الخميس، 6 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2662 du 06.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان:إقتحام المكاتب وتخريبها..استراتيجية أمنية ثابتة موقع الحوار.نت :السلطات التونسية تحفظ قضية المستيري!!! هيومان رايتس ووتش:الولايات المتحدة: يجب ألا يتم إرسال معتقلي غوانتنامو إلى بلدانهم حيث التعذيب والإساءة حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة إلكترونيّة عدد: 23 سليم بوخذير: زيادات في الأسعار عشيّة رمضان و العودة المدرسية:هل تعِي الحكومة ما جنته علينا؟  يو بي أي:87 منظمة أهلية تونسية تدين استمرار احتجاز بحارة تونسيين في إيطاليا وكالة الصحافة الفرنسية:ارتفاع نسبة التضخم في تونس الى 4,5 في المئة خلال 2006 صحيفة « الراية » :صحيفة تنتقد مشاركة تونسيين في فيلم مع ممثل إسرائيلي صحيفة « الجريدة »:قضية التطبيع الى الواجهة بعد أزمة هاني شاكر وعمرو واكد جريدة « الصباح » :اجتمـاع مجلـس الوزراء: ربط منظومتي التربية والتكوين ربطا هيكليا وتحقيق التكامل بينهما… جريدة « الصباح » :لأول مرة:فائض في الميزان الغذائي لتونس مع فرنسا برهان بسيّس :على هامش الانتخابات المغربية د. محمد الهاشمي الحامدي:رسالة مفتوحة للأخ برهان بسيس: عن الإسلاميين والديمقراطية في تونس مرسل الكسيبي: هل المساواة بين التطرف والاعتدال عنوان سماحة وطنية ؟! عامر عياد:بين الاستقالة والاهتمام بالشأن ةالعام محمد العروسي الهاني:الصراحة والمصداقة هما شرطان متلازمان و الإصغاء إلى مشاغل المواطنين من أوكد الواجبات والنظام الجمهوري مستمد من الشعب الهادي بريك: كيف تبر أكرم ضيف نزل بساحتك؟الحلقة الثالثة. جمال الدين أحمد الفرحاوي:مسافات النوى
صحيفة « القبس » :فرض الرقابة على شبكة الإنترنت:الحكومات في مواجهة المعارضين إلكترونيا صحيفة « القدس العربي » :المعارضة الاسلامية في المغرب -لن تحظر الخمور أو لباس البحر . لكنها ستحث المواطنين علي حياة أكثر التزاما بالدين صحيفة « القدس العربي » :الوزير يزيد زرهوني يؤكد رفض اعتماد حزب اسلامي علي أنقاض الجبهة الاسلامية مادام وزيرا للداخلية د. بشير موسي نافع :حملة دعائية لإعادة إنشاء المشروع العراقي

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


إقتحام المكاتب وتخريبها..استراتيجية أمنية ثابتة

 
4/9/2007 في سياق استراتيجية أمنية ثابتة لأجهزة الأمن التونسية ومستمرة منذ تأسيس البرنامج العربي وظهوره علي الساحة الحقوقية العربية في بدايات عام 1997،ومفادها:اقتحام مكاتب نشطاء حقوق الإنسان في تونس وتدميرها والعبث بمحتوياتها،وإحراق السيارات فضلا عن الإعتداء علي النشطاء بالضرب والركل في الطرقات العامة،تم اقتحام مكتب الناشط الحقوقي التونسي الأستاذ /العياشي الهمامي رئيس فرع تونس للرابطة التونسية لحقوق الإنسان فجر الجمعة 31أغسطس الماضي والعبث بمحتوياته قبل إشعال النار فيها ،مما حدا به إلي اتهام السلطات الأمنية بارتكاب هذه الواقعة علي خلفية تعرضه للملاحقة الأمنية المستمرة،فضلا عن الهدف الأساسي والرئيسي من جراء هذا الإعتداء وهو منعه من إعداد التقرير الخاص حول استقلال السلطة القضائية في تونس والذي كانت توجد مسوداته ووثائقه في مكتبه. إن البرنامج العربي إذ يرجح قيام أجهزة الأمن التونسية بهذا الإعتداء فإنه يسترجع من ذاكرته ما جري لنشطاء آخرين مثل:عمر المستيري والمنصف المرزوقي وغيرهم، ويؤكد أن مثل هذا المسلك يعد مخالفا لكافة المواثيق الدولية ذات الصلة ،خاصة الحق في الملكية وحرمتها وصونها بموجب المادة 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،كما يخالف الحق في الخصوصية والأمن الشخصي ،فضلا عن مصادرة مسبقة لحرية الرأي والتعبير، بالمخالفة أيضا لأحكام الدستور التونسي. إن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان إذ يؤكد علي تضامنه الكامل واللامحدود مع الناشط التونسي /العياشي الهمامي وكافة النشطاء التونسيين،فإنه يطالب السلطات التونسية بضرورة وقف تلك الإعتداءات الخارجة عن إطار القانون والتي تنتهك الحقوق والحريات الأساسية ،ويلاحظ أنها في معظمها موجه ضد النشطاء الحقوقيين،الأمر الذي يخالف الأحكام المنصوص عليها في الإعلان العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار وتضامنا مع الأستاذ العياشي الهمامي والنشطاء الآخرين يزمع البرنامج العربي تنظيم حملة دولية وعربية لتفعيل الإعلان العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان،علي أن تبدأ هذه الحملة اعتبارا من سبتمبر الجاري حتي سبتمبر من عام 2008. الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

 


الولايات المتحدة: يجب ألا يتم إرسال معتقلي غوانتنامو إلى بلدانهم حيث التعذيب والإساءة

« الضمانات الدبلوماسية » تثبت مجدداً أنها غير كافية »

 
(واشنطن، 5 سبتمبر/أيلول 2007) – قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته اليوم إن السلطات التونسية قد أساءت معاملة اثنين من معتقلي غوانتانامو السابقين ممن أعيدوا إلى تونس في يونيو/حزيران الماضي على الرغم من تعهد تونس للحكومة الأميركية بمعاملتهم بطريقة إنسانية. وتحتجز الحكومة التونسية كل من عبد الله الحاجي بن عمور ولطفي الأغا في السجن، وقالت هيومن رايتس ووتش إن الرجلين قد أخبرا من زارهما أن الأمور على غاية السوء وأنهما يفضلان لو أنهما في غوانتانمو.  وقالت جنيفر داسكال، كبيرة مستشاري مكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش: « إغلاق معتقل غوانتانمو يقدم للولايات المتحدة فرصة مثلى لمساعدتها في إعادة بناء مرجعيتها الأخلاقية ونواياها الطيبة على المستوى الدولي، وعلى واشنطن ألا تضيع هذه الفرصة بإعادة المعتقلين قسراً إلى بلدانهم المعروفة بسجلها في التعذيب وسوء المعاملة ».  ويصف التقرير الذي جاء في 42 صفحة، بعنوان « عودٌ غير حميد: دراسات حالة لتونسيين عائدين من غوانتانامو »، تجربة تونسيين تمت إعادتهما إلى بلدهما منذ أكثر من 11 أسبوعاً ويدعو الولايات المتحدة إلى إرساء إجراء يتم بموجبه إشعار المعتقلين بترحيلهم مسبقاً، ويسمح لهم بفرصة الاعتراض عليه أمام محكمة فيدرالية إذا كان ثمة مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو سوء المعاملة بعد عودتهم.  ولا يزال هناك عشرة معتقلين تونسيين في غوانتانامو، ثمانية منهم على الأقل صدرت ضدهم أحكام جزائية غيابية في تونس.  وفي 18 يونيو/حزيران الماضي، قامت السلطات الأميركية بترحيل كل من الحاجي، 51 عاماً ولديه ثمانية أبناء، والأغا، 38 عاماً من قرية نائية جنوب تونس، من غوانتانامو إلى تونس وسلمتهما إلى أجهزة الأمن التونسية. وكان هؤلاء أول من تم ترحيلهما إلى بلدهم من أصل المعتقلين التونسيين الاثني عشر في غوانتانامو. وكانت الولايات المتحدة قد احتجزت الرجلين لمدة 5 سنوات تقريباً دون توجيه أية تهم إليهما.  وخلال الأسبوع الأخير من يوليو/تموز، سافر اثنين من باحثي هيومن رايتس ووتش إلى تونس للتحقيق في مصير هذين الرجلين. ورغم أن السلطات رفضت طلب الباحثين للقاء المعتقلين، إلا أنهما تحدثا إلى محاميهما وأفراد أسرتيهما الذين كانوا قد زاروهما في السجن.  وأخبر الحاجي محاميه أنه قضى اليومين الأولين بعد عودته إلى تونس في وزارة الداخلية، حيث قام عناصر الأمن التونسي بصفعه وتهديده باغتصاب زوجته وبناته، وإيقاظه بعنف كلما حاول النوم، وأجبروه على التوقيع على ورقة لم يتمكن من قراءتها لأنه كان بحاجة إلى نظارة جديدة. وبعد توقيعه على هذا الاعتراف، قدمته السلطات التونسية إلى المحكمة العسكرية التي كانت قد حكمت عليه غيابياً في عام 1995 بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي أجنبي في الخارج.  وقضى الأسابيع الستة التالية في الحبس الإنفرادي في غرفة تدعى « القبر ». وفي أوائل أغسطس/آب، تم نقل الحاجي إلى زنزانة مخصصة للسجناء على ذمة قضايا تتبع القضاء الطبيعي، حيث يُنتظر إعادة محاكمته في 26 سبتمبر/أيلول القادم. وقال لمحاميه إن الأميركيين لم يخبروه أبداً بشأن الحكم عليه غيابياً، وبأنه لو علم بذلك، لكان رفض إعادته إلى بلده.  أما الأغا، الذي لم يتم توكيل أي محامي عنه في غوانتانامو، والتقى بمحامي للمرة الأولى في 9 أغسطس/آب في تونس، أي بعد أكثر من سبعة أسابيع على إعادته إلى تونس، فقد تم احتجازه في البداية، مثله مثل الحاجي، في وزارة الداخلية. وقال الأغا فيما بعد لمحاميه إن الشرطة هددته بتعذيبه لكنها لم يتعرض لإساءات جسدية.  وقدمت الشرطة الأغا إلى قاضي التحقيق، الذي استجوبه دون حضور محامي. وأوصى القاضي بتقديمه إلى المحكمة وتجديد حبسه ريثما تتم محاكمته، حيث تم احتجازه في الحبس الإنفرادي لأكثر من ستة أسابيع. ومن ثم جرى نقله إلى زنزانة السجناء على ذمة قضايا تتبع القضاء الطبيعي في 7 أغسطس/آب الماضي.  وقالت سارة ليا ويتسون، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: « الخارجية الأميركية كانت واضحة تماماً في تقريرها عن حقوق الإنسان بشأن استمرار التعذيب والمحاكمات غير العادلة في تونس »، وتابعت قائلة: « هل تعتقد الحكومة الأميركية فعلاً أن ’الضمانات الدبلوماسية‘ تصمد أمام هذه الممارسات الراسخة؟ »  وتقول الولايات المتحدة إن بإمكانها تجنيب المحتجزين خطر التعذيب بالحصول على ما يعرف بـ « الضمانات الدبلوماسية » – أو الوعود بالمعاملة الإنسانية – من البلد الذي يستقبل الشخص المُحتجز. وقال روبرت ف. غوديك، السفير الأميركي في تونس لـ هيومن رايتس ووتش إن الضمانات التونسية « محددة وتتمتع بالمصداقية، ونحن نقوم بمتابعة هذه الضمانات ». إلا أن السفير غوديك لم يقل، أو لا يستطيع أن يقول، ما الذي وعدت به تونس بالضبط بخصوص الحاجي والأغا، وما إذا كانت تونس قد احترمت وعودها، أو ما الذي تفعله الولايات المتحدة بشأن المتابعة.  وقالت جنيفر داسكال: « تجربة التونسيين الذين تمت إعادتهما تبين، مجدداً لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد على ’الضمانات الدبلوماسية‘ لتجاوز المخاوف المشروعة من التعذيب والإساءة ».  خلفية  تقول الولايات المتحدة إن هناك 150 من أصل 355 معتقلاً في غوانتانامو مؤهلين الآن للإفراج عنهم. وتدعو هيومن رايتس ووتش الحكومة الأميركية على إشعار المعتقلين مسبقاً بأي قرار منتظر بترحيلهم، ومنحهم حق الاعتراض على الترحيل، بما في ذلك الطعن في مصداقية أية « ضمانات دبلوماسية » أمام محكمة فيدرالية. وينبغي أن يتضمن هذا الإشعار أية معلومات مهمة تمكن المًُحتجز من اتخاذ قراره عن إطلاع، بما في ذلك أية معلومات عن الإدانات الغيابية السابقة.  وبينما تتوقع هيومن رايتس ووتش أن الغالبية العظمى من المعتقلين لن تعترض على ترحيلهم إلى بلدانهم، إلا أن هذه العملية تؤسس لنوع من الحماية الضرورية لأولئك الذين قد يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في حال إعادتهم إلى ديارهم.  ومن أصل 355 معتقلاً ما زالوا محتجزين في غوانتانامو، هناك 48 شخصاً من جنسيات جزائرية، وصينية، وليبية، وتونسية وأُزبكية، وجميعها دول معروفة بسجلها في التعذيب، وقد أبلغوا محاميهم أنهم متخوفون جداً من تعرضهم للتعذيب والإساءات الأخرى لدرجة أنهم لا يرغبون في العودة إلى أوطانهم. وهناك تسعة آخرون، إما لم يتم تمثيلهم أو لم يجتمع بهم محاميهم أبداً، ويتحدرون من بلدان « هناك خطر من تعرضهم للتعذيب فيها »، وقد يكون لديهم مخاوف مشروعة من إعادتهم إلى أوطانهم، كما أن هناك من يتخوفون من ذلك لظروف شخصية. واتفاقية مناهضة التعذيب، التي وقعت عليها الولايات المتحدة، تحظر إعادة أي شخص إلى دولة أخرى حيث « تتوفر لديها أسباب حقيقية تدعو للاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب ».  وقد اعترفت الإدارة الأميركية في بعض الحالات بأن مخاوف المعتقلين مشروعة، كما هو الحال بالنسبة للصينيين من اليوغور، وتبحث بشكل نشط عن بديل لهم في دول أخرى. إلا أن عملية إيجاد دولة ترغب بإيواء هؤلاء المعتقلين، ناهيك عن كونها الحل المناسب، حقيقةً ليس بالأمر السهل.  ومن الواضح بالنتيجة أن الحكومة الأميركية تميل شيئاً فشيئاً إلى اللجوء إلى « الضمانات الدبلوماسية » من البلد الأم للمعتقل كوسيلة للتخفيف من مخاطر سوء المعاملة. ويشير بحث هيومن رايتس ووتش بخصوص مثل هذه الضمانات بقوة إلى أنها لا تقدم حماية فعالة من التعذيب وسوء المعاملة. ويذكر تقرير لـ هيومن رايتس ووتش صدر في مارس/آذار 2007 تحت عنوان « خاتم غوانتانامو » أن معتقلين سابقين في غوانتانامو أعيدوا إلى وطنهم روسيا عام 2004 قد تعرضوا للتعذيب وأشكال سوء المعاملة الأخرى، رغم أن موسكو تعهدت للحكومة الأمريكية بمعاملتهم معاملةً إنسانية. (انظر: http://www.hrw.org/reports/2007/russia0307).  وقد قيل إن الولايات المتحدة تتفاوض بشأن هذه الضمانات، إضافة إلى تونس، مع الجزائر، التي لا يزال لها 26 معتقلاً في غوانتانامو، وليبيا، ولها تسعة معتقلين، وكلا البلدين معروفين بسجلهما في التعذيب.  للاطلاع على تقرير هيومن رايتس ووتش « عودٌ غير حميد: دراسات حالة لتونسيين عائدين من غوانتانامو » يرجى زيارة: http://hrw.org/reports/2007/tunisia0907  وللاستماع إلى مقابلة مع خبراء هيومن رايتس ووتش حول كيفية إغلاق سجن غوانتانامو، يرجى زيارة:  http://hrw.org/audio/2007/english/tunisia09/tunisia09.htm  لمزيد من المعلومات حول تقارير هيومن رايتس ووتش عن « الضمانات الدبلوماسية »، يرجى زيارة:  http://www.hrw.org/doc/?t=da (المصدر: موقع منظمة هيومان رايتس ووتش بتاريخ 5 سبتمبر 2007) الرابط: http://hrw.org/arabic/docs/2007/09/05/tunisi16796.htm


السلطات التونسية تحفظ قضية المستيري!!!

