الخميس، 3 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2871 du 03.04.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حركة النهضة تشجب بشدة سياسات الاحتكار و الإقصاء و الانتقاء التي تعتمدها السلطة وات: الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على اجتماع مجلس الوزراء إدراج أحكام استثنائية للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 الجزيرة.نت: معارض تونسي بارز يهدد بمقاطعة انتخابات الرئاسة
ا ف ب: دبلوماسي بباماكو يتمسك بالأمل بخصوص الرهينتين النمساويتين إيلاف: ارتياح حقوقي تونسي لإطلاق سراح فنان كوميدي وزير مغربي لـ « قدس برس »:  افتتحنا خطاً بحرياً أسبوعياً منتظماً مع تونس الراية: مشعوذ يقتل تونسية بـ « خلطته السحرية » رويترز: تونس تعتزم إسناد 57 رخصة تنقيب عن النفط في 2008 رويترز: مساعدا حكم ينسحبان من الملعب احتجاجا على أداء الحكم عبدالله الزواري:  الهجوم أفضل طريقة للدفاع الطيب غيلوفي: إنتخابات 2009 – نداء إلى الاستاذ احمد نجيب الشابي صـابـر التـونسي: إستحقاق رئاسي! كمال بن يونس: الشباب والأسئلة المحرجة عن الجنس والدين والسياسة سالم الحداد: رسالة مفتوحة إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو عبدالسلام الككلي: إقالة نائب رئيس مديرية سانت بفرنسا دفاعا عن واجب التحفظ أم حماية لإسرائيل ؟  مرسل الكسيبي: خوف عربي شامل من سلطة الإعـلام الجديد ! محمد العروسي الهاني: نعي و تعزية من الأعماق للفقيد المناضل المرحوم عمر بن حامد رجل الوفاء والإخلاص
د. بشبر عبد العالي: الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء الثالث مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:  تطور كلية العلوم ومسارات البحث العلمي بالبلاد التونسية ا ف ب: التونسي « كلمات ما بعد الحرب » حول لبنان يفتتح مهرجان الفيلم الوثائقي نـــداء  لجنة المتابعة للتعبئة الشعبية العربية فى ذكرى النكبة القدس: تفاصيل إسرائيلية جديدة حول محاولات عدة لتصفية « ابو جهاد » قبل اغتياله عام 1988 الجزيرة.نت: إدانات حقوقية وصحفية لوقف بث قناة الحوار الفضائية  رويترز: ارتفاع أسعار الغذاء يعصف بلا هوادة بالعرب المحرومين من ثروة النفط يو بي آي: مفتي السعودية ينفي دعوة حاخامات من إسرائيل للحوار في الرياض بشير موسى نافع: أزمة النظام العربي هي في الفرضيات الأساسية أواب المصري: الأطراف السياسية اللبنانية استخدمت الساحة الإسلامية لخدمة مصالحها في ظل انقسام حاد


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


الندوة الصحفية للحزب الديمقراطي التقدمي حول التنقيح الدستوري الإقصائي… http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=338&video=1
 


بسم الله الرحمن الرحيم 

حركة النهضة تشجب بشدة سياسات الاحتكار و الإقصاء و الانتقاء التي تعتمدها السلطة

 في الوقت الّذي يتطلّب فيه الوضع اتخاذ إجراءات و إصلاحات اجتماعيّة و سياسيّة حقيقيّة تعالج المعاناة التي يعيشها المواطنون بسبب تدهور المقدرة الشرائية و تزايد البطالة و الفقر و تفشي الجريمة و انحدار القيم و اتساع أساليب الرشوة و المحسوبية جاء خطاب الرئيس ليؤكد من جديد تشبثه بحكم ظل طوال نصف قرن قائما على الفرد و الحزب الواحد و الوصاية على الشعب حارما بذلك التونسيين من طموحاتهم للعيش في دولة حديثة تقوم على مبادئ الحرية و المساواة و المواطنة و التداول على السلطة عبر انتخابات حرة و نزيهة و كما دأب عليه في انتخابات 1999 و 2004 الفاقدة لكل مصداقية و بدلا من إصلاحات دستورية حقيقية تنهي الشروط التعجيزية أمام الترشح و تفتح الباب أمام التداول الديمقراطي أعلن عن قرب إصدار قانون دستوري استثنائي لا يقوم على أسس موضوعية بل غايته الأساسية حرمان عدد من الشخصيات الوطنية من حق الترشح للرئاسية لاسيما الأستاذ احمد نجيب الشابي الذي أعلن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية و انخرط في حملة على الشروط التعسفية الاحتكارية للعمل السياسي 
  و أمام إمعان السلطة في احتكار الحياة السياسية و غلق الباب أمام أي إصلاحات جدية و على رأسها تحرير الإعلام و التنظم و المساجين و سن عفو تشريعي عام يعيد لعشرات  الآلاف  من المواطنين حقوقهم و كرامتهم باعتبارهم ضحايا محاكمات سياسية تعسفية على مدى خمسين سنة و أمام تمسك السلطة بذات أساليب الإقصاء و الانتقاء و سلب الأحزاب حرية اختيار مرشحيها فضلا على إلغاء حق المستقلين و إزاء هذه الإجراءات التي تعمق أزمة الاستبداد و الفساد بالبلاد و تعمل على جعل المحطة الانتخابية القادمة كسابقاتها فاقدة لكل معنى و مصداقية  فان حركة النهضة : 1- تشجب بشدة سياسات الاحتكار و الإقصاء و الانتقاء و تدافع بقوة عن حق كل الأحزاب و الشخصيات الوطنية في المشاركة و المنافسة السياسية في كنف المساواة و العدل و تكافؤ الفرص و تجدد دعمها الكامل لحق الأستاذ احمد نجيب الشابي في الترشح للرئاسة و مساندتها التامة لكل الجهود و النضالات الهادفة إلى حمل السلطة على فتح الأبواب أمام المنافسة الحقيقية .                                         

2

– تعتبر إن مشكلة البلاد الأولى هي الاستبداد و الفساد و من ثم فان المهمة الرئيسية لكل القوى الوطنية هي توحيد الجهود و تصعيدها بكل الوسائل السلمية من اجل فك اسر الحياة السياسية و إطلاق سراح المساجين و حرية الإعلام و التنظم و استقلال القضاء و حياد الإدارة و الإشراف المستقل على الانتخابات إن هذه الأساسيات لا تمثل فقط أهدافا في حد ذاتها بل و كذلك شروطا لانتخابات حرة و نزيهة يمارس بها الشعب سيادته و يعبر بها عن إرادته.                        3- تؤكد  انخراطها في كل الجهود المشتركة و مواصلة التشاور مع شركائها باتجاه توحيد المواقف من محطة 2009 و انفتاحها على كل الصيغ التي تدعم وحدة القوى الوطنية و تراكم ضغوطها من أجل تحول ديمقراطي حقيقي باعتباره هدفا و شرطا للتصدي الناجع لمشاكل البلاد في كل المجالات. لندن في 03 أفريل 2008 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي 


وات: الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على اجتماع مجلس الوزراء:

* النظر في مشروع قانون دستوري للتخفيض في السن الدنيا للانتخاب إلى 18 سنة * إدراج أحكام استثنائية للانتخابات الرئاسية لسنة 2009

 

قرطاج 2 افريل 2008 (وات) اجتمع مجلس الوزراء يوم الأربعاء 2 أفريل 2008 بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي. ونظر المجلس في مشروع قانون دستوري يتعلق بتنقيح الفصل 20 من الدستور للتخفيض في السن الدنيا لاكتساب حق الانتخاب إلى ثماني عشرة سنة وذلك لتوسيع المشاركة السياسية إلى ما يزيد عن نصف مليون شاب إضافي بالنسبة إلى الانتخابات القادمة.   كما ينص المشروع على إدراج أحكام استثنائية بالفصل 40 من الدستور بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 من اجل تمكين المسؤول الأول عن كل حزب سياسي سواء كان رئيسا أو أمينا عاما أو أمينا أول لحزبه من الترشح للانتخابات الرئاسية دون ضرورة الاستجابة لشرط التقديم من قبل 30 من المنتخبين من بين أعضاء مجلس النواب او من رؤساء المجالس البلدية شريطة ان يكون منتخبا لتلك المسؤولية وان يكون يوم تقديم مطلب ترشحه مباشرا لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين من انتخابه.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 2 أفريل 2008)  

قال إن الاستجابة لشروط الترشح مستحيلة معارض تونسي بارز يهدد بمقاطعة انتخابات الرئاسة

                   عبد الله بن علي- باريس  هدد أحمد نجيب الشابي أحد أبرز وجوه المعارضة التونسية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009.   وقال في مؤتمر صحفي بباريس إن الحزب الديمقراطي التقدمي (يسار وسط) الذي أسسه عام 1983، لن يشارك ما لم تقم السلطات بإصلاح حقيقي للقانون الانتخابي وتنقي الجو السياسي.   كما برر الرجل قرار حزبه بترشيحه للانتخابات مبكرا الشهر الماضي برغبة في الاستفادة من الوقت الفاصل بين إعلان القرار وتاريخ الاقتراع، للضغط إعلاميا وسياسيا على الرئيس زين العابدين بن على الذي يحكم منذ عقدين, ليسمح بخلق « ظروف منافسة شفافة وشريفة ».   وانتقد المرشح  -الذي ظل أمينا عاما لحزبه حتى ديسمبر/ كانون الأول 2006 تاريخ تخليه عن المنصب لمناضلةٍ بالحزب- بشدة مقترح تعديل قانون الانتخاب الذي أعلن عنه الرئيس قبل أسبوعين, ويسمح بترشح المسؤول الأول في ثمانية أحزاب معترف بها رسميا شريطة إكماله عامين على رأس تنظيمه السياسي يوم دفعه ملف الترشح.   الشرط المستحيل   وقال الشابي (60 عاما) إن هدف التعديل المعروض على البرلمان منعه شخصيا من الترشح, واعتبر أن القانون الحالي لا يسمح بانتخابات تعددية إذ يلزم كل مرشح بالحصول على تزكية ثلاثين منتخبا, وهو أمر وصفه بالمستحيل « فكل العمد و80%من أعضاء البرلمان ينتمون إلى حزب التجمع الدستوري والديمقراطي الحاكم ».   كما تحدث عن مباحثات بين حزبه وحزبي التجديد ( شيوعيون سابقون) و « المنبر الديمقراطي من أجل العمل والحريات » وشخصيات ديمقراطية مستقلة لاتخاذ موقف موحد من الاقتراع الرئاسي, ودافع عن حواره مع قادة حزب النهضة المحظور قائلا إن عزل التيار الإسلامي المعتدل وقمعه لا « يساعدان على استقرار البلد ».   وذكر الشابي بأن حزبه عضو منذ 2005 في « لجنة 18 أكتوبر للحقوق  والحريات » التي تضم تيارات المعارضة الديمقراطية والإسلامية, وهي لجنة أفضى النقاش داخلها إلى توقيع إعلانين مشتركين تمسكت كل الأطراف الموقعة عليه بما فيها النهضة، بمساواة الجنسين وحرية المعتقد, وتعد إعلانا ثالثا يوضح الموقف من علاقة الدين والسياسة في ظل نظام ديمقراطي.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 أفريل 2008)  

دبلوماسي بباماكو يتمسك بالأمل بخصوص الرهينتين النمساويتين

 

باماكو ـ ا ف ب: اعلن دبلوماسي غربي الاربعاء في باماكو انه ما زال هناك امل في اطلاق سراح رهينتين نمساويتين اختطفتهما القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قبل 6 نيسان/ابريل موعد انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون الموجودون في مالي مع الرهينتين. وقال الدبلوماسي لوكالة فرانس برس، رافضا الكشف عن اسمه في هذه القضية، نلحظ اليوم وجود عدة خيوط خاطئة، لكن الامل يبقي موجودا . واضاف يفترض ان تتسارع وتيرة الاجراءات اعتبارا من الاربعاء، هذا كل ما استطيع ان اقول وذلك بعد ان اجري لقاء مطولا مع مبعوث نمساوي موجود في باماكو لمتابعة القضية. وتحاول فيينا التوصل الي اطلاق سراح اندريا كلويبر (44 عاما) وفولفغانغ ايبنر (51 عاما) منذ اختطافهما في 22 شباط/فبراير في تونس، وارسلت الي باماكو مبعوثا خاصا هو انتون بروهاسكا. ويبدو ان الخاطفين ورهينتيهما موجودون في شمال مالي لكن باماكو لم تؤكد يوما رسميا وجودهم. في 31 اذار/مارس اكدت اذاعة او ار اف النمساوية العامة ان الخاطفين زادوا من مطالبهم مقابل الافراج عن النمساويين، بما في ذلك رفع قيمة الفدية التي بلغت سابقا خمسة ملايين يورو بحسب معلومات صحافية. ومددت القاعدة في المغرب الاسلامي المهلة التي حددتها للافراج عن الرهينتين حتي 6 نيسان/ابريل، بعد ان كانت حددتها في 23 اذار/مارس.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  


ارتياح حقوقي تونسي لإطلاق سراح فنان كوميدي

 

إسماعيل دبارة من تونس: أعرب المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع في تونس عن ارتياحه لإطلاق سراح الفنان الكوميدي الهادي أولاد باب الله يوم 20 آذار المنقضي بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال في تونس.   وقال المرصد و-مقره تونس العاصمة – في بيان حصل إيلاف على نسخة منه ونشر أمس أن الكوميدي الهادي ولد باب الله وجهت له تهمة « حيازة مادة مخدرة مصنفة بالجدول ب »، وحكم عليه يوم 4 فبراير أمام قضاء محافظة بنعروس الابتدائي بعام سجنا نافذا وتغريمه بألف دينار (800 دولار).   وقد تم إيقاف أولاد باب الله في 14يناير/كانون الثاني الماضي، وقالت الشرطة أنّها عثرت في سيارته على قطعة مخدرات، وأحالته على المحكمة وقد أنكر االكوميدي عند مثوله أمام القضاء علاقته بتلك المادة المحجوزة، واعتبرها عملية كيدية ضدّه.   يذكر أن » أولاد باب الله  » هو كوميدي معروف في تونس ، قام نهاية العام المنقضي في حفلة خاصّة في محافظة صفاقس (جنوب البلاد) بتقليد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عدة مواقف ساخرة.   وراج تسجيله الصوتي الساخر الذي يدوم 30 دقيقة بشكل واسع بين التونسيين عبر الهواتف المحمولة.   وكان ائتلاف عن 18 منظمة دولية يعرف باسم « مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس »، قد رجّح في بيان صدر في 14فبراير/شباط أن الدافع الحقيقي وراء حبس الممثل الكوميدي الهادي بن عمر (اسمه الحقيقي)، هو قيامه بالسخرية من رئيس الجمهورية . و أن تهمة الاتجار في المخدرات هي ملفقة وتأتي كعقاب له ».   إلى ذلك جدد » المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع في تونس » في ذات البيان دعوة السلطات إلى إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير المحكوم بعام سجنا في ديسمبر 2007.   وكانت تهمة الاعتداء على موظف عمومي والامتناع عن تسليم بطاقة الهوية إلى أعوان الأمن قد وجهت إلى الصحافي « سليم بوخذير ».   و اعتبر المرصد أن « أصل تحريك هذه الدعوى القضائية يعود لكتابات بوخذير الجريئة حول الفساد في صحف تصدر خارج البلاد. »   ويقضي سليم بوخذير عقوبته الآن في السجن المدني بصفاقس في ظروف وصفتها بعض المنظمات الحقوقية بـ » غير صحية ».   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 3 أفريل 2008)  


وزير مغربي لـ « قدس برس »:

افتتحنا خطاً بحرياً أسبوعياً منتظماً مع تونس  (بعد 50 عاما من « الإستقلال »؟!!! – التحرير)

 الرباط ـ خدمة قدس برس

افتتحت الرباط وتونس هذا الأسبوع، خطاً بحرياً منتظماً يربط بين مينائي الدار البيضاء في المغرب ورادس في تونس، بعد أقل من عام على توقيع اتفاقية ثنائية بين البلدين لتعزيز التبادل التجاري بينهما عبر البحر.   وأكد وزير التجهيز والنقل المغربي المغربي، كريم غلاب، في تصريحات خاصة لـ « قدس برس »، أنّ الهدف الأساسي من افتتاح الخط البحري بين المغرب وتونس الذي تم الاثنين الماضي، يأتي في سياق التنسيق بين الدولتين لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما على المستويين الثنائي والدولي. وقال غلاب « لقد افتتحنا خطاً بحرياً بين مينائي الدار البيضاء في المغرب ورادس في تونس يوم أول أمس الاثنين، بحضور وزير النقل التونسي عبد الرحيم الزواري ».   وأشار الوزير المغربي إلى أنّ « هذا يدخل في إطار اتفاقية ثنائية تم توقيعها بين البلدين في الثاني من آب (أغسطس) عام 2007، وهي اتفاقية تهدف إلى دعم ومساعدة القطاع الخاص في تونس والمغرب في إطار شراكات لتنظيم رحلات منتظمة لنقل البضائع من صناديق حديدية وبضائع عادية بين البلدين، كما سيعمل هذا الخط على تعزيز التجارة الخارجية لا سيما ما يتصل منها بمجموعة خمسة زائد خمسة بما يعود بالنفع على البلدين »، على حد توضيحه.   وكشف غلاب النقاب عن أنّ البلدين قدّما تحفيزاً للشركات العاملة في مجال النقل البحري لتطوير عروضها باتجاه نقل الركاب بين الدولتين، وقال « نحن من الناحية المبدئية نفتح الباب لذلك، لكن حتى الآن شركات النقل لم تطرح ذلك، وقد قدمنا تسهيلات في مجال الرسوم المينائية في الأشهر الأولى، ونتمنى أن يعطي ذلك حافزا للشركات كي تفتح هذا المجال ».   وعمّا إذا كان هذا الاتفاق لفتح خط بحري بين البلدين سيكون مقدمة لإعادة العمل بالخطوط البرية التي كانت قائمة بين البلدين قبل إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب عام 1994، قال غلاب « بالطبع لا يمكن الحديث عن عودة الحدود البرية والنقل البري بين البلدين للعمل في ظل إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب ».   وقد حافظت العلاقات بين المغرب والجزائر على هدوئها، على الرغم من كل ما تعرضت له المنطقة من عواصف سياسية وأمنية بدءا بالخلاف الجزائري ـ المغربي الذي استعصى على الحل، وانتهاء بالتهديد المشترك لدول المنطقة ممثلاً في هاجس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 3 أفريل 2008)  


تونسية قتلت زوجها وأضرمت النار فيه

 

تونس ـ يو بي أي: أقدمت زوجة تونسية شابة علي قتل زوجها طعنا بسكين ثم أضرمت في جسده النار للتغطية علي جريمتها. وذكرت صحيفة صباح الخير التونسية المستقلة امس الأربعاء ان القتيل يدعي محمد حراث ويبلغ من العمر43 عاما، بينما تبلغ زوجته 26 عاما من بلدة السند محافظة قفصة (343 كيلومترا جنوب تونس العاصمة). وأوضحت أن هذه الزوجة قد تكون استعانت بشقيقتها لقتل زوجها الذي عثر عليه داخل شقته يحترق وجسده يحمل أكثر من 20 طعنة سكين. وأوقفت الزوجة وشقيقتها للتحقيق، فيما توقع الجيران أن يكون فارق السن بين الزوجين وراء هذه الجريمة.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  


مشعوذ يقتل تونسية بـ « خلطته السحرية »

 
لقيت سيدة تونسية بمدينة جرجيس 500 كلم جنوب العاصمة تونس حتفها بعد أن أصيبت بتسمم جراء تناولها خلطة سحرية أعدّها لها مشعوذ زعم أنه قادر علي علاجها من مرض عضال لازمها لمدة طويلة. وقالت جريدة صباح الخير الأسبوعية أمس الأربعاء إن السيدة دخلت يوم الحادث في حالة إغماء فتم نقلها إلي المشعوذ الذي أسعفها ب خلطة سحرية تسببت في وفاتها. وانتحر زوج السيدة شنقا بعد يومين من وفاتها حزنا عليها. وبعدما اعتقلته الشرطة، تمسك المشعوذ بأنه أعطي العلاج المناسب للمرأة.   (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  


تونس تعتزم إسناد 57 رخصة تنقيب عن النفط في 2008

 

