الخميس، 23 أكتوبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

8 ème année,N° 3075du 23.10.2008

 archives : www.tunisnews.net 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:عندما تصبح المراقبة الإدارية ..  » إعداما اجتماعيا  » .. !
حــرية و إنـصاف: إيقاف التومي المنصوري

عبدالله الزواري : من سوسة.. إلى باجة.. ثم الكاف!!

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية: بــــلاغ : السلطة تستعد لسجن المناضلة نزيهة رجيبة (أم زياد)

سهام بن سدرين : حجز أسبوعية مواطنون وملاحقة قضائية جديدة ضد الكاتبة نزيهة رجيبة

حــرية و إنـصاف:حــرية و إنـصاف:اعتداء على حرية التعبير و حق السفر

زهير مخلوف: أم زياد أمام النيابة العمومية بسبب مقال ( ضربوا كلمة )

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية : بلاغ : منع الأستاذ محمد عبو من مغادرة البلاد

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

حــرية و إنـصاف: بلاغ :وفد من حرية و إنصاف يلتقي السيد إريك قولدشتاين

جمعية ضحايا التعذيب بتونس : تنديد و استنكار ومساندة

قدس برس : تونس: سجين إسلامي سابق يهدد بالدخول في إضراب عن الطعام إذا لم يُنصف

قدس برس : قلق حقوقي بشأن إمكانية تسليم المعتقلين التونسيين في غوانتنامو إلى بلدهم

اف ب : تونس تعترض على أسباب منح اللجوء السياسي لأحد مواطنيها في الدنمارك

المنجي السعيداني :  تونسي موقوف لدى الأميركيين في بغداد يشيد بمعاملتهم

الـحزب الديمقـراطي التقدمي : مكتب العمـل الإجتمـــاعي : بيــــان

الحزب الديمقراطي التقدمي : جامعة قابس : دعـــــــــــــــــــــــــــــــوة

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ : نشرة الكترونيّة عدد 74

صالح عطية : مساع من كوادر «الصف الثاني» في بعض الأحزاب لتشكيل تيار سياسي جديد

أ.د. أحمد بوعزّي  : 12 شهرا تفصلنا على انتخابات 2009 هل من أرضية مشتركة للمعارضة ؟

خالد الكريشي : الثالوث المقدس

عماد الدين الحمروني : توضيح حول ما كتبه العويني بتاريخ21/10/08

زياد الهاني  : اختراق تاريخي في مفاوضات الصحافة المكتوبة : مُـديـرُو الصحف يقبلون زيادة هامة بــ 50% في منحة الصحافة؟

الصباح : ماذا في لقاء وزير العدل وحقوق الانسان بأعضاء المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين؟

شاهد الناصح: (بمناسبة وفاة الأخ الكريم الطاهر شنيور رحمه الله) لماذا لا يجتمع شمل التونسيين إلا إذا حلت المصائب؟

قنا : الرئيس التونسى يجتمع مع رئيس الوزراء المصرى

رويترز : تونس ومصر توقعان اتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما

وأ ش أ : نظيف يلتقى رئيس البنك الافريقى ويزورأحد مراكز التكنولوجيا بتونس

وأ ش أ : نظيف والغنوشي يؤكدان فرص البلدين على زيادة التعاون في مختلف المجالات

يو بي أي : تونس تعول على مساعدة الشركاء الأجانب في حالة تأثرها بالأزمة المالية العالمية

رويترز : البنك الإفريقي للتنمية يقرض تونس 150 مليون دولار

قنا : موءتمر لقادة الشرطة والامن العرب

قنا : تونس تدعو الى وضع سياسات زراعية تكفل الغذاء للجميع

إسماعيل دبارة : تحذيرات في تونس من فطر مسموم

قدس برس : تونس: ارتفاع إنتاج التمور يعزز موقع تونس في السوق العالمية

الخبر :مراكز تونسية لتجميع الماشية الجزائرية المسروقة:ثلاثة آلاف دينار سعر البقرة وألف دينار للغنم والماعز و حمار مقابل 100دينار

طارق عمارة : ورشة السيناريو بمهرجان قرطاج تسعى لدعم السينما الافريقية والعربية

سمير ساسي : أيام قرطاج السينمائية: مشاركة تونسية مثيرة للجدل

كمال بن يونس : حوار مفتوح مع الجامعي أحمد فريعة

مراسلون بلا حدود : في عالم ما بعد 11 أيلول/سبتمبر، وحده السلام يحمي الحريات

احميدة النيفر : حضارة أمْ حضارات؟

د منصف المرزوقي  : هم أيضا خطر ماحق على الأجيال القادمة

فهمي هويدي : مراجعات هناك وتراجع هنا

بشير موسى نافع : مشكلة فلسطينيي 1948 وقصور البرنامج السياسي الفلسطيني

توفيق المديني : كتاب جديد يقدم صورة سلبية عن المرشح الجمهوري : تاريخ ماكين غير مشجع لإنقاذ أميركا

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

www.kalimatunisie.blogspot.com


  « الحرية لجميع المساجين السياسيين  » الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail:  HYPERLINK « mailto:aispptunisie@yahoo.fr » aispptunisie@yahoo.fr     تونس في 23 أكتوبر 2008

عندما تصبح المراقبة الإدارية ..  » إعداما اجتماعيا  » .. !

 

 
قام أعوان الأمن السياسي بمدينة سوسة عند الساعة السادسة من بعد ظهر يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2008 بإيقاف السجين السياسي السابق والقيادي في حركة النهضة السيد محمد التومي المنصوري واقتياده إلى جهة مجهولة، و كان السيد المنصوري قد إنتقل منذ 2 أكتوبر 2008 إلى مدينة سوسة في زيارة إلى أصهاره وتفقد أحوال إبنيه الذين يتابعان دراستهما الجامعية بالمدينة ، وقد علمت الجمعية أنه تم نقل السيد المنصوري  ، بعد ظهر اليوم 23 أكتوبر 2008  إلى مدينة باجة ومنها إلى مدينة الكاف حيث سيحال على محكمة ناحية الكاف يوم الثلاثاء 28 أكتوبر بتهمة مخالفة تراتيب العقوبة التكميلية القاضية في حقه بالمراقبة الإدارية. علما أن السجين السياسي السابق السيد محمد التومي المنصوري قد  قضى بين أكتوبر 1991 ونوفمبر 2004 إثنى عشر سنة متنقلاً بين السجون التونسية فرضت عليه بعدها العزلة في قرية القصور التابعة لولاية الكاف  حيث عانى ، سنوات طويلة ، من الحرمان من حق الشغل وحق التنقل بموجب عقوبة المراقبة  الإدارية المسلطة عليه منذ سراحه، وكان السيد المنصوري قد راسل منذ سنة 2006 ، وفي مناسبات متكررة ، إدارة السجون والإصلاح ووزارة العدل وحقوق الإنسان ووزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية طالباً تمكينه من تغيير مقر سكناه إلى مدينة سوسة حيث يقيم أصهاره ويتابع إبناه دراستهما الجامعية وحيث يمكنه إيجاد عمل يتناسب ومؤهلاته العلمية وخبرته المهنية( شهادة الهندسة الفلاحية و مسؤول أول بالإدارة المحلية للتنمية الفلاحية بالقصور سابقاً )، وقد سبق له في جويلية الماضي أن دخل، ِلما يزيد عن الشهر، في إضراب إحتجاجي عن الطعام للفت إنتباه السلطات التونسية والمنظمات الحقوقية إلى المظلمة التي يتعرض لها والعقاب الأبدي الذي يعانيه وأهله منذ سنة 2004 . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي ترى في المراقبة الإدارية انتهاكا فاضحا للدستور و المواثيق الدولية و لقوانين البلاد ،  وفي سلوك الجهات التنفيذية وإجتهاداتها بإزاء هذه العقوبة التكميلية تكريسا لسياسة العقوبة المؤبدة و إنتهاكاً للحقوق المكفولة للمواطنين و من بينها  حق الشغل وحق التنقل… تسجّل أن اضطهاد  سجناء سياسيين قضّوا ما يزيد عن العقد في السجون التونسية لا تعيق فقط إعادة إدماج السجناء السياسيين في المجتمع وإنما تفرض عليهم عزلة أشد وأنكى من تلك التي عايشوها في السجون المنتشرة بطول و عرض خارطة البلاد … كما تجدد الجمعية الدعوة للإقلاع عن توظيف القضاء لترهيب المواطنين و تطالب بالإفراج الفوري و غير المشروط عن التومي المنصوري المحتجز .. ظلما و دون وجه حق .. ! عن الجمعيــة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 شوال 1429 الموافق ل 23 أكتوبر 2008

إيقاف التومي المنصوري

 

على إثر الزيارة التي قام بها المهندس الفلاحي و السجين السياسي السابق السيد التومي المنصوري أصيل مدينة القصور بولاية الكاف إلى مدينة سوسة بمناسبة عيد الفطر المبارك لزيارة زوجته و أبنائه المقيمين عند أصهاره ، قام البوليس السياسي باعتقاله يوم الثلاثاء 21/10/2008 بتهمة مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية. علما بأن السيد التومي المنصوري سبق له و أن التجأ إلى الإضراب عن الطعام للمطالبة برفع الحصار الجائر عنه الذي يحرمه من الشغل و الانتقال للقاء زوجته وأبنائه الذين يقيمون بسوسة.

و حرية و إنصاف

1- تدين بشدة الحصار المضروب على السيد التومي المنصوري باسم المراقبة الإدارية و تدعو إلى إطلاق سراحه فورا و تمكينه من ظروف إقامة تسمح له بممارسة حقه في الشغل و في التواصل مع أفراد عائلته 2- تطالب برفع المضايقات المسلطة على آلاف المسرحين باسم المراقبة الإدارية و ما نتج عن هذه السياسة من حرمان الكثيرين منهم من حقوق أساسية في الشغل و العلاج و التنقل.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


من سوسة.. إلى باجة.. ثم الكاف!!

   تبين أن السيد محمد التومي المنصوري السجين السياسي السابق و القيادي النهضوي الذي وقع إيقافه يوم الثلاثاء 21 اكتوبر الماضي مع السادسة مساء قد تمت نقلته إلى مدينة باجة حيث قضى ليلة أو ليلتين هناك ثم نقل إلى مدينة الكاف..      و يمثل أمام محكمة ناحية الكاف يوم الثلاثاء القادم (28 أكتوبر 2008) من أجل مخالفة تراتيب المراقبة الإدارية.. علما بأنه يحال على نفس هذه المحكمة للمرة الثانية من أجل نفس « المخالفة »..   جرجيس في 23 أكتوبر 2008       عبدالله الزواري


بلاغ من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية  السلطة تستعد لسجن المناضلة نزيهة رجيبة (أم زياد)

يتواصل مسلسل الإعتداء ات على مناضلي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، حيث تلقت اليوم الأخت نزيهة رجيبة (أم زياد) عضو الحزب ورئيسة تحرير نشرية كلمة الالكترونية إستدعاء للمثول أمام النيابة العامة بمحكمة تونس الإبتدائية يوم الاثنين 27 أكتوبر القادم… ويأتي هذا الإجراء التصعيدي الأرعن على خلفية إعادة نشر جريدة « مواطنون » لسان التكتل الديمقراطي من أجل الحريات و العمل لمقال كتبته أم زياد لموقع كلمة حول عملية القرصنة الاجرامية التي تعرض لها ذلك الموقع قبل أيام. ويبدو من خلال هذه الدعوى الاستعجالية وما تزامن معها من حجز فوري للعدد الأخير من « مواطنون » وما رافق كل ذلك من صدور بلاغ رسمي حكومي يؤكد أن كل تلك الاجراء ات تمت بتعليمات من وزير الداخلية، يبدو أن كل ذلك دليل على أن سلطة البوليس السياسي تعد العدة لمحاكمة أم زياد وربما لسجنها لإخماد صوتها الحر وقلمها اللاذع الجرئ في الحق والمحمل بهموم التونسيين بعد أن يئست من الضغط عليها بكل وسائل الضغط والتنكيل من حملات صحفية مأجورة وقضايا كيدية ومنع للسفر وصولا إلى إعتقال زوجها الحقوقي والسياسي السيد مختار الجلالي. ونحن في حزب المؤتمر إذ نجدد تنديدنا بهذه الأساليب الاجرامية التي تليق بعصابات المافيا فإننا نعبر عن إعتزازنا الكبير بثبات زمليتنا في النضال أم زياد وصلابتها في مواجهة هذه الموجة العاتية من القمع والترهيب داعين كل التونسيين من نساء ورجال للاقتداء بها في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ بلادنا. ويكفي الأخت نزيهة فخرا أنها كانت أول من نبه التونسيين لطبيعة نظام 7 نوفمبر الاستبدادية بعد أسابيع قليلة من إستيلائه على الحكم قبل 21 سنة. المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 23 أكتوبر 2008 http://cprtunisie.net/article.php3?id_article=655

 

تونس في 23 أكتوبر 2008

حجز أسبوعية مواطنون وملاحقة قضائية جديدة ضد الكاتبة نزيهة رجيبة

  تلقت السيدة نزيهة رجيبة (أم زياد) رئيسة تحرير مجلة كلمة الالكترونية ونائبة رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع  هذا اليوم 23 أكتوبر 2008 استدعاء للمثول أمام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الاثنين المقبل (27-10) بصفتها مشتكى بها. وجاءت هذه الدعوى بالتزامن مع قيام السلطات التونسية بحجز العدد الأخير من أسبوعية « مواطنون » وهو ما أكّده بلاغ حكومي رسمي يفيد أنّ ذلك تم بتعليمات من وزير الداخلية على إثر نشر الصحيفة « ادّعاءات تمثل خرقا للقانون »، و أنّه تم إعلام النيابة العامة بالقيام بالتتبعات القضائية ضد كل من تثبت مسؤوليته في نشر هذه الادعاءات، بحسب البلاغ. وكانت أسبوعية مواطنون المعارضة التي يصدرها التكتل من أجل العمل والحريات في عددها المصادر قد أعادت نشر مقال رأي نقلا عن « كلمة » للسيدة نزيهة رجيبة حول تدمير موقع كلمة وحجبه من الشبكة في الثامن من الشهر الجاري حمّلت فيه المسؤولية للسلطات التونسية بالوقوف وراء ذلك. يذكر أنّ صحيفتي « مواطنون » لسان التكتل من أجل العمل والحريات و »الموقف » لسان الحزب الديمقراطي التقدمي محرومتان رسميا من دون صحف الأحزاب الأخرى من الحق في التمويل العمومي والإشهار كما تتعرضان أسبوعيا لتضييقات على توزيع نسخها على نقاط البيع. وهذه هي المرة الثانية التي تحاك فيها قضية عدلية ضدّ الصحفية نزيهة رجيبة فقد سبق في سنة 2003 افتعال قضية ضدّها بتهمة مسك « عملة أجنبية بدون رخصة ». وسبق أن تعرضت عائلة نزيهة رجيبة لحملات تشويهية من قبل صحف مقربة من الحكومة وتهديدات استهدفت سلامتهم كما تعرضوا لاعتداءات على أملاكهم ومضايقات على حرية التنقل.  والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع : – يعتبر استدعاء السيدة نزيهة رجيبة إلى النيابة العمومية تمهيدا لمحاكمة رأي جديدة هدفها معاقبة كاتبة حرّة ومدافعة عن حرية التعبير. -يدين حجز صحيفة مواطنون بسبب مقال رأي وذلك أسبوعا واحدا بعد مصادرة الصحيفة بشكل مقنّع استهدف عدم توزيعها في معظم الأكشاك. -يطالب بوقف الملاحقات القضائية ضد السيدة نزيهة رجيبة وأسبوعية مواطنون ويطالب الحكومة التونسية باحترام الدستور التونسي والمعاهدات الدولية الضامنة لحرية التعبير التي وقّعت عليها.      عن المرصد  الكاتبة العامة سهام بن سدرين


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 شوال 1429 الموافق ل 23 أكتوبر 2008

اعتداء على حرية التعبير و حق السفر

 

 
1)    محمد عبو يمنع من السفر و يمنع من وثيقة رسمية: بعد منعه يوم أمس الأربعاء 22/10/2008 من السفر إلى الخارج طالب اليوم الأستاذ محمد عبو وزارة العدل أن تمده بوثيقة تثبت انتهاء مدة سراحه الشرطي التي انتهت في موفى شهر 2008 رغم أنه و بالاستناد إلى المنشور 95 المتعلق بالوثائق التي تصدرها وزارة العدل لا توجد من ضمنها الوثيقة المطلوبة . و بذلك فإن السراح الشرطي الذي لا يحدد و لا يلزم بمكان الإقامة لا يمنع من السفر ، وقد طالبهم الأستاذ محمد عبو أن تقوم وزارة العدل بإعلام وزارة الداخلية بانتهاء مدة السراح الشرطي حتى تنتهي المضايقة و يرفع المنع من السفر. و حرية و إنصاف تعتبر منع الأستاذ محمد عبو من السفر اعتداء على حقه الدستوري في التنقل  تعتبر هذا المنع شكل تعتمده السلطة للتضييق على الناشطين الحقوقيين و المعارضين السياسيين و تدعو إلى تمكين الأستاذ عبو من حقه الدستوري في السفر. 2)    استدعاء أم زياد : وجه نائب وكيل الجمهورية مكتب 103 استدعاء للسيدة نزيهة رجيبة  » أم زياد  » للحضور يوم 27/10/2008 على الساعة الرابعة مساء بمكتب وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس علما بأنه تم يوم الأربعاء 22/10/2008 مصادرة جريدة مواطنون بسبب مقال صحفي للسيدة أم زياد نشرته بالمجلة الالكترونية كلمة بعنوان  » ضربوا كلمة ».   عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بالعلاقة مع المنظمات الوطنية المهندس حمزة حمزة


أم زياد أمام النيابة العمومية بسبب مقال ( ضربوا كلمة )

 
 
زهير مخلوف
تلقت السيدة نزيهة رجيبة (أم زياد) هذا اليوم الخميس 23-10-2008 استدعاء للمثول أمام النيابة العمومية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس بالمكتب عدد 103 وذلك يوم الاثنين المقبل  27-10-2008  على خلفية المقال الصادر بصحيفة مواطنون يوم 22-10-2008 تحت عنوان  (ضربوا كلمة) يدور موضوعه حول تدمير موقع كلمة وحجبه من الشبكة في 8-10-2008 حيث اتهمت فيه السيدة نزيهة رجيبة النظام مباشرة بالقيام بعمليات تخريبية للموقع ولكثير من المواقع المماثلة . كما قامت السلطات التونسية بمصادرة صحيفة مواطنون الأسبوعية التي يصدرها حزب التكتل اليمقراطي من  أجل العمل والحريات ،عدد يوم 22-10-2008 . وجاء في بلاغ رسمي نشر اليوم على أعمدة الصحف أن الحجز تم بسبب نشر إدعاءات تمثل خرقا للقانون  ، وقد وقع إعلام النيابة العمومية ودُعيت للقيام بالتتبعات القضائية ضدّ كل من تثبت مسؤوليته في نشر هذه الإدعاءات . وقد سبق أن استهدفت السلطة التونسية السيدة نزيهة رجيبة رئيسة تحرير مجلة كلمة الالكترونية ونائبة رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع  بحملات تشويهية ( مس بالأعراض ) خاضتها ضدّها الصحف الموالية للحكومة ، كما تعرضت هي وعائلتها الى انتهاكات وتهديدات متعددة . كما حيكت ضدّها قضية سنة 2003 بتهمة مسك عملة أجنبية بدون رخصة . وهذا النص  هو المسبب للقضية وحجز الصحيفة .

 


 حزب المؤتمر من أجل الجمهورية  
بلاغ

منع الأستاذ محمد عبو من مغادرة البلاد

 منعت سلطة الأمن السياسي في البلاد المحامي الأستاذ محمد عبو عضو المؤتمر من أجل الجمهورية من مغادرة التراب الوطني هذا المساء للمرة الرابعة منذ إطلاق سراحه في 23 يوليو 2007. و إن كانت السلطات قد بررت قرارات المنع من الخروج السابقة بمقتضى مستلزمات السراح الشرطي، فإن تلك العلة ‘القانونية’ الواهية قد إنتفت هذه المرة. غير أن مسؤولي أمن المطار أصروا على رفض السماح لرجل القانون بامتطاء الطائرة مرة أخرى مطالبين إياه بتقديم وثيقة قانونية تثبت رفع المنع من السفر في خرق أرعن للقانون وإزدراء مقيت برجاله. ولا شك في أن الهدف من هذا المنع ـ الفضيحة هو الحيلولة دون تسجيل الأستاذ عبو لبرنامج تلفزي مع فضائية الجزيرة خوفا من الكلمة الصادقة والحرة. كما أن ذلك يندرج ضمن حملة التضييقات التي تطال مناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية وغيرهم من الحقوقيين والسياسيين الأحرار والتي كان من آخر فصولها الاعتداء الفظ على الأستاذ عبد الوهاب معطر البارحة في مطار صفاقس والحكم الكيدي الجائر على المحامي الأستاذ مختار الجلالي نائب البرلمان السابق والمدافع عن حقوق الإنسان وزوج زميلتنا في حزب المؤتمر الأخت نزيهة رجيبة (أم زياد) بعد المظلمة الفظيعة التي تعرضت لها منذ مدة الأخت زكية الضيفاوي والمحاكمات الجائرة التي لحقت العشرات من أهلنا في منطقة الحوض المنجمي. ونحن إذ نعبر عن صادق دعمنا ومساندتنا لكل من دفع ويدفع ثمن كرامته وقوته في الحق ونضاله المستميت من أجل خدمة الوطن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، فإننا نعتبر هذه الممارسات التنكيلية الحقيرة من طرف سلطة البوليس السياسي مؤشرا حقيقيا على إضطراب الأجهزة الحاكمة وتوترها الشديد وإرتعابها من هبة للشعب قد تفاجئ الجميع. المؤتمر من أجل الجمهورية


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 شوال 1429 الموافق ل 23 أكتوبر 2008

أخبار الحريات في تونس

 

1)    اعتقال و مضايقات في نابل: اعتقل البوليس السياسي بنابل يوم 14/10/2008 السيد عثمان الرزقي (عامل فخار) و السيد عاطف عامل بمصنع و السيد كريم الخميري ( عامل بناء ) و قد أشرف على اعتقالهم رئيس الفرقة المختصة المدعو عبد الرحمان النوايلي تم حجز حاسوب عثمان الرزقي وبعض الأقراص المضغوطة والكتب و اعتقلوهم من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة السابعة مساء. و في اليوم الثاني و الثالث أخذوهم إلى الفرقة المختصة بالحمامات حيث منعوهم من الصلاة و أخضعوهم للتعذيب الجسدي و النفسي ثم أطلقوا سراحهم في اليوم الثالث و قد تركز البحث على مدى التزام الموقوفين بصلاة الصبح و عن الصلاة بالقبض أو بالسدل.   2)    ما ضاق به الفضاء من أخبار المحاكمات و القضاء نظرت الدائرة الجنائية الثانية عشر بمحكمة الاستئناف بتونس يوم 20/10/2008 برئاسة القاضي رضا الدرويش في القضية عدد 11945 التي أحيل فيها كل من:العيدي بن سعيد و عبد الحميد العجيمي و فريد ناجح و مبروك الأنور و أنور الفرجاني و محمد العلوي و محمد الخرفاني و صلاح الدين العلوي و خير الدين العجمي و خالد ماضي و أيمن العويدي و الجمعي بوزيان و نصر فرح و عمر بن لطيف. و قد قضت المحكمة نهائيا حضوريا في حق جميع المتهمين بسجن كل من العيدي بن سعيد و عبد الحميد العجيمي و فريد ناجح و مبروك الأنور و أنور الفرجاني و محمد العلوي و محمد الخرفاني مدة أربعة أعوام من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي و محاولة توفير أسلحة لذلك التنظيم و سجن صلاح الدين العلوي مدة ستة أعوام من أجل محاولة توفير أسلحة لذلك التنظيم و سجن خير الدين العجمي مدة سبعة أعوام و خالد ماضي مدة تسعة أعوام و سجن كل من أيمن العويدي و الجمعي بوزيان و نصر فرح ثلاثة أعوام و سجن عمر بن لطيف مدة ثلاثة أعوام. 3) حرمان طالبين من إجازتهما: عمر بوقيمة و الجيلاني بوقيمة طالبان مرسمان بالسنة الرابعة إعلامية بالسنة الدراسية 2007/2008 بكلية العلوم بتونس سبق إيقافهما في أواخر شهر جانفي 2008 لمدة عشرة أيام من طرف البوليس السياسي ثم أطلق سراحهما و قد تزامن هذا الإيقاف مع إجراء الامتحانات التطبيقية بالكلية. و حسب إفادة الطالبين فإن القانون الداخلي للكلية ينص على أنه من تغيب عن إجراء امتحان مادة من المواد بدون عذر شرعي يقع حرمانه من الدورة الرئسية و يسمح له بإجراء الامتحان في دورة التدارك ، و قد أجريا الامتحان في الدورتين  و تمكنا من النجاح بمعدل جيد و كان من المفترض أن يتحصلا على الإجازة في الإعلامية إلا أنهما فوجئا بداية هذه السنة الدراسية الجديدة باعتبار الإدارة لهما متغيبين عن الامتحانات ( Non classés ) و حرمانهما من الإجازة.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 شوال 1429 الموافق ل 22 أكتوبر 2008

بلاغ وفد من حرية و إنصاف يلتقي السيد إريك قولدشتاين

 

في إطار التحضير  لزيارة السجون التونسية من قبل وفد من منظمة هيومن رايتس واتش الأمريكية غير الحكومية التقى السيد أريك قولدشتاين المسؤول عن شمال افريقيا و الشرق الأوسط في المنظمة بوفد من المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف يرأسه الأستاذ محمد النوري بأحد مطاعم العاصمة و دار الحديث بينهم حول جملة من المواضيع الحقوقية التي تهم نشاط المنظمتين الحقوقيتين كما تطرقوا إلى سبل تمتين العلاقة بينهما. و قد سبق للسيد إريك قولدشتاين أن زار السيد عبد الكريم الهاروني كاتب عام المنظمة في منزل عائلته المحاصر بالكرم يوم أمس الأربعاء 22/10/2008 و قد صاحب هذه الزيارة حضور مكثف للبوليس السياسي عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بالإعلام الدكتور سامي نصر  


جمعية ضحايا التعذيب بتونس
تنديد و استنكار  

نحن أصحاب مبادرة فضح الوزير السابق لما ارتكبه من جرائم ضد الشباب و هي جرائم لا تسقط بمجرد تنحيته من المسؤولية او حتى بموته حيث نعتزم ملاحقته إلى أن يحين القصاص لتسببه في تدمير جيل كلمل من شباب تونس وردتنا المساندة التالية ننشرها كما هي و نشكر أصحابها شكرا جزيلا و ندعو الجميع لتكثيف الحملة ضد القربي و رموز الفساد.   بسم الله تعلن جمعية ضحايا التعذيب بتونس و مقرّها جنيف، سويسرا تنديدها و استنكارها للأسلوب المتخلف التي تنتهجه سلطة السابع من نوفمبر المشؤوم و الكارثي على الشعب التونسي و تعلن مساندتها الكاملة للأخوة المعطلين عن العمل بسبب تعجرف وزير التربية المتخلف و الانتهازي و تدعوا  الرأي العام التونسي  التحرك من أجل جعل حد لهاته المهازل التي ستبقى وصمة عار في جبين كل التونسيين      رئيس الجمعية نايت ليمام عبد الناصر

تونس: سجين إسلامي سابق يهدد بالدخول في إضراب عن الطعام إذا لم يُنصف
تونس ـ خدمة قدس برس هدد سجين سياسي إسلامي بارز في تونس بالدخول في إضراب عن الطعام إذا لم ترفع عنه المظالم التي يتعرض لها. وقال القيادي الإسلامي البارز محمد العكروت في تصريحات خاصة لـ’قدس برس’ إنه تقدم بطلب الحصول على جواز سفر منذ أكثر من عام ولم يتلق أي رد على طلبه إلى حد اليوم، مستغربا إصرار السلطات على حرمانه من جواز السفر، وبالتالي حقه في التنقل. وأوضح العكروت الذي كان قد قضى أكثر من 15 عاما في السجون التونسية، إنه رغم شرائه لقطعة أرض في إحدى ضواحي العاصمة التونسية، قبيل دخوله السجن في العام 1991، فإن المالك الأصلى أعاد بيع نفس قطعة الأرض التي كان العكروت قد اشتراها منه، ورغم الشكاوي الكثيرة التي تقدم بها الأخير فإنه لم يستطع استعادة حقه في الأرض، لا سيما وأن السلطات ترفض تقديم مساعدة عدلية له، رغم أنه قضى في السجن أكثر من 15 عاما، ولا يملك من الإمكانيات المادية ما يساعده على التقاضي. من جهة أخرى يتعرض العكروت في محل سكناه بمدينة قابس إلى مضايقات من جهات تغض عليها السلطات الطرف. إذ أجبر على بناء النافذة التي في بيته بسبب ضغوطات من شخص اعتبر أن ليس للسيد العكروت الحق في أن يكون له نافذة مطلة على أرضه. هذا واعتبر العكروت أن عجزه عن التحرك أمام القضاء لاستعادة حقوقه، ورفض السلطات الإدارية تقديم المساعدة القضائية له، دفعه للتفكير بقوة في الدخول في إضلراب عن الطعام، احتجاجا على هذه المظالم، كما قال. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 22 أكتوبر 2008)  

