّذت في مناطق متعددة نائية ومتوترة… الجمعية التي أخذت على عاتقها نجدة الإنسان أينما كان.. بغضّ النظر عن دينه ولونه وعرقه.. الجمعية التي وصلت معوناتها إلى إفريقيا ومن هناك إلى سيراليون والنيجر ونيجيريا.. الجمعية التي تحرّكت أينما احتاجها الناس، وكما ساعدت في الدول الفقيرة كذا صنعت في الدول الغنيّة على غرار مساعدتها لمنكوبي زلزال إيطاليا، هذه المؤسسة التي وصفها البعض بأنّها تبالغ في التحوّط، وأنّها قيّدت نفسها بتفاصيل قانونية أقعدتها عن تنفيذ عدّة مشاريع وحرمتها من موارد كثيرة.. بسبب دفع الشبهة والانصياع المبالغ فيه للقانون،، هذه الجمعية نفسها التي يقوم عليها تونسيون متطوعون، عوض أن تُثمّن تجربتهم، ويستفاد منها ويراكم عليها في بلد غائبة ومغيّبة فيه مؤسسات الإغاثة والتكافل رغم بؤر الفقر والبطالة والإحباط والعنوسة والحرقان.. البؤر التي كان من شأنها أن تدفع السلطة التونسية لوضع يدها في يد جمعية إغاثة مثل – مرحمة – ملفها نقي، لم تسجّل عليها أي محاذير صغيرة كانت أو كبيرة، رغم أنّها تعود بالنظر إلى منظومة أمنيّة ومالية دقيقة وحسّاسة ومنتبهة مثل المنظومة الألمانية ، خاصة وأنّ إطارات الجمعية المذكورة عبّروا في أكثر من مناسبة عن رغبتهم بل توقهم إلى العمل في تونس وتحت سيادة قانونها وبالتنسيق الشفاف مع مؤسسات الدولة. ثلّة الأخيار القائمين على جمعية مرحمة، والذين آثروا أن يقتطعوا من وقتهم ووقت أسرهم لصالح أبناء شعبهم وغيرهم من المحتاجين أينما كانوا، في وقت غلب فيه الانكفاء والذاتية على الناس وعصرت متطلبات الحياة مختلف فئات المجتمع، هذه الثلّة وبدل تكريمها وتشجيعها يقع تجريمها بشكل مستهجن وبخلفية قاصرة مريضة.. كل الدول تحتفي بالمؤسسات والجمعيات والإطارات والأفراد التابعين لها، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين حقّقوا نجاحات ما في مجالهم إلا السلطة في تونس فإنّها وبفعلتها هذه ترسل رسائل مدمّرة ومحبطة مفادها أنّه على التونسيين المتواجدين في الخارج الذين يرغبون في التبرّع بعربة لمعاق أو كسوة لعريان أو حقيبة مدرسية ليتيم أو مبلغ لأرملة.. عليهم أن يرسلوا صدقاتهم أو حسناتهم إلى الفلبين ومدغشقر أو جاوا وبورندي.. كما عليهم أن يتعاملوا ويقوا ويرفعوا من أسهم المنظمات الإغاثية التي لا يديرها تونسيون!!! على النظام التونسي أن يرفع الحظر عن الخير وعن حبّ الناس ووصالهم، عليه أن يقطع مع سياسة عداوة الإبداع ووأد روح المبادرة ،على الهاجس الأمني الذي يستحوذ على عقليّة السلطة، أن يرحل إلى الأبد. الوضع في تونس يؤشر إلى التدهور، والمعاني السامية مثل التعاون والتكافل والإيثار تتراجع لصالح الخلاص الفردي ولصالح عقليّة « حوليّا ولا عليّا ». عندما يبادر متطوّعون مثل الأسعد الجوهري وغيره بالقطع مع – الأنا والذات – ويمدّوا أيديهم إلى المحتاجين، ويسخّروا أنفسهم في خدمة مجتمعهم رغم ضيق أوقاتهم وشظف العيش ومتطلّبات الحياة القاسية ونسقها المتسارع، ورغم حاجيات أولادهم وأهليهم ومشاغلهم…عندما يبادر هؤلاء بالخير فيكافؤون بالشرّ والسجن والمطاردة، هذا يعني أنّ السلطة في تونس تقطع كل الأيدي الممدودة للغير وتؤسس لفكرة القطيعة بين أفراد المجتمع وتمكّن للجحود في بلد الأصل في أبنائه الطيبة والعطاء والتكافل!.
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 6 جانفي 2010)
 


هؤلاء شهدوا بأنّ المسلمين أغلبية في تونس


كتبه عبدالحميد العدّاسي   طالعت ما أصدرت « هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات » بتاريخ 10 ديسمبر 2009، فتوقّفت طويلا عند مفردة ذُكِرَتْ أكثر من مرّة في النصّ ورأيتها « خبيثة » مثيرة للجدل مذكية للفتنة مليئة أنانيّة وشخصانيّة وترصّدا ومراقبة للآخر القادم على الهيأة من خارجها وقد قبلت به لحاجتها إليه… رأيت الهيأة تبحث عن « الموحِّد للصفّ » خارج ما يوحّد التونسيين والصفّ، فتكلّمت الهيأة – وهي تعلم أنّ التونسيين جميعا « 98 % » مسلمون – عن المعتقدات، وكأنّ منهم من يعتقد في غير الله سبحانه وتعالى، وقد مُرِّرَتْ هذه المفردةُ – وهي التي عنيتها بالوقوف الطويل عندها ونعتّها بالخبث – مُسنَدة عن يمينها وشمالها بالحرّيات والقناعات، ليكون من نتيجة ذلك مثلا، أنّ من اقتنع بالشيطان ربّا كما هو حاصل الآن عبده بحريّة وأنّ من اقتنع بالبقرة عبدها بحريّة وأنّ من اقتنع بشيء آخر من غير الله عبده بحريّة رغم أنف أمّه وأبيه المسلمين ورغم دستور بلده الذي نصّ في بنده الأوّل على أنّ تونس بلد دينه الإسلام ولغته العربيّة ورئيسه مسلم ورغم مجتمعه الذي وإن عاقر بعض التقصير في التديّن – نتيجة عوامل غلبته – ظلّ مسلما جيلا عن جيل… ولست بهذا الاعتراض على الكلمة واستعمالها أصادر حريّة كفلها الله سبحانه وتعالى لخلقه بعد أن عرّفهم على مآلات كلّ طريق.. ولكنّي أشير إلى أنّ الذي أرسى حريّة اختيار الدّين هو الله سبحانه وتعالى وليس أهل هيأة منهم من لا يعرف معنى الدّين أو التديّن أصلا!.. فإنّ الاتّفاق على حريّة المعتقد بالنصّ التشريعي المستجيب لميولات الهيأة يؤسّس لتشريع الكفر والفساد في البلاد، وهو ما لا ينسجم مع أهل تونس الذين هم ممّن عناهم الخطاب الربّاني [وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون] فأنّى لهم بعد العبادة الخالصة لله أن يستجيبوا لهيأة دعتهم إلى « ديمقراطيّة » رأتها لا تمرّ إلاّ عبر تعدّد المعبود… كما رآها آخرون لا تمرّ إلاّ عبر القنابل الثقيلة الذكيّة وعبر التقتيل والتشريد والحصار والدوس والتبوّل على كتاب الله في المشرق والمغرب!..   وليت الهيأة مرّرت هذه الكلمة « الخبيثة » دون ضجّة فخزّنتها مستورة كي تستعملها يوم الحاجة (كما في استشرافها)، ولكنّها كانت جريئة في التعدّي على التونسيين، وعلى الآخر الذي بداخلها فأكّدت على أنّ الديمقراطيّة المنشودة سوف تضمن حقّ كافّة المعتقدات والقناعات

وحماية حريّة أداء الشعائر الدّينية

، إذ أنّ لكلّ دين شعائر.. ولم تغفل الهيأة – وهي مقتنعة بما تفعل – أن تسند هذا الرأي بالإشارة إلى إيلاء الإسلام منزلة خاصّة باعتبارة دين غالبية الشعب… والديباجة وإن كان ظاهرها عناية بالإسلام إلاّ أنّها خطيرة وخطورتها تكمن في التبشير بتعدّد الأديان والمعتقدات في تونس..ولئن كان الإسلام اليوم هو الموقّر ديمقراطيّا (فهو الحائز على الأغلبيّة حسب الهيأة) فإنّ غدا قد يأتي وينقلب التوقير فيه لللاّدينية ذات المرجعية الوطنية أو غيرها من المعتقدات الشاذّة التي لا يرضاها إلاّ شبيه الأنعام أو من هو أضلّ منهم… وليس الموضع هنا يصلح لمؤاختي بحقوق إنسان قد تذهب في الكثير من الأحايين بالإنسان نفسه، لأنّي قد عنيت بالكلام التأكيد على الإنسان وكيف يفهم الحقوق… وأحسب أنّ أوّل الحقوق التي يستوجب الجلوس حولها هو الحقّ في أن نكون في تونس عبادا لله نعبده كما أمرنا ونعتقد فيه كما عرّفنا!…   تتحدّث الهيأة في النصّ كذلك عن ضرورة تنوّع الأنماط الثقافية والقيميّة بحيث يقع اجتناب الأحاديّة، مصدّرة ذلك بالحديث عن الهيمنة لتخلط بذلك الصالح بالطالح، فالهيمنة بغيضة لا بدّ من محاربتها وقطع دابرها، ولكن ذلك لا يعني القضاء على ما يجمع الأمّة (أيّ أمّة) ويوحّدها ويطبعها بطابعها المميّز. فلكلّ أمّة ثقافتها وقيمها؛ بها تُعرف وبها تُحترم – إن هي تمسّكت بها – وبها تؤسّس للبقاء.. أمّا أن نكون كما صرنا الآن – بجهود أناس من شيعة اللفيف الأعظم في هيأة 18 أكتوبر – وكما تصوّرنا بعض البرامج التلفزيّة المخزية « أحنا هكّا »، فهذا ما لا يفكّر فيه عاقل يؤمن بمصلحة بلده وبحسن صورتها بين البلدان.. إذ شتّان بين من وحّدتهم القيم العالية النّبيلة والثقافة المتجذّرة الأصيلة؛ ثقافة بناء الإنسان الصالح النّاجح، وبين من تناوشتهم « الثقافات » المسايرة لأهل الخفّة والفنّ الماجن!…(سالوني: أليس عندكم في تونس قناة أخرى غير قناة الغناء والرقص؟!)   سعت الهيأة بكلّ جهدها في بيانها إلى استبدال مفردات « قديمة » بإبراز أخرى جديدة: فالدّين والتديّن غشيتهما المعتقدات والقناعات، والهويّة الإسلاميّة طمستها الهويّة الوطنيّة، والمجتمع التونسي المسلم صار مجمعا ذا أغلبية مسلمة لعلّها تتجاوز عندهم 51 %…   عموما فإنّ هذه الهيأة لم تنظر إلى حدّ الآن إلى ما في أيدي النّاس لا سيّما الحاكمين منهم!… بل « تعفّفت » فاتجهت إلى الله سبحانه وتعالى تقتطع من دينه، وتنقص من توقيره، وحتّى تتهمّه بما كان من تقصيره (تبارك وتعالى علوّا كبيرا)!…   لا أدري كيف تعامل الآخر مع هؤلاء! ولكنّي تعلّمت أنّ الذي لا يوقّر الله لا يعمل أبدا بما يرضي الله، وعليه فإنّه لا يحترم أناسا زعموا أنّهم من عباد الله!…