 
علم الحوار نت أن القضية المرفوعة ضد المناضل الحقوقي السيد عمر المستيري والتي أوردنا أخبارا سابقة عنها، قد حفظت وأوقف القاضي (محرز بوقة) التتبع ضده بعد أن طالب المدعي السيد محمد بكار سحب القضية. وقد علمنا أن السيد عمر المستيري تعرض إلى معاملة سيئة يوم أمس الثلاثاء  4 سبتمبر 2007 بمطار تونس قرطاج خلال مغادرته إلى ألمانيا حيث يقيم وزوجته السيدة سهام بن سدرين مما تسبب في تأخير انطلاق الطائرة بنصف ساعة عن موعدها وقد حُجزت من السيد عمر المستيري بعض الأوراق والملفات الحقوقية والوثائق الخاصة بما في ذلك ملف القضية المذكورة أعلاه. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 5 سبتمبر 2007)

 

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة إلكترونيّة عدد: 23 بتاريخ 6 سبتمبر (ايلول) 2007

 
« لا بديل للغرب غير شنّ الحرب ضدّ الدول التي تساعد الإرهاب, مثلما فعلت ذلك الدول المتحضّرة منذ القرن 19 ضدّ الكيانات التي تعتاش من القرصنة البحريّة وقطع الطرق. إنّ إزالة الإستعمار خطأ فادح وعمل إجرامي دموي. يجب على الأمم المتحدة أن تعيد العمل بنظام الإنتداب وتسلطه على أفغانستان والعراق والسودان وسوريا وليبيا وإيران… ما الردّ على الإرهاب؟ الإستعمار »  بول جونسون « وول ستريت جرنال » السبت 6 أكتوبر 2001  تونس- إضرابات: اضرب عمّال « المعامل الآلية بالساحل »(قطاع عمومي في حالة خصخصة) يوم 29-08-07 للمطالبة بتمكينهم من الراحة السنوية خالصة الأجر لسنة 2006 والمنحة السنوية (الأجر الثالث عشر) وإسناد السلم العمودي وتسوية الوضعيّة الماليّة للصندوق الإجتماعي. موقع « الشعب » – اسبوعية نقابية. نقابة: قرّرت وزارة التربية والتكوين إحالة النقابي بالتعليم الثانوي بمدينة المنستير الأستاذ « بشير الصكلي » على مجلس التأديب, بدعوى « التطاول على الوزارة والتشكيك في إنجازاتها… » على خلفية نشاطاته النقابية. لقي المدرٌس المستهدف من هذا الإجراء التعسفي, تضامنا من قبل زملائه في المدينة ومن النقابة العامة للتعليم الثانوي ومن قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل, حسب ما جاء في بيان صادر عن أساتذة « المنستير ».  « الشعب » 01-09-07  تونس-حريّات: تعرّض مكتب الأستاذ « العياشي الهمامي » المحامي المدافع عن حقوق الإنسان والحريات الديموقراطية, إلى عملية حرق, صباح يوم الجمعة 31 أوت. أصدر حزب العمل الوطني الديموقراطي بيانا تضامنيا مع الأستاذ العياشي يمكن مطالعته على موقعه. تونس-فلاحة:يتوقع أن يبلغ إنتاج زيت الزيتون 170 ألف طن هذا العام مقابل معدّل 145 ألف طن للسنوات العشر الأخيرة, وتمّ تصدير أكثر من 113 ألف طن إلى غاية شهر ماي بقيمة 346 مليون دولار. تعتمد أكثر من 500 ألف أسرة تونسية على صناعة زيت الزيتون . رويترز 29-08-07 تونس- سياحة: توقّع وزير السياحة أن تتجاوز مداخيل السياحة 2,3 مليار دولار سنة2007 (2,17 مليار دولار لكامل سنة 2006)، بناء على ما بلغته لغاية 20 أغسطس-أوت أي 1,4 مليار دولار. يشغل قطاع السياحة 360 ألف أجير وبلغ عدد السائحين 6,5 مليون سنة 2006 منهم مليونان من ليبيا والجزائر. رويترز 29-08-07 تونس-تطبيع: شارك وفد تونسي في « منتدى الشباب الدولي » بشرم الشيخ (مصر) من 2 إلى 4 أيلول-سبتمبر إلى جانب وفد صهيوني دعته اللجنة المنظمة « حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام » رغم الجدل والإحتجاجات التي أثارتها دعوة الوفد الصهيوني. قال شباب من تونس أنهم شاركوا عديد المرات في ندوات ومنتديات إلى جانب وفود صهيونية ولا يرون حرجا في ذلك. عن صحيفة « المصري اليوم » 02-09-07 . من جهة أخرى شاركت صحيفة يومية تونسية  بالتبني والترويج لمشروع يرعاه شمعون بيريز للزجّ بالأطفال العرب في عملية التطبيع, مما أثار جدلا واسعا في تونس. تونس-أمريكا: وفد رابع من الكنغرس يزور تونس خلال أقلّ من 3 أشهر ويجري محادثات مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية « للبحث في آفاق تطوير العلاقات وبعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك »… سبق أن زار تونس في الشهرين الماضيين وفدان عسكريان امريكيان. « الحياة » 30-08-07 تونس-الجزائر: بدأت يوم 26-08-07 مناورات عسكرية مشتركة قبالة سواحل مدينة عنابة الجزائرية والتقى على إثرها وزير الدفاع التونسي مع قائد القوات البرية للجيش الجزائري « لدعم التعاون العسكري في مجالات التكوين والتدريب وتبادل الخبرات » رويترز 04-09-07 الجزائر: نشرت الصحف الجزائرية الصادرة يوم السبت 1 أيلول-سبتمبر إعلانا عن مناقصة لخصخصة 13 مؤسسة عمومية في قطاعات الصناعة الإلكترونية والسباكة (المعادن) والأشغال العمومية (بناء, جسور, طرقات) وشركة « اتصالات الجزائر »… تأتي هذه الخطوة في إطار الإلتزام باتفاقيات الشراكة مع الإتحاد الأروبي، ويشرف على عملية الخصخصة بنك الأعمال الأسباني « ستاندارد انفاستمانت أس.أي » المغرب: تجري الإنتخابات التشريعية يوم 7 سبتمبر في أجواء مشحونة بقمع الصحافيين ومناضلي اليسار والنقابيين ونشطاء المجتمع المدني. دعا حزب « النهج الديموقراطي » إلى المقاطعة لعدم توفر الشروط الضرورية لضمان نزاهتها قانونا وعملا، ونظم تظاهرة احتجاجية يوم 01-09-07 لحرمانه من حقّ التعبير في وسائل الإعلام, بينما قرر « حزب الطليعة الديموقراطي الإشتراكي » المشاركة ضمن تحالف مجموعات يسارية. تشارك في الإنتخابات 1870 لائحة قدمها 33 حزبا إضافة إلى 13 مرشح « مستقل » و26 لائحة وطنية خاصة بالنساء. يضمّ البرلمان 325 مقعد. فلسطين 1948 : أقدمت قوات الإحتلال الصهيوني على هدم كافة المنازل بقرية « طويل أبو جرول » في النقب بعد أن فشلت عمليات ترحيلهم عن أراضيهم (11 مرة في ظرف سنتين) واعتقلت 4 شبان وامرأة حاولوا التصدي لعمليات الهدم. يبلغ عدد سكان النقب حوالي 160 ألف نسمة يعيشون في مدينة « رهط » وست بلدات معترف بها, و45 قرية غير معترف بها, رغم تواجدها قبل الإحتلال. العراق المحتل: جاء في تقرير رسمي أمريكي أنه يجب انتظار عام 2015 لتلبية الطلب الداخلي من النفط والكهرباء بدعوى أن تكاليف إصلاح التجهيزات تتطلب أكثر من 50 مليار دولار(بسبب الحصار ثم استهدافها من قبل المقاومة)، وقرّرت الحكومة المنصّبة خصخصة قطاع النفط والمطارات والموانئ ومصنع البتروكمياويات لفائدة شركات احتكارية أمريكية وبريطانية. عن « واشنطن بوست » 02-09-07 . منذ الإحتلال يزور العراق سنويا نحو 250 « اسرائيلي » من رجال الأعمال الذين يعملون لحساب شركات صنع وبيع الأسلحة, يدخلون العراق بجوازات تحمل جنسيات أخرى وتحت غطاء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أو كصحافيين. « هآرتس » 02-09-07 مصر- الإحتجاجات العمالية: قام العمال خلال شهر آب-أغسطس ب 16 اعتصام و5 تظاهرات و4 إضرابات مطالبين بخلاص الأجور والحوافز المتأخرة وبدلات العمل وتثبيت العمالة المؤقتة والتراجع في النقل التعسفية.. تمّ رصد 19 اعتصام و7 مظاهرات و3 إضرابات في شهر أبريل و13 اعتصام و4 إضرابات وتظاهرتين في مايو.عن »مركز أولاد الأرض » الأردن: تظاهر مزارعون أردنيون في مناسبتين(بين 29-08 و02-09) قرب عمّان احتجاجا على خفض الدعم لعلف الماعز والخراف, واعتصم قرابة الألف من مربي الماشية ومئات العاملين باليوم أمام وزارة الزراعة والديوان الملكي، وتدخّلت الشرطة بعنف. ينخفض الدعم من 225  مليون دولار سنويا إلى 73 مليون دولار. عن « ميدل إيست أون لاين » اليمن: أطلقت الشرطة النار على متظاهرين بمدينة « المكلاٌ » (محافظة حضرموت- شرق اليمن) فقتلت ما لا يقلّ عن إثنين وجرحت ما لا يقلّ عن 10 واوقفت 9 وكان المتظاهرون يطالبون بوضع حدّ لغلاء أسعار المواد الأساسية الضرورية, ونظمت أحزاب المعارضة في الأسابيع الأخيرة عدّة مظاهرات لنفس الأسباب. متوسط الدخل العائلي (وليس الفردي) الشهري لا يزيد عن 150 دولار ونسبة البطالة تناهز 35 بالمائة. عن « رويترز » 02-09-07  الكونغو (كنشاسا): أضرب العاملون المحليون في « بعثة المحافظة على السلام » التابعة للأمم المتحدة للمطالبة برفع الأجور المجمدة منذ 6 سنوات. تستخدم الأمم المتحدة 2000 أجير محلي بصفة قارّة إضافة إلى عدّة مئات من العاملين باليوم ويتقاضون 8 دولارات في اليوم, ولا يتمتعون بالتغطية الإجتماعية والصحية ولا تحتسب لهم الساعات الإضافية وأيام العطل والأعياد. حاصرت القوات الأممية العمال ورفضت التفاوض. وكالة الصحافة الفرنسية « أ.ف.ب. » 23-08-07 « أفريكوم » أو « القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة لأفريقيا »: مناورات عسكرية في مالي تحت اسم « فلينتلوك 2007 » من 22 أوت إلى 9 سبتمبر تحت إشراف أمريكي مباشر ب 350 عسكري في إطار « الشراكة العابرة للصحراء ضد الإرهاب ». البلدان المشاركة: أمريكا-مالي-الجزائر-تشاد-موريطانيا-المغرب-النيجر-نيجيريا-السنغال-تونس-بركينا فاسو-فرنسا-هولندا-بريطانيا. سبق أن جرت مناورات مماثلة في 2000 و2005. من المقرّر أن يدخل مشروع « أفريكوم » حيز التنفيد في سبتمبر 2008 بعد تركيز قواعد عسكرية أمريكية حول الصحراء. صحيفة « لانديبندان »-مالي- 28-08-07 سويسرا: باعت سويسرا 31 مصفّحة عسكرية للجيش الروماني المتواجد بالعراق وأفغانستان بقيمة 62 مليون فرنك سويسري مما أثار احتجاج 100 ألف سويسري أمضوا على عريضة لمنع تصدير السلاح. صدرت سويسرا سلاحا بقيمة 400 مليون فرنك سويسري سنة 2006 . موقع « سويس انفو » 31-08-07 الصين: قال مسؤولون صينيون في مجال التخطيط ان 287 مدينة يقطنها 500 مليون و15 ألف نسمة ليس بها منشآت للصرف الصحي منها مدن بها أكثر من نصف مليون نسمة. الصين هي رابع قوة اقتصادية في العالم. رويترز 31-08-07 . (المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 6 سبتمبر 20079)

 
موقع حزب العمل الوطني الديمقراطي: http://www.hezbelamal.org

 


 

زيادات في الأسعار عشيّة رمضان و العودة المدرسية

هل تعِي الحكومة ما جنته علينا؟

 
* سليم بوخذير            أقدمت الحكومة مؤخّرا على الزيادة مرّة أخرى في عديد المواد الأساسيّة آخرها الحليب و مشتقاته بتاريخ 23 أوت الماضي ، فيما شملت قبل ذلك الزيادات مواد أساسيّة أخرى في مثل أهمّية الحليب إن لم نقل تفوقه أهمية ، منها الزيادات في الحبوب ومُشتقّاتها وفي مقدّمتها الخُبز وما أدراك ما الخُبر الذي أمْسى منذ عقود مادّة مقدّسة لدى التونسيين . وفي إتّصال بهذه الزيادات التي شملت مواد أساسية أخرى منها السكّر، كانت أشهر الصيف عرفت إرتفاعا في أسعار عديد أنواع الغلال و إرتفاعات في أسعار اللحوم البيضاء التي صارت تشكّل منذ سنوات بديلا لدى الفئات المتوسطة في تونس للّحوم الحمراء ذات الأسعار المُلتهبة دائما فضلا عن الزيادات الماضية في تعريفات النقل بين المدن ، بينما كان الربيع الماضي سجّل زيادات مُتكرّرة في أسعارالمحروقات . و قد جاءت الزيادات الأخيرة التي مرّت على ذكرها صحافة الحكومة مُرور الكرام في صفحاتها الداخلية ، أياما قليلة فقط قبل موعديْن هامّين يتوجّس منهما في العادة ربّ العائلة في تونس خِيفة أن تخونه مقدرته الشرائية فلا يكون في مستوى متطلّباتهما الكبيرة ، ونعني موعديْ العودة المدرسية والجامعيّة من ناحية و قدوم شهر رمضان من الناحية المُقابلة ، الأمر الذي يُترجم حجم العناء الذي سيُجّشمه تكرّر هذه الزيادات المُباغتة لكاهل الغالبية الغالبة من التونسيين وما سيزيده من توريط لميزانية غالبية العائلات في مُنعطف العجز. فلا شكّ أنّ هذه الزيادات زادت من تذمّر التونسيين من حجم هذا الشطط العام في أسعار كلّ شيء في تونس ، تماما مثلما إمتعضوا من حجم البرود و حالة عدم الإكتراث وشبه التكتّم التي تعامل بها الإعلام الحكومي مع موضوع هذه الزيادات ، حيث أعلن عنها كالعادة في الصفحات الخفيّة لصُحفه و بإقتضاب شديد مقدّما إيّاها -كما عهدناه- على أنّها « تعديلات » وغير مُتجرّئ على تسميتها بزيادات مثلما يفترض الحال، ممّا يعكس حالة « الخجل » التي تنتاب هذا الإعلام المأمُور من إعلان زيادات هو أوّل العارفين أنّها غير مُناسبة للطاقة الشرائية للتونسيين التي إنحدرت في السنوات الأخيرة إلى الدرك الأسفل من الإنهيار بسبب الخيارات غير السليمة للحكومة . ولا ينسجم بتاتا حديث صحافة الحكومة عن « تعديلات » في الأسعار بإقتضاب مبالغ فيه ، مع حديثها المتكرّر كلّما سنحت الفرصة و بالبُنطات العريضة عن « النموّ الإقتصادي الكبير » وعن « المُعجزة الإقتصادية » التي تحقّقت للتونسيين في « عهد التحوّل المبارك ». ذلك أنّه لا مرودية ل »نموّ إقتصادي » يجلب الوبال لمواطنيه فتشتعل في ظلّه النيران في الأسعار بين الفينة والأخرى فيما تنام أحلام الزيادات المنطقية في الأجور في صُدور الحالمين بها فلا يتحقّق منها إلاّ القليل القليل وفي مُناسبات تُعدّ على الأصابع على مدى عقديْن من الزمن . و في الواقع لقد عكست هذا الإنحدار المتواصل في المقدرة الشرائية للتونسيين في ظلّ هذا التلاحق القياسي للزيادات في الأسعار ولسرعة السلحفاة التي تتخذها الحكومة في المُقابل في الرفع في الأجور ، حالة هذا التنامي المهول في السنوات الأخيرة لنسبة التداين لدى التونسيين والذي لا يُنكر أيّ رجل إقتصاد عاقل أنّه دليل جليّ على ما بلغه عجز ميزانية غالبية العائلات التونسية من تفاقم في السنوات الماضية ، ممّا يُشكّل مؤشّرا غير مطمئن على مصير لا الطبقة الضعيفة فقط في تونس ، بل وأيضا الطبقة المتوسّطة معها بإعتبارها فقدت هي الأخرى -بسبب هذا الإختلال المُتراكم في مُوازنة الأسعار مع الأجور- ، معالم مقدرتها الشرائية المُعتدلة منذ زمن وصارت هي بدورها طبقة عاجزة عن توفير المُتطلّبات الدنيا للعيش . و مازاد الطين بلّة لدى العائلات التونسية إنسدادا آفاق التشغيل لأبنائهم و إرتماء غالبيتهم في براثن البطالة لسنوات ، وهو ما يُترجم لامحالة حالة أزمة إجتماعية في تونس بدأت تتفاقم معالمها في ظلّ السياسات الخاطئة للحكومة التي للأسف مازالت تُمعن في عدم إكتراثها بعواقب كلّ ذلك على مستقبل البلاد القريب قبل البعيد، و هو مؤشر سلبيّ آخر لا يبعث على الإطمئنان .


 

87 منظمة أهلية تونسية تدين استمرار احتجاز بحارة تونسيين في إيطاليا

 
تونس / 6 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: استنكر عدد من المنظمات والجمعيات غير الحكومية التونسية بشدة استمرار احتجاز سبعة بحارة تونسيين في إيطاليا منذ الثامن من شهر آب/أغسطس الماضي بتهمة « باطلة » هي تهريب مهاجرين غير شرعيين. ووصفت 87 منظمة وجمعية أهلية تونسية في بيان وزّع مساء اليوم الخميس بتونس محاكمة البحارة التونسيين بهذه التهمة الباطلة بأنها « غير عادلة »، لأن جرمهم الوحيد هو إنقاذ 44 شخصا من جنسيات مختلفة كانوا على وشك الغرق في عرض البحر غير بعيد عن جزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية. وطالبت في بيانها السلطات الإيطالية بوقف ما أسمته « محاكمة العار »، وإطلاق سراح البحارة التونسيين فورا، لاسيما وأنهم تصرفوا وفق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، باعتبار أن إنقاذ أشخاص مهددين بالغرق ليس جريمة وإنما هو واجب أخلاقي وقانوني. ودعت بالمقابل المنظمات والجمعيات غير الحكومية الدولية والأوروبية وخاصة منها الإيطالية، والبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية إلى التدخل لتمكين البحارة التونسيين من حقوقهم، وبالتالي وقف هذا الاعتقال غير العادل الذي يعد سابقة خطيرة . وكان القضاء الإيطالي رفض الإفراج عن البحارة التونسيين، وحدد العشرين من الشهر الجاري كموعد لمحاكمتهم، فيما بدأت أصداء قضية هؤلاء البحارة تتردد داخل أروقة البرلمان الأوروبي الذي قرر مناقشتها خلال جلسة المقرر عقدها في 26 الشهر الجاري، بوصفها « قضية أساسية تأتي في إطار النقاش الذي يجريه البرلمان حول مسألة الهجرة ». كما أثارت هذه القضية موجة احتجاجات في أوساط المنظمات غير الحكومية، حيث استنكرت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ما وصفته « عقاب التضامن »، وشددت على أنه « لا يجوز إنزال العقوبة بأي شخص قام بعمل إنساني تضامني مع آخرين في وقت شدة ». يشار إلى أن السلطات الإيطالية تتهم البحارة التونسيين السبعة بتهريب المهاجرين غير الشرعيين، بينما ينفي البحارة التهمة ويؤكدون أن جرمهم الوحيد هو إنقاذ 44 شخصا من جنسيات مختلفة بينهم نساء وأطفال كانوا على وشك الغرق في عرض البحر. وتؤكد الشهادات أن ما قام به هؤلاء البحارة هو عمل إنساني بحت، حيث اعترف عدد من المهاجرين غير الشرعيين الناجين أمام القضاء الإيطالي بأن البحارة التونسيين ليسوا مهربين بل أنقذوهم من الغرق بعد إبلاغ السلطات التونسية والإيطالية.
 

البنك الأفريقي للتنمية يقرض المغرب45 مليون يورو

تونس / 6 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: منح البنك الأفريقي للتنمية قرضا للمغرب بقيمة 45 مليون يورو، لمساعدة الجهود الحكومة المغربية الرامية إلى تطوير شبكة الطرقات في المناطق الريفية. وقال البنك الأفريقي، الذي يتّخذ من تونس مقرا موقتا له، في بيان وزّعه مساء اليوم الخميس، إن القرض سيخصص لتمويل المرحلة الثانية من برنامج يستهدف تعبيد وتهيئة نحو 686 كيلومترا من الطرقات وسط المغرب. وأشار إلى أنه بهذا التمويل الجديد، يرفع إجمالي عدد العمليات المالية التي نفّذها البنك الأفريقي للتنمية في المغرب إلى 84 عملية منذ العام 1970، بقيمة 3.18 مليار يورو.


