الخميس، 6 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2752 du 06.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


موقع « تونس نيوز » يتعرض لعملية قرصنة

الحوار نت: تونس إضراب تضامني مع السجين السياسي بوراوي مخلوف  المجلس الوطني للحريات بـتونس: مذكرة توضيحية عن ظروف إيقاف الصحفي سليم بوخذير وبطلان إحالته على القضاء حرّية و إنصاف: بعد إضرابه عن الطعام زياد الفقراوي ينقل إلى سجن آخر ، يعاقب و يمنع من الزيارة لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: أخبار عن أوضاع المحجبات التونسيات

الرابطة التونسية للدفاع عن حقــوق الإنسان فرع جندوبة: بيـــــان الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــة جندوبــة: بيــــان

الحوار نت: تونس: الأمن السياسي يعتدي بالعنف الشديد على المناضل »المولدي الزوابي الجامعة العامة التونسية للشغل: بلاغ

الجامعة العامة التونسية للشغل : إحياء للذكري الثالثة والثمانين لتأسيس أول منظمة نقابية وطنية تونسية

أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي (المجمّدة) ببنزرت: بيــان يومـيـّـات إضـراب الجـوع: اليوم الخامس عشر لإضراب الجوع :04 ديسمبر 2007 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: مرة أخرى ، المحامون الباكستانيون يضربون أروع أمثلة الإلتزام ..و التضحية .. قناة المستقلة: حوار شامل مع الوزير الدكتور زهير مظفر عن تحول السابع من نوفمبر والديمقراطية والحجاب والحزب الإسلامي وخطة تجفيف المنابع النشرة الالكترونية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، العدد 36 بتاريخ 6 ديسمبر 2007 القدس العربي: العفو الدولية تدين حكما بسجن الصحافي سليم بوخذير في تونس يو بي أي:مهرجان قرطاج المسرحي يكرم 50 عربياً وأجنبياً على متن باخرة يو بي أي: مسؤول عربي يدعو إلى مقاربة تنموية لمعالجة ظاهرة الهجرة

عبدالله الزواري: بوراوي مخلوف أو الابتسامة الدائمة: د. خــالد الطـراولي: سجّـل أنــا صحفي حــرّ محمد العروسي الهاني:  أضع النقاط على الحروف لا نتابز ولا تناحر ولا شتم بين أفراد المجتمع التونسي وأصحاب الرأي بالخصوص

رويترز: خمسون » مسرحية تونسية تنتقد مؤيدي ومعارضي الحكومة

مغاربية:  ندوتان بتونس تدعوان الى الاندماج الاقتصادي المغاربي ودعم التعاون مع آسيا مغاربية: ناشطات حقوق الإنسان يؤكدن على الحاجة للفصل بين الدين والدولة الشرق: في منتدى الفكر المعاصر بتونس .. مفكرون يقلبون التراث العلمي الأوروبي المغاربي الشرق الأوسط: في ملتقى علمي دولي بتونس حول «الإسلام واحدا ومتعددا» التفاعل بين الوحدة والأطر الثقافية والكونية في الدين الإسلامي

كتاب جديد للباحث التونسي د رفيق عبد السلام « في العلمانية والدين والديمقراطية: المفاهيم والسياقات » آفـاق: السينمائي التونسي نوري بوزيد يحصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر لسنة 2007

« الحياة: الغاز والمهاجرون وصفقات السلاح على جدول جولة أوروبية للقذافي رشيد خشانة: « عقدة التاريخ » تسمم العلاقات الجزائرية – الفرنسية والمغربية – الإسبانية

رويترز: وزير اسرائيلي يُلغي زيارة لبريطانيا خوفا من الاعتقال محمد أبو رمان: مراجعات الجهاد: هل تُضعف القاعدة؟ د. بشير موسي نافع: أزمة الدولة العبرية وأزمة العقل السياسي الفلسطيني

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 
 
 

موقع « تونس نيوز » يتعرض لعملية قرصنة

تعرض موقع تونس نيوز لعملية قرصنة أثيمة من طرف هاكر روسي منذ يوم الثلاثاء 4 ديسمبر على الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت العاصمة السويدية. وأكد لنا موقر الخدمة الذي يؤوي الموقع أن جميع محتويات الموقع متوفرة وسيتم تشغيله مجددا في أسرع وقت لكن بعد تحديد الخلل الفني الذي تسلل منه الهاكر الروسي وأدى إلى تمكنه من تنفيذ عملية القرصنة الإجرامية.   فريق « تونس نيوز » 6 ديسمبر 2007


 

إضراب تضامني تونس – خاص بالحوار نت:

 

تضامنا مع السجين السياسي بوراوي مخلوف الذي قضى 17 سنة سجنا والذي دخل في اضراب عن الطعام منذ 9 نوفمبر بسجن المهديّة قرّر السادة الآتي أسماءهم القيام غدا بإضراب مساندة مع سجين حركة النهضة بوراوي مخلوف مطالبين بإطلاق سراحه  وبقية مساجين الرأي:   1.    سهيلة بن مصطفى زوجة السجين السياسي بوراوي مخلوف 2. عفيفة مخلوف   3.    الشيخ عبدالوهاب الكافي 4.    عبد الحميد الجلاصي 5.    عجمي الوريمي 6.    حليم قاسم 7.    محمّد القلوي 8.    عبد الله الزواري 9.    منصف بن سالم 10. محمد العكروت 11. عبد الرزاق نصرالله 12. علي الشرطاني 13. الشيخ الحبيب اللوز 14. الصحبي عتيق 15. معتوق العير 16. كمال مكّي 17. مختار اللموشي 18. على فوزي قاره 19. فاروق النجار 20. طارق السوسي 21. بن عيسى الدمني 22. لطفي السنوسي 23. لمين الزيدي 24. كريم الهاروني 25. محمد عون 26. محد الدين فرجاني 27. رضا السعيدي 28. سالم العدالي 29. داود الكواش 30. توفيق الزايري 31. صالح العلوي 32. توفيق السعيدي 33. الحبيب الدريسي 34. نورالدين البحيري 35. لسعد البحيري 36. العمري عيسى 37. فتحي الناعس – قطر 38. السيّد الفرجاني.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 5 ديسمبر 2007)


المجلس الوطني للحريات بـتونس تونس، في 5 ديسمبر 2007

مذكرة توضيحية عن ظروف إيقاف الصحفي سليم بوخذير وبطلان إحالته على القضاء

 
  قضت محكمة الناحية بساقية الزيت من أحواز صفاقس برئاسة القاضي « حاتم واردة » يوم 4 ديسمبر 2007 بإدانة الصحفي سليم بوخذير من أجل « هضم جناب موظف والاعتداء على الأخلاق الحميدة وحتى عدم الاستظهار ببطاقة الهوية » وسجنه مدة عام واحد و تخطئته بـ5 دنانير.   وقد تولّى الدفاع عنه فريق من المحامين أكّدوا في مرافعاتهم على بطلان إجراءات التتبع وعلى تجرّد التهم المنسوبة لمنوّبهم وطالبوا في الأصل الحكم بعدم سماع الدعوى واحتياطيا بإعادة أعمال البحث في القضية من طرف حاكم الناحية لما له من صفة الضابطة العدلية على معنى أحكام الفصل 16  مجلة الإجراءات الجزائية.   يذكر أنّه بعد المحاولة الفاشلة في توظيف جهاز القضاء لإنزال العقاب بالصحفي عمر المستيري خلال الصائفة الماضية _ وقبله الصحفي توفيق بن بريك والصحفيتين سهام بن سدرين وأم زياد وغيرهم _ ها هو الدور يأتي هذه الأيام على الصحفي سليم بوخذير الذي أحيل بتهم هضم جناب موظف والاعتداء على الأخلاق الحميدة وحتى عدم الاستظهار ببطاقة الهوية: طبق أحكام الفصلين 125 و 226 مكرّر من المجلّة الجزائية والفصل 7 من قانون 22 مارس 1993.    وللعلم فإن الحالات المتقدّم ذكرها وغيرها ممّا لا يتّسع المجال للتفصيل فيه تتشابه باعتبارها تأتي ضمن نسق قمعي مدبّر، تتعامل في بدايته مع الصحفي الحرّ بالاعتداءات المادية بالشارع محاولة منها لإسكاته. ثمّ لمّا تيأس من تخلّيه عن  » تحدّيها  » بمواصلة الكتابة في المواضيع  » المحرّمة  » من صنف ملفّات  » الفساد  » و  » التعذيب  » وغيرها تلجأ إلى جهاز القضاء الذي وضعته تحت وصايتها الكاملة، فتفتعل له قضية وينزل به عقابا سالبا للحرّية تشفّيا منه.   والأستاذ سليم بوخذير مرّ بالطور الأول من تسلّط ميليشيات البوليس السياسي الذين اعتدوا عليه بالعنف الشديد عدّة مرّات على خلفية مقالاته التي كشف فيها عن مسؤولية أحد أصهار الرئيس التونسي في سقوط عدّة ضحايا خلال عرض ستار أكاديمي الذي نظّم بمدينة صفاقس في بداية الصائفة الماضية، كما شكّك في رواية السلطة المتضاربة حول الأحداث شهدتها الضاحية الجنوبية في أواخر السنة الماضية. وتناول في مقالاته مظاهر الفساد المرتبط برموز السلطة وبطانتها.   وأمام إصراره على حرّية الكلمة كان عليه أن يمرّ إلى الطور الثاني، وهو إحالته على القضاء لإنزال عقاب يسلبه حرّيته ويسكت قلمه لحين. و هو الدّور المنوط بالقضاء التابع.   ولوضع هذه المحاكمة في سياقها الظّرفي، فإنّ إيقاف سليم بوخذير حصل لمّا كان في طريقه إلى العاصمة عائدا إليها فجر يوم الاثنين 26 نوفمبر 2007 من صفاقس بناء على طلب مركز الشرطة بخزندار حيث يقيم عادة للحضور في ذلك اليوم قصد استكمال إجراءات الحصول على جواز السفر الذي كان مبرّر الإضراب عن الطّعام الذي استمرّ عليه لمدّة خمس عشر يوما بداية من غرّة نوفمبر 2007 بمعيّة الأستاذ محمّد النوري وقد قرّرا اثنتاهما تعليقه بعد حصولهما على وعد من وسطاء موفدين من السلطة بالاستجابة لمطلبيهما خلال أيام.   إلاّ أنه تبين من مراجعة مسلسل الأحداث التي سبقت سفره إلى تونس والطريقة التي أوقف بها السيد سليم بوخذير أن السلطة كانت تتربّص به شرّا وقد قرّرت افتعال قضيّة عدليّة تتولّى إخراجها كمسوّغ  » قانوني  » لتنفيذ مخطّط كيدي في التشفّي منه عبر الاعتداء على حريّته وإيداعه السجن. وللتدليل على ذلك تكفي الإشارة إلى ما تضمّنه ملفّ القضيّة عدد 07 / 53894 التي أحيل فيها السيد بوخذير من قرائن تؤكّد مسعى الافتعال والتلفيق لدى السلطة وكذلك ما شاب بيانات المحاضر المكوّنة لأوراق ملفّ القضيّة المذكور من تضارب وتناقض.   1 ) النية المبيّتة في إيقاف السيد بوخذير يكفي المرء الاطّلاع على البيانات الخاصّة بساعة فتح محضر البحث عدد 1452 ومقارنتها بالوقائع الثابتة وبما ورد من بيانات المحاضر المكوّنة لملفّ القضيّة للقول بثبوت تلك النيّة لدى السلطة إذ نصّ به على أنّ الساعة هي الرّابعة فجرا _ وهو زمن لم يكن فيه السيد سليم بوخذير قد أوقف، إذ جرى إيقافه حوالي الساعة الرابعة والنصف بل إنّ محضر الاحتفاظ عدد 1452 / 4 قد نصّ به على أنّ ساعة الاحتفاظ كانت السادسة صباحا، في حين أنّ محضر استنطاقه الذي رفض الإمضاء عليه نصّ به على الساعة الرابعة والنصف صباحا. وهذه المعطيات المتضاربة والتي تقطع بأنّ ساعة فتح محضر البحث ضد السيد بوخذير كانت سابقة لزمن إيقافه تؤكّد أنّ قرار إيقافه كان سابقا للحادثة المفتعلة التي وردت روايتها بالمحاضر، والتي رفض السيد بوخذير التصديق عليها لمخالفتها للواقع.   2 – ظروف إيقاف السيد بوخذير يفنّد السيد بوخذير رواية ناظر الأمن المساعد نورالدين الغطاسي كما وردت بالمحضر عدد 1452 (والتي زعم فيها أنّ الحادثة تمّت بحضور مساعده لا غير) بالقول إنّه كان محلّ متابعة من طرف البوليس السياسي الذي استمرّ على تعقب سيارة الأجرة التي استقلها إلى مستوى الحاجز الأمني الذي يوجد بالكيلومتر 11 بطريق تونس، إذ تمّ الإشارة إلى السيارة بالتوقف من طرف العون الذي يحمل الزي النظامي الذي كان دوره يقتصر على المطالبة ببطاقة الهوية ثم يتدخل فريق من البوليس السياسي الذي كان يتعقب سيارة الأجرة والذي كان داخل سيارة كبيرة يركبها حوالي 10 أعوان. وما يؤكد صحة رواية السيد بوخذير التناقض الذي تضمّنته محاضر البحث.   2-1- التناقض في خصوص عدد الأعوان الذين تولّوا إيقاف السيد بوخذير جاء بالمحضر عدد 1452 أنّ الحادثة حصلت بين السيد بوخذير من جهته وناظر الأمن المساعد نورالدين الغطاسي التابع لفرقة الطريق العمومي والذي كان رفقته زميله رقيب الأمن الوقتي سالم عبد العزيز من جهة أخرى، في حين جاء بمحضر سماع « الشاهد » شكري التريكي عدد 02/1452 حرفيا: « وقد طلب منّا الأعوان » بصيغة الجمع، أي أنّ الأمر لا يتعلق بعونين اثنين وإنّما بمجموعة. وقد كرر ذلك بالقول حرفيا: « وقد تفوّه بعبارات جارحة للأعوان ». كما جاء بمحضر سماع الشاهد الثاني « مصطفى قويعة » قوله حرفيا: « حيث تفوّه نحو الأعوان » بصيغة الجمع أيضا. وهي قرائن تؤكد أنّ السيناريو كان معدّا سلفا ولا يتعلق الأمر بحادثة عفوية.   3 – الطعن بالتدليس في المحاضر لقد جاءت محاضر البحث وسماع الشاهدين خالية من التنصيص على من تولى كتابتها على خلاف ما يجري عادة، عدى محضر الاحتفاظ عدد 1452/4 الذي نصّ به على الاستعانة بكاتب. إذ نصّ به على ما يلي: « وبمساعدة العون، الكاتب مفتش شرطة أوّل عبد اللطيف بن حسين ». إلاّ أنّه بالتأمّل في المحضر المذكور لا نجد أثرا لإمضاء الكاتب المذكور إذ حمل إمضاء ضابط الشرطة أوّل فتحي الميساوي فقط ! وهو ما يصيّره باطلا لمخالفته أحكام الفصل 155 من مجلة الإجراءات الجزائية التي اقتضت ألاّ يعتمد المحضر إلاّ إذا كان من الوجهة الشكلية محررا طبق القانون. كما أنّ هذا الأمر يعزّز ما صرّح به السيد بوخذير من أنّه لم يستنطق من طرف المدعو فتحي الميساوي وإنّما حضر بمركز الشرطة بساقية الزيت المدعو طارق العرفاوي وهو ينتمي إلى سلك البوليس السياسي والذي أكرهه على الجلوس أرضا بعد نزع جمازته بالقوّة من طرف عديد الأعوان الذين رافقوه أثناء البحث (وقد تعرف على أحدهم وهو المدعو « مراد » الذي يعمل يتونس العاصمة) واعتدى عليه بالعنف الشديد لكما وصفعا. وكال له عدة شتائم وفحش القول واتّهمه بأنّه جاسوس يتردد على السفارة الأمريكية وخاطبه بالقول « لا سبيل لأن يعيش الخونة بيننا » واستظهر له بمقال كان ظهر بنشرة تونس نيوز الالكترونية، مرسل عن طريق الفاكس، وتوجّه إليه قائلا: « هذا المقال لك صدر بصحيفة « الموقف » تتطاول فيه على رئيس الدولة وتنعتنا فيه باللصوص » وهذا يكفي لإحالتك من أجل جناية. وقد رفض السيد بوخذير الجواب عن أسئلته. وهذا كلّ ما حصل ولم يسأل إطلاقا عن موضوع التهم التي أحيل من أجلها كما أنّه لم يمثل أمام الضابط الأوّل فتحي الميساوي الذي زعم أنّه حرر لوحده المحاضر (عدى محضر الاحتفاظ كما سبقت ملاحظته).   4- في بطلان سماع الشهود اقتضت أحكام الفصل 61 من مجلة الإجراءات الجزائية: « كل شخص استدعي بوصفه شاهدا ملزم بالحضور وأداء اليمين ». كما اقتضت أحكام الفصل 64 من ذات المجلّة ما يلي: « على الشاهد أن يحلف قبل أداء الشهادة على أن يقول الحق كل الحق وألاّ ينطق بسواه ويقع إنذاره بأنّه إذا شهد زورا استهدف للتتبع… » كما أوجبت أحكام الفصل 65 من المجلة المذكورة سؤال الشاهد إن كان يوجد بينه وبين أحد الحضور وجه من أوجه التجريح. وهو الأمر الذي لم يحصل إذ تمّ سماع الشاهدين في قضيّة الحال دون أن يكونا قد أدّيا اليمين بقول الحق، كما أنّه لم يقع غنذارهما من شهادة الزور ولم يسألا إن كان يوجد وجه من أوجه التجريح يمكن أن يثيرها السيد بوخذير. بما يجعل الشهادة باطلة ولا يمكن بالتالي الاعتداد بها من طرف القضاء. وتأتي الإخلالات المتقدم بسطها لتؤكّد المسعى الكيدي ونهج التلفيق الذي اعتمدته السلطة البوليسية في محاولتها إذاية السيد بوخذير وجرّ القضاء المتذيّل لها لإنزال عقوبة سالبة لحريته. وما رفض قاضي الناحية الإفراج عنه على فداحة الإخلالات التي شابت إجراء إيقافه، إلاّ قرينة على مسايرة القضاء لرغبات السلطة وإذعانه لطلباتها في التشفي من خصومها.   5 – إيقاف السيد بوخذير صورة من الاحتجاز التعسفي اقتضت أحكام المادة 12 من الدستور: « يخضع الاحتفاظ للرقابة القضائية. ولا يتمّ الإيقاف التحفظي إلاّ بإذن قضائي ويحجّر تعريض أي كان لاحتفاظ أو لإيقاف تعسفي ». كما اقتضت أحكام الفصل 199 من مجلة الإجراءات  الجزائية: « تبطل كل الأعمال والأحكام المنافية للنصوص المتعلقة بالنظام العام أو للقواعد الإجرائية الساسية أو لمصلحة المتهم الشرعية ». كما نصّت المادة 9 من افعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنّه: « لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا ». ونصّت المادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على ما يلي: « لكلّ فرد حق في الحرية والأمان على شخصه. ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا. ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلاّ لأسباب ينصّ عليها القانون وطبقا للإجراء المقرر فيه ». ومثلما سبق ملاحظته فإنّ محضر الاحتفاظ عدد 1452/4 قد خلا من إمضاء كاتبه مفتش الشرطة أوّل عبد اللطيف بن حسين كما خلا من التنصيص على تاريخ بداية الاستنطاق ونهايته يوما وساعة مثلما اقتضته أحكام الفصل 13 مكرر من مجلة الإجراءات الجزائية، بما يصيّره باطلا. وهو ما يجعل الاحتفاظ بالسيد بوخذير من قبيل الاحتجاز التعسفي الفاقد لكلّ مسوّغ قانوني.   6- انعدام ضمانة الحياد في الأبحاث التي تولتها الشرطة يلاحظ أنّ كلّ من المتشكّي ومن تولى إجراءات البحث في القضية المحال فيها السيد بوخذير ينتمون جميعهم إلى سلك البوليس بما يجعل الأمر مفتوحا على كل التجاوزات لانعدام الحياد. وقد اقتضت أحكام الفصل 16 بفقرته الثانية من مجلة الإجراءات الجزائية أن « ينتزع الملف من أيدي أعوان البوليس والحرس ليقع تعاطي حاكم الناحية بنفسه أعمال البحث وهي الضمانة المفقودة في صورة الحال. لذلك طلب لسان الدفاع إعادة الأبحاث من طرف حاكم الناحية المتعهد بالنظر في القضية.   عن المجلس عبد الرؤوف العيادي  

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 06 ديسمبر 2007

 

وردت علينا من السيد حمودة العرعاري القاطن بقصر قفصة الرسالة التالية:

 

قفصة في 20/11/2007

عن طرق : مكتب الحقوق و الحريات بجامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي

إلى السيد : الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة  » حرية و إنصاف « 

إلى السادة أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة

تحية طيبة و بعد…

إني الموقع أدناه : حمودة بن ابراهيم بن ابراهيم عرعاري صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 06201274 و الصادرة بتاريخ 18/12/2001 من مواليد 03 فيفري 1987 و القاطن بحي عمر بن سليمان من معتامدية القصر بولاية قفصة.

أتقدم إليكم بهذا الطلب بغية التدخل لأجلي نظرا لما أتعرض له من مضايقات و تجاوزات قانونية بلغت حد العنف المادي الجسدي و اللفظي من طرف عوني أمن تابعين لفرقة  » المصالح المختصة  » بمنطقة الأمن الوطني بقفصة و هما المدعوان  » رشيد العلوي  » و  » مروان هنشيري  » و اللذان تقدمت رعريضة دعوى ضدهما إلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقفصة يوم 19/11/2007 ( تجدونهما مع المطلب ) و تلخص حجم ما أتعرض له من انتهاكات متكررة لأبسط حقوقي و تجاوز فاضح للصلاحيات .. بلغ حد فرض  » إقامة جبرية  » عليّ في مقر إقامتي و منعي من السفر و حتى التنقل داخل الولاية أو خارجها و منعي من العمل بالتوسط و الضغط لدى مشغلي و مطاردتي أينما حللت علاوة على مداهمة مقر سكناي و تفتيشه دون أذون قضائية و دعوتي المتكررة إلى مقر فرقة المصالح المختصة دون استدعاء رسمي بل بلغ الأمر حد مساومتي بين التعاون معهم ك  » مرشد  » أو مضاعفة الضغط عليّ . كل ذلك بدعوى أن لي علاقة بأصدقاء من الحي حوكموا على خلفية قانون الارهاب اللادستوري و سيء الذكر.