قلق حقوقي بشأن إمكانية تسليم المعتقلين التونسيين في غوانتنامو إلى بلدهم
تونس ـ خدمة قدس برس أفادت مصادر حقوقية أنّ اللجان العسكرية الأمريكية في خليج غوانتنامو استأنفت جلساتها للنظر في حالات بعض المعتقلين التونسيين. وأبدى متحدث من منظمة ريبريف البريطانية في تصريحات خاصة لـ’قدس برس’ مخاوفه من أن تكون الإدارة الأمريكية على وشك التخلص من هؤلاء المعتقلين دون مراعاة المخاطر التي تنتظرهم في بلدانهم الأصلية ومنها التعذيب والسجن. وأضاف المتحدث الذي طلب عدم ذكر اسمه ‘فهمنا أنّ هناك نيّة أمريكية لإغلاق هذا المعتقل سيّء الصيت نهائيا حيث تسارعت في الآونة الأخيرة جلسات اللجان العسكرية’. وبحسب المصدر سيتم خلال الأسبوع الجاري النظر في ملف أحد المعتقلين التونسيين الذي يتولّى أحد محامي المنظمة الدفاع عنه، وفي هذا الصدد تبذل جهود بالتنسيق مع محامين ومنظمات حقوقية من تونس لتوثيق المعلومات والوقائع التي تثبت مدى ما قد يتعرض له المعتقلون التونسيون من انتهاكات إجرائية وقضائية في بلدهم، خاصة أولئك الذين صدرت ضدّهم أحكام غيابية بالسجن من قبل محاكم تونسية. وتسعى روبريف بالتوازي مع المساعدة القانونية التي تقدمها للمعتقلين إلى البحث عن بلدان لجوء لهم عوض بلدانهم الأصلية. ولم تقم الحكومة التونسية بأية مساع للإفراج عن معتقليها في غوانتنامو لكنّ المعتقلين عبد الله الحاجي ولطفي لاغة سلّما في حزيران (يونيو) 2007 وقالا إنّهما تعرضا للمعاملة السيئة وقضت محكمة عسكرية تونسية بسجن الأوّل سبع سنوات فيما قضت محكمة مختصة في قضايا الإرهاب بسجن الثاني ثلاث سنوات. ولا يزال عشرة تونسيين محتجزين في غوانتنامو دون محاكمة منذ العام 2002 هم عادل حكيمي وهشام السليتي ولطفي بن علي ورياض نصري ورضا اليزيدي وصالح ساسي والهادي الهمامي وعادل الورغي وعادل بن مبروك ورفيق الحمامي. وكان قاضي فدرالي أمريكي قد أصدر في تشرين أوّل (أكتوبر) 2007 قرارا بمنع ترحيل المعتقل لطفي بن علي إلى تونس باعتبارها بلدا يستخدم فيه التعذيب مع المعتقلين. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 أكتوبر 2008)  

تونس تعترض على أسباب منح اللجوء السياسي لأحد مواطنيها في الدنمارك
تونس (اف ب) – اعترضت السلطات التونسية الاربعاء على ذريعة التعذيب التي استندت اليها الدنمارك لمنح اللجوء السياسي إلى تونسي يشتبه بأنه خطط لقتل دنماركي رسم صورة كاريكاتورية للنبي محمد. وقال مصدر رسمي في تونس إن الأسباب التي ذكرت ‘لا أساس لها وتخالف تماما الواقع التونسي’. واضاف ‘اذا كانت الهيئات الدنماركية مستقلة في تقديرها للرد على طلبات اللجوء التي تطرح عليها فانه من الضروري الا تستند مثل هذه القرارات الى تصريحات كاذبة’. وكان مكتب محامي التونسي الذي اعتقل بدون محاكمة منذ 12 شباط/فبراير اعلن الثلاثاء انه منح اللجوء. وقالت كيرستن هومان سكرتيرة المحامي غونار هومار لوكالة فرانس برس ان اللجنة المكلفة طلبات اللاجئين قبلت طلب اللجوء معتبرة انه ممكن ان يتعرض للتعذيب في تونس إذا ابعد ولا سبب لإبقائه معتقلا. ولا تستطيع الحكومة طلب استئناف قرار اللجنة. وكانت الحكومة اتخذت قرارا إداريا بطرده بعد توصية لأجهزة استخبارات الشرطة التي رأت ان هذا لتونسي واحد مواطنيه يمثلان تهديدا لأمن الدولة. وقال المصدر الرسمي التونسي إن ‘كل المتهمين يتمتعون في تونس بكل الضمانات لمحاكمة عادلة’ والقانون ‘يضمن السلامة الجسدية والمعنوية للمعتقلين’. وأشار خصوصا إلى زيارات ‘تفتيش منتظمة للسجون’ والزيارات الدورية للجنة الدولية للصليب الأحمر. وسيتمتع التونسي البالغ من العمر 36 عاما ‘بتصريح بالإقامة’ لا يسمح له عمل او بالحصول على إعانات مادية ويُلزمه بالخضوع لمراقبة نظامية من قبل الشرطة. وقالت الشرطة ان شريكه الذي يبلغ من العمر 26 عاما غادر الدنمارك في آب/اغسطس. ويشتبه بان الرجلين خططا لاغتيال كورت فيسترغارد الذي وضع واحدا من الرسوم الكاريكاتورية ال12 للنبي محمد التي نشرتها في ايلول/سبتمبر 2005 صحيفة ‘يلاندس بوستن’. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 23 أكتوبر 2008)  

ملاكم سابق بترت رجله في قصف أميركي وشهد تجربة أبوغريب : تونسي موقوف لدى الأميركيين في بغداد يشيد بمعاملتهم

تونس: المنجي السعيداني ينتظر أن تتسلم تونس قريباً تونسياً موقوفاً حالياً بمركز اعتقال يشرف عليه الأميركيون في بغداد، حسبما أفادت مصادر حقوقية. وكان طارق العوني الحرزي، الملاكم السابق، قد انتقل إلى العراق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 عبر سورية وأصيب في قصف أميركي، وبترت رجله اليمنى، واعتقل في سجن أبوغريب لمدة سنة قال انه ذاق خلالها كل أنواع التعذيب وأطلق سراحه سنة 2005. وقال الطاهر العوني الحرزي، والد الشاب الموقوف في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن ابنه طارق قد أجرى مع عائلته مكالمة هاتفية يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وأخرى يوم 16 من نفس الشهر. وأضاف أن ابنه أثنى على سلوك القوات الأميركية في مخيم الاعتقال، وقال إنها عاملته معاملة إنسانية للغاية وهو ينتظر من السلطات التونسية التي ستتسلمه قريباً نفس المعاملة. وأوضح طارق العوني الحرزي في المكالمة الهاتفية مع أهله، أنه موقوف حاليا مع 13 تونسيا في نفس المخيم. وقد أوقف طارق يوم 18 مايو (ايار) الماضي إثر حملات قامت بها قوات الاحتلال في العراق ضد كل من لا يحمل الجنسية العراقية. وقال زهير مخلوف الناشط الحقوقي التونسي ومؤسس منظمة «حرية وإنصاف» غير المعترف بها من قبل السلطات التونسية، إن تسليم طارق العوني الحرزي إلى السلطات التونسية سيكون في القريب العاجل، وينتظر أن يكون التسليم تحت رقابة الصليب الأحمر الدولي على أن تجرى له محاكمة قضائية عادلة في تونس. وحكمت محكمة تونسية على طارق غيابياً بالسجن لمدة 24 سنة بعد اتهامه بالانتماء الى تنظيم إرهابي. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 أكتوبر 2008)  

الـحزب الديمقـراطي التقدمي   مكتب العمـل الإجتمـــاعي  
بيــــان  
انطلقت السنة السياسية الجديدة، سنة الانتخابات العامة، بإحالة عشرات الشبان الذين شاركوا في احتجاجات مدن الحوض المنجمي على القضاء في انتظار تحديد تاريخ محاكمة قادة ومؤطري هذه الحركة المدنية السلمية من أجل الحق في الشغل والعيش الكريم. ووجهت لهم تهم ثقيلة وملفقة ليطال العسف أكثر من 400 عائلة باتت تعاني من فقدان عائل أو ابن محكوم أو موقوف أو ملاحق، ولتصبح مدينة الرديف خاصة مدينة منكوبة. إن اتساع رقعة هذه الحملة القمعية الذي ينمّ عن روح التشفي والانتقام وعن الامعان في نهج المعالجة الامنية القضائية وفي أسلوب العقاب الجماعي، يعكس مدى فداحة الانتهاكات التي تتعرّض لها الحقوق الاجتماعية والمدنية للتونسيين، وكأن البطالة والفقر والفساد والانخرام البيئي والتفاوت الجهوي أصبحت قدرا محتوما لا يمكن رده. وما تدهور الأوضاع في مدن الحوض المنجمي إلاّ تعبير عن حدة الأزمة الاجتماعية ودليل على فشل الخيارات الحكومية القائمة على الحيف والتوزيع غير العادل لثمار النمو بين الفئات والجهات، وعن قصور الآليات التسكينية وإجراءات الانقاذ عن احتواء ظاهرة البطالة. والحزب الديمقراطي التقدمي الذي عارض بقوة سياسات الحكومة في المجال الاجتماعي القائمة على قاعدة « الربح للأغنياء والخسارة للفقراء » والذي يرفض نهجها الامني في مواجهة التحدّيات الاجتماعية، يؤكد أن حل هذه الأزمة وتجاوز هذه الاوضاع المتفجرة لا يتم بتحميل ضحايا هذه الخيارات الخاطئة نتائج فشلها أو بإيقاف التفاوض من جانب واحد مع قادة حركة الاحتجاج بمنطقة الحوض المنجمي، واقتيادهم إلى السجون للتغطية على الأخطاء الفادحة التي ارتكبت في إدارة هذه الازمة. ويعلن أن لا سبيل لحل الأزمة في أبعادها الأمنية والاجتماعية والسياسية إلاّ عبر الخطوات والإجراءات التالية: أوّلا: إطلاق جميع المساجين والموقوفين وإيقاف التتبعات ضد الملاحقين على خلفية أحداث الحوض المنجمي المؤلمة وفتح تحقيق جدّي دون تلكّؤ حول الملابسات التي أدّت إلى استعمال الرصاص الحي لمواجهة المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين أمرا وتنفيذا عن مقتل ثلاثة من المحتجين وجرح عدد آخر. ثانيا: مراجعة استراتيجية التنمية الإقتصادية والإجتماعية بما يرفع من وتيرة النمو ويكفل إنجاز المشاريع الكبرى التي مازال يتطلبها تطوير البنية التحتية لاقتصادنا الوطني من جهة، والمراهنة بقوة على المشاريع ذات القيمة المضافة العالية وما يفرضه ذلك من استثمار في قطاعي التعليم والتكوين ونقل التكنولوجيا من جهة ثانية، وباتخاذ القرارات اللازمة لتعديل جغرافية الإستثمارات بما يخفف من التفاوت المجحف بين الجهات، وبجعل مكافحة الفساد أولوية وطنية. ثالثا: القيام بالإصلاحات السياسية والتشريعية اللازمة بما يمكن من مساءلة الحكومة ومحاسبتها على خياراتها، وبما يسمح للشعب التونسي بالإختيار الحر لمن يراه الأجدر بتمثيله والأقدر على تحقيق طموحاته وتطلعاته في الحرية والعيش الكريم.
 مكتب العمل الإجتماعي  المولدي الفاهم 


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس دعـــــــــــــــــــــــــــــــوة
تتشرف جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور ندوة حول أزمة الحوض المنجمي ينشطها الأستاذ « عبد الجبار الرقيقي » ، و ذلك يوم السبت 25 أكتوبر على الساعة الرابعة مساءا بمقر الجامعة الكائن بنهج قسنطينة .قابس  . عن الجامعة المكلف بالإعلام معز الجماعي

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

نشرة الكترونيّة عدد 74 – 23 أكتوبر 2008
أكتوبر 1917 – 2008: الذكرى 91 للثورة الإشتراكية في روسيا وتأسيس الإتّحاد السوفياتي كأوّل دولة اشتراكية حاصرتها الدّول الرّأسمالية عسكريّا واقتصاديّا لإفشالها والإطاحة بها منذ اليوم الأوّل. أكتوبر 1925: بداية ثورة الشّام ضدّ الإستعمار الفرنسي (الإنتداب) وقصف البحريّة الفرنسية لدمشق في 18 اكتوبر.     17 اكتوبر 1961: قام الجزائريّون المقيمون بباريس وضواحيها بمظاهرة سلميّة احتجاجا على حظر التجوّل الذي يستهدفهم دون غيرهم، وضدّ التعسّف الذي تمارسه الشرطة ضدّهم (ويعتبرهم القانون فرنسيّين لأنّ الجزائر كانت تعتبر جزءا من فرنسا). يوم المظاهرة، اعتقلت الشرطة حوالي 11 ألفا وقتلت ما لا يقلّ عن 200، بعضهم رمت به الشرطة في نهر « السّان » الذي يشقّ باريس. لم يفتح أيّ تحقيق ولم يعاقب أحد، بل شمل العفو هذه المرحلة. قائد الشّرطة في ذلك الحين، هو « موريس بابون » المسؤول عن إرسال العديد من اليهود إلى المحرقة أثناء الحرب العالميّة الثانية.  17 اكتوبر 1975: بعد خروج إسبانيا من الصّحراء الغربيّة، قاد الملك المغربي الحسن الثاني « المسيرة الخضراء » التي جنّد لها السكّان والأحزاب والجمعيّات والنّقابات لاجتياح الصّحراء واعتبارها تابعة للمغرب، وكانت « جبهة تحرير السّاقية الحمراء ووادي الذهب » (بوليساريو) تحارب الإستعمار الإسباني من أجل استقلال « الصّحراء الغربية » 19 اكتوبر 1987: انهيار الأسواق الماليّة (البورصة)، بداية من وال ستريت، فيما سمّي بالإثنين الأسود. تونس، فرنكفونية: تشارك تونس في القمّة الفرنكفونية الثانية عشر المنعقدة في « كيباك » (كندا)، بداية من 17/10/08، كما يشغل رئيس بلديّة تونس منصب الأمين العامّ المساعد للجمعية الدّولية للبلديّات الفرنكفونية، التي انعقد مؤتمرها السّنوي، في كيباك أيضا، يومي 15 و16 اكتوبر. أ.ف.ب. 17/10/08 تونس، الوسلاتيّة: يشتكي سكّان منطقة الوسلاتيّة من نشاط مؤسّسة إيطاليّة تستخرج موادّ أوّلية رمليّة مستعملة في صناعة الكريستال وموجّهة للتّصدير، إذ يتسبّب هذا النشاط في غبار كثيف وتلوّث يمسّان بسلامة الإنسان والحيوان. يدعو حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ الجهات المختصّة لإيجاد الحلول المناسبة حفاظا على البيئة وعلى خصوصيّة الجهة. تونس، الحوض المنجمي: إثر دعوة من مجموعة نقابات منضوية  تحت الإتّحاد العامّ التونسي للشّغل، ينتظم يوم تضامني مع أهالي الحوض المنجمي في عدد من أقاليم البلاد وذلك يوم الجمعة 24 أكتوبر 2008. تونس: انعقد مساء الجمعة 17 اكتوبر بمقرّ حركة التّجديد بتونس، اجتماع مساندة لمطالب أهالي الحوض المنجمي، وللموقوفين منهم، بمشاركة اللّجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي والرّابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان، والجمعية التونسية للنساء الدّيمقراطيات والجمعية التونسية للنّساء من أجل البحث والتنمية، مع الأحزاب التالية: حركة التجديد، التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريّات، وحزب تونس الخضراء وحزب العمّال الشيوعي التونسي وحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، وكان من المقرّر أن ينعقد هذا الإجتماع يوم 12 اكتوبر، إلاّ انه تأجّل… في نفس اليوم والتّوقيت، انعقد اجتماع بمقرّ الحزب الديمقراطي التقدّمي حول حريّة الإعلام. تونس: أصدرت نقابة أطبّاء وصيادلة الصّحة العمومية لائحة مهنية، عقب الإجتماع الإخباري الذي عقدته يوم 16/10/08 ندّدت فيه بالتّجاوزات التي حصلت في مستشفى « الرّابطة » (تونس)، حيث تمّ رفع قضيّة ضدّ زميلتهم، طبيبة أسنان. كما طالب الأطبّاء النقابيّون بوضع حدّ لتدهور ظروف العمل، وهشاشة عقود التشغيل، وطالبوا بخلاص السّاعات الإضافية وحصص الإستمرار (المداومة)، وإصدار قانون أساسيّ خاصّ بهم. موقع « الشعب » 17/10/08 تونس، سياحة: أعلن الدّيوان الوطني للسّياحة أنّ المداخيل في الأشهر التّسعة الأولى من 2008 بلغت 2,93 مليار دينار (1,9 مليار دولار)، مسجّلة زيادة بـ1,9% عن نفس الفترة من العام الماضي (وهي أرقام هزيلة مقارنة مع دول مماثلة)، وتراجعت عائدات السّياحة اللّيبية والجزائرية رغم الزيادة في عدد الوافدين. تساهم السّياحة بـ5,6% من الناتج الإجمالي المحلّي وتغطّي 60% من عجز الميزان التجاري. الصّباح 17/10/08 تونس: أعلنت مديرة « مهرجان قرطاج » السينمائي (الذي يفتتح يوم 25 اكتوبر) عن إحداث جائزة للأفلام الطويلة، تحمل اسم المخرجة اللّبنانية الرّاحلة « رندا الشهّال » التي توفّيت في أوت الماضي، وكانت وفيّة للمهرجان. وافتتح شريطها « طيّارة من ورق » أيّام قرطاج السينمائية عام 2004 . وكالة تونس افريقيا للأنباء 16/10/08  تونس، منطقة « حرّة » أخرى خارج النفوذ: في « النفيضة » (100 كلم جنوب شرق العاصمة) تقوم شركة إيطالية بإنجاز مشروع منطقة صناعية لإنتاج البلاستيك والصّناعات الغذائية والقطع الإلكترونية والميكانيكية الخفيفة، إضافة إلى مصارف وفنادق وخدمات (كلّها قطاعات هامشية). « وهي منطقة تتمتّع بالإعفاء من الضّرائب، وبحريّة الإستثمار وحريّة انتقال رؤوس الأموال والأرباح… » وخصّصت مساحة مليوني متر مربّع لهذا المشروع، قريبا من المطار الذي سيفتح عام 2010 (تستغلّه شركة تركية) والميناء التجاري الذي لا يبعد أكثر من 5 كيلومترات. « كونا » 17/10/08 تونس: قضت الدّائرة الجنائية الخامسة، ابتدائيا،  بسجن 14 شخصا من 8 سنوات إلى 8 أشهر يوم 20/10 بتهمة الإرهاب. المغرب: أصدرت محكمة الجنايات في « سلا » أحكاما بالسّجن تراوحت بين 30 عاما و6 أعوام، وأطلقت سراح 4 متهّمين (من جملة 47)، في قضيّة إرهابية تمثلت في تفجيرمقهى أنترنت في « حيّ سيدي مومن » بالدّار البيضاء، في شهر مارس 2007. وكالة الأنباء المغربية 17/10/08 المغرب، خصخصة: جاء في إحدى الوثائق الملحقة بمسودّة الميزانية لعام 2009، أنّ الحكومة تعتزم خصخصة 8 شركات كبرى منها الخطوط الجوية وشركات نقل برّي و شركات استغلال الطّرقات وإنتاج سمعيّ بصري الخ… وسبق أن باعت الدّولة « اتّصالات المغرب » إلى « فيفندي » الفرنسية. وكلّ هذه المؤسّسات في وضع ماليّ جيّد وليس هناك من أعذار لخصخصتها سوى الإختيارات الليبرالية.  فيضانات: هطلت أمطار غزيرة يوم 19/10 ، بشمال وغرب المغرب، أودت بحياة 7 أشخاص على الأقلّ. وكانت أمطار الأسبوع الماضي قد قتلت ما لا يقلّ عن 14 مواطنا. رويترز 20/10/08 . يقدّم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ تعازيه الحارّة لأهالي المنكوبين، ويعرب عن تضامنه الكامل مع المتضرّرين.  الجزائر: أعلنت وزارة الدّاخلية أنّ عدد ضحايا الفيضانات بلغ 65 قتيلا في منطقة « غرداية » (راجع نشرتنا عدد 73)، إضافة إلى آلاف المنازل المتضرّرة، وخسائر قدّرت بنصف مليار دولار. كما هطلت أمطار غزيرة يومي 15 و16 اكتوبر بمنطقة « بشّار » بالصّحراء (ألف كلم جنوب العاصمة)، فقتلت ما لا يقلّ عن 8 مواطنين. وكالة الصحافة الجزائرية 17/10/08 .  مناورات عسكريّة: بدأت يوم 20/10 مناورات بحريّة مشتركة بين بلدان المغرب العربي (بغياب موريتانيا) وبلدان أوروبا الجنوبية (5 + 5) وبقيادة البحريّة الجزائرية. هدفها المعلن: عمليّات الإغاثة، ورصد المراكب المشبوهة.  الجزائر، فوارق مجحفة: باقتراح من الحكومة، صوّت النوّاب الجزائريّون على الزّيادة في منحهم الشّهرية لتبلغ 3000 أورو(حوالي 4000 دولار) بينما لا يتجاوز الأجر الأدنى 120 أورو.   ليبيا: يؤدّي معمّر القذافي زيارة لموسكو يوم 31 أكتوبر. وقد تشتري ليبيا سلاحا بقيمة ملياري دولار: دبّابات، صواريخ أرض/جوّ، طائرات مروحيّة ومقاتلات. أنترفاكس 20/10/08 . عرب، فقر: يقدّر عدد من يعيشون تحت خطّ الفقر المدقع، على المستوى العربي، بـ50 مليون مواطن (أقلّ من دولار واحد في اليوم)، ومن يعيشون تحت خطّ الفقر العامّ (دولاران في اليوم)، بحوالي 110 ملايين. هناك 7 دول عربيّة فقط تقدّم إحصاءات (غير دقيقة) عن نسبة الفقر لديها، وهي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر واليمن والأردن. السعودية: أعدمت السعودية 158 شخصا عام 2007 و77 حتّى منتصف سبتمبر من عام 2008، اعتمادا على بيانات وزارة الدّاخلية. « وتنفّذ عقوبات الإعدام بشكل تمييزي وغير متكافئ ضد عمّال أجانب أو سعوديين فقراء لا يحظون بعلاقات عائلية أو بأموال كافية لدفع الفدية تنقذهم من المحاكمات السرّية وغير العادلة، التي يليها الإعدام » كما أعدمت السّلطات نساء لا نعرف عددهنّ.  تقرير (بالأنغليزية) منظّمة العفو الدولية 14/10/08 مصر، عودة إلى ما قبل 1956: فرضت إدارة قناة السويس منع الصّيد بالقوارب الصغيرة، وأوقفت أيّ حركة بين ضفّتي القنال، كما منعت مرور السّيارات فوق الجسر وفي الطريق الموازي للمجرى الملاحي بسبب عبور البوارج الحربيّة للحلف الأطلسي قناة السويس، في اتّجاه خليج عدن والصّومال، وذلك بدعوى محاربة القرصنة البحريّة. هكذا بدأ تدويل المياه الإقليمية واستعمار عديد البلدان، في القرن التاسع عشر. عن أ.ف.ب. 16/10/08 لبنان: أعلن « بيت أبو ظبي للإستثمار » عن استثمار مليار و200 دولار لتطوير مشروع (بوّابة بيروت)، تزامنا « مع تحسّن الوضع السياسي بعد اتفاق الدوحة ». المشروع عبارة عن 3 مناطق سكنية وتجارية وترفيهية. كان جاهزا منذ 2005، في انتظار ظروف سانحة،  مثل التي أنتجها اتّفاق الدّوحة. « المستقبل » 17/10/08 لبنان، وفود أمريكيّة: للمرّة الثالثة، في ظرف نصف شهر، يزور لبنان وفد أمريكي (معلن عنه). فبعد مدير وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي أي) « مايكل هايدن »، وبعد « ديفيد هيل » مساعد وزيرة الخارجية، وصل نائب وزير الحرب « إريك ادلمان » مع مسؤول الأمن في البيت الأبيض « جيمس نودل » يوم الجمعة 17/10/08 إلى بيروت على متن طائرة عسكرية انطلقت من المطار العسكري الفرنسي « لوبورجيه » (ضواحي باريس)، والتقيا مع رئيس الوزراء اللبناني « فؤاد السّنيورة »، ومع قائد الجيش « عماد قهوجي ». ووقّع اتفاقية لتزويد الجيش اللبناني بقاذفات القنابل الأتوماتيكية، « وستواصل الولايات المتحدة دعم الحكومة اللّبنانية وتعزيز قدرات الجيش لحماية وحدة لبنان وسيادته » (ضدّ من ؟) كما قال « إريك ادلمان »، وهي جملة تكرّرت في أعقاب عديد زيارات الرّسميين الأمريكيين للبنان. سفارة أمريكا في بيروت 17/10/08 الإمارات: منذ مارس الماضي، شنّت الحكومة « حملة تطهير » واتّهمت وزيرا سابقا ومديرين تنفيذيين لشركات كبرى مرتبطة بالحكومة ومسؤولي بنوك (بنك دبي الإسلامي والشركات التابعة له)، ونشرت القضايا على الصّفحات الأولى للجرائد المحليّة. يرى محلّلون اقتصاديّون « أنّ نشر هذه الفضائح  إجراء منهجي ترعاه الحكومة، بهدف تحسين التصنيف الإئتماني لقروضها وإظهار حسن الإدارة والشّفافية » عن وكالة أنباء الإمارات ، بتصرّف، 18/10/08 .  في « أبو ظبي » أيضا، ألغى ناقد سينمائي لبناني حلقة بحث كان يديرها في « مهرجان الشرق الأوسط للسينما » وانسحب من المهرجان لأنّه « ثبت أنّه تظاهرة سياحية وترويجية، ولا يهتمّ بالجانب الثقافي ولا يحتفي بالمثقّف العربي… » وعاب على المنظّمين احتقار العرب والإحتفاء المبالغ فيه والتملّق لغير العرب. عن صحيفة « الإمارات اليوم » 17/10/08  الإمارات والصّين: الإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري للصّين، وأكبر سوق تصدير لها في الوطن العربي. إذ بلغت الإستثمارات التجارية المشتركة أكثر من 20 مليار دولار عام 2007. وافتتح « بنك الصّين الصّناعي التّجاري » فرعا له في دبي يوم 18/10/08، ويتمثّل نشاطه في « الإستثمارات وإدارة الأصول وتقديم الإستشارات المالية والإئتمانية وتنظيم الكفالة والأعمال المصرفية الأخرى… » موقع « الأسواق العربية » 19/10/08 قطر: ادّعى المجتمعون في إطار « الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين » في الدّوحة، « أنّ النظام المصرفي الإسلامي يقدّم بديلا لإنقاذ العالم من تكرار هذه الأزمات، لأنّه يستثمر في أصول ملموسة ومضمونة. » أ.ف.ب 16/10/08 لكنّ الرّئيس التنفيذي « لبنك الإستثمار الإسلامي الأوروبي » يقول « لن تختلف المؤسّسات المالية الإسلامية عن المؤسّسات التقليدية، لأنّها تعمل في نفس السّوق التي تأثّرت بأزمة السيولة. لقد تأثّرت السّندات الإسلامية بوضوح بسبب أزمة الأئتمان وضعف الطلب… » عن رويترز 17/10/08 . تعوّض المصارف الإسلامية عبارة « فائدة » بعبارة « ربح »، وتقول للحرفاء أنّها تتقاسم معهم الرّبح والخسارة، وتعوّض عبارة « مضاربة » بعبارة « تجارة » (بيع وشراء)، وتنتقي الحرفاء الذين تقرضهم لتجنّب المخاطر. سبق لبنوك « إسلامية » أن احتالت على المؤمنين والفقراء والمغفّلين، أهمّها « بنك الرّيّان » في مصر. اليمن: أعلنت شركة « توتال » أنّها أمضت عقدا مع الشركة الكورية لاستغلال حوض « مأرب » (وسط اليمن)، على مساحة تغطّي حوالي 1400 كلم مربّع، للتنقيب عن النفط واستخراجه ونسبة مساهمة الدّولة في العمليّة لا تتجاوز 5%. وحسب المسوحات الأوّلية التي أجريت على الأرض، فإنّ اليمن يحتوي على مخزون نفطي كبير.  أ.ف.ب. 16/10/08 العراق المحتلّ: قال الأمريكيّون قبل 2003 أنّهم سيحرّرون العراقيين ويجلبون لهم الرّخاء والتطوّر…الخ. لكن، رغم العراقيل وصعوبة الدّخول إلى البلدان الغنيّة، فإنّ 20 ألف عراقي طلبوا اللّجوء في النّصف الأوّل من 2008، وهم يمثّلون 12% من طالبي اللّجوء في العالم. من ناحية أخرى، سارعت الأنظمة والجامعة العربيّة إلى الإستجابة للطّلب الأمريكي الملحّ بفتح سفارات لها في بغداد المحتلّة، فقدّم سفراء الأردن والبحرين وسوريا أوراق اعتمادهم، بعد الإمارات والكويت، وعودة سفراء مصر والجزائر والمغرب قبل السعودية التي ستلتحق بهم في وقت قريب. رويترز 17/10/08 الأردن، اتّهام بالزّندقة: اُوقف الشاعر والصّحفي « إسلام سمحان » لمدّة 15 يوما على ذمّة التحقيق، منذ يوم 19 أكتوبر وقبل اتّخاذ دائرة الإتهام قرارها، بسبب ما جاء في ديوان الشعر الذي أصدره منذ 8 أشهر بعنوان « برشاقة ظلّ ». وتتّهمه دائرة المطبوعات بالتعرّض إلى « النّبي يوسف » في بيت شعر وإلى « الآلهة » في أبيات أخرى. رويترز 21/10/08 أفغانستان المحتلّة: خفّف الحكم على « سيد برويز كمبخش » من الإعدام إلى السّجن 20 سنة، وهو صحفي في الصّحيفة المحليّة « عالم جديد » في « مزار شريف »، وهذا بسبب نسخه مقالات عن صحف إيرانية اعتبرتها المحكمة « مسيئة للإسلام وتؤوّل الآيات القرآنية بشكل خاطئ. ». أ.ف.ب. 21/10/08 أثيوبيا: لا زالت أثيوبيا تحتلّ الصّومال (نيابة عن الولايات المتّحدة)، بينما يحتاج 13,5 مليون مواطن أثيوبي للمساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة، و7,2 مليون أثيوبي يعانون من الفقر المزمن. وطلبت الحكومة من « المحسنين » إعانة بمقدار 325,2 مليون دولار لتلبية الإحتياجات الدّنيا للسكّان و265,6 مليون دولار لشراء موادّ غذائية. « فيديل سراسّورو »، منسّق الأمم المتحدة للعمل الإنساني مالي، تاريخ إفريقيا: صدر في العاصمة « باماكو » يوم 16 اكتوبر، كتاب تاريخي « هدفه إنارة الرّئيس ساركوزي ومحيطه ومعاونيه حول حقيقة تاريخ إفريقيا » كما قالت  » آداما كوناري » المؤرّخة وزوجة رّئيس مالي  السّابق. أشرف على الكتاب ثلّة من المؤرّخين الأفارقة والفرنسيين، ردّا على ما قاله ساركوزي في داكار، يوم 26/07/07 حول « جمود القارّة الإفريقية » بنبرة استعمارية واضحة، تنمّ عن تجاهل تامّ للحقائق. عولمة1: تهدّد المجاعة ما لا يقلّ عن 17 مليون شخص في القرن الإفريقي، منهم نصف سكّان الصّومال، « بسبب الجفاف والنزاعات وارتفاع الأسعار، إضافة إلى الأزمة الماليّة » حسب المنظمة الخيرية المسيحية « كير انترناشيونال ». أمّا أسعار الطّحين (الدّقيق) والأرزّ فتضاعفت عام 2007 في بلدان مثل كمبوديا والفلبّين، وارتفعت بنسبة 300% في غواتيمالا، حسب المديرة العامّة لمنظّمة « اكسفام » الخيريّة، ممّا يهدّد مليار شخص بالمجاعة في الدّول الفقيرة. رويترز 16/10/08 عولمة2: هناك حوالي 50 ملجأ في العالم للتهرّب من الضّرائب والأداءات، تأوي 400 بنك ومليوني شركة وهميّة. تتصرّف في ثروة قيمتها 10 آلاف مليار دولار، وجلّها دويلات تابعة لأمريكا وأوروبا. ترنسبارنسي انترنشيونال    عولمة3: بعد استقالة « بول وولفوفيتس » عام 2007 من رئاسة البنك الدولي، بسبب استعمال نفوذه لترقية إحدى صديقاته، وهو منظّر اليمين المحافظ في أمريكا ومهندس احتلال العراق، جاء دور أحد زعماء الحزب الإشتراكي الفرنسي « دومنيك ستروس كاهن » (وزير ماليّة سابق ومحامي أعمال) وهو المدير الحالي لصندوق النقد الدولي اذ اتّهم باستعمال نفوذه ومحاباة إحدى صديقاته التي حصلت على منح عالية بدون موجب. واتّهم كذلك بتوظيف إحدى بنات أصدقائه ورفاق حزبه،  في إدارة البحوث في صندوق النّقد، دون أن تكون لها المؤهّلات وفي الوقت الذي تمّ تسريح 500 من موظّفيه. اضطر للإستقالة من وزارة « ليونيل جوسبان » عام 1999، إثر تهمة ذات صبغة ماليّة أيضا، وهو مناضل صهيوني شديد الإلتزام، وكذلك زوجته « آن سان كلير » منتجة التلفزيون. قال في مداخلة لدى إحدى المنظّمات الصّهيونية « عندما أرى وجهي صباحا، وأنا أحلق ذقني، أتساءل عمّا يمكن (ويجب) أن أفعله لفائدة إسرائيل ».عن صحيفة « وول ستريت جورنال »، أ.ف.ب. بتصرّف 18/10/08 الصّهيونيّة = استعمار+ استغلال: في إحدى جزر أرخبيل « توركس وكايكوس »، شمال المحيط الأطلسي، احتجز 300 عامل صيني 12 مسؤولا صهيونيّا عن شركة بناء وتجهيز « إسرائيلية » تشغّلهم، بسبب عدم حصولهم على أجورهم، إضافة إلى ضعف هذه الأجور وقساوة ظروف العمل. أ.ف.ب. 17/10/08 الفلبّين: تظاهر آلاف العمّال في العاصمة « مانيلاّ » يوم 15/10/08، وهم من عمّال مصانع شركة « ترييونف » (المتعدّية الجنسيّة) للملابس الدّاخلية، مطالبين بالزّيادة في الأجور وتحسين ظروف العمل. أ.ف.ب. 16/10/08 الصّين: بعد تخريب النظام الصّحي، زادت نفقات المواطنين على الرّعاية الصحية أكثر من 18 مرّة بين 1990 و2006، وأصبح معدّل وفايات المواليد الجدد 123 في الألف في الرّيف و26 في الألف في الأحياء الغنيّة. أمّا وفايّات الأطفال دون سنّ الخامسة فأصبحت 64 في الألف في الرّيف مقابل 10 في الألف في المدن. مجلّة « ذي لانسيت » الطّبية + رويترز 20/10/08 كوبا: أعلنت شركة النّفط الوطنية أنّ الجانب الكوبي من خليج المكسيك يحتوي على احتياطي كبير من النّفط والغاز، يفوق ضعف احتياطيّ المكسيك، وقد يجعل من كوبا دولة نفطيّة ثريّة. يبلغ إنتاج كوبا الحاليّ 60 ألف برميل يوميّا، وتستورد 93 ألف برميل يوميّا من النفط الخام الفنزويلي بأسعار تفاضليّة، مقابل خدمات الأطبّاء الكوبيين العاملين في فنزويلا. وقّعت كوبا والمكسيك والولايات المتّحدة اتّفاقا عام 1977 لتحديد المياه الإقليمية في خليج المكسيك. من وقائع ندوة صحفية عقدها مدير الإستكشافات في شركة النفط الوطنية الكوبية « رفائيل تينيريو بيريز » 17/10/08 بوليفيا: تجمّع حوالي 200 ألف مواطن أمام البرلمان، بعد مسيرة تاريخيّة على مسافة 200 كلم، مساندة لمشروع الدّستور الذي قدّمه الرّئيس « إيفو موراليس » والهادف لتوزيع أعدل للثّروات. أ.ف.ب. 21/10/08 في ذكرى ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917، عودة إلى كارل ماركس: أعلن مدير دار نشر في برلين، يشارك في معرض الكتاب بفرانكفورت، أنّ مبيعاته من كتاب « رأس المال » الذي ألّفه كارل ماركس بمعيّة فريدريك انغلس عام 1867، كانت 500 نسخة عام 2005، و800 نسخة عام 2006 و1300 عام 2007 و1500 خلال 9 أشهر من عام 2008. قال مدير دار النشر « إنّ مجتمعا يشعر مجدّدا بضرورة قراءة ماركس، هو مجتمع لا يشعر أنّه بخير »خاصّة وأنّ معظم القرّاء الجدد من الشّباب »، حسب قوله. أ.ف.ب. 18/10/08 أوروبا: صادق ممثّلو دول الإتّحاد الأوروبي (27 دولة) على ميثاق خاصّ بالهجرة لمنع تسوية وضعيّات الإقامة بشكل جماعي ويحثّ على غلق الحدود (أليست مغلقة منذ زمن؟)، واختيار مهاجرين من ذوي الشّهادات والكفاءات والخبرات العالية (الذين تكوّنوا في بلدانهم)، وفرض اتّفاقيات على الدّول الفقيرة « لاستعادة مهاجريها ». أسوشيتد براس 16/10/08 فرنسا: تظاهر أكثر من 80 ألف مدرّس يوم الأحد 19/10، احتجاجا على خصخصة التعليم والتخفيض في عدد المدرّسين وتحوير البرامج بما لا يخدم أبناء الفئات الشعبية، وتعميق الفوارق بينها وبين مدارس الأحياء الغنيّة. أ.ف.ب. 20/10/08 إسبانيا: رغم قانون العفو المصادق عليه عام 1977، أمر القضاء الإسباني بفتح تحقيق حول جرائم اليمين الفاشي (الكتائب) أثناء الحرب الأهليّة (1936– 1939) وفترة حكم الطّاغية « فرنثيسكو فرانكو » من 1936 إلى 1975. سارعت الكنيسة (حليفة فرانكو والفاشيّة) إلى إضفاء القداسة على من مات من زعماء اليمين. يقدّر القضاء عدد المغتالين من الجمهوريّين واليسار، من جويلية 1936 إلى ديسمبر 1951 بحوالي 115 ألف شخص. نشير إلى أنّ الشاعر الأمميّ « فدريكو غارسيا لوركا » تمّ إعدامه رميا بالرّصاص عام 1936 على يد اليمين الإسباني، في ساحة مدرسة ابتدائية في مقاطعة غرناطة. وقد توافد الثوريّون والتقدميّون من كلّ بلدان العالم لنصرة الجمهورية الإسبانية (كالشّاعر الشّيوعي الفلسطيني « نجاتي صدقي »)  أ.ف.ب. 16/10/08   اليونان، إضراب عامّ: إضراب عامّ في القطاع العمومي ووسائل النقل شلّ الحركة في البلاد يوم 21 اكتوبر، احتجاجا على السّياسة الإقتصادية للحكومة التي خصخصت المرافق العموميّة، وضدّ تجميد الأجور وتخريب نظام التقاعد. أ.ف.ب. 21/10/08  أوكرانيا، مكافأة:  تعتبر أوكرانيا وجورجيا من الدّول التي يعوّل عليها الحلف الأطلسي كقاعدة عسكرية متقدّمة وهامّة في استراتيجيته تجاه روسيا وآسيا وغيرهما. وقد باعت أوكرانيا سلاحا وعتادا لجورجيا تحت إشراف أمريكي مباشر. ومؤخّرا تبيّن أنّ إحدى البوارج العسكرية الأوكرانية كانت تقلّ سلاحا لجنوب السّودان، قصد إذكاء نار الحرب الأهليّة التي خمدت، لذا أعلن صندوق النقد الدّولي تقديم قرض لها بمبلغ 14 مليار دولار، « لمساعدتها على تحقيق الإستقرار وتخفيف حدّة آثار الأزمة الماليّة العالمية ». وقد طلبت أوكرانيا وصربيا وايسلندا والمجر مساعدة صندوق النقد بسبب تراجع قيمة العملة ونضوب الإقراض العالمي. عن رويترز (بتصرف) 17/10/08 كندا: « وول مارت » أكبر شركة (أمريكية) متعدّية الجنسية للبيع بالتفصيل، اجتاحت ميادين أخرى منها بيع قطع غيار السيّارات والإصلاح السريع. للمرّة الثانية، تغلق محلاّ لها في كندا بسبب تمكّن النّقابيّين من فرض عقد عمل مشترك وتحسين الأجور وظروف العمل (بعد 3 سنوات من النّضال). وهذه الحقوق « منافية لفلسفة المؤسّسة ولروح المنافسة » حسب مسؤول الشّركة المشهورة بمنع العمل النّقابي في مؤسّساتها. عن فدرالية عمال الكيبيك 17/10/08 الولايات المتّحدة: أعلن كولن باول، قائد القوّات الأمريكية التي شنّت الحرب على العراق عام 1991، ووزير خارجية جورج بوش الإبن من 2001 إلى 2005 ، عن مساندته لمرشّح الحزب الديمقراطي « باراك أوباما ». وأعلن فريق الحملة الإنتخابية لهذا الأخير أنّه جمع 150 مليون دولار من التبرّعات في شهر سبتمبر وأنّ المبالغ المجمّعة منذ انطلاق الحملة الإنتخابية بلغت 605 ملايين دولار، وهما رقمان قياسيّان في تاريخ الإنتخابات الأمريكيّة. أ.ف.ب. 20/10/08
قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
للاتصال بنا :  info@hezbelamal.org       للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها SUBSCRIBE  الى aliradainfo-request@listas.nodo50.org   لفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها UNSUBSCRIBE الى aliradainfo-request@listas.nodo50.org    موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ http://www.hezbelamal.org/
 