بلاغ بنشئة »تنسيقية العمل البلدي البديل » لبلديات ولاية المنستير

مراد رقية ـ استعدادا لمحطة ماي2010،وفي انتظار صدور التنقيحات القانونية حول المجلة الانتخابية،واعتماد مبدأ التسجيل الاجباري،والحد من مكاتب الاقتراع تسهيلا لعملية المراقبة وتفويتا ومنعا لعمليات التلاعب المعهودة بادرت بعض التنظيمات السياسية وأطياف المجتمع المدني بربوع ولاية المنستير،ومجموعات من المستقلين المنتسبين الى شتى معتمديات الولاية الى انشاء »تنسيقية العمل البلدي البديل لبلديات ولاية المنستير ».  ونظرا لانعدام الفضاءات العمومية بما في ذلك قاعات الاجتماعات البلدية التي من المفترض ومن الناحية المبدئية الدستورية والمواطن دافع للجباية المحلية مهما كان انتمائه وحساسيته السياسية أن يستفيد منها عامة المواطنين وليس منتسبي التجمع الدستوري الديمقراطي فقط،فقد بادرت حركة التجديد مشكورة الى توفير مقرها بالمنستير لعقد مجموعة لقاءات دورية تحسيسية وتأسيسية في آن لفائدة مناضلي ولاية المنستير بمختلف أطيافهم ترتكز في ما ترتكز على احتضان محاضرات تتناول الاطار العام للانتخابات البلدية،وسبل الاستعداد الأمثل لهذه المحطة الحاسمة المحورية.وقد كان يوم الأحد الفارط مبرمجا لا لقاء محاضرة في الاطار ألقاها الأستاذ الجامعي ورجل القانون سمير الطيّب الذي تناول بعض الجوانب القانونية المميزة لهذه المحطة الهامة؟؟؟ ومن منطلق مقولة المناضل المرحوم أحمد عيّاد »البلدية مرفوضة لأنها مفروضة »وخاصة أيضا وخصوصا من منطلق عجز الهيئة البلدية التجمعية الحالية خلال المدة النيابية2005-2010 التي تألقت اعراضا عن تلبية طموحات المواطنين،وهدرا متميزا راسخا للقانون،وتطاولا على أساسيات العمل البلدي يرجى من عامة متبعي هذه المدونة،ومن كل أحرار مدينة قصرهلال مدينة العمل الجمعياتي المتميز منذ مرحلة الحماية الفرنسية أن يبادروا ومنذ الآن(للمقتنعين أساسا) للترويج لحتمية وـاكد اقتراح قائمة مستقلة تبادر الى وضع تصور متكامل بديل للعمل البلدي عن صورته البائسة الكارثية الحالية في أفق ماي2010؟؟؟ ولعل الجميع يعلم بأن هذه المحطة يفترض فيها وبع توفر التنقيحات القانونية أن تكون فرصة ثمينة وتاريخية لاعادة الاعتبار للعمل البلدي الحقيقي ورديفه العمل الجمعياتي المستقل الشفاف الناجع،ولمصالحة المواطنة والمواطن الهلالي الأبي رالكاره للرداءة والفوضى واللصوصية المدعومة بالقانون مع محيطه المحلي،ومع مدينته التي طال تهميشها،مدينته المغتصبة التي أصبحت »تسعى بعدما كانت يسعى اليها » احتراما لنضالات المؤسسين والأجداد والشهداء،وارتقاء بمدينتنا الى مصاف المدن المتحررة الراقية المتميزة وهي الزاخرة بالطاقات وبالكفاءات التي حرصت هياكل التجمع مع سابق الاصرار والترصد على تهميشها والحط من شأنها والتطاول على عطاءاتها ومكانتها لحرمانها من العمل العام الذي اعتبره التجمع حكرا له ومصدرا شموليا للسلطة وللتسلط، فوضع مواصفاته الخاصة الشاذة عن كل الأعراف،والتي تبين بأنها تخدم مصالح القلة على حساب الغالبية؟؟؟
الرجاء الالتفاف حول هذه التنسيقية من خلال مدونة العمل البلدي البديل على محرك مكتوب على العنوان

 http://municip2010.maktoobblog.com  أو عبر مجموعة أو منتدى تنسيقية العمل البلدي البديل على الشبكة الاجتماعية »فايسبوك »  


تونس تستعد لتخصيص 12 مؤسسة عامة هذه السنة


تونس – رويترز – أعلنت تونس التي تسعى الى دعم القطاع الخاص وتسريع نموها الاقتصادي أمس، أنها تعتزم تخصيص 12 مؤسسة عامة هذه السنة في إطار سعيها الى تعزيز الإصلاحات الاقتصادية. وأوضحت اللجنة العليا للتخصيص في موقعها على الانترنت، انها وضعت خمس مؤسسات صناعية وخمساً في قطاع الخدمات واثنتين في القطاع الزراعي، ضمن لائحة الشركات المزمع تخصيصها خلال السنة الجارية. ويشمل برنامج التخصيص الشركة التونسية لصناعة الحديد عبر ادخال مستثمر استراتيجي طرفاً في رأس مالها، بناء على استدراج عروض دولي. كما قررت الحكومة إدراج الشركة التونسية للملاحة في سوق الأوراق المالية من خلال طرح 25 في المئة من أسهمها للاكتتاب العام. وسيجري بيع 51.59 في المئة من الشركة الوطنية لتوزيع البترول إضافة إلى 68 في المئة من رأس مال الشركة التونسية للسكر. يذكر أن تونس خصصت في 2009 شركة واحدة فقط هي «التونسية لصنع السيارات». وتسعى الى تسريع عملية تحرير اقتصادها لتكون في مقدم الأماكن الجاذبة للاستثمار في شمال أفريقيا. وفي قطاع الخدمات سيفتح رأس مال «الشركة التونسية لإعادة التأمين» في إطار اكتتاب عام لزيادة رأس المال، وسيطرح للاكتتاب العام رأس مال شركتي تأمينات «سليم» و «شركة الإيجار المالي» التابعتين لبنك الإسكان، ضمن عملية لزيادة رأس المال. وستدرج شركة «عقارية الشارع» في السوق البديلة. كما ستبيع الحكومة حصتها في فندق «سوسة بالاس». وفي قطاع الزراعة سيطرح 19.84 في المئة من رأسمال «الشركة التونسية لتربية الدواجن»، للاكتتاب العام، إضافة إلى بيع الأصول والأراضي المخصصة للتأجير لشركة «التنمية الفلاحية لخماس» في محافظة سليانة. ومنذ العام 1987 حتى نهاية 2009، خصصت تونس 219 مؤسسة عامة بقيمة إجمالية بلغت 5.9 بليون دينار (4.45 بليون دولار). (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 5 جانفي 2010)  


الذكرى 20 لإحداث ديوان تنمية رجيم معتوق: المشروع مـكّـن من استقرار 6 آلاف ساكن

         


رجيم معتوق (قبلي) – أشرف السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني اليوم الثلاثاء على الاحتفال بالذكرى 20 لتأسيس ديوان تنمية رجيم معتوق الذي كان الرئيس زين العابدين بن علي أذن بإحداثه في ديسمبر 1988 ودخل طور العمل في أكتوبر 1989. وأشرف الوزير بالمناسبة على اجتماع مجلس المؤسسة لديوان تنمية رجيم معتوق الذي خصص لتقييم أنشطة الديوان لسنة 2009 والنظر في برنامجه لسنة 2010 ثم زار الضيعة النموذجية بالمنطقة أين عاين بعض التجارب الفلاحية مثل تجربة تأقلم أنواع من الزياتين مع محيط المنطقة وغرس بعض أنواع النخيل. كما حضر احتفالا أقيم بهذه الضيعة تولى خلاله تكريم عدد من عملة الديوان لحصولهم على وسام الشغل لسنة 2008 وإسناد جوائز تشجيعية لعدد من أصحاب المقاسم المتميزين. من ناحية أخرى اطلع السيد كمال مرجان على معرض وثائقي حول انجازات المشروع الذي تمثل الهدف الأساسي من بعثه في انجاز برامج إحياء وتنمية المنطقة التي كانت تفتقر إلى ابسط مرافق الحياة إضافة إلى خلق حزام اخضر يمسح 2160 هكتار للحد من زحف الرمال. وقد حقق المشروع نجاحا متميزا بشهادة عديد المؤسسات الدولية وهو حاليا على مشارف استكمال مقوماته وإتمام برنامج القسط الثاني. ويعتبر مشروع رجيم معتوق مشروعا متكاملا ذا طابع اقتصادي واجتماعي وبيئي مكن من استقرار 6 ألاف ساكن تتوفر لهم المرافق الضرورية كالسكن اللائق والطريق المعبدة والتنوير الكهربائي والماء الصالح للشراب والمدارس الابتدائية منها والإعدادية والمستوصف الذي سيشهد قريبا إحداث قسم استعجالي علاوة على توفير مركز للبريد والمواصلات. وقد تم في نطاق المشروع بعث واحات من التمور دخلت الطور الأول من الإنتاج الذي بلغ هذه السنة 5500 طن ومن المؤمل أن يصل إلى 20 ألف طن بعد أن تدخل كامل الغراسات طور الإنتاج. ويوفر مشروع رجيم معتوق عدة مقاسم من الواحات للعديد من العائلات إضافة إلى مقاسم لـ 95 من حاملي الشهائد العليا. وتجدر الإشارة إلى أن الدولة تمول هذا المشروع بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وايطاليا بالنسبة إلى قسطه الأول ومع الطرف الايطالي بالنسبة إلى قسطه الثاني. وثمّن المنتفعون بهذا المشروع الفلاحي الضخم بمناسبة هذه الاحتفالات رعاية الرئيس زين العابدين بن علي الموصولة للمنطقة بما أتاح لهم أسباب الإستقرار بها والانتفاع بمقاسم تضمن لهم موارد رزق إضافة إلى العديد من المرافق الضرورية التي تؤمن لهم العيش الكريم. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 5 جانفي 2010)  


تصاعد الدعوات بتأسيس صندوق للبطالة في تونس

 