سيدي …سادتي..

كلي أمل في تدخلكم لدى  » وزير الداخلية  » أو  » وزير العدل  » أو أي هيكل أو سلطة أخرى يمكنها إيقاف هذه التجاوزات رسمية كانت أو مستقلة ( مجتمع مدني ) إذ أن وضعي النفسي و الاجتماعي يهدد بالانهيار.

سيدي ..سادتي ..

في انتظار تدخلكم تقبلوا فائق الاحترام و التقدير

 

الامضاء

حمودة العرعاري

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 06 ديسمبر 2007

بعد إضرابه عن الطعام

زياد الفقراوي

ينقل إلى سجن آخر ، يعاقب و يمنع من الزيارة

تم يوم الأحد 23/11/2007 نقل سجين الرأي السيد زياد الفقراوي من سجن المرناقية إلى سجن برج الرومي، و منذ أن وطأت قدماه السجن الأخير حتى بدأت المضايقات و الاستفزازات و العقوبات تسلّط عليه و هو الآن موجود بالسجن المضيق ، و قد منعت عائلته من زيارته للأسبوع الثاني على التوالي بدعوى رفضه للإقامة بغرفة لا تستجيب لأدنى ظروف الاقامة فرضت عليه إدارة السجن المذكور الاقامة فيها.

و قد تمكنت محاميته الأستاذة راضية النصراوي من زيارته و ذلك بتكليف من عائلته التي أرادت الاطمئنان على صحته المتدهورة جدا بعد الاضراب الأخير عن الطعام الذي شنه و دام أكثر من شهرين.

و حرية و إنصاف :

1) تستنكر منع عائلة سجين الرأي السيد زياد الفقراوي من زيارة ابنها للاطمئنان على صحته      و تعتبر أن هذا المنع مخالف لكل القوانين و الدساتير و المواثيق و الأعراف الانسانية.

2) تندد بتسليط عقوبة السجن المضيق و المنع من الزيارة على مساجين الرأي.

3) تطالب بوقف العقوبة فورا و عرض سجين الرأي على الطبيب و تحسين ظروف إقامته في انتظار إطلاق سراحه.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف

 


بسم الله الرحمن الرحيم 

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

تونس في 6 ديسمبر 2007

أخبار عن أوضاع المحجبات التونسيات

** أقدم مدير معهد الاستقلال بواد الليل

المدعو شمس الدين الشارني

يوم 23 نوفمبر 2007 على طرد 75 تلميذة محجبة جملة واحدة ولمدة 3 أيام ,ومن دون حتى إحالتهن على مجلس التأديب , ورغم تدخل الأولياء الذين مارسوا عليه ضغوط للكف عن مضايقة بناتهن , إلا أنه رفض الإستجابة لمطالبهم واستمر في مضايقة المحجبات إلى حد الساعة .   ** قام الكاتب العام لدار المعلمين العليا

المدعو فتحي بالشيخ

يوم  26 نوفمبر 2007  باستدعاء طالبة بقسم الإنجليزية إلى مكتبه ووجه لها عبارات خادشة للحياء ,واقترف في حقها عنفا لفظيا قصد ترهيبها واستفزاز مشاعرها الدينية , كما كال لها اتهامات باحتكار الدين .   ** قامت مديرة معهد مونفلوري المدعوة فاطمة هلال بمضايقة التلميذات المحجبات صبيحة الثلاثاء 04 ديسمبر 2007 , وتوعدتهن بحرمانهن من اجتياز الامتحانات .   ** اعترض أعوان الشرطة بمنطقة المنيهلة بالعاصمة التونسية صباح الثلاثاء 04 ديسمبر 2007  طريق طالبة بكلية العلوم القانونية بتونس وتمت مسائلتها عن أسباب ارتدائها الحجاب الذي نعتوه « بالشوليقة » ( لفظ بالعامية التونسية ) أي بخرقة القماش، وعندما استشهدت ببعض الآيات القرآنية حول شرعية الحجاب إنهال عليها الأعوان بأقذع أنواع السباب والشتائم وأجبروها بالقوة على نزع الحجاب وهددوها بالتعذيب إن وجدوها ترتديه مرة أخرى .   ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:   –  تعبر عن سخطها تجاه هذه التجاوزات السافرة بحق بنات تونس المحجبات اللواتي يتعرضن إلى تمييز وعنف من قبل السلطة والممثلة بإداراتها ومؤسساتها المدنية والأمنية , وتدعو أصحاب الشأن إلى الكف عن سياسات التمييز والعنف تجاه المرأة المحجبة بتونس.   – تدعو المحجبات التونسيات إلى المبادرة برفع قضايا أمام المحاكم التونسية والدولية لمقاضاة الأفراد والمؤسسات التي تنتقص من أبسط حقوقهن في اختيار لباسهن الذي يكفله الدستور التونسي والمواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الحكومة التونسية.   – تطالب الهيئات الحقوقية المحلية والعربية والدولية , والهيئات والشخصيات الإسلامية إلى مكاتبة الحكومة التونسية بشأن قضية المحجبات التونسيات للتعبير عن موقف ينتصر للحق والحرية.      

عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

البريد الالكتروني: protecthijeb@yahoo.fr

 
 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقــوق الإنسان فرع جندوبة   جندوبة في 05 ديسمبر 2007 بيــــــان

تعرض السيد المولدي الزوابي كاتب عام مؤقت جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي ومراسل كل من جريدة الموقف وقناة الحوار التونسي الى الإعتداء بالعنف الشديد واعمال تعذيب  يوم 05/12/2007 من طرف اعوان أمن وذلك بمدينة بوسالم .  واستهدف السيد المولدي الزوابي الى الإعتداء اثناء قيامه بتغطية صحفية لحريق اندلع بسوق الملابس القديمة  » الفريب  » الكائن ببطحاء محمد علي ببوسالم . اذ عمد أربع اعوان أمن وهم على التوالي : لطفي بلخير الكوكي ؛ وشعبان بن ابراهيم العزيزي ؛ وعمار العبيدي ( رئيس فرقة الإرشاد ) والطاهر العرفاوي ؛ الى اخراجه من السوق بإستعمال القوة وجره الى محل تجاري خاص كائن بالمكان اين اعتدوا عليه بالسب والشتم والضرب على عدة اجزاء من بدنه ثم اقتادوه عنوة الى مركز شرطة المرور القريب من المكان وواصلوا الإعتداء عليه بالعنف الشديد وافتكوا منه آلة التصوير ورفضوا ارجاعها له وحاولوا استنطاقه حول نشاطه وانتماءه السياسي بإستعمال القوة مما يمثل شكلا من اشكال التعذيب . ودامت عملية الحجز التعسفي  بمخفر المرور اكثر من الساعتين . ولقد عرض السيد المولدي الزوابي نفسه على الطبيب المختص في الجراحة بالمستشفى الجهوي بجندوبة فمده بشهادة طبية تضمنت الأضرار الحاصلة من جراء الإعتداء ؛ ومنحه فترة راحة وعلاج قدرها عشرون يوما .  وبمجرد بلوغ النبأ الى فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تحول رئيسه السيد الهادي بن رمضان الى مكان الواقعة وتابع الوقائع عن كثب .   ان فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان : ــ يدين بشدة الإعتداء الفظيع الذي تعرض له السيد المولدي الزوابي اثناء قيامه بعمله كإعلامي يقوم بتغطية صحفية . ــ يؤكد تضامنه المطلق مع السيد المولدي الزوابي الناشط السياسي والإعلامي المعروف .      ــ يطالب الفرع بتتبع الجناة قضائيا وتحميلهم مسؤولية الجرائم الصادرة عنهم من عنف شديد  وسب وشتم وتعذيب داخل مخفر شرطة المرور وسلب جهاز آلة التصوير . ويعبر الفرع ان ما صدر عن القوات الامنية يندرج ضمن نطاق اخماد الأصوات الإعلامية الحرة والمعارضة للسلطة ومحاولة لحجب المعلومة عن الرأي العام وكبت حرية الإعلام والتعبير .   عن هيئة الفرع  الرئيس الهادي بن رمضان   

 


 

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـة جندوبـة جندوبة، في 05 ديسمبر 2007 بيـــــــــان
 

تعرض صباح هذا اليوم الاربعاء 05 ديسمبر 2007 الاخ المولدي الزوابي عضو جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي ومراسل لكل من جريدة الموقف و قناة الحوار التونسي الى اعتداء امني سافر وخطير، حيث وما ان تحول للاطلاع على آثار حريق شب بسوق بيع الملابس القديمة الكائن ببطحاء محمد علي بمدينة بوسالم ليلة البارحة اذ حضر عوني الامن لطفي بن بلخير الكوكي وشعبان بن ابراهيم العزيزي ورئيس فرقة الارشاد عمار العبيدي والعون الطاهر العرفاوي (شرطة مرور بوسالم) وارغموه على الخروج من السوق المحروق بعد ان امسكوا به عنوة وشرعوا في جره بالقوة – باتجاه مركز شرطة المرور والفرقة المختصة – امام انظار الراي العام الذي حضر بكثافة بلغت حسب شهود عيان نحو 300 شخص .   وامام تمسك الاخ المولدي بعدم التحول الى مركز الشرطة الا باستدعاء رسمي اجبر على الدخول الى محل تجاري معد لبيع المواد الغذائية ومحاذ للسوق المحروقة وانهالوا عليه ضربا واهانات بلغ حد السقوط ارضا والضرب على مستوى جنبيه الايمن والايسر وفخذيه وجهازه التناسلي فضلا عن خنقه من طرف العون شعبان العزيزي ولطفي بن بلخير الذي شرع في تسديد ضربات على مستوى قفاه فيما اختار عمار العبيدي رجه على مستوى خصره وجنبه ليجبروه فيما بعد و تحت التهديد على الخروج من المحل التجاري ومواصلة جره مباشرة وبشكل سريع إلى مكتب رئيس مركز شرطة المرور اين تم غلق المكتب بواسطة قفل (بلج) وشرع كل من لطفي وشعبان والطاهر في مسكه كل من جهة فيما انهال رئيس الفرقة بكل قواه مستعملا ركبتيه اللاتي غمسهما في جنبي الأخ المولدي متوخيا اسلوب التعذيب كشكل من أشكال ردعه وصده عن ممارسة نشاطه الاعلامي والسياسي.بعد ان سرقت منه آلة التصوير اليدوية التي كانت بحوزته . وقد انجر عن ذلك اضرار بليغة اكدها الطبيب المختص بالمستشفى الجهوي بجندوبة حيث منحة راحة لمدة عشرون يوما.   ان جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي :   اولا : تعلن تضامنها المطلق ومساندتها اللامشروطة للاخ المولدي الزوابي   ثانيا : تدين بشدة التعذيب والاعتداء الامني السافر والخطير الذي تعرض له الاخ المولدي الزوابي صباح هذا اليوم 5 ديسمبر 2007 بمدينة بوسالم والذي يتنافى مع ابسط حقوق الانسان والمواثيق الدولية.   ثالثا: تطالب السلط المعنية بفتح تحقيق عدلي ضد كل من عمار العبيدي رئيس فرقة الارشاد بجندوبة ولطفي بن بلخير الكوكي عون امن بفرقة الارشاد وشعبان بن ابراهيم العزيزي عون امن بنفس الفرقة والطاهر العرفاوي عون شرطة مرور بمركز شرطة مرور بوسالم واحالتهم جميع وفورا على القضاء لنيل جزاءهم. رابعا :تدعو كافة منخرطي الحزب الديمقراطي التقدمي للتضامن مع الاخ المولدي وتناشد كل القوى الديمقراطية والحية في البلاد الوقوف لرفع هذه المظلمة التي يتعرض لها النشطاء السياسيون والاعلاميون في البلاد.   عن الهيئة   رابح الخرايفي   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 6 ديسمبر 2007)


تونس: الأمن السياسي يعتدي بالعنف الشديد على المناضل »المولدي الزوابي

تونس – معز الجماعي مراسل الحوار.نت   في تصعيد خطير من نوعه، أقدم أعوان الأمن السياسي التابعين لمنطقة الأمن بجندوبة على تعنيف المناضل »المولدي الزوابي » (كاتب عام جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي)  متسببين له في عديد الكدمات و الخدوش و إصابات بليغة .   و أتى هذا الاعتداء المتخلف أثناء قيامه بتغطية إعلامية لاندلاع حريق ضخم في إحدى أسواق ولاية الجندوبة و تندرج هذه التغطية في إطار نشاطه الإعلامي و السياسي القانوني و المعلن الذي يضمنه الفصل الثامن من الدستور التونسي .   و كان الاعتداء عليه في مناسبتين، الأولى على عين المكان(السوق)، والثانية في مقر مركز الشرطة بعد اقتياده بالقوة إلى هنالك كما وقع انتزاع و حجز آلة التصوير التي كانت بحوزته.   و أكد طبيب الصحة العمومية أن هذا الاعتداء تسبب في إصابات بليغة تشكل خطورة على صحة المناضل « المولدي الزوابي » الذي قرر رفع قضية لدى وكيل الجمهورية لمقضات المعتدين عليه.   هذا الاعتداء هو عينة من عينات الهجمة الهسترية الشرسة التي تشنها السلطة هذه الفترة على مكونات المجتمع المدني و على المناضلين و المناضلات من أحرار الشعب التونسي   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 5 ديسمبر 2007)


الجامعة العامة التونسية للشغل تونس في 3 ديسمبر 2007   بلاغ

 

 لقد مرت أكثر من سنة على مبادرة عدد هام من النقابيين والنقابيات من مختلف القطاعات والجهات والأجيال، على تأسيس منظمة نقابية جديدة، بعد حوارات معمقة و نقاشات ثرية ، توجت باصدار وثيقة « الأرضية النقابية لإعادة تأسيس الحركة النقابية » التي تم إمضاؤها من قبل 500 مناضل نقابي ومناضلة نقابية كما تم تأسيس عديد النقابات المهنية وذلك طبقا للفصل الثامن من الدستور والفصلين  242 و250  من مجلة الشغل التونسية.   ولقد أطلق المؤسسون على المنظمة النقابية الجديدة اسم « الجامعة العامة التونسية للشغل » كتحديث وتطوير لأول منظمة نقابية وطنية تونسية « جامعة عموم العملة التونسية » التي تأسست في 3 ديسمبر 1924 بقيادة المناضل النقابي الفذ المرحوم محمد على الحامي.   في  الإطار إحياء الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيسها وإحياء الذكرى الخامسة والخمسين لإغتيال الشهيد فرحات حشاد، إنعقد إجتماع يوم الأحد 2 ديسمبر 2007،  ضم مناضلي ومناضلات الجامعة العامة التونسية للشغل حيث   تقرر فيه ما يلي: – تطوير صلوحيات لجنة الإتصال  و توسيع تركيبتها لتصبح اللجنة الوطنية للإتصال والتأسيس   وتتركب من ثمانية أعضاء هم: سعاد كداشي ، محمد شقرون، طرق مهري، زهور كوردة،  فاطمة الشريف ، توفيق دبية، شرف الدين البرهومي والحبيب قيزة (منسق)  – عقد ندوة صحفية التي  لتقديم المنظمة النقابية الجديدة للوسائل الاعلام وللرأي العام وذلك يوم الجمعة7 ديسمبر 2007 على الساعة الحادية عشرة صباحا، بالمقر الكائن بنهج البرازيل، عدد 13 الطابق الثالث ،1002  بتونس البلفدير (قرب المركز الإفريقي لتكوين الصحافيين و مصحة الحديقة الجديدة ).   تقبلوا فائق تحياتنا وتقديرنا.   منسق لجنة الإتصال  الحبيب قيزة    

        إحياء للذكري الثالثة والثمانين لتأسيس أول منظمة نقابية وطنية تونسية

جامعة عموم العملة التونسية بيـان

يحتفل مناضلو ومناضلات الجامعة العامة التونسية للشغل بالذكري الثالثة والثمانين لتأسيس أول منظمة نقابية وطنية بالبلاد التونسية هي جامعة عموم العملة التونسية في 3 ديسمبر 1924 تلك المنظمة التي انبثقت للوجود نتيجة إرادة نقابية حرة  نابعة عن وعي اجتماعي أصيل وروح وطنية صادقة ، بفضل نضال العمال التونسيين بقيادة الزعيم النقابي الفذ والخالد محمد علي الحامي وبمعية ثلة من رفاقه منهم على سبيل الذكرالطاهر الحداد و ابراهيم بن عمر و محمد الخياري وأحمد الدرعي ومختار العياري  ومحمد قدور والطاهر بن سالم وغيرهم… ولم يثنهم عن عزمهم لتحقيق قرارهم التاريخي لا رفض الادارة الاستعمارية الاستجابة لمطالبهم  ولا تواطئ نقابة الس ج ت  الفرنسية ولا الحوارات البيزنطية لـ »ديرال » ممثلها آنذاك بتونس ولا توسلات « جوهو » الأمين العام للس ج ت  الذي جاء مهرولا من باريس إلى تونس . لقد شكلت نشأة الحركة النقابية الوطنية التونسية، منعرجا ذا شأن واعتبار في تطور الوعي الاجتماعي والوطني للشغيلة التونسية خصوصا وللمجتمع التونسي عموما ، ضمن حركة تحديثية بقيادة نخبة نيرة من أبناء المجتمع التونسي يتقدمها محمد علي الحامي تميزت بالربط الخلاق بين الأبعاد الاجتماعية والوطنية والأممية، وتجسدت في تأسيس جامعة عموم العملة التونسية التي ما ان تشكلت بإرادة حرة ومستقلة حتى تعرض مناضلوها وقياديوها للقمع والتنكيل والنفي والتشريد من قبل السلطة الاستعمارية الحاكمة في البلاد. ورغم ذلك فقد أصرت الطبقة الشغيلة التونسية على إقامة تنظيمها النقابي الوطني المستقل، فكانت التجربة الثانية المتمثلة في إحياء جامعة عموم العملة التونسية على يد بلقاسم القناوي سنة 1937، ثم تلتها التجربة الثالثة التي برهنت على عدم استسلام الشغيلة التونسية  للعوائق الداخلية والخارجية ، وعلى قدرتها على إعادة تنظيم صفوفها فكانت سنة 1946 سنة انبعاث الإتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الشهيد فرحات حشاد.   ونحن إذ نحيي بكل  نخوة واعتزاز هذه الذكرى النقابية المجيدة فإننا نؤكد التزامنا بالمبادئ والقيم التي تأسست عليها الحركة النقابية الوطنية التونسية ونعبر عن وفائنا وعرفاننا بالجميل لكل شهداء الحركة النقابية وروادها ومؤسسيها الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن تحرير الوطن وإخلاصا للشغالين وفي مقدمتهم كل من محمد علي الحامي صاحب الدورالمهم والمكانة الرائدة في تاريخ الحركة النقابية الوطنية، والذي توفى في المنفى في ظروف غامضة، و كذلك الشهيد فرحات حشاد الذي نحيي يوم 5 ديسمبر ، ذكرى اغتياله الخامسة والخمسين. ولقد استطاعت الحركة النقابية الوطنية التونسية أن تفرض وجودها إبان مرحلة التحرر الوطني على الساحتين الاجتماعية والوطنية وذلك بفضل إستراتيجيتها التي زاوجت بين الكفاحين الوطني والاجتماعي وبفضل تحالفها مع الحركة الوطنية تحالفا ذكيا لم تفقد به استقلاليتها، إلا أنها لم تستطع ، في مراحل ما بعد الاستقلال بالرغم مما حققته من مكاسب اجتماعية لا يستهان بها، أن تفرض وجودها ككيان مستقل يعمل وفق خطة متميزة وعلى أساس تحالفات مبدئية وواضحة.   وهي تعيش اليوم، حالة التعطل وانسداد الآفاق مما يحتم إصلاحها وإعادة تأسيسها ، وفي هذا الإتجاه يندرج تأسيس منظمة نقابية جديدة تعمل علىالقطيعة مع جملة من العوائق التي واجهتها التجربة التاريخية للحركة النقابية التونسية ولاسيما ما عرفته مسيرة الإتحاد العام التونسي للشغل من انحرافات خلال الثمانينات بلغت أوج خطورتها عند مؤتمر سوسة 1989وإثره وذلك نتيجة تراكم عديد السلبيات مثل المركزية المشطة والهيكلة البالية والاعتماد على آليات عمل تقليدية ضمن ثقافة نقابية لم تخرج عن دائرة الفكر المحافظ. و ان تأثر المنظمة الشغيلة بل استبطانها واستبطان العديد من إطاراتها طوال عشرات السنين بثقافة « الحزب الواحد » التي بنيت على شاكلتها وبصفة موازية لها ثقافة « النقابة الواحدة » وهي من بين العوامل العديدة التي  أعاقت ولا تزال تعيق تطور اتحاد الشغل نحو منظمة نقابية واسعة ، متنوعة، تعددية بمعنى القطع مع المركزية المشطة والإصطفاف وراء القيادة وقراراتها والخضوع إلى سلطتها، وهو ما ساهم في استمرار الأوضاع في الإتحاد على شاكلتها التقليدية في مستوى المفاهيم والهيكلة والتسيير وحال دون فتح الباب أمام تنوع مراكز التأثير والنفوذ والقرار وتعدده. وجميعنا يعرف ما تحمله هاتان الثقافتان بالضرورة من مركزية مفرطة وبيرقراطية مشطة ووحدانية في سلطة القرار واستفحال الحكم الفردي والخوف كل الخوف من كل ما هو اختلاف في الرأي وتعدد في الموقف وتنوع في الممارسة. ولا يخفى أن أي مشروع لإعادة بناء الحركة النقابية وجعلها مواكبة لعصرها وللمتطلبات الجديدة ينبغي بالضرورة أن يقطع قطعا جذريا مع هذه الثقافة التقليدية والتي حكم عليها التاريخ بصفة لا غبار عليها. إن تأسيس الجامعة العامة التونسية للشغل يستند إلى تعددية فعلية نابعة من الايمان بمبادئ العمل النقابي الحر و الديمقراطي القائم على حرية التنظيم النقابي كجزء من الحريات العامة، و تواصلا مع التجربة التاريخية للحركة النقابية الوطنية التونسية في مختلف أطوارها من سنة 1924 إلى سنة 1956 حيث نشأت ونمت وتطورت في إطار التعددية النقابية ولمدة تتجاوزعقود ثلاث وكل ذلك من أجل خدمة مصلحة كل من الطبقة الشغيلة والمجتمع والوطن. وذلك عبر خطة عمل تشمل بعدا مجتمعيا للحركة النقابية و برنامجا لتحديث آليات العمل النقابي والهيكلة والتسيير الإداري والمالي للمنظمة، واستراتيجية مطلبية تجمع بين النضال ضد الاستغلال والنضال ضد الاقصاء وهشاشة التشغيل، وتعطي المنظمة النقابية الجديدة مكانة متميزة للعمل الاجتماعي والتضامن النقابي، و كذلك للدراسات والتكوين حتى تصبح قوة اقتراحات. ولقد أطلقنا على منظمتنا النقابية الجديدة اسم « الجامعة العامة التونسية للشغل » كتحديث وتطوير لأول منظمة نقابية وطنية تونسية « جامعة عموم العملة التونسية » التي تأسست في 3 ديسمبر 1924 بقيادة المناضل النقابي الفذ المرحوم محمد على الحامي. ان منظمتنا النقابية تهدف الى تحقيق مزيد من المكاسب الاجتماعية للشغيلة وتسعى إلى أن تكون هيكليتها التنظيمية  أكثر تمثيلية وديمقراطية، والى المساهمة في بروز مجتمع تونسي متقدم، يقع فيه احترام استقلالية منظمات المجتمع المدني و يكرس حق المواطنة ويضمن الحريات و يتمسك بالتوجه الحداثي اضافة الى تطويره في مجالات كل من المساواة بين الجنسين ، والمشاركة في الحياة العامة و  السياسية  بما من شأنه أن يكرس التعددية السياسية والاجتماعية ، ويرفع شأن دولة القانون والمؤسسات وذلك بالفصل الفعلي بين السلطات و باستقلالية النظام القضائي المعتمد على الشفافية.   وبهذه المناسبة التاريخية تعبر الجامعة العامة التونسية للشغل عن مساندتها لنضالات الشغيلة في مختلف القطاعات (التعليم، المغازة العامة …) من أجل تحقيق مطالبها المشروعة كما تعبر عن تضامنها مع النقابيين المطرودين عن العمل لأسباب نقابية. وتعبر الجامعة العامة التونسية للشغل عن اعتزازها، بانخراط مئات المناضلين والمناضلات النقابيين في صفوفها وعن تقديرها لكل من ساندها  ودعمها، من نقابيين وصحفيين ومثقفين. كما تعبر عن استيائها من الحصار الاعلامي الذي تتعرض له من قبل جل وسائل الاعلام وكذلك بعض ردود الفعل المتشنجة والمتسرعة  لبعض القيادات النقابية، و  الطريقة غير الموضوعية  التي تعاملت بها بعض الحساسيات مع الحدث  وتشكيكها في المبادرة  بتعلات واهية. وتؤكد الجامعة العامة التونسية للشغل  من جديد،  على أن استقلاليتها هي قضية مركزية تساهم بدرجة جد هامة في تحديد  هويتها النقابية. ولقد أكدنا منذ البداية تبايننا مع المحاولات التي برزت في بلادنا بعد الاستقلال والتي كانت في علاقة بمختلف الأزمات الناشئة بين المنظمة النقابية والسلطة القائمة، ونعلن أن منظمتنا النقابية ليست حليفا سياسيا للسلطة، ولا خصما سياسيا لها. ختاما، يدعوا مناضلوا ومناضلات الجامعة العامة التونسية للشغل، السلط والمؤسسات في بلادنا ، الى احترام حق الجامعة العامة التونسية للشغل ونقاباتها التي تم تأسيسها طبقا لقوانين البلاد وتشريعات منظمة العمل الدولية، في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية. عاشت الجامعة العامة التونسية للشغل المجد والخلود لشهداء الحركة النقابية التونسية اللجنة الوطنية للاتصال والتأسيس سعاد كداشي ، محمد شقرون  ، طرق مهري، زهور كوردة فاطمة الشريف ، توفيق بوعبدالله ، شرف الدين البرهومي،  الحبيب قيزة