على أنقاض ثقافة القطيعة مع السلطة وبحثا عن صيغة لمشاركة سياسية فاعلة:

مساع من كوادر «الصف الثاني» في بعض الأحزاب لتشكيل تيار سياسي جديد

تونس – الصباح: يجري التفكير صلب بعض الكوادر في عدد من الأحزاب السياسية، في إيجاد صيغة لتشكيل تيار سياسي جديد، يختلف من حيث المقاربة والأجندة وأسلوب التفكير السياسي عما هو متوفر صلب الأحزاب الموجودة.. وعلمت ‘الصباح’، أن اجتماعات تشاورية التأمت في الآونة الأخيرة بين هذه الكوادر بغاية إيجاد أرضية عمل مشترك، تكون نتيجتها تشكيل تيار معارض من رحم الأحزاب الحالية.. وينتمي هؤلاء إلى مجمل الأحزاب التي تتحرك في المشهد السياسي الراهن، سواء التي توصف بـ ‘الموالية’ أو ‘الراديكالية’ أو ‘الديمقراطية’ أو ‘التقدمية’.. ويعدّ هؤلاء من بين الكوادر التي باتت لها خلافات مع قياداتها، سواء في الحزب الديمقراطي التقدمي، أو التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، أو حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، بالإضافة إلى حزب الوحدة الشعبية وبعض الكوادر التي كانت تنتمي سابقا إلى حركة التجديد..  وعدد من المستقلين ممن يحسبون على ‘اليسار الديمقراطي’.. وتأتي هذه المبادرة، إثر التباينات الفكرية والسياسية التي ظهرت في الفترة الأخيرة صلب هذه الأحزاب، على خلفية الموقف من الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وبخاصة منها الانتخابات الرئاسية، وبسبب الأسلوب السياسي الذي تتبعه بعض القيادات السياسية، والتي رأى فيه هؤلاء نزوعا نحو مزيد من العزلة السياسية للأحزاب، وتأسيس لقطيعة مع الحكومة أثبتت الأيام عدم جدواها وفاعليتها.. مقاربات مختلفة.. فقد برزت في بعض الأحزاب وجهات نظر تعاطت نقديا مع أسلوب تعامل هذه الأحزاب مع الاستحقاقات الرئاسية، في ضوء اختلاف التقييمات للمشهد السياسي والحزبي، وللعلاقة مع السلطة، ولطبيعة التمشي السياسي الذي تتوخاه الحكومة في الوقت الراهن.. بل ولمستقبل المشهد السياسي في البلاد، وترتيبات المرحلة المقبلة.. وحرص أصحاب هذه التقييمات، وهم في مجملهم ينتمون إلى الهيئات التنفيذية والمكاتب السياسية وقيادات الأحزاب القانونية الراهنة، ضمـن ما يوصـف بـ’الصف الثاني’ في هذه الأحزاب والتشكيلات السياسية، حرصوا على تقديم مقاربة جديدة للشأن الحزبي وللعلاقة مع السلطة، ولأفق العمل السياسي في البلاد، انطلاقا من فكرة ‘المشاركة السياسية’ بدلا من ثقافة ‘القطيعة’ و’سياسة التضاد’ مع السلطة، وهي السياسة التي يعتبرها هؤلاء غير منتجة، إن لم تكن قد أثمرت دوران المعارضة في دائرة خاوية منذ ما يزيد عن ربع قرن على أقل تقدير، وهي مدة كشفت بوضوح عن وجود مأزق في الحياة الحزبية، نتيجة خيارات التأرجح بين التحالف مع السلطة أو القطيعة معها، فيما أن خيارات سياسية عديدة لم تلجها الأحزاب السياسية، التي ظلت عديمة التأثير في المشهد السياسي، بل إن جهودها في التوصل إلى الإصلاح السياسي ـ وفق توصيف هذه الكوادر ـ كانت ضعيفة ومحدودة، إن لم نقل منعدمة تماما، على الرغم من الأوقات والجهود النضالية الكبيرة التي وظفت في سبيل ذلك خلال سنوات كثيرة.. في مرحلة جنينية وترى هذه الكوادر، أن الوفاق ضروري لكنه يحتاج إلى صيغة جديدة لإخراجه من دوامة الرتابة التي تردى فيها، بالإضافة إلى أن أي وفاق لا يمكن أن يكون بديلا عن معارضة وطنية وجادة، تلعب دورها في إنتاج ثقافة سياسية جديدة، وأسلوب مغاير في التعاطي مع الشأن الوطني، بعيدا عن أي تزلف أو فكر راديكالي، لا تقبل بهما ظروف البلاد ولا معطياتها الجغرا ـ سياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. ولا شك أن هذه المقاربة ما تزال في مرحلة جنينية، وهي بحاجة إلى بلورة أوضح، وهو ما قد تكون هذه الأطراف تعكف عليه منذ فترة.. الجدير بالذكر، أن هذه المرة الأولى التي تبرز فيها مجموعة من رحم الأحزاب القائمة، بل على خلفية ما بات يوصف بتعاطيها غير الواقعي مع الشأن الوطني.. فهل تشهد الفترة القادمة بروز هذه الكوادر في صيغة تيار معارض مستقل، أم يفشل هذا المسعى لاعتبارات الزعامة أو الإيديولوجيا أو الحسابات السياسوية الضيقة، مثلما تعودت الساحة السياسية منذ عقود؟؟ سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة..  فلننتظر.. صالح عطية (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)  

12 شهرا تفصلنا على انتخابات 2009 هل من أرضية مشتركة للمعارضة ؟
بقلم أ.د. أحمد بوعزّي بدأت الأحزاب السياسية تتحدّث عن الانتخابات التشريعية والرئاسية لـ 2009 وكل منها له استراتيجية ‏وكل منها له رؤية وانتظارات خاصة به حسب تقديراته.‏ فالتجمّع – الحزب الحاكم – قاد حملة رئاسية سابقة لأوانها منذ أواخر 2006، بدأها بمسرحية المناشدة ‏لبث الانطباعن الرئيس الحالي متردد فيما يخص تقديم ترشّحه سنة 2009 وكأن تحوير الدستور الذي ‏وقع سنة 2002 لم يكن معدّا لضمان مواصلة الرئيس الحالي الرئاسة ما دام حيّا.‏ أمّا أحزاب المعاضدة فبعضها لم يتقدّم للانتخابات الرئاسية واكتفى بمساندة مرشّح الحزب الحاكم وهو ‏بذلكفع ضريبة الموالاة حتى يُمنح عددا أكبر من المقاعد في مجلس النواب، والبعض الآخر يقدّم ‏مرشّحا دفعا للضرر. المعارضة الديمقراطية من ناحيتها اتجهت إلى الانتخابات الرئاسية بصورة غير منتظمة. فالحزب ‏الديمقراطي التقدمي رشّح زعيمه التاريخي الأستاذ أحمد نجيب الشابي في جلسة مشهودة للجنته ‏المركزية، ثم انطلق المرشّح في جولة في الجهات أقلقت الحزب الحاكم وأجبرت الحكم على الإسراع ‏بسن قانون استثنائي يستثني مرشح الديمقراطي التقدمي كما يقصي زعماء المعارضة الآخرين الذين قد ‏تحدّثهم أنفسهم بمزاحمة الرئيس الحالي. فالشروط التي وضعتها السلطة للترشح تضيّق على أحزاب ‏المعارضة بمفعول رجعي (أُعلن عن مشروع القانون يوم 21 مارس 2008 لار به رئيس الجمهورية ‏الحالي منافسيه في الانتخابات القادمة ووُضعت شروط معقّدة لا تمكّن الأحزاب من تعيين مرشّحين ‏غيرهم إلاّ إذا رجع التاريخ ستة أشهر إلى الوراء) وهي شروط أغلقت باب الترشح على كل شخصيات ‏المعارضة الديمقراطية والمستقلة ما عدى شخصيتين هما ادة مية الجريبي الأمينة العامة للديمقراطي ‏التقدمي والسيد أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد وحرمت حزبا وطنيا (التكتّل الديمقراطي من ‏أجل العمل والحريات) من تقديم مرشّح عنه.‏ لقد كان وما زال واجب كل ديمقراطي الاعتراض على هذا القانون الإقصائي الذي يخ للرئيس الحالي ‏تعيين منافسيه وكان على أحزاب المعارضة الديمقراطية التوحّد وتقديم اقتراح بديل يجعل ضبط شروط ‏الترشّح من ثوابت الدستور وليس من مقتضيات قوانين استثنائية صالحة للاستعمال لمرّة واحدة ويمكّن ‏كل الشخصيات التي ترى فيها أحزابها الكفاءة من منافسةشّح الحزب الحاكم، لكنهم لم يفعلوا وطغت ‏على مواقفهم الحسابات الخاصة. إثنى عشر شهرا تفصلنا عن موعد الانتخابات يمكن أن تحدث فيها ‏أشياء كثيرة. إن تقديم مرشّح واحد ليُمثّل المعارضة الديمقراطية لا يستقيم وويضعف قوة رفض الإقصاء ويغلق الباب ‏بدوره أمام حرية الاختيار، تعدّد الترشحات الحرّة لرئاسة الجمهورية في الدورة الأولى هو القاعدة لأنه ‏رمز للديمقراطية، وتوحّد المعارضة وراء أحسن مرشّح معارض – إن عت دورة ثانية – هو الواجب. ‏مازال وضعنا لا يسمح بذلك الآن.‏ أمّا الانتخابات التشريعية فهي مفتوحة طالما لم يبدأ تقديم القائمات رسميا ولم تتدخل وزارة الداخلية ‏لإسقاط القائمات التي تخيف الحزب الحاكم، هذا الأخير بدأ من جهته في ضبط قائمات مرشّحيه منذ شهر ‏با. بينما مازالت المعارضة الديمقراطية لم تضبط استراتيجية واضحة للعمل المشترك، فهناك من ‏يعتقد أنه لا وجود لرهان انتخابي يستحق المشاركة فيها ويعلن منذ الآن مقاطعته، وهو ما يقصيه من ‏التأثير السياسي الحقيقي، وهناك من يعتقد أن المشاركة تمكّن من الاتصال بالجهير العريضة ومن ‏الدفع إلى الإصلاح السياسي لأن سنة 2009 هي سنة نهاية حقبة تاريخية في تونس.‏ الحزب الديمقراطي التقدّمي سيتقدّم في الدوائر الستة وعشرين بقائمات تدافع عن برنامجه الإصلاحي، ‏ويعرف مسبقا أن وزارة الداخلية سوف تحاول وضع كل العراقيل في طريقه بأساليب شتى وحتى لا ‏أخلاقية أحيانا كما وقع سنة 2004 في دائرتي تونس، وقد بدأت فعلا عديد جامعات الحزب اجتماعات ‏تحضيرية في الجهات لضبط قائماتها. لكن هل هناك فعلا رهان انتخابي؟ الحزب الحاكم غير مستعدّ لانتخابات ديمقراطية وشفافة رغم ما ‏يسوّق للرأي العام الخارجي، فالتلفزيون العمومي كما الإذاعات العمومية تتصرّف وكأنها ملك خاص ‏للفريق الحاكم وليست ملكا عموميا رغم أنها تموَّل من كل المشتركين في الشبكة الكهربائية بمن فيهم ‏الذين يناصرون المعارضة، التلفزة تقوم بحملة انتخابية دائمة للرئيس الحالي فشعارها وديكور برامجها ‏يغلب عليه اللون البنفسجي، وبرامجها تمجّد الإنجازات التي يقوم بها الشعب التونسي في المؤسسات ‏العمومية والخاصة وتنسبها للرئيس، الأخبار من جا هي الأخرى عبارة عن إشهار متواصل للرئيس ‏والحزب الحاكم فقط، الأحزاب الديمقراطية مقصية من البرامج الحوارية ومحرومة من النفاذ إلى وسائل ‏الإعلام العمومية السمعية البصرية ‏ الجرائد المكتوبة من جهتها مجبورة على القيام بحملة الحزب الحاكم ومرشّحه منذ الآن، فهاهي جريدة ‏الصحافة التي تملكها الدولة أصبحت مخضّبة باللون البنفسجي دون غيره لإبراز المقالات التي تشيد ‏بنشاط الرئيس الحالي وببرامجه، وكأن الدولة قد خُصخصت لفائدة الحزب الحاكم. مؤسسات الدولة من ‏جهتها تواصل إقصاء جرائد المعارضة من التمويل العمومي ومن إشهار الدولة كما يتواصل استعمال ‏مصلحة الضرائب لمعاقبة كل من تخوّل له نفسه القيام بإشهار لمؤسسته على صفحات جرائد المعارضة ‏ الوالي – ممثل الدولة في جهته – هو الذي سيشرف على الانتخابات في كل ولاية وهو الذي سيعيّن ‏المشرفين على الاقتراع في كل مكتب، وبعكس ما يجب أن يتحلّى به من حياد يناسب مكانته في الدولة ‏نجده لا يتخلف عن اجتماعات الحزب الحاكم في جهته ليشرف عليها بصفته إطارامّعيا. والحال أن ‏اثنين من وزراء الداخلية السابقين ووزيرا أولا سابقا صرحوا بأن وزارة الداخلية تزيّف الانتخابات، لذلك ‏لابد من بعث هيأة مستقلّة لتنظيم الانتخابات حتى لا تنعت الانتخابات القادة بالمزيّفة. القوى الديمقراطية في الخارج تدعو الحكومة التونسية لضمان انتخابات ديمقراطية سنة 2009 دون ‏تزيف. الحكومات الصديقة لتونس أكّدت لحكومتنا في مناسبات عديدة بأنها مطالبة بعدم إقصاء ‏المرشحين ذوي المصداقية وعدم تزييف الانتخابات القادمة وعدم تعطيل أحزاب المعارضة حاصرتها ‏وبالسماح لها باستعمال الفضاءات العمومية والخاصة وبالنفاذ إلى وسائل الإعلام العمومية على قدم ‏المساواة مع الحزب الحاكم. وتؤكد حكومات الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة على استعدادها ‏لمساعدة الحكومة التونسية بالاستفادة من تجاربها لإنجاز انتخابات ديمقراطية تاريخية تقطع مع الصورة ‏المؤسفة التي تتصف بها انتخاباتنا منذ نصف قرن. ‏ الحكومة تلعب دور الأصم لكل المطالب الديمقراطية، لكن ما ضاع حق وراءه طالب، لأن أحزاب ‏المعارضة الديمقراطية لو اجتمعت واتفقت على تكوين مجموعات ملاحظين لكل دائرة، ولو ناضلنا من ‏أجل التسجيل الآلي لكل الناخبين الذين يبلغ عددهم ستة ملايين و800 ألف ومن أجل الحصول على ‏قائمات الناخبين مرقمنة كل في دائرته لمراسلتهم والاتصال بهم قبل الانتخابات كما يقع في البلدان ‏الديمقراطية، ولو طالبت بالتقليص من عدد مكاتب الاقتراع ولو فضحت عمليات التزييف ولو دخلت هذه ‏الانتخابات بروح نضالية استحقاقية فإنها سوف تجني ثمارا أكثر مما ستحصل عليه لو قبلت اللعبة كما ‏تضبطها السلطة سواء على مستوى المقاعد التي سيحصلون عليها إذاك بجدارة أو على مستوى الإشعاع ‏والتأثير في الجماهي ‏ العمل المشترك بين أحزاب المعارضة الديمقراطية ما زال ممكنا وستستفيد كلها من ذلك إذا اتفقت على ‏أرضية كفاحية مغايرة للتي تتفق عليها ضمنيا أحزاب الموالاة (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 22 أكتوبر 2008)  

الحرية أولا وأخيرا   الثالــوث المقـــــدس
  خالد الكريشي   الآن بإحدى الأقبية الصفراء بمدينة قفصة تقضي المناضلة والمربية والصحفية الفاضلة زكية الضيفاوي مدة محكوميتها في إستحضار واضح  للعشرية السوداء من القرن الماضي التي شهدها قطرنا العزيز أو ما عرف ودرج بالأدبيات السياسية بسنوات الجمر ،كانت آلة القمع الإقليمي عمياء جرفت كل من قال لا في عصر نعم !!!ديمقراطية وعادلة في توزيعها للقمع بين الجميع دون تمييز (إسلاميين، شيوعيين ،قوميين ،مستقلين ،متعاطفين ،أصدقاء المتعاطفين ،عابري السبيل وكل من ساقته الصدفة إلى ذلك المصير المجهول ……) والآن هنا تواصل آلة القمع حصادها وكأن التاريخ يعيد نفسه في شكل مهزلة. إختزلت زكية في قضيتها وهي أول إمرأة تتم محاكمتها على خليفة أحداث الحوض المنجمي .وأتمنى أن تكون الأخيرة ما يتعرض إليه أهالي الحوض المنجمي مؤخرا والمعتقلين على خلفية أحداثه الصاخبة المنقضية من قمع و تعذيب و ترهيب ومطاردات ومحاكمات جائرة و إعتداءات جنسية كما أسرّ لي العديد منهم هو السبب ؟وقد  رأيت في كل واحد من أولئك زكية الضيفاوي. البعض منهم لم تكن لهم علاقة من بعيد أو من قريب بالأحداث ساقتهم  آلة القمع الرهيبة صدفة إلى تلك الأقبية الصفراء بقفصة لحضور حفلة من حفلات التعذيب كما جعلت الصدفة والإلتزام المهني زكية الضيفاوي صحفية  تقوم بدورها الصحفي و تغطي هذه الأحداث لتجد نفسها معتقلة ومحكوم عليها بالسجن وضحية إعتداءات جنسية بطلها و فاعلها مدير فرقة الإرشاد السياسي بقفصة و كشفت عن إسمه وأفعاله المشينة والدنيئة معها أمام القاضي الذي كافأها  بأقصى عقوبة و لسان حاله يقول: إيّاك والإقتراب من ثالوثنا المقدس (السياسة، الجنس، الدين )و أنت أيتها المرأة لامست أطراف السياسة و توغلت في خبايا الجنس تدعين أن بعضهم إستعمل معك أسلوب الجنس في تعذيبك، فهل نحن في سجن أبو غريب سيئ الصيت؟ترد ويرد لسان الدفاع : نحن في بلاد كل ما فيها يتبجح بمنع التعذيب و المعاملات القاسية و اللإنسانية من الدستور إلى منشور ترتيبي داخلي ،يرد القاضي في حيثيات حكمه :أما التطبيق فلا شأن لنا به ،و هذه تجاوزات قليلة تقع في أعرق الديمقراطيات في العالم ،وهي ليست إلا إستثناءات تؤكد المبدأ،ترد ويرد لسان الدفاع: » فتصدوا إذن لهذه الإستثناءات حتى لا تتحول هي إلى المبدأ وقد حصل عمليا!!!. أما الدين أيتها المرأة فذلك شأن خاص بينك وبين ربك لا يتدخل بينكما أحد ،وحدنا نتكلم بإسم الدين ونحدد دخول رمضان بقرار سلطاني ،ويوم العيد بقرار سلطاني ،وتحديد مقدار الزكاة بقرار سلطاني ،وموعد فتح وغلق المساجد بقرار سلطاني ،وتعيين الأئمة بقرار سلطاني ومضامين خطبة الجمعة بقرار سلطاني ،والدين بالنسبة لنا شيء مقدس فلماذا تريدون تدنيسه من خلال مزجه بالسياسة /المدنس/الجنس ،ألم يقل حيدر حيدر في « وليمة لأعشاب البحر،أو نشيد الموت » أن : » الجنس هو شهوة الموت المنبثة في أعماق الدم إحتجاجا على الفساد الخارجي « ،الآن فقط عرفت لماذا يكون الفقراء أكثر إنجابا للأولاد وأكثر خصوبة من الأغنياء؟. حتما يظل الحوض المنجمي بمعتقليه ومطارديه والمعتدى عليهم جنسيا عنوانا لفشل النظام الإقليمي في تونس في جميع الميادين الإقتصادية الإجتماعية والسياسية وعنوانا عن تخلي  السلطة القضائية عن دورها في حماية المواطنين من تعسف السلط التنفيذية وتعديها عن حرياتهم الأساسية وعنوانا عن تخلف المنظومة التشريعية بالقطر المحددة من جانب ولون واحد والتي مافتئت تثبت يوما بعد اليوم أنها مجرد حبر على ورق تلقن لطلبة الحقوق في مدراج الكليات فقط مؤكدة على البون الشاسع بين المستوى النظري الرفيع والتطبيق السيء والخاطئ . ————  
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 76     بتاريخ 15 أكتوبر 2008 )

بسمه تعالى
توضيح حول ما كتبه العويني بتاريخ21/10/08
نحن لم و لن نمارس في حياتنا فن التطبيل لان ديننا و شرفنا يمنعنا عن هكذا فعل، ان الدفاع عن انجازات شعبنا و ثوابته الوطنية و قواه المخلصة من داخل الدولة و خارجها ، نعتبره واجبا شرعيا ووطنيا لكل تونسي شريف مخلصا لدينه ووطنه، ان اختلافنا لا يجب ان يتحول الى تهوين او تجريح، نترك التطبيل و التزمير و التصفيق لاهله اما نحن فلسنا من هواته.  
عماد الدين الحمروني تونس 23شوال1429

اختراق تاريخي في مفاوضات الصحافة المكتوبة: مُـديـرُو الصحف يقبلون زيادة هامة بــ 50% في منحة الصحافة؟

تدخل المفاوضات في قطاع الصحافة المكتوبة جولة جديدة الخميس 23 أكتوبر 2008 بين ممثلي العمال من صحفيين وتقنيين وإداريين وعملة من جهة، وبين ممثلي مديري الصحف. جلسة يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2008 التي تغيّـب عنها السيد الهادي المشري رئيس جمعية مديري الصحف بسبب انشغاله في لجنة متابعة الأزمة المالية العالمية، شهدت حصول اختراق تاريخي لحائط الجمود السابق بعد أن عبّر الأعراف أخيرا عن استعدادهم للزيادة في منحة الصحافة وهو ما هلّل له الوفد النقابي. ويبدو أن دخول السيد الهادي المشري بنفسه لقيادة الوفد التفاوضي للأعراف ساهم بشكل كبير في هذا التطور، خاصة وأن رئيس جمعية مديري الصحف عبّر عن تفهمه للمعاناة المادية للصحفيين. وجاء عرض الأعراف معبّرا عن مدى احترامهم للصحفيين ومطالبهم المشروعة وخاصة للمنحة التي تحمل اسم رئيس الدولة.. الأعراف عرضوا زيادة منحة الصحافة بــخمسين.. قطعة من فئة الــ100 مليم.. نعم، عرضوا الزيادة في منحة الصحافة الرئاسية وما أدراك ما هي بـ …خمسة دنانير؟؟ وتجاوبا مع هذا العرض العظيم، أقترح إسناد هذه الزيادة في المنحة الرئاسية للصحفيين في شكل عقد من قطع الــ100 مليم يزيّـنون به صدورهم، أو يضعونه كأكاليل غار فوق رؤوسهم.. ألم يحن الوقت بعد كي يحصل الصحفيون مباشرة على نسبة من عائدات الإشهار التي تتمتع بها دون وجه حق عديد المؤسسات الصحفية، عسى نتجنب بعض هذه المهانة؟؟ ألم يحن الوقت بعد لوضع حدّ للاحتكار اللاّقانوني في مجال إصدار الصحف؟ ألم يحن الوقت بعد لفرض تطبيق القانون في مؤسسات الصحافة المكتوبة ووضع حدّ لانتهاكات الحقوق فيها؟ أرجو أن يكون واضحا للجميع بأن حالة الاحتقان في القطاع كبيرة، خاصة وأن الانتهاكات بلغت مدى لم يعد يطاق.. وأن الاستمرار في تجاهل الحقوق المشروعة للصحفيين والعمل على تركيعهم، يختزن في ثناياه العاصفة؟ (المصدر: مدونة زياد الهاني بتاريخ 22 أكتوبر 2008) الرابط:http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/10/50.html

ماذا في لقاء وزير العدل وحقوق الانسان
بأعضاء المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين؟

استقبل السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان عشية اول امس الثلاثاء 21 اكتوبر بمقر الوزارة اعضاء المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين يتقدمهم السيد طارق ابراهم رئيس الجمعية. مشاغل القضاة ومثل اللقاء مناسبة عبر خلالها رئيس الجمعية واعضاء المكتب التنفيذي للجمعية عن مختلف مشاغل القضاة ومطالبهم المتعلقة بتحسين اوضاعهم المادية وتطوير ظروف العمل بالمحاكم والتغطية الصحية والنقل استجابة لبعض الحالات الاستثنائية ومواصلة تهيئة نادي القضاة بسكرة. وجدد رئيس جمعية القضاة الدعوة الى مراعاة مطالب القضاة المتعلقة بالحالات الاستثنائية الصحية والمهنية وتقريب الازواج واعادة النظر في الآثار المالية الناجمة عن انخراط القضاة في نظام التأمين على المرض ونسب الاقتطاع بالنسبة لتعاونية القضاة لما قد يشكله ذلك من اعباء مالية على كاهلهم. كما دعا الى ايجاد الحلول العملية الكفيلة بتسوية الوضعية العقارية للمقاسم التي اقتناها القضاة عن طريق جمعيتهم وفض بعض الاشكاليات التي ما تزال عالقة بها الى جانب مواصلة تهيئة نادي القضاة بسكرة وتوسيع دائرة المنتفعين من القضاة بالحواسيب المحمولة. حلول وابدى الوزير استعداده للنظر في مزيد تحسين الظروف المادية للقضاة تجسيما لما يوليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية رئيس المجلس الاعلى للقضاء من احاطة بالقضاة وحرص دائم على دعم المؤسسة القضائية، مؤكدا الحرص على دراسة مطلب الجمعية المتعلق بثقل الاعباء المالية المحمولة على القاضي في اطار التعاونية. كما وعد الوزير بالاستجابة للمقترحات والمطالب التي تقدمت بها جمعية القضاة بخصوص القضاة الراغبين في النقل في اطار الحالات الاستثنائية وتقريب الازواج ومواصلة توزيع الحواسيب المحمولة على القضاة الراغبين في ذلك. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)  

(بمناسبة وفاة الأخ الكريم الطاهر شنيور رحمه الله) لماذا لا يجتمع شمل التونسيين إلا إذا حلت المصائب؟

 

بقلم: شاهد الناصح لا أحد منا يتمنى أن تحل به أو بمن يعز عليه المصائب، ومع ذلك قد يكون في بعض المِـحَـن شيء من المِـنَـح! تجلى ذلك في وجه رائع بمناسبة توديع أحد التونسيين المقيمين بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو الأخ الكريم الطاهر شنيور الذي وافاه الأجل بعد معاناة مع المرض يوم الجمعة المنقضي الموافق لـ: 17/10/2008، عن سن تناهز إحدى وخمسين سنة. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يعلي درجته في عليين، وأن يخلفه في أهله خيرا. كما أسأله أن لا يحرمنا أجره، وأن لا يفتننا بعده. لعل من حسنات هذا الرجل – رحمه الله تعالى- أنه جمع بوفاته عددا غير قليل من التونسيين، من مختلف التوجهات والعائلات الفكرية، في مشهد رائع افتقدناه لزمن طويل، غابت خلاله كل مظاهر الفرقة والشقاق التي طبعت – للأسف الشديد- علاقة التونسي بأخيه في الوطن. فللمرة الأولى – فيما يظهر لي – يلتقي الرسمي بالشعبي، والمعارض بممثل السلطة إضافة لغير المنتمي، في بيت واحد، يجمع بينهم الإحساس بالفاجعة، ووقع المصيبة التي ألمت بكل محبي الفقيد، وهم كثر. وكأن الموت الذي يمثل نهاية لمرحلة الحياة الدنيا للمتوفى، يأبى إلا أن يكون محطة مذكرة للأحياء بما ينتظرهم من مصير شبيه، وتدعوهم للتخفيف من وطأة التدافع الذي قد يصل عند البعض إلى حد التنافي، وتذكرهم بوجود مساحات غير قليلة من الشعور المشترك والتعاطف المكبوت الذي غطته نوازع التعادي غير المبرر في أحيان كثيرة، وتلح عليهم بضرورة نفض الغبار عن هذا الرصيد الخيّر المرتكر في أعماق النفس. لقد أنستنا المناكفات حلاوة التراحم، وإحساس الواحد من التونسيين بمصيبة أخيه التونسي،  وبرز جليا ذلك التعاطف الذي غاب طويلا خلال أيام ملازمة الفقيد لفراش المرض في مستشفى التخصصي بالرياض، خاصة خلال الأيام الأخيرة حين اشتد به المرض، وزاد ذلك وضوحاً بمجرد تناقل خبر وفاته – رحمه الله- فجمعت بيته سعادة السفير السيد نجيب منيفي، إضافة إلى بعض الموظفين في السفارة الذين لم يدخروا وسعا في أداء ما يمليهم عليهم الواجب، وأخص بالذكر منهم السيد محمد مفتاح، ملحق الشؤون الاجتماعية السفارة، الذي – والحق يقال- لم يدخر جهدا، ولم يقصر في أداء واجب، أسأل الله أن يجعل جزاء ما قدموا في موازين حسناتهم. قلت جمع بيت الفقيد أمثال هؤلاء مع مجموعة من المواطنين التونسيين المقيمين في الرياض في لقاء تضامني عفوي وشديد التعبير مع عائلة الفقيد، فكانت مناسبة جرى فيها حوار ودّيّ بين الحاضرين طُرقت فيه بعض هموم التونسيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية، بأسلوب عز وجوده لمدة غير قصيرة – فيما أعلم-. ألم يكن حرياً بنا – نحن التونسيين- أن نفزع لإقامة مثل هذه اللقاءات التي تسهم في تنقية القلوب وتقوي الترابط والتعاطف بين أيناء البلد الواحد، وتثري النقاشات النافعة والهادفة، بدل أن يغلق كل منا باب بيته على نفسه، معللا النفس بأن لقاءه بأبناء وطنه إذا لم يضر فإنه لن ينفع، وفي حال حصول لقاء، يقتصر الأمر في غالب الأحيان على المجاملات التي لا تخلو من نفاق في كثير من الأحيان، وإذا تحدث المجتمعون فلن يخرج حديثهم عن موضوعات نمطية معروفة، مثل تجارة السيارات وال (إف سي إير) وغيرها من القضايا المشابهة؟ هل نحن بحاجة إلى انتظار حلول المصائب حتى نتذكر أن لنا إخوانا في الوطن هم في أشد الحاجة لنتعاطف معهم بكل الصور الممكنة، إن لم يكن ماديا، فليس أقل من أن نعبر عن ذلك معنوياً؟ هل بلغت أحوالنا درجة من السوء صار فيها كل تونسي يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخر، منطوٍ على ذاته، مع أنه قد لا يفصل بينه وبين تونسي آخر إلا مسافة قصيرة؟ ألا يمكن لسفارة تونس بالرياض وقنصليتها في جدة ومن يقومون عليها أن يرسلوا إشارات تعاطف مع من يفترض أنهم أتوا لرعاية مصالحهم، وذلك باستعراض أحوال التونسيين بالمملكة – وعددهم ليس بالكثير-، والعمل على مد يد العون بكل السبل الممكنة إلى كل من يحتاجها؟ راودتني هذه الأسئلة وغيرها، وأنا أستحضر صورة ذلك (التسونامي) الهائل الذي داهم بلدان جنوب شرقي آسيا قبل سنوات قليلة، حيث خرب البلاد، وأودى بحياة عشرات الآلاف بل مئات الآلاف، ومع ذلك لم يخل من بعض المنح التي ظهرت في جل البلدان المنكوبة، مثل أندونيسيا حيث برز الوفاق بين السلطة المركزية وسكان مقاطعة آتشي، واجتمع الفرقاء هناك على طاولة الحوار بعد أن كانوا يقتصرون على البندقية في التحاور فيما بينهم! وأخذت القضية طريقها إلى الحل بعد أن استيأس الناس وظنوا أن لا سبيل إلى اللقاء! فهل يمكن أن تكون وفاة الأخ الطاهر حميد الخصال فرصة يراجع فيها الجميع النفس، ويقفون على حقيقة أن الدنيا أقل من أن تستحق منا التنازع الذي يتجاوز في كثير من الأحيان كل الخطوط الحمراء، ويدرك كل الفرقاء أن الوطن يتسع للجميع، وأنه بالتحابب والتراحم قد  ندرك ما لا ندركه بالتنابذ والشقاق؟. لقد أبان التفاف التونسيين حول عائلة الفقيد، وشعورهم الغامر بالألم الذي أبانت عنه قسمات وجوههم، عن معدن خيّـر، ورغبة صادقة بتجاوز واقع مرير من التدابر والتهاجر، بل الكيد والوقيعة التي طبعت في أحيان كثيرة علاقة التونسي بأخيه في الوطن، مما استدعى أن يحذر الجميع من الجميع، وأن يكتم الواحد سره على أقرب الناس إليه. وما قيمة اجتماع بشري يطبعه هذا الشعور؟ وتفوح منه روائح انعدام الثقة؟ ولكن مع ذلك، فالأمل كبير بأن يكون اليوم خيرا من الأمس، والغد خيرا من اليوم، فيهنأ الجميع، وهذه المؤشرات تتوالى على أن ذلك ممكن، بشرط أن تصدق النوايا، ويصح العزم، والله الهادي إلى سواء السبيل. يسرني تلقي التعليقات على هذا المقال من التونسيين، وخاصة منهم المقيمين بالسعودية ودول الخليج عموما على البريد الإلكتروني (naseh1989@hotmail.com )، كما أطمح لإدارة حوار جاد بين التونسيين المقيمين بالمشرق، حول السبل المعينة على التلاقي ومساعدة بعضنا لبعض في شتى المناسبات.

الرئيس التونسى يجتمع مع رئيس الوزراء المصرى

  تونس في 23 اكتوبر / قنا/ اجتمع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم مع الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء المصرى الذى يزور تونس حاليا حيث راس جانب بلاده في اجتماعات الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا المشتركة بين البلدين التي اختتمت هنا فى وقت سابق اليوم.     وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتوطيدها والاوضاع على الساحتين العربية والعالمية ولا سيما الازمة المالية وتاثيرها. وكانت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة قد انتهت بالتوقيع على محضر ختامي وتسع وثائق تتعلق بمذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون ثنائي وقعها كل من رئيسى وزراء البلدين التونسى محمد الغنوشى ونظيره المصرى نظيف.  وشملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج التنفيذ التى تم التوقيع عليها من الجانبين مجالات التعاون الاجتماعية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية بالاضافة الى الشئون الاسلامية والقضائية.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

تونس ومصر توقعان اتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما
  تونس 23 اكتوبر تشرين الاول /رويترز/  قالت مصادر رسمية ان رئيسي وزراء تونس ومصر وقعا اليوم الخميس اتفاقيات تعاون في عدة قطاعات منها قطاع الطاقة في ختام اجتماعات مشتركة بهدف دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأضافت المصادر ان //رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف ورئيس وزراء تونس محمد الغنوشي وقعاعلى مذكرة تفاهم للتعاون بين الهيئة العام للثروة المعدنية والديوان الوطني للمناجم ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصناعات التقليدية وبرنامج تنفيذي في مجال التشغيل لعامي 2009 و2010//. وبلغت المبادلات التجارية بين البلدين نحو 300 مليون دينار /230 مليون دولار/ خلال العام الماضي. وقال الغنوشي //البلدين عازمين على مضاعفة المبادلات التجارية الى نحو 600 مليون دولار في الفترة القريبة القادمة//. وأبرز //الحرص على تبسيط الاجراءات المتعلقة بحركة تنقل الاشخاص وخاصة بمنح التأشيرة لرجال الاعمال قصد تسهيل المبادلات التجارية وتكثيف الاستثمارات بين تونس ومصر//. وأكد على أهمية الدور الموكول الى القطاع الخاص المطالب بتكثيف الاستثمارات في عدة قطاعات مؤكدا أن //ارتباط تونس ومصر باتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي يمثل حافزا على تعزيز تنسيق المواقف والمقاربات من أجل الحفاظ على مصالح البلدين//. وقال نظيف ان ما يمتلكه البلدان من خبرات ومزايا تنافسية في عديد من قطاعات الانتاج والخدمات يتيح افاقا لفرص واعدة للتعاون والاستثمار المشترك لاسيما في الصناعات الكهربائية والالكترونية والنسيج ومكونات السيارات. وقدر الحرص المشترك على مزيد من الارتقاء بمستوى التعاون في مجال الطاقة والبحث العلمي بالنظر الى ما يتوفر للبلدين من مراكز بحوث وكفاءات علمية من شأنها ان تتيح النهوض بالقطاعين الصناعي والتكنولوجي.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

نظيف يلتقى رئيس البنك الافريقى ويزورأحد مراكز التكنولوجيا بتونس

 

تونس فى 23 أكتوبر/أ ش أ/ التقى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء اليوم مع رئيس البنك الافريقى دونالد كابوركا حيث ناقشا تداعيات وآثار الازمة المالية العالمية على اقتصاديات الدول الافريقية خاصة على المدى المتوسط والطويل. وأشار مدير البنك الى احتمال تأثر بعض بنوك الدول الافريقية بصورة فورية من جراء الازمة، الا أن القلق الحقيقى يأتى من التأثيرات المحتملة للتباطؤ والكساد والتى ستنعكس على الدول الافريقية نظرا لتأثر الصادرات والتحويلات من الخارج كما سيتأثر قطاع السياحة فى افريقيا لجهة تدفق الاستثمارات.   وصرح الدكتور مجدى راضى المتحدث باسم مجلس الوزراء ، عقب اللقاء ، بأن البنك الافريقى يقوم بدور أساسى فى دعم قدرات الدول الافريقية على مواجهة تداعيات الازمة عن طريق ايجاد وسائل سريعة لتمويل مشروعات البنية التحتية والخدمات الاساسية فى الدول الافريقية مع اهمية الاختيار الذكى لهذه المشروعات مما يساعد الدول الافريقية على خلق فرص عمل وتنمية قطاع الانتاج  وزيادة قدرتها على التصدير. وضرب الدكتور نظيف مثالا على ذلك بمشروعات  الطرق والنقل والطاقة وتنمية القدرات البشرية.  كما ناقش رئيس مجلس الوزراء مع مدير البنك ملف المعاملات بين مصر والبنك. من جهة أخرى ، قام الدكتور نظيف اليوم بزيارة جسر رادس والذى قامت بتنفيذه شركة  « المقاولون العرب » ، والذي من المقرر أن يفتتحه الرئيس التونسي زين العابدين بن على فى اطار احتفالات بلاده بذكرى الثورة.   كما قام الدكتور نظيف بزيارة أحد مراكز التكنولوجيا وهو مجمع عدد من المعاهد والمراكز العملية والبحثية المتخصصة.  ومن المقرر أن يغادر الدكتور نظيف تونس مساء اليوم عائدا الى القاهرة بعد اختتام زيارته التى استغرقت يومين.   (المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

نظيف والغنوشي يؤكدان فرص البلدين على زيادة التعاون في مختلف المجالات

  تونس في 23 أكتوبر /أ ش أ / اختتمت اللجنة العليا المصرية التونسية المشتركة أعمالها في تونس صباح اليوم برئاسة الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء ومحمد الغنوشي الوزير الأول التونسي بالتوقيع على تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية إضافة إلى محضر اختتام اجتماعات اللجنة. وتتضمن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج التنفيذ: * الملحق الإضافي للبرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون في مجال النهوض بالمرأة والأسرة الخاص بالمسنين. * برنامج تنفيذي في مجال الطفولة لعامي 2009 – 2010. * مذكرة تفاهم للتعاون بين الهيئة العامة للثورة المعدنية والديوان الوطني للمناجم. * مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة لشئون المعارض والأسواق الدولية وشركة معرض تونس الدولي. * مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصناعات التقليدية. * مشروع اتفاقية في مجال المنافسة. * البرنامج التنفيذي في مجال التشغيل لعامي 2009 – 2010. * اتفاقية التعاون في مجال الشئون الإسلامية. * اتفاقية التوأمة بين المركز القومي للدراسات القضائية بمصر والمعهد الأعلى للقضاء بتونس. * محضر اجتماعات الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا المصرية التونسية. وفى مؤتمر صحفي مشترك عقده الدكتور احمد نظيف والغنوشي اكد الجانبان ارتياحهما للنتائج الايجابية التي تمخضت عنها اجتماعات العليا المشتركة وحرصهما على زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والبحث العلمي.. كما أكد الجانبان تطابق وجهات نظر البلدين إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية والدولية. وعبر الدكتور نظيف عن رضائه التام وارتياحه للنتائج الايجابية التي تم التوصل إليها خلال اجتماعات اللجنة العليا والتي نتطلع إلى انعقادها عاما بعد عام لما تمثله من عمق الروابط التاريخية بين شعبي البلدين وما تمثله من أهمية إستراتيجية نظرا للدور المحوري الذي تلعبه الدولتان في المنطقة إقليميا ودوليا، وأكد أن الظروف الحالية التي يمر بها العالم تحتاج إلى المزيد من التنسيق والتعاون. وأضاف أن ما تم انجازه خلال اجتماعات هذه الدورة يمثل نموذجا لما يجب أن يكون عليه التعاون بين الأشقاء العرب في مختلف المجالات.. وأشاد بالروح الايجابية التي اتسمت بها الاجتماعات والرغبة في تذليل أية عقبات تحول دون تحقيق التعاون المشترك مؤكدا اهتمام البلدين بزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إضافة إلى زيادة فرص فتح آفاق جديدة للتعاون المصري التونسي في مجالات الطاقة حيث توجد شركات تونسية تعمل في مصر في هذا المجال، وهناك شركات مصرية تعمل أيضا في هذا المجال في تونس وفى مجالات أخرى كالغاز. وأعرب عن تطلعه لزيادة التعاون بين مصر وتونس في مجالات البحث العلمي لما يمتلكه البلدان من إمكانيات بشرية تمكنها من لعب دور هام ليس إقليميا فقط بل على النطاق الأوسع مضيفا ان هناك اتفاقا للتعاون في مجالات البحث العلمي بما يعود بالفائدة على البلدين. من جانبه، عبر الغنوشي في المؤتمر الصحفي عن مشاعر الارتياح للنتائج الايجابية التي تحققت خلال انعقاد هذه اللجنة التي تعكسها اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها وتبرز متانة وقوه المباحثات التي جرت بين الوفدين على كافه المستويات وأكدت تطابق وجهات النظر والمواقف بخصوص التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك وان هناك عزما قويا برز خلال الدورة تمثل في دعم التبادل التجاري والذي يتوقع ان يصل إلى 400 مليون دولار عام 2008 وتستهدف الوصول به إلى 600 مليون دولار مستقبلا. وأكد الغنوشي عزم البلدين ورغبتهما في تحقيق المزيد من الإجراءات والتيسيرات لدعم التبادل التجاري كما ونوعا خلال الفترة القادمة، وكذلك تشجيع الاستثمارات المشتركة في ضوء المشروعات التي تحققت وتم تنفيذها مؤخرا في قطاعات هامة والتي تمكننا من تعزيز العلاقات الاقتصادية. وأشار الغنوشي إلى أن هناك اهتماما من الجانبين لتبسيط المزيد من الإجراءات فيما يتعلق بمنح التأشيرات وتنقل الأشخاص خاصة رجال الأعمال وبما يساعد على تحقيق الأهداف لدعم التبادل التجاري وتحقيق الأهداف لدعم التبادل التجاري وتحقيق المزيد من الاستثمار.. مضيفا أن هناك تطابقا في وجهات النظر المصرية التونسية إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الاقليمية والدولية خاصة بالنسبة للاورو متوسطى الذي يندرج فيه البلدين بنشاط كبير والاتحاد من أجل المتوسط إضافة إلى حرصهما على إنجاح القمة الاقتصادية الاستثنائية التي ستعقد بالكويت بداية العام المقبل حتى تكون منعطفا لدعم التعاون والتكامل المنشود، مشيرا أن الأزمة المالية العالمية كانت محل اهتمام مشترك خلال المباحثات، وهناك تطابق في وجهات النظر فيما يتعلق بهذه الأزمة وتداعياتها وضرورة تكاتف الجهود للحد من انعكاساتها على اقتصاد البلدين.   (المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (و أ ش أ) بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

تونس تعول على مساعدة الشركاء الأجانب في حالة تأثرها بالأزمة المالية العالمية
  موسكو / 22 اكتوبر-تشرين الاول / يو بي أي: قال وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله اليوم الأربعاء ان بلاده لم تتأثر بعد بالأزمة المالية العالمية ،وأنها تعول على مساعدة الشركاء الأجانب إذا طالتها الأزمة. وذكرت وكالة أنباء « نوفوستي » ان كلام الوزير التونسي جاء اثر محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف . وأشار عبد الله  إلى أن بعض قطاعات الاقتصاد التونسي ستتأثر بالأزمة المالية العالمية في حال تحولها الى أزمة اقتصادية. وقال الوزير التونسي أن 75 % من علاقات تونس الاقتصادية مرتبطة بالاتحاد الأوروبي. وأضاف إنه إذا مست الأزمة الاتحاد الأوروبي، فإن تونس ستتضرر منها. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 22 أكتوبر 2008)

البنك الإفريقي للتنمية يقرض تونس 150 مليون دولار
  تونس 23 أكتوبر تشرين الأول /رويترز/  قال البنك الإفريقي للتنمية اليوم الخميس انه قدم لتونس قرضا بقيمة 150 مليون دولار لتمويل مشروع حقل نفطي. وقال البنك إن مشروع تطوير حقل حاسدروبال للنفط والغاز يشمل إنشاء نظام منفصل للغاز ومتكثفات الغاز والنفط في خليج قابس في مياه عمقها 62 مترا. وأضاف أن المشروع سيحقق مساهمة ايجابية للميزان التجاري التونسي من خلال توليد دخل بالنقد الأجنبي وسد بعض الاحتياجات بدلا من استيرادها.   (المصدر: وكالة رويترزللأنباء بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

موءتمر لقادة الشرطة والامن العرب

  تونس في 23 اكتوبر/ قنا / أعلن هنا اليوم ان الموءتمر العربي الثاني والثلاثين لقادة الشرطة والامن العرب سيعقد في بيروت يومي الثلاثاء والاربعاء القادمين. وذكر بيان للامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تتخذ من تونس مقرا دائما لها ان هذا الموءتمر سيشارك فيه فضلا عن قادة الشرطة والامن في الدول العربية وفود امنية رفيعة المستوى من هذه الدول وكذلك ممثلون عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الامنية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية // الانتربول // ومكتب الامم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات. واضاف البيان ان الموءتمر سيناقش مجموعة من الموضوعات من ضمنها مشروع خطة وطنية استرشادية للسياسة الجنائية والتصدي للجريمة والوظيفة الامنية دعامة لحقوق الانسان ودور الشرطة في رعاية ضحايا الجريمة. كما يبحث الموءتمر التوصيات الصادرة عن موءتمرات روءساء القطاعات الامنية واجتماعات اللجان المنعقدة في نطاق الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب عام 2008 وفق ما تنص على ذلك انظمة المجلس. وينتظر ان تختتم اجتماعات الموءتمر باقرار مجموعة من التوصيات سيتم رفعها الى الدورة المقبلة لمجلس وزراء الداخلية العرب للنظر في اقرارها.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  
 

تونس تدعو الى وضع سياسات زراعية تكفل الغذاء للجميع
  تونس في 23 اكتوبر /قنا/ دعت تونس الى ضرورة العمل على وضع وتطبيق سياسات زراعية وانتاجية تكفل تامين الغذاء البشرى باعتباره حقا اساسيا اقرته المواثيق الدولية لحقوق الانسان. ونبهت في بيان صدر هنا اليوم -بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لانشاء منظمة الامم المتحدة التي تصادف الرابع والعشرين من شهر اكتوبر من كل عام ـ الى الازمة الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم والتي بدأت تاثيراتها السلبية تظهرعلى اقتصاديات عديد الدول ولا سيما النامية والفقيرة منها. واعرب البيان عن اعتقاد تونس بان مواكبة التطورات العميقة والمتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية تستوجب مزيد العمل قصد تعزيز قدرة منظمة الامم المتحدة على التحرك من اجل اضفاء فاعلية اكبر على تدخلاتها بما يضمن التنمية والسلام لكافة الشعوب 00 مجددا الدعوة الى تكثيف الجهود من اجل تفعيل الصندوق كآلية لمعالجة قضايا الفقر والخصخصة في العالم واداة فعالة لتقليص الفوارق بين الشعوب بما ينسجم مع ما اقرته قمة الالفية من اهداف وما رسمته من توجهات. وجاء فيه : انه لما كانت التنمية من شروط تحقيق السلام فان نجاح جهود التنمية وتطورعلاقات التعاون بين الدول يبقي رهن توفير مناخ عالمي يسوده الامن والاستقرار 00 مضيفا انه انطلاقا من تمسك تونس بقيم السلم وبمبادىء الشرعية الدولية , فانها تهيب بالمجتمع الدولي وخاصة الاطراف المؤثرة وفي مقدمتها اللجنة الرباعية لتكثيف جهودها لتفعيل خيار السلام وتحقيق تسوية عادلة وشاملة ودائمة تعزز مقومات الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

تحذيرات في تونس من فطر مسموم
إسماعيل دبارة من تونس حذر متحدّث باسم وزارة الصحة العمومية التونسيّة في تصريحات صحفية المواطنين من تناول أي نوع من نبات الفطر حتى للذين اعتادوا على جمعه من الجبال وتناوله إضافة إلى الذي يبيعه البعض في الأسواق الشعبية أو على قارعة الطرقات . و تأتي تحذيرات وزارة الصحّة إثر تواتر تقارير عن حالة تسمّم غذائي لعائلة كاملة منذ يومين في منطقة القصور التابعة لمحافظة الكاف الشماليّة. وأودى التسمّم  بحياة 3 أطفال وإحالة إثنين آخرين على العناية المركّزة ،ووصفت تقارير طبيّة حالتهم بالحرجة جدا إضافة إلى إصابة والديهم بتسمّم خفيف إثر تناولهم جميعا كميّة من نبتة (Champignons) المعروفة محليّا باسم ‘ الفطر’. وتعتبر حالة التسمم المعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي الأولى من نوعها في تونس و التي يتسبب فيها نبات ‘الفطر’.وذكر المتحدّث باسم وزارة الصحة إنّ النوع الذي تناولته العائلة المتضررة حسب العينة التي تم رفعها هو نوع خطير جدا من حيث التسمم وموجود في أوروبا ومعروف باسم AMANITE PHALLOٌDE (أمانيت فالاويد) نسبة إلى PHALLOS التي تعني باللاتينية الجهاز التناسلي الذكري لأنه يشبهه من حيث الشكل واللون. ويتسبب هذا النوع لوحده في 95 من حالات التسمم التي يبلغ عددها سنويا 10 آلاف حالة في فرنسا. و توجد عشرات الأنواع من ‘الفطر ‘السّام لكن هذا النوع يعتبر الأخطر نظرا لاحتوائه على مادة خطيرة اسمها (amatoxine). وكانت وزارة الصحة العمومية أوفدت بشكل سريع فريقا طبيا مختصا إلى منطقة ‘القصور’ الفلاحيّة لرفع عيّنات من كل أنواع «الفطر» التي تنبُت هناك ، بغية تحليلها والتعرف على الأنواع السامة منها. كما سيقوم الفريق المختص بعمليات مسح لمختلف مناطق الشمال التونسي التي اشتهرت أكثر من غيرها بنباتات ‘الفطر’ كمناطق عين دراهم وجندوبة وفرنانة وطبرقة وباجة والكاف. ومن المنتظر أنّ يتمّ ضبط قائمة في مختلف الأنواع التي تنبت في تلك المناطق قصد تمييز النباتات السامة عن غير السامة. (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 23 أكتوبر 2008)  

