الهم العام سواء كان وطنيا أو أمميا « من الأمة » أو إنسانيا، مسؤولية وواجب فردي وجماعي، والمسؤولية تجاه الأوطان والأمة واجب مقدس يحمله الفرد والجماعة على السواء، رجالا ونساء، لا يلغيه إطار مكاني أو زماني، أو يحتمل المعاذير والاختفاء، تتدخل فيه أبعاد الجدوى والقدرة والتناسب والأفضلية لتحدد نسبيته وأروقته دون أن يتلاشى أو يضمحل « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته »!
عندما تلقي هذه الأيام بنظرة عابرة أو متمكنة إلى ما يدور حولك وتحمله لك العناوين من هنا وهناك سواء كان الإطار المعني وطنا ضيقا أو أمة ممتدة، فإن البصر يعود إليك خاسئا كليلا، ليملأ حقيبة الإحباط واليأس ويزيدها ثقلا وتمكنا…
لست متشائما وهذا طبعي، والتفائل عصاي التي « اتكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى »، إلا أن ما يلف هذه الأيام أوطاننا وأمتنا من نكبات وسقطات على كل المستويات تجعل الحليم حيران، ولولا الأمل لغاصت الأرجل في الوحل وانتهت قصة نهضة أمة وتنمية أوطان. مشوار حزين و بلا ألوان…
فمن الأمة نبدأ… وانظر ذراعها الهامة والطويلة والمعتبرة والممثلة في جانبها العربي وسوف ترى حالة الموت الجماعي تلف أطرافها من حكومات وشعوب إلا من رحم ربك وهم قليل، وليست القمة العربية الأخيرة إلا تعبيرا محزنا لهذا السقوط والتواري، رؤساء وقيادات تلتقي في جمع معتبر تحت راية معتبرة « الجامعة العربية » ليلقوا علينا خطبا رنانة واعترافات مثيرة بالعجز والفشل، كلها تنادي بالوحدة والعمل المندمج وتعترف بأخطائها وتزعم البحث عن المخرج وقد نسيت أنها هي الخطأ وغيرها المخرج… وانظر إلى حديثهم وبياناتهم الباهتة التي لاتحمل لونا ولا رائحة بعد المنعطف التاريخي الذي جلبه أسطول الحرية في مستوى استنهاض الهمم وتغيير الرأي العالمي، فالتقوا وتواروا والعالم من حولهم لا يلقي لهم بالا ولا اعتبارا، حتى أنك لو راجعت بعض المجلات والصحف العالمية لم تجد لاجتماعاتهم مهما علا شأنها ذكرا، وإن ذكرت خلسة فلملء الصفحة وعلى استحياء في ركن ضيق ميؤوس من قرائته! والشعوب غير بعيدة، منها الساخر ومنها اللامبالي فهي قد غسلت الأيدي والسيقان ولم يعد تعنيها قمة أو درك أو بيان ، أو لقاء من عدمه.
شعوب مستحمرة مستخف بها، تُسيّرها أجندات عالمية وأسرية من أجل مصالح عائلات وأفراد في الداخل والخارج. فغابت عن الفعل الحضاري وصعدت صومعتها ونسيت تاريخها وحضورها الفاعل بين الأمم ولاذت بالصمت والعمى أو متابعة قصة نهاية الإنسان العربي، وهي ملقاة على أريكة الصالون تدردش وتمضغ اللبان. أما عن الأوطان وحالتها فحدث ولا حرج، حتى أن الملل والحشو والتكرار اكتسحوا كل شيء، أقلام جف بعضها واستكان أصحابها إلى دوي النحل، وخطابات فضفاضة لا تعني شيئا سوى تبرئة الذمة من خلاص مغشوش، وحراك باهت من هنا وهناك… حاكم يحكم بصولجان ودرة وصراخ وآلام، وأسر مقربة تتقاسم ثروات البلاد وكأنها إرث الوالدة أو الوالد أو من ليس له وريث، ومعارضة عاجزة، بعضها مضروب على أيديها، وبعضها منفي أو مرمي في السراديب، وبعضها يمشي على بطنه أو حذو الحائط ويدعي أنه من العقلاء، ونخبة عالمة وصفوة متعلمة، بعضها أعجبته خيمة السلطان واستطاب العيش فيها، وبعضهم دخل بيته وأغلق بابه وادعى الأمن والإيمان والأمان، وبعضهم وهم قليل معافى يحاول جادا ولو بصعوبة الوقوف على رجلين وإلا رجل واحدة وعلى الدنيا السلام! وجماهير غائبة مغيبة ترفع شعار « سلّم سلّم »، أو نائمة مضطجعة على جانبها الأيسر حفاظا على قلوبها وأفئدتها وحتى لا يعلو شخيرها فتسيء للسلطان!! ومن أراد فكاك أمره واستنهاض أمره سقط في الفهم القاصر والعلم الناقص والإدراك المغشوش، فهوى مغشيا بين تطرف وإرهاب.