تونس (رويترز) – قال مسؤولون في تونس التي تسعى لاجتذاب مزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة ان الحكومة تخطط لمنح 57 رخصة تنقيب جديدة خلال عام 2008 ارتفاعا من نحو 50 رخصة منحتها خلال العام الماضي.   وقال محمد العكروت المدير العام للطاقة بوزارة الصناعة الذي كان يتحدث في جلسة برلمانية امس الاربعاء ان « استراتيجية تنمية قطاع الطاقة خلال 2008 تستهدف (زيادة اجمالي) رخص التنقيب على البترول لتبلغ 57 رخصة. »   وتأمل تونس التي تستورد معظم حاجاتها من النفط في أن تؤدي اكتشافات جديدة من النفط والغاز الي زيادة انتاجها المحلي من الطاقة.   وقال مسؤلون انه ينتظر ان يسجل خلال هذا العام ارتفاع انتاج المحروقات الى 7.4 مليون طن من المكافيء النفطي مقارنة بنحو 6.7 طن عام 2007 بفضل الزيادة الملموسة في انتاج الغاز الطبيعي.   وتهدف الحكومة التونسية الي حفر 15 بئرا جديدة سنويا في الفترة من 2007 الي 2011 ارتفاعا من ثماني ابار في السنوات الخمس الماضية.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 أفريل 2008)  


مساعدا حكم ينسحبان من الملعب احتجاجا على أداء الحكم

تونس (رويترز) – وجد حكم تونسي نفسه في مأزق لم يخطر بباله حينما انسحب مساعداه من المباراة احتجاجا على قراراته أثناء مباراة بدوري الهواة وهو موقف لم تألفه جماهير الكرة في تونس. ونقلت تقارير صحفية تونسية إن مساعدي الحكم عماد القادري انسحبا من الملعب بعدما منح حكم المباراة ركلة جزاء وصفت بانها خيالية لفريق غزال البقالطة في المباراة ضد خطاف القلعة الكبرى. وقالت صحيفة الاخبار يوم الخميس « منح حكم المباراة ركلة جزاء خيالية للفريق المحلي لكن مساعديه رفضا انحيازه وانسحبا من الملعب. » ولم يجد الحكم مخرجا لمأزقه غير التوسل لمساعديه لاقناعهما بالعودة لمواصلة الدقائق المتبقية من المباراة لكنهما لم يستجيبا الا بعد طلب من مسؤولي فريق القلعة المتضرر بعد 40 دقيقة من توقف المباراة. وانتهت المباراة بتعادل فريقي غزال البقالطة وخطاف القلعة الكبرى المنافسين في دوري الهواة بهدف لكل فريق.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 أفريل 2008)


خبر لا أساس له من الصحة

  علمنا أن الخبر الذي أوردته بعض المصادر الإعلامية حول الزعم بأنه وقع الاختيار على السيد محمد اللجمي الرئيس الأول لمحكمة التعقيب التونسية ليكون عضوا في هيئة المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال الوزير الأول اللبناني السابق رفيق الحريري لا أساس له مطلقا من الصحة.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)

 

بسم الله الرحمان الرحيم

الهجوم أفضل طريقة للدفاع

 

شعار كثير ما ردده  » إستراتيجيو » كرة القدم و غيرها من الرياضيات على شاشة التلفزة الرسمية.. ويبدو أن جهات حزبية أو من الدائرة في فلكها  اقتبست من هذا الشعار أسلوبا للتعامل مع ناشطي حقوق الإنسان في بنزرت.. تتعرض الرابطة التونسية لحقوق الإنسان التي طالما افتخرنا بها بوصفها أقدم منظمة في مجالها في القارة السمراء إلى محاصرة  مستمرة حيث يمنع مناضلوها من ارتياد مقرها أو إقامة أي أنشطة فيه مع استثناءات قليلة…  و فرع بنزرت- مثل بقية فروع الرابطة-  معطل عن العمل رغم أنه لم ترفع أي قضية عدلية بخصوصه.. و لم يشهد مقره أي نشاط  منذ ما يزيد عن السنتين أو الثلاث إذ استثنيا ‘الاقتحام المبارك » الذي أقدم عليه مناضلو الفرع و حقوقيو الجهة و ناشطوها  ثاني أيام عيد الأضحى السابق… حيث تمكنوا من دخول مقرهم بعد تدافع مع أعوان الأمن تضرر منه رئيس الفرع بالذات السيد علي بن سالم.. مناضلو بنزرت و ناشطوها  قدموا المثل في أكثر من مناسبة… و أصبحوا هاجسا يقض بعض المضاجع.. فيوما يحتجون على إرساء بارجة حربية أمريكية بميناء مدينتهم، و يوما آخر يردون التجمع في «حديقة الحب »… لذلك رأى أحد الغيورين على الخنوع و الاستسلام و التواطئ أن لا يبقى دائما في موقع رد الفعل و الدفاع.. و أسعفه ذهنه الوقاد بفكرة قد تمكنه من نيل أبرز الأوسمة…   و كل إناء بما فيه… ارتأى السيد الغيور أن ينتقل إلى الهجوم، و استقر رأيه على كتابة بعض الشعارات على واجهة مقر فرع الرابطة و بابه.. أي شعارات اختار و أي شعارات كتب؟؟؟   على واجهتي المقر كتب بدهن أسود و البنط الغليظ:  « حقوق الحيوان » أما على الباب فكتب بدهن أحمر و بالبنط الغليظ كذلك: « حقوق الحيوان برّ روّح »   متى وقع هذا الإنجاز الرائع؟؟؟   تم هذا الإنجاز الرائع اليوم الأربعاء الثاني من أفريل  بين الساعة الثالثة و السادسة عصرا.. و هو وقت حساس جدا فالأعين التي لا تنام قد تغفو قليلا.. و يبدو أن هذا هو الذي تم فعلا… فحسب السيد محمد الصفاقسي – أحد ناشطي بنزرت- أن مر أمام المقر على الساعة الثالثة متوجها إلى عمله و لم يلاحظ أي كتابة على جدران المقر أو بابه و هو متأكد مما يقول لكن عند انتهاء عمله رأى الشعارات المذكورة أعلاه.. كما رآها كثير غيره… و تسارع مناضلو بنزرت و ناشطوها  و وطنيوها إلى  مقرهم ليطلعوا على ما اعتبروه اعتداء آثما… و حضر السيد رئيس منطقة الأمن الوطني بالمدينة مسرعا..  و نفى أن يكون المقر مراقبا باستمرار كما نفى وجود أعوان يرجعون له بالنظر في محيط المقر… و لم لا يكون صادقا و الذين يرجعون له بالنظر ما هم إلا جزء من جهاز الأمن الذي تتعدد رؤوسه             و أصحاب القرار فيه.. على كل بادر بعضهم بتغطية تلك الشعارات  بمزيد من الدهن…و قد التقط بعض المناضلين صورا لواجهتي المقر بعد ما وقعت تغطية الشعارات…و قد تنشر لاحقا… هل هي خطوة أخرى يخطوها أنصار دولة القانون والمؤسسات في اتجاه تكريس حقوق الإنسان و حرية التنظيم و التعبير؟؟ لمّ لا و لنا مجتهدون أفذاذ لهم في مثل هذا الميدان باع…. و ذراع؟؟ و الأكيد بل اليقين الذي لا يرتقي إليه شك أن من قام بهذا العمل لن يعرف   مهما اجتهدت أجهزة الأمن المختلفة في البحث عنه و مهما استعانت بمخبريها….. ألم يقل الشاعر: عين الرضا عن كل عيب كليلة… و صدق ..   جرجيس في : 3 أفريل 2008 عبدالله الزواري
 

إنتخابات 2009 نداء إلى الاستاذ احمد نجيب الشابي

 
 الاستاذ احمد نجيب الشابي سياسي  فطن بامتياز, يتخير وقت الاقدام ويتراجع أو يحجم عندما يتحسس الخطر او يستشعر عدم الملائمة . خطواته محسوبة ومبادراته يختار لها الوقت بعناية فائقة   . سبقه بعضهم بالانفتاح على حركة النهضة عندما كانت محاصرة بالكامل والاقتراب منها تجاوز لخط أحمر رسمته السلطة منذ نهاية الثمانينات فإحترقوا ولم تستفد النهضة من مبادرتهم شيئا , الشابي تريث بادىء الامر وعندما إقترب إستفاد هو وإستفادت حركة النهضة ووقع تطبيع علماني إسلامي في صفوف النخبة تقوت به المعارضة وعادت عبره النهضة متوافقة مع اغلب مكونات المجتمع المدني .مثلت مؤتمرات الحزب وندواته مجالا ومنبرا لقيادات النهضة المحاصرة والخارجة من القولاق التونسي الرهيب للتحدث باسم الحركة لاول مرة منذ ما يقرب العقدين من الزمن   في علاقته بالسلطة إستعمل الشابي عقله في مواجهة عضلات السلطة . إستغل مع أقرانه في لقاء 18 اكتوبر مؤتمر المعلوماتية ليختار توقيت اضراب الجوع مما جعل السلطة عاجزة عن فك الاضراب وأخذت حينها تشتكي مما تفعله المعارضة لتشويه سمعة تونس والاستقواء بالخارج, وهل غير السلطة من إستقوى بالخارج , الصهيوني الامريكي تحديدا , لقهر الشعب والتضييق عليه . نجح الشابي ايضا في رفع الحصار عن مقر حزبه بالاضراب الذي قام به مع الامينة العامة للحزب مية الجريبي   الدخول في معركة الانتخابات الرئاسية 2009 تحد جديد يرفعه الشابي في وجه بن علي , غاب الاستحقاق الانتخابي إذ يغيب زعماء المعارضة قانونا ,  فحوله الشابي الى استحقاق سياسي بقيام حزبه بترشيحه وإنشاء هيئة دعم ومساندة لحمل السلطة على تغيير القانون والسماح له بالترشح. أطراف المعارضة لم يندفعوا مع الشابي ولم يتحمسوا كثيرا لمسعاه إما إعتراضا على تصرف إنفرادي او لغياب القناعة بجدوى ما يفعله الشابي باعتبار الانتخابات الحالية لا تمثل حدثا ذا شأن  يأسا من سلوك رشيد للسلطة ويأسا من قدرة للمعارضة . إستجابت السلطة بمكر فغيرت القانون مستبعدة  الشابي وبن جعفر ولكنها فتحت الباب للبعض الاخر منهم الامينة العامة لحزب الشابي نفسه . على غير عادة الشابي في إلتقاط الفرص والنفاذ من أضيق الطرق , سارع إلى تأكيد تمسكه بترشحه هذا الترشح الذي لم يجمع المعارضة لإستحالته أولا ولتفرده باتخاذ القرار فيه ثانيا   السيدة مية الجريبي زعيمة حزب الشابي نراها أهلا لهذه الرئاسة ولا ينبغي لها ان تكون مجرد صورة مفرغة من الصلاحيات . أو مجرد صدى لما يريده الرئيس السابق للحزب بحكم موقعها وبالنظر الى صلاحياتها على رأس الحزب . أيعقل أن يترك الحزب أمينه العام ورأسه وهو المخول قانونا وموقعا للترشح ويرشح من لا تتوفر فيه الشروط القانونية على ظلمها لمجرد أنه أمين عام سابق للحزب , أم أن السيد نجيب مازال الامين العام للحزب بالرغم ما زعم من تغيير في قيادة الحزب وهل التغيير الذي حصل في قيادة الحزب  بعد المؤتمر صوري وديكوري فقط السلطة ارادت بث الفتنة بين صفوف الحزب بهذا التغيير القانوني وكان على الحزب ان يلتقط هذا الخيط الممدود من السلطة ويشنقها به . تتحول مية الجريبي إلى مرشحة 18 اكتوبر وكل المعارضة ان امكن وتطالب بمراقبة دولية لهذه الانتخابات ثم تقدم خطاب إنتخابي غاية في الهجومية وفضح لسلطة بن علي الفاسدة ماليا وسياسيا السيدة مية الجريبي قادرة ان تزلزل السلطة الغاشمة في تونس إذا عرفت كيف تستغل بشجاعة هذه النافذة المفتوحة , إذا ما حضر في برنامجها الانتخابي هموم العاطلين والمهمشين والسياسيين المطاردين, إذا عرفت كيف تحول لقاءاتها الانتخابية – القانونية والمصرح بها – إلى ما يشبه المهرجانات العامة او المظاهرات العامة التي يشارك فيها كل اطياف المعارضة , إذا ما كان خطابها في وسائل الاعلام ترديدا مباشرا لمطالب الشارع بدون رتوش ومساحيق . عندها وعندها فقط سيتحول فرح بن علي إلى مأتم الرئيس التونسي رجل امن اكثر ما يرعبه الشارع وأخوف ما يخافه ان تنفتح المعارضة على عامة الناس وتنكسر الحواجز التي إجتهد في بنائها في ما بين النخبة المعارضة وعموم الشعب , هذه فرصة إذا ما أٌحسن إستغلالها ستجعل بن علي في مأزق حقيقي هل يضيق على مرشحة ويظهر زيف إنتخاباته وهو المرجح أم تنغل يده  خوفا من مراقبين دوليين . ورطة بعض الحكام مع الانتخابات تحولت الى ضاهرة ملفتة في السنوات الاخيرة , تبدأ عند الحاكم مزحة وكذبة ولا يراها غير مناسبة لتجديد بيعة كاذبة فتتحول عند الشعب الطامح للتغيير الى فرصة لكشف زيف الادعاء الحكومي والانتقال بمطلب التغيير الى مرحلة متقدمة , كينيا , زيمبابوي , الفلبين سابقا , عربيا مصر في الانتخابات النيابية الاخيرة كلها امثلة لانتخابات بدأت إجراءا سلطويا روتينيا وإنتهت ثورة أو ما يشبهها وأقلها دفعت الحياة الساسية في تلك البلاد الى مستوى اعلى وجعلت السلطة في موقف دفاعي.   السيدة مية الجريبي قالت انها لا تنوي الترشح البتة وليس وارد عند حزبها تغيير مرشحه , معناه بالفصيح لسنا معنيين بهذا الموعد الانتخابي ولسنا في وارد خوض معركة انتخابية ونكتفي او نواصل خوض معركتنا السياسية وعنوانها حق السيد احمد نجيب الشابي الترشح في الانتخابات , معناه نواصل الذهاب للحج والناس منه راجعون   المعركة الانتخابية غير المعركة السياسية , المعركة السياسية ميزتها التواصل وطول الامد وتتطلب النفس الطويل أما الانتخابية فهي محطة زمنية , إختصار للزمن وثمرة لاستثمار سياسي طويل المدى , من عدم التوفيق ومن خبط وخطل السياسة ان يستعاض بهدف قريب وفي حدود الامكان بآخر بعيد وغير متأكد ويقترب من الاستحالة , ببساطة كمن يرفض النزول بمحطة ويواصل ركوب القطار طالبا ان يعود القطار لنفس المحطة والاغلب الا يصل  لقطع السكة او لانحراف القطار. يطلب الحزب حق الشابي في الترشح ويضيع حق رئيسه المتحقق . اما اذا كانت المسالة شخصية – ولا نظنها حاضرة باية حال – عندها لسنا في وارد السياسة وما قلناه لا محل له صرفا واعرابا . في الصراع مع بن علي واسلوبه في الحكم ونتيجة للخراب الذي احدثه وتضرر الشعب كل الشعب من خياراته لم يعد إسم منافس بن علي ذى معنى ,  بن علي غير قادر إنتخابيا حتى على منافسة القطط التي لا تنطق الا مواءا فكيف إذا كان معارضا محترما  مثل السيدة الجريبي   الحزب الديمقراطي التقدمي غير قادر على تغيير هذا القرار المتخذ ولا السيدة مية الجريبي تملك القدرة على دفع حزبها لترشيحها حتى لو ارادت , لم يبق الا ان نطلب من السيد احمد نجيب الشابي ان يتنازل عن ترشحه تاركا المجال لرئيسة حزبه ويعتبر ان معركته من اجل حق الترشح آتت اكلها سريعا بتغيير القانون وثمرته امكانية ترشح  رئيسة الحزب . آن للسيد الشابي ان يثبت ان المعركة التي يخوضها ليست شخصية كما يزعم البعض  وان يعرف كعادته ان يمر من ثقوب السلطة على ضيقها وان يستغل هفواتها عل شمولية نظامها , يمكن له ان يقود الحزب في معركة انتخابية تترشح فيها السيدة الجريبي , يمكن له ان يساهم في جمع المعارضة الوطنية حولها , هذا الاجراء يجعل السلطة في موقف دفاعي ويفتح بابا للمعارضة واسعا للحضور والتاثير ويفتح له لاحقا بابا واسعا للتزعم والتاثير ندعو السيد نجيب ان لا يجعل المعارضة التونسية تواجه بن علي بمرشح حزب التجديد, هذا حزب لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى , وتكتمل المهزلة عندها بخروج الرئيس في ما يسمى حملة انتخابية لابسا جبته ومدافعا عن الدين في مواجهة مرشح شيوعي ندعو السيد نجيب ان يكون برغماتيا وان يحسن كعادته اختيار ميدان المعركة لدعم قضية الحريات في بلادنا اولا ولمصلحة المعارضة ثانيا ولمصلحته وحزبه ثالثا بامكان السيد نجيب ان يقوم بمقارنة بسيطة لا غير , ايهم افضل دخول حزبه في معركة إنتخابية يتزعم فيها المعارضة وتكون هي اي المعارضة حاضرة في برنامجه الانتخابي ام يستمر وحيدا في معركته السياسية من أجل حقه في الترشح بقطع النظر عن الاستحقاق الانتخابي ايهم افضل لحزبه وللمعارضة ايهم اسوأ لبن علي وحزبه ومهرجانه الانتخابي الكاذب.   الطيب غيلوفي صحفي تونسي  

إستحقاق رئاسي!
 