الجميع – بدءا من النقابات العمالية وحتى الأحزاب السياسية – يرغب في مساعدة العاطلين عن العمل في تونس، لكن السؤال الذي يظل مطروحا هو من سيدفع فاتورة صندوق المساعدة المقترح؟. جمال عرفاوي من تونس لمغاربية مع مناقشة المشرعين التونسيين ميزانية 2010، يدعو العديد من السياسيين والقادة العماليين والأشخاص العاديين إلى تأسيس صندوق وطني لمساعدة العاطلين عن العمل. وتأتي هذه النداءات على خلفية الأزمة المالية العالمية التي كلفت العديد من التونسيين موارد عيشهم، وكذا انتخابات أكتوبر الماضي التي كانت البطالة أحد أبرز محاورها. وفي إطار برامجها، وعدت العديد من الأحزاب السياسية بتأسيس هذا الصندوق. الاتحاد العام التونسي للشغل الذي تعود مقترحاته لتأسيس هذا الصندوق إلى 2003، ساهم في قيادة الجولة الأخيرة من المطالب الجماهيرية. علي رمضان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل صرح في حديث لجريدة الصباح اليومية « ثقل كاهل الصناديق الاجتماعية، ومشاكل البطالة وخاصة فئة حاملي الشهادات العليا، وتعدد تسريح العمال، جرنا للمطالبة من جديد بصندوق للبطالة، وذلك بتجميع آليات التعويض عن التسريح في صندوق يكون أفضل من الموجود ». وحسب الإحصائيات الأخيرة لمعهد الإحصاء ارتفع عدد العاطلين عن العمل في تونس سنة 2008 إلى 21.67% بالمقارنة مع 17.5% في 2007. ولكن علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية صرح في ندوة صحفية في ديسمبر « إن الأولوية في تونس هي العناية بالتشغيل من خلال عدة آليات مشابهة لصندوق البطالة تعطي الأولوية لتقديم مساعدات للمسرحين من عملهم بطرق مختلفة ». وتابع الوزير قائلا « تمتد الإعانة على مدى عام كامل إلى حين العثور على عمل مع التمتع أيضا بالتغطية الاجتماعية وبالمنافع الاجتماعية، إضافة إلى آلية أخرى لإعادة إدماج المسرحين في شغل آخر ». الشاوش ذكّر أيضا ببرنامج تشغيل أبناء العائلات المعوزة من حاملي الشواهد وقال « إنه وقع إعطاء الأولوية أيضا لمنح العائلات المعوزة التي هي بمثابة صندوق لمن لا مورد رزق لهم حيث توجد حاليا 124 ألف منحة معوزين بقيمة 90 مليون دينار إضافة إلى تمتعهم بمجانية العلاج ». لكن العديد من السياسيين التونسيين الذين يؤيدون فكرة صندوق البطالة غير مقتنعين بهذه الحجج. وفي تصريح لمغاربية يوم الاثنين 4 يناير قال منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري « بعث صندوق وطني للبطالة غير مفصول عن إصلاح اتجاهات المنظومة التعليمية أي العودة إلى نظام الامتحانات بالشكل القديم، أي إعداد مهارات تستجيب لحاجيات سوق الشغل ». وأضاف ثابت « المشكلة أنه عندنا نظام تعليم يغرق البلاد بحاملي شواهد لا يستوعبهم السوق ولا يحتاجهم أصلا، إذ نحن في حاجة إلى حرفيين ومهارات في ميادين صناعية صاعدة مثل السيارات وصيانة الكمبيوتر وآلات التسخين والتبريد ». بعض المحللين السياسيين ورغم اعترافهم بضرورة مساعدة العاطلين عن العمل إلا أنهم غير متفائلين حول فعالية هذا الصندوق. وفي تصريح لمغاربية قال المحلل محمد عمار « صندوق للبطالة في مجتمع أكثره محال على البطالة لا ينفع في الوقت الحالي لأنه سيطرح تساؤلا حول الموارد المالية وهي التي تعانيها تونس حاليا ». وأضاف عمار « البلدان العربية لا يوجد بها صناديق للبطالة، وإن حصل في تونس ستكون هي البادرة الأولى من نوعها لأنه في الخليج هناك صناديق سيادية تستثمر للأجيال القادمة ومصادر [دخلها] هي النفط والغاز ». التونسيون العاديون لهم رؤى مختلفة عن صندوق البطالة يطبعها مزيج من الأمل والحذر. خالد الحناشي وهو في العشرينات من عمره ويسكن في العاصمة تساءل « هل هذا الصندوق سيرى النور؟ » مضيفا « سمعت بالخبر عن طريق الصحف ويبدو أن الأمور تؤخذ بجدية ». وصرح لمغاربية « آمل أن نحصل على دعم يقينا مذلة الاحتياج ويساعدنا على مواصلة البحث عن عمل ». أما سمير الحناشي العاطل عن العمل منذ تخرجه قبل أربع سنوات فإنه أقل تفاؤلا. وقال « لقد طرح الأمر قبل خمس أو ست سنوات ولكن مشروع الصندوق لم ير النور. أعتقد أنها بروبغندا لا غير سينساها الناس بعد أيام قليلة ». (المصدر: « مغاربية » (ألمانيا – ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 5 جانفي 2010) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2010/01/05/feature-02
 


 بسم الله الرحمان الرحيم  و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين 
 تونس في 05/01/2009  بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
الرسالة رقم 715
على موقع الانترنت

الوفاء لا يزول الوفاء لا ينتهي بوفاة الرمز و الزعيم بل هو وفاء دائم

 


  يوم الأحد 3 جانفي 2010 انتظم موكب فرق المناضل الكبير الحبيب بورقيبة الابن نجل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله بمنزل آل بورقيبة بساحة 3 أوت 1903 بمدينة المنستير مسقط راس الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة.   و صادف يوم فرق المغفور له إن شاء الله تاريخ يوم 3 جانفي ذكرى أول  اتصال مباشر شعبي اشرف عليه الزعيم الحبيب بورقيبة بقصر هلال  بدار بن عياد يوم 3 جانفي 1934 . و كان أول اتصال شعبي مباشر باحرار قصر هلال. و قد رفض المناضلون في البداية هذا اللقاء. و بعد حوار طويل اقتنع القوم و تم الاتفاق على عقد الاجتماع ليلا بعد الإفطار في شهر الصيام.. و كان الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة مرفوقا بالزعيم الطاهر صفر. وقبل الزعيم هذا الموعد و ذهب مع رفيق الدرب إلى المنستير لتناول الإفطار.   و قال الزعيم بورقيبة رحمه الله إن منع شربة الماء بقصر هلال كان ثمنها الاستقلال و السيادة. و هي من النوادر التي يذكرها للتاريخ. و عاد ليلا إلى قصر هلال و اجتمع بالقوم و شرح لهم بوضوح و صراحة أسباب الخلاف مع إخوانه أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري بزعامة المناضل عبد العزيز الثعالبي. و قدم لهم الحجج و البراهين الدامغة و أسباب الخلاف و الانشقاق مع اعضاء الحزب و تضامن رفاقه معه. و بعد حوار طويل استغرق 3 ساعات كاملة بدار عياد اقتنع القوم  و تحمسوا و هتفوا بحياة الحزب و تونس.. و رفعوا الزعيم الشاب على الأعناق في ليلة ليلاء في شتاء قارص.   و أدرك الزعيم بأنه موهوب من الله في الخطابة و الحكمة و الإقناع و كشف نفسه بنفسه و حمد الله على هذا التوفيق و الحكمة الإلاهية . و أصبح من ذلك اللقاء الأول و التاريخي العظيم – الذي حول مجرى التاريخ في تونس – أصبح يحبذ طريقة الاتصال المباشر و الخطابة بأسلوب مميز و هادف و مؤثر و مقنع.. و شرع في طريقة الاتصال المباشر.   و اثر الاجتماع الشعبي بأحرار الساحل بقصر هلال تم الاتفاق على عقد مؤتمر خارق للعادة بقصر هلال يوم 2 مارس 1934 . و فعلا حصل الاتفاق بالإجماع. و يوم 2 مارس 34 توافد أحرار الحزب و نواب المؤتمر إلى قصر هلال و تم عقد المؤتمر التاريخي الذي انتخب هيئة عليا للحزب أطلق عليها الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد برئاسة الدكتور محمود الماطري  و أسندت الكتابة العامة للحزب للزعيم الحبيب بورقيبة و الكاتب العام المساعد الطاهر صفر و أمين مال محمد بورقيبة و مساعد أمين مال الحزب البحري قيقة.   هذه القيادة الحزبية الشابة الجديدة كانت من النخبة المثقفة و من الشبان المتحمسين للقضية الوطنية. و كان هدف القيادة تحرير الوطن و بناء الدولة التونسية العصرية و انتخاب برلمان تونسي. و الحمد لله تحققت هذه الأهداف بفضل الله و بعزيمة و خطة العمل النضالي السياسي. و الفضل يعود إلى لقاء يوم 3 جانفي1934  بمدينة قصر هلال التي ما زالت إلى اليوم وفية صادقة على عهد الوفاء.. وعهد يوم 3 جانفي1934 ..  يوم التحول المبارك لتونس بفضل تفهم أحرار قصر هلال و حماسهم و مساندتهم و دعمهم لخطة الزعيم العملاق الحبيب بورقيبة.   و بعد حوالي 76 عاما يوما بيوم انتظم بمنزل آل بورقيبة بالمنستير موكب الفرق الثاني للمناضل الحبيب بورقيبة الابن نجل الزعيم العملاق الحبيب بورقيبة. و حضر عدد هام من مناضلي الولاية و في طليعتهم السادة محمد مزالي و محمد الصياح و احمد قلالة و محمد بن نصر و عبد الله بشير و محمد السخيري.. ووفود من معتمديات و بلديات الولاية  و مناضليها كبار القوم..   و كنت من بين الحاضرين قدمت من العاصمة لحضور موكب الفرق و مواساة أبنائي معز و مهدي نجلي المرحوم المغفور له إن شاء الله الحبيب بورقيبة الابن رحمه الله و أحفاده و أصهاره و أسرته الموسعة.   و قبل الوصول إلى منزل آل بورقيبة بساحة 3 أوت 1903 بالمنستير تجولت قليلا في وسط المدينة.. و مررت أمام  مقر لجنة التنسيق الحزبي بمدينة المنستير عسى أن أشاهد لافتة تبرز هذه الذكرى و تشير إلى موكب الفرق.. لم أشاهد إطلاقا ما يفيد أن هناك إشارة إلى هذه الذكرى و التي تصادف أول لقاء بأحرار الساحل يوم 3 جانفي 1934..   وعندما وصلت دار آل بورقيبة مسقط الزعيم الخالد عملاق التاريخ و جدت في طليعة المستقبلين السيدان محمد الصياح و احمد قلالة و نجلي المرحوم معز و مهدي بورقيبة و صهره قيس العويتي و جموع غفيرة من المناضلين كما أسلفت.. و لم ألاحظ حضور الأخ الكاتب العام للجنة التنسيق الحزبي بالجهة.. و أعضاء اللجنة و المسؤولين..   فقلت في نفسي لماذا هذا الغياب الملحوظ.. بينما سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بادر – يوم الإعلان عن وفاة المرحوم المناضل الحبيب بورقيبة الابن-  بادر بتوجيه برقية تعزية.. فيها خصال و مناقب و مسيرة الراحل العزيز.. و كلف الوزير الأول الأستاذ محمد الغنوشي و الأستاذ عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة الناطق الرسمي برئاسة الجمهورية بتمثيله في موكب الفرق بالمرسى.. و كلف الأستاذ محمد الغرياني الأمين العام للتجمع بتأبين الفقيد العزيز المغفور له الحبيب بورقيبة الابن رحمه ال..له تقديرا لنضاله.. ووفاء لروح الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله.   و لا أريد إضافة تعليق أخر و أقول إن الوفاء دائم و لا يزول بزوال و موت الزعيم أو نجله. و رحم الله من قال: الدنيا مع الواقف..   و لنتقي الله في رموزنا دون إن ندقق في الحسابات.       قال الله تعالى               إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة عند رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ. صدق الله العظيم             محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354

 

 الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 06  جانفي 2010

الأمن المصري يعتدي على قافلة  » شريان الحياة « 3..!

