الخميس، 2 ديسمبر 2010

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3845 du 02.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


الهيئة الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بتونس:بيـــان

الهيئة  الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بسوسة:بيـــان(1)

حــرية و إنـصاف:طلبة التجمع يعتدون  على الطالب علي رابح و يشجون رأسه بحجر

الحزب الديمقراطي التقدمي:اعتداء خطير على الشاب الديمقراطي التقدمي:علـــــــــي رابــــــــح

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:الإعتداء بالعنف على الطالب علي رابح عضو الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

حــرية و إنـصاف: اعتداء خطير على الأستاذ سمير بن عمر  

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي:إعلام

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع سوسة:بيـــان(2)

السبيل أونلاين:معوّق في فريانة يتعرض للاعتداء والطرد من العمل بعد أن ضبط المدير وموظفة في وضع مخل بالأخلاق الحميدة

رسالة المحامين المستقلين إلى الرأي العام التونسي:قضية جديدة  ضد سليم بقة الصحفي اللاجئ بفرنسا

مؤتمر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: زياد الهاني لجريدة « الوحدة »، أسقطنا الانقلاب … وحان وقت الوحدة ولمّ الشمل

فوزي الصدقاوي:قائمة للدم المسفوح…. ببنزرت هل من أسماء أخرى..؟

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس:دعوة

كلمة:أعوان الديوان الوطني للتطهير بجندوبة يرفضون التبرع لصندوق 26/26

كلمة:تتالي الزيادات في أسعار المواد الغذائية

المرصد التونسي:قناة حنبعل في حالة حصار اليوم بمدينة تالة

المرصد التونسي:من اجل وقف استهداف النقابيين في سيدي بوزيد

المرصد التونسي:اعتصام في المعهد الثانوي بجلمة

ذياب  زغدود:مدنين … اجتماع الفرع الجامعي للتاطير والارشاد التربوي واستياء من اداء الجامعة العامة و مجموعة من المطالب المهنية

السبيل أونلاين:تقرير خاص…الدكتور منصف بن سالم يروي فصولا من محنته ويتحدث عن قضايا أخرى – الفصل الثاني

قدس برس:طائرات عراقية رابضة في تونس منذ 1990 بانتظار وصول لجنة فنّية لتحديد مصيرها

الدكتور محمد بن عبد الرحمن خليف: للذكر مثل حظ الأنثيين : هذه وصيةُ الله … فهل سنتبعها أم سنرفضها ؟ 

حامد جاد:حماس: فتح أفشلت الحوار وتراجعت عن دمجنا في أمن الضفة

القدس العربي:هنية: سنحترم نتائج أي استفتاء على اتفاق للسلام ونتفادى التصعيد مع إسرائيل باقناع الفصائل باحترام وقف إطلاق النار

الجزيرة.نت:حماس والغرب.. من يحتاج الآخر؟

عبد الباري عطوان:مصر وسيناريو الجزائر

د. بشير موسى نافع:ديمقراطيات صورية، انتخابات مزيفة، واستبداد متجدد

القدس العربي:قلق امريكي اسرائيلي من الكشف عن اتفاق بين طهران وكاراكاس لاقامة قاعدة عسكرية في فنزويلا للصواريخ الباليستية الايرانية

القدس العربي:ويكيليكس: بريطانيا سمحت لأمريكا تخزين القنابل العنقودية على أراضيها

القدس العربي:تصاعد الغضب بسبب تسريبات ويكيليكس ومذكرة توقيف جديدة بحق اسانغ

القدس العربي:ويكيليكس: طائرات أمريكية تجسست على حزب الله من قاعدة بريطانية في قبرص

عامر ذياب التميمي:وجهة نظر إقتصادية – ماذا يحدث في أوروبا؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm

 

  الهيئة الوطنية للمحامين
الفرع الجهوي للمحامين بتونس
الحمد الله
 تونس في 02/12/2010    بيـــان


بعد الاعلام المحرر من الأستاذ سمير بن عمر المحامي لدى التعقيـب الكائن مكتبه بتونس العاصمة و المؤرخ في 30 /11/2010 و الوارد على كتابة الفرع الجهوي للمحـــــــامين بتونس صباح يوم 02/12/2010 و المضمن تحت عدد 1/1260 والذي جاء به أن الأستاذ سمير بن عمر قد تعرض اثر زيارته لأحد منوبيه بالسجن المدني بالمــــــــــــــسعدين يوم 30/11/2010 إلى اعتداء جسدي من طرف مدير السجن تمـــــــثل في لي يد الأستاذ سمير بن عمر بكل قوة ووضعها خلف ظهره ثم تفتيش جيوبه ليقع الاستحواذ على ملحوظاته الكتابية المحررة منه . وإزاء هذا الاعتداء فان رئيس مجلس الفرع الجهوي للمحامين بتونس يعبر عن :
-استنكاره وإدانته لهذا الاعتداء الصادر عن مدير الســـــــــــــجن المدني بالمسعدين و يطالب بأجراء الأبحاث اللازمة لتعقبه قانونا. -يطالب السلط المسؤولة بمتابعة جدية لهذا الموضوع و اتخـــاذ الإجراءات القانونية التي :               *تضمن حق الدفاع باعتباره حقا مشروعا يهم النظام العام.               *تحمي السر المهني باعتباره من ضمانات المحاكمة العادلة .               *توفر الحصانة للمحامي باعتباره شريكا في إقامة العدل .  
 
-يعبر للأستاذ سمير بن عمر عن تضامنه معه ومساندته المطلقة لصيانة شرف المهنة وكرامة المحامي.  
رئيس مجلس الفرع الجهوي للمحامين بتونس  محمد نجيب بن يوسف                

الهيئة  الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بسوسة بيـــان

بعد تعرض الأستاذ سمير بن عمر يوم الثلاثاء 30 نوفـــــــمبر 2010 اثر زيارته لمنوبه توفيق الحويمدي بسجن المسعدين بسوسة إلى معاملة مهينة من قبل مدير السجن وأحد مساعديه بالزى النظامي ، اذ عمدا بعد إتمام الزيارة إلى إدخــــاله للمكتب وإجباره بالقوة على تفتيش أدباشه ووقع مسكه باستعمال التهديد بالـــــعنف وشل حركته بوضع يديه وراء ظهره وافتكاك الأوراق الخاصة به في ملـف القضية . فأن الفرع الجهوي للمحامين بسوسة ، وبعد اجتماعه بجلسته الدورية ليــــــــوم1 ديسمبر 2010 وبعد تداوله في الواقعة و بإجماع أعــــــضائه الحاضرين ، فانه:
-أولا : يعتبر أن ما صدر من مدير السجن المدني بالمــــــسعدين ومســــاعده سابقة خطيرة في تعامل إدارة السجون مع السادة المحامين ، وتعديـــــا غير مـــــــــبرر على قدسية مهنة المحاماة ودورها في الدفاع و إقامة العدل ، ومس جــــــميع المـــحامين دون استثناء
– ثانيا : يعبر عن وقوفه اللامشروط مع الأستاذ سمير بن عمر في أداء رســـالته ويطالب إدارة السجون بضمان حصانة المحامي وعدم المساس بالسر المهني أثناء زيارات المحامين لمنوبيهم .
– ثالثا  : يطالب وزارة العدل كسلطة إشراف و النـــــــــــــيابة العمومية بايلاء الموضوع الأهــــمية الكافية و إجراء اللازم لتتبع مدير السجن المدني و مساعده من أجل الاعتداء بالعنف على محامي و تجاوز السلطة أثناء أداء مهامهما طبق أحــــــــــكام المجلة الجنائية ، و السعي لعدم تكرار هذه التجاوزات مستقبلا لتسهيل أداء المـــــــــــحامين لمهمتهم في إطار مرفق   العدالة .
                                           رئيس الفرع الجهوي للمحامين بسوسة                                                             رشاد برقاش  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 ذو الحجة 1431 الموافق ل 01 ديسمبر 2010