أما عن الأمة في امتدادها، فلا تكاد تسمع صوتها أو انتسابها إلى هذا الصرح الحضاري العظيم الذي بناه الأجداد وتهافت بنيانه مع تهافت الوعي والرشاد، إلا حين يقع استفزازها في رموزها أو يعتدى على أرضها، وإلا فهي ميتة تحمل قابلية عجيبة للتأقلم مع الاستبداد والتخلف، يعيش بعضها على موائد اللئام والبعض الآخر على الاكتفاء في العلم والمعرفة، يجمعهم البعد عن الفعل النهضوي والشهود الحضاري، فهي مشتتة، مختلفة، متخلفة سياسة واجتماعا واقتصادا…
من هنا يمر الشهود الحضاري
ولكن… هل هذه العتمة عامة وليس فيها بصيص من نور؟ وهل هي خاصة بأيامنا دون أيام الأجداد، أم أن أيام السواد لم تكن حكرا على عهدنا ولا عن جنسنا وأن كل الشعوب ماض وحاضر مرت أو لا تزال تمر من هنا؟ هل هناك بصيص أمل في هذا الدهليز المظلم الذي يرى أوله ولا يرى آخره أو هكذا يخيل لمن أدركه؟ …نعم ولا!!!
نعم إذا اصطحبنا معنا مرجعية جميلة ثبت صلاحها لمن سبقنا نستلهمها كما استلهموها وننزلها بوعي واجتهاد ورشاد حسب ما يتطلبه واقعنا دون عصمة فكر أو قدسية فرد أو جماعة…مرجعية تحظ على العمل والاستقراء والاستشراف ولا تترك مجالا للفشل والهزيمة والانسحاب… نعم إذا حملنا في جعبتنا منظومة قيم حازمة ميزت أجدادنا وتميزنا، وأخلاق تعبر الظاهرة الإنسانية من اقتصاد واجتماع وسياسة وثقافة دون تهيب أو مساومة… نعم هناك أمل إذا لم يتهيب العالم وشاكس أولي الأمر بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة وكلمة الحق التي لا تنحسر، ولم يفضل الاختباء وراء الشاشات والحديث الجاد عن نواقض الوضوء وفتاوى النفاس وجعل يبرر موقفه بأنه يبني العقول وقد نسي أن الاستبداد قد استأصلها وأسكنها المقابر والأرباع الخالية، ولا سبيل إلا بإعطاء القدوة والنموذج في الوقوف والمقاومة السلمية والاجتهاد الرشيد.
نعم إذا عقلنا أن الانتظار غير الممنهج والاعتقاد في الارجاء، هي خيبة مسعى ورهان خاسر واختلاس للعقول في وضح النهار، وأن العمل المؤسس هو أول بداية الطريق الناجح والثابت.
ولكن أيضا… لا..ليس هناك أمل إذا رأينا أن التمادي في التنحي والانسحاب حل تشد له الرحال وتبنى له الفتاوى، وأن العمل غير الممنهج وغير المؤسس لواذ الفعل والمبادرة، وأن القناعة كنز لا يفنى إذا لامس منازل الخنوع والتهيب والارجاء والانتظار السلبي..، لا… ليس هناك أمل إذا تُرك الحبل على الغارب ورفض الجميع أو من صفوتهم دفع الثمن…والتضحية بدنيا لا محالة فانية والزهد في إغراءاتها الزائلة.
مفتاح القضية: التراب والزمن والإنسان
إن مناطق السواد ليست حكرا علينا ومنازل اللآلئ والدرر ليست مقتصرة على الجيران، إن جماهيرنا وشعوبنا وأمتنا الحاضرة حملت بين أضلعها رجالا ونساء وحتى أطفال ساهموا بأيديهم الصغيرة أو الكبيرة وعقولهم البسيطة أو الكاملة في النهوض وتواصل الوقوف، ومن هنا مرت حروب الاستقلال ومن هنا لا تزال تمر فلسطين وغيرها من البقاع الموؤودة…ومن هنا مرّ أسطول الحرية وانطلق من مياه إسلامية دافئة.
