الأربعاء، 5 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2661 du 05.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجيـن السياسيين: بيــــان للرأي العام ا ف ب: الجيش اللبناني يعتقل مقاتلا تونسيا ينتمي الى فتح الاسلام صحيفة « الحياة » :غالبية القتلى والموقوفين فلسطينية وسورية… واكتشاف جثث لسعوديين وعُمانيين وتونسيين وجزائريين … صحيفة « الحياة »: تونس: تعديل حكومي أطاح ثلاثة وزراء موقع « أخبار تونس » :بحث مختلف أوجه التعاون بين القوات المسلحة في تونس والجزائر جريدة « الصباح »:في منجم أم العرائس:دهسته شاحنة رفع الفسفاط وهو ساجد جريدة « الصباح »:متابعة لقضية إحباط عمليات «الحرقان» بين منزل تميم وقليبية والهوارية الشرق: تطلق أولى رحلاتها في يونيو القادم ..تونس تتاهب لدخول عالم الفضاء موقع « أخبار تونس » : » مدارس تونس من العهد الحفصي الى العهد الحسيني » كتاب للباحث محمد الباجي بن مامي رويترز: إنشاء أول ملجأ للرجال المضطهدين من زوجاتهم في تونس الشروق(الجزائرية) في رحلة عبور الحدود التونسية – أيادي مفتوحة وقلوب مغلقة :التونسيون يخشون الإرهاب والجزائريون يذوقون العذاب الشروق(الجزائرية): حدود ولاية الطارف:جزائريون يقترحون المعاملة بالمثل  الشروق(الجزائرية)  في رحلة عبور الحدود التونسية :أيادي مفتوحة وقلوب مغلقة  كُــونا:850 مؤسسة تونسية تستفيد من البرنامج الاوروبي لتحديث الصناعة معز الجماعي: مواطنون يرهنون ممتلكاتهم لمجابهة مصاريف العودة المدرسية و شهر رمضان مرسل الكسيبي: مداعبات فكرية وسياسية مع الأستاذ راشد الغنوشي آمال موسى: تونس: صورة مجتمع بعدسة إنجليزية صــــابـر التونسي :ســواك حار 46 الهادي بريك:   كيف تبر أكرم ضيف نزل بساحتك ؟  الحلقة الأولى أخبار تونس: الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب « من التشخيص إلى استشراف آليات الوقاية  » عنوان دراسة جديدة للمرصد الوطني للشباب صحيفة « الحياة » :المخرج عبداللطيف قشّيش يلفت الأنظار في مهرجان البندقية رويترز: تهمتان عقوبتهما الحبس لرئيس تحرير بمصر بعد شائعات عن وفاة مبارك جريدة « الصباح »:الانتخابات المغربية:مـن يكسـب الرهــان؟ موقع « سويس إنفو » :لامبالاة الناخبين تلقي بظلالها على انتخابات المغرب صحيفة « الحياة » :المرشحون الكبار قد يدفعون ثمن الانقسامات الحزبية… الانتخابات المغربية: نحو فرز 3 تيارات صحيفة « القدس العربي »:العدل والاحسان لن تدعم حزب العدالة والتنمية في المغرب موقع « إسلام أون لاين.نت:فتح الله أرسلان: كل المشاركين بالانتخابات خاسرون وندي كريستياناسن: الإسلاميون في المغرب.. فرص التقدم وقيوده صحيفة « القدس العربي »: بعد الشائعات حول صحته.. المصريون يفكرون في حياتهم بعد مبارك محمد كريشـان: ما بعد نهر البارد د. أحمد القديدي: خريطة طريق جديدة للدبلوماسية الفرنسية حسن نافعة :نحو تركيا جديدة أم مرحلة مختلفة من تاريخ مضطرب؟ د. رفيق حبيب: سيناريو الأرض المحروقة

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين

                             

الجمعية الدولية لمسانـــــدة المســــاجيــــــن السياسيين

                                                               

                                                                          تونس في 03/09/2007

بيــــان للرأي العام

 

فوجئت الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة للمساجين السياسيين بتعمد الأستاذ محمد النوري رئيسها السابق بنشر عدد من البيانات والمقالات من شأنها الإساءة للجمعية وهيئتها المديرة ومنسقها القاضي المختار يحياوي بإعتماد السب والتجريح والإدعاءات الباطلة .

والهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ومن منطلق وفائها للمبادئ التي تأسست عليها و التزامها بأخلاقيات العمل النضالي المسؤول والواعي والترفع عن الصغائر  تؤكد ما يلي :

1 ) أنها بقدر حرصها على عدم الوقوع في مستنقع الجدل العقيم والتراشق بالسباب الذي يحاول البعض الإيقاع بها فيه بقدر حرصها على الوضوح والشفافية و احترام حق الرأي العام ومكونات المجتمع المدني والسياسي في معرفة الحقيقة خاصة وأن الجمعية ليست ملكا لهيئتها المديرة ولا لأعضائها فقط بل هي ملك لكل المناضلين من أجل تحقيق الحريات ولكل المواطنين والمواطنات .

2 ) تجدد رفضها القاطع والصارم للأسلوب القائم على  التشويه والتخوين والتكفير و افتعال الوقائع و اصطناعها  وتعبر عن أسفها الشديد لوقوع الأستاذ النوري الذي تكن له الهيئة المديرة كل الاحترام والتقدير في مثل هذه المنزلقات والأخطاء الخطيرة  التي تسيء لأصحابها قبل الإساءة للجمعية ولهيئتها المديرة .

3 ) تؤكد أن محاولة استهداف الجمعية ممثلة في منسقها وأعضاء هيئتها المديرة والتحريض عليهم وتلفيق التهم الباطلة ضدهم والذي يفتح الباب واسعا أمام أعداء الجمعية والمتربصين بها لتشويهها وضربها وتتبع مناضليها أمام القضاء ولم لا الزج بهم في السجون ومحاولة التنصل من مسؤولية ما أمضاه بوصفه رئيسا للجمعية عمل مرفوض بكل المعايير النضالية والأخلاقية والقانونية وما اتهام الأستاذ النوري للقاضي اليحياوي بتوريط الجمعية في قضية مازالت منشورة أمام القضاء إلا افتراء ا مفضوحا من شأنه  إضفاء الشرعية على أعمال التتبع والتحقيق التي استهدفت الأستاذين اليحياوي و النوري ومن ورائهما الجمعية وكل المناضلين من أجل حقوق الإنسان   والحال أنه ( الأستاذ النوري ) أول من يعلم ملابسات نشر الخبر الذي انطلقت القضية المذكورة بناءا عليه كما يعلم موقف الهيئة المديرة التي لم تصدر يوما أي قرار بإدانة الأستاذ اليحياوي أو غيره من أعضاءها بل أصدرت بيانات عبرت فيها عن تضامنها مع المحالين على القضاء بتهمة تعمد نشر أخبار زائفة بناءا على ذلك البيان وأدانت الجهة التي أذنت بإجراء التتبع وإصدار قرار بتحجير السفر على السيدين النوري واليحياوي و اعتبرت ومازالت أن الغاية من  كل ذلك تعطيل أعضاء الجمعية عن القيام بدورهم في إنارة الرأي العام  وتخويفهم ,  أما عن إدعائه بأن خلافه مع بعض أعضاء الهيئة المديرة يتعلق بعدم قبوله تمويلات معروضة  على الجمعية من طرف الغير فإن الأستاذ النوري أول من يعلم إجماع أعضاء الهيئة المديرة على الرفض القاطع لكل تدخل في شؤونها من أي طرف كان و التزامها الحياد في التعامل مع كل مكونات المجتمع والتمسك باستقلالية الجمعية  وهويتها الحقوقية كما أن الأستاذ النوري أول من يعلم رفض الهيئة المديرة  لا للتمويل من الغير فقط بل لكل عمل من شأنه المس من صبغتها التطوعية من ذلك احتجاجها على ما بلغها من تعمد أحد المقربين منه نسخ عدد كبير من الأشرطة التي أنجزتها وبيعها للغير دون إذنها ولا موافقتها ومطالبتها بفتح تحقيق سريع, كل ذلك انطلاقا من قناعة الهيئة المديرة الراسخة بالطبيعة التطوعية لعملها ونضالها الذي لا تبتغي من ورائه إلا القيام بواجب وطني وإنساني خدمة للبلاد والعباد ودفاعا عن الحق وإراحة للضمير.

4 ) تعبر عن ألمها الشديد لتعمد الأستاذ النوري الذي بوأته مكانة يتمناها الكثيرون باختياره رئيسا لجمعية مناضلة في حجم ومكانة جمعيتنا  اختلاق وقائع و أحداث لا وجود لها في الواقع أصلا وتجاهله لجملة من الحقائق الساطعة والثابتة حيث لا نظن أن الأستاذ النوري الذي لا يدري أحد من أين جاء بمسلسل تدخل القاضي اليحياوي لتعطيل إنعقاد الجلسة العامة في إبانها  حسبما جاء في ما نشر عبر موقع تونس نيوز الإلكتروني يوم 1/9/2007 نسي أنه  وإثر تعمده وبصفة منفردة ودون استشارة بقية أعضاء الهيئة المديرة  الدعوة لعقد جلسة عامة يوم 20 جوان2007 على صفحات إحدى المجلات الإلكترونية اتصل به عدد من أعضاء الهيئة المديرة وأعضاء الجمعية  للتعبير له عن رفضهم لاتخاذه مثل ذلك القرار الفردي راجين منه الرجوع إلى الجادة وتحكيم العقل و احترام أحكام القانون الأساسي الذي اقتضى عقد جلسة عامة انتخابية كل سنتين (وبما أن آخر جلسة عامة انتخابية إنعقدت يوم 2 أكتوبر 2005 يكون موعد الجلسة العامة لهذه السنة خلال شهر أكتوبر لا شهر جوان ) وأمام إصرار الرئيس السابق على موقفه المخالف لأحكام القانون الأساسي والضارب عرض الحائط بأبسط قواعد العمل الجماعي والديمقراطي وتجاوز ذلك إلى حد محاولة إغراء بعض الأعضاء بوعدهم بإهدائهم رئاسة الجمعية ( والذين عرض عليهم ذلك  مستعدين للإدلاء بشهادتهم) عقدت الهيئة المديرة بحضور كل أعضائها وفي غياب الأستاذ النوري الذي رفض رفضا قاطعا الحضور رغم دعوته لذلك بشهادة عدد من أعضاء الجمعية وتقرر اعتبار الدعوة إلى جلسة عامة يوم 20 جوان 2007 باطلة مع إعفاء الأستاذ النوري من رئاستها وتكليف القاضي مختار اليحياوي بمهمة التنسيق إلى حين عقد الجلسة العامة في موعدها القانوني  وقد لقي قرار الهيئة المديرة بإجماع أعضائها استجابة من  كل أعضاء الجمعية إذ لم يحضر أحد لتسجيل ترشحه لعضوية الهيئة المديرة ولا حضر أحد للجلسة العامة التي دعا الأستاذ النوري لانعقادها في موعدين متتاليين يوم 20/6/2007 ويوم 29 جويلية 2007 . وبعد إعلام الأستاذ النوري بقرار الهيئة المديرة قبله ورضي به ودليل ذلك استمرار نشاط الهيئة  بصفة عادية وما صدر عنها  بإمضاء منسقها من بيانات دون أن يحرك الأستاذ النوري ولا غيره ساكنا ودون أن يصدر عنه اعتراضا حتى أنه لم يمضي منذ ذلك التاريخ  أي بيان باسم الجمعية رغم أن تلك المرحلة كانت مليئة بالأحداث التي سجلت الجمعية فيها حضورها الفاعل والمشرف كل ذلك مع ضرورة تذكير الأستاذ النوري أن رئيس الجمعية لا ينتخب من طرف الناخبين لا بالإجماع ولا بالأغلبية بل يتم اختياره من طرف أعضاء الهيئة المديرة في إطار توزيع المهام في ما بينهم بعد انتخابهم من طرف المشاركين في الجلسة العامة ولأعضاء الهيئة المديرة إعادة توزيع المهام في ما بينهم كلما إقتضى الأمر ذلك على أن  تؤخذ قراراتها بعد المداولة بأغلبية الأصوات وهو ما تم بتاريخ    31/5/2007 .

5 ) تعلم الرأي العام الوطني والدولي وكل الجمعيات والمنظمات الحقوقية والإنسانية ( بعد أن سبق لها إعلام أعضاء الجمعية ومناضليها ) أن محاولة الأستاذ النوري الإيحاء بأن ما حصل ويحصل هو نتيجة خلاف شخصي مع القاضي مختار يحياوي منسق الجمعية وأن خلافه الوحيد مع بعض أعضاء الهيئة المديرة يتعلق بعدم قبوله تمويلات معروضة على الجمعية من طرف  الغير منافية للحقيقة والواقع والأستاذ النوري لا يجهل أن خلافه مع باقي أعضاء الهيئة المديرة مجتمعين يتجاوز الخلافات الشخصية إلى ما هو أعمق خاصة بعد إصراره على الإنفراد بالقرار وعدم احترام قواعد العمل الجماعي الديمقراطي وتعديه على أحكام القانون الأساسي وقرارات الهيئة  المديرة من ذلك على سبيل المثال لا الحصر إصداره البيانات والمواقف دون استشارة أحد من الأعضاء ( رغم محاولة الهيئة المديرة علاج الأمر بتكوين لجنة من أعضائها تشرف على اصدار البيانات ) حتى وصل الأمر حد توجيه برقية تهنئة للسيد وزير الداخلية الحالي بعد تعيينه في منصبه وتوجيه رسائل بصفته رئيسا للجمعية في ما لا علاقة له بنشاطها لبعض الجهات في الدولة في غفلة من الجميع وبدون حتى إعلامهم  وإمضاء بيانات في مسائل فكرية وعقائدية خلافية لا تنسجم مع طبيعة الجمعية التي تحترم التنوع وحق الاختلاف والتي لا تضع للانخراط فيها شروطا ذات طابع فكري أو عقائدي والأدهى أن الأستاذ النوري لم يكتف بتجاوز الهيئة المديرة وتجاهلها عند إقدامه على مثل هذه المبادرات وغيرها بل كان عند كل مساءلة يحاول التفصي من تبعات تجاوزاته بإنكار علمه بالموضوع أصلا ونفي كل علاقة له بذلك بما زعزع الثقة بينه وبين بقية  أعضاء الهيئة المديرة خاصة بعد أن أوغل في نهجه الخاطئ بإعلانه قبول أعضاء جدد بالجمعية  بعضهم لا علاقة لهم بالعمل الحقوقي لا من قريب ولا من بعيد كل ذلك  دون الرجوع للهيئة المديرة والحال أن لها وحدها طبق أحكام القانون الأساسي قبول الأعضاء ورفتهم كإصراره على التعامل مع  منتدبيه على أنهم أعضاء رغم رفض الهيئة المديرة لذلك بمناسبة جلسات حضرها .في نفس الوقت الذي رفض فيه  تنفيذ قرار الهيئة المديرة بإعفاء كاتب الجمعية عمر القرايدي من مهامه لارتكابه تجاوزات أخلاقية وتعويضه ومساءلته وأحد المنتسبين الجدد للجمعية وهو السيد زهير مخلوف عما نسب إليهما من تجاوزات  فيها خرق واضح لمقتضيات القانون الأساسي ولمبادئ الجمعية وقيمها وعوض احترام قرار الهيئة المديرة والبحث عن الحقيقة طبق ما اقتضته أحكام القانون الأساسي حماية للجمعية وإنصافا للمطلوب مساءلتهما وتمكينهما من فرصة رد ما نسب لهما أصر على موقفه الخاطئ وعمد  إلى إيغار صدري  المعنيين بالأمر على بقية أعضاء الهيئة وإيهامهما بأنهما مستهدفان لمحاولة طرد من الجمعية بسبب مواقفهما وبأنه الوحيد القادر على حمايتهما ليزداد الوضع سوءا برفض أعضاء الهيئة المديرة الزج بالجمعية في معمعة انتخابات المحامين وتمسكهم بالحياد بين كل المترشحين وترك حرية الاختيار لأعضاء الجمعية والمتعاطفين معها بعيدا عن كل توظيف لملف المساجين وعن كل الضغوط ليختار الرئيس السابق مقاطعة جلسات الهيئة المديرة ويبعث هيئة موازية  أغلب أعضائها من غير المنخرطين في الجمعية استولت على مقر الجمعية ووثائقها  ولتتخذ من حملة الأستاذ النوري لانتخابات عمادة المحامين مناسبة لفتح النار على كل أعضاء الهيئة المديرة وخاصة المحامين منهم وتلفيق التهم الباطلة ضدهم والمس من أعراضهم و اتهام بعضهم بالفساد وآخرين  بالكفر والنفاق  ليصل الأمر حد محاولة تحريض أعضاء الجمعية  وعائلات المساجين السياسيين ضد الهيئة المديرة وأعضائها (مباشرة وبواسطة السيد زهير مخلوف تحت ستار الدعوة للإمضاء على عرائض تنديد بما سماه انقلاب على الرئيس السابق وتجديد الولاء له ) دون رادع من أخلاق أو ضمير في سابقة لم  يشهد تاريخ العمل الجمعياتي  مثيلا لها .

ورغم تمسك أعضاء الهيئة المديرة  وعدد كبير من أعضاء الجمعية بغض الطرف عن تجاوزاته وبكظم الغيض  والصبر على ما طالهم من أذى إحتراما لقدسية العلاقة  النضالية التي جمعت بين كل أبناء  الجمعية وبينهم وبين كل المناضلين من أجل المبادئ الإنسانية السامية وبعد فشل مساعي عدد من أعضاء الجمعية وخاصة السادة عثمان الجميلي وطارق السوسي وفوزي الصدقاوي ولطفي العمدوني لرأب الصدع بسبب إصرار الأستاذ النوري على رفض كل لقاء مع باقي أعضاء الهيئة المديرة  و استمراره في نهج السب والتجريح والافتراء اتخذت  الهيئة المديرة بكامل  أعضائها  وفي غياب الرئيس الثابت الذي أصر على مقاطعة أعمال الهيئة بدعوى أنهم فاسدون و خونة وكفرة ومارقون و بعد استشارة عدد من أعضاء الجمعية وفعالياتها قرارا بغض الطرف ومعالجة الوضع بالدعوة لجلسة عامة إنتخابية في موعدها القانوني الموافق ليوم 2 أكتوبر 2007 وفتح باب الترشح لعضوية الهيئة المديرة طبق أحكام القانون الأساسي لتبقى الكلمة الأولى والأخيرة لمنخرطيها وبعد أن تم إعلام الأستاذ النوري بذلك القرار على أمل أن يرضى  بتحكيم أعضاء الجمعية وإرجاع الأمر إليهم فاجئنا بما أصدره بتاريخ 1/9/2007 .

والهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تجدد رفضها منطق الافتراء المفضوح والتخوين والتكفير وتمسكها بأخلاقيات النضال الحقوقي الصادق و المسؤول وبأحكام القانون الأساسي للجمعية تدعو كل أعضاء الجمعية وأنصارها إلى الدفع بالتي هي أحسن و الابتعاد عن ردود الأفعال وأسلوب  التجريح والشتيمة الغريب عن أخلاق المناضلين وتقاليدهم وأعرافهم ومزيد الالتفاف حول الجمعية والدفاع عنها وعن استقلاليتها وإشعاعها ومصداقيتها كما تذكر الرأي العام وكل المنظمات والجمعيات والهيئات الحقوقية والإنسانية والمؤسسات الإعلامية وكل الأحزاب السياسية بما سبق لها إتخاذه من قرارات في كنف الشرعية و تقرر طبق أحكام القانون الأساسي و ما خوله لها من صلاحيات   ما يلي  :

1 ) تجميد عضوية كل من عمر القرايدي وزهير مخلوف في الجمعية بناءا على ما نسب لكل واحد منهما من تجاوزات خطيرة وعرض ملفهما على الجلسة العامة لتتخذ في شأنهما ما تراه مناسبا طبق أحكام القانون الأساسي مع تكليف عضو الهيئة المديرة الاستاذ سمير ديلو بإعداد تقرير حول التجاوزات الخطيرة المرتكبة من طرف الرئيس السابق الأستاذ محمد النوري و تقديمه للجلسة العامة للنظر فيه .

2 ) نقل مقر الجمعية مؤقتا من العنوان الحالي الكائن بعدد 33 نهج المختار عطية تونس إلى العنوان الكائن بعدد 69 نهج الجزيرة تونس ودعوة الأستاذ النوري إلى تمكين الهيئة المديرة للجمعية من وثائق الجمعية وممتلكاتها في أقرب الآجال .

 

الإمضــــــــــــــاء :

 

سعيدة العكرمي الكاتبة العامة

رشيد النجار أمين المــــــــــال

سمير ديلو مكلف بالعلاقات الخارجية

سمير بن عمر المكلف بملف ضحايا قانون مقاومة الإرهاب

فوزية السنوسي المكلفة بلجنة عائلات المساجين السياسيين

المختار اليحياوي المنسق والمكلف بالعلاقات مع المجتمع المدني

 

الجمعية الدولية لمسانـــــدة المســــاجيــــــن السياسيين

                                  نهج الجزيرة عدد   69  تونس

الهاتف :   847   324 71

الفاكس :  847   324 71

                      العنوان الالكتروني :  aispptunisie@yahoo.fr

 

 


 

 

قناة المستقلة: محمد مزالي يروي سيرته الذاتية

 
بداية من السبت المقبل، تستضيف قناة المستقلة الوزير الأول الأسبق للجمهورية التونسية السيد محمد مزالي لعرض نصيبه من الحقيقة عن تاريخ تونس المستقلة ودوره فيها. وستخصص قناة المستقلة عدة حلقات من برنامج « فضاء ديمقراطي » للإستماع لرواية مزالي حول تاريخ تونس منذ الإستقلال وإلى حين عزله من منصبه في الوزارة الأولى صيف عام 1986. تبث الحلقة الأولى من الحوار المفصل والمطول والشامل مع السيد محمد مزالي، مساء السبت 8 سبتمبر، في الخامسة بتوقيت غرينيتش، السابعة بتوقت تونس الصيفي، وتعاد في نفس اليوم،  في التاسعة ليلا بتوقيت غرينيتش، الحادية عشرة ليلا بتوقيت تونس الصيفي. كما تعاد مرة ثانية في الواحدة بتوقيت غرينيتش، الثالثة بتوقبت تونس الصيفي، ظهر الأحد 9 سبتمبر

 


 

 

الجيش اللبناني يعتقل مقاتلا تونسيا ينتمي الى فتح الاسلام

 
نهر البارد (لبنان) (ا ف ب) – اعلنت اجهزة الامن اللبنانية ان تونسيا عضوا في تنظيم فتح الاسلام اعتقل الثلاثاء في طرابلس (شمال) بالقرب من مخيم نهر البارد الذي سيطر عليه الجيش اللبناني الاحد بعد اكثر من ثلاثة اشهر من المواجهات. وقال المصدر ان « مقاتلا من فتح الاسلام يدعى بشير محمد الطيب ارمان وهو تونسي الجنسية اعتقل في بناية الرفاعي بمحلة القبة بمدينة طرابلس » مضيفا ان « البحث جار عن فار آخر كان معه » ولكنه لم يوضح هويته. واضاف ان ارمان « اوضح للمحققين انه تونسي وانه فر من نهر البارد الاحد واجتاز سيرا على الاقدام منطقة جبلية ». واضاف المقاتل التونسي الذي جرح في وجهه بشظية قنبلة انه فر من مخيم نهر البارد (20 كلم الى شمال طرابلس) مع شريك له. واوضح المصدر ان الرجلين انفصلا بعد الفرار من المخيم. وما زال الجيش اللبناني يمشط المنطقة بحثا عن فارين محتملين. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب ) بتاريخ 5 سبتمبر 2007)

غالبية القتلى والموقوفين فلسطينية وسورية… واكتشاف جثث لسعوديين وعُمانيين وتونسيين وجزائريين …

تمشيط «البارد» واخراج مسلحين من مخابئهم

 
بيروت – الحياة     في اليوم الثاني على انتصار الجيش اللبناني على تنظيم «فتح الاسلام» في معركة مخيم «نهر البارد»، تواصلت أعمال التمشيط والتنظيف داخل المخيم وفي المناطق المحيطة به إضافة إلى تفكيك الالغام التي زرعها مقاتلو التنظيم المتشدد. وخضع المخيم لعمليات تفتيش دقيقة لم تستثن بيتاً واحداً وجرى العمل على فتح مداخل الملاجئ التي أقفلها الركام. وأشارت المعلومات إلى احتمال وجود عدد من الجرحى وحتى القتلى داخل ملجأ سعسع المدمر جزئياً، وعملت وحدات الجيش على فتح مداخله تمهيداً لاقتحامه. وترددت معلومات عن تعليمات صدرت بإعادة تمشيط المخيم في شكل دقيق في ضوء الحادث الذي سجل امس والذي بدأ بإطلاق النار على وحدات من القوات المجوقلة وانتهى بالقضاء على مجموعة من خمسة عناصر، بقتل اربعة منهم وانتحار الخامس. ويعتقد بوجود عدد من الجرحى والمسلحين في اكثر من ملجأ وبخاصة في ملجأ سعسع الذي تعمل الجرافات على فتح مداخله. وأفادت مصادر أمنية أن الجيش اشتبك صباح أمس مع عنصرين من «فتح الاسلام» فقتل واحداً وأسر الثاني بعد أصابته بجروح. وأشارت المصادر الى أن الجنود سحبوا 6 جثث أمس من المخيم. واستمرت عمليات التمشيط في بساتين المنية ووادي الجاموس وعيون السمك بحثاً عن فارين. وأفادت المعلومات انه وصلت امس الى المستشفى الحكومي في طرابلس جثة من عناصر تنظيم «فتح الاسلام»، بعد وصول جثة أخرى منتصف ليل امس. وأكد مدير المستشفى ناصر عدره ان «عدد القتلى من عناصر «فتح الاسلام» الموجودة جثثهم في المستشفى بلغ حتى الآن 46، من بينهم شاكر العبسي والمسؤول الاعلامي ابو سليم طه». وكشفت مصادر أمنية لـ «الحياة» أن الأجهزة المختصة ستقوم اليوم بفحص الحمض النووي لكل الجثث، موضحة أن معظم الجثث تعود الى فلسطينيين من مخيمات سورية والى سوريين، يليهم فلسطينيون من مخيمات لبنانية يليهم مسلحون من جنسيات عربية. وأوضحت ان التدقيق في نتائج المواجهة الاخيرة، أظهر حتى أمس مقتل سعوديين اثنين وأسر ثالث، وكذلك مقتل عمانيين اثنين وجزائريين اثنين وتونسيين اثنين. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