صحيفة تنتقد مشاركة تونسيين في فيلم مع ممثل إسرائيلي

 
تونس (ا ف ب) : انتقدت صحيفة تونسية بشدة مشاركة ممثلين تونسيين في فيلم عن الرئيس العراقي صدام حسين أمام فنان إسرائيلي، واعتبرت صحيفة « الوحدة » الناطقة باسم حزب الوحدة الشعبية تهافت بعض ممثلينا وفنانينا علي اقتناص مثل هذه الفرص في أعمال أجنبية كثيرا ما يجهلون محتوياتها أو يتجاهلون توجهاتها ومصادر تمويلها، ضربا من الاستقالة والحياد عن الدور الحقيقي للفنان كمدافع عن موقفه وكمعبر عن هوية مجتمع بأسره » مشددة علي أن المشاركة في هذا العمل « شكل من أشكال التطبيع الثقافي. ويشارك خمسة ممثلين تونسيين من بينهم هشام رستم ومحمد علي النهدي ووليد النهدي في عمل تلفزيوني بعنوان بين النهرين يصور حاليا في تونس للمخرج الانكليزي اليكس هولمز،وتدور أحداث الفيلم حول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعدم مطلع هذا العام،ويؤدي الممثل الإسرائيلي يغال ناؤور دور صدام حسين في هذا العمل وتجسد الممثلة الأميركية من اصل ايراني شهيرة اغداسلو دورة ساجدة زوجته في حين يضطلع المصري عمرو واكد بدور زوج أحد بناته والمغربي سعيد دغمائي بدور برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام والفلسطيني مكرم الخوري بدور طارق عزيز،والفيلم من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والقناة التلفزيونية الأمريكية « اتش بي أو بالاشتراك مع شركة سندباد للإنتاج الفني للتونسي معز كمون. (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)


قضية التطبيع الى الواجهة بعد أزمة هاني شاكر وعمرو واكد

 
القاهرة – أحمد حسني مرة أخرى تطفو قضايا التطبيع مع اسرائيل على السطح عقب اشتراك الفنان عمرو واكد في فيلم أميركي بريطاني يؤدي بطولته ممثل إسرائيلي ويتناول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. كما تورط الفنان هاني شاكر بالمشاركة في مهرجان جرش الذي استعانت رئيسته لبنى الفار بشركة إسرائيلية لتنظيمه ولولا الاتهامات التى تبادلها هاني والفار لما اتضحت الحقيقة، ما يجعلنا نتساءل حول مدى معرفة نجومنا بحقيقة تورطهم فى اشكالية التطبيع مع اسرائيل رغم القرار الصادر عن اتحاد النقابات الفنية بحظر التعامل ثقافياً أو فنياً. وهل حدث ذلك «سهوا» أم «عمدا»؟ «العالمية ولو بممثل إسرائيلي». هكذا وردت تصريحات الفنان عمرو واكد في بداية الأزمة التي أثارت ولا تزال كثيراً من التساؤلات حول ماهية التطبيع وجدواه ، ما اضطر واكد الى التراجع عنها مؤكدا جهله بجنسية بطل الفيلم قبل تعاقده فعلياً ويعني ذلك استحالة تراجعه الآن، مشيراً إلى أن الفيلم لا يحمل عداءً تجاه العرب، بل على العكس من ذلك، يدين سياسة أميركا والدور الذي تلعبه ولا تزال في العراق. تراجع عمرو لم يشفع به لدى نقابة المهن التمثيلية التي أحالته على التحقيق وفقاً لما صرح به د. أشرف زكي رئيس النقابة وإن كان أرجأ مثول عمرو أمام جهات التحقيق فور عودته من تونس حيث يصوّر دوره في الفيلم. وأكد زكي أن لا تهاون في قرار التطبيع ولو ثبتت إدانة واكد فسيتم فعلياً شطبه من نقابه الممثلين في مصر، الأمر الذي يهدد مستقبله الفني. في جانب آخر، كشفت الاتهامات المتبادلة بين لبنى الفار، رئيسة مهرجان جرش الذي بدأ فعالياته في 25 يوليو/ تموز الفائت وشارك فيه عدد كبير من الفنانين العرب، والفنان هاني شاكر حول ضعف مستوى المهرجان، عن أزمة تطبيع أخرى قد تضع الفنان هاني شاكر في موقف لايحسد عليه. فبينما أرجعت الفار سبب مقاطعة الجمهور لحفلته الى أن « الجمهور لم يعد يرغب فى حضور الحفلات الطربية»، جاء بيان الفنان هاني شاكر محملاً إياها مسؤولية فشل الحفلات بسبب تعاقد ادارة المهرجان مع شركة إسرائيلية (الجسر الذهبي) لتنظيم المهرجان، ما يفسر سر مقاطعة الجماهير للحفلات، غير أن شاكر وخوفاً من اتهامه بالتطبيع أوضح في بيان آخر أن شركة «الجسر الذهبي» ليست إسرائيلية بل أردنية ومتعاقدة مع شركة فلسطينية موجودة في الأراضي المحتلة لبيع البطاقات لعرب 48 وتعاقدت بدورها مع شركة هواتف إسرائيلية من دون علم الإدارتين السابقتين أي إدارة المهرجان وإدارة «الجسر الذهبي». وأضاف البيان عدة عوامل أخرى لعبت دورا رئيسيا فى مقاطعة المهرجان كتزامنه مع الانتخابات الاردنية، فضلاً عن أعمال الحفر في الطريق العام المؤدي الى مسرح جرش، ما حال دون وصول الجمهور المسرح، في محاولة لإبعاد تهمة التطبيع التي فضحتها التصريحات النارية بين لبنى وشاكر. نوايا حسنة يؤكد الناقد السينمائي طارق الشناوي على حسن النية في ما يتعلق بواقعة عمرو، مشيرا إلى أنه – وفقا لحواره معه – لم يكن يعلم بالفعل أن بطل الفيلم اسرائيلي وكان صعباً عليه فسخ العقد لما في ذلك من التزام مادي وأدبي, ما يرجح ان تأتي نتيجة التحقيق في مصلحته وليس ضده نظراً الى توافر حسن النية. أما بالنسبة الى الفنان هاني شاكر فيرى الشناوي أن ذكاءه يحميه من التورط بالتعامل مع أيّ شركات إسرائيلية, وعليه يشكك طارق فى البيان الذي نسب الى شاكر متسائلاً: لو نجحت حفلات شاكر هل كان لينتقد رئيسة المهرجان؟ ويؤكد طارق مجددا على ضرورة التزام الجميع قرار عدم التطبيع أياً تكن الإغراءات مادياً ومعنوياً. أما الناقدة ماجدة موريس فلا تشكك في وطنية عمرو واكد أو هاني شاكر لكنها ترجع المشكلة إلى أن بعض الفنانين لا يدقق في مراجعة بنود تعاقداته ما يوقعهم في إشكاليات كثيرة. ترى موريس أن تحكم المال والصفة التجارية في الفن يمنح إسرائيل فرصة كبيرة لاختراق عالم الفن العربي، خاصة أنهم معتادون على ممارسة الخداع للإيقاع بنجومنا. للناقد السينمائي عصام زكريا رأي مخالف لما طرحته ماجدة، مشيراً إلى أنه ليس جميع الإسرائيليين مع دولة إسرائيل بل هناك من يهاجمها داخلها مثل المخرج ايليا سليمان. كما أن تحكم اليهود في السينما العالمية لا يعني تحكم إسرائيل فاليهود في أميركا لا يمثلون أميركا كلها. حتى لو كان الأمر كذلك فإن الإسرائيليين يخشون كثيرا الاندماج مع العرب والذوبان في المجتمع العربي لأن ثقافتنا متماسكة وثقافتهم متفككة والاندماج معهم سلاح في يدنا وليس ضدنا. ويرى زكريا أن 99% من حالات التطبيع أو الاشتباه في التطبيع مبالغ فيها وغير دقيقة، ثم لا بد من تحري الدقة قبل اتهام أحد بالتطبيع واختراق قرار النقابة الذي على الجميع احترامه (المصدر: صحيفة « الجريدة » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)

 


يفتح ملجأً للمضطهدين زوجياً

 
تونس- (د ب أ – وكالة الأنباء الألمانية) : أعلن مواطن تونسي فتح أول ملجأ في البلاد مخصص لاستقبال ومساعدة الرجال التونسيين الذين يعانون من اضطهاد زوجاتهم. وقالت مجلة الملاحظ الأسبوعية إن: العربي بن علي الفيتوري (وهو من الشخصيات البارزة في المجتمع المدني) بادر بتخصيص (موقع) بإحدي مدن الضاحية الشمالية كملجأ للأزواج المضطهدين من قبل زوجاتهم الذين غالبا ما يجدون أنفسهم خارج بيت الزوجية بسبب معاملة أو عنف زوجاتهم. ولم توضح المجلة نوعية الخدمات التي سيقدمها الملجأ أو عدد مرتاديه. وكانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن نحو 20 بالمائة من الأزواج التونسيين يعاملون بعنف من قبل زوجاتهم. وأرجع باحثون الظاهرة إلي التغيرات الاجتماعية والنفسية والثقافية والقيمة السريعة التي عرفتها تونس التي تعد من أكثر البلدان العربية انفتاحا علي الغرب. (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)


ارتفاع نسبة التضخم في تونس الى 4,5 في المئة خلال 2006

 
تونس (ا ف ب) – افاد المصرف المركزي التونسي في تقرير نشر الاربعاء ان نسبة التضخم في تونس بلغت 54 في المئة عام 2006 مقابل 2 في المئة عام 2005. وعرض التقرير السنوي للبنك المركزي الاوضاع الاقتصادية والمالية خلال 2006 على المستويين الوطني والدولي. ولاحظ المصرف ان اسعار الاستهلاك سجلت ارتفاعا بنسبة 5,4 في المئة مقابل 2 في المئة عام 2005 بسبب ارتفاع اسعار النفط في الاسواق الدولية. واضاف ان العجز التجاري في تونس سجل ارتفاعا بلغ 4,27 في المئة ووصل الى 4,4 مليارات دينار (الدينار يساوي 0,85 يورو). وتابع ان الصادرات زادت بنسبة 6,15 في المئة خلال العام الماضي بوتيرة اسرع من الواردات (6,12 في المئة) وبذلك سجلت نسبة التغطية تراجعا بلغ 1,2 نقطة ووصلت الى 5,77 في المئة. وتأتي البلدان الاوروبية وخصوصا فرنسا وايطاليا والمانيا في طليعة الدول التي تعاملت معها تونس. وقال المصرف المركزي ان تونس سجلت عام 2006 رقما قياسيا من حيث عدد السياح اذ بلغ 8,2 ملايين سائح بارتفاع ثلاثة في المئة عن العام الماضي ما ساهم في ارتفاع احتياطات العملة الصعبة الى 7,8 مليارات دينار. وعام 2006 بلغت قيمة الاستثمارات الاجنبية المباشرة 44 ملايين دينار. ونفذت تونس في 2005 عددا من عمليات الخصخصة منها بيع 35 في المئة من رأسمال مؤسسة اتصالات تونس بقيمة 2,2 مليار دينار. اما ميزان المدفوعات العام فسجل فائضا قدره 7,2 ملايين دينار مقابل 2,1 مليون دينار عام 2005. وبالنسبة الى عام 2007 تتوقع الحكومة التونسية نمو اجمالي الناتج المحلي بنسبة 6 في المئة مقابل 4,5 في المئة العام الماضي عبر تعزيز دور القطاع الخاص وجذب استثمارات اكبر في الخدمات وتكنولوجيا المعلومات. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب ) بتاريخ 6 سبتمبر 2007)


اجتمـاع مجلـس الوزراء:

** ربط منظومتي التربية والتكوين ربطا هيكليا وتحقيق التكامل بينهما ** إحداث وثيقة سفر خاصّة بالعمرة 

 
انعقد صباح أمس الاربعاء مجلس الوزراء باشراف الرئيس زين العابدين بن علي. ونظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بتنقيح واتمام القانون التوجيهي المؤرخ في 23 جويلية 2002 المتعلق بالتربية والتعليم المدرسي والرامي الى ربط منظومتي التربية والتكوين ربطا هيكليا وتحقيق التكامل بينهما. ويهدف المشروع الى تمكين التلاميذ الذين لهم مؤهلات ومهارات في المجالات التطبيقية من الالتحاق منذ السنة الثامنة من التعليم الاساسي بمسلك التعليم الاساسي التقني الذي يفضي الى الحصول على شهادة ختم التعليم الاساسي التقني التي تخول لحامليها الالتحاق بمسار التكوين المهني. كما يرمي الى احداث معابر للانتقال في الاتجاهين بين مسلك التعليم الاساسي العام ومسلك التعليم الاساسي التقني واحداث مدارس اعدادية نموذجية الى جانب المدارس الاعدادية الموجودة حاليا. وفي اطار عنايته المتواصلة بمسيرة التربية والتعليم جدد رئيس الدولة اهتمامه بتقدم الاستعدادات للعودة المدرسية والجامعية موصيا بتامين افضل الظروف لانطلاق الدروس بالمؤسسات التربوية والجامعية.  واكد سيادة الرئيس في السياق ذاته على مزيد العناية بتوفير السكن الجامعي والمبيتات المدرسية بما يوفر لجميع الطلبة والتلاميذ العوامل الملائمة للدراسة والنجاح. وثيقة سفر خاصّة بالعمرة  ثم نظر المجلس في مشروع قانون أساسي يتعلق بتنقيح القانون المؤرخ في 14 ماي 1975 المتعلق بجوازات السفر ووثائق السفر والرامي إلى  إحداث وثيقة سفر خاصة بالعمرة على غرار وثيقة السفر الخاصة بالحج.  وسيمكن انجاز هذه الوثيقة التي لا يمكن السفر بواسطتها عن طريق البر من مزيد احكام طرق تنظيم العمرة وتحديد تاريخ العودة الى ارض الوطن.  كما نظر المجلس في مشروع قانون اساسي يتعلق باتمام وتنقيح القانون المؤرخ في أول جوان 1972 المتعلق بالمحكمة الادارية وذلك بهدف اسناد اختصاص الطعن بالاستئناف في قرارات لجنة التأديب التابعة للهيئة العامة للتامين الى المحكمة الادارية. الموارد المائية  ونظر المجلس بعد ذلك في مشروع قانون يتعلق بالاقتصاد في المياه بواحات الجنوب وهو يرمي الى تحسين استغلال الموارد المائية بالجنوب التونسي وحماية الواحات وتطويرها من خلال تثمين الموارد المائية الجوفية غير المتجددة والتي تمثل اهم الموارد المتاحة بالجنوب وبتحسين مستوى التكثيف الزراعي داخل الواحات. كما يهدف الى تحسين التصرف في مياه الري بترشيد الحاجيات المائية للزراعات وبالتحكم في الدورة المائية من اجل تحسين الانتاج والمردودية الزراعية وتحسيس الجمعيات المائية والفلاحية لانجاز مشاريع خاصة بالاقتصاد في مياه الري على مستوى الضيعة. وتتمثل اهم مكونات المشروع في تحسين طرق الري السطحي التقليدي داخل الضيعات بتفادي فواقد المياه في السواقي الترابية على مساحة جملية تقدر بـ7749 هك موزعة بين ولايات توزر وقبلي وقابس. ونظر المجلس من جهة اخرى في مشروع قانون يتعلق بتطوير شبكة الطرقات الجهوية المصنفة وذلك بتعبيد وتقوية 7 وصلات من الطرقات الرئيسية والمتوسطة والثانوية غير المعبدة موزعة على ولايات الكاف وسليانة والقيروان وسيدي بوزيد ومدنين وتحسين وتهيئة حوالي 48 مسلكا من الطرقات الريفية الترابية غير المعبدة موزعة على احدى عشرة ولاية من ولايات الوسط والجنوب. شبكات التطهير ونظر المجلس كذلك في مشروع قانون يتعلق ببرنامج توسيع وتهذيب شبكات التطهير بـ24 ولاية. ويتمثل البرنامج بالاساس في تاهيل 1000 كلم من القنوات القديمة الى جانب مد 1020 كلم من القنوات الجديدة بما يمكن من انجاز حوالي 57.000 صندوق ربط بالشبكة العمومية للتطهير علاوة على دعم وتطوير قدرات التصرف بالديوان الوطني للتطهير وذلك لفائدة حوالي 245 الف ساكن بـ13 ولاية اضافة الى تاهيل محطتي التطهير بكل من جنوب وادي مليان وسوسة الجنوبية. ونظر المجلس من جهة اخرى في مشروع قانون غلق ميزانية الدولة لسنة 2005 كما نظر في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على انضمام تونس الى بروتوكول بشان المتفجرات من مخلفات الحرب الذي يرمي من خلال فصوله الاحد عشر الى حث الاطراف الموقعة عليه على المساهمة بصفة فردية او في اطار تعاون مشترك فيما بينها او بين منظمات دولية او اقليمية متخصصة في الحد من مخاطر مخلفات الحروب وما يمكن ان ينجر عنها من اثار ماساوية بعد انتهاء النزاعات. التشغيل واستمع المجلس بعد ذلك الى بيان حول التشغيل جاء فيه ان سوق الشغل شهدت خلال الاشهر الثمانية الاولى من سنة 2007 حركية على مستوى عروض الشغل المسجلة بمكاتب التشغيل والعمل المستقل التي بلغت 100257 عرض شغل متاتية خاصة من قطاعي الصناعات المعملية والخدمات. وعلى مستوى عمليات التشغيل فقد شملت عمليات تشغيل الاطارات 12566 حاملا لشهادة عليا خلال الاشهر الثمانية الاولى من هذه السنة وذلك بزيادة بـ2ر13 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. كما ساهمت برامج النهوض بالتشغيل في الاحاطة ب38614 حاملا لشهادة عليا. واستعرض المجلس انجازات الصندوق الوطني للتشغيل 21/21 الذي وفرت برامجه خلال الاشهر الثمانية الاولى من هذه السنة 70293 فرصة ادماج او تاهيل وهو ما يجعل جملة المنتفعين ببرامج الصندوق يرتفع منذ انطلاق العمل به والى موفى اوت من هذه السنة الى 729173 منتفعا. كما استمع  المجلس الى بيان حول تدخلات البنك التونسي للتضامن اشار الى ان البنك صادق خلال الفترة المتراوحة بين جويلية واوت 2007 على تمويل 1513 مشروعا ينتظر ان تمكن من احداث اكثر من 2600 موطن شغل. وبلغت حصيلة القروض الصغيرة المسندة خلال الفترة المذكورة 9639 قرضا فيما وصل عدد الجمعيات المرخص لها في اسناد القروض الصغيرة الى غاية شهر اوت المنقضي 259 جمعية تولت اسناد 257101 قرض منذ انطلاق المنظومة. الموسم الفلاحي ثم استمع المجلس الى بيان حول الموسم الفلاحي استعرض نتائج موسم الحبوب لسنة 2006/2007 والاستعداد للموسم المقبل ببرمجة مساحات تقدر بحوالي مليون و500 الف هكتار وضبط حاجيات الجهات من مستلزمات الانتاج قصد توفيرها في الاجال المناسبة. واستعرض البيان من جهة اخرى الاستعدادات الجارية لموسم الزيتون والصادرات المسجلة في مختلف قطاعات الانتاج وبالخصوص قطاع الفلاحة البيولوجية. واستمع المجلس في الختام الى بيان يتعلق بالتقرير السنوي حول اوضاع الشباب وهو يتضمن الخطط والبرامج المنجزة لفائدة الشباب خلال الفترة المتراوحة بين جويلية 2006 وجوان 2007 والتي تبرز بالخصوص الجهد الوطني المتواصل لبناء مجتمع المعرفة ونشر الثقافة الرقمية بين الاوساط الشبابية من خلال دعم مكونات الشبكة المتطورة للمؤسسات التعليمية وتجهيزها باحدث المعدات حيث بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي 190 مؤسسة يرتادها اكثر من 326000 طالب منهم 59 بالمائة اناث كما تخرج 33779 متكونا بشهادة اختصاص من مراكز التكوين المهني كما استعرض التقرير الجهود المبذولة لفائدة الشباب في مجالات التشغيل والادماج وعلى مستوى تعزيز الاحاطة الصحية والاجتماعية وفي مجال الترفيه بانجاز المنتزهات الحضرية والوحداث التنشيطية. وتطور عدد الجمعيات الرياضية ومجازيها الناشطين على المستويين المدني والمدرسي وتكثفت العناية والاحاطة بشباب المناطق الريفية والحدودية وابناء العائلات ذات الدخل المحدود خلال هذه الصائفة من خلال تعدد البرامج التنشيطية والترويحية ليبلغ مجموع المستفيدين منها 451 الف شاب وشابة. وتاصيلا لحق الشباب في مقومات ثقافة رقمية هادفة ترتقي الى طور التالق والابداع تم استحداث مسالك وشعب تكوينية جديدة في مجال التكنولوجيات الاتصالية الحديثة وتدعم اسطول حافلات الاعلامية والانترنات المخصصة لمزيد نشر الثقافة الرقمية في اوساط الشباب الريفي بحافلات ومخابر جديدة. وتجسيما للعناية الدائمة بمشاغل الشباب تم تنظيم الاستشارة الشبابية الثالثة شارك فيها 116 الف شاب وشابة. وقد تم طرح اهم استنتاجاتها للحوار والنقاش عبر مختلف المساحات الاعلامية. وتطرق التقرير من ناحية اخرى الى اهم الخطط والبرامج الموجهة الى الشباب التي ستعتمدها مختلف القطاعات. واكد الرئيس زين العابدين بن علي على مواصلة الاصغاء الى مشاغل الشباب وتطلعاته وتكثيف فضاءات الحوار لفائدة هذه الشريحة الهامة وتعزيز قنوات واليات الاتصال مع شباب الهجرة. كما اكد على تكثيف وتنويع فضاءات الترفيه الشبابية والاعتماد في هذا المجال بالخصوص على التقنيات التكنولوجية للاتصال بما يثري مؤهلات الشباب وينمي ابداعاتهم. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)