صـابـر التـونسي

كتبت منذ بضعة أشهر مقالا(1) عنونته بـ « مبادرة لمقاومة سلبية » دعوت فيه لمقاطعة الإنتخابات الرئاسية القادمة في سنة 2009، خلطت فيه الجد بالهزل وتحسست به رأي بعض القراء والأصدقاء حول ما يسمى بالإستحقاق الرئاسي الذي سينظم سنة 2009. وقد دعاني إستعار « الحملة الإنتخابية » والقائمين عليها من « مزاودية » مختصين و »بنادرية » محترفين للكتابة في الموضوع مجددا. إذا سلمنا بأن المقصود من « الإستحقاق الرئاسي » هو الإنتخابات الرئاسية التي يُختار بموجبها رئيسا للدولة فإنه يحق لي ولكل مواطن تونسي أو عربي أن يسأل سؤالا بسيطا ومحددا:  » هل هناك شيء اسمه انتخابات رئاسية في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه؟ » وأعتقد أن نسبة المجيبين بـ « لا » ستحقق التسعات الأربعة من غير تزوير ومصداق ذلك في نتائج الإنتخابات الرئاسية ذاتها التي عادة ما تدندن حول التسعات الأربعة للزعيم الملهم الذي أنقذ البلاد و »حرر » العباد … من عناء المسؤولية والخيارات التي لا تتصف بالرشد. ولا أعلم لهذه الحالة استثناء عدا ما حصل في مورتانيا من انتخابات رئاسية لم نسمع أن أحدا شكك في نزاهتها. ولكن الأمر المخيف أن يضل ما حصل في مورتانيا هو أمل الخلاص الوحيد أمام شعوبنا ليصبح لها الحق في اختيار من يحكمها. ومن أين نأتي لأمتنا « بانقلابيين » شرفاء من أمثال ولد فال أو سوار الذهب والحال أن الأمر اذا استمر على هذه الوتيرة سيتطلب قرنا كاملا ليأتي « مخلص » واحد على اعتبار أن تجربة سوار الذهب حصلت في القرن الماضي وولد فال في القرن الحالي. نفس المنطق يتكرر بين كاتب خطاب الذكرى الـ 19 الذي طالب المعارضة ـ بكل وقاحة ـ الإفادة بآرائها للإستئناس بها في الإعداد لإحتفالات الذكرى العشرين وبين الناطق غير الرسمي باسم السلطة الذي زعم بكل نفاق وتزلف أن الاستحقاق الرئاسي القادم سيكون فرصة لتعريف الشعب التونسي ببرامج نخبه السياسية دون أن يكون لهذه المحطّة رهانات انتخابية رئاسية جديّة(2)، وذلك لأن بن علي قد التصق اسمه بنجاحات البلاد ومكاسبها ولا جدوى من منافسته فالنتيجة معروفة سلفا وعليكم أن تقنعوا أيها المعارضون بفرصة مخاطبة الناس والتعريف ببرامجكم ومن لم يكفه منكم ذلك ف »السيلون » يكفيه ما دام عرّاب الإستبداد قد وضع المقدمات وبنى عليها النتائج وحسم الإنتخاب واختار للشعب ما يختار! إذا كان الشعب التونسي قد اختار سنة 89 حزبا غير « حزب » الرئيس الذي لم يهرم بعد وكان يومها لايزال « عريسا » في السلطة ولم تنكشف وعوده الزائفة بعد … ولم ينقلب على الدستور بعد … ولم يعلن عن الرئاسة مدى الحياة بعد … ولم ينكّل بمئات الآلاف من المواطنين بعد … ولم تنهب عائلته وأصهاره ثروات البلاد بعد … ولم تتغول أجهزته « الأمنية » وتطلق أياديها دون حساب بعد، فكيف به وبحزبه الآن لو أنه دخل في انتخاب حر ونزيه؟ عرّابو الإستبداد يتلاعبون بالكلمات ويحرّمون على المواطنين ما يبيحون لأسيادهم بدعوى أنه « لا شرعية رمزيّة إلاّ لمن كافح فجاء الاستقلال أو أقْدَمَ بشجاعة وحقّق الانقاذ فملك صفة الرمز بحكم مشروعيّة الجرأة وشرعيّة المنصب(3) «  وذلك منطق غريب مفاده أن الذي يثب على الكرسي ويدعي ـ حقا أو باطلا ـ أنه أنجز لا بد من مكافأته على « إنجازاته » وتثبيته على الكرسي حتى يأخذه ملك الموت أو يقتلعه « شجاع مقدام » آخر يحقق « الإنقاذ » فيملك صفة الرمز … وتستمر » مأساة سيزيف »! عندما رشح الدكتور المرزوقي نفسه لإنتخابات 94 فهم جميع الناس المغزى, إلا من زجّ به في السجن « لتطاوله » فتحقق بذلك المرجو وثبت أن « اللعبة » مجرد كذبة وأن « اللاعب » الأساسي خصم غير شريف وحكم غير نزيه. وبعد أن علم القاصي والداني بأن الإنتخابات في تونس لا تعدو أن تكون مسرحية سيئة الإخراج والتأليف ومناسبة يتمعش منها الإنتهازيون، أعلن السيد نجيب الشابي عن ترشيح نفسه لإنتخابات 2009 وانقسم بذلك معارضو النظام إلى ثلاثة « أحزاب »، واحد مؤيد وثاني رافض وبينهما ثالث متحفظ! ولكن « الخصم والحكم » لم يحد عن نهجه التصفوي وأعلن بصراحة أنه لن يسمح للسيد الشابي « باللعب » معه، فهو الذي يملك خيوط « اللعبة » ومن « حقه » أن يختار منافسين لا ينافسونه على أي نقطة من النقاط الكثيرة التي سيفوز بها، بل على المنافسين المطلوبين أن يدعوا المواطنين لاختيار « السيد » الرئيس فهو صاحب « الإنجاز » والبرنامج الذي يحقق الأمن والرفاه! لقد وصل الأمر بمنظري الإستبداد والناطقين باسمه أن يتدخلوا في الشؤون الداخلية الخاصة بالأحزاب ويملون عليهم من يحق له الترشح ومن لايحق له، ثم يُصفقُ للأمر على أنه إنجاز ديمقراطي عظيم، حوله « بهلوانات » السياسة من « طيحة إلى تكربيسة » وألحقوه بالإنجازات العظيمة لصانع « العهد الجديد(4) »!! إنني مع حق السيد نجيب الشابي في ترشيح نفسه واحترام اجتهاده ولكن عملية التصفية لم تفاجئني وأعتقد أنها لم تفاجئ السيد الشابي نفسه أو المناصرين لترشحه، وكم وددت لو أنه اشترط منذ اعلان ترشحه عدم مشاركة الرئيس الحالي في الإنتخابات المقبلة لأن مشاركته غير شرعية وهي إعلان مفضوح وغير مقنع للرئاسة مدى الحياة، كما أن المشاركة في « لعبة » قذرة من هذا القبيل تصيب قذارتها من يشارك فيها وينال سواد « فحّامها » من يقف بجواره بل قد تصيبه حروق لا تمحى آثارها. أعتقد أن ما أقدم عليه « الخصم والحكم » من اختيار لمنافسيه خطوة إيجابية للملمة الصفوف المتباينة من المعارضة والتأكيد لهم أن من أراد الكرسي فليس المشاركة في الإنتخابات المزورة طريقه ومن أراد إحراج الإستبداد فليس « اللعب » وفق شروطه هو الطريق لذلك. وإنما المقاطعة ودعوة جميع المواطنين للزوم بيوتهم يوم « الإنتخاب » والتشهير بالتزوير خطوة مهمة على طريق التحرر من الإستبداد والرئاسة حتى الممات! ألن يكون أجدى لو أن كل المعارضة أعلنت براءتها من تلك الإنتخابات وأنها لا تقبل تزكية الإستبداد بالمشاركة معه في عملية محسومة سلفا ومقاديرها موزعة؟! ولكني أعلم أن هناك من يصف مثل هذا الموقف بالعدمية والسلبية كما أعلم أن بعض معارضي « الكوتة » لن يتفاعلوا مع هذه المغامرة لأنها تحرمهم من حظهم في رشوة البرلمان والعشرين في المائة من مقاعده التي ستوزع على التلاميذ المؤدبين وما في ذلك من خسارة لامتيازات ما كان لهم أن يحصلوا عليها لو أنهم شاركوا في انتخابات حرة ونزيهة!ّ وتزوير قوم عند قوم فوائد!! ـــــــــــــــــــــــ (1) كلمة عدد 58 (2) الصباح 27 مارس (بتصرف) (3) نفس المصدر (4) يبدو أن هناك توجيه للإعلام التونسي للتخلي عن استعمال كلمة « العهد الجديد » (لأنها صارت مفضوحة) والإبقاء على كلمة التغيير (لأنها تتحمل فترة زمنية أطول)!
 
(المصدر:العدد 62 مجلة كلمةالالكترونية بتاريخ   3 افريل 2008 )
الرابط:


الشباب والاسئلة المحرجة عن الجنس والدين والسياسة

 
تعاقبت جلسات الحوار مع الشباب في كثيرمن المدن والاحياء الشعبية ..بمشاركة شخصيات علمية وسياسية وثقافية عديدة ..بينها ثلة من كبار المسؤولين في الدولة .. وحسب ردود الفعل الاولية فإن بعض ندوات الحوار مع الشباب بدأت تطرح عددا من الاسئلة المسكوت عنها .. أو المحرجة .. أي التي تخوض في « المحضورات  » .. وما  يسمى في بلدان المشرق  » بالمنطقة الحمراء » .. ولا شك أن الهدف من الحوارمع الشباب الاستماع إليه أولا .. والاستفادة من ملاحظاته واقتراحاته ثانيا ..ثم السعي إلى بناء جسورتواصل جديدة معه .. والبرهنة على أنه يوجد فعلا استعداد للحوار .. حول كل القضايا ..بما في ذلك حول قائمة  » الممنوعات  » ..وكل ممنوع مرغوب فيه .. وإن كان الحديث يشمل عوالم  الحب والجنس والمخدرات والعنف والتطرف والمقدسات الدينية والمسلمات الاجتماعية والسياسية.. هناك أسئلة كبيرة وخطيرة يريد الشباب أن يطرحها .. ويفتح حوارا جريئا حولها ..مع  » الكبار » و » الصغار » .. تهم حقه في ان يرى بلده يتقدم بسرعة فائقة .. ( » لا يكبحها  » الرادار » وعلامات المرور) .. من بين أسئلة الشباب المسكوت عنها في عالم الكباروالتي تتسبب احيانا في انحراف تيارمنه نحو الميوعة والتسيب وتيارا آخر نحو السلفية والتطرف: لماذا يسمح لأترابه خارج المجتمعات العربية والاسلامية بأن تكون له علاقات اكثر »ليبيرالية  » بالجنس الاخرغيرتلك التي تسودفي مجتمعه ؟ لماذا لا يقنن المجتمع العلاقات الجنسية  » غير الشرعية  » رغم انتشارهابسرعة في صفوف المراهقين والكهول في الاوساط   » الراقية  » والشعبية ..في الجامعات وخارجها؟ لماذا يسمح باستهلاك أنواع من  » المخدرات الخفيفة  »  Drogue douce  في بعض البلدان الاوربية دون بلده رغم انتشار الظاهرة في بعض شوارع بلاده ليلا ونهارا  ؟؟ لماذا لا توجد مراكز علاج عمومية مجانية كثيرة لضحايا استهلاك المخدرات (  » الخفيفة  » )عوض اختزال رد الفعل في الحكم بسجنهم في صورة الكشف عنهم ؟ لماذا لا تراجع جوهريا سياسات التشغيل والتوازن بين الجهات بعد النقائص التي برزت ومنها البطالة في صفوف نسبة مهمة من الشباب؟ لماذا لا يفتح نقد علني وواضح للمفاهيم السائدة عن الدين والمرجعيات الاسلامية ؟ لماذا لا تؤسس قناة تلفزية تونسية ثقافية اسلامية بعد نجاح قناة   » الزيتونة  » الاذاعية في فتح حوارات مفيدة  ؟ لماذا لا يفتح حوار حول بعض الملفات المالية والاقتصادية   » الحساسة « ؟؟  لماذا لا يتحسن دور وسائل الاعلام العمومية والخاصة .. لتصبح لتونس صحف وفضائيات اذاعية وتلفزية سياسية واثقافية واخبارية تنافس فعلا وقولا مئات الفضائيات  » التحررية  » الخليجية ؟ لماذا لا يستفيد بعض المسؤولين من الكفاءات الوطنية المستقلة والخبراء المخلصين لتونس ورموزها رغم بعض مواقفهم  النقدية ؟ لماذا لا تتنوع أساليب مقاومة مظاهرالتسيب الاداري مع توسيع هامش الحريات في البلاد؟ لماذا لا يتمكن الشباب دائما من التعبيرعن رأيه بحرية حول كل القضايا دون  » روتوش »؟؟ لماذا لايكون للشباب ميثاق وطني جديد يساهم في صياغته يكرس مشاغله ويتفاعل مع طموحاته ..بعيدا عن وصايةالكبار؟ لماذا لا يتمكن الشباب احيانا أن يسال بصراحة : لماذا ؟ www..tunisworld.com موقع الصحفي كمال بن يونس


رسالة مفتوحة إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

سالم الحداد ـ تونس
مواطن عادي من ملايين العرب الذين يحملون همّ هذه الأمة، تابع مسيرة القمم  العربية والإسلامية وما أصدرته من قرارات سياسية واقتصادية وأيقن كبقية المواطنين أنها حبر على ورق، لأن أنظمتنا في معظمها إن لم أقل كلها لا تملك حرية اتخاذ القرار. فبعد أن اختارت أن تكون معزولة عن شعوبها وأن تتخلى عن طموحاتها في الحرية الوحدة والتحرر، صارت محكومة بمجموعة من الإكراهات يصعب الانفلات منها.  ومن أهمها: 1 ـ الارتهان السياسي للقوى الكبرى انتهى في وطننا العربي مبدأ سيادة الدولة وصار بإمكان القوى الكبرى في العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أن تتدخل بصفة مباشرة كما حدث في العراق أو أفغانستان، أو بطريقة غير مباشرة كما يحدث في كل يوم عن طريق الوكلاء والسفراء والقناصل سرا وعلانية. فبالإضافة إلى نفوذها الاقتصادي، فقد أقامت قواعد لها على أراضينا أو قبالة شواطئنا، وهي بذلك تُشعر أولي الأمر منا أنها مستعدة لحمايتهم متى انضبطوا، فلا تهتز عروشهم  ولا تتزحزح كراسيهم، وهي كذلك مستعدة لأن تعصف بهم متى اعترضوا أو حتى فكروا في الاعتراض على إستراتيجيتها . 2 ـ التبعية الاقتصادية  أجبرت العولمة  الدولة الوطنية على الانصياع لإملاءاتها فانخرطت في منظمة التجارة الدولية بعد أن فوتت  في القطاع العام وأعادت الهيكلة الاقتصادية وفتحت الحدود وأزالت كل الحواجز والعراقيل التي تعطل انسياب رؤوسأموالالأأأ أموال الشركات  العابرة للأوطان والأمم والقارات. ولا مجال  لأن نستثني من هذه التبعية  لا الدول الغنية التي يستند اقتصادها إلى العائدات البترولية ولا الدول الفقيرة التي تعول على طاقاتها البشرية. فالأولى مرتهنة بقيمة الدولار وبالإيداعات الضخمة في البنوك العالمية، وأما الثانية فهي مرتهنة بالقروض والمساعدات التي تتلقاها وتحل بها جزءا هاما من أزماتها الاجتماعية. 3 ـ  توطّنُ هاجس الخوف تمكنت  القوى الكبرى في العالم من أن تزرع الرعب  في قلوب أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،عندما شهرت في وجوهم عدة أسلحة فعالة منها:  أ ـ سلاح الديمقراطية وحقوق الإنسان  الديمقراطية مطلب شعبي وطموح بشري لأنه ينزل الإنسان المنزلة الإنسانية التي هو جدير بها كذات حرة وفاعلة ومسؤولة، لكنكم لم تحسنوا توظيفها لفائدتكم ومصلحة شعوبكم فبدلا من أن تشرعوا بها وجودكم في السلطة حولتها الإمبريالية العالمية ـ عدوة شعوبكم وعدوتكم ـ  إلى سلاح ذي حدين توظفه بما يتلاءم مع مصالحها، فهي من ناحية لحن  سحري شذي تعزفه لإغراء الشعوب التي عانت وما زالت تعاني من ويلات الاستبداد، لكنها تطمعها دون أن تطعمها، وهي من ناحية أخرى سلاح حاد تشهره  في وجوهكم متى استشعرت منكم ترددا في تنفيذ مخططاتها. ب ـ الإرهاب منذ أحداث11 سبتمبر2001  أصبح العرب والمسلمون متهمين في ثقافتهم وفي تصرفاتهم ، فثقافتهم هي التي فرخت عناصر الإرهاب،وهؤلاء هم الذين ضربوا قلب المدن الأمريكية والأوروبية. كل ذلك تمّ في ظل الأنظمة  الحاكمة، فهي مسؤولة عن كل ذلك رضيت أم رفضت، وهي عقب أشيل  الذي تبحث عنه القوى العظمى لأسر الأنظمة العربية، ولا يمكن فك عقالها إلا بالانخراط الكامل في الإستراتيجية الأمريكية والعمل على: 1 ـ محاربة « الإرهاب »  لقد صارت الحكومات العربية ملزمة ـ شاءت أم أبت ـ بمحاربة الإرهاب انطلاقا من المنظور الأمريكي سواء أكان منتميا للقاعدة أو للمقاومة الوطنية.وذلك ب: أ ـ ملاحقة المشتبه فيهم داخل الوطن أو خارجه  وتقديم المعلومات عنهم والقبول بترحيل أو استقبال المسجلين على قوائم المتهمين أو المحاكمين. ب ـ تجفيف منابع الفكر الديني  » المتطرف  » في المؤسسات التربوية والثقافية بحجة أنه خطاب تحريضي إرهابي. والاستعاضة عنه بثقافة المجتمع الاستهلاكي، ولم تتخلف هذه المؤسسات عن الاستجابة لهذا الطلب كليا أو جزئيا. 2 ـ التطبيع مع الكيان الصهيوني  هذا ما حاولت أن تقوم به المبادرة السعودية التي تبناها مؤتمر بيروت،  غير أن هذا الكيان لم يقبلها لأنه يرفض التطبيع الجماعي المشروط ، فهو يريد أن  يملي شروطه لا أن تملى عليه الشروط ، وهذا لا يتيسر له بغير التفاوض المفرد المعزول وهو ما عرف  » بتعدد المسارات « . والكثير من الدول العربية تمارس التطبيع سرا وعلانية استجابة للرغبة الأمريكية وطمعا في الرأسمال اليهودي. 3ـ التصدي للخطر الإيراني بعد أن تعاونت الولايات المتحدة مع النظام الإيراني لإسقاط نظام صدام حسين، حولته إلى محور للشر يهدد المنطقة ويعمل على ابتلاعها،وهذا ما أدخل الفزع  على حكام منطقة الخليج فهرولوا نحو الدول الكبرى للتسلح اتقاء للحرب مع إيران أو استعدادا لها. 4ـ  تعزيز ميزانيات القوى الكبرى إن ما يميز السياسة الأمريكية أنها تخلق المشكل وتزعم أنها تملك الحلول، تزرع الداء وتوهم بامتلاك الدواء، فبعد أن بثت الرعب في صفوف الدول الخليجية من الخطر الإيراني المزعوم قدمت العروض المغرية لتسليح جيوشها، وهي بذلك تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد : تعقد صفقات تجار خيالية ببليارات الدولارات لبيع الأسلحة الإستراتيجية وفي مقدمتها الطائرات والدبابات  والذخائر والمفاعلات النووية وغيرها دون السيطرة على تقنياتها، وبذلك تعيد الدول الصناعية امتصاص عائدات البترول الذي اشترته مادة خاما. وبهذه الأسلحة تجهز جيوشا للقتال عنها بالوكالة، كما فعلت الجيوش العربية عند استرجاع الكويت وكما تفعل أثيوبيا الآن في الصومال. وبالإضافة إلى المهام الأربعة المندرجة ضمن الإستراتيجية الأمريكية فإن دول المغرب العربي تكفلت بمهمة خاصة بأوروبا ألا وهي : 5 ـ الحزام الأمني الاجتماعي حاولت الدول الغربية  في العقود الأخيرة أن  توقيف موجات الهجرة المتدفقة من الجنوب، فسنت الكثير من التشريعات التي تحد من الانسياب نحوها، لكنها لم تفلح إلا بشكل محدود، فالمجاعات في إفريقيا والبطالة في دول المغرب العربي جعلت أوروبا مهددة بالجراد البشري الذي لا يعرف لا الحدود والسدود.وحتى تضع حدا لهذا الزحف، فإنها أوكلت هذه المهمة إلى دول الشمال الإفريقي فشكلت حزاما أمنيا يحميها، ويبدو أنها قبلت بهذا الدور. لكل هذه الاعتبارات فليس لي أي وهْم بأن القمة  العربية ـ  كالقمة الإسلامية ـ ستكون أفضل من سابقاتها، فمن الأكيد أنها ستكون اجترارا للماضي، فهي محكومة بعوامل الخوف والعجز التي فرضت عليها الانضباط للمهام المحددة سلفا، لذا لا أتوقع أن تكون قادرة على حل المشاكل المستعصية ولا المساهمة في حلها: فهل تستطيع أن ترفع الحصار عن غزة أو توقف تمدد الاستيطان، هل بإمكانها أن تجاهر بدعم المقاومة في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان؟ هل تستطيع أن تساهم في حل قضية دارفور التي تحولت إلى مشكلة دولية؟ هل هي قادرة على إيقاف التدمير في العراق أو حتى على رأب الصدع بين الفلسطينيين واللبنانيين ؟ هل بإمكانها أن تحول الأموال المودعة بالبنوك الأوروبية والأمريكية إلى الدول العربية الفقيرة لتخفيف أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية؟  لقد انتزعت الولايات المتحدة من أيدي المسؤولين العرب  كل هذه الأوراق بما في ذلك ورقة مراقبة  الحدود العراقية وملاحقة المقاومة. ألم  تخترع طريقة أنجع حيث حركت شيوخ العشائر فشكلوا مليشات الصحوات للتصدي للمقاومة؟ وهذا أصبح قناعة كل من يتابع وضعنا العربي. لذا لا أعتقد أن هناك من ينتظر صدور مواقف أو قرارات من القمة العربية يمكن أن تساهم في حل مشاكلنا السياسية أو الاقتصادية أو حتى أن تخفف منها. نتيجة لهذه القناعة فإني لست من الذين ينتظرون من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أكثر مما يستطيعون » لا يكلف الله نفسا إلا وسعها  » لكني ألفت انتباههم إلى مسألة حيوية، ومع حيويتها فهي لا تحرجكم أمام جبابرة العالم  لكنها تنفعكم أمام شعوبكم إذ هي تساهم في المحافظة على استمرارية وجود الأمة وتأكيد ثوابتها خارج الوطن العربي، وأعني بذلك الهوية العربية الإسلامية  للمواطنين العرب والمسلمين في بلدان المهجر وبالتحديد في أوروبا وأمريكيا الشمالية والجنوبية. لعلكم تعرفون أن عدد المهاجرين من العرب والمسلمين بلغ حوالي 20 مليونا موزعين كالتالي:  ـ 5 ملايين في الولايات المتحدة من 280 مليون،  ـ 15 مليونا في أوروبا( الخمسة عشر من مليون375  )  ـ غير المهاجرين في أمريكا الجنوبية الذين لم تتوفر إحصائيات كافية حولهم.  وهي نسبة هامة إذا أخذنا بعين الاعتبار الحيز الزمني لتواجدهم وهو 40 عاما تقريبا. وهذه النسبة اعتبرها بعض العنصريين ناقوس خطر يؤذن بتحول هذه الجالية إلى قوة فاعلة في بلاد الهجرة ليس على المستوى الديمغرافي فقط بل أساسا على المستوى الحضاري.  ولا تخفى عنكم أيضا الظروف التي حفت بهجرتهم، إن المهاجرين كانوا على صنفين : عمال الساعد وعمال الفكر، فعمال الساعد هجروا أوطانهم هروبا من الفاقة وبحثا عن لقمة العيش بعد أن عجزت الدولة الوطنية عن توفيرها لهم. وعمال الفكر فضلوا المنفى الاختياري بحثا عن مثابة فكرية تحترم الطاقات العلمية وتوفر فرص الخلق والإبداع وتمنحهم الحرية. خلال هذه العقود الأربعة تواجدت على الساحة الأوروبية ثلاثة أجيال، وكان هناك  اطمئنان على الجيل الأول الذي تحول إلى أوروبا ببرنوسه وجلبابه وشاشيته وعقاله يتخلى عنها في المطار عند الرحيل ويسترجعها عند العودة، وكان الجيل الثاني مشكوكا في استمرارية انتمائه الوطني والحضاري، فقد تشده أوروبا إليها بإمكانياتها ومغرياتها، أما الجيل الثالث فلم يكن هناك مجال للشك في ذوبانه حسا ومعنى.غير أن الواقع أكد عكس كل هذه التوقعات، فالجيل الأخير هو أشد الأجيال تمسكا بهويته.وبلا شك أن التمسك لم يكن نتيجة لبرامج توعوية تثقيفية وضعتها الحكومات وسهرت على تنفيذها، بل إنه جاء  ـ في مجمله ـ كرد فعل عفوي على التحديات والاستفزازات التي تعرضت لها الجاليات العربية والإسلامية، مما دفعها لأن تعمل من أجل إثبات وجودها بأشكال مختلفة. فأنشأت النوادي الثقافية و شيدت دور العبادة وكونت العديد من المنظمات الاجتماعية والثقافية وأقامت المعارض والبعض اقتحم الفن السابع. بلا شك أن بعضها وجد الدعم المادي من بعض المؤسسات أو الحكومات التي كانت تحرص ـ بدوافع سياسية ـ على احتواء الجالية وليس انطلاقا من خلفية حضارية. غير أن هذا المجهود يبقي محدودا وغير قادر على مواجهة التحديات التي تتعرض لها الجالية العربية والإسلامية في الظرف الراهن وقد تزداد الأوضاع صعوبة في المستقبل المنظور.فما هي أبرز هذه التحديات؟ طيلة الفترة السابقة كان الاستفزاز يأتي من مصدرين، هما اليمين الأوروبي العنصري والصهيونية، فهذا اليمين كان يستغل ورقة المهاجرين في المناسبات الانتخابية ويعتبرهم مصدر كل الشرور التي تنتشر في أوروبا: البطالة والإجرام والمخدرات. وفي السنوات الأخيرة التحق اليمين الرسمي وعزف على نفس الاسطوانة، وأبسط  شاهد على ذلك هو الرئيس ساركوزي الذي كانت له جولات مع شباب الضواحي من أبناء المغرب العربي.أما الصهيونية فكانت تستثمر كل الحوادث الاجتماعية والأحداث السياسية  لتوجه أصابع الاتهام للعرب باعتبارهم من هواة العنف ومناهضين للسامية .  وفي السنوات الأخيرة ظهر خطاب جديد معاد للعروبة والإسلام، لم يكتف بإدانة تصرفات العرب أو المسلمين بل اتجه هجومه إلى الإسلام كعقيدة وشريعة وثقافة وتاريخ باعتباره أهم مكون لحضارتنا العربية الإسلامية. وهذا يذكرنا بالحرب الباردة التي كانت فيها الشيوعية هي المستهدف.ومن هنا فإن الصراع ليس صراعا سياسيا بقدر ما هو صراع حضاري بخلفية سياسية.  ومع هذا الصراع الجديد اتسعت رقعة الأعداء حيث دخلت على الخط تيارات فكرية وأحزاب سياسية وفرق دينية وزعماء بارزون بل ورسامون ومخرجو أفلام وكتاب ورهبان وأحبار. ولم تكن كل هذه الأطياف معنية بهذا الصراع من قبلُ. وعلى سبيل المثال فإن المسيحية لم تجاهر أبدا بعدائها للإسلام رغم المفارقة بين الديانتين، بل إن الكنائس في أوروبا كانت تقدم الدعم المادي لمن يلجأ إليها من المسلمين ، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت معركة الحجاب وهي بعيدة كل البعد عن الشكل الخارجي، فالحجاب أخذ بعدا رمزيا للصراع الحضاري بين أنصاره وأعدائه، كما أن بابا الفاتيكان لم يتردد في التشكيك في عمق العقيدة الإسلامية، وفي أمريكا  ظهر أكبر تيار ديني متصهين هو تيار الكنيسة الإنجيلية، هذا بالإضافة إلى تيار المحافظين الذي ضم كبار المفكرين والخبراء ورجال الإعلام والاستراتيجيين. كما لا يمكن أن نغفل عن الساحات الأنجلو سكسونية المعروفة تاريخيا بتسامحها، فقد تحركت فيها تيارات عنصرية أكثر شراسة من التيارات اليمينية في أوروبا اللاتينية الكاثوليكية. ولم يبق الصراع منحصر في الشرائح النخبوية،فالنافخون في لهيب المعارك  من وسائل الإعلام عملوا على الوصول به إلى الشارع الأوروبي الذي لا يعتني عادة بمثل هذه القضايا، وهذا ما كشفت الصور الكاريكاتيرية والفيلم الذي ظهر الذي ظهر للمرة الثانية بحلقاته السابقة واللاحقة بعنوان » ما يجب على أوروبا أن تعرف عن الإسلام ». كل هذه التيارات والحركات كانت تستهدف بالدرجة الأولى تشويه صورة الجاليات العربية والإسلامية المتواجدة على أراضيها ومضايقتها والتشكيك في عقيدتهم وفي بنيتهم الفكرية.  ومن حسن الحظ أن هذه الجاليات أفرزت العديد من الشخصيات الفكرية ومن المنظمات الاجتماعية والثقافية التي امتلكت آليات المجتمع الأوروبي والأمريكي و أتقنت كيفية التعامل معه، واستطاعت أن تحجز لها ولقضايا أمتها  ـ وفي مقدمتها القضية الفلسطينيةـ  مقعدا في الجامعات وفي المنابر السياسية والثقافية وأن تنافس اللوبي الصهيوني في عقر داره. ومع ذلك فإنها مازالت غير قادرة على مواجهة إشكاليات الواقع الجديد.  إن الكثير من المشاكل التي تعرضت لها وما زالت، تعود إلى غياب الوعي بإشكاليات تواجدها بين وطنها وموطنها بين الوطنية والمواطنة، بين نظرتها لنفسها ونظرة الآخر لها. إن معظم أبناء هذه الجالية لا يمتلكون إلا حمية الانتساب الحضاري لكنهم يجهلون مكوناته، وبالتالي إمكانية الدفاع عنه. أليسوا في حاجة أكيدة إلى معرفة دعائم هويتهم الحضارية من لغة وثقافة حتى يعرفوا من هم ؟ أليسوا في حاجة إلى معرفة المكونات الحضارية للآخر حتى يعرفوا كيف يتعاملون معه؟ وإذا استوعبوا ذلك، سيكونون ـ بحكم تواجدهم في مناخ يوفر حرية الرأي والتعبيرـ أقدر على الإجابة عن الكثير من التساؤلات السياسية والحضارية المطروحة على الساحة الأوروبية حول الإسلام. وقد يرون فيه حلا لقضايا وجودية إنسانية تقوم على ثنائية  التوازن بين المادة والروح تنقذ المجتمع الأوروبي من تداعيات الرؤية الأحادية الفردية وتنقذنا نحن من النظرة التقليدية التي تحصر الإسلام في إقامة الحدود.  وبهذا تكون الجاليات قلاعا حضارية وسياسية متقدمة تدافع عن قضايا الأمة وتسهم في حل الأزمات الإنسانية متسلحة بمرجعيتها الحضارية وبالمنزع العقلي الحر الذي توفر في أوروبا  أكثر مما توفر في وطننا العربي. فهل تجد هذه القلاع من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ولو جزءا بسيطا من اهتماماتهم يمكّنها من أداء دورها الحضاري والإنساني؟ فهل هي جديرة بأن تحظى بمقعد في القمة ولو مقعد ملاحظ يكون قناة اتصال وتواصل مع عالم يزداد  عدائية وتعقيدا كل يوم؟./. جريدة الشعب التونسية 28 مارس2008  