تونس: تعديل حكومي أطاح ثلاثة وزراء

 
تونس – الحياة     غادر ثلاثة وزراء الحكومة التونسية في أهم تعديل وزاري خلال السنة الجارية. لكن التعديل الذي شمل خمس وزارات ارتدى طابعاً فنياً ولم يطاول أياً من وزارات السيادة. وأول الوزراء المغادرين هو منتصر وايلي وزير تكنولوجيات الاتصال المثير للجدل، والذي قاد هجمات إعلامية على نشطاء وأصحاب مواقع إلكترونية متمردة خلال القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي استضافتها تونس في خريف السنة 2005. وحل المدير العام لمؤسسة البريد العمومية الحاج كلاعي محل وايلي على رأس الوزارة، ما أكد استمرار تكليف التكنوقراط إدارتها بعدما كان تولاها السياسي أحمد فريعة في التسعينات، وهو مهندس يحظى بشعبية واسعة في «التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم. كذلك غادر الحكومة وزير السياحة التيجاني الحداد بعد موسمين متواضعين في بلد يشكل القطاع السياحي أحد مصادر دخله الرئيسية، وحل محله وزير الدولة للتجارة سابقاً خليل العجيمي وهو أصغر أعضاء الحكومة سناً. ونُقل وزير التجارة منذر الزنايدي إلى وزارة الصحة محل الدكتور رضا كشريد (طبيب) الذي لم يسم في موقع آخر، ما أشر على إضعاف الزنايدي الذي كانت البورصة السياسية تُرشحه لتولي رئاسة الوزراء. وغادرت سلوى العياشي وزارة شؤون المرأة والأسرة لتحل محلها وزيرة الدولة السابقة سارة كانون. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

بحث مختلف أوجه التعاون بين القوات المسلحة في تونس والجزائر

 

استقبل السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني صباح الثلاثاء (4 سبتمبر 2007، التحرير) بمقر الوزارة اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية في الجيش الوطني الشعبي الجزائري الذي يؤدي حاليا زيارة رسمية الى تونس. وكانت المقابلة مناسبة لتثمين العلاقات الأخوية الممتازة القائمة بين تونس والجزائر وما يجمع بينهما من روابط متينة و متجذرة في عمق التاريخ تميزت بالخصوص أثناء الكفاح التحريري المشترك بالإيمان بوحدة المصير. كما تناولت المحادثة مختلف أوجه التعاون الثنائي خاصة بين القوات المسلحة في البلدين وآفاق دعمه لا سيما في مجالات التكوين والتدريب وتبادل الوفود والخبرات والصحة العسكرية والرياضة والتاريخ العسكري تجسيما للإرادة الثابتة لكل من الرئيس زين العابدين بن علي وأخيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحرصهما المتواصل على مزيد تعزيز هذه العلاقات وتوطيد عرى الأخوة وأواصر المحبة بين الشعبين الشقيقين. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 4 سبتمبر 2007)

في منجم أم العرائس دهسته شاحنة رفع الفسفاط وهو ساجد

 
تعرض احد سواق شاحنات الرفع بحضيرة منجم ام العرائس لحادث قاتل سبب الما كبيرا لعائلة الضحية ولكافة اهالي الجهة، والضحية هو شاب لم يتجاوز 36 سنة وهو اب لطفلين صغيرين والحادث كما وصفه لنا شهود عيان وقع اثناء اداء الهالك لصلاة المغرب حيث ركن الضحية شاحنته الثقيلة وهي على ملك احدى شركات النقل لترك المجال للرافعة لتملأ الشاحنة بالفسفاط ونتيجة ضغط الحمولة تقدمت الشاحنة في اتجاه المنحدر فدهست الهالك وهو في حالة سجود ففجرت راسه وقد دفن الهالك في مقبرة المكان وسط حزن شديد لاهالي المنطقة.                                      ر ـ ب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

صيام وزاري  
وزارة التجارة لن تصوم عن العمل في رمضان… مقال كتبته الزميلة «الاسبوعي» تحت هذا العنوان. ذلك أن الوزارة ستضع 500 فريق للمراقبة الاقتصادية وستسعى للضرب على ايدي العابثين بصورة جدية.  والآن لنتوجه بالدعاء الى مولانا ومولاك.. ونطلب من الله ان لا تنهي الوزارة رمضان بـ«الامساك» محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

متابعة لقضية إحباط عمليات «الحرقان» بين منزل تميم وقليبية والهوارية

تورط 35 «حارقا» وانطلاق الاستنطاقات الأولية

 
احيل اول امس على قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية ثمانية شبان وجهت اليهم تهمة المشاركة في وفاق يهدف الى مغادرة التراب التونسي خلسة بحرا في حين تم ترويج برقية تفتيش في شأن المتهم التاسع. وقد نجح اعوان فرقة الابحاث والتفتيش بمنزل تميم من ايقاف المجموعة بتاريخ 29 اوت 2007 من قبل دورية تابعة للوحدة المذكورة لما كانوا على متن سيارة في طريقهم الى مدينة منزل تميم وبايقافهم وتفتيش السيارة تم العثور بداخلها على معدات سباحة وباستنطاقهم اقروا انهم كانوا ينوون اجتياز الحدود البحرية خلسة الى ايطاليا وقد تم ايقاف ثمانية من المتهمين ووضعهم بحالة احتفاظ منذ تاريخ الواقعة وانطلق التحقيق معهم اول امس. … و16 حارقا في قليبية  في نفس الاطار احيل يوم السبت الفارط 16 متهما على قلم التحقيق بقرمبالية وجهت اليهم تهمة المشاركة في وفاق يهدف الى مغادرة التراب التونسي خلسة بعد ان نجح اعوان فرقة الارشاد البحري بقليبية في ايقافهم وهم بصدد الاستعداد للابحار خلسة الى ايطاليا وقد تمت احالة خمسة منهم بحالة احتفاظ واحيل ثلاثة بحالة فرار في حين تمت احالة البقية بحالة سراح ومازالت الابحاث متواصلة معهم. …و10 حارقين من الهوارية يترأسهم حدث  كنا اوردنا يوم الاحد الفارط خبر ايقاف تسعة «حارقين» بمدينة الهوارية يوم 29 اوت 2007 وقد احيلوا على قلم التحقيق بقرمبالية يوم السبت الفارط وقد علمنا انه في نفس القضية تمت احالة طفل حدث مفرد بالتتبع وهو منظم الرحلة على قلم التحقيق رفقة سبعة شبان في حين تمت احالة اثنين اخرين بحالة فرار وروجت في شأنهما برقية تفتيش وقد وجهت اليهم تهم سرقة مركب بحري والمشاركة في وفاق بهدف مغادرة التراب التونسي خلسة.  وقد نجحت بارجة عسكرية تابعة للبحرية الوطنية اثناء قيامها بدورية بحرية من ضبط مركب بحري مجهز بمحرك وذلك على مسافة 24 ميل بحري شمال الهوارية وعلى متنه افراد المجموعة الحارقة وبايقافهم واستنطاقهم اعترفوا بنيتهم في اجتياز الحدود البحرية خلسة الى ايطاليا بعد ان قام احدهم بالاستيلاء على مركب من شاطىء بقربص لاستعماله في عملية «الحرقان»  ومازالت التحقيقات والابحاث جارية في القضايا الثلاث وقد انطلقت الاستنطاقات الاولية للمتهمين لدى قلم التحقيق بقرمبالية يوم امس. فاطمة الجلاصي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

أخبارالصباح
 
سفير جديد علمت «الصباح» انه تم تعيين السيد حسين العواضي وزير الاعلام اليمني السابق على رأس السفارة اليمنية بتونس. ومن المنتظر ان يباشر السفير الجديد عمله خلال هذا الاسبوع. خرجة «سيدي الشريف» بحلق الوادي تشهد مدينة حلق الوادي خلال شهر سبتمبر من كل سنة حدثا ثقافيا يتمثل في خرجة الولي الصالح سيدي الشريف والتي تقرر ان تتواصل من اليوم الاربعاء الى يوم الجمعة 7 سبتمبر  لتتضمن سهرة مع فرقة العيساوية في اليرم الاول وقراءة الاحزاب بلحسن الشاذلي (جماعة بلحسن الشاذلي)، وفي اليوم الختامي تيجانية مخصصة للنساء.  سلوك بعض سائقي الحافلات  سلوك بعض سواق الحافلات على الطريق يطرح تساؤلات عديدة حول مدى وعي هؤلاء بجسامة ما يقدمون عليه لا سيما ان عددا كبيرا منهم يسمحون لانفسهم بالسير كما يريدون على الطريق من منطلق حجم الحافلة وان لا أحد لا يجرؤ على الاقتراب منها؟! سلوكيات اخرى لا تقل خطورة ويأتيها بعض السواق عند عودتهم الى المستودع بعد انتهاء الخدمة وذلك باقدامهم على السياقة بسرعة جنونية ان مثل هذه الممارسات تشكل خطرا.. فهل من وقفة حازمة للحد من هذه التجاوزات؟  معالجة النفايات الصناعية تشير المعطيات الاحصائية ان كميات النفايات الصناعية تبلغ في بلادنا قرابة 150 الف طن ولتطوير طرق التصرف ومعالجة هذا النوع من النفايات ـ لا سيما وانه يطرح العديد من الاشكاليات البيئية، يذكر انه تم الشروع في احداث مصب بمنطقة جرادو ولتوفير طرق معالجة متطورة دون افرازات غازية وينتظر أن يكون المصب جاهزا نهاية السنة المقبلة حيث سيساهم في معالجة اكثر من 75 الف طن من النفايات الصناعية كمرحلة اولى وستتفرع عن وحدة المعالجة بجرادو 3 مراكز معالجة جهوية بكل من ولايات بنزرت وصفاقس وقابس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

تطلق أولى رحلاتها في يونيو القادم ..

تونس تتاهب لدخول عالم الفضاء

 
تجرى في تونس استعدادات حثيثة لإطلاق أول رحلة فضائية في شهر يونيو من العام القادم تتبعها رحلة ثانية ابعد مسافة واكثر تعقيدا بعد اربع أعوام ضمن مشروع سياحى لزيارة الفضاء الخارجى ينقسم إلى مرحلتين. وحسب المشرفون على المشروع الذى ينطلق من مدينة توزر بالجنوب التونسى فان المرحلة الأولى يصل مداها إلى 15 كيلومترا ارتفاعا في الفضاء ويشارك فيها عشرة سياح وثلاثة مرافقين وستتم على متن طائرة عادية مؤجرة. أما الرحلة الثانية المتوقع انجازها سنة 2012 فستتم على متن «طائرة صاروخ» تحمل على متنها اربعة سياح.. وستتم على ثلاث مراحل حيث ترتفع الطائرة الفضائية في مرحلة أولى حوالى 12 كيلومترا مثل أى طائرة عادية ليبدأ استخدام محرك الصاروخ في مرحلة ثانية لمدة 80 ثانية تقطع خلالها الطائرة 60 كيلومترا علوا فيما تقطع المسافة المتبقية دون محركات صعودا بالجاذبية لتصل إلى 100 كيلومترا ليعيش السياح لمدة دقائق حالة انعدام الجاذبية. ومن المقرر ان تنطلق الرحلة الفضائية الكبرى من مطار توزر بعد ان يتم إنشاء مطار فضائى به لتعود إلى المطار نفسه. ويتوقع ان يتلقى المشاركون تدريبات على الرحلة قبل أسبوع من انطلاقها. يشار إلى ان الملامح الأولى للمشروع بدأت بقرار من الوكالة الأوروبية للفضاء إطلاق المشروع من ولاية توزرالواقعة بالجنوب التونسى والقريبة جغرافيا من أوروبا. ويأتى المشروع في اطار الترويج السياحي.

 

.. وتدق أبواب «جينيس» بالمشموم

 
تونس – الشرق : لا يستبعد أن تدخل تونس « كتاب غينيس » للأرقام القياسية من بوابة الياسمين الذي يعدّ منتجا تونسيا تقليديا أصيلا.. فقد أعدّ أحد المهرجانات المتخصصة في هذا النوع من الورود، إكليل ياسمين هو الأكبر من نوعه في تاريخ إنتاج الياسمين في البلاد، إذ يبلغ طول محيطه مترا كاملا وهو مغلق، فيما يصل طول هذا المحيط إلى متر ونصف المتر عند تفتح زهراته.. وتم إنجاز هذا « المشموم »، كما يسمى في تونس، بمشاركة ستة أشخاص، يقودهم شيخ في العقد السابع من عمره.. وتم استعمال 6 كيلو غرامات من الياسمين، (ما يعادل 23040 زهرة ياسمين)، و3 كيلو غرامات من الأعواد الحديدية (ما يعادل 150 مترا)، بالإضافة إلى نحو 4500 مترا من الخيط، وأكثر من عشرة كيلو غرامات من الحلفاء التي تستخدم لضبط المشموم والحيلولة دون انحلاله.. وتقدر تكلفة هذا الإكليل الضخم، بنحو 600 دينار تونسي (ما يعادل 460 دولارا تقريبا).. وكان مصممو هذا المشموم، اضطروا لاقتناء كميات كبيرة من الياسمين من عدة مناطق، واستغرقت العملية يومين كاملين، فيما تم إنجاز المشموم في حوالي خمسة عشر ساعة. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

 » مدارس تونس من العهد الحفصي الى العهد الحسيني » كتاب للباحث محمد الباجي بن مامي

« مدارس تونس من العهد الحفصي الى العهد الحسيني  » هو عنوان كتاب جديد للباحث محمد الباجي بن مامي المؤرخ والأثري المتخصص في الحضارة العربية الإسلامية.

 

وقد صدر هذا الكتاب خلال السنة المنقضية عن المعهد الوطني للتراث في طبعة أنيقة وورق صقيل من الحجم الكبير في أكثر من 460 صفحة محلاة برسوم وخرائط وصور فتوغرافية عديدة تبرز مختلف الخصائص العمرانية والهندسية لمدارس مدينة تونس العتيقة. ويغطي هذا الكتاب » الدراسة فترة طويلة من تاريخ تونس تمتد من انتصاب الحكم الحفصي الذى شهد في بدايته تأسيس أول مدرسة بافريقية  » النصف الأول من القرن 13 م( الى اواسط القرن 19 م) حيث انتهت المهمة التعليمية للمدرسة وانفرد جامع الزيتونة وفروعه بهذه المهمة وذلك مع ظهور ( المعلقة) خلال فترة حكم المشير احمد باشا باي سنة 1842 وهي التي يطلق عليها اسم ( الترتيب الاحمدى). واعتنى هذا الكتاب بعدة جوانب تهم التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني والمعماري بافريقية عامة ومدينة تونس خاصة وهي جوانب أثرت في تأسيس المدارس وسير الدروس فيها في حين يشمل المحور الثاني دراسات مفصلة لكل ما يتعلق بالمدارس الواحدة تلو الأخرى ما اندثر منها وما بقي الى اليوم مع وصف هذه المعالم وذكر عناصرها المعمارية والزخرفة ولهذا الموضوع علاقة بموضوعين آخرين اقتضى البحث التطرق إليها في القسم الأول من الكتاب وهما موضوع أصول نظم المدارس ومصادرها ووظائفها ثم كيفية الدراسة وموادها والكتب التي درست فيها وحول سبب نشأة المدارس في تونس كما في بقية أنحاء العالم الإسلامي يقول المؤلف أن المسجد والرباط والمنزل هي فضاءات استخدمت في التدريس والتعليم قبل المدارس وقد ظل المسجد قائما بهذه الوظيفة الى عصرنا هذا فقد دامت الدراسة بجامع الزيتونة حتى بداية النصف الثاني من القرن العشرين وتساءل المؤلف هل أسست المدارس لتقوم بمهمة التدريس فقط أم أنشئت لأسباب أخرى. في محاولته الإجابة على هذه الأسئلة أورد المؤلف رأى المرجع العلامة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور الذي قال » ما نشأت فكرة وضع المدارس لدراسة العلوم في الإسلام إلا من اثر امتزاج التمدن في عصر الدولة العباسية بين مدنية الإسلام ومدنية اليونان لأنهم لم يغفلوا حين ترجمتهم كتب اليونان عن ذكر مدرسة افلاطون ». كما أورد رأي الباحث فان برشم الذي كتب  » إن الظروف السياسية تدخلت تدخلا مباشرا في نشأة المدارس وتطورها إذ خرجت المدارس الدينية من ميدانها الخاص وأصبحت مؤسسة تخضع لإشراف الدولة الرسمي  » وهنالك أيضا من يرى أن المدارس أنشئت من جراء اكتظاظ المساجد. وقد اتسم تخطيط مدارس مدينة تونس مثلما جاء في الكتاب ببساطته إذ نجد بكل مدرسة صحنا تحيط به أروقة وفي العادة تمتد غرف الطلاب على ثلاث جوانب من الصحن أما الجهة الرابعة فيتصدرها المسجد كما انضاف خلال الفترة التركية عنصران هامان جلبا من المشرق وهما السبيل ومدفن مؤسس المدرسة أو التربة. وأسهب المؤلف في الحديث عن مدارس مدينة تونس العتيقة ومنها المدارس القائمة الذات مثل المدرسة الشماعية والمدرسة المغربية والمدرسة المنتصرية والمدرسة الأندلسية ومدرسة الزاوية البكرية والمدرسة المرادية والمدرسة الحسينية ومدرسة النخلة والمدرسة الباشية والمدرسة السليمانية ومدرسة بئر الأحجار كما لم يغفل عن ذكر المدارس المنقرضة مثل المدرسة التوفيقية والمدرسة العصفورية ومدرسة الزاوية الباهية. وتنقسم المدارس الى قسمين : قسم أول له صبغة رسمية ويهم المدارس التي شيدها السلاطين والأمراء والبايات وقسم ثان يتمثل في المدارس التي أسسها الخواص. واتجه اهتمام شيوخ المدارس الى العلوم النقلية من حديث وفقه وغيرهما بينما لم تلق العلوم العقلية الحظوة اللازمة واتسمت طريقة الإلقاء والأخذ عن الشيوخ بنوع من الجمود وهكذا ( يقول المؤلف) تجاوز الزمان وظيفة المدرسة التي أصبحت لاتتماشى وتطور العصر وربما كان هذا أهم الأسباب التي توقفت من اجلها المهمة التدريسية بها انطلاقا من أواسط القرن التاسع عشر . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 4 سبتمبر 2007)


بمبادرة من أحد أهم وجوه المجتمع المدني إنشاء أول ملجأ للرجال المضطهدين من زوجاتهم في تونس

05 سبتمبر2007م  تونس – رويترز قالت مجلة تونسية الأربعاء 5-9-2007 إنه تم إنشاء أول ملجأ للأزواج المضطهدين من قبل زوجاتهم في تونس، وأضافت مجلة الملاحظ الأسبوعية أن العربي بن علي الفيتوري وهو أحد وجوه المجتمع المدني بادر بتخصيص فضاء بأحد مدن الضاحية الشمالية كملجأ للأزواج المضطهدين من قبل زوجاتهم الذين غالبا ما يجدون أنفسهم خارح بيت الزوجية بسبب معاملة أو عنف زوجاتهم. وأشارت إلى أن العنف لم تعد ضحيته الزوجات فقط بل شمل أيضا الأزواج بعد تنامي هذه الظاهرة الجديدة الدخيلة على المجتمع والتي تتمثل في وجود نساء يجدن متعة في تعنيف أزواجهن. وكشفت دراسة للديوان التونسي للأسرة والعمران البشري نشرت نتائجها يوم الاثنين الماضي أن تركيبة الأسرة التونسية شهدت تغييرا وأن الرجل لم يعد المصدر الرئيسي للدخل في البيت.

 

الرئيس زين العابدين بن علي يهتم بنشاط وبرامج وزارة الشؤون الدينية

اتجهت عناية الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه اليوم الأربعاء بالسيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية الى نشاط الوزارة وبرامجها في الفترة القادمة .

واطلع رئيس الدولة في هذا السياق على الإجراءات التي تم ضبطها استعدادا لشهر رمضان المعظم وخاصة منها ما يتعلق بتهيئة بيوت الله بما يوفر لروادها أسباب الراحة عند أداء الشعائر ويضمن حسن انجاز الأنشطة المندرجة في نطاق التوعية الدينية من دروس ومحاضرات وندوات تستهدف تجلية مبادئ الإسلام السامية وقيمه السمحة .

واهتم سيادة الرئيس كذلك بالمسابقات القرآنية الدولية والوطنية و الجهوية التي تقام خلال شهر رمضان المبارك .

(المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 5 سبتمبر 2007)

 


« الشروق اليومي » الجزائرية تعاين المعاناة:

التونسيون يخشون الإرهاب والجزائريون يذوقون العذاب

 

عندما تدخل إلى أي مركز حدودي جزائري – تونسي من جهة ولاية تبسة سواء تعلق الأمر ببوشبكة أو العيون أو المريج، تصادفك طوابير طويلة من السياح الجزائريين المتعودين على قضاء العطلة في تونس، آلاف الأشخاص يتكومون عند المداخل في رحلة بحث عن ختم تدوم ساعات طويلة، فيما تشكل السيارات حلقة ثعبانية تتحرّك بقيد أنملة أو سلحفاة، عند أحد المراكز (العيون – حيدرة) سألت شرطي الحدود (عبد الرزاق) عن عدد الخارجين يوميا، فقال: ألفي شخص وأحيانا أكثر وزهاء 200 سيارة.. مقابل 15 شخصا من الجهة المقابلة من السياح الأجانب والتونسيين الذين يدخلون الجزائر! ومع أنه كان هناك حوالي 60 شخصا لدى تفقدنا المركز، فقد جرت الإجراءات الرقابية لجوازات السفر بسرعة فائقة لا تكاد تشعر معها بالمعاناة والقلق والضجر… ذلك أن عون الأمن عبد الرزاق، سريع الحركة وصارم في أداء المهام، يعاونه في ذلك عدّة أعوان يسهلون المهمة للزوار الذين بإمكانهم التفسح في خارج المركز الذي يحتوي على كافتيريا ومراحيض وكراسي للراحة، وتنعدم هذه المرافق لدى الجانب الآخر، أي داخل المركز التونسي، فلا وجود لمقهى، فيما تبقى المراحيض مغلقة، ناهيك أن المركز متواضع معماريا، وداخل هذا المركز تبدأ تشعر بالقلق والضغط والضجر، رغم الترحاب الكبير للأعوان التونسيين الذين تشعر معهم أنك داخل إلى بلدك، الترحاب الكبير يقابله خلل أكبر، ذلك أن هنالك عونا واحدا فقط يعالج مئات الجوازات وهذا كثير جدا على شخص واحد يعمل طوال اليوم.. ومتعب للمئات الذين ينتظرون لحظة عبور تدوم ساعات طويلة. سألت عنابيا فضّل الدخول عبر أحد مراكز تبسة عن سبب زيادته مئات الكيلومترات فقال: « أفضّل أن أزيد 200 كيلومتر على أن أبقى 12 ساعة بأم الطبول (الطارف). هنا الإجراءات أسرع والحركة خفيفة، تختصر المشاكل ». في إشارة إلى واقعة إقدام جمركي تونسي على رمي مئات جوازات السفر والفوضى التي حدثت بعد ذلك بعد ما فضّل جزائريون الامتناع عن الدخول بعد هذه الواقعة المهنية.. والتي كلفت الجمركي التونسي التوقيف من طرف السلطات التونسية وتنقل والي طبرقة إلى المركز الحدودي للوقوف علىإجراءات حسن الاستقبال. ليس الطرف التونسي وحده المسؤول عن هكذا مشكلات، بعض الجزائريين مسؤولون عن الوضع، لا يحسنون التحاور إلا بالفضاضة وحدة الطبع وأحيانا يتصرفون بمنطق « الكاوبوي » مع أنهم ضيوف، وجب عليهم التقيّد بآداب الضيافة، لذلك تصدر منهم أشياء لا يقبلها الجزائريون.. ما بالك بالتونسيين، والأمر يثير أحيانا تشنجات، كيف يمكن فهم تصرف أن يلقي مراهق جزائري قارورة ماء فارغة من سيارته قرب عون أمن تونسي بالحدود؟ وكيف يمكن فهم محاولة جزائريين « حرق » الطابور الطويل.. بعض الجزائريين يهينون أنفسهم بتصرفات طائشة لا تليق برتبة « سائح ».. إنما برتبة « صائع »! في أحد المراكز الحدودية التي زرتها وأمام طول الإجراءات التونسية في معالجة جوازات السفر، حيث يتولى عون واحد مراقبة الجوازات واحدا بعد واحد، يتفحّص جيدا في الوجوه، ويطلب منك إحضار الصبي والصبية المدمجة معك في جوازك إن كنت أبا أو أمّا ليتأكد من مطابقة الوجه للصورة المدمجة في الجواز، ذلك كله لأسباب أمنية بحتة، منذ أحداث قرومباليا وسليمان الإرهابية، جنوب العاصمة تونس، يشكل الهاجس الأمني أولى أولويات السلطات التونسية، لكن طول مدة هذه الإجراءات ولّدت لدى الطرفين الجزائري والتونسي حالات رشوة، ومع أن تلك الحالات تنعدم داخل المركز الذي يتقيّد فيه الأعوان بالشفافية، فإن بعض الأعوان المتواجدين خارج المركز هم الذين يتكفلون بهذه المهمة، سمعت سائحا جزائريا يسأل عونا تونسيا عن ضرورة تسريع الإجراءات بحكم أن الجزائريين متفهمون ومن قوم « كول او وكل » فرد العون « إذا كنتم كذلك، فلماذا لم تحضر معك هوية »! خارج المركز يقوم بعض الجزائريين بالإتصال ببعض الأعوان التونسيين الذين نشأت معهم علاقة « طريق »، يعطونهم بعض الدنانير وجوازات السفر واستمارة العبور، ليقوم هؤلاء بإدخالها من الوراء ومعالجتها في ظرف قياسي ووجيز، فيما يبقى المئات المتقيدين بالآداب والقانون في انتظار حكم الكمبيوتر والقانون، ومع أن البزناسة وأصحاب سيارات النقل العاملة بين الجزائر وتونس هم الأكثر استعمالا « للقصان » مع بعض الأعوان التونسيين لا كلهم، عندما سألت سألت قسنطينيا عن سبب لجوئه إلى الرشوة، ردّ ببرودة أعصاب « معي ركاب أنا مسؤول عنهم، ثم إن الأمل في الفوز بعدّة كورسات ونحن في شهر جويلية يغري على دفع دينار أو دينارين تونسيين مقابل ربح آلاف الدينارات الجزائرية »! فيما أضاف سائق آخر: « إذا تقيدت بالقانون، عليك أن تنتظر 10 ساعات كاملة أمام هذا العدد الهائل من الزوّار، ليس لدي استعداد البقاء في هذا المحشر.. هذه هي جهنم، آلاف الجزائريين أغلبهم شبان وصراخ الأطفال الصغار، هذا مقرف ومزعج ».. لتفادي ذلك، بدأ الجزائريون قصّة الدخول إلى الحدود ليلا، أي بعد منتصف الليل إلى الرابعة صباحا، ويبدو أن هذه القصة ناجحة بعد ما أكد عديد ممن التقيناهم أن تعب العبور نهارا يتحوّل إلى فسحة ليلا، مع ملاحظة شديدة الأهمية، ففي الوقت الذي يسلمك الطرف التونسي استمارة واحدة للدخول، تقطع إلى نصفين تحتفظ بالنصف عندك لإعادة تسليمها عند الخروج، ربحا للوقت، لايزال الطرف الجزائري يطالبك بإعادة ملء استمارة دخول جديدة، ما يشكل من ناحية أخرى، عملا إضافيا ووقتا ضائعا وجهدا مضنيا وضغوطا مضاعفة، مع أن البيانات المقيّدة عند الخروج هي ذاتها.. الطرف الجزائري يشكل مصدر معاناة للسوّاح الجزائريين أيضا؟!  أ. أسامة