 


 
أخبارالصباح  
عدد التلاميذ مليونان و100 ألف تلميذ هو عدد تلاميذ الابتدائي والإعدادي والثانوي للسنة الدراسية 2007-2008 والذين سيتوجهون لمقاعد الدراسة بداية من 17 سبتمبر الجاري. في رابطة حقوق الانسان  علمت «الصباح » من مصادر رابطية مطلعة ان مبادرة جديدة قد اطلقت منذ ايام لتجاوز الوضع الذي عليه الرابطة التونسية لحقوق الانسان. وقد انطلقت هذه المبادرة التي بادر بها بعض الرابطيين القدامي والجدد في شكل حوارات واتصالات حثيثة وذلك دون استثناء اي طرف من الاطراف داخل المنظمة، وتشير بعض الاطراف المطلعة ان المبادرة تحظى بتأييد واسع. وقد تمثل الحل الامثل لتجاوز الوضع داخل المنظمة . الاستعداد للمفاوضات الاجتماعية القادمة تتولى الامانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل منذ اسابيع وضع اللمسات الاخيرة الخاصة بالمفاوضات الاجتماعية القادمة التي ينتظر ان تستهل مع بداية شهر اكتوبر القادم . وقد نظم الاتحاد عدة لقاءات مع النقابات ، علاوة على عقد ورشات عمل لمزيد تكوين النقابيين المفاوضين. كما يجرى في الان نفسه تنسيق مع اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بخصوص هذه المفاوضات وكذلك مع وزارة الشؤون الاجتماعية بخصوص جدولة انطلاق المفوضات والاشراف عليها وغيرها من مسلتزمات اللقاء الخاص بالاطراف الاجتماعية. بطء المعاملات في بعض الادارات تشهد بعض الادارات العمومية في مثل هذه الايام نشاطا مكثفا نظرا لاقبال عدد هام من المواطنين عليها. ومن ابرز هذه الادارات نجد البريد والقباضات المالية على وجه الخصوص. ولئن جهزت هذه الادارات باحدث وسائل الاتصال الا ان عملها في مثل هذه الفترة يبقى دون السرعة المنشودة، مما يجبر المواطنين من قاصديها على قضاء الساعات الطوال داخلها بانتظار دورهم لقضاء شؤونهم… فهل تتدارك القباضات والبريد وحتى بعض البلديات هذا الامر لتسهيل مهمة المواطن في قضاء شؤونه باسرع ما يمكن من الوقت؟ أين الجدية في العمل؟ فوجئ من اتصل صباح أمس بالدائرة البلدية لحيّ الغزالة لاستخراج مضمون ولادة بعدم توفّر «المطبوعات» هكذا حرفيا والتي لن تتوفّر الاّ في اليوم الموالي وهو أمر غريب خصوصا وكل البلديات تعرف إقبالا على استخراج المضامين في هذه الظروف بالذات وتتحسّب لذلك وفي نفس البلدية وفي نفس اليوم فوجئ أحدهم بأن أحد الموظفين سلم وثيقة ونسختها بعد مطابقتها للأصل إلى.. مواطن آخر!؟ توريد اللحوم الحمراء استعدادا لرمضان افادت مصادر عليمة انه يجري منذ ايام توريد كميات من اللحوم الحمراء المبردة من نوع لحوم الابقار استعدادا لرمضان .. ويشار الى ان هذه الكميات التي قد تصل الى 10 الاف طن سوف تصل تباعا الى تونس. وينتظر ان تعرض هذه اللحوم بسعر 10 دينارات للكلغ الواحد. وموازاة مع عمليات التوريد الجارية تجري نقاشات مع نقابة القصابين تهدف الى امكانية توحيد اسعار اللحوم المحلية والموردة وذلك لتجاوز جملة الاشكالات التي تطرح في كل سنة بخصوص بيع هذه اللحوم وما ينجر عنها من ترفيع في سعر اللحوم المحلية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)


لأول مرة فائض في الميزان الغذائي لتونس مع فرنسا

 
تونس ـ الصباح سجل الميزان الغذائي بين تونس وفرنسا خلال النصف الاول من العام الحالي ولاول مرة فائضا بـ3 ملايين أورو أي ما يعادل 5.2 ملايين دينار لفائدة تونس رغم ان الكميات الموردة من فرنسا تفوق ضعف تلك المصدرة نحو السوق الفرنسية حيث تم توريد نحو 90 ألف طن من المواد الغذائية مقابل تصدير قرابة 40 ألف طن من المواد الغذائية نحو فرنسا حسب البعثة الاقتصادية الفرنسية. وارتفعت الصادرات التونسية من المنتوجات الغذائية نحو السوق الفرنسية خلال النصف الاول من العام الحالي بـ25.4% من حيث القيمة و9.4% من حيث الكميّة بفضل نموّ صادرات الغلال بـ27% وزيت الزيتون بـ80% من حيث القيمة وذلك مقارنة بالنصف الاول من السنة الماضية. وتتمثل الصادرات التونسية من المنتوجات الغذائية نحو السوق الفرنسية في الغلال والتي تمثل قرابة النصف والمصبرات وزيت الزيتون والتوابل. في المقابل، تراجعت الواردات من المنتوجات الغذائية الفرنسية في النصف الاول من العام الحالي بـ27.4% من حيث القيمة و57.8% كمّا مقارنة بنفس الفترة من سنة 2006 وذلك بسبب تراجع الواردات من الحبوب بنسبة 28% في القيمة و53% كما وخاصة القمح. وتتمثل اهم المواد الغذائية الموردة من فرنسا في الحبوب (75% من جملة الواردات كما و50% من حيث القيمة) والالبان والمصبّرات والتوابل. وتمثل فرنسا الشريك التجاري الاول لتونس بتصدرها قائمة الاسواق الحريفة لتونس وقائمة البلدان المزودة لها بحجم صادرات بـ3.07 مليار دينار وواردات بنحو 2.62 مليار دينار تليها ايطاليا بـ2.46 مليار دينار وواردات بـ2.31 مليار دينار في النصف الاول من العام ثم المانيا بحجم مبادلات بـ1.78 مليار دينار. وسجلت الصادرات التونسية نحو السوق الفرنسية في النصف الاول من العام نموّا بـ30.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتصل الى ما يناهز 3.07 مليار دينار مقابل نموّ للواردات التونسية من السلع الفرنسية بـ21% الى نحو 2.62 مليار دينار. ونتج عن التفاوت في نسق النمو بين الصادرات والواردات ارتفاع فائض الميزان التجاري بين البلدين بـ137.1% ليصل الى 453.5 مليون دينار لصالح تونس للسنة الخامسة على التوالي وارتفاع نسبة تغطية الواردات بالصادرات بـ8.5 نقاط لتستقر في حدود117.2 % للنصف الاول من العام. نبيل الغربي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)


على هامش الانتخابات المغربية

 
بقلم: برهان بسيّس يستعد المغاربة للذهاب إلى صناديق الاقتراع هذا الأسبوع لانتخاب نوابهم في المجلس التشريعي، لعل الأنفاس المكتومة حاليا تركز انتظارها بالأساس على المصير الانتخابي للعدالة والتنمية المغربي الذي دخل الاستحقاق الانتخابي بكم من التنبؤات الانتصارية التي تصاعدت مبكرا منذ أكثر من سنة محمولة بين طيات تقارير المراقبين واستشراف المراكز الأمريكية. من العدالة والتنمية التركي إلى العدالة والتنمية المغربي يبدو أن الخيط الرفيع لصيغة الإسلام السياسي المتقدّم للساحة بعناوين الاعتدال والوسطية والديموقراطية بمباركة أمريكية بصدد التمدّد من شرق الخارطة إلى غربها. تماما كنظيره التركي المنشق من ثنايا تجربة التأسيس الأولى باسم المراجعة والإصلاح ورفض التطرّف الذي يصدّ عن الاندماج في اللعبة السياسية يبرز العدالة والتنمية المغربي كلاعب ماهر في المناورة واللعب على خطوط التماس الدقيقة بين الدين والسياسة في بيئة اجتماعية مغربية مسكونة كغيرها من الفضاءات العربية والإسلامية الشبيهة بأسئلة الهوية مبثوثة بين كل الهواجس من هاجس التنمية إلى هاجس الإصلاح السياسي إلى هواجس مقاومة الفساد والتأسيس لمجتمع تساوي الفرص والحظوظ والحكم الرشيد. يضيف المغرب إلى هذه الملامح خصوصية التواصل بين الشرعية السياسية التي يمثلها العرش الملكي والشرعية الدينية التي يتلبّسها ذات العرش الذي أعطى لصاحبه صفة أمير المؤمنين والمتعايش مع صيغة من صيغ الملكية الدستورية الراعية لواقع التعددية والديموقراطية في البلاد. غير أن الاستحقاق الانتخابي المغربي يتخذ أهميته  هذه المرة من مناخ التحولات الاقليمية عربيا واسلاميا، تلك التي تؤشر لتصور جديد لمآلات الاصلاح السياسي تبدو الولايات المتحدة الأمريكية من المتحمسين له قائم على تشريك التيارات الإسلامية القابلة للإندماج السياسي في المنتظم المدني كطريق لتهميش تيارات العنف الجهادي وتعويض هشاشة النخب العلمانية العربية والإسلامية في أن يكون لها قاعدة استناد جماهيري. أعتقد أن المغامرة في بعض الساحات لا تخلو من مخاطر ولكن من الضروري في هذا الملف بالذات أن نطرح التساؤلات ونشرع في التفكير عوض الاكتفاء بوضع الرؤوس في الرمال هروبا من حساسية الأسئلة. هل هناك إسلامي متطرف أو إسلامي معتدل؟! هذا سؤال جوهري ينبغي أن يطرح بالنظر الى دقة الموضوع الذي لا يحتمل تهميشا أو مجاملة. أعتقد أنه في اللحظة التي ندخل فيها منطقة الحديث باسم الدين لأغراض سياسية في سياق مشروع حزبي جماعي ندخل مباشرة دائرة الاحتكار الديني الذي يتناقض مع قواعد اللعبة الديموقراطية. كيف يمكن لي أن أكون ديموقراطيا ومنسجما مع قواعد المنافسة السياسية وأنا أتقدم إلى الناس باسم المعتقد الديني وكلمات اللّه وحراسة الهوية والإيمان.؟! قد يوجد اسلاميون ديموقراطيون كأفراد – وهذا مرتبط باشياء أعمق من قضايا الاعتقاد السياسي منها التنشئة العائلية ومستوى الفكر والمعرفة ومحتوى المزاج وسلوك الشخصية – ولكن الإسلام السياسي كظاهرة حزبية ومشروع جماعي محكوم بحتمية آلياته الإيديولوجية ومنطق انسجام نسقه بالمآلات المؤدية إلى الاستبدادية ومصادرة الحرية والاختلاف، يكفّر الإسلامي المتطرف خصومه بالسلاح ويكفّر الإسلامي المعتدل مخالفيه بالفكرة وليونة التواصل عبر النقاش عدى عن مناورات التراجع في مرحلة الضعف والاستعداد لقبول كل المراجعات بما فيها أحيانا التصالح مع الشيوعية – ان اقتضت المصلحة ذلك – أوالتشدد والغرور والانتفاخ النرجسي لملاك الحقيقة كلما كانت موازين القوى لفائدته ورياح الظرف تهب لصالح مراكبه. هذه الأيام تدور معركة فكرية حقيقية في بعض المواقع الافتراضية بين الدكتورة التونسية سلوى الشرفي وفريق واسع من «الإسلاميين» التونسيين المفتخرين عادة بأنهم رموز الاعتدال وسط الهدير المتطرف للتيارات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. مستوى الحوار الذي طفح بالشتيمة والتجريح ولغة التكفير الصريح والضمني في حق الدكتورة سلوى الشرفي لأنها فقط طرحت للنقاش التاريخي العلمي بعض سير القادة المسلمين مثل خالد بن الوليد يؤكد أن من صدّق بوجود مشروع أصولي معتدل وآخر متطرف عليه التفكير ألف مرة قبل أن يختم على تصديقه. قد ينتصر إسلاميو المغرب في هذه الجولة الانتخابية بمثل انتصارات اخوان مصر أو الأردن، لكن السؤال الذي يطرح نفسه عن العبرة والدرس من هذه الانتصارات الانتخابية: هل هي عنوان صحة الديموقراطية الوليدة في عالمنا العربي والإسلامي أم هي عنوان مرض وأزمة هذه الديموقراطية؟!!! (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)