تونس في 3 ديسمبر

2007    


أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي (المجمّدة) ببنزرت  بنزرت في 6 ديسمبر 2007   بيـــــــــــــان  
على اثر قرار  إحالة المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي ببنزرت على لجنة النظام الوطنيّة ، ومن منطلق المسؤولية والدفاع عن ثوابت الإتحاد وبعيدا عن كلّ حسابات فئويّة ضيّقة، فإنّ أعضاء النقابة الجهويّة  للتعليم الثانوي ( المجمّدة ) ببنزرت:   1.       يرفضون وبشكل مبدئي هذا القرار الخطير المتمثّل في إحالة هيكل جهوي على لجنة النظام الوطنيّة، ويعتبرون أن هذه الممارسة تصفويّة ( بالرغم من أن المكتب التنفيذي الجهوي مارسها ضدّنا وكنّا من بين ضحاياها ) وتضرب العمل النقابي وأبسط قواعد الديمقراطية، خاصة إذا كنا نعلم ويعلم الجميع أنّ الدوافع الحقيقية من وراء هذا القرار هو موقف الجهة المعبّر عنه خلال مؤتمر المنستير والرافض للتوريث و للإنقلاب على مقررات مؤتمر جربة حول تحديد الترشح للمكتب التنفيذي بدورتين.   2.       نعتبر أن هذا القرار الخطيرـ الذي يأتي في وضع يستعدّ فيه الإتحاد للتفاوض حول ملفّات كبرى ويستوجب مزيد من الوحدة ورصّ الصفوف ـ  لا يخدم إلاّ أعداء الإتحاد ويساهم في مزيد تأزم الوضع النقابي وإرباك المنظمة الشغيلة وطنيّا وجهويّا . 3.       ندعو إلى التراجع عن إحالة المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي ببنزرت على لجنة النظام الوطنيّة، وإلى حلّ الخلافات بالرجوع إلى هياكل الإتحاد وسلط القرار الجهوية، كما ندعو كلّ إطارات الجهة إلى رفض هذا التمشّي الذي يشرّع للفوضى والإقصاء. 4.       ندعو إلى عقد مجلس جهوي استثنائي لتدارس هذه المستجدّات.     أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي (المجمّدة) ببنزرت  

الهادي بن منصور                        محمد الماكني                          حبيب الكواش   الهادي بوشقفة                             سامي الزمالي                      الشادلي المغراوي


 

 

يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع

 

اليوم الخامس عشر لإضراب الجوع  :04  ديسمبر 2007

 

إضراب الجوع في ذكرى اغتيال فرحات حشاد

شارك مئات المناضلين في المسيرة التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الأربعاء 04/12/2007 من بطحاء محمد علي إلى ضريح الشهيد فرحات حشاد بالقصبة.  وقد رُفعت في هذه المسيرة عديد اللافتات والمعلقات والصور للإخوة المضربين الثلاثة وهي تكشف مظلمة الطرد التعسفي وتجاوزات وزارة التربية والتكوين وخرقها للقانون في حق الأساتذة المعاونين والمدرّسين عموما والمطرودين على وجه الخصوص .

شعارات التنديد والمطالبة بإرجاع المطرودين

خلال تلك المسيرة علت الحناجر بعديد الشعارات ضد التعسف والاستغلال والطرد والتسريح وغلاء الأسعار، كما ردد الحاضرون شعارات حول النضال والوحدة واستقلالية الاتحاد، إلا أن شعار »شادّين شادّين في إرجاع المطرودين » و » صامدين   صامدين حتى إرجاع المطرودين  » قد شد الجميع أثناء المسيرة وخاصة أمام وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل وحقوق الإنسان ووزارة التربية والتكوين حيث توقفت المسيرة لوقت ورفعت صور المضربين عن الطعام ولافتة الدعم والمساندة لهم والتنديد بالطرد التعسفي.

زيارات المساندة

          زار الأخ عبيد البريكي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل المضربين عن الطعام وعبّر عن وقوفه إلى جانبهم ودفاعه عن حقهم في الرجوع إلى العمل.

          الأخ الهادي الخزوري عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي الأسبق والذي عبّر عن مساندته للمضربين حتى إرجاعهم إلى العمل عنوانا لكرامة الإنسان

          الأخ عثمان بن حاج عمر نقابي جامعي من جندوبة الذي شدد على صمود المضربين عن الطعام ودعا إلى النضال معا في سبيل الحق في الشغل

          الأخ عادل الخليفي الكاتب العام للنقابة الأساسية بالكاف المدينة الذي أعلن مساندته لنضال المضربين.

          الأخ نجيب الورغي عضو النقابة الأساسية بالمرناقية وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بمنوبة عبّر عن مساندته للمضربين ضد الطرد التعسفي الذي لحقهم.

          الأخ الساسي بن سعيد الكاتب العام لنقابة البريد بأريانة الذي قدم دعمه الكامل للمضربين.

          الأخ زهير السبوعي من النقابة الأساسية للتعليم الثانوي حي الرياض بسوسة عبّر عن مساندته باسم أساتذة الجهة للمضربين عن الطعام من أجل استرداد حقهم في الشغل.

          الأخ عبر الرحمان عزيز عضو الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي عبّر عن دعمه للمضربين.

          السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي زارت المضربين مجددا .

          برقية مساندة

أبرقت النقابة الأساسية للتعليم الأساسي باسم كافة معلمات و معلمي المدارس الابتدائية بنفطة مساندة للمضربين و تضامنها معهم من اجل استرداد حقهم في الشغل.

– الحالة الصحية في تدهور

        تفقد السادة الأطباء المضربين عن الطعام وعلى ضوء التحاليل التي أجريت عليهم       تبين تعرض الإخوة  لحالة إنهاك وتدهور صحي واضح ( نقص فى الوزن ، انخفاض في الضغط ، نقص ملحوظ في الأملاح …) و قد تعهدت اللجنة الطبية بتقديم تقرير طبي مفصل في الغرض نوافيكم به لاحقا.                                                                                                                              

 

لجنة الإعلام والاتصال

 

 

للمساندة والإطلاع:

 

216.71.337.667 Fax :

    profexclu@yahoo.fr                e-mail :

 synd_tunis@hotmail.com                                       

www.moumni.maktoobblog.com                                        

 

 


 

  “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 06 ديسمبر2007

مرة أخرى ، المحامون الباكستانيون يضربون أروع أمثلة الإلتزام ..و التضحية ..

 
على إثر ما تعرض له المحامون الباكستانيون اليوم من اعتداءات جسدية بعد إعلانهم الإضراب و التظاهر تضامنا مع قضاة المحكمة العليا المعزولين و مع القضاة المحالين على التقاعد الإجباري ، تعبر الجمعية عن تضامنها المطلق مع انتفاضة الكرامة التي تحولت فيها الكلمة إلى موقف شجاع و نضال لا يلين من أجل الحرية و إعلاء القانون ، إن ما يسطره هؤلاء المحامون من ملاحم دفاعا عن القضاة النزهاء ليرسم صورة مشرقة لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين جناحي العدالة ..قضاة شرفاء لا يحنون هامة لحاكم و لا سلطان عليهم إلا لضمائرهم ..و محامون لا يثنيهم عن الدفاع عن الحق ..تهديد السلطة و لا ..عصي أعوانها.. كما تجدد الجمعية مناشدتها لجميع المنظمات و الجمعيات و نقابات المحامين عبر العالم الوقوف إلى جانب محامي الباكستان حتى تحقيق مطالبهم المشروعة .     عن الجمعية الرئيس : الأستاذة سعيدة العكرمي 

قناة المستقلة: حوار شامل مع الوزير الدكتور زهير مظفر عن تحول السابع من نوفمبر

والديمقراطية والحجاب والحزب الإسلامي وخطة تجفيف المنابع
 
تبث قناة المستقلة في السادسة والنصف بتوقيت غرينيتش من مساء الجمعة، السابعة والنصف بتوقيت تونس، حوارا شاملا مع الدكتور زهير مظفر الوزير المعتمد لدى الوزير الأول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الإدارية.
 
يجيب الوزير على أسئلة تتعلق برؤية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسياسته في الحكم، زبعض خفايا عملية التغيير في السابع من نوفمبر 1987، وموقف الحكومة التونسية من انتقادات المعارضة بشأن الحريات السياسية، وموقفها من الحجاب والحزب الديني، وردها على الذين يقولون بوجود خطة حكومية لتجفيف منابع التدين في البلاد.
 
يعاد بث المقابلة في التاسعة والنصف بتوقيت غرينيتش مساء الجمعة، العاشرة والنصف ليلا بتوقيت تونس.

 


 
إعـــــلام   موقع السبيل أونلاين نت على الشبكة قريبا    » وعلى الله قصد السبيل …” (النحل 9)  مرحبــــا بكـــــم السبيل أونلاين نت www.assabilonline.net الموقع تحت الإنشاء وسيقع افتتاحه رسميا إن شاء الله يوم الأحد 9 ديسمبر 2007 إدارة موقع السبيل أونلاين نت  


  الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــة بنزرت 40، نهــج بلجيـــكا  دعــــــوة
تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها يوم السبت 8 ديسمبر 2007 على الساعة الثالثة بعد الزوال بمقرها والتي سيلقي خلالها الدكتور عبد الجليل البدوي مداخلة بعنوان: المواطـــن التونسي وغلاء المعيشة   شكــــرا  

جمعية منتدى الجاحظ      تونس في6ديسمبر 2007 اعلان يواصل منتدى الجاحظ تسليط مزيد من الأضواء على الفكر الاصلاحي التونسي وفي هذا لسياق يلقي
  الدكتور : محمد ضيف الله 
  محاضرة تحت عنوان  

 » هل كان بالإمكان إنقاذ الزيتونة ؟ »

 و ذلك يوم السبت  8 ديسمبر 2007 على لساعة  الثالثة و النصف  بعد الزوال بمقر منتدى الجاحظ. 3 نهج السوسن  حي فطومة بورقيبة باردو  للاستفسار الرجاء الاتصال بارقام الهاتف التالية   0021671661028 شكرا         عن رئيس منتدى الجاحظ صلاح الدين الجورشي  


النحو في البرلمان

أثناء مناقشة مشروع قانون المالية.. تعرّض النواب لمسائل لغوية… أو بالأدق أثاروا موضوع الجانب النحوي في النصوص القانونية! والحال أن المواطنين لا يهمّهم شكل الحرْفِ.. نعم! لا يهمهم النحو في قانون المالية بقدر ما يهمّهم «الصَرْف»!   محمد قلبي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)

 


النشرة الالكترونية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، العدد 36 بتاريخ 6 ديسمبر 2007
 
« ان اسرائيل أصرٌت على حضور الدول العربية لدعم أبي مازن في تنازلاته… لقد رفضنا الإلتزام بأي شيء، قبل وخلال لقاء أنابوليس حتى لا نكبٌل أنفسنا خلال المفاوضات، ولم نقبل جدولا زمنيا ملزما حتى لا نتعرض للضغوط للتوصل إلى حل خلال فترة زمنية محددة… » تسيبي ليفني في الكنيست يوم 03-12-07 – عن موقع « عرب 48   تونس: دعت النقابة العامة للتعليم الثانوي الى اضراب عام ب20 دقيقة يوم 30-11-07 وإلى تجمع يوم 1-12 ، تضامنا مع المدرٌسين المفصولين والمضربين عن الطعام منذ يوم 20-11-07 بمقر نقابتهم.   تونس-حريات: طالبت « لجنة مناهضة التعذيب » التابعة للأمم المتحدة بإجراء تحقيق نزيه بهدف المتابعة القضائية للأشخاص المسؤولين عن تعذيب السيد علي بن سالم، وإبلاغ اللجنة بالنتائج في أجل 90 يوما. يرأس السيد علي بن سالم فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الأنسان.   تونس: زادت واردات تونس من القمح الفرنسي بنسبة 15,4 بالمائة لتصل الى 150 ألف طن في الموسم الحالي (130 ألف طن في الموسم السابق). تستورد تونس سنويا حوالي 600 ألف طن من القمح الذي يأتي معظمه من منطقة البحر الأسود (روسيا – أوكرانيا…) ولا يتجاوز المحصول المحلي 2,9 مليون طن في أحسن الحالات. رويترز 29-11-07   تونس – إشاعات؟ بلغ إلى علمنا أن سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس قد يكون دعا مجموعة من الشخصيات التونسية المعارضة للتشاور معها ومعرفة رأيها في  قضايا مختلفة. ولم يبح المدعوون بشيء، لا عن الدعوة ولا عن محتوى المحادثات. تحدثنا في عدد سابق عن لقاءات مماثلة جرت بواشنطن وبقي محتواها طي الكتمان.   الجزائر: للمرة الثانية منذ وصوله للرئاسة، يزور ساركوزي الجزائر(كانت المرة الأولى في منتصف جويلية –تموز) يوم 3 ديسمبر، ومعه 150 من رجال الأعمال منهم رئيسة اتحاد ارباب العمل. يتوقع أن تبلغ قيمة الصفقات 5 مليار أورو (حوالي 7 مليار دولار) لصالح فرنسا طبعا. اثير جدل قبل الزيارة عن ارتباط ساركوزي باللوبي الصهيوني وبالأوساط  الإستعمارية التي تمجد « الدور الإيجابي للإحتلال الفرنسي في ما وراء البحار ».   فلسطين المحتلة عام 1948 : منذ 1953 لم يحصل أهالي قرية « بيت جن » على التعويض الموعود مقابل أراضيهم التي صودرت واعلنت « منطقة عسكرية » ، وبعد وفاة العديد من أصحاب الأرض وعدم تنازل الأحياء عن حقهم، وعدت السلطات الصهيونية بإمكانية دراسة مطالبهم، وكأن القضية لم تكن مطروحة منذ 54 سنة.   أسرلة أم صهينة: بلغ عدد المصريين الحاصلين على الجنسية « الإسرائيلية » 220 ألفا ويبلغ عدد المهاجرين الأردنيين والسودانيين حوالي ربع مليون، بينما يمنع 165 ألف فلسطيني من الضفة وغزة من العيش مع أزواجهم وزوجاتهم في أراضي 48 . صحيفة « دنيا الوطن » 16-11-07   فلسطين المحتلة عام 1967 : في شهر نوفمبر،  اعتقلت قوات الإحتلال أكثر من 600 أسير وقتلت 36 شهيدا بينهم 3 أطفال. وإمعانا في التشفي فقد انعقد لقاء أنابوليس (بحضور كافة الدول العربية) يوم الذكرى الستين لقرارتقسيم فلسطين.   مصر: نشرت « مؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان » الأرقام التالية: قامت الحركة العمالية المصرية خلال شهر أكتوبر 2007 ب19 اعتصام و10 إضرابات وتظاهرتين و5 وقفات احتجاجية، بينما مات 5 عمال (حوادث عمل) وفصل 35 ألف عامل. وجاء من نفس المصدر أنه خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية كانت حصيلة الهجرة السرية للشباب المصري كالتالي: 153 قتيلا و158 مفقودا وترحيل(إعادة) ألف شاب إلى مصر.   مصر: رصدت المنطمة المصرية لحقوق الإنسان ما بين 2000 و2006 ، 80 حالة وفاة نتيجة التعذيب في السجون ومراكز الشرطة، كما رصدت ما لا يقل عن 186 حالة تعذيب أخرى في نفس الفترة. القدس العربي 30-11-07   موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: http://www.hezbelamal.org/ 

العفو الدولية تدين حكما بسجن الصحافي سليم بوخذير في تونس

 

 
لندن ـ يو بي أي: أدانت منظمة العفو الدولية امس الأربعاء حكم السجن لمدة سنة الذي أصدرته محكمة تونسية بحق الصحافي سليم بوخذير بتهمة اهانة موظف عمومي أثناء قيامه بواجباته وانتهاك الآداب العامة ورفض إبراز بطاقة هويته. وقالت ان بوخذير اعتُقل في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وهو في طريقه من صفاقس الي تونس عقب استدعائه لإحضار جواز سفره من خازندار وهي احدي ضواحي تونس التي يقيم فيها، ومثل في اليوم التالي أمام قاضٍ في ساقية الزيت حيث تمت مقاضاته بموجب المادتين 125 و226 من قانون العقوبات التونسي.   وأبدت المنظمة خشيتها من ان يكون الحكم محاولة لإخراس صوت بوخضير بسبب انتقاداته للسلطات، مشيرة الي ان الصحافي التونسي ذكر بأنه تلقي تهديدات بالقتل عقب اجراء مقابلة مع قناة تلفزيونية انتقد فيها بعض أفراد أسرة الرئيس زين العابدين بن علي .   واعتبرت الصحافي بوخذير سجين رأي ، ودعت الي اطلاق سراحه فورا وبلا قيد أو شرط اذا كان مسجونا نتيجة لهذه المحاكمة التي كان يجب ألا تتم أصلا بسبب ممارسته المشروعة لحقه في حرية التعبير.   وعارضت منظمة العفو الدولية استخدام القوانين الجنائية الخاصة بالتشهير لكبت حرية التعبير وتدفق المعلومات والأفكار التي تكفلها المعايير الدولية لحقوق الإنسان مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)  


مهرجان قرطاج المسرحي يكرم 50 عربياً وأجنبياً على متن باخرة

تونس / 6 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: نظمت إدارة مهرجان قرطاج المسرحي حفلا لتكريم 50 مثقفاً على متن باخرة « قرطاج » التي رست في ميناء حلق الوادي شمال تونس العاصمة. واعتبر محمد إدريس المدير الدورة الحالية لمهرجان قرطاج المسرحي التي ستتواصل اعمالها حتى مساء السبت المقبل،أن إختيار الباخرة « قرطاج » لإحتضان حفل التكريم « هو رمز للتواصل بين أهل الثقافة عامة والفن الرابع بصفة خاصة،لاسيما وأن المسرح هو أداة للتقارب بين الشعوب ». وشمل حفل التكريم الذي حضره الشاعر الفلسطيني محمود درويش،50 مبدعا بينهم 27 تونسيا و21 عربيا و8 من فرنسا واليابان والسينغال وبوركينا فاسو والكامرون. يشار إلى أن اعمال « أيام قرطاج » المسرحية ستكرم خلال هذه الدورة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي سيلقي مساء اليوم عددا من قصائده،كما سيسلمه غدا الخميس وزير الثقافة التونسي جائزة 7 نوفمبر/تشرين الثاني للإبداع. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي منح في السابع من الشهر الماضي الشاعر الفلسطيني محمود درويش أرفع جائزة تونسية، هي جائزة السابع من نوفمبر « تقديرا لإبداعه ونضاله ووفاءه لقضية شعبه ولمبادئ العدل والحرية في العالم ».


مسؤول عربي يدعو إلى مقاربة تنموية لمعالجة ظاهرة الهجرة
تونس / 6 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: دعا مسؤول عربي إلى بلورة مقاربة تنموية لمعالجة المحددات البنيوية للهجرة النظامية والسرية على المدى المتوسط والبعيد ضمن إطار شراكة شاملة متوسطية وعربية وأوروبية. وقال الشاذلي النفاتي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة افتتح بها اليوم الخميس أعمال ندوة بشأن « الهجرة من شمال إفريقيا إلى أوروبا : نحو تعاون عربي-أوروبي  » إن نجاح مثل هذه المقاربة يستدعي إيجاد برامج ومشاريع تمكن من إرساء أسس لهجرة نظامية آمنة داخل المنطقة المتوسطية. وشدد في كلمته على أهمية إحكام سياسات الهجرة في منطقة حوض المتوسط من خلال دعم التنسيق والحوار العربي-الأوروبي بشأن مختلف أبعاد ظاهرة الهجرة النظامية والسرية في تطورها وتداعياتها وفي علاقاتها بالتنمية. ودعا في هذا السياق إلى بلورة إطار عام لشكل التعاون بين الجامعة العربية والإتحاد الأوروبي، من خلال صياغة مقترحات محددة وقابلة للتنفيذ خاصة بمشاريع مشتركة لمواجهة الهجرة غير النظامية. ولاحظ أن تيارات الهجرة « تنامت بنسب تفوق نمو السكان في أحيان كثيرة،حيث تشير الدراسات إلى أن حجم الهجرة تضاعف على الصعيد الدولي متنقلا من 75 مليون مهاجر في العام 1970 إلى 191 مليون مهاجر عام 2005 ». وأضاف أن تنامي تيارات الهجرة في المنطقة المتوسطية ترتب عنه بالإضافة إلى سن قوانين وإجراءات جديدة لمنع الهجرة، ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين، وارتفاع عدد الضحايا والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط،وضحايا الشبكات الإجرامية المتاجرة بالمهاجرين. يشار إلى أن هذه الندوة ينظمها مركز جامعة الدول العربية بتونس بالتعاون مع مؤسسة فريديريتش إيبارت الألمانية، حيث ستتواصل أعمالها على مدى يومين بمشاركة عدد من الخبراء و المختصين في الهجرة من دول شمال إفريقيا و أوروبا. ويتضمن جدول أعمال الندوة بحث ومناقشة ثلاثة محاور هي « الهجرة من شمال إفريقيا إلى أوروبا : الوضع الراهن »، و »من أجل إدارة جماعية للهجرة قائمة على التحاور »، و »الهجرة و التنمية : من أجل تنفيذ إستراتيجية مربحة لكل من دول المصدر ودول الاستقبال ».  

 

عام / تونس / آثار
تونس – واس – عثر تونسى متخصص فى صيد الاخطبوط على مجموعة من القطع الاثرية ذات قيمة تاريخية عالية داخل البحر على مستوى احد شواطئ مدينة المنستير التونسية الساحلية . وكان الصياد يباشر عمله وهو يمنى النفس بصيد وفير الا ان صيده كان من نوع اخر حيث عثر على مجموعة من الجرار والاوانى والمقتنيات القديمة فبادر الى اعلام السلطات المعنية . وبعرض القطع الأثرية على المختصين اتضح انها تعود الى العصر الرومانى فى اطار التجارة البحرية التى كانت قائمة انذاك بين قرطاج وصقلية .. وهو ما يعد اكتشافا يعكس الروابط التجارية الموغلة فى التاريخ بين شمال وجنوب المتوسط .   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 5 ديسمبر 2007)

السجن شهرين لتونسية قضمت أذن جارتها
 تونس ـ يو بي أي: قضت محكمة الناحية ببلدة «عين دراهم»في محافظة جندوبة التونسية بسجن امرأة لمدة شهرين لأنها عمدت الى قضم أذن جارتها. وبحسب صحيفة «الشروق» التونسية المستقلة، فان خلافاً نشب بين امرأة كانت ترعى أغنامها، وجارتها التي اقتربت من أرضها، وسرعان ما تحوّل الى تشابك بالأيدي، حيث لم تتردد المرأة في قضم أذن جارتها.   (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)


بوراوي مخلوف أو الابتسامة الدائمة
 
عبدالله الزواري abzouari@hotmail.com   في البلدة العتيقة من مدينة سوسة، نهج سيدي عمار تحديدا، و في اليوم الخامس عشر من شهر جانفي من سنة 1960 ولد الابن التاسع و قبل الأخير لعم علي مخلوف، و اختار له من الأسماء « بوراوي » تيمنا بولي صالح لا يبعد عن بيت العائلة إلا بضع عشرات من الأمتار… و شب في بيت عميق التدين… انتمى مبكرا للتيار الإسلامي… والتحق بحركة الاتجاه الإسلامي منذ أواخر السبعينات… وناله مانال المنتمين إلى الحركة الإسلامية من اضطهاد و تعذيب في العهدين… أوقف مرة أولى سنة 1987 في شهر أفريل، و قضى وراء القضبان سبعة أشهر ليحكم عليه بعد ذلك بعدم سماع الدعوى…   و تعاد الكرة في نفس الشهر من سنة 1991، إذ اعتقل يوم سبعة و عشرين من شهر أفريل، و في المرتين يترك رفيقة دربه المجاهدة الفاضلة زوجته حاملا و يرزق بعد كل اعتقال ببنت…   كنت أسمع عنه دون أن أراه، و لم تكن تربطني به أي علاقة غير « الأخوة في الله » و ما أقدسها من علاقة…. فلم نجتمع مع بعض في أي مناسبة عامة أو خاصة… و أول مرة أراه كانت يوم أربعاء من شهر أفريل 1991، بعد الغروب، و كنت معتقلا منذ يوم 21 فيفري 1991، لكن في العشر الأواخر من شهر أفريل من تلك السنة كنت موقوفا في ضيعة فلاحية بجهة مرناق حسبما اتضح بعد ذلك… كنت ثالث ثلاثة، الدكتور صادق شورو والسيد عبد الكريم المطوي، أخدني أعوان أمن الدولة إلى مقر وزارة الداخلية…و في الطابق الثاني أو الثالث، أدخلني الأعوان إلى قاعة بها شاب ممدد أرضا يرتجف من شدة البرد و عليه « زاورة » مبللة…    » هل تعرفه؟؟؟ » « لا » ثم توجه إلى الشاب الممدد أرضا:   -« هل تعرفه؟؟؟ »   – « لا »..   طلب من الخروج… و أثناء النزول قال لي: « هو بوراوي مخلوف »…   يبدو أن بوراوي لم يمض على اعتقاله إلا بضع ساعات…و يبدو أنه عذب أشد العذاب للحصول على معلومات جديدة…   ………………………   و تمر الأيام ثقيلة… ولم نلتق إلا بعد أشهر طويلة…   و سكنا مع بعض في جناح « د » غرفة 6 بجانب الغرفة المخصصة للشواذ… و هناك اقتربت من بوراوي كما اقترب مني… عرفت شابا محبا لإخوانه مؤثرا لهم على نفسه، لا ترهبه التهديدات و لا يخيفه الوعيد… يستقبل الشدائد بثغر باسم، يستطيع نزع مسحة الغضب عنك بنكتة حاضرة… وافترقنا يوم الجمعة 4 سبتمبر 1992، و لم نتقابل بعد ذلك… و عسى أن يكون ذلك قريبا بمشيئته تعالى… خرج بوراوي يومها للزيارة رفقة الدكتور عبد اللطيف المكي… حدث ما حدث في الزيارة و اقتيدا مباشرة إلى الجناح المضيق… احتججنا على عدم إرجاعهما إلينا.. و كانت مناسبة للإدارة لتنتقم منا على ما حدث أثناء المحاكمة من إضراب عن الطعام و استغلال تواجد وسائل الإعلام و بعض المنظمات لتبليغهم ما نتعرض إليه من اضطهاد و حرمان من أبسط الحقوق….   ……………..   و مضى كل في طريقه…   بوراوي ترك معاذا و مريم لم يدخلا المدرسة بعد، أما سارة فكانت جنينا …   كما ترك عم علي و خالتي حبيبة يرعيان تلك العائلة التي انتزع منها ربها لا لجرم ارتكب غير اعتزازه بدينه، و مشاققة من تجب مشاققتهم شرعا و وطنية….   مضى عم علي إلى ربه راضيا مرضيا وترك خالتي حبيبة تواصل المشوار… و تلتحق هي كذلك بزوجها بعد بضع سنوات (2001)… ولم يُمكن بوراوي من حضور جنازة أي منهما…   …..   و في السجن عرف الأجنحة المضيقة و العزلة الانفرادية في كل من سجن المهدية و مرناق والهوارب و المنستير و تونس و برج العامري…   و خاض كغيره من مساجين الرأي العديد من إضرابات الجوع مطالبة بتحسين ظروف الإقامة حينا واحتجاجا على مظالم تسلطها الإدارة عليه و على إخوانه أحيانا أخرى…   و لعل من أطول الإضرابات التي خاضها إضراب المهدية و هو إضراب خاضه مع كل من السادة حمادي الجبالي و عبدالحميد الجلاصي و الهادي الغالي و محمد صالح قسومة… و كان الباعث عليه تولي أعوان من فرقة أمن الدولة مراقبة الزيارات في خرق جلي للقانون المنظم للسجون التونسية الذي لا يسمح بدخول السجن إلا لمن ترخص له الإدارة بذلك، فما بالك بتولي عمل به في علاقة مباشرة مع المساجين1.. و دام هذا الإضراب 47 يوما و قد شرعوا فيه يوم 15 ديسمبر 2004…   و الإضراب الثاني من حيث الطول هو إضراب برج العامري و قد شرع فيه مع كل من السادة الصحبي عتيق و الحبيب اللوز و عبدالحميد الجلاصي إثر نقلتهم إلى برج العامري، و دام أكثر من أربعين يوما و شرعوا فيه كذلك في شهر ديسمبر 2003…   أما الإضرابات التي يتراوح طولها بين يوم واحد و بضع أيام فعديدة يصعب جردها الآن…   بوراوي يشكو الآن وبعد 16 سنة من مروره بسراديب أمن الدولة من أوجاع مبرحة في مستوى العمود الفقري.. وقد منعه الطبيب أخيرا من ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة، كما أنه لا يستطيع المكث طويلا واقفا أو جالسا…   ……………….   بوراوي يخوض هده الأيام إضرابا عن الطعام شرع فيه منذ يوم 13 نوفمبر 2007 لا احتجاجا على ظروف إقامته الرديئة، بل يخوض إضرابه احتجاجا على تواصل المظلمة التي يدرك أصحاب القرار أكثر من غيرهم أن هؤلاء المساجين قضوا زهرة شبابهم في ظلمات السجون لا لذنب اقترفوه يستوجب عقابا بل لتمسكهم بحقهم في التواجد و التنظم و التعبير…   و لم يجد جملة من إخوانه سبيلا لمساندته و تعبيرا له عن أنهم لم ينسوه و أن خروجهم من السجن لن يثنيهم عن مواصلة النضال من أجل حرية كل المساجين بداية من الأستاذ الصادق شورو و الشاذلي النقاش مرورا يالهادي الغالي و البشير اللواتي و رضا البوكادي و انتهاء بكل المظلومين والمضطهدين بموجب قانون الإرهاب السيئ الذكر إلا التضامن معه بدخولهم في إضراب مساندة يدوم يوما واحدا2..   و لم يفت البعض من أفراد عائلته- رغم تأخر الإعلام- المشاركة في هذا الإضراب فهذه زوجته تشارك في هذا الإضراب الرمزي، و كذلك أخوه سليم و شقيقتاه منجية و بواروية…   فتحية لهم جميعا، تحية إكبار و تقدير…   و تحية إلى بوراوي الذي لم يستعجل أمر ربه فنزل عن فرسه…   و تحية إلى كل المجاهدين في أي من جهتي القضبان كانوا….   (المصدر: مدونة عبد الله الزواري بتاريخ 6 ديسمبر 2007) الرابط: http://citizenzouari.wordpress.com/  


 

سجّـل أنــا صحفي حــرّ

 

د. خــالد الطـراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

 

بعيدا عن كثير من المزايدات، وبكثير من الهدوء، فالعواصف المغشوشة كثيرا ما تكون أكثر إذاية من عواصف الشتاء الثلجية رغم أنها تبقى عاصفة في فنجان، لتبقى الرصانة قيمة يبدو أنها لم تدخل بعد عند البعض حقل الممارسة ولا حواشي النصوص… بعيدا عن كثير من المزايدات والتلميحات التي لم تكن في موضعها والتي لا نخالها إلا تعميقا للهوة في وحدة نضالية منشودة وتقارب معارض مأمول… بعيدا عن كل هذا الهامش خارج الإطار، وجب الوقوف بكل تواضع احتراما وتقديرا إلى أخي وصديقي العزيز سليم، هذا الرجل الفرد الذي يحاول بكل ما ستطاع وفي ظل واقع ضاغط وظالم أن يبلغ صوتا حرا مستقلا…

« ذنب » سليم أنه أراد أن يصيح أكثر من المسموح به، فصعد صومعته وأطلق لحنجرته العنان ولم يرد البقاء على الربوة والالتزام بمربع رمادي غير مسئول…

« عيب » سليم أنه لم يرد أن يلفظ آيات الحمد والشكر بعد أن نالته مكرمة الوعد بالحصول على جواز سفر حسبناه حقا دستوريا كاملا في حرية السفر والتنقل… وأنا لازلت من ضحاياه!!!

« خطأ » سليم أنه وقف حيث وجب الانحناء والسقوط، وأنه كان فضوليا أكثر من المقبول سلطانيا، فتطفل لرؤية ما خارج الإطار، فصُعِق وصعقَنا معه، فكانت رسالة وكانت عناوين وكانت قافلة من الحقائق وموجات من التساؤلات…

لسليم منا كل المساندة والتضامن، مني شخصيا وباسم اللقاء الإصلاحي الديمقراطي، رغم أنها كلمات يمكن أن تبدو عند البعض جوفاء لا طعم لها ولا رائحة، غير أنها حلقة تضاف إلى حلقات، والنضال مراكمة الفعل والكلمة، والنضال صيحة وحرف، صورة وقلم، والنضال لحظة حياة في مقبرة جماعية..! والقلوب وإن تباعدت بها الديار تبقى مجتمعة حول الكلمة الطيبة والكلمة الصادقة والفعل الواعي والسوي.

قصة سليم متعددة الأبعاد والزوايا، فهي قصة المواطن المعدوم والمواطنة المفقودة..، هي قصة القلم المبتور والكلمة المقصيّة..، هي قصة الصحافة الحرة في أكبر تجلياتها وهي تتحسس التزاما أخلاقيا و تبحث عن ملاذ..، هي قصة فرد ومجموعة غاب فيها الجميع وتركوا الحبل على الغارب وأِسري بهم إلى الكهوف والمغارات! لكنها تبقى في النهاية قصة طريق الآلام والعذاب، قصة إنسان يعيش في ظل قوانين الغاب ويبحث عن إنسانيته، ومواطن ضاقت به السبل ويبحث عن وطن!

قصة سليم هي أيضا قصة بدأت قبله ولعله تتواصل بعده،  وهي ليست الأولى ولعلها لن تكون الأخيرة، فهي تعبير عن أزمة شعب ومأزق معارضة…

لن أكتب نثرا ولا شعرا، ولا أريد أن أفصّل، فالإشكال مفهوم والطرح معلوم والإضافة تبقى حشوا أو خارج النص، ولذلك أتوقف احتراما لسليم وللقارئ ولنفسي!!!

5 ديسمبر 2007

المصدر : مراسلة من موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 


بسم الله الرحمان الرحيم                                                  تونس في 02/12/2007

 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                           بقلم محمد العروسي الهاني

         الرسالة رقم 352                                                    مناضل وطني وكاتب في الشأن العربي والوطني

  موقع تونس نيوز                                                       رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

شكرا لدور الانترنات وقناة المستقلة

في الصميــم

 أضع النقاط على الحروف لا نتابز ولا تناحر ولا شتم بين أفراد المجتمع التونسي وأصحاب الرأي بالخصوص 

  

في كل المقالات التي كتبتها ونشرت على موقع تونس نيوز طيلة عامين ونصف وعلى امتداد 352 مقال لم أسمح لنفسي بشتم إنسان أو مهاجمة مواطن أو ذم كاتب أو نبش الماضي بأسلوب حاقد أو بصورة فيها خلفيات نعم أعقب على بعضهم أو أصحح معلوماتهم أو أتحدث بأسلوب حضاري بالحجة والبرهان واعطي أمثلة على ذلك حتى يكون الحوار على أسس الإحترام والتقدير وقد كنت حريصا على أن يكون الحوار بناء وصريح ومسؤول ونزيه وبعيدا على خدش الكرامة أو الأعراض أو التاريخ مع اخترام الطرف الآخر ولو كان من حزب معارض بل العكس في كثير من المقالات حرصت على أن أعطي كل مواطن وكل مناضل وطني سواء من حزبنا العتيد أو من الأحزاب الأخرى المتواجدة على الساحة حقه على أن يكون الحوار ديمقراطي محترم ونزيه وفي عديد المقالات تحدثت بكل لطف واحترام وتقدير لكل العائلات السياسية مهما كان اتجاهنا السياسي والفكري وقد طالبت في كثيرا من المقالات بضرورة دعم أحزاب المعارضة وتشريكها في أخذ القرار وتمكينها في مجال الإعلام المرئي والمسموع ودعمها في مجال الصحافة والإشهار والدعم المادي والحوار التلفزي وكل هذا كتبته في مذكراتي ومقالاتي ومقترحاتي التي نشرت على موقع تونس نيوز وهذا يعني أن المناضل الدستوري المنتمي إلى حزب التحرير وبناء الدولة الحزب الحاكم والتجمع الدسوري الديمقراطي هو وريث الحزب الحر الدستوري والحزب الإشتراكي الدستوري أي هو وريث تاريخ 87  سنة كاملة منذ تأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي عام 1920. والمحطة الثانية للحزب التصحيحية يوم 2 مارس 1934 بقصر هلال الحزب الجديد الذي أرسى قواعد الحوار والاتصال المباشر وتطوير هياكل الحزب وتجديد أساليب العمل النضالي المعلن والمباشر والديمقراطي والذي أصبح حزبا قويا ومشعا وصامدا ومكافحا ومناضلا وتطور تطورا محسوسا وجمع في صفوفه كل المناضلين الأحرار وفي كامل أنحاء البلاد وأصبح حزبا شعبيا جماهيريا تاريخيا ولعب دورا هاما في بعث الوعي الوطني والنضال الوطني وتنظيم الكفاح الوطني وحركة التحرير قادها الحزب الحر الدستوري الجديد والمظاهرات قادها نفس الحزب والمعارك الدموية نظمها الحزب والشهداء الأبرار سقطوا من صلب الحزب والدماء التي سقت شجرة الحرية والإستقلال كلها من دماء أبناء الحزب والسجون والمنافي والأبعاد كانت مليئة من أبناء الحزب والتضحية والنضال كان قدوته وفي طليعة قادة الحزب والزعماء وفي مقدمتهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله والقصف والإعتداءات الفرنسية في كل المعارك والمحن والمناسبات منذ عام 1934 إلى عام 1958 في اعتداءات ساقية سيدي يوسف كانت كلها بقيادة الحزب ومناضلي الحزب ولم نسمع أحد خارج الحزب الحر الدستوري قام بالمشاركة في المظاهرات والمسيرات والمعارك والإستشهاد والسجون والمنافي ولم نقرأ واحد من خارج الحزب ساهم في معركة التحرير أو في بناء الدولة بعد الإستقلال لذا لا نسمح لأي طرف أو إعلامي أو مناضل من حزب جديد أن يتطاول على حزبنا العتيد فقد سمحنا عام 1975 لبعضهم بالتطاول وكتبوا في صفحهم الرأي والمستقبل وهاجموا وتطاولوا ولكن اليوم لا نسمح لأي احد أن يكتب افتتاحية كاملة في صحيفة الموقف التي مكنها حزب التحرير من الوجود وهي حرة مستقلة لها خطتها السياسية ومنهجها الفكري وهي متواجدة وحرة ونقدّر استقلاليتها ولكن لا نسمح للسيد رشيد خشانة رئيس تحرير الموقف الذي نحترمه ونقدره ونعتبره مواطن تونسي له رأيه وحريته ومواقفه وطريقته وأسلوبه وهو حر في ذلك لكن لا نسمح له بأن يهاجمنا ويتطاول على حزبنا أو ينعت الحزب بأنه شاخ وطالت شيخوخته تأسس عام 1920 واعتلال جسده يحاول تقليد الحزب الشيوعي ونسي الأخ رشيد خشانة أن الحزب الحر الدستوري هو أو حزب في شمال افريقيا و بقي قويا شامخا عتيدا متجددا صاحب الريادة والقيادة وله الشرعية التاريخية والدستورية والأخلاقية والشرعية ونؤكد للأخ رشيد أن الحزب الرائد القوي سيبقى المرجع التاريخي والمنبر الشرعي وحزب الأغلبية بحول الله وبكل لطف نطلب منكم أيها الاخ الكريم الاعتذار الفوري وسحب إشارتكم الأخيرة الخطيرة والسابقة السياسية التي لا نقبلها ولن نسكت أو نصمت عليها أو نتجاهلها كلمتكم الواردة في خاتمة مقالكم في رسالة الموقف الصادرة يوم الجمعة 2007/11/30 والتي جاء فيها لو تحررت من شياطين الحزب الواحد…كلمة خطيرة سخيفة مبتذلة خشبية خشينة فيها استفزاز وتحدي واعتداء على شرف المناضلين الأحرار الذين ضحوا بكل عزيز وغال وبكل نفس ونفيس من أجل الوطن وعزته وكرامته ومن أجل التونسيين فالمناضلين الأحرار هم الذين حرروا الوطن وناضلوا من أجله واستشهدوا وسجنوا وتعذبوا وذاقوا ألوان الحرمان والظلم والمنافي من أجل أمثالكم وبعد الإستقلال قاموا بتركيز الدولة العصرية وتطويرها وكانوا عند حسن الظن وضحوا بكل حياتهم وصحتهم وعيشهم وأجورهم ورابطوا وصبروا وناضلوا وشيدوا المدارس والمعاهد والكليات والجامعات لكم ولأمثالكم لتتعلموا فيها وتتخرجون وانتم أصحاب شهائد عليا وتتحملون المسؤوليات وتجدون العناية والرعاية والشغل والأبواب المفتوحة ومجالات الشغل في الطب والتعليم والمحامات والقضاء والمهندسين وكل المناصب العليا ثم تتنكرون عندما اشتدّ عودكم وصدق الشاعر الذي قال علمته الرماية فلما اشتدّ ساعده رماني…ورغم التنكّر حتى للزعماء والرموز الكبار فقد واصلتم التهجم على أبناء الحزب وما نعتكم الأخير إلا موضة جديدة وصورة حديثة للتعبير عن رأيكم بهذه الطريقة وهذا الأسلوب واللغة الخشبية الخشنة...التي هي مرفوضة وتعود على وجه صاحبها وهذه الجملة تذكرني بجملة شبيهة لها قالها عام 1965 في جبنيانة معتمد جبنيانة المسمى النوري الحشاني رحمه الله حيث نظم اجتماع مشترك بين العمد ورؤساء الشعب بمعتمدية جبنيانة وعند المنادات على الحضور تغيب حوالي 6  رؤساء شعب وبدون شعور وربما زلة لسان قال المعتمد أن الذين تغيبوا من الشياطين يخفف على الملائكة وعندما نطق بهذه الجملة قاطعه المناضل الحبيب الشرودي رئيس شعبة بئر الشعبة وقال للمعتمد أرجوكم سحب هذه الجملة فرفض المعتمد سحب كلمته فأخذت الكلمة وكان عمري آنذاك 25 سنة وأصغر رئيس شعبة وقلت أضمّ صوتي للزميل الحبيب وإذا لم تسحب هذه الجملة فوسف نغادر القاعة وفعلا كل رؤساء الشعب تضامنوا معنا وفعلا تراجع المعتمد وسحب كلمته ولكن لم نسكت وقتها وقامت ضجة في أوساط الحزب حتى لا تتكرّر هذه الشطحات…وأقول اليوم على رئيس تحرير جريدة الموقف أن يتدارك الأمر ويتراجع ويسحب هذه الكلمة الجارحة المبتذلة الخشبية ومن الضروري المبادرة بالإعتذار للدستوريين الأحرار لأنهم شرفاء طاهرين وأناس صادقين لا يجوز نعتهم بأفعال الشياطين لأن أعمالهم أعمال الصالحين وتونس كانت قبل الاستقلال عبارة عن منطقة ظل متخلفة وأصبحت اليوم جنة بالإنجازات والقيروان في بداية الإستقلال كانت مدينة صغيرة لا توجد بها معهد ثانوي وقصيدة الشاذلي عطاء الله هي ضربة البداية لبعث المعهد علي يدي حزب التحرير وأبناء الوطن المسلمين. واليوم القيروان ومعتمدياتها عدد المعاهد فيها يفوق الأربعين يا خشانة في عمرك الصغير و الكليات والجامعة وكل المرافق تمت في عهد حزب التحرير بقيادة الزعيم العملاق والكبير ومناضلي حزب الإنجاز والعمل والمناضل الطاهر العلاني ورفاقه هم من مدينة القيروان خير أبناء هذا الحزب الفاعلين والولاة والوزراء من هذه المدينة يدركون دور الحزب وهذا الرجل المثقف والبصيرة شاهدت على ما أقول لماذا هذا الجحود والتنكر ولماذا هذا التحامل على خيرة أبناء الحزب ونرجو من السيد رشيد أن يدرك خظورة كلامه وأن يبادر بالإعتذار كتابيا في جريدة الموقف أو عبر الانترنات تونس نيوز ….وأن يطلب الصفح والتسامح إذا كان بحق يؤمن بحرية التعبير الصادق الذي لا يخدش مشاعر الناس ولا يمسّ من كرامتهم وأن يدرك الأخ رئيس تحرير جريدة الموقف أن رئيس التجمع وأعضاده في النطاق المركزي والوطني لم يتفوهوا يوما بكلام جارح مثل ما كتبه المعني بالأمر وأن الرئيس زين العابدين بن علي منذ 1987 لم يقل كلمة واحدة تمس مشاعر الآخرين لماذا الأخ رشيد ينعت أبناء الحزب بالشياطين هذا والله كلام خطير وسابقة إعلامية كبيرة ولا أظنّ أنها زلّة لسان كما قالوا على بوش عندماقال نريدها حرب صليبية ثم قالوا زلّة لسان فهل يقول خشانة انها زلّة لسان….لن أقصدمنها مس مشاعر المناضلين وبعضهم والله حائرين من كلام غير دقيق ولا يليق وهؤلاء هم نزهاء وبعضهم يعيش على منحة بـ140 دينار في الشهر بينما بعض المقالات للمتهجم ربما تفوق هذا المقدار وغير ذلك من مكاسب العصر لم يفكر فيها رجال النضال بالأمس…كفى كفى تهجما على الشرفاء الأحرار…ياصاحب الفكر والرأي. قال الله تعالى : » ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميّتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله توابا رحيما » صدق الله العظيم. ومسك الختام عليك بالإعتدار قبل الإستفحال يا صاحب الرأي.

 

ملاحظة : المرحوم الطاهر العلاني والمرحوم محمد الفيتوري من قبرهما قاموا مرعوبين من كلام لا يليق                  وهو والله عقوق لأيناء الحزب القدامى والجدد ويعلم الأخ خشانة إن كل إناء بما فيه يرشح والكمال لله وهذه نصيحة من دستوي صنديد وفي الحق شديد.

محمد العروسي الهاني

مناضل وطني يحترم الجميع

هـ : 22 022 354

 


 
خمسون » مسرحية تونسية تنتقد مؤيدي ومعارضي الحكومة
 تونس (رويترز) – يأمل المخرج التونسي الفاضل الجعايبي الذي يسلط الضوء في مسرحية « خمسون » على تنامي ظاهرة التطرف الاسلامي الى خلق جدل متوازن بعيد عن التشنج بين التيارات الفكرية والسياسية المختلفة في البلاد يسعى الى ألا ينحاز الى اي اتجاه. لذلك ينهال بسهام نقده على الحكومة وعلى مؤيديها ومعارضيها ايضا.   وعرضت مسرحية « خمسون » للمخرج الجعايبي يوم الاربعاء في اطار الدورة 13 من مهرجان قرطاج المسرحي وسط اقبال جماهيري كبير على المسرح البلدي.   وتنبش المسرحية في عدة حقب تاريخية منذ استقلال تونس عن فرنسا عام 1956 لكن الجزء الاكبر خصص للتركيز على تنامي ظاهرة التشدد الاسلامي ورفض ارتداء الحجاب الاسلامي لدوافع سياسية.   يتزامن عرض المسرحية في تونس مع تزايد الجدل حول الطريقة الانسب للتصدي لزحف ما يعرف بالتطرف الاسلامي في تونس بعد اندلاع مواجهات مسلحة نادرة بين الامن التونسي وجماعة سلفية في ضواحي العاصمة مطلع العام الحالي قتل فيها 14 مسلحا بحسب مصادر رسمية.   وتثير المسرحية فضول العديد من المتفرجين من ضمنهم نشطاء حقوقين بسبب جرأتها التي لا سابق لها في الاعمال الفنية في البلاد ولتعرضها الى وصف التنكيل بمعارضي الحكومة وخصوصا الاسلاميين منهم داخل مخافر التحقيق.   وتقوم مؤلفة المسرحية جليلة بكار بدور البطولة مع جمال المداني وفاطمة سعيدان.   يبدأ العرض الذي يدوم ساعتين واربعين دقيقة بمشهد لاستاذة محجبة تفجر نفسها وسط ساحة معهد لتنطلق بعدها التحقيقات التي تستعمل كل وسائل التعذيب الممكنة لاستنطاق المتهمين.   وخلال مراحل التحقيق تظهر عدة شخصيات ترمز للعلمانية والحركة النقابية والحقوقية وكذلك البلطجية.   ويوظف المخرج تقنية السخرية والكوميديا السوداء لانتقاد يساريين زاغوا عن مواقفهم ومناضلين حقوقيين تراجعوا عن نضالاتهم وبلطجية يفعلون ما يؤمرون به بمقابل قد يتمثل في احتساء كمية من الخمر.   وقال الجعايبي الذي اخرج نحو 20 مسرحية وثلاثة افلام « انا والمؤلفة جليلة بكار نعرف جيدا خطورة ما أقدمنا عليه لكن اردنا ان نضع مشاهد التنكيل مراة امام السلطة والمعارضة والمواطن ليتحمل الجميع مسؤولياته وتطرح مواقف بديلة يكون الحوار الحقيقي أساسها ».   وتجلى في المسرحية موقف منتقد ايضا لواقع الاعلام في البلاد من خلال مشهد كاريكاتيري في المسرحية تظهر فيه مقدمة اخبار في التلفزيون الحكومي التونسي لتنبئ بتفجير ارهابي بعد ثلاثة ايام كاملة من وقوعه وتقول « التحقيقات لاتزال جارية في كنف القانون ».   وقال الجعايبي متحدثا عن مسرحيته « أنجزت المسرحية دفاعا عن قيم الحداثة في المجتمع التونسي ولكي لا تضطر ابنتي لارتداء الحجاب ».   وتستمر الدورة 13 من المهرجان بمشاركة 16 بلد عربي وأجنبي حتى يوم السبت المقبل وتكرم الشاعر الفلسطيني محمود درويش.   من طارق عمارة   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 5 ديسمبر 2007)

ندوتان بتونس تدعوان الى الاندماج الاقتصادي المغاربي ودعم التعاون مع آسيا
 
احتضنت تونس خلال الأسبوع الماضي ندوتين اقتصاديين موجهتين للمغرب العربي، ناقش فيها المشاركون أهمية الاندماج المالي بينها داعين إلى تطوير الشراكة مع آسيا.   تقرير منى يحيى من تونس لمغاربية   احتضنت تونس خلال الأسبوع الماضي ندوتين اقتصاديتين برعاية المعهد العربي لرجال الأعمال. وفي الدورة السنوية 22 « لأيام المؤسسة » التي تم تنظيمها ما بين 28 نوفمبر و1 ديسمبر، ناقش المشاركون ثلاثة محاور تتعلق بتطور المؤسسات الآسيوية في المنطقة والمنافسة بين المؤسسات المغاربية والآسيوية وآفاق الشراكة بين آسيا والمغرب العربي.   ودعا جان بيار رافاران الوزير الأول الفرنسي السابق، البلدان المغاربية للعب ورقة التفتح وتجاوز الإشكاليات المحلية وتحقيق الاندماج الإقليمي وتحسين القدرات التنافسية لاقتصادياتها ودعم مبادرة الاتحاد المتوسطي. وأعرب محمد النوري الجويني، وزير التنمية والتعاون الدولي بتونس، عن تفاؤله بخصوص مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى حول بعث اتحاد متوسطي.   أما المغاربة المشاركون فدعوا إلى تحقيق اندماج إقليمي مغاربي باعتباره الحل الأنجع لمواجهة المنافسة الآسيوية.   غير أن إتحاد المغرب العربي الذي تتولى ليبيا حاليا رئاسته الدورية يعاني من الشلل والجمود، حيث فشل قادته في عقد قمة منذ العام 1994، بسبب تزايد الخلافات السياسية والأمنية بين دوله.   وبيّن محمد بوعمتو رئيس الجامعة الوطنية للأعراف الموريتانية أن رفض الدول المغاربية للتغيير يشكل أحد أهم العوائق التي تحول دون إرساء فضاء مغاربي مندمج.   وتم تخصيص الجانب الأول من هذه التظاهرة لتقديم الإطار المغاربي والحاجيات التي يتعين على المؤسسات المغاربية الاستجابة لها من أجل ضمان نصيبها من السوق وبالتالي التواصل في وجه المزاحمة الآسيوية.   وبيّن عمر قباج مستشار الملك المغربي والرئيس السابق للبنك الإفريقي للتنمية أن البلدان المغاربية قادرة على الانتفاع من تنمية شراكات مربحة مع آسيا دون فقدان ميزاتها المتأتية من علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي الشريك التقليدي لبلدان المنطقة.   كما اجتمع وزراء المالية وقادة القطاع البنكي من الدول المغاربية يومي 28 و29 نوفمبر في تونس العاصمة في إطار أيام المؤسسة.   ودعا توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي، إلى ضرورة إيجاد الحلول لمسألة كلفة اللامغرب عربي مضيفا أن المنتدى كان فرصة للمصادقة على برامج عمل لتطوير ذلك حيث أشار بالخصوص الى الدعوة التي أطلقها المشاركون في المنتدى والرامية الى تيسير تمويل التجارة الخارجية بين البلدان المغاربية والبلدان الأجنبية وتعزيز التعاون بين الأبناك المغاربية والنهوض بالبنك المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية.   وأفاد أن لجنة مشتركة بين القطاعين العمومي والخاص سيتم بعثها لتتولى متابعة برامج العمل المعتمدة. وستعقد أول اجتماع لها في تونس في فبراير.   واقترح الهادي الجيلاني، رئيس الاتحاد المغاربي للأعراف، بعث موقع على شبكة الانترنت ومرصد لمتابعة الاستثمار والتجارة الخارجية في المغرب العربي وتنظيم منتدى سنوي للمستثمرين المغاربيين   (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 5 ديسمبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/12/05/feature-02  

ناشطات حقوق الإنسان يؤكدن على الحاجة للفصل بين الدين والدولة
 
استقطبت ندوة انعقدت في تونس العاصمة في الآونة الأخيرة حول حالات عدم التكافؤ بين الجنسين ممثلين عن جمعية إنمائية وهيئات غير حكومية من مختلف أنحاء المنطقة المغاربية.   تقرير جمال العرفاوي من تونس لمغاربية   أكدت ناشطات في حقوق الإنسان من تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا في ندوة تونسية الأسبوع الماضي على الحاجة لفصل الدين عن الدولة « كمدخل أساسي لتحقيق المساواة بين الجنسين ». وتناولت الندوة التي انعقدت في الفترة 24-25 نوفمبر الماضي تحت عنوان « مسيرة النساء المغاربيات لتحقيق المساواة » أهم مسألة تهميش المرأة المغاربية والفجوة بين الجنسين في كل بلد ».   وحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2007 المقدم للمشاركات في الندوة فإن الدول المغاربية تـأتي في أسفل الترتيب فيما يخص رصد الفجوة بين الجنسين ومن قائمة تضم 128 دولة شملها التقرير، جاء المغرب في المرتبة 120 والجزائر في المرتبة 108 وتونس في المرتبة 102.   ويستند « التقرير العالمي حول الفجوة بين الجنسين » على منهجية بحث جديدة ومبتكرة تم استخدامها لأول مرة السنة الماضية، وهو يتضمن دراسات تفصيلية تساعد في فهم حالات عدم التكافؤ في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والصحية والقدرة على البقاء بين الجنسين في كل بلد.   وبالإضافة إلى جلسات الاستماع لوضع بلدانهن في التقرير، تبادلت المشاركات آراءهن وخبراتهن الشخصية.   من جهتها اشتكت السيدة مليكة رموان من الجزائر من التنازلات التي تقدمها السلطات الجزائرية للإسلاميين على حساب النساء وفي تصريح لمغاربية قالت « إن التحدي الكبير الذي تواجهه المرأة الجزائرية لتحقيق المساواة بين الجنسين يكمن في تطبيق ما جاء به الدستور الجزائري في هذا الشأن لأن قانون العائلة الجديد يناقض ما جاء به الدستور الذي يؤكد على حق المساواة بين الجنسين ». وتوافقها الرأي التونسية بلقيس المشري فقد اعتبرت « أن المعركة من أجل تحقيق المساواة ليست قانونية فحسب وإنما اجتماعية أيضا ».   أما وريدة شواكي من الجزائر فقد حذرت من سوء الفهم القائم في المجتمعات المغاربية للعلمانية والتي يُنظر إليها على أنها دعوة للردة.   من جهتها رأت الناشطة نجاة الرازي من المغرب حصول عدة تطورات إيجابية في السنوات الأخيرة لفائدة النساء المغربيات من حيث التشريعات التي تهم مدونة الشغل والقانون الجنائي التي حذفت منها الفصول التمييزية ضد النساء، ولكن تقول الرازي إن التمييز مازال قائما في مسائل أخرى مثل قانون الأسرة. الذي لا زال يمنح الرجال حق تعدد الزوجات وكذلك حكم رجوع المرأة إلى بيت الزوجية قصرا وحكم الولاية على الأبناء. كما أن حضور المرأة في مجال اتخاذ القرار وفي البرلمان وفي الأحزاب السياسية والحكومة مازال دون المأمول.   وقالت إن الرافضين « يستخدمون الدين كمطية لهضم حقوق المرأة ».   وتضيف « بالتأكيد إن كل هذا يأتي في إطار توافق سياسي لإرضاء الأحزاب الإسلامية على حساب المرأة ولكن نعتقد أن المعركة متواصلة بعد أن أصبحنا قوة في المجتمع المدني ولدينا حلفاء من بين الأحزاب التقدمية ».   وتعقد هذه الندوة تمهيدا للمنتدى الاجتماعي المغاربي الذي ستحتضنه موريتانيا الشهر القادم. وستكون اللامساواة بين الجنسين من بين أهم القضايا المطروحة فيه يوم 10 يناير في نواكشوط.   (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 4 ديسمبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/12/04/feature-01  

في منتدى الفكر المعاصر بتونس .. مفكرون يقلبون التراث العلمي الأوروبي المغاربي
 
تونس – صالح عطية   تحتضن العاصمة التونسية بداية من السادس من ديسمبر الجاري، منتدى الفكر المعاصر حول «دور المؤسسات العلمية والمجتمع المدني في الحوار المتعدد الثقافات والتبادل المعرفي الأورو-مغاربي»، ويستمر هذا المنتدى، الذي تنظمه مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، نحو الثلاثة أيام بمشاركة عدد كبير من الجامعيين من الدول المغاربية والعربية والأوروبية، بالإضافة إلى مفكرين وكتاب وإعلاميين.   ويرمي هذا المنتدى، الذي يعدّ الأول من نوعه الذي ينتظم في تونس، إلى القيام بمراجعة دقيقة للإرث التاريخي والعلمي الأوروبي المغاربي والأوروبي العربي الثقيل.   وقال الدكتور عبد الجليل التميمي، مدير المنتدى في تصريح لـ الشرق: إن العصر الحديث وإلى اليوم، وراء سوء الفهم والخلافات بين الطرفين، بل وراء سوء التقدير، وكانت جميعها وراء انتشار بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة في كلا الجانبين العربي والأوروبي، ولذلك فإن هذا المنتدى سيعالج هذه الإشكالية من زاوية علمية وفكرية وثقافية لأول مرة في الساحة الثقافية والعربية. ويصل عدد المحاضرات والمداخلات التي سيتم تقديمها خلال هذا المنتدى، إلى ما يزيد على العشرين مداخلة علمية ستحتضنها مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، الواقعة على مقربة من مطار تونس قرطاج الدولي.   إشكاليات مهمة   ومن بين الإشكاليات المطروحة في هذا المنتدى، «مستقبل الحوار الثقافي والعلمي الأورو- مغاربي»، و«أهمية التبادل العلمي الأوروبي- المغاربي في العهد الرقمي»، و«من تعدد الثقافات: كيفية التفكير في التنوع الثقافي»، و«سعي المؤسسات العلمية والمجتمع المدني الأورو-مغاربي للبحث عن القيم»، و«دور الجامعات المغاربية في الدبلوماسية الثقافية»، و«مساهمة عربية إسلامية مؤسَسة في علم الاجتماع الثقافي»، بالإضافة إلى مداخلات تتعلق بـ «مآزق العلاقات المغاربية مع أوروبا»، و«إشكاليات التبادل الثقافي بين أوروبا والمغرب العربي»، إلى جانب «دور التربية في حوار الثقافات بين العرب والأوروبيين»، و«الحفاظ على التراث والذاكرة الجماعية الفلسطينية.. مسؤولية من؟».    (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)

في ملتقى علمي دولي بتونس حول «الإسلام واحدا ومتعددا» التفاعل بين الوحدة والأطر الثقافية والكونية في الدين الإسلامي

 
تونس – آمال موسى   كيف يمكن أن نفهم علاقة الوحدة والتعدد في الدين الإسلامي عقيدة وشرعية؟ وما الثابت والمتغير في الدين الإسلامي نظرية وممارسة؟ وكيف تعددت ثقافات المنتسبين إلى هذا الدين رغم وحدة المرجع والأصول؟   لتقديم إجابات شافية عن هذه الإشكالات وغيرها، نظم المعهد الأعلى لأصول الدين بتونس التابع لجامعة الزيتونة أخيرا ملتقى دوليا حول موضوع «الإسلام واحدا ومتعددا» وذلك بالتعاون مع مؤسسة «كونراد أديناور» الألمانية، وبمشاركة عدد من الأساتذة الجامعيين من تونس وسورية ولبنان والأردن والمملكة العربية السعودية وألمانيا وإيطاليا، نذكر منهم محمد الخضراوي ونادودا سهيل وكريشان لوشون وعبد الودود غرور وجورج جبور وعباس جلبي وهوشماند زاده شهرزاد وإقبال الغربي وأبو بكر باقادر. ويندرج موضوع الملتقى ضمن الاهتمامات الثقافية الراهنة وخصوصا واقع تاريخ الإسلام، الذي لا يخلو بوصفه دينا حيا من جدلية الوحدة وطلب التنوع، الشيء الذي جعل فكره، الذي يحافظ على وحدة العقيدة، يبدو وكأنه في صدام مع واقع الممارسة التي هي متعددة.   وتركز اهتمام المداخلات حول المحاور التالية: ـ الوحدة والتعدد في الإسلام عبر التاريخ. ـ الفاعل بين الوحدة والتعدد والكونية في الإسلام. ـ الوحدة والتعدد في الإسلام بين النظري والممارسات الاجتماعية.   ـ الوحدة والتعدد في الإسلام والإطار الاجتماعي الثقافي في العالم الإسلامي.   واللافت للانتباه في هذا الملتقى الدولي حول «الإسلام واحدا ومتعددا»، أن الحوار هو حوار في الدين الواحد، تناوله أصحاب الدين الواحد وأصحاب الديانات الأخرى. كما أن جميع الفرق تقريبا تم تمثيلها وذلك على غرار الشيعة والدروز، علما أنه بالنسبة إلى الدروز تعتبر المشاركة الأولى من نوعها على الصعيدين العربي والإسلامي.   قد افتتح الأستاذ سالم بويحيى رئيس جامعة الزيتونة، برنامج الملتقى بمداخلة أبرز فيها أن مقولة «الإسلام واحدا ومتعددا» حقيقة تاريخية واضحة من خلال مختلف الممارسات والقراءات والمدارس والمذاهب والفرق الإسلامية التي تفاعلت مع الوحي، وبحثت لنفسها عن تجليات ثقافية مختلفة ومتنوعة باختلاف شعوبها وأجناسها التي اعتنقت الإسلام وأصبح مكونا عميقا من مكونات هويتها عبر التاريخ. وأضاف بويحيى أن الإسلام قد راعى هذا الاختلاف والتنوع ولم يلغ الخصوصيات، فكان الوحي المنزل مراعيا منذ البداية للتنوع اللغوي الذي كان سمة من سمات البيئة العربية القبلية المعقدة في عصر التنزيل وبعده (نزول القرآن على سبعة أحرف)، وكان خطاب القرآن للناس كافة، قد استلزم مراعاة التنوع والثراء البشريين على حد السواء فكان مشتملا على المحكم والمتشابه مواكبا للوقائع حاثا على التأويل والاجتهاد. فلم يخل فهم العقيدة والشريعة من تمازج بين العقل والوحي ومن استنطاق للنصوص وسبر في أغوار المسكوت عنه، ومحاولة بناء منظومة أصولية ومقاصدية تساعد على تطوير عملية الاجتهاد في حضور النص أو في غيابه.   ولا يخفى ما في هذا العمل من جهد كبير للمحافظة على مرونة التشريع ومواكبته لمختلف المستجدات. كما أبرز رئيس جامعة الزيتونة أن الإسلام في نظمه واحد ومتعدد في آن، وذلك بقابليته للإثراء والتعدد عند تفاعل الفكر مع النص وعند معانقة الثقافي للعلوي والمفارق، وهو ما أكد حيوية العقل الإسلامي على مر الزمان، لذلك فقد استنتج بويحيى أنه لا مناص اليوم من صياغة رؤية واقعية وعملية بعيدا عن التعصب والغلو المفضيين إلى تقزيم الفكر الإسلامي واحتكار الحقيقة والمعرفة، إذ أن الحوار البناء المحقق للتقارب البشري والتخفيف من التوتر بين الشعوب لا يبدأ إلا بالتقارب الإسلامي أولا، وهو ما يشكل مفتاح التقارب والوفاق بين الأديان والحضارات والثقافات في مرحلة لاحقة. أما السيد هاردي أوستري المدير الإقليمي لمؤسسة «كونراد أديناور»، فلاحظ أن موضوع الملتقى العلمي الدولي «الإسلام بين الوحدة والتعدد» هو موضوع راهن ويكتسي دلالة مهمة، مضيفا أن من يتابع النقاشات الدائرة في أوربا وفي المنطقة حول الإسلام يدرك سريعا، حسب رأيه، وجود اتجاهين متعارضين، يحددان التمثلات حول الإسلام ويلعبان دورا موجها للتطورات السياسية والاجتماعية.   الخطاب حول الإسلام في أوربا خارج دوائر الخبراء المحدودة، مطبوع في جانب كبير منه برؤية تميل غالبا إلى تمثل الإسلام كدين يملك أفقا محصورا واتجاها وحيدا، وهو ما يقود إلى الخلط وإلى التعميمات ويروج بالنتيجة إلى الأفكار والتمثلات الخاطئة.   ويضيف السيد أوستري أنه فقط في السنين الأخيرة وعبر المعلومات المتدفقة من وسائل الاتصال، فرضت ضرورة «البحث عميقا في تاريخ الإسلام وحاضره من أجل الحصول على صورة أكثر واقعية للإسلام».   من جهة أخرى أثار الخضراوي محمد مسألة التأويل ومدى ضرورتها لاستمرارية النص القرآني ومغالبته لحركة الزمن، مبررا أن المراوحة بين الوحدة والتعدد، تعكس معادلة المقروء والقراءة. والنص القرآني يمتلك قيمته التمثيلية على المستويات الثقافية والاجتماعية والحضارية انطلاقا من مقوماته الاعتيادية ومنظومته التشريعية، وبالنظر إلى النص الديني المكتوب ندرك أنه يقوم على شفافية لسانية. فالقرآن متحد السور والآيات والكلمات والحروف. فهو بهذا يمثل مرجعية متوحدة لكل بحث معرفي في مجال الإسلاميات. إلا أن البناء السيميائي لهذا النص/ المرجع منفتح على مختلف الرهانات الإبستيمولوجية ومختلف المشاريع العقلية والتأملية التي تنتجها استراتيجيات القراءة في مقاطع التاريخ. ولهذا تعددت تفاسير القرآن وترددت بين المعنى الحرفي والمعنى المجازي، حتى انفتحت المفاهيم والمدلولات لكل المدارس والفرق والآيديولوجيات رغم وفرتها وتنوعها البالغ حد التناقض. وسواء كانت مباحث القرآن لاهوية أو وضعية، فإن النص القرآني ما زال يحظى باهتمامات إنسانية متعددة المشاريع والمشارب.   ويرى المتدخل أننا ننظر إلى هذه المتابعات النصية بوصفها ظواهر للفهم تعكس أنماط التجارب المعيشة وأنساق المعرفة التي تغطي لحظتنا الراهنة، وهنا تطرح مسألة الحقيقة: هل هي مسألة ذاتية تسمح بها حرية القراءة وديمقراطية اللغة التي توفرها اعتباطية العلامة، أم أنها مسألة موضوعية يتوجب أن تلتزم بالفهم المقاصدي المراد من الإرسال النصي؟ وهل ان المفاهيم الدينية لها خصوصياتها المضمونية وأن خصوصيات القارئ تعدم خصوصيات البث؟ لذلك فإن الأستاذ الخضراوي توصل إلى أن النص المتوحد يتعدد ليفرض استمراريته ومغالبته لحركة الزمن.   أما الأستاذة هوشماند زادة شهرزاد من معهد الدراسات حول الأديان والثقافات في روما العاصمة الإيطالية، فقد تناولت مسألة الإنسان الكامل في التشيع الإثني عشري، مبينة خصائص التشيع الإثني عشري كلاما وفلسفة وتصوفا، وهي الاعتقاد في وصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، بالخلافة من بعده، وتوالي الإمامة في نسل علي من فاطمة الزهراء إلى غاية الإمام الغائب، مع التوقف بالتحليل عند ثلاث محطات رئيسية: فاتحة السلسلة وخاتمتها، مرورا بالإمام الحسين وذلك من خلال جملة من النصوص التي تبرز خصائص هذه العقيدة لا سيما من الناحية الروحانية ذات الصلة الوثيقة بعقيدة الإنسان الكامل كما نجدها عند المتصوفة، مما يجعل ـ والكلام للباحثة ـ من مفهوم الكمال الإنساني جسرا رابطا بين السنة والشيعة وبين الأديان عموما.   ومن المداخلات المهمة أيضا في ملتقى «الإسلام واحدا ومتعددا»، نذكر دراسة باقادر أبوبكر الذي تناول ظاهرة الوحدة والتعدد في الإسلام في سياق الأطر الاجتماعية والثقافية في العالم الإسلامي. وكشف في مقاربته الأنثروبولوجية أنه بالرغم من أن مفهوم الجامعة، بوصفها صرحا تعليميا، اكتمل وتكوّن في سياق الحضارة الإسلامية: في الأزهر والقرويين والزيتونة والنظاميات وبيت الحكمة، وقامت على نموذجه فكرة الجامعة الأكاديمية في الغرب (السوربون وأكسفورد وكيمبردج وهايدنبرغ ولولونيا ولايبزغ، وحتى الجامعات في العالم الجديد في هارفارد وغيرها) على أسس دينية، فإن مفهوم الجامعة في العالم الإسلامي في صورته الأساسية بقي تقليديا، بل رافضا لعمليات التحديث والتأسيس للعلوم الحديثة. فبينما نجد هذه الجامعات ذات الأصول الدينية في الغرب قد تمكنت من التأسيس للفكر الحديث، مع المحافظة على تراثها القديم، كان علينا في العالم الإسلامي إعادة اكتشاف مفهوم الجامعة من جديد والقيام بالفصل بين نوعين من التعليم: تقليدي وحديث.   ويقول باقادر في هذا السياق إن «التعليم في معظم أنحاء العالم العربي أصبح انفصالا واضحا بين نوعين من التعليم؛ أحدهما تقليدي ديني يهتم بتدريس ورعاية العلوم الإسلامية العربية في أشكالها التقليدية وينحصر ضمن هذه الدوائر، وآخر دنيوي يسعى إلى تقليد الجامعات الغربية في مجالات «العلوم الحديثة»، أي بعيدا عن الدراسات الدينية اللاهوتية بمعناها الغربي. وظهر في بعض البلدان انفصال واضح وعميق بين عالمي خريجي النوعين من التعليم، أحدهما يهتم بشؤون الآخرة والترويج للأفكار الدينية وبالذات الفقهية والكلامية، وهو غالبا ما يعيش في الماضي الإسلامي بخلافاته ومفاهيمه وقضاياه، ويعمل في حالة نشاطه على التأكيد على أهمية الانكفاء على الذكريات والتاريخ قدر المستطاع. وهناك نوع آخر من التعليم، حديث يعمل جاهدا لاستيعاب الأفكار والمفاهيم، بل الصراعات الغربية الحديثة، ويقدم للمجتمع النخب المهنية في كافة المجالات، سوى بعض المجالات الدينية المحددة كالإرشاد والقضاء في بعض البلدان. وإن تجاوز هذين النظامين التعليميين أمر ظاهر في العديد من البلدان الإسلامية، ولعلنا لا نجانب الحقيقة إن قلنا إن هذين النوعين من التعليم لا يلتقيان، ويقدمان لمن يعملون فيهما عوالم ومرجعيات مختلفة يصعب التعرف على المشترك بينهم».   ويرى الباحث باقادر أن الحاجة ملحة لتأسيس خطاب، يسمح بالتراكم وإحداث قطائع معرفية مع بعض القضايا من دون مماطلة أو تراجع عن بعض الإجابات الحاسمة لبعض قضايا العصر الحديث، الأمر الذي يستدعي ـ حسب رأيه ـ إعادة النظر في دور العلوم الدينية في معالجة قضايا العصر، ليس انطلاقا من العودة دائما إلى الأساس العلمي، الذي تركه السلف من دون تقييم، بل نقد حاسم. ويؤكد نفس المصدر على أهمية أن تكون كليات الشريعة في العالم العربي جزءا لا يتجزأ من النسق الأكاديمي، الذي يدرس علوم الهندسة والطب والعلوم الاجتماعية والطبيعية، أي مصالحة حقيقية وجذرية بين التعليم التقليدي والحديث.   وقد تضمن الملتقى مداخلات أخرى مهمة نظرت في مسألة الإسلام الأفريقي بين التوحد والهويات والإسلام في آسيا ومسألة التعدد والحرية الدينية في الإسلام وغير ذلك من مراكز الاهتمام.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)


« في العلمانية والدين والديمقراطية: المفاهيم والسياقات » كتاب جديد للباحث التونسي د رفيق عبد السلام

 
صدر عن الدار العلمية للعلوم بالاشتراك مع مركز الجزيرة للدراسات كتاب جديد للباحث التونسي د. رفيق عبد السلام تحت عنوان « في العلمانية والدين والديمقراطية: المفاهيم والسياقات »، وهو كتاب يتناول، وعلى نحو ما يوحي بذلك العنوان، السياق الدلالي والتاريخي لنشأة العلمانية في الغرب الأوروبي والأطلسي، ثم يعرج إلى تناول قضية العلمانية في سياق الثقافة والاجتماع العربيين الإسلاميين، وأخيرا يعالج الكتاب  مسألة الديمقراطية من خلال تقديم مقاربة جديدة أسماها الباحث بالرؤية البراجماتية والإجرائية للديمقراطية. يتكون الكتاب من ثلاثة أبواب، وسبعة فصول، إلى جانب الملخص الانجليزي، وهو بحجم 248ص ، وقد جاء على النحو التالي:   المقدمة الباب الأول: في العلمانية  ·     العلمانية: الجذور الفكرية والتاريخية ·     العلمانية والحداثة  عند  ماكس ڤيبر الباب الثاني: في الإسلام والعلمانية ·     قراءة في العلاقة بين الإسلام والعلمانية ·     قراءة في حركة العلمنة في العالم الإسلامي   الباب الثالث: رؤية مغايرة للعلمانية والديمقراطية ·     حينما تتحول العلمانية إلى نمط استبدادي ·     اللائكية الفرنسية: مشكلة أم حل؟ ·     من الديمقراطية الجوهرية إلى الديمقراطية الاجرائية ملخص انجليزي للكتاب     يشير الباحث رفيق عبد السلام إلى أن أصل الكتاب هو أطروحة دكتوراه قدمها في الجامعة البريطانية تحت عنوان »الإسلام والعلمانية والحداثة » سنة 2003، وقد رأى من المناسب إعادة صياغة بعض مباحثه بما يستجيب لحاجة القارئ العربي بدل الاعتماد على الترجمة وما يصاحبها عادة من ضعف البيان ومجافاة الأسلوب العربي المبين. ويذكر الكاتب أن هذا العمل ليس مجرد بحث أكاديمي بارد أو منعزل عن الشأن العام، « وإنما هو في بعد من أبعاده الأساسية محاولة لتلمس مسالك الإجابة عن مجمل القضايا الكبرى التي تؤرق مصير العالم من حولنا، وتمس أوضاع مجتمعاتنا في الصميم ». ويختم الباحث رفيق عبد السلام مؤلفه الجديد بالقول « وحسبنا  أن يكون في كتابنا هذا ما يقدح زناد الفكر و يبعث على إعمال النظر الاجتهادي الحي في مشكلات الإسلام والعلمانية والديمقراطية، لأن حاجتنا اليوم إلى إعمال الاجتهاد المتبصر في قضايا العصر ومشكلاته الراهنة لا تقل أهمية عن حاجتنا إلى إعمال الاجتهاد في قضايا الدين، خاصة وأن الكثير من المقولات الرائجة في « سوق » المثقفين العرب من قبيل العالمية، والكونية، والانفتاح، والحداثة، إن هي إلا غطاء للكسل الذهني والجمود المعرفي وتنكب عن طريق التفكير الجاد ». ويشير الكاتب إلى أن هذا المؤلف الجديد هو جزء أول في مشروع طموح يريد استكماله بجزء ثان  هو بصدد تأليفه حول قضية الحداثة والخطاب الحداثي.   لمن يرغب في الكتاب يمكن الحصول عليه سواء عبر موقع الدار العربية للعلوم:ناشرون: http://www.asp.com/  أو عبر مكتبة نيل وفرات:  http://www.neelwafurat.com/

 

السينمائي التونسي نوري بوزيد يحصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر لسنة 2007
 
تونس – سفيان الشّورابي كرّمت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، مؤخرا، المبدع السينمائي التونسي نوري بوزيد بتقليده لجائزة ابن رشد للفكر الحر لعام 2007. ونظمت المؤسسة بالمناسبة احتفالا ضخما بمدينة برلين الألمانية، بحضور شخصيات عربية وألمانية ولفيف من صانعي الأفلام ومن الأكاديميين والصحفيين. وكان من بينهم الأستاذة هيلانا رانج وكبلة رئيس الهيئة المديرة لمؤسسة الشرق الألمانية ورئيسة جمعية الشرق الأوسط، والأستاذ جوتفريد كونفر ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إضافة لشخصيات مرموقة أخرى. وحصل نوري بوزيد على جائزته لمساهمته المتميزة بأعماله السينمائية في التوعية وإرهاف الحساسية ضد الظلم وإغناء الفكر النقدي في المجتمعات العربية. حيث تميزت أفلامه بنقد في مضمونها للأنظمة الأبوية وللسجن السياسي وللحروب غير العادلة ولتشغيل الأطفال. وقال المخرج و المنتج الألماني فريدير شلايش، في كلمته الافتتاحية، أن « بوزيد لم يكل أبدا ولم يسقط في إغراء تصور الشرق على أنه العالم الجميل الغريب exotique ». وأضاف أيضا « قبل عشرين سنة بالضبط سؤل نوري بوزيد لماذا ينتج الأفلام؟ فأجاب: إن السينما تسمح لي بوضع مرآة أمام أعين المجتمع ببطء و حتى يتعرف على وجهه الحقيقي. وفي التعرف على صورتنا الحقيقية نعترف بهزائمنا ». في حين قال صاحب الجائزة نوري بوزيد عن تجربته « كنت ممن عاشوا شبابهم في هزيمة حزيران/يونيو 1967 بألم لا مثيل له، قهر كاد يرمي بي في فراغ بلا قرار. إذا أفقنا أيتاما خائبين مخدوعين (…) انتحاريين قبل الأوان، فاقدين كل ارتباط أسين ». وتابع بأنه مرّ في غمرة تمرد المراهقة، بتجربة عميقة علمته ما لا يمكن أن يتعلمه دونها؛ أكثر من 5 سنوات سجنا من أجل حرية الفكر. تعلم أثنائها الكلام بحرية. تعلم تدنيس المقدسات بكل أنواعها. و »بسرعة مذهلة ». وتحدث كذلك على الصعوبات التي واجهها في مواجهة العقليات المتحجرة في بلده، والعراقيل التي اعترضته عند تصويره لأشرطة سينمائية تحكي عملية اغتصاب الأطفال، والعلاقة بين المرأة والرجل، والدين، والدعارة، والالتزام السياسي، وانتشار التطرف إلى غير ذلك من التابوهات التي تحظر بؤر الانغلاق داخل المجتمع التطرق إليها، تحت مطيات تتجلى في مقولات شعبية مثل « استر ما ستر الله »، و »إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا »، و »تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ». وقال بأن أفلامه نعتت بسينما العراء والتعرية. وبأنه كان مبتهجا لسببيْن: الأول هو أن في ذلك محاربة للرقابة في حضارة عرفت ألف ليلة وليلة. والسبب الثاني أنه فهم من التعرية تعرية الواقع، تعرية المجتمع، تعرية المخفي والمسكوت عنه، تعرية الجسد الذي ما هو إلا تجسيد لتعرية المجتمع. لأن الجسد في أفلامه وسيناريوهاته مركب حامل كل الآلام والجروح والتناقضات والخصال بأنواعها أيضا. وختم كلمته بالقول بأنه « علينا أن نخلق حياء جديدا يؤسس لعلاقات جديدة بين الرجل والمرأة منذ الطفولة، ويعطي للجميع حقهم في الإحساس، والمهمشين منهم بخاصة، حتى لا يصبح كل المجتمع مهمشا. وهذا يتطلب حرية تعبير كاملة وشاملة بلا حدود… وكان النوري بوزيد كتب سيناريوهات أشرطة تونسية عديدة نذكر منها: « ليلة السنوات العشر » (إخراج إبراهيم باباي-1989)، و »حلفاوين » (إخراج فريد بوغدير-1989) و »صمت القصور » (إخراج مفيدة التلاتلي-1992) و »عودة الرعش » (إخراج المختار العجيمي-1999) الخ. أما بالنسبة للأفلام التي قام بإخراجها هي كثيرة من بينها « ريح السد » (1986) و »صفائح ذهب » (1989) و »بنت فامياليا » (1996) و »عرائس الطين » (2001) و »آخر فيلم » (2006). تجدر الإشارة إلى أن المخرج نوري بوزيد تحصل على جائزة هذه العام، أمام منافسة 32 مترشحا. وتألفت لجنة التحكيم من ماجدة واصف، مديرة قسم السينما بمعهد العالم العربي بباريس، والناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة، وسمير فريد مستشار مكتبة الإسكندرية للسينما، والباحث والناقد التونسي خميس الخياطي، والصحافي الفلسطيني بشار ابراهيم. (المصدر:« آفـاق » (إخباري – واشنطن) بتاريخ  5 ديسمبر 2007) رابط: http://www.aafaq.org/munwat.aspx?id_mun=46?9  

 

 

الغاز والمهاجرون وصفقات السلاح على جدول جولة أوروبية للقذافي

 
تونس – رشيد خشانة       تتبوأ صفقات السلاح والغاز وتطويق ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين الصدارة في جولة أوروبية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تشمل البرتغال واسبانيا وفرنسا وإيطاليا، هي الأولى منذ رفع العقوبات الدولية عن ليبيا في العام 2003. وتبدأ الجولة بزيارة للبرتغال حيث تُعقد القمة الأفريقية – الأوروبية في ظل الرئاسة البرتغالية للاتحاد الأوروبي، ويتوجه القذافي إلى إسبانيا في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، ثم يزور فرنسا تلبية لدعوة من رئيسها نيكولا ساركوزي، ويُنهي الجولة بزيارة لروما. وكان ساركوزي اتصل هاتفياً بالقذافي في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لدعوته إلى زيارة فرنسا في الشهر الجاري فرحب الثاني بالدعوة.   ويُرجح أن يجري القذافي محادثات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في البرتغال على هامش القمة، إلا أن الأكيد أنه سيجتمع في مدريد إلى الملك خوان كارلوس ورئيس وزرائه خوسي لوي ثاباتيرو، طبقاً لما أوردت صحيفة «آي بي ثي» الإسبانية. كذلك سيجتمع مع ساركوزي ورئيس حكومته فرنسوا فييون ومع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي صديقه منذ نحو عشرين سنة. ولم يزر القذافي هذه البلدان في المرحلة «الثورية» من مساره إذ كانت اسبانيا البلد الغربي الوحيد الذي زاره في 19 كانون الأول (ديسمبر) 1984 للاجتماع إلى رئيس الوزراء الإشتراكي آنذاك فيليبي غونزالس في بالما دي مايوركا، إلا أن الزيارة كانت خاطفة. ثم التقى خلفه خوسي ماريا اثنار في طرابلس في أيلول (سبتمبر) العام 2003، وكان أول رئيس حكومة غربي زار ليبيا بعد رفع العقوبات عنها، ما أعطى دفعة قوية لحصة الشركات الإسبانية من عقود التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا.   وسيُشكل ملف التعاون بين ليبيا والاتحاد الأوروبي القاسم المشترك لمحطات الزيارة الأربع، في ضوء الاتفاق الذي وقعت عليه مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فريرو فالدنر ووزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم في أعقاب إطلاق الممرضات البلغاريات اللائي كن سجينات في ليبيا في تموز (يوليو) الماضي. ويحتل تطويق الهجرة غير الشرعية (التي ينطلق قسم منها من السواحل الليبية) موقعاً أساسياً في هذا الملف، خصوصاً بعدما تعهد الأوروبيون تركيز نظام لمراقبة الحدود البحرية والبرية الليبية على نفقة الاتحاد في إطار التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية.   لكن مراقبين توقعوا أن تستأثر قضايا المنطقة المتوسطية بالحصة الرئيسية من محادثات القذافي مع الزعماء الأوروبيين الذين سيلتقيهم، وفي مقدمها الإرهاب والتعاون العلمي والتقني بين ليبيا وأوروبا، وخاصة في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، إضافة الى رغبة ليبيا بتجديد ترسانتها من الأسلحة بعد رفع الحظر عنها. والأرجح أن يتبوأ هذا الموضوع الصدارة في محادثات القذافي مع الإسبان الذين ليست لديهم ملفات هجرة أو إرهاب يبحثون فيها مع ليبيا.   بالمقابل سيسعى الزعيم الليبي إلى تذليل الصعوبات أمام صفقات أسلحة مع مدريد ما زالت مُعطلة منذ العام الماضي بسبب المعارضة الأميركية لإبرامها، وفي مقدمها صفقة بقيمة 24 مليون يورو لشراء مروحيات من طراز «شينوك»، وأخرى بقيمة 48 مليون يورو كانت توصلت لها الحكومة الليبية مع مجموعة «إندرا» الإسبانية لتحديث وسائل المراقبة في المطارات المدنية الليبية. وعلى رغم تأكيد مصادر أوروبية أن التحفظات الأميركية رُفعت منذ سُحب اسم ليبيا من لائحة البلدان الداعمة للإرهاب، فإن إتمام الصفقتين يحتاج إلى بحث تفصيلي بين خبراء عسكريين من الجانبين الإسباني والليبي.   ومع فرنسا يُرجح أيضا أن يطغى موضوع صفقة أسلحة ضخمة وتسليم ليبيا مفاعلاً نووياً على سواهما من المواضيع. وكان وزيرا الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والليبي عبدالرحمن شلقم وقعا مذكرة تفاهم ترمي لإنشاء مفاعل لتوفير ماء الشرب بتحلية مياه البحر على هامش زيارة ساركوزي لليبيا في الخامس والعشرين من تموز الماضي. وكشف أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان أن مهندسين فرنسيين أعدوا دراسة أولية لتحديد جدوى العملية. كذلك أعلن ساركوزي أن فرنسا ستقوم بأبحاث مع الليبيين لمعرفة ما إذا كانت هناك ثروات من المواد الأولية وخاصة اليورانيوم في جنوب غرب ليبيا قرب النيجر، وهي إحدى الجهات الرئيسية المُزودة لفرنسا بتلك المادة. وتحتاج مجموعة «أريفا» النووية الفرنسية لليورانيوم. وقدر ساركوزي المخزون الليبي الحالي من اليورانيوم بـ 1600 طن وهو يعود إلى السنوات التي كانت ليبيا تتابع خلالها تنفيذ برنامجها النووي العسكري.   لكن الأهم من ذلك بالنسبة للجانبين هو الإطمئنان على السير المرضي للصفقة العسكرية الضخمة التي توصل ساركوزي لاتفاق في شأنها مع القذافي خلال زيارته لطرابلس، والرامية لشراء طائرات عسكرية ومدنية وخافرات سواحل وأجهزة رادار. وشملت الصفقة تحديث 30 طائرة حربية من طراز ميراج أف1 كانت اشترتها ليبيا من فرنسا قبل فرض حظر على تصدير الأسلحة إليها. وتُراوح قيمة الصفقة التي تتولى متابعتها كل من «أستراك» و «داسو للطيران»، بين 10 و20 مليون يورو لكل طائرة بحسب مستوى التجديد الذي سيطلبه الجانب الليبي. ورجحت مصادر فرنسية أن يبحث ساركوزي مع القذافي في مشروع الإتحاد المتوسطي الذي أطلقه أخيرا من طنجة في المغرب ودعوته لقمة متوسطية في مرسيليا في حزيران (يونيو) المقبل.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)  

« عقدة التاريخ » تسمم العلاقات الجزائرية – الفرنسية والمغربية – الإسبانية
 
تونس – رشيد خشانة   رغم جلاء الإستعمار عن القارة الإفريقية لا زال الإرث التاريخي يشكل عُقدة العلاقات الجزائرية – الفرنسية والمغربية – الإسبانية، كما أنه لا زال يمثل العقبة الرئيسية أمام إقامة علاقات عادية بين الجزائر وفرنسا وبوجه تطبيع العلاقات المغربية – الإسبانية. وفي زيارة الدولة التي اختتمها يوم 5 ديسمبر إلى الجزائر، رفض الرئيس ساركوزي الاعتذار عن فترة الحكم الاستعماري الفرنسي للجزائر، وقال إن الوقت قد حان لتنحية خلافات الماضي جانبا والنظر إلى المستقبل، لكنه قال في كلمة يوم الاثنين 3 ديسمبر، إن النظام الاستعماري كان « ظالما بشدة » وأن « جرائم مروّعة » ارتكبت أثناء حرب الاستقلال الجزائرية.  رغم جلاء الإستعمار من القارة الإفريقية لا زال الإرث الإستعماري يشكل عُقدة العلاقات الجزائرية – الفرنسية والمغربية – الإسبانية. إذ لا زالت عقدة التاريخ (رغم التصريحات الجديدة التي أدلى بها الرئيس ساركوزي خلال زيارته الرسمية من 3 إلى 5 ديسمبر 2007) العقبة الرئيسية أمام إعطاء دفعة نوعية للعلاقات بين الجزائر وفرنسا، فيما يظل ملف سبتة ومليلية الحاجز الذي يُـعوّق تطبيع العلاقات المغربية – الإسبانية.  ففي الوقت الذي اعترفت فيه إيطاليا بماضيها الإستعماري ووعدت بإعطاء تعويضات لليبيين الذين احتلّـت بلدهم طيلة ثلاثة وثلاثين عاما، لا زال ذلك الإرث يشكِّـل عُقدة العلاقات الجزائرية – الفرنسية، ولا زالت قضية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، تُسمم العلاقات بين الجارتين الرباط ومدريد.    هذه التجاذبات تُحيل على الحقبة التي عاش فيها المغرب العربي في ظل الإحتلال العسكري الأوروبي خلال القرنين الماضيين. ففرنسا استعمرت الجزائر من 1830 إلى 1962، أما مدينة سبتة في شمال المغرب فتخضع لسيطرة إسبانيا منذ عام 1580، فيما تخضع مليلية المجاورة لها للإحتلال الإسباني منذ عام 1496. أما ليبيا، ففُرض عليها الإحتلال الإيطالي من 1911 إلى انهيار نظام الدكتاتور بنيتو موسوليني في أواخر الحرب العالمية الثانية.    ويمكن القول إن الزيارة التي أدّاها ملك إسبانيا خوان كارلوس مؤخرا إلى المدينتين المحتلتين في شمال المغرب، صبّـت الزيت على المشاعر المُـلتهبة لدى المغاربة، الذين لم يفهموا كيف جلا المُستعمر الأوروبي عن جميع المناطق في القارة الإفريقية، عدا مدينتيهم السليبتين والجزر التابعة لهما.    وكان الملك ألفونسو، جد خوان كارلوس، آخر عاهل إسباني زار سبتة ومليلية عام 1927. وفي يناير 2006، زارهما رئيس الوزراء الإسباني الحالي خوسيه لويس ثاباتيرو، في أول زيارة على هذا المستوى منذ عام 1980.    إلا أن خوان كارلوس كان يُنظر إليه في الرباط على أنه فوق تلك الصِّـراعات وأنه كان يميل دائماً إلى ترجيح كفّـة الصداقة التقليدية مع الجار المغربي، خصوصا أنه دفع في اتِّـجاه التسوية السلمية مع المغرب لدى تولِّـيه مقاليد الحكم في بلاده بعد رحيل الجنرال فرانكو في السبعينات، وأبرمت بلاده في الأسابيع الأولى لاعتلائه العرش «اتفاق مدريد»، الذي سُجّـل وثيقة رسمية في الأمم المتحدة لإنهاء نزاع الصحراء، الذي كان قائماً وقتذاك بين المغرب وإسبانيا. غير أن اختيار موعد الزيارة ليتزامن مع ذكرى الجلاء الإسباني عن المحافظات الصحراوية في 1974، طرح أسئلة عديدة عن حقيقة موقفه من النزاع مع المغرب.  صحيح أن بعض المحللين اعتبروا الزيارة المفاجئة للملك وقرينته ردّا على الفرقعة الإعلامية التي أحدثها ساركوزي بزيارته « التاريخية » لطنجة، التي تقع في قلب المنطقة الخاضعة سابقا للإحتلال الإسباني. ولعل ما زاد من حنق الإسبان، إعلان الرئيس الفرنسي عن مراحل مشروع « الإتحاد المتوسطي » من طنجة نفسها، وكأنه جاء ليكرِّس سبقا فرنسيا على جارتيه المتوسطيتين، إسبانيا وإيطاليا.    وصحيح أيضا أن بعض الأحزاب الإسبانية تستخدم التشدّد في ملف سبتة ومليلية ورقة في السباق الانتخابي، خاصة أن زيارة العاهل الإسباني أتت قبل بضعة أشهر من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية.    وثمة من ربطها بتداعِـيات إبرام المزيد من اتفاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب وفرنسا، كون مدريد كانت تضع العين على صفقة قطار السكة الحديدية بين طنجة ومراكش.   سكين في الجرح    لكن بعيدا عن تلك الإعتبارات الظرفية، حرّكت الزيارة الملكية لسبتة ومليلية السكِّـين في جروح المغاربة، فاستدعوا سفيرهم من مدريد وهبّـت جموعهم تتظاهر ضد الزيارة، التي أدانها الملك محمد السادس نفسه.  وعبر مجلس الوزراء في بيان صدر عقِـب اجتماع طارئ عقده للغرض عن إدانته القوية واستنكاره الشديد للزيارة «غير المسبوقة»، معتبراً إياها «خطوة غير مُـجدية تُـسيء إلى المشاعر الوطنية» للمغاربة.  وينطلق المغاربة في تعاطيهم مع هذا الملف من الحقائق التاريخية وبديهيات الامتداد الجغرافي، مُعتبرين أن الحكومة الإسبانية أخلت « بمنطوق وروح معاهدة الصداقة وحسن الجوار» المبرمة بين البلدين في مطلع تسعينات القرن الماضي، غير أن الواضح أن الحكومة المغربية لا تستطيع ولا ترغب باستخدام القوة لاستعادة المدينتين والجُـزر التابعة لهما، وتُشدّد على أن « أفضل أسلوب لتسوية هذا النزاع الترابي، هو التزام فضائل حوار نزيه وصريح ومنفتح على المستقبل »، مثلما قال بيان العاهل المغربي. ومن هذه الزاوية، ينبغي فهم تصريحات رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي، التي أدلى بها مؤخرا إلى صحيفة «أوجوردوي لو ماروك»، وأكد فيها أن «المخرج الوحيد للحفاظ على الصداقة بين المغرب وإسبانيا وصون السلام في حوض المتوسط، يتمثل بأن يقوم الجار الإسباني بجُـهد أخير من أجل فتح مفاوضات مع المغرب»، وهذه المفاوضات ينبغي أن تؤدّي إلى «تحديد إجراءات عودة سبتة ومليلية الى الوطن الأم».  وكانت الرباط طرحت قبل سنوات اقتراحاً بتشكيل فريق عمل مغربي – إسباني «يبحث في مستقبل المدينتين المحتلتين، من منطلق معاودة السيادة المغربية عليهما مع الحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية لإسبانيا»، غير أن الاقتراح لم يلق سبيلا إلى ترجمته في الواقع، كما أن الرباط كانت احتجّـت رسمياً على إدراج المدينتين في فضاء «شنغن» الأوروبي، وأكّـدت لإسبانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي أن المدينتين واقعتان في شمال القارة الإفريقية ويفصلهما البحر المتوسط عن أوروبا، فضلاً عن وثائق ووقائع تاريخية تؤكّـد مغربيتهما.  إلا أن أبرز مواجهة بين البلدين، كادت تتطوّر إلى تصعيد عسكري، حدثت عام 2003 بسبب الخلافات بين الرباط ومدريد على جزيرة «ليلى» غير المأهولة.  فحين نشر المغرب قوات أمنية عزاها إلى «الحرب على الهجرة غير الشرعية»، ردّت إسبانيا خلال عهد الحزب الشعبي بزعامة رئيس الوزراء السابق خوسي ماريا اثنار، باكتساح الجزيرة عسكرياً، ما حدا بالإدارة الأمريكية الى التوسط لإعادة الأمور إلى وضعها السابق.  غير أن الأزمة بين البلدين الجارين استمرت في التفاعل الذي كان بلغ ذِورته لدى سحب الرباط سفيرها من مدريد، واستمر ذلك إلى حين فوز الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء الحالي ثاباتيرو في انتخابات ربيع 2004، وعرفت علاقات البلدين في عهده تطوراً سياسياً وانفتاحاً مُـتزايداً تُـوّج بمعاودة إبرام اتفاق الصيد الساحلي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، عِـلما أن أسطول الصيد الإسباني هو المستفيد الأول منه، نظرا إلى العدد الكبير للبواخر الإسبانية التي تصيد في السواحل المغربية.   تبرير الأبناء لأخطاء الآباء  وتواجه فرنسا العُـقدة نفسها مع الجزائر. فالجزائريون لم ينسوا المليون ونصف المليون من الشهداء، الذين سقطوا برصاص فرنسي خلال حرب التحرير الدامية (حسب التقديرات الجزائرية)، وإن لم تبق اليوم أراض جزائرية محتلة، وهم ينتظرون من الدولة المُستعمرة السابقة اعتذارا يكون خطوة رمزية نحو طَـي صفحة الماضي.  لكن فرنسا أبدت تشدّدا في هذه المسألة ولم تُبرهن على أي مُـرونة تدُل على استعدادها للتطلّـع إلى مرآة التاريخ، وقال ساركوزي في خِـطاب ألقاه في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي، خلال زيارته الأخيرة للمغرب، « لن نستطيع بناء الإتحاد المتوسطي باستخدام الأبناء لأخطاء آبائهم أو عن طريق الندامة ».  وحاول التدليل على وجهة نظره بالإستناد على تجربة البناء الأوروبي، التي قامت على أكتاف الرواد الألمان والفرنسيين، فقال « لم يقل جون موني وروبير شومان للألمان « كفّـروا عن ذنوبكم أولا، ولِـنر بعد ذلك »، ولكنهما قالا لهم « فلنبْـنِ معاً مستقبلنا المشترك »، وأضاف « لم يقل الجنرال ديغول للمستشار أيزنهاور « كفِّـروا عن ذنوبكم بداية، ولنتصافح فيما بعد »، وإنما خاطبه قائلا « لنصبح منذ الآن أصدقاء إلى الأبد ».  وأكّـد ساركوزي في ردّ غير مباشر على الجزائريين « سنبني الإتحاد المتوسطي أسوة بحال الإتحاد الأوروبي، على إرادة سياسية أقوى من ذكريات الآلام واقتناع بالإعتداد بالمستقبل أكثر من الماضي، فلنقم بما قام به الآباء المؤسسون لأوروبا، الذين استطاعوا الجمع بين أشخاص لا يجمع بينهم وِد، ليتعوّدوا على نبذ العودة إلى الكراهية ».  وبعبارات أخرى، فإن ساركوزي يُُركِّـز على « بناء المصالح الحيوية لشعوب المنطقة »، مُتجاهلا جراح التاريخ الغائرة في نفوس المغاربيين جميعا، وليس الجزائريين وحدهم. ولعل من الوقائع الحُبلى بالدلالات في هذا المجال، حادثة سُجلت خلال الدورة الأخيرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، إذ أعلن الرئيس بوتفليقة عن إحالة مؤلفي كتاب مَـدرسي إلى القضاء، لأنهم بتروا بيتا من قصيدة الشاعر مفدي زكريا الشهيرة « قَـسَـما بالساحقات الماحقات »، التي اعتُمدت نشيدا وطنيا للجزائر المستقلة، وفي القصيد، إدانة لفرنسا بالإسم، بوصفها عدوة الجزائر.  وعندما ساءل أبوبكر بن بوزيد، وزير التربية، النواب في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عن الإجراءات التي اتّـخذها في الموضوع، أوضح أنه أمر بسحب 450 ألف نسخة من الكتاب، بعدما وُزِّعت في الأسواق. أكثر من ذلك، أعلن الوزير أن الإدارة سلّـطت عقابا على المتفقدين (المُفتشين) المُكلّـفين بمراجعة الكتاب المسحوب من التداول.   خرائط ألغام  ماذا فعلت باريس لطمأنة هذه الجزائر، التي تُؤرقها تداعيات الحرب التحريرية المريرة، رغم مرور 45 سنة على نهايتها؟  بادر الفرنسيون أخيرا بعمل رمزي، تمثل في تسليم الجزائريين خرائط الألغام التي زرعوها أثناء الحرب للإيقاع بمقاتلي « جيش التحرير الوطني » على الحدود المشتركة مع تونس والمغرب، وسلم رئيس الأركان الفرنسي الجنرال جون لوي جورجلان أخيرا، الخرائط لنظيره الجزائري العميد صالح قايد أحمد.  ولئن رأى بعض الجزائريين في تلك المبادرة خُـطوة نحو الإقرار بمآسي الإضطهاد الإستعماري، اعتبرها كثيرون عملا منقوصا، لأنه لم يرافقه تسليم الوثائق الجزائرية المُحتجزة في فرنسا. ومن هؤلاء، عبد المجيد شيحي، مدير عام الوثائق الجزائرية، الذي ذكر في تصريحات أدلى بها لسويس أنفو، أن « المعاهدات الدولية تنُـص على أن الوثائق تبقى مِـلكا للبلد الذي تمّ تصورها وصُنعها فيه »، وأشار إلى أن « امتناع باريس، يستند على مرسوم سنّـته الإدارة الإستعمارية في سنة 1834 وأصبح لاغيا بنيل البلد استقلاله ».     فاتورة مُستحقة  على خلاف الفرنسيين والإسبان، أبدى الإيطاليون مُـرونة كبيرة إزاء التعاطي مع ماضيهم الإستعماري في المغرب العربي، ربما لأن تلك الصفحة ارتبطت بنظام موسوليني والحِـقبة الفاشية، التي سعى الإيطاليون لمحوها من تاريخهم المعاصر، وأعلن ماسيمو داليما، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، مؤخرا أن روما مستعدة لدفع تعويضات لليبيا على تهجير قِـسم من سكانها إلى الأراضي الإيطالية إبّـان الحملة العسكرية لإحتلالها في النصف الأول من القرن الماضي.  وقال جوليانو أماتو، وزير الداخلية في يوليو 2006 « علينا أن نتقبل حقيقة أننا كُـنا البلد الإستعماري الذي غزا ليبيا في بداية القرن العشرين »، وأضاف « يتعين علينا أن نُـدرك أن هناك مطلبا مشروعا بالتعويض من جانب بلد احتلّـه بلد آخر، لا لشيء سوى طموحاته الإستعمارية، وهو أمر لا معنى له على الإطلاق »، مُستخلصا أن « هناك فاتورة يتعيّـن دفعها، فالحقوق لا تسقط في سلّـة التاريخ بالتقادم ».  قبل ذلك بسنتين، أعلن العقيد معمر القذافي بمناسبة تدشين خط أنابيب لنقل الغاز عبر المتوسط إلى إيطاليا، أن روما وافقت على دفع تعويضات، غير أنه لم يذكر حجمها ولا أي تفاصيل أخرى عنها. ويُرجِّـح محللون أن يقدّم الإيطاليون التعويضات في شكل دعم للمشاريع الكبرى التي برمجتها ليبيا، مثل الطرق السريعة.  وأيا كانت الصيغة، فالمسألة رمزية بالدرجة الأولى، خاصة أن البلدان الغنية بالثروات الطبيعية، مثل ليبيا والجزائر، لا تحتاج أصلا لمساعدات مالية بعنوان تعويض عن آلام الماضي، لكن اللافت هو ذلك الفرق في التعاطي مع هذا الملف بين من لا يتهيب من النظر إلى وجهه في مرآة التاريخ ومن يحاول التهرب منها، مُتحاشيا إلقاء نظرة عليها.  وما لم يقطع الأوروبيون تلك الخطوة الرمزية، سيظل هناك متظاهرون مغاربة يُحطِّـمون بوابات الحدود عند معابر مدينة مليلية المحتلة بمناسبة زيارة مُقبلة لمسؤول إسباني، وسيظل هناك جزائريون يلعنون حِـقبة الوجود الفرنسي في بلادهم ويعتبرونها أحلك فترة في تاريخهم، وبهذا المعنى، سيبقى التاريخ حقل ألغام يُنذر بتفجير مشاريع التعاون المستقبلي بين الدول المُستعمرة و… مستعمراتها السابقة.   (المصدر: موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 5 ديسمبر 2007)  


 

وزير اسرائيلي يُلغي زيارة لبريطانيا خوفا من الاعتقال

 

 
القدس (رويترز) – قال مكتب وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افي ديختر يوم الخميس ان الوزير الغى زيارة لبريطانيا بسبب القلق من احتمال اعتقاله بناء على طلب منظمات مؤيدة للفلسطينيين تسعى الى توجيه الاتهام اليه بارتكاب جرائم حرب. وكان من المقرر ان يشارك افي ديختر وهو رئيس سابق لجهاز الامن الداخلي شين بيت في مؤتمر بريطاني بشأن صنع السلام في الشرق الاوسط لكنه تراجع بناء على نصيحة وزارتي الخارجية والعدل الاسرائيليتين.  وقال ماتي جيل مدير مكتب ديختر لرويترز « تم ابلاغ الوزير بأن هناك فرصة كبيرة لان يكون عرضة للاعتقال. »  وكان ديختر بين المخططين لاغتيال صلاح شحادة القائد بحماس في عام 2002 في غارة جوية اسرائيلية على قطاع غزة. وقتل في هذه العملية 14 مدنيا فلسطينيا.  وتجنب دورون الموج وهو جنرال اسرائيلي سابق شارك في اغتيال شحادة الاعتقال في لندن بصعوبة في عام 2005 . وعاد الى اسرائيل بعد تحذيره من ان قاضي تحقيق بريطانيا أمر باعتقاله للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب.   وقال جيل ان ديختر كان يخطط للتشاور مع مسؤولين بريطانيين في لندن بشأن قضايا الارهاب. وقال جيل « هذا الحادث لم يشوه علاقاتنا الثنائية لكن من المؤسف اهدار فرصة امام ديختر لتبادل (المعلومات) من خلال خبرته. » ورفض قاض اتحادي قضية جرائم حرب اقيمت ضد ديختر في الولايات المتحدة عام 2005 قائلا انه لا يمكن محاكمة المتهم في قضية اغتيال شحادة لانه كان مسؤولا حكوميا في ذلك الوقت.  وتعرضت اسرائيل لضغوط دولية بسبب معالجتها للانتفاضة الفلسطينية عام 2000 . وتقول اسرائيل ان الوسائل التي تستخدمها رد مناسب على الناشطين الذين يعملون في مناطق فلسطينية مزدحمة ويلجأون الى تكتيكات مثل التفجيرات الانتحارية.  وبعد ان كاد الموج يتعرض للاعتقال طلبت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني من السلطات القضائية البريطانية مراجعة القوانين التي تسمح لقضاة تحقيق اصدار مثل اوامر الاعتقال هذه.  وقالت صحيفة هاارتس الاسرائيلية ان ليفني كررت الطلب اثناء زيارة قام بها نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند في الشهر الماضي.  من دان وليامز   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 ديسمبر 2007)    

مراجعات الجهاد: هل تُضعف القاعدة؟
 
محمد أبو رمان (*)   تمثل وثيقة « ترشيد الجهاد في مصر والعالم » لزعيم تنظيم الجهاد سابقا، سيد إمام شريف، خطوة أخرى من خطوات التراجع عن « العمل المسلح » الذي تقوم به الجماعات الإسلامية المصرية التي انتهجت هذه الطريق سابقًا.وتعكس هذه الوثيقة، من ناحية أخرى، طبيعة الفجوة التي تتجذر مع مرور الوقت بين هذه الجماعات التي بدأت مسيرة « العنف » في العمل الإسلامي المعاصر، كالجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد(ردا على عنف السلطات) وبين الصورة الجديدة لـ »العمل الإسلامي المسلّح » التي تظهر حاليا من خلال شبكة القاعدة والجماعات المسلحة والمنابر الإعلامية المرتبطة بها وبخطابها.   يمكن ملاحظة الصراع الشديد في صفوف « الجهاديين » من خلال المنابر الإعلامية على شبكة الانترنت؛ فمحمد خليل الحكايمة، أحد قادة الجماعة الإسلامية المصرية، الذي أعلن الظواهري انضمامه إلى القاعدة، أسس موقعا على شبكة الانترنت باسم « قاعدة الجهاد في أرض الكنانة » وأطلق عليه « الثابتون على العهد »، وبدأ ببث الدعاية والأخبار المضادة لمراجعات شريف قبل أن تظهر بصورة رسمية، واتهم شريف وقادة الجهاد معه في السجون بالتواطؤ مع السلطات المصرية. في المقابل نشط موقع الجماعة الإسلامية المصرية على الانترنت في نقد وتضليل الأعمال التي تقوم بها القاعدة في مختلف أنحاء العالم.   وفي سياق تحليل المراجعات وأبعادها السياسية، هنالك اختلاف وتباين واضح في زوايا الرؤية بين الباحثين والمراقبين للجماعات الإسلامية حول حدود نفوذها ودورها في التأثير على أنصار القاعدة، وفي كسر شوكتها خلال المرحلة القريبة القادمة، بين فرضية تعظّم هذه الآثار وتمنحها مجالا استراتيجيا كبيرا وفرضية أخرى تقلل من شأنها ومن تداعياتها. فقد نشرت مجلة « المصريون الالكترونية » آراء عدد من المتخصصين، مثل الدكتور ضياء رشوان وكمال حبيب ومنتصر الزيات، وقد سبق أن نشر رشوان مقالاً في الاتجاه نفسه، يذهبون جميعا إلى أنّ هذه الوثيقة تمثل ضربة شديدة القسوة لتنظيم القاعدة وأنّها كفيلة بإيجاد هزة عنيفة في « أيديولوجيا الجهاديين »، وخاصة أنّها تنطلق من الأرضية المعرفية والفكرية ذاتها التي يتأسس عليها الفكر الجهادي.   وتستند هذه الفرضية أيضا إلى أنّ إمام شريف نفسه، المعروف بعبد القادر بن عبدالعزيز، هو أحد الذين ساهموا بصورة مباشرة في بناء « الخطاب الجهادي » خلال المراحل السابقة، وتعتبر كتبه من أبرز الأدبيات التي تدرس في محاضن الجماعات الجهادية، ككتاب « العمدة في إعداد العدة » و »الجامع في طلب العلم ».وعلى هذا لن تمر مراجعات إمام شريف بسهولة دون أن تحدث جدالاً وقلقًا وارتباكًا وتفتح ثغرة واضحة في البناء الفكري والنفسي لأبناء القاعدة.   على الطرف المقابل؛ يذهب الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، خليل العناني إلى التقليل من تأثير هذه المراجعات على أنصار وأبناء القاعدة؛ وذلك لاعتبارات رئيسة، أولها: أنّ المشكلة ليست ذات طابع فكري بقدر ما هي نتاج عوامل موضوعية اجتماعية وسياسية وأزمة(بنيوية) خلقت الظروف المناسبة لنمو وصعود هذا التيار. فالأفكار ليست هي العقدة الحقيقية التي ترتبط بوجود حالة من الفراغ الاستراتيجي الناجم عن عجز عام في الوضع الحالي عن مواجهة التحديات.   كما أنّ كتب إمام شريف، وعلى الرغم من أنّها لا تزال تدرّس في شبكة القاعدة، إلاّ أنّ هنالك تنظيرا جديدا قد تجاوزها، وبرزت أسماء جديدة أخرى، تتوازى أفكارها مع حالة التطور الحركي التي وصلت إليها القاعدة، و »تراجُع شريف » لا يمثل إلاّ نسبة ضئيلة ومحدودة من التأثير في هذا المجال.   في مناقشة الفرضيتين السابقتين؛ فإنّ المقولات الرئيسة فيهما متكاملة غير متضاربة؛ فهنالك عوامل موضوعية تساهم في نمو وصعود « الإسلام المسلّح »، وهنالك أيضا عوامل فكرية وأيديولوجية، وإذا حدث اختلال في جانب فإنّه سيؤثر على المسار، إن لم يساهم في تراجع الخط التصاعدي لهذه الجماعات، فربما يؤثر على وحدتها وتماسكها، لكن « العامل الفكري » في المقابل لا ينهض وحده لتفسير الظاهرة أو بناء المقاربة الكفيلة بمواجهتها.   وعلى هذا الأساس فإنّ تراجع الجماعة الإسلامية في مصر سابقًا عن منهج « العمل المسلّح » بعد حادثة الأقصر عام 1997(قبل إصدار المراجعات رسمياً فيما بعد) ساهم – بلا شك- في نزع المشروعية الفكرية والسياسية عن هذه الأعمال، لكنه لا يفسر تراجع هذه العمليات وحده، فقد كان هنالك شروط سياسية أخرى تفسر ذلك، مرتبطة بموقف المزاج العام المصري من ناحية، والتحول حتى في استراتيجية القاعدة من استهداف النظم(ما يطلق عليه في أدبياتها العدو القريب) إلى استهداف الولايات المتحدة(ما يطلق عليه العدو البعيد) وهو بالمناسبة تحول استراتيجي تكرس عملياً عام 1998 مع قيام « الجبهة العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين »، وفكرياً مع كتاب الظواهري « فرسان تحت راية النبي ».   الخشية هي أن تؤديَ مراجعات الجهاد إلى ما آلت إليه مراجعات الجماعة الإسلامية سابقًا، أي الانتقال من النقيض إلى النقيض؛من تبرير العنف إلى تسويغ كافة سياسات الحكومات. فعلى الرغم من عدم وصول شريف في مراجعاته إلى مرحلة « الجماعة الإسلامية »،إلاّ أنّ الشد العكسي من قبل القاعدة والاتهامات التي بدأت تتصدر »المنتديات الجهادية » ضد شريف، وضغط السلطات عليه،ربما يدفع به إلى »صفقة ضمنية » شبيهة بتلك التي حدثت مع الجماعة الإسلامية،والتي أوصلت الجماعة اليوم إلى مرحلة فقدان الاتزان والهوية والقدرة على بناء استراتيجية مستقبلية للمنهج الذي تتبناه الجماعة، على الأقل فكريا، في ظل الحظر الرسمي لأي نشاط لها.   ما يمكن التقاطه في مراجعات إمام شريف أنّه لا يحمل أية رؤية مستقبلية بقدر ما يقدم تحفظات واستدراكات على « راهن القاعدة »، بمعنى أنّ دوره فكريا وعلميا ورؤيته تنتهي هنا،وهذا يمثل أيضا جانبا خطرا يكمن في سؤال »ماذا بعد؟ »..   (*) كاتب أردني   (المصدر: صحيفة « الغد » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)  

أزمة الدولة العبرية وأزمة العقل السياسي الفلسطيني
د. بشير موسي نافع (*)   أجرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقابلة قصيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، مباشرة بعد نهاية مؤتمر أنابوليس. بعض ما قاله أولمرت كان بالغ الأهمية والدلالة، مثلاً: إن جاء يوم ينهار فيه حل الدولتين، فسنواجه نضالاً علي نمط جنوب أفريقيا من أجل الحقوق الانتخابية (ولفلسطينيي المناطق ـ أي الضفة والقطاع ـ أيضاً). حالما يحدث هذا، ستنتهي دولة إسرائيل.   المنظمات اليهودية التي هي قاعدة قوتنا في أمريكا، ستكون أول من يقف ضدنا، وستقول انها لا تستطيع دعم دولة لا تدعم الديمقراطية والحقوق الانتخابية المتساوية لكل المقيمين فيها . وقال أولمرت: لقد جاء مؤتمر أنابوليس مطابقاً لتوقعاتنا … فلدينا الآن شريك يتمثل في الرئيس عباس. هو شريك ضعيف، غير قادر، وكما يقول توني بلير، لم يحشد أدواته بعد، وربما لن يستطيع. ولكن مهمتي أن أقوم بكل شيء حتي يمتلك تلك الأدوات .   تحمل هذه التصريحات موضوعتين رئيسيتين، تتعلق الأولي بالتدافع السياسي الراهن في ساحة الصراع علي فلسطين، وتتعلق الثانية بالأفق الاستراتيجي البعيد لهذا الصراع، ومسألة وجود الدولة العبرية وعلاقتها بجوارها. فيما يتعلق بالموضوعة الأولي، تشير تصريحات أولمرت بوضوح كاف إلي المخاطر التي تحملها وتوحي بها أجواء أنابوليس. الضجة الكبيرة التي أثارتها قوي المعارضة العربية والفلسطينية لمؤتمر أنابوليس حول شبهات التطبيع المجاني التي أحاطت بالوجود العربي الكثيف في المؤتمر، بدون أن تعتمد المبادرة العربية مرجعاً للتفاوض وبدون أن يحدد سقف وهدف عملية التفاوض، هي ضجة مبررة بلا شك. ولكن ثمة من يقول ان العرب شاركوا من قبل في مدريد بدون أن يتبع ذلك تطبيع عربي ـ إسرائيلي، أو علي الأقل بدون تطبيع علي مستوي دول مثل السعودية والعراق وسورية والجزائر. فحضور أنابوليس لا يستدعي بالضرورة تطبيعاً عربياً واسعاً مع الدولة العبرية، وربما لن يخرج هذا الحضور عن حدود المشاركة العربية في مدريد، أي إعطاء الولايات المتحدة فرصة أخري لتحقيق سلام عادل وشامل. إن تحقق مثل هذا الهدف، فلكل حادث حديث.   المخاطر التي يوحي بها أنابوليس لا تأتي من الجانب العربي، الذي يرغب ويعمل في أغلبيته منذ سنوات علي أساس التخلي عن المسؤولية تجاه فلسطين، وترك القرار الفلسطيني لأصحابه. الاهتمام العربي الرسمي المتقطع بالمسألة الفلسطينية يتعلق في معظمه بالعمل علي محاصرة التأثير الفلسطيني علي المحيط العربي، ومنع تحول فلسطين إلي ورقة استراتيجية في يد قوي أخري، كإيران مثلاً. المخاطر الحقيقية هي تلك التي يشير إليها أولمرت عندما يتحدث عن تطابق المؤتمر مع التوقعات الإسرائيلية، عن محمود عباس شريكاً، بعد سنوات من استبعاده من الشراكة، وعن ضعف عباس وافتقاده الأدوات الضرورية، وعزم أولمرت علي توفير هذه الأدوات للرئيس الفلسطيني. ما يعنيه كل هذا هو التالي: ما أعيد التوكيد عليه في أنابوليس في شكل قاطع هو خارطة الطريق، والالتزامات الفلسطينية الأولية في خارطة الطريق هي التزامات أمنية. والملاحظ أن الدفع الكبير لحكومة فياض خلال الأشهر الخمسة الماضية كان دفعاً أمنياً، استخدمت فيه أموال الدعم الأمريكي وآلة الموت والتهديد الإسرائيلية. وقد تدفقت علي مؤسسات السلطة الأمنية في الضفة الغربية شحنات أسلحة من كافة الأصناف، بما في ذلك العربات المصفحة والأسلحة المتوسطة. ولذا، فإن أية إغراءات جزئية ينوي الطرف الإسرائيلي تقديمها للفلسطينيين، مثل رفع الحواجز والانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية وتسهيل سبل المعاش فيها، سترتبط ارتباطاً وثيقاً بعمل السلطة الاستراتيجي في المجال الأمني. بمعني أن التزام السلطة بالتعامل مع الملف الأمني، طبقاً للتصور الإسرائيلي والنصائح الأمريكية، قد يدفع الفلسطينيين في الضفة، وربما في القطاع مستقبلاً، نحو الحرب الأهلية.   هذا علي مستوي الراهن، أما علي المستوي البعيد، فإن تصريحات أولمرت أكثر كشفاً وصراحة. وربما يمكن إعادة البناء المنطقي لما قاله أولمرت كالتالي: حل الدولتين هو طريق الإنقاذ الوحيد للدولة العبرية وضمانة وجودها؛ بدون حل الدولتين، ستواجه الدولة العبرية، آجلاً أو عاجلاً، حالة شبيهة بوضع الفصل العنصري الذي أقامته الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا، وأدي النضال الإفريقي والدعم العالمي لهذا النضال في النهاية إلي تقويض دولة الأقلية البيضاء وولادة جنوب إفريقيا جديدة. هذا التصور للمستقبل، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة التسوية السياسية للصراع علي فلسطين، لابد أن يثير نقاشاً واهتماماً فلسطينياً وعربياً أكبر وأكثر جدية مما هو عليه الحال الآن.   كان المرحوم إدوارد سعيد أول من أطلق الدعوة لحل في فلسطين يستند إلي تصور الدولة الواحدة لشعبين وقوميتين. وقد وجدت هذه الدعوة بعد ذلك دعماً من عزمي بشارة، في الداخل الفلسطيني، وعدد من الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين في المهجر. وبالرغم من أن فكرة الدولة الواحدة أثارت معارضة ما في الأوساط الفلسطينية، فإن المشكلة لم تكن في المعارضة بل في الإهمال وعدم إعطاء الفكرة الاهتمام الكافي، لا من الأوساط السياسية ولا من الرأي العام. وربما يرجع هذا الإهمال إلي السيطرة المطلقة لفكرة الدولة المستقلة في الضفة والقطاع، التعبير الوطني السياسي للكيانية الفلسطينية، علي العقل الجمعي الفلسطيني. فمنذ تبنت فتح وعرفات الفكرة في منتصف السبعينات، أصبح حلم الدولة الوجه الآخر لهدف الانتصار الفلسطيني علي الظلم التاريخي الذي أوقع بهم. ولأن قوة من التنظيمات الفلسطينية الأخري، داخل منظمة التحرير وخارجها، لم يكن لديه مشروع آخر بقوة وفعالية مشروع الدولة المستقلة، جمع عرفات في مسوغات قيادته للحركة الوطنية الكاريزما الشخصية، والميراث الطويل، مع فعالية الهدف وإمكانية تحقيقه. وبدا دعاة الدولة الواحدة بالتالي وكأنهم عناصر هامشية من غريبي الأطوار، بغض النظر عن مكانتهم الشخصية. ما عزز من مشروع الدولة الوطنية المستقلة كان بالتأكيد اتفاق أوسلو، وتأسيس سلطة الحكم الذاتي في الضفة والقطاع. للمرة الأولي في تاريخهم، أصبح للفلسطينيين كيان سياسي ما، يقود عملية تفاوض يقف العالم بأسره من خلفها؛ بمعني أن حلم الدولة الوطنية المستقلة لم يعد حلماً، بل مشروعاً في طور التحقيق.   ليس هذا، بالطبع، مجال استعادة الانتقادات الهائلة والمتنوعة التي وجهت لاتفاق أوسلو، ليس من الفلسطينيين المعارضين وحسب، بل وحتي من دوائر عربية رسمية ملتزمة بعملية السلام، كالدوائر المصرية، مثلاً. ولكن من الضروري إعادة التوكيد علي مسألتين جوهريتين، أثبت مسار أوسلو فيما بعد مصداقيتهما. أشار بعض المنتقدين لأوسلو، مثلاً، إلي أن الاتفاق لا يتعامل مع الأبعاد الكبري والتعقيدات التاريخية للصراع، اللهم إلا اعتبرنا الاعتراف الفلسطيني الضمني بدولة إسرائيل. لم يعالج أوسلو قضية اللاجئين، ولا مسألة المستوطنات، ولا أشار من قريب أو بعيد إلي الحق الذي تعطيه الدولة العبرية ليهود العالم في القدوم إلي فلسطين والتمتع بالمواطنة الإسرائيلية، بينما يعيش أغلب الفلسطينيين في شتات لا أول له ولا آخر. بمعني آخر، لم يتعامل أوسلو، ولا حتي بلغة غامضة، مع قضية القضايا، قضية حق كل من الشعبين في فلسطين التاريخية، واستبطن النص بالتالي الربط بين الحق والواقع القائم، من ناحية، وتوازن القوي، من ناحية أخري. الانتقاد الرئيس الثاني الذي وجه لأوسلو، وكان إدوارد سعيد إلي جانب آخرين ممن أثاروه مبكراً، أن الاتفاق في الحقيقة لا يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة طبقاً للتصور الفلسطيني لهذه الدولة، ولا حتي لكيان قريب الشبه بهذه الدولة. التقسيم الذي وضعه أوسلو لمختلف مناطق الضفة والقطاع، تجاهله التجمعات الاستيطانية الهائلة، تغييبه مسألة القدس، غموضه المتعمد فيما يخص لما يمكن أن تتناوله مباحثات الحل النهائي، حرمانه سلطة الحكم الذاتي من أية سمات سياسية سيادية للدولة، إلي جانب العديد من المسائل الأخري، جعل من إمكانية الوصول إلي تحقق التصور الفلسطيني للدولة حلماً مستحيلاً.   وكان هذا ما انتهت إليه الأمور فعلاً. فبعد عقد ونصف العقد من توقيع اتفاق أوسلو، تضاعف حجم الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وسلب الجدار الفاصل الذي أقامته الدولة العبرية قطاعات واسعة أخري، خسرت السلطة الفلسطينية القليل مما تمتعت به من سمات جنينية للكيان السياسي، وحملت رسالة الضمانات التي قدمها الرئيس بوش لشارون ما هو أكبر فداحة من وعد بلفور قبل تسعين عاماً. صحيح أن الإسرائيليين انسحبوا من قطاع غزة، ولكن القطاع لم يزل مهدداً علي مدار الساعة؛ والجميع يعرف، علي أية حال، أن القطاع ليس هو، ولا كان هو المشكلة. لقد حمل لقاء أنابوليس وعداً بانطلاق مفاوضات الحل النهائي، وبغض النظر عن حقيقة الدوافع خلف عقد اللقاء، فإن المفاوضات تنطلق اليوم من نقطة أسوأ بكثير من النقطة التي بدأت منها مفاوضات مدريد وأوسلو، وما يمكن أن تأتي به هذه المفاوضات، إن جاءت بأي شيء علي الإطلاق، لا يمكن أن يتطابق مع حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة علي كل الضفة والقطاع وعاصمتها القدس ، حتي إن سمح بتعديلات حدودية طفيفة للضفة الغربية. الدولة التي تصورها عرفات والتي وعدت بها مجموعة مفاوضي أوسلو الفلسطينيين لم تعد ممكنة، وأية تسوية قادمة في ظل الشروط والمعطيات الحالية لن تضع حداً للصراع التاريخي الطويل علي فلسطين. وقد آن الأوان لكافة القوي السياسية الفلسطينية، الوطنية والإسلامية علي السواء، أن تتعامل بجدية مع فكرة الدولة الواحدة.   طبقاً لمتابعتي المتواضعة للجدل والكتابات حول فكرة الدولة الواحدة، ثمة إشكاليات ثلاث تواجهها في الجانب العربي والفلسطيني. الأولي أن ليس من واجب الفلسطينيين التقدم بتصور لحل صراع لم يبدأوه ولم يتسببوا به أصلاً. الذي أوصل الأوضاع إلي ما وصلت إليه، الإسرائيليون والقوي الغربية، هم المسؤولون عن إيجاد الحل؛ أما الجانب الفلسطيني فله أن يقرر ما إن كان يقبل بهذا الحل أو أن يواصل النضال من أجل حل أكثر عدلاً. الإشكالية الثانية تتعلق بعدم وجود طرف أو جهة أو عناصر إسرائيلية أو غربية ذات وزن تدعم مثل هذا التصور للحل، مما يجعل الدعوة إلي الدولة الواحدة وكأنها مجرد حوار فلسطيني داخلي لا أثر له علي مجريات الأمور، سلباً أو إيجاباً. فكرة تفتقد الأثر والوزن والاعتبار لا تستحق التحول إلي برنامج سياسي لحركة تحرر وطني كبري، ناهيك عن تبديد الجهد في الجدل والخلاف عليها. أما الإشكالية الثالثة فتنبع من إيحاءات الفكرة وخطاب القائلين بها، الذي يربط دائماً بين الدولة الواحدة و العلمانية و ثنائية القومية ، وكأن هناك صيغة واحدة، قومية وعلمانية، لا يمكن تصور المشروع بدون سلطتها المرجعية. في الجانب الإسرائيلي، ما تعنيه الدولة الواحدة هو ما أشار إليه أولمرت في تصريحاته لهآرتس: نهاية دولة إسرائيل كما نعرفها اليوم. ما لم يشهد العالم حدثاً تحولياً طارئاً يستدعي التعليق، فسأحاول تناول هذه الإشكاليات في المقالة القادمة؛ وإلا فبعدها بأسبوع أو أكثر.   (*) باحث عربي في التاريخ الحديث   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 6 ديسمبر 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.