 

حدود ولاية الطارف جزائريون يقترحون المعاملة بالمثل

 

عاد مئات الجزائريين يجرون أذيال الخيبة من تونس بعد أن تحولت رحلة كثيرين منهم لقضاء عطلهم هناك، إلى جحيم بدءا من مراكز الحدود ووصولا إلى المدن التونسية المسماة مجازا « سياحية »، ولم تكن رحلات أولئك الذين عبروا الحدود عبر ولاية الطارف بأحسن من حال نظرائهم بمراكز سوق أهراس أو تبسة الذين ذاقوا أنواعا « فنية » من الإهانة وسوء المعاملة، وإذا كان مركز عين دراهم المقابل لمركز العيون قد سجل عددا قليلا فقط من هذه الظواهر، فإن مركز ملولة المقابل لمركز أم الطبول حطم هذه السنة كل الأرقام القياسية المتعلقة بهذه المعاملة، إلى درجة تحولت إلى سمة بارزة لهذا المركز الذي يشهد، حسب إحصائيات رسمية جزائرية، مرور ما بين 700 و2000 شخص يوميا، وهو ما يمثل اقتصاديا مدخولا خياليا للسياحة التونسية. وصبت معظم شهادات العائدين من الجارة تونس، التي سجلتها الشروق اليومي أمس، بالمركز الحدودي أم الطبول بالطارف، أن معاملات الأشقاء التونسيين تجاوزت كل حدود اللباقة وحسن الجوار من خلال تمادي أعوان المركز، في إهانة السياح الجزائريين باستعمال عبارات جارحة ومهينة أو التصرف برعونة كبيرة من خلال التماطل المستفز في تسوية الوثائق الإدارية، ليصل الأمر إلى حد تلفيق التهم والتعسف في استعمال السلطة، من ذلك ما رواه عمال المركز الجزائري من تعرض جزائري مقيم بالخارج إلى حجز سيارته بوثائقها من دون تسليمه أية وثيقة بحجم عثور شرطتهم على قطعة مخدرات بسيارته، كما تم توقيف بداية هذا الشهر وبنفس التهمة ثلاثة شبان من الطارف وسطيف وأودعوا سجن جندوبة بحكم لمدة سنة كاملة، وكادت الأمور أن تخرج عن إطارها وتحدث انزلاقات خطيرة نتيجة تصرفات أعوان هذا المركز خلال الشهر الماضي، بعد تعرض عدد من الشبان الجزائريين للإهانة بعد إلقاء جوازاتهم على الأرض، وهو ما تطلب تدخل مسؤولين من البلدين لتلطيف الجو. وتحدث زوار دائمون لتونس عن وجود بعض المعاملات المهينة للفرد الجزائري، حسب نفس المصدر، تتعلق أساسا بالحريات الفردية وتصل إلى حد التمييز العنصري، حيث أكد هؤلاء منع الملتحين والمحجبات من دخول التراب التونسي إلى جانب عدد كبير من أصحاب البشرة السوداء، وهو أمر اشمأز منه كثيرون. وطالب الذين تعرضوا للإهانة بمركز ملولة التونسي بتدخل السلطات العليا للبلاد لوضع حد لهذه المعاملات، حيث وصل الأمر ببعضهم إلى حد المطالبة بتكرار سيناريو غلق الحدود مع المغرب أو التعامل بالمثل مع التونسيين الداخلين إلى الجزائر، والذين يلقون كل الترحاب ويستقبلون بالقبلات أينما حلوا. وأكدت مصادر محلية، رفضت الكشف عن أسمائها، للشروق اليومي، أن معاملة الجزائريين برعونة وسوء ازدادت حدة منذ التغيير الأخير الذي مس مسؤولي مركز ملولة، وهو ما يتطلب، حسب هؤلاء، تدخل السلطات الجزائرية لصيانة كرامة الجزائري. وكانت السلطات التونسية في خطوة « بهلوانية » قد أقصت الجزائريين من إحصائيات السياح الذين دخلوا ترابها خلال موسمها السياحي الحالي بدعوى أنهم متواجدون في بلدهم الثاني، وهو ما تنفيه المعاملات السلبية التي يلقاها هؤلاء من أول نقطة على الحدود إلى غاية العودة إليها. ن. عابد
 
الشروق في رحلة عبور الحدود التونسية

أيادي مفتوحة وقلوب مغلقة

 

يتفق التونسيون جميعا على أن الجزائري أصبح يمثل أحد أهم أرقام المعادلة السياحية في تونس، ويتفق الجزائريون جميعا على أن المعاملة التي يلاقيها الجزائريون لم ترق أبدا إلى قيمة هذا الرقم العملاق الذي جاوز المليون سائح ولم ترق إلى معاملة بقية السياح الأوروبيين الذين مازالوا المفضلين لدى الأشقاء بالرغم من أن البحبوحة المالية التي يعيشها بعض الجزائريين في السنوات الأخيرة تضاهي وتتفوق على ثراء كثير من الأوروبيين، ويعترف الأشقاء التونسيون بأنهم أصبحوا يتمتعون بمشاهدة سيارات آخر طراز القادمة من الجزائر، وهو دليل على أن السائح الجزائري إضافة إلى أنه شقيق فهو أيضا كنز مادي لمستخدمي السياحة في تونس، خاصة عندما تسوء الأحوال الأمنية في الدول المغربية، ويرى الأوروبيون وجهات أخرى غير تونس، فيبقى الجزائري أهم سائح في الخضراء.  

 
حدود ولاية تبسة

أخوة في الإذاعة وخصومة في الواقع!

 

الإجراءات التعسفية التي يعيشها السياح الجزائريون القاصدون تونس أخذت في الآونة الأخيرة أشكالا وألوانا مختلفة أجمع من خلالها من التقتهم الشروق بالمراكز الحدودية الثلاثة بولاية تبسة بنوع العدوان والظلم والسلوك المخالف للقيم والأعراف الإنسانية والتي لا تدل بأن هناك روابط بين الشعبين أو الدولتين، وكما يدعيه الاخوة في تونس من روابط أخوية كلام لا يتجاوز أنغام إذاعية تونسية خاصة إذا كانت المناسبة زيارة لوفد رسمي لتونس أو الجزائر، لكن الواقع المعاش بدءا من المراكز الحدودية بوشبكة، المريج، رأس العيون شيء مخالف للتصريحات والبيانات الإعلامية، فبمجرد وصول السائح الجزائري إلى مدخل الباب حسب شهادات العشرات حتى تبدأ لغة الأصابع المرافقة بالصوت المرتفع بتوقيف السيارة، يمينا أو يسارا، مع نظرات حادة لو جاءت مسمومة لقتلت العشرات يوميا وبعد ملء بطاقات الدخول ووضعها داخل جوازات السفر، كل مجموعة وحظها في ذلك اليوم، فقد تنتظر نصف ساعة أو ساعة وحتى أكثر، ويا ويح من طلب بالإسراع في الإجراءات فذلك هو اليوم المشؤوم، وياويح من كان المظهر الإسلامي بارز عليه أو علامات السجود بادية على جبينه، فالعودة إلى أرض الوطن هي اللغة المعمول بها لدى الأشقاء، وبعد اجتياز مرحلة الشرطة تأتي مرحلة « الديوانة » حيث التفتيش الدقيق للحقائب وأحيانا للجيوب ولا تسلم إلا القليل من السيارات من التفتيش المزعج والمقلق، وكم هو مؤلم حينما يأتي جمركي وهو يحمل مدور مسمار (تورني فيس) من أجل إزالة زخارف السيارة بحثا عن المخفيات، وفي هذا الإطار أكد الشاب موسى بأن ما تعرض له رفقة صديق مصري بإحدى المراكز التونسية يكاد لا يعقل ولما حاول موسى التبسي التحدث مع الجمركي التونسي تركوه وسيارته لمدة 04 ساعات دون الحديث معه وهو مادفع به إلى اتخاذ قرار بعدم الذهاب مرة أخرى إلى تونس مهما كانت الأحوال، كما أن هذه الإجراءات كانت محل رد عنيف من كثيرين الذين طلبوا باسترجاع جوازات سفرهم والرجوع إلى الجزائر دون الدخول إلى تونس، لكن الشيء المتفق عليه لدى الجزائريين العابرين للحدود الشرقية من ناحية تبسة أن هناك من الأشخاص الجزائريين والمقيمين ببعض بلديات ولاية تبسة كبئر العاتر والونزة مثلا لا يخضعون لمثل هذه الإجراءات وهم يمرون يوميا على مركز بوشبكة وسياراتهم محشوة بمختلف السلع ويقابلون بالتحية والإكرام، وما حادثة فرار 08 مهربين من مركز بوشبكة مؤخرا ببعيد والأسباب من كل ذلك يعرفها التونسيون وأصحاب سيارات « البيجو 505 » أكثر من غيرهم. وبعد الخروج من المركز الحدودي تبدأ رحلة جديدة من المضايقات والاستفزازات، فأغلبية سيارات الجزائريين تسير تحت مراقبة دراجات نارية تونسية مرة من الأمام وأحيانا من الخلف على قرابة 50 كلم تقريبا من المركز الحدودي، ومن حين لآخر ودون غفلة يتم توقيف السيارة من رجال بالزي الرسمي وبعد طلب جوازات السفر يواجهون تهمة تجاوز السرعة ليبقى السائق دقائق وأحيانا ساعة وهو يتوسل لاسترجاع وثائقه، ويا ويح إن كانت السيارة الجزائرية بها مواطن تونسي توقف له الجزائري لإيصاله لمنطقة معينة هي في طريق الجزائري. فالمصيبة كبرى والنجاة من الأمر ليس بالسهولة وتبقى الحكاية بهذا الشكل إلى غاية تجاوز إحدى الولايات التونسية في الطرقات الثلاثة المعروفة (القيروان، القصرين، الكاف) حيث يتنفس السياح الجزائريون مع أخذ الاحتياطات اللازمة من حين لآخر إلى غاية الوصول إلى إحدى المدن السياحية، فمن تردد على الحانات والملاهي فهو من الآمنين وإن كان المقصد أحد المساجد فيبقى ذلك السائح المصلي تحت مراقبة الأعين التي لا تنام والأذن التي لا تغفل، هذا أثناء الظروف العادية وإذا التزم الجزائريون بالقوانين التونسية، أما وإن حصلت مخالفة من جزائري وحوّل إلى مركز الشرطة فالأمر لا يطاق، حيث يمنع عليك الاتصال بأهلك ولو كنت تملك هاتفا خاصا عكس ماهو معمول به في الجزائر، سلوكات غير مقبولة وتجاوزات في غير محلها مثل ما أكد كثير ممن تم حجزهم بمراكز الشرطة خاصة منذ تنظيم دورة كأس افريقيا للأمم التي جرت بتونس وما أعقبها من أحداث مازالت عالقة لدى الآلاف من الجزائريين والذين مازال بعضهم مقاطعا تونس بسبب مالحق به أو ماشاهده من تجاوزات ضد الجزائريين والتي كانت محل متابعة من طرف وسائل الإعلام المكتوبة.. كل هذا وغيره من الحياة داخل السجون بالنسبة للجزائرين يعتبر قليلا مما ذكر، وما خفي كان أعظم يستحسن عدم ذكره حتى لا تزداد العلاقة هوة بين الشعبين، كما أن هناك روابط أسرية بين أبناء الشعبين، حيث يوجد أخوان شقيقان أحدهما جزائري والآخر تونسي، وعشرات أخوالهم جزائريون وهم تونسيون والعكس كذلك وحتى بالنسبة للأعمام. ع. عاصم (المصدر: صحيفة « الشروق اليومي » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 4 سبتمبر 2007)


850 مؤسسة تونسية تستفيد من البرنامج الاوروبي لتحديث الصناعة

 
تونس – 3 – 9 (كونا) – اعلن مسؤول تونسي هنا اليوم ان 850 مؤسسة صناعية تونسية استفادت من العام 2004 الى منتصف العام 2007 من المساعدة الفنية التى يقدمها الاتحاد الاوروبي ضمن برنامج تحديث الصناعة الموجه للدول الشريكة في التعاون الاوروبي المتوسطي. وقال المسؤول عن البرنامج في تونس صلاح الدين حمدي في مؤتمر صحافي هنا اليوم ان المؤسسات التونسية استفادت خلال هذه الفترة من اعتمادات ناهزت قيمتها 20 مليون يورو ما يعادل حوالي 34 مليون دينار تونسي. واوضح ان برنامج تحديث الصناعة الاوروبي الذي ينتهي في العام 2008 يقضي باستعمال بقية الاعتمادات المرصودة للبرنامج السنوي الثالث بما يستوجب توظيف 4 ملايين يورو اضافية (نحو 8ر6 مليون دينار تونسي) يضعها الاتحاد الاوروبي بتصرف المؤسسات المستفيدة من البرنامج. وقال حمدي ان المحاور المستقبلية للبرنامج ترتكز على الجوانب التجارية والادارية للمؤسسات الصناعية كمخططات التسويق والتحكم في استراتيجيات السوق بجوانبها المختلفة. وكشف ان 86 بالمائة من المؤسسات الصناعية المستفيدة من البرنامج تعتبر ان برنامح التحديث الصناعي الاوروبي يتلاءم بصورة جيدة مع حاجاتها فى هذا المجال طبقا لنتائج مسح حول انعكاسات انشطة البرنامح على المنتفعين. وذكر ان نتائج المسح اظهرت ايضا ان نحو 70 بالمائة من المؤسسات سجلت تطورا ايجابيا فى استثماراتها وانتداباتها وان كفاءة الخبرات واستعدادها تمثل نقاط قوة البرنامج فيما تتمثل نقاط الضغف فى قصر الفترة الزمنية وبطء الاجراءات للاستفادة منه. واكد سعي الحكومة التونسية الى ايجاد مرحلة ثانية من هذا البرنامج بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي الذي يهدف الى اعداد الصناعة التونسية لمواجهة المنافسة الدولية مع دخول منطقة التبادل الحر مع الاتحاد حيز التنفيذ بحلول العام 2008. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُــونا بتاريخ 3 سبتمبر 2007)


 

تفاقم الأزمة الإجتماعية في تونس

مواطنون يرهنون ممتلكاتهم لمجابهة مصاريف العودة المدرسية و شهر رمضان

شهدت القباضة المالية 9 أفريل بقابس يوم الثلاثاء حركة لم تشهدها من قبل بسبب تزاحم المواطنون لرهن ممتلكاتهم من الذهب للحصول على مبلغ من المال لا يتجاوز 300 دينار مهما كانت قيمة الصوغ ، على أساس تسديده بعد مدة مع فائض ب 20 بالمائة من المبلغ. المتأمل لهؤلاء المواطنون ذلك اليوم يلاحظ الارتباك على وجوههم متمنين إتمام الإجراءات بسرعة و مغادرة المكان خوفا من الالتقاء بأحد معارفهم لتحرجهم من هذه الطريقة التي لم يجدوا غيرها لمجابهة مصاريف العودة المدرسية و شهر رمضان. لم تقتصر فئة هؤلاء المواطنون على العمال اليوميين و أصحاب المهن البسيطة بل سجلنا حضور فئة الموظفين من الصحة و البريد و التجهيز…مما يدل على تفاقم الأزمة الاجتماعية في تونس بعد التصاعد المر اطوني لأسعار المواد الاستهلاكية و الوقود . الشيء الذي يفرض على الإتحاد العام التونسي للشغل لعب دور تاريخي و الاستعداد بمقاييس علمية  و اقتصادية دقيقة للمفوضات الاجتماعية سنة 2008 . و لمكونات المجتمع المدني دورهم بإعداد دراسات و برامج اقتصادية و اجتماعية بالتعاون مع خبراء في المجالين ، وذلك ببعث جامعة مفتوحة على طول السنة كما أقترح الدكتور عزام محجوب في محاضرته بالملتقي الصيفي الأول للشباب الديمقراطي التقدمي. معز الجماعي 
(المصدر: مدونة معز الجماعي   بتاريخ 5 سبتمبر 2007)

 
 

مداعبات فكرية وسياسية مع الأستاذ راشد الغنوشي

مرسل الكسيبي (*)

تحت عنوان « العدالة والتنمية المغربي الى أين ؟ » كتب الأستاذ راشد الغنوشي مقالا حلل فيه تطورات المشهد السياسي في المغرب الأقصى وتعرض فيه بالتأمل والنظر الى تجربة الحركة الاسلامية المغربية وعلى رأسها تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي .

وبالعودة الى ماورد في النص المذكور والمنشور يوم أمس الرابع من سبتمبر على موقع الجزيرة نت فقد لفت نظري موضوعان وجدتهما جديران بالتعليق والتأمل .

1- تصحيح حول وضع حزب النهضة والفضيلة :

أورد الأستاذ الغنوشي في مقاله انف الذكر مايلي من المعطيات وهو مااستوجب التصحيح والمراجعة في مايخص الوضع القانوني لواحد من التيارات الاسلامية المعتدلة الناشطة بالساحة المغربية :

« انحسرت أرض المغرب بعد نصف قرن من تداول نخب علمانية حديثة على الحكم عن فيض من الجماعات الإسلامية تغطي طيف الألوان الإسلامية كلها، بدءا بالتدين الرسمي بطبقته العلمائية والمؤسسات الدينية الضخمة، وانتهاء بالجماعات السلفية الجهادية الواسعة الانتشار وبالخصوص في أحزمة البؤس، مرورا بالجماعات الصوفية الكثيفة، وصولا إلى جماعات الحركة الإسلامية « الإسلام السياسي » على اختلاف إيقاعاته: العدل والإحسان -أكبرها فيما يبدو- رغم رفضها الانخراط في مربع العملية السياسية كما حدده بدقة وحزم الماسك بخيوط اللعبة: الملك، ثم « التوحيد والإصلاح » الراعي لحزب « العدالة والتنمية » موضوع حديثنا ثم البديل الحضاري وهو حزب إسلامي آخر معترف به، ثم حزب النهضة وحزب الأمة: وهما حزبان مرشحان للاعتراف ».

ان ماورد في الجملة الأخيرة بخصوص حزب النهضة يفتقد الى الدقة , ولاسيما اذا ماقصد بالذكر حزب النهضة والفضيلة حيث أن الأستاذ محمد خليدي والأستاذ عبد البارئ الزمزمي يقودان تيارا يحظى بالشرعية القانونية وهو من بين الأحزاب الثلاثة والثلاثين المشاركة هذه الأيام في تحضيرات الاستحقاق التشريعي , وقد نشأ حزبهما على اثر خلاف في تولي المسؤوليات داخل قيادة حزب العدالة والتنمية وهو مايبدو أنه تطور الى خلاف في الرؤية السياسية برغم التقارب الكبير في الأفكار والتصورات والمرجعية الاسلامية المعتدلة , مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأستاذ الفاضل محمد خليدي الذي يترأس الحزب له قدرة سياسية وتنظيمية تجعله قادرا على مزاحمة فعلية لحزب العدالة اذا ماتوفرت العوامل الاعلامية والمادية الداعمة في أي حملة انتخابية .

أما عن الأستاذ الزمزمي الرجل الثاني في الحزب ,وان كان هو الاخر يمثل رمزا منشقا عن حزب العدالة والتنمية ويعرف بالتصاقه بأدبيات الخطاب الاسلامي النصي فانه يؤخذ عليه كثرة توظيف الخطاب الديني في حملته الانتخابية .

وجدير بالذكر أن حزب النهضة والفضيلة في المغرب الأقصى حزب حديث النشأة ولم تمض على عملية تشكله أكثر من سنتين , وقد عقد مؤتمره الأخير في شهر ماي المنقضي وقد تشرفت بتلقي دعوة لحضور مؤتمره من قبل رئيسه الأستاذ محمد خليدي .

أما عن اصدارات النهضة والفضيلة الاعلامية فانه يقوم على توزيع وتحرير صحيفة أسبوعية تحمل مسمى العصر وهي صحيفة على غاية من الاتقان والجرأة والجمالية في الاخراج , وقد وزعت الى حد الأسابيع الأخيرة عددها 365 وهو اخر الأعداد التي اطلعت عليها جزئيا .

الملاحظ أيضا أن القناة المغربية الثانية M2  قامت بتغطية أشغال مؤتمر الحزب وحملته الانتخابية التي اتصفت بكثير من الانضباط والتنسيق والقدرة على ادارة الحملة اعلاميا .

وللتعريف السريع الذي أختم به توضيحي الأول فان الشعار المركزي للحزب هو الشمس مع خلفية زرقاء تغطي صورة كافة مساحة الشعار لولا اشراقة ذهبية أو صفراء في شكل أشعة شمسية تتخلل الفضاء الأزرق .

2 – فيما يخص فضائل مشاركة الاسلاميين في الحياة السياسية :

طرح الأستاذ الغنوشي في نهاية مقاله تساؤلا تشتم منه رائحة التردد في حسم فضائل المشاركة السياسية لدى الاسلاميين , وان كان سياق الخطاب بدى مستحسنا في جزئه الأول لخيار المشاركة وهو مابدى وكأنه تراجع عن موقف سابق لم يتفاءل تجاه امكانية التأسيس لتجربة عدالة وتنمية في المنطقة العربية , وذلك حين أمعن في الحديث عن تصدي الاستبداد الداخلي والهيمنة الخارجية للمشروع الاسلامي في المنطقة العربية , وهو مانقدته بتاريخ 18 أغسطس في مقال خاص نشرته على الوسط التونسية http://www.tunisalwasat.com وقد حمل عنوان « مساحة للاختلاف مع الشيخ الغنوشي: نعم هناك فرصة للنموذج التركي في العالم العربي » .

وحتى لانحاكم رؤية الأستاذ الغنوشي المترددة في حسم خيار المشاركة وفضائلها عربيا , فاننا ننقل للقارئ مانشر له يوم أمس على الجزيرة نت :

« ولكن ألا تمثل المشاركة خدمة للمشروع الثقافي الإسلامي، ولتيار الاعتدال الإسلامي على كل الصعد في زمن تشتد فيه الوطأة عليه وعلى جماعاته، وحدا من وتيرة النهب والفساد في الداخل؟ ألا يكون ذلك انتصارا ودعما لخيار التعامل الإيجابي مع الوسطية الإسلامية بديلا عن خيار الحل الأمني الذي راهنت ولا تزال عليه أنظمة عربية استئصالية، وإستراتيجية صهيونية ثابتة وحلفاؤها المحافظون واللبراليون الجدد وكل قوى الاستئصال. ألا يرجح ذلك خيار المشاركة على سلبياته؟ في المسألة نظر. والله ولي التوفيق. « 

ان الجواب الوارد في قفلة المقال عبر ألفاظ : في المسألة نظر  من شأنه أن يوحي أن كل ما أورد من حجج ايجابية في فضائل المشاركة في الجمل السابقة من شأنه هو الاخر أن يخضع لنقاش وحوار يبدو أنه لم يحسم نهائيا لدى التيارات الاسلامية العربية والتي يمثل الأستاذ الغنوشي واحدا من قياداتها المركزية .