رسالة مفتوحة للأخ برهان بسيس

عن الإسلاميين والديمقراطية في تونس

 
أخي برهان بسيس، تحية طيبة، وبعد: أعتقد أن الوقت مناسب للدخول في مناقشات علنية حول موضوع الإسلاميين والديمقراطية في تونس، ما دمت قد تناولت الموضوع بجرأة وصراحة في جريدة « الصباح الغراء »، في مقالتك « على هامش الإنتخابات المغربية ». كتبت في مقالتك: « من الضروري في هذا الملف بالذات أن نطرح التساؤلات ونشرع في التفكير عوض الاكتفاء بوضع الرؤوس في الرمال هروبا من حساسية الأسئلة. هل هناك إسلامي متطرف أو إسلامي معتدل؟! هذا سؤال جوهري ينبغي أن يطرح بالنظر الى دقة الموضوع الذي لا يحتمل تهميشا أو مجاملة ». الحقيقة أن هذا ليس هو السؤال المنطقي الأول عند تناول انتخابات المغرب ومشاركة حزب العدالة والتنمية فيها. السؤال المنطقي هو: هل حان الوقت من أجل أن تتيح بلادنا فرصة العمل القانوني للتيار الإسلامي مثل المغرب والأردن والكويت أم لا؟ عصرنا عصر الحرية وليس عصر محاكم التفتيش. الأحزاب الدينية قائمة في بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا. الرئيس بوش فاز في الإنتخابات بأصوات التحالف المسيحي. وتوني بلير سياسي متدين. ونيكولا ساركوزي فاز بقطاع واسع من أصوات الجبهة الوطنية المتطرفة في فرنسا. والناس أحرار، يتدينون أو لا يتدينون، ذلك شأنهم، وجزء من حريتهم التي أتاحها لهم خالقهم، وثبتها الشرائع الوضعية كلها، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. قلتُ وكتبت قبل ثلاثة أشهر أن منح الإسلاميين التونسيين جمعية ثقافية وتمكينهم من العمل ضمن التجمع الدستوري الديمقراطي، أو ضمن الأحزاب القانونية الأخرى، أمر مناسب للمرحلة. وأضيف اليوم أنني مواطن تونسي، مستقل سياسيا، وأجد أواصر قرابة فكرية وسياسية قوية مع حزب التجمع الدستوري الديمقراطي. وإذا أتيحت لي فرصة للعمل الحزبي في تونس مستقبلا، فإن واحدا من خياراتي الأساسية الإنضمام إلى صفوف التجمع والمساهمة مع مناضليه في خدمة البلاد. كما أنني أؤيد بقوة ما أكده الرئيس بن علي في مناسبات عديدة، أحدثها خلال خطابه في العيد الخمسين للاستقلال، من اعتزازه واعتزاز التونسيين بالهوية العربية الإسلامية لتونس. بعد بيان هذه الأفكار والمعطيات الرئيسية المهمة، أضيف أن التعامل مع صعوبات معينة تواجهها بلادنا يجب ألا يجعلنا نتخلى عن المبدأ الديمقراطي الأول والأساس: إن من حق الإسلاميين التونسيين أن يكون لهم حزبهم السياسي في إطار القانون. ومن حق حزب العمال الشيوعي أن يكون له حزبه القانوني في إطار القانون. وينطبق هذا على كل الأحزاب الأخرى في بلادنا. وأضيف بصراحة تامة: كل الخيارات الأخرى عبء ثقيل على بلادنا، وعلى الحزب الحاكم وعلى الرئيس زين العابدين بن علي. كل الخيارات الأخرى تسيء لسمعة بلادنا. كل الخيارات الأخرى تضعف مسار تعميق التقاليد الديمقراطية في بلادنا، وتضع تونس في دائرة الإستثناء وخارج تيار التعايش بين السلطات والإسلاميين في العالم العربي. قبيل الذكرى العشرين للتحول، يجب أن يكون لأنصار الرئيس بن علي الجرأة والصراحة والولاء الصادق ليقولوا له باحترام كامل وتقدير كبير: سيادة الرئيس، حان الوقت لإدماج التيار الإسلامي في نسيجنا السياسي القانوني. لن تقبل الأجيال الجديدة أبدا أن يكون بوسع الإسلاميين، بتعدد اجتهاداتهم، تكوين جمعيات وأحزاب من الكويت إلى مويتانيا، بينما تستمر الحكومة التونسية في نفيهم واقصائهم بكل سبيل. الرئيس قال دائما إنه يكره « بني وي وي » (أي الموافقون دائما على ما يقول) ويؤمن بحق الإختلاف ويحب أن يسمع النصيحة المخلصة، لذلك اغتنمت الفرصة لكتابة هذه الأفكار قبيل الذكرى العشرين للتحول. يجب عدم مصادمة الفطرة، وعدم الاستمرار في تبرير مصادرة أشواق الحرية في نفوس التونسيين. كما أن إدماج الإسلاميين سيقدم المزيد من الشعبية والقبول والشرعية لحكومة الرئيس بن علي، ولولاية رئاسية مقبلة ومحتمله له. كل النصائح الأخرى، التي تبرر للإقصاء، والإستبداد، واستثناء التيار الإسلامي وأهله من حق الحرية، وأي تيار سياسي وفكري آخر، يساري، شيوعي، علماني، قومي، ليبرالي، لا تنفع الرئيس بن علي، ولا تنفع أصحابها، ولو كانوا كتابا في غاية الذوق والأدب مثل أخي برهان. أخيرا أحب أن أذكرك بأنك تسكن في تونس المسلمة منذ أربعة عشر قرنا. إذا كنت تتوهم أن مقالات منقولة عن مواقع في الانترنت، أو هي ثمرة اجتهاد أصحابها، تتهم القرآن الكريم بأن به أخطاء لغوية، وتنتقد الرسول صلى الله عليه وسلم لزواجه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتتحدث عن « مناطق كارثية » في سيرته صلى الله عليه وسلم، وتتهم واحدا من أشهر القادة الفاتحين في تاريخ الإسلام بالإغتصاب، إذا كنت ترى أن مثل هذه المقالات ستنشر من دون أن يغضب تونسي واحد، مستقل أو منتم للحزب الحاكم أو للأحزاب الوطنية الأخرى، ويرد عليها، فأحسب أنك تعيش خارج الكرة الأرضية كلها وليس فقط خارج تونس. وقد شاركت بالرد شخصيا. وقلت إن هذا النوع من التعاطي مع القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام رضي الله عنهم، عنوان تيار فكري ثقافي ليس له قناعة قوية بالمسائل الدينية. وقد درست في الجامعة التونسية وشهدت وشاركت في مناظرات كثيرة بين طلاب تونسيين مؤمنين وملحدين. وأنا أرى أن الالحاد موقف فكري وايديولوجي لأصحابه الحرية الكاملة في الاعتقاد به والتعبيبر عنه. وقلت أيضا أنني مع حرية كل فرد في التعاطي مع الإسلام، من داخله أو من خارجه، أو من أي موقع يراه مناسبا. دع الأفكار تعرض على الناس، وللناس عقول يزنون بها الأفكار. كما أنني أعلن من جديد بأوضح عبارة ممكنة أنني مع حرية الاعتقاد، وحرية الضمير، وحرية العبادة، مع الحوار بين علماء الأديان وبين الثاقافات والحضارات، ولعلّي الإعلامي التونسي والعربي الوحيد الذي يعد ويقدم حوارات منتظمة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في برامج تلفزيونية تصل إلى ملايين الناس. كما أنني ضد التكفير، وأدين التكفير بشدة وحزم، وأدافع عن حرية التعبير والاعتقاد والضمير للمؤمن والملحد ولجميع الناس، وأدين بذات الشدة والحزم، النزعات الاقصائية التي تريد أن تتسلط على المجتمع، وتصادر حرية التعبير والتجمع وممارسة السياسة من المخالفين في الرأي، ولو كانت التعلة أنهم إسلاميون. وأضيف أمرا آخر يا عزيزي برهان: إن كنت ترى في مثل هذا التوجه الفكري المتحرش بالقرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين عنوان العقلانية والتقدم، فذلك رأيك الذي أدافع عن حريتك في التعبير عنه. إنني مستعد للتضحية بحياتي من أجل ضمان حريتك في التعبير عن رأيك، وضمان حرية المؤمن والملحد في تونس للتعبير عن رأيه بحرية. وأريد منك أن تعرب عن استعدادك، ليس للتضحية بحياتك، ولكن للتضحية بمقالة واحدة تؤيد فيها حق العمل السياسي القانوني للإسلاميين والشيوعيين والقوميين والعلمانيين وغيرهم دون اقصاء أو استثناء. هذا هو السؤال الرئيس والاختبار الحقيقي للمتطرف من المعتدل في تونس. وللديمقراطي من غير الديمقراطي في تونس. هذا هو السؤال الحقيقي، الذي ينفع جوابه الناس ويمكث في الأرض. أما الباقي فزبد كله، وسترى بأم عينيك إن شاء الله، كيف يذهب جفاء. واسلم لأخيك ومحبك الداعي لك بالتوفيق. د. محمد الهاشمي الحامدي 
ـ حاشية: أرجو منك أخي برهان التكرم بالمساعدة في نشر هذه المقالة في جريدة الصباح الغراء، أو نشرها ضمن زاويتك « البعد الآخر ».
 

 

هل المساواة بين التطرف والاعتدال عنوان سماحة وطنية ؟!

 
كتب مرسل الكسيبي*: كتب زميلي وصديقي المحترم الأستاذ برهان بسيس هذا اليوم الخميس مقالا لافتا للانتباه على صدر صحيفة الصباح التونسية , ومن باب ايماننا العميق بقداسة حق الرأي المخالف في الوجود ومن باب ايماننا بثراء وجرأة الفكرة التي يقدمها زميلنا وصديقنا المشاكس الأستاذ بسيس فقد قمنا باعادة نشر المقال المشار اليه على صدر صحيفة الوسط التونسية. المقال المذكور سبقني بالتعليق عليه قبيل ساعتين صديقنا وأخونا مدير شاشة المستقلة الزميل محمد الهاشمي الحامدي , والذي نغتنم هذه الفرصة من أجل التنويه بعودته من جديد الى تناول قضايا الوطن في برنامجه الجديد فضاء ديمقراطي داعين الله سبحانه أن يلهمنا واياه التوفيق لما فيه خير تونس وشعبها وخير الأمة واستقرارها ورفاهها. وبالعودة الى منطلق حديثنا الأول فانني أود التذكير بأن الاطلاقية في الأحكام والتعميم في تصنيف الناس يعد من الأمور الشائعة بين العامة , أما وانها تصدر من الأخ الفاضل برهان بسيس فانني لأستغرب هذا الأمر وأعتبره سقطة صادرة تحت ضغط الوقت والمكان وربما تسريبة من تسريبات خلفية موروثنا الايديولوجي . وحتى لاأتجنى على الأستاذ الكريم فانني أذكر بانه قد أصاب في موضع وأخطأ في اخر حين اعترف بوجود اسلاميين ديمقراطيين على الصعيد الفردي ,فكتب قائلا في مقاله المنشور على الصباح هذا اليوم الخميس 6 سبتمبر 2007 :  « قد يوجد اسلاميون ديموقراطيون كأفراد – وهذا مرتبط باشياء أعمق من قضايا الاعتقاد السياسي منها التنشئة العائلية ومستوى الفكر والمعرفة ومحتوى المزاج وسلوك الشخصية  » , أما عن مجال اعتراضنا الجزئي وهو مانعتقده مجال خطأ زميلنا بسيس فهو ماأورده في سياق مباشر ولاحق حين تطرق الى الحديث عن ظاهرة الاسلام السياسي : « ولكن الإسلام السياسي كظاهرة حزبية ومشروع جماعي محكوم بحتمية آلياته الإيديولوجية ومنطق انسجام نسقه بالمآلات المؤدية إلى الاستبدادية ومصادرة الحرية والاختلاف، يكفّر الإسلامي المتطرف خصومه بالسلاح ويكفّر الإسلامي المعتدل مخالفيه بالفكرة وليونة التواصل عبر النقاش عدى عن مناورات التراجع في مرحلة الضعف والاستعداد لقبول كل المراجعات بما فيها أحيانا التصالح مع الشيوعية – ان اقتضت المصلحة ذلك – أوالتشدد والغرور والانتفاخ النرجسي لملاك الحقيقة كلما كانت موازين القوى لفائدته ورياح الظرف تهب لصالح مراكبه. » ماأود قوله في هذا الموضع هو أن تشخيص الأستاذ بسيس لم يكن خاليا تماما من ملامسة الحقيقة , حيث لم تخل الساحة من اسلاميين يكفرون  بالسلاح ,وقد عرفت الظاهرة الاسلامية القديمة والمعاصرة نماذج لذلك , غير أن هذا المسلك المتطرف في معالجة قضايا الاختلاف الفكري والمذهبي والسياسي لم تخل منه الفلسفات الدينية والسياسية الكبرى , اذ وجد على مدار التاريخ مسيحيون متعصبون كما وجد الى جانبهم اخرون معتدلون راسخون على خط الحوار الديني والمذهبي , كما وجد يهود شوفينيون الى جوار اخرين مؤمنين بالتعايش السلمي وحق الشعوب في تقرير المصير .., أما عن المذاهب السياسية والتيارات الفكرية الكبرى فقد عرف العالم الحديث ماركسيين ثوريين تبنوا العنف الثوري في تصفية الخلافات داخل دولهم ومجتمعاتهم وجامعاتهم , كما عرف اخرين نقديين وعقلانيين تبنوا نهج التدافع الفكري والثقافي والديمقراطي كبديل عن منطق التكفير السياسي ومايتبعه من سلخ في مخافر التعذيب …, وهو ماعايشته التجربة الليبرالية أيضا من خلال انقسام المجتمع الليبرالي الى خصم لاديمقراطي مع فرقائه الشيوعيين وتيار اخر امن بالحداثة والحرية والديمقراطية للجميع … أما عن موضوع الاسلام الديمقراطي فهو ظاهرة بشرية لاتخل هي الأخرى من التنوعات والتفرعات , واذا كان من البديهي معرفتنا بوجود أحزاب وجماعات اسلامية تؤمن بمنطق العنف في تصفية الخصومات الدينية والسياسية كما هو حاصل اليوم في باكستان وأفغانستان أو في وقت سابق في مصر والجزائر , فان الساحة العربية ومحيطها الجغرافي لاتخل من أحزاب مدنية تجديدية ذات خلفية أو مرجعية اسلامية تتأقلم مع متطلبات العصر وتفي بمقاصد الشريعة وتنفتح على مجتمعاتها المحلية كما مجتمعها الدولي , ولاأظن بهذا الصدد أن تجارب العدالة والتنمية في كل من تركيا والمغرب الأقصى الى جانب حزب البديل الحضاري وحزب النهضة والفضيلة المغربيين أو حركة مجتمع السلم في الجزائر الى جانب حركة الاصلاح الوطني وحزب الأمة الا تعبيرات عن ذلك , أما عن بقية التيارات الاسلامية العربية فهي أيضا لاتعدم وجود أجنحة معتدلة داخلها لا تؤمن بتوظيف النص الديني لغايات سياسية رخيصة , بقدر ماأنها ترى في المشاركة السياسية الاسلامية مساهمة فعلية منها في اصلاح مجتمعاتها وتطورها ونمائها على الصعد كافة . أن ادعاء زميلنا بسيس بانعدام الفوارق بين الاسلاميين المعتدلين على الصعيد الحزبي مع خصومهم من أصحاب الطروحات المغالية المشوهة لصورة الاسلام , ليدعو  بشكل أو باخر الى « نسف واعدام  » الاف الدراسات العلمية والسياسية والفكرية والأكاديمية الصادرة عن مراكز البحث في أبرز العواصم والمدن العالمية وحواضر الغرب بخصوص التيار الاسلامي , وهو لعمري من المسائل التي أدعو صدقا وتقديرا واحتراما الزميل بسيس الى مراجعتها انطلاقا من ايماني بتميزه كقلم وعقل عن كثير من النخب العربية المتصفة بالاطلاقية والشعوبية . لازلت معتقدا بأن ماكتبه وكذلك ردده الزميل بسيس على شاشة الأن بي ANB في هذا السياق , ليس الا تعبيرا عن حالة ضغط عام يعيشها المناخ السياسي والحقوقي في تونس في ظل صراع ايديولوجي ونخبوي حاد تغذيه بعض القوى الأجنبية المستفيدة من حالة الانقسام الداخلي في اجنحة محوري الحكم والمعارضة . انني دعوت بشكل واضح وصريح وفي صدق مع اصحاب المدرسة الاسلامية ومنافستها العلمانية , الى مراجعة الأسس الفكرية والسياسية في الانتصار المذهبي والايديولوجي , والتي اعتقد جازما بأنها- أي الأسس- كانت وراء خراب نمائي وتخلف حقوقي ذي توابع سياسية قاسية في منطقتنا العربية . اعادة تشكيل العقل العلماني والاسلامي على أسس حوارية وتسامحية وتعايشية وتعاونية وديمقراطية ومأسسية ونقدية , سيكون الطريق بلا شك نحو اخراجنا من دائرة الاتهام والاتهام المضاد والاقصاء والاقصاء المضاد والعنف والعنف المتبادل ,الى دوائر الاعتراف الوجودي والقانوني والانساني , وهي دوائر عبدت الطريق نحو نهضة الغرب منذ أن عرف طريقه الى مأسسة الديمقراطية وتقنين التعايش الحضاري بين الأقليات والأغلبيات والفرقاء في الدين والفكر والسياسة.  

(*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »

 

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 6 سبتمبر 2007)

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم بين الاستقالة والاهتمام بالشأن ةالعام

 
عامر عياد لردح من الزمن ما زال ساريا ، عمدت الحكومات إلى إقصاء الناس عن السياسة فهناك من يفكر لهم و عنهم وبهم . و قد اتخذ الإقصاء صفة التحريم ، ثم حكم التجريم حتى باتت السياسة و الانشغال و الاشتغال بها ضربا من ضروب المروق عن الحكم و قرينة الخروج عن المواطنة الصالحة ، بل على مطلق المواطنة. وقد أدى هذا المنع الذي طاول الجميع إلى إضفاء هالات من القدسية والتبجيل على من قبضوا جمرا على أيديهم، وواصلوا تمسكهم بالاشتغال بالسياسية و التواجد ضمن مسرحية المعارضة .وكان بعض هؤلاء يستحقون ما أحيط بهم من افتتان لما أدوه من مثالات في التضحيات الشخصية ، وقد اعتبروا هنا وهناك في منزلة القدوة و مضرب المثل الايجابي و أحيانا مع فصلهم عما يعتنقونه من أفكار خلافية ، ومع صرف النظر عن التنظيم الذي انتموا إليه و استبسلوا في ثبات الالتزام به، و كان من الطبيعي أن لا يحتشد كثرة من الناس في الطريق ذاته..إذ أن مثالات القداسة و الاستبسال تظل فردية و لا تجتذب إليها الجموع ، وفي الحصيلة فان الناس في سوادهم ، ظلوا على مبعدة من معترك السياسة ، وليس من المبالغة القول إن أجيالا من الطبقات الموسرة والوسطى وحتى الضعيفة ، قد نشأت في بيوتها العائلية على التحذير المبكر من الاشتغال بالسياسة ، جنبا إلى جنب مع منظومة الأعراف التقليدية و أحيانا مع التربية الغير التقليدية و بالذات في الأوساط الميسورة  المتعلمة و المتحررة نسبيا. و ما كان ساريا في البيت ، كان جاريا كذلك في المدرسة و الجامعة حيث تنتشر قوى الأمن لتمنع كل نشاط سياسي أو حتى فكري بدعوى جر الجامعة إلى مستنقع الخلافات السياسية والإيديولوجية وهذا معمول به في غالبية الدول العربية. وهذا ما أدى إلى شيوع الطابع المحافظ في التفكير و التعلم و إلى نشوء أجيال تفتقد ملكة النقد والأهلية عليه، وذلك تحت طائلة التشكيك و الاشتباه و النبذ و الحرمان من فرص التعليم و الوظيفة ، غير أن هذا التشخيص ، لا يكتمل إلا بملاحظة شيوع ثقافة و اعتقادات ضمنية مفادها أن السياسة وابرز مظاهرها العمل الحزبي ..تقترن اقترانا لازما ، بعقائد راديكالية و انقلابية أو شعوبية تتنصل من التمحيص و تتقدم و كأنها بغير حاجة إلى برهان ، فبرهانها في ذاتها ،فما دامت الحكومات لا تقبل بالأحزاب ، فانه يحق و يتوجب قلبها و لا شيء اقل من ذلك . و إذ يصح التشخيص بان الحكومات كانت تضيق بجماعات حزبية ، معتدلة ووسطية كما هو ضيقها بغيرها ، إلا أن هذه الجماعات كانت و ما زالت إلى حد بعيد ضعيفة و مرتبكة ، وهي لا تطيق موقعا وسطا لها فيتخلى أكثر أفرادها  عن الموقع إما التحاقا بالحكومات و هذا الغالب أو ترك السياسة لأهلها و الالتحاق بجماعات إيديولوجية انقلابية المنحى و التفكير مما جعل الصورة تستقر في أذهان و خيالات الناس بان السياسة هي قرين المجازفة شبه الانتحارية،و إن كانت تشحن الوجدان بانفعالات مثالية و أحلام محلقة تقابل ذلك قناعات ملموسة بان الحياة قابلة أن تعاش بغير الاشتغال بالسياسة ، فما شان التاجر في تجارته و الطبيب في عيادته ، و العامل في مصنعه ، والرسام في مرسمه و ….السياسة؟؟ كان سريان هذه القناعات نجاحا محققا للحكومات تعتبره المعارضات الجذرية تدجينا للناس و إفقارا لوعيهم، و ليس ذلك الحكم بعيدا عن الصواب ، غير أن الجماعات العقائدية تتحمل بدورها قسطا في تنفير الجمهور من السياسة و رسم مثالات و تصورات اقل ما توصف به، أنها على درجة شديدة من المبالغة ، وقد ساند هذا التنفير استيلاء جهات راديكالية على أنظمة الحكم في بلدانها و ما أدى إليه هذا الاستيلاء من عواقب و تبعات على الطامحين في الاشتغال بالسياسة،حيث تلقى هؤلاء رسالة مفادها انه ما دام الحال قد تغير فما مبرر اشتغال احد بالعمل العام خارج إطار و أجهزة و مؤسسات الحكم؟  وهذا ما يفسر انه في عديد الدول التي اختطت طريقها إلى تحول ديمقراطي، فان الأحزاب العقائدية متى حضيت بالترخيص فإنها لا تجتذب إليها جمهورا واسعا كان يوصف بأنه الاحتياط الاستراتيجي و الخزان الشعبي ، أما الأحزاب الوسطية فإنها تتعثر في رسم ملامح هويتها وتكاد تطرح نفسها في صورة اعتذاريه ، لأنها ليست مناضلة بما يكفي و لان معارضتها غير جذرية ، ولكان العمل ضد أخطاء الحكومات و ضد أوهام الشارع ليس عملا نضاليا ، و في النتيجة الماثلة و الناطقة ، فان الجمهور أمعن في النأي بنفسه عن السياسة والتسييس حتى بعد أن أصبح ذلك متاحا بعد التغييرات الكبيرة التي حصلت في عديد الأقطار العربية و لسان الحال يردد: ما الفائدة و ما الجدوى؟ فيما تتم المقارنة بين مردود الانصراف إلى العمل و التعليم و العبادة و اللهو والاشتغال في  » زراعة بلا ثمار » إن اخطر ما يواجه المجتمعات اليوم هو هذه الاستقالة الجماعية و الهروب من الشأن العام و الاهتمام بمشاغل الناس بما لا يساهم في نهضة الأمة والوطن بل يكرس ديمومة التخلف و الإلحاق الحضاري.

 

بسم الله الرحمان الرحيم                                                                          والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                                          

ذكرى مظاهرة المكنين 1934                      الرسالة رقم 290  على موقع الأنترنات   تونس نيوز  – الحلقة الرابعة

الإصغاء والاهتمام بمشاغل المواطنين من أقدس الواجبات والعناية برسائل الناس واجب وطني

 
إن الإهتمام والإصغاء بمشاغل المواطنين من أقدس الواجبات والعناية برسائلهم ومعالجة مشاكلهم وحيرتهم والاستجابة لمطالبهم وطموحاتهم ومشاغلهم من أوكد الواجبات على كل المسؤولين من الصغار إلى الكبار ومن القاعدة الأساسية إلى قمة الهرم السياسي والإداري. وهذا الموضوع الهام والشائك جعلني أخصص إليه خمسة مقالات عبر موقع الأنترنات تونس نيوز وقد أشرت في الرسالة المفتوحة إلتى وجهتها إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوم 20 أوت 2007 والتي كانت على غاية من الصراحة والوضوح والمصداقية والنزاهة وقد شرحت فيها بكل صدق وشفافية وبصورة حية وواقعية وتطرقت فيها للمشاغل الحياتية وبعض الإشكاليات … و أشرت بوضوح إلى مشاغل حيوية لم تتحقق نتيجة اخفاء الرسائل وعدم وصولها إلى صاحب القرار الفصل و ذكرت أن إخفاء الرسائل وعدم الاهتمام بها يتسبب في تعطيل مصالح المواطنين وتحقيق مطالبهم ومشاغلهم.و هذا يتنافى مع بيان السابع من نوفمبر 1987 ومع روح ونص نواميس وثوابت الجمهورية ودستور البلاد الذي كرّس مبدأ حرية الرأي وحرية الكلمة وحرية التعبير وحرية الشغل وحرية السفر وحرية الحوار وحرية تكوين الجمعيات كل هذا جاء به دستور 1959 الرائد بعد الإعلان على النظام الجمهوري وإلغاء النظام الملكي يوم 25 جويلية 1957 بإرادة قوية من حزب التحرير الوطني والزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ورفاقه وأعضاده الأوفياء وبموافقة الشعب التونسي الذي هتف طويلا لمبايعة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية هذا اليوم الخالد كرّس مبدأ الحرية والكرامة ومن هذا المنطلق والشرعية الدستورية والتاريخية والحصانة الدستورية والمنزلة التي منحها دستور البلاد عام 1959 لكل المواطنين والمكانة التي أعطاها للمناضلين والمواطنين فإن الواجب يفرض علينا التذكير بمكانة رأي المواطن وحريته ومنزلته في النظام الجمهوري خلافا لنظام البيات الذي شعاره يحيا سيدنا ولا كلام ولا سلام ولا نقاش ولا حوار مع الباي ما عدى تقبيل الأيادي والسمع والطاعة ولو المواطن جائع وجاهل ومريض وضعيف هذا العهد انتهى والحمد لله رب العالمين وجاء عهد الكرامة والحرية والحوار والنقاش وحرية التعبير والكتابة وعليه فإن بعض الأشخاص الذين يصطادون في الماء العكر ويقولون لماذا فلان يتكلم أو يحاور أو يكتب في الصحافة أو يتكلم في التلفزة أو يساهم في موقع تونس نيوز بـ290 مقالا ومازال يواصل النضال….تجاهل هؤلاء القوم إن دستور البلاد أعطانا هذه المنزلة والمكانة والحصانة وهذا هوالنظام الجمهوري نقول للسيد الوزير الذي لا يهتم بالرد عن مشاغل المواطن ولم يعير اهتماما بمطالب الطلبة والشبان ولم يفي بوعوده نقول له بواسطة هذا الموقع وغيره أن الحرية تفرض علينا الإصداع بالرأي واعلام رئيسنا بكل شاردة و واردة وبكل المشاكل والمشاغل حتى يطلع عليها وحتى يكون على بينة منها بوصفه رمز الأمة والساهر على تطبيق القانون وختاما لا يقدر إنسان أن يكمم أفواه الناس أو يبلغ درجة تعتيم الإعلام في العالم ربما يستطيع إلى حين حسب نفوذه تعطيل بعض المقالات كما حصل مع مسؤول سابق كان على رأس جهاز هام وفاعل وحاسم ولكن والحمد لله رئيسنا أعطى الضوء الأخضر لمزيد التعبير وحرية الرأي ونرجو المزيد المزيد حتى يصبح السيد الوزير عندما ترد عليه رسالة من مواطن يردّ عليها في ظرف أسبوع وعندما يوعد هو أو رئيس ديوانه يوفي بالوعد والعهد حالا ولا يحقر المواطن. قال الله تعالى : « وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني

كيف تبر أكرم ضيف نزل بساحتك؟

الحلقة الثالثة.

 
شروط إبرار أكرم ضيف هي : معرفة الضيف ـ معرفة ماذا يريد ـ معرفة ماذا يحب وماذا يكره. من هو ضيفك ؟ 1 ـ ضيف شفيع مشفع : قال فيه عليه الصلاة والسلام :  » الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يأتي الصيام عن يمينه فيقول يا رب إني أظمأت نهاره فشفعني فيه ويأتي القرآن عن شماله ويقول يا رب إني أسهرت ليله فشفعني فيه فيشفعان ». من عادة المرء إذا حلت به نازله أو أصابته ظلامة في هذه الدنيا أن يبحث له قبل موعد المحاكمة عن أبرع محام وأشهر وكيل وألسن شفيع ولا يضن عليه بحر ماله ووقته ويرتب معه في مكتبه كل إعتمادات القضية المكتوبة والمرتجلة ويجلب لنفسه الشهود وربما يرشيهم ويبحث عن سبيل لإرشاء القاضي ويظل يحسن لوكيله وشفيعه بأكثر مما يحسن لأبويه ويظل قلبه معلقا بذلك اليوم كمن يرقب حدثا سيغير مجرى حياته. ذلك هو شأن الناس في هذه الدنيا. فكيف بهم في شأن المحكمة العليا الأخيرة قاضيها الله وحده سبحانه لا معقب لحكمه ولا يقبل فيها شفيع مشفع سوى إثنان نص عليهما الحديث آنف الذكر : الصيام والقرآن الكريم. صحيح أن الشفعاء عنده يوم القيامة بإذنه وحده سبحانه كثر منهم من علمنا ومنهم من لم نعلم ومنهم الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام  » أحق الناس بشفاعتي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة وسلاما « . ولكن شفيعين خاصين من كل أولئك الشفعاء نملك نحن زمام أمرهما لأنهما يعيشان معنا ليل نهار صباح مساء يرتادان الأبواب ويطرقان الأعتاب غدوا وبالآصال يعرضان خدماتهما بمقابل زهيد جدا : الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة لسويعات معدودات وتلاوة الذكر الحكيم بقدر المستطاع. شفيعا الآخرة إذن هما من يطلبان تقديم الخدمة حرصا علينا فلا نسعى لهما وليس لهما مكاتب في المدينة بعيدة علينا وليس بيننا وبين كل واحد منهما سوى التشمير على ساعد الجد صياما وتلاوة. رمضان إذا ضيف شفيع مشفع مقبول وهو محام مأذون له يوم القيامة بالإدلاء بشهادته ومرافعته وكلمته أمام القاضي الديان سبحانه وهو بعد ذلك ضيف شفيع يأتينا إلى أعتاب بيوتاتنا ويمهلنا العمر كله ولئن كان صيام رمضان هو الأولى بالصيام فإن الصيام أنواع وضروب منه الأداء ومنه القضاء ومنه الواجب ومنه المستحب ومنه المنذور وغير ذلك وكله شفيع مشفع. ألا يدعو ذلك إلى إكرام ضيف شفيع مشفع مقبول وتزويده بكل أوراق القضية الرابحة حتى يصعد إلى ربه سبحانه ممتلئ الوطاب خيرا شاكرا مزودا بكل ألات الدفاع المقبولة؟ 2 ـ ضيف خاص وسفير فوق العادة : لكل التكاليف أوفد سبحانه جبريل عليه السلام إلى نبيه عليه الصلاة والسلام يخبره بذلك ليعلمنا إياه إلا عبادتان خرق فيهما المراسم المعتادة وهما : ـ الصلاة : التي دعا فيها سفيره إلى الناس قاطبة إليه في السماء العالية وفي سدرة المنتهى فكلمه تكليما وسلاه تسلية وأكرمه إكراما بذلك المعراج اليومي لقلب المؤمن يشد به أزره على عاديات الليالي وعجاف الأيام الكالحات. ذلك ينبئك بأن الصلاة لها مقام خاص غير مقام الزكاة والحج والبر والجهاد والدعوة والإنفاق وطلب العلم وكسب القوة وأداء الشهادة والأمانة  والحكم بين الناس بالعدل وغير ذلك من التكاليف والفرائض. ـ الصيام : الذي حباه سبحانه إليه بما لم يحب به فريضة قط حتى التوحيد الخالص من الإيمان ولا حتى الصلاة فضلا عن الأركان الأخرى الكثيرة. لقد قال سبحانه في الصيام في الحديث القدسي الصحيح  » كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ». ما معنى أن يكون الصيام فحسب من دون كل العبادات له سبحانه وحده ؟ وما معنى كون ذلك له؟ أليس كل شيء له وكل عباداتنا له أو لا تكون خالصة بل مشركة؟ أمر محير غريب. حله هو : أولا : الإخلاص الكامل في عبادة الصيام هو الذي جعل ذلك العمل دون كل الأعمال له وحده سبحانه وذلك على معنى أن كل عبادة يمكن أن يداخلها الرياء قليلا أو كثيرا في المبتدإ أو المنتهى إلا الصيام فإن الصائم لا يحتاج لرياء إن أراد أن يأكل أو يشرب أو يأتي شهوته فإنه يكفيه التواري عن العيون ثم يفعل الذي يفعل ولذلك يعد الصائم خير المخلصين ويعد الصيام مدرسة في الإخلاص حقا لا يتسلل إليه الرياء لا من قريب أو من بعيد. ذلك هو السر الأول الذي جعل الله به سبحانه الصيام عملا خالصا خاصا له دون غيره من الأعمال. ولا عجب في ذلك إذ علل سبحانه في الحديث ذاته المقصد من إصطفائه الصيام دون الأعمال كلها له وحده فقال  » يدع الإنسان طعامه وشرابه وشهوته من أجلي « . ثانيا : ترك الحلال مع توفره والقدرة عليه بل والحاجة إليه هو الذي جعل عبادة الصيام مختصة بذلك الفضل بسبب أن الصيام هو العبادة التركية الوحيدة أي عبادة تفرض ترك المباح ولا تكلف إتيان المفروض والأوامر كما هو معروف إما فعل أو ترك. والترك أشق على النفس من الفعل برغم أن الفعل نفسه يشغل ذمة الإنسان البريئة من كل تكليف كما يقول الفقهاء بتعبيراتهم المعهودة. لاجل ذلك إذن إصطفي الصيام دون كل العبادات خاصا خالصا له وحده سبحانه : لأنه مدرسة الإخلاص الأولى والإخلاص هو شطر التكليف وشطره الثاني الإتباع وهو الذي يمنح القلب اليقين الصافي والثقة الكاملة فيتأسس عليه التوحيد الخالص الصافي وتنصلح أحوال الإنسان بعد ذلك شيئا فشيئا حتى مع معافستها الطلاح والفساد. ولأن الصيام حرمان للنفس من المباحات التي أحلت لها من طعام وشراب وشهوة فكان جزاء ذلك هو عدم إخضاع الصيام لمقاييس الحسنات حسنة بعشر أو بأكثر أو بأقل ولكن جوزي بقوله سبحانه  » إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب  » وليس من عبادة تعلم الصبر أكثر مما يفعله الصيام. ولأجل ذلك إذن إصطفيت الصلاة والصيام بخير الجزاء وعليهما مدار الدين ولذلك خصا بسفير غير عادي وبطريقة تكليف غير عادية فتلك دعا إليها سفيره إلى البشرية قاطبة إليه لعظم شأنها عنده وأثرها على عباده وهذه حباها بما لم يحب به عبادة أخرى فقال  » إلا الصوم فإنه لي « . 3 ـ ضيف مكتوب : مكتوب معناه : موثق بالكتابة التي لا تمحى ولا يجوز خرقها أو غدرها بمثل ما إذا إرتبط الإنسان بعقد عمل أو خدمة مع طرف آخر وكان ذلك العقد مكتوبا موثقا فإنه لا يمكن له حله أو تجاوزه بيسر فإن فعل فإنما يؤدي ما عليه أمام المحكمة باهظا. الدليل على كتبه  » كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم « . المكتوبات في الإسلام قليلات ولكنهن يشكلن العمود الفقري لشخصية المسلم فردا وجماعة. كتب الله علينا سبحانه : ـ القصاص : رمزا إلى العدل والقسط وكرامة الإنسان أن توطأ بغير حق. ـ القتال : رمزا إلى مواجهة الفتنة وإكراه الإنسان عن دين لا يرضاه حتى لو كان الإسلام ذاته. ـ الصيام : رمزا إلى أن التغيير يبدأ بالنفس وأن التزكية بالصبر والإخلاص والتكافل والجماعة هي حجر الأساس في كل مشروع تغييري صالح مصلح أما غير ذلك فشمعات تضيئ لمن حولها ثم تحترق فتموت. ـ الوصية : رمزا إلى توزيع الثروة بين الناس وإن كانت الآية منسوخة الحكم بمواضع أخرى تحفظ المقصد ذاته. تلك هي المكتوبات علينا كتابا موثقا لا مناص منه ولا فوات عنه لكل صاحب وفاء. أما المكتوبات لنا فهي : ـ الرحمة الربانية  » كتب ربكم على نفسه الرحمة  » و  » كتب على نفسه الرحمة « . بما يبعث في النفس الأمل والرجاء والحلم وينبذ اليأس والقنوط. ـ غلبة الله ورسله ضد أعدائه :  » كتب الله لأغلبن أنا ورسلي « . ولكنه غلب يعتمد الإنسان أداة لذلك الغلب كما قال سبحانه في ذلك  » ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون  » و » هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين « . رمضان إذن كتاب مكتوب موثق لكل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا. معنى ذلك الكتب أنه لا بد من الوفاء به لمن إستطاع تماما كما يوفي المرء في حياته الدنيا بالإلتزامات والعقود التي أمضاها مع مجتمعه وأهله وشركائه. وعهد الله أحق بالوفاء وعقده أولى بالقضاء. أكرم إذن بضيف : 1 ـ شفيع مشفع فيك يوم العرض الأكبر يحامي عنك وينافح ويناضل ويكافح فهو وكيلك. 2 ـ ضيف خاص وسفير فوق العادة يغرس فيك الإخلاص والصبر ليتجدد إيمانك ويصلح عملك. 3 ـ ضيف مكتوب عليك برضاك لا مفر لك منه فأوف له بعهده. وإلى حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ـ ألمانيا.

 


مسافات النوى 
        1  فيما  إنتفاؤك فيما غيابك في الحضور فيما التوزع في  مسافات النوى فيما القنوت يا ايها النائي  بنصه يأكل الحبر  حروفه كيما يموت يا أيها ا لرجل المصادر صمته أرأيت نصا صارخا  يرتوي ضمأ  ويملؤه السكوت  **********           2 يجتاحك   لحن القصيد ويغيب يبحر في الوريد تنثال منك حروفه تلمها كيما تحيد ألما تلم  حروفك وتصوغها  نصا جديد        3 فيما إنتماؤك فيما غيابك في الحضور وعلى ما يزعجك  المرور   وأرا ك صمتا تحدّثك الدهور وأراه ينهكك العبور فيما إنتفاؤك وإلى متى يبقى إنتماؤك داخل الرفض يدور  جمال الدين أحمد الفرحاوي  لوتن / لندن /في     12 / 08  /2007
 

