الخميس، 20 مارس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2857 du 20.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حــرية و إنـصاف: أفراد من المجتمع المدني ببنزرت يتعرضون الى الضرب  هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بيان اللجنة الجهوية ببنزرت لهيئة 18 أكتوبر للحقوق  و الحريات تنظم تجمعا بمناسبة الذكرى 52 للاستقلال اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة: طلبة سوسة يدخلون في إضراب جوع تجمع إحتجاجي أمام السجن المدني بالمسعدين حزب الخضر للتقدّم: بيـان مجلة « كلمة »: إضراب ناجح لأطباء الاختصاص يعزز استقلاليتهم إيلاف: الإدمان على المخدرات في تونس: غياب الأرقام لا ينفي تفاقم الظاهرة رويترز: تونسيون يحتفلون بالمولد النبوي وسط دعوات لتعريف الغرب بنبيهم مغاربية: التونسيون يحتفلون بعيد المولد رغم الفتاوى الحياة: خليجيون اشتروا 27 ٪ من أسهم «أرتاس» التونسية للسيارات والخدمات الشروق: كواليس سياسية أحمد نجيب الشابي في القصرين: الإتحاد الجمركي المغاربي ضرورة تنموية ملحة عبدالله الـزواري : حصاد الأسبوع النفطي حولة: في الذكرى 52   ل 20 مارس 1956 رياضي حشر انفه في السياسة. الرجة النفسية !! محسن المزليني: الإشهار في وسائل الإعلام من هشهشني إلى… فرجنها احميدة النيفر: السلفية تقتحم «المغارب» عبدالسلام الككلي: الكاريكاتور حول الرسول – من المقصود بالإساءة  ؟ عبد الحميد الحمدي: واجب الدفاع عن خير البرية والمخاوف المشروعة صـابر التونسي: ســواك حـار (73) محمـد العـروسـي الهانـي: رسالـة تهنئـة للسيد ديلانوي رئيس بلدة باريس زهير الخويلدي: هشاشة عظام البراديغم الديمقراطي نور الدين العويديدي: في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق بوش: أنقذنا ملايين العراقيين من رعب لا يوصف… ثم قتلناهم توفيق المديني: الانتخابات والاستياء الشعبي من ساركوزي الجزيرة.نت: اعترافات تكشف غموض خلية بلعيرج بالمغرب ا ف ب: الملك محمد السادس يعفو عن مهندس شاب محكوم بالسجن ثلاث سنوات


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 20/03/2008

أفراد من المجتمع المدني ببنزرت يتعرضون الى الضرب

 

 
تعرض اليوم الخميس 20-مارس-2008 السيد محمد الهادي بن سعيد عضو فرع رابطة بنزرت إلى الضرب و التعنيف و الركل من طرف رئيس مركز أمن سيدي عبدا لرحمان المدعو الحبيب الكلاعي على اثر التجمع العام الذي قام به مجموعة من حساسيات المجتمع المدني و ذلك على الساعة العاشرة و النصف صباحا أمام قصر بلدية بنزرت بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال كما تعرض كل من المناضلين خالد بوجمعة و البشير الجميلي الى الدفع و تقطيع ثيابهما من طرف جحافل البوليس السياسي الذي حضر بكثافة لمن التجمع بالقوة . و حرية و إنصاف : تندد بالأسلوب الهمجي الذي ووجه به أفراد المجتمع المدني و ما تعرض له المناضل ألرابطي السيد الهادي بن سعيد و المناضلين السيد  خالد بوجمعة و البشير الجميلي  من تجاوزات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات:
بيان  
تونس في 18 مارس 2008 تناولت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في اجتماعها الأخير جملة من القضايا الداخلية التي تهم الهيئة، والوطنية ذات العلاقة بالتطورات الأخيرة ببلادنا. ويهم الهينة الإشارة إلى أهم القضايا والمواقف التي رشحت عن اجتماعها:   – تؤكد تمسكها بأرضيتها المشتركة وإصرارها على النضال والعمل المشترك  حتى تحقيق أهدافها وهي الإفراج عن المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام ، وتحرير الإعلام وضمان حق التنظم للجميع، وحرية التجمع، ومقاومة الفساد، وتحقيق استقلال القضاء، وتوفير شروط انتخابات حرة و نزيهة معبرة عن إرادة الشعب وسيادته.   – تجدد رفضها واستنكارها لكل أساليب التشويه والتشهير والافتراء التي تمارسها بعض الصحف الخارجة عن كل القوانين والقيم  والموظفة لمحاربة عدد من  الأحزاب والشخصيات السياسية  والحقوقية المعارضة.   – تتمسك بما أوردته في بيانها الصادر في 18 فيفري 2008  وتؤكد احترامها لمختلف المقاربات في التعاطي مع انتخابات 2009 واستمرار الحوار حول تنسيق المواقف والسعي لتوحيدها في هذا الاستحقاق.   – تعلن، بناء على تلك المبادئ المشتركة بين مكوناتها، أنها قررت مجموعة من الأنشطة والتحركات الميدانية في أفق الأشهر الأربعة المقبلة وتتمثل بالخصوص في تقديم مشروع بديل لقانون الجمعيات الحالي،وتنظيم يوم حول المساجين السياسيين مع التركيز على الخمسة وعشرين سجينا من حركة النهضة الذين يقبعون في السجون منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وكذلك وضعية الصحفي السجين سليم بوخذير. وذلك في إطار عمل الهيئة المستمر من أجل سن العفو التشريعي العام. و كذلك برمجة نشاطات حول حرية التعبير بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.، و تنظيم ندوات من اجل  الحق في الترشح وشروط الانتخابات الحرة والتعددية والنزيهة. مع التشديد على غياب السلطة القضائية المستقلة و علاقته بتفشي ظاهرة الفساد بالبلاد، كما تم الاتفاق على تسريع وتيرة الحوار داخل الهيئة فيما يتعلق بالمحاور المتفق عليها.   – تؤكد أنه لا عدالة ولا إنصاف مع اعتماد قانون 10 ديسمبر 2003  لاسيما مع ظروف تحقيق ومحاكمة مخالفة لكل القواعد وفاقدة لكل ضمانات المحاكمة العادلة. وتطالب بعدم اعتماد الأحكام الصادرة بمقتضى هذا القانون وتجدد رفضها لحكم الإعدام الصادر ضد الشاب صابر الرقوبي. تذكر بالعريضة الوطنية حول عقوبة الإعدام  وتدعو إلى تكثيف الجهود من أجل إنقاذ الشاب صابر الرقوبي من حبل المشنقة. وتشجع الهيئة على قيام حوار وطني حول عقوبة الإعدام بين مختلف المقاربات  وتشير في هذا الصدد إلى حملة منظمة العفو الدولية ومشروع القانون الذي تقدم به 25 نائبا إلى مجلس النواب.   – تعبر عن مساندتها للعريضة الوطنية ضد الفساد والتي وقعها حقوقيون ومثقفون تونسيون للمطالبة بوضع حد لظاهرة الرشوة واستشراء الفساد في البلاد.   – تدين خطف السائحين النمساويين وتطالب بإطلاق سراحهما وتعبّر عن رفضها لهذه الأساليب تحت أي مبرر كان.   – تندد بالاعتداءات  الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وسط التواطؤ والصمت الدوليين وتعبر عن مساندتها الكاملة لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتهيب بكل أحرار العالم للتحرك العاجل من أجل رفع هذه المظلمة الكبرى.   – تدين بشدة تعمّد بعض الصحف في العديد من البلدان الإساءة المقصودة للمقدسات الإسلامية واستفزاز المسلمين. وترفض الخلط بين حرية التعبير والنقد والإبداع وبين الإساءة للأديان بما يعمق الهوة بين الحضارات ويجذر تيار الإسلامفوبيا الذي بدأ يكتسح شرائح من الرأي العام العالمي. مع التذكير بأن المنظومة الدولية لحقوق الإنسان تنص على المبادئ الأساسية لحرية التعبير لكنها في المقابل ترسم حدودا وضوابط لتلك الممارسة دون أن تتحول هذه الحدود إلى ذريعة لتكريس الاستبداد من أنظمة الحكم. هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات  


 

اللجنة الجهوية ببنزرت لهيئة 18 أكتوبر للحقوق  و الحريات تنظم تجمعا بمناسبة الذكرى 52 للاستقلال

 
نظمت اللجنة الجهوية لهيئة 18  أكتوبر للحقوق و الحريات ببنزرت تجمعا أمام مقر بلدية بنزرت بمناسبة الذكرى الثانية و الخمسين للاستقلال. و قد حضر البوليس بكثافة و حاصر المكان و أغلق الطريق أمام السيارات و منع عدد من المناضلين من الوصول إلى مكان التجمع و رغم ذلك تمكن جمع من النشطاء الحقوقيين و السياسيين من التجمع أمام مقر البلدية و رفعوا شعارات بروح بالدم نفديك يا حرية حريات.. حريات.. لا رئاسة مدى الحياة و يا حكومة عار.. عار.. و الأسعار شعلة نار إضافة إلى النشيد الوطني الذي انشده الحاضرون في نهاية التجمع وسط حضور كثيف للمواطنين الذي تجمعوا على الأرصفة المجاورة .   و لم يخلو التجمع من تجاوزات معتادة من عناصر البوليس الذين مزقوا ثياب المناضل خالد بوجمعة عضو هيئة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي. كما اعتدى احدهم على المناضل الحقوقي محمد الهادي بن سعيد و أسقطه أرضا.

تونس في: 20 مارس 2008   بيان اللجنة الوطنية لمساندة طلبة سوسة

طلبة سوسة يدخلون في إضراب جوع تجمع إحتجاجي أمام السجن المدني بالمسعدين

 

 
بدعوة من اللجنة الوطنية واللجنة الجهوية لمساندة طلبة سوسة إنتظم صبيحة اليوم الخميس 20 مارس 2008 تجمع تضامني مع طلبة سوسة أمام السجن المدني بالمسعدين، وبالطريق المؤدية للسجن المدني والمتفرعة عن الطريق الرئيسية سوسة- مساكن حالت مختلف الفرق الأمنية (حواجز أمنية ) وصول ممثلي المجتمع المدني (فروع الرابطة، نشطاء المجتمع المدني ) من الوصول أمام السجن المدني. وتجمع الحضور عند الحاجز الأمني معبرا عن تضامنه مع طلبة سوسة ومعبرا عن إحتجاجه على مواصلة إعتقالهم ومطالبا بإطلاق سراحهم، كما رددت أمهات الطلبة المشاركات في التجمع شعارات مطالبة بإطلاق سراح أبنائهم كما علمت اللجنة من خلال زيارات بعض الأمهات عن دخول طلبة سوسة بالسجن المدني بالمسعدين في إضراب جوع مفتوح إبتداءا من اليوم الخميس 20 مارس 2008 كما علمت اللجنة أن الطالب محمد أمين بن علي أصيب بمرض « الجرب » ولم تعمل إدارة السجن  على معالجته ولم تمكنه حتى من الدواء الذي سلمته والدته منذ أكثر من أسبوعين مرة أخرى إنّ اللجنة التي تقدر عاليا الإستجابة الواسعة للأساتذة المحامين الذين رافقوا الطلبة الموقوفين سواء لدى الشرطة العدلية أو لدى قاضي التحقيق أو بزيارتهم للسجناء أوبتقديم نياباتهم، تهيب بكل الأحزاب والمنظمات الديمقراطية والمستقلة وأصحاب الضمائر الحية لحشد المزيد من الدعم والمؤازرة لطلبة سوسة من أجل إطلاق سراح الموقوفين وإيقاف تتبع بقية المطلوبين من أجل عودتهم إلى مقاعد الدراسة.   عن اللجنة عبد الرحمان الهذيلي


 
الحمد للّه وحده تونس في 20 مارس 2008 حزب الخضر للتقدّم بيـان  
يحتفل الشعب التونسي بالذكرى 52 للاستقلال ، وهي مناسبة عزيزة وخالدة تُستحضر فيها نضالات وتضحيات جسيمة قدّمها رجالات عظام بررة نذروا حياتهم لطرد المستعمرين وتحرير الوطن من مظاهر الاستعباد والتبعيّة والضعف والعجز ولفتح السبيل أمام بناء أركان تونس المستقلّة والحديثة. وإنّ حزب الخضر للتقدّم ليعتبر أنّ الاحتفال بعيد الاستقلال محطّة هامّة لتقييم حصاد الاستقلال وتجربة البناء والتشييد الّتي راكمتها الأجيال الوطنيّة المتعاقبة، والحزب يعتزّ اليوم بما تحقّق في البلاد من مكاسب بالغة الأهميّة بوّأتها منزلة رفيعة بين الأمم والشعوب وصعدت بها إلى مرتبة الدول المتقدّمة. والحزب ، وانطلاقا من رصده لتزايد الصعوبات والرهانات والتحديات على أكثر من صعيد جرّاء التغيّـرات الحاصلة في العلاقات الدوليّة وتقلّبات الأسواق العالميّة وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسيّـة ، يعتبر أنّ الحفاظ على الاستقلال اليوم وغدا لا يقلّ قيمة عن نيله ، إنّ الظرفيّة الاقتصاديّة الدقيقة التّي تعيشها بلادنا تستدعي من كلّ التونسيّين التحلّي بروح المثابرة والمسؤوليّة والعمل من أجل ضمان استفادة الأجيال القادمة من مزاياه وأفضاله مثلما استفادت الأجيال السابقة والحاليّة. ويرى حزب الخضر للتقدّم أنّ في ربط عيد الشباب بالاحتفال بذكرى الاستقلال أكثر من دلالة ويحقّق جزءا كبيرا من الأهداف المرسومة للمستقبل على اعتبار أنّ الشباب هو عماد هذا المستقبل وبانيه ، ويُبارك الحزب في هذا الصدد المبادرة الرئاسيّة بجعل 2008 سنة الحوار الشامل مع الشباب فجميعنا مدعوّون اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى للاهتمام وبشكل جدّي بشبابنا الذي يمرّ بفترة دقيقة جدّا فيها صعوبات على العديد من المستويات لعلّ أبرزها الجانب المتعلّق بالتشغيل وبالهويّة الثقافيّة وبالجانب القيميّ والأخلاقيّ ومخاطر الإرهاب والأفكار الهدّامة ، لقد حان الوقت اليوم للعمل من أجل إبعاد الشباب عن شبح التطرّف والانحراف ونحميه ونوفّر له شروط الاندماج في الشأن الوطنيّ وفتح أبواب المشاركة له في مواقع صنع القرار. ويُذكّر الحزب في هذا الصّدد بمكانة أجيال الشباب السابقة في تحقيق استقلال البلاد وبناء الدولة التونسيّة الحديثة ونتطلّع اليوم إلى أن يستعيد الشباب مواقعه الأولى في مؤسّسات الدولة وفي مختلف هياكل المجتمع المدنيّ بما من شأنه أن يوفّر الارتياح حول المستقبل. ويُذكّر الحزب بهذه المناسبة تأكيداته السابقة على مخاطر عودة الاستعمار في شكله الجديد بحثا عن فرص لكسب الأسواق وإيجاد مصادر للنفط ومن الأمثلة لهذه العودة ما يجري في دول عربيّة شقيقة كالعراق والسودان والصومال والتهديدات للبنان وسوريا. وحزب الخضر للتقدّم يؤكّد على وعيه العميق بما يستخدمه المستعمرون الجدد من طرق لتحقيق مآربهم ومصالحهم مثل التخفّي خلف شعارات مقاومة الإرهاب والتطرّف والتجائهم إلى أطراف داخليّة ودعمها بالعديد من الوسائل بدعوى نشر الديمقراطيّة والدفاع عن حقوق الإنسان . ويُجدّد الحزب بهذه المناسبة قناعة قياداته ومناضليه بسلامة المسار الإصلاحيّ الذي تعيشه البلاد منذ عقدين ولا يفوته أن يُثمّن النجاحات الهامّة الّتي عرفتها تونس المستقلّة والحديثة تحت قيادة الرئيس زين العابدين بن علي ، نجاحات دعّمت مكاسب الأمن والاستقرار والسّلم والرفاه الاجتماعيين ورسّخت مبادئ السيادة الوطنيّة وصيانة القرار الوطنيّ ومنحت الدولة ومؤسّساتها هيبتها وانتقلت بالحياة السياسيّة إلى مرحلة متقدّمة من الديمقراطيّة والتعدّديّة والحريات العامّة وحقوق الإنسان ، مرحلة جديدة فيها الكثير من التطلّعات والطموحات التي تستجيب لمطالب النخب والأحزاب السياسيّة ومختلف مكوّنات المجتمع المدنيّ وتراعي في آن واحد مبادئ الاستقلال والدستور والسيادة الوطنيّة ومزيد فتح أبواب المشاركة أمام قطاعات أوسع من المجتمع وإيجاد فضاءات الحوار والتواصل من أجل تحقيق أعلى قدر من التوافق الوطنيّ. ويؤكّد الحزب على أنّ حجم الرهانات المتزايدة داخليّا وخارجيّا يتطلّب التخلّي عن كلّ الاعتبارات والحسابات الضيّقة للعمل صفّا واحدا لتمتين الجبهة الدّاخليّة ضمانا لحماية المكاسب ومراكمة المزيد من النجاحات، وهذه مسؤولية تاريخيّة لا تقلّ في رأي حزب الخضر للتقدّم عن الجهود والنضالات التي قدّمتها أجيال الحركة الوطنيّة والاستقلال: إنّ ما يجب على الجميع فعله اليوم هو دعم هذه المكاسب والنجاحات وتأكيد جدارة بلادنا بتجسيد تجربة تنمويّة وسياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة ناجحة ونابعة عن مقاربات واستراتيجيّات وطنيّة غير مرتهنة إلى أيّة إشتراطات أو إرتهانات لأجندات خارجيّة ومُتفائلة بالمستقبل المشرق وبآفاقه الواعدة.   حزب الخضر للتقدّم الأمين العام منجي الخمّاسي

إضراب ناجح لأطباء الاختصاص يعزز استقلاليتهم

الصحبي صمارة ولطفي الحيدوري

 

تمكّنت « نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة » من تعديل تراتيب تهم علاقتهم بالصندوق وبحرفائهم بعد جلسة طويلة وشاقة يوم الثلاثاء 18 مارس الجاري في وزارة الشؤون الاجتماعية دعيت إليها النقابة على إثر نجاح الإضراب الذي دعت إليه.

 

وقد استغرقت جلسة التفاوض الطارئة أكثر من أربعة ساعات لتفرز في نهاية الأمر اتفاقا مؤقّتا يجري العمل به إلى نهاية العام الجاري لتنطلق مع بداية جانفي 2009 المفاوضات مع النقابة المذكورة حول الاتفاقية القطاعية. وذلك بأن يزاول أطباء الاختصاص عملهم دون التعاقد مع صندوق التأمين على المرض وفي المقابل يتم استرجاع مصاريف العلاج بالنسبة إلى المرضى دون اشتراط أن يكون الطبيب المباشر متعاقدا مع الصندوق.

 

ويعني الشروع في التفاوض حول الاتفاقية القطاعية إلغاء اتفاقية مماثلة كانت قد عقدتها نقابة أطباء الممارسة الحرة سنة 2007 لم يرض عنها عموم المنخرطين واعتبروها قد أمضيت دون الرجوع إليهم فانبثقت النقابة الجديدة.

 

خلفية الإضراب الأخير

 

بدأ التفاوض مع نقابة أطباء الممارسة الحرة ( النقابة القديمة ) حول إصلاح التأمين على المرض منذ 1996 وانتهت إلى إمضاء اتفاقية إطارية مع إدارة الصندوق سنة 2004 عقبته جلسات تحاور مع مختلف مسدي الخدمات: نقابة البيولوجيين، نقابة المصحّات الخاصّة، الأطبّاء، أطباء الأسنان، الصيادلة وإثر ذلك تمّ توقيع اتفاقية إطارية سنة 2006.

 

يوجد في تونس 5 آلاف طبيب في القطاع الخاص منهم 2640 من أصحاب الاختصاص. وقد انخرط في النقابة الجديدة التي قادت التحرك الأخير 2200 طبيب مختص.

 

قامت النقابة الجديدة بسلسة جلسات مع صندوق التأمين على المرض لم تدون في محاضر جلسات، وفي الأخير ألزموا بقبول الاتفاقية القطاعية (المطعون فيها) في مارس 2007 فامتنعوا وراسلوا رئيس الدولة لطلب تدخله دون جواب.

 

أمضى الكاتب العام لأطباء الاختصاص علي جبيرة في أكتوبر 2007 على الاتفاقية الإطارية وتم تعيينه في المجلس الوطني للصندوق وفي 26 ديسمبر 2007 حضر أحد الاجتماعات. وهو ما عدّ اعترافا بشرعية النقابة وأنّه لا يمكن تجاهلها في أي حوار.

 

وفي 10 جانفي 2008 أبلغت النقابة أنّ التفاوض قد انتهى وأنّه سيتم إفادتها بالمستجدات لاحقا ووقع تجاهلها.

 

تقدر نسبة الأطباء غير المتعاقدين مع الصندوق بـ 66 بالمائة علما وأنّ تونس الكبرى تضمّ 1240 طبيب مختصّ في القطاع الخاص منهم 90 بالمائة غير متعاقدين.

 

فسخ 42 طبيب مختصّ في أمراض النساء والتوليد من جملة 44 بصفاقس تعاقدهم مع الصندوق.

تم في 2 مارس عقد اجتماع عام للنقابة قرر اتخاذ خطوات : حمل الشارة الحمراء بداية من 11 مارس وغلق العيادات الخاصة يوم 18 مارس، باستثناء الحالات الاستعجالية.

 

وكان من المقرر القيام بوقفة يوم 4 مارس 2008 أمام وزارة الشؤون الاجتماعية وتقديم رسالة للوزير. فتدخل وزير الصحة يوم 3 مارس وأقنع مكتب نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة بالعدول عن التجمع ودعا الكاتب العام لجلسة يوم 5 مارس. ولكن لم يقع أي رد بعد 4 أيام.

 

جس نبض قبل التراجع

 

أوردت صحف يومية أنّ مكتب نقابة أطباء الاختصاص قد اجتمع في ساعة متأخرة من مساء الإثنين (ليلة الإضراب) وقرر مراجعة قرار غلق العيادات ليوم الثلاثاء. أمّا نقابة أطباء الممارسة الحرة فأصدرت بلاغا تعلم فيه أنّ منخرطيها سيستمرون في عملهم بصفة عادية كامل يوم الثلاثاء، وزاد البلاغ بلهجة تحذيرية فدعا عمادة الأطباء « أن تمارس صلاحياتها في الدفاع عن شرف المهنة وحمايتها من الانزلاقات الخطيرة ».

 

وبحسب مصدر من نقابة أطباء الاختصاص فإنّ كاتبها العام علي جبيرة قد تعرض لضغوطات قوية بل تهديدات دامت حتى ليلة الاثنين حتى يدعو إلى إلغاء الإضراب وهو ما دفعه إلى توقيع بيان فردي في الغرض. وتم على الفور إذاعة ذلك البيان على الساعة الثانية صباحا في الإذاعة الوطنية ! وأعيد بثه على الساعة السابعة. لكن الأطباء رغم الإرباك الذي حصل بانتشار الخبر الرسمي حول الإلغاء التزموا بالإضراب الذي حقق نجاحا من علاماته ورود اتصالات بأعضاء مكتب النقابة قبل منتصف النهار تدعوهم للجلوس على الساعة الثالثة بعد الظهر في وزارة الشؤون الاجتماعية أي قبل ساعة من الاجتماع العام المقرر في أحد نزل العاصمة.

 

وقد التحق أكثر من ألف طبيب بمكان الاجتماع العام ورابطوا في انتظار انتهاء جلسة التفاوض لساعات عدة.

 

الدفاع عن المهنة في مصلحة المرضى هي نقطة الخلاف

 

أفادنا أحد أعضاء النقابة أنّ المشكل، مع ما جاءت به بنود النظام الجديد للتأمين على المرض فيما يتعلّق بأطباء الاختصاص في القطاع الخاص، يعود إلى عدّة عوامل:

 

موقع الطبيب: في هذه المنظومة يصبح الطبيب موظفا لدى الصندوق، على حدّ تعبيره، ممّا يحدّ من حرية الأطباء واستقلاليتهم المهنيّة والمالية، ذلك أنّ الصندوق سيحدّد له أجرة تعاقدية ثابتة ويلزمه بمسؤولية إدارية لدى الصندوق بما يفرض عدم حرّية العطل كما سيسحب من العمادة صلاحيات التأديب والمراجعة والمراقبة. وهو ما جعل هذه البنود تتعارض مع طبيعة مهنة الطبيب في القطاع الخاص كمهنة حرّة والذي يعتبر مخالفة لقانون 1993 الذي يحدّد واجبات الطبيب ويخوّل للعمادة مهمّة تحديد الأجور. فيما يمثّل الوجه الثاني لهذه البنود قصور المنظومة عن الحدّ من تجاوزات الأطبّاء.