 

إقالة نائب رئيس مديرية سانت بفرنسا دفاعا عن واجب التحفظ أم حماية لإسرائيل ؟

     

أفاد مصدر من وزارة الداخلية الفرنسية يوم الاربعاء19 مارس انه تمت إقالة موظف كبير بعد أن نشر مقالة عنيفة ضد إسرائيل علي موقع الكتروني يوم 13 من نفس الشهر. وأضاف المصدر أن وزيرة الداخلية ميشال اليو ماري أحيطت علما بمحتوي المقالة وقررت علي الفور وضع حد لمهام  برونو غيغ نائب رئيس مديرية سانت( جنوب غرب فرنسا ). وقد نشر غيغ كتبا عدة منها  » الشرق الأوسط: حرب الكلمات  » إضافة إلي مقالات حول الوضع في الشرق الأوسط.  .لقد أثارني هذا الخبر مثلما أثار غيري . فماذا قال الرجل ليستحق تنحيته من مهامه والحاقة حسب ما ذكرته بعض المصادر بوظيفة مدنية الأمم المتحدة وقضايا حقوق الإنسان                                                         ّ * لقد خاض الرجل في قضايا في منتهى الراهنية والحساسية في مقال يرد فيه على مجموعة من المثقفين نشروا رأيا بصحيفة لوموند الفرنسية يوم 27 فيفري يتهمون فيه الأمم المتحدة بخيانة مبادئ حقوق الإنسان على خلفية المواقف الصادرة أخيرا سواء عن بان كي مون أو عن المتحدثة الرسمية باسم الأمم المتحدة فيما يخص ثلب العقائد .وعلى خلفية القرار الذي صادقت عليه في 30 مارس 2007لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تحت عنوان  « مقاومة ثلب الأديان » يرى غيغ أن النص الصادر عن هذه الهيئة  » معتدل ومتوازن « إذ يؤكد على حق الجميع في حرية التعبير التي يجب أن تمارس بطريقة مسؤولة ويمكن أن تخضع إلى الحدود التي تفرضها القوانين وهي حدود ضرورية من اجل صيانة حقوق الغير وسمعته وحماية الأمن القومي والصحة والأخلاق العامة . إن هذه المبادئ حسب رأيه لا تختلف جوهريا على القانون الوضعي المعمول به في أغلب البلدان الأوربية إذ أن الدول الغربية عموما قد أحاطت هي الأخرى حرية التعبير هذه بقيود وتضييقات تحددها القوانين . فحرية التعبير في معظم الأنظمة الجزائية لا تبيح الثلب أو التجريح أو كل الأقوال التي توحي بأي ميز عنصري أو ديني .  إن الأمر أوضح بكثير أحيانا لان بعض القوانين الفرنسية أو الغربية عموما تجرم مراجعة  بعض الحقائق التاريخية التي نصت عليها القوانين وتنزل العقاب بكل من يتجرا على التشكيك فيها وباسم هذا القانون يحكم على المؤرخين بالسجن لتجرّئهم على مناقشة بعض تفاصيل المحرقة .ومن غير الخافي على احد أن مضمون هذا القرار متصل شديد الاتصال بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد الإرهاب إذ أن المجلس يعلن انشغاله العميق لانتشار الصور المنمطة للأديان التي تروج هنا وهناك وبمظاهر اللاتسامح والميز في ما يتصل بالأديان و العقائد كما يعبر عن انشغاله  من محاولة الربط بين الإسلام والإرهاب والعنف ومن الاعتداء على حقوق الناس ويشير في كثير من القلق إلى تكثف حملة ثلب الأديان والى الإشارة المغرضة إلى الأقليات المسلمة منذ إحداث 11 سبتمبر . ويؤكد غيغ في هذا الصدد انه عندما يعني الامرالامم المتحدة فاننا لا نستغرب كل هذا الحقد الموجه إلى المنظمة الدولية من قبل المتحدثين باسم المحافظين الجدد على الطريقة الفرنسية إذ أن قرارات مجلس حقوق الإنسان مثلما هو الأمر بالنسبة إلى مقررات الجلسة العامة للأمم المتحدة وبخلاف مجلس الأمن قد تجرأت حين وضعت محل تساؤل القمع الإسرائيلي في الأرض المحتلة. إن الأعضاء ال 47 لمجلس حقوق الإنسان المنتخبين من قبل نظرائهم يتمتعون بنفس الحق في التصويت ، وان الحساسية التي تعبر عن نفسها هنا تعكس بلا شك الرأي السائد الذي ليس هناك ما يبرر سكوته عن الجرائم الإسرائيلية كل ذلك رغم علم الجميع بان قرارات هذه اللجنة رمزية وليس لها أي طابع إلزامي . ولكن غيغ لم يكتف بذلك إذ صرح بان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يقتل فيها (قناصة) فتيات لدي خروجهن من المدرسة . وسخر أيضا من السجون الإسرائيلية حيث يتوقف التعذيب بحكم القانون الديني خلال السبت اليهودي سياسة المكيالين مرة أخرى                                                 *    . إن تصريحات برونو غيغ وإقالته من منصبه تثير فينا بعض الملاحظات وبعض الأسئلة  1) لبدأ أولا بواجب التحفظ هذا الذي عزل بموجبه الموظف الفرنسي وبدون الدخول في جزئيات هذا القانون يجدر بنا أن نذكّر مثلما فعلت ذلك بعض التقارير أن الرجل كان يتحدث كخبير في القضايا السياسية فهو كما أسلفنا قد نشر كتبا عدة منها  « الشرق الأوسط: حرب الكلمات  » ولم يكن يتحدث بصفته نائب محافظة سانت . صحيح أن القانون الفرنسي مثل غيره من القوانين يخضع حرية التعبير لدى الموظف وخاصة رجال الأمن والقضاة إلى حدود باسم واجب التحفظ ولكن هذه القيود حري بها أن تلتزم بمقتضيات القانون المتعلق بهذا الواجب وهو قانون لا يلاحق المسؤول الإداري إلا إذا كان إخلاله بهذا الواجب من شانه المساس بالأمن القومي أو بسلامة الأراضي الوطنية  أو بالأمن العام أو بحماية النظام والتوقي من الجريمة أو حماية الصحة والأخلاق العامة وسمعة وحقوق الأفراد مع التأكيد على أن هذه القيود لا بد أن تلتزم بالحقوق الديمقراطية المكفولة دستوريا لكل مواطن. 2)إن العقوبة الصادرة في حق هذا المسؤول الأمني تدل بشكل صارخ أن حرية التعبير التي يتباكى عليها البعض عندما يعني الأمر المساس بمعتقدات الأقليات الأجنبية لا تمارس بشكل عادل فإذا كان الفرنسي مسؤولا أو غير مسؤول له الحق أن يدين أية دولة أو يندد بسياستها وله الحق أيضا أن يسخرمن أي دين أو أي معتقد أو أية شخصية مهما علا مركزها فان هناك استثناء على هذه القاعدة عندما يعني الأمر إسرائيل ومصالحها أو حتى عندما يعني الشباط اليهودي وقداسته 3)إن هؤلا ء المثقفين الذين يخشون رجوع الله إلى ساحة السياسة حين يهاجمون قرار لجنة حقوق الإنسان لايعرفون ما يقولون إذ يتناسون عمدا ومع سبق الإضمار أن إسرائيل دولة طائفية بامتياز تلك الدولة التي قامت منذ نشوئها على الالتزام المطلق بتحقيق الوعود التوراتية المقطوعة  للشعب اليهودي وتحقيق الحد الأقصى من الطموحات وهو ما يعبر عن صدور العمل السياسي الذي يريد البعض تخليصه من حكم الله عن مقتضيات تستمد صدقها من أصل متعال لا مجال للتشكيك أو المساومة فيه 4) إن الرأي العام الفرنسي، والأوروبي بصفة عامة، بدأ يشمئز من الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ويعي محترفو  الدعاية الصهيونية ذلك جيدا، لذلك يتصدون بشراسة لكل من تخول له نفسه انتقاد الدولة العبرية. وهم يلجؤون في سبيل ذلك و عبر كل وسائل الدعاية إلى إخراج الموتى من قبورهم وتأجيج الشعور بالإثم واحياءصور المحرقة من أجل ابتزاز العقول والجيوب . 5) إن إقالة الرجل تعكس بلا شك الموقف السياسي لفرنسا ولأوروبا عموما التي اختارت أن تحتفل مع  إسرائيل بعيد ميلادها الستين فتغذي بذلك تحالف الصمت إزاء سياسة التفرقة العنصرية التي تطبقها هذه الدولة مستخدمة في ذلك نفس الخلط القديم المتعمد بين انتقاد إسرائيل والتصدي لها وبين معاداة السامية كل ذلك في وسط مناخ جديد يتسم بالتغيير الذي أحدثه الرئيس ساركوزي في الدبلوماسية الفرنسية حين انحاز أكثر للرؤية الأمريكية حيث يجد الاهتمام بإسرائيل جذوره في الكتاب المقدس وفي الاشتراك في نفس الزعم المرتبط  » بالشعب المختار » هذه الأفكار التي راجت حين دخل إلى حلبة السياسة الأمريكية  اليهود المسيحانيون بكل آمالهم الموضوعة في الصهيونية المسيحية وما أسفر عنه ذلك من دفع الانجليين الأمريكيين إلى ممارسة لوبي قوي سواء في الكونغرس أوداخل البيت الأبيض نفسه .  6)إن حرية التعبير الذي يتنادى به البعض مستعملين نفس لغة التأثيم القديمة  » إنهم يخلطون بين السياسي والمقدس  » يصمتون حين يلاحظون أن هذا المبدأ يخون ذاته حين يستبدل تسييس المقدس بتقديس السياسي وحين يسيّجون – بواسطة تأويلاتهم المنحازة للقانون – الدولة المنتزعة من قلب الأحادية ، والمرتبطة بذاكرة المعبد القديم ومستقبل دولة الاستثناء ، مكرسين بذلك للخلط المقيت بين انتقاد إسرائيلي ومعاداة السامية متشربين حتى الثمالة سياسة المكيالين تلك التي تفقد صوتها حين يعني الأمر الدولة التي ترعاها الأموال وسياسة الصمت الآثمة هل يمكن أن ننهي هذا المقال دون أن نتوجه بكلمة هي أكثر من عتاب إلى أبطال العقلانية واللائكية العرب لنقول لهم أن قضية غيغ لا تختلف في شيء عن قضية سلمان رشدي اوتسنيمة نسرين او الرسام الدنمركي صاحب الفن النبيل فهنا أيضا تنتهك القداسة أم أن الدفاع عن » المقدس » بضاعة رائجة في سوق الايدولوجيا النافقة جدا هذه الأيام.؟ عبدالسلام الككلي

خوف عربي شامل من سلطة الإعـلام الجديد !