فرض الرقابة على شبكة الإنترنت

الحكومات في مواجهة المعارضين إلكترونيا

 
باريس – سيل يا كو مان وإيف آد (لوموند) ترجمة وإعداد: سليمة لبال تحاول العديد من الدول فرض سيطرتها على المراسلات الالكترونية لمعارضيها بمساعدة كبرى المؤسسات الاميركية المتحكمة في تكنولوجيات الاتصال، وفي الصين لوحدها يوجد 52 منهم رهن الاعتقال، ما دفع الحكومة الى تشديد رقابتها على المدونات. فرضت الانترنت نفسها خلال السنوات العشر الاخيرة كأهم وسيلة في الحياة الديموقراطية وفي الغرب بالذات احدثت ثورة في الحملات الانتخابية التي افرزت ما اصبح يطلق عليه تسمية ‘الصحافي المواطن’ وفي الديموقراطيات الحديثة والانظمة الديكتاتورية منحت المدافعين عن حرية التعبير على الانترنت، سلاحا لا مثيل له، كما مكنت المناضلين من اجل احقاق الديموقراطية من وسيلة اتصال عابرة للقارات. غير ان هذه الانظمة السياسية في العالم وجدت طريقة الى قمع مثل هذه الاستعمالات بمساعدة كبريات الشركات التي تشتغل في مجال تطوير التكنولوجيات الحديثة، فيما تسعى بعض الدول بكل ما اوتيت من قوة لمراقبة شبكة الانترنت ومنع تداول بعض الافكار والمعلومات فيها.ولكن هل تنجح هذه الحكومات؟ ليس دوما، فمراقبة بلد صغير اسهل بكثير مثلا من مراقبة بلد كبير مثلما يشير اليه المسؤولون الصينيون، ذلك ان قدر تدفق المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية هائل جدا ومستعملوها متفوقون ايضا في استغلال احدث التكنولوجيات. في الصين: 40 ألف شرطي إنترنت مقابل 162 مليون مستعمل للشبكة العنكبوتية يعتمد السور الافتراضي الكبير الذي تقيمه الحكومة الصينية ضد مستعملي الانترنت على عدد من الاستراتيجيات الملتوية، فهي تلجأ مثلا الى غلق المدونات ومنع المواقع الالكترونية والغاء بعض الرسائل الالكترونية الموجهة الى عناوين معينة. وتجاوز الخطوط الحمر يكلف كثيرا، فالمنظمة غير الحكومية ‘مراسلون بلاحدود’ تقدر عدد المعارضين الذين يقبعون وراء قضبان السجون الصينية ب50 فردا وغالبيتهم متهمون بالكشف عن اسرار الدولة. وأما الرقابة الذاتية في الصين فهي آلية، ذلك ان البوابات الالكترونية مثل ‘سينا وسوهو’، حيث ينشر المدونون مدوناتهم، تتلقى دوريا تعليمات تضم قائمة المواضيع التي يحظر تناولها مثلها مثل سائر وسائل الاعلام، مثل تلك المواضيع التي تطرق لها الصحافي شي تاو العام 2005 وكلفته السجن لمدة عشر سنوات. ويتم تطهير البوابات الالكترونية بصفة دورية، حيث تمحى جمل من المدونات او المنتديات، حتى قبل تدخل شرطة الانترنت التي يتراوح عدد افرادها ما بين 30 الفا و40 الف عضو. لقد وقعت محركات البحث التي تؤوي المدونات الصينية بما فيها ياهو وميكروسوفت ام اس ان بتاريخ 24 اغسطس الماضي على ميثاق انضباط ذاتي يلتزم فيه كل طرف بعدم نشر رسائل غير شرعية وتحمل معلومات مغلوطة بالاضافة الى حماية مصالح الدولة والشعب الصيني، كما يشجع الميثاق المواقع الالكترونية التي تؤوي المدونات على تحديد هوية المدونين. وفي كزيامان الصينية، تمكن احد نشطاء المدينة بواسطة مدونته من تجنيد السكان ضد مشروع بناء محطة بتروكيماوية، بعد ان ارسال قرابة مليون رسالة إس إم إس، ما دفع الجميع الى التظاهر في هذه المدينة التي تعتبر اكبر مدن الصين، في تظاهرة لم تعرف البلاد مثيلة لها منذ تجمعات ساحة تيانانمان العام 1989. تحاشت الصحف الصينية تغطية المظاهرات، غير ان المدونين سجلوا الوقائع عن طريق هواتفهم النقالة وكاميراتهم الرقمية ونشروها على شبكة الانترنت.يقول لي داتونغ ان الانترنت اصبحت قناة جديدة للتعبير باستقلالية وهو رئيس تحرير اسبوعية ‘بينغديان’ سابقا وقد ابعد عام 2006 بعد ان نشر نظام العقوبات الذي بادر به نواب الحزب الحاكم لمعاقبة الصحافيين الذين يثيرون انتقادات للسلطات. لا شيء يظهر ان بامكانه توقيف تدفق المعلومات في الصين، فالحكومة تخلت في مايو الماضي عن اجبار المدونين على تسجيل معلوماتهم الحقيقية. فيتنام: قضايا حديثة عرف استعمال شبكة الانترنت في فيتنام تطورا سريعا، حيث انتقل عدد المستعملين من 9 الى 14 مليون اي ما يعادل 17 في المائة من عدد السكان ما بين 2005 و2006 وغالبيتهم من الشباب الذين يرتبطون بالشبكة العنكبوتية عبر حوالي 5000 مقهى انترنت منتشرة في البلاد كلها، وهو ما يسهل عملية الرقابة التي تفرضها السلطات الفيتنامية. ويشترط التشريع الفيتنامي على مزودي خدمة الانترنت وضع انظمة مراقبة تحتفظ بجميع معلومات المرتبطين بالشبكة وتبلغ عن كل من يتجاوزون القانون بنشر مضامين تعارض الدولة وتمس بأمن واقتصاد فيتنام، اضافة الى تلك التي تدعو الى التجند في صفوف المعارضة. عدد محركات البحث الفيتنامية قليل جدا ما يحد من امكانية نفاذ الفيتناميين لمواقع اجنبية وحسب اوبن نات انيسياتيف، فإن فيتنام تقنن الدخول الى شبكة الانترنت من خلال تسيير البنى التحتية وايضا من خلال غربلة المضامين، وعلى الخصوص السياسية والاجتماعية منها، وعملية الغربلة هذه تخص ايضا الجالية الفيتنامية في الخارج. نجح الفيتناميون عام 2006 في تجاوز حدود الرقابة بنشر ثلاث نشريات معارضة ومنشقة غير ان الرقابة على مقاهي الانترنت زادت وتعززت، فيما فرضت غرامات مالية وعقوبات على مقاهي الانترنت التي انشقت عن القانون المعمول به، بحيث نطقت المحكمة الفيتنامية بالكثير من العقوبات التي تتراوح ما بين السجن من ثلاث الى خمس سنوات وما بين 10 و15 مايو الاخير وحسب جمعيات الدفاع عن حقوق الانسان في فيتنام فإن تسعة معارضين عن طريق شبكة الانترنت وصحافيين يوجدون حاليا في السجن. وعلى الرغم من القمع والرقابة، تبقى الانترنت وسيلة اتصال مهمة في حياة الفيتناميين، خصوصا بالنسبة لاولئك الذين يملكون خبرة في التكنولوجيات الحديثة ممن يتمكنون من الافلات من عمليات المراقبة والغربلة. تونس: رقابة ضيقة لقد شجعت الحكومة التونسية انتشار شبكة الانترنت فوق التراب التونسي، خاصة على مستوى الجامعات والمدارس، غير انها اجبرت مزودي خدمة الانترنت على التصريح بقائمة مشتركيهم، ومستغلو مقاهي الانترنت مسؤولون في نظر الدولة عن كل ما يراه او يستعمله زبائنهم وعليهم السهر على الا تمس المواقع التي يزورونها بالنظام العام.وبحسب اوبن نات اينيسياتيف، فإن غربلة الانترنت في تونس تتم عن طريق نظام سمارت فيلتر المعد من قبل الشركة الاميركية سيكور كمبيوتينغ وتستعمل النظام ذاته كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة والسودان. في الولايات المتحدة الأميركية ضغط كبير على المؤسسات المتواطئة مثل بقية بلدان العالم، اسست الصين شبكتها للانترنت باستيراد تجهيزات من الولايات المتحدة الاميركية وبالذات من المؤسسة الكاليفورنية سيسكو، التي تعتبر اول منتج لتجهيزات توصيل المعطيات عالميا.كما مكنت الصين كبار مزودي خدمة الانترنت من الدخول الى سوقها بمن فيهم العمالقة الاميركيون: ياهو وغوغل وميكروسوفت. وبالموازاة مع ذلك وضعت الصين نظام رقابة على الانترنت، يظهر انه فعال جدا في منع المشتركين من النفاذ الى بعض المواقع وايضا في مراقبة الرسائل الالكترونية. ويتهم الكثير من مناضلي حقوق الانسان والجامعيين وحتى بعض رجال الاعمال في الولايات المتحدة الاميركية، المؤسسات الاميركية بالمشاركة في هذه الماكينة القمعية بهدف تحسين علاقاتها بالحكومة الصينية وتعزيز تواجدها في هذه السوق الضخمة. وتتهم سيسكو بتمكين مزودي خدمة الانترنت من خدمة كفيلة بحجب بعض المواقع ومراقبة الرسائل الالكترونية. لقد حظر قانون صدر عام 1989 على المؤسسات الاميركية بيع اي تجهيز للكشف او لمراقبة النشاطات الممنوعة للشرطة الصينينة. وعلى صعيد آخر فميكروسوفت متهمة ايضا بغلق عدد من مدونات المنشقين الصينيين بطلب من السلطات الصينية وغوغل وياهو انشآ محركي بحث بالصينية غير انهما يستجيبان لشروط السلطات الصينية. فياهو مثلا مكن القضاء الصيني من الحصول على المعلومات الشخصية لشي تاو وهو معارض صيني نشر باسم مستعار مقالات سياسية في منتدى غير ان ياهو حدد اسمه مما كلفه ادانة بعشر سنوات سجنا. كوبا: اتصالات خاصة.. نادرة وصعبة لقد طورت كوبا في عام 2002 شبكة مقاهي الانترنيت وهي مراقبة وغالية ايضا بالنسبة للكوبيين، فيما تعاني غالبيتها من بطء كبير في تدفق المعلومات وعلى كل مستعمل للشبكة ان يكشف عن اسمه ولقبه وعنوانه الشخصي، كما عليه ان يختار فيما بعد بين الخدمة البسيطة التي توفرها الدولة ب1.20 يورو للساعة والتي تمكن فقط من تبادل الرسائل الالكترونية او الخدمة التي يطلق عليها تسمية الخدمة الدولية التي تمكنه من النفاذ الى كل المواقع الالكترونية وهذا بتكلفة تقدر ب4 يورو للساعة اي ما يعادل ثلث المرتب الشهري الذي يتقاضاه الكوبي. وحسب آخر تحقيقات مراسلون بلاحدود، اصبح بامكان الكوبيين مؤخرا النفاذ الى كل المواقع بما فيها مواقع المعارضة الكوبية بالخارج، غير ان استعمال بعض الكلمات يدفع آليا الى اغلاق النوافذ الالكترونية فمثلا كتابة اسم فيدال تؤدي الى ظهور الكتابة التالية على شاشة الكمبيوتر ‘سيغلق هذا البرنامج خلال ثوان لاسباب مرتبطة بامن الدولة’. ويشتري الكوبيون او يستعيرون الارقام السرية التي تمكنهم من الاتصال بشبكة الانترنيت من الاشخاص المرخص لهم، غير ان ذلك بامكانه ان يكلفهم السجن لمدة خمس سنوات و20 سنة في حال نشر مقالات يقدر القضاء بأنها مضادة للثورة. ماليزيا: تراجع حرية التعبير عبر الانترنيت تختلف حرية التعبير في ماليزيا باختلاف طبيعة وسيلة الاعلام، فهي تخضع لرقابة شديدة ان تعلق الامر بالصحافة المكتوبة او المرئية او السمعية وحرة حينما يتعلق الامر بتلك المنشورة عبر شبكة الانترنت وتعود هذه المفارقة الى قرار حكومة محمد مهاتير، الذي اراد ان تصبح بلاده عام 1996 بلاد التكنولوجيا المتطورة وهذا لن يتأتى بحسب اللجنة الاستشارية التي نصبت آنذاك الا في نظام سياسي يضمن الحريات. وتضم ماليزيا اليوم 11 مليون مستعمل لشبكة الانترنت واليوم والى جانب الجرائد التي تراقب مضامينها، انطلق موقع اخباري على النت يسمى ماليزياكيني ويبث مقالات بالانكليزية والماليزية والصينية وحسب المدير العام للموقع بريمش شاندران فإن الاربعين صحفيا الذين يشتغلون في الموقع يعملون مثل اي ادارة تحرير بالاضافة الى ذلك فإن السبعين في المائة من مصاريف الموقع تمولها المداخيل المتمثلة في الاشتراكات والاعلانات واما الثلاثون في المائة الباقية فهي عبارة عن هبات ومعونات تقدمها مؤسسات مستقلة. ومع ذلك فالرقابة موجودة في ماليزيا ذلك ان اثنين من المدونين يواجهان متاعب من بينهما اهيرودين اتان رئيس تحرير جريدة ذا نيو ستريتس تايمز سابقا وهي اكبر جريدة ماليزية وتتهمه هذه الاخيرة بالقذف لنشره معلومات مغلوطة عن طريقة عملها وعن عدم احترامها لاخلاقيات المهنة. وهذه هي المرة الاولى التي يتابع فيها القضاء الماليزي مدونين بسبب كتاباتهم. تحقيق مع ياهو من اجل الضغط على هذه المؤسسات، يلجأ المدافعون عن حقوق الانسان لكل الطرق، ففي سنة 2002 اشترت مناضلة في مجال حقوق الانسان اسهما في سيسكو حتى تتمكن خلال الجمعية العامة للمساهمين من مطالبة الادارة بشرح علاقتها بالسلطات الصينية، غير ان محاولتها باءت بالفشل بحيث لم تنل سوى 1 في المائة من الاصوات. لكن في عام 2006 نجح صندوق الاستثمار بوستن كومن است مانجمانت في حصد 29 في المائة من اصوات المساهمين ودفع صناديق الاستثمار المساهمة الى توقيع ميثاق اخلاقي، مما فجر جدلا كبيرا على مستوى الساحة السياسية الاميركية، حيث استدعت لجنة غرفة الممثلين في فبراير 2006 مسؤولي سيسكو وغوغل وياهو وميكروسوفت في واشنطن للاجابة عن اتهامات مناضلي حقوق الانسان. ودفاعا عن انفسهم اكد ممثلو هذه الشركات ان فروعهم في الخارج تخضع لقوانين البلد المضيف سواء تعلق الامر بالصين او غيرها فيما اكدت سيسكو انها تمد الصين بتجهيزات وليست مسؤولة عما يفعله زبائنها. ولمواجهة القضية اقترح عدد من منتخبي الكونغرس مشروع قانون يمنع المؤسسات الاميركية من التعامل مع الحكومات التي تفرض رقابة على شبكة الانترنت. لم تتم المصادقة على القانون غير ان الكونغرس الاميركي قرر بداية اغسطس فتح تحقيق حول دور ياهو في قضية شي تاو وهو ما منع مضيفي المواقع الاميركيين العاملين في الصين بمن فيهم ياهو من توقيع ميثاق للرقابة الذاتية فرضته بكين نهاية اغسطس الماضي لتعزيز رقابتها مجددا على شبكة الانترنيت. (المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007) 


لن تحظر الخمور أو لباس البحر . لكنها ستحث المواطنين علي حياة أكثر التزاما بالدين

المعارضة الاسلامية في المغرب تخطط اذا وصلت للسلطة لمضاعفة الضرائب علي الاسهم وفرضها علي بعض السلع الاستهلاكية بهدف تمويل حملة لمكافحة الفقر

 
الرباط ـ من الامين الغانمي وتوم فايفر: يقول مسؤولون بالمعارضة الاسلامية في المغرب التي يتوقع أن تبلي بلاء حسنا في الانتخابات البرلمانية يوم غد الجمعة انهم سيضاعفون الرسوم علي تعاملات سوق الاسهم ويفرضون الضرائب علي بعض السلع الاستهلاكية بغية تمويل حملة لمكافحة الفقر اذا وصلوا الي السلطة. وقال محللون ان فرصة حزب العدالة والتنمية في فرض سياسات من هذا القبيل تعد ضئيلة حيث من المستبعد أن يطلب منه الملك محمد السادس ذو التوجهات الاصلاحية تشكيل حكومة. لكن اذا أصبح الحزب كما يتوقع البعض أكبر كتلة في البرلمان فانه سيملك من الثقل ما يمكنه من الضغط صراحة لتطبيق أفكاره مشحوذا بسنوات من الهجوم علي اخفاقات النخبة الليبرالية التي يعتبرها الكثيرون فاسدة وتفتقر الي الكفاءة. وقال محمد نجيب بوليف عضو البرلمان عن حزب العدالة والتنمية والخبير الاقتصادي الذي لعب دورا أساسيا في وضع البرنامج الانتخابي للحزب المشكلة الرئيسية لاقتصاد المغرب هي الفجوة بين الاغنياء والفقراء . وصرح لرويترز يهدف برنامجنا الي سد تلك الفجوة… وزيادة حجم الطبقة الوسطي لتعزيز الطلب المحلي في اطار محاور اقتصادية لتحقيق نمو بنسبة سبعة بالمئة . وأضاف أن هذا المستوي المستهدف لمعدل النمو السنوي سيكون المتوسط في الفترة من 2008 الي 2012 ارتفاعا من خمسة بالمئة في السنوات الخمس السابقة. كما يعتزم الحزب فرض ضرائب باسم التضامن الاجتماعي وتوزيع الثروة علي أمل تقويض الدعم للاشتراكيين الذي يقول انهم فشلوا في تضييق فجوة صارخة في الثروة خلال ما يقرب من عشر سنوات في السلطة. وينوي الحزب خفض ضريبة الدخل للشريحة الادني من الطبقة الوسطي نقطتين مئويتين الي خمس نقاط مئوية وذلك من 15 الي 42 في المئة الان واعفاء من تبلغ دخولهم ثلاثة الاف درهم مغربي (383 دولارا) أو أقل شهريا من ضريبة الدخل. ويقترح حزب العدالة والتنمية أيضا جمع الزكاة ويقول ان موجودات قيمتها 300 مليار درهم قد تستهدف بموجب البرنامج. ويتطلع الحزب الي فرض ضرائب تضامنية علي بعض السلع الاستهلاكية لتمويل برامج محاربة الفقر. ويدفع المسلمون المغاربة بالفعل الزكاة طوعا الي الفقراء لكن حزب العدالة والتنمية يريد اقامة صندوق لجمع أموال الزكاة وانفاقها علي مشاريع لمكافحة الفقر. وقال بوليف منح أموال الزكاة للفقراء الذين تقابلهم علي أبواب المساجد أو في أي مكان اخر لن يكون مجديا في الحد من الفقر. لهذا السبب نقترح اقامة الصندوق لانفاق المال بكفاءة أكبر . وضرب بوليف مثلا اخر بماء الصنابير قائلا ان المستهلكين الاكبر وهم من الاثرياء غالبا سيدفعون 100 درهم اضافية علي الفاتورة الشهرية التي تبلغ ألف درهم. وقال هذه المئة درهم ستوجه لتمويل حفر ابار المياه وبناء الطرق للمناطق الريفية الفقيرة . ويعتزم الحزب أيضا زيادة الضريبة علي صفقات سوق الاسهم الي 20 في المئة من عشرة بالمئة مما يعزز دخل الحكومة بواقع 1.5 مليار درهم بحلول عام 2012 لانفاقها علي تقليل الفقر والاشغال العامة. ولا تهاب الاسواق المغربية أفكار الحزب لاسباب منها علم رجال الاعمال بأن النظام الانتخابي يجعل من الصعب لاي حزب منفرد الفوز بأغلبية مطلقة ومن ثم تنفيذ برنامجه دون تشاور. وقال متعامل بارز بالسوق في الدار البيضاء لا أعتقد أنهم يستطيعون فرض ضريبة جديدة… نتوقع لهم الحصول علي 25 الي 30 في المئة من مقاعد البرلمان لكننا لا نتوقع أن يحصلوا علي 51 في المئة . وارتفع المؤشر القياسي للبورصة بنسبة 41 في المئة هذا العام وسط تفاؤل بشأن الاقتصاد وتراجع عوائد السندات. لكن احتمال فرض ضريبة أكبر علي تداول الاسهم يزعج البعض. وقال عبد المنعم ديلامي رئيس تحرير صحيفة ليكونوميست اليومية من شأن هذا أن يكبح نشاط البورصة علي نحو مفاجئ . وفيما يتعلق بقطاع السياحة الحيوي في المغرب فقد أعلن حزب العدالة والتنمية تأييده القوي لخطط زيادة كبيرة في أعداد الزائرين ويقول انه لن يحظر الخمور أو لباس البحر المكون من قطعتين (البكيني). لكنه سيحث المغاربة علي حياة أكثر التزاما بالدين. وقد يبرز الاسلاميون المعارضون كأكبر حزب في الانتخابات بمساندة الناخبين الفقراء الذين يشعرون بالاحباط. ولكن من غير المرجح أن يصاب الكيان الليبرالي بالخوف من هذا التطور اذ ينظر للاسلاميين المعتدلين بحزب العدالة والتنمية كحصن ديني واق ضد الجهاديين الذين يتعهدون بشن هجمات ضد الكفار وحلفائهم. وعاني المغرب والجزائر المجاورة من تفجيرات انتحارية العام الحالي مما أثار مخاوف أمريكية بأن تكون الجماعات الاسلامية المسلحة تخطط لشن هجمات منسقة في شتي أنحاء منطقة المغرب العربي المصدرة للنفط والغاز. ويدرك المغاربة أن السلطة الحقيقية في المغرب الذي يبلغ تعداد سكانه 30 مليون نسمة ستظل في يدي الملك محمد السادس الذي يجمع بين دور الرئيس التنفيذي للدولة والقائد العسكري والزعيم الديني. وقال سعد الدين العثماني زعيم حزب العدالة والتنمية لرويترز ان الكثير يمكن أن يتحقق في الحرب ضد الفساد وعدم المساواة واصلاح العدل والتعليم. وأضاف أن حزب العدالة والتنمية لن يكرر تجربة أحزاب معارضة أخري بالاندماج في الصفوة الحاكمة التي يري كثير من الناخبين أنها تعيش في معزل عن حاجات الفقراء أو لا تسجيب لها. وتابع أن الاحزاب الاخري لم تعمل لتحقيق الاصلاحات وانما أصبحت من الصفوة وسارت بنفس نهج النظام القائم. (رويترز) (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)