 

حرية اختيار المسار العلاجي: أمّا المستوى الثاني فيتمثّل في ضرب حرية اختيار الطبيب من طرف المضمون الاجتماعي. فوجود ثلاثة أنظمة (المنظومة العمومية والمنظومة الخاصّة « طبيب العائلة يوجه المريض إلى طبيب اختصاص » ومنظومة استرجاع المصاريف التي يدفع فيها المريض مائة بالمائة ثم يسترجع فيما بعد المصاريف التي لم يحدّد سقفها بعد رغم أنّ ذلك ضروري للمساعدة على الاختيار) والسقف يحدّده وزير الشؤون الاجتماعية.

 

علما وأنّه تمّ تحديد موعد 31 مارس 2008 كأجل أخير يسجّل إثره المضمون اجتماعيا بشكل آلي في الصيغة العمومية إذا لم يختر أحد المنظّمات الثلاث قبل هذا الموعد.

 

حرية الوصفة الطبّية: يتكفل صندوق التأمين على المرض بمصاريف الأدوية على أساس أسعارها المرجعية وهي أسعار تضبط على أساس قائمة للأدوية الجنيسة « الأقل ثمنا » بعبارة الصندوق (الأدوية الجنيسة هي الأدوية غير الأصلية التي يتم تصنيعها بترخيص بعد انقضاء أجل الملكية الفكرية (20 سنة) وهي أدوية مثيلة وليست أصلية). ويطالب الأطباء بإثبات فاعلية الأدوية الجنيسة عبر تجارب علمية واجتماع إطارات طبّية ذات كفاءة عالية لتحديد قائمات الأدوية الجنيسة التي تتمتّع بالمواصفات الطبّية العلمية دون الخضوع للهاجس التجاري كما يشترطون تحديد سعر الدواء الجنيس الذي يجب أن يكون أقلّ بـ50 في المائة من السعر الأصلي. فالشركات التي تصنع الأدوية الجنيسة يجب أن تشارك بالتخفيض في مرابيحها. أمّا فيما يتعلّق بالكشوفات والتحاليل فقد أصبحت حسب المنظومة الجديدة تتطلب ترخيصا من الصندوق إضافة إلى بعض العمليات. وذلك عبر لجان تدرس الملفات الطبية قبل إعطاء الإذن بالقيام بالعملية العلاجية (تحليل أو كشف أو جراحة).

 

استثناء عدد من الأمراض: وضعت المنظومة الجديدة قائمة من الأمراض المزمنة وقع تحديدها بـ24 مرض. وقد وقع إثبات مرض نادر في تونس Mucoviscidose الذي هو عبارة عن حساسية صدريّة تصيب 1 من 10 آلاف تمّ اعتباره مرضا مزمنا فيما تمّ التغاضي عن أمراض مزمنة حقيقية يعاني منها نسبة كبيرة من المرضى مثل الروماتيزم. ويطالب الأطباء بتوسيع القائمة لتشمل جميع الأمراض، فالمريض ليس مسؤولا عن اختيار مرضه على حدّ تعبير محاورنا.

 

استرجاع المصاريف: يحمّل الصندوق المريض نسبة من 30 إلى 40 بالمائة من الكلفة. وهو ما يدفعه إلى عدم اختيار نظام العلاج في القطاع الخاص. كما أنّ آجال استرجاع النفقات غير مضبوط، وهو ما جعل الأطباء يطالبون بضبطها وأن يحدّد أجل شهر للمريض لاسترجاع المصاريف وإذا لم يكن الصندوق مؤهّلا لإرجاع المصاريف يجب أن يقع توجيه خطايا تأخير له. وقد أثبتت عديد الحالات أنّ هذه المشاكل قائمة منذ البداية فالعديد من المرضى والأطباء لم يسترجعوا مصاريف العلاج منذ ستّة أشهر.

 

ويختتم محدّثنا بالقول « نحن مع هذا النظام الجديد للتأمين الصحّي لكننا نريده في مصلحة المريض وليس ضد مصلحة الأطباء. والصندوق له توازناته المالية يمكن إعانته على ذلك ولكن في نطاق شراكة لا سياسة إملاء فمطالبنا معقولة ».

 

اتفاق وقتي وكسب ميداني

 

سيتم العمل بالاتفاق الحاصل حتى نهاية 2008، وهو ما يعني تحقيق مصلحة للطرفين. فالطرف النقابي ممثلا في « نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة » كسب اعترافا بشرعية تمثيله للقطاع حققه ميدانيا بما يؤهله لمواصلة التمثيل وفي نفس الوقت تمّ محو الاتفاق الذي عقدته النقابة الأخرى سنة 2007.

 

أمّا الطرف الإداري الرسمي فقد حافظ على مسار إنفاذ مشروع صندوق التأمين على المرض بالآجال التي وضعها وهي 31 مارس الجاري آخر أجل لاختيار إحدى المنظومات العلاجية، والشروع في جويلية القادم في تطبيق المرحلة الثانية من المشروع.

 

(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية شهرية)، العدد 61 لشهر مارس 2008)


الإدمان على المخدرات في تونس: غياب الأرقام لا ينفي تفاقم الظاهرة

 

إسماعيل دبارة من تونس: من الصعب أن تحصل في تونس على إحصائية دقيقة حول العدد الحقيقي لمتعاطي المخدرات و الأنواع التي تروج وتستهلك باستمرار. إلا أن شهر مارس / آذار الجاري حمل معه إحصائية غير مألوفة صادرة عن المعهد التونسي للصحة العمومية ( حكومي ).

 

الدراسة الحديثة أجريت على عينة من 2953 شابا أعمارهم بين 15 و24 عاما وأثبتت أن 10 بالمئة منهم تعاطى المخدرات و أن 3.3 يواصل تعاطيها حاليا. بالإضافة إلى أن 3.5 منهم يتعاطاها من طريق الحقن .

 

و بالتوازي مع الدراسة الأولى أجريت دراسة ثانية للمعهد الطبي نفسه وشملت عينة من 376 مدمنا وامتدت لخمس سنوات.

 

و أثبتت الدراسة الثانية أن 93 بالمئة من العينة هم من فئة العازبين و أن 78 بالمئة منهم تعاطوا المواد المخدرة قبل سن العشرين.

 

الدراسة الأخيرة و على الرغم من محدودية معطياتها ونتائجها وضبابية ما خلصت إليه فإنها أعادت الجدل الدائر بخصوص ظاهرة الإدمان على المواد المخدرة في تونس وتأثيراتها السلبية التي تستهدف عادة فئة الشباب.

 

 ونظرا لموقعها الجغرافي المميز تعتبر الجمهورية التونسية معبرا جيدا لتجارة المخدرات وخاصة مادة » القنب » الموجه إلى أوروبا والذي يكون مصدره عادة المغرب. في حين أن تقارير أخرى تشير إلى تزايد الاتجار في مادة « الهيروين » انطلاقا من الجارة ليبيا.

 

وعلى الرغم من التنسيق الأمني الكبير بين كل من تونس وليبيا في مجال مكافحة الاتجار بالمخدرات إلا أن كميات ليست بالقليلة تعبر بشكل متواصل انطلاقا من الحدود الصحراوية بين البلدين.

 

وتبقى المشكلة الأساسية دوما غياب المعلومة الدقيقة والرسمية التي يمكن الوثوق بها. فكل ما يمكن الاستناد إليه في مثل هذه الظروف هو تقارير سنوية صادرة عن الأمم المتحدة في هذا المجال أو بعض التقارير الصحافية المتواترة التي يمكن أن تشير إلى إحباط عمليات كبرى لإدخال المخدرات إلى البلاد بين الفينة و الأخرى.

 

« حي ابن خلدون » « حي فرنسا » « العمران الأعلى » و »حي التحرير » « حي التضامن » ، تلك أسماء لسلسلة من الأحياء المتلاصقة الواقعة في العاصمة تونس وتعرف بكونها معاقل معروفة لتجار المخدرات و المدمنين على « الزطلة  » .

 

وفي » حي فرنسا » قبل » فراس » 26 سنة أن يقابلنا.

 

وفراس هو مدمن على المخدرات منذ 4 سنوات ومعروف » لدى أولاد الحي ولدى البوليس » كما يقول لـ »إيلاف ».قبع 9 أشهر في السجن بسبب تعاطيه لـ »الزطلة « التي وصلته من المغرب والمتوفرة بكثرة بين الشباب التونسي .

 

ويقول فراس: البداية كانت مع كهل مغربي اختصاصه الوحيد الاتجار بالأفيون على الرغم من أنه ليس مدمنا …له مندوبان في الجزائر ومندوبان في تونس ومندوب واحد في ليبيا و 3 في مصر … كنت أحد معاونيه في تونس قبل أن يتم إلقاء القبض عليّ متلبسا و حوكمت بتهمة استهلاك مادة مخدرة. »

 

وحول الأنواع التي يتم الاتجار بها في تونس والتي تصل من المغرب يذكر فراس عددا من الأسماء الغريبة التي علمنا بعد فك شفرتها أنها « الأفيون السائل« 

و »المورفين » و « كوكايين » و « الهيروين السائل« .

 

فراس عرفنا بدوره إلى أنيس 28 عاما وهو « أحد حرفائه السابقين الذين ضلّوا أوفياء للحشيش » على حد تعبيره. »ويقول أنيس لـ »إيلاف » إنه تصور لوهلة أن تجارة المخدرات ستكون سببا في « وداعه للفقر » .

 

« تابعت الوضع الذي كان عليه صديقي فراس قبل دخوله عالم « التحربيش » من أوسع أبوابه وبعده …فلاحظت الفرق الذي طرأ على حالته المادية فقررت الانخراط معه في إيجاد كيفية لترويج المخدرات في تونس في مرحلة أولى ثم إيجاد سبيل آمن لنقل البعض منها إلى أوروبا« .

 

وبحسرة يتابع الشاب: »النتيجة أنني تعاطيت « الزطلة » بشراهة عجيبة لما كانت متوفرة عندي ، إذ كنتُ مسؤولا على تخزينها في أحد المخازن التي تعود ملكيتها لي .و كل ما جنيته هو إدمان مزمن و أمراض مستعصية أما المال والرفاهة والسفر إلى الضفة الشمالية للمتوسط فلم أحصل منها على شيء. »

 

 وحسب الدكتور رضا البوزيدي الذي عالج عددا من حالات الإدمان فإن الأسباب التي تدفع بالشباب التونسي إلى الإدمان على مواد مخدرة لا تشذّ في مجملها عن الأسباب التي تدفع بالشباب في مناطق أخرى من العالم قد تكون المخدرات فيها أكثر انتشارا من تونس.

 

ويفسّر: « نسمع دوما أن الإدمان سواء على الخمرة أو المخدرات يكون مرتبطا للأسف بظروف اجتماعية معينة تتميز عادة بالفقر والتهميش .

 

كما أن جغرافية انتشار هذه المادة في تونس مهمة للغاية فالبحث فيها يحيلنا على أحياء فقيرة وشعبية تكثر فيها كل مظاهر الانحراف والتسيّب كالسلب والسرقة والاغتصاب. »

 

كما يؤكد الدكتور » البوزيدي « أن عمله الذي يجبره على الانتقال باستمرار إلى محافظات الجنوب ،يجعله متيقّنا من أن العدد الأكبر من مدمني المخدرات في تونس يتوزع على المحافظات الشمالية كتونس ونابل وبنزرت .

 

أما الطبيبة النفسية رجاء بن ضياء فترى أن الرغبة في التجربة في مرحلة أولى تؤدي بصفة شبه حتمية إلى الإدمان في ما بعدُ على المخدرات.

 

 وتقول: « أردت أن أجرّب »… هذا السبب التقليدي يتكرر على ألسن المدمنين الذين قابلتهم خصوصا الشباب منهم ، أما المتزوجون الذين عالجناهم فالأسباب قد تختلف نوعا ما عندهم ، إذ إن المشاكل الأسرية بين الزوج والزوجة أو بين الزوج و أبنائه و والديه وضعف الشخصية كلها عوامل تؤدي في حالات عدة إلى الرغبة الجامحة في تعاطي المخدرات هروبا من الواقع و المشاكل اليومية التي يخلفها الضغط النفسي الناتج من وتيرة الحياة التي نعيشها اليوم،ومن ثمة نصل إلى مرحلة الإدمان شديدة الخطر . »

 

عدد كبير من الراغبين في معالجة إدمانهم يتوافدون على مراكز مخصّصة للغرض كمركز « أمل  » لعلاج الإدمان و « مركز المساعدة والإصغاء في الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات ».إلا أن هذه المراكز تظلّ قليلة العدد ومحدودة التأثير على الشباب المدمن الذي يقوم بالتردد عليها.

 

ويقول احد روّاد مركز » أمل » رفض الكشف عن اسمه لـ »إيلاف »:اعتقدتُ أن هذا المركز سيكون الحلّ بالنسبة لي ،لكن الشعور الذي ينتابنا لما ندخله أنه مكان مخصّص لخريجي السجون والمنحرفين فحسب مما يلغي كل وظيفة إنسانية له ،لا أنكر الجهود التي يقوم بها المسؤولون هناك إلا أنني لم أرتح هناك البتّة« .

 

وفي هذا الصدد يرى الدكتور « البوزيدي  » أن معالجة مدمني المخدرات تتطلب مخططا متكاملا وإستراتيجية واضحة المعالم وطويلة المدى تنطلق من حملة تحسيسيّة عبر وسائل الإعلام الجماهيريّة مرورا بإشراك مختلف مكونات المجتمع المدني للحد من المظاهر الخطرة التي بدأت تثير القلق بالفعل تجاه الشباب الذي لا يدرك لحدّ اللحظة خطورتها« .

 

وبخصوص محدودية تأثير مراكز العلاج على المدمنين الراغبين في تخطي إدمانهم بشكل نهائي يضيف الأخصائي : حسبما بلغني نجحت هذه المراكز على قلّة عددها في تحقيق بعض النتائج الايجابية، أما بخصوص الصورة المسبقة التي يحملها المدمن قبل زيارته لها، فذلك أمر قد يؤثّر في مراحل العلاج المختلفة …أعتقد أن المراكز تنقصها حملة علاقات عامة للتعريف بجدواها وإزالة الالتباس و الصورة النمطية التي ترسم حولها من قبيل أنها مراكز إصلاحية تتبع جهات أمنية« .

 

(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 20 مارس 2008)

 


تونسيون يحتفلون بالمولد النبوي وسط دعوات لتعريف الغرب بنبيهم

 

تونس (رويترز) – يحتفل التونسيون مثل كافة المسلمين يوم الخميس بذكرى المولد النبوي الشريف وسط دعوات متزايدة لمزيد من تعريف الغرب بنبيهم محمد في وقت تكررت فيه الاساءات الى الاسلام.

 

وأعادت صحف دنمركية الشهر الماضي نشر رسم كاريكاتيري صور النبي محمد مرتديا عمامة على شكل قنبلة لتثير احتجاجات واسعة وغضبا كبيرا في أرجاء العالم.

 

وتسبب احتجاجات سابقة على الرسوم المسيئة للرسول في عام 2006 في مقتل عدة اشخاص بالشرق الاوسط وافريقيا.

 

ودعا عدد من التونسيين الى مزيد من التعريف بالنبي محمد وبخصاله السمحة حتى يعرف الغرب ان الدين الاسلامي دين تسامح ودين لا يحث على العنف مثلما يعتقد كثيرون هناك.

وقال فتحي كيلاني وهو باحث « لا بد من استغلال امكانياتنا الاعلامية والعلمية والفنية من مسرح ورسم وتلفزيون وصحف لمزيد من التعريف بالرسول وبخصاله الكريمة وان اقتضى الامر اعتماد كل اللغات حتى تصل رسالتنا. »

 

ويتبادل التونسييون خلال هذه المناسبة الزيارات لتوطيد العلاقات والتسامح اقتداء برسول الله.

 

وتقول رانية وهي طالبة « احتفالنا المتميز بذكرى المولد النبوي الشريف من تزاور وتحابب وتسامح وتطهر هو أكبر دليل على ان ديننا الاسلامي دين تسامح واعتدال وانفتاح عكس ما يسعى لترويجه بعض المرضى في الغرب. »

 

ويرى البعض الاخر اطلاق اسم محمد على المزيد من المواليد الجدد من شأنه ان يعرف بخصال نبي المسلمين.

 

ويقول فتحي وهو موظف « اسم محمد سيظل خالدا مهما فعلوا لانه مبعث فخر برسولنا الكريم لكن يجب ان نضيف اسم محمد الى عديد من الاسماء لتصبح محمد أمين ومحمد عزيز ومحمد الهادي مثلا. »

 

واسم محمد من أكثر الاسم انتشارا في تونس مثلما هو الحال في عديد من الدول الاسلامية الاخرى.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريح 20 مارس 2008)


 

 

التونسيون يحتفلون بعيد المولد رغم الفتاوى

 

ستواصل العائلات التونسية الاحتفال بذكرى مولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في سنة 2008 على الرغم من تجدد الفتاوى من الفقهاء لوضع حد لهذه العادة. بعض علماء الإسلام المرموقين وصفوا الاحتفال بهذا العيد بالبدعة.

 

جمال العرفاوي لمغاربية من تونس العاصمة  

 

تتواصل الاستعدادات داخل العائلات التونسية للاحتفال بذكرى المولد النبوي على الرغم من معارضة هذا الاحتفال من قبل علماء مسلمين مرموقين أمثال المصري يوسف القرضاوي.

 

تتواصل الاستعدادات داخل العائلات التونسية للاحتفال بذكرى المولد النبوي، أو مولد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، على الرغم من تجدد الفتاوى التي تبثها العديد من الفضائيات الخليجية المتخصصة في القضايا الإسلامية.

 

ويدفع مؤيدو تحريم الاحتفال بالمولد النبوي بعدة فتاوى أصدرها علماء مسلمون من أمثال المصري يوسف القرضاوي الذي قال صراحة وعبر برنامج الشريعة والحياة الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية أن الاحتفال بالمولد النبوي « يعد من أعمال الجاهلية « .

 

ومن أبرز الفتاوى التي تشجب الاحتفالات يطلقها علماء دين سعوديون من أمثال بن باز وابن عثمين وهذا الأخير سبق له وحرم احتفال الدولة السعودية بالعيد الوطني.

 

ورغم كل هذا الجدال، فإن الاحتفال بهذه الذكرى يعتبر تقليدا قديما. وحسب المؤرخين فإن الفاطميين هم أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف ونقلوا ذلك إلى المنطقة المغاربية في أيام حكمهم في المنطقة في سنة 1102 ميلادي .

 

وفي تصريح لمغاربية انتقدت اقبال الغربي أستاذة الانثربولوجيا الدينية بالجامعة التونسية بشدة الدعوة إلى تحريم الاحتفال بالمولد ووصفت في حديثها لمغاربية مطلقي مثل هذه الفتاوى بأعداء الفرح ».

 

واتهمتهم الأستاذة أنهم « يصنعون ثقافة الموت التي تبخس السعادة والفرح وتقتل غرائز الحياة وهم يسعون إلى إحداث قطيعة فكرية وعقائدية بين المجتمع و موروثه النفسي والثقافي أي أعرافه وعاداته ».

 

وتعتبر الغربي الاحتفال بالمولد فرصة هامة للاجتماع لسماع سيرته عليه الصلاة والسلام وسماع المدائح التي تُقال في حقه، وإطعام الطعام وتدعيم التآلف والنسيج الاجتماعي وإدخال السرور و البهجة على قلوب الأمة.

 

الغربي أكدت على أن « الاحتفال بالمولد وإن لم يكن في عهده صلّى الله عليه وسلّم فهو بدعة، ولكنها بدعة حسنة فليس كل بدعة ضلالة كما يقول المتطرفون، ولنا حديث في هذا الصدد (مَنْ سنّ في الإسلام سنة حسنة فعمل بها وبعده كُتب له مثل أجر مَن عمل بها و ولا ينقص من أجورهم شيء ) ».

 

والاختلاف الوحيد بين ربات البيوت في تونس ليس إن كان الاحتفال بالمولد حلالا أم حراما وإنما حول نوعية العصائد التي سيعدونها فهناك بعض العوائل التي مازالت متمسكة بالعصيدة التقليدية.

 

فهناك بعض العوائل مازالت متمسكة بالعصيدة التقليدية التي يقتصر طبخها على الدقيق ويوضع فوقها الزبدة أو الزيت والسكر. ولكن عوائل أخرى تتفنن في إعدادها حسب ميزانياتها وشهواتها إذ تقوم بإعداد عصيدة على الطريقة التركية وهي مكلفة إلى حد ما وتحضر من حب الزقوقو(الصنوبر أو بذور سوداء من الشرق) إضافة الى المكسرات.

 

نجيبة الورتاني قالت لمغاربية إنها في كل سنة تحتار في أمرها « فزوجي يفضل العصيدة التقليدية أما أبنائي فإنهم يفضلونها عصرية وفي النهاية أقوم بطبخ الاثنين معا ».

 

أما عن موقفها من الفتاوى التي تشجب الاحتفال بالمولد النبوي قالت نجيبة بتعجب « ومن أفتى بذلك نحن نحتفل بهذه الذكرى منذ زمن بعيد وقد رأيت جدتي تحرص على الاحتفال بها وإن كانت من المحرمات لما صمدت إلى هذا اليوم. الحرام هو الحرام ولا أعتقد أن ملايين المسلمين لا يفرقون بين الحلال والحرام ».

 

(المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 18 مارس 2008)

الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/03/18/feature-03

 


 

خليجيون اشتروا 27 ٪ من أسهم «أرتاس» التونسية للسيارات والخدمات

 
تونس – سميرة الصدفي     اشترى مستثمرون سعوديون وكويتيون وإماراتيون وبحرينيون، 27 في المئة من أسهم «الشركة التونسية للسيارات والخدمات» (أرتاس) أمس، في أكبر عملية تداول شهدتها السوق المالية التونسية منذ عشر سنوات. وجرى توزيع 30 في المئة من أسهم الشركة البالغة قيمتها 263 مليون دينار (240 مليون دولار) بـ 10.330 دنانير للسهم الواحد (نحو 9 دولارات).   وتسيطر «أرتاس» وكيلة مجموعتي «نيسان» و «رينو» في تونس، على 31 في المئة من سوق السيارات المحلية، وهي أكبر شركة مسجلة في السوق المالية. وارتفع حجم أعمالها إلى 153 مليون دينار (140 مليون دولار) بحسب مكتب التمويل والاستثمار في شمال أفريقيا (فيناكورب)، الوسيط المالي الذي أدار عملية التسجيل.   وتوقع رئيس مجلس إدارتها منصف مزابي، أن «تشكل هذه الخطوة حافزاً لشركات محلية أخرى على التسجيل في السوق الماليةً،   وبدأت أواخر السنة الماضية العمل بالنظام الإلكتروني. وبلغ عدد الشركات المدرجة في بورصة تونس نحو 50، قيمتها السوقية 4 بلايين دولار. وقدر محللون ارتفاع المؤشر القياسي للبورصة التونسية 20 في المئة خلال الفترة الأخيرة، بعدما صعد بنسبة 44 في المئة العام الماضي. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2008)

 


الشؤون الوطنية كواليس سياسية

* جمعها: خالد الحدّاد * «استقلال.. ومعارضة» بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للاستقلال أصدرت أحزاب المعارضة بيانات أكّدت فيها الولاء للنهج الوطني التحرري الذي جسّده شهداء هذا الوطن معتبرة أن الاستحقاق الديمقراطي تحوّل الى ركن أساسي من أركان نظام يتدرّج تراكميّا نحو استكمال تشكله.   * شباب (1) نظّم الحزب الاجتماعي التحرري تظاهرة بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب شدّد خلالها على الصحة ودور الشباب في المحافظة على مكاسب الاستقلال.   * شباب (2) يشرف السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبيّة على افتتاح الملتقى الشبابي للحزب الذي يلتئم يوم السبت والأحد 22 و23 مارس 2008 بأحد نزل مدينة نابل.   ·         ديوانة نقاشات في اللجان البرلمانية حول مشروع قانون يتعلّق بإصدار مجلّة الديوانة بهدف ادخال المزيد من المرونة على الاجراءات الديوانية وقد تلقت لجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهويّة ردود الحكومة على الأسئلة الكتابية. ·         وحدوي نظّم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ندوة بسوسة بعنوان «المقاومة بين رهانات الحاضر وتحديات المستقبل» حضرها عدد من منخرطي الحزب ومن مكوّنات المجتمع المدني والسياسي وعدد من النقابيين.   * رسالة ومطالبة لم يتمكّن العضوان المجمّدان في حزب الوحدة الشعبية عبد الحميد بن مصباح وشوقي بن سالم من مقابلة الأمين العام السيد محمد بوشيحة لتسليمه رسالة يُطالبان فيها بسرعة عرض ملفهما على لجنة النظام الداخلي. الرسالة تسلمتها سكريتاريّة الحزب دون تسليم وصل في الغرض.   * ح.د.ش. بدأت الخلافات بخصوص منصب الأمانة العامة وصدع البعض برغبته في الترشّح لهذه الموقع. ومن أطرف ما رُوي عن ما جرى في أحد اجتماعات المكتب السياسي أن السيد الطيب المحسني عبّر صراحة عن عزمه الترشح حتى في صورة ترشح الأمين العام الحالي السيد اسماعيل بولحية، وهو الأمر الذي قد يكون أثار حفيظة هذا الأخير الذي ما زال لم يُبد موقفه الأخير بخصوص إعادة الترشح.   * مشاورات مشاورات بين 3 أحزاب لمواصلة العمل والتنسيق خلال الفترة المقبلة.   * شهادة «حقوقي»! قدّم السيد صالح الزغيدي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان شهادة في تواجد إحدى صحف المعارضة (الموقف) في العديد من الأكشاك بالعاصمة، نافيا ومُفنّدا بذلك المزاعم التي صرّح بها مسؤولو الجريدة من أنه تمّ سحبها من الأسواق بسبب مقال حول امكانية الترفيع في سعر الخبز.   * تظاهرة ينظّم حزب الخضر للتقدّم يوم 21 مارس الجاري تظاهرة بمناسبة عيدي الشباب والاستقلال تحت شعار «الشباب ضمان لاستمراريّة مكاسب الاستقلال».   * حوار مفتوح حوار مفتوح بين وزيرين ونقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرّة، تم خلال آخر جلساته يوم (الثلاثاء) درس مختلف النقاط الخلافيّة التي حرّكت النقابة للتوليح بتنفيذ بعض التحرّكات «الاحتجاجيّة» وبحسب المصارد هناك تفاهم بين الطرفين للجلوس مرّات أخرى من أجل مزيد تقريب وجهات النظر، وحديث على أن شق من النقابة المذكورة أبدى بعض اللّين فهما لمتطلبات بدء تنفيذ المرحلة الثانية من نظام التأمين على المرض.   * لجنة وطنيّة تواصل الجدل داخل كواليس الاتحاد العام لطلبة تونس بخصوص المؤتمر وحديث عن انتهاء مهام اللجنة الوطنية للاعداد للمؤتمر الموحد بمناسبة انعقاد الهيئة الادارية للاتحاد قريا.
 