اذا كان خيار المشاركة الاسلامية في المنطقة العربية قابلا للنظر , فهل يعني هذا الركون مجددا الى خيار المغالبة الذي ضيع اجيالا من أبناء الحركة الاسلامية وطاقاتها المادية ؟ , أم أن المقصود هو الانضواء تحت مظلة التيارات المدنية المقاومة كما تحدث عن ذلك صوت معروف بالتصاقه من طروحات الشيخ الغنوشي وهو الأستاذ ياسر الزعاترة ؟, بما يعنيه ذلك من خلط وتصنيف نموذجي خاطئ لفروق الأوضاع السياسية في المنطقة العربية , حيث أن أوضاع المنطقة الخليجية مثلا هي غير الأوضاع المغاربية والأوضاع في المنطقة المغاربية نفسها تختلف بحسب الخصوصيات القطرية .

يبدو أن الكلمات الأخيرة تطرح ايضا اشكالا قياديا رؤيويا داخل حركة النهضة التونسية التي يترأسها الأستاذ الغنوشي , حيث أن الوضع السياسي بالبلاد بدى يلقي بظلاله في شكل خلافات حادة تشق الرأي والتصور القيادي , فبين مؤمن بتطبيع العلاقات مع السلطة وفك حالة الاشتباك السياسي الحاد معها وبين مؤمن بالانضواء تحت مظلة الفضاء المعارض الممثل في هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وهو مايعني مواصلة الخيار النقدي الحاد والانخراط في عمل سياسي جبهوي .

أما بالنسبة لما يكرره الأستاذ راشد الغنوشي في نصوصه السياسية والفكرية بخصوص الهيمنة الخارجية على المنطقة ومناوئتها للمشروع الاسلامي , وتعمده تفصيل ذلك ذكرا وتحديدا لمعالم هذه الهيمنة من خلال قوله « ألا يكون ذلك انتصارا ودعما لخيار التعامل الإيجابي مع الوسطية الإسلامية بديلا عن خيار الحل الأمني الذي راهنت ولا تزال عليه أنظمة عربية استئصالية، وإستراتيجية صهيونية ثابتة وحلفاؤها المحافظون واللبراليون الجدد وكل قوى الاستئصال » , فانني أظن أن الحكمة السياسية تقتضي التفريق بين مايكتبه المفكرون المتحررون من المهام الحزبية السياسية وبين ما يكتبه قادة الأحزاب , حيث أن تدقيق ذكر الخصوم الخارجيين والخلط غير الدقيق بين رؤاهم السياسية في مساواة بين الصهاينة والمحافظين والليبراليين الجدد الذين اختلفت تقديراتهم في موضوع التعاطي مع الظاهرة الاسلامية العربية , ان ذلك لمن معقدات ومشعبات وضع حركة النهضة على مستوى العلاقات الدولية الطبيعية مع القوى المؤثرة في مصير المنطقة , وهو مايتناقض تحقيقا ونظرا مع محصلة تجربتي حزب العدالة والتنمية في كل من المغرب الأقصى وتركيا حيث يتمتع هذان الحزبان بعلاقات قوية مع الأوساط الدولية في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية أين يصنع عادة الفيتو او الترحيب بأي تجربة اسلامية , وأظن أن المحافظين والليبراليين الجدد هم عمود فقري قوي في صناعة محاور هذا الترحيب أو الرفض الخارجي لتجربة حركة النهضة التونسية .

 

(*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »

 

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 5 سبتمبر 2007)

 


 

تونس: صورة مجتمع بعدسة إنجليزية

 
بقلم: آمال موسى (*) تغلب على علاقة «الأنا» العربية بالآخر الغربي مناطق كثيرة من العتمة المنتجة لظاهرة سوء الفهم من جهة، ولانطباعات متباينة لا تخضع الى فهم واضح وعميق من جهة أخرى. ولا يكفي في حديثنا عن الآخر أو في حديثه عنا أن نسرد وقائع، لا شك في صحتها، وإنما المطلوب هو وضعها في سياقها وتجنب السطحية في فهم الظواهر أقصى ما يمكن، من خلال البحث عن الأسباب المنتجة لأية ظاهرة، والإلمام بمعطيات تاريخية وثقافية وحتى اقتصادية لوضع كل ظاهرة في نصابها. ونكون بذلك، قد وفرنا على أنفسنا خطر المبالغة، باعتبار أن العملية ذاتها لا يمكن اقتطاعها أو تجزئتها وأنها لا تتحقق بمداعبة ذهنية للظواهر، بقدر ما تستلزم جهدا في الحفر، يسمح بتكوين معرفة حقيقية حولنا أو حول الآخر. ويبدو أن علاقة الآخر الغربي المتقدم بالمجتمعات الاسلامية، لا تزال بحاجة أكيدة الى أزمنة من التواصل والمعرفة والقرب، وهو ما تأكد لي من خلال مقالة مدتني بها صديقة عربية مقيمة في لندن تولت مشكورة تعريبها. وهي مقالة للصحافية روز ماري بيهان، نشرت في «الديلي تلغراف» بتاريخ أول أغسطس، وبدأتها بالإشارة الى أنها موجودة في تونس منذ شهر لتعلم اللغة العربية، وتناولت فيها بالانتقاد الحاد ظاهرتين وقعت ملاحظتهما، الأولى تتعلق بالمجتمع ككل والثانية بالرجال التونسيين. تصف الصحافية روز ماري بيهان تونس بالعاصمة العربية الأكثر تقدمية «بين مزدوجين»، مضيفة أنه في تونس يتزامن آذان الصلاة مع صوت شاكيرا. وتقول بيهان أيضا إنها لاحظت كثرة ترديد التونسيين، حتى الأكثر علمانية منهم لكلمات الحمد لله والشكر لله، حيث تذكر «إنهم يحمدون الله كثيرا لدرجة تثير التساؤل عما إذا كان يتبقى لديهم الوقت لفعل أي شيء آخر». وتسترسل في ملاحظة هذه المسألة بالقول إن التونسيين يكثرون من ترديد عبارات مثل «الحمدلله، إن شاء الله، بسم الله»، وإنهم يكررونها في كل مناسبة مهما كانت، سواء نهاية وجبة أو اجازة مشروع أو حتى تبادل حديث جدي. تنتقل بيهان بعد ذلك الى توجيه انتقاد حاد لتصرف بعض شبان تونس مع غير التونسيات وتقول إن «الأكثر تحديا من حاجز اللغة هو انعدام التفهم والاحترام للمرأة الأجنبية، خصوصا الغربية». وتضيف: «فالنساء الاجنبيات هدف لاهتمام غير أخلاقي من جانب رجال تونسيين جعلوا من استغلال عزلة المرأة الأجنبية وكأنه واجب وطني». وبعدما تشير الكاتبة الى جهود الرئيس الراحل بورقيبة في النهوض بوضع المرأة التونسية تقول إنها أصيبت بخيبة أمل ازاء ما تتعرض له المرأة الغربية من مضايقات الشبان في تونس، وهي مضايقات تلاحق الغربية حتى وهي تسبح في البحر، ناهيك من ان المرأة الغربية لا تستطيع التجول في الشارع، من دون ان تتعرض لملاحقات من شبان واهمين بأن أية غربية، تتمنى قضاء ليلة مع واحد منهم. وتختم بيهان بالقول ان درجة المضايقة من شأنها أن تحول أية امرأة غربية عادية الى «فيمينست في منتهى الغضب»، إذ يبدو لها ان الشبان التونسيين يعتقدون أن استهداف غير التونسية سلوك مشروع… لقد تعمدت تضمين هذه المقالة بأكثر ما يمكن مما كتبته الصحافية روز ماري بيهان، حتى يقرأ كل واحد منا موقفها بشكل محايد، تماما كما فعلت الصديقة التي أرسلت لي المقالة. ولكن هل تجنت الصحافية الانجليزية على التونسيين خاصة الرجال، أم أن الكاتبة كانت أمينة في نقلها لبعض التفاصيل والملاحظات الاجتماعية؟ في الحقيقة يظهر أن ما كتبته بيهان لا يقارب من زاوية التجني ولا من منظور الأمانة ايضا. فهي ملاحظات صحيحة في مجملها ولكن المشكل يكمن في طريقة تقديمها، اذ تتصف الطريقة ببعض السطحية والكسل، باعتبار أنها اكتفت بما رأته واعتمدت على ردود أفعالها الغاضبة، خاصة في تصرف الشبان مع غير التونسيات، الشيء الذي جعلها غير محايدة، كما تشترط الكتابة القائمة على الملاحظة. ولكن ليس صعبا فهم مواقف بيهان، التي هي في جزء منها نتاج بعض الأفكار المتداولة، منها أن تونس من أكثر الدول العربية علمانية وأن مجتمعها في علاقته بالدين أقرب ما يكون الى علاقة أوروبا الجنوبية بالدين وأنه لولا عدم تجذر الدين فيه، لما قبل بالاصلاحات، التي قامت بها الدولة التونسية إبان استقلالها، والتي تعلن بشكل صريح عن توجهات علمانية ترفض استمرار فعالية المحاكم الشرعية والتعليم الزيتوني… وفي الحقيقة مثل هذه الفكرة، تستند الى أخطاء كثيرة ورغبة في تقليص أهمية البعد الديني في المجتمع التونسي، الذي هو مثل غيره من المجتمعات العربية والاسلامية عاش أزمة الاسلام السياسي، ثم ان البند الاول من الدستور التونسي يعلن بشكل صريح ان الاسلام دين تونس. كما أن تاريخ الاسلام في تونس عميق التجذر، بل إن جامع الزيتونة، كفضاء تاريخي للمعرفة الدينية سابق حتى على جامع الازهر الشهير. لذلك فان الثقافة الاسلامية متغلغلة في المجتمع التونسي وتنعكس بشكل واضح على الجهاز اللغوي المتداول، حيث يتواتر استعمال «الحمد لله، ان شاء الله». وان كنا لغويا وسوسيوثقافيا لا ننكر دلالات كثافة تواتر هذه العبارات في معجم اللهجة التونسية، فإنه لا يتعارض والتقدم بالإضافة الى أن شرط التعارض بين المجتمع المدني والمجتمع الديني غير قائم الذات في سياق المجتمعات العربية والاسلامية، بل حتى ايضا في غير مجتمعاتنا. لذلك فحتى الذين وصفتهم بالعلمانيين، هم ترعرعوا في بيئة ذات ثقافة اسلامية، الشيء الذي سينعكس على اللغة ومفاهيمها. وأتذكر في هذا السياق أن زميلي عندما زار مدينة «فورث ورث» في ولاية تكساس الأمريكية، ذكر لي ـ من دون أن يبدي أي استغراب أو نقد ـ أن أول شيء يعترض الزائر بعد خروجه من المطار لافتة مكتوب عليها ما معناه «لئن شكرتم لازيدنكم»، وفي عشية السبت، شاهد مجموعة من الشبان والشابات مجتمعين في قلب المدينة وحاملين للصليب ويناقشون مأساة المسيح بتأثر بالغ. وفي الحقيقة الأمثلة التي تنسف فكرة تعارض الدين مع التقدم، كثيرة خصوصا أن مفهوم العلمانية او اللائكية لا يعنيان نسف البعد الديني من المجتمع، بقدر ما يفهم منها فصل الديني عن السياسي. لذلك لو وضعت بيهان المجتمع التونسي في سياقه الثقافي والتاريخي والديني، وأنه بالاضافة الى انتمائها الثقافي والحضاري، هناك انتماءات وسياقات اخرى، لما تعاطت مع العبارات الدينية التي يرددها التونسيون بذلك الاستغراب وبتلك السخرية المستبطنة. أما بخصوص انتقاد الكاتبة لتصرفات بعض الشباب مع الأجنبيات، فهي صحيحة. من ذلك أنه يوجد مصطلح شعبي تونسي، يسمي صائدي السائحات بـ«البزناسة»، ومن المفارقات أن هذه التسمية مشتقة من عبارة «البيزنس». وبحكم أن تونس بلد سياحي، يستقبل الأوروبيين بشكل أساسي فإنه في كل مدينة سياحية تونسية تقريبا هناك مجموعات من الشباب شغلها الشاغل اصطياد الاوروبيات وذلك بقصد الهجرة الى حيث يتوقعون الظفر بالمال والسيارات الفاخرة بأسرع وقت ممكن. وفي المدن الساحلية خلقت ثقافة خاصة في العلاقة بالأوروبيات، حتى بالنسبة الى الذين لا يملكون هاجس الهجرة. وفي الحقيقة هذه الظاهرة ليست حكرا على بلدان عربية سياحية، بل موجودة حتى في اوروبا ومدنها السياحية وقد بثت قناة «فرنسا 2» أشرطة وثائقية وريبورتاجات لمرات عديدة حول صيد بعض الأوروبيين للأوروبيات ويبدو أن مثل هذه الثقافة السلبية طبعا والقائمة على التمعيش والاستغلال، من هوامش ثقافة واسعة، تنتجها السواحل والبحار والسباحة والعلاقات العابرة. وانتقاد الكاتبة لهذه الظاهرة غير الحضارية أينما وجدت مفهوم جدا، خاصة عندما تصادفها في مجتمع معروف عنه تنزيل المرأة المكانة القانونية والاجتماعية الكبيرتين. ولكن غير المفهوم هو محاولة تضخيم الظاهرة ونقل انطباع وكأن كل شباب تونس على هذه الشاكلة. وإذا كانت بعض المؤشرات ترتقي الى مستوى التعميم، ربما لقلنا إن ظاهرة ضرب النساء الموجودة في أوروبا، التي تتعارض بشكل قاطع مع جغراثقافية متقدمة ومنتصرة لحقوق الانسان جملة وتفصيلا، تشمل كل الأوروبيين أيضا… ولكن هل تنتج مثل هذه المقاربات التعميمية والمبالغة والتي تصاغ بمنتهى الغضب، معرفة حقيقية عن المجتمعات قابلة للحياة؟ (*) كاتبة وشاعرة من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 سبتمبر 2007)

 


 

 

ســواك حار 46

 
صــــابـر التونسي ذكر مصدر رسمي أن وزير الدفاع التونسي، كمال مرجان أجرى اليوم (الثلاثاء) محادثات مع قائد القوات البرية في الجيش الوطني الشعبي الجزائري، اللواء أحسن طافر، تناولا فيها أوجه التعاون بين القوات المسلحة في البلدين وآفاق دعمه خصوصا في مجالات التكوين والتدريب و تبادل الوفود و الخبرات (إكي الإيطالية) نأمل أن تتغير العقيدة القتالية لجيشنا الوطني بعد هذا اللقاء والتي مفادها أن الهجوم المباغت علينا سيكون من الجيش الجزائري أو الليبي وأنه لا متربص بنا سواهما!! (أليس الأمر كذلك يا سيد عداسي)؟؟ صدر العفو العام في منتصف يونيو الماضي بعد أخذ ورد طويل بين الأحزاب السياسية المختلفة (في هولندا)…. يشمل القانون طالبي اللجوء الذين تقدموا بطلباتهم قبل إقرار قانون اللجوء الجديد في الأول من أبريل عام 2001، ممن رفضت طلباتهم بشكل نهائي، أو الذين لم تحسم ملفاتهم بعد. يقدّر عدد الذين يمكن أن يستفيدوا من القرار ما بين 25 إلى 30 ألفا.  (إذاعة هولندا الدولية) الديمقراطية تمكن الأجانب من العفو العام والإستبداد يعم المواطنين بالقهر العام! تبقى البلاد وإن « جارت » على أهلها عزيزة والمستبدون بها لئام!! دافع مسعود ولد بلخير رئيس مجلس النواب الموريتاني وزعيم الحراطين الموريتانيين (الارقاء المحررون) … وقال في تصريحات صحافية إنه يعارض بشدة تأسيس هذا الحزب الذي يسعي داعمون سياسيون للرئيس الموريتاني إلى تأسيسه مشددا على تخوفه من أن يكون الحزب الجديد وريثا للحزب الجمهوري سيء السمعة الذي أسسه الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع وتحول إلى وكر للمحسوبية والوساطة.  (القدس العربي) أنا لست أخشى من هبل، سقط هبل* لكنني أخشى إذا عادت قريش إلى هبل (1) نرى بهم كل ما نشكوه من صنم * ولا نشاهد بهم عفّة الصنم (2) وقالت الصحيفة ان الوحدات الامنية التابعة للحرس الوطني كشفت عملية الابحار قبالة شاطئ تاكلسة القريب من مدينة نابل على بعد 60 كيلومترا جنوب تونس العاصمة وتمكنت من انقاذ 26 تونسيا من الغرق كانوا على متن زورق صغير حمولته زائدة مضيفة ان حالتهم الصحية كانت متدهورة جدا ما استوجب نقلهم الى المستشفي . (القدس العربي) لابد من التدقيق في جنسيات المنقَذين … لعلهم شباب إيطالي يحرقون إلى تونس بعد القفزات الإقتصادية التي قفزتها والشهائد العالمية التي نالتها!! قال الأمير الوطني في ما كان يعرف ب “الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحل”، مدني مزراق أمس إن مؤتمراً جامعاً لشتات جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة سينظم قبل نهاية العام الحالي وأضاف في تصريح صحافي أن الخطوة ستمهد لميلاد حزبه الجديد، وأن التحضيرات تسير في الطريق الصحيح لترتيب الأمور. (الخليج الإمارتية) دنيا!!! … أليس أمثال هذا الخبر وما يحدث في تونس من تعنت وكبت سياسي دافعا للشباب اليائس إلى خوض تجربة مدني مزراق؟؟!! ما انفكت السلطة تطالب بتفعيل دور الاعلام حتى يواكب التطورات التي تشهدها البلاد، وتتحدث من حين لاخر عن وجود نقلة نوعية في اداء صحفنا (الصباح) إعلامنا مواكب مواكبة جيدة لكل التطورات التي تشهدها البلاد فلم تفته المناشدات الشعبية لاستمرار « السيد » الرئيس في الحكم ولم يفته التحضير للحفل العشرين « للتغيير » والإستعداد لعشرينية أخرى كما لم يفته دعوة المواطنين للإنقلاب على الدستور!! فماذا تطلبون منه أكثر من ذلك؟؟!! فيما احزاب المعارضة لم تتوقف عن المطالبة بـ«تحرير الاعلام» في جميع المنابر وبمناسبة ومن دون مناسبة اما الرأي العام التونسي فيتطلع الى دور اوضح لصحفنا واعلامنا، بحيث يكون بحق مرآة تعكس واقعه.. او بعض جوانبه على الاقل (الصباح) أما هذه فلا ينازع فيها إثنان ولا تتناطح فيها عنزتان « كما يقال » فإعلامنا مرآة صادقة تعكس الواقع الذي يعيشه شعبنا!! العدالة والتنمية المغربي إلى أين؟ (عنوان مقال للشيخ الغنوشي)  (الجزيرة نت) العدالة التركي تجاوز أم تطور؟  (عنوان مقال للشيخ الغنوشي) (مجلة العصر) الشيخ الغنوشي يحلق حول الحمى ويتمنى أن يقع فيه!! النصوص منقولة عن الحوار نت (1) ـ بحري العرفاوي (2) ـ عصام العطار


كيف تبر أكرم ضيف نزل بساحتك ؟

الحلقة الأولى.

 
إكرام الضيف خلق إنساني وعربي قديم قدم الإنسان ولم يكن دور الأديان هنا سوى التمكين لخلقين هما : 1 ـ إخلاص فعل الإكرام لله وحده سبحانه وفي ذلك من المنافع ما فيه من مثل : نبذ التفاخر بين الناس في إنفاق الأموال الطائلة والتضحية بكرائم النعم نشدانا للذكر والشهرة وما من ريب في أن التكاثر في ذلك مجلبة للبغضاء بين الناس بما تكسر في نفس الفقير المعدم وتجعل للغني الميسور يدا طولى عليه بالإستكبار ومن تلك المنافع أيضا نبذ الإسراف فضلا عن التبذير وغير ذلك. 2 ـ شكر الواهب المنعم سبحانه على فضله ومن منافع ذلك الكثيرة بناء نفس قوية معتدلة متوازنة من صنف النفوس التي لا تحزن على ما فاتها ولا تفرح بما آوتيت فرح بطر وكبر. لقد ضربت العرب أمثلة من الكرم والسخاء والشجاعة والوفاء لا نظير لها في دنيا البشرية قاطبة ولذلك إستأهلت نزول آخر كلمة من السماء إلى الناس قاطبة بلسانها ونبيا منها وحملت أمانة البلاغ بسبب أن الإنسان كائن أخلاقي أو لا يكون وأن المكيال الأخلاقي فيه ثلاثي الأبعاد : دين يرعى به حق ربه عليه وحق نفسه على نفسه وكرم يرعى به حق المحتاج والضيف وكل مكروب وملهوف عليه وشجاعة يرعى بها حق المظلوم عليه. لم يكن ينقص أمة العرب في الجاهلية كرم ولا شجاعة بل كانت مضرب الأمثال في ذلك شرقا وغربا ولكن كان ينقصها الدين الذي يحررها من عبادة الأصنام المزرية بنعمة العقل العظمى ويكرمها بنعم التآخي الإنساني. يعسر جدا أن تلفى إنسانا شب على البخل ثم يصنع منه الإسلام كريما ولا آخر شب على الجبن ثم يصنع منه الإسلام شجاعا وليس ذلك عيبا في الإسلام ولكن سنة التربية وقانون الخلال المسترضعة مع حليب الأم الصافي في المهد الأول تقتضي ذلك. ولكن يؤمن البخيل فيحسن إيمانه وله في ذلك رخصة ويسلم الجبان فيحسن إسلامه وله في ذلك رخصة وإنما لم يرخص له إيمان ولا إسلام في أن يكون كاذبا بله كذابا أما إذا أسلم الشجاع وآمن الكريم فإن ذلك يلتقي مع دعوة الحبيب عليه الصلاة والسلام الذي كان يدعو منذ الأيام الآولى لنزول الوحي عليه  » اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين  » أي عمرو إبن هشام ( أبي جهل ) وعمر إبن الخطاب عليه الرضوان. كان كلاهما علما على رأسه نار تضيء بالكرم والسخاء وتموج بالشجاعة والإقدام غير هيابين بالخطوب. ولذلك أيضا قال عليه الصلاة والسلام  » خيرهم في الإسلام خيرهم في الجاهلية إذا فقهوا « . خيرا الجاهلية كانا متوفرين : الكرم والشجاعة فتمم الإسلام خير الفقه وبذلك يكون المؤمن ممن آمن وكسب في إيمانه خيرا. لكل ذلك نزل الإسلام على أمة العرب برغم تخلفها المدني الرهيب في ذلك الوقت وشركها ومثالبها التي نعرف والتي لا نعرف وذلك لأجل أن يكون الإسلام موسوما بالكرم والشجاعة من أول يوم أما المسلم البخيل والمؤمن الجبان فينفع نفسه بالنجاة يوم القيامة من النار أما في الدنيا فحسبه خويصة نفسه فهو يعيش بالإسلام لا للإسلام وهو من رعايا الإسلام لا ممن يرعون الإسلام ودعوته ويحدبون على الناس حدب الأم على وليدها. إكرام الضيف إذن خلة إنسانية عربية قديمة محبوبة منشودة ولذلك قال فيها النبي الأكرم عليه الصلاة حديثين كريمين هما : 1 ـ  » إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق « . مما يعني أن مكارم الأخلاق متوفرة بأقدار كبرى في أمة العرب خاصة وبقية الأمم بصفة عامة ولم تكن وظيفته عليه الصلاة والسلام سوى إتمام تلك المكارم إتمام تخليص لها من نشدان العجب والكبر والذكر بين الناس إلى نشدان رضى الرحمان سبحانه حتى يكون الجزاء عليها في الدنيا والآخرة معا وليس في الدنيا فحسب وإتمام تخليص لها من أدواء الإسراف والتبذير وما يجرانه من تفاخر وتكاثر. 2 ـ  » من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره « . رمضان المعظم هو الضيف المقصود : لحسن إكرام ذلك الضيف لا بد لنا من معرفة أمور ثلاثة : 1 ـ من هو ذلك الضيف؟ 2 ـ ماذا يريد ذلك الضيف منا؟ 3 ـ ماذا يحب ذلك الضيف وماذا يكره؟ وإلى حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه. الهادي بريك ـ ألمانيا

 

 

الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب

« من التشخيص إلى استشراف آليات الوقاية  » عنوان دراسة جديدة للمرصد الوطني للشباب

 

مثلت الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب « من التشخيص الى استشراف آليات الوقاية » محور الدراسة التي أصدرها المرصد الوطني للشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية .

 

وتهدف هذه الدراسة التي أجريت بناء على توصية من الرئيس زين العابدين بن علي الذي دعا الى تكليف المرصد الوطني للشباب بإجراء تحقيق ميداني حول الظواهر السلوكية الجديدة لدى الشباب  » الى مزيد الوقوف على مفهوم الانحراف وتحديد أنواعه وتحليل أسبابه وأبعاده الاجتماعية والاقتصادية و تحيين الآليات المتوفرة الخاصة بالوقاية من الانحراف وضبط مؤشرات القصور في الوظيفة التربوية للمؤسسات الاجتماعية ومن ثمة اقتراح مناهج وقاية وإحاطة حديثة وتقديم توصيات ومداخل علمية يمكن أن توظف كآليات للوقاية من الانحراف « .

 

وباعتبار صعوبة ضبط « السلوكيات الانحرافية » وتحديد الفئة المعنية بهذه الظاهرة داخل المجتمع التونسي كما هو الشأن في اغلب المجتمعات فقد اعتمد فريق البحث على تشخيص عيني من خلال الاقتصار في العمل الميداني على عينة من الأفراد الذين تورطوا في أفعال مخالفة للقانون أفضت الى الإيداع بالمؤسسة الإصلاحية لمن هم دون 18 سنة أو دخول السجن لمن تجاوز سن الرشد .

 

وقد ساعد هذا الاختيار المنهجي على حصر هذه العينة المدروسة وانجاز العمل الميداني دون أن يمكن الباحثين من جمع معطيات وإحصائيات حول فئات أخرى مثل تلك التي اقترفت أفعالا منافية للقوانين دون أن تقع إدانتها من قبل أجهزة القضاء أو تلك التي تعرف تهديدا في مساراتها بسبب هشاشة ظروفها الاجتماعية والاقتصادية .