مرسل الكسيبي (*)   سؤال طرحته على نفسي كما أطرحه على القارئ : لماذا تخاف بعض حكوماتنا العربية من مدون أو صحفي أو كاتب ليس له من زاد الا قلم وحاسوب ربما لايكون ملكا شخصيا وانما يكون على ملك مقهى عمومي ؟!   تابعت على مدار أسبوع كامل أخبار المدونين في منطقتنا العربية , ففوجئت بحجب موقع عربي للتدوين بجمهورية اليمن العربية , والذي مالبث أن رفع الحظر عنه بعد حوالي أسبوع أو أكثر  من انطلاق حركة احتجاجية مضادة على الشبكة العنكبوتية …   وبعد أن رفع الحظر عن هذا الموقع التدويني في جمهورية اليمن وقع غلق أغلب محاضن التدوين ومواقعها على الواب في جمهورية سوريا العربية …   وقبل أسابيع قليلة عرفت المملكة المغربية اعتقالا للشاب المغربي فؤاد المرتضى والذي حاول المزاح على موقع الفايسبوك الأمريكي الشهير عبر تقمصه لاسم مستعار حمل صفة الأمير مولاي الرشيد… الشاب المغربي والمهندس المتخصص في البرمجة الاعلامية شملته ارادة العفو الملكي قبل أيام بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليسدل الستار على مزحة خطيرة كادت أن تضع صاحبها لفترة طويلة وراء القضبان !   في المملكة العربية السعودية يقبع الى حد هذه الساعة المدون السعودي فؤاد الفرحان وراء القضبان بعد أن نشر موضوعات على مدونته تطالب باطلاق سراح بعض الوجوه المحسوبة على التيار الاصلاحي …   المدون السعودي والموجود بالمعتقل منذ فترة تزيد عن الثلاثة اشهر يتلقى نداءات المطالبة باطلاق سراحه من ابنته الصغيرة عبر موقع اليوتوب العالمي المشهور في شكل مقاطع فيديو مصورة ولكن دون جواب يذكر أو احساس بالام زوجته وطفليه الذان وضعا تحت وطأة الفاجعة …   وبالعودة الى بلاد المغرب العربي فان السلطات الموريتانية قامت باعتقال الزميل محمد سالم العامل بجريدة السراج وشبكة منصات قبل حوالي الأسبوع …   ولقد تكرمت بقراءة اخر نص للزميل والمدون سالم  قبل الاعتقال فلم ألحظ مطلقا أي داع لمثل هذا السلوك المثير للحيرة في بلد تقول كل التقارير بأنه يبحث عن نفسه ديمقراطيا وسط منطقة قاحلة وجدباء في موضوعات الدمقرطة والاصلاح السياسي …   في تونس الخضراء أو المحروسة يستمر والى حد هذا اليوم اعتقال الزميل الصحفي سليم بوخذير بعد أن ضاقت السلطات ذرعا بكتاباته في موضوعات ذات علاقة بالشأن السياسي أو بعض مواقع الجاه والنفوذ , وهو ماجعله لايتوانى على اثر طرده من وظيفته بجريدة الشروق التونسية عن متابعة ملفات يعتقد كثيرون بأنها تستحق المراجعة واعادة الترتيب في ظل ماترفعه السلطة من شعارات دولة القانون والمؤسسات …   الزميل بوخذير يستحق اليوم حركة تضامنية واسعة من جمهور المدونين عبر العالم لأنه عشق التدوين وناضل من أجل الكلمة الحرة وترك ورائه طفلا صغيرا وزوجة مكلومة لجراح زوجها القابع وراء قضبان سجن مدينة صفاقس …   نقابة الصحفيين التونسيين تبدو مقصرة كل التقصير بل متخاذلة في حق زميل لايمكن أن نتركه لظروف سجنية قاسية لاتليق بادمية الادمي حتى ولو قالت السلطات بأنه يشاهد من زنزانته شاشة التلفزيون !   زملاء المهنة عبر العالم ومراسلون بلا حدود وقناة العربية وصحيفة القدس العربي وصحيفة وطن الأمريكية وصحيفة المصريون وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ومنظمة حرية وانصاف عليهم واجب أخلاقي عظيم تجاه قضية الزميل سليم بوخذير اذ أن نشاطه الاعلامي أو الحقوقي أو السياسي مع هذه الهيئات والمؤسسات يحتم اليوم رد الجميل عبر ممارسة ضغط عالمي يعجل بفك قيود أسره …   ولا ننسى أيضا قضية عشرات أو مئات الأقلام التونسية المتواجدة بالمنفى نتاج وضع سياسي واعلامي تونسي غير طبيعي أخجل من الكتابة عنه مجددا في معرض الحديث عن واقع التدوين والكتابة وحرية الاعلام في ربوع هذا الوطن العربي …   ولايبرر شيوع مثل هذه الممارسات المتنافية مع حرية الاعلام والابداع والتعبير في اكثر من بلد عربي استمرار هذه الظواهر الكئيبة في ربوع منطقتنا , بل ينبغي التفكير عمليا في تقوية هياكل حماية أصحاب المهنة مثلما هو الشأن مع قطاع المحاماة والمحامين الذي يبدو أنه افتك مساحة من الحصانة الدولية التي تحسب لها السلطات ألف حساب .   عموما لابد أن نفكر سويا كمدونين تونسيين في انشاء رابطة أو هيكل نقابي يحمي الجسم التدويني التونسي على الصعيد الدولي , وهو ماأراه مهمة عاجلة وضرورية لابد ان تجعل من أولوياتها اطلاق سراح الزميل بوخذير ومنع تجدد مأساة الصحفيين والمدونين في ربوع بلدنا ومنطقتنا , كما أرى أنه من الضروري العمل على الصعيد التونسي والمغاربي من أجل افتكاك مساحة حقيقة ومعتبرة للاعلام الحر والبديل كخطوة هامة وحتمية على طريق الاصلاح السياسي والحقوقي الشامل …   وعودة الى السؤال الذي انطلقت منه في التعبير عن أوضاع المدونين والصحفيين والكتاب العرب , فان الجواب يكون في تقديري رهين مدى ثقة الرسمية العربية في منجزاتها و وهو مايجعلها تنوأ بنفسها عن مسالك الحجب والحظر والاعتقال كسلوكيات لاتليق بمجتمع رسمي عربي يوضع اليوم تحت المجهر في الشرق والغرب نتيجة تعطل مسار الإصلاح وتخلف قاطرة التحديث السياسي والإعلامي…   (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية   (المصدر: مدونة مرسل الكسيبي بتاريخ 2 أفريل 2008) الرابط: http://morsel-reporteur.maktoobblog.com  

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين   الجم، في 2 أفريل 2008   الرسالة رقم 429   بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي والاسلامي  

نعي و تعزية من الأعماق للفقيد المناضل المرحوم عمر بن حامد رجل الوفاء والإخلاص   « كل نفس ذائقة الموت » صدق الله العظيم

 

 
و لا مرد لحكم الله و قضائه – فجعت العائلية الوطنية الكبرى و جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. بنبأ وفاة المناضل المغفور له المرحوم عمر بن حامد أمين مال جمعية الوفاء الذي وفاه الأجل المحتوم يوم 31 مارس 2008 عن سن تناهز 74 سنة – حيث أن المرحوم من مواليد 1934 و قبل وفاته بخمسة أيام يوم 27/03/2008 كان لنا لقاء معه بالعاصمة وشاءت الأقدار الالهية ان كان معنا الأخ محمد الصغير داود رئيس الجمعية الذي غاب عنا حوالي 8 أشهر و أقعده المرض و كانت فرصة تاريخية لنا في هذا اللقاء الأخوي المنعشق الصريح و استمعنا بكلمات أخونا الأكبر عمر بن حامد الرجل البشوش صاحب النكتة و الملاحظة الهادئة و القول الحكيم.   وقد كان حديثنا يدور حول الوفاء للحزب و الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و عيد الاستقلال الوطني و الذكريات الوطنية المجيدة – وكعادته كان الأخ الأكبر عمر بن حامد الرجل الوفي المخلص للخط والنهج الوطني و الروح و الأصلة الوطنية – و لا غرابة في ذلك فالرجل ولد و ترعرع في مدرسة الحزب و تحمل مسؤولية رئاسة الشعبة الدستورية عام 1955 و هو في سن 21 سنة و كان مناضلا وطنيا و قاوم الاستعمار الفرنسي في الجنوب وهو أصيل منطقة قرماسة ولاية تطاوين و شارك في الثورة و يحمل بطاقة المقاومة و واصل رسالته الحزبية طيلة 40 سنة من 1955الى 1994 تاريخ حصوله التقاعد من شركة النفط الستاب –   و في 21/04/2003 اتصل بي و شكرني على مقال نشرته في جريدة الصباح حول ذكرى وفاة الزعيم الراحل و في 31/03/2005 كان لنا لقاء أخوي و عرض عليا التفكير في تكوين جمعية للمحافظة على تراث الزعيم التاريخي بورقيبة رحمه الله و في 05/04/2005 طلب مني أن أحضر موعدا للتحاور معه و مع الأخ محمد الصغير داود حول تجسيم الفكرة و فعلا تقابلنا في 07 أفريل 2005 و تم الاتفاق على بلورة فكرة تكوين الجمعية و تعهدت بصياغة البيان و الميثاق للجمعية و في 23/04/2005  بعد الاستماع الى خطاب الرئيس بن علي حول يوم الجمعيات أخذت بعض الأفكار من الخطاب حول تكوين الجمعيات ذات الطابع الوطني و البعد النضالي و المحافظة على التاريخ الوطني مثل تاريخ زعيم الوطن .   و استكملت البيان و في 27/04/2005  تقابلت مع الأخوين صاحبي المبادرة عمر بن حامد و محمد الصغير داود و أطلعتهم على فحوى البيان و قد عبرا عن إعجابهما بالصياغة و بنور البيان و أهداف الجمعية السامية و طلبوا مني طبع هذا البيان و رجا الأخوين أن لا أضيف أي كلمة أو جملة نظرا لشمولية ما جاء فيه . و منذ يوم 29/05/2005 بعد تكوين الجمعية و المصادقة على القانون الأساسي و البيان و اختيار أعضاء الجمعية – أصبح لقاءنا يوميا و ازدادت العلاقات متانة و صلابة و أخوة صادقة . و ازداد الحب و الوفاء و الإكبار لبعضنا و كان الأخ عمر بن حامد دوما حريصا على جمع الشمل و توحيد الصف و البحث على دعم عمل الجمعية تلك قمة الوفاء والإخلاص و البحث العميق على نجاح أهداف الجمعية المؤقتة وانتظار يوم الفرح الأكبر بالتأشيرة ….   و لهذه الخصال والصفات أحببته و قدرته و ازداد إعجابي به وكان لي بمثابة الأخ الأكبر النصوح والوفي و الكريم فهو من أكرم ما عرفت هو الذي يبادرك بالتحية و المكالمة الهاتفية و له وفاء خاص ودوما مبتسم و النكتة دائما حاضرة عنده  وكان آخر لقاء معه يوم 27/03/2008 بالعاصمة و في يوم غرة أفريل 2008 الساعة الخامسة والربع مساء خاطبني الأخ عبد الحميد العلاني الكاتب العام المساعد للجمعية و أعلمني بشيء من الهدوء و التأثر العميق بخبر وفاة الأخ الأكبر الحنون عمر بن حامد و أنا في منطقتي لحضور مأتم فرق قلت له الله أكبر و انا لله وانا اليه راجعون رحمه الله الفقيد العزيز و اسكنه فراديس جناته و انا لله و انا اليه راجعون و رزق أهله و ذويه و بناته و ابنه منصور و حرمه و ابناء عمه مزيد الصبر و السلوان و الله أكبر وعزاءا جميلا لأعضاء الجمعية والى اصدقاء الفقيد الراحل العزيز الذي ترك فراغا كبيرا لم يعوضه شيء آخر الا الصبر و التضرع الى الله العلي القدير بان يرزقنا جميل الصبر و السلوان و الله أكبر.  

لسبيل أونلاين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحريات الشخصية في إطار الحريات العامة – الجزء الثالث

كتبه :  الدكتور بشبر عبد العالي
 
الحرية في السنة النبوية المطهرة : مثل الرسول صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله البيان التطبيقي للقرآن الكريم، فلم يخرج ما جاء به في روحه ومضمونه عما جاء في القرآن إلا أننا طلباً لتنويع وإثراء هذا الجزء لن نذكر ذات الموضوعات التي أوردناها للتدليل على عمق تحرير القرآن للإنسان، بل نسعى إن شاء الله إلى بيان منهج السنة في تحرير الإنسان من خلال ثلاث محاور أخرى لا تخرج هي بدورها عما جاء في القرآن:        أولاً: تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم على بشريته : إن ما امتاز به الرسول صلى الله عليه وسلم من خلق نبيل، وروح عالية، وشخصية قوية قد يغري البعض  برفعه فوق منزلة البشر، لذلك لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم ميلاً نحو هذا الاتجاه إلا قومه ومن ذلك: [1] ما رواه ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله) (1).  [2] وعن ابن مالك أن رجلاً قال يا سيدنا وابن سيدنا، ويا خيرنا ابن خيرنا .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس عليكم بتقواكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل(2). وعن عبد الله بن الشخير العامري قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلنا: أنت سيدنا … فقال السيد الله تبارك وتعالى(3).  ومن لوازم هذه البشرية النقص عن درك الكمال في كل شيء لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في ما لم ينزل فيه وحي من أمور الحرب والسلم من ذلك أنه لما اشتد حصار الأحزاب على مدينته صلى الله عليه وسلم أرسل إلى عيينة بن حصن بن بدر الفزاري ـ وهو يومئذ رأس المشركين من غطفان ـ وهو مع أبي سفيان: أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع بمن معك من غطفان؟ وتخل بين الأحزاب فأرسل عيينة: إن جعلت لي الشطر فعلت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ وهو سيد الأوس وسعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فأخبرهما ما كان من عيينة، فقالا: يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فامض لأمر الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت أمرت بشيء لم استأمركما، ولكن هذا رأي أعرضه عليكما، قالاً: فإنا لا نرى أن نعطيه إلا السيف، فقال: فنعم إذا ً(4). ووقائع مشورته في كثيرة.وكل ذلك يشيع أجواء من الحرية والأمن في إبداء الرأي تقصر عنه جداً ما تدعيه الديمقراطيات الحديثة التي تشحن الأجواء بظلال من مهابة الدولة وهيبة الزعيم تحد إلى أمد بعيد من الحرية في التعبير والمشاركة في الهم العام. ثانياً: اجتماعية الرسول صلى الله عليه وسلم ونعني باجتماعية الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام كان ابن المجتمع الذي بعث فيه وفرد من أفراده، لا يتميز عنهم في مأكل ولا ملبس، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويعيش معهم السراء والضراء، ففد   أتى صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائضه فقال: هوّن عليك، فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء(5)،، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، وشيع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار(6). وكان يقول: اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني مجاز مرة المساكين(7).   وجاء عن هدية في ملابسه أن يلبس ما تسير من اللباس من الصوف تارة، ومن القطن تارة، والكتان تارة ،  وجاء من هديه صلى الله عليه وسلم في الطعام أنه لا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً، فما قرب إليه شيء ومن الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم، وما عاب طعام قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه(8).   وقال عمر ن الخطاب {دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمل حصير ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه، متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف}(9).  وكانت الأمة تأخذ بيده صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت(10). وكانت فاطمة أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغم ذلك جرّت بالرحي حتى أثرت بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وقمّت البيت حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وأصابها من ذلك ضر، فشكت أمرها لأبيها فلم يجبها إلى خادم يتحمل عنها بعض ذلك العبء(11).
 
ثانيا مبدأ المساواة أمام القانون : من مظاهر الحرية أن يشعر الفرد أنه ليس أقل من غيره ولا هو أفضل من غيره، كائناً ما كان مركزه رفعة أو دناءة، لأن ذلك الشعور يعني الانتقاص من حرية التعبير عند من يشعر بالدون وتجاوز حريات الغير ومصادرتها عند من يشعر بالرفعة فإذا كان الأمر كذلك فلنقدم أمثلة من السنة لتوضيح هذا المبدأ واقعاً معيشاً لا مجرد شعار يرفع. [1] أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالها ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله، ثم قام فاختطب، ثم قال: إنما أهلك الذين قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها(12)، وفي رواية: {فلما كلمه أسامة تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله(13). [2] ولما أحس بدنو أجله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فقال: من شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه، ومن ضربت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه، ومن أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يقولن أحدكم إني أتخوف الشحناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وإنها ليست من طبيعتي، ولا من خلقي، وإن أحبكم إلى من أخذ حقاً إن كان له، أو حللي فلقيت ربي وأنا طيب النفس، فقام رجل فقال: أنا أسألك ثلاثة دراهم، فقال: من أين؟ قال أسلفتكم يوم كذا وكذا، فأمر الفضل بن عباس أن يقضيها إياه(14).  [3] ويعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم العفو العام بعد فتح مكة إلا أربعة نفر وامرأتين منهم عبد الله ابن أبي السرح، ويأتي به عثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سابق أمان حتى يوقفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمد عبد الله يده بالمبايعة، فيأبى عليه {ثلاثاً} ثم بايعه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله … فقالوا ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك قال: {إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين}(15)، فهذا رجل مهدر الدم ويأتي إلى رسول صلى الله عليه وسلم دون استئمان وتميل نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قتله، ولكن يأبى أن يسلك طريقاً ملتوية لتحقيق رغبته.
والخلاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقه وسلوكه أمّن الناس من طغيان السلطة وتجبرها فكان لا يدع مناسبة إلا أكد فيها على أنه بشر مثلهم ومنهم، وكان يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان ينزل نفسه منزلة أحدهم فلا يتميز عنهم بشيء من المال أو النفوذ، كما أمّنهم من المخادعة والوقيعة والكيد والخيانة هذه الآفات الذميمة التي أضحت اليوم من مستلزمات النظم السياسية إلا ما ندر وراح ضحيتها مئات الأحرار.
———————————————————————–
الهوامش : 1.أخرجه البخاري في صحيحه،  برقم: 3445. 2.أخرجه أحمد في المسند برقم: 12141، وصححه الألباني في (غاية المرام) برقم: 123. 3.أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب كراهة التمادح، حديث رقم: 4806، وصححه الألباني في (غاية المرام) رقم: 127. 4.أخرجه عبد الرزاق في مصنفه برقم: 9737. 5.أخرجه الحاكم في المستدرك. 6.أخرجه ابن ماجة في.السنن. 7.أخرجه الترمذي في جامعه برقم 2526، وقال هذا حديث غريب. وليس المقصود بالمسكنة الفقر فقد استعاد صلى الله عليه وسلم منه، ولا المذلة فقد استعاذ أيضاً من أن يذِل أو يٌذل وإنما المقصود ـ والله أعلم ـ التواضع وعدم التكبر. 8.ما عاب … الخ أخرجه البخاري برقم: 3563. 9.أخرجه البخاري في صحيحه برقم 2468. 10.المصدر السابق برقم6072. 11.أخرجه أبو داود  5062. 12.أخرجه البخاري في صحيحه برقم: 3475. 13.المصدر السابق برقم: 4304. 14.أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم: 18043. 15.أخرجه أبو داود في سننه برقم: 2685.
 
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 03 أفريل 

 


مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات  تونس، في 2 أفريل 2008 سيمنار الذاكرة الوطنية مع الأستاذ المتميز علي الحيلي، العميد السابق لكلية العلوم حول:

تطور كلية العلوم ومسارات البحث العلمي بالبلاد التونسية

 

 
يوم السبت 12 أفريل 2008 على الساعة التاسعة صباحا    عديدة هي السمينارات التي خصصناها لإنشاء وتطور الجامعة التونسية بمختلف كلياتها : الطب والحقوق والعلوم والآداب والهندسة والفلاحة, وقد قدم ضيوفنا بانوراما لبدايات الجامعة ومحتوى التدريس والصعوبات الجمة التي اعترضت مسيرتهم يوم كانوا على رأس هذه الكليات. وللعلم, فقد دعونا الأستاذ محمد العربي بوقرة الذي تفضل بتنشيط سمينار حول معهد الدراسات العليا بتونس ثم بدايات كلية العلوم بتونس, وقد رأينا من المجدي مواصلة هذا الحوار, وبالاتفاق مع الجميع من خلال دعوة العميد السابق لكلية العلوم الأستاذ المتميز علي الحيلي, والذي يعد شخصية جامعية شرفت الجامعة التونسية وقد تحمل عدة مسؤوليات كأستاذ أولا ثم عميدا, كما كان أول مدير للتعليم العالي والبحث العلمي خلال تولي السيد أحمد بن صالح, وزارة التربية سنة 1968, كما تولى من 1989 إلى 1991, الإدارة العامة للمؤسسة الوطنية للبحث العلمي التي أنشئت يومئذ.   إن تحمل هذه المسؤوليات العليا في الجامعة والوزارة قد مكنه من معرفة الهياكل الإدارية الجامعية التونسية وأصبحت لديه رؤية شاملة لمسارات البحث العلمي في بلادنا.   والأستاذ علي الحيلي, هو رئيس اللجنة الوطنية لمشروع MAP اليونسكو, وهو مناضل للحفاظ على البيئة والمحيط  منذ سنة 1970, وهو عضو مؤسس لعديد المنظمات غير الحكومية : الجمعية التونسية للمحافظة على الطبيعة والبيئة (1970), جمعية أحباء الطيور (1975), جمعية صيانة جزر قرقنة (1981), وهذا ما يترجم على الأوجه العديدة التي يتحلى بها الأستاذ علي الحيلي. وسوف يكون لنا شرف الاستماع إليه لينقل شهادته التاريخية حول الجامعة والبحث العلمي والطبيعة التي كرس لها جزءا من اهتمامه.   والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بمقر المؤسسة المذكور أسفله.   الأستاذ عبد الجليل التميمي     العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني fondationtemimi@yahoo.fr الموقع على الإنترنت( باللغة العربية)  (site en français) www.temimi.refer.org  

 