طلبة التجمع يعتدون  على الطالب علي رابح و يشجون رأسه بحجر


تعرّض علي رابح عضو منظّمة حريّة وإنصاف وعضو  الشباب الديمقراطي التقدمي والناشط في الاتحاد العام لطلبة تونس ومرشح المرحلة الأولى لانتخابات المجالس العلمية بكلية الحقوق بصفا قس للاعتداء من طرف مجموعة من شباب حزب التجمع مساء اليوم الأربعاء 1 ديسمبر 2010، مما استوجبت نقله على جناح السرعة إلى المستشفى.
و تجدر الإشارة أنّ مجموعة المعتدين قد تمّ إيقافهم في موقع الاعتداء من طرف البوليس وأخلي سبيلهم في الحال بعد أن اعلموا الشرطة  بانتمائهم لطلبة التجمّع وتحديدا لمجموعة الكاتب العام للطلبة الدساترة في صفاقس عادل الجربوعي.
وتلقى علي رابح اعتداءا بالسب والشّتم داخل المستشفى من قبل نفس المجموعة الّتي التحقت بقسم ألاستعجالي وهدّدته بإعادة تعنيفه عند خروجه من منه تحت مسامع ومرأى أعوان الشرطة الّذين حضروا بكثافة  
وحرية وإنصاف
– تدين بشدة هذا الاعتداء الهمجي على الطالب علي بن رابح على خلفية نشاطه النقابي و الحقوقي و السياسي.
– تعتبر عدم إيقاف المعتدين من قبل الشرطة مشاركة في الاعتداء و تشجيعا على ممارسة العنف من قبل طلبة الحزب الحاكم ضد أصحاب الرأي المخالف.
– تطالب بمحاكمة المعتدين و تنقية المناخ العام بالجامعة باحترام حرية التعبير و التنظم و الاجتماع و حق الطلبة من يمثلهم بحرية.
 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


اعتداء خطير على الشاب الديمقراطي التقدمي علـــــــــي رابــــــــح


تعرض اليوم (1 ديسمبر 2010) الطالب على رابح عضو الشباب الديمقراطي التقدمي إلى اعتداء خطير من طرف مجموعة من طلبة التجمع الدستوري الديمقراطي.
وأفاد شهود عيان أن عددا من الطلبة التجمعيين تحولوا إلى المبيت الجامعي سيدي منصور بصفاقس حيث يقطن على رابح وأحدثوا فوضى وتشويشا وتفوهوا بعبارات نابية واستفزازية تستهدفه بصفة واضحة ولما لم ينل ذلك من رصانته وبرودة أعصابه بادروا برميه بحجارة أصابته إصابة بليغة في رأسه مما استوجب نقله على جناح السرعة إلى المستشفى.
و تفيد الوقائع أن ذات المجموعة تحولت إلى المستشفى وجددت تهديدها الواضح والصريح بمعاودة الاعتداء وقد تم ذلك تحت أنظار أعوان الأمن الذين حضروا بكثافة ولكنهم أحجموا عن التدخل بعد أن أعلن المعتدون انتماءهم للتجمع الدستوري الديمقراطي.
و أمام هذه التطورات الخطيرة التي تستهدف مناضلا سياسيا وطالبا نقابيا مرشحا للمجلس العلمي في كليته فإن الحزب الديمقراطي التقدمي.
ـ يدين بشدة هذا الاعتداء الجبان الذي يطال واحدا من خيرة شبابه والذي يعبّر عن إفلاس سياسي يواجه الحجة والبرهان والعمل المدني المتحضر بالعنف الهمجي والعبارات النابية والممارسات ألا أخلاقية .
 
ـ يؤكد تضامنه الكامل مع علي رابح ويعبر له عن إكباره لنضاليته ولصموده وهو الذي يتعرض يوميا لكل أشكال الضغط والترهيب لإثنائه عن خياره السياسي ولمواجهة تفانيه في خدمة قضايا الحرية .
 
ـ يحمّل الحكومة مسؤولية هذه الحملة الممنهجة التي تستهدف الشباب المناضل بالاعتداءات اللفظية والبدنية وبالمحاكمات السياسية وبشتى أشكال التضييق والتي تأتي في ظرف يتسم بتفاقم الصعوبات الاجتماعية واستشراء البطالة وبمحاصرة التأطير السياسي والمدني ما يغذي ذهنية التطرف ويفتح الباب أمام اخطر المنزلقات .
 
ـ  يطالب بفتح تحقيق في خصوص هذا الاعتداء وتتبّع مقترفيه وبتوفير مناخ ملائم لإجراء انتخابات المجالس العلمية بعيدا عن التهديد والترهيب والممارسات البائدة المنافية لروح العصر.

ـ يحيي شبابه المناضل الصامد في وجه القمع والإقصاء ويؤكد مواصلة نضاله من أجل أن تمسك الفئات الشبابية بقضاياها الخصوصية بكل حرية واستقلالية ومن أجل حقها في المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاضطلاع بدورها في عملية التغيير التي باتت تونس في أمسّ الحاجة إليها.  
تونس في 1 ديسمبر 2010 الأمينة العامة مية الجريبي  


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 02084233070 -7903274826

الإعتداء بالعنف على الطالب علي رابح عضو الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس


  تعرض عضو الحملة الدولية لحقوق الانسان الطالب علي رابح عضو الإتحاد العام لطلبة تونس ومرشح المرحلة الأولى لانتخابات المجالس العلمية بكلية الحقوق بصفاقس الى اعتداء بالعنف من قبل مجموعة من طلبة التجمع الدستوري  الديمقراطي الحاكم، مما استوجب نقله الى المستشفى لمعالجة جروح بليغة في رأسه جراء الإعتداء عليه بحجر. وقد تعمد المعتدون ملاحقة الطالب علي رابح داخل المستشفى و مواصلة الإعتداء عليه لفظيا بالسب والشتم والتهديد بتكرار الإعتداء حال خروجه من المستشفى.    ان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس اذ تندد بهذا الإعتداء الهمجي على الناشط الحقوقي والسياسي الطالب علي رابح، فإنها تعبر عن استهجانها لسلوك اعوان الأمن الذين اخلو سبيل المعتدين، وهو ما يمثل تشجيعا على لهم على اعتماد العنف وسيلة لحسم الخلافات الطلابية،  فيما الواجب محاسبتهم قانونيا ، حفاظا على الأمن في الجامعة واحترام حرية التعبير والتنظم داخلها.     عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة لندن  في 2 ديسمبر 2010  

الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 ذو الحجة 1431 الموافق ل 02 ديسمبر 2010

اعتداء خطير على الأستاذ سمير بن عمر


 
تعرض الأستاذ سمير بن عمرالمحامي لدى التعقيب بتونس و الكاتب العام للجمعية الدولية لمساند ة المساجين السياسيين الى اعتداء خطير بالعنف و انتهاك غير مسبوق لسر المهنة على يد مدير سجن المسعدين بسوسة المدعو عماد العجمي و أحد الضباط المساعدين له برتبة ملازم أول اثر زيارته لمنوبه « توفيق الحويمدي  » يوم 30/11/2010 و تم إخضاع الأستاذ سمير بن عمر للتفتيش المهين قصد افتكاك الأوراق التي دون عليها ملاحظات حول تصريحات منوبه .  