 

وقد أنجز هذا العمل بخمس مؤسسات إصلاحية و سجنية بإقليم تونس وشملت العينة 50 شابا وفتاة ينتمون الى أقاليم تونس الكبرى والشمال الشرقي والشمال الغربي .

 

وحرصا من الباحثين على استقراء شامل وموضوعي لطرق التعامل مع ظاهرة الانحراف أجريت محادثات مع الهياكل الحكومية المعنية بالتدخل في المجال وهي ( وزارة العدل وحقوق الإنسان ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ووزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ووزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين) .

 

وفي محاولة لتشخيص ظاهرة الانحراف اعتبر الباحثون أن الظواهر السلوكية المنحرفة لدى الشباب متعددة ومتنوعة غير أن تناميها يبرز بالخصوص في مجالات جرائم السرقة والعنف والمخدرات والجرائم الأخلاقية وظاهرة التشرد وجرائم الكحول فضلا عن الجرائم المرتبطة بالتظاهرات الرياضية وما يتضمنه الوسط المدرسي من بعض مظاهر السلوك الانحرافي .

 

كما أكد فريق البحث في سياق هذه الدراسة واستنادا الى المعطيات الإحصائية الصادرة عن وزارة العدل وحقوق الإنسان أن «السلوك الانحرافي المرتكب من قبل الأطفال وكذلك اليافعين يتفاوت بحسب أصناف الجرائم التي بلغ عددها 12273 وهو ما يمثل نسبة 2 بالمائة من مجموع القضايا خلال السنة القضائية 2003- 2004» وفي استعراض لأسباب الانحراف ومسبباته شددت الدراسة على جملة من العناصر من أبرزها أسباب ذات علاقة بالحياة الأسرية مثل التفكك العائلي بسبب الطلاق أو الخلافات الزوجية وتواضع ظروف مستوى العيش والزواج المبكر وضعف فرص التواصل والحوار داخل الأسرة وأسباب ذات علاقة بالحياة الدراسية مثل الانقطاع المبكر عن التعليم «1 فاصل 7 بالمائة في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي و10 فاصل 9 بالمائة في المرحلة الثانية و12 فاصل 7 بالمائة في الثانوي» وأسباب اقتصادية واجتماعية مثل صعوبة استيعاب المسرحين من التعليم والحصول على شغل بسبب قلة المؤهلات المهنية وتدني المستوى التعليمي وتعرض البعض الى اعتداءات جنسية بصورة قاسية ووجود شبكات لاستقطاب الفتيات الجانحات حال الإفراج عنهن .

 

وخلال تعرضها للإشكاليات الميدانية في التعامل مع ظاهرة الانحراف شددت الدراسة على انه بالرغم من المجهودات المبذولة والإمكانيات الكبيرة التي وضعتها الدولة فان بعض الإشكاليات تحول دون تحقيق الأهداف المنشودة لعل أبرزها اضطلاع قضاة التحقيق بالقضايا الخاصة بالأطفال الى جانب القضايا التحقيقية الخاصة بالرشد وهو ما يشكل عبئا ثقيلا يوثر سلبا على أدائهم بالإضافة الى ضعف التنسيق والتكامل في الأدوار بين الأطراف المتدخلة في مجال الإحاطة بالأحداث ورعاية صنف الشباب المقصود بهذه الدراسة وذلك في غياب قطب مركزي ينسق ويوجه ويحكم ويدعم الأطراف المعنية ماديا وفنيا وهو ما يجعل المؤسسات المكلفة بالإحاطة في حاجة أكيدة الى «مرجعية تقييمية» .

 

كما تتأكد الإشكاليات الميدانية في افتقاد بعض الهياكل الاجتماعية والتربوية المعنية بإدماج الأطفال الى مشاريع بيداغوجية مؤسساتية توجه تدخلاتها وتضبط أهدافها العامة والعملية بما يضمن حقوق الطفل في الحماية الاجتماعية والقضائية فضلا عن صعوبة معالجة ظاهرة الإدمان إذ أن المؤسسات المتوفرة على غرار مركز جبل الوسط لا تستجيب في وضعها الحالي للصيغ الخصوصية اللازمة ولا توفر للمدمنين إمكانية الانتفاع بالخدمات الضرورية .

 

ومن خلال رصد آليات التعامل مع ظاهرة الانحراف واستراتيجيات التدخل الاجتماعي من خلال تدعيم الرصيد التشريعي وتعديل المقاربة القضائية ومزيد عقلنة التنسيق بين الهياكل المتدخلة خلص فريق البحث الذي أجرى هذه الدراسة الى اعتبار أن السلوكيات الجديدة التي تدخل في سياق عدم التكيف الاجتماعي تنتج عن عوامل معقدة تتفاعل فيما بينها صحية ونفسية واجتماعية ومادية وتربوية وحضارية وتتطلب معالجتها تدخلا متعدد الاختصاص يقوم على التنسيق والتعاون والتحاور وتبادل المعلومات بين أطراف متعددة بما من شأنه أن يؤمن النجاعة المرجوة في مجال رصد مثل هذه الإشكاليات وتجميعها وتحليلها .

 

وتبرز في هذا الإطار مجلة حماية حقوق الطفل التي أرست آليات وهياكل جديدة في تونس تغلب الجانب الوقائي والحمائي في التعاطي مع الشأن قبل الشبابي وتأتي في مقدمتها خطة مندوب حماية الطفولة الذي أسندت له صلاحيات هامة مكنته من التدخل في الوقت المناسب لحماية الطفل من كل ما يهدد سلامته البدنية أو المعنوية .

 

ويبرز المقصد التشريعي من إعطاء المندوب صلاحيات واسعة لضمان قيامه بمهامه في كنف المسؤولية والاستقلالية من خلال تمتعه بصفة مأمور الضابط العدلية ومهمة التدخل الوقائي وواجب السلطة التقديرية حول وجود أو عدم وجود ما يهدد صحة الطفل وسلامته فضلا عن اتخاذ التدابير العاجلة في حالات التشرد أو الإهمال لوضع الطفل بإحدى المؤسسات الكفيلة باستقباله .

 

وتخلص الدراسة الى كون ظاهرة جنوح «الشباب-الأحداث» لا يمكن معالجتها معالجة مجزاة أو فئوية بل وجب معالجتها في إطار أشمل يتناول جميع الفاعلين الاجتماعيين ومنها « الأسرة والمدرسة والجهاز القضائي وأجهزة الأمن الى جانب مؤسسات التكفل ومراكز التخصص والنشاط الاجتماعي وهياكل المجتمع المدني أحزابا كانت أو منظمات أو جمعيات مختصة .

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 5 سبتمبر 2007)

 


 

المخرج عبداللطيف قشّيش يلفت الأنظار في مهرجان البندقية

 

البندقية (إيطاليا) – عرفان رشيد     لفت المخرج التونسي الشاب عبداللطيف قشّيش الأنظار بفيلمه «الكسكسي والسمكة» المعروض ضمن المسابقة الرسمية في الدورة الـ64 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، محقّقاً نجاحاً مهماً ومفاجأة رسّخته كأحد أهم الطاقات السينمائية العربية والأوروبية. ويتوّقع أن يُكرر قشّيش في هذه الدورة من المهرجان ما كان حققه من جوائز مع فيلميه السابقين «الذنب كله على فولتير» الفائز بأسد مهرجان البندقية الذهبي كأول عمل، و»ألعاب الحظ والحب» الفائز بأكثر من جائزة سيزار. يعرض الفيلم قصة عامل السفن سليمان بيجي الذي يعيش في مرسيليا وتثُقل سنواته الواحدة والستين كاهله، فينوء تحت وطأة الكثير من المشاكل اليومية الناتجة عن طلاقه من زوجته الأولى وحياته مع سيدة أخرى تُدير الفندق الذي يقيم فيه، بعد أن هجر منزل الزوجية الأول. وبما أن بطل الفيلم سليمان بيجي معرّض للفصل من العمل، يفكّر في العثور على مخرج جديد يعيد إليه اعتباره. لكن الأمور لا تسير كما يشتهيها ويشتهي أقرب الناس إليه. بالاعتماد على مدير التصوير الروسي لوبمير باكتشيف، تمكّن قشّيش من منح عمله إيقاعاً حيوياً ناقض الإيقاع البطيء الذي تفرضه سنّ سليمان بيجي ووضعه الاجتماعي. وأكد قشّيش، كما في شريطيه السابقين، قدرته الرائعة في إدارة الممثلين وخلق أداء كورالي رائع أبرز بشكل واضح القدرات الفردية لمجموعة الممثلين. الممثلة الشابة حفصية حيرزي التي أدت دور الشابة «ريم» يضعها أداؤها في مقدمة المتنافسين عن جدارة واستحقاق لجائزة «مارتشيللو ماسترويانّي» لأفضل طاقة تمثيلية شابة، بالضبط كما يضع الفيلم نفسه عبداللطيف قشّيش في مقدمة المتنافسين على إحدى الجوائز الأساسية في المهرجان، ولا يُستبعد حصوله على الأسد الذهبي أو جائزة لجنة التحكيم الخاصة. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 سبتمبر 2007)

 

 

تهمتان عقوبتهما الحبس لرئيس تحرير بمصر بعد شائعات عن وفاة مبارك

 

القاهرة (رويترز) –

قالت مصادر قضائية إن نيابة أمن الدولة العليا المصرية وجهت يوم الأربعاء تهمتين عقوبتهما الحبس إلى رئيس تحرير صحيفة الدستور المستقلة إبراهيم عيسى بسبب ما نشرته الصحيفة عن شائعات حول وفاة الرئيس حسني مبارك.

لكن النيابة أخلت سبيله بدون ضمان بعد تحقيق معه استمر أكثر من سبع ساعات.

واستدعت نيابة أمن الدولة العليا عيسى للتحقيق معه يوم الاثنين بعد أن نشرت الصحيفة تقريرا يتساءل كاتبه عن السبب في أن المصريين « لا يصدقون أن مبارك حي يرزق. »

 وكتب عيسى في الصحيفة يوم 30 أغسطس آب يقول إن مبارك مصاب بقصور في الدورة الدموية « مما يقلل من نسبة وكمية وصول الدم إلى أوعية المخ في لحظات تسفر عن إغماءات طبيعية تستغرق بين ثوان ودقائق. »

وأضاف أن شائعة انتشرت عن رؤية مبارك في الفترة الأخيرة « وهو يترنح أو يهتز ذات مرة أثناء قيامه بزيارة لمؤسسة رسمية. »

 وبدأت الشائعات عن وفاة مبارك (79 عاما) في الانتشار في يونيو حزيران لكنها تكثفت وتسارعت في الأيام العشرة الماضية وسط تكهنات عن صحته ومستقبل المنصب الذي يشغله منذ أكثر من ربع قرن.

 وقابل مبارك أمس في مدينة الإسكندرية الساحلية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وتوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط.

 وقال مصدر قريب من التحقيق مع عيسى « التهمة الأولى هي إذاعة شائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة. »

 وأضاف أن التهمة الثانية هي « النشر بسوء قصد عن أخبار كاذبة وشائعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام وإثارة الفزع. »

وعقوبة التهمة الأولى هي الحبس والغرامة. ولا يتجاوز الحبس في قانون العقوبات المصري ثلاث سنوات. وعقوبة التهمة الثانية هي الحبس لمدة لا تزيد على عام.

 واستدعت نيابة أمن الدولة العليا عيسى للتحقيق معه عبر خطاب بعثت به إلى نقابة الصحفيين المصريين عملا بنص قانوني يجعل استدعاء الصحفيين للتحقيق في قضايا النشر من خلال النقابة.

 وعيسى وهو في الأربعينيات من العمر دائم الانتقاد لمبارك وأسرته. وتؤيد صحيفة الدستور معارضي النظام مثل جماعة الإخوان المسلمين والقضاة المطالبين بالاستقلال الكامل عن الحكومة.

 وقال عيسى لرويترز هذا الأسبوع « لماذا نجعل من صحة الرئيس سرا حربيا. »

 وأضاف « هذا يثبت أن النظام لا يستطيع إدارة الأزمات… لا يريدون أن يثيروا الأحاديث عن صحة الرئيس وخلافته. »

 ولم تعلق الرئاسة المصرية وغيرها من مؤسسات الدولة لدى بدء انتشار الشائعات. وتجاهلت الحكومة الشائعات أيضا عندما بدأت صحف ومحطات تلفزيون مستقلة التحدث عنها.

 وجاء التعليق الرسمي الوحيد بشأن صحة الرئيس على لسان زوجته سوزان التي نفت تلك الشائعات ليلة السبت الماضي بعدما فشل ظهوره مرتين على شاشة التلفزيون في إقناع الجميع بأنه على قيد الحياة وبصحة جيدة.

وقالت قرينة مبارك « صحة الرئيس زي الفل (على ما يرام). »

 

وأحيت الشائعات عن صحة مبارك المخاوف من زعزعة الاستقرار في حالة وفاته خاصة في ظل غياب مرشح واضح لخلافته غير نجله جمال العضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

 وكان مبارك أغشي عليه خلال إلقائه خطابا في مجلس الشعب في نوفمبر تشرين الثاني عام 2003. وأجريت له جراحة في الظهر في ألمانيا في يونيو حزيران عام 2004 غير أنه قال إنه بصحة جيدة.

ويقول صحفيون إن التحقيق مع عيسى هو بداية حملة على الصحف المستقلة التي توجه انتقادات شديدة للحكومة ولرئيس الدولة وأسرته.

لكن صحفيين مؤيدين للحكومة يقولون إن الصحف المستقلة تناهض الحكم وتكثف النشر عن ادعاءات كاذبة وشائعات مغرضة.

وقال عيسى بعد إخلاء سبيله إن التحقيق معه تركز حول ما كتبه عن إصابة مبارك بقصور في الدورة الدموية.

وكان في انتظاره لدى خروجه من سراي النيابة عشرات من المؤيدين له الذين هتفوا بحياته. وكان مؤيدوه هتفوا قبل بدء التحقيق معه بسقوط مبارك.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 5 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

 


 

 

الانتخابات المغربية مـن يكسـب الرهــان؟
 
بقلـم: كمـال بـن يونس تونس ـ الصباح يشارك نحو 15 مليون ناخب وناخبة مغربية يوم الجمعة في الانتخابات البرلمانية العامة التي يتنافس للفوز فيها الاف المرشحين ينتمون الى اكثر من 30 حزبا قانونيا وغير قانوني..  الاف المرشحين يتنافسون على 325 مقعدا.. في ثالث انتخابات عامة منذ بدء مسار « التداول » على الحكومة بين ممثلي الاحزاب التقليدية الموالية للقصر الملكي وأحزاب المعارضة التي لعب دورا كبيرا ضد نظام العاهل الراحل الحسن الثاني ولا تزال مؤثرة في النقابات العمالية ومنظمات حقوق الانسان وقوى المجتمع المدني والجامعــات.. تحالف الاغلبية الحزبية الفائزة باغلبية برلمانية نسبية وهو التحالف الذي يتزعم حكومة المغرب منذ دورتين بزعامة حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال يلعب هذه المرة ورقة التواصل والاستمرارية.. ضد دعاة  « التغيير » بزعامة حزب العدالة والتنمية بزعامة الدكتور سعد الدين العثماني.. وإن كان هذا الحزب يؤكد بدوره على أنه « ضد دفع المغرب نحو المجهول ».. ويعلن بوضوح تحالفه مع الديوان الملكي ومع كل الاطراف السياسية « التي تحارب التطرف والعنف والارهاب.. » وهو بذلك يختلف جوهريا عن جماعة « العدل والاحسان » بزعامة عبد السلام ياسين التي تتبنى مواقف « راديكالية » سياسيا.. وتعارض جملة وتفصيلا المسار « التشاركي » للاحزاب المغربية بما فيها حزب العدالة والتنميـة.. ورقة « النجاح الاقتصادي » مسؤولو الحكومة الحالية، لا سيما زعماء حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، يخوضون هذه الانتخابات بخطاب وتصريحات صحفية تنوه « بانجازات » الحكومة الحالية ومن بينها ترفيع نسبة النمو الاقتصادي الذي قدر العام الماضي باكثر من 8 بالمائة حسب المصادر الحكومية.. فيما قدرت الاستثمارات الاجنبية المباشرة باكثرمن 50 مليار درهم اي حوالي 5 مليار اورو (حوالي 9 مليار دينار تونسي) وهو انجاز « ساهم في ادخال ديناميكية على الاقتصاد المغربي » رغم ارتفاع تكاليف المحروقات وكثير من المواد الاولية التي تستوردها الحكومة.. في نفس الوقت تقول الحكومة الحالية بان مناخ « الانفتاح السياسي » الذي سارت فيه شجع مزيدا من ابناء الجالية المغربية في اوروبا على ترفيع قيمة تحويلاتهم الى المغرب.. لتبلغ اكثر من ملياري أورو.. فيما ارتفعت مداخيل السياحة لتتجاوز الـ6 مليار دولار.. بفضل سياسة راهنت في نفس الوقت على سياحة النخبة (السياحة الراقية الاوروبية والعربية) وسياحة المجموعات (الشعبية).. الشباب دون 20 عاما ويراهن كثير من المراقبين على نتائج هذه الانتخابات التي ستمكن لاول مرة الشباب ما بين 18 و20 عاما من المشاركة في الاقتراع العام المباشر.. لكن حسب عديد استطلاعات الرأي فان حوالي نصف هؤلاء الشباب ليسوا مرسمين في القائمات الانتخابية ونسبة كبيرة من البقية اعربت انها ليست معنية مباشرة بالاقتراع ولا تثق في السياسيين الذين يتسابقون على الفوز بمقاعد تحت قبة البرلمان لاسباب عديدة منها ارتفاع نسبة البطالة والفقر في البلاد.. وحسب مصادر رسمية فان نسبة البطالة في صفوف الشباب دون الـ30 عاما تتراوح بين 30 و35 بالمائة.. وهي اعلى من ذلك في بعض الاحياء والمناطق الفقيرة.. التي تزداد اوضاعها سوءا في سنوات الجفاف وتقلصت الكثير من موارد رزقها بعد زحف المنتوجات الاسيوية على الاسواق الموازية وعلى حساب الصناعة التقليدية المغربية على حساب الاتجار القديم في المنتوجات المهربة من اوروبا عبر منطقتي سبتة ومليلة الخاضعتين للاحتلال الاسباني.. حقوق المراة واذ احتد التنافس بين القائمات المتنافسة فان السباق يبدو على أشده بين 4 احزاب: حزب الاستقلال بزعامة الوزير عباس الفاسي (نجل الزعيم الوطني علال الفاسي) وحزب الاتحاد الاشتراكي بزعامة الوزير محمد اليازغي الزعيم النقابي والاعلامي السابق وحزب الحركة الشعبية بزعامة محمد الونيصر وهو قريب من السلطات.. وحزب العدالة والتنمية بزعامة الطبيب النفساني الدكتور سعد الدين العثماني.. الذي له 42 عضوا في البرلمان الحالي.. وله حضور في نحو 50 مجلسا بلديا.. ويبدو أن حدة التنافس دفعت الفرقاء السياسيين الى لعب اوراق حساسة منها مطالبة كل طرف لخصومه بتقديم مواقف واضحة من قضايا حقوق المراة والمساواة الكاملة بينها وبين الرجل ومحاربة المخدرات والفساد الاداري والمالي وطريقة حسم ملف النزاع حول الصحراء الغربية وملف « الوحدة الترابية » .. الى غير ذلك من الاوراق الحمراء.. التي يعتقد كثير من المراقبين ان الحسم فيها سيبقى في كل الحالات من مشمولات القصر الملكي.. مهما كانت تركيبة البرلمان الجديد والحكومة التي سوف يفرزهـا.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

لامبالاة الناخبين تلقي بظلالها على انتخابات المغرب
 
الرباط (رويترز) – يقول سالم حافظ وهو تاجر بقالة في السوق الرئيسي في الرباط عاصمة المغرب « لن يفيدني التصويت في شيء. سأظل هنا في متجري يوم الجمعة. » ويعكس البقال (58 عاما) اللامبالاة التي يخشى كثيرون ان تجعل الانتخابات البرلمانية في السابع من سبتمبر ايلول فرصة مهدرة في هذه الدولة المؤيدة للسوق الحرة والفقيرة التي ينظر اليها من زمن على انها اقرب حليف للغرب في شمال افريقيا. وتكمن العلة في الاعتقاد بأن البرلمان هو مؤسسة تفتقر الى السلطة مكونة من سياسيين يفشلون في تنفيذ وعودهم التي قطعوها على انفسهم ليتم انتخابهم. ويعرف المغربيون ايضا انه مهما يحدث في يوم الانتخابات فان السلطة الحقيقية ستظل في يد الملك محمد الذي يجمع بين دور الرئيس التنفيذي للدولة والقائد العسكري. وقال حافظ « بالنسبة لرجال السياسة نحن مواطنون مهمون فقط ليوم واحد. انهم يريدون اصواتنا ثم ينسوننا بعد ذلك. » وسيتنافس يوم الجمعة 33 حزبا سياسيا وعشرات المرشحين المستقلين على مقاعد البرلمان البالغ عددها 325 بينهم حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل المتوقع ان يبلي بلاء حسنا. وستكون هذه هي الانتخابات البرلمانية الثانية في عهد الملك محمد ذي التوجهات الاصلاحية الذي تولى العرش في عام 1999 بعد وفاة ابيه الملك الحسن. وينظرالى الانتخابات تقليديا على انها ممارسة لها قيمتها في تنشيط الساحة السياسية. وتعكس الانتخابات التي تجري كل خمس سنوات اتجاهات كما ان القوى الجديدة يتم الاعتراف بها من خلال منحها مناصب وزارية. وهذا العام سعى الساسة الى مكافحة الفتور باضافة مستوى غير مسبوق من التفاصيل في برامجهم الانتخابية. غير ان انعدام الثقة بالسياسيين يضرب بجذوره عميقا. وتقول خديجة عابد (48 عاما) في منطقة الجمرة التي تقطنها الطبقة العاملة بالرباط « السياسيون يطلبون منا ان نعطيهم السلم الذي يصعدون به الى السلطة ولكن عندما يصلون يتخلون عنا ويتركونا عالقين لخمس سنوات في القاع. » ويقول محللون ان اقبال الناخبين انخفض من 67.4 في المئة في عام 1984 الى 51.56 في المئة في آخر انتخابات برلمانية في عام 2002 وهو مؤشر على احباط الناخبين. وتأمل الحكومة التي بدأت حملة توعية في محاولة لاحياء حماس الناخبين ان يدلي اكثر من نصف 15.5 مليون ناخب مسجل باصواتهم. ويقول محللون ان مصدر اخر للاحباط يكمن في النظام الانتخابي الذي يشجع على تفتت السياسات ويمنع بروز اي حزب سياسي مهيمن واحد يمكن ان يقود الحكومة ويمكن محاسبته. وتقول منظمة تدافع عن الديمقراطية وتمولها الحكومة الالمانية « الاحزاب السياسية تبدو متحجرة بصفة عامة وتنظيمها ضعيف وغير قادرة على الخروج بمبادرات سياسية هامة داخل البرلمان. » ويقول سالم شيمار وهو بائع متجول في منطقة يعقوب منصور على مشارف الرباط « ادليت بصوتي في الانتخابات المحلية في عام 2003 لصالح رجل وعدني بزيت طهي ودقيق مجاني. وعندما ذهبت لأراه بعد عدة ايام طلب مني ان أعود في وقت لاحق. » ويضيف « لم اعد ابدا لرؤيته ولن اصوت هذه المرة وربما لن اصوت بالمرة في المستقبل الى ان اجد الرجل الصحيح الذي يستحق صوت الفقراء من امثالي. » وقال جلال العبودي وهو مدرس في مدينة المحمدية خارج الدار البيضاء انه قد يصوت لمرشح يساري علماني كمسألة مبدأ « ولكن ليس لدي امل كبير في التغيير ». ولخص العبودي المناقشات مع زملائه وجيرانه قائلا « هذه المناقشات غالبا ما تفضي الى النتيجة التالية..كل ما ستسفر عنه الانتخابات سيكون حكومة ضعيفة وبرلمان عاجز ينظر غالبية اعضائه الى الانتخابات على انها مدخل مجاني الى الفوائد والمكانة. » من الامين غانمي (المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 4 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