التونسي « كلمات ما بعد الحرب » حول لبنان يفتتح مهرجان الفيلم الوثائقي

 تونس (ا ف ب) – لقي فيلم « كلمات ما بعد الحرب » للموسيقار التونسي انور براهم في اول تجربة سينمائية له عن الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006 استحسان الجمهور لدى عرضه مساء الاربعاء في افتتاح « اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي » مساء الاربعاء.   وهذا العرض هو الاول للفيلم امام الجمهور التونسي الذي لم يكل من التصفيق طيلة فترة العرض التي استغرقت قرابة الساعة في المسرح البلدي وسط العاصمة التونسية.   وقدم انور براهم شهادات لمثقفين واعلاميين لبنانيين حول تداعيات الحرب الاسرائيلية بينهم العلمانيان الشاعر عباس بيضون والروائي الياس خوري اللذان تحدثا عن الدور البطولي لحزب الله في التصدي للعدوان رغم اختلافهما الايديوليوجي معه.   وركز براهم على قسمات وجه بيضون الذي بدا عليه التأثر الى حد البكاء لان « المقاومة اعادت اليه مواطنته ».   كما تضمن شهادات لكل من الصحافي بيار ابي صعب والمهندس المعماري برنار خوري ومؤسس صحيفة « الاخبار » الراحل جوزيف سماحة الذي اهداه المخرج هذا العمل.   واستجوب براهم كذلك المغنية اللبنانية ريما خشيش التي تحدثت عما عانته من اضطرابات نفسية خلال الحرب.   من جهتها روت الراقصة المسرحية هانية مروة كيف تحولت رغبتها الكبيرة في مغادرة لبنان لعدم قدرتها على تحمل مشاهد الدمار والخراب واشلاء الموتى وصراخ الجرحى الى رغبة في البقاء معتبرة ذلك « شكل من اشكال المقاومة ».   وبالتوازي مع هذه الشهادات جالت كاميرا المخرج في انحاء مختلفة من لبنان لتقف على حجم الدمار.   وقال براهم بعد انتهاء العرض « الحرب على لبنان آلمتني واستفزتني فحملت امتعتي ورميت كما يقال بنفسي في الماء في محاولة عفوية لايجاد تفسير لما يحدث في لبنان الذي زرته لاول مرة عام 1994 فترك في نفسي احساسا غريبا شبيه باحساس الاب لابنه ».   واضاف لوكالة فرانس برس « كانت تجربة شيقة وممتعة حاولت خلالها ان اكون قدر المستطاع وفيا لما قيل من مواقف ادهشتني ».   وانور براهم من مواليد 1957 وتخرج من المعهد العالي للموسيقي في تونس والف العديد من موسيقى الافلام السينمائية التونسية. وقد اصدر ثمانية البومات اكسبته شهرة عالمية.   وقبل ذلك عرض المهرجان فيلم « المغامر » للمخرج التونسي رضا الباهي حول التجربة السينمائية للمنتج التونسي البارز أحمد بهاء الدين عطية الذي رحل في 11 أغسطس/اب الماضي.   وعلى مدى 26 دقيقة روى الباهي كفاح عطية من اجل النهوض بالسينما التونسية مدعما ذلك بشهادات لبعض المنتجين والمخرجين العرب الذين تعاملوا مع عطية على غرار التونسي نجيب عياد والفلسطيني رشيد المشهراوي.   وعطية كان وراء بروز العديد من المخرجين والمخرجات التونسيين كما تولى رئاسة جمعية السينمائيين التونسيين وكان من المؤسسين الرئيسيين لمنظمة منتجي الأفلام المتوسطيين.   ومن الافلام التي انتجها بهاء الدين عطيه فيلم « حلفاوين » للمخرج التونسي فريد بوغدير و »ريح السد » للنوري بوزيد كما قام بانتاج فيلمي « باب المقام » و »الليل » للمخرج السوري محمد ملص. كذلك انتج عطية فيلم « البحث عن عائدة » للمخرج التونسي فاضل الجعايبي الذي يتناول جوانب من القضية الفلسطينية.   وكان عطية يملك أكبر شركة انتاج في تونس « مؤسسة سيني تلي فيلم ».   ويشارك اكثر من سبعين فيلما من 16 بلدا في الدورة الثالثة للمهرجان الذي تنظمه جمعية « ناس الفن » هذا العام تحت شعار « صوت النظرة » والمستمر حتى حتى السادس من ابريل/نيسان الحالي.   ومن الدول المشاركة الى جانب تونس لبنان ومصر والجزائر والاردن وفلسطين والمغرب والسنغال وتشيلي والولايات المتحدة وفرنسا وفلندا وبلجيكا وسويسرا والمانيا وكندا.   ومن ابرز الافلام العربية المشاركة « ظل الغياب » للفلسطيني نصري حجاج « وانا فلسطيني » لاسامة كاشور و »زاد ملتقى » للبنانية ليلى كيلاني و »لكل فلسطينية » لنادين ناوس و »لون التضحية » للمغربي مراد بوسيف.   وتشارك تونس في هذه التظاهرة السنوية باكثر من عشرة افلام من بينها « حكايات حية » للفيتوري بلهيبة و »ساموراي الصحراء » و »نجم الساحل بطل افريقيا » لمختار العجيمي و »اولاد لينين » لنادية الفاني و »عزيز نافذة الخطر » لجلال بالسعد.   ويكرم المهرجان المخرج التونسي المقيم في فرنسا مصطفى الحسناوي من خلال عرض افلامه الوثائقية وبينها « الكتابة تحت المراقبة » و »القاهرة: ام وابناء » و »عندما تغني المراة » و »جميلات غريبات فلسطين ».   كما يكرم المخرجة الفرنسية آنييس فاردا.   وينظم على هامش التظاهرة لقاء حول « الوثائقي في مواجهة تحد جديد: الهاتف الجوال ».   ويختتم المهرجان بفيلم « جاك فيرجيس..محامي الرعب » للمخرج الفرنسي باربت شرويدر الذي يروي قصة هذا المحامي المعروف والمثير للجدل الذي اشتهر بمرافعته العنيدة امام القضاء الاستعماري الفرنسي لانقاذ المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد من الاعدام قبل ان يتزوجها.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أف ب) تاريخ 3 أفريل 2008)  

المنتج السينمائي رضا التركي في حديث لـ«الصّباح»:

** هذه حقيقة «تحويل وجهة» فيلم «مدينة الظّلال» من إيطاليا إلى تونس ** تأسيس مركز وطني للسينما في تونس أمر ضروري ** سأعود إلى السينما التونسية بـفيلم «النّاس هبال»

 

 
توزر/الصباح: هو أحد رواد الانتاج السينمائي في بلادنا.. رضا التركي.. رجل المهمات والابداعات السينمائية الصعبة.. أثث مسيرة متميزة في العملية الابداعية السينمائية في الخارج على وجه الخصوص.. ليفوز بثقة كل السينمائيين العالميين.. رضا التركي التقى اول مرة سينمائيين كنديين لاجل «مدينة الظلال» بالاشتراك مع سويسرا.. هي مغامرة جديدة في مسيرة هذا الرجل المؤمن بالفعل السينمائي الجاد..   رضا التركي الذي انطلق في التأسيس ثم التأثيث لمسيرته السينمائية منذ اكثر من 3 عقود نجح في أن يكون رائدا متميزا بمجاله لما عرف عنه من جدية وحب كبير للسينما.. فالقاعات والمنتجون  العالميون يعرفون رضا التركي والصحراء التونسية شاهدة على مساهماته الفاعلة في نجاح العديد من الابداعات السينمائية العالمية كـ«المريض الانقليزي» ووصولا بـ«مدينة الظلال» الذي يمثل أول تجربة له مع السينما الكندية.   رضا التركي تحدث في هذا اللقاء معه الذي تم حيث يجري تصوير أحداث فيلم «مدينة الظلال» بالشبيكة عن تجربته مع المبدعين الكنديين وكشف عن الكثير من هواجسه السينمائية وهذه الحصيلة.   حاوره: محسن بن أحمد   ** كيف جاءت فكرة انتاج هذا الفيلم في تونس؟   ـ لا أخفي سرا اذا قلت ان للصدفة دورا كبيرا في هذا الاتجاه.. حيث كانت النية متجهة الى انتاج «مدينة الظلال» في جنوب ايطاليا.. غير ان الميزانية المتواضعة (6 مليارات) رجحت الكفة لتونس.. فكان اللقاء الاول مع الكنديين بعد أن زاروا عديد المناطق بالجنوب التونسي فحصل الاتفاق خاصة وان أماكن الاحداث كان مناسبة  متطابقة مع ما جاء في السيناريو.   ** هي صدفة سعيدة بهذه الصفة؟   ـ انا سعيد بذلك على اعتبار ان شركتي السينمائية اسست للمهمات الصعبة والمغامرات الكبيرة.   ** المرة الاولى التي تلتقي فيها السينما الكندية؟   ـ نعم.. هي المرة الاولى التي ألتقي فيها وأشرف على تنفيذ فيلم كندي.. لقد اكتشفت في الكنديين حب العمل والتواضع.. ولا أخفي سرا اذا قلت ان تعاملي على مستوى التنفيذ لهذا الفيلم الكندي السويسري يعد اضافة واثراء لمسيرتي كمنتج.. حيث كان التعاون من أجل كسب الرهان.. تم تحديد اماكن التصوير وهي قرماسة ونفطة وتوزر والشبيكة والدويرات.. ثم توليت توفير التقنيين والممثلين من تونس.. فكان هؤلاء على قدر كبير من الحرفية والمسؤولية ومن النتائج الاولى لهذا التعاون انني سأشرف على توزيع هذا العمل في تونس وفي كامل المنطقة العربية.   * رضا التركي منتج سينمائي له توجه عالمي بدرجة اولى؟   ـ قد يكون الامر كذلك.. ويكفيني فخرا التكريم الرئاسي الذي كان له عميق الأثر في نفسي وزاد في حماسي حيث كرّمني سيادة رئيس الدولة بوسام الاستحقاق الثقافي كمصدّر للانتاج الثقافي التونسي.   ** اني أسأل في هذا الاتجاه ايضا أين السينما التونسية في اهتمامات المنتج رضا التركي؟   ـ شاركت كمنتج في عديد الافلام التونسية: عرب للفاضلين الجزيري  والجعايبي.. خريف 86 لرشيد فرشيو، الزازوات، نغم الناعورة.   ** ثم توقفت؟   ـ أنا لم أتوقف ولم أنقطع كما يتبادر الى الاذهان.. غير ان ضيق السوق في تونس قد مثلت عائقا للتواصل مع السينما التونسية.. لكن هذا لا يمنعني من القول أنني سأجدد قريبا العهد مع السينما التونسية من خلال فيلم «الدنيا هبال» للاعلامي المعروف خميّس الخياطي وسيتولى اخراجه كمال يوسف في أول تجربة له مع انجاز الاعمال السينمائية الطويلة.. هذا الفيلم من النوع البوليسي وقد قدمت مشروع السيناريو الى لجنة الدعم بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث.. واعددت من ناحية اخرى سيناريو فيلم «الحقيقة الصامتة»..   ** تحدثت عن ضيق السوق.. فأي حل تراه لتدارك هذه الاشكالية؟   ـ أعتقد ان الحل يكمن بدرجة اولى في الانتاج المشترك.. واكتشفت في الكنديين تحمسهم لهذه المسألة.. فالانتاج المشترك من شأنه ان يعرّف بالمنتوج التونسي ويقدم الصور الطبيعية الحقيقية عن بلادنا وهو من شأنه يشد انتباه السينمائيين والمنتجين العالميين للاقبال على بلادنا لتصوير اعمالهم السينمائية.. ففيلم «مدينة الظلال» انتاج كندي سويسري وتنفيذ الانتاج تونسي.. وهذا التعاون الثلاثي من شأنه ان يفتح آفاقا واسعة في عملية الترويج للأفلام.   ** هل هناك صعوبات اعترضت المنتح رضا التركي في مسيرته السينمائية؟   ـ الصعوبات اكثرها ذات طابع اداري.. واعتقد انه من اوكد الواجبات لتدارك مثل هذا الامر يتمثل في بعث المركز الوطني للسينما في اطار قانوني واداري مستقل يكون تحت انظار سلطة الاشراف ويشمل أناسا اكفاء في مجال القوانين والتشريعات السينمائية.   ** في اعتقادك وفي ظل هذه «السيطرة» للفضائيات.. ألازال للسينما جمهورها؟   ـ بحكم تجربتي التي قدمت خلالها الى حد الآن 110 افلام سينمائية.. أؤكد لك ان للسينما جمهورها الذي يقبل عليها بنهم.. وبخصوص الفضائيات فلو تم تقنين التعامل معها فانه يتم دون شك تدارك كل الاشكاليات.. واعتقد انه لا بد في هذا المجال بالنسبة لتونس تنفيذ القرار الرئاسي الرائد بضرورة تشريك التلفزة في عملية انتاج الفيلم السينمائي.. وهو في تونس ووفق القرار الرئاسي في حدود 100 ألف دينار.   ** 2008.. ستشهد تنظيم دورة جديدة لايام قرطاج السينمائية.. كيف تنظر الى هذه «التظاهرة».. وهل يمكن الحديث عن فوائد جمة يمكن أن تحصل عليها السينما التونسية من هذه التظاهرة؟   ـ لا أعتقد ذلك فأيام قرطاج السينمائية لم تعد السينما التونسية في شيء.   ** كيف ذلك؟   ـ هل يعقل مثلا تكوين هيئة المهرجان في آخر لحظة.. فيكون بذلك التنظيم عشوائيا.. مهرجان قرطاج السينمائي مطالب باستضافة اسماء سينمائية بارزة.. مؤثرة في الشأن السينمائي.. مهرجان في حجم ايام قرطاج السينمائية في حاجة لمراجعة شاملة وكاملة لطريقة تنظيمه واعداده الاعداد الجيد.. مهرجان مراكش السينمائي الذي مازال في خطواته الاولى حقق اشعاعا كبيرا فاق مهرجان قرطاج.. هل يعقل أنه الى حد الآن نجهل من هو مدير الدورة القادمة لايام قرطاج السينمائية.. لا بد من جلب مختصين في التنظيم.. وهذا أمر يعود بالفائدة على المهرجان.. فهؤلاء المنظمون يأتون مصحوبين بتلفزات اضافة الى المستشهرين.. وهذا من شأنه ان يدعم مسيرة المهرجان ويجعله اكثر تألقا وتميزا واشعاعا.   ** السينما التونسية.. هل حققت رغم ذلك المرجو منها؟   ـ لا أرى ذلك.. على اعتبار اعتمادها بدرجة اولى بل بدرجة رئيسية على سينما المؤلف.. واكشف هنا أنني انسحبت منذ حوالي 6 سنوات من لجنة الدعم السينمائي بعد رفضها دعم أعمال تعتمد سينما الحركة التي اصبحت ضرورية.. لقد تم رفض عديد المشاريع في هذا الاتجاه وتم دعم ما يعرف بـ«سينما المؤلف».. وهذا لا يفيد السينما التونسية في شيء.. وأنا من المنادين بضرورة دعم سينما الحركة ومن خلالها يتم دعم سينما المؤلف.. فتحصل الفائدة للجميع.   ** في خاتمة هذا اللقاء.. ماذا يريد رضا التركي تبليغه؟   ـ اودّ في البداية توجيه تحية حارة وكل التقدير الى السلط الجهوية بولايات توزر وتطاوين والمهدية على ما وفروه من دعم وتسهيلات وتشجيعات لكسب هذا الرهان السينمائي الجديد.. وأن انجح في التأسيس لحلمي السينمائي الجديد في الشبيكة والمتمثلة في اقامة قرية سينمائية.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  


الصادر: (86) التاريخ: 1/4/2008

نـــــــــداء  لجنة المتابعة للتعبئة الشعبية العربية فى ذكرى النكبة

 

 
فى ذكرى مرور ستون عاماً على النكبة العربية باغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين العربية وقيام الكيان الصهيوني بمؤامرة كبرى من القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية، تعلن لجنة المتابعة للتعبئة الشعبية العربية إعلان الغضب العام يوم الخميس الموافق 15 مايو 2008 يوماً للحداد العام والغضب الشعبي فى كافة أقطار الأمة العربية وبمشاركة كافة الفعاليات العربية من أحزاب ونقابات وجمعيات واتحادات مهنية وكافة منظمات المجتمع المدني، وكذلك مخاطبة الجامعة العربية للتنسيق مع الحكومات العربية لإعلان التضامن مع شعبنا العربي فى فلسطين بتنكيس الأعلام فى ذلك اليوم وأيضاً قيام المؤسسات الرسمية وغير الحكومية فى الأقطار العربية بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية وإعلامية.. تذكر الرأي العام بالقضية الفلسطينية وتاريخها وتحث على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والمتمثلة فى التحرير وحق العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. والتأكيد على حقه المشروع فى مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل بما فيها الكفاح المسلح لنيل تلك الحقوق. ونظراً للمعاناة الشديدة التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة الحصار وسياسات التقتيل والتجويع والتشريد من سلطات الاحتلال الصهيونية، فإن لجنة التعبئة الشعبية العربية وأخذاً باقتراح الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية بصدد إعداد قافلتين قوميتين شعبيتين لدعم الفلسطينيين، والتى تنطلق من موريتانيا ومن عمان واليمن لتصل الى الحدود المصرية الفلسطينية محملة بحاجيات أهلنا فى غزة ووأخذاً تتحرك  محملة بحاجيات أهلنا فى غزة                    المحاصرة، والتى يتعرض أهلها لإبادة جماعية حقيقية، وذلك تعبيراً عن إصرار جماهير الأمة العربية بالوقوف بجانب أشقاءهم فى فلسطين ودعم المقاومة ومساندتها فى وجه هذا الاحتلال العنصري الاستيطاني البغيض. كما تدعو اللجنة المجتمع المدني العربي والقوى السياسية بإعادة الاعتبار لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 لعام 1975 والخاص باعتبار الصهيونية شكل من أشكال العنصرية. *     *     *  

قرارات وتوصيات الاجتماع الرابع للجنة المتابعة للتعبئة الشعبية العربية

القاهــــــرة 31 مارس/ آذار 2008  

 
فى ضيافة اتحاد المحامين العرب بالقاهرة، عقدت لجنة المتابعة للتعبئة الشعبية العربية اجتماعاً عادياً، بحضور المؤتمرات القومية الأربعة وأمناء وممثلي الاتحادات المهنية العربية. وقد بدأ الاجتماع بمناقشة الأوضاع العربية الراهنة، والتى تتعلق: 1.   بالعدوان المتواصل على الأمة، والجرائم البشعة التى ترتكب دون انقطاع ضد أبنائها وثرواتها وحضارتها وثقافتها، ومحاولات ضرب كل مواقع الصمود والتصدي والمقاومة فيها، وفرض الخضوع الكامل للإملاءات الأمريكية والصهيونية بما يهدد هويتها ووجودها، مما يتجسد فى: ­  حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بالتقتيل والحصار والتجويع والحرمان من أبسط شروط الحياة، وزرع وتعميق الفرقة والفتنة بين أبنائه، من أجل كسر صموده واجتثاث مقاومته وإخضاعه للإملاءات الصهيونية. ­  الانتقال إلى حالة من الهستيريا فى تقتيل وتمزيق وإبادة شعب العراق وثرواته ومقوماته الحضارية وكرامة أبنائه. ­  الحيلولة دون أي توافق فى لبنان والدفع بالفرقاء اللبنانيين إلى الدخول فى مرحلة جديدة من الصراع والفتنة، وعلى النيل من رصيد المقاومة التى استطاعت أن تقهر الكيان الصهيوني وحققت انتصاراً استراتيجياً وتاريخياً عليه. ­   الاستمرار فى احتلال الصومال وفى تقتيل أبنائهوتغذية الفتنة فى كل أرجائه. ­   العمل الحثيث على تقسيم السودان والحيلولة دون استقراره. 2.   وفى المقابل تدارس الحاضرون الجوانب الإيجابية وبصفة خاصة الصمود والمقاومة الشعبية التى حققت وتحقق انتصارات متواصلة ضد الاحتلال والعدوان فى لبنان والعراق وفلسطين وأفغانستان مما أربك ويربك كل حسابات الغزاة وعملائهم، وينبئ بانتصار حتمي، يعيد إلى الأمة حريتها وكرامتها ومكانتها بين الأمم. 3.   وأمام جدلية العدوان والمقاومة، واصطفاف الجماهير العربية فى صف المقاومة، يقف النظام الرسمي العربي، فى مجمله، فى صف الإملاءات الصهيوأمريكية، مما أصابه بانتكاسات متواصلة وابتعاداً مضطرداً عن طموحات الشعب العربي وما يفرضه عليه واجب التصدي للأخطار التى تتهدد الأمة. إن لجنة التعبئة الشعبية العربية، إذ تؤكد اعتزازها بالصمود الرائع والمقاومة البطولية لشعبنا فى فلسطين والعراق ولبنان والصومال، وإذ تعبر مجدداً عن إدانتها الشديدة للمتخاذلين والمتواطئين مع أعداء الأمة، فإنها تعلن ما يلي: ­  إن الارهاب الذي تبحث الأنظمة العربية عن تعريف له، يتجسد بشكل واضح وأساسي فى الجرائم التى يرتكبها الصهاينة والإدارة الأمريكية والبريطانية وحلفائهما ضد أبنائنا فى فلسطين والعراق ولبنان والصومال، وأن الاحتلال والغزو هما الوجهين الأبرز للإرهاب، وأن المقاومة من أجل التحرير والكرامة، سياسية كانت أم مسلحة، هى أنبل ما أنتجته الإنسانية، وهى السبيل الوحيد لطرد الغزاة وعملائهم واسترداد الحقوق المغتصبة. ­  أن ما تتعرض له غزة، وكل فلسطين، من حصار وتقتيل واعتداء مستمر، يشكل إحدى جرائم العصر البارزة، ويتطلب رفع الحصار فوراً وفتح المعابر المؤدية من وإلى الأراضي الفلسطينية وتزويد الشعب الفلسطيني بكل ما تحتاجه من غذاء ودواء ووقود ومؤن. ­  كما أن فلسطين فى حاجة ماسة إلى وحدة أبنائها على قاعدة المقاومة والتشبث بالثوابت والحقوق، مما يتطلب استمرار الجهود الشعبية والمساعي المبذولة لإعادة الروح للوحدة الوطنية الفلسطينية. ­  تؤكد اللجنة دعمها للمقاومة اللبنانية، وللشعب اللبناني الصامد فى وجه كل المؤامرات، وتدعو كل الفرقاء اللبنانيين إلى الإسراع فى الاتفاق على الخروج من الأزمة التى يمر بها لبنان، بما يضمن مشاركة فعلية لكل أبنائه فى تحديد مصيره والحفاظ على هويته ودعم مقاومته فى ظل الوفاق والعيش المشترك لكل أبنائه. ­       تؤكد اللجنة على ضرورة دعم المقاومة فى الصومال، وصولاً إلى تحريره من الاحتلال الأثيوبي بالوكالة. ­  وإذ تحيي اللجنة القيادة السورية على صمودها فى وجه محاولات أعداء الأمة الرامية إلى الحيلولة دون انعقاد القمة العربية، بهدف إطلاق رصاصة الرحمة على الجامعة العربية وعلى أي معلم فى العمل الوحدوي العربي، فإنها تؤكد أن النقطة المضيئة فى القمة هى انعقادها رغم كل المؤامرات، وأن ما صدر عنها من قرارات، كان كما بالنسبة لسابقاتها، بعيداً كل البعد عن الرقي إلى مستوى طموح جماهير الأمة ومواجهة التحديات، بل أنه لم يتضمن الحد الأدني من القرارات العملية المجسدة للتضامن العربي، ولما يفرضه الواجب القومي والإنساني على النظام العربي الرسمي. تعلن لجنة التعبئة الشعبية العربية، فى إطار المهام المستعجلة، وفى انتظار اجتماع قريب قادم، يتم فيه صياغة برنامج طويل الأمد: ­  اعتبار يوم 15 مايو 2008 ـ الذكرى 60 للنكبة ـ يوم حداد شعبي عربي، والسعي إلى أن يكون يوم حداد رسمي على المستوى العربي. ­  مناشدة كل مكوناتها باحتضان وتبني قرار الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية بتنظيم قافلة الدعم لغزة والتى تنطلق من موريتانيا ومن عمان واليمن لتصل إلى الحدود المصرية الفلسطينية، محملة بحاجيات أهلنا فى غزة. ­  دعم مبادرة تشكيل شبكة المحامين الدوليين من أجل مقاضاة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية من الصهاينة ومن أمريكا وبريطانيا. وتؤكد اللجنة مطالبتها بقطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني وإيقاف كافة أشكال التطبيع مع الصهاينة ومقاطعة البضائع والمؤسسات الصهيونية والأمريكية والحذر الشديد من عمليات التمويل لبعض مؤسسات وفعاليات المجتمع المدني، وتناشد جماهير الأمة وأحرار العالم الرفع من وتيرة ومستوى مناهضة الاحتلال والغزو ومشروع الإرهاب الدولي الهادف لاستعباد الإنسانية تحت مسميات ومبررات مختلفة. القاهرة فى 31/3/2008 الصادر: (87)