الشروق
(المصدر: صحيفة الشروق » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 20 مارس 2008)


 

أحمد نجيب الشابي في القصرين: الإتحاد الجمركي المغاربي ضرورة تنموية ملحة

 
بدعوة من جامعة القصرين للحزب الديمقراطي التقدمي وبمشاركة « هيئة المتابعة للنداء من أجل بديل ديمقراطي » انعقد بمدينة القصرين، يوم الأحد 16 مارس 2008، اجتماع حضره المرشح لرئاسية 2009 أحمد نجيب الشابي والأمينة العامة للحزب السيدة مية الجريبي رفقة عدد من أعضاء المكتب السياسي كما حضرته السيدة سامية عبو رفقة السيدين العياشي الهمامي وخميس الشماري عن هيئة المتابعة. وبعد أن افتتح السيد حسن بوعزي الكاتب العام للجامعة الاجتماع بكلمة رحب فيها بالضيوف وبالمناضلين تناولت الأخت مية الجريبي الكلمة فعبرت عن سعادتها بالتواجد بمدينة القصرين، مذكرة بما تعانيه الجهة من حيف وظلم عنوانه اختلال التوازن الجهوي الذي تنطق به كل  مؤشرات التنمية سواء من جهة الصحة أو التعليم أو نسب الفقر والأمية، مضيفة أن هذا الوضع ليس قدرا محتوما وإنما هو اختيار سياسي يعني كل أبناء الجهة والفاعلين السياسيين على المستوى الوطني وهو أمر يحق لكل مواطن التعبير عن رأيه في شأنه والإدلاء بدلوه في معالجته. ثم قالت إن هذا الوضع يجرنا إلى الحديث عن الحملة الانتخابية التي تعد مناسبة للمساءلة والتنافس بين الفرقاء السياسيين ومقارعة البرنامج بالبرنامج. و أضافت أن الوضع في بلادنا لا يزال بعيدا عن أجواء التنافس الحر والنزيه المفترض في انتخابات ديمقراطية إذ تريد الحكومة أن تجعل من استحقاق 2009 الانتخابي مناسبة لاستنساخ تجارب الماضي وإعادة إنتاج نظامها القائم على السلطة الفردية وحكم الحزب الواحد وبالمقابل فإن إرادتنا وواجبنا يكمنان بالذات في النضال من أجل الحق في الاختيار الحر وتقديم البدائل عن الوضع القائم  مؤكدة بأن تونس أفضل في متناول اليد إذا ما تمسكنا بحقوقنا ووضعناها موضع الممارسة ومن هنا جاء ترشيح الحزب الديمقراطي التقدمي والشخصيات الممضية على « النداء من أجل بديل ديمقراطي » للأستاذ أحمد نجيب الشابي إلى الانتخابات الرئاسية القادمة. وأضافت أن هذا الترشيح يحمل عدة رسائل منها أن للمعارضة بدائل تطرحها على الشعب وأنها عازمة على القيام بدورها في تفعيل الحياة السياسية والاعتماد على ذاتها وعلى دعم المواطنين للتقدم نحو أهدافها في تحقيق الانتقال الديمقراطي وتمكين الشعب التونسي من حياة أفضل. ولأن هذه الحملة وطنية بامتياز فقد قامت شراكة كاملة بين الحزب الديمقراطي التقدمي والشخصيات الوطنية الممضية على « النداء من أجل بديل ديمقراطي » في سبيل الدفاع عن حق الاختيار الحر والذي يفترض حق مشاركة كل الكفاءات الوطنية دون إقصاء في هذا الاستحقاق وهي معركة لا تقتصر على جانبها الرئاسي وحسب وإنما تشمل أيضا الانتخابات التشريعية في إطار تحالف وطني يغطي كل الدوائر الانتخابية. ثم أعطيت الكلمة للأستاذ العياشي الهمامي الذي عبر من جهته عن سعادته بالتواجد في المدينة التي ولد فيها ودرس و عمل بها، لذلك فهو يشعر بأنه في بلده وبين أهله. ثم تطرق إلى الحملة الانتخابية ليقول بأن النقاش والحديث داخل النخبة تمحور حول هذا الموضوع منذ أن أعلن نجيب الشابي ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، في الندوة الصحفية ليوم 14 فيفري 2008. وقال لقد أثارت هذه الحملة تساؤلات واستنكارا وعداوة أيضا. أما العداوة فجاءت من السلطة وهو أمر طبيعي لأنها تريد أن تضرب حبسا على رئاسة الدولة ولذلك سارعت الصحافة المأجورة إلى التشويه والنيل من الأعراض ولكنها إساءة لن تحملنا على التراجع أبدا. أما التساؤلات فيثيرها المواطنون: ما هو القصد من هذا الترشح؟ هل هدفه الدخول إلى قصر قرطاج أم لعب دور الديكور؟ وهي أسئلة مشروعة ومن واجبنا الإجابة عنها. أما الاستنكار فجاء من المعارضة، لا من معارضة الديكور التي تمثل جزء من السلطة وإنما من المعارضة الديمقراطية التي اعتبرت أن في الخطوة تسرع لأن الانتخابات لن تجري قبل خريف سنة 2009 ورأت أن هذا الترشح لا يخلو من حب للزعامة ومن وضع للمعارضة أمام الأمر المقضي ومن انفراد بالقرار دون تشاور معها و حصر للموضوع في جانبه الرئاسي. وتساءل العياشي عن التسرع فقال بأي مقياس نقيسه؟ أبمقياس الدول المتقدمة التي دائما ما نتخذها نموذجا ومنوالا في أعمالنا؟ ففي هذه البلدان يحضر للانتخابات على مدى سنتين أو ثلاثة. أم يقاس الأمر بمقياسنا التونسي؟ من هذه الزاوية يكون الأمر أكثر إلحاحا. وتساءل هل يحضر للانتخابات في مدة خمسة عشر يوما أم في ظرف ثلاثة أشهر؟ وقال إن السلطة تملك كل الوسائل وهي تخوض حملتها منذ 2006  وتغطي البلاد طولا وعرضا بالمعلقات العملاقة لمناشدة الرئيس بن علي لإعادة الترشح لولاية خامسة في حين أن المعارضة محاصرة ومحرومة من وسائل العمل حتى أننا نجتمع اليوم والتيار الكهربائي مقطوع عنا، وأضاف أن الترشح ليس مسألة شخصية بل هي معركة ضد الاستبداد والفساد والرشوة وضد الرئاسة مدى الحياة وهي معركة كسر العزلة وإقناع الناس بأنه ليس صحيحا القول إما بن علي أو الفراغ، إما بن علي أو الإرهاب بل أن للبلاد معارضة وأن لهذه المعارضة بدائل يحملها رجال ونساء لكنهم معزولون. فمعركتنا هي معركة كسر العزلة وفي ترشيح نجيب الشابي فرصة لخوض هذا الصراع  وأكد أن ما يجمع المستقلين من « النداء من أجل بديل ديمقراطي » وبين مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي هو الاتحاد على ضرورة خوض هذه المعركة وهم يضعون كل إمكانياتهم تحت تصرف هذه المعركة ولذلك فلا تسرع ولا زعامتية. وأضاف أن الترشح للرئاسة يقتضي تقديم شخص معين لا شبح ونحن قدمنا نجيب الشابي ونطالب المعارضة بتقديم زعاماتها وفي انتظار ذلك فسنخوض المعركة حتى يومها الأخير، لا نجزم مائة بالمائة بأننا  سنشارك في الانتخابات القادمة بل طرافة هذا الترشح أنه يضع السلطة في حالة دفاع وحرج. لقد تعودت السلطة الخروج بتنقيح للدستور ذي استعمال وحيد كلما اقترب موعد الانتخابات، قامت بذلك سنة 1999 ثم سنة 2004 وهي تتهيأ للقيام بذلك بالنسبة لسنة 2009، إذ صرح الرئيس بن علي في خطابه لشهر جويلية الماضي بأنه سيسعى لضمان تعدد الترشحات في الانتخابات القادمة. وبترشيح نجيب الشابي تمسك المعارضة بالمبادرة فإن استجابت السلطة وفتحت مجال المشاركة فذلك هو المبتغى وإن هي أحجمت وأغلقت باب المشاركة في وجه الكفاءات الوطنية المستقلة تكون قد وضعت نفسها في حرج بل يفتضح أمرها وتكشف أنها تقوم على القوة لا على الشرعية الشعبية. وأضاف أن نجيب الشابي يتقدم اليوم ليحمل أرضيتنا وبرنامجنا ويا ليت لو تقدم آخرون لكن وكأن لسان حال جزء من المعارضة يقول لنخسر المعركة إن كانت لتأتي على أياد غير أيادينا. واستطرد العياشي قائلا إن الباب مغلق اليوم في وجه الجميع، من حزب العمال إلى حركة النهضة، وإن الأمر يقتضي تكاتف الجهود لفتحه ولو توحدت الجهود لكانت التعبئة أكبر لكن كأني بالبعض يقول إن كان الباب ليفتح على يد نجيب الشابي فلا نزل القطر. وإزاء هذا الموقف السلبي فلن نألو جهدا لمواصلة الحوار والنقاش والتفاوض مع زعماء المعارضة ولكننا لن نتوقف عن خوض معركتنا لتوسيع دائرة المشاركة ودفع ديناميكية تنتهي إلى قيام حركة شعبية جماهيرية واسعة تحتضن التغيير. ثم أعطيت الكلمة للسيد خميس الشماري فلاحظ أن هذا الاجتماع يتفق مع ذكرى وفاة الزعيم النقابي الحبيب عاشور وذكر بمناقبه وبوقوف القوى التقدمية إلى جانبه كما ذكر بأن هذا الاجتماع يصادف الذكرى الأربعين لأحداث 15 مارس 1968 التي شهدتها الجامعة التونسية وكانت منطلقا لبعث محكمة أمن الدولة ومقاضاة ما يناهز المائة وثلاثين مناضلا تقدميا ثم عرج على بعض الانتقادات المجحفة بل بعض التهجمات الموجهة لمبادرة من بعض القوى الديمقراطية إلى ترشيح نجيب الشابي للانتخابات الرئاسية القادمة كالادعاء بأنها تندرج ضمن أجندا أجنبية فقال بأن مثل هذه الافتراءات لا تليق بالديمقراطيين بل أنها تثير مشاعر الشفقة والسخرية إزاءها ثم تلا نص عريضة لمساندة حق الترشح ليستخلص بأنها تمثل امتحانا لكل من ينتسب إلى التيار الديمقراطي فإما أن يصادق عليها ويمضيها أو يضع نفسه خارج السياق الديمقراطي أصلا لأنها تضع ترشيح نجيب الشابي ضمن حق كل الكفاءات دون استثناء في الترشح للانتخابات القادمة. ثم قال أن هذه الحملة من أجل حق الترشح تمثل مناسبة لتناول قضايا الناس وفي مقدمتها قضية غلو الأسعار وتآكل الطاقة الشرائية للمواطنين وكذلك قضية الفساد وذكر في هذا السياق بأن تونس تقهقرت في مقياس منظمة « ترنسبارنسي انترنشيونال » من الرتبة 33 إلى الرتبة 62 رغم ما يثير السلم الترتيبي لهذه المنظمة من تحفظات لديه. ثم عرج على قضية التشغيل ليذكر بأن نصف العاطلين عن العمل يحملون اليوم شهادة عليا وأن نسبتهم ستصل إلى الثلثين في السنوات القليلة القادمة حسب مقال سحبه مدير صحيفة « لابراس » من المطبعة ونشرته صاحبته الصحفية برقاوي على شبكة الانترنت  وقال إن كسر المحرار لا يقضي على الحمى بل التشخيص الموضوعي للمرض ومعالجة مصدره هو الحل. وتطرق في آخر كلمته إلى أن الشراكة بين أصحاب « النداء من أجل بديل ديمقراطي » وبين الحزب الديمقراطي التقدمي تقدم على مبادئ الحرية والسيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية التي تضمنتها ديباجة النداء وأنها شراكة كاملة في التصور والتخطيط والتنفيذ هدفها إحياء الأمل لدى التونسيين وإعادة الثقة لديهم في العمل السياسي وفي المعارضة الوطنية. ثم أعطيت الكلمة إلى السيدة سامية عبو التي قالت أن الحرية حلم وهو حلم يتحقق بالسعي إليه لأن السماء لا تمطر ذهبا ثم قالت بأن هذه الحملة تمثل اختبارا لإرادتنا ذلك أنها لا تتلخص في ترشيح شخص، ولو كانت أمنيتنا أن نعطى الفرص لإنجاح مرشحنا، وإنما القضية تضع إرادتنا على محك الاختبار. وذكرت في هذا الخصوص بأن الأموات يصوتون في بلادنا في الوقت الذي يقصى فيه الشباب وتغيب فيه إرادة الشعب وتزور الأرقام وهو ما يمثل قمة في الاستهزاء بنا وفي تهميشنا ثم صرخت في الحاضرين نحن نقول كفى لهذه المهزلة ولهذا الاستهزاء، نحن الذين نقرر مصيرنا، لنا اليوم الفرصة لفرض إرادتنا، لرفض الشروط الإقصائية، لفرض الحرية وهي مسألة تتوقف علينا وحدنا، على إصرارنا على صمودنا وهي قضية لا تتطلب منا سوى التمسك بأصواتنا، إنها معركة التمسك بالصوت وبالحق في التصويت، التمسك بحقوقنا وبحرياتنا ثم أضافت إني أشكر أحمد نجيب الشابي الذي قبل الترشح وقبل بما يترتب عنها من تضحية موضحة أن الرئاسة محاطة بهالة من القدسية في بلادنا، والويل لمن يتجرأ على منافسة الرئيس، فكسر نجيب الشابي بترشحه هذه الرهبة وأقدم على التضحية بوقته وبمصالحه وبعائلته أما البقية فمتوقفة علينا، وإن نحن لم نتوصل إلى تحقيق هدفنا في التداول على الحكم سنة 2009 فسيكون ذلك سنة 2014 وإن لم يكتب النصر لجيلنا فلأولادنا. وناشدت الجمع بالتحرك يدا واحدة وصوتا واحدة قائلة إن السقف يهدد بالسقوط على رؤوسنا فلنتحرك ولندرأ الخطر الذي يتهددنا وختمت كلمتها بالقول أنا لا أقول مع الشاعر أبي القاسم الشابي  » إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر » بل أقول معه  » من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ». ثم تناول المرشح أحمد نجيب الشابي الكلمة فعبر عن شكره للحاضرين وتأثره بالكلمات البليغة التي عبر عنها من سبقه في الكلام وأكد أنه بالفعل ليس للحملة أي بعد شخصي أو حزبي لأن المسألة تمثل تحديا وطنيا فإما أن نبقى نتفرج على أنفسنا أو أن نمسك مصيرنا بأيدينا، ذلك أن الحق يؤخذ ولا يهدى. وقال إن نحن لم نتقدم إلى هذه الانتخابات التي تنتظرنا فمن ذا الذي سيتقدم إليها وإن نحن لم نقم بما تفرضه علينا فمن نلوم. وأضاف نحن نرى أنه على الحركة السياسية أن تمسك بفرصة 2009 للخروج من تقوقعها وللتوجه إلى المواطن بكل وسائل الاتصال الممكنة, الاجتماعات العامة، الصحافة المكتوبة، الانترنت، الأقراص المضغوطة، الفضائيات، لتحدثه عن همومه وعن طرق معالجتها، وقال إنها فرصة لمساءلة الحكام فإما أن نجدد لهم الثقة أو نختار ما نرضاه من برامج ومقترحات وبدائل. فليست هذه الحملة من أجل مساندة حق شخص في الترشح بقدر ما هي حملة من أجل حق الشعب التونسي في الاختيار الحر. ثم تطرق المرشح إلى الحديث عن الوضع في الجهة ليؤكد أن منطقة القصرين شأنها في ذلك شأن العديد من المناطق الداخلية التونسية تعاني من الحيف أي أنها لم تنل قسطها العادل من التنمية. فالتشغيل فيها يقتصر على الوظيفة العمومية (رجال التعليم وأعوان الصحة والبريد وبعض الإداريين) وعلى حظائر الشغل، حظائر موسمية لمدة أيام قليلة في الشهر وبأجر بخس يبلغ ثلاث دنانير في اليوم وحظائر جهوية بجراية قدرها مائة وثمانون دينارا في الشهر لموظفين وقتيين يقفون وراء مكاتب الإدارة للقيام بأعمال بسيطة ورتيبة. إلى ذلك يعمل أهالي المنطقة مدة شهرين في السنة لجني نبات الحلفاء وبيعها إلى معمل الورق بالجهة إضافة إلى مواطن الشغل في بعض المعامل القليلة من نوع معمل الإسمنت ومعمل الحلفاء ومقاطع الرخام. ولمح بأن شح مواطن الشغل في الجهة بات تمثل مصدرا للفساد ذلك أن الحصول على وظيفة أو موطن عمل ولو كان وقتيا بات يتطلب رشوة تكلف آلاف الدنانير لطالبه. ثم تطرق للحديث عن الفلاحة فلاحظ أن المنطقة تشكو من قلة الآبار العميقة التي من شأنها توفير الري في منطقة تزخر بالمياه ولها إمكانيات زراعية وخاصة زراعة أشجار الزيتون والتفاح والفسدق كما أن الأوضاع العقارية للأراضي التي تتوزع بين أراضي دولة وأراضي جماعية وأحباس تقف حجر عثرة في وجه نمو الفلاحة وأنها تتطلب إصلاحا وتخليصا لوضعيتها الحالية وتوزيعا للأراضي على المواطنين للنهوض بالفلاحة وإنتاج الخيرات وإحداث مواطن الشغل. ولمح المرشح إلى مسألة التلوث بالجهة التي تهدد الفلاحة والصحة العامة جراء إلقاء النفايات من مادة الكلور والزئبق في الأودية التي تغذي المنطقة وخاصة منها واد الحطب وكذلك جراء الدخان الكثيف الذي يبثه معمل الحلفاء بمدينة القصرين  بسبب عدم تجهيزه بالمصفيات الضرورية. وانتقل المرشح إلى الحديث عن الوضع الصحي بالجهة وما يشكوه من نقص في التجهيزات العمومية وبخاصة افتقاد المستشفى الجهوي وسائر المستشفيات الأخرى لأطباء الاختصاص، مما يجعل الأهالي يعتمدون على « القوافل الطبية » الموسمية التي تمر من حين إلى آخر حتى تجرى على بعضهم العمليات التي يحتاجون إليها. كما ذكر المرشح بأن المنطقة تسجل أعلى معدلات الرسوب والانقطاع عن التعليم وأعلى نسب الأمية وأنها تشكو من ركود تام للحياة الثقافية التي تلخصت في مهرجانات موسمية ينظمها الحزب الحاكم من حين إلى آخر وتتمثل في عروض فنية أغلبها ذي مستوى هابط. وقال أن في وضع كهذا ليس من الغريب أن ينكمش الاستثمار رغم توفر العديد من المواد الخام القابلة للتحويل فتصدر هذه المواد إلى مراكز أخرى من البلاد قصد تحويلها وتسويقها بينما ينحصر الاستثمار في الجهة على العقارات أو في الربا أو في التجارة الموازية عبر الحدود. وشدد المرشح على أن الوضع في القصرين لا يختلف كثيرا عن الوضع في العديد من المناطق الأخرى وأن انتخابات 2009 تعطينا الفرصة لمساءلة الحكومة واقتراح بديل عن سياساتها وذكر في هذا المضمار بما كان اقترحه في اجتماع قفصة من ضرورة إصلاح النظام السياسي وإنشاء مجالس جهوية منتخبة انتخابا مباشر من قبل المواطنين وتقطع لها مزانية خاصة من الأداءات المحلية ومن ميزانية الدولة لتعنى بقضايا التنمية في الجهة وأضاف بأن التجارة الموازية تمثل اليوم عشا للفساد وللإثراء الفاحش على حساب ميزانية الدولة إذ يطال القمع صغار الكسبة الذين يبادلون السلع عبر الحدود فيما يهرب كبار التجار المواد الغذائية إلى الجزائر ويوزعون البترول الجزائري على القرى حسب الدور دون أن تطالهم مساءلة أو محاسبة وتساءل لماذا نقيم منطقة للتبادل الحر مع الاتحاد الأوربي ولا نقيم اتحادا قمرقيا مغاربيا يكون منطلقا لانتعاش التجارة الحلال في المدن الحدودية كمدن ولاية القصرين فتزدهر المبادلات ويتكون رأسمال تجاري يتحول ضرورة إلى استثمار في الإنتاج الصناعي  وقال إننا نساند الانفتاح الاقتصادي على الاتحاد الأوربي لما يمثله من أفق للتنمية والتطور رغم اختلال التوازن بيننا وبينه وما يمكن أن ينجر عن ذلك من منافسة غير متكافئة تهدد بإغلاق العديد من المعامل المحلية لكننا نطالب في ذات الوقت بإقامة اتحاد جمركي مغاربي ينشط التجارة ويشكل حافزا على الاستثمار في الصناعات التحويلية وتبادل البضائع في سوق تتكافأ فيها الفرص. وعاد المرشح إلى مسألة الاستثمار بالجهة ليقول بأن الحوافز الضريبية ومساهمة الدولة في رأسمال المشاريع بالجهة فتحت الباب للمضاربين الذين يغادرون المنطقة ويتركون المشاريع غير مكتملة بمجرد حصولهم على تلك الحوافز والمساهمات وقال إن الاستثمار لن ينمو بالجهة ما لم يتهيأ له الإطار المناسب ليؤكد بأن التفكير في هذا الإطار وتصور شروطه وسبل تحقيقها من مسؤولية النخب المستقلة بالجهة ودعا الشابي الكوادر الجهوية للحركة السياسية وللمجتمع المدني إلى تنظيم ندوة جهوية يجمعون فيها معلوماتهم وخبراتهم ومعرفتهم الدقيقة بمنطقتهم وبحاجياتها وإمكانياتها ليصوغوا لائحة بالمطالب والمقترحات التي يمكن أن تشكل ميثاقا بين مكونات الحركة السياسية والمجتمع المدني في الجهة وجسرا بينهم وبين الحركة السياسية الوطنية التي تتعهد باعتماد تلك اللائحة وجعلها جزء من برنامجها الوطني وقال إننا سنسعى في الحزب الديمقراطي التقدمي إلى تنظيم هذه الندوة في غضون شهر جويلية القادم. وقال الشابي إن إصلاح الأوضاع العقارية بجهة القصرين وتوزيع الأراضي على المواطنين وتخليصها من الجمود وحفر الآبار العميقة وتشجيع الاستثمار الفلاحي للحد من الفقر والخصاصة والنهوض بمستوى العيش وبالتشغيل تمثل أولوية بالجهة كما ساند مطلب أبناء الجهة بإحياء السكة الحديدية التي كانت تربط القصرين بالعاصمة عبر سوسة في الساحل والكاف في الشمال لما في ذلك من فوائد ربط المنطقة بمراكز التجارة والصناعة بالبلاد. وختم الشابي كلمته بالتأكيد على أن سنة 2009 تمثل فرصة للإصلاح السياسي والاجتماعي وأن الديمقراطيين يخوضونها بدافع حب الوطن حتى تكون الإدارة نابعة من المجتمع في خدمته وتحت رقابته لا سلطة متعالية عليه تذله وتسيطر عليه فيعشش فيها الفساد وتتحول إلى قوة قهر وإعاقة وقال إن هذا الإصلاح مطلبنا وأنه ما ضاع حق وراءه طالب. للمساهمة في الحملة أو لمراسلة المرشح الديمقراطي بامكانكم ارسال مساهماتكم على البريد الالكتروني التالي:nejibchebbi2009@gmail.com

 


 

حصاد الأسبوع

بقلم: عبد الله الزواري

 

1- علمت:

1- بمناسبة 20 مارس ارتأى مناضلو بنزرت و ناشطوها الوطنيون الالتقاء في حديقة مقابلة لبلدية المدينة التي أصبحت منذ مدة ملتقى للعشاق و للباحثين عن المتعة الرخيصة… و يبدو أن السلطة الحريصة على « فرحة شباب تونس » و على « الفرحة الدائمة » رأت في دخول هؤلاء المناضلين الحديقة تنغيصا على غيرهم الاحتفال بعشرين مارس على طريقتهم الخاصة… و كالعادة كانت الأعين التي إن نامت (أو نوّمت) عن المنكرات بكل أنواعها أي السياسية و الاقتصادية و الأخلاقية فهي لن تنام و لن يسمح لها بأن تغفل و لو للحظة عن هؤلاء الذين غادروا القطيع و زينت لهم أنفسهم الأمارة بحب وطن مستقل و سيد و حر مرتبط بهويته.. كانوا جميعا في الموعد.. بزيهم الرسمي و بأزيائهم المدنية و التحق بهم أعوان اليقظة ( قد تعلن التعبئة العامة؟؟) للحيلولة دون التسلل للحديقة: حديقة المتعة..و أمام إصرار هؤلاء الوطنيين كان السب و الشتم ثم الدفع…و كانت الشعارات في الموعد:

 

       حريات حريات لا رئاسة مدى الحياة.