إن حاضرنا على سوءه المهيمن ليس فلتة عن تاريخنا، فالأنوار كانت هنا وهناك، والفارق هو في عددها وقوة إشعاعها ومنهجية التنوير والاستضاءة، ففقيه السلطان لم يخلُ منه زمان أو مكان، وخيمته لم تفرغ من التملق والتزلف والنفاق، والجماهير الساكنة لم تغب عن خريطة الفعل اليوم والأمس، والنخب المتواطئة والطاقات المعطلة والصفوة الفاشلة لم تكن حكرا على أيامنا ولكن… مع وجود الظلام كان النهار ينافسه البقاء ويكسب كل يوم ثوان أو دقائق من الأنوار، فمع الفقيه المتهيب كان الفقيه الحازم ولعله الأكثر عددا وعدة، ومع الجمهور الصامت كان الجمهور العامل تحت رايات الوقف والبناء.. ونحن اليوم لسنا ذرة في فلاة ولا نحمل أكفاننا على ظهورنا ونبكي حظنا ونصيح لمن يسمعنا أن نهاية العالم قد قربت.. فالسجون ملئى بمن قاوم وطالب بالكرامة وحقوق الإنسان، والجماهير على سكونها عاقلة يقارب صمتها سكون الأجواء قبل حدوث العاصفة، وفقهاء الصمود على قلتهم موجودون ويحاولون دفع المركبة نحو شاطئ السلام، وبعض من النخبة في حراك وتوعية لتشكيل العقل المبادر والباني للحضارة…فلا نيأس!
إن شعوب الجيران ليسوا بياضا في بياض وإن كان السواد تتجاذبه أطراف معتبرة، فمن منظومة قيم مهزوزة وتلهف نحو المادة شعاره أنا أملك إذا أنا موجود. ومن تاريخ قبل حاضر غلب عليه اللون الأحمر والصراخ والآلام والأبادات والحروب… ومن ديمقراطيات على جمالها، سقطت في بعض المنعطفات والتضاريس، فمن هنا مرت حروب وأهوال وظلم بواح، ومر أبو غريب وغوانتنامو ومرت حقوق الإنسان…
فلسنا نحمل عقدة الضعف واحتكار الأسوأ، إلا أننا عجزنا عن بلورة مسارات الوقوف والتحدي ونجحوا، عجزنا عن المشي خارج الكهوف وتحت الشمس ونجحوا، عجزنا عن تفعيل مرجعية وتاريخ جميل في الكثير من مواقعه ونجحوا، رغم هنات تاريخهم واستفهاماته الكثيرة ومناطق الظل فيه. عجزنا عن استلهام ما طوروه عنا وعن غيرنا، وأفادوا به البشرية جمعاء فأنشأوا حضارة تكنولوجية فريدة ولامسوا الثريا نظرا وفعلا، وبقينا نحن ننظر إلى الثرى ونتعلق بقشور حضارتهم ونستهلك ما صنعوا، وبدل الاضطلاع بتشييد حضارة جديدة، عملنا على تكديس منتجاتها وخرداتها، وأيدينا مربوطة إلى الوراء ونظراتنا إلى السماء تنتظر غوثها والسماء منا براء.
إن احدى بصمات الأمل التي لا تزال نابضة داخلنا وكأن جيناتنا حملتها رغما عنا، تكمن في تلك اليد الخفية التي حملها الغيب يوما ولا يزال يحملها ويدفع بها إلينا حتى لا ترتعش أطرافنا وتذهب ريحنا ونحن نخط استنهاضا أو نهضة، أو مشروعا حالما للتغيير والإصلاح ولعل من أبرزها عندي مكانا ومنزلة هذا الحديث الشريف الجامع العجيب الممتلئ تفاؤلا ويمنا وبركة، رغم ظلمة المكان وشدة الزمان وقسوة اللحظة ونهاية الفعل، والذي لولاه لخرت القوى وخنعت الأنفس وخاب الأمل وضاعت الوصية وسقط الغصن واندثرت شعوب وأمم » إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة « النخلة الصغيرة » فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ». والحضارة كما عناها مالك بن نبي رحمه الله لقاء وفاقي بين ثلاث : التراب والزمن والإنسان.