المرشحون الكبار قد يدفعون ثمن الانقسامات الحزبية…

الانتخابات المغربية: نحو فرز 3 تيارات

 
الرباط – محمد الأشهب     في الطريق بين الدار البيضاء والرباط كانت سيارة شحن صغيرة تقطع المسافة بسرعة، وبين فترة وأخرى كان راكبوها ينثرون حزمة أوراق دعائية لمصلحة إحدى قوائم المرشحين المتنافسين. لم يكن في الطريق ناخبون أو حشود وانما كانت الرغبة في التخلص من أوراق الدعاية، النموذج لحملة يدرك القائمون بها انها بلا جدوى، ذلك أن مجرد دخول 33 حزباً حلبة السباق الانتخابي في المغرب يدفع الى التساؤل عن حظوظ هذا الطرف أو ذاك. ويرد مسؤول على ذلك بأن تزايد أعداد الأحزاب أملته طبيعة المرحلة حين لم يعد هناك مبرر لإقصاء هؤلاء وأولئك من تشكيل أحزاب سياسية تنضبط بقوانين تنظيم الأحزاب. ورأى انه بعد انتخابات الجمعة ستضطر أحزاب سياسية الى الاندماج في أخرى، وقد يتعزز التوجه إلى ناحية إقامة نظام حزبي ذي ثلاثة أقطاب، واحد في الحكومة وآخر في المعارضة وثالث يدعم هذا التيار أو ذاك. غير أن الوضع الراهن لن يحول دون دفع أحزاب كبيرة ثمن تعدد الأحزاب المشاركة في الاقتراع. وعلى رغم ان 26 حزباً شاركت في استحقاقات 2002 فإن السمات البارزة لانتخابات الجمعة ان هناك أربعة أحزاب على الأقل ذات توجهات اسلامية في مقابل ما يزيد على عشرة ذات توجهات وسطية ليبرالية. ويبدو حزب العدالة والتنمية واثقاً من الفوز بما لا يقل عن 70 مقعداً في البرلمان المقبل (325 مقعداً)، على رغم أن جماعة العدل والإحسان (أكبر الجماعات الأصولية غير المرخص لها) أكدت أنها لن تدعم مرشحيه وستقاطع الاقتراع بالكامل. وكما لا يمكن إغفال تأثير الأحزاب الإسلامية الجديدة على وضع العدالة والتنمية، لا يمكن أيضاً إغفال تأثر أحزاب الائتلاف الحكومي بانشقاق أحزاب وشخصيات عنها تشارك للمرة الأولى في الانتخابات. ولم يكن في إمكان الأحزاب التقليدية أن تحد من تنامي ظاهرة تشكيل أحزاب جديدة، كون الموقف يناقض التزاماتها تجنب الاقصاء، خصوصاً وان الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية انضبطت، على الأقل في الخطاب المعلن لقانون الأحزاب الذي يحظر الاستناد الى مرجعيات دينية أو قبلية أو لغوية. وفيما انبرت فصائل يسارية، مثل اليسار الاشتراكي الموحد، إلى الجهر برفض استخدام الدين والتصدي لما تصفه بالخطاب الأصولي الذي يناهض مفاهيم الديموقراطية والقوانين الوضعية، على حد تعبير أحد زعمائها، اكتفى حزب الاستقلال شريك الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية في تحالف «الكتلة الديموقراطية»، بعرض الخطوط العريضة لبرنامجه السياسي الذي يقوم على خطة «التعادلية الاقتصادية والاجتماعية» ضمن التركيز على دعم استقلال القضاء ومحاربة نظام الامتيازات وطبقية الأجور المتباينة بين كبار الموظفين وصغارهم، وكذلك الظواهر الاجتماعية مثل البطالة وتفشي الرشوة ونقص التجهيزات والمرافق. وذهب زعيم التقدم والاشتراكية اسماعيل العلوي، الحليف الثالث للاتحاد الاشتراكي والاستقلال، إلى القول أمام حشد في تساونات، على بعد حوالي 70 كلم شمال فاس عند مداخل الريف، إن البلاد أمام مفترق طرق: إما المضي قدماً في الاصلاحات التي بدأت في عهد حكومة التناوب في عام 1998 أو السقوط في مزالق ما وصفه بالظلامية واليأس، في إشارة الى احتدام الصراع بين أحزاب «الكتلة الديموقراطية» والتيارات الإسلامية. ويعتقد مراقبون ان نتائج الاقتراع لن تكون مفاجئة لناحية عدم توقع تغيير جوهري كبير في الخريطة النيابية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

قالت: لا توجد عملية سياسية بل استبداد مطلق تعتبر فيه الاطياف السياسية اعوانا للملك

العدل والاحسان لن تدعم حزب العدالة والتنمية في المغرب
 
الرباط ـ من حسن الفقيه: اكد مسؤول في جمعية العدل والاحسان اكبر الجمعيات الاسلامية في المغرب الثلاثاء لـ وكالة فرانس برس ان انصار الجمعية لن يدعموا حزب العدالة والتنمية (اسلامي معتدل) وسيقاطعون الانتخابات التشريعة الجمعة. واشار حسن بناجح امين عام شبيبة العدل والاحسان ان الجمعية لا تدعم اي حزب سياسي مشارك في هذه الانتخابات لانها ترفض العملية السياسية القائمة في المغرب برمتها وتعارضها بشكل سلمي وتدعو الي اعادة تأسيسها من خلال جمعية تأسيسية جديدة تعد دستورا جديدا يتم استفتاء الشعب فيه بشكل ديمقراطي. واوضح بناجح نحن لا نقاطع الانتخابات فقط. نحن نعارض العملية السياسية القائمة في المغرب ولا نريد ان نؤطر داخلها بل اننا نري انه لا توجد عملية سياسية في المغرب بل استبداد مطلق تعتبر فيه الاطياف السياسية اعوانا للملك . واكد بناجح ان جمعية العدل والاحسان لا تدعم اي مرشح في هذه الانتخابات بمن فيهم مرشحو حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي اشارت استطلاعات غير رسمية الي احتمال فوزه في هذه الانتخابات. واوضح نحن لا ندعم مطلقا مرشحي حزب العدالة والتنمية لاننا نعتقد انه لا العدالة والتنمية ولا باقي الاحزاب المغربية قادرة علي احداث التغيير من خلال العملية السياسية القائمة . وشدد ردا علي سؤال حول احتمال تصويت اعضاء من الجمعية لمرشحي العدالة والتنمية بشكل فردي ان اعضاء جمعية العدل والاحسان يعرفون التزاماتهم وقناعاتهم راسخة في رفض العملية السياسية برمتها بما فيها الانتخابات ومع اننا اخوة في الدين والوطن مع جميع الاحزاب السياسية التي لا نكفر ايا منها لكن الخيار السياسي امر آخر . واضاف نعتقد ان اختيار حزب العدالة والتنمية المشاركة في الانتخابات هو اختيار خاطئ في بلد لا الحكومة تحكم فيه ولا البرلمان يشرع وليس فيه قضاء مستقل ويملك فيه الملك الحق المطلق في الحكم والتشريع وحل البرلمان، والوزراء فيه هم مجرد اعوان للملك . واعتبر ان المغرب يشهد حاليا مجرد تعددية رقمية تخدم نظام الاستبداد الذي يحتكر كل شيء و تقدم فيه الاحزاب خدمة للنظام وتمدد عمره وتؤجل الاصلاح الحقيقي من خلال انتخابات لا تفعل الا نقل الازمة الخانقة في المغرب وتأجيلا لها كل خمس سنوات . وتوقع بناجح ان تشهد الانتخابات المقبلة نسبة مشاركة ضعيفة. وقال جميع الباحثين والمراقبين النزهاء قالوا ان نسبة المشاركة في انتخابات 2002 لم تتجاوز 20 بالمئة ونتوقع نتائج اكثر كارثية هذه المرة مضيفا بلهجة ساخرة ان الانتخابات لا تجري الا في التلفزيون اما في الواقع فكأنها تجري في الموزمبيق . وتعتبر نسبة المشاركة من الرهانات الهامة في هذه الانتخابات وكانت بلغت في 2002 نسبة 52 بالمئة مقابل 58.3 بالمئة في انتخابات 1997، وفق الارقام الرسمية. وشدد المسؤول في الان نفسه علي ان النهج السلمي يمثل مبدأ عقائديا لدي جمعية العدل والاحسان ونحن نعتقد ان التغيير السلمي ممكن والقضية قضية وقت ولم نتخل عن هذا المبدأ رغم القمع الذي تعرضنا ونتعرض اليه علي مدي 30 عاما . واشار الي ان هناك من يريد دفعنا الي العنف لتبرير ابادتنا لكننا لن نحيد عن النهج السلمي مؤكدا انه يوجد حاليا لدينا 186 ملفا امام المحاكم يحاكم فيها 826 عضوا في جمعية العدل والاحسان اضافة الي ان معظم مقراتنا مغلقة وطرد العديد من عناصرنا من اعمالهم والتضييق عليهم . كما اكد ان جمعية العدل والاحسان لا علاقة لها بما يعرف بالجهادية السلفية مشيرا الي ان بعض المجانين او الحمقي ارادوا ان يربطوا بيننا وبين تفجيرات ايار (مايو) 2003 ثم التفجيرات الاخيرة في مكناس لكنها مجرد زوبعة اعلامية لا يصدقها احد ويقف وراءها من يسعي الي ارضاء الجهات الدولية التي تدعي محاربة الارهاب (الولايات المتحدة) وطرف استئصالي يسعي الي القضاء علي الجانب الديني ودفع السلطة الي القضاء علينا . واوضح ان الجمعية تقترح عملية اعادة تأسيس يتم من خلالها بشكل حر منـــاقشة كـــــافة القضايا دون مسلمات لنخلص الي جمعية تأسيسية تصوغ دستورا جديدا يعرض علي الشعب في استفتاء حقيقي وليس شكليا . وكانت الجماعة التي تجمع بين التوجه السياسي (العدل) والتوجه الروحي الصوفي (الاحسان) كما يؤكد بناجح، تأسست رسميا في 1981 تحت اسم جمعية الجماعة الخيرية وتحولت في 1983 الي اسرة الجماعة ثــم في 1987 اتخذت اسم جمعية العدل والاحسان ومرشدها الروحي هو الشيخ عبد السلام ياسين (79 عاما). (ا ف ب) (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)

فتح الله أرسلان: كل المشاركين بالانتخابات خاسرون
 
محمد الإدريسي الرباط- في ما يلي نص المقابلة التي أجراها مراسل إسلام أون لاين مع فتح الله أرسلان الناطق باسم العدل والإحسان حول موقف الجماعة من انتخابات السابع من سبتمبر: جددتم موقفكم الرافض للمشاركة في انتخابات 7 سبتمبر، ما هي دوافعكم للاستمرار في خيار المقاطعة؟ بداية لا بد أن أذكر بقاعدة مهمة من قواعد الفكر السياسي لجماعة العدل والإحسان، وهي اقتناعنا الجازم بأهمية العملية الانتخابية باعتبارها إجراء مهما لتنظيم إقامة السلطة وتنظيمها وحسن تداولها، ولكونها أنسب أسلوب في يد الشعوب لمراقبة المؤسسات والمسئولين، ذكرت بهذا المبدأ رفعا للبس الذي يحاول البعض إلصاقه بالعدل والإحسان من خلال اتهامها بعدم قبولها مبدئيا بالعملية الانتخابية، ومن خلالها العملية السياسية. أما ما نرفضه حقيقة هو الانتخابات على طريقة المخزن المغربي، فهي لا تعدو إلا أن تكون مسرحية أصبحت مسبقا معروفة الفصول والنهاية، انتخابات لا تؤدي إلا إلى تكريس الاستبداد وشرعنته والحفاظ على نفس التوازنات من أجل تعزيز السلطة المطلقة في اليد التي تحتكرها لما يقارب 5 عقود، انتخابات تفرز مؤسسات شكلية فارغة لأن الدستور يضع مطلق السلطة في يد واحدة، فلا البرلمان له حرية التشريع في القضايا الأساسية لأن الدستور يعطي للملك سلطة الرقابة المطلقة عليه من خلاله حقه في رفض أي قانون يصدر عن البرلمان، ومن خلال سلطة حله متى شاء، ولا الحكومة تحكم لأن أهم الوزارات تابعة مباشرة للملك وهي التي تسمى بوزارات السيادة، ولأن باقي الملفات المهمة تكلف بها لجان ملكية خارج الحكومة. ثم إن من أهم الوسائل التي ينبغي أن تكون في يد الحكومة لتنفيذ سياساتها وهي الإدارة يوجد على رأسها كتاب عامون ومدراء يعينون بظهائر ملكية وبالتالي هم خارج وصاية الحكومة. ونحن ننظر إلى الانتخابات باعتبار ما قبلها وأن لها ما بعدها. ما قبلها هو أنها تجري ضمن بيئة سياسية مبنية كليا على الاستبداد وعدم إمكانية مساءلة من يحكم المغرب حقيقة، أما ما بعدها فهو أنها لا يمكن أن تؤدي إلا إلى تزكية وضع الاستبداد هذا، وبهذا يكون السوق الذي يفتح في فترة الانتخابات لإطلاق الوعود واللعب بالأرقام هو أكبر عملية تضليل نربأ بأنفسنا أن نشارك فيها.  يرى بعض المراقبين أن موقفكم أصبح معزولا بعد مشاركة حزبين إسلاميين آخرين (البديل الحضاري والنهضة والفضيلة) في الانتخابات، ما قولكم؟ بل قل أصبح موقفنا مميزا والحمد لله على ذلك، وإن كانت رغبتنا حقيقة أن يكون صف المعترضين على الأسلوب السياسي المطلق المفروض صفا واسعا، لأن الاستبداد كلما نجح في إدخال عنصر جديد إلى حلبته كلما مدد في عمره أكثر وأنقص جهود المعارضة. ولكن العبرة ليست في قدرة الجرعات على تسكين آلام الداء وكسب مزيد من الحياة، إنما العبرة بحجم النخور المستحكمة في الجسم والتي هدت جسم المغرب وأوصلته إلى شفا السكتة القلبية بتعبير الراحل الحسن الثاني، وكل ما اتخذ بعد ذلك من إجراءات لا يتجاوز دور المسكنات. هل تتوقعون جديدا في المغرب بعد هذه الانتخابات؟ في الاتجاه الصحيح مع الأسف لا، الجديد الممكن هو دورة جديدة من التبريرات تهيئ لدورة جديدة من الوعود. الجديد أيضا، وهو مؤسف بدوره، هو تضييع مزيد من الوقت ستستفحل فيه الأزمات والاختلالات الجوهرية، وكلما مر الوقت كلما ضاعت فرصة حقيقية لإصلاح حقيقي. يتوقع لحزب العدالة والتنمية أن يحقق فوزا هاما، هل يعني ذلك لكم شيئا؟ الفائز الوحيد هو الاستبداد الذي ستتاح له فرصة جديدة باسم الديمقراطية والانتخابات لتثبيت نفوذه والتوسع فيه، أما دونه فالكل خاسر إلا من مقاعد تحمل هالة وصفات أكثر من حجمها وحقيقتها، الشعب أول الخاسرين لأنه سيكون مباشرة بعد الانتخابات أمام استمرار نفس مسلسل ضياع مصالحه ونهب خيراته وهدر إمكانياته والتحجير على إرادته، أما الأحزاب فخسارتها أكبر لأنها تخسر مزيدا من الثقة والمصداقية أمام الشعب، كيف لا تكون الخسارة جسيمة وكل حزب، مهما يكون حجمه أو مشروعه أو وعوده أو نواياه، يعرف يقينا أنه في أحسن الأحوال لا يمكن أن يطبق من برنامجه الذي وعد به الناس أكثر من الخمس، قلت هذا في أحسن الأحوال أما الأصل فإن الحكومة مهما تكن لا يتجاوز دورها وظيفة تنفيذ برنامج الملك. ما هي مطالبكم السياسية في حالة إذا شكلت حكومة بقيادة العدالة والتنمية أو شارك فيها؟ كيفما كانت الحكومة فوظيفتها تقنية وليس لها أي هامش سياسي، ومطالبنا معروفة للجميع أهمها الحرية ومراجعة العملية السياسية من أصلها وضمان سلطة الشعب حقيقة لا شكلا. هذه مطالب سياسية أساسية ومشروعة لكنها في الواقع خارج إرادة الحكومة ضمن الشروط السياسية الحالية. سبق أن عبرتم عن رغبتكم في الحوار مع القوى السياسية وتشكيل تحالف القوى الوطنية والإسلامية، إلى أين وصلت مساعيكم تلك؟ الحوار الذي يؤدي إلى ميثاق يضمن مشاركة حقيقية بين كل القوى ليس رغبة فقط بل هو قضية مصير وقضية مدخل وحيد، وأهم جهودنا السياسية في هذا الاتجاه.. أكيد أنه لا تظهر نتائج مباشرة لذلك ولكن -والحمد لله- تزداد مساحة التداول حول هذا المشروع اتساعا يوما بعد يوم، والمسألة مسألة وقت، ونحن واعون بدقة هذا المقترح لأنه يقترح التأسيس والتأسيس يحتاج جهودا وصبرا ووقتا. أين وصلت ملفاتكم الحقوقية؟ حصار أنشطتنا لا يزال مستمرا، وهناك 167 ملفا يتابع فيها 821 عضوا من الجماعة ما تزال رائجة في المحاكم، منعنا من أبسط الحقوق العامة هو الأصل بل تجاوز الأمر ذلك إلى التضييق علينا في حقوقنا الخاصة من خلال طرد أعضاء من وظائفهم بسبب الانتماء، وإغلاق مساكن خاصة والتضييق على أرزاق عدد من العائلات، وتلفيق تهم بهدف التشويه الأخلاقي، وغير ذلك كثير، وأكبر من ذلك وأخطر هو الإصرار على إقصائنا كقوة سياسية يعرف الجميع حجمها مما يجعل من التعددية المروج لها تعددية رقمية لا تعددا في المشاريع والاختيارات السياسية. كثر الحديث مؤخرا عن خلافة الشيخ عبد السلام ياسين، ما هي خطط الجماعة للمرحلة المقبلة؟ من الأمور الأساسية التي لا نخفيها ويعرفها كل الباحثين والمراقبين أنه مما أكرمنا به الله عز وجل هو قوة تنظيمنا وانضباطنا نتيجة سريان روح الشورى في كل مؤسساتنا، وعلى هذا الأساس نعالج كل الملفات بسلاسة، ونحمد الله على توفيقنا فيما فات ومطمئنون للآتي. (المصدر: موقع « إسلام أون لاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 4 سبتمبر 2007)

 


 

الإسلاميون في المغرب.. فرص التقدم وقيوده (*)
 