       يا حكومة عار عار، الأسعار شعلت نار

 

وختم لقاء بالنشيد الوطني.. و إن عاد المناضلون إلى قواعدهم فقد مزقت جمازة السيد خالد بوجمعة كما اعتدي على السيد محمد الهادي بن سعيد (الديمقراطيون الاشتراكيون).. أما السيد علي بن سالم فاكتفى اليوم بما نال كل الحاضرين من سب و شتم و هي بضاعتهم الرائجة دائما التي لم يحفظوا غيرها في عهد عقوق الإنسان… و نفس الشيء كان نصيب السادة لطفي الحجي و بشير الجملي وفوزي الصدقاوي

 

 

2- أقرت المحكمة الابتدائية كدرجة استئناف جناحي الحكم الصادر عن محكمة الناحية و القاضي بتخطية السيد الأسعد الجوهري ب 80 دينارا في قضية مرورية مزعومة التي سبق الحديث عنها

 

3- الاستجابة دون استدعاء أو الزيارة دون استئذان:

 

هذا ما يمكن أن نلخص به مأساة السيد العجمي الوريمي السجين السياسي السابق و القيادي في حركة النهضة قبل اعتقاله، في محاولة متعمدة و متكررة لفرض عزلة اجتماعية عليه في ظرف يحتاج فيه إلى كثير من الهدوء و التركيز، و السيد العجمي يعتبر نفسه غير مخالف للقانون كما يعتبر أن لا علاقة له بالجهات الأمنية في صغيرة أو كبيرة و إن كانت هناك مسألة سياسية فلا حديث في مثل هذه المسائل إلا مع أهلها أي مع جهة سياسية.. و التعامل الطبيعي و العادي حق من حقوقي أتمسك به  و إصرارهم على هذا الهرسلة الأسبوعية لي و لكافة أفراد العائلة يدفعني للتشكي من مثل هذه الاستفزازات لكل جهة يمكن أن يكون في الاتصال بها ذا فائدة…. و قد خاطبت في جملة من خاطبت اللجنة العليا لحقوق الإنسان عساها تتذكر أنها تعني بحقوق الإنسان…. و أكرر للمرة المائة أن السلوك المتبع إزائي مرفوض جملة و تفصيلا… هذا جملة ما أفادني به السيد العجمي الوريمي في اتصال هاتفي به….

 

4- (س. ك.) تقطن بحي سيدي سعد، لم تتجاوز السابعة و العشرين من العمر، وهي أم لطفل واحد، أصيبت بجلطة منذ 6 أشهر تقريبا، و سعيا للعلاج بالطرق المتاحة أو بتأثير من إحدى صديقاتها، ذهبت إلى شخص فتح محله لمداواة « المرضى » على بعد ثلاثين مترا من دائرة الشرطة بجرجيس و من البناية الفخمة للتجمع الحاكم.. أعطاها خليطا من الأعشاب من جملتها « الحنظل »… توفيت المرأة يوم الجمعة 13 مارس 2008 و إثر التشريح تبين أن للخليط أثر في الوفاة… و قد أصدر وكيل الجمهورية بطاقة إيداع بالسجن في حق « المتطبب »و دفنت المرأة بمقبرة الضاوي بضاحية السويحل..

 

2- تدبرت:

 

« كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لكذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب » ابن الجوزي

 

3- سمعت:

 

الهجرة السرية في أوج ازدهارها:

 

بقدر ما تضيق السبل بالشباب في بلدهم إلا و تزداد الهجرة السرية تأججا… و بقدر ما تستحيل الحياة الكريمة بقدر ما يتهافت الشباب على مغادرة البلد.. و بقدر ما تنتهك حقوقهم في أبسط أشكالها بقدر ما يسخرون من الحواجز التي توضع لصدهم عن الرحيل، و بقدر ما يستشري الفساد  بقدر ما يفر الشباب من وجهه… و بقدر ما تعلي أروبا الجدران المختلفة (القانونية و الأخلاقية و السياسية) بقدر ما ينتقم هؤلاء الشباب منها لنفاقها و مكرها و استعلائها و طغيانها و تقسيمها العالم من حولها لسادة هم مواطنوها الأصليون لهم جميع الحقوق سياسية و اقتصادية و ثقافية و إعلامية…، لهم حقوق فوق الأرض و تحت الأرض و في السماء و في ما وراء السماء… أما غيرهم فعبيد و رقيق لهم أن يجددوا طاقتهم فحسب( و لو برغيف ملوث) من أجل خدمة السادة ذوي دم الأزرق، و لا حقوق لهم أكثر من لقيمات يقمن الأود… فإن كان من حق السيد أن يختار ممثليه اختيارا حرا و مباشرا فالعبد لديهم لا حق له في هذا،و إن ثارت ثائرة السيد لانتهاك هذا الحق في شأن سيد ازرق مثله فإنه يجد ألف مبرر و مبرر لحرمان العبد من هذا الحق.. و قس ما قيل على ما لم يقل…. و في انتظار أن يصحو ساسة الغرب من غفوتهم و يقروا إقرارا لا لبس فيه بأن كل بني آدم لهم نفس الحقوق فإن أبواب الهجرة السرية ستبقى مشرعة مهما ارتفعت الأسوار حوا جنتهم و مهما راقبت منظوماتهم الإلكترونية الأجواء و البحار و مهما استعانوا بعملائهم في التشديد على من يقترف جريمة إرادة الحياة كريمة عزيزة…

 

 في هذا السياق يتناقل سكان جرجيس مأساة عشرات العشرات من أبنائهم دفعتهم إرادة الحياة إلى الهجرة نحو الشمال، لم تثنهم التشريعات القاسية و لا الأهوال الممكن مواجهتها في الرحلة… رحلة سرية واحدة ضمت مائتين و ثمانين شابا من جرجيس و ضواحيها القريبة فقط… استحال عليهم مواصلة الرحلة نحو إيطاليا فرجعوا أدراجهم نحو قاعدتهم فوقعوا في قبضة « حراس الحدود الأوربية ».. و تمكن القليل من النجاة منهم بإلقاء أنفسهم في البحر… تكلفة الرحلة أكثر من ألفي دينار تونسي في أرفق الحالات… و العائلات المنكوبة الآن في انتظار تسليم السلط الليبية أبناءهم إلى تونس

 

 4- رأيــت:

 

1-  الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف مأساة أخرى من المآسي التي حلت بالإسلام في العهد الجديد: اكتفاء بترديد البردة ثم الهمزية بأصوات تنفر و لا تحبب، و هي أقرب إلى النشاز و القبح منها إلى الفن و الجمال… هذا على الأقل ما كان في المساجد القريبة..

 

2- الأسعار تلتهب في كل ما يباع في السوق، و لعل تقديم ذلك بالتفصيل للقارئ البعيد عن البلد قد يعينه على حسن الفهم و التشخيص…و هو ما سأفعله قريبا.. ولعل معرفة أن سعر كيلو من الطماطم يبلغ دينار ونصف، أما الفلفل  فقد تجاوز ذلك      ( 1800مي)… هذه أسعار الأسواق الأسبوعية، أما إذا أردت شراء ذلك من الدكاكين المعدة للغرض فينمكن أن تضيف 25 في المائة بكل بساطة

 

 5- قــرأت:

 

 300 منظمة أمريكية تطالب بقطع المعونات عن الكيان الإسرائيلي

 

2008-03-15

 

 فلسطين الآن – وكالات – أرسلت أكثر من 300 منظمة شعبية أمريكية خطابا إلى الكونجرس يحثه على قطع المعونة العسكرية الأمريكية عن الكيان الإسرائيلي بسبب « انتهاكاتها المستمرة لقانون تصدير الأسلحة والمساعدات الأمريكية« .

 

يأتي هذا في الوقت الذي من المنتظر أن يقوم الكونجرس بالموافقة على زيادة المعونات العسكرية الأمريكية للكيان  بنسبة 9% في عام 2009

 

ووقع على الخطاب 25 منظمة قومية، و40 منظمة على مستوى الولايات، والعشرات من المنظمات الصغيرة الأخرى، وتم إرساله إلى لجنة المخصصات الفرعية في مجلس النواب لشئون العمليات والبرامج الخارجية حول المعونات لإسرائيل، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك.

 

 

وقال جوش روبنر مدير الحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في بيان صحفي: « إسرائيل تستمر في استخدام الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة والتي يدفع ثمنها دافع الضرائب الأمريكي من أجل تنفيذ احتلال عسكري غير قانوني وقاس للغاية يتم فيه حصار الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ». وأَضاف: « هذه الأسلحة تستخدم من أجل تنفيذ انتهاكات حقوق إنسان جسيمة ضد المدنيين الفلسطينيين وهو ما ينتهك قوانين تصدير الأسلحة الأمريكية« .

 

وطالب روبنر بتفعيل القانون الأمريكي قائلا: « لجنة المخصصات الفرعية لا بد أن تفرض عقوبات على إسرائيل لاستخدامها غير القانوني للأسلحة الأمريكية ويتم قطع المعونات العسكرية عنها، لا زيادتها« .

 

يذكر أن « الحملة الأمريكية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي » تتألف من 250 منظمة أهلية في أمريكا تعمل من أجل تغيير السياسة الأمريكية تجاه الكيان بتمويل ذاتي وبدون نجاح كبير حتى الآن، إلا أنها من الهيئات القليلة في أمريكا التي لا تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بالكامل، على عكس معظم المؤسسات الأمريكية.

 

وتتبنى بعض المنظمات الأمريكية الصغيرة معارضتها للمعونة الأمريكية لإسرائيل إزاء قيامها في 2006 باستخدام أسلحة أمريكية في شن حرب على لبنان والفلسطينيين وقيامها بقصف المدنيين والبنية التحتية المدنية وهو ما يعتبر انتهاكات للقوانين الأمريكية.

 

وفي الأسبوع الأول من مارس الجاري شنت إسرائيل ما يعرف بعملية « الشتاء الساخن » ضد الفلسطينيين في قطاع غزة أسفرت عن سقوط أزيد من 130 شهيدا، ومئات الجرحى، فضلا عن دمار البني التحتية.

 

 ومن غير المرجح أن يتبنى أعضاء الكونجرس موقف هذه المنظمات في حين أن العشرات منهم قد قاموا بالاعتراض على مبيعات الأسلحة الأمريكية المقررة للمملكة العربية السعودية، قائلين إنهم سيصوتون ضد الصفقة، بسبب ما وصفوه بـ »الدور غير البناء » للمملكة في القضية الفلسطينية.

 

كما اتهموا السعودية بتمويل أنشطة المقاومة في العراق ومناطق أخرى من العالم على الرغم من أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قد قالت إن صفقات السلاح لدول الخليج تهدف إلى تعزيز ما وصفته بـ »قوى الاعتدال »، ودعم الدول المستفيدة من الصفقة في مواجهة « القاعدة وحزب الله وسوريا وإيران« .

 

قسط أول

 

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد تقدم بطلب في ميزانية 2009 يشمل 2.55 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل أي ما يعادل زيادة بمقدار 9% عن الإنفاق الذي تم في 2007.

 

ويعتبر هذا المبلغ القسط الأول من مذكرة تفاهم بين إسرائيل وأمريكا، تقدم واشنطن بمقتضاها زيادة تبلغ 25% على المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل بإجمالي يصل إلى 30 مليار دولار حتى عام 2008..

 

 http://www.paltimes.net/arabic/?action=onews&fileid=1991

 

6- نقــلت:

 

لماذا لا تبادر إيران لشطب يهودها من الخريطة؟؟

 

« إيران هي ألمانيا النازية و رئيسها محمود أحمدي نجاد هو هتلر الجديد » هكذا كانت تصريحات الرسميين الإسرائيليين طيلة أشهر عديدة في الوقت الذي يسعون فيه مع حلفائهم الأمريكيين لإقناع من يراوده الشك في الإدارة الأمريكية في جدوى ضربة عسكرية….

 

في بداية هذه السنة، قال لنا بنيامين ناتنياهو زعيم المعارضة في إسرائيل… » نحن الآن في 1938 و إيران هي ألمانيا.. إيران تسرع في التمكن من سلاح نووي »و عن رئيسها محمود أحمدي نجاد يقول: » إنه يعد محرقة جديدة للشعب اليهودي« ..

 

 

…… (و إن كانت هذه المزاعم حقيقة) لماذا يعيش 25 الف يهودي بسلام في إيران و لماذا لا يغادرون إيران رغم الدعوات المتكررة من إسرائيل و اليهود الأمريكيين..

 

 

و في انتظار ذلك فإن الطائفة اليهودية المكونة من 25 الف يهودي تعد الأكبر في الشرق الأوسط باستثناء اسرائيل و ترجع جذورها إلى ثلاثة آلاف عام… و كطائفة غير مسلمة فإن اليهود يشهدون تمييزا لكنهم ليسوا في وضع أسوأ من مليون مواطن فلسطيني في إسرائيل و هم في وضع أفضل بكثير من فلسطيني الضفة و القطاع..

 

 

إن اليهود الإيرانيين لهو تأثير قليل على أهل الحل و العقد في بلدهم و لا يسمح لهم بتولي مناصب في الجيش و في الوظيفة العمومية، لكنهم يتمتعون بحريات كبيرة.. إذ أن لهم ممثل منتخب في البرلمان، كما يمارسون شعائرهم علما في بيعهم، و منظماتهم الخيرية ممولة من اليهود من مختلف أنحاء العالم و يستطيعون التنقل بحرية بما فيها زيارة إسرائيل… في طهران يوجد 6 جزارين و حوالي 30 بيعة.. و أخيرا قدم مكتب الرئيس أحمدي نجاد تبرعا لفائدة مستشفى يهودي في طهران..

 

و كما لاحظ شياماك مورصادق وهو زعيم يهودي:  » عن كنتم ترون أن اليهودية و الصهيونية شيء واحد فكأنكم تقولون إن الإسلام و طالبان شيء واحد… و هذا غير صحيح« …

…………………………………………………….

 

http://www.michelcollon.info/articles.php?dateaccess=2008-03-13%2019:51:36&log=invites

 

 

7- دعــاء:

 

« اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم »

 

عبدالله الــــــزواري

Abzouari@hotmail.com

 

(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 20 مارس 2008)


في الذكرى 52   ل 20 مارس 1956

تمر الذكرى52    ل 20 مارس  56و الشعب التونسي لا يزال  يرزح تحت سطوة الاستبداد  السياسي والاستغلال الاقتصادي  والتهميش الاجتماعي . وفي هذا الإطار لا بد من إعادة قراءة تاريخ ما يسمى بالاستقلال  حتى نكون على بينة من تاريخنا وما هي القوى التي كانت مؤثرة في الصراع الدائر من اجل الحصول على الاستقلال .  فبعد خروج الاستعمار المباشر تحت ضربات المقاومة الباسلة لكافة أنحاء شعوب العالم من إفريقيا إلى آسيا إلى جنوب أمريكا  وبعد الهزيمة  التي منيت بها فرنسا في ديان بيان فو باليابان وعل اثر صعود القوتين العظميين  أمريكا والاتحاد السوفيتي بعد أفول نجم القوتين الأخريين فرنسا وبريطانيا بدا المستعمرون  يروجون لمشاريع المعاهدات والصفقات المشبوهة التي أدت إلى استقلال بعض البلدان . وكانت تونس من بين هذه البلدان. خاصة وان فرنسا شعرت  بأنها غرقت في الجحيم الجزائري بعد الثورة الجزائرية العظيمة التي قادتها جبهة التحرير في الفاتح من نوفمبر 1954 بدعم واضع من ثورة يوليو الناصرية . إلا أننا لابد وان نتعرض ونحن بصدد الحديث عن تاريخ تونس المعاصر عن بداية الاستعمار المباشر أسبابه ونتائجه وكل ما ترتب عنه من صراع وثورة ضد المستعمر الفرنسي وما ظهر في تلك المرحلة من مراكز قوى و تحالفات وصراعات بينها . وفي هذا الإطار لابد من الرجوع إلى الوراء قليلا اعني  منذ ما يسمى بعهد الحماية الذي نصت عليه معاهدة باردو  في 12 ماي 1881 حيث دخلت البلاد التونسية تحت  ما عرف بالحماية الفرنسية بعد أن كانت ولمدة طويلة تحت الحكم العثماني . كانت معاهدة باردو نتيجة التداين الكبير الذي أثقل كاهل الميزانية والحالة الاقتصادية المتدهورة التي عليها البلاد. ومع إبرام  تلك المعاهدة تأكد استعمار تونس  كجزء من الأطماع الاستعمارية الفرنسية  فانتزعت السيادة الوطنية على كامل البلاد  وأصبحت السلطات الفعلية بيد المقيم الفرنسي فهو الذي يعنى بالسياسة الخارجية  من إبرام الاتفاقيات الدولية والمعاهدات إلى حق فرنسا  في إعلان حالة الحرب والسلم . وبقيت للباي السلطات الداخلية  من الشؤون الإدارية إلى الشؤون القضائية  باستثناء الشؤون المالية التي احتفظت بها السلطات الفرنسية .إلا أن المقاومة الشعبية لم تنتظر فقبل إبرام المعاهدة تصدى الشعب في الوسط والجنوب للمستعمر والتحق بهم إخوانهم في الشمال  وكبدوا الفرنسيين خسائر في العتاد والأرواح وكان من ابرز قادة المقاومة الشيخ على بن خليفة  والحاج الجيلاني مفتي المنزل بقابس  والحاج حسين بن المسعي  والحجاج الحراث  معلي بن ةعمارة والبشير بن سديرة و الدغباجي ومصباح الجربوع وغيرهم كثيرون . وفي كل مدينة وقرية حل بها جنود وآليات المستعمرين الفرنسيين إلا وكانت المقاومة الباسلة في استقبالهم وسطرت ملاحم بطولية باعتراف العدو نفسه  . إلا انه أمام قوة العدو عدة وعتادا وتزايد إرساء البوارج و الأساطيل الحربية لأنزال الجيوش والآليات المتطورة من مروحيات وطائرات مقاتلة تراجعت المقاومة تكتيكيا . وبقيت محدودة في بعض الجيوب حتى خفتت نسبيا . وبما انه لا يوجد شعب في الدنيا يستسلم للاستعمار فان الشعب العربي في تونس آمن بحقه في التحرر  وزادته عقيدته الدينية الإسلامية إيمانا بتقرير مصيره . وفي هذا السياق لعب جامع الزيتونة المعمور دورا كبيرا في المحافظة على الهوية و النضال من اجل نيل الحرية فتخرج منه العديد من القادة التاريخيين  من  المشرق والمغرب . ولربما كانت معركة التجنيس إحدى العوامل الأساسية في استنهاض همة الشعب لمعارضة مشروع المستعمر الهادف إلى مسخ الهوية وضرب كل ما يمت لها بصلة . ومع بداية القرن العشرين بدأت  تتكون الجمعيات والمنظمات والأحزاب التي جعلت في سلم أولوياتها تحرير البلاد من المستعمر الفرنسي .فأسس الشيخ عبد العزيز الثعالبي مع ثلة من رفاقه الحزب الدستوري القديم  وأسس المحامي علي باش حانبا حركة الشباب التونسي وكان المطلب الرئيسي هو منح دستور للبلاد إلى جانب مطلب التفريق بين السلط والحريات العامة والمساواة في الحقوق إلى جانب الفرنسيين والأجانب بشكل عام . وفي 1924 تعزز موقف الأحزاب بموقف النقابات المستقلة التي تأسست على يد محمد علي الحامي في ما يعرف  بجامعة عموم العملة التونسيين  فكانت الإضرابات والمظاهرات والتي أدت إلى مصادمات  واعتقالات ومحاكمات نذكر منها إيقاف عبد العزيز الثعالبي  و نفي محمد علي الحامي عشر سنوات  والتضييق على العمل السياسي  والجمعياتي . إلا أن ذلك لم يفت في عزيمة المؤمنين بخلاص شعبهم من براثن الاستعمار فبالرغم من الفتور الذي ساد تلك المرحلة نتيجة القمع إلا انه  سرعان ما كان الرد في تأسيس الحزب الدستوري الجديد بقيادة الدكتور الحبيب الماطري وكان الحبيب بورقيبة وقتئذ  الكاتب العام للحزب  .لعب الحزب الدستوري الجديد دورا وطنيا بارزا في التصدي للاستعمار الفرنسي في  الاتصال بالشعب  وتحريضه على العصيان . وهكذا بدأت حركة الشارع تأخذ  المبادرة من جديد في صراع مع السلطات الاستعمارية وتعددت المطالب من مادية إلى سياسية  إلى أن كانت أحداث 9 ابريل 1938 حيث كان المطلب الرئيسي هو برلمان تونسي حكومة تونسية فسقط على إثرها العديد من الشهداء وزج بالكثير من المناضلين في السجون. وبقي الشعب يعيش على وقع هذه الأحداث الأليمة  متمسكا بحقه في الاستقلال  إلى أن تأسس الاتحاد العام التونسي للشغل على يد الشهيد فرحات حشاد الذي كان عنصرا داعما وأساسيا في معركة التحرر الاجتماعي والسياسي  . فتعددت  الإضرابات و المظاهرات وتنوعت أساليب النضال  التي كانوا  يخوضونها العمال تحت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل .  لعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورا مهما على الساحة الوطنية أولا برفضه الدخول في النقابات الفرنسية  وثانيا بالنضال من أحل المساواة في الحقوق مثل الفرنسيين الذين كانوا يتمتعون  بتفوق عنصري وامتيازات كبيرة من طرف السلطات الفرنسية .فالنضال من أجل المساواة في الحقوق جعل من الاتحاد يربط بالضرورة قضية النضال النقابي الاجتماعي بالنضال الوطني إيمانا منه بان المساواة بين الفرنسيين والتونسيين لا تتحقق في ظل الاستعمار. وكثيرا ما كانت إضرابات الاتحاد العام التونسي للشغل استجابة لموقف الحزب اعني إضرابات سياسية من اجل إطلاق سراح المعتقلين أو من اجل  التنديد بالجرائم المرتكبة من طرف أجهزة البوليس والأمن الفرنسي الذين أمعنوا في التنكيل بالمتظاهرين والمحتجين  وعامة الشعب رافضين لسياساته وأوامره . ومع اشتداد المقاومة في كافة أنحاء البلاد بتنسيق من الحزب والاتحاد العام التونسي للشغل أذعنت فرنسا للتفاوض من أجل الاستقلال  وعينت حكومة شنيق  مرة ثانية حيث كانت المرة الأولى في عهد المنصف باي المغضوب عليه من طرف  السلطة الاستعمارية. وكان التفاوض محوره تونسة الحكومة شكلا ومضمونا  إلا أن السلطات الفرنسية أصرت على ازدواجية  الحكومة  على أن القرار يبقى في يد المقيم العام .  وانحاز محمد لامين باي إلى جانب حكومة التفاوض  وبعد فشل التفاوض  الذي شارك فيه احمد بن يوسف بصفته الأمين العام للحزب  دخلت البلاد من جديد في سلسلة من التحركات الشعبية السلمية تساندها المقاومة المسلحة التي كان يتزعمها في الجنوب الأزهر الشرايطي وفي الشمال ساسي لسود .فأصبحت السلطات الفرنسية عاجزة على توفير الأمن لرعاياها  وجنودها وضباطها  فكونت  عصابات مسلحة مختصة في الاغتيالات السياسية  منها ما أصبح يعرف بعصابة اليد الحمراء  التي اتهمت باغتيال الشهيد النقابي  الزعيم فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952 عشية  ممارسة الضغط على فرسا داخليا بواسطة المقاومة وخارجيا بواسطة الدبلوماسية وخاصة الضغط من خلال هيئة الأمم المتحدة واستغلال العلاقات مع صناع القرار في باريس من أمثال مندس فرانس. ولما كانت فرنسا تمر بمرحلة عالمية لا تحسد عليها كهزيمتها في ديان بيان فو  و اقتناعها بصمود وصلابة الثورة الجزائرية التي باتت  تؤرقها كما أن تنظيم صفوف الثوار في تونس وتنسيقهم مع الثورة الجزائرية كلها عوامل ضغط أدت إلى المفاوضات مرة أخرى بعد  أن تكونت وزارة تفاوضية يوم 8 أوت 1954 برئاسة الطاهر بن عمار . إلا أن  مندس فرانس الذي كان يقود المفاوضات أمر  بنزع سلاح المقاومة  ووضح حد لأعمال المسلحين الذين يسميهم الفرنسيين  وكذلك الحبيب بورقيبة- بالفلاقة – وفي التعبير الشعبي كلمة-فلاقة- تعني عصابة تهريب وسرقة وسطو  وهذا يعبر عن موقف  من المقاومة المسلحة لان بورقيبة وعلى لسانه  يرفض الاحتكام إلى القوة المسلحة والمقاومة العنيفة . وبعد أخذ ورد قرر الحبيب بورقيبة نزع أسلحة الثوار كخطوة عن طريق الاستقلال الداخلي والتام وفي المقابل تعهدت السلطة الفرنسية بتوفير الأمن لكل من يسلم سلاحه .فكانت الاستجابة ليست كلية  بناء على أن الحبيب بورقيبة كان على وشك التحضير لصفقة مع فرنسا خاصة في زياراته المتكررة لفرنسا وجلوسه الطويل على مائدة الحوار لكونه يحض باحترام شديد من أوساط سياسية فرنسية تعرفه عن قرب وبسبب بداية الاختلاف مع خصمه التاريخي  صالح بن يوسف الذي أبدى تحفظا على نزع أسلحة الثوار وكان ضد سياسة المراحل التي انتهجها الحبيب بورقيبة  حيث عبر عن رفضه للاستقلال الداخلي  واعتبره خيانة  مبررا رأيه بتمسك  فرنسا بكل  السلطات وخاصة السياسة الخارجية  . فيقول الأستاذ صالح بن يوسف في بيانه الصادر على الأمانة العامة للحزب على اثر اتفاقية 3 جوان 1955: -إن الأمانة العامة للحزب لدستوري قد عارضت بشدة  اتفاقيات 3 يونيو1955وانتصرت إعلان الاستقلال     على الحكومة وعلى فرنسا حتى اضطرتها رغم دعاية واسعة النطاق  أن تعترفا أمام العالم بسقوط معاهدة باردو …. مع التصريح العلني بان تونس دولة مستقلة ذات سيادة على أن يكون هذا الاستقلال داخل تكافل فرنسي تونسي تضبطه مفاوضات مقبلة بين فرنسا وتونس بالنسبة للدبلوماسية والدفاع والأمن وشؤون الاقتصاد . وفي محور آخر يقول الأستاذ صالح بن يوسف لماذا نواصل الكفاح ؟ فالأمانة العامة وان سجلت هذا الانتصار على الخصوم فاضطرتهم إلى إقرار مبدأ الاستقلال لتؤكد الاحترازات الواردة في تصريح لها نشرته في الصحافة العربية والأجنبية….. طلبنا من الشعب التونسي أن يكون يقظا فيواصل كفاحه حتى يضغط على المفاوضين التونسيين الذين اعتادوا التنازل خصوصا وأن المفاوضين هم أنفسهم الذين ابرموا اتفاقية 3 يونيو 1955 بعد تجريد المقاومين من «  أسلحتهم حتى يتخلصوا من أي ضغط شعبي  يجعلهم يتجنبون التنازلات المريعة …. وبعد ما اطلنا  في الوضع التاريخي والقوى التي أثرت فيه من اجل نيل الاستقلال  إلا انه والى الآن يمكننا طرح السؤال المشروع التالي وهو  إلى أي حد نحن مستقلون في قرارنا الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي ؟ هل باستطاعتنا أن نقول  لا لفرنسا  ولا للقرار الأجنبي ؟ هل باستطاعتنا أن نؤمن أنفسنا بأنفسنا ؟  وإذا كان أمر الاستقلال الذي ضحى من أجله شعبنا بالغالي والنفيس  كذلك   فما هو وضعنا الراهن حتى نستطيع المحافظة على الحد الأدنى من الاستقلال والسيادة في عصر العولمة المعسكرة والجيوش الرأسمالية العابرة للقارات ؟إن أول الحلول ليس اقل من تطور وضعنا السياسي  وذلك يتمثل في تنقية المناخ السياسي  بسن قانون العفو التشريعي العام  وإنهاء معانات المساجين السياسيين   والكف عن الملاحقات والحلول الأمنية بتنمية المسار الديمقراطي وإفساح المجال للحريات العامة والديمقراطية من ذلك الإسراع بانجاز المؤتمر الوطني للرابطة وسن قانون يقطع مع عقوبة الإعدام  والاعتراف بالخصوم السياسيين في إطار صراع ديمقراطي من اجل برامج ومضامين تعرض على الشعب دون خوف وتزييف لإرادته. .إن أول خطوة يريدها الشعب في مجال الحقوق  هو حقه في العيش الكريم كحقه في الشغل والعلاج المجاني والتعليم الديمقراطي  . فتغييب حق المواطن في المشاركة برأيه وعدم تلبية مطالبه الاجتماعية العادلة كما يحصل الآن في انتفاضة المناجم يؤكد تراكم الأزمة وتفاقمها .إن التداول السلمي على السلطة يبدأ برفض الرئاسة مدى الحياة والإيمان  بالمشاركة الشعبية في  سلطات القرار وتوفير الظروف الديمقراطية التي تمارس فيها حقوق المواطنة فعليا لا شكليا ورفض ديمقراطية الواجهات هي السبيل الوحيد في عالم اليوم من اجل المحافظة على استقلالنا وسيادتنا.  وفي كلمة إن المحافظة على الجبهة الداخلية لا يكون إلا برفض الاستبداد مهما كان شكله دينيا أو سياسيا و العمل على إرساء التربية على الممارسة الديمقراطية والصراع الديمقراطي بين أبناء شعبنا مهما اختلفت آراؤهم واتجاهاتهم  في مؤسسات تمنح للفرد والجماعة حريتهم. ونكون بذلك قد أمنا الشروط الذاتية والموضوعية للمحافظة على استقلالنا الذي لا يمكن أن يكون إلا في إطار محيطه العربي  باعتبارنا جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية لأننا نؤمن إيمانا قاطعا انه لا استقلال لتونس إلا في إطار الوحدة العربية أولا بسبب حتميتها وثانيا بسبب عصر الفضاءات الكبيرة الذي نعيشه .
النفطي حولة
20مارس 2008