(المصدر : الجزيرة نت ركن المعرفة بتاريخ 22 /06/ 2010)
حديث الجمعة بقلم بسام بونني
قبل أسابيع، توسّمنا خيرا لعودة لغة الحوار بين الأطراف المتنازعة على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، رغم معرفتنا المسبقة بمن يمتلك الشرعية ومن يفتقدها. فكلّ حجر يُرمى في المياه الراكدة قد يكونّ مؤشّرا إيجابيا وجب التعامل معه بجدّية خاصة أنّ الخيارات ليست متعدّدة. وفعلا، خرج العديد من المشتكى عليهم للتعبير عن تفاؤلهم. إلاّ أنّ الأيام الأخيرة جادت بما لا تشتهيه سفن التغيير المرجوّ في التعامل مع ملفّ الرابطة إلى درجة انقلاب التفاؤل إلى انهيار، خاصّة أنّ الفريق المشتكي قالها صراحة : « من المستحيل التوصّل إلى أيّ حلّ ». الفريق ذاته طالب بحسم الفروع المتنازع على شرعيتها لصالح الحزب الحاكم وبأغلبية ساحقة لم يسبق تسجيلها داخل أيّ فرع من فروع الرابطة منذ تأسيسها عام 1977. رغم جوّ التفاؤل الذي ساد أولى جلسات « المصالحة »، فإنّ الانطلاقة تمّت على أرضية هشة في الأساس. فإلى جانب عدة سنوات من انعدام الثقة، ماطلت الحكومة الهيئة الشرعية أكثر من مرّة لإطلاق حوار يضع حدّا لعشر سنوات من الإعاقة قبل أن تفاجئ الجميع بتشكيل « لجنة وساطة » لتقريب وجهات النظر. لكنّ تزامن هذه المبادرة مع تفاوض الحكومة مع الاتحاد الأوروبي حول مرتبة الشريك المتقدّم أفرغ المبادرة من مضمونها وأكّد على طابعها الظرفي. أزمة الثقة وعدم القدرة أو الرغبة على حلحلة أزمة كأزمة الرابطة أضحت حاجزا يحول دون تطوّر المجتمع المدني ومكوّنات الساحتين السياسية والنقابية. فالحلّ الذي توصّل إليه الصحفيون، مثلا، لحلّ أزمة نقابتهم – رغم معرفتنا المسبقة بمن يمتلك الشرعية ومن يفتقدها – لا يمكن أن يكون حجر الأساس لهيكل يُعبّر عن هموم الصحفيين ويدافعون من خلاله عن حقوقهم الطبيعية والمشروعة. إذ كيف يمكن التوصّل لمصالحة بشخصنة التنازلات والاتفاقات الجانبية ؟ كيف يمكن بعث نفس جديد في النقابة بفرض سحب ترشّح النقيب الشرعي، ناجي البغوري، لانتخابات الاتحاد الدولي للصحفيين كشرط أساسي للعودة إلى طاولة المفاوضات ؟ أليس من المنطقي الاحتكام إلى جمهور الصحفيين ؟ إنّ الحلول الطرفية الخالية من أيّة ضمانات لاستنقاص من قيمة العمل الذي قامت به أجيال من الصحفيين والنقابيين والحقوقيين والسياسيين وضرب بكلّ أصول العمل المدني عرض الحائط. وأزمة الثقة التي تطبع منذ سنوات علاقة الحكومة بقوى الرفض السلمية والمعترف بها لا يمكن إلاّ أن تؤخر تحقيق مشروع التعددية الحقيقية المرتقي ببلادنا إلى مصاف الدول التي تنعم بحراك حقيقي يعكس نضج المواطن التونسي
الحجاب ينتشر في تونس وسط قلق من تداعياته على حقوق المرأة
الحجاب في تونس بين التأييد لحرية المرأة في ارتداء الحجاب ومخاوف من أن يهدد الحجاب حقوقهاانتشرت ظاهرة ارتداء الحجاب في تونس رغم الحملات، التي نظمتها الدولة خلال الثلاثين عاما الماضية لمنعه. وفيما ترحب منظمات حقوقية بحصول المرأة على حرية ارتداء الحجاب، ترى منظمات نسائية في الحجاب تهديدا لمكاسب المرأة التونسية في أحد أزقة الضيقة في المدينة العتيقة، التي يطلق عليها « المدينة العربي » في قلب العاصمة التونسية، إذا بجمع من السياح الغربيين يتوقفون لأخذ صور تذكارية، ليس لأحد المعالم التاريخية التي تزخر بها المدينة وإنما لامرأة. ويبدو من مشيتها وانحناء ظهرها بعض الشيء أنها ربما في نهاية الستينات أو السبعينات في عمرها وهي ترتدي « السفساري »، وهو لحاف أبيض اللون يغطي جسدها، وتحمل بيدها « القفة »، أي سلة مصنوعة من السعف. وتمر المرأة، التي يبدو أنها في طريقها إلى التبضع من الأسواق المجاورة، بجانب السياح اللذين يتهافتون على التقاط الصور لها غير آبهة بهم وكأنها قد تعودت على الأمر. ذلك أن ارتداء السفساري، وهو لحاف تقليدي كانت ترتديه النساء وتغطي به أجسادهن ورؤوسهن حين يخرجن إلى الشارع، أصبح أمرا نادرا في شوارع العاصمة ويكاد يقتصر على أقلية من النساء المسنات المحافظات.