و حرية و إنصاف

  – تدين بشدة الاعتداء الخطير الذي تعرض له الأستاذ سمير بن عمر و تعتبره انتهاكا لحصانة المحامي و سر مهنة المحاماة و تجاوزا خطيرا للقانون و لحدود السلطة المخولة لمدير سجن المسعدين و مساعده. -تطالب السلطة بفتح تحقيق حول هذا الاعتداء الخطير و معاقبة المتورطين فيه. -تطالب بوضع حد للاعتداءات المتكررة للمدعو عماد العجمي في حق المساجين و افراد عائلتهم و محاميهم و تحمل الادارة العامة للسجون المسؤولية الكاملة جراء استمرار هذه الانتهاكات الخطيرة للقانون و لقواعد التعامل المتحضر.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي
إعلام 2ديسمبر 2010

أعلمتنا عائلة الناشط حسن بنعبدالله الذي يقضي عقوبة أربع سنوات وشهر بالسجن المدني بقفصة أن وضعه الصحي قد سجّل تدهورا كبيرا . وقد لاحظت ذلك خلال  زيارتها له اليوم، الذي يصادف اليوم السادس عشر لإضرابه عن الطعام. وقد اعلم والدته واخته انه يشكو آلاما حادة وباستمرار. كما اعلمهما ان أوضاعه السجنية المتدهورة والتي يطالب بتحسينها منذ دخوله السجن لم تتغير، بل ازدادت سوء. واثر الزيارة بقيت الأم والأخت في اعتصام لمدة ساعة ونصف الساعة امام السجن للاحتجاج على وضعه  ولمقابلة مدير السجن بغاية  تحميله مسؤولية تدهور صحة حسن وما قد يحصل له من مضاعفات. وقد رفعت والدته نداء عاجلا الى كل القوى الحية في البلاد من حقوقيين ونقابيين وأحزاب سياسية لتبني قضية ابنها العادلة والدفاع عنها ، حيث انه مسجون لمطالبته بالحق في الشغل. من ناحية أخرى علمنا أن الوضع الصحي للصحفي الفاهم بوكدوس، الذي يشكو من مرض الربو الحاد ومن مخلفات إضراب  طويل عن الطعام، لازال هشّا. كما رفضت إدارة السجن تسليمه المجلات والكتب التي أوصى زوجته بجلبها إليه ، وهي دوريات وكتب تباع في الأسواق علنا وبطريقة قانونية. الى ذلك رفضت نفس الإدارة تمكينه  من حقه في الزيارة المباشرة  مع زوجته ، وهي زيارة تضمنها القوانين السجنية وتقع  بعد ثلاثة أشهر، وذلك رغم مرور خمسة شهور على دخوله السجن. وكان قد راسل مدير السجن مرتين في الموضوع دون جدوى. اللجنة الوطنية تعبر عن تضامنها  الكامل مع السجينين وتجدد مطالبتها بإطلاق سراحهما وتدعو بدورها كل مكونات المجتمع المدني للمطالبة برفع المظلمة المسلطة على الناشطين وإنهاء كل معاناة أهالي الحوض ألمنجمي. 
اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع سوسة سوسة في 25 نوفمبر 2010 بيان  


علمت هيئة فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بتدهور الحالة الصحية للسجين توفيق الحويمدي الذي يقضي حكم بثلاثين سنة في قضية ما يعرف بأحداث سليمان اثر دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على إحالته مؤخرا على المحكمة بتهم جديدة .كما يخشى فرع الرابطة أن يكون السجين توفيق الحويمدي قد وقع تعنيفه من طرف حراس السجن ووضعه عدة مرات داخل السجن الانفرادي و تطالب بعرضه على الفحص الطبي و تحسين ظروفه السجنية . كما يندد الفرع بالطريقة التي أوقف بها السيد آدم بوقديدة أصيل القلعة الكبرى بملاحقته عبر السطوح مما تسبب في سقوطه من الطابق الثاني و تعرضه نتيحة ذلك لعدة كسور و جروح استوجبت نقله و تحريكه و لكن دون مراعاة الشروط الدنيا في السلامة و توقي المضاعفات إلى المستشفى الجامعي سهلول حيث ما زال يقيم حتى الآن في قسم العناية المركزة.و يطالب بالتوقف عن مثل هذه التجاوزات و محاسبة مرتكبيها .

عن هيئة الفرع الرئيس جما ل مسلـم  


معوّق في فريانة يتعرض للاعتداء والطرد من العمل بعد أن ضبط المدير وموظفة في وضع مخل بالأخلاق الحميدة


السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=IhUv0W5u5c4 تعرض نصر الدين وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وحارس بمدرسة المعوقين بمنطقة فريانة (القصرين) إلى الاعتداء بالعنف الشديد والتنكيل والطرد من العمل، من قبل كاتب عام جامعة الحزب الحاكم بفريانة ورئيس مدرسة المعوقين التي يترأسها منذ مدّة طويلة ، وشاركت في الاعتداء موظفة بالمدرسة ضبطها المعوّق صحبة المدير في وضح مُخل بالأخلاق الحميدة .

وقال مصدر نقابي أن الشاب المعوق عضويا كان يساعد زملاءه في المؤسسة على القيام بالأنشطة ، فهو يتمتّع بمدارك عقليّة سليمة تمكّنه من التواصل مع الآخرين بدون صعوبات تذكر ، وقد ضبط رئيس المدرسة صحبة أحدى الموظفات في وضعية منافيّة للأخلاق الحميدة فهدده المدير بالطرد إن أفشى الأمر .
وقد تعمّدت الموظفة استفزاز المعوق بقولها « أش باش يزيدك ربي أكثر من الإعاقة » ووصلت إلى تعنيفه الأمر الذي أثاره فصرخ في وجهها ووجه لها بعض العبارات الغاضبة ، وقد قام مدير المدرسة بطرده بعد أن دفعه فسقط أرضا ولحقت بـه أضرار في جسمه . ورفع نصر الدين شكوى رسمية كما قدّم شهادة طبية ، ووقع الاستماع إلى أقواله .  

(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 ديسمبر 2010)


رسالة المحامين المستقلين إلى الرأي العام التونسي

قضية جديدة  ضد سليم بقة الصحفي اللاجئ بفرنسا بشرى بالحاج حميدة :  ضحية توظيف سياسي  أم ضحية نفسها ؟!


للمرة السابعة عشر يقف سليم بقة الصحفي التونسي المقيم بباريس أمام الدائرة السابعة عشر لمحكمة باريس المهتمة بقضايا الرأي. و يواجه سليم بقة هذه المرة قضية رفعتها الأستاذة بشرى بالحاج حميدة تتعلق بما نشره سليم بقة في شهر جانفي 2010 على الموقع الاجتماعي  » فيسبوك  » مدعيا أن بشرى بالحاج حميدة تقوم بدور مزدوج بين المعارضة و السلطة التونسية .
و في المقالين الذين نشرهما سليم بقة يقول أن له أدلة على أن الأستاذة بشرى بالحاج حميدة تعمل مع أطراف معينة من النظام.
و بصرف النظر عن كل ما قيل و ما يقال في هذه القضية فان هناك مشكل أخلاقي مطروح وهو كيف يمكن لمحامية تزعم إنها مدافعة عن حقوق الإنسان بصفة عامة و حقوق المرأة بصفة خاصة أن ترفع قضية على صحفي مطارد منذ أكثر من عشرين سنة و مهجر من بلاده و يتعرض لكل إشكال التهديد والذي وصل إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية و التشويه كل أسبوع تقريبا جرائد من قبيل جريدة الحدث و الإعلان بتونس .
و من اجل وضع الأمور في نصابها فانه يجب التذكير أن القضية التي ترفعها الأستاذة بالحاج حميدة تأتي بعد مساهمة سليم بقة في إصدار كتاب  » حاكمة قرطاج  » الذي يفضح فيه صحفيون فرنسيون فساد العائلة الحاكمة بتونس و تطلع زوجة رئيس الدولة للعب دور ريادي في المستقبل .
ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن قضية بشرى بالحاج حميدة ضد سليم بقة تأتي ضمن حزمة من القضايا التي رفعها مقربون من النظام التونسي في السنوات القليلة الماضية من اجل إسكات صوت هذا الصحفي المثير للقلق بالنسبة للنظام التونسي.
 فليس من الصدفة أن ترفع قضية ضد سليم بقة كلما صدر كتاب يفضح النظام التونسي حيث نتذكر كيف رفع  » سارج عدة  » قضية ضد سليم بقة بعد مساهمة هذا الأخير سنة 1999  في كتاب  » صديقنا بن علي  » للصحفي الفرنسي جون بير تيركوا .
ومن المهم أيضا الإشارة إلى القضية التي رفعها  » المازري الحداد » السفير الحالي لتونس لدى اليونسكو سنة 2001 ضد سليم بقة و التي كان كالعادة النظام التونسي ورائها بسبب مقال فضح فيه سليم بقة تردد الحداد آنذاك على السفارة التونسية بباريس.
فهل من الصدفة أن ترفع قضية ضد سليم بقة كلما كتب مقال أو صدر كتاب ضد فساد العائلة الحاكمة بتونس؟
و السؤال المطروح اليوم هو لصالح من ترفع بشرى بالحاج حميدة قضيتها و الحال ان المستفيد الوحيد في هذه القضية هو النظام التونسي الذي يسعى الى النيل و التشفي من سليم بقة ؟
بصرف عن القضية الجديدة المرفوعة ضد سليم بقة و بصرف النظر عن نتيجتها – مع العلم ان كل القضايا التي رفعت في السابق ضد سليم بقة خسرها أصحابها –  فان الخاسر الوحيد في هذه القضية الجديدة سيكون الأستاذة بشرى بالحاج حميدة ذاتها لان الأمر يتعلق بسمعتها كمدافعة عن حقوق الإنسان بصفة عامة و حقوق النساء يشكل خاص حيث سيذكر التاريخ انه في الوقت الذي يطارد فيه مناضلي حقوق الإنسان في تونس يقوم النظام الحاكم بعض  » الحقوقيين الشرفاء  » من اجل النيل من جبهة الرفض للنظام الديكاتوري في البلاد. الإمضاء : محامون مستقلون بتونس


مؤتمر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: زياد الهاني لجريدة « الوحدة »، أسقطنا الانقلاب … وحان وقت الوحدة ولمّ الشمل


 
البلاغ الصادر عن المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أوت 2009 الانقلابي بالدعوة لعقد مؤتمر النقابةالوطنية للصحفيين التونسيين في 16 جانفي 2011، يعني عمليا سقوط الانقلاب والعودة إلى شرعية القاعدةالصحفية بفض إرادة الصحفيين التونسيين في التحرر ورفضهم الخضوع للهيمنة والتنصيب. وذلك رغم مايطرحه موعد 16 جانفي من إشكالات قانونية أساسا. فالقانون الأساسي للنقابة واضح بشكل لا يدع أيّ مجال للّبس حيث نصّ في فصله 26 على أن مؤتمر النقابةينعقد وجوبا « خلال الثلاثية الأخيرة من السنة ». كما نصّ الفصل 27 من القانون الأساسي على أنه حتى فيصورة عقد مؤتمر استثنائي وعلى فرض تسليمنا بصحته، فإن المؤتمر الذي يليه يكون وجوبا في الآجالالتي حددها الفصل 26، أي في الثلاثية الأخيرة من السنة.

كما أجمع الصحفيون التونسيون خلال المؤتمر الأول للنقابة في 13 جانفي 2008 على أن ينعقد المؤتمرالقادم لنقابتهم في الثلاثية الأخيرة من سنة 2010 ليكون المؤتمر الرابع والعشرين لمنظمتهم المهنية تأكيداللتواصل مع لحظة التأسيس كرابطة تونسية للصحافة في 12 جانفي 1962، ورفضا لكل أشكال القطيعة معموروثنا النضالي. مع التذكير بأن المكتب الماسك حاليا بالنقابة أصدر بلاغا في 17 ماي 2010 بالدعوة لمؤتمر عادي للنقابة فيديسمبر 2010، وهو ما تمّ إقراره في مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين في كاديس بإسبانيا ورحبت به كلنقابات العالم. وهو نفس الموعد الذي تم إقراره من قبل عموم الصحفيين التونسيين خلال جلستهم العامةالمنعقدة في 16 جوان 2010. قد تبدو مسألة موعد المؤتمر وخرق القانون الأساسي للنقابة عند البعض شكلية بسيطة لا يجب التوقف عندها. لكن علينا أن لا ننسى بأن الأزمة العميقة التي عرفتها نقابتنا انطلقت بخرق قانونها الأساسي عند تمّ رفض موعد 12 سبتمبر 2010 الذي حدده المكتب التنفيذي الشرعي للمؤتمر الاستثنائي بدعوى عدم اختصاصه والزعم بأن المكتب الموسع هو الذي يحدد موعد المؤتمر وبناء عليه تقرر موعد 15 أوت الانقلابي. لكن ها هي نفس الأطراف التي نفذت أجندة المؤتمر الانقلابي تعود لتناقض نفسها وتقر موعدا أعلنه مكتبها التنفيذي وليس المكتب الموسع، وهو ما يؤكد عدم قانونية قرار ذهابها المنفرد إلى مؤتمر 15 أوت الانقلابي. لقد اتصلت من جهتي بالزميل سفيان رجب المكلف بالنظام الداخلي في المكتب الماسك حاليا بالنقابة ورجوته أن يتحمل مسؤوليته التاريخية والقانونية في فرض احترام القانون. لكن واضح أن قرار الذهاب إلى جانفي كان يتجاوز الجميع خاصة في ظل غياب إرادة حرة قادرة على رفض انتهاك القانون والتصدي للانحراف. لذلك أكدنا ولا نزال بأنه من حق الصحفيين التونسيين أن يكون لهم مكتب قوي يعبّر عن إرادتهم، ولا يساوم على حساب مصالحهم. مكتب يتمسك بالقانون ويرفض الخضوع للإملاءات وتنفيذ التعليمات الفوقية مهما كان مأتاها. لكن التجاوزات الحاصلة التي تعكس عدم احترام المنخرطين فيها للصحفيين التونسيين، لا تقلل من أهمية المؤتمر القادم للنقابة الذي سيكون تاريخيا بكل المقاييس لأنه عنوان لإسقاط التنصيب والعودة إلى الشرعية. وسيشكل لحظة تاريخية فارقة تجسد وحدة الصحفيين التونسيين والتئام شملهم. لذلك فمن واجب الجميع الارتقاء بوعيهم إلى مستوى دقة المرحلة، وعدم التفريط في المنجز المتحقق الذي يعتبر مصدر فخر لنا كصحفيين. فنحن الفصيل الوحيد في المجتمع المدني الذي تمكن لحد الآن من تحقيق اختراق وقلب المعادلة التي حشر فيها بفضل صلابة مناضليه وقوة إرادتهم وقدرتهم على المطاولة والمناورة دون أن يكون ذلك على حساب ثوابت المهنة واستقلالية قرارهم التنظيمي. والمطلوب الآن وقفة تأمل لتقييم المرحلة السابقة ومراجعة أدائنا خلالها لتبيّن مواطن الخلل قصد إصلاحها، ومكامن القوة لتعزيزها وتطويرها. مع السعي لوضع برنامج عمل للمرحلة القادمة الي ستكون حاسمة بكل المقاييس، ليس على صعيد المهنة فقط، بل وكذلك على صعيد البلاد ككل. وأيّا كانت نتيجة المؤتمر الانتخابية فالانتصار قد تحقق وتأكد للجميع بأن الصحفي التونسي رقم صعب في المعادلة الوطنية لا تجوز الاستهانة به. وبأن النقابة الوطنية للصحفيين قلعة حصينة للدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصحفيين التونسيين وعن حرية الإعلام والتعبير في بلادنا، ستبقى حرة مستقلة وعصية على الطامعين تتحطم على أسوارها المنيعة أوهامهم. محمد بوعود جريدة « الوحدة »، عدد يوم السبت 4 ديسمبر 2010
 

ملاحظة: بين أيديكم النسخة الرابعة والتسعين من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب النسخة الثالثة والتسعين السابقة، بصورة غير قانونية في تونس

http://journaliste-tunisien-94.blogspot.com/2010/12/blog-post.html  


قائمة للدم المسفوح…. ببنزرت هل من أسماء أخرى..؟


فوزي الصدقاوي إنفطرت قلوب أهالي مدينة بنزرت لدى سماعهم نبأ سقوط ضحية جديدة من فلذات أكباد إحدى العوائل البنزرتية المعروفة، فالأهالي جميعهم يمكنهم أن يعددوا جرائم القتل التي إستهدفت أبناءهم في وضح النهار، طوال هذه السنين الأخير، حتى جرائم السرقة التي تتسع لها السجلات الكثيرة، لم يعد أحد يهتم بالحديث عنها، فجميع الأهالي قنعوا أنّ السرقة، على شرّها، شرٌ لابد منه، لكن أن يَطال القتل الأبرياء من أبناء المدينة و عائلاتها الآمنة، فتلك جرعة لم يكن ليستسيغها أحد.
فبعد ظهر يوم الخميس 25 نوفمبر2010 تعرضت سلوى نعمان، صاحبة محل هاتف عمومي، إلى الطعن غيلة بسكين شاب، ترصّد ومرافقيْن له ، المنطقة وحركة الشارع أياماً قليلة قبل أن يقتحموا عليها المحل ويردوها قتيلة، ويأخذوا ما بحوزتها من بطاقات شحن و يَخلعُوا أجهزة الهاتف و »يـفوزوا » بما تجمّع بها من مال.
هزّ أهالي بنزرت الحدث فسارع بعض الشباب إلى نشر الخبر على الفايس بوك، ودعوة أصدقائهم إلى تقاسم الخبر والتعليق عليه، آخرون دعوا إلى التزيّ بزي أسود أو شارة سوداء ليوم الأحد 28 نوفمبر 2010 ، قبل مباراة كرة القدم للنادي الرياضي البنزرتي، بعضهم الآخر دعا إلى دقيقة صمت يقفها أحباء النادي الرياضي البنزرتي قبل إنطلاق مقابلة كرة القدم، لكن هناك دائما من له مصلحة في وأد جميع تلك المقترحات والأفكار فعالجوا الرغبة في الإحتجاج بصد وحزم مخافة أن تتحول المسألة إلى قضية رأي عام.
 لكن أحداً لا يمكنه أن يئد الذاكرة، فهي لا تنسى ألامها ولا تطمر أسماء المغبونين من أحبابها، وسلوى نعمان لم تكن أول من سُفح دمها عند ركن متين من أركان المدينة، لأجل الفوز ببضع بطاقات شحن، ولا كان محمد دحّام أخر من طعن بسكين في سوق السمك ببنزرت ، ولا كانت آخر القائمة إيمان بوهلال التي كانت بين أهلها تسير عند أكثر أركان المدينة حيوية في ليالي الصيف( طريق سيدي سالم)، وهو الذي تقصده العائلات للفُسحة والترويح عن صغارها، فتُطعن بسكين حين تحاول منع أحد المجرمين من انتزاع هاتفها المحمول من يدها(..إلخ…).
سيُقال لنا، حين يُراد لَحْسَ عقولنا.. إنّ هذا يَحدث…نعم يَحدث، حتى أنه يَحدث في المجتمعات الراقية أيضاً و أن جريمة كل ربع ثانية تحدث في الولايات المتحدة الأمريكية و جريمة تحدث في أوروبا في كل ثلاث ثوان…سنقول حينئذ أن بنزرت وأهلها كانت سابقاً و منذ عقود طويلة من تاريخها المعاصر واحدة من أرقى المجتمعات المحلية التونسية وكانت الجريمة مع ذلك، فيها معدومة، لأن الرقابة المشددة على من يدخل المدينة و يخرج منها سابقاً ، تتم بترتيبات سلسة تراعي حرمة المدينة و سلامة متساكنيها، وتوفرالأمن والسلم الإجتماعيين لأهلها. أما اليوم فإن حالة من التخلي تكاد تصيب  عموم المؤسسات المحلية وبعض مسؤوليها، وبات يمكن أن يستخلص المواطن وحده من خلال معاملاته الخاصة مع سائر المؤسسات العمومية، دروساً مفادها، أنها »بلاد بلاش اُمالي » وهو تعبير يعكس المرارة والخيبة التي تـَقطع أفئدة أبناء المدينة وهو أيضاً تعبير يـُقدم توصيفا مختزلاً للأزمة التي تعيشها مدينة بنزرت وأهلها.
كانت هذه الجريمة، على غير العادة، مشحونة بدلالات ما كان للوعي الجمعي لأهالي مدينة بنزرت أن يبلغ بدونها لحظة كشف المعنى وجوهره، إلا حين سقطت سلوى نعمان قتيلة على مقربة من مقر إقليم الأمن الوطني، فمنحت  بسقوطها حيث هي ، قوة المعنى و معنى الحجة على أن للدم المسفوح قائمة من ضحايا أبناء المدينة تـُشهرها في وجه من تراخى وتحتجّ بها على من خطّ للفوضى طريقاً إلى المدينة وأرسى للرداءة فيها قواعد مكينة.
 ففي فضاء إقليم الأمن الوطني ببنزرت، عند حوزته…على عتباته….عتباته الخلفية تحديدا…! تـُقتل إحدى بنات عائلات المدينة، ممن سخّرت للبلاد رجالا ونساءً للعلم والتعليم. وهوما مثـّل الحجة القاطعة لدى عموم من هاله القتل المجاني في مدينته…لذلك هاج الناس وماجوا..وأرادوها مناسبة للحداد ليس على سلوى نعمان وحدها بل لسابقيها من ضحايا المدينة… ووقفة تيقظ إلى أن مناسبات لاحقة للحداد يُخشى عقدها..إن لم يتوقف الدم المسفوح عند أركان المدينة.
ورغم أن سلسلة جرائم العنف التي لم يعتدها أهالي المدينة، قد تـَلاحق حدوثها بوتيرة غير مألوف تسارُعَها، فإن أكثرها غرابة، أن المواطن في مدينة بنزرت بات يُمكنه أن يرى بأمّ عينه في أوقات متفرقة من نهاره، شباباً لا يُعرف لهم أصلٌ ولا فصلٌ  » يُهاجمون » بسكاكين و سيوف مسلولة أهدافاً بشرية، طلباً لثأرأوانتقاماً لأمر، أوهم يقتحمون محلا عموميا نهباً لمال وقتلاً لنفس، أو يجوبون شارعاً جولاً وصولاً استعراضا لقوة.
 ويَغفل من يعنيه أمر سلامة الناس في هذه المدينة وغيرها من بلاد الله أن لا يرى من بين أدوات الجريمة و غالب الجرائم.. تلك العقاقير التي لا يخفَى على أحد كيف تُسوّق ومن يُروج لها ومن يتعاطاها، فعصابات الإجرائم إعتاد أفردها أن يستعدوا لـ »غزواتهم » تلك بما يكفيهم من عقاقير الهلوسة يتجرّعونها، فتطيّرهم في السماء من غير أجنحة، وتشحنهم بقدرات وهمية يثقبون بها الأرض ويخرقون بها الحيطان من غير آلة وتفقدهم الإحساس بفداحة القتل بعد السرقة.
 فدون أن نرى تدخلاً أمنياً يليق بحجم التشوهات الحضارية التي لم تعرفها المدينة قبل الآنَ، و دون أن نتدارك عنفاً بات منفلتًا في الشوارع والمدارس والمعاهد والملاعب، ودون أن تـُسخَـر مؤسسات الدولة وما أمكن من مقدراتها من أجل الإلتفاف على جميع ظواهرالعنف الشعبي في الخطاب والممارسة، وتستبق عنفاً شارداً يوشك أن يكون الوسيلة الوحيدة للتخاطب بين التونسيين ودون أن تُفتح للثقافة والفكروالإبداع منابر، وللعلوم والمناشط الشبابية المنتجة والمثمرة فضاءات، ودون أن يُهيأ للمثقفين والباحثين مراكز بحث و مساحات حوار، ودون أن يكون للمعدمين خبز وزيت وشغل وكرامة. ودون أن يبلغ الردع مداً يقطع دابر مظاهر الصعلكة في منابتها و يوقف آثارها، ودون غلق « حوانيت » بيع عقاقير الهلوسة ومنع وصولها إلي أيدي وجيوب المتعاطين من صعاليك المدينة والمتمردين فيها، فإن الجريمة لا محالة سيتزايد عددها، ويتعاظم حجمها، وتتكاثر فواجعها. ودون أن يتوقف هـدر جهود أعوان الأمن وأعدادهم الغفيرة ممن يرابطون منذ سنين على أعتاب مقر فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وممن يلاحقون النشطاء الحقوقيين من أبناء المدينة في غدوهم ورواحهم، وممن يترصّدون الشباب المتدين مخافة أن ينشأ عندنا إرهاب ما..! لم يكن نشأ قبلَ الآن ولن ينشأ بعده، كما نحسبُ… بدون ذلك كله، لن يتحقق للمدينة أمنُها، وبدونه ستظل المدينة مستباحة للعنف الشارد وستظل سلوى نعمان علامة مضيئة في ذاكرة أحباء مدينة شوهتها الفوضى وإجتاحتها الرداءة وتهاوت أجمل قيمها المدنية الأصيلة./….  


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 2ديسمبر 2010 دعوة


تتشرّف جامعة قابس للحزب الدّيمقراطي التقدّمي بدعوتكم لحضور مائدة مستديرة تحت عنوان : « صناديق التّضامن في تونس بين الواقع والأفاق »، ينشّطها المناضل النقابي وعضو المكتب السياسي للدّيمقراطي التقدّمي الأخ : محمّد الهادي حمدة، وذلك يوم السبت 4 ديسمبر القادم على الساعة الرابعة بعد الزوال بمقر الجامعة الكائن ب 23 نهج قسنطينة 6001 قابس.

عن الجامعة المكلف بالاعلام معز الجماعي


 

أعوان الديوان الوطني للتطهير بجندوبة يرفضون التبرع لصندوق 26/26


حرر من قبل المولدي الزوابي في الإربعاء, 01. ديسمبر 2010 وجه أكثر من تسعين عون بالديوان الوطني للتطهير بجندوبة عرائض للرئيس المدير العام للديوان طالبوا فيها الإدارة بإعفائهم من التبرع لفائدة الصندوق الوطني للتضامن 26/26 ورفضهم تولي الإدارة اقتطاع أجرة يوم عمل من رواتبهم لفائدة الصندوق المذكور.
جاء ذلك بعد أن توصل أعوان الديوان بمذكرة تعلم الأعوان بأن الإدارة تعتزم خصم أجرة يوم عمل لفائدة صندوق 26/26 وحثهم على التضامن خدمة لذوي الخصاصة والمشاريع الاجتماعية.
وأفاد بعض من وقع بالعريضة أن الأعوان يرفضون التبرع نتيجة لعدم مشاهدتهم لمساهمات عملية وفعلية من صندوق 26/26 للقضاء على مظاهر الفقر والخصاصة بجهة تعج بتلك المظاهر.
 جدير بالذكر أن نقابة الديوان الوطني للتطهير وجهت السنة الماضية عريضة أمضى عليها أكثر من مائة من أعوان الديوان نددوا فيها بقرار الإدارة خصم أجرة يوم عمل، على اعتبار أن التبرع طوعي وليس إجباريا، وعلمنا أن الإدارة العامة تجنبت الصيغة الإجبارية في مذكرتها لهذه السنة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01ديسمبر2010)


تتالي الزيادات في أسعار المواد الغذائية


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 01. ديسمبر 2010 تم يوم الأربعاء 1 ديسمبر الجاري إدخال تعديلات جديدة على أسعار بعض المواد الاستهلاكية، فبعد زيادة ب70 مليم في أسعار الطماطم المصبرة خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر تفاجأ المواطنون بزيادة جديدة يوم 1 ديسمبر ب50 مليم للكيلوغرام ليصبح سعر الكلغ من الطماطم المصبرة 1670 مليم. وعلمت كلمة أن مصانع الطماطم احتجت على الزيادة الأولى واعتبرتها زيادة لا تغطي تكاليف الإنتاج وطالبت بزيادة تقدر ب150 مليم للكلغ الواحد إلا أن وزارة التجارة قررت تعديل الأسعار ب120 مليم للكلغ كحل توافقي .  كما تمت الزيادة في أسعار الحلويات وجميع أنواع الشكلاطة للمرة الرابعة خلال هذه السنة مع توالي الزيادات المستمرة لأسعار الكاكاو والسكر. من جهة أخرى تشهد أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا متزايدا وهو ما دفع رئيس اتحاد الفلاحين للقيام بجولة داخل الولايات المنتجة للضغط على الأسعار، كما تشهد أسعار الخضر والغلال ارتفاعا مشطا.  يذكر أن البنك المركزي التونسي قدر في بيان له صدر يوم الثلاثاء 30 نوفمبر نسبة الزيادة في الأسعار خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الحالية بحوالي 4.5 في المائة مقابل 3.4 خلال نفس الفترة من السنة الماضية فيما تقدر جهات اقتصادية مستقلة أن نسبة الزيادة خلال الأشهر العشرة الأخيرة تتجاوز السبعة بالمائة وهو ما يزيد من اهتراء القدرة الشرائية للمواطن وزيادة انهاك الطبقة الوسطى حسب المصدر. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01ديسمبر2010)
 