الرجة النفسية !!

 

 
مصطلح استحدثه مراد محجوب مبررا انسحابه من تدريب الملعب التونسي بعد ان استنفذ كل ما في جعبته من طرق فنية وهو المشهود له بالكفاءة في مجال التدريب. انتشر المصطلح وصار يستعمل لتبرير اقالة كل مدرب لم يفلح قي الحصول على نتائج مرضية. المهم انه غيرمسموح في مجال الرياضة  الحصول على نتائج مخيبة للجماهير المتحمسة الى درجة التعصب حتى ولم يدخر المدرب ما بوسعه من طرق فنية وخطط تكتيكية اذ ليس بامكانه ان ينزل الى الميدان ويسجل مكان اللاعبين. فصارت كل جولة في البطولة تحمل خبرا عن اقالة احد المدربين وذلك لاحداث … الرجة النفسية. ما يعجبني حقا هو اهتمام الجماهير الرياضية ووفاءها لانديتها وعدم تسامحها مع من لا يحقق طموحاتها سواء كان مدربا اولاعبا او ابسط  مسؤول. غير انه هناك مجالات اخرى اهم تحتاج الى تغييرات حقيقية وخاصة تلك اللتي تتعلق … بالمسالة السياسية. فهل نشهد قريبا جماهيرنا الشعبية تطالب باحداث رجة نفسية وذلك باقالة رئيس الجمعية !! الامضاء: رياضي حشر انفه في السياسة.

 


الإشهار في وسائل الإعلام من هشهشني إلى… فرجنها

 
محسن المزليني  « هشهشني… قرمشني… فرجنّي، فيكسي الفيكس… تشرب برشة وديما شايحة… بدنّوس نسهروا مع بعضنا… بامبوشا كول الدنيا بمغرفة كبيرة »… وصلات إشهارية تمرر في التلفزة العمومية، كلماتها أقرب إلى الطلاسم أو لغة الكواكب الكبرى إن صحّ أنّ في الكواكب الأخرى حياة إنسية. كثير من المشاهدين والمتابعين يتساءلون هل أكلت عقلية المستشهرين بقية عربيتنا الفصحى وذوقنا السليم؟ لقد أدرك الجميع تأثير الومضة الإشهارية على المشاهد فبادروا إلى حمايته من الإنزلاقات التي تحدث في غفلة منه، بعد أن يتم تجهيزه نفسيا  لتقبل تلك الوصلات. وفي هذا السياق أصدر البرلمان الفرنسي منذ سنة 1994 قانونا يحمي اللغة الفرنسية ويجعلها واجبة في العمليات الإشهارية سواء المنطوق منها أو المسموع أو المرئي. ثمّ أعاد التأكيد على هذا الإجراء بإضافة مجال الإشهار الإلكتروني.. أمّا في وسائلنا السمعية والبصرية فتحدّث عن بحر الإشهار وتحرّج حقيقة، رغم أنّ حجم الومضات ليس قليلا إذ أكدت مؤسسة sigma conseil أنّ المساحة الإعلانية لم تقل عن ساعة كاملة طيلة شهر رمضان 2006. فكيف يقيم المستهلك التونسي الومضات الإشهارية وهل بات الأمر يقتضي رقابة أم يُترك الحبل على الغارب؟ حيــــرة  « لقد آن الأوان لكي يُعاد النظر في طريقة التعامل مع المشاهدين والمستمعين ». كلمات مصحوبة بزفرة تأفّف قالها عبد الجليل (ممرّض بأحد المستشفيات الخاصّة) تعليقا على وصلة إشهارية كان الجميع يستمع إليها أثناء العودة في إحدى الحافلات الخاصّة. تحدثت الوصلة بلغة « ممنوع لمن هم دون 18 سنة » عن الهشهشة والقرمشة، في ظل حرج باد من الركاب الخمسين. وأضاف نحن من يدفع مع كل فاتورة استهلاك النور الكهربائي ما يثقل كاهلنا لنسمع ما نكره.يتحدثون دائما عن إعلام عمومي لكنه لا يحترمنا ولا يقدم لنا ما نريده، بل لعلهم سيدفعوننا للمطالبة بوضع علامة حمراء على الومضات الإشهارية التي بها لقطات ساخنة أو كلمات سمجة. هل من المعقول أن أسمع مع أبنائي المراهقين كلمات مثل « هشهشني… قرمشني » بتلك الإيحاءات الجنسية الفاضحة. أمن أجل قطعة « كروستينا » بدُريهمات قليلة « نهشهش » قيمنا. أمّا السيدة منى (موظفة بأحد البنوك) فتدخلت قائلة « والله لقد سمعنا ورأينا العجب في الكثير من الوصلات الإشهارية، لا أستطيع أن ألفظ كلمات رسالة إشهارية تعرض لإنجاز كبير: ثقب في قعر علبة ياغورت (flan) من أجل تسهيل استهلاكها. وهذا الإنجاز الكوبرنيكي وقع التعبير عنه بكلمات غاية في الإباحية والفظاظة. أمّا في المعلقات فانظر إلى تلك التي تصور فتاة يشق جسدها سهم في اتجاه أماكن حساسة في بدنها… كل هذا من أجل التأكيد على أثر الياغورت، فإلى متى يتم التلاعب بالأخلاق والذوق السليم، وهل باتت المصالح الاقتصادية تلتهم كل شيء؟   أمّا رمزي (طالب) فيعتبر أنّ الومضات الإشهارية ليست احترافية ولا روح لها ولا تخضع لنظرة أو استراتيجية مسبقة. بل صارت أقرب إلى « البريكولاج  » حيث لا ذوق سليم ولا لغة موحية وإنما فجاجة وفظاظة أنّما قلبتها ». عملية صعبة يرى المختص في التسويق سامي ب أنّ الإشهار بات عملية مربحة وآلية ذهبية من آليات التسويق إذ نبيّن الإحصائيات أنّ الاستثمارات الإستشهارية في قناتي تونس 7 وحنبعل بلغت  سنة 2006 ما لا يقل هن 11 مليار ونصف المليار توزعت بين القناتين بنسبة 80.6 بالمائة للقناة الرسمية و 19.4 بالمائة لحنبعل. وهو ما يؤكّد بنظره أهمية القطاع الإستشهاري. غير أنّ هذا المجال قد يكون عرضة إلى سقطات سواء في اللغة أو مضمون الومضات الإشهارية. ويفسر الباحث المختص في علم النفس الاجتماعي عبد الستار السحباني أسباب إخفاق العديد من الومضات الإشهارية بمجموعة من العوامل، من جملتها غياب المهنيين المتخصصين. ذلك أنّ عملية الإشهار ليست عملا سهلا، بنظره، فهي تتطلّب تضافر عديد الاختصاصات أهمها البحث الميداني القبلي الذي يقوم به المختصون في علم الاجتماع لاختبار ردّة فعل سلوك المستهلك تجاه المنتوج والعوامل الثقافية والرمزية التي يجب مراعاتها في إعداد الومضة الإشهارية. وهذا ما من شأنه أن يوفّر حلا لخريجي هذا الاختصاص الذين بقوا خارج دورة العمل والمناظرات، في حين أنّ هذا العلم بات يشكل « الدينامو » للعملية الاقتصادية في البلدان المتقدّمة. ويضرب الباحث مثالا عن فشل الومضة الإشهارية وأهمية الملفوظ واختياره بقوله « جاءني ابني الصغير ذات مرّة طالبا مني ياغورت « منزوس »، فلما أكدت له عدم وجود هذا النوع أخذني إلى التلفاز فإذا اسمه « ممزوج » فتأكّدت من فشل هذه الومضة لعدم وضوحها المطلوب في كل رسالة إشهارية ناجحة. أمّا اللغة فهي أساسية في العملية الإشهارية وبالتالي يجب مراعاة عديد العوامل النفسية والاجتماعية في اختيار الرسالة الملفوظة أو المرئيّة ذلك أنّ أيّ خطإ لغوي قد يعرّض الرسالة إلى عملية مقاومة أو رفض المستهلك. فالعملية الإشهارية لا تقتصر على الدعوة الصريحة إلى شراء المنتوج واستعماله، والتعامل بهذا الشكل جهل أو تجاهل لآليات اشتغال شعور الإنسان ولا شعوره. فالمستهلك لا ينجذب إلى هذا المنتوج أو لأنّه الأنفع والأجدى من غيره، إنّه يفعل ذلك لأنّ هذا المنتوج يقدّم نفسه للمستهلك بطريقة أجمل وأذكى من غيره أوّلا، وثانيا لأنّ فعل الشراء ذاته تتحكّم فيه عديد الصور النمطية المترسّبة في الدهاليز العميقة للاشعور. لا شكّ أنّ العمليات الإشهارية باتت مصدرا من مصادر الثروة وآلية هامّة بل رئيسية في عملية تسويق أيّ منتوج، غير أنّ عدم إخضاع عملية إنتاج الوصلات الإشهارية إلى الرقابة المستمرّة يسبب تعدّيات متنوعة على المستهلك سواء بطغيان لغة لا تحترم الذوق السليم، أو مشاهد تحدّث الغرائز قبل العقول وما يسبب ذلك من إرباك للقيم العائلية بالنظر إلى أنّ المشاهدة غالبا ما تكون جماعية في المجتمع التونسي. كما أنّ هذا الفشل في الرسالة الإشهارية كثيرا ما ينتج ردّة فعل معاكسة لدى الجمهور.  


السلفية تقتحم «المغارب»

 
احميدة النيفر (*)    تتتابع الأحداث السياسية في المغرب العربي أو المغارب، حسب بعض المؤرخين المعاصرين، مؤكدةً أن السلفية الجهادية تواصل زحفها للتموقع في المنطقة، تالية بذلك تيارا سلفيا مسالما ظهر منذ أكثر من عشر سنوات لينتشر بصورة لافتة في كامل الإقليم.   هذا الاختراق السلفي بموجتيه المتتاليتين يعيد إلى الأذهان ما يمكن اعتباره خاصية مغاربية تميّز حركة نخبه ومجتمعاته منذ عصور، إنّه التحوّل بين قطبين: قطب الحرص على الاستقلال عن جذور مشرقية بالانفتاح على الفضاء الأوروبي، وقطب الإقبال على كل ما يصدر عن المشرق العربي الإسلامي وما يعتمل فيه من عناصر التأثير السياسي والحضاري والروحي.   هذا ما جعل النخب المغاربية خاصة تبدو في أكثر من طور من أطوار التاريخ الحديث والوسيط شخصيات قَلقة قَلقاً يكون أحيانا مُبدعا مؤكّدا الذات المغاربية، وأحيانا أخرى يكون فاجعا عاجزا عن إحداث توازن نقدي إزاء عوامل الانجذاب شرقا أو غربا. تلك نتيجة موقع ثقافي سياسي جعل الصلة عضويةً مع الشرق وحيويةً مع أوروبا، مما أتاح للمنطقة في أفضل ظروفها سعيا متواصلا من أجل إبداع هويّة لا تقوم على المماهاة.   يشير «علاّل الفاسي»، أحد أعلام الإصلاح والتحرر، إلى هذه الظاهرة قائلا: «إن المغرب العربي رغم ارتضائه للإسلام دينا والعروبة لغة، ظلّ معتدّا بوجوده الخاص، ناشدا مكانه تحت شمس العروبة، غير راضٍ أن يكون في مؤخرة القافلة العربية أو بعيدا عن مركز القيادة فيها».   لكن للمغارب مع السلفية المشرقية علاقة تعود إلى أوائل القرن 13هـ 19م. في تلك الفترة بلغت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة أوجها: كوّنت أتباعا ودعاة، وجمعت جيوشا وخاضت معارك أحرزت فيها انتصارات على خصوم في مقدّمتهم السلطات العثمانية.   أصداء هذه الدعوة كانت تصل قوية إلى البلاد المغاربية عن طريق الحجيج والعلماء المغاربة العائدين من البقاع المقدسة.   يضاف إلى ذلك أن الرسائل التي تصل من الدعاة إلى الحكّام المغاربة كانت حاملة أساسا دلالةً دينية طهوريّة، تقاوم البدع وتعادي أي تغيير قيَميّ. حين نقرأ، مثلا، رسالة عبدالله بن سعود إلى ملك تونس في العقد الثاني من القرن التاسع عشر ندرك ما للسلفية في صيغتها الأولى من خصوصيات.   تقول الرسالة بعد الديباجة: «…أمّا بعد، فقد قال الله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين».. وقال تعالى: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا».. وإذا عرفتَ هذا فمعلوم ما عمّت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله، والتوجّه إلى الموتى وسؤالهم النصر على العدى وقضاء الحاجات وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسماوات، وكذلك التقرّب إليهم بالنذور والقربات.. إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله تعالى.. هذا الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس حتى نصرنا الله عليهم.. وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه بعد أن نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنّة رسوله، فمن لم يُجِب الدعوة بالحجة والبيان دعوناه بالسيف والسِنان».   هذه السابقة التاريخية تثبت قيام جذع مشترك بين دعاة السلفية من يومها إلى اليوم، قد تختلف بعض الجزئيات لكن السمات الأساسية تبقى ثابتة:   – تديين الحياة والفكر بما لا يتيح فهما للأحداث إلا من منظور ديني خالص وواحد. إنّه اختزال لمجالات المجتمع وحركيته في البعد الأخلاقي الديني. – التزام بإعادة إنتاج مواصفات الحقبة النبوية بخصوصياتها التشريعية والعقدية، من دون اعتبار أيّ ضوابط خاصة للمجالات السياسية والاجتماعية والفكرية. – الاعتماد في الإصلاح على الذات فقط، عملا بمبدأ «اتركوا الكتبَ لكتاب الله فإنها حاجبة عن فهم معناه».   جماعُ سمات السلفية، في كل العصور، هي مقولةُ الاتباع الرافض للابتداع، أمّا آليتها فهي «الإطلاقية» التي تختزل الظواهر وتقفز على العصور بما يتيح لها كل النفاذ والانتشار. ذلك مصدر قوّتها، به تقتحم المجتمعات المأزومة المنفرطة والفئات الهامشية الغاضبة، فتمكّن لها بإطلاقيتها في الفهم والتصوّر تماسكا واندفاعا يجعلانها تخترق مختلف العقبات. لذلك، فإنّك لن تجد أثرا في الخطاب السلفي إلى مفاهيم: التاريخ والتراكم، الإنسان والوعي، التطوّر والإبداع، إنما هو السخط على الأزمنة الحديثة ورفض اعتماد أي مشروع لا يستعيد مخطط الماضي برموزه وكامل مفرداته. لكن كبوة جواد السلفية تتأتّى من حرصها على تجاوز إطارها الجغرافي الثقافي الذي شهد ولادتها فتطرح نفسها على العالَم الإسلامي لإصلاح أحواله.   أهمّ ما في هذا المسعى اليوم هو إدراك السلفية الجهادية أنه لا يمكنها اقتحام العالَم الإسلامي إلا باقتحام العالَم بأسره، وأنها لن تقوى على هذا الأخير إلا بتقويض عالَم المسلمين ذاته بما يجعلها في وضعية ليست لها سابقة. لقد كانت السلفية في كامل أطوارها حركة تصحيح إسلامي داخلي، أما اليوم فقد وضعت نفسها ضمن خطاب ما فوق المحلّي المتجاوز للوطني والإقليمي. إنّها في سعيها إلى الرجوع إلى «نقاوة الأصول» واستبعاد كلّ حسّ تاريخي تجد نفسها أمام خيار أُمَمي مُعَوْلَم. من هذا التحدّي المباشر للعالمية يكبو جواد السلفية.   لقد ظلّت العالمية أخطر اختبار تاريخي لكل حركة أو عقيدة أو مبدأ يحمله الإنسان، ذلك أنّ العالميّة لا تُدرَك إلا بـ «جواد ظهرُه حَرَمٌ». إنّها طموح لا ينتهي بأصحابه إلا إلى أحد أمرين أحلاهما مرٌّ: اقتحام العالَم، في أسوأ الاحتمالات، مُهلكٌ لأصحابه ومسيء أبلغ إساءة لمن كانوا هدفا للإصلاح. وهو في أفضل احتمال محوِّلٌ للدعوة الطامحة إلى العالمية بصورة كاملة وجذرية.   بالعودة إلى التجربة السلفية الأولى التي اقتحمت في القرن التاسع عشر الفضاء المغاربي تتأكد صحّة ما أسلفناه عن مصير الدعوات في سياق العالمية. في تلك التجربة صُدَّت السلفيّة في تونس، لكنها قُبلت في المغرب والجزائر وليبيا بعد أن فُرِضت عليها من التحويرات ما جعلها بعيدة كل البعد عن طبيعتها الأولى.   إذا استحضرنا إلى جانب هذا ما انتهت إليه أقلّ الدراسات المستقبلية تفاؤلا في تأكيد تنامي المسلمين في العالَم في الربع الأول للقرن الحادي والعشرين بنسبة تتجاوز ثلث سكّان المعمورة، هذا الواقع الموضوعي يجعلنا نتوقع أن السلفية الجهادية ستكون وبالا على مستقبل أمّتها إن لم تتحوّل قوّة إبداع وطاقة حياة وبديل حضارة للمسلمين وللإنسانية.   (*) كاتب تونسي    (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 مارس 2008)
 

 

بسمه تعالى             ولد الهدى فالكائنات ضياء                                               وفم الزمان تبسم وثناء هو رحمة لكل العالمين من الاولين والآخرين .. هو خاتم الرسل وسيدهم ..   هو من خصه رب الخلق بالخلق الأعلى .. هو من اصطفاه رب العزة لأحسن الحديث.. هو من قربه اليه العلي الأعلى ليكون قاب قوسين أو أدنى .. هو من طهره وأهل بيته من الرجس وطهرهم تطهيرا .. السلام عليك يا رسول الله .. السلام عليك يا حبيب الله .. السلام عليك يا أبا الزهراء .. ونحن على أعتاب أسبوع الوحدة الاسلامية نبارك لكل المسلمين هذه الذكرى العطرة , ذكرى ولادة الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) وحفيده المطهر من الرجس الامام الصادق(عليه السلام) , سائلين المولى أن يوفقنا للتأسي بمن جعله الله تعالى أسوة للعالمين جمعية اهل البيت الثقافية تونس


الكاريكاتور حول الرسول من المقصود بالإساءة ؟

  اعادت 17 صحيفة دنماركية في فيفري الماضي نشر رسوم  » حول  الرسول  » كانت قد نشرتها صحيفة « يلاندز بوستن » الدنماركية في  2005، وأثار ذلك موجة احتجاج وغضب عارم في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.  وبررت الصحف إقدامها على ذلك بحجة التضامن مع رسام تلك الصور الدنماركي ضد مخطط أعلنته عنه السلطات الدنماركية لاغتياله. وكانت صحيفة نيريكس الهاندا التي تصدر في مقاطعة اوربيرو (غرب العاصمة ستوكهولم) قد نشرت في 18 اوت 2007 رسما كاريكاتوريا يمثل  « النبي محمد  » في جسد كلب مما أثار سخط الأقلية المسلمة في السويد حينها التي حاولت حل المشكلة مع السلطات المحلية وعدم تصديرها للخارج على غرار أزمة الرسوم الدانماركية.  تعمدنا وضع مضمون هذه الصور في صلتها بالرسول بين ضفرين لأننا نعتقد أنها لم تقرا بشكل جيد يكشف عن مضمونها الحقيقي ويخلصها من بعض حمولتها الدينية التي قد تزيّف الحوار وتضعه في خانة رؤيا علمانية لأحد وجوه القداسة التي لا تعلو عند الرجل الغربي على معول النقد الساخر الذي لا يستثني محمدا كما لم يستثن المسيح نفسه. إن أي حكم على هذه الصور لا بد أن يقف عند نوع من الدراسة العلامية التي تكشف مدلولها الحقيقي . إنها في أصل القضية تصاوير رسمت يوم 30 سبتمبر 2005البعض منها يقرا بسهولة والبعض الاخرمفتوح على احتمالات شتى و يتكرر في هذه الصور من ناحية بنيتها عنصران يعودان في الكثير منها النجمة والهلال ودلالتهما واضحة فهما رمز الإسلام الحربي المنتصر أما من ناحية الدلالة العامة للصور في مجموعها فان الملاحظة البسيطة تضعنا أمام لازمتين أساسيتين :  العنف :  رجل بملامح اقرب إلى الوجوه الفارسية أو التركية بشاربين ولحية وعينين واسعتين وحاجبين كثيفين وانف حاد مستقيم يلبس عمامة وفي الطرف الأيمن من العامة تنغرس قنبلة بفتيل مشتعل الجنس : نكتفي هنا بصورتين * رجل شيخ يقود وراءه امرأتين محجبتين بلحية كثيفة وعلى عينيه عصابة سوداء : أعمى يقود محجبتين    .* شيخ في الغمام أمامه صف طويل من الرجال يقول لهم في لهجة المتأسف إن مخزون الجنة من الحور العين قد نفد وان الذين استشهدوا في سبيل الله لن يكافئوا بما يستحقون ، اية شهادة هذه ؟ واية جنة بدون حور عين؟ . الصور واضحة قيل لنا أنها تشير إلى الرسول محمد ولكن المشكلة أن محمدا لا تعرف له صورة لترسم فإذا استثنينا كتابة الاسم على الصورة و الإشارة الخطية إلى انها تعني محمدا فان محمدا هنا محمدون ، محمدون عبر النجمة والهلال أولا ، محمدون أيضا عبر خاصيتين مفترضتين لكل المحمدين : العنف والشهوة العمياء  . الرجل هذا, حسب صحيفة الـ »جيلاندز بوستن », هو النبي ولكن النبي هنا ليس الا تعلة والصور لا صلة لها بالقداسة ولا بالدين انها سياسية بامتياز  فالكاريكاتور يسخرمن المتطرّفين الذين يستندون إلى الرسول من أجل تبرير أعمالهم الإرهابية. أننا نستطيع قراءة عبارات التوحيد « لاإله إلا الله محمد رسول الله » على العمامة. وهو ما يجعلنا نقول بأن الشخص المرسوم لايمكنه بأية حال من الأحوال أن يمثّل الرسول محمد ذاته, بل شخص مسلم رمزيّ. والغاية من العمامة-القنبلة هذه هي قرن صورته بصورة الإرهابي.إن الرسالة التي يحملها الرسم الكاريكاتوري لا تمس شخصا بعينه قد نتفق أو لا نتفق حول قدسيته التي تضعه أو لا تضعه خارج النقد العلماني بل انها تضع تحت مشرط النبز والإساءة  مجموعة من الناس يشار إليهم ببعض رموزهم الحقيقية أو الوهمية المفترضة  وتمثّل نداءاً للحقد والضغينة, وهو ما يعاقب عليه القانون عادة في عامّة المجتمعات الدموقراطية. فمن الخطأ إذن أن نتحدث عن « كاريكاتور محمد » حين يتعلق الأمر بكاريكاتور يمسّ المسلمين والحال أن ملف الصور يحوي أيضا رسوما أكثر إهانة من تلك التي نشرتها الـ »جيلاندز بوستن ». حيث تضمن مثلا رسما لمسلم ساجد يصلّي وكلب من خلفه يتلوّط به  اننا اذا ذهبنا اعمق من ذلك اكتشفنا ان هذه الصور في جانبها الاستعراضي تمثل بلا شك نمطا من السلوك يجسّد، حسب لغة ادوارد سعيد النافذة، علاقات القوّة والسيطرة التي تتخّذ في حالتنا هذه شكل الكاريكاتور الساخر حيث يكون موضوع السخرية، العربي المسلم أي الأدنى والمستضعف وهي مادة تمثل استعراضيتها نمطا من «العقوبة التأديبية» التي يمارسها المستعرض الأقوى بحيث تصبح العقوبة هي التجسيد الأسمى لقوّة السيد وسيادته، وهكذا ترتبط القوة رمزيا بامتلاك القدرة والطاقة على تقديم فرجة مثيرة مضحكة ساخرة مفرطة في تحرّرها وفي تبجحها النرجسي الطابع، بقيم الحرية التي يبدو الآخر العربي المسلم عاجزا عن امتلاكها اومنكرا لطاقاتها الإبداعية،.إن هذه الرسوم تخفي شرا مستطيرا، إذ معها وبها تختفي الفروق والمعالم وتبهت الألوان والقسمات ويستقرّ في الذهن وفي العين غير القادرة على التمييز تشابه مهدّد، إن المشكلة الأخطر في هذه الصور الكاريكاتورية سواء تناولناها صورة صورة او تناولناها في طريقة تركيبها وإخراجها هو أنها تقدّم رؤية معينة للرجل «العنيف المهدّد» غير محدد الملامح الا ما يشير الى دينه ، وكما هو الحال دائما في الرؤية التي ترسمها الأعمال التي تخاطب عامة الناس فإنها تؤثر مع الأسف أكثر مما تؤثر الأعمال ذات الصبغة الجدية العلمية، لأنها تثير اهتمام المتلقي والمتفرّج بنسب متفاوتة بالعرض المشوّه لعقيدة الآخر مما يلهب الخيال ويؤجّج الأحقاد ويشجع الخلط في بيئة عنصرية في كثير من الأحيان مستعدّة بفعل عوامل معقدة للوقوع في فخّ الإيحاءات المغرضة. كيف نستغرب بعد هذا ان يمتنع رجل ابيض من ركوب طائرة على متنها ذلك العربي «الفاسق اللاأخلاقي المهدّد»؟ «ولا يهمّ بطبيعة الحال إن كانت هذه الأوصاف تهمّه هو أو تهمّ رسوله إذ صيغت صورة النبي بشكل يحملّها كل الوجوه في أنموذج عابر لكل التفاصيل عدا تلك العناصر التي تسوي بين الفرد و المجموعة التي ينتمي إليها والتي يشاركها قسرا ملامح عدائية مما يشحنها بقدرة فائقة على الإشارة من وراء الشخص إلى الأمّة ومن وراء النبي إلى كل من يمشي في شوارع باريس أو نيويورك وعليه علامات قرابة مسترابة مع ذلك النبي الذي يتحوّل إلى واحد من منفّذي عمليات 11 سبتمبر أو واحد من أولئك «الصعاليك العرب» الذين تركوا بلدانهم وجاؤوا الى هنا (الغرب) تشتمّ منهم روائح الإرهاب والتحفّز للاغتصاب وليكون الكاريكاتور أكثر إثارة لا يخلط بين الوجوه فقط بل بين الأزمان والحقب فتتخذ صورة رجل عاش منذ 14 قرنا لباسا حديثا وتحوّر لتستجيب لانتظارات القارئ الأوروبي، أو فلنقل لتصدم الضمير الأوروبي الحديث فيصبح «العنف» الذي فرضته صفحات تاريخ قديم، إرهابا، وهي فزّاعة العصر ولتصبح الشهوانية فضيحة جنسية من نوع «البيدوفيلي».إذن فلنخلص محمدا من صورة محمد المفتعلة ولنسمها باسمها إنها صورة اللاصورة واللااسم ، الصورة العمياء العنصرية التي تعادي الأجنبي والتي تختزل كل عربي مسلم في عمامة قنبلة أوشهوة متصابية منذرة باغتصاب ويكفي لنتأكد من ذلك التذكير ببعض التقارير الصحفية التي أشارت إلى أن نشر هذه الصور من قبل الجريدة الدنمركية ليس صدفة ولا صلة له بحرية تعيبر وهمية بل انها تدخل ضمن سياسة العنف التي تنظّر لها الجريدة و أضافت التقارير أن هذه السياسة بلغت ذروتها ممّا استدعى الإشارة إليها في تقرير الـ » يوروبين نيتوورك أغانست رايسزم » (الشبكة الأوروبية ضد الميز العنصري) لعام 2004, وهي فيدرالية تنضوي تحت لوائها مجموعة من الجمعيات الأوروبية المناهضة للميز العنصري.وقد قامت هذه الشبكة برصد فحوى ما نشرته الجريدة الدانماركية لفترة حدّدتها في ثلاثة أشهر, مما مكّنها من استنباط ما يلي: أن 53 في المائة من الحوليّات و55 في المائة من المقالات و77 في المائة من الأخبار الموجزة و73 في المائة من المنابر الحرّة و79 في المائة من الافتتاحيات و81 في المائة من رسائل القراء, التي تناولت الأقليات الأجنبية كموضوع لها, عالجته بطريقة عنصرية. وهو ما يعني أن الصحيفة لم تنشر الرسوم الكاريكاتورية تلك لتحرير رسامي الكتب الدانماركيين من الرقابة الذاتية المضنية, بل كعنصر مهمّ في حملة واسعة للتحريض على الحقد والكراهية  هل يمكن أن ننهي هذا المقال دون أن نستنكر تصريحات أبو عمر البغدادي؛ أمير القاعدة بالعراق، التي أعلن فيها في سبتمبر 2007 عن مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقتل رسام سويدي  « أساء للرسول في كاريكاتير « ، و50 ألف أخرى لمن يقتل رئيس تحرير المجلة التي نشرت الرسوم »  ؟ إننا نستنكرها لأنها لا تمثل إلا أصحابها ولأنها مثل الرسوم سياسية بامتياز  وتعطي الحجة لليمين المتطرف وغيره بأن المسلمين غير قادرين على التحاور وأن أسلوبهم هو القتل والذبح والتفجيروان حداثتهم الهشة المفتعلة ترد على بعض تصاوير هزلية بهدر الدماء والأموال.  لقد أوصى إمام الثورة الإيرانية الخميني يوما بهدر دم سلمان رشدي بعد إصداره رواية « آيات شيطانية » عام 1988 ، ورصدت إيران حينها جائزة قدرها مليون دولار لمن يقتله.   لقد كانت النتيجة أن منحته ملكة بريطانيا لقب « فارس » في شهر جويلية الماضي. عبدالسلام الككلي  

بسم الله الرحمن الرحيم

واجب الدفاع عن خير البرية والمخاوف المشروعة

 
عبد الحميد الحمدي/ الدنمارك:   
أذكت معاودة الصحف الدنمركية نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، مخاوف الانزلاق باتجاه حرب بين الأديان والحضارات والثقافات، وذلك على الرغم من كل أصوات العقلاء الذين انتقدوا هذا السلوك واعتبروه محاولة استفزازية ليس من بين أهدافها إلا إشاعة الحقد والكراهية والتنابز بين أتباع الديانات السماوية والدفع بالعالم إلى مزيد من التناحر والتقاتل. وإذا كان الراجح لدى حكماء الدول الكبرى أن حرية التعبير وحقوق النشر لا تعني بالضرورة امتلاك الحق في الإساءة لمعتقدات الناس ولا سيما تلك المتعلقة منها بالأديان، فإن ما يثير الانتباه في الآونة الأخيرة أن رفض إعادة نشر الرسوم المسيئة لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام شملت حتى قراء الصحيفة ذات الصلة بالرسوم، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته الصحيفة الدنمركية يولاند بوستن أن غالبية قرائها كانوا ضد إعادة نشر الرسوم، وهذا يؤكد ما حذر منه بعض الكتاب والأكاديميين من أن جهة خفية تقبع في مكان ما من العالم لها مصلحة في إقحام أوروبا في ظل الفوضى العارمة التي يتخبط فيها العالم الإسلامي بعد احتلال أفغانستان والعراق، فتخلو الساحة للقيادة الأمريكية التي لم تفلح حتى اللحظة في لملمة ما أحدثته من أزمات في العالم. الفتنة التي تطل برأسها من وراء هذه الرسوم وفي ثناياها لا تختلف كثيرا عن تلك التي تعرض لها الرسول الكريم نفسه وهو يصدع بأمر الدعوة، فقد نظر الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة وهو يودعها قبل ألف وأربع مائة وثمانية وعشرين عاما بعدما ضاقت عليه بسبب المنع والصد عن تبليغ دعوة الله، وما لقيه أصحابه من إيذاء وحصار طويل، وقف والحزن يعصر قلبه وهو يودع وطنه الحبيب مكة قائلا: « والله إنك لأحب البقاع إلى الله وإلى قلبي ولو أن أهلك أخرجوني ما خرجت » أو كما قال. وكانت الهجرة النبوية مظهرا رائعا من مظاهر الجهاد والتضحية، حيث استطاع صلى الله عليه وسلم وهو في حماية ربه ووقايته اختراق سور السيوف المسلطة والرماح المشرعة من كهول وشباب قريش حول بيته، ووقفت الدنيا خاشعة ترقبه واجفة منتظرة نتاج هذا الصراع بين الحق والباطل والكثرة والقلة ويتساءل هذا الكون أينتصر الحق مع قلة أهله وضعفهم ويعلو الدين ويسمو التوحيد فتحل عبادة الله محل عبادة الأوثان وتقوم الحرية والعدالة مكان العبادة والطغيان مع كثرة أهلها وقوتهم أو تكون الأخرى فيسود الظلم والبلاء ويفسد الضمير الإنساني؟ ويرد القدر الجواب الحاسم لقد كتب الله للإسلام أن ينتصر وللشرك أن يندحر في هذا الغار في ذلك الجبل الأجرد والليلة المظلمة الحالكة واللحظة الرهيبة بتقرير مصير الإسلام ويهيء الله للإنسانية جمعاء أن تنال كرامتها وتسترد عزتها ويقضي الله للعقل الإنساني أن يكسر أغلاله ويودع خسرانه ويستقبل سعده وعزته ومجده. فقد أثبت التاريخ أن الهجرة انتقلت بالمسلمين من حالة الضعف إلى حالة القوة ومن الفرقة إلى الوحدة فاجتمعت كلمتهم وقويت شوكتهم وانتصروا على أعدائهم ونشروا كلمة الحق. وبين قوسين أذكر بشيء من الحسرة والألم أن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه أوجدت مهاجرين وأنصارا اتحدت كلمتهم فأصبحوا إخوانا متحابين فما أحرانا نحن أبناء الجالية الإسلامية أن نستفيد من هذه الدروس العظيمة ونعود إلى الأخوة الصادقة التي عوض أن تزيده الغربة والهجرة المزيد من التلاحم أم كما هو حالنا: لقد كنا قبل مغادرتنا الأوطان إخوة متحابين في الله فانقلب وضعنا في ديار الغربة رأسا على عقب، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل لأننا ابتعدنا عن تعاليم ديننا أم أن السبل تفرقت بنا فاختلفنا على ما كان يجمعنا؟ وهنا أغلق القوسين. هذا هو الرسول العظيم الذي دعا العالم بأجمعه إلى المحبة والتعايش والسلام، يتعرض مجددا إلى سيل من الصور المسيئة إلى شخصه عليه الصلاة والسلام وإلى عقيدته التوحيدية الربانية من قبل ثلة من المتطرفين المنتفعين في عدد من الدول الأروبية. هؤلاء الذين جمع بينهم الحقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد كانت البداية قبل عامين من الدنمرك حين عمدت صحيفة يولاند بوستن الدنمركية إلى نشر صور كاريكاتورية تسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تسيء إلى مليار ونصف المليار من المسلمين الذين يكنون لرسول الله محبة لا تعادلها محبة وهو أكبر كتلة عقائدية تعيش على سطح الأرض بدعوى حرية الإعلام والتعبير، وهذه دعوى باطلة لأن حرية الفرد تنتهي حين تمس عقائد الآخر، فما بالك حين يكون الاعتداء على خير خلق الله والمبعوث رحمة للعالمين! لقد شعر مسلمو الدنمارك منذ البداية أن ما وقع ليس مجرد مصادفة أو شيء عابر وإنما هو حدث جلل وخطير يستدعي تحركا فوريا للحد من هذا التصرف الأبله غير المسؤول، وحددوا بأن يكون التحرك داخليا أي داخل الدنمارك بالطرق المعهودة في الرد على مثل هكذا تعد، فاجتمعت الهيئات الإسلامية الممثلة للجاليات المسلمة ووضعت برنامج عمل منظم ومحدد على النحو التالي: 1 ـ الإتصال بإدارة الصحيفة أولا لحثها على التراجع عما صدر منها والاعتذار عما اقترفته بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين على أن تنتهي المشكلة عند هذا الحد، لكن مع الأسف اللامبالاة كانت هي الجواب. 2 ـ خاطبت الحكومة ممثلة في وزير الثقافة وشرحت لها الموقف مطالبة إياها بالضغط على الجريدة لكي تتراجع فكان الرد أن هذا من قبيل حرية التعبير التي لا يحق للدولة أن تتدخل فيها. 3 ـ اتجهت إلى المنظمات الحقوقية والمدنية الدنماركية وطلبت منها الانصاف والدفع بالصحيفة إلى الاعتذار فكان التجاوب ضعيفا ولا يرتقي إلى المأمول. 4 ـ اتصلت بسفارات الدول الإسلامية طالبة منها القيام بدورها المنوط بها فاستجاب 11 سفيرا وكونوا وفدا طلب مقابلة رئيس الوزراء الدنماركي فرفض الطلب بدعوى أن الأمر متعلق بحرية التعبير. 5 ـ اللجوء إلى القضاء برفع شكوى شرحت فيها الأمر كله وطالبت بمعاقبة المتعدي، لكن مع الأسف جاء الرد بالرفض بحجة أن هذه القضية لا تستحق النظر فيها أمام المحاكم الدنماركية. بعد كل هذه الخطوات التي لم تفلح في الحد من هذه الإساءات الموجهة إلى حبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم استنجدت الجالية بالعالم العربي والاسلامي فذهبت وفود إلى كل من مصر ولبنان لشرح الأمر كله فكانت الاستجابة من الأزهر الشرف ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية في المستوى المطلوب، حيث طالبوا حكومة الدنمارك بالتراجع والاعتذار وينتهي الأمر عند هذا الحد، لكن مع الأسف لم يتحقق هذا أيضا. ومع بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و تدخل حكومة المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها ولحقتها بعض الدول كليبيا والأردن وسوريا وغيرها وأخذت المقاطعة التجارية للدنمارك من السعودية ودول الخليج تسير بسرعة كالنار في الهشيم، أخذ الموضوع منعطفا آخر تماما، وبدأ الإعلام الدنماركي يستشعر خطورة ما جرى، فكان تأسف الصحيفة ثمرة لهذا الاحتجاج الإسلامي. ولا شك أن هذا كله يأتي مصداقا لقول الله تعالى إلا تنصروه فقد نصره الله » وقوله  » إنا كفيناك المستهزئين » وقوله « ورفعنا لك ذكرك » وقوله إن « شانئك هو الأبتر ». أذكر هذه التفاصيل عما تعرض له شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل سنتين والجهود السلمية التي بذلت من قبل مسلمي الدنمارك لأكد حقيقة أن الأمر هذه المرة اختلف من حيث حجم الاساءة, في السابق الفعل قامت به صحيفة واحدة، أما هذه المرة فجميع الصحف بتعلة التضامن مع الرسام المستهدف من قبل متطرفين مسلمين, ألايحق لي هنا أن أطرح سؤالا على العقلاء في هذا البلد , كيف يرد على العنف بالعنف ؟؟ نعم العنف يعرف عند رجال القانون بنوعين بدني ولفظي، وأقول في هذه الحالة لو سلمنا جدلا بأن الشابين المسلمين المتهمين كانا ينويان اقتراف جريمة جسدية في حق الرسام، هذا الفعل مدانا شرعا وقانونا وكذلك ما قام به مدراء الصحف من اعادة الرسوم مدان شرعا وقانونا لأن صنيعهم يدخل في دائرة العنف اللفظي الذي يعاقب عليه القانون، والضرر الذي لحق بمليار ونصف بشردفعهم للاحتجاج والتظاهريدل على أن الرسامين ارتكبوا عنفا استدعى ردة فعل. وقبل الختام أنبه القراء الكرام أن هذه المشكلة عويصة وخطيرة وتكرارها برهان على ذلك، لذا يجب هذه المرة أن يكون التحرك مختلفا من حيث الطريقة ففي نظري لا يوجد ملاذ الا العودة الى الدستور وتفعيل الفقرة الخاصة بتجريم ثلب الأديان لتشمل الديانة الاسلامية والأنبياء جميعا عليهم السلام،ومطالبة المنظمات الدولية كالأمم المتحدة, ومنظمة المؤتمر الاسلامي , وغيرها من المنظمات بأن تلعب دورا مهما بالدفع في اتجاه سن قانون دولي يعاقب على هذه الأفعال المشينة , وبهذا نحقق هدفين مهمين ,نضمن عدم تكرارالجريمة,  وثانيا نحفظ للدنمارك ـ التي نحن جزءا منها ـ مصالحها من ضرر المقاطعة التجارية والسياسية , والمسؤولية تقع على عاتق العقلاء والحكماء في هذا البلد الدنمارك خاصة , وأوروبا عامة حتى نجنب القارة الأوروبية ,والعالم الاسلامي, ويلات الصراعات التي بدأت تتأجج , بسبب هؤلاء المتطرفين. (إن أريد الا الاصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب)

 

ســواك حـار (73)

ســواك: صـابر التونسي

 

** محام مبتدئ بدأ مرافعته بالقول: « كما جاء بأغنية الفنان اللبناني عبّود » فقاطعه رئيس الدائرة الجنائية « لا أعرف هذا الاسم ». فأكّد له أنّه فنان لبناني. تجاوز القاضي التوضيح بسؤاله وهو متضايق من تدهور المستوى « وماذا يقول؟ » أجاب المحامي « كلام في كلام » ! (عبد الرؤوف العيادي: كلمة)

 

كان على هذا المحامي أن يستشهد بالهادي حبوبة تشجيعا « للفن » الوطني وإذا تظاهر القاضي بعدم الفهم زاده المحامي « تدويرة حزام » حتى يتوضح مغزى الإستشهاد!

 

** أوقف رئيس مركز شرطة قصر العدالة بتونس عن العمل بعد تورّطه في سرقة حواسيب من المحكمة. والمثير في هذه القضية ليس فقط تورط هذا الموظف وهو برتبة نقيب في سرقة فضاء العدالة المكلف بحمايته، بل وقوع السرقة يومي 20 و21 فيفري المنقضي أي خلال جلسة محاكمة مجموعة سليمان التي تمّت مثل الجلسات التي سبقتها تحت حصار أمنيّ كبير لمدة 48 ساعة من مختلف الفرق الأمنية المعززة بالكلاب والسلاح. (لطفي حيدوري: كلمة)

 

السؤال هو: « ما الذي يحصل في قصور الظلم وقد وصلت السرقات والنهب إلى قصور « العدالة »؟! … بركات العهد الجدييييييييد!!

 

** استبعدت السلطات التونسية ما أكّده تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي عن اختطاف سائحين نمساويين في الصحراء التونسية يوم 22 فيفري 2008. (…) ويمكن أن نفهم من بيان السلطات التونسية أنّها منذ أن عدمت أثر السائحين وتقديرها أنّهما تاها إلى الصحراء الجزائرية وارتاحت من عبئهما وتخلّصت من السؤال عن مصيرهما. (لطفي حيدوري: كلمة)

 

« إلى يحسب وحدو يفضلوا »! … ما ضاع خبر مواطن وراءه حكومة تمثله وشعب يحاسبها وإعلام ينتقدها!!

 

 **ومن المصادفات في حياة بورقيبة أن رقم (7) لعب دورا ملحوظا فقد تم عزله يوم 7 فبراير، وأذيع البيان الرسمي لعزله في (السابعة) صباحا، وكان الأطباء الذين استند إليهم الرئيس زين العابدين بن علي في عدم قدرته على تحمل المسؤولية ( سبعة) أطباء، واعتمد قرار العزل على المادة رقم )سبعة) وخمسين في الدستور التونسي,, وكان بورقيبة قد عزل الباي محمد الأمين في شهر )(7) عام 1957 أيضا (صفحات من تاريخ تونس)

 

لعبة السياسة كلعبة الورق! … « سبعة » لك و »سبعة » عليك! … والعكاز الذي تستند عليه لتضرب خصمك قد يأتي يوم ويكسر عظمك!!

 

** في عام 1961، كان الحبيب بورقيبة في تونس أثناء زيارة الجنرال ديجول، ويومها قال بورقيبة لا تنس يا سيدي الجنرال أنني كنت وأنا طالب في المدرسة بارعا في موهبة التمثيل، وقد أديت دور عطيل فأتقنته فالتفت إليه الجنرال ديجول وقال له )حقا,, إنني أرى أن هذه الموهبة مازالت آثارها عالقة بك، وياليتك تفرغت للتمثيل على خشبة المسرح بدلا من التمثيل على المسرح السياسي (صفحات من تاريخ تونس)

 

نجاح ممثلي السياسة في إسعاد أوطانهم كنجاح ممثلي المسرح والسنما في بناء بيوت عامرة بالحب والسعادة! وما أبعد الخيال والتمثيل عن حقيقة الأوطان المدمرة والبيوت الواهية كبيت العنكبوت!

 

** لقد قال ذات مرة (الهادي نويرة) للحبيب الشطي »ان السياسات الفعالة غير شعبية«، وانه لا يعرف ماذا يفعل حتى تصبح له شعبية؟. وإذ اجابه الشطي »بأن الكاريزما هبة من الله«، فقد جعله يفكر كيف يمكن لرجل سياسة ان يتحدى الجميع وهو لا يملك تلك الكاريزما!. (صفحات من تاريخ تونس)

 

حكم الشعوب العربية لا يحتاج إلى سياسة شعبية ولا إلى « كاريزما » « ربانية » بل تكفي عصا غليظة و »قويّ أمين »، لا يعصي سيده ما أمره ويفعل ما يؤمر! … وزيادة نافلة من عنده!!

 

** ولكي نصدق كتابا (الإنجيل) هذه صفته يجب أن نؤمن بأن الله الذي وسع كرسيه السماوات والأض قد تنزل من عرشه … وتناول الطعام مع عبده ابراهيم، وكان على المائدة عجل مشوي وخبز رقيق … (الشيخ محمد الغزالي رحمه الله)

ولا ندري أتناولا الشاي معا بعد ذلك أم لا..؟(التعليق أيضا للشيخ الغزالي)

 

(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 20 مارس 2008)


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين  

تونس في 19/03/2008

الرسالة رقم 419 على موقع تونس نيوز الحلقة : 9 بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي

حقوق الإنسان العربي يوم 15/03/2008: يوم تطبيق ميثاق حقوق الإنسان، فهل الميثاق الجديد يحمي أصحاب الرأي…. مذكراتي في محطات وطنية بكامل الإيجاز والنتائج والبصمات بارزة

 

على بركة الله الكتابة أواصل حول مذكراتي الوطنية والسياسية. وتوقفت في الحلقة الثامنة يوم 16/3/2008 إلى ذكر أربع محطات هامة من 1954 إلى 1969 والمحطة الثانية من 1970 إلى 1974 والمحطة الثالثة من 1975 إلى 1983 والمحطة الرابعة من 1984 إلى 1990 وهذه المحطة الخامسة من 1991 إلى 2003 فقد تفرغت في هذه الفترة إلى الكتابة في الصحافة الوطنية الصباح وأخبار الجمهورية وجريدة العرب العالمية… وإلى جانب الكتابة في الصحافة كان نشاطي ملحوظا في لجان التفكير السياسي بدار التجمع واللجان السياسية ولجان مؤتمر الامتياز ومؤتمر الطموح. وتحملت مسؤولية مؤطر مشرف على تنشيط وتأطير ودعم الشعبة الدستورية الحجارة بجهة صفاقس باعتبارها الشعبة الأم التي تشرفت بالانتماء إليها منذ 27/4/1954 وتحملت طيلة 15 سنة المسؤولية بها سواء في إطار الشبيبة الدستورية أو في صلب الشعبة وواصلت العمل كمؤطر طيلة 7 أعوام من 1997 إلى 2003. وكان النشاط شهري والاجتماعات العامة تفوق 8 اجتماعات سنويا بكل المنخرطين والمواطنين والخلايا والشباب. وحصلت نتائج هامة. وإلى جانب ذلك خلال سنوات 1992 إلى 1998 كان هناك نشاط موازي بين الإعلام المكتوب والرسائل المفتوحة المستمرة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي حول عديد القضايا والمشاغل الجبائية ومقترحات عملية لتحسين الأوضاع الاجتماعية بمنطقة الحجارة مسقط رأس الآباء والأجداد ومنطقة حمام الشط مقر السكنى الرسمي. وفعلا كانت الرسائل خلال تلك الفترة من 1992 إلى 1998 محل عناية ومتابعة من لدن سيادة الرئيس شخصيا. وتم يوم 23/11/1992 أثناء المجلس الوزاري المخصص لدعم ولاية صفاقس بصفة استثنائية و دعم منطقة الحجارة و اهتم سيادة الرئيس بالرسالة الواردة على رئاسة الجمهورية يوم 17/10/1992 وأعطاها ما تستحق من العناية والرعاية وأذن يوم 23/11/1992 بإدراج تنوير منطقة الحجارة أولاد حمودة وأولاد بوعجيلة والبطاطحة. وبهذا القرار فاجأ سيادته أعضاء المجلس الجهوي حيث أن السيد الوالي لا يعلم بهذه المشاغل التي حظيت بدعم وحرص وعناية رئيس الدولة. وحصل يوم 27/03/1993 بولاية بن عروس عندما اطلع على رسالة ثانية حول مشاغل سكان معتمدية حمام الشط وأذن سيادته بتعميم الهاتف الآلي وبناء صومعة جامع عمر بن عبد العزيز وإدراج انجاز مكتبة عمومية وبعدها إحداث محكمة ناحية بحمام الأنف. وفي عام 1997 اطلع سيادته على رسالة ثالثة مفادها إدراج منطقة الحجارة ضمن مناطق الظل حتى تتمكن من الالتحاق بركب المناطق المحظوظة وفعلا بفضل هذه المتابعة الرئاسية تم انجاز عدة مشاريع بالمنطقة من أهمها تعبيد 22 كلم من بئر صالح إلى الحجارة لفائدة حوالي 5 آلاف نسمة وتم فك عزلة المنطقة إلى جانب إحداث مستوصف ومدرسة و20 مسكن وبعض المهن الصغرى في إطار تشغيل الشباب الريفي والعناية بدعم الفلاحين الصغار في إطار تربية الأنعام. وفي عام 1998 اطلع الرئيس على فحوى الرسالة رقم 4 وأذن سيادته باتمام مشاريع جديدة وايصال الماء الصالح للشراب للمنطقة ولو أن هناك حوالي 87 أسرة في منطقة الحجارة مازالوا في حاجة إلى إيصال الماء لمساكنهم وكذاك عدد آخر حوالي 37 بمنطقة البطاطحة. وهذه المشاغل تحققت بفضل التفرغ للكتابة سواء بالصحافة أو بواسطة الرسائل عبر الفاكس والبريد خدمة للجهة ورسالة نبيلة وشريفة وهامة وعمل وطني قمت به لفائدة منطقتي الحجارة أو جهة حمام الشط مقر السكنى وهذا واجب على كل مواطن تونسي ورسالة خامسة عام 1999 لتزويد عدد من المنازل بالماء الصالح للشراب. نعم كل هذه الرسائل كانت لفائدة المجموعة العامة. ولتحسين وضعية أبناء جهتي واعتبرت ذلك مظهر من مظاهر النضال ورسالة نبيلة قمت بها تجسيما للعهد وتكريسا للوعد ووفاء للوطن. ولم نطالب بأشياء تخصني أو تهم أسرتي وهذا هو عمل المناضل الوطني الصادق. واعتبارا لما ورد في الرسالة رقم 415 التي نشرت بموقع تونس نيوز يوم 14/03/2008 يسرني أن أسجل بكل فخر ذكر بعض السادة الذين كان لهم دور هام في تنمية معتمديات فوسانة وكانوا في مساعدتي، ففي فوسانة أذكر السادة : كمال الحمزاوي رئيس بلدية فوسانة سابقا، سالم الحمزاوي، نور الدين العمري علي السالمي والمرحوم أبو بكر الصالحي وحمادي بوسلامة، ومن جومين وسجنان:حمدة الزاوي، عبد القادر الهذيلي والمنجي السعيدي وكافة العمد ورؤساء الشعب والمناضلين والأئمة الأفاضل ورجال التعليم الأفاضل والأستاذ فتحي خيري مدير معهد جومين وكل العمد ورؤساء الشعب وإطارات التعليم والأطباء الأفاضل وفق الله الجميع لما فيه خير الوطن. قال الله تعالى :  » هل جزاء الإحسان إلا الإحسان  » صدق الله العظيم


رسالـة تهنئـة للسيد ديلانوي رئيس بلدة باريس

 
بكـل فخر و اعتزاز و سـرور يسعدني كمناضــل دستوري مــن أحــرار حــزب التحرير و الاستقلال الحزب الحرّ الدستوري التونسي الذي جدّد بنائه و أسسه الزعيم العملاق المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. يوم 2 مارس 1934 في مؤتمر قصر هلال التاريخي و الذي حقق طموحات الشعب التونسي. في الحرية و الاستقلال و السيادة بزعامة بورقيبة هذا القائد العظيم الذي يحظى بدعم وعناية و مكانة مرموقة عند الشعب الفرنسي وخاصة أحرار الحزب الاشتراكي الفرنســـي و كل الأحرار في فرنسا الذين يحترمون الزعيم الأكبر الذي كافح الاستعمار الفرنسي و ربط صلات قوية و متينة مع الأحرار في فرنسا و أقام علاقة صداقة مــع فرنسا بعــد الاستقلال و هذه العلاقة تنمو باطراد بفضل ثوابت الأسس و منهجية العمل و الاحترام المتبادل و بهذه المناسبة السعيدة و الحدث السار بعد فوز حزبكم في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في الجولة الأولى يوم الأحد 9 مــــارس 2008 و الجولة الثانية يـــوم 16 مـــارس الجاري. و حصل فيها حزبكم على نسبة مرتفعة و عالية من الأصوات و حقق فوزا كبيرا أمام منافسيه بفضل العمل و الإشعاع والمثابرة . – سيادة رئيس بلدية باريس أهنأكم بفوزكم للمرة الثانية في الانتخابات البلدية على رأس بلدية باريس الكبرى وأعبر لكم عن أصدق مشاعري و تقديري لمجهوداتكم الهادفة و أنوه بأعمالكم التاريخية حيث في عهد رئاستكم للبلدية  وافقتم على تخصيص ساحة كبرى تخلد ذكرى زعيم تونس الحبيب بورقيبة و تم تدشينها يوم 06/04/2004 في أعظم مكان بقلب باريس الدائرة السابعـــة اعترافا و وفاءا و تقديرا للزعيم الراحل والمثل يقول لا يعرف قيمة الرجال العظام إلاّ العظماء. و منذ حضوري تدشين الساحة عام 2004 و إنصاتي إلى خطابكم بالمناسبة أصبحت معجبا بكم و بوفائكم و اليوم أجدد لكم التهاني وأتمنى لكم و لأعضاء المجلس البلدي الجديد مزيد النجاح و التألق لتواصلوا الإضافة و الانجازات و من الانجازات التي نريدها لأبناء تونس في فرنسا مزيد العناية بالدور التاريخي و الثقافي و الإحاطة بهم أكثر و دعم الإعلام الحــرّ و من الانجازات أيضا التي نطمح إليها إقامة تمثال للزعيم العملاق الحبيب بورقيبة بالساحة المخصصة له دعما للوفاء و العرفان بالجميل من ابن بنزرت السيد ديلانوي ابن الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي كان له السبق هذا الحزب عام 1954 في الاعتراف و إعلان الاستقلال الداخلي لتونس عندما كان السيد منداس فرنس الاشتراكي رئيسا للحكومة. ولا شكّ أن لهذا الحزب علاقة متينة و قوية مع زعمائنا و تاريخنا الوطني و بالخصوص مع الزعيم الحبيب بورقيبة، و إلى اللقاء بحول الله عندما يقع تدشين التمثال المقترح بقلب باريس لأب الاستقلال كما وردت على لسانكم عام 2004 . ونتمنى في الختام مزيد الدعم والتشجيع والإحاطة بطلبة تونس ومساعدتهم على مواصلة دراستهم بإسنادهم بعض المنح من البلدية ودعم الحوار المتواصل بين الحضارات والثقافات ومزيد دعم إشعاع ودور المساجد والعناية بالحوار وحقوق المسلمين في فرنسا والعناية بالجيل الثالث ودعم حقوق الشباب الذي يتمتع بها شباب فرنسا. ولنا كامل الثقة في شخصكم الكريم يا صاحب المبادرات والوفاء للتاريخ والزعماء وهذا النهج زادكم مصداقية وإشعاع واحترام في تونس. الحلقة القادمة غدا بحول الله   محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354  


 

هشاشة عظام البراديغم الديمقراطي

   

 
زهير الخويلدي  » صحيح أن العدالة ستعمل على حماية الحس المشترك من الانسياق الى العنف لكن بين دغمائية اليمين المحافظ ودغمائية اليسار الثورية ألا يوجد مكان لمقاربة مغايرة… » [1] 1 – عصر الديمقراطية:  » ان الديمقراطية تنتشر في طول العالم وعرضه ».[2] نحن نعيش الآن دون شك في عصر متوجها الى الديمقراطية لأن النماذج الفاسدة في طور التلاشي واحد بعد الآخر وأشكال السلطة تتبدل وأنماط الحكم تطورت شيئا فشيئا لتصل الى مرتبة الدولة بالمعنى الحقيقي للكلمة، كما أن النظريات المغلقة ألقت بها الطبقة الناشئة في مزبلة التاريخ وكذلك الأفكار الكلانية المعادية للروح الديمقراطية باتت مستهجنة من قبل النخب المثقفة والمتعلمة ومحسوما فيها من قبل الشعوب والجماهير وداست عليها الحشود بالأقدام في كافة أرجاء المعمورة.  ان الكل اليوم دون سفسطة يريد ديمقراطية، وبكل بساطة إننا نعيش لحظة البراديغم الديمقراطي بمعنى أن جملة المشاكل والآراء والأفكار التوجيهية والنظريات والتصورات التي تتعلق بتنظيم العلاقات بين الأفراد فيما بينهم وبين المجتمع والدولة تطرح ضمن المسطح الذي تنبسط فوقه فكرة الديمقراطية،بعبارة أخرى كل من يبحث عن موطن قدم له في المجتمع ومن يريد الحصول على الصحة والتعليم والشغل والمسكن والحياة الكريمة فانه يطلب الحقنة الديمقراطية من أجل تسكين أوجاعه وكأنها وصفة سحرية تنقل عاشقها من العدم الى الوجود ومن الظلام الى النور. عبر فوكوياما عن هذا التوجه بقوله: » يتخذ الطابع العالمي للثورة الليبرالية الراهنة أهمية خاصة ذات دلالة وهذا يشكل فعلا شهادة إضافية بأن هناك عملية أساسية تجري وتفرض صورة مشتركة من التطور على جميع المجتمعات الانسانية وبالاختصار هناك ما يشبه التاريخ الشمولي للبشرية باتجاه الديمقراطية الليبرالية. »[3] ان زراعة شجرة الديمقراطية وتربية الناس على مبادئها ونشر غسيل الاستبداد وترسيخ عقلية المواطنة وثقافة التمدن والسلم كفيل بأن يحقق الاطمئنان والثروة والأمن والازدهار للفرد والمجتمع وعلى صعيد الجسد والروح على السواء ومن ناحية المادة والفكر معا. ان النظام الديمقراطي هو المثل الأعلى الذي ينبغي أن يحاكى والمرحلة الأخيرة من تطور المجتمع البشري وهو الأكثر تعبيرا عن طموح الانسانية لتحقيق جملة أهدافها على الأرض الواقع وهو النظام السلام العالمي الذي يعبر عن تضامن الدول وتعاونها حيث يسود التسامح واللاعنف والتعددية والنسبية والاحترام والاعتراف العلاقات الدولية. ان موجة الديمقراطية عمت جل بلدان العالم بعد تراجع الانقلابات العسكرية وتصاعد الانتفاضات الشعبية واختفاء بعض الأنظمة الحديدية وتفكك الدول الاشتراكية وبروز الاحتكام الى صناديق الاقتراع والتداول السلمي على الحكم والفصل بين السلطات كطريقة علمية لتسيير الشأن العام بحيث بان بالكاشف اذن « أن الديمقراطية يمكن أن تعرف على أنها نظام دستوري أو جمهوري يشتغل فيه مبدأ صوت واحد لكل فرد وحيث يتوفر قدر معقول من تداول السلطة. »[4] لقد عوض الازدهار الاقتصادي حالة الإعياء الإيديولوجي وانتصرت العولمة وقيم التحرر على سياسات الانكماش والشعارات القومية وارتبطت إعادة الهيكلة والخوصصة بتطوير البني التحتية للاستثمار الاجتماعي والسوق الاشتراكي وفشلت صناعات القطاع العام وأسلوب التخطيط المركزي وزادت الحاجة الى المبادرات الفردية والمهن الحرة وظهرت موجة تحررية جديدة في الإنتاج والترويج والاستهلاك. يؤكد صاموال هنتغتون هذه الحقيقة بقوله: »خلال السبعينات والثمانينات أكثر من 30 بلدا تغيرت من نظم تسلطية الى نظم ديمقراطية والعديد من الأسباب كانت مسؤولة عن هذه الموجة من التحولات. التطور الاقتصادي بدون شك هو عامل أساسي ساهم في هذه التغييرات… »[5]  لكن اذا كانت الديمقراطية تنتشر بكثافة في جميع أنحاء العالم فإنها غير موجودة وتتعثر كلما حاول البعض الاهتمام بها والانخراط فيها وممارستها في الفضاء العربي وكأن هذه التربة معدة أصلا لرفض هذه النبتة وغير مهيأة لزرعها، فان كانت الديمقراطية هي هدف قابل للتحقيق، فهل هذا الهدف يمكن أن يستديم أم أنها من أكبر أوهام الحداثة؟ أليست الديمقراطية نظام سياسة قابل للتغير ومعرض للفساد؟ 2 – انتقادات الديمقراطية: « يتعرض أي نظام ديمقراطي لأطروحات مضادة وهامة…تترسخ بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع الحديث وأيضا بسبب التغيرات العالمية المرافقة للعولمة »[6] يرى البعض من الشموليين الجالسين على الكراسي لفترة طويلة أن المصلحة القومية والواجب الوطني يفترضان الاحتراس من القيام بإصلاحات ديمقراطية لأن ذلك سيؤدي الى صعود قوى غير ديمقراطية تهدد السلم الأهلي وتسبب الفوضى والخراب لحالة الأمن والاستقرار التي تعيشها بلدانهم بفضل اتباع سياسة وقائية توريثية. ومن جهة مقابلة يرى البعض المعارضين الحالمين بالجلوس ولو لمرة واحدة على أي كرسي أن القيم الكونية والمبادىء الأخلاقية والسلوكيات المتحضرة تقتضي القيام بإصلاحات ديمقراطية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وإصلاح الدساتير والقوانين مما يكفل مشاركة الجميع والتشجيع على التنظم في هيئات وجمعيات من أجل المحاسبة والرقابة وتقوية منظمات المجتمع المدني من نقابات وأحزاب وجمعيات ترعى بالدفاع عن حقوق الانسان مع إطلاق حرية الإعلام وحماية الملكية الفكرية ويبررون مطمحهم بأن الحياة الانسانية الحقيقية هي تكون ضمن نظام ديمقراطي يشجع على ارداة الحياة وتنمي طاقات الناس في التفكير والقول والفعل وتجلب السعادة والخير والرخاء.  هذا الرأي تعززه طموحات القوى المعولمة التي تعتبر النموذج الديمقراطي خيارا سياسيا لابد من تعميمه على جميع دول العالم باعتباره أفضل الأنظمة السياسية الممكنة التي تحقق التنمية والحداثة بالنسبة للشعوب الطامحة الى التقدم والتطوير ويصل بها الأمر الى التبشير به عن طريق البعثات الثقافية ووسائل الاتصال وفرضه عن طريق القوة من خلال الضغط على الأنظمة والتدخل في شؤونها الداخلية وشن الحروب وتغيير الأنظمة بالقوة وتطويعها من أجل خدمة مصالح الرأسمال العالمي. لكن المعضلة الكبرى أن الجمهور وأغلبية الناس تعودوا على العلاقة الهرمية مع الذين يحكمونهم ويماثلون بين علاقتهم بربهم بعلاقتهم بسلطانهم ومن المعلوم أن الدين مشتق من كلمة دان ويدين والتي تفيد دانت الشعوب لمليكها أي ذلت له وخضعت وبالتالي فإنها ترضى بحالة الوصاية وتقبل النمط الفرعوني من العلاقة السياسية وتفضل الثبات والاستمرار والاستقرار على التغيير والحركة والانقطاع. نستخلص اذن الأسباب الأربعة التي تجعل من الديمقراطية مصابة بهشاشة العظام وفاقدة لنقاط ارتكاز صلبة وهي النمط الشمولي التوريثي للحكم والأسلوب البهرج والمزور للمعارضة والبرنامج الاختراقي التوسعي للعولمة وهي عاهات مستديمة لا يقدر أي مجتمع تفكيكها وتفاديها.فلماذا تكاثرت الأصوات المنتقدة للبراديغم الديمقراطي؟ اذا أخضعنا النظام المتبع في العالم اليوم والذي يسمي نفسه بالديمقراطي للنقاش والتقييم الموضوعي فإننا سنكتشف أنه يعاني من العديد من الأمراض وتخترقه تناقضات عديدة وفي حاجة الى الإصلاح  وترقيع من أجل أن تدور عجلته ويشتغل محرك بحثه ولذلك تعالت الأصوات المنددة به والباحثة عن بديل عنه وعدم التعويل عليه دائما كنموذج سحري وتجربة ناجحة صالحة لاستنساخ في أي مكان. في هذا السياق يقول فوكوياما: » إننا لا نستطيع تفسير ظاهرة الديمقراطية بشكل مرضي اذا ما حاولنا فقط فهمها بالتعابير الاقتصادية.فالتفسير الاقتصادي للتاريخ يقودنا الى أبواب الأرض الموعودة – الديمقراطية الليبرالية- ولكنه لا يمكننا من اجتياز هذه الأبواب ».[7] تهاجم الديمقراطية من الجهتين المتناقضتين أقصى اليمين وأقصى اليسار دون أن يكون هذا النموذج حكرا على خندق الوسط،فاليمين الديني المتشدد ينظر الى النظام الديمقراطي على أنه يريد أن يفرض قوانين وضعية متعارضة مع قوانين السماء التي يتضمنها الشرع وينادي بالدولة الدينية ويستهجن المطالبة بالعدالة والمساواة بين أفراد غير متساوين بالطبع، أما أقصى اليسار فانه يعتبر النهج الديمقراطي تبريرا سياسيا لتفوق طبقة على البقية وتلطيفا لسيطرتها واستغلالها لمقدرات المجتمع. ان انتقادات النظام الديمقراطي دواعيها هو مآل هذا النظام ومدى قدرته على الاستمرارية لأن هذا النظام لا يستطيع أن يستمر دون وجود ديمقراطيين في الفضاء العمومي ولكن وجود الديمقراطيين مرتبط باستمرارية باستمرار النظام الديمقراطي وبالتالي فنحن ندور في حلقة مفرغة ودائرة مغلقة. يعبر فوكوياما عن هذه الانتقادات بقوله: » في المدى الطويل فان الديمقراطية الليبرالية هي نفسها يمكن أن تكون عرضة للتخريب إما بسبب الإفراط في رغبة التشوف الأنوي أو بسبب الايزوتيميا التي هي الرغبة المتعصبة في الاعتراف بالمساواة. وبالنسبة لنا فان الحالة الأولى هي التي تمثل في نهاية المطاف الخطر الأكبر على الديمقراطية ».[8] انتقادات الديمقراطية تعود الى عجزها عن تحقيق الثروة والنمو الاقتصادي لأنها تخلف العديد من الضحايا الفقراء وتسبب البطالة والتضخم المالي والكساد وازدياد البون الفاصل بين الطبقات وعوض أن تنشر السلام بين الأمم انخرطت عدة أنظمة تدعي الديمقراطية في نزعات دامية وحروب مدمرة مما قوض السلم العالمي وتحولت الى غول يهدد أمن الشعوب الضعيفة. علاوة على ذلك لم الديمقراطية ملائمة لتحقيق الغايات النهائية للطبيعة البشرية بل تمثل عائق يمنع الناس من الوصول الى أهدافهم وذلك عندما أصيبت بعدوى بيروقراطية الإدارة وشخصنة القرارات وسيطرة اللوبيات وتفشي الرشوة والفساد والمحاباة والموالاة وتوظيف القوانين والسلطات لخدمة الطبقة السياسية الحاكمة. وكما يرى فوكوياما: »ان أكبر أعداء الديمقراطية في عصرنا قد هاجموا بالضبط الديمقراطية الشكلية باسم الديمقراطية الجوهرية ».[9] لقد نشبت الآن صراعات بين فئات عدة داخل بعض الدول التي تتبع النموذج الديمقراطي وانخرطت دول ديمقراطية أخرى في نزاع ضد أنظمة ديمقراطية مغايرة كما تحالفت بعض الأنظمة الديمقراطية ضد الأنظمة أخرى غير ديمقراطية وصنفت نفسها ضمن محور الخير واعتبرت الدول التي تحاربها مدرجة طبيعيا ضمن محور الشر ولعل هذا التحالف المقدس بين الديمقراطية والميل الى العدوان وشن الحروب ظل أمرا غير مفهوم بالنسبة لكل المتابعين.لكن هل بقي للحديث عن الديمقراطية معنى بعد هذه الانزلاقات؟ 3– تجديد الديمقراطية: « النظم السياسية لا يجب أن تكون جامدة أبدا وأنها تزول ان لم تتطور »[10] يتزايد الاهتمام بالديمقراطية عند معظم الشعوب المحرومة منها والتي تعاني ويلات الاستبداد والكلانية وذلك بغية استنساخها والتعويل عليها في أي عملية إصلاح أو تنمية وفي كل رغبة في تحقيق نهضة مدنية شاملة ومن أجل تأصيل تنوير مستقبلي. لكن الاهتمام بالديمقراطية بالنسبة للدول التي ترسخت فيها التجارب الديمقراطية واستقرت فيها لعبة الانتخابات والتداول السلمي على السلط وآمنت بدور المؤسسات يتضاعف من أجل المحافظة على هذه المكاسب وتفاديا للتدحرج والانحطاط ولأن أحسن وسيلة للحفاظ على النظام الديمقراطي هي إعادة التفكير فيه وابتكار أشكال جديدة له وتطويرها بالاعتراف بالتعددية واستكشاف أشكال جديدة للحقول الثقافية وحقوق الأقليات.حول هذا الأمر يقول فوكوياما: »في كل العصور هناك أناس اجتازوا الخطى غير الاقتصادية وخاطروا بحياتهم وأملاكهم للنضال من اجل الحقوق الديمقراطية. لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين أي بدون إنسان ديمقراطي يرغب في الديمقراطية ويقوم بتطويعها وهو في الوقت نفسه يطوع من قبلها ».[11]  ان أهم تجديد حدث في الحقل الديمقراطي هو ظهور ما يسمى بالديمقراطية الاجرائية وهي التي تربط تحقيق العدالة السياسية بالتمكن من التمييز بين الحقوق المدنية والحقوق والاجتماعية والحقوق السياسية والحقوق الشخصية المعنوية والعمل على احترامه ان كانت متوفرة والمطالبة بإيجادها ان كانت غائبة. ويعيد هذا التجديد تسمية الحقوق المدنية بأنها حقوق حريات وتتمثل في حرية التعبير والانتماء والحركة وتحمي الفرد من اعتداءات الآخرين أما الحقوق السياسية فهي حقوق مشاركة ومساهمة وتتمثل في العمل والتأمين والتربية والصحة وتحمي الفرد من اعتداء الدولة، وتسمى أيضا الحقوق الحريات حقوق الشخص وحقوق المشاركة حقوق المواطنة. ما نلاحظه أن هذا النموذج الجديد لا ينبغي أن يفرض من الخارج على المجتمع بل يتم الوصول اليه إجرائيا بعد الانطلاق من وضع أصلي يغلب عليه الموقف اللاأدري بخصوص البدائل الجاهزة والانخراط في مناقشة جمهورية موسعة يتم خلالها إجراء حوار عقلاني ينتهي بإجماع متقطع أو توافق مؤقت يتميز بحالة من التسامح والتوازن المعقول بين المشاركين والتوصل الى الاعتراف المتبادل بين الشخصيات. ان المبادئ التوجيهية التي تناضل من أجلها الديمقراطية هي الحرية والمساواة والتضامن وهي مبادئ ضرورية من أجل توزيع عادل للمنافع والمساوئ المادية والمعنوية وبغية احترام الكرامة الانسانية وانجاز تواصل كوني. من هذا المنطلق: « ان العدالة السياسية تستند الى مفهوم تواصلي للحرية الجماعية وهذا يدفعنا الى القول في نهاية التحليل بأن العدالة هي رهن بحرية تواصل حقيقي حيث يمكن لكل مواطن تسجيل موضوع للنقاش العلني في جدول أعمال المفكرة السياسية ».[12] لقد بدأت بعض الدول المتقدمة تمارس هذا البراديغم وتعيشه بحكم زعمها وجود ديمقراطيين حقيقيين ونتيجة اعتقاد منظريها أن العقلية الديمقراطية قد تغلغلت في الذهنية الاجتماعية ويجوز اليوم التعويل على هذه الكفاءات لنشرها في مختلف البلدان التي مازالت محرومة من هذه النعمة وبلغة أخرى » ان مستقبل الديمقراطية يعتمد كما اعتمد دائما على البعد الدولي ويتركز الاهتمام في النقاش المعاصر حول الديمقراطية على كيفية نشر الديمقراطية في مناطق أخرى من العالم أو العالم ما قبل الحديث »[13]. لكن من أدرانا أن هذه الديمقراطية الاجرائية قد حازت على عظام صلبة؟ وأليست التجربة التاريخية هي وحدها الكفيلة بأن تكشف عن هشاشة عظامها مجددا؟ فهل نستخلص من ذلك أننا في عصر العولمة وفي ظل عودة النمط الإمبراطوري الى التواجد مقبلين كرها على عصر ما بعد ديمقراطي؟ المراجع: جان مارك فيري  فلسفة التواصل  ترجمة عمر مهيبل   منشورات الاختلاف الجزائر الطبعة الأولى 2006 فرانسيس فوكوياما  نهاية التاريخ والإنسان الأخير  ترجمة مركز الإنماء القومي بيروت الطبعة الأولى 1993 فريد هاليداي  الكونية الجذرية لا العولمة المترددة  ترجمة خالد الحروب  دار الساقي الطبعة الأولى 2002 صاموال هنتغتون  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي ترجمة مالك عبيد أبو شهيوة ومحمود محمد خلف الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع لبيا 1999 * كاتب فلسفي [1]  جان مارك فيري  فلسفة التواصل  ترجمة عمر مهيبل   منشورات الاختلاف الجزائر الطبعة الأولى 2006 ص123 [2]  هاليداي  الكونية الجذرية لا العولمة المترددة  ترجمة خالد الحروب  دار الساقي الطبعة الأولى 2002ص128 [3]  فرانسيس فوكوياما  نهاية التاريخ والإنسان الأخير  ترجمة مركز الإنماء القومي الطبعة الأولى 1993ص73 [4] هاليداي  الكونية الجذرية لا العولمة المترددة  ترجمة خالد الحروب  دار الساقي الطبعة الأولى 2002ص127 [5]  صاموال هنتغتون  صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي ترجمة مالك عبيد أبو شهيوة ومحمود محمد خلف الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع لبيا 1999 ص 347 [6]  هاليداي  الكونية الجذرية لا العولمة المترددة  ترجمة خالد الحروب  دار الساقي الطبعة الأولى 2002ص133 [7]  فرانسيس فوكوياما  نهاية التاريخ والإنسان الأخير  ترجمة مركز الإنماء القومي الطبعة الأولى 1993ص143 [8]  فرانسيس فوكوياما  نهاية التاريخ والإنسان الأخير  ترجمة مركز الإنماء القومي الطبعة الأولى 1993ص291 [9]  فرانسيس فوكوياما  نهاية التاريخ والإنسان الأخير  ترجمة مركز الإنماء القومي الطبعة الأولى 1993ص69 [10] هاليداي  الكونية الجذرية لا العولمة المترددة  ترجمة خالد الحروب  دار الساقي الطبعة الأولى 2002ص128 [11]  فرانسيس فوكوياما  نهاية التاريخ والإنسان الأخير  ترجمة مركز الإنماء القومي الطبعة الأولى 1993ص144 [12]  جان مارك فيري  فلسفة التواصل  ترجمة عمر مهيبل   منشورات الاختلاف الجزائر الطبعة الأولى 2006 ص124/125 [13]  فريد هاليداي  الكونية الجذرية لا العولمة المترددة  ترجمة خالد الحروب  دار الساقي الطبعة الأولى 2002ص 145  


في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق بوش: أنقذنا ملايين العراقيين من رعب لا يوصف… ثم قتلناهم

 

 
نور الدين العويديدي   في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق ألقى الرئيس الأمريكي جورج بوش خطابا طويلا، لقي تصفيقا حارا من عدد كبير من الناس يمكن تقسيمهم إلى صنفين.. صنف من الحمقى والمغفلين والجهلة، وأكثرهم لا يعرف أين يقع العراق، في الأرض أم في المريخ، وصنف من المنتفعين وتجار الحروب، لا يهمهم من الحروب إلا المكاسب والمغانم الشخصية التي يحصلون عليها من وراء تلك الحروب.. وأزيد صنفا ثالثا من الناس الذين صفقوا لبوش، وهو صنف يصفق لأي رئيس إذ وجد نفسه أمامه بالصدفة.. وقد شاهدت في أحد البرامج التلفزيونية واحدا من هذا الصنف يقول إنه لم يغسل يده اليمنى، التي يفترض أنه يأكل بها ويشرب، لأكثر من أسبوع، لأنه صافح بها ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية، فأراد أن يبقى أثر المصافحة معه لأطول مدة ممكنة.. وليس غريبا لمثل هذا الصنف من الناس أن يصفق كثيرا إذا وجد نفسه في الحضرة البوشية المباركة. لقد سبق للرئيس بوش أن أعلن من فوق حاملة طائرات أمريكية، مطلع مايو 2003، أن جيشه قد انتصر، وأنهى عملياته القتالية الكبرى في العراق. وقد صفق له وقتها الناس من الأصناف الثلاثة المشار إليهم آنفا، وتبين أن ذلك الخطاب ما كان ليستحق كل ذلك التصفيق. وفي خطابه الجديد خالف الرئيس الأمريكي العالم كله، والأغلبية من شعبه، وأعلن أن قرار الحرب على العراق كان ولا يزال قرارا صائبا، وأن حربه سجلت نجاحات كبرى، وأن بلده على وشك الانتصار على الإرهاب الذي جلبه للعراق.. إذ قال إن الحرب تمكنت من إسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي اعتبره رمز الشر.. وقال إن الجيش الأميركي أنقذ ملايين العراقيين من رعب لا يوصف، كانوا يعيشونه تحت حكم صدام. لكن بوش نسي أو لعله تناسى أن يقول للمصفقين من حوله، إن الجيش الأميركي قد قتل أولئك الذين أنقذهم من رعب صدام، أو شردهم خارج العراق.. ولعل الرئيس بوش يتبنى نظرية تقول إن الموت بالرصاص أو بالصواريخ أو بالقنابل أخف وطأة من الرعب الصدامي.. ففي النظرية البوشية أن الإنسان سيموت اليوم أو غدا، والأفضل له أن يموت بالقنابل الأمريكية على أن يعيش تحت وطأة الرعب في ظل صدام حسين.. ومن هذا المنطلق زحفت الجيوش الأمريكية لتحرير العراق من صدام، وتحرير العراقيين من الحياة. وبهذا المعنى البوشي فإن على الجيش الأميركي أن يقتل المزيد من العراقيين، لأن أثر الرعب الصدامي لا يزال مهيمنا على نفوسهم، ولا دواء لتلك النفوس من هول الرعب والصدمة الصدامية سوى الموت. ولعله مطلوب أيضا، بحسب هذه النظرية العبقرية، قتل المزيد بما في ذلك الأطفال العراقيون، حتى أولئك الذين ولدوا بعد التحرير، لأن جينات الرعب قد انتقلت إليهم من آبائهم وأمهاتهم، الذين عاشوا مرحلة الرعب الصدامي.. وأزيد أن سائر الدول العربية تعيش رعبا لا يقل كثيرا عن الرعب الذي عاشه العراقيون في عهد صدام حسين. وبهذا المعنى يمكن توسيع النظرية البوشية في الرعب والصدمة، فالموت بالنسبة للكثير من العرب أرحم من العيش تحت حكام الرعب، من أصدقاء الرئيس بوش. وعليه فإني أقترح على النخب العربية من صحفيين وكتاب وأساتذة جامعات وطلاب، تدبيج العرائض وتحرير المقالات، يطالب فيها العرب بالإجماع من الرئيس بوش أن يعاملهم كما يعامل أشقاءهم من العراقيين.. فكل العرب يريدون الحرية والتحرير، وكلهم يرون الموت أهون من العيش تحت رعب ملوك الطوائف الجدد.
 

الانتخابات والاستياء الشعبي من ساركوزي

 
توفيق المديني قبل عشرة أشهر، مارس الرئيس نيكولا ساركوزي المنتخب حديثا رئيساًللجمهورية، سياسة الانفتاح من خلال إدخال مسؤولين يساريين إلى حكومته.و كان يعتقد بذلك تعميق من الآن فصاعدا، الهزيمة الثالثة  التي مني بها الحزب الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية.و كانت تلك الاستراتيجية تستهدف ضمان غالبية  كبيرة لليمين في الانتخابات التشريعية التي جرت  في حزيران  2007 ،والتي  مكنت فيها اليمين من السيطرة على الرئاسة والحكومة والبرلمان في آن واحد ، على أن تمتد هذه السيطرة لتشمل  الانتخابات البلدية و المحلية لاحقاً. الواقع الفرنسي للدورة الأولى من الانتخابات البلدية  يكذب هذا الانتظار.فالانتقادات تتراكم ضد السلطة الفرنسية بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي.ليس فقط أن الغالبية لم تخرج معززة من الدورة الأولى لهذه الانتخابات البلدية، و ليس فقط أيضا أن اليسارلم يغرق في وحل الهزيمة،بل إن الحزب الاشتراكي  أظهر قدرة جاذبية كاملة للناخبين  ،و كذلك الأمر لحلفاءه التقليديين،من الشيوعيين والخضر الذين استعادوا  شيئا مامن التعاطف الشعبي. فالمشهد السياسي الفرنسي  هو الآن بعيد عن الانتصار المدوي لليمين ،وعن اليسار المهزوم كما كان حاصلا في ربيع وصيف 2007. إن خيبة الأمل لقسم من الجسم الانتخابي للغالبية اليمينية لم يقده إلى مقاطعةالانتخابات بكثافة ،في الوقت الذي تدفق فيه أنصارالمعارضة اليسارية لصناديق الاقتراع  . إضافة إلى ذلك، و بخلاف التوقعات التي سرت قبل الدورة الأولى، فإن الضعف الذي أصبح عليه اليمين المتطرف المنضوي في حزب الجبهة الوطنية بزعامة جان ماري لوبانن ، جعله يتراجع  بنــسبة 2 في المئـــة ،وكـــذلك شعبية اليسار المتطرف وبالنسبة ذاتها. و بات الانخفاض الكبير لشعبية الرئيس الفرنسي أكثر إثارة للقلق بالنسبة إليه باعتبارها لم تقتصر على من لم يصوتوا له فحسب, بل شملت جزءاً كبيراً من القاعدة الانتخابية لليمين الفرنسي, وقد أخذت معها على نحو متلازم رئيس وزرائه فرانسوا فيلون, وربما كان الرئيس نفسه هو السبب. التقدم الذي أحرزته المعارضة اليسارية في الدورة الأولىو الثانية  من الانتخابات البلدية في عدد كثير من المدن و المناطق،و الذي أطلق على تسميته بالموجة الوردية (لون الذي يرمز للحزب الاشتراكي) ،اتخذ  طابع  هزيمة لليمين ، على عكس التقديرات التي راجت في الأسبوعين الأخيرين، والتي كانت تتحدث عن هزيمة كبيرة سوف تلحق باليمين من الدورة الأولى، وسيكون التصويت على أساس « عقابي ». فالانهيار الذي بدا مرتقباً، لحزب « الاتحاد من أجل الحركة الشعبية » (اليميني الحاكم)، في ظل التدهور البالغ لشعبية الرئيس نيكولا ساركوزي، تحقق بدوره، إذ أسفرت النتائج عن حصوله وحلفائه في الأحزاب اليمينية الصغيرة على 40 في المئة من الأصوات. وفي ضوء النتائج الدورة الأولى و الثانية  لم يسقط اليمين على الأرض، لكنه تلقى ضربات موجعة. فقد خسر اليمين مدينة روان ،واحتفظ بمدينة بوردو ،بينما بقيت باريس في عهدة رئيس البلدية الاشتراكي برتران دولانويه الذي حصل على نسبة 44 في المئة. وفي هذا الوقت بقيت مرسيليا  في أيدي اليمين، بينما انتقلت  ستراسبورغ وتولوز الى الحزب الاشتراكي . لقد أظهر استطلاع للرأي أجري حديثا أن نصف الفرنسيين يرون أن خسارة الاتحاد من أجل حركة شعبية « مدنا عدة كبرى » سيشكل « هزيمة شخصية » للرئيس ساركوزي، الذي يشهد تراجعاً في  تأييد الفرنسيين له ولسياساته. فقد طغت نرجسيةالأمير والبزخ اللمّاع على الحياة الخاصة للرئيس نيكولا ساركوزي. ومنذ انتخابه إلى الرئاسة وعمليّتي تنزيل مهام رئيس الوزراء إلى دور « معاون » وتحويل البرلمان إلى غرفة لتسجيل القرارات، تخلقان ميل لتشبيه الرئيس الجديد مع نابليون الثالث. فإمبراطور الفرنسيين القديم كان قد تميّز بدعمه الكنيسة والدول التابعة للبابا. ألم يتفوّق عليه ساركوزي عندما قال أمام البابا بنديكتوس السادس عشر « بأنّ المُدرّس في عملية نقل القيم لن يتفوّق أبداً على الكاهن أوالقسّ »؟ فالرئيس يتهم من قبل معارضيه أيضا أنه يريد إعادة البونابرتية التي زالت كمفهموم يدلّ على حزبٍ سياسيّ، وبقيت فقط كي يقصد بها الدلالة على عقيدة غامضة أو بالأحرى على صيغة سياسية للحفاظ على النظام الاجتماعي بواسطة قائد تسلّطي وشعبي. وقد أصبحت صيغة التحديث السياسيّ من خلال إقامة التحالف بين الليبرالية الاقتصادية والتسلطيّة السياسية من الأمور العادية جداً،في نهج ساركوزي الحالي. إن الجماهير الناخبة للرئيس ساركوزي جاءت من وسط شعبٍ فرنسيّ ذي معدّل إعمار مرتفع وبين الفئات الشعبيّة، التي  شعرت أنّها مهدّدة بالتراجع في التراتبيّة الطبقية، فأيدت قيام سلطة قوية اتخذت شكل التصويت لصالح « الجبهة الوطنية » (حزب اليمين المتطرّف في فرنسا)أولا، ثم لصالح ساركوزي  ثانيا. ومن شأن تفكّك أشكال التضامن الاجتماعي في فرنسا  أن تُفاقم هذه النزعة للقبول بقائٍد ذي شخصيّة جذابة مثل ساركوزي ، على الرغم من أنه رئيس عاديّ الذكاء، لكنه لا يبخل أبداً باطلاق التطمينات والقناعات حول المستقبل. وكانت مأثرته  التي أكسبته شعبية لدى  الفرنسيين الشعبيين و الطبقات الغنية في المجتمع الفرنسي ، قمعه للضواحي ، بعد أن حل خطر الضواحي مكان الشبح الأحمر الراحل رمز الشيوعية. ثمّ إنّ نمط الحكم الذي بدأه الرئيس ساركوزي ، وتمركز القرارات في قصر الإليزيه ، و زيادة معاش الرئيس في حين أن الشعب الفرنسي يعاني من الغلاء الفاحش في الأسعار، قد غذّى أكثر فأكثر هذا الاستياء الشعبي.. لقد أكدت الانتخابات المحلية الفرنسية الأخيرة حيوية الناخب الفرنسي الذي تبقي عينه يقظة دائما علي أداء السلطة السياسية، و مع استمرارساركوزي في انتهاجهه سياسة العجرفة والاستخفاف بالناخب الفرنسي ، فإن نهجه هذا قد عمق النفس العقابي للتصويت في الدورة الثانية الأحد الماضي .
 

(المصدر: صحيفة الخليج » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 20 مارس 2008)


اعترافات تكشف غموض خلية بلعيرج بالمغرب

 
الحسن سرات-الرباط   بدأ اللبس الذي يحيط بما تصفه السلطات المغربية بـ »الخلية الإرهابية » التي تعرف بالمغرب بخلية بلعيرج، ينحسر تدريجيا بعد الاعترافات التي أدلى بها بلعيرج لمحاميه نقيب هيئة المحامين بالرباط محمد زيان.   فقد كشف زيان للجزيرة نت أن اعترافات بلعيرج تعلقت بالأسلحة التي عثرت عليها السلطات المغربية، ووجهتها الأصلية، وعلاقته بتنظيم القاعدة والمخابرات البلجيكية.   وأشار زيان الذي التقى موكله عشرات المرات إلى أن بلعيرج، كان في البداية لا يتكلم كثيرا ومتحفظا في تقديم التفاصيل، وقال « ربما كان ينتظر تدخلا بلجيكيا لترحيله، أما الآن فقد بدأ يعترف وينكر ويقدم بعض التفاصيل ».   وأوضح زيان أن بلعيرج أخبره أن الأسلحة التي عثرت عليها السلطات، هي للجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت في صراع مع النظام العسكري الجزائري، مشيرا إلى أن الجبهة كانت تشتري الأسلحة من ثلاث جهات، أولها أوروبا وتنقلها منها إلى الجزائر عبر المغرب وتونس بوسائل خاصة. أما الجهة الثانية فهي البوليساريو، وكانت هذه الجبهة تحصل على أسلحتها من الجيش الجزائري لكنها كانت تبيعها في موريتانيا، والجهة الثالثة هي الدول الأفريقية التي توجد فيها حركات متمردة ومسلحة وصراعات.    وأوضح زيان أنه عندما دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للوئام الوطني استجابت له الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وطلبت من خلاياها التوقف عن إدخال السلاح إلى الجزائر والتخلص منه، ملمحا إلى أن الأسلحة لم تكن موجهة أصلا ضد استقرار المغرب.   ليس مخبرا   ونفى زيان أن يكون بلعيرج عميلا للمخابرات البلجيكية، قائلا إن موكله بلجيكي الجنسية ومصالحه الشخصية والعائلية مرتبطة مع بلجيكا، وبالمقابل فمن « واجبه أن يحمي الدولة التي تحميه ». واعتبر زيان أن بلعيرج كان واضحا تجاه الحركة الإسلامية بموقفه القائل « إذا مسستم بلجيكا فسأكون ضدكم ».   وأكد زيان أن بلعيرج كان يتردد على أفغانستان قبل تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001. لكنه لم يستطع أن يؤكد أو ينفي ما إذا كان قد رجع إليها بعد ذلك.   وأوضح المحامي أن هذه الاعترافات أدلى له بها بلعيرج أثناء مقابلاته معه وليس أمام قاضي التحقيق.   ويتولى الدفاع عن بلعيرج بالإضافة إلى زيان المحامي عبد الرحيم الهلالي من بروج الفلامانية ببلجيكا.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 مارس 2008)  

الملك محمد السادس يعفو عن مهندس شاب محكوم بالسجن ثلاث سنوات

 
 الرباط ـ ا ف ب: اصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن مهندس مغربي شاب حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لانتحاله هوية شقيقه الاصغر الامير مولاي الرشيد علي موقع فيسبوك علي الانترنت، علي ما افاد محاميه. واعلن المحامي علي عمار لوكالة فرانس برس ان فؤاد مرتضي غادر مساء الثلاثاء سجن عكاشة في الدار البيضاء. وكانت المحكمة الابتدائية في الدار البيضاء اصدرت في 22 شباط/فبراير حكما بالسجن ثلاث سنوات وغرامة قيمتها عشرة الاف درهم (900 يورو) علي المهندس المغربي بعد ادانته باستخدام معطيات معلوماتية مزورة وانتحال هوية اميرية . واكد المحامي ان فؤاد سعيد جدا باستعادته الحرية ، مضيفا ان العفو الملكي يلغي الحكم بالسجن والغرامة . لكن المحامي اوضح ان ما نتج عن العفو الملكي كان يفترض ان يقوم به القضاء ليكون في طليعة حماية الحقوق والحريات . وكان فؤاد مرتضي (27 عاما) وهو مهندس معلوماتية متخرج من معهد المحمدية للمهندسين الشهير في الرباط، اعتقل في الخامس من شباط/فبراير. وتظاهر نحو 150 مهندسا مغربيا وناشطا في مجال حقوق الانسان في الاول من اذار/مارس امام المعهد في الرباط مطالبين باطلاق سراحه. وفي 23 شباط/فبراير، اعلنت المسؤولة في منظمة العفو الدولية بنديكت غودريو التي حضرت محاكمته، في تصريح لوكالة فرانس برس انها صدمت من الحكم القاسي جدا الذي صدر بحق فؤاد مرتضي، وقالت انه غير متناسب مع ما فعله .   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 مارس 2008)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.