بالمقابل بدأت ظاهرة ارتداء الحجاب تنتشر في شوارع تونس؛ نساء وبنات في مقتبل العمر يغطين رؤوسهن بمختلف الطرق، كما تتنوع ألوان المناديل التي يضعنها من ألوان زاهية تتماشى مع بقية ملابسهن إلى ألوان داكنة كالأسود، الذي ترتديه بعضهن مع جلابيب طويلة وفضفاضة وداكنة اللون، فيما تفضل أخريات عبايات طويلة ومطرزة بخيوط فضية أو ذهبية وبحبات العقيق على أطراف الأكمام وفي الأسفل. ظاهرة لم تعهدها الشوارع التونسية من قبل، حيث كانت السلطات في البلاد شنت حملة أمنية وإعلامية ضد ارتداء الحجاب، باعتباره « دخيلا على الثقافة التونسية » ورمزا « للطائفية ». وحظرته من قاعات الدرس في مختلف المؤسسات التعليمية والحكومية وحتى في الشوارع، مستندة في ذلك على المرسوم القانوني رقم 108 والذي أصدره الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة عام 1981، والذي يعتبر الحجاب « زيا طائفيا، يرمز إلى التطرف ويهدد وحدة الشعب ». ووصف بأنه يتناقض مع توجه الدولة التونسية، التي تؤكد أنها تستمد جزءا من تشريعاتها من إسلام تنويري، نحو الحداثة. فهل أقرت السلطات بحق المرأة في حرية اختيار اللباس والذي طالما طالبت به أيضا منظمات حقوقية تونسية؟ أم انتصر الحجاب على المرسوم القانوني رقم 108؟ « ارتداء الحجاب ظاهرة فرضت نفسها في تونس »
ارتداء السفساري، أي اللحاف الحريري الأبيض الذي يغطي الجسد، أضحى أمرا نادرا في تونسصلاح الدين الجورشي، نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، يقول في حديث لدويتشه فيله « أصبحنا نرى أن المحجبات يعشن بنوع من التسامح ونوع من الأريحية وأعتقد أن هذا الجانب من التسامح والحرية هو الذي انتصر في النهاية. » ويلاحظ الحقوقي التونسي أن « هناك تطورا كبيرا لظاهرة التدين وارتداء الحجاب »، لافتا إلى أن « هذه الظاهرة قد فرضت نفسها على الجميع بشكل جعل من هذه الظاهرة قوة اجتماعية وثقافية مهمة جدا. » من جهتها تؤكد إيمان الطريقي، محامية محجبة وعضو مؤسس للمنظمة الحقوقية الإنصاف والحرية، والتي كرست جهودها خاصة للدفاع عن المحجبات، في مقابلة مع دويتشه فيله تراجع ما وصفته « بالحرب على الحجاب » في تونس.
وفي الواقع نلاحظ في السنوات الأخيرة في تونس توجها، يصفه الحقوقي التونسي صلاح الدين الجورشي بأنه « تغيير السلطات لتعاملها » مع ظاهرة التدين، فقد سمحت بتأسيس إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم، كما تم قبل أشهر إنشاء أول بنك إسلامي في تونس. ويفسر الجورشي هذه الظاهرة بالقول: » عندما أدركت السلطات بأن ظاهرة التدين اجتماعية وثقافية وليست بالضرورة تعبيرا سياسيا عن حزب معارض، عندها غيرت أسلوب هذا التعامل ». وكانت السلطات ترى في ارتداء الحجاب خلال الثمانينات والتسعينات تأييدا للإسلام السياسي ولحركة النهضة المحظورة، التي اتهمت « بالترويج للأصولية والتطرف في البلاد » وأنها « تسعى لتقويض الأسس التحديثية التي بناها مؤسس الدولة التونسية الحديثة الحبيب بورقيبة ».
وقد نجحت الحملات المختلفة التي قامت بها السلطات في بداية التسعينات في « الحد من زحف الزي الطائفي الدخيل على الثقافة التونسية »، إلى درجة أن ارتداء الحجاب أصبح يقتصر على السائحات الخليجيات أو غيرهن من الدول المجاورة. « في فترة التسعينات وخاصة بعد الصدام العنيف بين السلطة وحركة النهضة، أخضعت المحجبات لملاحقة لصيقة وشديدة من قبل الأجهزة الأمنية في كل مكان »، وفق الجورشي، الذي أشار أيضا إلى أن هذه الحملات لم تخل من « تجاوزات »، إذ يقول: « مورست بعض الأساليب التي تتناقض مع حرية الإنسان وحرية المعتقد، إلى درجة أنه سجل في بعض الحالات منع محجبات من تلقي العلاج في المستشفيات العمومية ». من جهتها، تؤكد السلطات التونسية أنها « لا تشن حربا على الإسلام »، مثلما تتهمها به بعض الجهات الإسلامية في تونس وخارجها، وإنما تدافع عن « ثقافة الإسلام التنويري والاعتدال وعن المبادئ التحديثية في البلاد وعن مكاسب المرأة، التي يمكن أن يهددها تفكير طائفي متطرف ».
قلق من انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب في تونس
عدد متزايد من النساء والبنات يقبلن على ارتداء الحجاب في تونسإيمان الطريقي، الناشطة الحقوقية التي لم تكن ترتدي الحجاب من قبل، تعزو انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب في صفوف التونسيات إلى « الحديث عن الحجاب في الفضائيات المتخصصة في الشؤون الدينية، وظهور العمل الدعوي في الفضائيات والفتاوي أيضا على شبكة الانترنيت، كموقع الفيسبوك، الذي يستغل بصفة متزايدة من المتدينين ». ولكن انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب في تونس قد أثارت أيضا مخاوف مما يمكن أن تشكله من خطر على وضعية المرأة في البلاد، فقد أعلنت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وهي منظمة حقوقية علمانية، عن رفضها لارتداء المرأة التونسية للحجاب ووصفته بأنه « يرمز إلى الرجعية والانغلاق ».
فيما وصفت البروفسورة آمال القرامي، أستاذة الديانات المقارنة في جامعة منوبة في تونس، ظاهرة ارتداء الحجاب في تونس بأنها لا تنبع عن التزام ديني، وتقول في حديث لدويتشه فيله: « التدين في تونس هو شكلي في معظمه وليس تدينا حقيقيا قائما على إلمام بالشريعة الإسلامية ». وتضيف بالقول: « ليست كل محجبة تلم بقواعد دينيها وبالتالي فإن الحجاب ليس بالضرورة علامة على أخلاق فاضلة أو فهم أفضل للإسلام ». وتشدد الباحثة التونسية على أن « الحجاب أمر مستورد وموضة روجت لها القنوات الدينية الفضائية. »
وتفسر آمال القرامي ظاهرة انتشار الحجاب بتغير نظرة المجتمع التونسي بصفة عامة على الغرب، عقب أحداث 11 من سبتمبر /أيلول وما تلتها من أحداث أخرى مثل غزو العراق وفضيحة سجن أبو غريب وانتهاكات حقوق الإنسان في معتقل غوانتنامو والتدخل الإسرائيلي العسكري في قطاع غزة نهاية عام 2008، وغيرها من الأحداث. »كنا ننظر إلى الغرب على أنه متمسك بأخلاقيات وحقوق الإنسان فإذا بحقوق الإنسان يعبث بها في صلب الغرب ». وبالتالي لم « يعد الغرب ذلك النموذج وتلك المرجعية »، بعدما طفت على السطح قضية « صراع الثقافات والأديان ».
« التحجب قد يهدد حق المرأة في عدم ارتداء الحجاب »
آمال القرامي، الباحثة التونسية، ترى في أن ارتداء الحجاب ينطوي على » فكر جديد قد يهدد مكاسب المرأة التونسية »وتعرب القرامي عن قلقها من أن ارتداء الحجاب ينطوي على « تفكير جديدة قد يهدد مكاسب المرأة التونسية، التي تعتبر نموذجا للكثيرات في العالم العربي ». وتعزو ذلك إلى أن هذه المكاسب تفهم بأن « المرأة التونسية أقرب من الغرب منها من الإسلام، وبالتالي عزلتها عن بقية النساء العربيات. » وتلفت إلى أن ذلك من شأنه أن يغذي الدعوات بالتنازل عن هذه المكاسب لصالح « رؤية رجعية » تتعارض مع حقوق المرأة مثل تعدد الزوجات والتي « تهدد توجه المساواة بين الجنسين في تونس ». « المشكل في الحقيقة ليس في الحجاب وإنما فيما يفهم أو يقرأ من الحجاب، لأن البعض، وهناك تيار سلفي صاعد في تونس، بالفعل ينطلق من الحجاب لكي يحجب أو يحد من دور المرأة وممارسة حقوقها داخل الأسرة وفي الفضاء العام »، بحسب الحقوقي صلاح الدين الجورشي. « باسم الحجاب وباسم النصوص، التي تحدثت عن الحجاب، يقع دفع المرأة التونسية نحو الزاوية لكي تتنازل عن حقوقها »، هكذا يقول الجورشي، لافتا إلى أن « التحجب قد يهدد حق المرأة أيضا في عدم ارتداء الحجاب ». الكاتبة: شمس العياري مراجعة: هيثم عبد العظيم
(المصدر:موقع دويتشه فيله الإلكتروني بتاريخ 24 جوان 2010)
مالطا تساند حصول تونس على مرتبة » شريك متقدم » مع الاتحاد الاوروبي
التاريخ : 24/06/2010 تونس – 24 – 6 (كونا) — اكد نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية مالطا طونيو بورغ هنا اليوم مساندة بلاده لتونس في طلبها الحصول على مرتبة شريك متقدم مع الاتحاد الاوروبي.