تفاصيل إسرائيلية جديدة حول محاولات عدة لتصفية « ابو جهاد » قبل اغتياله عام 1988

 
القدس – كشفت صحيفة « معاريف » الاسرائيلية تفاصيل جديدة عن محاولات اغتيال للقيادي الفلسطيني البارز خليل الوزير « ابوجهاد » بعد مرور عشرين سنة على استشهاده في تونس. ويكشف تقرير « معاريف » انه قبل ثلاث سنوات من التصفية، التي لم تتبن اسرائيل المسؤولية عنها حتى الآن، اتخذ قرار في اسرائيل بجمع معلومات استخبارية عن القيادي الفلسطيني البارز. وكشف النقاب ايضا عن أنه بين اعوام 1985 – 1988 نجا « أبو جهاد » من ثلاث محاولات تصفية قبل اغتياله فعلاً.   وكان فريق اغتيال اسرائيلي قد اغتال « ابو جهاد » باطلاق عشرات العيارات النارية عليه في الفيللا التي كان يسكنها مع عائلته في تونس في ليل 16 نيسان 1988. وعزت مصادر أجنبية منذ ذلك الحين التصفية الى وحدة الاغتيال الاسرائيلية المعروفة باسم « سييرت متكال » بالتعاون مع قوات كوماندو بحرية. ومالت هذه المصادر الى القول ان التصفية جاءت في أعقاب الانتفاضة التي اندلعت في الاراضي الفلسطينية قبل أربعة اشهر من ذلك ولا سيما في اعقاب عملية « باص الامهات » قرب ديمونا قبل نحو شهر من تصفيتة.   ولكن التقرير ذكر في ملحق السبت في جريدة « معاريف » ان « ابو جهاد »، حدد كهدف لجمع المعلومات الاستخبارية منذ نيسان (ابريل) 1985، بعد احباط عملية كبيرة خطط لها في قلب مقر الحكومة في تل أبيب. وكان « ابو جهاد » قد ارسل في حينه الى اسرائيل عشرين فدائيا اجتازوا تدريبات طويلة في الجزائر، بهدف النزول الى شاطيء البحر في « بات يام » ليسيطروا هناك على باص، ليقتحموا بعد ذلك مقر الحكومة. ومعروف ان « ابو جهاد » كان القائد العسكري لقوات منظمة التحرير الفلسطينية وقوات « العاصفة » التابعة لحركة « فتح » وكان مسؤولاً عن العمليات العسكرية داخل اسرائيل ضمن ما كان يسمى « القطاع الغربي ».   وكان يفترض بهؤلاء الفدائيين ان يسيطروا على رهائن بل وربما على وزير الدفاع نفسه. وفي اعقاب معلومات استخبارية مسبقة، نفذت وحدة كوماندو اسرائيلية عملية بحرية في ميناء عنابة في الجزائر والتي تعتبر العملية الابعد في تاريخ الكوماندو الاسرائيلي- على مسافة ما لا يقل عن 2600 كم – ويأتي التقرير على تفاصيلها للمرة الاولى.   وعلم لاحقا أنه بسبب تضليل بادر اليه « ابو جهاد » اغرقت في هذه العملية سفينة « مون لايت » بدل السفينة « اتبريوس » المخصصة للعملية في مقرالحكومة. واغرقت « اتبريوس » في النهاية على مسافة 185 كم عن شواطيء اسرائيل بواسطة سلاح البحرية، بينما كان الفدائيون في طريقهم الى العملية.   وكشف التقرير ايضا عن انه فور اتخاذ القرار في اسرائيل بجمع معلومات عن « ابو جهاد »، حسب منشورات أجنبية، بدأ جهاز الاستخبارات الخارجية « موساد » ومحافل استخباراتية اخرى بجمع معلومات دقيقة عن حياة « ابو جهاد » وعاداته. كما ذكر التقرير ان بعض عمليات التصفية الغيت في اللحظة الاخيرة لان « ابو جهاد » لم يظهر في المكان الذي كان يتوقع وجوده فيه.   يذكر ان ثلاث محاولات تصفية حقيقية اخرجت الى حيز التنفيذ، في الفترة التي كان فيها اسحق شامير رئيساً للوزراء (بعد أن حل محل شمعون بيريز حسب اتفاق التبادل). وفي احدى العمليات التي فشلت كان « ابو جهاد » يسافر على مدى ايام كثيرة بينما كانت هناك سيارة مفخخة على جانب الطريق معدة للتفجير لحظة مروره الا انها لم تنفجر.   (المصدر: صحيفة « القدس) (يومية – فلسطين المحتلة) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  

إدانات حقوقية وصحفية لوقف بث قناة الحوار الفضائية

  

                               محمود جمعة-القاهرة   أدانت نقابة الصحفيين المصرية ومنظمات حقوقية وقف إدارة القمر الصناعي المصري (نايل سات) بث قناة الحوار اعتبارا من أول أمس الثلاثاء، واعتبرته « بداية قاسية » لوثيقة تنظيم البث الفضائي التي أقرها وزراء الإعلام العرب.   فقد اعتبرت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين القرار أنه « دليل جديد على استبداد النظام الحاكم في مصر، وترجمة أخرى لتحمس القاهرة الكبير لوثيقة تنظيم البث الفضائي ».   وقال مقرر اللجنة للجزيرة نت محمد عبد القدوس « إغلاق قناة موضوعية كقناة  الحوار دليل على أن الحكومة ترفض الحوار وهو دليل ضعف لا قوة، النظام أصبح يخشى كل شيء حتى الحوار ».   رقابة   كما أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وقف بث القناة، معتبرة أن القرار « يكشف بوضوح إمعان الحكومة المصرية في التضييق الشديد على أي منبر إعلامي صادق يهدف للتواصل مع الجمهور العربي، سواء كان صحيفة أو محطة تلفزيونية أو حتى مجلة حائط في الجامعة ».   واعتبرت المنظمة أن القرار يكشف زيف أن وثيقة تنظيم البث الفضائي « لن تمس القنوات الجادة، حيث إن قناة الحوار التي بدأت بثها منتصف العام 2006 ، اشتهر عنها جرأتها وصدقتيها ومعالجتها الرصينة للقضايا التي تهم الجمهور العربي ».   وأضاف البيان « علمنا بوجود رقابة فجة على بعض الفضائيات وخاصة المصرية وإن تكن غير علنية، وإيقاف بث قناة الحوار هو بداية قاسية لوثيقة وزراء الإعلام العرب ».   قرار مفاجئ   وكانت الحوار اعتبرت في بيان القرار مفاجئا وغير مبرر، وعبرت عن  أسفها واستهجانها لهذا الإجراء.   وصرح مدير البرامج بالقناة زاهر بيراوي بأنها لم تتلق أي إشعار من إدارة القمر الصناعي بنيتها إيقاف البث، وأكد أن ذلك « يتنافى مع الأصول المهنية للتعامل ويوحي بوجود أسباب غير معلنة لهذا القرار ».   ولم يستبعد بيراوي أن تكون دواعي هذا المنع « مرتبطة بعدم ارتياح الحكومة المصرية لسقف الحرية المرتفع الذي تعالج فيه القناة مختلف القضايا، وخاصة الموضوعات التي تمس الأوضاع في مصر ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 أفريل 2008)  


ارتفاع أسعار الغذاء يعصف بلا هوادة بالعرب المحرومين من ثروة النفط

 

بيروت (رويترز) – في الوقت الذي يجني فيه منتجو النفط في دول الخليج العربية عائدات وفيرة من ارتفاع أسعار الخام يعاني أبناء عمومتهم الاقل حظا في الدول العربية الاخرى الامرين من جراء ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.   ويرتفع التضخم في دول الخليج تغذيه عوامل من بينها الانفاق الباذخ لايرادات النفط والغاز القياسية. ويحفز هذا ايضا الطلب على كل شيء من الاسكان الى الكهرباء والماء.   كما تضررت دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار من جراء الضعف العالمي للعملة الامريكية الذي يغذي التضخم من خلال رفع تكلفة بعض الواردات.   لكن مواجهة ارتفاع الاسعار مسألة أصعب بكثير في العواصم العربية المحرومة من ثروات النفط. ومن القاهرة الى صنعاء يتعين على الحكومات العربية ومعظمها شمولية الموازنة بين التكلفة المالية لدعم الوقود والغذاء والمخاطر السياسية المتفجرة للسخط الشعبي.   ويتذمر جهاد الامين الذي يملك متجرا لتنظيف الملابس في دمشق قائلا « لم يعد هناك أي شيء رخيص. حتى البقدونس الذي كان برخص التراب تضاعف سعره الى ثلاثة أمثاله. »   وتعصف زيادات أسعار الغذاء بشدة بالفقراء في الشرق الاوسط مثلما هو الحال في دول نامية مستوردة للغذاء في شتى أنحاء العالم لكن أي قلاقل في هذه المنطقة قد تكون لها مضاعفات تتجاوز كثيرا نطاقها.   يقول روبن لودج المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي ومقره روما « نظرا لان الشرق الاوسط منطقة بالغة الحساسية فانه يتعين علينا متابعته بحرص بالغ. »   ويضيف قائلا « عواقب الاستياء والغضب في الشرق الاوسط يمكن ان تكون سياسية أكثر منها في أي مكان اخر. كما أن التفاوت الهائل في توزيع الثروة أمر اخر ينبغي أخذه بعين الاعتبار. »   ويتولى برنامج الاغذية العالمي اطعام نحو أربعة ملايين شخص في مصر والعراق وسوريا واليمن والاراضي الفلسطينية المحتلة.   وفي دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين أثار مزيج من ارتفاع الاسعار وهبوط القوة الشرائية للدولار أعمال شغب واحتجاجات من العمال الاجانب الذي يعيش كثيرون منهم في عنابر بائسة وسط ناطحات السحاب ومعارض السيارات الرياضية.   وقفز التضخم في شتى أنحاء المنطقة. ففي السعودية بلغ التضخم السنوي 8.7 بالمئة في فبراير شباط مسجلا أعلى مستوى في 27 عاما.   وقدر مؤشر اقليمي تعده وحدة المعلومات في مجلة ايكونوميست ولا يحسب اجمالي الناتج المحلي أن التضخم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بلغ 8.9 بالمئة في العام الماضي.   تقول كارولاين بين المحررة في هذه الوحدة في لندن « نتوقع ارتفاع المؤشر الى 9.9 بالمئة هذا العام و8.5 بالمئة في العام المقبل. انه ليس رقما عاليا ولكنه يأتي من منطقة كان التضخم فيها طفيفا للغاية دائما مع بعض الاستثناءات. »   وربما تتنامى مشاعر السخط مع تراجع مستويات معيشة الطبقات الوسطى في العالم العربي بسبب التضخم وازدياد جوع الفقراء ولكن بعض المحللين يتشككون في أن يؤدي هذا الى ثورة سياسية. يقول لويس حبيقة استاذ مادة الاقتصاد في جامعة نوتردام في لبنان « التأثير هو الفقر والاضطراب الاجتماعي وتفاقم البؤس الذي يعيش فيه الناس. ولكن الامر لن يتجاوز هذا بسبب القمع السياسي الذي تمارسه الدكتاتوريات العربية. »   ومع ذلك فان المشكلة عالمية ولن تزول بسهولة.   يقول لودج من برنامج الاغذية العالمي « نحن نشهد تراجعا سريعا في مخزونات الغذاء وارتفاعا حادا في الاسعار وذلك أساسا بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتنامي الطلب من الاقتصادات الناشئة والى حد ما بسبب تأثير صناعة الوقود الحيوي. »   وزادت أسعار الحبوب والبقول والزيوت النباتية التي يشتريها برنامج الاغذية بنسبة 40 بالمئة خلال الشهور الستة الماضية.   وذكر لودج أن أسعار المواد الغذائية في سوريا زادت 20 بالمئة خلال الشهور الستة الماضية. وفي اليمن وهو من أشد الدول العربية فقرا تضاعف سعر القمح الى مثليه منذ فبراير شباط في حين زادت أسعار الارز والزيوت النباتية 10 بالمئة خلال شهرين.   ويواجه المستهلكون خيارات صعبة حيث يستولي بند الغذاء على القسم الاكبر من ميزانية الاسرة وربما لا يترك سوى القليل للرعاية الصحية والتعليم.   وقال نضال مخلوف وهو تاجر جملة في رام الله بالضفة الغربية ان زبائنه يقلصون مشترياتهم من كل شيء عدا السلع الضرورية.   واضاف « هذا الارتفاع العالمي الجنوني للاسعار حد من الشهية للشراء. »   وفي لبنان قال رياض سلامة حاكم المصرف المركزي ان القوة الشرائية للبنان مبعث قلق بعد ان انخفضت بين عشرة و 15 بالمئة العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار النفط والسلع الاولية وهبوط الدولار أمام اليورو.   ويقول بيير زغبي عضو مجلس الادارة المنتدب في شركة مينسبرنج لتوريد الاغذية والمشروبات ان أسعار الاغذية المستوردة بما فيها منتجات الالبان زادت 145 بالمئة منذ أواخر عام 2007 .   ويضيف قائلا « انه أمر مذهل ومرعب في نفس الوقت. » ويلقي زغبي باللوم في ذلك على اليورو القوي.   والليرة اللبنانية مرتبطة بالدولار.   ويقول زغبي « تغيرات العملة تؤثر علينا كثيرا. »    وتتفاوت استجابة الحكومات العربية لهذه التطورات.   فقد تحركت عدة دول خليجية لتخفيف تأثير ارتفاع أسعار الغذاء والمساكن من خلال زيادة اجور مواطنيها مما يهدد بتغذية التضخم المحلي.   لكن كثيرا من السعوديين شعروا بالاحباط من زيادة بلغت خمسة بالمئة في اجور موظفي القطاع العام في يناير كانون الثاني بعد أن رفعت الدول الخليجية المجاورة الرواتب بنسب أكبر.   وأعلنت السعودية هذا الاسبوع خفض الرسوم الجمركية على المواد الغذائية مثل الدجاج المجمد ومنتجات الالبان والزيوت النباتية ومواد البناء.   وتضغط دول مثل مصر وسوريا واليمن -وهي من صغار مصدري النفط الذين يتراجع انتاجهم- على ميزانياتها بشدة للابقاء على الدعم الذي يعد حيويا لشعوبها. وقررت مصر هذا الاسبوع الغاء الرسوم الجمركية على بعض السلع الاساسية.   وفي مصر أيضا حيث يعيش أكثر من 14 مليون نسمة بأقل من دولار واحد يوميا قفز التضخم الى أعلى مستوى في 11 شهرا عند 12.1 بالمئة في فبراير شباط وذلك أساسا بسبب ارتفاع أسعار الغذاء.   وطوال عقود كانت مصر توفر الخبز بأسعار رخيصة للفقراء للمساعدة في سد الرمق ودرء شبح السخط الاجتماعي. بيد أن الطوابير المتراصة أمام المخابز للحصول على الخبز المدعم ازدادت طولا هذا العام واشتعلت الاعصاب ومنذ اوائل فبراير لقى 11 مصريا حتفهم في طوابير الخبز.   وقال رئيس الوزراء احمد نظيف لرويترز في مارس ان الذين كانوا مستعدين يوما ما لدفع سعر أعلى للحصول على الخبز غير المدعم لم يعد بامكانهم تحمل هذا الثمن الان مما فاقم الطلب على الخبز المدعم.   وحظرت الحكومة المصرية تصدير الارز اعتبارا من ابريل نيسان وحتى اكتوبر تشرين الاول لخفض الاسعار المحلية.   وقد تتعرض دول الخليج الغنية لضغوط من أجل زيادة المساعدات المالية للدول العربية الاقل ثراء لتخفيف معاناتها من جراء ارتفاع تكلفةاستيراد النفط والغذاء. لكن مثل هذه المساعدات كانت مرتبطة في السابق عادة باعتبارات سياسية.   ويقول برنامج الاغذية العالمي انه ينبغي لدول الخليج بحث زيادة المساعدات المقدمة للوكالات الدولية التي تحاول تخفيف حد الفقر في المنطقة.   ويقول لودج « ينبغي أن تكون الثروة النفطية مصحوبة بقدر من المسؤولية. خاصة وان سعر النفط الذي يجعل هذه الدول تزداد ثراء من العوامل التي تزج باعداد متزايدة من الناس في براثن الفقر بسبب الغذاء. »   من اليستير ليون   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 أفريل 2008)  