وندي كريستياناسن (**) ترجمة – هبة الحسيني يتوقع العديد من المراقبين أن تحمل نتائج الانتخابات التشريعية في المغرب والتي ستجرى في 7 سبتمبر المقيل نتائج حاسمة، لا سيما على صعيد تحقيق الإسلاميين المعتدلين، أي حزب العدالة والتنمية، الذي يقف حاليا في صفوف المعارضة، فوزا كبيرا في هذه الانتخابات. وبالرغم من أن البعض يعتقد أن تأثر الحزب وأنصاره بالتجربة الناجحة لحزب العدالة والتنمية التركي ورئيس الوزراء رجب طيب أوردوغان، قد يؤدي لتعزيز فرص العدالة المغربي، إلا أن كثيرا من المراقبين يرى أن تحقيق فوز كبير للإسلاميين بالمغرب سيترتب عليه عزل البلاد، وربما القذف بها في مغامرة غير محسوبة؛ لأن الولايات المتحدة، وفق تصريح لمصدر رفيع المستوى بالدولة المغربية، وإن كانت تشجع الإسلاميين في المغرب، فإن هذا الأمر وإن كان يمثل حرجًا للدولة، لكنه يروق لها في ذات الوقت لأنه قد ينقص من مصداقية حزب العدالة، كما أن إحداث تقدم ديمقراطي في المغرب قد لا يروق للأمريكيين إذا خالف توقعاتهم، وهو ما حدث في عدة انتخابات بالمنطقة في عام 2006. فرص حزب العدالة والتنمية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تتحقق هذه التوقعات بالفعل وما هي فرص حزب العدالة والقيود التي قد تقف في وجه تحقيقه فوزا كاسحا؟. بداية هناك تشكيك واضح في نسب المشاركة، إذ لدى سؤال أي مواطن مغربي إذا كان سينتخب أم لا، غالبا ما يكون الرد بالسلب والإجابة هي « ما فائدة الانتخاب؟.. وقد يرجع ذلك بوجهة نظر المواطن إلى تشابه البرامج الحزبية والتوجهات العامة للقوى السياسية واستخدام الأحزاب لنفس الوسائل القديمة، فضلا عن أن المواطن مقتنع بتزوير النتائج الانتخابية في كل الأحوال حتى أن الشباب والنساء يفضلان الابتعاد عن السياسة، فثلث الناخبين الجدد فقط هم الذين تم تسجيلهم على القوائم الانتخابية. وحتى على مستوى القوى الإسلامية، يوجد خلاف واضح حولها، فالبعض يرى أن حزب العدالة والتنمية، القوة الثالثة الآن في المغرب، أفضل من غيره. لكن آخرون يرون أن جماعة العدل والإحسان هي الأفضل على الأقل من الناحية الإسلامية، بل وقد تكون القوة الأبرز سياسيا لو لم تكن محظورة، فهي تعارض جميع أشكال العنف وتمثل نقطة توازن في مواجهة المتطرفين، وفى الوقت نفسه تعارض الملكية. وعندما قامت نادية ياسين، إحدى المتحدثات باسم الحركة وابنة مؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين (79 عاما) بتصريح صارخ لجريدة « الأسبوعية الجديدة » في 2 يونيو 2005 معبرة عن رغبتها في وجود « نظام جمهوري »، تم تجريمها ولا تزال في انتظار الحكم عليها. وعلى الرغم من هذا الفتور الانتخابي وشعبية جماعة العدل والإحسان، ينتظر الجميع أن يخرج حزب العدالة والتنمية من الانتخابات بفوز كبير، بالنظر إلى تمتع الحزب بملفات واضحة في الوقوف ضد كل كافة أشكال الفساد على حد قول « الحسن داوودي » عضو الأمانة العامة للحزب، كما أوضح أحد المحامين المغاربة، أن الحزب يتمتع بقدر عال من الشفافية كما أن لديه برنامجا انتخابيا متميزا يجعله متفوقا على بقية الأحزاب، وهو حزب منظم وفي مأمن عن الفساد. ناهيك عن أن المغرب دولة محافظة، ويكفي للبعض أن يقول « انتخبوني فأنا من حزب ذو مرجعية إسلامية ». العدالة والتنمية.. قيود خارجية وداخلية إن هذه الأمور السابقة لا تعني أنه لا توجد قيود موضوعية وذاتية تجعل الحزب حذرا من تحقيق انتصار ساحق. وتجدر الإشارة إلى أن الحزب لم يبالغ في طموحاته في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 27 سبتمبر 2002، ولم يتواجد إلا في 55 دائرة من أصل 91 دائرة انتخابية. ويشرح « مصطفى رميد » أحد القيادات الرئيسية والمنتمي إلى الجناح المتشدد للحزب، أنهم لم يشاركوا إلا في الدورة الثانية للتصويت وكان ذلك بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وانطلاق « الحرب ضد الإرهاب »، فتزايدت الضغوط وأصبح كل من النظام المغربي والغرب ينظران إلى الحزب بتوجس وخوف. وخلال هذه الانتخابات دعت جماعة العدل والإحسان إلى مقاطعتها، ولقي ذلك صدا قويا لدى القاعدة في حزب العدالة. وعلى الرغم من كل ما سبق، استطاع العدالة والتنمية أن يزيد من تمثيله البرلماني ثلاثة أضعاف وأضحى القوة الثالثة في البلاد بعد حصوله على 10% من الأصوات، وشغل 42 مقعدا من أصل 325، وبفارق ليس كبيرا عن الحزبين الرئيسيين في البلاد: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (50 نائبا)، وحزب الاستقلال (48 نائبا). ولا يبالغ الحزب في هذه الانتخابات أيضا في طموحاته، وقد عبر عن عدم رغبته في الحصول على نتائج انتخابية لا يستطيع المغرب أن يتحمل عواقبها مستشهداً في ذلك بالتجربة الجزائرية، والتي اندلعت فيها الحرب بعد إلغاء الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 1991 وفازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ. ويعود ذلك إلى أن الحزب يأخذ بعين الاعتبار مختلف الضغوط السياسية الموجودة، فالحملة الانتخابية الراهنة تميزت بالتركيز على « التهديد الإرهابي » خاصة بعد وقوع تفجيرات كازابلانكا في 16 مايو 2003 والتي نتج عنها العديد من القتلى والجرحى. ومنذ ذلك الحين، انقلب المجتمع ضد الإسلاميين حتى أن شرعية العدالة والتنمية قد وضعت في قفص الاتهام. وحول هذه النقطة يصرح رميد بقوله: « أجبرني وزير الداخلية على ترك منصبي كرئيس للكتلة البرلمانية للحزب مما تسبب في حدوث أزمة لدينا ». وعلى المدى القصير، تسببت تفجيرات كازابلانكا في إلقاء الضوء على تواجد جماعات القاعدة في المغرب وأهمية هذا المكان كمخبأ لإعداد المتطوعين في العراق. وقد رأى كثير من المراقبين أنه في دولة محافظة مثل المغرب، يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يمثل حصنا دينيا ضد صعود الإسلاميين المتطرفين والجهاديين. وهذا الأمر يتماشى تماماً مع رؤية الولايات المتحدة، فقد أوضح مصطفى خلفي، عضو المجلس الوطني للعدالة والتنمية، أن على الأمريكيين أن يظهروا عدم معاداتهم للإسلام وعليهم تشجيع العدالة والتنمية الذي يمثل نموذجا معتدلا وقابلا للتطبيق في جميع الدول العربية والإسلامية. أما عبد الواحد متوكل، زعيم الجناح السياسي لجماعة العدل والإحسان، فقد أكد أن الأمريكيين قد جاءوا لزيارتهم بشكل منتظم وهم مدركون جيداً أن الجماعة قادرة على التصدي لكافة تداعيات الإرهاب، كذلك يرى أنهم أكثر ذكاءً من الفرنسيين الذين لا يكفون عن ممارسة الضغوط وإلغاء الزيارات معهم. ولكن هذه الرؤية، مضافًا إليها نظر بعض الحكومات الغربية للمغرب باعتبارها تجربة اختبار للديمقراطية، لم تصل بعد إلى ذروة الاقتناع التام خاصة بعد نجاح جماعة الإخوان المسلمين في مصر في الانتخابات التشريعية عام 2005، وفوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006، حيث دفع ذلك الولايات المتحدة إلى تعديل رؤيتها فيما يتعلق بتحقيق الديمقراطية في العالم العربي، ومما زاد من قلقها هو نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث أمريكي مقرب من الحزب الجمهوري هو « international republican institute » والذي اعتمد على استطلاعات سرية أجريت في المغرب أواخر 2005، وأظهرت صعود العدالة والتنمية إلى القمة، وتفوقه على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بنسبة تصل إلى 47%. وقد تم نشر هذه النتائج في جريدة « Le journal hebdomadaire » (18-26 مارس 2006) وأخذت الصحف تبرز في عناوينها « التهديد الإسلامي » وجعلت المسئول عن ذلك الولايات المتحدة. وقد شاءت الصدفة أن يكون « سعد الدين العثماني » الأمين العام للعدالة والتنمية موجودًا في هذه الفترة في زيارة في واشنطن، الأمر الذي أفسح مجالاً للعديد من التوقعات. ومع اقتراب الانتخابات التشريعية القادمة، يلاحظ أن السخط لا يزال موجوداً سواء داخل الأحزاب السياسية أو في القصر. ففي 3 إبريل 2007، نشرت نتائج الاستطلاعات الجديدة التي أظهرت ثبات النسب، وهي أن 62% من الناخبين سيدلون بأصواتهم لواحد من الأحزاب الأربعة الكبرى (الاتحاد الاشتراكي، وحزب الاستقلال، والحركة الديمقراطية، وحزب العدالة والتنمية) و38% سيصوتون للحركات الأخرى. ومن أجل احتواء الموقف، لم يبالغ العدالة والتنمية في طموحاته، وذكر أنه ربما سيحصل على نسبة تتراوح بين 26%و30%. وقد سبق ذلك، في 22 فبراير 2007، قيام الحكومة بتعديل الخريطة الانتخابية، ويتوقع أن يؤثر هذا التقسيم الجديد على نتائج الانتخابات؛ لأنه أدى إلى تقليص عدد المقاعد في البرلمان كما أدى إلى تقسيم الدوائر الانتخابية الرئيسية إلى اثنين (وذلك في المدن التي تمثل قاعدة شعبية للعدالة والتنمية)، كما أدى هذا التعديل إلى زيادة عدد النواب في الريف والذي يمثل فيه العدالة والتنمية أقلية بسيطة، حيث إن الأفراد يقومون بالتصويت وفقاً للتقاليد والانتماء الإثني. وتهدف كل هذه القيود إلى خفض وزن العدالة والتنمية فمشاركة الحزب كأقلية في حكومة ائتلافية هو هدف القصر، ولكنه لا يتناسب مع الأحزاب الأخرى، وخاصة اليسارية، التي شعرت بقدر من التحفظ في التحالف مع العدالة والتنمية. وفي هذا السياق أعلن « نبيل بن عبد الله » وزير الإعلام والعضو في الحزب التقدمي الاشتراكي قوله: « أنتم الغرب تتحدثون دائماً عن الإسلاميين.. أما أنا فأضعهم جميعاً معتدلين ومتطرفين في سلة واحدة، ونحن لدينا إجماع على أن الانتخابات التشريعية القادمة لن تحمل تغيرات كبيرة، فنفس الأحزاب سوف تحصل على الأغلبية المطلقة » ثم استطرد قائلا: « لا أظن أن أحزاب اليسار ستقبل التحالف مع العدالة والتنمية، وفي جميع الأحوال حزبي يرفض ». العدالة.. بين الإصلاح والمشاركة في الحكومة ويلاحظ أن المقر العام لحزب العدالة والتنمية يخلو من أي إشارة أو علامة دينية، ويُكتفى بوجود شعار للحزب والعلم الوطني وخريطة للمغرب. ويذكر العثماني، وهو المقرب من القصر: « أنا لا أفضل استخدام مصطلح « إسلاميين ».. نحن نستند أكثر إلى المرجعية الإسلامية، مثل المسيحيين الديمقراطيين، فنحن أصحاب فكر تحرري، ولكن ما نرغب في تحقيقه هو تطويق هذه السوق الحرة، فمشكلتنا الأساسية تتمثل في أن الانفتاح الاقتصادي يحتاج إلى إصلاح إداري وقضائي ونظام تعليم جيد، ومن ثم فنحن نحتاج إلى بنية تحتية وإلى أشخاص مؤهلين إذا أردنا جذب السياحة المربحة، وحتى الآن لم يتمكن المغرب من تحقيق كل ذلك ». ويمكن القول إن الأوضاع الاقتصادية في المغرب ليست سيئة، فهناك معدل نمو سنوي يصل إلى 5% منذ خمس سنوات كما أن تطور شبكة الطرق والقطارات ومشروعات الإسكان قد تحققت بصورة كبيرة، كذلك ساهمت السياحة، وخاصة نقل العاملين المهاجرين، في ارتفاع أجور العديد من المهن، إلا أن النظام الاجتماعي لا يزال في المؤخرة حيث يعوقه الفقر والجهل والبطالة وأنظمة العلاج والتعليم المعطلة، فضلاً عن مشكلة الصحراء الغربية والتهديد الذي يمثله المتطرفون الإسلاميون الموجودون عبر الحدود. وعلى ذلك، تفضل القوى السياسية المختلفة إحداث تحول منظم تحت مظلة نظام ملكي مستنير، فقط « العدل والإحسان » هي التي ترفض شرعية النظام الملكي، ويقول عبد الواحد متوكل: « لقد تخلت الحركة عن فكرة أن الملك يريد الإصلاح، فهو لا يمكن أن يكون الحاكم وأمير المؤمنين في آن واحد، فكأنني أقول أنا مسلم ولكني لا أعتقد بالإسلام ». أما « العدالة والتنمية » فيفضل حدوث تحول تدريجي لدور الملك حتى لو كان هناك بعض المعوقات، وقد اعترف العثماني قائلا: « لقد خضنا عدة نقاشات داخلية عام 2002 لمعرفة إذا كان علينا أن نشارك في الحكومة أم لا، ورأيت في هذه الفترة أنه من الأفضل أن نظل خارجها، وبالفعل تم تكوين الحكومة الائتلافية من 7 أحزاب، فما الذي يمكن أن يحمله حزب ثامن؟.. ولا يزال النقاش مستمراً وليس من المؤكد أننا سنشارك في الائتلاف القادم، فكل شيء يتوقف على النتائج التي ستوضح من سيشاركنا في تشكيل الحكومة وفي برنامجها وفي وزرائها الذين سيتم ترشيحهم ». أما رئيس حزب العدالة والتنمية « عبد الإله بنكيران »، والمعروف بقربه من القصر، فهو لا يوافق على رؤية العثماني حول المشاركة في الحكومة، ويؤكد « أننا على استعداد للمشاركة في الائتلاف، فنحن نتميز بانفتاح ومرونة شديدة، وكان علينا أن نشارك في الحكومة عام 2002 وقد أعلنت ذلك وقتها، فلو كنا وافقنا على المشاركة، لما وقعت تفجيرات 16 مايو 2003 أو على الأقل كنا استطعنا مواجهتها ونحن متحدون ولسنا منقسمين، والآن أصبح من الصعب تكوين تحالفات، فمنذ 16 مايو أصبح الجميع ينظر إلينا بخوف شديد ». إلا أن بنكيران والعثماني قد اتفقا على نقطة هامة ألا وهي أن الإصلاح الدستوري لا بد أن يعقب انتخابات سبتمبر 2007، وهذا الأمر محل إجماع من مختلف القوى السياسية في الدولة، فلا بد أن يتمتع رئيس الوزراء والحكومة بسلطات أكبر، كذلك لا بد من القضاء على غرفة المستشارين أو يتم انتخاب أعضائها كممثلين عن الأقاليم. وحول هذه النقطة يقول بنكيران: « نحن لا نرغب في استعجال الإصلاح فلا بد أن يتم ذلك برضاء الملك، ولو لم تقع أحداث 16 مايو لكان وقع الإصلاح الآن ». أما مصطفى رميد، أحد قيادات الحزب، يعبر عن وجهة نظر مختلفة، قائلا: « لا أظن أن الوقت قد حان بعد، فهل يجب علينا أن يكون لنا مرشحون في جميع المناطق؟ لو استطعنا أن نصل إلى القمة، فإن منصب رئيس الوزراء سوف يأتي إلينا بالديمقراطية ولكننا لا نطالب به؛ لأنه في ظل هذا النظام، الملك هو الذي يحكم وأنا لا أتمنى أن نحكم في الوقت الذي لم تحدث فيه بعد الإصلاحات الدستورية وهذا سيجعلنا نتفادى السقوط في الفخ، فالملك لا بد أن يملك ولا يحكم، ومن أجل أن تنجح العملية الانتقالية لا بد أن يتم التقدم بخطوات من التعامل مع الملك كحكم ونحن بالفعل نقوم بذلك ولكن بخطى بطيئة ». حزب العدالة.. من تركيا إلى المغرب ووفق ما سبق يثير هذا الجدل الداخلي النقاش حول ما إذا كان العدالة والتنمية المغربي يسير على خطى نظيره التركي، فالأخير قد استطاع الحصول على شعبيته باستحقاق. وفي هذا السياق، يرى العثماني « أن تجربة العدالة والتنمية التركي تعتبر مثيرة بالنسبة لنا، فقد أثبتت أن حزب ذات مرجعية إسلامية استطاع أن يشارك في الحياة السياسية ويحصل على نتائج ممتازة، ونحن تربطنا به علاقات جيدة ونتطلع إلى عملية تبادل للخبرات.. إلا أن مرجعيتنا الإسلامية أكثر وضوحاً منهم وعلى خلاف تركيا المغرب دولة ليست علمانية ». فالمغرب دولة إسلامية رسميًّا، ويعتبر فيها الملك هو القائد السياسي والديني في الوقت نفسه، وذلك على خلاف تركيا العلمانية التي يقف فيها الجيش حارسًا لضمان استقرار الإصلاحات التي أحدثها مصطفى كمال أتاتورك. وقد اعترف السيد عبد الإله بنكيران « أن العدالة والتنمية التركي قد تقدم بخطوات كثيرة عنا على الساحة السياسية بينما لا نزال نحن في مرحلة الدعوة ومن ثم فهم يمثلون لنا نموذجا، إلا أنهم يقدمون العديد من التساهلات فيما يخص الإسلام، فعلى سبيل المثال يقدمون الكحول في حفلاتهم وهذا يعتبر بمثابة عار لدينا ». ومن هنا تثير الدعاوى الإصلاحية لحزب العدالة والتنمية العديد من النقاشات في الصحف وتلقي الضوء على بعض المخاوف، فعلى سبيل المثال، بعد اتهامه بتبني رؤية رجعية، أكد رميد « لست ضد الاحتفال طالما لا تنشر الكحول ولا المخدرات، كما أنني لم أقل أبداً أن المرأة لا يجب أن تذهب إلى الشواطئ المختلطة، ولكن يجب أن يكون لديها الخيار الإسلامي، ونفس الأمر بالنسبة للبنوك، إذ يجب أن يكون هناك نظام مزدوج، فتعددية الخيارات هي التي تمثل الديمقراطية ». أما « بسيمة حقاوي » النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، ترى أن المسألة لا تتعلق بالراديكالية، ولكن بالتمسك بالأخلاق « فلنأخذ السياحة على سبيل المثال فهي لن تجلب لنا الكثير إذا لم نحافظ على القيم الأخلاقية، ومن الجيد أن يكون لدينا سياحا ولكن ما هو ليس جيد أن يقوم هؤلاء السياح بنقل الإيدز وتحويل مراكش إلى مكان تمارس فيه الانحرافات الجنسية وتجارة الرقيق والدعارة، فنحن لا نرغب في أن نصبح تايلاند ثانية.. لا أستطيع قبول هذه الصورة للمغرب ». ومن ثم فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيعيد الحزب ترتيبات أولوياته السياسية؟ وما هي مساحة التحرك التي ستكون لديه؟. في الوقت الراهن اختلق الحزب تحالفا مع القوات المواطنة وهي منظمة ليبرالية لها نائبان وسيترك مقعدا لها في مقاطعة كازابلانكا، بينما على الحزب كذلك أن يواجه التحدي الهام المتمثل في منافسة الحزبين الإسلاميين الآخرين المتواجدين للمرة الأولى على الساحة وهما: البديل الحضاري الذي يتبنى رؤية تقدمية للدين، وحزب الفضيلة ومعظم قياداته كانوا ينتمون لحزب العدالة والتنمية. وعلى ذلك، أظهر السياق الراهن في المغرب أن هناك قدراً كبيراً من التناقض، فالإسلام المعتدل قد ساعد على تصاعد نفوذ الجهاديين، ومن ثم فالسؤال هنا هل سيستطيع حزب العدالة والتنمية أن يقف في مواجهة الجهاديين؟ أم ينبغي عليه انتظار تغيير يحدث من قبل العدل والإحسان سيساعده في دخول اللعبة السياسية بصورة أكثر؟.. لقد حذر الحسن داوودي من أن توابع تفجيرات 16 مايو 2003 لا تزال تلقي بظلالها على الساحة المغربية ومن ثم فإذا فشل الحزب فإن هذا سيمثل منعطفاً خطيراً وسيدفع كثير من الأفراد نحو التطرف، وبالتالي في ظل هذه الأجواء هل من الممكن أن يفشل العدالة والتنمية؟.. الإجابة الأولى على هذا السؤال ستكون في السابع من سبتمبر القادم. (*) كاتب أمريكي، مدير تحرير الطبعة الإنجليزية لمجلة « لومند دبلوماتيك »، صاحب كتاب: « من النهر إلى البحر.. الإسلام السياسي في فلسطين ». (*) ترجمة (بتصرف) لمقال نشر في دورية « لومند دبلوماتيك Le Monde Diplomatique الفرنسية الشهرية، تحت عنوان: « الإسلاميون في المغرب يسعون للاحتذاء بالنموذج التركي »، عدد أغسطس 2007. (المصدر: موقع إسلام أون لاين. نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 31 اوت 2007)

 

 


 

مخاوف من صراع علي السلطة وانهيارات في الاقتصاد والخدمات

بعد الشائعات حول صحته.. المصريون يفكرون في حياتهم بعد مبارك

 
القاهرة ـ من علاء شاهين: انضم أكثر من 2000 مصري الي مجموعة نقاشية علي موقع (فيس بوك) الاجتماعي علي شبكة الانترنت والذي يتمتع بشعبية للتفكير مليا في سؤال واحد مربك هو .. ماذا ستفعل اذا علمت أن الرئيس مبارك قد مات؟ .. وبدأت المراسلات في حزيران (يونيو) غير أنها تكثفت وتسارعت خلال الايام العشرة الاخيرة وسط تكهنات دؤوبة بشأن صحة الرئيس المصري حسني مبارك (79 عاما) ومستقبل المنصب الذي يشغله منذ نحو ربع قرن من الزمان. وكثير من المعلقين لم يشهدوا زعيما اخر غير مبارك الذي يرأس مصر اكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان منذ عام 1981. ويسلم البعض بأنه سيعمر أكثر منهم. وقال رامي راجي العضو بالمجموعة الرئيس عمره ما هيموت احنا اللي حنموت . ولم تعلق الرئاسة المصرية وغيرها من مؤسسات الدولة لدي بدء انتشار الشائعات وحتي عندما بدأت صحف ومحطات تلفزيون مستقلة التحدث عن تلك الشائعات. وجاء التعليق الرسمي الوحيد بشأن صحة الرئيس علي لسان زوجته سوزان التي نفت تلك الشائعات ليلة السبت الماضي بعدما فشل ظهوره مرتين علي شاشة التلفزيون في اقناع الجميع بأنه علي قيد الحياة وبصحة جيدة. وقالت صحة الرئيس زي الفل (علي ما يرام) . وأحيت تلك الشائعات المخاوف من زعزعة الاستقرار في حالة وفاته خاصة في ظل غياب مرشح واضح لخلافته غير نجله جمال. وكتب المحلل السياسي حسن نافعة في صحيفة المصري اليوم المستقلة يوم الاحد يقول الارجح أن غيابه قد يفتح الباب واسعا أمام صراع علي السلطة لا يعلم الا الله متي وكيف ينتهي . واتفق أحمد سعيد (25 عاما) وهو كاتب رياضي مع ذلك قائلا اذا مات كل شيء في البلد سينهار معه.. كل المرافق والخدمات . واعتبر أن مصر يحكمها شخص واحد يتحكم في كل شيء. ومثل أكثر من 50 في المئة من المصريين البالغ عددهم نحو 73 مليون نسمة فقد ولد سعيد بعدما تولي مبارك السلطة وشاهده يحتفظ بقبضة قوية علي السلطة رغم الانتقادات الدولية لسجل حقوق الانسان في مصر. وكتبت ليلي غريب خلال مناقشة أجرتها مجموعة أخري علي فيس بوك تقول انها علي الرغم من أنها تريده أن يختفي من الصورة الا أنها تشعر بالقلق بشأن مصر بدونه. وتمثلت أول استجابة رسمية في قيام مبارك بجولة في القرية الذكية وهي منطقة تطوير لتكنولوجيا المعلومات علي مشارف القاهرة. وقال مروجو الشائعات ان اللقطات التلفزيونية قديمة وهو ما زاد من شكوك الناس في أن هناك خطبا ما. لكن صحافيا محليا كان حاضرا أثناء الجولة قال لرويترز ان اللقطات جديدة وحقيقية. كما ظهر مبارك بعد ذلك علي شاشة التلفزيون وهو يزور مصانع قرب مقر اقامته الصيفي في مدينة برج العرب علي ساحل البحر المتوسط غير أن البعض قال ان بديلا حل محله رغم صوت وايماءات الرئيس الحقيقية علي ما يبدو. ونفت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية تلك التخمينات ووصفتها بأنها أكاذيب . وكان مبارك قد أغشي عليه خلال القائه خطابا أمام البرلمان في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2003 كما أجريت له جراحة في الظهر في ألمانيا في حزيران (يونيو) عام 2004 غير أنه قال انه بصحة جيدة. وقال بعض المحللين انه كان يتعين علي الحكومة اصدار تقرير طبي يوضح الامر علي الفور. وتساءل ابراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفة الدستور اليومية المستقلة قائلا لماذا نجعل من صحة الرئيس سرا حربيا؟ . اضاف لرويترز هذا يثبت أن النظام لا يستطيع ادارة الازمات… لا يريدون أن يثيروا الاحاديث عن صحة الرئيس وخلافته . مثل هذه الاحاديث ستنزل بالرئيس الي مصاف العامة الذين يمرضون ويموتون… هم (الحكام) يعتقدون أن الالهة لا تموت . وتعتقد جماعات المعارضة ومحللون أن الرئيس مبارك يهيئ نجله للرئاسة. غير أن البعض يقولون ان مثل هذه الخلافة لا يمكن أن تحدث الا ومبارك علي قيد الحياة لمنع نشوب صراع علي السلطة وتدخل الجيش لان ابنه سيكون أول مدني يحكم البلاد منذ عام 1952. ونفي جمال (43 عاما) ـ الذي عمل في السابق في بنك استثماري ويتولي حاليا منصب الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ـ مرارا أن تكون لديه أي طموحات لتولي الرئاسة. وزاد من الغموض حالة عدم اليقين بخصوص موقف الجيش من الخلافة ورفض مبارك تعيين نائب للرئيس وهو المنصب الذي كان طريق الرئاسة في مصر خلال عمليتي الخلافة علي مدي أكثر من 50 عاما. ويقول الدستور انه في حالة وفاة الرئيس أو فقده القدرة علي العمل يتولي رئيس مجلس الشعب المسؤولية لحين اجراء انتخابات بين أكثر من مرشح. والانتخابات القادمة متوقعة بحلول عام 2011. لكن الدستور يفرض قيودا صارمة علي جماعة الاخوان المسلمون اقوي جماعات المعارضة في البلاد تمنعها من طرح مرشح لخلافة مبارك الذي تعد فترة حكمه الاطول في البلاد منذ حكم محمد علي باشا مطلع القرن التاسع عشر. رويتزر (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)


ما بعد نهر البارد

 
محمد كريشـان يحق للبنانيين أن يبدو هذا القدر من الابتهاج لانتهاء مواجهات نهر البارد بين جيشهم الوطني وتنظيم فتح الإسلام التي استمرت أكثر من مائة يوم وأوقعت في صفوفه مائة وخمسين قتيلا، كما يحق للفلسطينيين في لبنان تنفس الصعداء بعد محنة جروا إليها أو فرضت عليهم وسببت لهم تشريدا جديدا في الشتات ومعاناة قاسية من رحم معاناة سنوات اللجوء، لكن ذلك لن يخفف في شيء من حدة أسئلة حارقة، بعضها سياسي وآخر إنساني بحت، فرضتها مجمل هذه القضية علي كلا الجانبين لا بد من التصدي السريع للإجابة عليها وإلا فإن الجروح قد لا تندمل سريعا بل قد تتعفن أكثر حتي وإن كان نزيف الدم قد توقف: ـ أول هذه الأسئلة يتمثل في كيفية العمل السريع والجاد لإنهاء معاناة آلاف الأسر التي أجبرتها المعارك علي ترك المخيم والبحث عن ملاذات آمنة في مخيمات أخري أو في مدارس ومساجد في ظروف إنسانية غير مقبولة كشفتها بوضوح التغطيات الإعلامية للحدث والمنظمات الإنسانية التي سعت لتخفيف هذا المصاب وأساسا الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فمع إيجابية أن يتحدث رئيس الوزراء اللبناني عن إعادة بناء وتعمير المخيم تظل الوضعية الميدانية ضاغطة ولا تحتمل أي تأجيل خاصة في خضم التجاذبات اللبنانية الداخلية التي ما زالت تخوض إلي حد الآن في إعادة بناء ما خلفه العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي سواء في الجنوب أو الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. ـ كيف ستنفذ علي الأرض السيادة الجديدة علي المخيم التي ذكر رئيس الوزراء اللبناني أنها ستكون للدولة اللبنانية دون سواها ذلك أنه لأول مرة سيخوض اللبنانيون والفلسطينيون هذه التجربة الجديدة بعد عقود كان فيها الفلسطينيون يصرفون فيها كل القضايا الأمنية داخل كل مخيمات لبنان فيها تتكفل السلطات اللبنانية بما حولها وخارجها بناء علي ترتيبات تم الاتفاق بشأنها مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل سنوات طويلة وزكتها الدول العربية ورعتها طوال هذه الفترة. ورغم أن لا أحد ينازع المؤسسة الرسمية اللبنانية حقها المبدئي في بسط سيادتها علي كامل ترابها الوطني إلا أن أي ترتيبات جديدة ستري النور في مخيم نهر البارد حاليا وربما في غيره لاحقا تستلزم حوارا لبنانياـ فلسطينيا يبعد الخطوات المقبلة عن أي نزعة محتملة من القهر والإخضاع. ـ هذا الأمر بدوره يفرض علي الفصائل الفلسطينية في لبنان وقياداتها في الخارج التصرف بأكبر قدر من المسؤولية لمواجهة هذا الوضع الجديد بعيدا من ناحية عما يمكن أن يصور من قبل متربصين كثر علي أنه تحد أو مواجهة مع الدولة اللبنانية قد تظهرهم في صورة المتمردين أو الخارجين علي القانون ، وبعيدا من ناحية أخري عما يمكن أن يكون سواء امتدادا لمناكفات تاريخية سابقة بين هذه الفصائل نفسها داخل المخيمات أو امتدادا لهذه المجادلات البائسة الأخيرة بين فتح و حماس داخل الوطن، فالفلسطينيون في مخيمات لبنان بلغوا وضعا لم يعد يتحملون فيه هذا الترف الفصائلي المحتمل مما يحتم علي الجميع التحرك بروح وفاقية سريعة بعيدة عن أية تجاذبات أو حسابات إقليمية مع هذا الطرف أو ذاك. ـ امتحان اللبنانيين أمام كيفية التعاطي الأمثل مع مؤسسة الجيش التي خرجت رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح مؤسسة قادرة علي إبراز تصميم الدولة الذي أوهنته التجاذبات الداخلية . الكل في البلد يتحدث بفخر عن الجيش والبعض لم يعد يتردد في القول بأنه القلعة الوحيدة المتبقية التي لم تنخرها صراعات الحكم والمعارضة في مرحلة ما بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ولكن ذلك لا يمنع من الملاحظة أن هناك إرادات مختلفة وصراعات مكتومة حول الدور المحتمل لهذا الجيش في إنهاء الاستعصاء الحالي في الأزمة اللبنانية الداخلية بين من يريده صمام أمان خلفيا للدولة ووحدتها وبين من يراه مدعوا لدور عملي ما ينقذ البلاد من ورطتها الحالية إلي درجة اقتراح حكومة عسكرية انتقالية أو اقتراح اسم قائد الجيش رئيسا جديدا للبلاد. وسواء وفق الفلسطينيون أو اللبنانيون في معالجة هذه الإشكاليات أم لا فإن الأكيد أن التصدي لها لا يحتمل التأجيل علي أن تكون الردود والحلول بعيدة عن الارتجال والتوظيف المتسرع لما يمكن أن يعتبره هذا الطرف أو ذاك نصرا أو هزيمة في مخيم نهر البارد فالدمار الكبير الذي لحق بهذا المخيم قد يصبح لا شيء إذا ما أقحمت، بقصد أو بدونه، تداعيات ما جري في دوامة الجدل البيزنطي الحالي في لبنان فلا الفلسطينيون باتوا يتحملون المزيد ولا لبنان الدولة أو الشعب في وارد أن يزداد كيس ثقيل آخر علي ظهره المنحني أصلا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)
 

خريطة طريق جديدة للدبلوماسية الفرنسية
 
د. أحمد القديدي (*)                عبارة » الانقلاب المستمر » التي استعملها زعيم المعارضة اليسارية الفرنسية فرنسوا هولند لوصف سياسات الرئيس نيكولا ساركوزي عبارة دقيقة وصحيحة، لأن الرجل بالفعل يقوم بانقلابات »دستورية » مستمرة لا تتوقف ولا تمنح خصومه هدنة. والدليل الأخير لدى مخالفيه جاء في الخطاب الذي خصصه الرئيس للدبلوماسية الفرنسية وألقاه أمام 180 سفيرا فرنسيا يمثلونه في دول العالم جاؤوا لسماع التعليمات الجديدة حول أبرز الملفات الدولية التي يعايشونها في سفاراتهم في القارات الخمس والتزود بالخطوط الكبرى للسياسة الفرنسية الخارجية كما رسمها نيكولا ساركوزي بمساعدة وزيره للخارجية الدكتور برنار كوشنار المعارض القديم والقادم من الضفة الاشتراكية والقافز في الضفة الليبرالية للدولة الساركوزية الناشئة. نعم! لقد رسم الرئيس ملامح شديدة الوضوح لخريطة طريق دبلوماسية تغير بعمق ما عهده المراقبون من مفاصل العلاقات بين فرنسا ودول العالم وبخاصة بين فرنسا والعرب والمسلمين وهو ما يهمنا بالدرجة الأولى. ولنبدأ بأهم تحول مفاجئ في موقف ساركوزي من الولايات المتحدة. وقد كان هذا الموقف قبل انتخاب الرجل على عرش الجمهورية محل جدل طويل حينما أدى المرشح ساركوزي وهو وزير داخلية زيارة الى واشنطن وحظي باستقبال غير رسمي من قبل الرئيس بوش الذي صافحه وتبادل معه عبارات تشريفاتية في مكتب أحد مستشاريه ثم نشرت الصحافة الأمريكية والفرنسية تلك الصورة ليوظفها المرشح بذكاء في خدمة توجهاته الأطلسية المطمئنة لرأس المال المحلي والأوروبي. ولم يكن خافيا في تلك المرحلة بأن أحد المقربين من ساركوزي وهو النائب في البرلمان الفرنسي من الطائفة اليهودية بيار لولوش هو الذي سعى الى تنظيم ذلك اللقاء والحرص على دعم الروابط الحميمة بين ساركوزي واسرائيل. ولكن الرئيس أمام سفرائه غير من تلك المعادلة المبرمجة ليعلن بأن العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة ليست علاقات تبعية أو محاباة ولكنها علاقات تحالف وصداقة بدون مجاملة أو محرمات. وهنا يعود الرئيس الفرنسي الجديد الى موقف أكثر اعتدالا مع العملاق الامبراطوري، وهو ما يجعل العرب يرتاحون الى قيام باريس برسالة ترجيح كفة الاتحاد الأوروبي نحو استقلال القرار حتى لا تذهب مصالح العراق وفلسطين ضحية قراءة أحادية غربية لأوضاع المنطقة وحتى تكون فرنسا عامل توازن ضروريا في الشرق الأوسط. وبشأن العراق تحديدا طالب الرئيس الفرنسي بضبط أجندة أطلق عليها هو عبارة « الأفق الواضح » لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، وهذا موقف جديد عما سبق أن نقله الخبراء عن وزارة الخارجية الفرنسية من موالاة غير مشروطة للقرار الأمريكي مقابل اطلاق أيدي باريس في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وهنا أيضا نسجل بارتياح ميل باريس الى موقف » ديجولي » أثبت منذ خمسين عاما أنه الأقدر على صيانة مصالح فرنسا في العالم العربي وهو ما عرف في الأوساط الدبلوماسية بالسياسة العربية لباريس. وتحدث الرئيس من جهة أخرى عن الملف الايراني بلهجة ضبابية دبلوماسية الى حدود اعلان الأمر ونقيضه حين قال بأنه يعارض حصول طهران على السلاح النووي ولكنه أيضا يعارض منع طهران الحصول على ذلك السلاح بقوة الحرب. وهو موقف بالطبع لا يجاري الحليف الأمريكي الذي لم يستبعد في تصريحات بوش وتشيني استعمال الحل العسكري اذا لم تمتثل ايران لما يعرف بقرارات الوكالة الأممية للطاقة النووية. ولا شك أن ساركوزي يدرك منذ اندلاع الأزمة بين الغرب وطهران أن باريس ليس بإمكانها الالتحاق بالتشدد الأمريكي ولكن دورها يكون أجدى لو التزمت هذا الخط المعتدل أي الامساك بالجزرة عندما تمسك واشنطن بالعصا. وحلل ساركوزي بعد ذلك الموقف الفرنسي من روسيا وبوتين ناصحا هذا العملاق بأن يتخلى عما سماه هو بأوراق العنف والمصادمة وهو يقصد التجاء موسكو للقوة في معالجة القضية الشيشانية أو سلوكيات بوتين ازاء الجمهوريات الروسية المتمردة ودول شرق أوروبا التي تحررت من المعسكر السوفييتي بعد انهيار الامبراطورية الشيوعية نهاية الثمانينيات. ثم أعلن ساركوزي عن مساندته لانشاء قوة عسكرية أوروبية متحدة تكون مستقلة عن الحلف الأطلسي وتوفر للاتحاد الأوروبي حصانة دفاعية لا تتوافر اليوم سوى تحت الغطاء الأمريكي. هذه بعض ملامح خريطة الطريق الدبلوماسية الفرنسية الجديدة ولا بد أن يتناولها الدبلوماسيون العرب بالبحث والاستعداد لتغيير بعض الحقائق الجاهزة ولا يتسنى لهم ذلك الا بالتنسيق العربي وسد الثغرات الواسعة التي يدخل منها أعداء العرب الى قلوب وعقول الدول الغربية. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)  


نحو تركيا جديدة أم مرحلة مختلفة من تاريخ مضطرب؟
 
حسن نافعة (*)    تستحق التطورات السياسية التي تشهدها تركيا حاليا وقفة تأمل متأنية لاستخلاص دروسها وعِبرَها الغنية. فيوم الخميس الماضي 29 آب (أغسطس) من عام 2007 دخل عبدالله غل قصر رئاسة الجمهورية التركية ليس كما اعتاد من قبل، ضيفا تمنعه قوانين الجمهورية العلمانية من اصطحاب زوجته المحجبة، وإنما كرئيس منتخب للجمهورية يتأهب للجلوس في مقعد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس دولة تركيا العلمانية، ومفوضاً بممارسة صلاحياته الدستورية كافة! ورغم امتناع قيادات الجيش عن تقديم التحية العسكرية الواجبة للرئيس الجديد، وهو تصرف غير حكيم حمل في حد ذاته رسالة واضحة الدلالة تشير إلى أن الأجواء السياسية في تركيا ليست صافية، إلا أن ذلك لن يغير شيئاً من أمر واقع جديد يقول إن حزباً ذا مرجعية إسلامية بات يسيطر الآن بالكامل، وللمرة الأولى منذ سقوط الامبراطورية العثمانية، على مختلف مفاصل الحياة السياسية في تركيا، وهو أمر ستكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى. يدرك المتخصصون أن للنظام «العلماني» الذي أسسه أتاتورك عقب انهيار الامبراطورية العثمانية سمات شديدة الخصوصية أهمها أنه لم يرتبط في نشأته بعملية تحول ديموقراطي، وهو ما يفسر ميل التجربة التركية لتوظيف العلمانية كأداة لنفي الدين ومحاربته، بدلاً من الاكتفاء بالفصل بين المجالين الديني السياسي كما هو الحال في النظم الديموقراطية. صحيح أن أتاتورك كان يميل في البداية للإبقاء على «الخلافة» كمؤسسة دينية تتمتع بوضع أشبه بوضع الفاتيكان في روما، غير أن تطور الصراع على السلطة في مرحلة التحرير دفعه في النهاية لاتخاذ قراره بحل الخلافة والمؤسسات المرتبطة بها كافة وفرض حظر شامل على الطرق الصوفية وإلغاء النص الدستوري الذي يجعل من الإسلام دينا رسميا للدولة. ولأن هذه الإجراءات تمت في غيبة التعددية السياسية وفي ظل سيطرة الحزب الواحد (حزب الشعب الجمهوري)، فلم يكن غريبا أن ترتبط العلمانية التركية بالاستبداد وأن تتحول تدريجا إلى ما يشبه الايديولوجية المقدسة أو الدين الجديد، ورغم إصرار الحزب الحاكم في البداية على استئصال كل ما يمت للدين بصلة، إلا أن التقاليد الإسلامية ما لبثت أن وجدت طريقها للتغلغل من جديد داخل نسيج المجتمع التركي، ساعد على ذلك استحداث آليتين إحداهما ثقافية والأخرى سياسية. كان أتاتورك بادر، قبل سنوات قليلة من وفاته، إلى تأسيس «أكاديمية التاريخ والعلوم الاجتماعية» لتكون أداة لتسويق الفكر القومي، غير أن هذه المؤسسة البحثية ما لبثت أن وجدت نفسها، وبحكم طبائع الأشياء، تغوص في تاريخ عثماني استحال فصله عن الإسلام وتتحول، من ثم، إلى أداة لإحيائه. وحين اضطر النظام السياسي بعد وفاة أتاتورك للسماح بنوع من التعددية المقيدة كان من الطبيعي أن توفر هذه التعددية مناخا أفضل للتنفيس عن المشاعر الإسلامية، خصوصا بعد أن قررت مجموعة ليبرالية بقيادة عدنان مندريس الانشقاق عن الحزب الحاكم إذ انطوى البرنامج السياسي لهذه المجموعة على التزام بإلغاء الإجراءات المعادية للإسلام والمقيدة لممارسة شعائره. تجدر الإشارة هنا إلى أن التطبيق السلطوي والميكانيكي للشعارات العلمانية لفترة زمنية طويلة في تركيا كان أوجد حالة من الاغتراب الثقافي وخلق أزمة هوية شعرت بها مختلف الفئات الاجتماعية، خصوصاً الطبقات الوسطى والكادحة، وهو عامل ساعد على توليد آليات ضغط شعبي للمطالبة بتوسيع نطاق الحريات الدينية والسماح لها بممارسة الشعائر الإسلامية، ولا جدال في أن وجود هذه الحال المجتمعية الرافضة للاغتراب والراغبة في استعادة هويتها الثقافية والدينية مهد في ما بعد لقيام أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية، على رغم أن هذه الأحزاب لم تبدأ بالظهور إلا عام 1970 حين قام نجم الدين أربكان بتأسيس «حزب النظام الوطني». ومعنى ذلك أن تيار «الإسلام السياسي» في تركيا يعد في الواقع تياراً حديث النشأة إذا ما قورن بالدول العربية والإسلامية الأخرى، وهو ما من شأنه طرح تساؤلات عديدة حول أسباب النجاح المذهل الذي حققه في تلك الفترة الوجيزة نسبيا والتي لا تزيد عن ثلث قرن. وفي تقديري أن هذا النجاح يعود إلى عوامل عديدة أهمها: 1- العنف المادي والمعنوي الذي مورس ضد تيار الاسلام المعتدل من جانب القوى المعادية، خصوصاً الجيش، فقد فرض على هذا التيار أن يشق طريقه وسط معارضة قوى علمانية عاتية معادية لم تتردد في عمل كل ما في وسعها، بما في ذلك تحريض الجيش وتأليب وسائل الإعلام، لوقف نموه، ومن المعروف أن الجيش الذي شكل مركز الثقل الرئيسي للنظام السياسي التركي ونصب نفسه حارسا على قيمه العلمانية، قام بأربعة انقلابات عسكرية في 1960 و1971 و1980 و1997، وكان الانقلاب الأول أطاح حكومة عدنان مندريس ونفذ فيه حكم الإعدام بعد اتهامه بانتهاك القوانين العلمانية والتسامح مع مظاهر دينية، أما الانقلاب الأخير فاكتفى بالإطاحة عام 1997 بحكومة نجم الدين أربكان وقام بحل حزب «الرفاه» تأسيسا على التهم نفسها تقريبا، وساهم هذا العنف غير المبرر، والذي تواكب مع فشل وفساد الأحزاب والنخب العلمانية، إلى تزايد التعاطف الشعبي مع «الرفاه». 2- ما أظهره من اعتدال فكري وسياسي، ورفض اللجوء إلى العنف أو حمل السلاح أو محاولة فرض أفكاره ومواقفه ووجهات نظره على الآخرين بالقوة. ولوحظ أن منهجه وخطابه السياسي والفكري كان يزداد اعتدالا وبراغماتية بالتوازي مع ازدياد التعاطف الشعبي معه، وليس العكس، لذلك كان التيار الإسلامي يخرج من كل محنة يواجهها أشد وأقوى، ولم تنفع معه كل أنواع الأسلحة، بما في ذلك سلاح الحل والإلغاء بالوسائل القانونية. وعكست طروحات ومواقف حزب «العدالة والتنمية» وكذا سياساته الداخلية والخارجية هذا الاعتدال بوضوح تام، فعلى الصعيد الفكري تبنى طروحات تحاول التوفيق بين هوية تركيا الثقافية والحضارية، وهي إسلامية، وبين هويتها الجيوسياسية، وهي أوروبية. وعلى صعيد السياسة الداخلية تبنى برامج وسياسات حداثية حرص على أن لا تتناقض مع صحيح الدين وسماحته. وعلى صعيد السياسة الخارجية تبنى مواقف ذكية تتيح له هامشا واسعا من حرية الحركة والمناورة مع القدرة على الاحتفاظ في الوقت نفسه بعلاقة جيدة مع كل الأطراف، فلم تمنعه عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي من رفض التصريح للقوات الأميركية بالمرور في اراضيه لغزو العراق عام 2003 ولم تمنعه اتفاقية التعاون الاستراتيجي المبرمة مع إسرائيل من نسج علاقات قوية مع الأطراف الفلسطينية والعربية، ولم يعقه الحرص على مصالح تركيا الحيوية في قبرص عن بدء مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. 3- نجاح التيار الاسلامي المعتدل في المحافظة على وحدته وتماسكه على رغم هول التحديات التي واجهها، ففي كل المرات التي صدر فيها قرار بحله عاد إلى الوجود تحت أسماء وعناوين أخرى من دون أن يصيبه تفتت أو تشرذم، فعلى رغم تعدد أسماء الأحزاب المعبرة عنه وتغيرها من حزب «النظام الوطني» إلى حزب «السلامة» إلى حزب «الرفاه» إلى حزب «الفضيلة» وأخيرا إلى حزب «العدالة والتنمية»، إلا أن ذلك لم يحول التيار إلى شيع وفرق متناحرة. فإذا أضفنا إلى ما سبق تآكل وضعف الأحزاب والتيارات العلمانية، بفعل ظاهرة استهلاك السلطة أو فساد واستبداد نخبها، فبوسعنا أن نضع أيدينا على مجمل الأسباب التي أدت إلى تزايد معدلات التأييد الشعبي للتيار الإسلامي بانتظام. فهذا التيار، والذي لم يحصل في أول انتخابات برلمانية خاضها عام 1973 من خلال حزب «السلام» بقيادة نجم الدين أربكان إلا على 12 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين، استطاع الحصول على 34 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين في الانتخابات التي خاضها عام 2002 من خلال حزب «العدالة والتنمية» بقيادة أردوغان، ثم على 47 في المئة في الانتخابات الأخيرة ليصبح التيار الأكبر والأهم على الساحة السياسية في تركيا وليتمكن من السيطرة المنفردة، وللمرة الأولى في تاريخه، على كامل أجنحة السلطتين التشريعية والتنفيذية بعد حصوله على 340 مقعدا من أصل 550 مقعدا ونجاح مرشحه في الوصول إلى منصب رئيس الدولة. وتجدر الإشارة إلى أن وسطية واعتدال وبراغماتية تيار الإسلام السياسي في تركيا لم تحل دون الوضوح الكامل في الرؤية والأهداف والصلابة في الإرادة والقدرة على مواجهة التحديات، وهو ما ظهر بوضوح إبان أزمة انتخابات الرئاسة، فبعد أن طرح حزب «العدالة والتنمية» ترشيح غل لمنصب رئاسة الدولة لم يتراجع حين كشّر الجيش عن أنيابه وتحالف مع القوى العلمانية للحيلولة دون وصوله إلى هذا الموقع المهم، ولم يخش خوض انتخابات برلمانية مبكرة على رغم ما تنطوي عليه من مخاطر، بل أعلنت قيادته بوضوح تام أنها جاهزة لاعتزال الحياة السياسية إذا أخفق الحزب في الحصول على ثقة المواطنين وعجز عن تأمين أغلبية المقاعد في البرلمان، وحين كسب رهانه الكبير وحصل على أغلبية مريحة لم يهادن وتمسك بإعادة ترشيح غل على رغم كل أنواع الوعيد والتهديد واستطاع في النهاية أن يؤمن لمرشحه مقعد رئاسة الدولة على رغم أنف الجيش! فهل سيتمكن حزب «العدالة والتنمية» من استخدام ما يتمتع به حاليا من صلاحيات سياسية ودستورية واسعة ليعيد بناء الحياة السياسية والاجتماعية على أسس جديدة تضع تركيا في مصاف الدول الحديثة والمستقرة ديموقراطيا وتمكنها من تحقيق المصالحة مع نفسها وتخرجها من حال الانفصام السياسي التي تعاني منها منذ عقود، أم أن القوى المعادية، وخصوصا الجيش، هي التي ستنجح على العكس في استدراج الحزب إلى معارك جانبية تستنزفه وتعيد تركيا للدوران من جديد في الحلقة القديمة المفرغة والمعيبة نفسها؟ في تقديري أن فرص نجاح حزب «العدالة والتنمية» تبدو أكبر من فرص نجاح القوى المعادية لأسباب عدة، منها: 1- فقدان الجيش للكثير من أوراقه بما يحول دون تمكينه من لعب الدور ذاته الذي تعود عليه في الحياة السياسية التركية، ومن المعروف أن عملية إصلاحية كانت بدأت في عهد أجاويد واستكملت في عهد أربكان سمحت بإعادة هيكلة مجلس الأمن القومي وتقليص صلاحياته، فالمجلس يتكون الآن من 9 مدنيين (بدلاً من أربعة) و 5 عسكريين، وأصبح أمينه العام مدنيا يتبع رئيس الوزراء، ولم تعد قراراته ملزمة للحكومة وأصبحت خاضعة لرقابة ومحاسبة البرلمان. 2- فقدان القوى العلمانية التركية الأخرى، بما في ذلك القوى اليسارية، جانباً كبيراً من صدقيتها لدى المواطن التركي بعد انكشاف انتهازيتها وانحيازها السافر للاستبداد وللفاشية القومية، والواقع أن حزب «العدالة والتنمية» يبدو الآن، وهنا تكمن المفارقة الكبرى، وكأنه القوة السياسية الأكثر صدقية في الدفاع عن كل من الديموقراطية الليبرالية والعدالة الاجتماعية في الوقت ذاته. 3- الحاجة الماسة على الصعيدين الإقليمي والدولي لدعم النموذج التركي وهو نموذج يصنفه البعض بأنه «إسلامي علماني معتدل» لموازنة النموذج الإيراني الشيعي الأصولي، من ناحية، ولمكافحة الجماعات السنية المتطرفة من ناحية أخرى. وهناك أوساط فكرية وسياسية غربية، أوروبية وأميركية عديدة تدرك بوضوح أن إجهاض النموذج التركي سيفتح الباب واسعا أمام اتساع نطاق التطرف الأصولي في المنطقة. ولفت انتباه المراقبين تراجع ساركوزي عن مواقفه المتشددة من موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات التركية الأخيرة. ليس معنى ذلك أن الطريق أمام تركيا جديدة، حديثة وديموقراطية ومستقرة، بات في متناول اليد، فهناك عوامل خارجية كثيرة يمكن أن تعيد خلط الأوراق من جديد على الساحة التركية، في مقدمها إقدام بوش على توجيه ضربة عسكرية لإيران، حينئذ تنشأ حال إقليمية تدفع الجيش التركي إلى اغتنام الفرصة والعمل على استعادة هيبته، لتعود تركيا للدوران في الحلقة المفرغة من جديد. (*) كاتب مصري. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 سبتمبر 2007)  

سيناريو الأرض المحروقة
 
د. رفيق حبيب ماذا تريد القيادات النافذة في حركة فتح والسلطة الوطنية ومنظمة التحرير؟ والإجابة واضحة، القضاء على حركة حماس. فلم تعد قيادات فتح قادرة على التعايش مع الدور السياسي والدور المقاوم التي تقوم به حركة حماس، ولهذا بدأت في الذهاب إلى أبعد الاحتمالات، وتلك الاحتمالات لم تكن بعيدة عن أرض الواقع قبل الحسم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة في منتصف يونيو عام 2007، بل نقول أن الحسم العسكري لحركة حماس في القطاع، كان لحمايتها من معركة يراد جرها لها بهدف تصفية الحركة. فالخطة لم تتغير ولن تتغير، فقيادات حركة فتح تعرف أنها لا تستطيع السيطرة على السلطة والمنظمة في وجود حركة حماس، وتعرف أيضا أنها لن تستطيع تمرير مشاريعها مع العدو الصهيوني في وجود حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي أيضا. فالعديد من القوى المقاومة تحت سيطرة حركة فتح أو قياداتها، ويبقى فصائل محدودة تقف في خندق المقاومة مع حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي. وقيادات فتح تعرف أن مشاركة حماس في العملية السياسية أصابها في مقتل، حيث أضعف سيطرتها على المجال السياسي، في الوقت الذي تسيطر فيه حركة حماس من خلال ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام، مع غيرها من حركات المقاومة، على مجال المقاومة. وتعرف قيادات فتح أن شرعية حركة حماس السياسية من خلال الانتخابات التشريعية، مع شرعيتها كحركة مقاومة، مع شرعيتها الاجتماعية باعتبارها جزءا من البنية الاجتماعية للشعب الفلسطيني، تجعل حركة حماس في وضع قوي يهدد سيطرة قيادات فتح على السلطة والثروة. لهذا لجأت قيادات حركة فتح لسياسة الأرض المحروقة، وهي سياسة غريبة خاصة عندما يقوم بها فريق من الوطن ضد الوطن نفسه، فهي في الواقع سياسة استعمارية بامتياز. فقيادات حركة فتح تريد حرق كل أرض فلسطينية تمثل أرضية لحركة حماس وتمثل دعما لها. نعم إلى هذا الحد، والذي يعني ضرب البنية الاجتماعية الفلسطينية بالقدر المناسب لضرب حركة حماس، وربما بقدر أكثر من مناسب، وربما بقدر يتجاوز الحاضن الاجتماعي لحركة حماس. وتلك السياسة نراها في الضفة الغربية وقطاع غزة على السواء. ففي الضفة الغربية تضرب الجمعيات الأهلية التي تمثل النشاط الاجتماعي لحركة حماس، رغم أن ذلك ضرب للخدمات الاجتماعية التي تقدم للشعب الفلسطيني وهو تحت الاحتلال، أي أنه في حاجة ماسة لتلك الخدمات. وهنا نلمح أن قيادات فتح لم تعد ترى أن الكيان الاجتماعي المؤيد لحركة حماس هو جزء من الشعب الفلسطيني، ولم تعد تهتم بما تقدمه حركة حماس لشعبها، قدر اهتمامها بضرب تأثير الحركة على الناس. وهذه الصورة تعني أنه ليس من المهم حل مشكلات الناس، بل المهم أن تكون قيادات فتح هي التي تحل هذه المشكلات، ولا يسمح لغيرها بخدمة الشعب، حتى لا يحبه الشعب. والغريب أن قيادات فتح والسلطة، متورطة في الفساد والنهب، أكثر من تورطها في خدمة الشعب الفلسطيني، ومتورطة في إساءة استخدام المعونات، وليس في توصيل المعونات للناس، ومتورطة في عملية تمويل ضخم للقوات الأمنية وجهاز الأمن الوقائي والمخابرات، ليس بغرض تشكيل قوات لتحرير فلسطين، بل لغرض تأمين العدو الصهيوني من عمليات المقاومة. ولأن صورة هذه القيادات ليست جيدة على أقل تقدير، ولأنها تريد ضرب التأييد الجماهيري لحركة حماس، فلم تجد وسيلة لذلك إلا بضرب مصالح الناس أنفسهم، من خلال إغلاق المؤسسات الاجتماعية لحركة حماس في الضفة الغربية. ويضاف لهذا عمليات الاعتقال والفوضى الأمنية المنتشرة في الضفة الغربية، والتي تعني أن قيادات الأمن تسيطر على الناس من خلال الفوضى الأمنية، والتي تتيح الكثير من عمليات العصابات ضد الخصوم، وهو ما يمكن قوات الأمن من العمل خارج إطار القانون، في ظل حالة الفوضى الأمنية. على الجانب الآخر من المأساة، وفي قطاع غزة، حصار بكل الأنواع، ليس بيد العدو الصهيوني وحده، بل بالتوافق مع قيادات فتح النافذة، والحصار يشمل المواد التموينية والكهرباء والوقود، والسيطرة على المعابر. وبهذا تمسك قيادات فتح بكل منافذ الحياة للقطاع، ثم تحكم الحصار، فتجد صمودا من الناس، فهي لا تنقلب على حركة حماس ولا تنفض من حولها، وتصبح قيادات فتح مضطرة لفتح منافذ للحياة، حتى لا يتحول الحصار إلى مقبرة جماعية، تؤدي إلى فوضى شاملة، تدفع ثمنها قيادات فتح والعدو الصهيوني ومصر. ووسط هذا الحصار وضعت قيادات فتح خطة الاستفزاز المتتالي لحركة حماس، من خلال المظاهرات والتجمعات. ووقعت حركة حماس والقوة التنفيذية في العديد من الأخطاء، وتحاول الحركة منع تكرار الأخطاء، فيتم رفع وتيرة سياسة الاستفزاز، ثم ضرب الاستقرار الأمني، والتحول إلى الفوضى الأمنية، فتصبح الحركة مضطرة لضبط الأمن، مما قد يوقعها في أخطاء، أو يسهل اتهامها باستخدام الأساليب العسكرية. وتبدأ بعد ذلك محاولة التشويه الإعلامي المستمر، والتي يراد منها تشويه صورة الحركة، وإعداد المسرح لضربها. وفي كل ما تقوم به حركة فتح وقياداتها، هي في الواقع تضر بمصالح الناس، فغلق الجمعيات يدفعه ثمنه الإنسان العادي، وحصار قطاع غزة يضر الإنسان العادي. ومعنى ذلك أن المطلوب إلحاق الضرر بكل المحيط الاجتماعي لحركة حماس حتى ينفض عنها، فإذا بقى على تأييده لها، فيكون عليه دفع الثمن. وبهذا يتم حرق الأرض التي تؤيد حركة حماس أيا كان الثمن. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة « المصريون اليوم » (يومية – مصر) الصادرة يوم 4 سبتمبر 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.