وقال بورغ في تصريح صحافي عقب اجتماعه بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي هنا ان المحادثات تناولت التعاون بين البلدين على الصعيدين المتوسطي والأوروبي سواء في اطار مجموعة (خمس زائد خمس) الاوروبية – المغاربية أو على مستوى الاتحاد من أجل المتوسط.
واعرب بورغ في هذا السياق عن اعتزاز مالطا بمساندة تونس لها في احتضان قمة رؤساء دول مجموعة (خمس زائد خمس) مشيرا الى الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء مالطا الى تونس التي يجري الاعداد لها حاليا لتتم في أقرب وقت ممكن.
واضاف ان اجتماعه مع بن علي تناول ايضا العلاقات الاقتصادية بين تونس ومالطا لاسيما على مستوى رجال الأعمال في البلدين. وكان نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية مالطا قد وصل الى العاصمة التونسية في وقت سابق في زيارة اجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في الدولة
(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بتاريخ 24 جوان 2010)
في المجلس القطاعي للتعليم العالي لإتحاد الشغل التفاوض مع الوزارة والفصل العاشر يستأثران بالاهتمام
انعقد يوم الأربعاء 16 جوان 2010 بالمقر المركزي للاتحاد المجلس القطاعي للجامعة العامة للتعليم العالي بإشراف السيد على رمضان الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي الذي افتتح أعمال المجلس مؤكدا أن مشكل التمثيل النقابي بالجامعة التونسية قد أصبح طي التاريخ كما أكد على أن المطلوب الآن هو الانكباب على دراسة الملفات التي تعطل النظر فيها على مدى سنوات وأشار السيد السامي عوادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي في مستهل حديثه أن المجلس ينعقد للنظر في مسألتين الأولى تتعلق بالمفاوضات مع وزارة الإشراف التي اسفرت عن جلسة عمل انعقدت يوم 9 جوان 2010 برئاسة السيد رئيس ديوان الوزارة ثم عن إمضاء محضر جلسة يوم 15 جوان بين الطرفين المتفاوضين وقد تضمن المحضر ردود الوزارة على المذكرة التي تقدمت بها الجامعة العامة بتاربخ 26 مارس 2010- كما يحتوي جدول الإعمال ثانيا على النظر في إمكانية تأجيل مؤتمر الجامعة العامة الذي حل اجله. المفاوضات مع الوزارة أما في ما يخص المفاوضات مع الوزارة فقد تضمن محضر الجلسة المذكور عديد المسائل التي وقع التفاوض في شانها. ففي ما يخص المجلس الأعلى للتعليم العالي فقد أكد الوفد الوزاري أن المجالس العليا هي هيئات ذات طابع أفقي علما بان المجلس الأعلى للموارد البشرية يضم ممثلين عن المركزية النقابية وقد تم التأكيد على أن الوزارة تنوي تشريك الجامعة العامة في مختلف الملفات التي تهم أساتذة التعليم العالي وتطوير المؤسسات الجامعية وتنمية البحث العلمي سواء في إطار لجان تفكير وتشاور أو في إطار أيام دراسية أما في ما يخص انتخاب لجان الانتداب والترقية فانه ردا على المطلب النقابي الذي يتمثل في الاكتفاء بدورة واحدة وحذف شرط النصاب مثلما هو معمول به في بقية الهياكل التمثيلية وفي نشر ترتيب النجاح فأجابت الوزارة بأنها تتمسك بتنظيم الانتخابات على دورتين وبمبدأ النصاب مع الإقرار بحق المترشحين في الاطلاع على ترتيبهم ولكن بعد الإعلام بالنتائج كما تقدمت الجامعة العامة باقتراحات إضافية تتمثل في تنظيم انتخابات على مدى أسبوع كامل أو اللجوء إلى التصويت الالكتروني ووقع الاتفاق على أن تتقدم الجامعة العامة باقتراحاتها الإضافية كتابيا حتى يتم درسها من قبل لوزارة وفي باب الحديث عن المستحقات المالية للجامعيين المترتبة عن منظومة امد طالب الوفد النقابي بإحداث منحة تكاليف خاصة لتعويض المجهودات المترتبة عن تطبيق منظومة امد ويرى الوفد الوزاري أن هناك تعديلات ستحدث على المنظومة لا سيما التقليص في حجم الامتحانات خاصة وان المنظومة لم تستقر ووقع الاتفاق على استئناف هذه النقطة في مستهل السنة القادمة كما تعرض المحضر إلى نقاط فرعية أخرى كثيرة كانتخاب مجالس الجامعات و تكوين مخابر البحث وإجراءات نقلة الأساتذة وترسيم المساعدين ونظام تأجير التكنولوجيين والمبرزين وتحيين منحة الانتاج والساعات التكملية ومنحة التحفيز والتاطير ومنحة لجان الانتداب والترقية ومشكل دكتوراه الدولة وقد تراوحت ردود الوزارة في ما يخص كامل النقاط المذكورة بين الرفض الصريح أو المطالبة بمزيد تعميق النظر مع حث الجامعة العامة على مدها باقتراحات إضافية . وقد ناقش اعضاء المجلس في تدخلاتهم مضمون المحضر فاجمعوا على أن إمضاء محضر جلسة مع الوزارة يعد في حد ذاته مكسبا للقطاع الذي عاني لمدة عشر سنوات من التهميش النقابي جراء المشكل المفتعل الذي فرضته الوزارة عليه والذي سمي باطلا بمشكل التمثيلية النقابية لكنهم أكدوا في المقابل انه لا بد من ملازمة الحذر وعدم السقوط في نوع من التفاؤل المجاني إذ أن إمضاء محضر تفاوض لا يكفي خاصة وأنه لم يفض عمليا إلى التقدم الفعلي في النقاط الجوهرية المعروضة للنقاش لاسيما تلك التي تهم جمهور الأساتذة ومنها النقطة المتعلقة بالزيادة في الأجور مع العلم ان الرد الرسمي الوارد في المحضر المذكور لم يرد في السابق أبدا في ردود الوزارة في ما يخص الترفيع في أجور الجامعيين اذ تعودت هذه الأخيرة وحتى بعد التحوير الوزاري الأخير على رفض الطلب بتعلة ارتباط الزيادات الخصوصية بالزيادات العامة . وقد يكون ردها هذا الذي يربط النظر في الزيادة باستقرار المنظومة ـ أي بموعد غير محدد لأنه لا منظومة تستقر عندنا ـ هو أفضل الأجوبة لديها لربح الوقت حتى لا تضطر إلى مجابهة هذا الاستحقاق قريبا جدا إذ أن المفاوضات الدورية المتعلقة بالأجور ستبدأ في غضون أشهر مما يلزمها بمناقشة امكانية زيادات خاصة للجامعيين في ملف الزيادات العامة. الفصل العاشر كما ناقش المجلس مسألة المؤتمر القادم للجامعة العامة الذي حل اجله وقد اختلفت المواقف بصدد انجاز المؤتمر في موعده او تأجيله: ففي حين يرى أنصار التأجيل انه لابد من تمكين الفريق الجامعي المفاوض من استكمال ما بدأه على ضوء محضر الجلسة المذكور يرى أنصار التقيد بالمواعيد الانتخابية كما حددتها قوانين الاتحاد انه ستحوم حول التأجيل في حالة حدوثه شبهة تدخل المركزية النقابية التي قد تكون تسعى إلى ذلك حتى يقع البت في مصير الفصل العاشر بعيدا أية ضغوطات من نقابة ذات وزن نوعي داخل المنظمة كما يرون انه من غير المقبول أن تلحق الجامعة العامة أجندتها الانتخابية بأجندة المركزية . وقد أدى هذا النقاش حول المؤتمر وشيئا فشيئا إلى طرح مشكل الفصل العاشر نفسه الذي حاز جانبا هاما من اهتمام المتدخلين. وقد اجمع الأساتذة الجامعيون بلا استثناء تقريبا على التحذير من المس بهذا الفصل مهما كانت الأسباب وأيا كانت الدواعي واعتبر الكثير من الكتاب العامين للنقابات الأساسية الممثلين للأجزاء الجامعية أن الإبقاء على هذا الفصل لن يلحق إي ضرر بالمنظمة بل إن الضرر كله وعلى مستوى التصور الاستراتيجي للعمل النقابي في بلادنا يكمن في الانقلاب على القرار التاريخي الذي اتخذ ديمقراطيا في مؤتمر جربة وأقره مؤتمر المنستير بل ذهب البعض منهم إلى أن المساس بهذا الفصل يخدم مصلحة السلطة التي ترفض إن يصبح شعار التداول حقيقة يكرسها النقابيون ودرسا في التخلص من داء الموقعية ومحنة التشبث بالكرسي اللذين يحولان دون أي تحول ديمقراطي حقيقي . عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتارخ 25 جوان 2010