مفتي السعودية ينفي دعوة حاخامات من إسرائيل للحوار في الرياض

 
الرياض ـ يو بي آي: نفي مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن يكون دعا حاخامات من إسرائيل للحوار معه في العاصمة، الرياض، خصوصاً بعد الدعوة التي أطلقها للمرة الاولي الملك عبد الله بن عبد العزيز للمشاركة في حوار الأديان. وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وهو أعلي مرجعية دينية في المملكة، في بيان له وزع امس الأربعاء ان ما نشر في بعض الصحف ونسب إلي بعض وكالات الأنباء وتضمن دعوته لمجموعة من رجال الدين الإسرائيليين للمشاركة في مؤتمر مصالحة ديني سيعقد في الرياض عار عن الصحة ولا أصل له . وتمني من الجميع قبل النقل لزوم التثبت والتبيين من الأنباء. ووصفت المنتديات السعودية ان هذه الدعوة بأنها كذبة أبريل (أول نيسان). وكانت إذاعة إسرائيل ذكرت الاثنين الماضي أن مفتي السعودية دعا عددا من رجال الدين الإسرائيليين حاخامات للمشاركة في مؤتمر ديني للمصالحة يعقد في الرياض، ويضم شخصيات دينية من الديانات السماوية الثلاث. وأضافت الإذاعة أن المفتي السعودي اتصل أواخر الأسبوع الماضي هاتفيًّا بممثل جمعية الصداقة العربية ـ الإسرائيلية أهارون عفروتي، ووجه له الدعوة. وأشار الراديو إلي أنه من المقرر عقد المؤتمر في موعد ما بعد حلول عيد الفصح لدي اليهود، مضيفًا أن السلطات السعودية ستمنح المشاركين الإسرائيليين جوازات سفر موقتة تكون سارية المفعول خلال أيام انعقاد المؤتمر فقط كي لا يدخلوا الأراضي السعودية بجوازات سفر إسرائيلية. من جانبها ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الحاخام الأكبر لإسرائيل شلومو عمار وحاخامات آخرين سيتلقون خلال الأيام القليلة المقبلة دعوات رسمية لحضور المؤتمر. ودعا العاهل السعودي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي إلي حوار بين الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية)، للاتفاق علي ما يكفل صيانة الإنسانية، مشيرًا إلي أنه حصل علي موافقة علماء المملكة علي مبادرته. وقال لدي استقباله المشاركين في ندوة بالرياض بشأن حوار الحضارات بين العالم الإسلامي واليابان إن هذه الخطوة تأتي في ظل أزمة تتعرض لها البشرية أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية . وأضاف أنه عرض هذا الأمر علي العلماء في المملكة وقد وافقوا علي ذلك وأنه بصدد عقد مؤتمرات لأخذ رأي المسلمين في جميع أنحاء العالم حول فكرة الاجتماع مع إخوانهم في إيمان وإخلاص لكل الأديان لأننا نتجه إلي رب واحد . وأشار الملك عبد الله إلي أن من دواعي هذه اللقاءات مواجهة التفكك الأسري وتفشي الإلحاد وهذا لا يجوز من جميع الأديان (الكتب) السماوية لا من القرآن ولا التوراة ولا من الإنجيل . وأكد علي ضرورة الوصول لاتفاق علي شيء يكفل صيانة الإنسانية من العبث الذي يعبث بها .   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  

أزمة النظام العربي هي في الفرضيات الأساسية

 
بشير موسى نافع  (*)   واحدة من أهم المفارقات التي يمكن أن تنجم عن مؤتمر قمة دمشق هي الخسارة الفادحة التي أوقعها المقاطعون بلبنان الذي كان على الأرجح السبب الرئيس وراء مقاطعتهم للقمة. ولا يجب أن يكون ثمة شك في أن أغلب الدول العربية التي لم تتمثل على مستوى القادة قد قامت بالفعل بمقاطعة القمة. فعندما ترسل دولة عربية سفيراً أو وكيل وزارة ممثلاً لها، فلا يمكن أن تكون تلك الخطوة إلا مقاطعة. المدهش في قرار المقاطعة ليس في أنه سيؤدي إلى إيقاع المزيد من الأذى بلبنان وحسب، بل إنه يلتحق بسلسلة من القرارات العربية التي انتهت بنتائج مفارقة لما هو مقصود بها أصلاً، وكأن الافتراق بين القرار ونتائجه أصبح ملمحاً رئيساً من ملامح العمل العربي المشترك. لنتذكر بعض أبرز القرارات العربية خلال السنوات القليلة الماضية: البرنامج الزمني لبناء سوق عربية مشتركة، القرار بدعم الانتفاضة الفلسطينية، دعوة القيادة العراقية السابقة إلى التخلي عن الحكم لإنقاذ العراق، القرار بكسر الحصار عن مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، المبادرة لحل الصراع العربي- الإسرائيلي، ومن ثم تجديد هذه المبادرة، مسعى قمة الرياض لتعزيز العمل المشترك، والمبادرة العربية في لبنان. كل هذه القرارات جاءت بخلاف ما بدا أنه هدفها الأساس. التفسير الشائع للحالة العربية يضعها في إطار موضوعتين رئيستين، الأولى: أن العرب ليسوا أمة واحدة، وأن الانقسامات المتكررة بين دولهم هي نتاج اصطدام طبيعي بين دول تبحث كل منها عن مصالحها الذاتية. والثانية: أنه حتى إن اعتبرنا أن هناك مشاعر هوية وتضامن تربط العرب، فإن الدولة العربية القطرية قد مضى على نشأتها زمن طويل، سمح لها أن تتجذر وتصبح حقيقة لا عودة عنها، ليس بالنسبة للطبقات الحاكمة وحسب، ولكن بالنسبة للشعوب أيضاً. هذه كيانات سياسية ناضجة، تعمل على تحقيق أمنها ومصالحها، حتى بالتصادم مع الرابطة العربية القومية ومصالح الأمة العربية المتخيلة. كلٌّ من هاتين الموضوعتين ليست صحيحة بالضرورة. وربما كان الصحيح هو أقرب للفرضيات المعاكسة لما تستند إليه هاتان الموضوعتان. بمعنى أن المعضلة العربية تتعلق بوجود وعي عربي قومي عميق الجذور، وأن إيمان أغلب العرب بهويتهم كأمة واحدة هو إيمان راسخ، وأن الدولة القطرية عجزت حتى الآن عن توكيد وجودها أو تسويغ هذا الوجود. الأزمات العربية المتكررة تتعلق في جزء كبير منها بإخفاق النظام العربي في صورته الحالية، نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، في الاستجابة لحقيقتي الأمة وفقدان الدولة القطرية شرعية الوجود ومسوغاته. نمت الروح القومية، خارج مناطق ولادتها الأولى في أوروبا الغربية، بفعل التقاء عدد من قوى العالم الحديث بالغة التأثير في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. أولى هذه القوى، كان سعي الدول الحديثة، مثل الدولة العثمانية، لصناعة أمة منسجمة، لغة ونظاماً سياسياً واجتماعياً، بهدف إنجاز مشروع التنمية واللحاق بالقوى الأوروبية الرئيسة. عجلة الصناعة والتجارة والسوق تتطلب منهاجاً تعليمياً واحداً، قوانين ومحاكم واحدة، جيشاً واحداً، وآلة إدارة مركزية وموحدة. وكان طبيعياً أن تؤدي هذه السياسات إلى استفزاز قطاعات واسعة من الشعوب التي لا تنتمي إلى لغة وثقافة الطبقة الحاكمة، وأن يتجلى الاستفزاز في ردود فعل قومية. وتعلقت القوة الثانية بالأثر الذي تركته حركة التحديث على الولاءات التقليدية في المجتمع: الولاء للحرفة الواحدة، للمحلة، أو للقبيلة، مضعفاً هذه الولاءات ومفسحاً المجال لنمو مشاعر ولاء أوسع نطاقاً. أما الثالثة فكانت التطورات الهائلة في وسائل الاتصال التي أسهمت في بناء التصور الجمعي للأمة. بمعنى أن وسائل الاتصال الحديثة وفرت للعربي الفرصة في أن يتعرف على، ويعيش حياة وأحداث العرب الآخرين زمن وقوعها. ولدت الأمة عندما أصبح ممكناً لأبنائها أن يستشعروا همومها معاً، أن يحملوا أعباء هزائمها معاً، وأن يحتفلوا بانتصاراتها معاً. وهذا هو ما تحقق للعرب خلال العقود الأولى من القرن العشرين. بين وقت وآخر، يسيطر مناخ من الشك العميق بوجود أمة عربية واحدة، وبما يمكن أن تعنيه فكرة الأمة لمستقبل الناطقين بالعربية. وقد تصاعد الجدل عندما طرح مفهوم العولمة في مطلع التسعينيات، وتصور كثيرون أن بين أحد نتائج العولمة تقويض جدر الهوية القومية، وصناعة هويات عابرة للحدود والقارات. ولكن ما يغيب عن مناخ الشك هو بالتأكيد الفعالية المستمرة للقوى التي أدت إلى تبلور الروح القومية قبل ما يزيد على قرن من الزمان. المدينة العربية المتضخمة، معاهد التدريس الكبرى، حركة التحديث الصناعي والإداري، القفزات غير المسبوقة في عالم الاتصال، كلها تدفع نحو تعزيز الشعور العربي الجمعي بالانتماء إلى أمة واحدة. عندما دخلت الدبابات الأميركية بغداد، سيطر الوجوم على العرب جميعاً، وعندما أُطفئت الأنوار في غزة، كانت تظاهرات الاحتجاج تتجمع في مدينة طنجة المغربية. عرب اليوم أكثر شعوراً بكونهم أمة مما كان عليه رشيد رضا وعلال الفاسي وعبدالعزيز الثعالبي في مطلع القرن العشرين. ولا تشير الوقائع الملموسة إلى استقرار الدولة القطرية، بل إلى القلق العميق الذي يثقل كاهلها، والشعور الفادح بعجزها عن توطيد جذورها. الأسباب خلف هذه الحالة أكثر من أن تعد. ثمة فضاء استراتيجي واحد يجمع الكثير من الدول العربية، ويجعل الواحدة منها أسيرة تطورات الأوضاع في الأخرى. يرى المصريون أن أمنهم يصل إلى البصرة وجنوب السودان، ويرى السوريون أمنهم في كل الدائرة الشامية، ويراه الجزائريون والمغاربة في دوائر متداخلة، يصعب فصل الواحدة عن الثانية. وكما تتشابه النشاطات الاقتصادية في كل حوض المتوسط، فإن الثروة النفطية توحِّد اقتصادات عدد آخر من الدول العربية، وتطلق حركة عمالة هائلة عابرة للحدود منذ الستينيات. تتنافس الدول العربية، كما تشترك، في مجالات الثقافة والفنون والعمارة، بل وحتى في مجالات الاستهلاك المرضي والالتحاق غير العقلاني بمراكز التعليم والصناعة الغربية. وربما الأهم من ذلك كله أن خطاب النظام العربي، لاسيَّما في القضايا الكبرى، يستبطن توجهاً ليس لشعبه وحسب، بل ولكل المجال العربي، وكأنه يدرك (واعياً أو غير واعٍ) أنه يستمد شرعيته من العرب جميعاً. المشكلة المستعصية هي في عجز النظام العربي عن تلمس هذا الواقع والاستجابة له. فقد أقيمت الجامعة العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي في ظل توازن قوى مختلف، وفي ظل ظروف تدخل أجنبي مباشر في تصور الجامعة نفسه، وفيما يمكن أن تحمله من وعود. فكرة منظمة عربية تفترض قداسة حدود دولها، تحرس سيادة واستقلال الدول الأعضاء (الواحدة عن الأخرى، وليس عن التدخل الأجنبي)، ولا تعترف بالتفاوت بين أوزان هذه الدول، هي وصفة لكارثة سياسية متواترة. وهذا هو ما شهده تاريخ العمل والتضامن العربيين طوال العقود الستة الماضية. نشأ النظام العربي منذ البداية وهو يحمل في رحمه مستقبلاً من الانقسام المتكرر والتمحورات. في ظل نظام غير واقعي، وغير قابل للإصلاح، ليست ثمة طريقة لمعالجة أعباء التاريخ والتداخل الاستراتيجي، السياسي، الاقتصادي، والثقافي، ليست ثمة طريقة لحل أزمة ضعف الدولة القطرية وشكها الجيني في شرعيتها ومسوغات وجودها، إلا بدورات متتالية من صراعات الكتل والمحاور.   (*) باحث عربي في التاريخ الحديث   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  

 الأطراف السياسية اللبنانية استخدمت الساحة الإسلامية لخدمة مصالحها في ظل انقسام حاد

بقلم: أواب المصري   «الساحة الإسلامية في لبنان تعيش حالة لا تحسد عليها». عبارة قالها أحد المطَّلعين على حال الحركات والجمعيات الإسلامية في لبنان. المصدر نفسه شبّه حال الساحة الإسلامية كمن يمشي على حبل رفيع فوق واد سحيق. فإذا مال جهة اليمين وقع في الوادي، وإذا مال جهة اليسار وقع في الوادي أيضاً. فالانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه القوى السياسية المتخاصمة انعكس بشكل كبير على الساحة الإسلامية، وأحدث شرخاً فيها يشابه الشرخ القائم بين الموالاة والمعارضة، وباتت الساحة الإسلامية انعكاسا لحالة الانقسام السياسي القائم في البلد. والتصنيف القائم بين القوى السياسية موالاة ومعارضة وجد مكاناً له في الحركات الإسلامية رغم الجهود التي يبذلها البعض لرأب الصدع القائم في الساحة الإسلامية، إلا أن هذا «الشرخ» ما زال يتَّسع ويتمدد أفقياً وعمودياً. وفي قراءة سريعة لمواقف القوى الأساسية في الساحة الإسلامية يمكن التأكد من أن هذه الساحة عجزت عن النأي بنفسها عن الخوض في أتون الأزمة القائمة، بل إن البعض استخدمها لخدمة مصالحه والاستفادة من رصيدها الشعبي.   الجماعة الإسلامية   منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري -قبل أكثر من ثلاث سنوات- والجماعة الإسلامية تعاني من ضبابية في المواقف. الجماعة الإسلامية تقول إنها لا تنتمي لكلا الفريقين المتصارعين، وهي تعتبر أن حل الأزمة القائمة يكون بتنازل كلا الفريقين للطرف الآخر. لكنها من جانب آخر لا تخفي ميلها إلى جانب قوى 14 آذار، في الوقت الذي يطلق قياديوها ورموزها مواقف وتصريحات منتقدة لقوى المعارضة لاسيما حزب الله. مصدر مسؤول في الجماعة قال لـ «العرب» إن تأييد الجماعة الإسلامية لمواقف قوى 14 آذار لا يعني انضمامها لهذا التجمع، فالجماعة حيث تجد الصواب تقف إلى جانبه. ويبرر المصدر قوله إن الجماعة كانت إلى جانب حزب الله خلال عدوان يوليو عام 2006، وهي شاركت إلى جانبه في العمل المقاوم وإن بنسبة بسيطة. ويضيف أن رؤية الجماعة واضحة بالنسبة لدعم مشروع المقاومة ومناهضة المشروع الصهيوني والأميركي في المنطقة، كما أن موقفها تجاه القضية الفلسطينية لم ولن يتغير، لكن ذلك لا يعني أن الجماعة تؤيد أداء حزب الله في السياسة الداخلية التي «نظن أنه ارتكب الكثير من الأخطاء ولا يزال». أحد المراقبين لفت إلى أن ميل الجماعة الإسلامية لمواقف قوى 14 آذار وانتقاد المعارضة يعود لسببين. أولهما أن الجماعة تدرك أنها لن تتمكن من مواجهة الشارع الإسلامي المؤيد في غالبيته لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة ولتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، وهي تخشى أن تنجرف إن هي سارت عكس التيار. أما السبب الثاني فيعود لإساءات تعرضت لها الجماعة وبعض رموزها من بعض قوى المعارضة لاسيما حزب الله، الذي يعمل على تطويق مناطق نفوذ الجماعة واستمالة أفرادها والمؤيدين لها، وهو نجح فعلاً في بعض الأحيان في مسعاه هذا. ولعلّ ترؤس الأمين العام السابق فتحي يكن لجبهة العمل الإسلامي التي يرعاها حزب الله يأتي في هذا السياق.   جبهة العمل الإسلامي   ليست جبهة العمل الإسلامي حزباً واحداً. فهي وكما يدل اسمها جبهة تتألف من عدد من الحركات والتنظيمات الإسلامية. انطلق عملها بداية تحت اسم «قوى العمل الإسلامي» قبل أن تحمل اسمها الحالي، وباشرت عملها رسمياً بعد حصولها على الترخيص القانوني قبل نحو عامين. وبعدما كانت طرابلسية وشمالية خالصة في المرحلة الأولى، انضمت إليها في وقت لاحق شخصيات وجمعيات وحركات إسلامية سنّية من مختلف المناطق اللبنانية. يرأس مجلس قيادة الجبهة الداعية فتحي يكن الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية، ويحتل الشيخ عبدالناصر جبري (مدير كلية الدعوة) منصب نائب الرئيس. يتألف مجلس قيادتها من سبعة أشخاص هم: الشيخ هاشم منقارة (حركة التوحيد – مجلس القيادة)، الشيخ بلال شعبان (حركة التوحيد)، الشيخ زهير جعيد (تجمع العلماء المسلمين)، عبدالله الترياقي (قيادي سابق في الجماعة الإسلامية)، الشيخ شريف توتيو (حركة التوحيد)، الشيخ محمود البضن (حركة التوحيد)، الشيخ غازي حنيني (قيادي سابق في الجماعة الإسلامية). ويشرف مسؤول حزب الله في الشمال محمد الصالح على عمل الجبهة بشكل مباشر، كما يصفها البعض بأنها ذراع حزب الله في الساحة السنية لأنه يتجنب خوض معركة ذات طابع طائفي سنية-شيعية. الإطلالة الأبرز للجبهة كان حين أمّ رئيسها الداعية فتحي يكن صلاة الجمعة في اعتصام قوى المعارضة وسط بيروت. وجّهت اتهامات عدة للجبهة بتدريب شبانها وتسليحهم تحت راية العمل المقاوم، كما قيل الكثير عن الدعم المالي الكبير الذي تتلقاه من حزب الله. تمكنت جبهة العمل من الامتداد في عدد من المناطق ذات الغالبية السنية، سواء في بعض مناطق الشمال، أو قرى إقليم الخروب. تعرضت قبل مدة لانشقاق داخلي في صفوفها في مدينة طرابلس نتج عنه تشكيل «جبهة العمل-مجلس الطوارئ»، كما حصلت إشكالات أمنية في عدد من المناطق جرى تطويقها. يشكك البعض في إمكانية استمرار جبهة العمل الإسلامي بشكلها الحالي، ويغمز البعض من أن ما يجمع المنضوين تحت لواء الجبهة ينحصر بالدعم الذي تتلقاه من حزب الله، في حين أن لكل جمعية أو حركة أجندة خاصة بها.   جمعية المشاريع (الأحباش)   كان لجمعية المشاريع (الأحباش) اليد الطولى في الساحة الإسلامية خلال وجود الجيش السوري في لبنان. فكان التنسيق بين الأحباش وأجهزة الاستخبارات السورية مباشراً، لكن اغتيال الرئيس رفيق الحريري واتهام عدد من قياديي الأحباش بالضلوع في جريمة الاغتيال أدى إلى عزوف الجمعية عن الظهور في الساحة الإسلامية، خاصة في المرحلة الأولى التي تلت اغتيال الحريري. لكن هذا لا يعني تجاهل القوة الشعبية التي تحوزها جمعية المشاريع في الشارع الإسلامي. فرغم كل الاتهامات التي سيقت لها، ورغم التعاطف الجارف مع جريمة اغتيال الحريري، إلا أن الأحباش نجحوا في المحافظة على شريحة هامة من جمهورهم، الأمر الذي ظهر جلياً في الانتخابات النيابية والبلدية التي كشفت عن قوة شعبية لا يستهان بها لاسيما في العاصمة بيروت. منذ اغتيال الحريري والأحباش يتجنبون الإدلاء بمواقف سياسية وإعلامية. وهم دأبوا على ترداد مواقف عامة تدعو لرصّ الصفوف ودرء الفتنة وعدم الخوض في التفاصيل.   القوى الأخرى   من الصعب حصر القوى والحركات والجمعيات العاملة في الساحة الإسلامية في لبنان، إلا أن مواقف هذه القوى لا تشكل تأثيراً كبيراً على مجريات الأمور. فحزب التحرير الذي كان محظوراً خلال الوجود السوري وجرى الترخيص عام 2006 يحرص على نسج صداقات مع الطبقة السياسية عبر سلسلة زيارات يقوم بها. لا يتوانى حزب التحرير عن إطلاق مواقف تفصيلية تختم جميعها بالمطالبة بـ «الخلافة الإسلامية». لكنه يتجنب اتخاذ موقف مبدئي بالوقوف إلى جانب فريق سياسي في مواجهة آخر. كذلك يبرز في لبنان تيار سلفي يضم مجموعة جمعيات ومدارس ومعاهد دينية في مختلف المناطق اللبنانية. يؤيد هذا التيار في معظمه تيار المستقبل رغم الانتقادات التي يسوقها البعض لهذا التيار خاصة خلال وبعد معارك نهر البارد بين تنظيم فتح الإسلام والجيش اللبناني. كما لا يمكن تجاهل المجموعات الإسلامية الجهادية التي تتمايز في الاسم لكنها تتفق في الأفكار والمشروع، لعلّ أبرز هذه المجموعات تنظيم فتح الإسلام في نهر البارد و «عصبة الأنصار» و «أنصار الله» و «جند الشام» في مخيم عين الحلوة إضافة لخلايا متفرقة تابعة لتنظيم القاعدة يتم اكتشافها كل فترة. تمتنع هذه المجموعات عن الإدلاء أو إطلاق مواقف إعلامية، وإن كان أداؤها العسكري والأمني على الأرض يشكل انعكاساً عملياً لمواقفها. أكثر من ثلاث سنوات مرت على اغتيال الرئيس رفيق الحريري (14 فبراير 2005)، لكن الساحة الإسلامية في لبنان ما زالت تعيش آثار وانعكاسات وتأثير هذا الحادث حتى الآن.. وربما إلى أمد غير منظور.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)  

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة