الخميس، 20 يناير 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3894 du 20.01.2011  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي:بيــــــــــــــــــــــان

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:بيـــــــــــــــان:تسلم قرار الترخيص بتأسيس حزب

بلاغ المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم

حوار إذاعي مع عبد الكريم الهاروني في إذاعة المنستير

الصباح:بعد نفيه.. يعود قريبا إلى تونس:غسان بن جدو يرفض دعوة للمشاركة في الحكومة المؤقتة

أهالي عمادة منزل حياة –زرمدين المنستير: عاجل و خطير

النقابيين الشرعييــن:الإحداث المؤلمة والمشهد النقابي

رافع القارصى:بيان إلى شعبنا العظيم:

جلال الأخضر:التجمع  في تونس يخوض المقاومة السرية ببعض التنازلات التكتيكية حتى لا يقع تهميشه

بشير الحامدي:ثورة الحرية والكرامة في تونس مستمرة وبكل تصميم تكنس نظام الدكتاتورية وتفكك أجهزته

لجنة إنقاذ الوطن:حكومة وطنيين مخلصين لا اقتسام سلطة ولا تكنوقراط

الدكتور أبو بكر الشامي:ثورة تونس المباركة دروس وعبر

ثورة تونس:رسائل من وحي ثورة تونس

نبيل الرباعي:عودة حكومة التحالف القمعي الدستوري اليساري في عهد بن علي لتكون بعده حكومة انتقال ديمقراطي

إيهاب الشاوش:لصالح من تأبيد الأزمة التونسية

ســيف آل نـــصر:نعم فرّ طاغية تؤنس لكن بقي نظامه؛

د. نورالدين بوفلغة:وجاء نصر الله والفتح

مواطنون تونسيون:ثورة الحرية في تونس :رسالة إلى العالم

جيلاني العبدلي:معارضون يديرون الظهر لعموم الثائرين

مهرجان خطابي في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة للشيخ يوسف القرضاوي حول ثورة تونس

الشيخ:يوسف القرضاوي:رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:تصحيح لازم


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010


الحزب الديمقراطي التقدمي بيــــــــــــــــــــــان

إجتمع المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي اليوم 19/01/2011 وترحم أعضاؤه في بداية أشغاله على شهداء تونس الذين سقطوا من أجل وضع حد لسياسة الفساد والإستبداد وإسقاط الطاغية بن علي و أكد المكتب السياسي أن المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية ينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة ويعتبر جسرا حقيقيا لإرساء الديمقراطية و قيام المؤسسات الممثلة وإقرار الإصلاحات السياسية و التشريعية المتأكدة.
وحيّا المكتب السياسي يقظة و وعي قطاعات الشعب التونسي التي عبرت عن إعتراضها على مظاهر تواصل نظام بن علي بما في ذلك داخل الحكومة الوطنية و يطالب الحزب أعضاء الحكومة التجمعيين الإستقالة من مهامهم الحزبية حتى لا تكون عنوانا يوحي باستمرار زمن الدكتاتورية وفي هذا الصدد يؤكد المكتب السياسي رفضه لما ورد على لسان وزير الداخلية في ندوته الصحفية الأخيرة ويدعوه إلى الإبتعاد عن الخطاب السياسي القديم و يجدد رفضه لأي إستخفاف بنضالات الشعب التونسي وبدماء شهدائه الأبرار أو الإستنقاص من مكانة منجزه التاريخي في إسقاط رمز الإستبداد والذي لا يقدر بثمن
وجدد المكتب السياسي دعم خيار حكومة الوحدة الوطنية من أجل الإنتقال إلى الديمقراطية بآعتباره الخيار الوحيد في الوقت الراهن الذي يحول دون تأبيد حالة الطوارئ أو إستقدام خيار لا يكون للشعب رأي فيه
وطالب المكتب السياسي ان تسرع الحكومة بإقرار مشروع قانون العفو التشريعي العام واتخاذ كل التدابير المكرسة لمبدأ فصل الدولة عن الأحزاب السياسية وإنهاء تفرغ أعضاء التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا وحل الشعب المهنية واسترجاع ممتلكات المجموعة الوطنية منه وبضرورة تشكيل مجلس أعلى للإتصال برئاسة شخصية مستقلة تشرف على تطوير قطاع الإعلام و تحريره.
وإزاء تخلي بعض المرشحين لعضوية حكومة الوحدة الوطنية يطالب المكتب السياسي بفتح باب الإستشارة مجددا مع مختلف القوى السياسية بما يوسع قاعدة المشاركة في هذه الحكومة ويدعم إستقرارها ويدعو الحزب الديمقراطي التقدمي كل القوى الديمقراطية والشباب وكافة الشعب التونسي للوقوف بكل الطرق ضد تعليق المؤسسات القانونية والدستورية مهما كان مستوى تحفظاتنا والعمل على بلورة البديل الذي يؤمن الإنتقال إلى الديمقراطية عبر تنظيم إنتخابات حرة وشفافة وفق قوانين جديدة تنظم الحرية ولا تقيدها.
تونس في 19 جانفي 2010 المكتب السياسي (المصدر: الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي التقدمي)  


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  بيـــــــــــــــان

تسلمت الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ ظهر هذا اليوم 19 جانفي 2011 قرار الترخيص بتأسيس الحزب. ونعبّر بهذه المناسبة عن إكبارنا لنضالات شعبنا التي كانت السبب في تحقيق هذا المكسب التي ضلّت سلطة الدكتاتور المخلوع تحرمنا منه وتسلّط علينا شتّى أنواع الاضطهاد والتضييق، لقد كان الفضل في ذلك لشهداء الثورة بدءا بمحمد البوعزيزي من  بوزيد و انتهاء بمعز البوهاني آخر من سقط برصاص القنص الإجرامي بحي الياسمينات ببن عروس.
و يعاهد حزبنا الرفاق الذين فتحوا أمامنا السبل منذ أواخر الستينات بتأسيسهم الخط الوطنيّ الديمقراطيّ، وإطلاقهم المبادرات النضالية المجيدة، من تأسيس الشعلة إلى انجاز لجان المبادرة والشعب السرية في 1978، وكل المنجزات المترجمة للانصهار في الطبقة العاملة وجماهير الكادحين من الفلاحين الفقراء و كل الفئات الشعبية، نعاهدهم بالسير على خطاهم والوفاء لذكراهم. ولا يفوتنا بالمناسبة كذلك أن نتذكر بكل إجلال شهداء الخطّ الوطنيّ الديمقراطيّ من الطالب حمادي زلوز شهيد منزل بورقيبة إلى عمار الفرجاوي، وكل من ضحى بحياته في ساحات النضال الوطني والاجتماعي في تونس والوطن العربي. ونتذكر خاصة من فقدناهم من رفاقنا الذين لم يروا هذا اليوم ولكنهم اشعلوا بنضالاتهم النور الذي قادنا إليه هذا الإنجاز وفي طليعة هؤلاء الفقيدان  عبد الله الهمامي ودغبوج العابدي.
و نحن نتعهد لشهدائنا وأمام شعبنا بمواصلة النضال من اجل الجمهورية الديمقراطية ذات البعد الاجتماعي على طريق التحرّر الوطنيّ الديمقراطيّ الناجز ونحو الأفق الاشتراكي للخلاص الشامل من الاضطهاد والاستغلال: تحقيقا للحرية والعدالة والتقدّم والمساواة.
هنيئا لكل الرفاق والأنصار وشكرا لكلّ من ساندنا من الأصدقاء أحزابا ومنظمات وشخصيات تونسية وعربية وعالمية. حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ تونس في 19 جانفي قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


تونس، في 20 جانفي 2011 بلاغ المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم


اجتمع المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم بصفة استثنائية يوم الخميس 20 جانفي 2011 وأصدر البيان التالي: أمام ما يتعرّض له حزبنا حزب الخضر للتقدّم من العديد من التهديدات باقتحام مقرّه وبالتعرّض لقيادته الشرعية وعدد من مناضليه بالإعتداء يدعو السلطات إلى تحمّل مسؤولياتها بتوفير الحماية لجميع الناشطين السياسيين في البلاد من هؤلاء التابعين لميليشيات الحزب الحاكم سابقا التي اندست منذ الانتخابات التشريعية السابقة في جميع الأحزاب السياسية وهي الآن بصدد تنفيذ تعليمات بقايا حزب التجمّع.

يؤكّد الحزب أنّ ما يسمى « هيئة التسيير المؤقتة لحزب الخضر للتقدّم » هي هيئة غير قانونية وهي متكوّنة من جملة من المندسين في الحزب ولا شرعية لهم في الهياكل التابعة له، وقدّ عبّرت جميع هياكل الحزب وجامعاته عن تنديدها بما أقدمت عليه هذه المجموعة المنشقّة عن الحزب ويؤكدون التفافهم حول القيادة الشرعية للحزب التي انتخبها المؤتمر التأسيسي للحزب. 
يعلن الحزب عن عدم مسؤوليته عن القرارات التي يمكن أن تتخذها هذه الهيئة الغير شرعية وأنّها لا تُلزمه في شيء. يؤكّد المكتب السياسي أنّ جميع قرارات الحزب لم تكن تؤخذ بصفة فردية وإنّما بطريقة ديمقراطية وتشاركيّة عبر التصويت سواء خلال اجتماعات المكتب السياسي أو المجلس الوطني أو المؤتمر أعلى سلطة في الحزب.
يؤكّد الحزب أنّ تهمة الموالاة للنظام السابق التي تروّج لها هذه الهيئة الغير شرعية وبعض من المكونات السياسية كانت تأتي ضمن حملة من الضغوطات التي تسلّطها الأطراف الرافضة لوجود مشهد سياسي متعدّد وديمقراطي ومحاولة رصّ صفوف مكونات المجتمع المدني الوطني وكنّا قد تقدمنا بالعديد من المقترحات الإصلاحية لكن للأسف كانت عُرضة للتعتيم الإعلامي، ويعلن للرأي العام أنّ جميع الأطراف السياسية المكوّنة للمشهد التونسي لا يمكن لها أن تتنصّل من هذه التُهمة والتاريخ شاهد على ما قدّمته من تنازلات.
يهمّ الأمين العام أن يكشف العديد من الحقائق للرأي العام من خلال تعرّضه إلى العديد من التضييقات والتهديدات التي وصلت إلى حدّ تعرّض ابنته إلى القتل عمدا سنة 1995 وأخيه سنة 2008 ويهمّه أن يعلن للرأي العام الوطني أنّه لا يملك ولو منزلا ولم يحض بأي دعم خاصا من رئيس الدولة ولا من الحزب الحاكم.
تتناقل وسائل الإعلام التونسية منذ أيام خبرا مفاده أنّ حزب الخضر للتقدّم قام بالسطو على تأشيرة حزب تونس الخضراء الذي حصل عليها مؤخّرا بعد أن تمّ رفض مطلبه من قبل وزارة الداخلية والتنمية المحليّة في العهد السابق، ويبيّن الحزب للرأي العام الوطني أنّ هذا الخبر لا أساس له من الصحّة خاصّة وأننا قد اتبعنا جميع الإجراءات القانونية التي يتطلبها قانون الأحزاب في بلادنا للحصول على هذه التأشيرة.
يجدّد الحزب رفضه التامّ والقاطع لكل أشكال الالتفاف على مكاسب الثورة الشعبية من قبل بعض الأحزاب السياسية وعدد من رموز النظام السابق كما يدين حملة التشويه التي تتعرّض لها بعض الأحزاب الوطنية.
اعتبارا لما تطرحه المرحلة من استحقاقات سياسية وتنظيمية قرّر المكتب السياسي للحزب تطعيم تركيبته بالسيدين نيزار نصر الله ونبيل زغدود عضوي المجلس الوطني الذي تمّت الدعوة لانعقاده يوم السبت المقبل 22 جانفي 2011 للمصادقة على هذا القرار وللنظر في عديد من القرارات التي تهمّ سبل إعادة تنظيم عمل الحزب.
يجدّد الحزب إجلاله وإكباره للشهداء ضحايا القمع الذين سقطوا في سبيل الحرية ويحيي صمود الشعب التونسي ضدّ كلّ محاولات الفتنة والخراب كما يدعوا إلى إعلان الحداد الوطني على أرواح الشهداء. حزب الخضر للتقدّم عن/ المكتب السياسي الأمين العام منجي الخماسي  


حوار إذاعي مع عبد الكريم الهاروني في إذاعة المنستير


يوم الإربعاء 19.1.2011 على الساعة الثالثة بعد الظهر. https://rcpt.yousendit.com/1027884949/21565aca12fa7a46c10eabb3eff694df حوار إذاعي مع عبد الكريم الهاروني في إذاعة المنستير 2011 http://www.youtube.com/watch?v=g467aPAGxPw&feature=player_embedded  


بعد نفيه.. يعود قريبا إلى تونس غسان بن جدو يرفض دعوة للمشاركة في الحكومة المؤقتة


ظهر الإعلامي المتميز غسّان بن جدو في برنامج «كافيين» باذاعة «ميلودي» مع الإعلامية ليليان ناعسة، وتحدث بألم لأول مرة عن قصة نفيه من تونس إبان فترة حكم الرئيس زين العابدين بن علي والتي انتهت بعد الثورة الشعبية التاريخية التي قادها الشعب التونسي.
وأعلن غسان بن جدّو أنه سيواصل مهامه كمدير مكتب «الجزيرة» في بيروت، لكنه سيزور تونس بلده الذي غاب عنه بعد نفي دام 21 عاما، ليقبل ترابها.
غسان بن جدو وجه من خلال هذا المنبر أيضا عتابا ولوما للفنانين الذين قاموا بتوقيع عريضة تؤيد حكم الرئيس المخلوع بن علي قبل يوم واحد من إطاحته باستثناء الفنان الكبير لطفي بوشناق الذي كان موقفه واضحا من القضية. كما أعلن غسان بن جدو انه تلقى دعوة للمشاركة في الحكومة المقبلة ولكنه رفضها ليستمر في مهامه الإعلامية.
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 20 جانفي 2011)  


التونسيون يستعيدون ذكريات العيش بجوار « العائلة »


تونس (رويترز) – تركت الاطاحة المفاجئة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومغادرته هو وعائلته البلاد بعد احتجاج شعبي فراغا كبيرا في نمط الحياة الرغدة بأحياء فخمة في العاصمة كانت مرتعا لهم في وقت من الاوقات.
فقد كان أعضاء عائلة الرئيس السابق لتونس التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة من المظاهر الثابتة في المشهد الاجتماعي بأحياء جامارث والمرسى وقرطاج حيث انتشرت بيوتهم وتشعبت مصالحهم.
ولا يزال كثير من التونسيين يخشون الكلام علانية عن زمرة ظلوا لسنوات عديدة يشيرون اليها في احاديثهم الجانبية باسم « العائلة ».
ويقول موظفون في فنادق ومطاعم وحانات شاغرة- كثير منها مملوك لاعضاء من عائلة بن علي – انهم يأملون في أن ينجو نشاطهم من الاضطرابات. وظلت تونس تحت حظر التجوال خلال الاسبوع المنصرم وسحبت الشركات السياحة الاجانب من البلاد.
وقال رجل يعمل في حانة مملوكة لعضو من عائلة الطرابلسي التي تنتمي اليها ليلي بن علي زوجة الرئيس المخلوع « لا نعرف مصير تلك الاماكن .. لا ندري الى من ستؤول الملكية. ما زلنا نعمل ونأتي الى العمل كل يوم. »
ووقف أحد القصور التي كان يستخدمها بن علي – الذي فر مع عائلته الى السعودية بعد احتجاجات شعبية لا مثيل لها ضد الفقر والفساد والقمع السياسي الاسبوع الماضي – مهجورا على تل يطل على البحر المتوسط.
كما لا يسمح الحراس لاحد بدخول فندق كبير مهجور مملوك لبلحسن الطرابلسي شقيق زوجة بن علي. وقال حارس « لا يمكنك الدخول هناك تجديدات جارية. »
وفي المرسى أفسدت مشاهد البنوك المحترقة المملوكة لصخر الماطري زوج ابنة بن علي سكون الشوارع النظيفة التي اصطفت على جانبيها المحال التجارية والفيلات المصممة على الطراز المعماري التونسي المميز بلونيه الابيض والازرق. وفي فرع محترق لواحد من تلك الفروع انشغل متسول بالتنيقب في الحطام بينما مرت بالجوار جنازة أحد الشبان الذين قتلوا في العنف الذي صاحب الاطاحة ببن علي.
وفي نفس الشارع كان متجر ضخم مملوك لزوج واحدة من بنات بن علي خاويا.
واحاطت دبابات ومركبات عسكرية بمقر بنك الزيتونة على أطراف قرطاج. ويضم الحي مدرسة لتدريب قوات أمن الرئاسة الخاصة ببن علي بدت الان خاوية أيضا.
وفي أحد الاحياء الفقيرة المجاورة قال السكان ان الماطري اعتاد المرور بسرعة كبيرة بسيارته على الطريق الرئيسي الذي يقطع الحي. وقال عاطل عن العمل يدعى صالح « لم نشاهده سوى وهو يقود سيارته الهامر على هذا الطريق. كان أسلوبه متعجرفا. »
وشهدت تونس في السنوات الاخيرة اتساعا في الفجوة بين الصفوة الصغيرة الحاكمة صاحبة الثروة وبقية الشعب الذي يعيش في معاناة ويواجه البطالة وارتفاع الاسعار.
وكانت لعماد الطرابلسي – وهو أحد أشقاء ليلي بن علي ولم يكن التونسيون يحبونه على وجه الخصوص – فيلا في حي قريب. لكن دار الرجل الذي كان حتى اسبوع مضي يبث الرعب في قلوب كثير من السكان باتت مهجورة بعدما تعرضت للتخريب والتدمير.
وعلى جدران المنزل بدت كتابات بالعربية تسب بن علي وزوجته ليلي وتثني على محمد بوعزيزي الشاب الذي اضرم النار في نفسه قبل شهر ليفجر انتفاضة ضد ثقافة الرشوة والمحسوبية.
ومن بين تلك الكتابات « تونس حرة. بوعزيزي بطل » كما كتب أحدهم على الواجهة ساخرا « متحف عائلة الطرابلسي ». وقال رجل عرف نفسه باسم خميس « هذا الشخص (عماد) دخل البرلمان من دون أي خلفية ثقافية او سياسية. من أين له كل هذا.. قضت أختي ست سنوات بدون وظيفة بعد تخرجها من الجامعة. »
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 20 جانفي 2010)



عاجل و خطير  

عمدت عناصر تابعة للحرس الوطني تحت قيادة لطفي الغزواني رئيس المركز بعمادة منزل حياة التابعة لمعتمدية زرمدين بولاية المنستير إلى إصدار أمر للجان الدفاع المدني بإزالة الحواجز على مستوى الطريق الرئيسية رقم 1 مع أن هذه الحواجز تمت نصبها تحت رعاية جيشنا الوطني البطل و أنا بصدد إعلامكم درءا لكل المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها هذه العناصر المرتبطة بالنظام البائد و حزب التجمع الدستوري المنحل الذي هو بصدد إعادة ترتيب أوراقه و قد يواصل في هذا الظرف الدقيق مواصلة مخطط الأرض المحروقة و يطالب أبناء المنطقة أن يقع تسليم مركز الحرس إلى الجيش نظرا لإستراتيجية هذه المنطقة ( مفترق طرق و خط بري أساسي )  و أن يحلوا مكانه ريثما تستقر الأوضاع الأمنية و السياسية فأننا لا نثق إلا في الجيش الوطني التونسي الذي أبدى شجاعة كبيرة و قدرة فائقة على حماية البلاد و العباد من العابثين و ربما تكون هذه الحادثة عينة لما يحصل على هذا الخط البري الرئيسي .
أهالي عمادة منزل حياة –زرمدين المنستير


الإحداث المؤلمة والمشهد النقابي


نتوجع مثلما يتوجع الكثيرون من أبناء هذا الوطن العزيز ونخص بالذكر الوطنيين الصادقين لحالة سوء التصرف التي استشرت في كل المواقع من مؤسسات ومنظمات ومن تدهور للمقدرة الشرائية واستفحال ظاهرة البطالة. والأدهى والأمرّْ من كل ذلك هو السكوت وقبول الأمر الواقع, ليس من عامة المواطنين بل من نواب الشعب مما أدى إلى ردود الفعل العفوية والتي كانت بدايتها أحداث الحوض المنجمي والتي تدخل فيها المكتب التنفيذي لإتحاد الشغل بالحيلولة دون إمضاء الإتفاق الذي توصلت إليه الأطراف (تصريح عدنان الحاجي) وبعدها يتم تجريد النقابيين المفاوضين ، ولما وقع طردهم من عملهم استغل المكتب التنفيذي هذه الورقة ليقوم بعملية تصعيدية  كادت تؤدي إلى كارثة والتي لا زالت تداعياتها قائمة إلى اليوم. والثانية أحداث بنقردان والتي جاءت على خلفية رد فعل ليبية جراء تلاعب جراد حين وعد بالتصويت لفائدة الليبي رجب معتوق للأمانة العامة لإتحاد العمال العرب لكنه اخلف وعده وأعطى صوته إلى نقابي لبناني فاغتاظ الليبيون وفي خطوة اولى انسحبوا من إتحاد عمال المغرب العربي إلى الآن  وفي الثانية ردة الفعل الرسمية بغلق الحدود والتي تسببت في أحداث بنقردان.
وأخيرا أحداث سيدي بوزيد وعملية الإنتحار التي أقدم عليها الشاب محمد البوعزيزي والتي نأسف لها و نحن إذ نترحم على روحه  ونتعاطف مع عائلته وبقية المصابين وعائلاتهم مترحمين على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الأحداث  والتي كانت عفوية قبل معالجتها بطرق غير معقولة ولا مقبولة من طرف أعوان الأمن وبأسلوب عنيف مما أدى إلى فتح المجال لركوبها من أطراف لا تريد إلا الفوضى والإنزلاق بالبلاد نحو إثارة الفتن وعدم الإستقرار للتغطية على فشلها سياسيا حيث فقدت كل مصداقية ومشروعية.
إن مواقف هذه العناصر الصائدة في الماء العكر لا تشكل خطورة على أمن البلاد واستقرارها بحكم ضعف تنظمها وعدم قدرتها على الاستقطاب. لكن الأخطر هو عدم المبادرة من المجتمع المدني بتقديم مقترحات حلول جذرية كإحداث صندوق للبطالة تشارك فيه كل الأطراف وتمكين المستثمرين الصادقين من تركيز مشاريع بالجهات والمبادرة بذلك مع منحهم امتيازات تشجيعية لامتصاص استفحال ظاهرة البطالة والتهميش لتضميد الجراح وتهدئة الخواطر لإحتواء الأزمة وتجنيب البلاد كل مظاهر التوتر والعنف.
غير أن المكتب التنفيذي المنصب والمدعوم رسميا زاد الطين بلّة بسبب مواقفه المتضاربة مرّة بدعوته الداخلية إلى التجمعات والمسيرات والإضرابات والبيانات عن طريق النقابات والإتحادات الجهوية والمحلية وتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم  وأخرى في العلن بالتظاهر بعدم دعوته لذلك والقيام بمعاقبة النقابيين المشاركين فيها والتصريح بان ثمانون بالمائة من المشاركين غير نقابيين.
 إن المتتبع لهذا المشهد النقابي المتذبذب يلاحظ وجود عدة مواقف تناقض بعضها . إما عدم القدرة في التسيير أو دعم  حالات التسيب و إحداث التوتر مثل- اتصال أحدهم بجهته طالبا تنظيم مسيرات لضمان حقهم في التنمية (اركب لا تمنك) – في مناورة للتغطية على التجاوزات وسوء التصرف والإختلاسات التي بدأت تفوح رائحتها في مؤسسات الإتحاد من تعاونية التأمين إلى نزل أميلكار (والخافي أعظم) لتمديد حالة الاحتقان وتوزيعها (إنما العاجز من لا يستبد). ونحن في موقفنا هذا نطالب بالمحافظة على الأملاك العامة والخاصة كما ندعم كل المطالب المشروعة من حرية الرأي وحرية الاعلام وحق التعبير والحق في الشغل لكل العاطلين وإعادة المسرحين من العمل ومحاسبة الفاسدين والمتحييلين كما نندّد بالمتاجرة باليد العاملة والمزايدين في هذا الملف وندعو إلى عدم السكوت عن الممارسات الخاطئة مهما كان مصدرها والتي قد تجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
ونشير هنا إلى المؤسسات التي لا تقوم بالدور المطلوب منها لفائدة المواطن –      مكاتب التشغيل و التي لا تحمل إلا الإسم، مكاتب العلاقات مع المواطن ، الموفق الإداري والمحكمة الإدارية. –      نواب الشعب لا توجد لهم مكاتب خاصة بجهاتهم لقبول شكاوي المواطنين الذين انتخبوهم لتمثيلهم. –      المجالس الجهوية اين دورها قبل واثناء الاحداث والمجالس البلدية : رغم كثرة مستشاريها وتنوع انتماءاتهم الا انها فقدت ثقة المواطن واصبحت عسرا عليه لا يسرا اليه والمعتمديات والتي تقدم تقارير ثلاثية وسداسية وسنوية حول الوضع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي بالجهة هل عكست حقيقة الأوضاع.  -التنمية الريفية – التنمية المستديمة – التنمية الاقتصادية. مشاريع رائدة تستحق الوقوف عندها والتنويه بها إذا ما وزعت التوزيع العادل حسب الجهات وإلى مستحقيها ومتابعة تنفيذها و مراقبتها وإبعاد الشروط التعجيزية والمحسوبية والوسطاء.
وهذا لا يتم  حسب اعتقادنا إلاّ عبر إحداث مجالس حكماء جهوية تتكون من شيوخ معروفين بحسهم الوطني وبمصداقيتهم وعدم انتماءاتهم  ولا يخافون في قول كلمة الحق لومة لائم مع الإنصات إليهم  في كل ما يرونه .
ومن خلال الهبّة الأخيرة للثّلاثة وزراء إثر حادث السير إلا دليل على الإحساس بأن القادم  يبشر بكل خير إذا ما تواضع المسؤولين ونسجوا على هذا المنوال. مع مطالبتنا بإطلاق سراح كافة الموقوفين سواء في أحداث الحوض المنجمي أو في أحداث سيدي بوزيد او في باقي الجهات مع مطالبتنا بإرجاع المطرودين إلى عملهم وذلك لقطع الطريق أمام المناوئين والطامعين في الوطن بالإستقواء بالأجنبي.
عاشــت تـونـس حـرّة آمـنة مستـقـرة عن النقابيين الشرعييــن المنـسق العــــــام علـــى الضـــاوى  


ألمانيا في 21 جانفى 2011
بسم الله ناصر المستضعفين
بسم الله هازم المجرم بن على بسم الله حبيب الشهداء   جماهير شعبنا العظيم في تونس عائلات الشهداء الأبطال عائلات الجرحى البواسل شبابنا الثائر على طول خارطة الوطن أيتها النخب السياسية 

بيان إلى شعبنا العظيم


لقد بارك الله سبحانه و تعالى في دماء الشهداء و دماء الجرحى و سواعد الجماهير فسقط الصنم و بدأ الوطن الجريح يتحسس طريقه نحو الحرية و الكرامة والعدالة بعد أن أحبط شعبنا العظيم كل المؤامرات و حاصر كل الخيارات الإلتفافية حول شعارات الثورة المركزية .
و اليوم يمر أسبوعا تقريبا على فرار قاتل الأطفال و الشباب  الدكتاتور  المخلوع بن على تاركا وراءه منظومة سياسية و ثقافة في الحكم والإدارة قوامها الفساد و العنف و الإستبداد مازالت تمسك بكل مفاصل الجهاز الإدارى و السياسي و الإعلامي و الأمنى و القضائي للدولة .
و حيث أن خط سير الثورة و الإنتفاضة منذ الساعات الأولى لإنطلاقتها لم يكن يستهدف رمز النظام الإرهابى  المخلوع بن على  فقط و إنما كانت جموع شعبنا تطالب بسقوط كل المنظومة الإستبدادية وتطهير الوطن من آثار الدكتاتورية  يدلل على ذلك الشعار المرفوع منذ اليوم الأول للثورة و الذى وصف النظام بعصابة السراق و هو شعار يختزل و عى الجماهير المتقدم على وعى النخبة و يعبر على حسن تشخيصها  للمشهد السياسى التونسى و على حسن قراءتها لطبيعة النظام الذى يحكم تونس . لقد أرسلت جماهير شعبنا من خلال رفعها هذا الشعار رسالة غير مشفرة للداخل و للخارج مفادها أن معركتها ليست مع رئيس العصابة المجرم بن على
  وإنما مع العصابة برمتها تنظيما و فكرا وثقافة و مشروعا  و عليه فإن أى محاولة لإجهاض الثورة و إيقاف مدها  لن يكتب لها النجاح  و ستحترق كل الأطراف و الجهات  » الوطنية  » و الإقليمية و الدولية التى تخطط لإفراغ الثورة من مضامينها التحررية و الفلسفية في إحداث قطيعة معرفية مع النسق  البورقيبى و النوفمبرى في الحكم  .
إن ثورة شعبنا العظيم ثورة 14 جانفى المجيدة لم تكن من أجل المطالبة ببعض الإصلاحات في أداء النظام في هذا القطاع أو ذاك و لم تكن الدماء الطاهرة التى سالت على أرض الوطن الغالى من أجل تحوير في المشهد السياسي هنا أو هناك بما  يسمح  للدكتاتورية بإعادة الإنتشار في مفاصل الدولة و المجتمع  و إلتقاط الأنفاس و إستعمال مساحيق جديدة لتزيف وعى الجماهير ومن ثم الحفاظ على مصالح المترفين مصاصى دماء و عرق الفقراء من أبناء شعبنا الكادح .
يا جماهير شعبنا العظيم :
إن ثورتكم المباركة مستهدفة من أكثر من طرف و من أكثر من جهة في الداخل و الخارج وإن دماء شهدائنا الأطهار يراد لها أن تتحول إلى مجرد حبر لإصدار بيانات الخزى و العار لتبرير الإتحاق بحكومة  المجرم  المخلوع بن على تحت غطاء الواقعية السياسية و الخوف من المجهول و الفراغ الدستوري و الإنفلات الأمنى الذى نعرف من هي الجهات التى تقف وراءه .
إن جماجم الشهداء الأبرار لن تتحول إلى سلالم للمتسلقين الباحثين عن المغانم في الوقت الذى مازالت فيه جثث الشهداء في ثلاجات حفظ الموتى أو في عداد المفقودين .
يا جماهيرنا العظيمة :   لقد أسقطتم خيار الفصل 56 من دستور الدكتاتورية و أسقطتم خيار حكومة حزب الإرهاب  » التجمع الدستوري الديمقراطى و أسقطتم خطة الإنفلات الأمنى و الفوضى الخلاقة التى كان الهدف منها مقايضة دماء الشهداء بالأمن و بالخبز و الرغيف مع الحفاظ على مصالح النواة الصلبة لنظام القاتل المجرم بن على  و أسقطتم كل الخيارات التى كانت  تراهن على عدم قدرتكم على الحفاظ على زمام المبادرة بأيديكم وعلى تراجع حركة الشارع عبر آلية الإستنزاف و الإلتفاف .
إن الشعب الذى مازال يحاصر مقرات الإرهاب الرسمي بشقيها الأمنى ممثلا في وزارة الداخلية و السياسي ممثلا في التجمع الدستوري الديمقراطى لا يمكن له بإذنه تعالى إلا الإنتصار و لا يمكن لأعدائه إلا الإندحار و الهزيمة و ما تسارع الإستقالات و محاولات الفرارلرموز الجريمة النوفمبرية إلا بداية لسقوط النظام كل النظام و ميلاد فجر الحرية كل الحرية لشعبنا العظيم .   يا جماهيرشعبنا العظيم :
لقد بدأت بعض الأطراف  تقوم من الان بما يشبه حملة إنتخابية للرئاسيات القادمة  وهو ما نعتبره  خطوة سابقة لأوانها و لا تستجيب لحجم المخاطر المحدقة بثورتنا و لا ترتقى لطبيعة المرحلة  و لا للتحديات الكبيرة التى تتعرض لها ثورة شعبنا العظيمة .
إنه مع تسليمنا بحق جميع الشرفاء سواءا الذين عانوا من الإستبداد داخل الوطن أو الذين فرض عليهم المجرم بن على العيش في المنفى في الترشح لكل المناصب التنفيذية والتشريعية مهما كان وزنها  في النظام السياسي التونسي فإننا نرى بأن مرحلة التأسيس لما بعد الدكتاتورية  لم تبدأ   بعد حيث  مازل شعبنا يخوض معركة التحرر الوطنى و معركة  تطهير الوطن من جرثومة الإرث النوفمبري في الحكم و في الإدارة و في مفاصل الدولة  وبالتالى على كل الأطراف السياسية و النقابية و الجمعياتية الإتحاق بشعبنا في معركته التاريخية و تأجيل  كل فرز إيديولوجى أو سياسى  لما بعد التحرير حتى لا نشوش على شعبنا الرؤية .   جماهير شعبنا العظيم :
لقد عانينا لعقود طويلة من فلسفة في الحكم تقوم على إعتبار المسؤوليات في أجهزة الدولة تشريفا و مغنما و وسيلة لإحتكار المال و الثروة و الإثراء الفاحش  على حساب أبناء شعبنا المسحوق وعلى حساب قوت  المستضعفين من الرجال والنساء والولدان و حتى لا نسمح بتكرار نفس الجرائم في حق المال العام و في حق أموال الجماهير الكادحة فإننا نرفع و من الآن  جملة من المطالب وندعو نخبتنا الوطنية الشريفة إلى تفعيلها و مأسستها و تحويلها إلى مواد  دستورية ملزمة و حمايتها جزائيا و تشريعيا  حتى نحافظ على المال العام و نعيد للمسؤولية قداستها و بريقها و نحفظ الدولة من الطامعين في الثراء السريع على حساب شعبنا
و حتى نجعل من المسؤولية في الدولة بعد التحرير تكليفا و ليست تشريفا وفقا لأسس التى قامت عليها الدولة الحديثة و وفقا  لمخزوننا الحضاري و حتى نضغط على تكاليف ميزانية الرئاسة و نحمى المال العام من العابثين و الطامعين في الثروة فإننا نرفع لشعبنا العظيم و لنخبه الوطنية المطالب التالية :
أ/  بالنسبة لوظيفة رئيس الدولة :
1 / إلغاء كل الإمتيازات المالية الخاصة بممارسة هذه الوظيفة
لم يعد من المقبول اليوم بعد ثورة الفقراء و المحرومين و المهمشين رصد مبالغ فلكية لمن  يشغل وظيفة رئيس الجمهمورية  على إعتبار أن الشعب الذى  قدم ضريبة الدم من أجل الحرية و من أجل حماية المال العام لا يمكن أن يقبل إستحواذ فرد من أفراده بنسبة  كبيرة من ميزانية الدولة تحت عنوان جراية شهرية خيالية  لا نعرف مقدارها و ليس لها أى مبرر بعد اليوم و كبديل لهذا الوضع  الظالم و الغير طبيعيى و حفاظا على المال بإعتباره أمانة سنسأل عنها يوم القيامة   » المال  مال الله و الناس مستخلفين فيه  »  فإننا نقترح الآتى :
 يتقاضى  كل من يتحمل مسؤولية رئيس الدولة نفس الجراية الشهرية التى كان يتمتع بها  قبل تحمله  المسؤولية الأولى في الدولة بمعنى لو كان المعنى بالأمر مثلا أستاذا جامعيا قبل أن يصبح رئيسا  للدولة فليس له إلا أن يتقاضى نفس الجراية الشهرية التى عهدها قبل الوظيفة الجديدة مع البحث على منحة إضافية سنوية يقدرها خبراء المالية العامة شبيهة بمنحة الإنتاج التى يتمتع بها عمال بعض القطاعات المهنية و يقع ضبطها بشكل عادل و متوازن تراعى فيه مصلحة شعبنا و التوازنات المالية لخزينة الدولة .
2 / بالنسبة للوزراء  وكبار موظفي الدولة :   ينسحب عليهم نفس الإجراء السابق :   ب / الإمتيازات الأخرى / سيارات فاخرة /  قصور /  :
 

تحويل كل تلك المنقولات و العقارات على أنظار لجان مختصة  قصد التفويت فيها للمصلحة العامة فلم يعد مقبولا اليوم أن يهجر المسؤول  الجديد مسكنه القديم قبل الوظيفة وينتقل ليسكن قصرا  أو ليركب سيارات فاخرة العجلة الواحدة منها قادرة على إطعام العشرات من أبناء شعبنا تحت ذريعة البرتوكول و مقتضيات المنصب وضروريات الوظيفة و المركز . إن شعبنا العظيم  يتطلع اليوم إلى الحكم الرشيد و يستلهم من عمقنا الحضاري  ومن التجربة العمرية الرشيدة في العدل و الإنصاف و من تجارب الشعوب  الحرة  أمثلة لبلورة مشروع التأسيس و البناء  بناء دولة الحق و العدل والحرية . يهدف هذا البيان إلى تحريك السؤال الحضاري و السياسي في عقلنا الجمعى والفردى و لا يدعى تقديمه لأجوبة جاهزة و لا يدعى الأستاذية على أحد وخاصة على شعبنا العظيم الذى يقود الآن بثورته المباركة قاطرة التحديث و الإصلاح و الحكم الرشيد ليس في تونس فقط و إنما في المنطقة المغاربية و العربية  بل في محيط تونس الدولى . للتفاعل مع هذه المطالب يرجى التواصل مع الكاتب  على العنوان الإلكترونى التالى : Rafaa08@yahoo.de   أخوكم رافع القارصى/ ألمانيا  

التجمع  في تونس يخوض المقاومة السرية

ببعض التنازلات التكتيكية حتى لا يقع تهميشه


يبدو ان المشهد السياسي التونسي في هذه الفترة بالتدقيق سيبقى مفتوح على كل الاحتمالات و متصف بنوع من الضبابية ولي الذراع و خاصة  في ضوء التجاذبات المستمرة بين القوى الديمقراطية  و الاطراف المنظمة للمسيرات و التظاهرات و الاحتجاجات وبالاعتماد من جهة اخرى على موقفي الاتحاد العام التونسي للشغل و التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات  سيما بعد الانسحاب و عدم المشاركة في الحكومة . اضافة لدور بقية   الاحزاب والمكونات  و الفعاليات التي تطالب بتشكيل حكومة انقاذ و طني وليس » حكومة وحدة وطنية  » مثلما يسوق لذلك . الدعوة للقطيعة  مع الماضي ولترجمة معاني الثورة المجيدة و ارادة الشعب في التخلص من بقايا النظام السابق و رموزه و خطاباته وممارساته واساليبه وبكل ما يمت بصلة لحزب التجمع الذي حكم البلاد لحوالي ستين سنة باليات القمع و الاستبداد و الهيمنة و الاحتكار و الاستحواذ على الممتلكات العمومية     و تزوير الانتخابات و اقصاء المنافسين و ممارسة الابعاد و الاعتقال و الرمي في السجون  و الاستناد لقوى البوليس.
تونس الجديدة اليوم لا يمكن ان تبني الاسس و حجر الزاوية في هذه الفترة الانتقالية (و لا نتحدث عن المستقبل في المدى المتوسط و البعيد بل نتحدث عن هذه الفترة القصيرة الانتقالية التي تستدعي تثبيت الخطوات الاولى لعصر الثورة ) لا يمكن ان تبنى  باطراف مشكوك في صدقيتها تتربص في كل لحظة  بالثورة و تحاول الانقضاض على المكتسبات البسيطة التي تحققت بارواح الشهداء لدحرها و العودة للاليات المورؤثة من حزب التجمع الغير ديمقراطي .
لذلك تصبح قضية تشكيل حكومة برئاسة وزير اول من الشخصيات الوطنية  ذات الوزن    و القيمة  الادبية  تحظى بالمصداقية داخليا و خارجيا مسالة اساسية و مصيرية لرفع كل التباس و في اسرع وقت ممكن . اذكر انه في مداخلته يوم الاربعاء اشار السيد فؤاد المبزع الرئيس المؤقت الى الثورة بعبارات ايجابية قائلا  » من اجل أن تتجاوز تونس بسلام هذه المرحلة الصعبة، وحتى تتحقق كل الآمال المشروعة التي ولدتها هذه الانتفاضة الشريفة التي هي ثورة الحرية والكرامة  » .
هذا الكلام يستدعي في تقديري جهدا لتحقيقه و ذلك بتفويت الفرصة عن الذين يريدون العودة الى الخلف عكس التيار الديمقراطي و كل الدلائل ( منضومة حزب التجمع مازالت قائمة تنتظر الفرصة لاسترجاع الأنفاس ولاة و معتمدين و مديرين )  تشير إلى الصراع بين القديم و الجديد و إدراك السيد فؤاد المبزع لثورة في تونس يتطلب احترام مكتسباتها و اكتمال معالمها و فرز أوضاعها للانتقال إلى الضفة الأخرى . و هنا لا نحيل المسالة إلى الاجتثاث بل إلى عودة التشكل للساحة السياسية على قواعد سليمة بدون توظيف هياكل الدولة اومكتسبات تاريخية من قبيل الغنائم حتى نرتقي للديمقراطية الحقيقية بدوم أسبقية أو جهاز او أطراف متسترة تنتظر لحظة لا ندركها لإفشال المشروع .
و في  الواقع أشير أنني اختلف مع منطق السيد احمد نجيب الشابي و تحليله و رؤيته و قد أحالني تبريره للمشاركة في الحكومة إلى موقفه من الانتخابات التشريعية لسنة 1989 لما قبل طرح السيد الهادي البكوش ( الفخ ) للانقضاء على التعددية باسم الوحدة الوطنية ومقتضيات المرحلة بالدعوة لتشكيل قائمات ائتلافية . و قد تمسك السيد احمد المستيري أمين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بإجراء انتخابات تشريعية تعددية فعلية لترسيخ الديمقراطية في البلاد . طبعا للأسف الشديد التجمعيين و ثقافة الحزب الواحد أفشلت المشروع الديمقراطي و قامت بتزوير النتائج مثلما فعلت سنة 1981.فكيف للمواطنين ان يثقوا في جهة متشبعة بتزوير ارادة الشعب و مارست القمع و كونت الميليشيات و استمرت في تجاوز الدستور و خرقته  في مناسبات متتالية ان تعيد الكرة و تسلم بأمرها لهذه الجهة بدواعي لا تقنع . ان مصير شعب مهدد هذه المرة و ممكن إضاعته ليذهب في إدراج الرياح في غفلة من الزمن بسبب صراعات و تموقعات و منافسات بين زعامات الأحزاب المتحالفة سابقا  قبل الانتخابات .
يذكر ان هناك بين أطراف النخبة السياسية في تونس تعاليق من قبيل الإشارة للتأثيرات الخارجية ( حزب فرنسا و حزب أمريكا و مرشح هذه الجهة و مرشح الجهة الأخرى )و مكانة حزب التجمع و موقع جناح أبناء الساحل فيه و موقع بورجوازية العاصمة و تسابق و تلاحق و المواقف التي تبرز على علاقة بالاجندا القادمة بينما الظرف يقتضي التكاتف و التضامن من اجل استكمال منضومة الثورة للمرور الى المرحلة الديمقراطية .
  لربما سيسجل التاريخ انه ضاعت فرصة أخرى على الشعب التونسي  لا مثيل لها لدخول عصر الحداثة و مقاسمة الدول الراقية مقومات القيم الكونية و الحرية و استقلالية المؤسسات و الديمقراطية بسبب التعاطي الخاطئ مع الاستراتيجيات و التأثيرات الخارجية استغل المناسبة و عاد حزب التجمع مثلما فعل الحزب الليبرالي في اليابان بعدما أقصيا من الحكم بعد أكثر من نصف قرن لكن ما ان وجد فجوة الا وعاد لاحتلال الساحة و مسك السلطة    في حسرة لخصومه على ما ضاع .
 فحذار من استسهال الأمور و سوء التقدير و مواصلة الضغط للحصول على الحقوق التي تنتظرها الجماهير لاستكمال البناء الديمقراطي بضرورة مغادرة رموز النظام السابق وتكوين حكومة إنقاذ بها عدد محدود من التجمعيين القابلين للحقيقة الجديدة بتونس و الإسراع بالذهاب للمهام الكبرى مثل إعلان دستور جديد يحيلنا إلى الجمهورية الثانية . جلال الأخضر اطار من حركة الديمقراطيين الاشتراكيين   


ثورة الحرية والكرامة في تونس مستمرة وبكل تصميم تكنس نظام الدكتاتورية وتفكك أجهزته


ما كان أحد من المراقبين محليا وإقليميا ودوليا ولا من المعارضة التونسية من يمينها إلى يسارها ولا حتى نظام الدكتاتور الفار زين العابدين بن علي وأجهزة مخابراته ينتظر أن تتطور الأوضاع بالشكل الذي تطورت به . ما كان أحد من كل هؤلاء وحتى المنتفضين أنفسهم وتحديدا في أثناء فترة إحتجاجاتهم الأولى يتصورأن تلك الإحتجاجات ستتطور إلى ثورة عارمة وستتجاوز بالوضع من وضع ركود بفعل القمع المعمم من سلطة بن العلي إلى وضع ثوري تتمكن فيه الجماهير من الإطاحة بأحد أعتى دكتاتوري المنطفة  ولا تتوقف عند ذلك بل تتعداه في نسق ثوري تصاعدي إلى تفكيك أجهزته الفاسدة . نعم الثورة التونسية والتي يوصّفها البعض من المحللين بثورة الياسمين ما عادت تتحتمل مثل هذا التوصيف المتعمّد للتقليل من شأنها وللتقليل من درجة الرعب التي بثتها في أوساط الدكتاتوريات العربية التي أصبحت ترى أن عروشها أصبحت تهتز من تحت أقدامها. ثورة الحرية في تونس أثبتت كذلك وللذين يعتقدون ومن كل الأوساط أن دورة الثورات قد إنقضت زيف مقولاتهم وتهافتها وعقمها. ثورة الحرية في تونس أثبتت من جديد وبعد حقبة طويلة وتحديدا في المنطقة العربية أن إرادة الشعوب لا تقهر كما أثبتت وهذا الأهم عجز البرجوازية وأنظمتها الدكتاتوية بكل مؤسساتها على قمع  الجماهير والسطرة عليها وتهميش وعيها إلى مالا نهاية. إسقاط الدكتاتور يوم 14 جانفي كان يوم نجاح المرحلة الأولى من تصميم الجماهير وتمسكها بالإطاحة بالدكتاتورية. يوم 14 جانفي أطاحت الجماهير بالدكتاتور ولكن أجهزة الدكتاتورية ظلت قائمة . حكومة الدكتاتور برلمان الدكتاتور حزب الدكتاتور وجهاز بوليس الدكتاتور كلها أجهزة بقيت قائمة وغير مشلولة وهو وضع ساعدتها على العودة لإعتلاء المسرح. عقب فرار بن علي والذي قدّم من قبل حكومته الباقية على أنه مجرد غياب مؤقت في محاولة لإمتصاص غضب الشعب الثائرولتمرير قبول وزيره الأول كنائب له في أعلى هرم السلطة لم يمر كما خطط له. لقد كان الشعب الثائر متيقضا للعبة ولم تنطل عليه ألاعيب بقايا النظام. لقد أجاب الشعب على هذه المناورة بمزيد الخروج للشارع وبمزيد التظاهر والمواجهة وبتجذير المطالب والشعارات وبإرادة أقوى وتصميم أعلى. لقد رفض الشعب القاعدة الدستورية التي نصبت بها حكومة العار نفسها على أنقاذ الدكتاتور لإنقاذ نظام الدكتاتورية من الإنهيار الكلي وإعتبر أن الدستور نفسه لم يعد القاعدة التي يمكن أن تظمن له مجاوزة مرحلة ما بعد بن على لأن القاعدة الدستورية قاعدة ساقطة بدورها فالدستور نفسه يجب أن يلغى لأنه لم يعد دستورا بعد أن حوره الدكتاتور بورقيبة كما شاء وعبث به الدكتاتور الفار وحعله كخرقة لا تضمن غير مصالح الدكتاتورية والعائلة المافيوزية المتنفذة إقتصاديا عائلة مافيا المال والفساد ورئيس البرلمان الذي نصب في منصب رئيس الدولة لم يكن رئيسا لبرلمان يعكس إرادة الشعب بإعتبار أن الشعب يعرف أكثر من غيره أن هذا الجهاز لم يكن في يوم من الأيام منذ إنقلاب 7 نوفمبر وحتى قبل ذلك جهازا يعكس إرادة الشعب وهو برلمان أنتجته قوانين قامعة للحريات وهو برلمان الحزب الواحد حزب الفساد غير المفصول عن الدولة وعن أجهزتها ومخابراتها. الشعب أجاب على هذه المناورة  بالمطالبة بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وبرحيل حكومة العار التي يحوز على الأغلبية فيها. الشعب لم يكتف بالمطالبة بل تعاداها إلى إنجاز المهمة بنفسه. فمنذ إعلان حكومة فؤاد المبزع عن نفسها والمظاهرات تجوب كامل أنحاء البلاد وقد نجح الشعب الثائر في أغلب مدن البلاد في إحتلال مقرات حزب الفساد حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وإلغائه وهي رسالة إكتملت بالمظاهرة العارمة التي نظمت اليوم 20 جانفي 2011 في العاصمة تونس وحاصرت المقر المركزي لهذا الحزب ونادت بتحويله إلى ملكية عامة وفرضت على قوات الجيش المسلحة والتي أطلقت الكثير من العيارات النارية في الفضاء لمنعهم من دخوله ولكن ذلك لم يثني المتظاهرين أن تمكنوا من إقتلاع إسم هذا الحزب من على المقر وهي رسالة واضحة بأن لا مجال إلى لهذا الحزب في العودة إلى النشاط وأنه بذلك يعد جهازا وقع حلّه وهي خطوة كبيرة وقع إنجازها في إنتظار محاسبة مسؤوليه على الجرائم والتجاوزات التي قاموا بها على إمتداد أكثر 23 سنة فترة حكم الدكتاتور بن علي. ثورة الحرية والكرامة أنتجت نسقا ثوريا متصاعدا وهو وضع من الأصالة يحسب لها برغم غياب قيادة ساسية لهذه الإنتفاضة التي إستمرت تتقدم وعلى إمتداد أكثر من شهر بشكل عفوي ولكنه جذري وغير مساوم إن عفويتها تتجلى في عامل غياب القيادة . غياب القيادة هاهي ثورة تونس تثبت أنه ليس دائما عاملا يحول دون تحقيق الإنتصارات خصوصا إذا تمكنت الثورة من خلق وضع ثوري وتطورت داخلها أشكال تنظّم ذاتي مواطني .العامل الذاتي ليس شرطا أن يكون متوفرا مسبقا حتى نضمن نجاح الثورة في الوصول إلى هدفها النهائي. العامل الذاتي قد يبدأ في النشوء زمن إنطلاق الثورة نفسها وينمو ويكبر ويؤثر مع تطورها خصوصا إذا كان النسق برمته نسقا ثوريا. إن ذلك تثبته تجربة التنظم الجنيني المواطنية والتي برزت خصوصا أثناء الطور الأول من الثورة في مواجهة البوليس لخوض معارك الشوارع ضده وتجربة الإدارة الذاتية التي نشأت في المدن وفي البلدات التونسية وفي الأحياء لحماية السكان وتصريف شؤونهم والتي مازالت متواصلة عقب تفعيل جهاز الحرس الرئاسي الذي كونه الدكتاتور الفاروالتي إنطلقت عصاباته في بث حالة من الرعب والفوضى في صفوف الشعب لشل التحركات.  العامل الذاتي والقيادة السياسية للثورة قد تنشأ وتتطور وتكبر أثناء الأحداث نفسها. إن الأيام القادمة خصوصا مع تصميم الشعب على المضي قدما في مواصلة تحقيق مطالبه السياسية والتي على رأسها اليوم رحيل الحكومة التي وضعت نفسها في السلطة بعد حل التجمع الدستوري ستكشف عن مكون سياسي في شكل جبهة شعبية عمالية سياسية واسعة هي في طور التشكل وستثبت أن الثورة يمكن أن تفرز قيادتها من داخلها أثناء تقدمها في إتجاه تحقيق أهدافها . الخطوة القادمة إسقاط حكومة العارإسقاط النظام في رد حكومة فؤاد المبزع على مطلب حل التجمع الدستوري ورحيلها هي نفسها بإعتبار أن أغلبيته تشكيلتها منتمية لهذا الحزب الفاسد الملفوظ من الشعب بادر اليوم أعضاء هذه الحكومة إلى إعلان إستقالتهم من هذا الحزب. هذه المبادرة هي مناورة أخرى من ذيول نظام بن علي لمحاولة الخروج من المأزق وتفادي السقوط المدوي. هذه المبادرة بدون أدنى شك سيكون مآلها الفشل لأن الشعب صمم على كنس بقايا الأفعى بعد أن قطع رأسها . هي لحظاتهم الأخيرة في السلطة ومناورتهم الأخيرة لأنهم إستنفدوا كل أبواب المناورة ولم يعد لهم غير تكتيك الأرض المحروقة والذين هم عاجزون عنه على الأقل لسببين ومعطيات يؤشر لها الواقع بكل وضوح. المعطى الأول هو أن جهاز البوليس وهو الذراع الذي يمكن أن يعتمدوا عليها جهاز اليوم محاصر بحظور الجيش ومفكك القيادة ويعيش وضعا من الإنحلال لتعدد مراكز القوى فيه. المعطى الثاني الجهاز العسكري لا يمكن أن يستندوا إليه لأنه لا يمكن أن يرهن نفسه بحكومة قياداته ومن يسندها من الإمبرياليين يعرفون قبل غيرهم أنها ملفوضة من الشعب. لذلك نقول أن هذه الحكومة لن يكون مآلها غير السقوط وماهي إلا مسألة وقت لأنها تتحرك في أرض كلها محروقة ومعزولة تماما. إن المطروح اليوم على الثورة أن تتقدم في إتجاه الإجهاز على هذه الزائدة الدودية في الوضع ولن يكون ذلك إلا إذا توحدت الفعاليات الشعبية من أحزاب ديمقراطية تقدمية ويسارية وهيئات مستقلة وشخصيات نقابية نطيفة لم تتورط مع نظام بن علي في أي مرحلة من تاريخها حول مطلبي حكومة مؤقتة تحظر لإنتخابات حرة وشفافة لمجلس شعبي يعكس إرادة الشعب في هذه المرحلة الإنتقالية ويفرز حكومة شعبية عمالية تواصل إنجاز مهمات البرنامج الشعبي العمالي الذي تجسمه شعارات ثورة الحرية والكرامة. ــــــــــــــــــــــــــ بشير الحامدي تونس 20 جانفي 2011   


حكومة وطنيين مخلصين لا اقتسام سلطة ولا تكنوقراط


تتسم الحكومة الحالية بوجود بعض الأطراف ذات المنزع الفرنكوفوني المعادي للهوية العربية الإسلامية والبعيد عن المطالب الحقيقية للجماهير. وأدى تشكيل الحكومة بطريقة هذا الاقتسام للسلطة بين بعض الأطراف السياسية دون البعض الآخر إلى انسحاب بعض مكوناتها التي طالبت بحكومة « تكنوقراط » و »حل التجمع ».
وينذر هذا المسار لتشكيل حكومات وما يتبع ذلك من مطالبات متعددة بتعدد الأحزاب، ينذر باستمرار هذا المسار مما يحول دون استقرار الوضع والاهتمام بالمشاكل الحقيقية للجماهير والتقدم الفعلي في حلها ويحول دون إدلاء الشعب بصوته وتشريكه في التغيير الحقيقي الذي يستجيب لمطالبه الحقيقية وما يطمح إليه على كل المستويات.
ولذلك فإن تشكيل حكومة وطنية تتألف من كفاءات مشهود لها بروحها الوطنية وخدمتها للشعب والبلاد وإخلاصها في ذلك بعيدا عن كل محاولة اقتسام للسلطة من أي طرف سياسي كان وبعيدا عن إرضاء فرنسا أو أمريكا، فلا فرنسا ولا أمريكا هي من سيحل مشاكلنا حتى نسعى لإرضاء أي منهما.
وما على القوى السياسية من أحزاب وحركات وغيرها إلا أن تنتظر وتعتمد في رسم هذا الخط الوطني على الشعب وانتظار المحطات المقبلة لكي تتسلم ما يريد الشعب أن تتسلمه لا ما تمنحه لنفسها عن طريق عملية اقتسام غير مشروعة للسلطة وأن لا تفرض مطالباتها على الشعب مهما بدت لها هذه المطالبات صحيحة. ويكون ذلك في كنف الوحدة وتكون فيه مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.
تونس في 18/01/2011 لجنة إنقاذ الوطن  


بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة تونس المباركة دروس وعبر


في تمام الساعة الخامسة بتوقيت تونس من مساء يوم الرابع عشر من كانون الثاني ( يناير ) لعام 2011 ميلادي  ، وفي ساعة مباركة تستجاب فيها الدعوات من مساء يوم الجمعة ، العاشر من شهر صفر لسنة 32 14هجري ، استجاب الله لدعوات الملايين من أبناء الشعب التونسي المظلوم ، ودعوات أكثر من مليار ونصف عربي ومسلم ، ودحر الطاغية الظالم المتجبر ، المحارب لدين الله ، والمعتدي على حرماته ، واقتلعه من عرشه ، وفتح أبواب الحريّة مشرعة أمام الشعب التونسي المجاهد ، بل أمام شعوب الأمة العربية والإسلامية جميعها …
وفي هذا الحدث التاريخي المبارك جملة من الدلالات والعبر للأمة نقف على أهمها :
*  إن الملك هو كسوة ربانية ، يكسوها الله من يشاء من عباده ، وينزعها عمن يشاء  مصداقاً للآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (( قل اللهم ، مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعزّ من تشاء ، وتذلّ من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير )) . صدق الله العظيم . * يد الله واضحة في ثورة تونس ( إرادة ربانية ). *  ولما كان دوام الحال من المحال ، وأن لكل حاكم نهاية محتومة مهما علا شأنه  وطال زمانه ،  لذلك فلا يغترّنّ حاكم بملكه ما دام الله نازعه عنه ، والعاقل من اتعظ بغيره ، وعمل على تحسين هذه النهاية بحسن الأعمال ، وحسن الختام .. *  والملك لا يدوم بالقوة وحدها مهما كانت عظيمة  ، بل لا بد له من مقوّمات أساسية أخرى ، من أهمها : العدل ، والثقة ، والمحبة مع الشعب ، فلقد كان النظام التونسي المقبور مضرب المثل في البطش والظلم والإرهاب ، وكان وزراء داخلية الأنظمة العربية الدكتاتورية يتقاطرون إلى تونس بين الفينة والأخرى ليتعلموا من طغاتها فنون البطش والقتل والإرهاب وإذلال الشعوب ، فلما شاءت إرادة الله ، اقتلعت الظلم والظالمين من عروشهم ، فما نفعتهم كل مؤسساتهم البوليسية والقمعية ، وما حمتهم من نقمة الله الجبار ، وغضبة الشعب الثائر . * إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، وإذا أخذ الله الظالم بعد طول إمهال ، فلا يوجد عاقل يصدّق توبته الماكرة ، ووعوده الكاذبة الخادعة ((حتى إذا أدركه الغرق قال: آمنتُ أنه لا إله إلاّ الذي آمنَتْ به بنو إسرائيل ، وأنا مِن المسلمين. الآن وقد عصَيْتَ قبْلُ وكنتَ من المفسِدين. فاليومَ ننجِّيك ببدنِك لتكون لمَن خلْفَك آيةً)) (آيات 90 92 سورة يونس ) إن تلعثم الطاغية بكلمات الندم في آخر ساعات حكمه ، واعترافه بغبائه وجهله بشعبه وأمته وعدم فهمه لهم طوال نصف قرن ماض ، وتغرير وخداع  بعض المنتفعين له من أعوانه وجلاوزته .. كل ذلك لم يشفع له أمام زحف الجماهير الثائرة ((الآن وقد عصَيْتَ قبْلُ وكنتَ من المفسِدين )) .!!! * إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب الطغاة ، لأن إرادة الشعوب هي من إرادة الله . *  لقد أحيت الثورة التونسية المباركة آمال الأمة العربية والإسلامية ، التي وصلت في جميع بلدانها إلى طريق مسدودة ، وذلك بإمكانية تغيير الطغاة في بلادنا بخيار آخر : هو خيار وسط بين خيارات : العنف المسلح وما جرّ من حروب أهلية مقيتة ، لم تجن الأمة من ورائها غير الدماء والأشلاء والفقر والتخلّف ( ونماذجه التجربة المصرية مع عبد الناصر ، والسورية ، والجزائريّة وغيرها ) وخيار الاستعانة بالأجنبي : وما جرّه على الأمة من خراب ودمار ، وخاصة بعد تجربة العراق المريرة والمحبطة ، فلقد أصيبت الأمة بخيبة أمل كبيرة بعد مأساة العراق المروّعة حتى شاعت المقولة التي تقول : نصبر على ظلم الطغاة ، ولا ندفع بأوطاننا إلى الهاوية. أو خيار الانتخابات المزوّرة كما يحدث في مصر والأردن وأغلب البلدان العربية التي تجري فيها انتخابات .!!! فجاءت الثورة التونسية المباركة لتفتح أفقاً جديداً في حياة الأمة ، وتفجّر خياراً رابعاً هو الأفضل والأسلم  بين خيارات :  السكوت على الظلم والقهر ، أو الثورات المسلّحة وتفجير الحروب الأهلية ، أو الاحتلال الخارجي والاستعانة بالأجنبي  … ألا وهو خيار الثورة الشعبية والتغيير من الداخل … هام : إن الكم الهائل من القمع والسحق الذي تمارسه القوى المستكبرة ضد أمتنا ، سواء بشكل مباشر ( ما تمارسه أمريكا في العراق والكيان الصهيوني في فلسطين عموماً وغزّة على وجه الخصوص ، وما تمارسه الأنظمة الدكتاتورية العميلة لهما في الأمة من قهر وظلم وسحق وإرهاب وتجويع وتخويف هدفه الأساسي هو كسر عظم الأمة ، وإحباطها ، وسحق معنوياتها ، وإجهاض أي أمل لديها بإمكانية تغيير أوضاعها المأساوية ، واستردادها حقوقها وكرامتها  المسلوبة ) فجاءت الثورة التونسية المباركة ، ومن قبلها صمود غزّة ، ومقاومة العراق وأفغانستان لتعيد الروح إلى الأمة ، وتعيد لها الثقة بنفسها من جديد .  *  ولقد أثبتت  الثورة التونسية المباركة بأن الشعب التونسي المجاهد ، والشعب العربي المسلم على وجه العموم ،  شعب حرّ أبيّ كريم لا ينام على ضيم ، فهو وإن صبر لبعض الوقت ، إلا أنه صبر إيمان وعفّة ورجولة ، فإذا جاوز الظالمون المدى ، فقد حقّ الجهاد وحقّ الفدا ، فثار ثورته المباركة ، مقتلعاً عروش الظلم والظالمين . *  ولقد أذنت الثورة التونسية المباركة بانتهاء مرحلة في تاريخ الأمة ، وابتداء مرحلة جديدة فيها … انتهاء مرحلة الخوف والصمت وعدم المبالاة والصبر على الجوع والانحناء للطغاة ، وابتداء مرحلة العزّة والكرامة والحريّة ولفظ  حصياة الصمت  من الأفواه وانتزاع الحقوق بالثورة واقتلاع عروش الظالمين . * كما أثبتت هذه الثورة الشعبية المباركة بأن ضريبة العزّ التي تدفعها الشعوب ( سواء على الصعيد المادي أوالمعنوي ) أقل بكثير من ضريبة الذل … ( إن كل هذه الثورة بنتائجها المباركة التي غيّرت وجه التاريخ ، لم تكلّف الشعب التونسي إلا بضع عشرات من القتلى ، ومثلهم من الجرحى … بينما كلّفت ضريبة الذل التي دفعها الشعب العراقي برضوخه للاحتلال ، وقبوله بالذل أكثر من مليوني قتيل حتى الآن ، وأكثر من خمسة ملايين أرملة ويتيم ، مع مثلهم من المهجّرين سواء خارج الوطن أو داخله ، وحوالي مليون معتقل ، مع تدمير كامل للبنية العراقية ، وانهيار كامل لاقتصاده وهو من أغنى بلدان العالم ، وفيه أعلى احتياطي نفطي في الدنيا .!!! * ولقد أثبتت الثورة التونسية المباركة بأن بعبع الأمن والمخابرات الذي يحتمي به الطغاة ، ويخوّفون به شعوبهم ، ما هو إلا شبح كارتوني ليس إلا … وعندما يجد الجد ، وتثور براكين غضب الشعوب ، يلوذون في مخابئهم كالجرذان .  * كما أثبتت الثورة التونسية المباركة بأن جيوش الأمة لا يزال فيها الكثير من الخيرية ، بالرغم من الجهود الهائلة التي بذلها الطغاة لتركيعها وتحجيمها وتصفية العناصر الشريفة فيها ، وتحويلها من حامية للأوطان والشعوب إلى حماية الطغاة وجلد الشعوب ، ولكن الجيش التونسي البطل أثبت مرّة أخرى انحيازه للشعب والوطن والأمة على حساب الطاغية الجلاد . 1. لقد نزل الجيش بأمر من الطاغية في بداية الثورة ورفض تنفيذ أوامر الطاغية بإطلاق النار على المدنيين (تعداد الجيش التونسي 20 ألف مع تسليح متواضع ). 2. فسحبه الطاغية وأعاده إلى ثكناته وأنزل الحرس الرئاسي (وتعداده أكثر حوالي مائتي ألف مقاتل ، بأفضل تسليح وتدريب ). وكان هدفه سحق المظاهرات ، وقتل المدنيين … فلما هرب الطاغية . 3. نزل الجيش الوطني مرّة ثانية ، وساندته اللجان الشعبية ، وراحوا يطاردون عصابات الإجرام من فلول الطاغية ومرتزقته ، اللذين لاذوا في مخابئهم كالجرذان عندما جدّ الجدّ وهرب سيّدهم خارج البلاد. * ولقد أثبتت ثورة تونس المباركة بأن طغاة الأمة وجلادي شعبها  لا ينتمون إلى أوطاننا وشعوبنا انتماءً أصيلاً ، بل هم مجرد دخلاء قتلة طارئون على الشعب ، ولصوص وسرّاق لثرواته وخيراته ، وفي أول لحظة يهتزّ فيها كرسيّهم ، وتتهدد مصالحهم ، تراهم يفرّون خارج البلاد ويتركوا سفينتها تغرق ، بعد أن كانوا هرّبوا كل ما سرقوه من قوت الشعب وأمواله ومدّخراته . * إن جريمة أعوان النظام لا تقل عن جريمة النظام نفسه : (( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )) لا ينفع أن يقول أعوان النظام وأذرعته بأنهم جنودٌ مأمورون ، فهم شركاء في الجريمة . * ثراء أقارب النظام ومنتفعيه  :(( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة ، إذ قال له قومه لا تفرح إنّ الله لا يحب الفرحين ، وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ، وأحسن كما أحسن الله إليك ، ولا تبغ الفساد في الأرض ، إن الله لا يحب المفسدين * قال : إنما أوتيته على علم عندي ، أولم يعلم أنّ الله  قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّة وأكثر جمعاً * ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون )) هام : لا حظوا القوارين ( من قارون موسى  = إلى قارون ابن علي  ليلى الطرابلسي = إلى قارون آل أسد = آل مخلوف ) نفس النهج ، ونفس السلوك ، ونفس الخسّة والنذالة ، إستغلال المنصب والجاه + سرقة أموال الشعب + التعالي على الشعب واحتقاره وظلمه وتبكيته ) .!!! * كما أثبتت هذه الثورة المباركة كذب الأمريكان والغربيين في دعواهم الزائفة  بأنهم حماة الحريّة والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ، فهم يكيلون بألف مكيال .. فعندما تثور الشعوب الإيرانية ، وشعوب أوربا الشرقية ، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ، لأن لهم في مناصرة تلك الثورات مصالح أنانية ضيّقة ، أما عندما يتعلّق الأمر بالشعب العربي المسلم ، فيسكتون سكوت أهل القبور ، بل يدعمون الطغاة والجلادين بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي لسحق شعوبنا وظلمها وتجهيلها وتجويعها …!!! * كما أثبتت أيضاً بأن الأمريكان والغربيين ليس لهم أصدقاء  من حكام أمتنا كما يحلو للبعض أن يسمّيهم  ، بل مجرّد عبيد وعملاء ليس إلا … وينظرون إلى أولئك الحكام الظالمين نظرة احتقار وازدراء ، فهم ليسوا أكثر من عملاء مأجورين ، سلّطوهم على رقاب هذه الأمة المنكوبة بهم لجلد ظهرها ، وتجويع شعبها ، وسرقة خيراتها ، وتنفيذ مخططاتهم الخبيثة بين ظهرانيها … فإذا انتهت مهمّاتهم ، واستنفذوا أغراضهم ، رموهم كما يرمون المناديل الورقية بعد أن يمسحوا بها أحذيتهم . !!! حدث ذلك مع أخلص عملائهم لهم شاه إيران وشاوشيسكو رومانيا وغيرهما من الطغاة ، ثم تكرر الموقف ذاته مع جلاد الشعب التونسي ابن علي ، الذي خدمهم لأكثر من نصف قرن كما يخدم العبد أسياده ، وحقق لهم أكثر بكثير مما كانوا يحلمون به ، من سحق للشعب ، ومحاربة لدينه ، وتشريد مثقفيه ، وسرقة خيراته … ألخ فلما لفظه الشعب التونسي الثائر أغلقوا أجواءهم في وجه طائرته الهائمة على وجهها في الآفاق ، وتركوه لمصيره البائس ، بل طردوا أقاربه وأتباعه ، وصادروا ودائعه ومدّخراته ، فهل يعتبر الطغاة والجلادون من مصائر أسلافهم المخلوعين .!؟ * ولقد أظهرت الثورة التونسية المباركة دور الإعلام الهادف والحرّ والمستقل ( وعلى رأسه الجزيرة ) في  ترشيد صحوة الأمة ، وتشكيل وعيها ، وصناعة نهضتها ، و تفجير ثورتها ، وحراسة مكتسباتها … ولقد ذهب اليوم الذي تُذبح فيه مدينة عريقة مثل حماة من الوريد إلى الوريد على أيدي الطغاة والجلادين ، وبتواطؤ كامل من أسيادهم ، دون أن يعلم بذلك أحد في العالم. لقد ذبح جلاوزة النظام السوري في حماة قبل حوالي ثلاثين سنة أكثر من أربعين ألف مسلم ، وضربوها بجميع أنواع الأسلحة ، بما فيها المحرّمة دولياً ، وهدموا عشرات المساجد ، ودمّروا أكثر من ثلث مباني المدينة فوق رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ ، وحوّلوا أحياء بكاملها إلى ساحات لوقوف السيارات ، وفعلوا ذلك في أغلب المدن السورية الحبيبة ، دون أن تهتزّ شعرة واحدة في شارب النظام العربي الرسمي ، أو النظام الدولي … بينما أسقطت اليوم دماء المواطن ( محمد بو عزيز ) أعتى طغاة العصر وجلاديه ، وحررت الشعب العربي التونسي كلّه من أغلاله ، و أعطت الأمة بأكملها دروساً خالدة في العزّة والكرامة والتحرر ، كل ذلك بفضل الله ، ثم بمؤازرة الإعلام الحرّ … ولقد رأينا من قبل الدور الرائد للإعلام المقاوم  ( قناة الأقصى + قناة الرافدين + قناة الرأي ) في  صناعة النصر في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها ، فلنحرص على دعم هذا الإعلام وتطويره وترشيده … * مهم : أدعوا إلى قناة سورية مقاومة ، تأخذ على عاتقها فضح النظام الدكتاتوري في سورية وتعريته وإسقاطه .  * سرقة الثورات : * سرقة الثورات كانت ولا زالت مشكلة الجهاد والحركات المجاهدة . * كل حركات التحرر من الاستعمار بدأت إسلامية ثم سرقها العلمانيون . * في تونس نفسها : 1. استخدموا المادة ( 56 ) من الدستور بالادعاء بأن الرئيس ابن علي غير قادر على القيام بوظيفته بشكل مؤقت ( استلام محمد الغنوشي ) 2. ثم تحت ضغط الأحرار الثوار ، تحولوا من ( 56 ) إلى ( 57 ) وأقالوا ابن علي نهائياً وسلّموا إلى رئيس البرلمان . 3 . ويستمر الثوار الأحرار بالمطالبة بإسقاط جميع رموز النظام السابق وحزبه ( حزب التجمع الديمقراطي ، وحلّه ، وعدم السماح له بالمشاركة في الحكومة المؤقتة . * وعي الشعب : 1.لقد ظهر وعي الشعب التونسي المجاهد ليس فقط في الحفاظ على ثورته ، ومنع اللصوص من سرقتها . 2. بل تجلى وعيه في ظاهرة رائعة ، جدير بأن تُعمم على جميع أبناء الأمة ، وهي تشكيل لجان شعبية منظمة تساند الجيش الوطني وتتعاون معه لحماية الثورة ، والتصدي لعملاء النظام السابق وتصفيتهم واعتقالهم قبل أن يهربوا بسرقاتهم خارج الحدود (قيس بن علي وغيره )، بالإضافة إلى حماية السكان ، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من النهب والحرق والتخريب على غرار ما حصل في العراق على أيدي العصابات الإيرانية والصهيونية في 2003 . * الشعب العربي من المحيط إلى الخليج قد وصل إلى أعلى درجات الوعي بخيانة حكّامه وتفاهتهم وحقارتهم ، وهو يغلي من الداخل ، وينتظر الفرصة المناسبة . * الثورة التونسية لا شك فاجأت الأمة بسرعتها ونجاحها . * وستشكل الأمل والقدوة والإلهام في تغيير أوضاع الأمة التي وصلت إلى طريق مسدودة ،ولم تفلح كل السبل الأخرى في التغيير . * ردود فعل الأنظمة : 1. الخوف والهلع لدى جميع الأنظمة العربية (القذافي لأنه مجنون عبّر عن ذلك  ) 2. المبادرة فوراً لاتخاذ إجراءات عاجلة : – في الكويت : التبرّع بأربعة آلاف مليار دولار للشعب ( ألف دينار لكل مواطن + حصة تموينية لمدة سنة ) – في سورية : ألف وخمسمائة ليرة دعم المازوت لمليوني عائلة فقيرة . * أخيراً ، وليس آخراً … أقول للحكام العرب والمسلمين ، الذين فيهم بقية باقية من شرف وغيرة وإيمان ، ودع عنك ، العملاء والمتصهينين والمتأمركين : إن العدو ( الأنكلو –صهيو-أميريكي )  يستهدف الأمة بأكملها ، حكاماً وشعوباً ، ديناً وقيم ومبادئ وأخلاق وثروات ، ويتخذ من بعض ضعاف النفوس من حكامنا مطية لتحقيق أهدافه الخبيثة ، فإذا استنفدوا أغراضهم في خدمته على حساب شعبهم وأمتهم لفظهم وتخلى عنهم ، ضارباً عرض الحائط بكل ما يتبجّحون به من قيم ومباديء وأخلاق وصداقات .. إلخ   فمتى تصحون على هذه الحقيقة ، فترصّوا الصفوف ، وتنبذوا الخلافات ، وتدعموا الوحدة الوطنية ، وتطلقوا الحريّات العامة ، وتمزّقوا قوانين الطوارئ التي مضى على تطبيقها في بعض دولكم أكثر من نصف قرن …!!!؟ إن السبيل الوحيدة لحماية أوطانكم ، والدفاع عن أنظمتكم ، والمحافظة على مكاسبكم  أمام هذه الهجمة الصهيونية الماكرة ، هو ليس بالهرولة إلى واشنطن ، كالمستجير من الرمضاء بالنار ، ولا بالارتماء في أحضان الكيان الصهيوني ، وتقديم المزيد من قرابين الطاعة له ، بذبح شعوبكم ، ومحاربة دينكم ، والتنكّر لأمتكم …!!! بل : برص الصفوف ، والمصالحة مع شعوبكم ، والمزيد من إعطاء الحريات لها ، وتفجير طاقاتها ، وتوحيد صفوفها ، وإفساح المجال لها لكي تأخذ دورها الكامل في صناعة نهضتها ومستقبلها … انظروا ، ما ذا فعلت شعوبكم ، في فلسطين والعراق وأفغانستان وتونس ، في أول فرصة أتيح لها أن تعبر ولو بالحد الأدنى عما تريد … لقد دوخت الانتفاضة الشعبية المباركة في فلسطين الكيان الصهيوني وقلبت كل حساباته الشريرة ، كما أربكت المقاومة المباركة في العراق الأمريكان وأحبطت كل مخططاتهم الخبيثة ، وأذهلت الثورة التونسية المباركة الدنيا ودوّخت العالم … حدث هذا والدنيا كلها تحاربنا  ، بمن فيهم أنتم وحكوماتكم  ، فكيف لو تفجرت هذه الطاقات المباركة في أحضان جيوشها ، وتحت رعاية قياداتها وحكامها ، وبدعم كامل من شعوبها وجماهيرها …!!!؟  بسم الله الرحمن الرحيم (( إنما يستجيب الذين يسمعون ، والموتى يبعثهم الله ، ثم إليه يرجعون )) صدق الله العظيم                          الدكتور أبو بكر الشامي  مساء الجمعة / العاشر من صفر / 1432 هجري

 


رسائل من وحي ثورة تونس


الأولى- إلى شهداء هذه الثورة وعميدهم محمد البوعزيزي : ليس فقط أنكم كتبتم التاريخ بدمائكم الزكية, بل قد يظن البعض أنكم ذهبتم ولكننا نعلم أنكم بشهادتكم أنتم الان شهداء على أمانة أمة للعزة والكرامة تركتموها لنا ويالها من أمانة تئن بها الجبال و تشفق منها .
الثانية – إلى الشعب : لقد حملت بعض هذه  الأمانة , و سحقتم بن علي واله , لكنكم لم تسحقوا بعد الطغيان وأدواته , تذكروا يوم السبت 7 نوفمبر حين هرع أصحاب حزب الدستور إلى جحور الفئران يتواروا من القوم كأنما يغشاهم الموت. ثم بعد حين خرجوا من جحورهم و انقلبوا ضباعا فاتكين. إن الأمانة في أعناقكم وإن من العالمين من ينظرإليكم فلا تخذلوهم .  
الثالثة – إلى الجيش الوطني : حينما احتمى أبناءكم من بن قردان إلى بنزرت بكم كانوا كالرضيع الذي يطلب الحماية من أمه , والخائف الذي يستجير من الظالم الباغي , علمنا حين ذاك أن الخير لم يذهب كله , وأن في تونس رجالا صادقين وأن لا خوف على تونس إن شاء الله بعد اليوم.  عفا الله عنكم لم أذنتم بفرار الطاغية , لسبب أنتم تعلمونه و لا نعلمه, وإننا لنظن بكم خيرا في هذا ومهما يكن الأمر فأنتم اليوم بعد رعاية الله مستأمنون ليس فقط على كتابة التاريخ في تونس, بل قد تكونوا من كاتبي هذا التاريخ غدا . وإن ما حدث في تونس ليس أقل في ميزان التاريخ من الثورات الكبيرة كالثورة الفرنسية و غيرها . أتعلمون أنكم أول أمناء على أسس سُنَّةً و تاريخ جديدين في إدارة الدولة في أمة طغى علي كثيرمن أيامها الإستبداد منذ ولدت؟ كيف سيذكركم التاريخ إن أنتم أجهضتم هذه اللحضة التاريخية لأي سبب من أسباب الدنيا وكم هي كثيرة. فها هي الأمانة قد عرظت عليكم فلاتشفقوا منها وهى التي ستكون ذكركم  بين الناس فتفكروا .
الرابعة – إلى الصامدين : لقد صمدتم حقبا كثيرة , و تجرعتم كأس الحنظل بعزة , وانظروا إلى أصحاب كأس الذلة , كيف هم اليوم مصبحين خائفين في المدينة يترقبون. إن نور الصبح قد أبلج فاصمدوا وصابروا و رابطوا وحذار من الطمع فما أهلك من ترون اليوم من القوم إلا الطمع. واطلبوا الأشياء بعزة فإن القدر ماض , ومن لم يرم صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر و من لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر.
الخامسة – إلى من هم مذبذبين بين ذالك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء  :  أن كان تذبذبكم لعرض من الزينة , فأنتم لمن دونكم أقرب , وإن تذبذبتم لاجتهاد ترونه , فاعلموا أن التاريخ لم يذكر أبدا رجالا متذبذبين. واعلموا أن سيئات اصطفافكم مع من كانوا معكم في الدرب دهركم السابق قد يكون  خير من حسنات اصطفافكم مع من عاداكم دهركم اللاحق إنما ذلكم التجمع يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوا الله  ثم الشعب والتاريخ والأخير (التاريخ ) تعلمون أنه لا يرحم. لقد توسمت تونس الخير في بعضكم ولا تزال لأن أكثركم معدنه نظيف ونحسب نواياه صاقة , لكن إن تبين لكم أنكم ستصيرون هم المرجفون في المدينة فإياكم ولعنة التاريخ.
السادسة – إلى الخفافيش أعداء الحياة أحباب الظلام : وأنتم هؤلا على أربعة دركات :  
أعلاكم دركا من اجتهد وظن بحسن سريرة أن قد يغير من الداخل دون طمع , فاعلموا أن جريرتكم  أنكم زدتم في سواد القوم, فاستاسدوا علينا بكم وغدروا الكثير بوجوهكم النظيفة. فتزيلوا عنهم وأنشؤوا حزبكم واذهبوا فأنتم من الثورة الطلقاء.
أوسطكم دركا : من اجتهد  فقال :   » لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد  » هؤلاء هم الملأ, هم الذين قالوا : أشعب حقير يهدوننا ؟ و قالوا :  » إن نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا باديَ الرأي » و قالوا  » من أشد منا قوة  » و قال شياطينهم :   » إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم » وإن شياطينهم اليوم فروا  » فليس لهم اليوم حميم ولا شفيع يطاع  » . فأنتم اليوم في أمر من شعبكم فهم الذين قد يعفوا و يصفحوا و  » من عفا وأصلح فأجره على الله »
أدناكم دركا : من  طمع , وبطش , و تجبر و عذب واستكبر , و قتل و نكّل ونافق , وخلع البيوت الأمنة , وقال :  » ولتعلمن أينا أشد عذابا أبقى » و سرق الأمانة ,  ودخل في البطانة , وسخروا , ولعبوا,  » وإذا مروا بهم يتغامزون  »   ,  » وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين  »  » وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون  » وإذا خلا بعضهم إلى بعض  » قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون  » هؤلاء اليوم أخِلاّء السوء بعضهم لبعض عدو , يطاردونهم ويشهرون بهم و يفتحون التحقيقات , و يسمونهم :  » المدعوين زين العابدين بن علي , و ليلى بنت محمد الطرابلسي و بلحسن بن محمد الطرابلسي و….وووو) هم هؤلا لم يمرّعليهم شهر بعد أو حتى أسبوع كان بعضهم  ليتغوط في ملابسه لو أن  الزين أو ليلى أو بلحسين أو عماد أو …….نظر إلى أحدهم فقط نظرة نشاز. إن بعض هؤلاء  يتسلق اليوم ليبقى في حكومة نحن نعلم من يسوّق لها و يفرضها من كواليس الإليزيه وواشنطن و بعض عواصمنا العربية. هؤلاء الخفافيش أعداء الحياة أحباب الظلام, هؤلاء الذين انقطعت بهم اليوم السبل , وضاقت عليهم اليوم الأرض بما رحبت. رأت الثورة بعضهم على الفايسبوك  » قلوبهم لدى الحناجر كاظمين  »  » ما من صديق و لا شفيع يطاع  »  » ما لكم لا تناصرون؟ »  » بل هم اليوم مستسلمون » , لا يقدرون على النطق من هول ما هم فيه. للشعب تقول الثورة في هؤلاء :  لا تظلموهم , ولا تعذبوهم , ولا تهينوهم , فكلٌّ اليوم بما كسب رهين . ولتكن الثورة اليوم  أكرم من جلاّديها . ولكن :  » فقفوهم إنهم مسؤولون »  » ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا  »  اعدلوا اليوم وابنوا الغد على العدل فإنه أساس العمران. أوليس هذا الذي قمتم من أجله؟
إلى الشعب العربي خاصة والشعوب المقهورة عامة :
لسنا في تونس أشجع منكم , ولا أعز منكم , ولا أعلم منكم , ولا أكرم منكم , لكن الله قدر لحكمته وعلمه أن نكون أول من أوقد الفتيل , وإنا لنراها قادمة مشكاة الحرية لتضيء دربنا و أرضنا. اعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .تغيرت أنفسنا حينما لمس قلوبنا عشق حرية الكريم , ونصرة المظلوم , شهامة العربي الأصيل من عبق تراثنا الذي نشترك فيه فنحن أمة واحدة و إن سبقناكم فكلنا استبشار أنكم لاحقون بنا إن شاء الله , و إن تعثرنا لا قدر الله فأنتم عزوتنا وأنتم سندنا .
السابعة إلى شعوب الدول الماكرة :  على رأسها فرنسا ولبني جلدتنا من أمراء السوء الذين اصطفوا معهم فهم منهم , تقول الثورة , عار على فرنسا-الثورة  ومن شاكلها أن تمد في يد البطش, عار على من ادعى الحرية والديموقراطية أن يخصص اجتماعات المكر , و نحن نعلم ما يدور فيها , للغدر بثورة « المعذبون في الأرض » نحن نعلم الطامة الكبرى التي حلت بكم , ليست الطامة أن سقط طاغية يحكم تونس فتونس بلد صغير ونعلم أنه في باطنكم  أنكم لا تولونه اهتماما إنما الطامة الكبرى في    » الفكرة  »  الفكرة هي التي تخيفكم,  الفكرة التي لا تفرق بين صغير وكبير, الفكرة التي عملتم لها لمدة قرن وأكثرمنذ اجتماعات سالونيك في اسطنبول, الفكرة التي تقول ببطلان  أنَّ هذه الأمة قد قدر عليها الذلة والمسكنة ,وأن خلاصها إن كان فلن لن يكون إلا عبر عواصمكم , هذه الفكرة التي عملتم وتعملون اليوم مع بقايا الظلم والإستبداد في عالمنا العربي على أن تُرسَّخ. ولكن هيهات , لقد أذيعت الفكرة على الهواء, وحتى لولا قدر الله أصابها من مكركم شيئا فإن التاريخ قد كتبها و رفعت الأقلام وجفت الصحف و سوف تعود. لذلك تنصحكم ثورة تونس أن تكفوا أذاكم عنا , وارفعوا أيديكم عن الطغاة فإن يومهم لا محالة أت , و اشفقوا على خَلَفِكم  فإنكم تعرضونهم بأنفسكم  لعقاب من أمة  قد غار في جسدها الجراح تلو الأخر و لكنها لم تمت أمة أقرب منكم مما تتصورون , أقرب الناس لكم في هذه الدنيا  حين البلاء هم نحن ليس الصهاينة الماكرين الذين يطوِّعون كبراءكم بما تعلمون من مكر و مال و رذيلة , و أقرب الناس إلينا هم أنتم في قوله تعالى : » و لتجدن أقربهم للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ». لقد ثبت منا العفو عند المقدرة في التاريخ معكم , و بالرغم من ألامنا التي نشكوا  في جسدنا منكم استعمارا و قهرا و ظلما وتأمرا  فقد جُبلنا على الحلم , لكن أحذروا غضب الحليم … احذروا غضب الحليم … احذروا غضب الحليم. تنبيه : بعض الخواطر من وحي القرءان الكريم نسأل الله المغفرة للإجتهاد. وثورة حتى النصر. ثورة تونس. 


عودة حكومة التحالف القمعي الدستوري اليساري في عهد بن علي لتكون بعده حكومة انتقال ديمقراطي


بقلم : نبيل الرباعي *
قبل الإعلان رسميا عن هذه الحكومة القديمة في ثوبها الجديد ، كاد المعلن عنها يتخلى في اللحظات الأخيرة السابقة لإعلانها مثلما تخلى رئيسه الذي تشاور معه بالهاتف بضع ساعات قبل إعلان هذه التشكيلة.
تشكيلة في جوهر مكوناتها وتوجهها السياسي العام هي تشكيلة قديمة بالية ، لكنها حاولت في الشكل وعلى سبيل المناورة والمغالطة أن تضع بعض المساحيق عليها بإدخال وجوه جديدة ، وإن تكن مهترئة ، على ركح اللعبة القادمة.
وهذه الحكومة هي في الحقيقة وبكل وضوح حكومة التحالف القمعي الذي دش نبه بن علي عهده ، تحالف بين الحزب الدستوري الحاكم وجناح انتهازي في اليسار التونسي ، وهذا التحالف عادت هذه الحكومة القديمة المتجددة في قدمها تشكيله وترتيبه لإحكام القبضة على الشارع التونسي الثائر من أجل السطو على ثورة الشعب الذي لم يهدأ سواء عند مشاورات تشكيلها أو حتى بعد الإعلان رسميا عن تشكيلها ، لأن هذا الشعب الواعي لم تنطل ولن تنطلي عليه هذه الأكذوبة وهذه المهزلة وهذه المناورة التي جمعت في بوتقة واحدة فلول النظام القمعي المتهاوي وعناصر انتهازية من اليسار التونسي التي لا يخفى على أحد توجهها القمعي وممارساتها الإقصائية الاستئصالية ، فقد هرولت هذه العناصر لانتهازية كعادتها دائما لنيل حصتها في هذه الغنيمة الجديدة استجابة لنداء الشرعية المزعومة الذي أرسلته فرنسا وهو نداء يخفي الضغط المسلط على الجميع في اتجاه تكوين هذه الحكمة والظهور بمثل هذه التشكيلة التي ظهرت عليها ، أبناء تونس الثائرة ليسوا أغبياء إلى درجة ألا يتفطنوا ويرصدوا التحركات المشبوهة الضاغطة في اتجه إجهاض ثورة الجماهير الغاضبة الرافضة.
ولكي يتضح المشهد أكثر وتتبين حقيقة هذه المناورة المهزلة يجب استحضار تشكيلة التحالف القمعي الأول بين لحزب الدستوري الحاكم وعنصر انتهازية من اليسار التونسي في بداية عهد حكم بن علي..
ثم لتقارن بين تشكيلة التحالف القديم الأول وتشكيلة التحالف القديم الثاني الذي يراد له أن يكون تحالفا جديدا من أجل حكومة وحدة !! وطنية !! يزعم أنها ستكون حكومة انتقال ديمقراطي !!! 1-   تشكيلة التحالف القمعي الأول الدستوري اليساري الانتهازي :
منذ انقلاب بن علي وإفتكاك السلطة وهرولة بعض فقهاء القانون الدستوري لإضفاء شرعية دستورية على اغتصاب السلطة والذين لا يستحيون أن يظهروا وجوههم بصفاقة فائقة بمناسبة وبدون مناسبة ، هرول خلفهم وبسرعة أكبر اليسار التونسي بن علي لاحتضانه والشد على يديه الظاهرتين المتوضئتين بدماء أبناء الخميس الأسود في جانفي 1978 وهم يعرفون ذلك ولا يخفى عليهم ولم يكن ليخفى عليهم ، مبررهم في ذلك التحالف القمعي الدموي ما يطارد أذهانهم ومستقبلهم السياسي من هاجس أو شبح التيار الإسلامي الواسع الانتشار شعبيا والواجب في اعتقادهم التصدي له واستئصاله ، ولا يمكن أن يتحقق لهم شيء من ذلك إلا بالتحالف مع أجهزة حكم بن علي ، فتقرر الهرولة إليه والتعاون معه والالتفاف عليه وهو ما حصل ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك أو يتفصى منه ، فكان اكتساح اليسار الانتهازي الاستئصالي تشكيلة حكومة بن علي في أفريل 1988 بعد أقل من عام على حصول الانقلاب.
وللمتابع للمشهد السياسي التونسي عبر مختلف مراحله أن يستحضر ملامح هذه التشكيلة الحكومية المجسدة للتحالف القمعي الدستوري اليسار الانتهازي ليكتشف بكل يسر أن هذه التشكيلة تميزت بتولي المنظر الماركسي الكبير محمد الشرفي حقيبة وزارة التربية والعلوم بعد اتفاق مع رئيسه بن علي على أن يدوم مكثه على رأس هذه الوزارة خمسة أعوام على الأقل يستطيع خلالها ومن خلالها تمرير وتنفيذ برنامجه المزدوج ايديولوجيا وسياسيا ، فعلى الصعيد الايديولوجي مطاردة الإسلاميين باعتماد أسلوب تجفيف المنابع ، وهذا يحتاج إلى توضيح ليس هنا مكانه ، ذلك بالقضاء على ما تبقى من جامعة الزيتونة وحل الاتحاد العام التونسي للطلبة الذي يكاد يهيمن به الإسلاميون على الجامعات إضافة إل طرد واقصاء الإسلاميين من جميع المواقع سواء في المؤسسات التعليمية بمختلف درجاته أن في مستوى الطلبة والتلاميذ والمنتمين والمنتميات لسلك التدريس والإدارة وضحايا القمع الذي مارسه الشرفي على الإسلاميين في كل هذه المواقع والمستويات لا يخفى عل أحد ولا يستطيع أن يحجبه أحد لأن الغربال يحجب الشمس.
وأما على الصعيد السياسي ، وباختصار شديد فقد مارس الوزير الماركسي دوره القمعي خدمة لنظام بن علي الدموي بالتنظير لجملة قمع واسعة النطاق تطال الإسلاميين في كل الأماكن على كامل تراب البلاد ليرسم بذلك إطار السياسة القمعية المجمدة من طرف نظام بن علي والوزير الماركسي جزء أساسي في منظومة هذا النظام القمعي ، ومبرر وجوده في هذه المنظومة هو الالتقاء مع بن علي في القمع ، والثابت أن الذي حصل هو أن هذا الوزير الماركسي تولى بنفسه في حدود اختصاص وزارته الكبيرة آنذاك تنفيذ جزء هام من هذا المخطط القمعي الذي صفق له وباركه وساهم فيه قطاع واسع من اليسار التونسي ، كما تولى في نفس الإطار السفاح عبد الله القلال وزير الداخلية تنفيذ الجزء الدموي الأكثر مأساوية في هذا المخطط القمعي بالتنسيق المباشر مع كل من الوزير الماركسي منظر القمع وهما من نفس الجهة ويسهل التنسيق بينهما ولا أحد يمكنه أن ينكر النزعة الجهوية في العمل السياسي بتونس ، وكذلك بتنسيق كليهما أي الوزير المنظر والوزير المنفذ مع رأس النظام بن علي ، وهذا أيضا غير خاف على أحد ولا يمكن أن ينكره أو يتفصى منه أحد ، بما يتأكد معه توافق هذا الثالوث القمعي تأكيدا في نفس الوقت للتحالف القمعي الدستوري اليساري الانتهازي.
وبذلك يكون البرنامج المزدوج للوزير الماركسي ايديولوجيا وسياسيا قد أخذ مجراه نحو التنفيذ بكل مأساوية وكارثية ولا إنسانية ضد قطاع عريض من الشعب التونسي ليس من حق أحد أن يمارس ضده القمع والاقصاء والاستئصال ، ولكن ذلك حصل تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان ومكاسب الجمهورية من الهجمة الظلامية الإسلامية !!!
ولئن مثل الوزير الماركسي للتربية والعلوم الشخصية الأبرز في اليسار الانتهازي التي تولت الترسيخ والتمكين لسلطة القمع التي تأسس عليها نظام بن علي ، فإن هناك شخصيات أخرى ضالعة  في هذا التوجه القمعي كانت جزءا هاما وأساسيا من هذا التحالف القمعي الدستوري اليساري تذكروا فقط أسماء مثل منصر الرويسي – أحمد السماوي – الصادق رابح وغيرهم ، علاوة على الشخصيات التي تدعم هذا التيار الاستئصالي داخل حكومة التحالف القمعي في بداية عهد بن علي وطوال العشرية الأولى منه ، فهل سيختلف الأمر عندما نمعن النظر في تشكيلة حكومة التحالف الجديد.
2-   تشكيلة حكومة التحالف الجديد القديم :
هذه الحكومة المعلن عنها مشكلة من جناحين رئيسيين يتداخل بينهما بعض العناصر التائهة التي جيء بها لإضفاء شيء من شرعية مفقودة على حكومة تقوم حاليا بالسطو على ثورة الشعب ، فهذه التشكيلة هي تشكيلة توزيع غنائم في شكل حقائب وزارية تدافع إليها جياع الانتهازيين تدافع الجياع قديما إلى موائد الإفطار ، ولهم في هذه الهرولة وهذا التدافع تبرير ، فقطار العمر يقترب من الوصول إلى المحطة النهائية دون أن يتمكن أغلبهم من الظفر بالغنيمة ودون أن يعاود بعضهم الحصول مجددا على الغنيمة ، خاصة وأن معدل أعمار هذه التشكيلة يتراوح بين 65 و 71 و80 عاما.
لقد جاء هذا التوزيع للحقائب الغنائم توزيعا شبه متساو بين مكونات تحالف القمع القديم ، الحزب الدستوري من ناحية وعناصر انتهازية من اليسار التونسي من ناحية أخرى ، فالتوزيع هذه المرة للغنائم جاء أكثر توازنا بين طرفي التحالف.
فالطرف الدستوري الممثل لفلول بقايا النظام المتداعي ، كان من نصيبه الوزارة الأولى ووزارات السيادة وعديد الوزارات الأخرى بما يصل مجموعه إلى نصف عدد الحقائب ، أما الطرف اليساري الانتهازي فقد حاز تقريبا النصف المتبقي ، وعليكم أن تستعرضوا بعض الوجوه التي غنمت حقائب وزارية :
1-   منصر الرويسي ، اليساري الدستوري العائد وزير أساسي في تشكيلة التحالف القديم وها هو يعود دون أن يتفطن إليه أحد 2-   البقية : أحمد إبراهيم حزب التجديد الشيوعي ، أحمد نجيب الشابي ، الطيب البكوش ، عبد الجليل البدوي (قيل أنه استقال ولكن لا يغير من الأمر شيئا) حبيب الديماسي (كذلك) فوزية الشرفي (أرملة الوزير الماركسي محمد الشرفي) أنور بن قدور (صهر الوزير الماركسي محمد الشرفي) (هل هو الانتقال من عائلة بن علي إلى عائلة الشرفي) ؟! وأسماء أخرى يمكن مراجعتها في قائمة التشكيلة..
والمهم أليست هذه التشكيلة في الجوهر إعادة لتشكيلة حكومة التحالف القمعي القديم بمساحيق ديمقراطية جديدة في مستوى الشعارات المعلن عنها في محاولة لإضفاء شرعية مفقودة على حكومة سرقت ثورة الشعب ، ولتمرير حربوشة حكومة الوحدة الوطنية وما هي بحكومة وحدة وطنية طالما رافقها الاقصاء والاستثناء منذ لحظة الإعداد لولادتها ، والسؤال هل تجهض حكومة التحالف القمعي الجديد ثورة الشعب ؟ أم هل أن الثورة ستزلزل الكراسي من تحت إليات عناصر هذا التحالف الحكومي الدستوري اليساري القمعي الانتهازي ؟؟
الساعات القريبة كفيلة بالاجابة الحاسمة عن ذلك ، أما عن بعض الذين تورطوا بهرولة انتهازية في الانضمام إلى هذه التشكيلة حتى وإن أعلن بعضهم الاستقالة فالتورط المضاد للشعب قد حصل ولا يمسحه الإسراع بإعلان الاستقالة ، ما هذا المستوى ؟ وما هذه الحسابات السياسية السخيفة والمفضوحة…
وسؤال آخر ، إذا كان الضغط الخارجي وتحديدا الضغط الاستعماري الفرنسي قد نجح في صياغة تشكيلة التحالف القمعي القديم الجديد ، فهل يصمد هذا التحالف أمام وهج ثورة الشعب ؟
كفى الشعب التونسي اعتمادا على الخارج وانتهاجا لأسلوب الاقصاء والاستثناء ، ثورة الشعب تريد الحرية للجميع بلا إقصاء ولا استثناء…
شعب متحضر يتسمع صدره لجميع أبنائه من كل الأطياف والتوجهات. ليس من حق أحد أن يفرض وصايته على إرادة الشعب… * نبيل الرباعي   ناشط سياسي http://rebainabil.blogspot.com E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr الهاتف : 487 361 98  


لصالح من تأبيد الأزمة التونسية


إيهاب الشاوش   GMT 5:42:00 2011 الأربعاء 19 يناير2Share   دعني أقول انه ثمة من الساسة التونسيين من « لا يعجبه حتى العجب »،و ينطبق هذا الوصف على جزء كبير من السياسيين الذي يضعون أنفسهم دائما في خانة الإقصاء السياسي، كنوع من النضال السلبي. اسطوانة الإقصاء ليست جديدة، وفي غالب الحالات هم محقون، لكن ادعاء ذلك الآن هو تجني على الواقع، لعدة أسباب أهمها:
_ان هذه الحكومة هي حكومة انتقالية سيكون عمرها 6 اشهر على أقصى تقدير، و لا اعتقد ان من صبر عشرين سنة على الظلم، غير قادر على انتظار هذه المدة القصيرة.
_ هذه الحركات السياسية و أبرزها حزب النهضة و المؤتمر من اجل الجمهورية و الحزب الشيوعي، في قطيعة إديولوجية و فكرية مع الشعب التونسي بحكم الملاحقات و المطاردات من جهة و الانقسامات الداخلية الى جانب ضعف التأطير و الاستقطاب من جهة أخرى. و لم يكن لهذه الأحزاب و غيرها أي تأثير في الثورة التونسية. _ ان بقية التشكيلات الحقوقية الصغرى مثل مرصد حرية النشر كانت و ما تزال نخبوية و لا اعتقد انها كانت تؤمن بمفهوم التحركات الشعبية مثلما حصل في تونس. _ انا لا اعتقد بأن التيار الإسلامي او اليساري قد وقع إقصاءه من الحكومة الجديدة، فعمادة المحامين وهي جزء من الحكومة الانتقالية، يغلب عليه التيار الإسلامي. اما بالنسبة للإتحاد العم التونسي للشغل الذي تشارك كوادره في الحكومة فإن اغلب منخرطيه من اليسار.
_ أخيرا، ان الطروحات القائلة بأن الوزراء الستة المتبقين في الحكومة الجديدة و التابعين للنظام السابق ضالعون في جرائم بن علي فيه جانب كبير من الخطأ. الكل يعرف ان وزراء بن علي و طوال 23 سنة من حكمه هم مجرد تكنوقراط لا ناقة لهم و لا جمل، في ما عدا مكاتبهم الصغيرة، و من خالف هذه القاعدة فإن مصيره اما الإقصاء او الملاحقة، مثل أحمد فريعة وزير الداخلية الحالي و محمد جغام وزير السياحة و التجارة العائد الى الحكومة و منصر الرويسي وزير الشؤون الاجتماعية و الطيب البكوش وزير التربية و الذي كان مشرفا على المعهد العربي لحقوق الإنسان. اما محمد النوري الجويني و كمال مرجان من الحزب القديم فيشهد لهم بالكفاءة و نظافة اليد، و لي تحفظ وحيد على زهير المظفر منظّر النظام السابق و مهندس التحويرات الدستورية التي أبّدت بن عي في الحكم. و تحفظ الذاكرة التونسية اسمين استقالا من حكومة بن علي و هما عبد المجيد الشرفي وزير التربية السابق و عياض بن عاشور عضو المجلس الدستوري سابقا.
حلان الآن في تونس لا ثالث لهما، إما تجاوز الأزمة و المحافظة على أسس الدولة و مؤسساتها، الى حين تشكيل الأسس القانونية و الدستورية للحكومة الجديدة و اما الدخول في نفق من الفوضى لا قاع له، سيدفع الشعب التونسي ثمنه غاليا، و الخوف كل الخوف ان تخطأ المعارضة التونسية فهم الشعب التونسي مرة اخرى، بعد ان كانت أخطأت سابقا حين تركته وحيدا يواجه اعتى آلات البطش و اعتبرته مجرد « غبار أفراد » بحسب تعبير الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. لا شك انه هناك نية مبيتة لإطالة عمر الأزمة، فأحزاب الموالاة التي أقصيت من الحكومة سوف تعمل جاهدة على إرباك العملية الانتقالية اما بقايا الحزب الحاكم فلن ترمي المنديل بسهولة، في حين ترى الأحزاب الراديكالية و الإسلامية ان التضحيات التي قدمتها طوال سنوات الحديد و النار تعطيها احقية المشاركة السياسة، الى كل ذلك مجتمعة تضاف عصابات امن الرئيس السابق التي آلت على نفسها حرق الأرض و من عليها. اين الشعب التونسي و ثورته من كل هذه الحسابات؟ الكل يتحدث باسمه في التلفزات و التصريحات، لكن في الواقع يواصل التونسيون ثروتهم دون سند و لسان حالهم يقول »لكم حساباتكم و لنا ثورتنا ».
كنا جالسين في احد مقاهي العاصمة، عندما تناهى الى مسامعنا بان مسيرة وربما مواجهات تقترب منا فما كان منا و من صاحب المقهى و المارة الا الفرار خوفا على أرواحنا و ممتلكاتنا. خوف و رعب ساد الجو في لحظة كنا نترقب فيها انفراج الأزمة مع اعلان الحكومة الانتقالية، فهل هذا ما يبحث عنه دعاة نصب الخيام و العصيان المدني و إطالة الأزمة، و الشيطنة، فيا خيبة المسعى، يا خيبة المسعى.   تونس http://www.elaph.com/Web/opinion/2011/1/625863.html?entry=homepagearaa   لصالح من تأبيد الأزمة التونسية  


بسم الله الرحمن الرحيم « و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين » (30 من الأنفال)                                                              » لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين » (صحيحي البخاري ومسلم)                                                                 

نعم فرّ طاغية تؤنس لكن بقي نظامه؛

فيا شباب تؤنس استمروا في ثورتكم حتى تفكيك نظامه الحرسي و إقامة حكم المواطن السيد


ســيف آل نـــصر عربي مسلم مقيم خارج الوطن العربي، باحث في تحليل السياسات   أولا) اللهم  تغمد برحمتك كل شهداء ثورة  محرم- صفر لسنة 1432 في المغرب الأدنى، في قيروان الأصحاب رضي الله عنهم  و تؤنس حسان بن النعمان وعبيد الله بن الحبحاب .   ثانيا) إن القلم ليعجزعن تثمين النقلة النوعية التي أحدثها أهل المغرب الأدنى في وعي كل عربي مسلم في هذه اللحظة التاريخية الكئيبة من عمرأمتنا العربية المسلمة المقهورة . فتحية إجلال وعرفان لأهلنا في تؤنس العربية المسلمة الذين سفهوا إرادة أزلام التغريب القسري على امتداد 60 سنة لمسخ هويتهم الحضارية و جعل البلد مجرد ملهى خلفي في الضفة الجنوبية للمتوسط . و الحقيقة إن الوزن الحضاري و المساحة الجغرافية للمغرب الأدنى هما أكبر بكثير من ال 164 ألف كلم مربع التي جعل منها الإحتلال الفرنسي دويلة تونس الحالية. إن المغرب الأدنى هو القاعدة الأولى للإسلام و العروبة في ربوع المغرب الكبير و في ربوعه  بنى الجيل المؤسس للأمة العربية المسلمة أول مدينتين عربيتن خالصتين (القيروان سنة 50 ثم تؤنس سنة 97) وهو كسب لم يحض بمثله أي من أقطار الوطن العربي. و في رحاب قيروانه نشأت أولى مدارس الطب العربي ثم في رحاب زيتونة تؤنسه  نشأت أول جامعة (جامعة الزيتونة) في العالم ولا فخر.                       ثالثا) إن في هروب الطاغية لعبرا عديدة لمن يعتبرغير أن ما يشد الإنتباه  أكثر هو أولا جبنه الفظيع و قد تجلى في تولية دبره هاربا بمجرد أن اقتربت الجماهير من المبنى الرمادي سيء الصيت (وزارة الداخلية) ثم ثانيا خلو قلبه من ذرة حب واحدة للشعب الذي سحقه و الأرض التي نهبها طيلىة 23 عاما و إلا كيف أمر مسبقا زبانيته (الحرس الرئاسي)  بقتل الجماهير العزلاء و تدمير ممتلكات الشعب اثناء المظاهرات و بعد هروبه ؟   رابعا) نعم فرالطاغية لكن نظامه السياسي و الأمني ما يزل قائما شغالا بل و يعمل لإعادة تأهيل نفسه لإجهاض ثورة أهلنا في تؤنس مثلما حصل في 1408(1987) عندما أتاح قصر نظرالنخبة السياسية  وانتهازية بعضها الفرصة للطاغية لترتيب بيته ثم تصفية المجتمع الأهلي و ترك البلد قاعا صفصفا. على جماهير الثورة أن تدرك ان الطاغية قد فر بعد ان رتب مع أركان نظامه مجموعة مشاهد لوئد الثورة  و لقد بادروا سريعا بتنفيذ بعضها بكل إخلاص . و في هذا الصدد تم أولا استعمال الفصل 56 من دستور الطاغية حتى يوفروا له الوقت اللازم للوصول إلى ملجأ ما بصفة رئيس دولة  و حين تحقق له ذلك انتقلوا إلى الفصل 57 . كما أن قصر وزيره الأول مشاورات تشكيل الحكومة على الأحزاب الشكلية المرخصة قبل الفرار
و استثنائه  الأحزاب المحضورة صاحبة التمثيلية الشعبية والشرعية النضالية ثم اعلانه عن حكومة غالبيتها العظمى من حزب الطاغية هي أدلة كافية على أن من شب على شيء شاب عليه و أن فاقد الشيء لا يعطيه . لذا فعلى كل عربي مسلم في تؤنس و الوطن العربي أن يعمل لأجل استمرار الثورة الشعبية حتى تفكيك الهياكل التشريعية والحكومية لنظام الطاغية  و ذلك ب: أ‌- حل المؤسسات الحكومية لنظام الطاغية  أي إبعاد كل الرموز الحكومية والحزبية للطاغية عن اي مسؤولية وزارية في اي  حكومة إنقاذ او انتقال ؛ فلا محمد غنوشي و لا مبزغ  ولا قلال  و لا أي من رموز البنعلية والبورقيبية . و في هذا الصدد لا ينبغي لمسألة تقنية مثل التسليم والتسلم ان تتخذ مبررا للإبقاء على رجال الطاغية مستقبلا. ب‌-تجميد العمل بتشريعات الطاغية ؛ اي تجميد دستوره  و مجلته الإنتخابية و قانون أحزابه  و قانون صحافته . ت‌-حل المؤسسات الأمنية للطاغية ونعني بذلك تحديدا حل سلك الأمن الرئاسي المجرم واعتقال عناصره        و جلبهم امام القضاء . حل الإدارة العامة لأمن الدولة  و حل الإدارة العامة للإستعلامات و حل فرقة الأبحاث والتفتيشات التي تمثل الجزء القذر في سلك الحرس الوطني . إن هذه الأجهزة الأربعة وعلى رأسها أمن الدولة هي من خنق كل صوت حر وعذب كل المعارضين بأقذر و أشرس الأساليب منذ النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي حتى يوم الجمعة التاسع من صفرالخير 1432(14 من يناير2011) . أما سلكي قوات النظام العام (BOP) و الأمن الجامعي فعلى الحكومة الموقتة أن تدمجهما في الشرطة والشرطة العدلية و شرطة المرور و الحرس الوطني . ث‌-تنقية القضاء من كل القضاة الذين مثلوا يد الطاغية  في إصدار الأحكام الجائرة ضد المناضلين السياسيين وأبناء الشعب على حد سواء  طيلة ربع قرن من أمثال محرز الهمامي. ج‌- حل حزب التجمع الدستوري (حزب الطاغية)  المسؤول عن شرعنة الإستبداد منذ 60 سنة وعن سياسات التبعية للمحتل القديم و وتدمير ثوابت الهوية الحضارية للبلد وعن افشال و تعطيل اندماج تونس في وطنها العربي الكبير. أما من لم يثبت مشاركته في جرائم الطاغية من قاعدة هذا الحزب فلهم حرية  تاسيس أحزاب  جديدة.   و يتحقق ذلك باستمرار التظاهر السلمي الجماهيري المطالب للجيش الوطني بتشكيل هيئة سيادية عليا للثورة من قيادة الجيش الوطني و مدنيين ممثلين عن جميع فصائل المعارضة المبدئية التي عارضت الطاغية واتحاد الشغل(من هياكله الجهوية و المحلية و ليس من مكتبه التنفيذي الذي تخندق طويلا مع الطاغية) والتنظيمات المهنية (عمادة المحامين و الأطباء …) والجمعيات الحقوقية (حرية و انصاف، المجلس الوطني للحريات…) شباب الثورة  و شخصيات مستقلة . و تقوم الهيئة العليا بتشكيل حكومة مؤقنة تنظم انتخابات مجلس تأسيسي يضع دستورا أصيلا مرجعيته ثوابت الهوية الحضارية لأهل البلد و مبدأ الإنتخاب الدوري الحر للمسؤولين.   خامسا)  ليتحقق إستمرار زخم التظاهر الجماهيري على شباب الإنتفاضة الثورة في كل مدينة و حي و قرية أن يحولوا لجان الحماية الشعبية إلى لجان ميدانية أشمل لقيادة الثورة الشعبية و ضمان الإستمرارية الضرورية  لعملية تفكيك نظام الطاغية  و لبناء شرعية ثورية  تؤسس للنظام السياسي الجديد لتؤنس العربية المسلمة المستقلة. وعلى هذه اللجان ان توضح هذا جيدا لقيادة الجيش الوطني . عليكم يا شباب تؤنس ان تعوا جيدا أنكم كبارا فعلا  لا  قولا و أنكم ليس فقط تصنعون مستقبل تؤنس بل مستقبل وطنكم العربي الكبير و إن غدا لناظره قريب . عليكم ان تثقوا اكثر بانفسكم و بأنكم سليلي أمة لا تسكت على الضيم و إن طال الزمن؛ أًمة يقول مؤسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم « أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر »  و يقول فاروقها و خليفته الثاني   » متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا ».                                                                                                                                             لقد أجهضت الزمر السياسية التابعة للمحتل القديم (زمر حزب الدستور) مشروع الاستقلال الحضاري الأصيل ثلاث مرات خلال تاريخ تؤنس المعاصر. كان ذلك في سنوات 1934 و 1956 و 1987 و ها هي اليوم تسعى لتفعل نفس الشيء بثورتكم التي أنجزت نصف هدفها و المؤمن لا يلدغ من ججر واحد مرتين فكيف بكم و قد لدغتم منه ثلاث مرات؟؟؟  و ها هي الرموز السياسية لنظام الطاغية تسعى مرة أخرى لإجهاض ثورتكم ب »حكومة وحدة » عمادها رجال و تشريعات الطاغية.  
لنسمي إنجازكم باسمه الحقيقي؛ لقد أنجزتم ثورة شعبية سلمية صنعت شرعية ثورية جديدة كافية لبناء نظام سياسي مستقل عن نظام الطاغية فلا ينبغي أن تتوقف مظاهراتكم السلمية حتى إنجاز النصف الثاني من الهدف. و اعلموا جيدا ان الثمن الذي دفعتموه حتى الآن على نبله ( ليس بعد أكثر من 100 شهيد و بعض الأضرار المادية خلال شهر واحد  فقط من الزمن) يعتبر زهيدا جدا مقارنة بانجازكم العظيم (طرد الطاغية) و مقارنة بما دفعته شعوب أخرى ثمنا لثوراتها المعاصرة مثل رومانيا في 1988 و قبلها فارس(ايران) في 1979. إن التذرع بالخسائر الإقتصادية لوقف التحركات الجماهيرية تذرع مغرض هدفه اللعب على الوترالمادي للتونسي حتى يتمكن نظام الطاغية من استرداد سلطته و تصميم الوضع المستقبلي الدائم لصالحه.  اعلموا أن الخسائر المادية لا معنى لها في ميزان ثورات الشعوب التي تستهدف القطع مع الإستبداد و تأسيس نظم سياسية إختيارية في خدمة المواطن و ثوابث هويته الحضارية.   سادسا) إن التخريب الذي تعرضت له بعض الممتلكات اثناء التظاهر في مختلف مدن البلد يرجع أغلبه إلى أجهزة الطاغية التي قامت بذلك لأجل تشويه ثورة الشعب . و حتى الجزء الذي قد يكون قام به ابناء الشعب فمسؤوليته تقع على الطاغية الذي حرم شباب البلد من كل تأطير أهلي على امتداد ربع قرن.   سابعا) على الهياكل الوسطى و الدنيا في الإتحاد العام التونسي للشغل أن تفرزمكتبا تنفيذيا بديلا عن المكتب الذي تخندق طويلا مع الطاغية حتى يجسد الإتحاد أفضل مؤطر لثورة شعبه و ليس فقط تمثيل مصالح الشغيلة.   ثامنا) حتى الآن بدى الجيش الوطني جديرا بالإحترام و التحية  بعد أن رفضت قيادته إعطاء الأوامر لوحداته بقتل الشعب إبان المظاهرات و بتوليه المسؤولية العليا لأمن البلد . و لكن على قيادته أن تفهم أن شعبها ثار لكي يبني نظاما سياسيا إختياريا مستقلا كليا عن نظام الطاغية رجالا و مؤسسات و تشريعات فلا تخضع و لا تحمي المبزغ و مجلس نوابه ولا الغنوشي و حكومته .
تاسعا) على التيارات و الأحزاب االسياسية المبدئية الي عارضت الطاغية بوضوح و تحملت قمعه و قمع سلفه لعقود سواء أكانت سابقا محضورة من قبل الطاغية مثل حركة النهضة و المؤتمر من أجل الجمهورية  و حزب العمال الشيوعي التونسي و الوحدويين أو مرخصة  مثل الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ، وان تفاجأت بالثورة، ان ترتقي لمستوى المرحلة و ذلك ب:
أ‌-إجتناب أخطائها القاتلة في التعامل مع الطاغية إثر انقلابه على سلفه حين هرولت تعرض عليه خدمانها وتتلقى فتاته. و أهم من ذلك أن تقطع مع العداوات المميتة التي حكمتها سابقا وذلك بتوضيح المشترك بينها  و توضيح سبل إدارة المختلف فيه . ب‌-تكوين جبهة سياسية واحدة حول مبدأ مقاطعة نظام الطاغية ومساعي رجاله لإجهاض الثورة . إن النظام القديم يعمل الأن لإعادة تأهيل نفسه للإستمرار في الحكم ولضمان عدم مسائلة الطاغية و رجاله مستقبلا عما اقترفوا. ت‌-التعهد الصادق بالوفاء لثوابث المرجعية الحضارية للشعب و بالإحتكام لمبدأ الإختيار الشعبي خلال مرحلة بناء النظام السياسي الجديد. ث‌- الإلتحام بالشباب المنتفض و ترشيد حركته بدون خلفيات عقدية أو صراعية قديمة .   عاشرا) على كل تؤنسي أن يبادر إلى توثيق كل المظالم المادية والمعنوية التي طالته من الطاغية و أجهزته في الداخل و الخارج  خلال ال23 سنة الماضية حتى تعرض على العدالة و ينال الظلمة العقاب المناسب و حتى يتمكن النظام السياسي للجديد للثورة من استجلاب الطاغية و محاكمته في قصر العدالة بباب بنات محاكمة مدنية أمام العالم تتاح له فيها كل فرص الدفاع عن نفسه حتى نرى فصاحة لسانه الخشبي وهو خارج السلطة.     إحدى عشر) على التيارات السياسية ذات المرجعية الأصيلة (ثوابت الهوية الحضارية للأمة العربية المسلمة) في التغيير السياسي و المجتمعي أن ترتقي بوعيها إلى متطلبات المرحلة. بلغة خرى على التيارالإسلامي بكل تفريعاته وعلى التيار الوحدوي بكل تفريعاته ان ينسلخا من خلافات الماضي و صراعاته القطرية و القومية و يتلاحما على أرض الخضراء لأن أغلب خلافات الماضي و صراعاته الفكرية والسياسية لم تكن سوى أوهاما فالإسلام المنتزع من عروبته لا معنى له والعروبة بدون اسلامها لم تكن و لن تكون شيئا. و لعل فشل جميع تجارب الأطراف الوحدوية الدنيوية (سكلريست) من بعث وناصرية وقذافية في مجرد الإقتراب  من أهداف الأمة العربية المسلمة  في التوحد السياسي و النهضة الحضارية خير برهان . و لذا فيا بقايا البعث و يا انصار تجربة عبد الناصر اعلموا جيدا أن العروبة المسلمة هي التي اوجدت الأمة العربية المسلمة و لم تكن يوما دما يجري في العروق وإنما قيما نبيلة و لسانا عربيا فصيحا (نظاما يفكر به الذهن و يعبر به اللسان) و قرآنا و سنة  فيهما رؤية  للوجود و للإنسان و لأسس الإدارة القويمة للشأن العام. و من ثم فقد كانت قبل البعث و قبل عبد الناصر و باقية بعدهما وهي أكبر منهما. و يا أهل التيار الإسلامي في تؤنس نهضة و تحريرا و سلفيين وأفرادا، اعلموا أن الإسلام كرؤية للوجود والانسان وكنظام  قيم ومنهج تشريع و نظم لإدارة الشأن العام لا معنى له بدون الإنسان العربي لسانا و تاريخا و مكانا (الوطن العربي)     و من ثم فهو أكبر من الإخوان المسلمين و حزب التحرير و أكبر من خلافاتهم مع الأنظمة التي رفعت شعارالوحدة العربية في القرن الماضي و انكم اولى العرب بالعمل الوحدوي الأصيل فعلا لا مساندة لشعار يرفعه غيركم ؛ إذ لا معنى و لا وزن لأي مشروع إسلامي في اي من دويلات التحزئة العربية بدون افق وحدوي فعلي لأصحابه.
عليكم ان تتلاحموا على أرض الخضراء تلاحما مصيريا فأمامكم إستحقاقات مصيرية تتعلق بالهوية الدستورية والمؤسساتية للنظام السياسي الجديد. وإننا نريد لكم ريادة عربية في بناء تجربة تحديث أصيل يقطع مع الإستنساخ المظهري للغرب و مع التشوهات الذهنية واللسانية والذوقية التي راكمتها سياسات الزمرالتابعة لثقافة المحتل القديم على شخصية العربي التؤنسي. وعساكم تكونون شرارة انبعاث أمتنا العربية المسلمة نحو التوحد و النهضة الحضارية.  


وجاء نصر الله والفتح


بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله القائل: ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله… ثم الحمد لله الذي اليه يرجع الامر كله…
ثلاث وعشرون سنة من الجمر من السجن من التهجير مرت على شعب وجماعة, مرت حتى أرجف المبطلون واستيأسوا وقنطوا من رحمة الله, مرت وما زاد اهل الثبات الا ثباتا ويقينا بأن هذا اليوم- وان طال- آت لا محالة. كذلك امتحن الله رسوله الكريم وصحبه أشرف خلق الله على الاطلاق,- خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم- امتحنهم الله بنفس المدة ثلاث عشرة سنة في مكة ثم جاءة منحة الهجرة فعشر سنين في يثرب مدينة رسول الله زادها الله تشريفا.  كأن سنن الكون تنطق مع القرآن: »ليميز الله الخبيث من الطيب… » انه الامتحان العسير امتحان الثبات على الطاعة وعلى أقضية الله الكونية والشرعية وأمام تلك المحن, الناس كل الناس معنيون بهذا الشأن…
فيومَ ان أخرج المشركون الرسول الكريم من مكة, حاصروه في شعابها ثم لاحقوه في أرض الله الواسعة لامعان التتضييق عليه وأصحابه, تلك المحن قد توالت على جماعتنا المباركة, وعلى شعبنا الابي العصي على الانحناء التام…الا من ضعف ثم باع نفسه…
 لقد مرت العاصفة اذن وجاء نصر الله…
فما هي متطلبات المرحلة ؟ وكيف التعامل مع هذه التركة, تركة النفسيات والعلاقات  مع الصنفين؟ كما اذن الله تعالى بفتح مكة دون اهراق للدماء, فقد فتحت تونس لابنائها المبعدين المهجرين ايضا دون دماء, ولنا في رسولنا الكريم خير أسوة, اذ قال لأهل مكة الذين أخرجوه وحاربوه وطاردوه في الصحارى: لقد قال لهم جميعا أعظم كلمة في سيرة نبي مع قومه: اذهبوا فأنت الطلقاء, من دخل بيته فهو آمن ومن حخل دار أبي سفيان فهو آمن…   لقد قال قوم حينا اليوم يوم الملحمة, فرده النبي الكريم بلطف وقال بل يوم المرحمة…
وشتان ما بين أبي سفيان القرشي وأبي سفيان التونسي, اذ ان أبا سفيان الاول لم يخن ولم يسرق وما كذب البتة, وابتلانا الله بأبي سفيان في ايهاب ابي جهل وسمته..
ولكن وأسوة بنبي المرحمة لا يسعنا -والحال متشابهة-, الا أن نقول نفس ما قاله نبينا الكريم وأن ننشر الأمن بين المُرَوعين ممن أذنب وممن ضحى نقول أذهبوا فانتم الطلقاء, ومن دخل في دين الله افواجا ودخل المسجد تائبا عائدا الى الله فقد أمن على نفسه واهله, ومن بقي في بيته وكفى الناس أذاه فهو آمن على نفسه. اللهم من أغتصب حقا عاما أو خاصا فلا سبيل الى اخلاء سبيله, لانه حق في رقبته لا بد من تأديته لاهله.
هذا هو العهد الذي بيننا اما الباقي فهو موكول الى الله الذي يوفي الصابرين أجرهم ويوفي المقصرين حقهم… هذا هو خلق الاسلام العظيم الذي تعلمناه صغارا ولا يمكن أن ندير ظهورنا الى روح معانيه السامية النبيلة… ان حقوق الافراد والحق العام لا يسقط بالتقادم فكل من اختلس مالا او أرضا او اي قيمة مادية لا بد من أن يرجعها الى أصحابها, ولا بد من الاعتذار عن الاساءة المعنوية وطلب الصفح والمسامحة كذلك…وليس ذلك ببعيد عن أخلاق شعبنا الاصيلة…
أخي التونسي حين أسأت لغيرك فانما أسأت لنفسك من حيث تدري او لاتدري… أخي التونسي المكلوم والمظلوم اختر ما اختاره نبيك صلى الله عليه وسلم من التعالي عن الانتقام للنفس والانتصار لهواها, فان ذلك من ايعاز الشيطان وكيده الضعيف أصلا, فتغلب على نفسك التي تحضك على السوء, وانتفض عليها… ان هذه اللحظات التي نعيشها تحتاج منا جميعا دون تمييز الى وقفة صادقة مع أنفسنا, فان نحن فشلنا -لا سمح الله- في ادارة امورنا, فان ذلك يغري الأخر بكل تلويناته ان يقول بضرورة ولزوم التدخل بيننا, الأمر الذي لن نسمح به ولن نرضاه طبعا.   يا شعبنا المجيد, انك اليوم معلم الناس وأستاذ في طرائق استرجاع الحقوق المهدرة, كل الحقوق, السياسية, والاقتصادية والجمعياتية…. وقبلها الكرامة التامة غير المنقوصة… وجدير بك أن لا تنزل من على هذا الكرسي الذي تبوأتها عن جدارة واستحقاق, أن لا تترك مجالا للشامتين  فيشمتوا ولا للحاسدين ان يحسدوا, ولكن اجعلها طريقا معبدة لمن يأتي من بعدك…  دمت يا شعبي أبيا عصيا منيعا وبك اعتز وأفتخر وحق لي…
د. نورالدين بوفلغة  النمسا                      تونسي باعتزاز  


ثورة الحرية في تونس :رسالة إلى العالم : مواطنون تونسيون


حتى نقطع الطريق أمام المتآمرين على ثورة تونس وحتى نستكمل بناء المسار الديمقراطي بتفكيك بنية النظام الاستبدادي وقيام دستور جديد -نتمناه برلماني لا رئاسوي- ولتهيئة الأجواء والمناخ السليم لانتخابات حرة ونزيهة ونضع بلادنا على سكة التنمية والتقدم والديمقراطية والأمن والسلام  فلا يتعلل أحدا بتسويق مغالطات وتخوفات من الفوضى أو تحاليل متحايلة وخبيثة لدفع بعض القوى الدولية لمساند محاولات بائسة يائسة لاحتواء ثورة تونس فانه لابد من مخاطبة العالم بوضوح وبصدق  لتأكيد النقاط  التالية :

1/ وحدة التونسيون واصرارهم على تحقيق نظام ديمقراطي  ولا سبيل للرجوع إلى الوراء مهما كانت التضحيات وأن وضع البلاد على سكة التقدم والحرية والديمقراطية  خيارا وطنيا لارجعة فيه ولن يوقفه أحدا
ونظرا للمآسي الكبري التي خلفها النظام الرئاسي  تتوجه النية لتأسيس دستورا جديدا بأسس جديدة ليكون نظاما برلمانيا بآليات ضامنة  لبناء ديمقراطي سليم وفي العمق فلا يلتف عليه فرد ولا حزب ولا أية فئة فلا أحد فوق التاريخ وفوق المسائلة ولا آلهة ولا صنم جديد مسنودا بدستور  بل نظاما برلمانيا ديمقراطيا يجعل الحكومة ورئيس الوزراء مسؤولا على البرامج والنتائج أمام  شعبه وأمام برلمان منتخب يراقب ويحاسب
وتتطلع تونس وشعبها للعيش في سلم وأمان وتقدم ككل الشعوب والدول المتقدمة  رأس مالها سواعد وعقول وارادة أبنائها 2/أنه لا خوف على الاستقرار والأمن في تونس  فالشعب أثبت وعيا وتحضرا ومسؤولية وتعاون مع الجيش الوطني الذي كان ولا يزال  محل ثقة الجماهيير لللاتزامه الحياد ورفضه اطلاق النار على المواطنين
وقد ثبت بالأدلة القطعية أن  بعض حالات  حرق لبعض المؤسسات ونحوه هو نتيجة أعمال قذرة لبعض الأجنحة الأمنية وميليشيات النظام السابق الذي يريد استمرار القتل والنهب ونشر الفوضى لكن الشعب التونسي أدار اللأمور بحكمة وتعقل ونظم لجان أهلية مدنية  لحماية المؤسسات وحماية نفسه وبتعاون كبير مع الجيش وبثقة تامة في قدرات جيشنا الوطني فان الوضع مستقرا ويتجه  لللأفضل وكلنا ثقة في قدرة الشعب والجيش وكل الوطنيين الشرفاء في أجهزة الأمن  من الحفاظ على الأمن والاستقرار الحقيقي الذي يتفق ورغبة الشعب في التحرر من كل أشكال الاستبداد وفي بناء مؤسسات ديمقراطية تخدم الوطن والمواطن
3/لا يزال الشارع التونسي يطالب بحل الحزب الحاكم ورفض حكومة مؤقتة يسيطر عليها عناصر من الحزب المتورط في قتل التونسيين والذي كان سندا للنظام الدكتاتوري وأصبح يعيق المسار الديمقراطي ونظرلتاريخه النازي الاستبدادي ولأن بن علي لوث الحزب وأفرغه من معناه واستعمله لقمع المواطنينين  لذلك يطالب الشعب التونسي بحل الحزب فمن مصلحته ومن مصلحة البلاد اعلان حل الحزب وفصله عن أجهزة الدولة وهنا لا توجد أية نية للاجتثاثه وليس للتونسيين عقلية انتقامية بل هو حل سياسي لتوفير مناخ صحي وسليم يمكن النخب وقواعد الحزب الذين لم يتورطوا في عمليات اجرامية ضد المواطنين والمحبين لشعبهم ولوطنهم من تأسيس حزب جديد والمساهمة الايجابية في الحياة السياسية والمشاركة والعمل على بناء وطن يتسع للجميع بدون تهميش ولا إقصاء 
4/الثورة ليست لها هوية ايديولوجية معينة وليست لها قيادة محددة وربما قريبا تختار لها قيادة لكنها لا تشكو فراغا حيث ساهمت النقابة والمنظمات والنخب الوطنية وشباب الثورة في حسن سيرها وحسن تأطيرها  في اتجاه مطالب سياسية واجتماعية  وطنية عادلة
5/لا داعي للخوف من الاسلاميين في تونس فهم نبتة تونسية صرفة معتدليين  اعتدال تونس واعتدال المناخ المتوسطي ليس لهم  أية نية للسيطرة على المشهد السياسي وهم أول ضحايا القمع والاستبداد  أثبتوا قدرا كبيرا من الوعي ومن المسؤولية ومنفتحين ومتعاونين مع كل القوى الوطنية وهم أبناء تونس وتحتاجهم بلدهم والمنطقة والعالم يؤصلون للديمقراطية وللفكر الحر ولحقوق المواطنة وهوما يخدم الجميع وما يمكن تونس مستقبلا من حسن استثمارأبنائها  لنشر الفكر المعتدل وتعميق القناعة والايمان بالديمقراطية وبالحرية وبالقيم الانسانية المشتركة كشرط وركن أساسي لحياة الفرد والمجموعة والضامن الحقيقي لتحقق اللأمن والاسقرار وتوفر مناخ صحي وسليم للتنمية والتقدم لأجل حاضر ومستقبل أفضل للجميع
الخلاصة : يقدم الشعب التونسي اليوم نموذجا حضاريا رائعا سلميا مدنيا للتغيير والتقدم نحو بناء مجتمع ونظام ديمقراطي ومن مصلحة الجميع تأييد الثورة التونسية ومساندة مطالب الشعب التونسي وجهوده في بناء نظام ديمقراطي ككل الشعوب المتقدمة. وأية محاولة للايقاف هذا المسار أو احتوائه أو اللالتفاف عليه سيعمق سوء الفهم بين الشعب التونسي والشعوب العربية الواعية  التواقة للعدل وللحرية وبين الغرب وأمريكا وأن أية تدخلات غير محسوبة ستكون لها عواقب وخيمة ينتج كرها وانغلاقا وانزلاقات خطيرة فالديمقراطية هي المناخ السليم والصحي الضامن للأمن والاستقرار الحقيقي ويبني ثقة وقيم مشتركة وتعاون وعمل مشترك بين تونس وبين جيرانها وأصدقائها في العالم لتصبح تونس أرض حرية وتنمية وتقدم وسلام نحب البلاد كما لايحب البلاد أحد مواطنون تونسيون 18 جانفي 2011  


معارضون يديرون الظهر لعموم الثائرين


بقلم: جيلاني العبدلي لطالما تحدث الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد باسم الشعب التونسي كسائر المعارضين ولطالما رددوا أنهم يعبرون عن نبض المواطنين وعن تطلعاتهم في التغيير الديمقراطي الحقيقي. واليوم وقد تجشم الشباب وحده أعباء المسؤولية وتكفل بنفسه بهذه المهمة ودفع في سبيلها من دمه الكثير نيابة عن جميع الأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية يقف التونسيون ذاهلين أمام أمر غريب يضع كلا من الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد في حرج كبير ويعرض رصيد رمزيهما السيدين أحمد نجيب الشابي وأحمد إبراهيم إلى التلاشي ويفقدهما ثقة إن لم نقل احترام آلاف المتظاهرين خصوصا من الشباب. هذا الأمر الغريب يتمثل في:  ـ سرعة التجاوب مع عرض الانضمام إلى الحكومة الجديدة قبل اتضاح تركيبتها ودون الرجوع إلى القواعد الحزبية لحسم موضوع المشاركة وطبيعتها. ـ عدم العودة إلى حلفاء الأمس في هيأة 18 أكتوبر أو في التحالف من أجل المواطنة والمساواة للتشاور وتنسيق المواقف المشتركة وضمان حق جميع الأطراف في التمثيل الحكومي ـ التموقع في الحكومة الجديدة والعظ على الحقيبة الوزارية بالنواجذ وإدارة الظهر تماما للشارع التونسي الثائر وصرف النظر عن نبض المتظاهرين ومطلبهم بحل الحكومة الراهنة وإعادة تشكيلها وفق معايير جديدة تضمن حق سائر الأطراف في التمثيل واستبعاد الضالعين في منظومة الاستبداد من الجهاز الحكومي للرئيس المخلوع بن علي. فهل كعكة السلطة أكثر وقعا في نفوس هؤلاء المعارضين مما تحدثه حناجر المتظاهرين المطالبين بتصحيح المسار؟  


مهرجان خطابي في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة للشيخ يوسف القرضاوي حول ثورة تونس


بسم الله الرحمن الرحيم تماهيا مع ثورة شعبنا العظيم في تونس، ودعما لمسيرته المظفرة للحرية والكرامة والتي تتقدم كل يوم، وحفاظا على اختطافها والالتفاف عليها  سوف يقام مهرجان خطابي تحت اشراف العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  حفظه الله وبمشاركة ثلة من العلماء والخطباء، وذلك يوم غد 21 -01-2011  عقب صلاة الجمعة مباشرة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة الرجاء من أعضاء الجالية التونسية بالدوحة وغيرهم الحضور بكثافة رجالا ونساء كبارا وصغارا والدعوة عامة أيضا لكل من يدعم هذه الثورة المباركة من غير التونسيين. فالرجاء نشر هذا النداء.  Please forward to all your friends  


تصحيح لازم  


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه. (وبعد) يطيب لي أن أتمثل بقول الشاعر: همو نقلوا عني الذي لم أفه به وما آفة الأخبار إلا رواتها لقد أساء بعض الناس فهم حديثي عن الشاب التونسي الحر الكريم، الذي أحرق نفسه، بعد أن ضاق ذرعا بالحياة والأحياء، وأغلق المسئولون أمامه أبواب الرزق، فهو جامعي لم يجد عملا، إلا أن يشتري عربة يبيع عليها الخضار، يكسب منه رزقه، فمنعه رجال الأمن وصادروا عربته، فحاول أن يشتري عربة أخرى فلم يمكن ذلك، واشتكى إلى الشرطة، فصفعته شرطية على وجهه، ولجأ إلى الوالي يشكو إليه فطرده، وهنا قرر أن يذهب إلى الساحة التي كان يبيع فيها، ويوقد النار في جسده أمام الملأ، احتجاجا على الجوع من ناحية، وعلى امتهان كرامته من ناحية أخرى، وهو عربي من بني هلال، ولهذا تسمى المنطقة (أبو زيد)، نسبة إلى أبي زيد الهلالي، الفارس المشهور.

هذا هو الشاب محمد أبو عزيزي، الذي كان إحراقه نفسه الشرارة التي أشعلت الثورة العظيمة في الشعب التونسي الذي استجاب له، وانتقلت من مدينة إلى أخرى، ومن ولاية إلى ولاية، ومن فئة إلى أخرى، حتى تحولت تونس الخضراء إلى شعلة حمراء، التهمت نارها الطغاة والظالمين.
أود أن أقول: إني لم أكتب فتوى في هذا الموضوع، ولكني علَّقت عليه في برنامجي (الشريعة والحياة) وقلت: إني أتضرع إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له، ويتجاوز عن فعلته التي خالف فيها الشرع الذي ينهى عن قتل النفس، كما قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:29]، ودعوت الإخوة في تونس والمسلمين عامة: أن يدعوا الله معي، ويشفعوا عنده لهذا الشاب الذي كان في حالة ثورة وغليان نفسي، لا يملك فيها نفسه وحرية إرادته، فهو أشبه بحالة الإغلاق التي لا يقع فيها الطلاق، « لا طلاق في إغلاق ». رواه أحمد.
وأنا هنا أوجب على الأنظمة الحاكمة أن تسأل نفسها: ما الذي دفع هذا الشباب أن يحرق نفسه، وتحاول أن تجد لمشكلته حلا. وهنا أنبِّه إلى قاعدة شرعية مهمة، وهي أن الحكم بعد الابتلاء بالفعل، غير الحكم قبل الابتلاء به، فقبل الابتلاء بالفعل ينبغي التشديد حتى نمنع من وقوع الفعل، أما بعد الابتلاء بوقوعه فعلا، فهنا نلتمس التخفيف ما أمكن ذلك. وفي ذلك أمثلة وأدلة كثيرة. فهذا ما قلته، وما لا أزال أقوله.
وأنا أنادي شباب العرب والمسلمين في مصر والجزائر وموريتانيا وغيرها، الذين أرادوا أن يحرقوا أنفسهم، سخطا على حاضرهم، ويأسا من مستقبلهم: أيها الشباب الحر: {لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } [يوسف:87]، وإن مع العسر يسرا، وبعد الليل فجرا، وأشد ساعات الليل سوادا وظلمة هي السويعات التي تسبق الفجر.
أيها الشباب: حافظوا على حياتكم، فإن حياتكم نعمة من الله يجب أن تشكر، ولا تحرقوا أنفسكم، فإن الذي يجب أن يحرق إنما هم الطغاة الظالمون، فاصبروا وصابروا ورابطوا، فإن مع اليوم غدا، وإن غدا لناظره قريب، وصدق رسول الله إذ يقول: « إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته » ثم تلا قوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]. ولدينا من وسائل المقاومة للظلم والطغيان ما يغنينا عن قتل أنفسنا، أو إحراق أجسادنا. وفي الحلال أبدا ما يغني عن الحرام. والله من وراء القصد، وهو يهدي سواء السبيل.
يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.