 


على إثر ما تناقلته الوكالات من أنباء عن اعتداء أعوان أمن النظام المصري على متضامنين من  قافلة  » شريان الحياة 3″ في ميناء العريش و اعتقال عدد منهم فإن الجمعية تعبر عن استنكارها لهذه الممارسات القمعية في حق مناضلين يعبرون عن ضمير الشعوب المساندة لصمود أهل غزة  و تطالب بالإفراج الفوري عن جميع من تم اعتقالهم في المشادات التي تمت احتجاجا على رفض التصريح بمرور ثلث القافلة لمعبر رفح ، كما تحمل الجمعية السلطات المصرية المسؤولية كاملة عن سلامة أعضاء القافلة حتى مغادرتهم الأراضي المصرية بعد زيارة غزة المحاصرة . علما بأن قافلة  » شريان الحياة 3 « مؤلفة من مئات  المتضامنين الذين جاؤوا من 17 دولة و قد قطعوا حوالي عشرة آلاف كم للوصول إلى القطاع ووضعت السلطات المصرية عراقيل عديدة أمامهم قبل السماح لهم بالعبور. عن الجمعية الهيئــة المديــرة

الهجرة غير الشرعية بين تركيا وأوروبا

توفيق المديني منذ سنوات عديدة تسيطر الهواجس الأمنية على أوروبا بسبب تدفق المهاجرين غير الشرعيين على سواحلها وحدودها. ويعتقد الأوروبيون أن أراضيهم، مع السواحل الاسبانية والإيطالية، إضافة إلى حدودهم مع تركيا، هي المناطق الأوروبية الأكثر عرضة لـ »اجتياح » المهاجرين غير الشرعيين القادمين من شمال أفريقيا وبلدان الشرق الأوسط. تركيا بحكم موقعها الجغرافي، وتفاعلها مع أزمات الشرق الأوسط المتعددة، تحولت إلى بوابة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حيث يتدفق المهاجرون إليها الفارين من آفات الحروب والصراعات الأهلية المنتشرة في كل من أفغانستان وباكستان والعراق، وحتى من القارة الافريقية، ولكل من هؤلاء أسبابه سواء منها السياسية أو الاقتصادية والإنسانية. ومن تركيا ينتقل المهاجرون السرّيون إلى اليونان، التي تحولت بدورها إلى أحد الطرق الرئيسة للدخول إلى فضاء شنغان: فقد اعتقلت السلطات اليونانية ما يقارب 150000 مهاجر غير شرعي في سنة 2008، جاء معظمهم من تركيا. وهذا ما جعل اليونان تنتقد النزعة التَسَاهُلِية لتركيا إزاء هؤلاء المهاجرين السرّيين، حيث تضع هذه الأخيرة المشكل في إطار أوسع، ألا وهو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وتواجه اليونان تدفقاً كبيراً من المهاجرين غير الشرعيين، الذين تعتبرهم المسؤولين الرئيسيين عن الاندفاعة الانتخابية القوية لليمين المتطرف، وعن العديد من الاعتداءات العنصرية ضد الأجانب. وبالمقابل ترفض تركيا أن تتحول إلى أكبر مخيم للاجئين في العالم حسب قول الوزير التركي المكلف بالشؤون الأوروبية، وهي ترّد بقوة على الضغوطات المتكررة التي تمارس عليها من اليونان والاتحاد الأوروبي، والتي في جوهرها يعتقد أن تركيا لا تكافح بصورة فعالة ضد الهجرة غير الشرعية. وتنتظر تركيا المزيد من الضمانات من جانب شركائها الأوروبيين حول المحادثات بشأن الإصلاحات المتعلقة بسياسة الهجرة، إذ تخشى أن تصبح منطقة انتظار جديدة على حدود الاتحاد الأوروبي، في ظل غياب الآفاق الجدية لانضمامها. كما أن السلطات التركية تخشى من أن يُحَوِّل مثل هذا الاتفاق تركيا إلى منطقة عازلة للمهاجرين غير الشرعيين، والمرفوضين من طالبي اللجوء السياسي إلى الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن التكلفة لهذه الإصلاحات العميقة ثقيلة جداً بالنسبة لتركيا، التي تتبرّم من تغيير سياستها المقيّدة جداً لمنح اللجوء السياسي، إذ إن الدولة التركية لا تمنح اللجوء السياسي إلا للمواطنين الأوروبيين. وهي ستكون مجبرة أيضاً على إعادة النظر كليا في نظامها لمنح التأشيرات، الذي يعتبر ليِّناً مع جيرانها، الأمر الذي سيلقي بآلاف الأجانب في حالة من عدم الشرعية القانونية، وهذا سيكون له آثار اقتصادية مدمرة. وتقول السلطات التركية أن أوروبا تريد أن تحملنا الإسقاطات المدمرة لسياستها المتعلقة بالهجرة. وتحول الصيف الماضي من جديد إلى موسم للكوارث الإنسانية الناجمة من الهجرات غير الشرعية عبر البحر المتوسط، وهذا ما جعل المجلس الأوروبي في اجتماعه الأخير يركز على هذا الموضوع. بيد أن احتلال موضوع الهجرة غير الشرعية جدول أعمال المجلس الأوروبي يتضمن ثلاثة أخطار، تتطلب والحالة هذه تجنبها. الخطر الأول ويتمثل في الرؤية السلبية لموجات المهاجرين، التي تُسَرِعُ من وتيرتها الأزمة الاقتصادية المالية والاقتصادية العالمية. وتقول أوروبا أنها بحاجة إلى الهجرة لكي تتجنب ما تعتبره الانهيار الديموغرافي الناجم عن شيخوخة السكان، والذي يهدد الاقتصادات وأنظمة الحماية الاجتماعية الأوروبية. أما الخطر الثاني فيتمثل في المزج بين الهجرة واللجوء، الذي أصبح أكبر بكثير من الطابع المركّب لموجات المهاجرين القادمة إلى أوروبا. فالمهاجر الاقتصادي ليس هو اللاجئ الهارب من بلاده، والمهدد بالتعذيب الناجم من الحروب أو القمع المسلط على الأقليات. وأخيرا الاعتقاد الناجم من أن إدارة موجات المهاجرين وطالبي اللجوء يمكن معالجتها في الإطار الوطني، من دون تنسيق وثيق على مستوى أوروبي. وقد أظهر تقرير نشره مكتب الإحصاءات الأوروبي (يوروستات) في بروكسل يوم 16 كانون الأول/ ديسمبر2009 أن عدد الرعايا الأجانب على أراضي مختلف دول الإتحاد الأوروبي يبلغ 30 مليون شخص أي ما يعادل 3،9%من مجمل عدد السكان. واشار التقرير إلى أن الرعايا القادمين من المغرب وتركيا يشكلون أكبر جاليات مهاجرة في أوروبا، حيث يبلغ عدد المهاجرين القادمين من دول خارج التكتل الموحد 19،5مليون نسمة، بينما يصل عدد الأوروبيين المقيمين في بلد غير بلدهم إلى 11،3 مليون شخص وتقدر نسبتهم بنحو2،3%من مجمل مواطني دول الإتحاد. وبقدر ما تنادي أوروبا بانتهاج سياسة تضامن حقيقية انطلاقا من قيم احترام حقوق الإنسان والتسامح والحرية التي تشكل أساس الاتحاد الأوروبي، بقدر ما تطالب بخوض معركة لا هوادة فيها ضد الهجرة غير الشرعية. وفضلا عن ذلك، تعتبر تركيا أنها ضحية المعايير المزدوجة التي يطبقها الاتحاد الأوروبي، من جراء رفعه التقييدات المتعلقة بحرية التنقل داخل منطقة شنغان، لنحو 10 ملايين من سكان صربيا ومقدونيا والجبل الأسود، وهي البلدان الثلاثة التي لا تزال في الطور الأول لمسار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وهي لم تدخل بعد مرحلة المفاوضات، بينما تفاوض أنقرة بروكسيل منذ شهور عديدة مسألة توقيع اتفاق حول تأشيرة دخول ألاف الأتراك إلى منطقة شنغان.    (المصدر:جريدة المستقبل(يومية -بيروت)- العدد 3530 – رأي و فكر – صفحة 19 بتاريخ 6 جانفي 2010 )  
 
 
 

في حوار مع « مركز الجزيرة للدراسات » برهان غليون: « وضع العرب أسوأ مما تقوله التقارير »

سنة تمضي بمرها وحلوها وأخرى تأتي بآمالها ومخبآتها، إنها حركة الزمن الدائبة، ولا شيء يمكن أن يكون خارج الزمن. كل كلام عن الزمن يؤدي بالضرورة إلى الكلام عن الوعي بهذا الزمن وبوجودنا في خضمه. وقد مرت أحداث على عالمنا العربي خلال السنة المنصرمة بعضها جلي وأغلبها ملتو وخفي، وهي تحتاج إلى وقفة الراصد والمحلل المتبصر والمفكر المتعمق. للوقوف على بعض المسارات العربية وفهم مستغلقاتها حاور مركز الجزيرة للدراسات المفكر العربي برهان غليون، مدير مركز الدراسات العربية والشرق المعاصر، وأستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة السوربون بباريس، للوقوف على بعض تصوراته الفكرية وتحليلاته الإستراتيجية حول جملة من مواضيع الساعة. المحور الأول: العرب وجيرانهم كيف تفسرون الحضور التركي المتنامي في المنطقة، بما في ذلك في الرقعة العربية؟ – تركيا اليوم دولة فاعلة والدولة الفاعلة تجذب غيرها تماما كما يجلب النجاح الشهرة والجاه. وهكذا بعد عزلة طويلة عن محيطها، دفعتها إلى الالتصاق بالكتلة الغربية، قبل أن تتحول إلى حليف إستراتيجي لإسرائيل، عادت تركيا إلى بيئتها الجيوسياسية الطبيعية وأخذت تلعب دورا متميزا في شؤونها السياسية والإستراتيجية والاقتصادية. والسبب الذي جعل منها دولة فاعلة تجذب إليها الدول المحيطة بها أو المحتاجة لمساعدة أو دعم خارجيين، العربية منها وغير العربية، أنها نجحت في حل مشاكلها الداخلية، الثقافية والسياسية، ونجحت في سياستها الاقتصادية. فتركيا تحصد اليوم ثمرة الجهود التي بذلتها في العقدين الماضيين لإرساء أسس الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، الصناعية والتقنية والعلمية، ومن وراء ذلك مصالحة تركيا مع تاريخها وثقافة شعبها وتراثه. هكذا نجحت في تجنب وتجاوز الحرب الأهلية المعلنة أو الكامنة التي عاشتها وتعيشها البلدان العربية، بين الإسلامية والعلمانية والتي تمزق الرأي العام وتشتت النخب الثقافية والسياسية وتحرم المجتمعات من تكوين أي إجماع وطني، أو حتى أغلبية سياسية يمكن من خلالها إقامة نظام سياسي مستقر قائم على أسس ثابتة من الشرعية الدستورية. وهذا ما أنتج أول تجربة سياسية فريدة في المنطقة أمكن فيها لحكومة إسلامية تعبر عن تيار الأغلبية الشعبية أن تستلم الحكم في إطار دولة علمانية، أو مع القبول بحيادية الدولة من الناحية العقدية والفلسفية، ومن دون الصراع معها أو تهديد نظامها. ولم يتحقق ذلك إلا بفضل التنازلات المتبادلة التي قبل بها طرفي الصراع. فقد قبلت النخبة العسكرية التي نصبت نفسها منذ قيام الجمهورية عام 1924 حارسا على السيادة الوطنية إلى التسليم بالأمر الواقع وقبول الشرعية الانتخابية، كما لم يتردد قادة حزب الرفاه الذي اصطدم بالعسكريين، في التراجع عن العديد من مواقفهم، بل في إعادة بناء الحزب الإسلامي على أسس ليبرالية جديدة، وتغيير اسمه للحفاظ على الخيار الديمقراطي والاستمرار في تطبيق برنامج العمل الوطني، بينما نادرا ما تجد بين الإسلاميين العرب إلى اليوم من لا يسخر من الديمقراطية ويسفه العلمانية ويكفر القائلين بها. وليس هناك شك أن وراء هذه التنازلات المشتركة التي عبرت عن نضج النخب التركية يكمن تطور مفهوم المصالح الوطنية التركية، لا من حيث هي تعزيز لوضع النخبة العسكرية وتأكيد هيمنتها، أي لا من حيث هي عنتريات سيادية شكلية ومظهرية، وإنما كبحث عن فرص تحسين شروط حياة الأتراك الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومثلما نجحت تركيا في إيجاد طريقها لتحقيق الديمقراطية وما تعنيه من استقرار سياسي مشجع على المشاركة وبذل الجهد والاستثمار، نجحت أيضا في تحقيق وتائر تنمية صناعية واقتصادية مرتفعة ومنتظمة منذ ما يقارب العقدين. فتحولت إلى قوة إقليمية فعلية، اقتصادية وسياسية، وازنة في بيئتها. ونجحت أخيرا في تلقف الفرصة التاريخية وملء الفراغ السياسي والاستراتيجي الذي نجم عن إخفاق القوى الإقليمية أو تراجع نفوذها، وفي طليعتها القوى الغربية التي أفقدها تخبطها في حروب العراق وموقفها في فلسطين صدقيتها، وضعف السياسة الخارجية الإيرانية وتفكك العالم العربي نتيجة إخفاقه في تحقيق أي شكل من أشكال التكتل الاقتصادي أو السياسي وتشتت شمل دوله وأقطاره ودخولها جميعا في أزمات سياسية واقتصادية وأحيانا شاملة جعلتها تلهي بمشاكلها الداخلية وتعزف عن أي مشاريع عمل إقليمية. هكذا بمقدار ما تبلور مشروع وطني تركي يتمحور حول السيادة والاستقلال والحفاظ على الديمقراطية وتعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو مشروع حداثة حقيقية، تطورت بموازاته سياسة إقليمية جديدة تهدف إلى خدمته. وبدأت أنقرة، التي كانت أعظم حليف إقليمي عسكري وسياسي لإسرائيل خلال عقود طويلة سابقة، تشعر بمسؤوليتها تجاه مشاكل المنطقة ونزاعاتها. فناهضت سياسات إدارة بوش العدوانية، واستفادت من علاقتها التقليدية بتل أبيب من أجل فك العزلة السورية والسعي إلى تحقيق تسوية تضمن عودة الجولان المحتل، وعبرت أكثر من مرة عن دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني واستعدادها للعب دور في أي تسوية سياسية. وأدانت الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة عام 2008. ولم يتردد وزير خارجيتها في زيارة غزة ثم في إلغاء أنقرة المناورات العسكرية المشتركة التي كانت تجري، مع الجيش الإسرائيلي، على حدود سورية الشمالية. ولا يترك زعماء تركيا العدالة والتنمية مناسبة من دون أن يظهروا اهتمامهم بمصير منطقتهم وحرصهم على المساعدة في بسط الاستقرار والسلام فيها. وهم يحققون بسبب ذلك مكاسب إستراتيجية واقتصادية وسياسية وثقافية متواصلة لا تحلم بها أي من الدول العربية الرئيسية. فتركيا تحصد اليوم ثمار عملها لأنها عملت أولا ولأنها تظهر بالملموس التزامها بمنطقتها ومقدرتها على حمل المسؤولية، أي قبول بعض المخاطر والتضحيات لصالح تحقيق الاستقرار في منطقتها ومحيطها، بينما لا تكف الأقطار العربية عن تمنين بعضها البعض أي جهد تبذله هذه أو تلك لدعم قضية من القضايا القومية. في مقابل هذا الصعود المتنامي للدور التركي يلاحظ تراجع مريع في الدور العربي بما في ذلك في مجاله الحيوي، فما السبب في ذلك؟ – هذه هي النتيجة الطبيعية أيضا لإخفاق العرب في إنجاز المهام الثلاث التي نجحت تركيا في أيجاد حل مناسب لها، ضمن لها الاستقرار والتقدم المضطرد والهامش الكبير من الاستقلال والمبادرة الخارجية. فبينما كانت تركيا تجرب وتطور سياسات جديدة تماما، داخل تركيا وتجاه المنطقة المحيطة بها، العربية وغير العربية، بقيت الأقطار العربية، وبلدانها المركزية في المقدمة، ندور في الحلقة المفرغة ذاتها، وتعجز عن الخروج من المآزق الفكرية والسياسية والاقتصادية التي وضعت نفسها فيها، وتهرب من متطلبات الإصلاح بإغلاق أشد لمنظومات الفكر وللنظم السياسية وللمبادرات الاقتصادية. وبالإضافة إلى الفخ الذي نصبناه لأنفسنا في الخمسينات والستينات حول الهوية القومية والهوية الوطنية والمفاضلة بينهما، وحول نمط الوحدة المطلوبة قومية مركزية أم اتحادات إقليمية، أدخلت النخب العربية المأزومة الرأي العام في فخ الاختيار بين الهوية الإسلامية والهوية العربية أو القطرية، وصار محور جهدنا موجه لتمييز الدولة الإسلامية عن الدولة العلمانية والعكس، أي للمماحكات النظرية والسياسية. ولا تزال النزاعات بين العلمانيين والإسلاميين تفتت، منذ أكثر من ثلاثة عقود، الجمهور العربي وتمنع من قيام أي إجماع وطني، أو أغلبية سياسية تسمح بإقامة نظام سياسي يحظى بالشرعية ويحسم نهائيا أزمة التداول على السلطة، أي الاتفاق على قاعدة واضحة، هي بالضرورة الديمقراطية. ولذلك بقي الحكم عندنا من حظ الأقوى والأكثر مقدرة على الغش والخداع والتفاهم مع القوى الخارجية. ولم يعد حتى الوصول إلى هذه القاعدة هو محور النقاش العربي في الشؤون السياسية وإنما أصبح في الأقطار العربية الجمهورية، والملكية أحيانا، يدور حول أحقية الأبناء في وراثة مناصب أبائهم وكيف يمكن الحيلولة دون تعميم نموذج ما أطلق عليه البعض اسم الجملكية، أي تحويل الجمهوريات إلى ملكيات وراثية. والحال أن نظمنا السياسية بدل أن تتقدم في اتجاه الديمقراطية كما حصل في تركيا تراجعت إلى نمط من السلطة السلطانية أو المملوكية التي لا تعنى لا بموضوع الشرعية ولا بالرد على حاجات تطور المجتمعات السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لقد همشت الدول العربية المركزية التي كان من الممكن أن تلعب دور استقطاب للدول الأصغر نفسها بمقدار ما راوحت في مكانها في القضايا المحورية، من قضية التنمية واستغلال فرص الاندماج الإقليمي، إلى قضية الديمقراطية وبناء إطار قانوني واضح لتداول السلطة وممارستها على جميع الأصعدة، إلى قضية التفاعل الايجابي مع حاجات محيطها وتقديم يد المساعدة للشعوب المنكوبة فيه، وفي مقدمها قضية الاحتلال للأراضي العربية، وتقرير مستقبل الشعب الفلسطيني. ويكفي في هذا المجال أن نقارن على سبيل المثال بين خيارات السياسة الخارجية التركية، وقد ذكرنا أهمها فوق، وخيارات مصر ما بعد الناصرية، وهي الدولة العربية الأكبر والأم، لنعرف أسباب التفاوت في دور البلدين. وربما كان المفتاح لفهم الفارق الحاسم بين هذه الخيارات موقف كل من البلدين من المساومة على سياسته الإقليمية. فبينما حرصت مصر، لقاء تنازلات مستمرة عن مسؤولياتها الإقليمية، وهذا مطلب رئيسي أمريكي إسرائيلي، وتقوقعها على حدودها ومصالحها القطرية، على ضمان استمرار المعونة المالية الأمريكية التي حصلت عليها ثمن توقيعها اتفاقات كمب ديفيد وفرطها التحالف العربي، وهي لا تتجاوز ملياري دولار، رفض البرلمان التركي عرض الولايات المتحدة مبلغ عشرة مليارات دولار للسماح لها باستخدام أراضيها في حربها ضد العراق عام 2003 ، من دون أن تستطيع واشنطن التأثير على أنقرة أو ثنيها عن قرارها. وكان هذا الرفض تأكيدا لإرادة الاستقلال التركي الذي سيكون رأسمال أنقرة الرئيسي في مبادراتها الإقليمية في السنوات القليلة الماضية التي شهدت تصاعد دورها ونفوذها. لكن حتى عندما رفضت أن تساوم على استقلال قرارها، لم يمنعها هذا الموقف من الاستمرار في طلب الاندماج في الاتحاد الأوروبي والتعامل الايجابي مع الغرب عموما وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. بينما نحن نخضع للأمريكيين والغربيين عموما ونشتمهم في الوقت نفسه فنخسر على الجبهتين. والواقع أن من الصعب فصلَ خيار أنقرة الاستقلالي والسيادي عن الخيارات الديمقراطية الداخلية للنخبة السياسية التركية على مختلف مشاربها. ليس هناك إذن أي سر في تراجع دور الدول العربية الرئيسية التي كان يعول عليها لإعادة بناء المنطقة العربية وإدماجها، مثل مصر والسعودية وسورية وغيرها، وانحسار نفوذها جميعا في المنطقة، ما خلا ما تحقق بالقوة والقهر، وفي المقابل تقدم تركيا وتنامي دورها في الشرق الأوسط والعالم العربي خاصة. فمعظم الدول العربية اختارت التفريط بالاستقلال والسيادة للحفاظ على دعم الولايات المتحدة وأوروبة لنظمها ا لسياسية أو لحق أبنائها في توريث السلطة، وأدارت ظهرها للديمقراطية في سبيل تأكيد استقرار خادع تساوي بينه وتخليد الوضع القائم بالقوة، لتنتهي إلى إرساء تقاليد شبه امبرطورية. وبدل العمل على توفير شروط الارتقاء بمستوى حياة السكان الثقافي والعلمي وتحسين شروط معيشتهم وإرساء أسس المجتمع الصناعي الحديث، قبلت النخب السائدة بسيطرة اقتصاد زبوني قائم على الاحتكار والمضاربة وتقاسم المنافع بين أقلية اجتماعية محدودة على حساب سعادة الأغلبية ومستقبل أبنائها، وهو نقيض مشروع الحداثة وعكسه. واختارت أخيرا، دعما لهذا المشروع السلطاني، سياسات سيادية مريضة لا تعني في الواقع سوى الانفصال عن محيطها العربي ورفض تحمل أي مسؤولية في ضمان مستقبل المنطقة ومستقبل أبنائها. ولا يزال التبرؤ من العروبة أو شتمها نغمة سائدة لدى أكثر من نخبة عربية سائدة تريد التنكر لالتزاماتها ومسؤوليتها والتفاهم من وراء ظهر الأقطار الأخرى لتحقيق مصالح آنية. والنتيجة لا تزال الشعوب العربية نعيش في أطر النظم ذاتها التي قامت في الستينات والتي عرفت درجات متفاوتة من الانحطاط والاهتلاك، بينما لم ننجح في تحقيق أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية أو علمية أو تقنية. كل قطر يعيش في أزمة داخلية تمنعه من التفكير في ما وراء مسائل حماية السلطة وتأمين ديمومتها وشحذ شوكتها في مواجهة المخاطر الحاضرة والقادمة معا، ولا أحد يفكر منها بشيء آخر. ما هي نظرتكم للعلاقات العربية الإيرانية؟ وهل إيران صديق يعتمد عليه أم أنها عدو يخشى منه؟ – إيران دولة أساسية في الشرق الأوسط، تتمتع بموارد مادية ومعنوية كبيرة، وتحظى بنخب سياسية أكثر نضجا والتزاما بالمصالح القومية من نظيراتها العربية. ومن الطبيعي أن تدفع بها الثورة الإسلامية التي وضعتها على طريق الاستقلال عن الهيمنة الأمريكية إلى الطموح إلى لعب دور متزايد في المنطقة. والمشكلة لا تكمن في نظري في وجود أجندة قومية إيرانية ولا في إرادة التوسع والنفوذ التي تحركها نحو البلاد المحيطة، وفي مقدمها نحو البطن الرخو الذي تمثله البلاد العربية التي أصبحت تفتقر إلى عمود فقري بسبب إخفاقها في إقامة أي شكل من أشكال الاتحاد أو التعاون المنتج في ما بينها. فهذا هو الأمر الطبيعي الذي يسم سلوك جميع الدول القومية. لكن بالرغم من ذلك كان من الممكن أن تكون إيران الإسلامية ظهيرا كبيرا للعرب في مقاومتهم للسياسات الاستعمارية وشبه الاستعمارية ومشاريع الاستيطان والتوسع الصهيونية. إلا أن مواقف إيران التي تصب في صالح العرب قد تحولت إلى وسيلة إضافية لتعميق الانقسام العربي بمقدار ما فشل العرب في فهمها والتعامل الإيجابي معها من وجهة نظر عربية. فبسبب افتقار العرب لأجندة قومية أو إقليمية، حتى في مواجهة عدوان الدولة الصهيونية وحروبها، ظهرت السياسة الإيرانية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني كما لو كانت وسيلة ضغط كبيرة على بعض الدول العربية اليائسة أو المنسحبة والمنكفئة على نفسها، بينما وجدت دول عربية أخرى في التحالف معها وسيلة لتعزيز موقفها تجاه نظيراتها العربيات وتحديهم والمزايدة عليهم. باختصار، إن سيطرة الانقسامات والحروب داخل الصف العربي وبين أقطاره وغياب أي أجندة قومية عربية مشتركة، لم يمنعا العرب فقط من الاستفادة من رصيد الدولة الإيرانية الذي صب في صالحهم بعد أن كان في حساب الدولة الصهيونية، وإنما حولا هذا الرصيد الايجابي ذاته إلى لغم يفخخ بشكل أكبر العلاقات العربية-العربية ويغذي الحروب الدائمة في ما بينها. وليست إيران هي المسؤولة عن ذلك إنما الدول العربية: المعتدلة التي صارت ترى في السياسات الإيرانية الجديدة إحراجا لها بعد تخليها عن فكرة المواجهة مع إسرائيل ومراهنتها الإستراتيجية على المفاوضات السياسية، والممانعة التي استخدمت الرصيد الإيراني لتزيد في أوراق ضغطها على البلاد العربية الأخرى لتحقيق مصالح سياسية ضيقة. وهذا ما عمق الشرخ القائم بين المحاور العربية وأراح إسرائيل وجعلها تتفرغ للقضاء على القضية الفلسطينية ومستقبل شعبها في ظل الحرب العربية العربية التي أصبحت العلاقات مع إيران أحد أهم محاورها وجبهاتها. هذا يعني: لن تصبح إيران وسياساتها المعادية لإسرائيل والغرب رصيدا للقضية الفلسطينية والعربية إلا عندما يتفاهم العرب على أجندة واحدة في القضايا الإقليمية ويكفوا جميعا عن استخدام إيران كفزاعة أو كقوة حليفة، في صراعاتهم الداخلية، الأهلية والمابين عربية. مكانة العرب في الكثير من التقارير المتعلقة بالتنمية الاقتصادية أو البحث العلمي متدنية إلى أقصى حد فهل تعطي هذه التقارير صورة دقيقة عن الأوضاع العربية أم أنها تميل إلى الانتقاء؟ وإن كان تشخيصها دقيقا فما سبب هذا الفشل العربي؟ – ليست التقارير مهما بلغت من الدقة تصويرا طبق الأصل للواقع، وليس هذا هو مطلوب منها. إنها تقدم مؤشرات مبنية على وقائع نسبية، لكن صادقة أيضا بمقدار ما يعتمد في رسمها على طرائق الرصد والملاحظة والتحليل العلمية. وفي اعتقادي أن الاتجاهات التي تدل عليها هذا التقارير وتبينها المؤشرات التي استخدمت فيها صحيحة وليست مبالغا فيها. بل إنا أعتقد أن وضع العالم العربي أسوأ مما تقوله التقارير، لأن الكثير من التقارير التي تهتم كثيرا بالأرقام الإحصائية تبقى على السطح ولا تستطيع أن تنفذ إلى الديناميكيات العميقة التي تعمل داخل المجتمعات. وفي نظري إن أزمة المجتمعات العربية تتجاوز حاصل جمع الأزمات الاقتصادية والسياسية والوطنية والفكرية، وتمتد في العمق إلى الأساس الذي تقوم عليه، أي إلى ما يجمع بين أفرادها ويحولهم من غبار أو ذرات متجاورة إلى عضوية حية ويجعل لهم قلبا وإرادة ووعي يسيرونهم ويوجهونهم ويوحدونهم فيصبح بإمكانهم عندئذ بلورة سياسات ووضع خطط للمستقبل ومواجهة التحديات وحل الأزمات والمشاركة في تقرير مصيرهم. هذه اللحمة أو الاسمنت الذي يجمع ذرات الأفراد بعضها إلى بعض ويؤلف منها مجتمعا حيا متضامنا ومتفاعلا وفاعلا، أي منتجا ومبدعا، تكاد تكون اليوم غير موجودة أو هي في طريق الانحلال نهائيا تاركة الأفراد من دون سند ولا رؤية ولا مقدرة على التوجه في الواقع والمستقبل. هذا يعني أن الأزمة سوف تستمر وتتفاقم، ومعها الأرقام والمؤشرات التي لا يستطيع التقرير رصد احتمالات نموها وزيادة سوئها. وأنا لا أعتقد أن هناك حلا في الأفق المنظور للفوضى الفكرية والعقدية التي تعيشها الشعوب العربية، ولا لنظام الحكم والإدارة المبني على القهر والإخضاع ومحو الشخصية، بما تعنيه من وعي وإرادة مستقلين، ولا لتجاوز اقتصاد رأسمالية المضاربة العائلية أو شبه المافيوية وهدر الموارد وتوزيعها على المحاسيب والأقارب، وما ينتجه من تدهور مضطرد في مستوى معيشة السكان وأسلوب حياتهم وقيمهم وأفكارهم وعقائدهم. وفي اعتقادي أيضا أن السبب الرئيسي لهذا الوضع الذي وصلت إليه المجتمعات العربية هو الانحطاط الرهيب الذي أصاب النخب الاجتماعية، والسائدة منها بشكل خاص، نتيجة عقود طويلة من سياسة العسف وتقييد الحريات والحجر على التفكير وتخريب العقول وحكم الشعوب بالتخويف والإرهاب، وإكراهها على الانكفاء على ما يشبه الأوكار التي حلت محل الأوطان. وهو ما ساهمت فيه قوى متعددة، عربية وأجنبية، كان لها ولا يزال مصلحة في تهميش الشعوب العربية وإخماد جذوة تفكيرها وكفاحها، وإعادتها، كما قيل أثناء الحرب الأمريكية العراقية، إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية. وليس ضمان وجود إسرائيل وتوسعها وتأمينها على نفسها ومستقبلها بعيدا عن هذا الذي جرى ولا يزال يجري. وقد حصل ما يشبه ذلك في المرحلة الأولى من تأسيس إسرائيل حيث كان غض النظر عن قيام إسرائيل واستيطانها هو الثمن الرئيس لتكريس النخب في مواقع الحكم وتأمينها على نفسها واستقرارها. لكن جميع ما ذكرت لا يغير من واقع أن المسؤولية السياسية في استمرار التدهور في شروط حياة المجتمعات العربية ومواقعها الإقليمية والدولية تقع قبل أي فرد آخر على النخب العربية الحاكمة. فهي التي تحافظ على الوضع القائم وتدافع عن إعادة إنتاجه وتقمع أي فكرة أو حركة تهدده أو تسعى لتغييره، ضمانا لمصالحها الخاصة وحماية لها. راهن النظام الرسمي العربي على ما أسماه بإستراتيجية السلام واليوم يقر بأن هذا الخيار قد وصل إلى مأزق على نحو ما صرح بذلك الأمين العام الجامعة العربية مرات عدة، فما هي الخيارات المتاحة أمامه اليوم؟ – هذا أحد التحديات التي يواجهها هذا الذي تسمونه نظاما وهو لم يعد كذلك، وإنما أصبح فوضى فالتة، ولا أحد فيه يشعر بمسؤولية عن شيء ولا بالتزام بقضية، أعني تحدي غياب أي اختيار آخر. فقد وضعت الحكومات العربية نفسها، منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 الذي قبلت فيه بتقديم تنازلات إستراتيجية ومبدئية، وأقرت فيه بأن حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 هي الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ولن يكون هناك حل للنزاع إلا بالمفاوضات، أقول وضعت نفسها في طريق ملغومة، إن لم يكن في فخ، وتركت لإسرائيل الحرية في أن تطبقه عليها. وهو ما لم تتردد هذه في فعله برفضها أي صيغة من صيغ السلام واستمرارها في عملية الاستيطان التي تكاد تقضي على أي أمل بإقامة دولة فلسطينية. ومن ينظر إلى الوراء في تاريخ العقود الماضية يرى حقيقة ما حصل وما سيحصل في المستقبل. فبينما تخلى العرب عن سلاح الحرب، أي في الواقع عن التهديد بالحرب، وهي وسيلة الضغط الوحيدة لتحقيق السلام، لم تكف إسرائيل عن شن الحروب في لبنان وفلسطين وكل قطر يتحدى إرادتها التوسعية. والنتيجة أن إسرائيل استفردت بحق شن الحرب بعد أن ألزمت العرب أو ألزموا أنفسهم بالتخلي عن سلاحهم، وأجبرت العرب على التفاوض من دون سلاح وتحت ضربات سلاح الخصم. إذن أمام هذا اللانظام، حيث كل يهرب بنفسه وينسحب من المسؤولية، ليس هناك خيارات. كما أن هذا اللانظام لا يبحث عنها أصلا. فهو مسلم بما يحصل ولا يهمه ماذا ستفعل إسرائيل في فلسطين. لقد أسقطها في نظري من الحساب واعتبرها منذ سنوات من جملة الخسائر والمفقودات. الخيارات لا توجد إلا بتجاوزه والخروج من الحرب العربية البينية والتقدم، كما فعلت البلدان المجاورة، نحو إعادة بناء الوطنية العربية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من إعادة اعتبار للفرد المواطن، وللدولة وللاقتصاد، ومن إحياء قيم المسؤولية السياسية والمدنية التي لا تقوم من دون احترامها والدفاع عنها جماعة مدنية وسياسية. المحور الثاني: الدولة والمقاومة تثير علاقة الدولة بالمقاومة الكثير من التساؤلات حول صلة المقاومة بالمساومة السياسية فهل هناك تناقض بين الأمرين؟ وأيهما الأقدر على القيام بالتزامات القضية الفلسطينية واستحقاقاتها أهو الطرف المقاوم أم الطرف المفاوض؟ – مأساتنا تنبع بالضبط من فصل حركة المقاومة عن بعدها السياسي وعملية المفاوضات السياسة عن المقاومة. فالمقاومة من دون أفق مفتوح للحل، وبالتالي لقبول تسويات ولو مرحلية، وهو ما يضمنه الاستعداد للتفاوض، تصبح من قبيل العبث والاقتتال من دون جدوى ولا نتيجة واضحة أو محتملة. والسياسة أو التفاوض السياسي من دون مقاومة حقيقية واستعداد للتضحية يتحول لا محالة إلى مساومة، ولا يستطيع أن ينتج إلا تنازلات بعد تنازلات. فالفصل بين المقاومة أو قطعها عن السياسة والسياسة المنزوعة من أي مقاومة لا تحرم كليهما من تحقيق أي نتائج فحسب، وهذا ما تعيشه القضية الفلسطينية منذ عقود، وإنما ينقل الحرب من جبهة العدو إلى الجبهة الداخلية. وهذا هو معنى النزاع الراهن والمستديم بين حماس وفتح أو بالأحرى ما يسمى السلطة الفلسطينية. كلاهما إذن عبث وطريق مسدود. وكلاهما متخلفان عن وعي الشاعر العربي المتنبي الذي أنشد منذ قرون: الرأي قبل شجاعة الشجعان ** هو أول وهي المحل الثاني والرأي يعني هنا السياسة أو الحكمة السياسية، وتعني الشجاعة الاستعداد للتضحية ولو بالنفس. وشعب فلسطين والشعوب العربية غنية بالاثنين معا، لكن ضيق صدر النخب وقصر نفسها وغياب بعد النظر، والخوف من الفشل واستبدال رد الفعل الآني بالفعل الطويل النفس والمتأني، والبحث عن الانتصارات الرمزية السريعة في إطار الصراع على السلطة ومن أجل البقاء في إطار حصار لا إنساني ومتوحش، كل ذلك أفقدنا جميعا البصيرة وجعلنا نرى ماءا قريبا حيث لا يوجد غير السراب. ما الرد المناسب على تكريس الهيمنة الأمريكية في المنطقة وسعيها إلى القضاء على أية مقاومة تقف أو يمكن أن تقف في وجهها، وما هي الخيارات المتاحة أمام العرب؟ – كدت أقول إن الهيمنة الأمريكية قد انتهت، أو هي في طريقها إلى الانتهاء بعد حرب العراق وأفغانستان والأزمة المالية الكبرى، لولا أنني خشيت أن يساء فهم هذا الكلام من قبل التفكير البسيط والمبسط. لكن إذا كانت هذه الهيمنة لا تزال موجودة فليس ذلك بسبب ما تتمتع به واشنطن من قوة قهر وردع وإقناع وإنما بسبب الطلب المحلي المتنامي عليها. فقد خسرت الولايات المتحدة معركة الهيمنة العالمية، بخسارتها معركة السيطرة الأحادية على الشرق الأوسط، وقبلت بأن تدخل شريكة للقوى الأخرى في إدارة شؤون المنطقة، بما في ذلك قوى إقليمية محلية. وهي تتخبط في أفغانستان ولا تعرف كيف تنسحب من دون إراقة ماء الوجه من العراق. وكما أنها لم تنجح في فرض إرادتها في بلد صغير كلبنان لنزع سلاح حزب الله، فشلت أيضا في حصار بلد فقير وضعيف ومحدود الموارد كسورية. ولم تستطع إدارة بوش المتهورة أن تفعل شيئا أمام رفض البرلمان التركي السماح لقواتها باستخدام الأراضي التركية، بالرغم من أن أنقرة عضو في حلف شمال الأطلسي. وها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي يتحدى الإدارة الأمريكية ويرفض الإذعان لضغوطها بشان تجميد الاستيطان، ولا تجد وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، مخرجا لهذا التحدي إلا في لحس تصريحات رئيسها وسحب شرط تجميد المستوطنات. أما في إيران فتجد واشنطن نفسها أمام لا خيار سوى التمديد في المفاوضات أملا في أن تقبل طهران مع الوقت بتسوية في مسالة إنتاج الطاقة النووية. كل هذا يدل على أن الهيمنة الأمريكية في مرحلة أفول وأفول سريع. والمشكلة أنه لا توجد عند العرب قوة، تتحلى بحد أدنى من الصدقية الإستراتيجية والسياسية والأخلاقية، يمكن أن تملأ الفراغ الذي يتركه أفولها. وهذا ما يفسر الصعود المستمر والسريع للنفوذ الإيراني ثم التركي في العالم العربي. وما تبقى لواشنطن من هيمنة يرجع الفضل الرئيسي فيه إلى إرادة النخب العربية. فمعظمها حتى لا نقول جميعها تشعر بأن كفالة أمريكا ضرورية لها اليوم أكثر من أي شيء آخر لضمان استقرار الأنظمة وأمنها، ولتزويدها، بسبب ما تعاني منه من اهتلاك وإفلاس شاملين، بحد أدنى من الصدقية السياسية والإستراتيجية في مواجهة الدول الصاعدة في المنطقة، وهي إيران وتركيا وإسرائيل. ونتيجة الكساح الذي فرض على نخبها، أصبح دعم الولايات المتحدة أيضا أمل أي معارضة محلية تتعرض لبطش الأنظمة وقهرها. هكذا صارت هيمنة واشنطن نتيجة أوضاعنا المريضة في البلاد العربية عنصرا أساسيا من عناصر توازن النظام في كل بلد عربي واستقراره. ولو لم توجد حقا لكان على العرب إيجادها، وهم يشترونها بأثمان باهظة أيضا. يكفي لإدراك ذلك مقارنة سلوك تركيا وإيران وإسرائيل وسلوك حكوماتنا تجاه واشنطن وتجاهنا نحن الشعوب العربية. والقصد أن المشكلة اليوم ليست في الهيمنة الأمريكية وإنما في النظم العربية التي تستدعي هذه الهيمنة وتطلبها، بمقدار ما أصبحت تفتقر، بسبب خياراتها السياسية والإستراتيجية الخاطئة منذ عقود، لأسباب الحياة الطبيعية والشرعية الدستورية. وإذا لم ننجح في معالجة أزمتنا العربية التاريخية، والخروج منها نحو آفاق جديدة، ستكون الفوضى هي الثمرة الوحيدة لإخفاقنا في بناء مجتمعاتنا، ولن يكون للاستقلال نفسه في هذه الحالة ولا للوطنية والقومية أي قمية ومعنى، وستتحول المقاومات والمساومات جميعا إلى استراتيجيات خاصة للصراع على السلطة والموارد في عالم عربي يفتقر لأي رؤية أو مشروع رؤية وطنية. المحور الثالث: العرب والغرب كيف ترون موازين القوى في المنطقة العربية اليوم بعد مأزق الاحتلال الأمريكي للعراق وبوادر إخفاق مماثل في أفغانستان؟ فهل نحن نشهد مقدمات تراجع دور القوة الأمريكية؟ – نعم نحن نشهد ذلك وهذا ما ذكرته للتو. لكن ليس لصالحنا بالضرورة. فتراجع الأمريكيين وانحسار نفوذ الغرب في بلادنا ومنطقتنا يستحث قوى أخرى، من خارج المنطقة وداخلها على ملء الفراغ والحلول محله، طالما أننا غير قادرين، بسبب ما وصفت من أوضاعنا حتى الآن، الإستراتيجية والسياسية والمعنوية، على الارتقاء إلى مستوى القوى الإقليمية المؤثرة، أي طالما لم نبلغ بعد سن الرشد في مواضيع السلطة والسيادة ونتحول إلى فاعل تاريخي. وإذا استمرت أوضاعنا على تدهورها، سوف نتحسر على الهيمنة الأمريكية لأن سياسات القوى الصاعدة تجاهنا لن تكون أرحم منها ولا أكثر رأفة بنا واحتراما لمصالحنا. هل باستطاعة أوباما أن يحقق سبقا لم يصدر عن رئيس أمريكي قبله فيما يتعلق بالسلام العربي الإسرائيلي أم أنها مجرد وعود انتخابية؟ – كان هذا أملا ضائعا. لقد أظهرت الوقائع أن النظام أقوى من الفرد، وإرادة أوباما لا تستطيع أن تتغلب على عطالة النظام والإدارة الأمريكيين، المتصلين اتصالا عميقا بقوى مؤيدة لإسرائيل وحريصة على أمنها وتوسعها. ونحن العرب لم نساعد أوباما، ولا ساعده الأوروبيون الذين أصبح موقفهم بعد وصول نيقولا سيركوزي للسلطة أكثر تأييدا لإسرائيل من الإدارة الأمريكية الجديدة. فلم يقف هؤلاء معه لبناء موقف صارم من حكومة نتنياهو. أما العرب فقد قدموا مبادرتهم العتيدة للسلام وكفى الله المؤمنين القتال. في هذه الحالة لا أرى مبررا كي تكون الإدارة الأمريكية ملكية أكثر من الملك. على العرب أولا أن يظهروا استعدادا لتغيير إستراتيجيتهم والعودة إلى منطق العلاقات الدولية الطبيعي، أي استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وقبول حد أدنى من المخاطر والتضحيات المحتملة، حتى يمكن ثني عزيمة إسرائيل وتحسيسها أن مبادرة السلام خطوة جدية، وأن لرفضها تكلفة على إسرائيل ومن يدعمها من الدول الغربية وغير الغربية أن يقدرها ويتحملها. وإلا فلا يمثل ما نقوم به خطة سلام ولا سياسة ولا إستراتيجية. كيف تنظرون إلى الشراكة المتوسطية (الأوروبية –الشرق أوسطية) ولصالح من هذه الشراكة: الأوروبيين ومعهم إسرائيل أم لصالح العرب؟ – ما قلته عن إيران يصلح أيضا لموضوع الشراكة الأوروبية المتوسطية. فأوروبة كإيران قوة مجاورة، ولا يمكن لنا أن نتجاهلها ولا يمكنها أن تتجاهلنا، خاصة في عصر الانفتاح العالمي الراهن. ومن الطبيعي أن تكون بيننا علاقات متعددة وأن تتبلور خطط طويلة المدى للتعاون الاقتصادي والاستراتيجي والسياسي. واتفاقيات الشراكة القائمة لا تصل إلى هذا المستوى الذي نطمح إليه. إنها كناية عن برنامج بسيط للمساعدات الاقتصادية يهدف إلى تحسين علاقات أوروبة بجوارها، وإذا أمكن الحصول على أداة للضغط على هذا الجوار، عندما تتطلب ذلك المصالح الأوروبية، خاصة في مسائل مثل الهجرة والتعاون الدولي وحقوق الإنسان. بيد أن أوروبة تدرك أنها لن تستطيع أن تشتري الدول العربية المتوسطية بمليارات محدودة، ولا أن تربطها بها، وأن لهذه الدول مصالح وإمكانية للتعامل مع تكتلات عالمية أخرى تخطب ودها، كالولايات المتحدة والصين وروسيا وغيرها من الدول الصاعدة. وكان بإمكان مثل هذه المساعدة الأوروبية أن تكون مفيدة لو أصبحت جزءا من مساعدات عالمية متعددة من جهة، وصبت في مجال عربي متفاهم ومتعاون من جهة ثانية وقادر على التصرف كطرف وفاعل دولي مدرك لمسؤولياتها من جهة ثانية. في الوضع العربي المتفسخ الراهن أخشى أن لا تكون حصيلة الشراكة الأوروبية المتوسطية سوى تشجيع الأنظمة على الاستمرار في المنهج السائد، وتأخير زمن استعادة الوعي العربي بضرورة تجاوز الوضعية المأساوية التي خلفتها نزاعات القرن الماضي، وإعطاء أوروبة ورقة ضغط مجانية للمشاركة في صوغ السياسات الإقليمية. المحور الرابع: العروبة والإسلام ذهبتم في بعض كتاباتكم إلى القول إن العرب اليوم يغتالون فكرة الدولة ويفرغونها من مضمونها، وهو أمر يهددنا بالعودة إلى القرون الوسطى، أو بولادة قرون وسطى جديدة. فلما ذا وصلنا إلى هذا المستوى؟ – نحن لم نعرف الدولة بالمعنى الحديث للكلمة لأننا عشنا قرونا طويلة في ظل سلطنة أو خلافة أو إمبراطورية، وهي التي تقدم لنا نموذج الجماعة السياسية. وهو نموذج فقير تقوم السلطة فيه على العنف والشوكة والرهبة وادعاء حماية الدين، وفي الغالب يتم فيه تداول السلطة من خلال الاستيلاء بالقوة العسكرية، حتى عندما يتعلق الأمر بنظم ملكية وراثية بسبب تنازع الأبناء والأحفاد وغياب التقاليد المؤسسية. ولا يساعد مثل هذا النموذج الذي لا يزال مزروعا في المخيال الجمعي عندنا، على تمثل معنى الدولة في العصر الحديث وقيم الاجتماع السياسي الوطني وأهدافه وغاياته. لذلك بدل أن يعمل استنبات النمط الحديث للدولة، بما يعنيه من مركزة السلطة واحتكار العنف وشعبنة السياسة أو تعميمها، على تعزيز فرص انعتاقنا وتحرير أفرادنا وتنمية ملكاتنا السياسية في المشاركة والمناظرة والإنضاج الجماعي للقرارات المتعلقة بالشأن العام، أقول بدل ذلك، تحولت الدولة إلى أكبر وسيلة استلاب لنا، وصارت القيد الرئيسي الذي يقف أمام طموحات مجتمعاتنا ونيلها حقوقها وحرياتها. فهي اليوم أداة القهر والتشليح والإذلال الجماعي عندنا، والصراع من حولها يمسخ جميع النشاطات المدنية الأخرى ويفرغها من قيمتها، ويجعل من رجل السلطة، لا من المنتجين والمبدعين والمضحين بعرقهم وجهدهم، الشخصية الرئيسية في حياتنا الفكرية والسياسية والاقتصادية، بمقدار ما يحول هذه الشخصية إلى شخصية أمنية، ويجعل من تطوير وسائل القمع والقهر والإرهاب والتخويف والتعذيب، محور نشاط الدولة ورجالها، حتى صار التحكم بالأفراد وتقييد حرياتهم وإخضاعهم لإرادة خارجية عنهم غاية حكمنا والمضمون الرئيسي لإداراتنا السياسية. ولن نخرج من هذا الوضع الذي هو عودة من نوع جديد لقيم القرون الوسطى حين كانت المجتمعات في خدمة الملوك والسلطان وتحت رحمتهم، وحياة الفرد لا تعني شيئا، وكل فرد يقف عاريا أمام رجل السلطة، من دون حماية سياسية أو قانونية، أقول، لن نخرج من هذا الوضع إلا عندما ننجح في السيطرة على هذه الآلة الوحشية، أي عندما نحول الدولة إلى دولة مجتمعها تخضع له وتستمد منه القوة والوجود والشرعية والتوجيه السياسي. وليس هناك طريق آخر لتأهيل الدولة وأنسنتها وقومنتها بالفعل سوى استيعاب مفهومها والتحكم بها والاندراج فيها وتغيير برنامج عملها. لكن حتى يتحقق ذلك ينبغي أن نتحول نحن أنفسنا، الخاضعين لتلاعب الدولة الراهنة وقهرها وإرهابها، إلى مجتمع وشعب يتحلى بقيم وأفكار ويخضع في علاقاته فيما بين أعضائه، إلى معايير ثابتة وواضحة، أخلاقية وإنسانية. هذا هو مصيرنا، وهو أيضا محتوى معركتنا الحقيقية للعقود القليلة القادمة. في بعض ما نشر لكم حول الهوية العربية تحللون مفهوما ربما يكون من ابتكاركم وهو « عروبة المستقبل » فهل للقارئ أن يعرف ما ذا تقصدون بهذا المصطلح؟ – عروبة المستقبل تعني أنه لا ينبغي علينا أن ننظر إلى مسالة العروبة، من حث هي هوية أو دعوة إلى الوحدة القومية، من منظار الماضي والتراث، وما تركه لنا الأجداد من وشائج قربى ناجزة، وإنما من منظار المستقبل، أي من منظار ما يمكن أن يقدمه لنا القول بهوية عربية ووحدة سياسية جامعة من أدوات ووسائل وأطر تفيدنا في مواجهة تحديات الحاضر المفتوح وضمان اندراجنا في التاريخ. فهي صحيحة بمقدار ما تساعدنا على العبور نحو المستقبل، وتحقيق حداثتنا المنتظرة، لا بدلالتها على الماضي ولا بما يمكنها أن تقدمه لنا للاحتفاظ بهذا الماضي أو استمرار الوفاء له أو الانتماء إليه. بهذا المعنى لا ينبغي أن ننظر إلى الدعوة العربية على أنها تكريسا لقرابة قائمة، ولا ينبغي أن تكون كذلك. ولا يشكل الاشتراك في التراث مبررا كافيا لتبني أي هوية أو وحدة سياسة. بل قد تكون القرابة، من دون مشروع للمستقبل، غير ذات قيمة ولا فائدة، وأحيانا مصدرا للمنازعات الدائمة على الزعامة والمواقع التمثيلية، كما يدل على ذلك واقعنا العربي اليوم. وقد أثبتت التجربة التاريخية، تجربتنا، أن دعوة العروبة القائمة على وحدة الثقافة والتراث لم تشفع لأحد ولا أوصلت العرب إلى أي مكان. بالمقابل يمكن للعروبة أن تكون قاطرة رئيسية لدفع المجتمعات العربية نحو التفاهم والتلاقي والتعاون والطموح إذا كانت دعوة مستقبلية وارتبط تحقيقها بتأكيد قيم ومبادئ وقواعد عمل إنسانية مرغوبة ومنشودة، وبالنجاح في الارتقاء بمشاركتنا في تقدم الحضارة وتعزيز حضورنا في التاريخ، تاريخ الأمم والشعوب، والعلم والثقافة والتقنية والصناعة. الواضح اليوم أن الدولة العربية تعاني أزمة مريعة إن على صعيد التنمية أو السياسية والثقافة، فضلا عن الانقسامات العرقية والطائفية التي باتت تعصف بها، فهل هذا ناتج عن فشل دولة التجزئة العربية، وهل هذا يطرح أولوية مشروع الوحدة العربية مجددا؟ – هذا ناتج كما ذكرت عن فشل الدولة نفسها وإفساد مفهومها وتحويلها إلى أداة للسيطرة الخاصة ولتحقيق مصالح آنية ضيقة أيضا، في كل قطر وعلى صعيد السياسة ما بين القطرية. ولا يرجع هذا الفشل إلى الدولة نفسها أو إلى نموذجها، وإنما إلى الذين استخدموا الدولة وقاموا بتسييرها وإدارتها، أي إلى نخبنا السياسية التي هي جزء من نخبنا الاجتماعية عموما. وفي اعتقادي أننا كنا ولا نزال مستهلكين ومستعجلين على قطف الثمار، ومفتقرين للنظرة التاريخية البعيدة، ولمعاني الحياة السياسية والمسؤولية العمومية. الدولة سيطرت علينا ومسخت مجتمعاتنا بسبب ما ميز هذه المجتمعات من فقر أخلاقي وضعف في الرصيد السياسي والاجتماعي، وبالتالي بسبب الافتقار للنخب القادرة على الارتقاء بسلوكها داخل الدولة إلى مستوى الفعل الأخلاقي والسياسية الوطني وتجاوز إغراءات المصالح الفردية والخصوصية والمحسوبيات البلدية التقليدية. والمثل الشعبي يقول الموس في يد الجبان يجرح. ذهبتم في بعض كتاباتكم إلى أن تاريخنا العربي يشكل ثقلا لا يمكن التحرر منه إلا في حالات الثورات الحماسية الكبرى التي تفجر الوعي الماضي، وتنشئ وعيا جديدا بالفعل. فلماذا علاقتنا بتاريخنا تبدو متأزمة إلى هذا الحد؟ ولماذا هذه الرغبة في تأسيس « القطيعة » مع الماضي؟ – ليس تاريخنا هو الذي يشكل ثقلا كبيرا علينا وإنما أي تاريخ. التاريخ يحد ذاته عطالة أو عامل عطالة، أي تثبيت واستمرار وضمانة لإعادة إنتاج النظم والأوضاع كما كانت. لذلك يحتاج التجديد في النظم والأفكار وأساليب العمل والإنتاج إلى قطيعة، أي إلى ابتعاد وانفصال، لهذا الحد أو ذاك، عن النماذج والقيم والأفكار وأساليب العمل الموروثة والشائعة والمتبعة، وإلا لن يكون هناك أي جديد. والتجرؤ على القطيعة مع الماضي تحتاج إلى قوة معنوية وأخلاقية ونفسية كبيرة، ومقدرة على مواجهة المخاطر وتحمل المسؤوليات، ومواجهة روح المحافظة الطبيعية وعدوان المحافظين. ولا تتحقق هذه الإمكانية على مستوى الجماعات إلا في فترات حماس استثنائية، كما يبرز ذلك تاريخ النبوة وتاريخ الفتوح المدهشة التي قادها رجال لم يخرجوا من صحرائهم أو من مدنهم الصحراوية، فصاروا فاتحين متميزين وملوكا معظمين. لكن القطيعة لا تحصل مع التاريخ ولا ضده وإنما تحصل داخل التاريخ، وتبقى لذلك محتفظة بعناصر أساسية فيه. ففكر الإسلام شكل قطيعة مع فكر الجاهلية، لكنه استخدم الشعوب نفسها والشخصيات نفسها وأماكن العبادة نفسها وأعاد تأويلها وتفسيرها وتحميلها بالمعاني والقيم والأفكار والدعوات الجديدة. وفكر النهضة العربية الحديثة مثل قطيعة مع الفكر العربي والإسلامي السائد في القرن التاسع عشر، لكنه لم يقطع مع التاريخ العربي وإنما استعاده في صيغة أخرى. فاكتشف مفكرين وفلاسفة وأدباء كانوا قد نسوا، وفي مقدمهم ابن خلدون الذي كرس رائدا لعلم الاجتماع العالمي، وابن رشد وغيره من الفلاسفة والمتكلمين الذين عرفوا بمنزعهم العقلي، بالإضافة إلى كتاب ألف ليلة وليلة الذي لن يمل العالم الحديث من ترجمته والتأمل فيه. القطيعة داخل التاريخ لا تعني القطيعة مع التراث ولا مع الماضي، فالماضي يبقى، لكنه يتحول إلى تاريخ ماض نهائيا، أو يدخل في بناء التاريخ الحديث. وقديما قيل من لا قديم له ليس له جديد، والعكس صحيح. _______________ أجرى الحوار سيدي أحمد ولد أحمد سالم من مركز الجزيرة للدراسات (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – محجوب في تونس) بتاريخ جانفي 2010)  

القاهرة: وزراء خارجية «الاتحاد المتوسطي» يحسمون إطلاق الأمانة العامة في برشلونة

 


القاهرة – «الحياة» عقد وزراء خارجية الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، مصر وفرنسا، بجانب إسبانيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وكل من الأردن وتونس (عن الضفة الجنوبية للمتوسط)، بعد ظهر أمس اجتماعاً في القاهرة بحثوا في قضايا يجب حسمها قبل إطلاق عمل الأمانة العامة للاتحاد المتوسطي. وصرّح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن الاجتماع بحث مسألة ترشيح الأمين العام للاتحاد قبل إطلاق عمل الأمانة من مدينة برشلونة الإسبانية، إضافة إلى بحث القضايا التي ستطرح على القمة الثانية لدول الاتحاد المتوسطي التي ستعقد في حزيران (يونيو) المقبل في إسبانيا في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي. كما بحث الوزراء في النظام الأساسي لأمانة الاتحاد من أجل المتوسط والتوافق حول اعتماد ترشيح المرشح الأردني من قبل دول جنوب المتوسط أحمد المساعدة، وهو سفير الأردن في بروكسيل. واعتبر مصدر ديبلوماسي هذا الاجتماع «سابقة يُعتد بها في المستقبل، وتقوم بمقتضاها الرئاسة المصرية – الفرنسية المشتركة باعتمادها كـ «آلية» لحسم وتسوية أية خلافات تظهر في شأن إقرار أسلوب العمل داخل الاتحاد». وكان وزير الخارجية أحمد ابو الغيط عقد في البدء لقاءً ثنائياً مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، ثم بدأ الاجتماع الموسع الذي حضره كل من أحمد أبو الغيط ووزير خارجية فرنسا برنار كوشنير ووزير خارجية اسبانيا موراتينوس ووزير خارجية تونس عبدالوهاب عبدالله ووزير خارجية الأردن ناصر جودة. ثم أقام أبو الغيط مأدبة عشاء استكمل فيه الوزراء نقاشاتهم، ثم عُقد بعد ذلك لقاء ثنائي بين أبو الغيط وكوشنير. (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 6 جانفي 2010)
 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.