الوزير يزيد زرهوني يؤكد رفض اعتماد حزب اسلامي علي أنقاض الجبهة الاسلامية مادام وزيرا للداخلية

 
الجزائر ـ القدس العربي من مولود مرشدي: أكد وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني انه لن يسمح بعودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة إلي الساحة السياسية ولن يمنح ترخيصا لتأسيس حزب سياسي لقادة الجيش الإسلامي للإنقــاذ الذراع المسلح للحزب المحظور. وقال زرهوني علي هامش زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الي ولاية جيجل (450 كلم شرق) لن اوقع علي عودة الحزب المحظور ما دمت وزيرا للداخلية . وجاءت تصريحات زرهوني مخالفة لتصريحات سابقة أدلي بها قبل ثلاثة ايام بمجلس الأمة (الغرفة الثانية) عندما اكد انه بإمكان قيادات الجيش الإسلامي للإنقاذ إيداع ملف اعتمادهم علي مستوي وزارة الداخلية ثم سنري . وكان مدني مزراق أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ أعلن رغبة قيادات التنظيم في العودة الي النشاط السياسي وتأسيس حزب إسلامي علي أنقاض الجبهة الإسلامية للانقاذ. واكد زرهوني ان المادة 26 من قانون المصالحة الوطنية تمنع المتسببين في الازمة الامنية التي عرفتها الجزائر سنوات التسعينات من العودة الي الساحة في اشارة الي قيادات الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة. وأضاف زرهوني بلهجة حادة انه يبدو أن أولئك الذين يتكلمون اليوم عن العودة الي الساحة قد نسوا أن جرح الإرهاب لا يزال مفتوحا خاصة ونحن في جيجل التي عانت من هذه الآفة اكثر من غيرها. في اشارة الي مدني مزراق الذي اتخذ من جبال هذه الولاية الغابية معقلا رئيسيا لتنظيمه المسلح الي غاية استسلامه في تشرين الاول (أكتوبر) سنة 1997 . واتهم زرهوني الصحافيين بتحريف تصريحه الذي ادلي به في مجلس الامة وقال ربما الصحافي الذي نقل الخبر لم يفهم قصدي او فعل ذلك بدافع اخر . وكان الصحافيون الذين غطوا افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان الجزائري قبل ثلاثة ايام نقلوا عن الوزير تصريحه بامكانية قيادات الجيش الاسلامي التقدم بملف لتشكيل حزب الي مصالح وزارة الداخلية وارفقها بعبارة وسنري وان ذلك سيتم علي اساس قانون المصالحة الوطنية. واعتبر هذا التصريح بمثابة تراجع من زرهوني وتليين المواقف تجاه قيادات الجيش الإسلامي للإنقاذ التي دعمت مسعي المصالحة في الجزائر وقامت بمساعي حثيثة لدي المسلحين وأقنعت العديد منهم بالاستسلام والتخلي عن العمل المسلح. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)


حملة دعائية لإعادة إنشاء المشروع العراقي

 
د. بشير موسي نافع (*) كانت الحملة الدعائية التي سبقت غزو العراق واحتلاله واحدة من أكبر حملات التزييف التي شهدها التاريخ الحديث. في سياق تلك الحملة، شيطن النظام العراقي السابق، وأقنع الرأي العام الامريكي أن العراقيين سيستقبلون القوات الغازية بالورود. ولكن الجانب الأهم من الحملة التي سبقت الغزو والاحتلال، كان اخترع عراق جديد، عراق آخر لا يعرفه تاريخ العراق أو تاريخ الاجتماع العربي ـ الإسلامي، من الأقليات والأكثريات المتصارعة والمتظالمة، ومن المهمة النبيلة التي ستتعهدها قوات الاحتلال لإقرار العدل. اليوم، ثمة حملة إعادة إنشاء مشابهة، تستهدف بناء نجاح من الإخفاق، إنجازات من الفشل، وآمال كبري من واقع بالغ البؤس. ما يستدعي هذه الحملة علي الأرجح هو اقتراب موعد صدور تقرير قائد قوات الاحتلال في العراق والسفير الامريكي في بغداد، الذي وعد به الكونغرس الامريكي لتقييم استراتيجية التصعيد العسكري وزيادة عدد القوات (the surge). هذا إضافة إلي أن صناعة وهم من النجاح في العراق بات شرطاً ضرورياً لتسويغ ضربة عسكرية امريكية محتملة لإيران. أطلق مشروع التصعيد العسكري وزيادة عدد قوات الاحتلال في كانون الثاني (يناير) من هذا العام، وقد اكتملت شروط المشروع في نهاية أيار (مايو) ومطلع حزيران (يونيو)، عندما بلغ تعداد القوات الامريكية في العراق، وفي بغداد علي وجه الخصوص، ذروته. في كانون الثاني (يناير)، كان الوضع العراقي وصل درجة من الانهيار الأمني والسياسي أن أصبحت الإدارة الامريكية في واشنطن وإدارة الاحتلال في بغداد هدفاً للتندر والسخرية والغضب. خسائر امريكية متزايدة في الأرواح والمعدات، عنف وتطهير طائفيان في العاصمة العراقية وجوارها، تشظي سياسي في الأوساط العراقية المتعاونة مع الاحتلال، وعجز عن التفريق بين وزراء الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية، من ناحية، وقادة عصابات القتل والجريمة والإرهاب الطائفي، من ناحية أخري. علي المستوي الإقليمي، غضب تركي متصاعد علي حلفاء امريكا في المنطقة الكردية، تعزيز لنفوذ إيران في العراق، وقيام بعض الدول العربية بأخذ زمام المبادرة في محاولة بناء وضع سياسي جديد في بغداد، بعد أن نفضت هذه الدول يدها كلية من احتمالات نجاح السياسة الامريكية. الأسوأ أن صورة الانهيار الكاملة في العراق جاءت بموازاة إخفاقات للسياسة الامريكية في فلسطين ولبنان. خطة التصعيد العسكري وزيادة القوات كانت الطلقة الأخيرة لإدارة تواجه حالة غير مسبوقة من فقدان ثقة الرأي العام في بلادها، وفقدان ثقة مشابه لدي الحلفاء الكبار والصغار في الساحة الدولية. في حال تعمقت الاقتناع بإخفاق الاستراتيجية الجديدة، فإن العواقب من وجهة نظر واشنطن ستكون وخيمة: مزيد من التدهور في وضع الإدارة والحزب الجمهوري في الداخل؛ مزيد من التحديات في الشرق الأوسط، بما في ذلك احتمال سقوط حلفاء بارزين في المنطقة؛ هامش أوسع للتحركات الروسية والصينية المنافسة للنفوذ الامريكي؛ وتراجع للهيبة الامريكية في امريكا اللاتينية؛ وربما عواقب أخري ليست في الحسبان. مشكلة العراق بالنسبة لموقع ودور الولايات المتحدة علي مستوي العالم، أن واشنطن نفسها، وليس أي طرف آخر، كان من جعل العراق حجر رحي السياسة الامريكية الخارجية منذ نهايات 2002؛ ولذا، فإن التخلي عن المشروع العراقي والاعتراف بإخفاقه هو اعتراف بإخفاق تاريخي للسياسة الامريكية، ربما قد يفوق هزيمة فيتنام بكثير. فالخروج من فيتنام في النهاية لم يتبعه سقوط جنوب شرق أسيا في يد الشيوعيين كما توقع كثيرون آنذاك؛ بل وكما استخدم ذلك السيناريو لتبرير استمرار الحرب في فيتنام. بينما الإقرار بالهزيمة في العراق، في ضوء التطورات المتسارعة في جواره والحالة الانتقالية للوضع العالمي، قد تكون وطأته الإقليمية والدولية ثقيلة بحق. استراتيجية التصعيد العسكري وزيادة عدد القوات في العراق كان لابد أن تنجح، أو أن تنجح في صورة غامضة علي الأقل، بغض النظر عن حقائق الواقع العراقي. خلال الأسابيع القليلة الماضية، ألقي الرئيس الامريكي عدداً من الخطابات المشحونة بمؤشرات النجاح في العراق، من استتباب الأمن في الأنبار، إلي تشكيل مجالس محافظات في عدد من المناطق العراقية(!)، إلي تراجع العنف الطائفي في بغداد وجوارها. ثم توجت سلسلة الخطابات بزيارة تلفزيونية مفاجئة للعراق. الإشارات السلبية الوحيدة في خطابات الرئيس هي تلك المتعلقة بالنشاطات الإيرانية في العراق، سواء علي صعيد دعم الإرهابيين والميليشيات، أو محاولة السيطرة السياسية علي الجنوب. وهذه، علي أية حال، لابد أن تربط بالإيجابيات السابقة؛ فنجاح الاستراتيجية الجديدة وجهود إيران لتخريب هذه النجاحات، هي إحدي المبررات الهامة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وإلي جانب الرئيس، نشرت عشرات المقالات في كبريات الصحف الامريكية والبريطانية، بالطريقة المخططة نفسها التي شهدتها حملة التمهيد لغزة العراق واحتلاله؛ ومقابلات مع، وتصريحات لكبار المسؤولين الامريكيين في العراق، عسكريين كانوا أو مدنيين، تحمل كلها أدلة حذرة علي نجاحات الاستراتيجية الجديدة. ولكن الدور الأكبر في هذا المجال، تعهدت به مراكز البحوث الامريكية المحسوبة علي اليمين السياسي أو دوائر المحافظين الجدد. التقارير والمقالات الصادرة عن هذه المراكز لا تشيد بالاستراتيجية الجديدة وإنجازاتها وحسب، بل وتعلي من روح الإيمان والثقة بالجيش الامريكي وقدراته ودوره في نشر قيم الحرية والديمقراطية في العالم. بعض من أهم الإنجازات التي يجري تداولها خلال الأسابيع القليلة السابقة علي تقديم التقرير الخاص بتقييم الاستراتيجية الجديدة تبرز التالي: قتل 1196 مسلحاً منذ كانون الثاني (يناير)، إصابة 419، قتل أو أسر 382 من الأهداف الهامة، أي من قادة المتمردين أو الميليشيات؛ والرقم الأهم بالطبع هو اعتقال 6702 مسلحاً. المجموعات التابعة للقاعدة باتت مشتتة، وقد اقتلعت من مناطق نفوذها الرئيسية في الأنبار وديالي، بينما يستمر تشكيل مجاميع عديدة من العشائر المتعاونة مع القوات الامريكية والمناهضة للقاعدة في محافظات الأنبار وديالي وصلاح الدين. تراجع العنف الطائفي بنسبة 75 بالمائة، وهو ما انعكس علي الوضع في العاصمة بغداد، التي شهدت انخفاضاً في معدل قتلي العنف الطائفي من 1000 إلي 500 ضحية شهرياً. إضافة إلي ذلك كله، لم يكد شهر اب (أغسطس) ينتهي، حتي أعلنت قيادة التيار الصدري عن تجميد نشاطات ما يعرف بجيش المهدي لستة شهور؛ وهو ما رحبت به قيادة قوات الاحتلال، ونظرت إليه باعتباره تطوراً هاماً يفسح المجال لمزيد من التركيز علي المجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة. هذه بالتأكيد مؤشرات هامة وبالغة الدلالة علي عودة، أو بداية عودة التحكم (control) الأمني بالعراق. أرقام خسائر المسلحين وحدها، تعني تدمير أكثر من عشرين بالمائة من أقصي رقم يقدر لقوة التمرد البشرية. المشكلة أن هذه المؤشرات ليست هي الوحيدة التي يبرزها الوضع العراقي. هناك مثلاً أرقام خسائر الجيش الامريكي في العراق خلال الفترة منذ بدأ تطبيق استراتيجية التصعيد العسكري هذا العام مقارنة بالأشهر المقابلة من العام الماضي: طبقاً للأرقام الرسمية، بلغت الخسائر الامريكية في كانون الثاني (يناير) 2007 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي 83 إلي 62 جندياً، ولشهر شباط (فبراير) 81 إلي 55، ولشهر آذار (مارس) 81 إلي 31، ولنيسان (ابريل) 104 إلي 76، ولأيار (مايو) 126 إلي 69، ولحزيران (يونيو) 101 إلي 61، ولتموز (يوليو) 79 إلي 43، ولآب (اغسطس) 81 إلي 65. وطبقاً لأرقام الدوائر العراقية المختصة، ارتفع عدد الضحايا العراقيين المدنيين في اب (أغسطس) بمعدل 7 بالمئة عن الشعر السابق له. إضافة إلي ذلك كله، وصلت أعداد اللاجئين العراقيين في دول الجوار، لاسيما سورية والأردن، والدول العربية الأخري، إلي أكثر من مليونين لاجئ، يقابلهم مليونان آخران من اللاجئين الداخليين. النجاحات ضد القاعدة هي بالتأكيد حقيقية وملموسة، ولكن هذه النجاحات ليست امريكية بالمعني الحرفي، وربما كانت ستتحقق بغض النظر عن الاستراتيجية العسكرية الجديدة. استفزازات القاعدة للقوي والتقاليد العراقية التقليدية، واعتداءاتها علي قوي المقاومة الأخري، كانت تدفع باتجاه مواجهة عراقية مع القاعدة، وجد الامريكيون أو لم يوجدوا؛ وهذا هو ما حدث بالفعل، وما أدي إلي الإضعاف الملموس للقاعدة، سواء نتيجة للمواجهات المباشرة مع مجموعاتها أو لانضمام أعداد متزايدة من العناصر المرتبطة بها لقوي المقاومة الأخري. علي مستوي دولة ما بعد الغزو، تكاد العملية السياسية العراقية تصل إلي حالة من الشلل الكامل. وزارة المالكي خسرت حلفاءها من التيار الصدري، كما غادرها وزراء جبهة التوافق (السنية، كما يشار إليها عادة) ووزراء القائمة العراقية. مناورة المالكي وحلفائه في الإعلان عن تحالف شيعي ـ كردي غير ذات شأن في تعزيز وضع حكومته، نظراً لأن المتحالفين الأربعة أطراف فعلية في الحكومة ولا يوفرون دعماً إضافياً لها، وأن خروج الكتل الثلاث من الحكومة يتعلق بخلاف جوهري حول السياسات. القضايا الرئيسية محل الخلاف، بما في ذلك مسألة التفرد الفئوي والطائفي، النتائج الكارثية لبناء الدولة والحكم علي أساس المحاصصة الإثنية والطائفية، القانون الخاص بالثروة النفطية، مشروع التقسيم المسمي بالفيدرالية، مستقبل مدينة كركوك، والمطلب القديم بتعديل الدستور، ما تزال جميعها قضايا عالقة، بدون توفر مؤشر أو قدرة علي التعامل معها. الطبقة السياسية العراقية المتحالفة مع الاحتلال منقسمة علي نفسها، يتنازع أغلب عناصرها ومجموعاتها صراع مستديم ومستشر علي الحكم والنفوذ والثروة. ما يبقي حكومة المالكي في موقعها ليس إمكاناتها الذاتية علي البقاء، بل تخطيط واشنطن لتوجيه ضربة لإيران، والخوف من حالة الفراغ والفوضي التي ستضرب المنطقة الخضراء لشهور طويلة في حال سقوط الحكومة. الجيش العراقي الجديد غير قادر في المدي المنظور علي تحمل المسؤوليات الأمنية؛ وأجهزة الشرطة والأمن الأخري أسيرة للانقسام الطائفي والإثني وانقسام الولاءات. ما يزيد من هذا الواقع تفاقماً، إن المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، والتي صنفت دائماً باعتبارها مناطق مستقرة، باتت مسرحاً لصراعات النفوذ السياسي والعسكري بين القوي الشيعية المختلفة، وبين العراقيين والامريكيين والإيرانيين. وفي حين تتزايد المؤشرات علي انسحاب بريطاني، كلي أو جزئي، من البصرة، فإن مستقبل المدينة بات مشرعاً علي المجهول. من ناحية أخري، ليس ثمة دليل علي أن الآلاف الذين سلحوا في المحافظات ذات الأغلبية العربية السنية لمواجهة القاعدة يدينون بالولاء فعلاً للجانب الامريكي. جهل إدارة الاحتلال المستحكم بتعقيدات العراق، لابد أن يثير أسئلة عديدة حول حقيقة الموقع الذي سينتهي أغلب هؤلاء إلي الوقوف فيه. في ظل هذا كله، لم يكن غريباً أن يصل تقرير أخير للكونغرس إلي أن خمسة فقط من ثمانية عشر معياراً لتقييم الاستراتيجية الامريكية في العراق قابلتها تطورات إيجابية. مثل هذه النتيجة لن يتضمنها التقرير المترقب لقائد قوات الاحتلال والسفير الامريكي في بغداد. هذان مسؤولان حكوميان، وسيتأثر تقريرهما بضغوط رؤسائهما في الإدارة، بطموحاتهما السياسية، وبالرغبة الطبيعية لهما كمشرفين مباشرين علي الشأن العراقي في إظهار النجاح والإنجاز. الحقيقة، إن المشروع الامريكي في العراق قد أخفق منذ زمن طويل، ولا تمثل استراتيجية التصعيد وزيادة القوات إلا تجاهلاً سياسياً فادحاً للقاعدة المعروفة في التقاليد العسكرية الغربية: لا تقم أبداً بتعزيز الفشل . رغبة إدارة بوش في ترك قرار العراق للإدارة الامريكية القادمة، ومتطلبات توجيه ضربة عسكرية لإيران، لن تغير في هذا الواقع كثيراً. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

22 juillet 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1524 du 22.07.2004  archives : www.tunisnews.net قدس برس: جمعية القضاة التونسيين تستنكر الضغوط التي

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.