تونس: ارتفاع إنتاج التمور يعزز موقع تونس في السوق العالمية
تونس ـ خدمة قدس برس قالت وزارة الفلاحة التونسية إنّ صابة التمور سجّلت تطوّرا هاما هذا العام بفضل العوامل المناخية الملائمة وبلوغ غابات نخيل جديدة طور الإنتاج. ومن المتوقع أن يبلغ حجمها 120 ألف طن أي زيادة بنسبة 24 في المائة مقارنة بالموسم الفارط منها 56 ألف طن معدة للتصدير. وبرغم أنّ تونس تحتلّ المرتبة الحادية عشرة عالميا في قائمة البلدان المنتجة للتمور بنصيب 2 في المائة. فإنّ حصّتها في السوق العالمية متقدمة بنسبة 31 بالمائة أمام السعودية والجزائر وإيران. وتفيد أرقام وزارة الفلاحة أنّ عدد أشجار النخيل المنتجة يبلغ أربعة ملايين نخلة موزعة على مساحة 32 ألف هكتار بالجنوب التونسي في محافظات قبلّي وتوزر وقفصة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 أكتوبر 2008)  

تهريب مائة رأس أسبوعيا مراكز تونسية لتجميع الماشية الجزائرية المسروقة

ثلاثة آلاف دينار سعر البقرة وألف دينار للغنم والماعز حمار مقابل 100 دينار
الطارف – أونيس ملوك تسيطر عصابات سرقة وتهريب الماشية سيطرة كاملة على جل مناطق الشريط الحدودي بولاية الطارف، وأصبحت سيدة الساحة، وأجبرت السكان على الاستغناء عن كسب وتربية الماشية لاستعصاء محاربة العصابات، وفرضت كتم الشهادة عن هوية اللصوص. وتفيد أخبار يوميات سكان أرياف الشريط الحدودي عن اختفاء قطعان مواشيهم من المراعي الجبلية بمعدل لا يقل عن 100 رأس أسبوعيا من رؤوس البقر والغنم والماعز.  الآثار التي تخلفها القطعان المسروقة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الوجهة هي تونس، حيث توجد مراكز لتجميع المواشي المسروقة ليتم بيعها بأرخص الأثمان، وحسب سكان المنطقة فإن وتيرة التهريب بلغت مستويات قياسية، حيث يتم تهريب 100 رأس من الماشية أسبوعيا. ولا تشير الأرقام الرسمية لمصالح الأمن المختصة إلا لحالات لا تتعدى أصابع اليد في ظاهرة تهريب الماشية، بما يؤكد أن الضحايا يتجنبون التبليغ الرسمي كما تؤكده كل الشهادات التي جمعناها في هذا الروبورتاج، ويعيش سكان المنطقة حالة من الاستياء والتذمر كون السلطات العمومية -على حد تعبير أحد رؤساء البلديات- عجزت عن حماية ممتلكات مواطني الجهة، وهم الذين حموا في العشرية الدموية الشريط الحدودي من الجماعات الإرهابية التي فشلت في اقتحام غابات المنطقة التي ظلت آمنة من الإرهاب رغم أدغال جبالها ومغاراتها الصخرية وتضاريسها الصعبة. سراق الماشية من شباب الدشرة والعرش أجمعت تصريحات عينات من الضحايا في مناطق مختلفة ومتباعدة من الشريط الحدودي، اتصلت بهم  »الخبر »، على أن اللصوص الذي يستولون على الماشية من شباب المنطقة العاطل عن العمل، والذي بلغ درجة اليأس، ليكون من أتباع عصابات تونسية، وهؤلاء الشباب يترصدون الضحايا من سكان نفس الدشرة ويستعلمون عن وجهة تحركاتهم وغيابهم، فيلتحقون بالمراعي الجبلية ويستولون على مواشيهم، وفي أغلب العمليات يكون السارق والضحية من نفس العائلة الواحدة، خاصة وسط العائلات التي بينها نزاعات حول ميراث أراضي الملكية أو خلافات على أراضي العروش، لتأخذ سرقة الماشية طابع تصفية الحسابات، ويؤكد الضحايا وشهود عيان من هذه المناطق أن اللصوص من الجنسية التونسية لسكان الضفة المقابلة يستحيل عليهم التسلل للمراعي الجبلية في الضفة الجزائرية، لأنهم لا يعرفون طبيعتها الجغرافية، كما لا يفرقون بين ملكية القطعان المستهدفة. قبل عشريتين -حسب شيوخ وأعيان المنطقة- كانت السلع على اختلاف أنواعها من المواد الغذائية والملابس والتجهيزات والأواني المنزلية تشكل مصدر التهريب الحدودي بين سكان ضفتي الحدود، وساعدت على تكوين علاقات وروابط تجارية تطورت مع مرور السنوات فتجذرت في الجيل الجديد من الشباب الريفي، خاصة فئة معدومي التكوين والتعليم والعاطلين عن العمل. المهربون يسايرون التغيرات في السوق المحلية  ولأن التهريب التجاري في البضائع والسلع قل نشاطه وشح مردوده بفعل تغييرات السوق المحلية، فإن وجهة الجيل الجديد من المهربين انحرفت إلى قطعان الماشية التي تساق إلى مراكز تجميع تونسية مقابل أرخص الأثمان 3 آلاف دينار جزائري على أحسن تقدير لرأس من البقر، وألف دينار جزائري لرأس من الغنم أو الماعز، و100 دينار جزائري لرأس من الحمير. وحسب شهادة ضحايا سرقة قطعان الماشية فإن العصابات التونسية المستفيدة من هذه العمليات اتخذت ثلاثة مراكز على أساس أنها أسواق غير رسمية لاستقبال وتجميع القطعان الجزائرية.. المنطقة الأولى  »وشتاتة » المقابلة لضفة حدود مشاتي بوحجار بأقصى جنوب الشريط الحدودي، وهي التي تستقبل القطعان المسروقة من بلديات بوحجار، ووادي الزيتون، وحمام بني صالح، والشافية، والجهة الجنوبية لبلدية عين الكرمة. أما المنطقة الثانية  »المروج » فتتوسط الشريط الحدودي، وتستقبل القطعان المسروقة من بلديات الزيتونة، وبوقوس، والجهة الشمالية لبلدية عين الكرمة. أما المنطقة الثالثة وهي  »حمام بوريقة » والتي تقع بالجهة الشمالية للشريط الحدودي، فتستقبل القطعان المسروقة من بلديات العيون، وأم الطبول ، ورمل السوق، وعين العسل. (المصدر: صحيفة ‘الخبر’ (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)  

ورشة السيناريو بمهرجان قرطاج تسعى لدعم السينما الافريقية والعربية
  من طارق عمارة تونس 23 اكتوبر تشرين الاول /رويترز/  قال منظمو مهرجان أيام قرطاج السينمائية وهو أعرق مهرجان سينمائي في افريقيا والعالم العربي ان ورشة مشاريع السيناريو التي تقام بانتظام منذ 16 عاما أصبحت فرصة حقيقية للنهوض بمستوى السينما العربية والافريقية. وقال طارق بن شعبان المسؤول عن ورشة مشاريع السيناريو بالدورة الثانية والعشرين للمهرجان //ورشة السيناريو هي ورشة تسند منحا مالية مهمة بقصد تطوير انتاج وكتابة سيناريوهات وتساهم في مادة سينمائية ترقى الى مستوى التطلعات شكلا ومضمونا//.     واضاف بن شعبان في مقابلة مع رويترز //هذه الورشة التي ينفرد بها قرطاج عن باقي المهرجانات الافريقية الاخرى ميزة هامة جدا يعول عليها كثير من السينمائيين الافارقة والعرب//.     وينفرد مهرجان قرطاج الذي تأسس عام 1966 ويقام كل عامين بالتناوب مع مهرجان ايام قرطاج المسرحية باقامة ورشة لمشاريع السيناريو منذ 1992. وقال بن شعبان وهو ايضا مدرس السيناريو بكلية الصحافة بتونس ان مجموع السبع جوائز التي ستمنحها ورشة المشاريع تبلغ نحو 54 الف يورو /69120 دولارا/. وسيرأس لجنة تحكيم مشاريع السيناريو هذا العام ماركو مولر مدير مهرجان البندقية السينمائي وهو ما اعتبره بن شعبان دليلا اضافيا على قيمة وأهمية هذه الورشة التي تعيد للسيناريو أحقيته في العمل السينمائي. وفي الدورة الحالية لايام قرطاج السينمائية التي تفتتح يوم السبت المقبل بفيلم //هي فوضى// ليوسف شاهين يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية كاتب جزائري هو يسمينة خضراء كما استحدث المهرجان جائزة افضل سيناريو ضمن المسابقة الرسمية لاول مرة فيما وصف بأنه اعادة الاعتبار للكتابة السينمائية. وقال بن شعبان ان لجنة انتقاء مشاريع السيناريوهات تلقت عشرات المشاريع قبلت منها 10عشرة مشاريع ستنافس للفوز بسبع جوائز قيمة كل منها بين خمسة وعشرة الاف يورو. وتقدم المنح من قبل المنظمة العالمية للفرنكوفونية والمعهد الفرنسي للتعاون ومهرجان جوتبرج السينمائي وقناتي /تيفي 5/ و/ارتي/ الفرنسيتين ومخابر طارق بن عمار السينمائية بتونس. وتتنافس مشاريع من الجزائر والمغرب ومصر وسوريا وفلسطين وبوركينا فاسو ومالي والسنغال وتونس على الفوز بجوائز ورشة المشاريع. ورأى بن شعبان ان اقامة ايام قرطاج السينمائية لورشة مشاريع السيناريو يجعلها //تظاهرة سينمائية متفردة وتظاهرة مضمون لا تعرض السينما للجمهور بل تبني أسسه ايضا//. وترأس الدورة الثانية والعشرين من ايام قرطاج السينمائية درة بوشوشة وهي ايضا من بين مؤسسي ورشة مشاريع السيناريو التي ستقام هذا العام يومي 27 و28 اكتوبر تشرين الاول على ان تعلن النتائج ضمن حفل الاختتام. ويستمر المهرجان أسبوعا بحضور نجوم من بينهم عزت العلايلي وخالد النبوي من مصر وايمانويل بيار وجان مونورو وفريدريك ميتران من فرنسا. وفي المسابقة الرسمية للمهرجان سيتنافس 18 فليما للفوز بجائزة التانيت الذهبي وهي الجائزة الكبرى للمهرجان. تبلغ قيمة جائزة التانيت الذهبي وهي رمز المهرجان واسم الهة فينيقية ترمز للتناسل والحصاد نحو 20 الف دينار تونسي /حوالي 18 الف دولار أمريكي/.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 أكتوبر  2008)  

أيام قرطاج السينمائية: مشاركة تونسية مثيرة للجدل
 سمير ساسي تنطلق الدورة الثانية والعشرون لأيام قرطاج السينمائية يوم25أكتوبرالجاري وتستمر حتى الأول من نوفمبر القادم. وسيشهد  المسرح البلدي بالعاصمة حفل الافتتاح الذي تقرر أن يكون بعرض فيلم « هي فوضى » للمخرج المصري يوسف شاهين، وهو الفيلم الذي توفي مخرجه قبل أن يتمّه . وقالت درة بوشوشة مديرة المهرجان في ندوة صحفية إن هذا الاختيار يأتي تكريما لروح فقيد السينما العربية وأحد ابرز أعلامها إضافة إلى أن الفيلم متميز ذو مستوى درامي واجتماعي وسياسي راق . وينتقد شاهين في « هي فوضى » ممارسات بعض أفراد الشرطة بسبب الفساد وعدم تطبيق القانون. وأعلن المنظمون أن عدد الدول المشاركة في هذه التظاهرة التي تقام كل سنتين بلغ نحو 40 دولة ستقدم أكثر من 150 فيلما من بينها 19 دولة عربية وافريقية تشارك بنحو عشرين فيلما في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل والقصير للفوز بأرفع جوائز المهرجان « التانيت الذهبي » نسبة لآلهة قرطاج. ومن اللافت أن المهرجان سيعرض في دورته الحالية فيلم « كل ما تريده لولا » للمغربي نبيل عيوش ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان والذي استبعد من افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي بحجة أنه يسيء لمصر. بالمقابل سيغيب عن المشاركة الشريطين السينمائيين التونسيين «7 شارع الحبيب بورقيبة» لإبراهيم اللطيف و«ثلاثون» للفاضل الجزيري  ولئن فسر غياب الأول بأسباب تقنية لكونه مازال في مرحلة الميكساج  ، لا يبدو أن  السبب نفسه يجد صداه لدى المتتبعين فيما يتعلق بفيلم « ثلاثون « . كما تم استبعاد فيلم «الحادثة» لرشيد فرشيو. ويرى بعض النقاد ان حظوظ الأفلام التونسية المشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة  ضئيلة مقارنة بالأفلام العربية والإفريقية  ومقارنة حتى بالأفلام التي شاركت من قبل في دورة 2006 (نوري بوزيد وناصر خمير). ويعزو هؤلاء المتابعون ضعف الحظوظ إلى أن أصحابها ليسوا من الأسماء اللامعة ولا الثقيلة في ميزان الإبداع السينمائي التونسي والعربي والإفريقي،بالإضافة إلى أن فيلمين من هذه الأفلام الثلاثة تعرض هذه الأيام بقاعات السينما بكل من تونس وفرنسا.. ويتعلق الأمر بشريط خمسة للمخرج التونسي المقيم بفرنسا كريم الدريدي وهو الشريط الذي يثير مشكلا قانونيا في علاقة بلوائح أيام قرطاج التي تنص على منح الجوائز لأفلام افريقية وعربية فقط في حين أن كل الممثلين في هذا الفيلم هم من الفرنسيين أو ممن لهم الجنسية الفرنسية وهو ما يمنعهم حسب لوائح المهرجان من التنافس على جائزة التمثيل التي تعطى بصفة فردية دون اعتبار لاسم المخرج أو جنسيته.أما الشريط الثاني فهو شريط «شطر محبة» لكلثوم برناز الذي يعرض هذه الأيام بإحدى قاعات العاصمة قبل  عرضه في المهرجان. ويرى المراقبون أن فرص نيله جائزة ما قد تعود إلى مضمونه المثير الذي يتناول قضية المساواة في الإرث في حين قال آخرون إنه قد يصادف هوى في نفس بعض أعضاء لجنة التحكيم   وينال توسيما ما.  ويرفض هؤلاء المتابعون فكرة التحامل على المشاركة التونسية مستدلين ببعض الجدل الدائر على أعمدة الصحف وفي بعض البرامج التلفزية بين العناصر المشاركة في الفيلم والمخرجة والتي ركزت أساسا على أخطاء فنية  كضعف التصوير. كما أن المنافسة قوية بالنظر لحضور مخرجين عرب وأفارقة مشهود لهم بالنبوغ والحرفية مثل الفلسطيني رشيد مشهراوي الحاضر ضمن نفس المسابقة بشريط «عيد ميلاد ليلى» والمصري يسري نصر الله الحاضر بشريط «جنينة الاسماك» . و ينتظم بالتوازي مع هذه الايام  أول مهرجان دولي للفيلم بتونس تحت إدارة الفرنسي نيكولا بروشاي الذي أمل في كلمة الافتتاح امام سينمائيين تونسيين وأجانب ان يصبح المهرجان سنويا . و يفتتح  المهرجان الجديد بفيلم « القذارة والحكمة »للمغنية مادونا ويستمر المهرجان ثلاثة أيام بمشاركة أفلام من الصين والولايات المتحدة والهند وإسبانيا وبريطانيا وكزاخستان وألمانيا، وبحضور عدد من النجوم بينهم الممثلة الإيطالية الشهيرة كلاوديا كاردينالي تونسية المولد. و لئن اعتبر المنظمون إن أهداف المهرجان تختلف عن تلك التي يسعى إليها مهرجان قرطاج السينمائي فإن المتابعين للنشاط الثقافي تساءلوا عن جدوى تنظيم مسابقتين بهذا الحجم في نفس التوقيت  أم أنها « فوضى » التنظيم كالعادة ، وقال بعض المهتمين  في هذا المجال بلهجة لا تخلو من بعض السخرية « قد احسن منظمو أيام قرطاج باختيارهم فيلم  هي فوضى في اليوم الافتتاحي لان  نعيش حالة من الفوضى الحقيقية « . (المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد 469  بتاريخ 24 أكتوبر 2008)

 
الجامعي أحمد فريعة في حوار مفتوح حول:

العلاقة بين الصعوبات الاقتصادية.. والتأخر العلمي ليست هناك جامعة عربية واحدة مصنفة ضمن أحسن 500 جامعة عالمية

كمال بن يونس
تونس ـ الصباح : تواصل الحوار المفتوح مساء أول أمس مع الاستاذ أحمد فريعة ـ الجامعي والخبير الدولي والوزيرالسابق ـ ساعتان ونصف في مقر جمعية الدراسات الدولية في مونبليزير بمشاركة ثلة من الخبراء والاعلاميين والكفاءات الوطنية بينها بالخصوص الاساتذة كمال العيادي رئيس الاتحاد العالمي للمهندسين سابقا وعبيد البشرواي وأيمن عبد الرزاق وحامد الزغل وسالم الفراتي والعيد الادب ورجاء سليم..  الاستاذ احمد فريعة تمسك بالصبغة العلمية لمداخلته وللقضية المطروحة للنقاش دوليا اليوم في عصر تشابكت فيه العلاقة بين المعرفة والتنمية وتزايدت فيه أهمية اقتصادالمعرفة والثقافة الرقمية ودور مؤسسات البحث العلمي والجامعات في جهود التنمية بابعادها العلمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. عوامل تبررالاعتزاز بالتراث والثقة في النفس ورغم كثيرمن المؤشرات التي تدعو الى التشاؤم والاحباط ومن بينها التقاريرالاممية والدولية التي تؤكد تخلف العالم العربي في مجالات البحث العلمي والمعرفة والابتكارات اعتبرالاستاذ أحمد فريعة أن عوامل أخرى عديدة تبرر الثقة في النفس أكثروالاعتزاز بالتراث العربي الاسلامي في المجالات العلمية والمعرفية لاسيما التراث العباسي والابداعات وحركة الترجمة في عهد الخليفة المامون.. ولاحظ الاستاذ فريعة أن مراكز الفلك والابتكارات في علوم الفيزياء والطب والفسلفة وغيرها من العلوم برزت في العالم العربي ـ وخاصة في العهد العباسي ـ قبل أكثرمن 8 قرون من الثروة العلمية والمعرفية الغربية الحديثة.. الى درجة أن كثيرا من مراكز لابحاث الاوروبية كانت الى عهد قريب تشترط على الخبراء والباحثين الذين تتعامل معهم اتقان اللغة العربية.. ورغم الثغرات والنقائص الحالية الكثيرة عربيا في عالم البحث العلمي ومن بينها بعض الممارسات البيروقراطية ونقص التشجيعات المادية للمتفوقين من الطلبة والجامعيين، اعتبرالاستاذ فريعة أن الاوضاع في تونس تطورت نوعيا بعد تغيير 7 نوفمبر1987 حيث أمر رئيس الدولة بترفيع ميزانية البحث العلمي.. وهوما يفسرأنها أصبحت تشكل أكثرمن 1 فاصل 25 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.. كما احدثت مراكز بحث علمي متعددة الاختصاصات وفي عدة مدن جامعية.. فيما ارتفع عدد المهندسين وخريجي الجامعات المتميزين.. تالق بعضهم وطنيا واقليميا وعالميا مثلما تشهد على ذلك قائمة العلماء والخبراء التونسيين الذين أصبح مشهودا لهم بالكفاءة والنجاعة دوليا.. التفوق الامريكي علمي ومعرفي أساسا وربطت مداخلة الاستاذ أحمد فريعة بين انهيارالمعسكرالشرقي وانهيار جداربرلين من جهة والتقدم العلمي والمعرفي الكبيرين اللذين برزا عالميا منذ مطلع التسعينات عبر تعميم التكنولوجيات العصرية وخاصة الفضائية (التي ظهرت منذ الخمسينات في روسيا وامريكا) والشبكة العالمية للمعلومات الانترنيت (التي بدأت شبكة عسكرية في امريكا منذ الستينات)..وكانت من نتائج انتهاء الحرب الباردة سرعة انتشارالتكنولوجيات الفضائية وخدمات الاقمار الصناعية ثم الانترنيت.. بضوء اخضر أمريكي غربي روسي.. وهو ما وسع الهوة المعرفية والرقمية والتكنولوجية والبحثية بين دول الشمال وجل دول الجنوب.. لان التفوق الامريكي وقع تكريسه بنسق اسرع.. فيما نجحت الولايات المتحدة في استقطاب عشرات الالاف من خيرة الطلبة والباحثين العرب والمسلمين والهنود والصينيين والاوربيين..  ولاحظ فريعة أن الاتحاد السوفياتي كان متقدما جدا ـ خلال الحرب الباردة ـ في مجالات البحث العلمي العسكري ومجالات التسلح.. لكن توظيفه للمعارف الحديثة في القطاعات المدنية كان محدودا جدا وهو مافسر انهياره وتعمق الهوة بينه وبين الولايات المتحدة وكثيرمن الدول الغربية والاسيوية.. التي كانت متخلفة مقارنة بالنسبة اليه. تخلف مستوى الجامعات العربية؟ ولاحظ الاستاذ أحمد فريعة أن التقاريرالدولية والاممية لاحظت أن التقدم العلمي الكمي في العالم العربي لم يقترن دوما بتقدم نوعي.. ذلك أن ال500 جامعة التي صنفت الاولى عالميا ليس بينها جامعة واحدة من الدول العربية.. بينما صنفت جامعتان اسرائيليتان من بينها.. كما تراجعت مساهمة العرب في شبكة الانترنيت ومنشورات الكتب ونسبة المؤلفات العلمية المترجمة الى ما تحت 1 بالمائة.. رغم رصيدهم التاريخي وفضل المترجمين منذ العهد العباسي على البشرية جمعاء في مختلف الاختصاصات..  نتيجة جهود علماء عباقرة وقادة دعموهم ماليا وسياسيا..  مثل الخليفة العباسي المامون وغيره من المصلحين ورموز تشجيع العلم والمعرفة. ‘المرجين’.. والطاقة الشمسية من بين العناصرالي تدعو الى التفاؤل حسب الاستاذ أحمد فريعة أن مراكز بحث علمي عديدة في تونس مثلا قدمت مبكرا اقتراحات عملية نوعية وبادرت بتقديم ابحاث وظفت القدرات والموارد المحلية والجهوية خدمة لبرامج التنمية.. وذكر احمد فريعة في هذا الصدد بالتجارب المبكرة الناجحة التي اعتمدت في تونس باقتراح من الباحثين والطلبة في المدارس الوطنية للمهندسين..من ذلك اقتراح توظيف ‘المرجين’ (فضلات الزيتون بعد استخراج الزيت) في بناء العمارات والمساكن والطرقات.. وتوظيف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كطاقة بديلة.. لكن فريعة أقربكون عديد الدول العربية لم تستفد من كثيرمن الاختراعات والابداعات العلمية والمعرفية ومن مشاريع طموحة قدمها ابناؤها.. وهو مايفسر للاسف أن أكثر طرف يوظف اليوم ‘المرجين’ في طرقاته وفي البناء هي اسرائيل.. واكثردولة تستخدم الطاقة الشمسية عالميا هي المانيا.. (رغم وفرة الشمس ومجانيتها عندنا ندرتها عندهم).. المستقبل وشملت مداخلتا الاستاذين أحمد فريعة وكمال العيادي وحصة النقاش العام حوار حول اشكاليات مهمة من بينها: لماذا لم يؤد تحسن الاوضاع الاقتصادية والمالية للدول العربية والمبالغ المالية الهائلة التي رصدت لفائدة الجامعات والبحث العلمي الى تحسن ملموس وحقيقي لواقع الدول العربية وموقعها الدولي معرفيا واقتصاديا وثقافيا؟ وكيف يتقدم العرب مجددا من خلال استراتيجة تربط بين التقدم العلمي والتنمية الاقتصادية؟ فريعة والعيادي وعدد من المتدخلين توقفوا عند عدة نقاط من بينها ازمة الثقة في الذات وفي القدرات الوطنية على كسب ورقة المنافسة المعرفية والاقتصادية مجددا.. الى جانب بعض الممارسات البيرقراطية التي تعطل حركة الباحثين والجامعيين وتعرقل مساهمتهم في المؤتمرات والندوات العلمية وورشات البحث والتفكيرالاقليمية والدولية.. فضلا عن بعض الممارسات والاجراءات التي تؤثر في نسق التقدم.. وفي ضمان اقتران الانجازات المعرفية والتعليمية الكمية بتشجيع الابداع والاختراع والمبادرة.. وأورد الاستاذ كمال العيادي في مداخلة معمقة أن الفجوة الرقمية والمعرفية بين دول الشمال والجنوب يمكن ردمها والحد من اثارها السلبية اذا توفرت عدة شروط وضمانات من بينها الرهان على الكيف وليس على الكم فقط.. وتشجيع المبدعين والمخترعين.. لان التقارير الدولية تكشف ان عام 2006 مثلا شهد 64 براعة اختراع في كل الدول العربية مقال 2142 في اسرائيل وحدها وأكثرمن 10 الاف، 160 في كوريا الجنوبية مثلا.. وتوقف العيادي وعدد من المتدخلين عند نقطة ضرورة تفعيل دور المربين من معلمين واساتذة.. وعند ظاهرة تدهور الاوضاع المادية لخبراءالعلم والمعرفة مجتمعيا في العالم العربي وعدة دول.. أي ان العلوم والتكنولوجيا لم تعد ‘ مصعدا ‘اجتماعيا في بلدان كثيرة.. في وقت تعددت فيه فرص الاثراء لممارسي المهن الهامشية.. بما طرح اشكالية الازمات القيمية والاخلاقية لمجتمعاتنا المعاصرة.. (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)

مراسلون بلا حدود 22.10.2008  
بيان في عالم ما بعد 11 أيلول/سبتمبر، وحده السلام يحمي الحريات

إن الديمقراطيات المنخرطة في نزاعات خارج أراضيها شأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تفقد مزيداً من المراتب سنوياً في حين أن عدة دول ناشئة ولا سيما من القارة الأفريقية أو الكاريبي قد نجحت في تحصين حرية الإعلام. ليس الازدهار الاقتصادي ما يضمن حرية الصحافة وإنما السلام. هذه هي الرسالة الأساسية التي سعت مراسلون بلا حدود إلى بلورتها في نسخة العام 2008 من التصنيف العالمي السنوي لحرية الصحافة المرتقب نشرها في 22 تشرين الأول/أكتوبر. أما الرسالة الثانية الواردة في هذه اللائحة التي تستضيف مجدداً ‘الثلاثي الجهنمي’ تركمانستان (المرتبة 171) وكوريا الشمالية (المرتبة 172) وإريتريا (المرتبة 173)، فتكمن في عدم جدوى التدابير التي يتخذها المجتمع الدولي بحق الأنظمة السلطوية مثل كوبا (المرتبة 169) والصين (المرتبة 167). في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: ‘بات عالم ما بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر واضح المعالم. فالاضطرابات تهز عرش ديمقراطيات كبرى تقف على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم وتقضم مساحة الحريات رويداً رويداً، في حين أن أكثر الدكتاتوريات نفوذاً تزداد سلطوية وغطرسة مستفيدة من الانقسامات القائمة في المجتمع الدولي ودمار الحروب المعلنة باسم مكافحة الإرهاب. ولا عجب في أن تفرض المحرّمات الدينية والسياسية نفسها أكثر على مر السنين في دول كانت تشهد، في الأيام الغابرة، تقدّماً ملحوظاً على درب الحرية’.   وأضافت المنظمة: ‘في هذا السياق، لا بدّ لسياسة كمّ أصوات الحرية المنتهجة في الدول المنغلقة على العالم، بقيادة أسوأ صيّادي حرية الصحافة، من أن تبقى مستمرة في ظل إفلات تام من العقاب طالما أن المنظمات الدولية شأن الأمم المتحدة تفقد كل سيطرتها على أعضائها. إلا أن هذا الانحراف العالمي يعطي الدول الصغيرة الضعيفة اقتصادياً فرصة التميّز بسعيها إلى ضمان حق الشعب بمعارضة الحكومة والإعلان عن رأيه جهاراً بالرغم من كل ما تعانيه’. الحرب والسلم يشمل هذا التصنيف الفترة الممتدة من الأول من أيلول/سبتمبر 2007 إلى الأول من أيلول/سبتمبر 2008 ولكنه لا يسلّط الضوء فقط على المرتبة المتفوقة التي تحتلها الدول الأوروبية (تتصدر المراتب العشرين الأولى دول تنتمي إلى المجال الأوروبي باستثناء نيوزيلندا وكندا) بل أيضاً على المرتبة المشرّفة التي احتلتها بعض دول أمريكا الوسطى والكاريبي. ففي المرتبتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، تقترب جامايكا وكوستا ريكا من  المجر (المرتبة 23) على بعد بضع مراتب من سورينام (المرتبة 26) وترنيداد وتوباغو (المرتبة 27). الواقع أن هاتين الدولتين الصغيرتين الواقعتين في الكاريبي تحتلان مكانة أفضل من فرنسا (المرتبة 35) التي تراجعت هذا العام أيضاً فاقدة أربع مراتب، أو إسبانيا (المرتبة 36) وإيطاليا (المرتبة 44) الغارقتين في وحول العنف المافيوي أو السياسي. ولم يعد ينقص ناميبيا (المرتبة 23) إلا مرتبة واحدة، هذه الدولة الكبيرة من أفريقيا الجنوبية التي استتب السلام فيها وباتت تتصدر هذا العام الدول الأفريقية أمام غانا (المرتبة 31) لتنضم إلى مجموعة الدول العشرين الأفضل تصنيفاً في العالم. أما القاسم المشترك بين دول الصدارة هذه التي تشهد تباينات اقتصادية عظيمة (إن النسبة بين إجمالي الناتج الداخلي الفردي في أيسلندا وجامايكا هو 1 مقابل 10) فيكمن في خضوعها لنظام ديمقراطي برلماني كما في عدم تورّطها في أي حرب.   إلا أن هذا الوضع لا ينطبق على الولايات المتحدة الأمريكية (المرتبة 40 على الأراضي الأمريكية، والمرتبة 119 خارج الأراضي الأمريكية)، وإسرائيل (المرتبة 46 على الأراضي الإسرائيلية، والمرتبة 149 خارج الأراضي الإسرائيلية) حيث قتل صحافي فلسطيني بنيران الجيش للمرة الأولى منذ العام 2003. وقد ترك استئناف النزاع المسلّح أثراً بالغاً على دول شأن جورجيا (المرتبة 120) أو النيجر التي تراجعت بشكل ملحوظ (من المرتبة 95 في العام 2007 إلى المرتبة 130 في العام 2008). مع أن هذه الدول تقوم على نظام سياسي ديمقراطي، إلا أنها قد تورّطت في نزاعات ‘منخفضة’ أو ‘عالية الحدة’. وبهذا، عرّضت الصحافيين، هؤلاء الضحايا الذين يسهل تحديدهم، لمخاطر القتال أو القمع. وليس الإفراج المؤقت عن مراسل راديو فرانس أنترناسيونال ومراسلون بلا حدود في نيامي موسى كاكا بعد 384 يوماً من السجن، أو إخلاء سبيل سامي الحاج من جحيم غونتانامو بعد ستة أعوام من الاحتجاز، إلا ليذكرا بأن الحروب تسحق الحياة كما تسحق في معظم الأحيان الحريات. تحت نيران المحاربين أو الدولة الكلية الوجود في غياب الحلول للمشاكل السياسية، تبقى الدول المتورطة في نزاعات عنفية شأن العراق (المرتبة 158)، وباكستان (المرتبة 152)، وأفغانستان (المرتبة 156)، والصومال (المرتبة 153)، ‘مناطق سوداء’ في عالم الصحافة. فليست عمليات الاغتيال والاختطاف، والاعتقالات التعسفية، والتهديدات بالقتل، إلا الخبز اليومي لصحافيين غالباً ما يتهمون بالموالاة لطرف أو لآخر فضلاً عن تعرّضهم لنيران المحاربين. وكل الأعذار صالحة للتخلّص من هؤلاء ‘المزعجين’ أو ‘الجواسيس’، كما كانت الحال في الأراضي الفلسطينية (المرتبة 163) ولا سيما في غزة حيث شهد الوضع تدهوراً ملحوظاً مع استئثار حركة حماس بالسلطة. وفي الوقت نفسه، تواجه الصحافة عنفاً غالباً ما يكون من تنظيم الدولة في سريلانكا (المرتبة 165) مع أن الحكومة تنتخب فيها. إن الدول التي تحتل المراتب الأخيرة من التصنيف هي دكتاتوريات مقنّعة نوعاً ما يتمكن المعارضون والصحافيون الإصلاحيون فيها من تحطيم الغلال التي يجبرون على تحمّلها. لا شك في أن سنة الصين الأولمبية (المرتبة 167) قد شهدت احتجاز هو جيا وعدة معارضين وصحافيين آخرين كما شكّلت مناسبة لمنح ذرائع إضافية للمؤسسات الإعلامية الليبرالية التي تسعى جاهدة إلى التحرر من سطوة الشرطة المفروضة على مواطني القوة الآسيوية الجديدة. وتبقى مهنة الصحافة في بكين أو شنغهاي أو حتى إيران (المرتبة 166)، وأوزبكستان (المرتبة 162)، وزيمبابوي (المرتبة 151)، ممارسة محفوفة بالمخاطر ومصدراً للمضايقة والتنكيل القضائي المستمر. منذ عدة أعوام، يعتبر الصحافيون والمثقفون، حتى الأجانب منهم، أعداء للمجلس السياسي الحاكم في بورما (المرتبة 170)، هذه الدولة الخاضعة لحكم متعنّت يكره الأجانب. فإذا بهم يدفعون الثمن غالياً. ‘الجحيم الثابت’ في تونس زين العابدين بن علي (المرتبة 143)، وليبيا معمّر القذافي (المرتبة 160)، وبيلاروسيا ألكسندر لوكاتشتنكو (المرتبة 154)، وسوريا بشار الأسد (المرتبة 159)، وغينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغويما (المرتبة 156)، يكفي الوجود الكلي لصورة رئيس الدولة في الشوراع والصفحات الأولى للصحف لإقناع الأكثر تشكيكاً بغياب حرية الصحافة. ومع أن غيرها من الدكتاتوريات لا تمارس عبادة الشخصيات، إلا أن المخنق لا يزال نفسه. ففي لاوس (المرتبة 164) والمملكة العربية السعودية (المرتبة 161)، لا شيء ممكناً إن لم يكن يتماشى مع خط السلطات. وتبقى كوريا الشمالية وتركمانستان ‘جحيماً ثابتاً’ لا يزال الشعب فيه منقطعاً عن العالم وخاضعاً لثقل بروبغاندا تنتمي إلى عصر آخر. أما في إريتريا (المرتبة 173) التي تحتل المرتبة الأخيرة للسنة الثانية على التوالي، فيستمر الرئيس إساياس أفوركي ومجموعة الوطنيين المصابين بالذهان الهذياني في إدارة أكثر دول أفريقيا شباباً كمعتقل ضخم مشرّع الأبواب والنوافذ. ولا يزال المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، ماضياً في التكرار، على سبيل التنافس، أن الحل الوحيد يكمن في ‘الحوار’. ولكنه يبدو جلياً أنه لم يلقَ آذاناً صاغية طالما أنه بمقدور أكثر الحكومات سلطوية أن تتجاهل الاتهامات المضادة من دون أن تخاطر بأي شيء سوى استياء بلا عواقب يظهره بعض الديبلوماسيين.  مخاطر الفساد والأحقاد السياسية إن المرض الآخر الذي يجتاح الديمقراطيات ويمنيها بخسارة المراتب في هذا التصنيف هو الفساد. ومن شأن المثل السيئ لدولة بلغاريا (المرتبة 59) التي تحتل المرتبة الأخيرة في أوروبا أن تذكر بأن الاقتراع العام والتعددية الإعلامية وبعض الضمانات التشريعية ليست بمعايير كافية للتحدث عن حرية الصحافة بشكل صالح. فينبغي أن يكون الجو مؤاتياً لتداول المعلومات والتعبير عن الآراء. وليس التوتر الاجتماعي والسياسي السائد في البيرو (المرتبة 108) أو كينيا (المرتبة 97)، وتسييس الإعلام في مدغشقر (المرتبة 94) أو بوليفيا (المرتبة 115)، وحتى أعمال العنف التي يقع ضحيتها صحافيو التحقيقات في البرازيل (المرتبة 82)، سوى صور تمثيلية لهذا السم الذي يفتك بالديمقراطيات الناشئة. والواقع أن الذين يخالفون القانون ليجنوا الثروات ويعاقبون الصحافيين ‘الفضوليين’ في ظل إفلات تام من العقاب يساهمون في انتشار آفة تبقي ‘دولاً كبيرة’ في مراتب مشينة (نيجيريا، المرتبة 131؛ المكسيك، المرتبة 140؛ الهند، المرتبة 118). إن بعض هذه ‘الدول الكبيرة’ المزعومة يتصرّف عمداً بطريقة عنيفة، وجائرة، وبكل بساطة مقلقة. وعلى غرار فنزويلا (المرتبة 113) حيث شخصية الرئيس هوغو شافيز وقوانينه تبدو مرهقة أحياناً، تقتضي روسيا الثنائي بوتين – مدفيديف (المرتبة 141) مراقبة الإعلام الرسمي والمعارض بصرامة. وكما آنا بوليتكوفسكايا، يسقط عدة صحافيين سنوياً برصاص ‘مجهولين’ غالباً ما يكونون مقرّبين من الأجهزة الأمنية الموجهة من الكرملين. تمنّع المحرّمات في ‘القلب اللدن’ للتصنيف، تبرز دول تتراوح بين القمع والليبرالية، ولا تزال المحرّمات محرمات فيها والقوانين المنظمة للقطاع الإعلامي من عصر آخر. وعلى سبيل المثال، يشكل ذكر شخص الرئيس أو الملك، ومحيطه، وأعمالهم الدنيئة محظورات مطلقة في الغابون (المرتبة 110)، والكاميرون (المرتبة 129)، والمغرب (المرتبة 122)، وعمان (المرتبة 123)، وكمبوديا (المرتبة 126)، والأردن (المرتبة 128)، وماليزيا (المرتبة 132). وفي السياق نفسه، تتولى التشريعات القامعة للحريات في السنغال (المرتبة 86) والجزائر (المرتبة 121) زج الصحافيين في السجن باستمرار منتهكة بذلك المعايير الديمقراطية التي تكرّسها الأمم المتحدة. إن القمع الممارس على شبكة الإنترنت ليكشف أيضاً النقاب عن هذه المحرّمات المتعنّتة. ففي مصر (المرتبة 156) على سبيل المثال، تسببت تظاهرات أطلقت على الإنترنت بتأجيج العاصمة وإقلاق الحكومة التي باتت تعتبر كل متصفّح خطراً كامناً يهدد الأمة. وإذا بالترشيح يزداد سنة تلو الأخرى فيما لا تتورّع الدول القمعية عن سجن المدوّنين. وإذا كانت الصين تحتفظ بالصدارة بين ‘جحور الشبكة السوداء’ بلجوئها إلى تقنيات متطورة لمراقبة المتصفّحين، فسوريا باتت بطلة إقليمية في القمع الإلكتروني. وأصبحت المراقبة متشددة لدرجة أنه بمجرّد إصدار أي انتقاد، تغدو عملية الاعتقال مسألة وقت ليس إلا. وحدها بعض الدول شهدت تقدماً في مجال حرية التعبير. فإذا بلبنان (المرتبة 66) يستعيد موقعه الطبيعي بعد انتهاء موجة الاعتداءات التي استهدفت صحافيين نافذين في السنوات الأخيرة فيما تواصل هايتي (المرتبة 73) تقدّمها البطيء تماماً كالأرجنتين (المرتبة 68) وجزر المالديف (المرتبة 104). بيد أن التحوّل الديمقراطي في موريتانيا (المرتبة 105) قد تعطّل مانعاً الدول عن متابعة تقدّمها في حين أن المكتسبات الضعيفة لكل من تشاد (المرتبة 133) والسودان (المرتبة 135) في السنوات الأخيرة قد أزيلت بفعل رقابة فرضت بين ليلة وضحاها. آسيا… تحت المجهر لا تزال آسيا تحتفظ بالأغلبية بين أسوأ عشر دول في التصنيف. صحيح أن معظم هذه الدول يعتمد النظام الدكتاتوري، إلا أنه للمرة الأولى احتلت سريلانكا (المرتبة 165) التي انتخبت الحكومة فيها مرتبة متأخرة، ذلك أن الصحافة تواجه أعمال عنف غالباً ما تكون من تنظيم الدولة. وفي المقابل، تثبت الدول المتجذّرة في الديمقراطية شأن نيوزيلندا (المرتبة 7)، وأستراليا (المرتبة 28)، واليابان (المرتبة 29)، حضورها في المراتب الثلاثين الأولى. ومع كندا (المرتبة 13)، تعد نيوزيلندا الدولة الوحيدة غير الأوروبية التي ترد في المراتب العشرين الأولى. بالنسبة إلى العام 2007، شهدت بعض الديمقراطيات الشابة تقدماً مذهلاً. فباتت جزر المالديف (المرتبة 104) تستفيد الآن من صحافة مستقلة مزدهرة. وينطبق الوضع نفسه على بوتان (المرتبة 74) التي أصبحت المؤسسات الإعلامية الخاصة فيها تؤكد فرادتها يوماً بعد يوم. أما أفغانستان (المرتبة 156) فغارقة في أعمال العنف التي يرتكبها الطالبان ورجال زعماء الحرب وممثلو الدولة على حد سواء في حين أن بورما (المرتبة 170) التي تحتل أصلاً مرتبة سيئة في التصنيف قد تراجعت هذا العام أيضاً نظراً إلى استمرار موجة القمع التي شنّتها السلطات بعد اندلاع تظاهرات أيلول/سبتمبر 2007: فتعرّض عشرات الصحافيين للتوقيف والتهديد واتسمت الرقابة العسكرية بالضراوة. وفي جنوب شرق آسيا، سجلت كمبوديا (المرتبة 126) نتائج سيئة إثر وقوع عملية اغتيال لصحافي يزعم أنها تمت بأمر من شرطي، وتعزيز الرقابة على القطاع الإعلامي في خلال الانتخابات التشريعية. كذلك، خسرت فييتنام (المرتبة 168) ست مراتب بعد أن امتد القمع إلى الصحافة الليبرالية المتهمة بالتعمّق في تحقيقاتها حول الفساد. إذا تمت تغييرات سياسية مهمة في كل من باكستان (المرتبة 152) ونيبال (المرتبة 138)، فلم تظهر آثارها على حرية الصحافة بعد. في الدولة الأولى، من المفترض أن يستفيد الإعلام من رحيل الجنرال برفيز مشرف عن رأس السلطة ولكن الحرب مع الطالبان لا تزال تشكل تهديداً أكبر يحدق بالصحافيين.  تعود المرتبة السيئة التي احتلتها الولايات المتحدة الأمريكية (المرتبة 119) خارج الأراضي الأمريكية إلى التجاوزات التي يرتكبها الجيش الأمريكي في أفغانستان. فقد أقدم على احتجاز مرشد للتلفزيون الكندي تعسفياً لعدة أشهر من دون رفع أي دعوى ضده. ولا تزال الصين (المرتبة 167) تحتفظ بمرتبتها السيئة بالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات الإعلامية للتحرر من أغلال الرقابة ومراقبة الشرطة. فمن شأن العدد المرتفع لعمليات التوقيف وحالات الرقابة والضبط الإعلامي التي تتولاها الشرطة السياسية ومديرية الدعاية أن يحول دون تقدّم هذه القوة الآسيوية الجديدة. الأمريكيتان… تحت المجهر اكتسبت الولايات المتحدة الأمريكية ثماني مراتب وباتت تحتل المرتبة السادسة والأربعين. ولا شك في أن الإفراج عن مصور قناة الجزيرة سامي الحاج بعد ستة أعوام من الاحتجاز في قاعدة غونتانامو العسكرية قد ساهم في هذا التقدّم. إلا أن سرية المصادر لا تزال مهددة بوجود المحاكم الفدرالية وفي غياب ‘القانون الدرع’ في حين أن حالات الصحافيين الماثلين أمام القضاء أو المجبرين على كشف مصادرهم قد انخفضت في الأشهر الأخيرة ولم يزج بأي منهم في السجن. ولكن الإفلات من العقاب لا يزال سائداً بعد مرور عام على اغتيال رئيس تحرير أسبوعية أوكلاند بوست تشونسي بايلي في كاليفورنيا في 2 آب/أغسطس 2007. ومن شأن تورّط التحقيق في تضارب مصالح محلية وغياب تدخل القضاء الفدرالي أن يفسرا أيضاً عدم احتلال الولايات المتحدة الأمريكية مرتبة أفضل. وقد أخذت عمليات التوقيف المتعددة التي وقع الصحافيون ضحيتها في خلال مؤتمرات الحزبين الديمقراطي والجمهوري بعين الاعتبار. سجّل أسوأ تراجع في بوليفيا التي خسرت 47 مرتبة (المرتبة 115). ولم تكن الأزمة السياسية والمؤسسية التي تفتك بالبلاد إلا لتكرّس التباعد بين الإعلام الرسمي والخاص، وتعرّض للخطر حياة صحافيين موسومين بعلاقاتهم المزعومة بالحكومة أو المعارضة. وقد شهدت الصحافة الرسمية قتيلاً واحداً. وخلافاً لحكومة هوغو شافيز في فنزويلا (المرتبة 113)، سعت حكومة إيفو موراليس، بعروض الحوار مع المعارضة، إلى الحد من هذه ‘الحرب الإعلامية’. مع أن البيرو (المرتبة 108) لا تزال على فوهة الاعتداءات، إلا أن أعمال العنف هذه تبقى أقل مما هي عليه في كولمبيا (المرتبة 126) والمكسيك (المرتبة 140) حيث تهدد الجماعات المسلّحة وتجار المخدرات بقاء الصحافة في بعض المناطق. وفي هاتين الدولتين، انخفض عدد القتلى ولكن بثمن ارتفاع عدد الهجرات. وفي كوبا (المرتبة الأخيرة في القارة 169)، لم تنجح بشائر الانفتاح التي أبدتها حكومة راوول كاسترو في تعديل وضع حقوق الإنسان. ولا يزال 23 صحافياً معارضاً مسجونين كما لا تزال حرية الصحافة في غيبوبة. انضمت جامايكا (المرتبة 21) وترينيداد وتوباغو (المرتبة 27) إلى سورينام (المرتبة 26) الذي برز هذا العام مع غويانا (المرتبة 88) علماً بأن التوترات القائمة بين حكومة الرئيس بهارات جاغديو واحتكار الدولة للراديو تفسر المرتبة المتأخرة التي احتلتها هذه الدولة. وتواصل هايتي صعودها البطيء (المرتبة 73) فيما تكسب الأرجنتين بعض المراتب (المرتبة 68) وتستقر البرازيل (المرتبة 82) في مكانها بسبب بعض أعمال العنف الخطيرة المرتكبة ضد الصحافة فيها.    منطقة المغرب / الشرق الأوسط… تحت المجهر ترد ست دول من الشرق الأوسط في أسفل التصنيف العالمي لحرية الصحافة كل عام وقد ضمن أبطال القمع في هذه المنطقة مكانة بلادهم منه في العام 2008. فلا تزال حرية التعبير سراباً في العراق (المرتبة 158)، وسوريا (المرتبة 159)، وليبيا (المرتبة 160)، والمملكة العربية السعودية (المرتبة 161)، والأراضي الفلسطينية (المرتبة 163)، وحتى إيران (المرتبة 166). والصحافيون إما خاضعون لرقابة ضارية، وإما معرّضون لأعمال عنف مروّعة. فلم تشهد الأراضي الفلسطينية قط تراجعاً بهذا القدر في التصنيف. وكانت حصيلة الصراع بين الفصائل الأساسية كارثية على حرية الصحافة وقد ترافق الفصل السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية بتقسيم للمؤسسات الإعلامية. ومن شأن ضلوع الجيش الإسرائيلي في مقتل مصور فلسطيني يعمل في وكالة رويترز في نيسان/أبريل 2008، والإفلات من العقاب الذي استفاد منه الجندي المسؤول عن إطلاق النيران القاتلة أن يبررا تراجع إسرائيل (المرتبة 149، خارج الأراضي الإسرائيلية) في التصنيف. في منطقة المغرب العربي، تواصل المغرب (المرتبة 122) تراجعها الذي بدأته منذ عامين. فقد سجل سجن الصحافي مصطفى حرمة الله منعطفاً ساهم في تدهور العلاقات بين الصحافة والدولة. وكشفت سلسلة من الدعاوى المرفوعة ضد صحافيين ومتصفّحي إنترنت أن حرية الصحافة في المغرب تتوقف عند أبواب القصر الملكي. كسب لبنان 31 مرتبة (المرتبة 66) لعدم سقوط أي ضحية في الاعتداءات التي ضربت البلاد هذا العام. ومع أن الهجوم الذي شنّه حزب الله في أيار/مايو 2008 على بعض المؤسسات الإعلامية المعارضة للنظام السوري لم يسفر عن أي ضحية، إلا أنه أثار موجة من النقمة في المجتمع اللبناني. أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق… تحت المجهر لم تطرأ أي تغييرات على صدارة التصنيف هذا العام: تحتل الدول الأوروبية المراتب العشرين الأولى باستثناء كندا ونيوزيلندا وترد الدول الـ 27 المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي في المراتب الستين الأولى حتى لو كانت بلغاريا التي تعد التلميذة الطالحة في القارة بسبب محاباتها للفساد والعنف السياسي – المافيوي تحتل المرتبة 59 الرديئة. إلا أن الجو العام السيئ وتهديدات المافيات وأعمال العنف المرتكبة في إيطاليا (المرتبة 44) والرعب الذي تفرضه منظمة إيتا الانفصالية في إسبانبا (المرتبة 36) تساهم في احتلال هاتين الدولتين مرتبتين متواضعتين.  منذ عامين، تحتفظ فرنسا (المرتبة 35) بالرقم القياسي الأوروبي من حيث عدد تدخلات الشرطة والقضاء بسرية المصادر مع إجراء خمس عمليات تفتيش، وتوجيه اتهامين، وإصدار أربعة استدعاءات لصحافيين. الواقع أن الحراسة النظرية التي فرضتها إدارة مراقبة الأراضي في كانون الأول/ديسمبر 2007 على غيوم داسكييه (geopolitique.com)، وإخضاع مجلة أوتو بلوسللتفتيش واتهام أحد صحافييها، لتثبت جميعها أن حماية سرية المصادر ليست مضمونة في ‘بلاد حقوق الإنسان’.  يتسم التقدّم في المجال السوفياتي السابق بتدهور خطير للوضع في القوقاز حيث شهدت دولتان من الدول الثلاث التي يتألف منها (أرمينيا، المرتبة 102, جورجيا، المرتبة 120) اضطرابات بالغة استدعت إعلان حالة الطوارئ. وقد أسفر النزاع العنفي بقدر ما هو فجائي في جورجيا عن عدة ضحايا في صفوف الصحافيين. لا تزال آسيا الوسطى وبيلاروسيا (المرتبة 154) في مؤخرة التصنيف مع أوزبكستان (المرتبة 162) وتركمانستان (المرتبة 171) في المراتب العشرين الأخيرة. ولم يشهد الوضع في روسيا (المرتبة 141) حيث يتواصل العنف والتنكيل بالصحافيين أي تقدّم مع تسلّم ديميتري مدفيديف مقاليد السلطة. أفريقيا… تحت المجهر أدرك بعض قادة الدول والحكومات الأفريقية الفائدة التي قد تجنيها بلادهم من حرية الصحافة فيما استمر البعض الآخر في التصرّف كطغاة هذا العام أيضاً. ولا تزال الدول الأفضل تصنيفاً في القارة هي نفسها تقريباً، مع ناميبيا (المرتبة 23)، ومالي (المرتبة 31)، والرأس الأخضر (المرتبة 36)، وجزر موريس (المرتبة 47) التي ترد بين الدول الخمسين الأكثر احتراماً للحرية الإعلامية. وقد استطاعت بعض الدول الديكتاتورية أو المنهكة من سنوات طويلة من الحروب الخروجَ من أعماق أغرقتها أعمال العنف فيها على غرار ليبيريا (المرتبة 51) التي لا تزال تواجه تنكيل رجال الشرطة، أو توغو (المرتبة 53) التي تحافظ على معايير ديمقراطية مقبولة. في ديمقراطيتي بوتسوانا (المرتبة 66) وبنين (المرتبة 70)، يشهد الجو بين الحكومة والصحافة تدهوراً مستمراً يحول دون اكتساب هاتين الدولتين المراتب التي تستحقانها نظراً إلى الوضع السياسي العام السائد فيهما. إلا أن السنغال (المرتبة 86) خسرت مرة جديدة بعض المراتب في التصنيف بسبب تمنّع الحكومة عن إصلاح قانون الصحافة والتصرّف المبالغ فيه أحياناً الذي يعتمده قسم من الصحف في دكار. وقد دخل الصحافيون السنغاليون هذا العام أيضاً السجن. ولكن هذا الخبر السيئ لم يقتصر على السنغال وإنما صدر أيضاً عن موريتانيا (المرتبة 105) حيث لم تكن الإصلاحات التشريعية كافية وكانت الثقافة السياسية متأثرة بممارسات الدولة البوليسية الخاضعة لأمرة الرئيس السابق ولد سيدي أحمد الطايع. بما أن المهم لا يكمن في عيش حياة متنوعة غالباً ما تكون متغطرسة، يجد المرء نفسه مضطراً لتحمّل هذا النوع من الحياة شرط اللجوء إلى القوى الأمنية وقضاء مشرّع على كل التأثيرات. هذا هو الوضع السائد في جمهورية أفريقيا الوسطى (المرتبة 85)، وبوروندي (المرتبة 94)، وغينيا (المرتبة 99) حيث أن أي اضطراب سياسي كفيل بزج الصحافيين في السجن أو على الأقل بإرسالهم إلى مركز الشرطة. أما النقاط السوداء التي تلطّخ صفحة العام 2008 في أفريقيا فتتمثل بكينيا (المرتبة 97) وقد خسرت 19 مرتبة إثر وقوع أعمال عنف بعد الانتخابات، والنيجر (المرتبة 130) وقد خسرت 41 مرتبة بعد سنة مضنية أنهكت صحافيي نيامي وغيرها. يبدو جلياً أن مقاومة الطوراق في الشمال أصبحت من المحرّمات المطلقة بالنسبة إلى الحكومة النيجرية ولا سيما قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2009.  لا تزال الدول الأفريقية التي تحتل أسفل التصنيف هي نفسها، مع غامبيا (المرتبة 137)، وجمهورية كونغو الديمقراطية (المرتبة 148)، وزيمبابوي (المرتبة 151)، حيث الصحافة المستقلة تتطلب شجاعة وصلابة وقدرة كبيرة على احتمال العنف والظلم. وإذا كان وضع الإعلام في غينيا الاستوائية (المرتبة 156) يتلخّص باللافتات الضخمة الهاتفة بحياة الرئيس تيودورو أوبيانغ نغويما والمنتشرة في ‘كويت القارة الأفريقية’، فلا تزال إريتريا (المرتبة 173، الأخيرة في التصنيف) الدولة الأكثر عذاباً في أفريقيا هذه السنة أيضاً. فلم يتراجع الرئيس أساياس أفوركي عن قرار العنف المتعمّد ضد عدد كبير من الصحافيين المحتجزين سراً منذ العام 2001 أو عن طغيانه لحكم بلد أخذ يفرغ من شعبه.            

حضارة أمْ حضارات؟
احميدة النيفر (*)   صاغ القائمون على أعمال إحدى الندوات الجامعية الحديثة في المغرب العربي عنوانا لملتقاهم اختُزِل في سؤال إشكاليّ: حضارة أمْ حضارات؟ أيّا كان التعريف الذي وقع اعتماده في هذه الندوة لمفهوم الحضارة، فإن الورقة التقديمية التي وُجهت إلى المشاركين حددت منحى عاما ومحاور ينبغي الالتزام بها. ما تطلّع المنظمون إلى استكشافه هو مصداقية مقولة توجّه مختلف المجتمعات، ودون استثناء، إلى حضارة عالميّة كونية واحدة. هي مقولة يمكن التطرق إليها من مداخل متعددة لكن سؤال: حضارة أم حضارات؟ في تقاطعه مع إشكالية الفكر الإسلامي والعولَمة وقضية الخصوصيات الثقافية والدينية في علاقتها بالعالمية يوجّه إلى تساؤلات أخرى. هل الثورة التواصلية والمعرفية التي تعيشها أقطار المعمورة اليوم بدرجات متفاوتة وفي أبرز مجالات الحياة البشرية ستفرض على كل المجتمعات اتحادا في سبل العيش وتماثلا في نظام القيم والتصورات وتشابها في بنى المجتمع وأنظمته السياسية والاقتصادية؟ أيغدو العالَم قريةً تعيش تاريخية واحدة أم أنّ هذا مشروع متعذر لأن غايته تبعية جديدة مصاغة في خيار خادع بين بلوغ المعرفة والسقوط في درك الجهل؟ بتعبير آخر هل العولمة نقيض للهويّة، وهل هي قادرة على تحقيق مزيد من العدل؟ وهل يمكن للمجتمعات البشرية أن تغادر تراثها وتاريخها الخاصين وتُعرض عن خصوصياتها الثقافية ووتيرة تطورها وتهمل سعيها إلى النمو حتى تتمكن من الالتحام بمجتمع المعرفة العالمي؟ إذا انطلقنا من واقع العالَم اليوم فإنّ الزلزال الذي ضرب النظام المصرفي والمالي للولايات المتحدة والذي امتدت موجاته إلى الخارج يصلح مثالا حيّا لمعالجة الإشكالية المطروحة. إنّه في جانب منه يبيّن أننا أصبحنا نعيش فعلا بدرجات متفاوتة حضارة واحدة. لقد امتدت أزمة الرهن العقاري إلى بعض دول أوروبا ثم جاءت الأزمة المالية في نيويورك مزعزعة الأسواق المالية الأخرى مهددة حتى الدول النفطية بانهيار سعر صرف العملة الأميركية التي يسعّر بها النفط. هذا الاهتزاز على اختلاف درجاته دليل على أنّ تشابك المصالح المالية والتجارية بلغ درجة من التطور عالية. ثم هناك علامة فارقة أخرى: جُلّ الذين تعاقبوا على معالجة الظاهرة المدمرة لم يتساءلوا جديّا عن أسبابها العميقة بقدر ما انصب اهتمامهم على كيفية وقوعها وطريقة معالجتها؟ هناك شبه إجماع على تجنب طرح سؤال «لماذا؟» واتفاق على السؤال «كيف؟»، بما يرجح أننا نوشك أن ننصهر في حضارة واحدة بحُلوها ومُرّها، وأنه لا معنى لطرح السؤال من خارج المنظومة وكأنه لا يوجد خيار آخر بديل. يذكّر هذا الوضع بالواقع الفكري والسياسي غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001. تقويم القادة والنخب الغربية يومَها تحدد في خلاف ظل لفترة بين من يحصر المسألة في: «كيف؟»، وبين من يرى أنّ العناية ينبغي أن تتجّه أيضا إلى: «لماذا؟». كان الجانب الأول لا يرى فيما حدث سوى جريمة مُنكَرة ينبغي تعقُّبُ الجناة فيها أينما كانوا، وبين جانب ثانٍ يرى -موازاة لذلك– أن الحادثة ذات حجم تاريخي، فهي محتاجة أيضا إلى تحديد الدوافع السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة التي تكمن وراءها. اليوم تتكرر الظاهرة بصورة أوضح، ذلك أن الغالبية الكاسحة من المسؤولين والباحثين في البلدان الغنية والصاعدة، فضلا عن النامية، مقتنعة بأننا نعيش تاريخية واحدة ضمن خيار الرأسمالية المعولمة. لذلك وبما أننا نعيش تقريبا نفس التحدّي، فلا معنى للبحث عن: لماذا وقع هذا الزلزال؟ وما هي جذوره الفكرية والسياسية؟ لكن بعض ما قيل وما نشر عن مضاعفات الأزمة في البلاد العربية الإسلامية حريّ بالاهتمام، لأنه يحمل على الاعتقاد أنّنا وإن كنّا متجهين صوب حضارة واحدة، فما تزال هناك دعاوي تؤكد أنّه يمكننا أن نصدر من بنية حضارية أخرى مختلفة في قيمها وتشريعاتها، وأقدر على تجاوز وهن الحضارة السائدة. يظهر ذلك مثلا حين نقرأ أن «كتّابا غربيين يطالبون بحل الأزمة الاقتصادية بالأخذ بالنظام المصرفي الإسلامي»، و «أن تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي حلّ لإنقاذ الاقتصاد العالمي». تقرير آخر يقول: «إن «وول ستريت» تتابع نجاح «أسلمة» الاستثمارات المصرفية وقدرة تأقلمها مع الأسواق المضطربة» وأن «أزمة النظام المالي العالمية فرصة مواتية لتعضيد التمويل الإسلامي». أكثر من هذا وذاك، ظاهرة «إسلام السوق» في مصر وإندونيسيا وغيرها، وما واكبها من اكتساح للمنتجات التجارية المختلفة الموسومة بأنها «حلال» في عدة بلدان توجّهٌ آخر يطمئن أكثرَ من جهة أن الوجود الحضاري المميّز قائمٌ وأنه مختلف عن «عدوانية الإسلام السياسي». ليس في نيّتنا أن نبسط الحديث في تفاصيل هذه الدعاوي أو نبحث في مصداقية المؤسسات المصرفية الإسلامية، لكن المؤكد أن كل هذه الظواهر، على أهميتها، ليست سوى مجاراة للحضارة القائمة ومعايشة لمنطقها في تسليع العالَم. لقد أصبح الإسلام بذلك أشبه بعلامة إعلانية وقيمة مضافة لمنتجات وخدمات تكرّس الذهنية الاستهلاكية، أي أنّه أصبح مهيّئا للاندماج في حضارة رأس المال المتوحش، حضارة السوق. لا شك أن في أحكام الشريعة الإسلامية مبادئ واضحة تضبط نظام السوق والتجارة، كتحريم الربا والمخاطرة القمارية والمعاملات المثقلة بالديون وما شاكل ذلك من الاستثمارات المرتفعة المخاطر. ما صاغه بعد ذلك كبار الفقهاء والأصوليين في ذات الوجهة يمثل ثراء تراثيا كان من أهمّ عوامل قيام حضارة إسلامية وسيطة. لكن السؤال المطروح اليوم هو: هل يمكن لهذا الإرث الحضاري أن يبدع نموذجا معاصرا بديلا ينافس الهيمنة الرأسمالية في سياقها المعولَم؟ ما لا ينبغي أن نذهل عنه اليوم عند حديثنا عن «الحضارة الإسلامية» وقدرتها التنافسية هو حالة القصور الشنيع في مجال فكرنا الاقتصادي المعاصر. لقد افتقرت الساحة العربية إلى جهود بنائية لتفعيل ذلك التراث. ما ظهر في ستينيات القرن الماضي عن السيد محمد باقر الصدر في كتاب «اقتصادنا» يعدّ مثالا نادرا لسعي فكري تحليلي يتمثل مرجعية الحضارة العالمية في أفق الثقافة الخاصة. صدرت بعده محاولات قليلة أخرى، كبعض كتابات عبدالوهاب المسيري، وبعض أعمال طارق رمضان، لكنها تظل دون المستوى الذي يمكِّن من قدرة فكرية معاصرة، فقد ظلت تعبيرات فردية لم تَقْوَ على التَمَأْسُس. هذه الأعمال، رغم أنها جهد المُقِلِّ، تنكر مجاراة الحضارة الرأسمالية التي يمكن أن تنشّط مجالات من الاقتصاد المحلي لكنها لا تتيح التخلّص من التبعية الاقتصادية وحالة الهشاشة أمام تقلبات السوق المدمّرة. هي بدايات فكر من أجل المعاصرة التي تعني وعيا فكريا يتمثّل معرفة دقيقة بالعصر وخصوصياته واندراجا في الثقافة العالمية بالمعنى التعددي. إنّها المعاصرة التي تُعوِز مجتمعاتنا لأنها تحقق إضافة نوعية لما توصلت إليه الحضارة السائدة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتربوي. بها يقع تجاوز الخطاب التراثي ومنها يبدأ الإسهام في انبعاث مراكز جديدة للحضارة تكون في تضامنها أقدر على جعل الحضارة العالمية أكثر إنسانية وعلى النأي بالتراث الخاص عن مجرد الانطواء على التقاليد. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)

 
هم أيضا خطر ماحق على الأجيال القادمة

د منصف المرزوقي العدو الرئيسي للأمة والإنسان العربيين ليس الصهيونية أو الإمبريالية الأميركية وإنما نظامنا السياسي الفاسد. إما أن تقضي الأمة على هذا النظام أو أن يقضي هو عليها. حجم الخراب الذي يلحقه النظام العربي الاستبدادي بشعوبنا معطى غير معروف بدقة ولا يمكن تحديده إلا من قبل المؤرخين، فهو طوال حكمه يحاول باستماتة تقديم منجزاته على أنها خير ما أمكن وما يمكن. وما تعرضه الشرس لحرية الرأي والتعبير، إلا محاولة يائسة لمنع التقييم الموضوعي، لأنه يعلم أنه سيكون كارثة على مستوى النتائج وفضيحة على مستوى الأساليب. لنتصور يوم التحرر، يوم يكنس هذا النظام كنسا وتفتح كل الملفات. ما نحن متأكدون منه أننا سنواجه بعمق الكارثة التي تسبب فيها لأجهزة حيوية مثل القضاء والصحافة والثقافة والإدارة وخراب التعليم والصحة وخاصة خراب القيم. بالطبع يمكن أن يتدارك النظام المقبل بسرعة بعض التداعيات السهلة تقنيا وغير المكلفة، مثل إطلاق سراح كل الأسرى السياسيين ومنع التعذيب منعا مطلقا وإطلاق الحريات الفردية والعامة وخلق مناخ جديد من الثقة والاحترام بين السلطة والشعب. كما يمكن تصور قيام حركة إصلاحية شاملة تنطلق من عملية تشخيص واسعة النطاق ومتعددة الأطراف لكل الأنظمة الاجتماعية، من نظام التعليم إلى النظام الأمني ثم وضع تنظيم جديد لها وتحديد سياسات تبني بدل ما تخرب. لكن هناك معضلة كبرى سيرتطم بها كل نظام جديد، ويمكن أن تفشل كل خططه الإصلاحية وتجعله لقمة سائغة لكل الانقلابات كما وقع في موريتانيا، أي الحالة المأساوية للاقتصاد. هو سيرتطم بكل الحاجيات الشرعية للشعب التي منع الاستبداد التعبير عنها، وبالحالة السيئة لكل الآليات كالنظام المصرفي والبنية التحتية والإدارة والتعليم.. إلخ. غير أن ذروة اللعنة ستكون عند اكتشاف الديون الخارجية التي تركها النظام الراحل، مع ما يعنيه الوفاء بها من استحالة تلبية المطالب الملحة، فما بالك بوضع خطط طموح للتنمية تعوض الزمن الضائع. بعض الأمثلة: يصف تقرير البنك الدولي لسنة 2007 المديونية التونسية بأنها « ثقيلة نوعا ما » وهو وصف أقل ما يقال عنه إنه مؤدب ومحتشم إذ تقدر هذه المديونية بنحو 18 مليار دولار أميركي. القاعدة في الاقتصاد أنه عندما يكون الدين الخارجي نصف الناتج القومي الخام لبلد ما، فإن هذا البلد يعتبر مفلسا، ومن المفروض أنه لا يجوز إقراضه. أنظر الآن إلى الأرقام التي يقدمها صندوق النقد الدولي حين يقدّر أن المديونية التونسية بلغت 68% من الناتج القومي الخام سنة 2005، وأنها ستصل سنة 2011 إلى 47.5%. بعبارة أخرى: لقد تجاوزنا الخط الأحمر سنة 2005، وبكثير من الجهد سنصل تحته قليلا بعد سنتين، إذا مشت الريح بما تشتهي السفن. تأتي تونس بحجم مديونيتها، بعد مصر 34 مليارا، والسودان 19 مليارا، والمغرب والجزائر 17 مليارا. نلاحظ أولا أن تونس التي لا تعد أكثر من 11 مليون نسمة لها نصف مديونية بلد كمصر يعد سبعة أضعاف هذا العدد، وهذا يعني أن جزءا من « المعجزة » التي يتبجح بها النظام التونسي هي لاقتصاد مدان إلى العنق. ثاني ملاحظة تتعلق بالحجم الهائل للديون على بلد فقير كالسودان، وآخر ملاحظة هي أن بلدا له الموارد النفطية الهائلة كالجزائر غارق هو الآخر في الديون. فما هي الآن تبعات هذه السياسة؟ إنها ببساطة مرعبة. تقول نفس التقارير إن خدمة الدين الخارجي كلفت الخزينة التونسية في 15 سنة الأخيرة، وذلك باعتراف السلطة، ثمانية مليارات من الدينارات، ومن المؤكد أن المبلغ أكبر، لأننا كلنا نعرف احترام أنظمتنا العربية للشفافية والموضوعية في الأرقام التي تتعلق بالانتخابات والاقتصاد. يبقى أن نقدر ما معنى حتى هذا الرقم، إنه بالضبط أربع مرات ميزانية وزارات التعليم والصحة والثقافة والتعليم العالي والنقل والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة، التي لا تستهلك مجتمعة إلا ملياري دينار سنويا. معنى هذا على الصعيد الاجتماعي أن حجم المديونية يمنع من توفير تعليم وصحة وثقافة ومواصلات وبحث علمي إلا من أردأ الأصناف، لأن كل هذه المرافق محتاج للتمويل الملائم، والحال أن دفع فوائد الديون -ولا نتحدث عن الديون نفسها- يمثل نزفا هائلا للموارد العامة. أخطر من هذا أن الظاهرة مؤهلة للتفاقم، بسبب سياسة أن مواصلة الاقتراض التي هي جزء لا يتجزأ من تقنيات الحكم الفاسد، ستتواصل إلى النهاية لأنه لا خيار للدكتاتورية غير هذا الحل السهل، حتى تستطيع تدارك مظاهر عجزها والتغطية عليه أطول وقت ممكن، ناهيك عن مواصلة الإثراء الفاحش، وتوفير المال لأجهزة القمع والتضليل التي تعيش بها. كل هذا يعني بمنتهى البساطة أن حجم المديونية سيتواصل، ضاربا بعرض الحائط آمال هذا الجيل في مستوى معيشي لائق، ومهددا الجيل المقبل الذي سيطالب بدفع فوائد الدين الذي وضعه على كاهله أشخاص كانوا يعرفون أنهم لن يكونوا في السلطة بعد عشرين سنة، وآخر همهم من سيدفع ما بذروه وسرقوه واستعملوه لشراء بقائهم في الحكم أطول فترة ممكنة. لقائل أن يقول هنا إن كل الدول تقترض وتعيش بالدين والمثال أميركا. انتبهوا أن هذا البلد هو أسوأ مثال وسيدفع الثمن باهظا طال الزمان أو قصر، وعلى كل حال شتان بين مديونية اقتصادات قوية ومراقبة ومضبوطة واقتصادات هشة نخر فيها الفساد. حقا يجب أن نكون جد محظوظين أو خارج القوانين الموضوعية التي تسير العالم إذا تصورنا إمكانية أدنى تقدّم ببلداننا في ظل ارتفاع أسعار المواد الأولية، وخاصة البترول وتفاقم الصراع على موارد تنضب يوما بعد يوم، ناهيك عن الكارثة البيئية التي تتهددنا جميعا. كل هذا ومجتمعاتنا مكبلة بالديون، وهي في مستوى تعليمي متدن، تعاني من هجرة بل قل من نزف الأدمغة، إضافة إلى الكارثة الكبرى التي تسبب فيها الاستبداد: خراب العقليات وانحطاط القيم. ما يجهله ويتجاهله العرب هو أن التقدم الاقتصادي في بلدان كاليابان أو السويد أو الولايات المتحدة، ليس فقط حصيلة موارد وتكنولوجيا وإنما محركه الأساسي جملة من القيم هي حب العمل المتقن والادخار والنزاهة في التعامل وحياد الإدارة سياسيا واستقلال القضاء. وكل هذه الأمور غائبة عندنا أو عكسها الموجود، لأن نظامنا السياسي لم يعط للشعوب إلا القدوة السيئة، وهو يجعل التزييف والكذب والوصولية والانتهازية والمحسوبية والرشوة والجشع الاستهلاكي، القواعد الفعلية التي تحرك وتتحكم في المجتمع الحقيقي. إن أخطر تبعات الفساد على مجتمع ابتلي به لسنوات، ومن أعلى هرم الدولة، ليس كمية الأموال المسروقة مهما كانت ضخامتها، وإنما في ضربه لمصداقية القانون ولقيم العمل والتفاني والإخلاص والإتقان وكلها العمود الفقري للمواقف والتصرفات التي تشترط في اقتصاد ناجع ومجتمع سليم. من يتصور قيام نهضة اقتصادية بقيم كالتي يشيعها استبداد عنيف وفاسد، هو كمن يتصور قيام نهضة علمية بثقافة تشيع الشعوذة وتحت إشراف أجهل القوم. إن الكذبة الأساسية في قصة « المعجزة » الاقتصادية التونسية هي محاولة إيهام النفس والآخرين أن بلدا بمجتمع مريض ونظام فاسد يستطيع أن يكون له اقتصاد سليم، والحال أنه لا وجود لشيء كهذا إلا في مجتمع وحكم سليمين. السؤال المحوري هو: ما الذي يمكن أن نفعله لحماية الجيل المقبل بعد أن حكم على هذا الجيل بالشقاء مدى الحياة؟ بالطبع هناك تسريع النضال الصعب الطويل المكلف، للعبور إلى مرحلة جديدة تقطع طريق عودة المنقذ وعائلته وقبيلته ومخابراته وتمنع تجدد نفس النظام المفلس تحت أي عباية أيديولوجية جديدة. لكن هذا يجب ألا ينسينا العامل الخارجي، أي مسؤولية كبرى الحكومات الغربية والمؤسسات الدولية التي تسيطر عليها مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في دعم الاستبداد العربي بكل الوسائل السياسية والعسكرية، وخاصة بفتح كل المجال أمامه للاقتراض المشط. لنتذكر ما هي الضوابط التي يدعو إليها هؤلاء الناس في إطار الدين الليبرالي الحنيف والذي يبدو هذه الأيام مصابا بأزمة ربو كم نتمنى أن تنتهي باختناق لا رجعة فيه. ثمة المنافسة النزيهة التي تؤدي حسب القديس آدم سميث إلى إزاحة المؤسسات العرجاء، وتقديم أفضل وأرخص منتج لمستهلك يتوفر على المعلومات الكافية لحسن الاختيار. الضابط الثاني هو الحياة الديمقراطية المتمثل من جهة في الانتخابات الحرة وفي ضغط النقابات. إن التغيير الملحوظ في الملفات الاقتصادية الذي يحصل باستمرار في البلدان المتقدمة مرتبط بتقييم سياسي وليس فقط نتيجة فعل السوق. فالحكام الذين لا يحسنون إدارة الاقتصاد والتوزيع المقبول للخيرات يحالون على المعارضة. ونفس الشيء يقع للعامل النقابي الذي يستطيع أن يلعب دورا في توجيه دفة الاستثمارات وبالتالي يساهم في ضمان التوازنات الاجتماعية الكبرى. انظر الآن إلى اقتصادنا، لا نقابة ولا انتخابات ولا من يحزنون. إذن بجانب غياب التقييم بالسوق، هناك غياب التقييم بالسياسة. العامل الثالث للضبط هو التقييم الخارجي. هنا نتوقع من اقتصاد بلا ضوابط ويعيث فيه كبار المسؤولين فسادا ما بعده فساد، أن يثير استياء الممولين الأجانب فيمنعون عنه الموارد إلى أن يحسن أداؤه الاقتصادي وبذلك يعود للتعديل المفقود. أما الذي حدث ولا يزال فهو أن القروض تتدفق دون انقطاع على بلدان كتونس ومصر والمغرب والأردن، لأن النظام عنصر خاضع للأرثوذكسية الليبرالية وجندي منضبط في « الحرب ضد الإرهاب ». هكذا تستطيع اعتبارات جيوإستراتجية أن تساهم في مد عمر النظام السياسي الذي يخدمها بثمن تعريض شعوبنا لحالة القهر والإحباط التي تعيشها، وتعميق التهديد على مستقبل الجيل المقبل. ما الردّ في هذه الحالة ؟ إن من أوكد واجبات البدائل، بشقيها الحقوقي والسياسي من جهة، والإسلامي والديمقراطي من جهة أخرى، أن تبعث برسالة واضحة للمقرضين الأجانب أننا لن نعترف بديون منحت بكل معرفة لأنظمة فاسدة اشترت بجزء كبير من هذه الأموال بقاءها في السلطة، وما عليهم إلا استرجاع أموالهم بمصادرة الأموال المسروقة والموضوعة في بنوكهم تحت أسماء مستعارة وأرقام سرية يعرفونها. نعم يجب أن ندرج في برامجنا المستقبلية هذا التوجه وأن تتشبع من الآن القيادات الشابة به، وأن يدرس المدرسون للتلاميذ مبدأ عدم الاعتراف بديون لم تصلح إلا لتكبيل آبائهم، واعتبار أنفسهم في حل أخلاقي من دفعها. بقدر ما تنتشر الفكرة وتصبح جزءا من برامج كل الأحزاب الوطنية وقضية وطنية وقومية تتداولها باستمرار الألسن والأقلام، سيفهم المقرضون الأجانب أنهم يلعبون بالنار. لقائل أن يقول إن معنى هذا سيكون تفاقم الفاقة التي تعاني منها شعوبنا، ولكن ذلك ليس بعذر كاف، وليكن شعارنا « اشتدي أزمة تنفرجي » إذ لو كانت الأموال المقترضة باسمنا تذهب لخدمة عامة الناس لكنا في بحبوحة من العيش منذ زمن طويل. وفي كل الحالات فالمطلوب من العرب أن يتأكدوا من ثلاثة أمور لم يعد فيها شك إلا لمن لا يريد أن يرى.  العدو الرئيسي للأمة والإنسان العربيين ليس الصهيونية أو الإمبريالية الأميركية وإنما نظامنا السياسي الفاسد.  إما أن تقضي الأمة على هذا النظام أو أن يقضي هو عليها.  بقدر ما يتأخر تحقيق الاستقلال الثاني، يستفحل المرض في المجتمع وتطول وتصعب فترة النقا (المصدر: الجزيرة نت ( قطر) بتاريخ يوم 23 أكتوبر 2008)

مراجعات هناك وتراجع هنا
فهمي هويدي (*)     لم يعد هناك شك في أن العالم مقبل على تحولات ومراجعات مهمة، ليس هناك ما يدل على أن العالم العربي سيكون جزءاً منها. (1) بعض هذه التحولات ماثل تحت أعيننا الآن، فانهيار الاقتصاد الأمريكي، أفقد الولايات المتحدة سيطرتها على الأسواق العالمية، وانهى دورها كقوة اقتصادية عظمى، الأمر الذي فتح باب الاجتهاد في أسس النظام الرأسمالي والفكر الليبرالي، وأعاد إلى الواجهة مبدأ تدخل الحكومات في الاقتصاد وأهمية دور القطاع العام، في حين وجه ضربة قاضية إلى الإدعاء الذي استمر طويلاً، مؤكداً أن الأسواق قادرة على ضبط نفسها بصورة تلقائية. ما هو اقتصادي في التحولات والمراجعات أصبح معلوماً للكافة، من خلال الكتابات اليومية والحوارات المفتوحة حول الأزمة الراهنة واحتمالاتها، التي أعادت إلى الأذهان شبح أزمة الكساد الكبير الذي ضرب الولايات المتحدة عام 1919م، كما أعادت مناقشة أفكار كارل ماركس في كتابه ‘رأس المال’، وكتاب أوزوالد شبنجلر حول ‘أفول الغرب’. إلى جانب مناقشة الأفكار فإن مراجعات السياسات شملت جانباً يهم العالم العربي، ودوله النفطية بوجه أخص. ذلك أن الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة. فتحت أعين خبرائها على أهمية إعادة النظر في سياسة الاعتماد على النفط المستورد الذي وصلت أسعاره في النصف الأول من العام الحالي إلى معدلات أثقلت كاهل المواطن الأمريكي. ذلك أن الولايات المتحدة تستهلك ما يزيد على 20 مليون طن برميل يومياً، يتم استيراد 12 مليوناً منها. ووفق الأسعار التي سجلت في النصف الأول من العام الحالي (2008) فإن الولايات المتحدة ظلت تحول لحساب الدول المصدرة للنفط حوالي بليون و300 مليون دولار في اليوم. أي ما يعادل 475 مليار دولار في السنة. الأمر الذي نبه الخبراء إلى أن ذلك وضع يتعذر استمراره خصوصاً ان الأزمة مرشحة للاستمرار لعدة سنوات قادمة. هذه الخلفية الضاغطة على الاقتصاد والسياسة في الولايات المتحدة، دفعت المخططين إلى التحذير من خطورة استمرار الوضع الراهن، والدعوة إلى الإقلال من الاعتماد على النفط المستورد، الذي يعلم الجميع أن عمره محدود (لا يتجاوز ما بين عقد أو عقدين). ذلك أنه إلى جانب الضغط على الموازنة الأمريكية، فإن الخبراء الأمريكيين تحدثوا عن أن المبالغ الكبيرة التي تحول إلى الدول المنتجة للنفط وفرت لها قوة اقتصادية، جعلتها قادرة على تحدي الإدارة الأمريكية. على الأقل فذلك حدث مع روسيا وفنزويلا وإيران. وللدبلوماسي الأمريكي المخضرم ريتشارد هولبروك مقالة مهمة في هذا الصدد، نشرتها مجلة السياسة الخارجية (فورين افيرز) في عدد أول سبتمبر الماضي. (للعلم فإن عدة شركات كبرى لصناعة السيارات أعلنت أنها خلال سنتين أو ثلاث ستنتج سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية ولا تعتمد على النفط، في مقدمة هذه الشركات فولكس واجون ورينو وشيفروليه و بي. م.دبليو) (2) في بداية الشهر الحالي قدم بول وولفويتز رئيس مجلس مستشاري الأمن الدولي بالخارجية الأمريكية ونائب وزير الدفاع السابق دراسة وقع عليها 17 من الباحثين في الشؤون الاستراتيجية، تحدثت عن أن الصين تمثل التحدي الحقيقي والخطر الذي يهدد الولايات المتحدة في القرن الحالي. واستندت في ذلك إلى التنامي الملحوظ في موازنتها وقدرتها العسكرية والتقدم الذي أحرزته على صعيد التسلح النووي (ذكرت الدراسة أن لدى الصين مائة رأس نووية على الأقل)، إضافة إلى محاولتها الانتشار خارج حدودها من خلال قواعدها العسكرية ومشروعاتها الاقتصادية وهذا التحذير من القوة العسكرية الصينية لم يغفل قوتها الاقتصادية المتعاظمة. هذه الإشارة إلى دور الصين و’خطرها’، حين يتبناها رجل من مهندسي غزو العراق ظل طول الوقت يحذر من خطر الإرهاب، ويعتبره التحدي الأكبر للولايات المتحدة، تعني فيما تعني أن ثمة تحولاً في ترتيبات الأولويات في دوائر صنع القرار الأمريكية. علماً أننا سمعنا هذا العام تصريحات أمريكية تحدثت عن أن الحرب ضد العراق اختارت الجبهة الغلط في مواجهة الإرهاب، وأن مخططي تلك الحرب كان ينبغي أن يتجهوا إلى أفغانستان وليس العراق. وفي الوقت الذي تطلق فيه تلك التصريحات لتغطية الانسحاب الأمريكي من العراق. ومحاولة الخروج من مستنقعه، فإن الدول الأوروبية تبذل جهداً موازياً للخروج من مستنقع أفغانستان، وسحب قواتها من ذلك البلد الذي تورطت قواتها فيه أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وما برحت تبحث عن مخرج من هذه الورطة. مثل هذه الإشارات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الحرب على الإرهاب لم تعد تمثل أولوية فى الأجندة الغربية. وهو ما تم التوصل إليه من خلال المراجعات التي تمت في دوائر صنع القرار في عواصم الغرب. من التحولات المهمة التي شهدها العام الحالي أيضاً عودة الروح إلى الدور الروسي، الذي توارى خلال السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي. وهذه العودة تمثلت في الجهد المبذول لتحديث القوات المسلحة، والإعلان عن إطلاق صاروخ بعيد المدى قادر على اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية. كما تمثلت في حملة التأديب الروسية لجورجيا، وذهبت إلى حد إجراء مناورات روسية فنزويلية، وتحرك موسكو في أمريكا اللاتينية لدرجة دفعت نائب رئيس الحكومة الروسية إيجور سيشين إلى توجيه ”نصيحة“ إلى واشنطن دعاها فيها إلى الكف عن الاعتقاد بأن أمريكا اللاتينية هي بمثابة ‘حديقة خلفية’ للولايات المتحدة، ترتب لها حقوقاً خاصة فيها. إلى غير ذلك من الشواهد التى لا تعيدنا حقاً إلى سنوات الحرب الباردة، ولكنها على الأقل لا تعزز احتمالات تحقيق الوفاق الدولي وتقسيم مناطق النفوذ بين الجانبين. (3) يتعذر على المرء أن يستعرض فى الحيز المتاح مختلف مظاهر التغير في الخرائط السياسية وموازين القوى التي تتحرك في ظلال الأزمة الاقتصادية الراهنة، لكن أكثر ما يعنينا فيها أمران، أولهما وجودها كحقيقة تتشكل على الأرض، وثانيهما تأثيرها على العالم العربى. أما الأولى فقد ثبتت شواهدها بالفعل. وما ذكرته تواً يمثل بعض مظاهر ذلك الوجود. وأما الثانية فهي ما تحتاج منا إلى بعض التحليل، الذي يساعدنا على المضي فيه الملاحظات التالية: إن الولايات المتحدة ما زالت تتعامل مع العالم العربي باعتباره حديقة خلفية لها. تتمتع فيه بكلمة مسموعة تفوق في تأثيرها كلمتها في أمريكا اللاتينية. عند الحد الأدنى فإن الخرائط السياسية في أمريكا اللاتينية. أفرزت مجموعة من الأنظمة التي جهرت بتمردها على الإملاءات الأمريكية، حتى مدت جسورها مع موسكو على النحو الذي سبقت الإشارة إليه، في حين أن العالم العربي لم يشهد تطوراً مماثلاً، حيث تظل ‘موالاة’ السياسة الأمريكية هي الأصل، حتى أصبحت بعض الخطوات والتحركات السياسية التي تتم في العالم العربي محكومة بطبيعة الأضواء الصادرة من واشنطن، وما إذا كانت حمراء أم خضراء أم صفراء. وهو ما تجلى مثلاً في القمة العربية بدمشق، التي كان لواشنطن رأيها حتى في مستوى تمثيل بعض الدول العربية بالمؤتمر. إن العلاقات المتأرجحة بين واشنطن وموسكو لها تأثيرها في خرائط المنطقة. فإذا اتجهت إلى التفاهم فإن ذلك قد يؤدي إلى الاعتراف بالمصالح الاستراتيجية لروسيا مع بعض الدول ذات العلاقات التاريخية معها. مثل مصر وسوريا والعراق والجزائر. أما إذا اتجهت تلك العلاقات إلى التفاقم والتخاصم. فإن ذلك سيدفع موسكو إلى التصرف بصورة منفردة ومحاولة إثبات وجودها بوسائل أخرى، بحيث تعود روسيا إلى تعزيز وجودها في قاعدة طرطوس البحرية السورية، وإلى مد جسورها مع الجزائر والسودان، وقد تكرر زيارات اسطولها للموانئ الليبية (رغيد الصلح- الحياة اللندنية 16-10) من الواضح أن السياسة الأمريكية بصدد إجراء محاولة للتفاهم مع عناصر المقاومة في المنطقة التي فشلت في القضاء عليها خلال ما سمي بسنوات الحرب ضد الإرهاب. وهو الحاصل مع حركة طالبان في أفغانستان، والمقاومة المسلحة في العراق، والمحاكم الإسلامية في الصومال. والرسالة الشفوية التي أبلغت إلى حماس في الأسبوع الماضي تدخل في هذا السياق. وهي إذا كانت لا تعد من قبيل الضوء الأخضر بسبب التحفظات الاسرائيلية، إلا أنها تمثل ضوءاً أصفر عند الحد الأدنى. إن الإدارة الأمريكية الراهنة تتأهب لإخلاء البيت الأبيض للوافد الجديد الذي سيتم انتخابه في الشهر القادم، وإذا صحت التوقعات بفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما، فأغلب الظن أن سياسة المواجهة العسكرية التي اتبعها الرئيس بوش سوف تتراجع، لتحل محلها سياسة التفاهم المباشر أولاً. وهو ما أعلنه أوباما فيما يخص إيران وسوريا على الأقل. فى كل الاحوال فان الموقف الامريكى من الصراع العربي – الإسرائيلي لن يتغير في جوهره ومقاصده، وما قد يتغير هو وسائله فقط. وهذه هي الرسالة التي نقلها إلى الأطراف المعنية بعض أعضاء فريق أوباما للسياسة الخارجية، الذين قاموا بجولة في بعض العواصم العربية في بداية العام، أثناء إعدادهم لبرنامج أوباما فيما يخص السياسة الخارجية. (4) فيما هو ظاهر على الأقل، فلا تكاد توجد دلائل على أن فكرة ‘المراجعة’ واردة في الخطاب السياسي العربي، سواء فى الشأن الداخلي او الخارجى. أذ يظل السكون سيد الموقف، او الجمود ان شئت الدقة. ذلك أن المراجعة لا تنطلق من فراغ، ولكنها ثمرة تفاعل الخلايا الحية في جسم المجتمع. وهي الحيوية التي توفر للمجتمع قدرة على الصمود في مواجهة الأزمات وكفاءة في تجاوزها، وتحويل الصدمة إلى فرصة كما يقول الصينيون. لهذا السبب فإنني لست مع المهللين الذين احتفوا في العالم العربي باعصار الانهيار الاقتصادي. وقلت في مقام آخر ان المجتمعات الغربية تتمتع بحيوية تمكنها من تجاوز الأزمة، وان الذين يجيدون السباحة لا يخشى عليهم من الغرق. وان الفرق بيننا وبينهم أننا لا نجيد السباحة، ولا نريد ان نتعلمها. ولذلك فإننا سرعان ما نغرق في شبر المياه، كما يقول المثل العامي في مصر. يجب الا ننسي أن الخائبين وحدهم الذين يعلقون نجاحهم على سقوط غيرهم، لأنهم في هذه الحالة يعتبرون انتظار المصادفات السعيدة خيارهم الوحيد. وهو خيار العاجزين والمفلسين في كل حين. قال لي مسؤول أمريكى متقاعد من وظيفته الحساسة انه حضر في واشنطن حلقة مناقشة حول الأوضاع السياسية في أهم الأقطار العربية، واشترك في المناقشة مسؤول أمني كبير في تلك الدولة. وبعد استعراض الخيارات المختلفة التي طرحت أفكاراً عن المشاركة والاحتواء. جاء الدور على المسؤول العربي الذي كان من رأيه أنه لا سبيل إلى تحقيق شيء من ذلك، وحين سئل ما العمل إذن؟ كان رده أن الاستئصال هو الحل، ولا بديل عن استمرار العمل للقضاء على تلك الفئة العصية على الاخضاع. وهو ما فوجئ به المحاورون، فتبادلوا النظرات وانهوا الجلسة في هدوء. إن الجمود السياسى في أجواء الحركة السريعة التي يشهدها العالم في تحولاته ومراجعاته لا يعد استقراراً ولا ثباتاً، ولكنه يخرجنا من موقع الفعل إلى دائرة الصدى. ثم إنه يصبح تراجعاً وارتداداً إلى الوراء، يوسع المسافة ليس فقط بيننا وبين المجتمعات التى تنشد العافية وتتحرى اسبابها، ولكن أيضاً بين المجتمعات والأنظمة في بلادنا ذاتها.  (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 أكتوبر 2008)  

مشكلة فلسطينيي 1948 وقصور البرنامج السياسي الفلسطيني

بشير موسى نافع (*) شهدت مدينة عكا أسبوعاً طويلاً من الاعتداءات التي قام بها قطاع من سكان المدينة اليهود على من تبقى من السكان الفلسطينيين العرب الأصليين. كما في أغلب المدن الفلسطينية داخل حدود الدولة العبرية، يشكل الفلسطينيون العرب أقلية سكان عكا. ولأن قطاعاً من السكان اليهود هم من مستوطني قطاع غزة السابقين، ومن أكثر الإسرائيليين عدوانية وكراهية للعرب، فإن الاعتداءات على السكان العرب تصاعدت في شكل ملحوظ مؤخراً. الهدف الرئيس للعناصر المتورطة في هذه الاعتداءات (وهي اعتداءات عنصرية وليست أحداث شغب، كما تداولتها وسائل الإعلام)، هو طرد الأقلية العربية من المدينة. بخلاف الاهتمام الإعلامي القصير والمحدود، لم يكن هناك من ردود فعل سياسية ملموسة، اللهم سوى تصريحات تضامنية لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، وتظاهرة تضامن في مدينة غزة، حيث مقر الحكومة المقالة. في رام الله، لم يكن هناك من موقف يمكن تسجيله، ولا في أي من العواصم العربية، وكأن أحداث عكا هي شأن إسرائيلي داخلي، وأحداً كما يبدو لا يريد أن يتصور أن السكوت عن عكا قد ينتهي إلى السكوت عن مصير كل العرب -الفلسطينيين في الدولة العبرية. بيد أن البعد الأهم لأحداث عكا يتعلق بالقصور الصارخ في البرنامج السياسي الفلسطيني وفي التصور العربي السائد لحل القضية الفلسطينية. الواضح في الخطاب العربي-الفلسطيني أن فكرة التحرير الشامل لم تعد موضع نقاش، وإن كانت، كما هو الأمر في دوائر محدودة، فليس ثمة تصور لكيف يمكن أن ينجز هذا الهدف، وفي أي مدى زمني ممكن. إن من الخطل بالطبع استبعاد تطور ميزان قوى مختلف تماماً في المستقبل، وأن يؤدي هذا إلى انهيار كلي للدولة العبرية. ولكن أحداً لا يمكنه الآن تقدير احتمالات مثل هذا التطور؛ ولذا فأغلب الجدل السياسي يدور حول التصورات المطروحة فعلياً الآن. وبغض النظر عن اللغة التي تغلف بها البرامج السياسية، فإن البرنامج الفلسطيني الذي تؤيده الدول العربية تأييداً عاماً، كما تدعمه في شكل محدد عبر المبادرة العربية، هو برنامج الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقطاع. اكتسب هذا التصور للمستقبل السياسي الفلسطيني ملامحه الأولى منذ برنامج النقاط العشر في عام 1974، ليصل إلى مؤتمر مدريد في مطلع التسعينيات والفلسطينيون قد قبلوا صراحة أو ضمناً القرارات الدولية الرئيسة المتعلقة بالصراع في الشرق الأوسط، ووجود الدولة العبرية، وطالبوا بإقامة دولة فلسطينية على المناطق التي احتلت في 1967. ورغم عمومية نص اتفاق أوسلو، ودوامة المفاوضات التي دفع الفلسطينيين إليها، فإن الموقف الفلسطيني استقر على أن الهدف الرئيس للحركة الوطنية هو تجلي الهوية الفلسطينية في دولة وطنية مستقلة. حماس، القوة الفلسطينية الرئيسة المنافسة لحركة فتح (التي هي من يسيطر على منظمة التحرير وعلى جسم السلطة الفلسطينية)، لا تقبل الاعتراف بالدولة العبرية، ولكنها في الواقع تطرح تصوراً لا يختلف كثيراً عن تصور الدولة المستقلة. ترى حماس أن الحل الوحيد الممكن في الآونة الراهنة هو حل يستند إلى هدنة طويلة المدى، تمتد إلى عقد أو عقدين أو أكثر، تتيح للطرفين العيش بسلام، على أن يترك للأجيال القادمة خيار الحل النهائي. ما يغيب عن حماس، كما يبدو، أن أغلب حدود دول الشرق الأوسط هي في الحقيقة حدود مؤقتة. وإن كان توازن القوى الحالي قد يؤسس لهدنة طويلة على حدود الجدار الفاصل، فليس ثمة ما يمنع أن يتحول الجدار إلى حدود فعلية، كما كل الحدود المؤقتة بين دول المشرق. لا يضع الداعون لدولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع في الحسبان وحدة الشعب الفلسطيني. فلا الشعب الفلسطيني ككل يعتبر ركيزة نضالية للحصول على القدر الأكبر من الحقوق الوطنية، ولا أن مكتسبات الحل الموعود يمكن أن تصل القطاعات المختلفة لهذا الشعب. لعب فلسطينيو الشتات، مثلاً، دوراً رئيساً في حمل عبء الحركة الوطنية الفلسطينية، ولكن ما أن وقع أوسلو حتى خرجوا نهائياً من الحساب. ورغم أن فلسطينيي 1948 يقفون في الساحة وحدهم تقريباً للدفاع عن القدس والأقصى الشريف، فإن جهودهم للحفاظ على القدس، ونضالهم الهائل للحفاظ على الوجود العربي-الفلسطيني داخل الدولة العبرية ليس له اعتبار يذكر في العمل السياسي الوطني. من جهة أخرى، فإن تسوية تستند إلى فكرة الدولة الوطنية المستقلة لا يبدو أنها تتضمن عودة ملموسة للاجئين الفلسطينيين. كل ما يمكن أن يعد به المفاوض الفلسطيني هو عودة جزء صغير من اللاجئين، يفهم من كافة الأوساط التفاوضية أنه يتعلق باللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولكن الجسم الأكبر من اللاجئين، الذين يشكلون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، سيتم إيجاد حل آخر لهم. ولا يهمل هذا التصور أغلب فلسطينيي الشتات وحسب، بل ويتجنب كلية التطرق إلى فلسطينيي الدولة العبرية، لا في المطالبة بتوفير ضمانات لبقائهم في وطنهم وتحسين ظروف حياتهم، ولا في مناقشة صلتهم المستقبلية بباقي شعبهم في الضفة والقطاع والشتات. هذا القصور الفادح في تصور حل الدولة الوطنية، الذي قد لا يتحقق، على أية حال، لا يمكن معالجته معالجة حقيقية إلا بتبني فكرة الدولة الواحدة. المشكلة أن أغلب الجدل حول فكرة الدولة الواحدة يتعلق بصورة واحدة ممكنة لهذه الدولة، وهي صورة الدولة ثنائية القومية، ويغفل إمكانية تطوير أكثر من تصور للدولة الواحدة. أما الاعتراض الذي يثيره أنصار التحرير الكامل، فهو اعتراض غير جاد، لأن أحداً من الفلسطينيين لن يقف مطلقاً في طريق التحرير الكامل إن تطور ظرف موضوعي يسمح بتحقق مثل هذا التصور. الاعتراض الثالث، بالطبع، هو ذلك المتعلق بعدم وجود تيار إسرائيلي ملموس لتأييد فكرة الدولة الواحدة؛ وهو ما يجعلها فكرة خيالية أخرى، ليس لها من مرجح واقعي ملموس. ولكن ما يجب تذكره، ربما، أن مشروع الدولة الواحدة هو مشروع نضالي في جوهره، وأن من الضروري التعامل معه ليس باعتباره حلاً سحرياً سريع التحقق، بل باعتباره مشروعاً يحمل مقومات أكبر للتحقق. وحده مشروع الدولة الواحدة يفسح المجال لكل أجزاء الشعب الفلسطيني وقطاعاته. من أجل إقامة دولة واحدة في كل فلسطين، يصبح هناك معنى لنضالات الفلسطينيين داخل الدولة العبرية، ويصبح من الممكن حشد أكبر قطاع منهم في سياق العمل الوطني. كما يصبح هناك معنى لتطور حركة تضامن واسعة النطاق مع نضالات هذا القطاع الكبير من الشعب، الذي تتهدده المخاطر، وليس في عكا وحسب. ومن أجل تحقيق هدف إقامة دولة واحدة، يعود الاعتبار لوزن ومساهمة ودور فلسطينيي الشتات الذين لا يمكن تصور حل الدولة الواحدة بدون ضمان عودتهم. ما حققه مساق أوسلو، وفي القلب منه فكرة الدولة المستقلة، أنه قام بتقسيم الشعب الفلسطيني إلى ثلاثة قطاعات كبرى؛ فلسطينيو الضفة والقطاع، وفلسطينيو الدولة العبرية، وفلسطينيو المهجر، مهملاً القطاع الثاني والثالث، ومقتصراً على إيجاد دولة وطنية للقطاع الأول فقط. ما يمكن أن يقوم به برنامج سياسي جديد يستند إلى فكرة الدولة الواحدة هو إعادة توحيد فعالة وصلبة لكافة قطاعات الشعب الفلسطيني. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)  

كتاب جديد يقدم صورة سلبية عن المرشح الجمهوري تاريخ ماكين غير مشجع لإنقاذ أميركا

توفيق المديني يعد كتاب المعلق السياسي كليف شيكتر عن تاريخ المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى يوم 4 تشرين الثاني المقبل، من أهم الكتب الحديثة التي صدرت في الولايات المتحدة الأميركية، التي تتحدث عن تاريخ ماكين، إذ إن الصورة التي يرسمها الكاتب عنه في هذا الكتاب، هي صورة حرباء متلونة، وسياسي متقلب، لا يتورع عن قول أو فعل أي شيء في سبيل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة. والكتاب صادر عن دار بوليبوينت للنشر. ومنذ الصفحات الأولى للكتاب، شن الكاتب هجوماً عنيفاً على جون ماكين، مرشح الرئاسة الأميركي عن الحزب الجمهوري، حيث يقول: إن الأدلة التي جمعها في هذا الكتاب، تكشف ان ماكين لم يكف في يوم من الأيام عن حساباته السياسية، والتي ليس لها محرك سوى مصلحته الشخصية. ولذلك فليس من المدهش ان ماكين الذي كان قد وصف الاصوليين المسيحيين، جيري فالويل، وبات روبرتسون، بأنهما، « عميلان للتعصب » عندما ترشح للرئاسة في المرة الماضية، يذهب اليهما في فلوريدا سنة 2007 ويخطب ودهما، حين ادرك انهما الأساس الذي بنى عليه جورج دبليو بوش فوزه بالرئاسة في المرتين. من المعروف تاريخيا أن جون ماكين كان مقاتلا وسجينا في حرب فيتنام ومعارضا للاجهاض ونصيراً لحياة الاجنة. وبعد ان كان معارضاً لخفض الضرائب الذي فرضه الرئيس بوش، لأن « معظم فوائده تذهب لجيوب الاثرياء من الأميركيين » كما كان يقول، هاهو الآن مؤيد لجعل خفض الضرائب دائماً. وهو الرجل الذي عانى مرارة التعذيب على مدى خمس سنوات في فيتنام، ولكنه صوت في فبراير / شباط 2008 لمصلحة السماح بممارسة التعذيب المائي وايهام السجين بالغرق. ويقول الكاتب: إن جون ماكين، شخص دائم التقلب على الصعيد العقائدي، والسياسي، والشخصي، وهو يميز ثلاث « نسخ » مختلفة من ماكين: ماكين،1 الذي برز في أواسط الثمانينات، عندما تقدم لشغل مقعد في مجلس الشيوخ، أصبح شاغراً على أثر تقاعد باري جولد ووتر. وقد تأثر ماكين في هذه المرحلة بفلسفة جولدووتر، الذي كان يؤيد انعزال الولايات المتحدة وعدم تدخلها في شؤون الدول الأخرى، كما كان مؤمناً بحرية الفكر والتصرف، معارضاً للاصلاحات الاقتصادية على طريقة فرانكلين روزفيلت « مبدأ الصفقة الجديدة ». رؤية ماكين للسياسة الخارجية الأميركية في تناول الكاتب لأطروحات ماكين حول قضايا السياسة الخارجية الأميركية يقول الكاتب: »ان ماكين قد انحرف مائة وثمانين درجة عن معتقداته التي كان يجاهر بها في الثمانينات وحتى أواسط التسعينات من القرن الماضي، في المرحلة التي كان يتسم بها بنزعة محافظة وميل الى عدم التدخل. ففي ذلك الوقت كان ما يزال واقعاً تحت تأثير مواقف السناتور باري جولد ووتر، الذي استقال من مجلس الشيوخ سنة 1986 فخلفه ماكين في عضوية المجلس. وكان جولد ووتر معروفا بنوع خاص به من المحافظة، والنزعة الشعبوية، ومناوأة الشيوعية والميل الى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. كما أن ماكين، ربما كان في تلك المرحلة، ما يزال متأثراً بذكرياته عن حرب فيتنام التي لم يكلل عرض القوة الأميركية فيها بالظفر. ولكن ماكين، يطرح اليوم نفسه بطلاً للحرب وخبيراً في السياسة الخارجية وكأن إحدى الصفتين لا بد أن تقود الى الأخرى. والأخطر من ذلك، كما يقول الكاتب :إن ماكين يتعامل مع نفسه باعتباره خبيراً في ما ينبغي ان تفعله الولايات المتحدة في العراق. وكان يؤيد حرب العراق منذ البداية، بينما يوجه الانتقادات لطريقة تنفيذها. وقد علق كل آماله على التصعيد وزيادة عدد القوات الأميركية في العراق سنة 2007، ولكن على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تقترب بأية حال من تحقيق الأهداف السامية التي زعمت أنها تسعى لتحقيقها، عندما كانت تحشد لغزو العراق، إلا أن انصار ماكين يعتقدون أنه لا يقل حنكة عن تشرتشل، كما يقول الكاتب. المسألة العراقية ويقول الكاتب : »إن التاريخ قد يثبت أن ماكين لم يكن مصيباً أبداً في تأييده لغزو العراق، أو زيادة عدد القوات الأميركية في ذلك البلد، وتصعيد الحرب فيه ». ويمضي الكاتب قائلاً: « ان التاريخ قد يثبت ان ما كان مطلوباً منذ البداية هو اشراك عدد أكبر من القوات البرية، أو عدم القيام بالغزو أصلا. وليس من المتوقع أن يسطر المؤرخون ان انصاف الحلول، والتعذيب، بالاضافة الى التدخل غير المبرر أصلاً، تشكل سياسة خارجية بارعة بأي حال. ولكن العديد من المراقبين يتفقون على أن موقف ماكين العدواني من القضايا الدولية لا يتفق مع ميله الى العزلة الحذرة، الذي اتسمت به مواقفه منذ أيام ريغان وطوال فترة حكم كلينتون كلها تقريباً. وفي ذلك الوقت كان ماكين فيما يبدو، يدرك شعار جورج واشنطن القديم، الذي يحذر من الوقوع في شرك التدخلات في شؤون الدول الاجنبية، اذن كيف وصل الأمر بماكين الى حد المناداة بإسقاط الأنظمة في « الدول المارقة »، واتخاذ ذلك منطلقاً لحملته الانتخابية سنة 2000؟ ». يمكن أيضاً تتبع رحلة ماكين عبر السياسة الخارجية من خلال موقفه المتغير ازاء صدام حسين والعراق، ففي ثمانينات القرن الماضي كان الجمهوريون في عهد ريغان يتخذون صدام حسين حليفاً. وذلك عندما كان تسليح العراق حركة بارعة لمواجهة الثورة في ايران. « وعندما كان تسليح اسامة بن لادن وغيره في افغانستان أسلوباً ذكياً لاحتواء التوسع السوفييتي ». ثم جاء غزو العراق للكويت، وقد هدد ذلك المصالح النفطية للولايات المتحدة، فتم تعديل السياسة الأميركية وفق ذلك. وفي بادئ الأمر، دعا السناتور ماكين الى القيام برد مدروس، وقال: اعتقد ان علينا أن نفيد مما لدينا من ميزات، وذلك بالتدخل من الجوّ، ولكنه لم يكن متحمساً للتدخل بقوات برية، بأي شكل من الأشكال، وقد قال في التسعينات « اننا لا يمكن حتى أن نفكر، مجرد تفكير، بمقايضة الدم الأميركي بدم عراقي ». وكان الرئيس بوش الأب وآخرون في الكونغرس يفكرون بطريقة مختلفة، وقد خول قرار اتخذه الكونغرس، الرئيس بوش ارسال قوات برية أميركية إلى العراق. وفي تلك المرحلة، أيد ماكين القرار كما ساند قرار الادارة الأميركية بعدم الزحف الى داخل بغداد عندما كانت حرب الخليج في أيامها الأخيرة. العلاقة بالمحافظين الجدد في سنة 1998 انضم الى مجموعة من المحافظين الجدد تنادي بالتخلص من صدام حسين، وقد كتبت تلك المجموعة الى الرئيس كلينتون تقول: « ان الاستراتيجية الوحيدة المقبولة هي التي تقضي على احتمالات قدرة العراق على استخدام أسلحة الدمار الشامل، أو التهديد باستخدامها »، وكانت المجموعة الأولى ترى أنه لا وقت للحصول على ترخيص من الأمم المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية، كما تقتضي القوانين الدولية التي كانت الولايات المتحدة قد ساعدت على تطبيقها في اعقاب الحرب العالمية الثانية، أما الآن فقد اصبحت هذه القوانين ذاتها خطراً على الولايات المتحدة، كما تعتقد المجموعة التي كتبت الرسالة المذكورة، فقد أعلنت تلك الرسالة ان « السياسة الأميركية لا يمكن أن تظل مشلولة بسبب اصرار مجلس الأمن الخاطئ على ضرورة الاجماع » وكان التقاعس عن العمل في رأي حكماء هذه المجموعة، يعرض مصالح الأميركيين ومستقبلهم للخطر، وكان من بين الموقعين على تلك الرسالة بول وولفوتز، دونالد رامسفيلد، جون بولتون، ريتشارد بيرل، اليوت أبرامز، وليام كريستول، وزلماي خليل زاد. ويتساءل الكاتب: ما رأي الناخبين في مصاحبة ماكين لهذه الثلة؟ ويتابع قائلا، إن هذه المجموعة تتحمل على الأقل مسؤولية أساسية عن القضاء على المجتمع العراقي، كما هي مسؤولة أيضاً عن اراقة الدم الأميركي وهدر الثروات الأميركية، التي انفقت على غزو العراق واحتلاله فلم تكن مخاوفها من أسلحة الدمار الشامل العراقية في محلها، الى درجة أن السياسات التي أوصت بها وألحت في تطبيقها، هي بالذات التي عرضت مصالح الأميركيين. أثناء استعداد ماكين لخوض الانتخابات الرئاسية سنة2000 وجد نفسه يفتقر الى قاعدة في أوساط المحافظين الجدد الاجتماعية أو المسيحية أو الاقتصادية، ولكنه كان في حاجة ماسة الى سبيل يوصله الى الناخبين الجمهوريين. فلماذا لا يجرّب السياسة الخارجية سبيلاً الى ذلك؟ فأجرى مشاورات كثيرة مع المروّجين للأفكار العسكرية، وبعد ذلك راح يطلق البيانات والتصريحات التي ينادي فيها بإسقاط الأنظمة في « الدول المارقة ». وكان هذا هو الخط الرئيسي لسياسته الخارجية. وقد وجد هذا الخط صدى لدى شخصيات بارزة من المحافظين الجدد، مثل وليام سافاير ووليام كريستول. وبذلك أصبح ماكين هو المرشح المفضل لدى هؤلاء في حملة انتخابات سنة 2000. كما أنه كسب بذلك ود ودعم كبار الاعلاميين من المحافظين الجدد، مثل تشارلس كروتامر، المعلق وكاتب العمود الصحافي الذي ينشر في العديد من الصحف الأميركية الكبرى، والمعلق الذي كثيراً ما تستضيفه شبكة « فوكس نيوز » للتعليق على الأحداث، وكذلك نورمان بودوريتز، رئيس تحرير المجلة الشهرية اليهودية « كومنتري ». وقد رأى هؤلاء وأمثالهم ماكين أنسب من جورج دبليو بوش لنشر التعاسة في الشرق الأوسط، وتلك هي غايتهم ومطلبهم، كما يقول المؤلف. وقد تغاضى المحافظون الجدد عن تقلبات ماكين في قضايا السياسة الخارجية ورحبوا ببطل الحرب بين ظهرانيهم. وكانت صورته كرجل صلب لا يلين، ملائمة تماماً لمشروع المحافظين الجدد الذي ينطوي على خلق الأساطير، أو « الأكاذيب النبيلة » للحفاظ على تماسك المجتمع. وهكذا راح ماكين يعمل بعزم لا يلين في الترويج للحرب من خلال وسائل الإعلام، التي شربت حتى ارتوت من تأكيداته على أن الحرب ضرورية، وأنها ستنتهي بعد وقت قصير. وعندما بدأت الحرب في مارس/ آذار،2003 آتت جهود ماكين وأصدقائه الجدد أكلها، ونشبت الحرب التي يريدونها. وهي الحرب التي وصفها بول ريكوف ـ المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة « قدامى المحاربين الأميركيين في العراق وأفغانستان »، والذي يعرّف نفسه بأنه مستقل سياسياً ـ بأنها قامت على تصورات خاطئة وأنها كانت سيئة التنفيذ على نحو رهيب. وهي الحرب أيضاً التي قال عنها العميل السري السابق، ومستشار مكافحة الإرهاب لاري جونسون، إنها أدت الى تغيير جذري في المواقف في أوساط الجيش الأميركي، بخصوص من تنبغي الثقة به ودعمه سياسياً. ويضيف جونسون قائلاً: إن الجيش ينظر الى ما فعله ماكين وزمرته بذلك البلد، ويعرف أنها حرب فاشلة تماماً. ويقول الكاتب: إن ماكين، لم يكفّ عن مساندة الحرب منذ اندلاعها، ولكنه يهذر بأفكار غير محددة بشأن قضايا مهمة متعلقة بالحرب. ويرى كثير من الأميركيين قدراً كبيراً من التضارب والتناقض والرياء، في مواقفه وخصوصاً عند النظر الى الخسائر الأميركية في الأرواح في العراق. ولكن كل ذلك لا يؤثر في زمرة المعجبين بماكين في وسائل الإعلام الوطنية الأميركية. فحتى عندما يعلمون أن ما يقوله كذب صُراح، لا يكلفون أنفسهم عناء الإشارة الى ذلك. ويضرب المؤلف مثالاً على ذلك، ما كتبه الصحافي الشهير جو كلاين في مجلة التايم، والذي يقول فيه: إن ماكين، سواء كان المرء معه أو لم يكن، ثابت على مبدئه بشأن الحرب.. وإنما معجب برغبته الجليلة في إقحام هذا الموقف الذي لا يحظى بالشعبية في انتخابات 2008.. مما يجعل الأمر أشد إثارة للضيق حين ينزلق السيناتور في الحسابات السياسية، مثلما يفعل عندما يتحدى الذين يعارضون التصعيد من أجل وقف تمويل الحرب. ويقول الصحافي جريج سارجنت، إن ماكين لم يكن ثابتاً على مبدئه أبداً بالنسبة للحرب، بل إنه كان عكس ذلك في أمرين رئيسيين: الأول هو عدد الجنود الاضافيين الذين قال إنهم لازمون في العراق؛ والأمر الثاني هو تقديراته بشأن كيفية سير الحرب على مدى السنتين الماضيتين. ويضيف الكاتب المؤلف: إن وسائل الإعلام لأسباب غير معروفة لم تركز على إعطاء أمثلة أخرى على تقلبات مواقف ماكين بشأن العراق. ففي يناير/ كانون الثاني 2008 ادعى ماكين من خلال شبكة « ام اس ان بي سي » الإخبارية، انه كان يعرف أن الحرب في العراق « يحتمل أن تكون طويلة وصعبة وقاسية »، وانه كان يشعر « بالأسف » إزاء الذين صوتوا لصالح شن الحرب معتقدين أنها ستكون « مهمة سهلة على نحو ما ». فلماذا اعتقدوا ذلك؟ يتطوع ماكين للإجابة قائلاً: « ربما لم يكونوا يعرفون ما صوّتوا له ». ويلخص المراقب السياسي جلين جرينوالد موقف ماكين إزاء العراق على النحو التالي: 1) من أجل الانتصار في العراق، نحتاج الى توسيع جيشنا بمقدار 100 ألف جندي إضافي؛ 2) ليس لدينا في أي مكان عدد يقرب من 100 ألف جندي لإرسالهم الى العراق، ولا أحد يقول إن لدينا مثل هذا العدد؛ 3) القيام بعملية تجنيد ليس ضرورياً على الاطلاق. وهكذا فإن خطة ماكين مرتبكة وغير قابلة للتطبيق. وقد قال عنها موضحا: « قلت اننا نحتاج الى 100 ألف جندي آخر من مشاة البحرية وأفراد الجيش. إننا بحاجة الى جنود إضافيين هناك، ولكني أعتقد أن علينا أن نوسع الجيش ووحدات مشاة البحرية بمقدار 100 ألف رجل ». ظل ماكين يهاجم الديمقراطيين بسبب دعمهم لإعادة الانتشار في العراق، ويبدو أن انتقاده مبني على اعتباره اعادة الانتشار بمثابة انسحاب تكتيكي من أجل حماية حدود العراق، وان تلك الحركة سوف تترك العراقيين يقتتلون فيما بينهم، وذلك معادل للاستسلام. ولكن ماكين كان قد دعا من قبل إلى ما يشبه اعادة الانتشار، حيث قال: « إذا لم تنجح هذه الاستراتيجية، فسوف نضطر الى ابتكار استراتيجية اخرى، ولكني اسارع الى القول إنه لا توجد هنالك خيارات جيدة » وأحد تلك الخيارات، كما قال ماكين، هو « الانسحاب الى حدود العراق لمحاولة منع الدول الأخرى من التدخل، والحفاظ على قواعدنا في الكويت وفي أماكن أخرى، هنالك عدد كبير من السيناريوات »، ولكنه قال كذلك ان استراتيجية تصعيد عدد الجنود « يجب أن تعطى وقتاً ». الموقف من إيران يريد ماكين للولايات المتحدة أن ترفض التعامل مع ايران، التي تصلب موقفها، كما يقول الكاتب بسبب الحرب في العراق. فمن المأثور عنه إنه شوهد، وصوّر وهو يغني إحدى الأغاني الأميركية الشهيرة، ولكن بكلمات تدعو الى قصف ايران بالقنابل. وبعد ذلك بستة اشهر وعد بقصف ايران اذا اشتبه الأميركيون بأنها ماضية في سبيل الحصول على اسلحة نووية. ويقول المؤلف إن معظم الأميركيين يعارضون هذا الهوس. فقد توصل استطلاع للرأي اجرته شبكة فوكس نيوز، في حزيران،2006 الى أن 59% من الأميركيين يؤثرون التحدث مع ايران حتى لو استمرت بالسير في درب التحول الى دولة نووية. ولكن ماكين اعتاد خطة بوش التي تتضمن التهديد بشن هجمات على ايران. وفي اكتوبر/ تشرين الأول 2006 سألت المؤسسة المتخصصة في دراسة الرأي العام ازاء السياسات الدولية، والتي تدعى « البرنامج المتعلق بالمواقف ازاء السياسة الدولية » سألت عما اذا كان ينبغي على الولايات المتحدة ان تعقد مباحثات مع ايران وكوريا الشمالية دون شروط مسبقة. ومن الـ 55% من الذين اجابوا بالايجاب، وصف 56% منهم أنفسهم بأنهم مستقلون سياسياً وهم المعتدلون الذين يدعي ماكين أنه يمثلهم. وحسبما جاء في الاستطلاع المذكور، يعتقد 28% فقط من المشاركين فيه أن على الولايات المتحدة ان تنهمك بتنفيذ خطة بوش ماكين الرامية الى مساعدة المنشقين الايرانيين في الإطاحة بالحكومة الايرانية. ويصل الكاتب في نهاية تحليله لأطروحات جون ماكين حول السياسة الخارجية، إلى نتيجة وهي أن أن تفكير معظم الأميركيين بقضايا السياسة الخارجية يختلف اختلافاً شاسعاً عن تفكير جون ماكين. [ الكتاب: ماكين على حقيقته: « لماذا لا يثق المحافظون به؟ و لماذا ينبغي للمستقلين ألا يفعلوا؟ » [ الكاتب: كليف شيكتر، ترجمة عمر عدس [ الناشر: دار بوليبوينت للنشر 2008 (المصدر: صحيفة المستقبل (يومية –  لبنان) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.