قناة حنبعل في حالة حصار اليوم بمدينة تالة


قدمت اليوم 01 /12 /2010  الى مدينة تالة قناة حنبعل كي تقوم بتصوير منطقة بالجهة يقال ان بها قوة ج>ب ميغناطيسي ولكن اثر حلولها بالمدينة واتصال طاقم القناة بالشخص الذي كان سيرشدهم الى المكان الذي توجد به هذه الظاهرة طلب منهم الاتصال به بدار الاتحاد المحلي حيث كان ينتظرهم هناك لانه نقابي بالجهة كان اعوان الامن بالمرصاد لهم حيث قدم عدد كبير من اعوان الامن وحاصروا دار الاتحاد اين يوجد الطاقم صحبة عدد من النقابيين كذلك قدم مع اعوان الامن العمد والسيد المعتمد . والكل كان يظن ان الاتحاد المحلي هو الذي استدعى القناة من اجل القيام اعلام نقابي او شيء كهذا وهذا شيء ترفضه السلطة وتتضدى له بكل وسائلها . وكان سؤال هؤلاء ماذا تفعل قناة حنبعل في دار الاتحاد – ممنوع القيام باي برنامج دون ترخيص -….. اضفافة الى احتجاج السلطة فقد احجت كذلك البيروقراطية على قدومه الى دار الاتحاد لكن هذه الاحتجاجات قوبلت بالتصدي لها من طرف مجموعة من النقابيين . وبعد مغادرتهم دار الاتحاد واصلت قواة الامن حصارهم ومطاردتهم اينما ذهبوا حتى في المقاهي وتواصل ذلك الى ان غادروا المدينة في وقت متاخر جمال  بولعابي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com تونس في 02 / 12 / 2010

من اجل وقف استهداف النقابيين في سيدي بوزيد


يتابع  المرصد التونسي  للحقوق والحريات النقابية إحالة  3 نقابيين  في سيدي بوزيد على لجنة النظام  الجهوية  على خلفية مشاركتهم  في تجمع عمالي  بدار الاتحاد الجهوي بتاريخ 21 /11 / 2010 وتعبيرهم  عن مواقف  رافضة لتوجهات المركزية النقابية  الجهوية  خلال هذا التجمع والنقابيون  الثلاثة هم  عبد  السلام الحيدوري  عضو النقابة الجهوية  للتعليم الثانوي  وربيعة سليمان  المنسقة الجهوية للجنة المرأة  ومحمد  الجمعي الحيدوري عضو  النقابة الأساسية  للتعليم  الأساسي بمنزل بوزيان وقد تم استدعائهم  للحضور  لدار الاتحاد الجهوي  يوم 26 /11/ 2010 ووجهت لهم تهم  تتعلق بتعطيل  التجمع العمالي  وإفشاله .
وتأتي  هذه الإحالة  تواصلا  مع ما تعرض له نقابيون  منذ فترة  من استهداف وتعنيف  وتشويه  مثل الاعتداء بالعنف الشديد على النقابي محمد فاضل  وحملة التشويه  التي استهدفت النقابية  ربيعة سليمان ,ويربط عدد من النقابيين  بين هذه الحملة والاجتماعات التي تمت في مقر ولاية سيدي بوزيد بين  الوالي  والكاتب العام للاتحاد الجهوي  للشغل .
إن المرصد  يعتبر  إحالة  النقابيين  على لجنة النظام   واستهدافهم  بالعنف  او بالتشويه   على خلفية مواقفهم  وأرائهم  انتهاك  خطير لكل  مواثيق  الحقوق والحريات  النقابية  ولحرية التعبير  داخل  الهياكل  النقابية  كما يعتبر تدخل  السلط الجهوية في  شؤون النقابيين مؤشر خطير  على  انتهاك استقلالية العمل  النقابي وعلى هذا الأساس يعبر المرصد  عن تضامنه  مع كل نقابيي  سيدي بوزيد المحالين على لجنة النظام او المستهدفين  على خلفية مواقفهم وأرائهم   ويطالب ب :
– وقف إجراءات   إحالة النقابيين الثلاثة على لجنة النظام الجهوية  . – احترام حرية الرأي وحرية التعبير  داخل  الهياكل النقابية وتوفير الفضاءات الملائمة لذلك – رفض  تدخل  السلط الجهوية   بأي شكل من الأشكال  في شؤون النقابيين بما  يضمن  للنقابيين استقلاليتهم. عن المرصد  المنسق محمد العيادي   — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


اعتصام في المعهد الثانوي بجلمة


دخل اليوم  02 /12 / 2010 جملة  الاطار التربوي  في المعهد الثانوي بجلمة  من اساتذة  واعوان  ارشاد تاطير  وارشاد تربوي  وعملة في اعتصام   احتجاجا  على تصرفات   ناظر الدراسات الاستفزازية  لكل  الاطار التربوي  علما  ان عدد من  اساتذة ونقابيي  المؤسسات  التربوية   الاخرى  بجلمة  التحقوا  بزملائهم  لمساندتهم في هذا  الاعتصام وهو  ينجز باشراف  وتنسيق  من الهياكل  النقابية  للتعليم الثانوي  والتاطير والارشاد التربوي بجلمة. نقابي  – جلمة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


مدنين … اجتماع الفرع الجامعي للتاطير والارشاد التربوي واستياء من اداء الجامعة العامة و مجموعة من المطالب المهنية


إنعقد يوم امس بدار الإتحاد الجهوي للشغل بمدنين إجتماع الفرع الجامعي للتأطير و الإرشاد التربوي بمدنين و الكتاب العامون للنقابات الأساسية بالجهة و قد أعرب الحاضرون عن إمتعاضهم و إستيائهم من التراخي الحاصل في اداء الجامعة العامة للتاطير و الأرشاد التربوي و عبروا عن إستغرابهم من التأخير الحاصل في إصدار بلاغ عقد مؤتمر الجامعة العامة من طرف المركزية النقابية هذا و قد صدر عن الإجتماع برقية لقسم النظام الداخلي الوطني للمطالبة بعقد المؤتمر و لائحة داخلية ضمنها الحاضرون إستنكارهم من أداء الجامعة العامة و لائحة مهنية ترصد بعض التجاوزات الجهوية كما تم تكوين لجان لإعداد ورقات حول مشمولات الإداريين و القوانين الأساسية للقطاع و الزمن المدرسي و النظام التاديبي و الصحة و السلامة المهنية ذياب  زغدود — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تقرير خاص…الدكتور منصف بن سالم يروي فصولا من محنته ويتحدث عن قضايا أخرى – الفصل الثاني


السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص
يطول الحديث عن محنة البروفيسور الدكتور اللامع والعقل الفذّ وصاحب القيمة العلمية الثابتة ، الدكتور منصف بن سالم ، فالرجل أمضى إلي حدّ اليوم 23 سنة وهو تحت براثن الظلم المركّب والقهر الملوّن وسياسات التشفي والانتقام ، وما تزال محنة هذه المنارة العلمية لم تضع أوزارها بعد . السجّل الشخصي للبروفسور الدكتور المنصف بن سالم
دامت مدّة دراسته 16 سنة ، منها 8 سنوات متفرغ كليا للدراسة (4 سنوات في التعليم الابتدائي ، و4 سنوات في التعليم الثانوي) ، و 8 سنوات يزاول الدراسة وفي نفس الوقت يعمل نظرا لحاجة العائلة المعيشية ، مع العلم أن المدرسة تبعد على منزل العائلة 10 كلم ويتنقل إليها على القدمين .
وبعد 16 سنة من الدراسة في الجملة ، حصلت على دبلوم مهندس رئيسي في الصناعة الآلية ، ودكتوراه دولة اختصاص من باريس وكان عمره 23 سنة ، وحال تخرجه باشر عمله في جامعة صفاقس ، والتي كانت جامعة ناشئة ، وأخذ على عاتقه تأسيس قسم الرياضيات وأشرفت على إدارته وذلك سنة 1976 ، كما ساهم في تأسيس الأقسام الأخرى .
وفي قسم الرياضيات كان التونسي الوحيد في هذا الاختصاص ، أما بقية الأساتذة فكانوا بالخصوص من فرنسا وأيضا من ايطاليا ورومانيا وبولونيا ، ونظرا لندرة الأساتذة في مادة الرياضيات كان يدرّس في جامعات صفاقس وأيضا في تونس العاصمة ، وتحمّل 11 مرّة ضعف واجبه العادي من حيث عدد ساعات التدريس وهو رقم قياسي ، مع الإشارة إلى أن هذا الواجب الإضافي مجاني ذلك أنه يقاضى نفس الراتب ، إلى جانب إدارة القسم ، وعضوية المجلس العلمي ونقابة التعليم العالي بصفاقس ، التي ترأستها منذ سنة 1977 في أربع دورات .
ورغم كل تلك المشاعل والمتاعب أنجز سنة 1980 دكتوراه دولة وفي وقت قياسي وهو 4 سنوات . مع العلم أن كل هذه المعلومات موثّقة في وزارة التعليم العالي .

– حاصل عـلى ديبلوم مهندس أول في الصناعات الآلية بباريس . – دكتوراه الفيزياء النظرية سنة 1976 . – دكتوراه في الرياضيات بباريس سنة 1980 . شغـل قبل اعـتقاله المناصب التالية :
* فـــي تونـــس
مُشرف على البرمجة لجميع الفصول الجامعـية . عضو لجنة الانتدابات بوزارة التعليم العالي . أسس وأدار قـسم الرياضيات بجامعة صفاقس . عـضو بالمجلس العـلمي في نفس الجامعة. مؤسس ورئيس نقابة التعليم العالي بصفاقس.
* خـــارج تونـــس
مقـرر بمركزية الرياضيات ببرلين ( برلين الغربية سابقا) . مقـرر بمركزية بمتشيغان (الولايات المتحدة الأمريكية) . عـضو بالمركز الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا التابع لليونسكو . عـضو بالوكالة الدولية للطاقة الذرية . عـضو بالجمعـية العلمية العـربية . عـضو بإتحاد الفيزياء والرياضيات العـرب ، وانتخب في المؤتمر الرابع للإتحاد كاتبا للمؤتمر . مرسّم باتحاد الجامعات الناطقة كـليا أو جزئيا بالفـرنسية في كندا . وله شهرة دولية وعلاقات واسعة بمؤسسات عـلمية و شخصيات أكاديمية عالمية .
مع الإشارة إلى أن الدكتور منصف بن سالم من مواليد 1953 ، أب لأربعة أبناء ، يقيم حاليا في مدينة صفاقس ، تمكّن من تحطيم أرقاما قياسية في التاريخ العلمي حيث حصل على درجة دكتور مهندس وعمره 23 سنة وهي سنّ متقدمة جدا ، كما حاز على دكتوراه دولة في الرياضيات وعمره 27 سنة فقط . وقد تناول حديث البروفيسور الدكتور منصف بن سالم مع السبيل أونلاين ، بعض فصول المحنة التي يمرّ بها منذ 23 عاما أي منذ 1987 ، إضافة إلى أحداث وقضايا ومواقف كثيرة تنشر لأوّل مرّة ، ونظرا لطول التقرير فإننا سننشره على حلقات ، ونشير الى أننا سنتابع ان شاء الله هذه القضية أيضا بعد استكمال هذا الملف . وفي ما يلي نصّ الحديث (الفصل الثاني) ، والذي يرد على لسان الدكتور منصف بن سالم :
كيف يمكن أن أفصّل في هذه المعاناة الطويلة !!! ..بقيت في الإقامة الجبرية والتي استمرت أكثر من ثماني سنوات (8 سنوات) ، حبيسا في بيتي في درجة أقل من الحيوان ، محروما من كل شيء ، حتى أبنائي حُرموا من المنح ومن حريتهم ، ولكي يسمع العالم جانب من الظروف التي مررت بها ، بعد أن كنت أحاضر في الجامعات الأمريكية والأوروبية ، أصبحت أستغل مساحة صغيرة من الأرض في بيتي لأنتج بعض الخضروات ، يحملها أبنائي لبيعها في السوق ولكن البوليس يفتكها من بين أيديهم .
عندما انتهت المراقبة الإدارية ، ذهبت للبحث عن أي عمل يعيلني وأسرتي ، وقد كتبوا في بطاقة التعريف (الهوية) دكتور دولة في الرياضيات غير مباشر ، وهذه العبارة تعني أنه كان سجين سياسي فاحتاطوا منه ، فالبوليس يلاحقني ، والذي أشتغل معه يحتاط مني !!! … رضيت أن أعمل في بعض الحقول الفلاحية ، فذهب إلى منطقة سليمان والتي تبعد عني حوالي 200 كلم ، وأجّرت ضيعة (سانية) لأعمل فيها كفلاح ، ولكن للأسف الشديد تفطن البوليس إلي وجودي في المكان بعد ثلاثة أو أربعة أيّام ، ويبدو أن سيارتي زُرع بها جهاز متصل بالقمر الصناعي « جي بي اس » (ساخرا) ، فقدم البوليس إلى حد « السانية » ، رغم أنها تبعد عن الطريق الرئيسي المعبّد نحو ثلاثة كيلومترات …تركوني أعمل في الضيعة ولكنهم كانوا يراقبونني يوميا ، وبعد أن دفعت فيها حوالي 7500 دينار ، وأوشكت على جني الإنتاج ، تمّ تخريبها تخريبا فضيعا وعبثوا بالمحصول ، فحملت أغراضي وعدت إلى بيتي دون تحصيل ولو دينارا واحدا .
أعدت الكرّة مرة ثانية في مدينة بنزرت ، والتي تبعد عني حوالي 350 كيلومتر ، وفي هذه المرّة استأجرت « السانية » ليس باسمي ولكن باسم أحد أقاربي ، وتكرر نفس ما حدث معي في سليمان ، فخرجت بخُفي حُنين ، بعدما دفعت في الضيعة ما دفعت من السُلفة والاقتراض ، وأُجبرت في الأخير على بيع ممتلكات زوجتي لدفع الديون .
هذه عينات مما أعانيه وتعانيه عائلتي ، وقد أكون محظوظا نظرا لكوني مشهورا ومعروفا في العالم لدى المنظمات العالمية والمنظمات الحقوقية والكثير من الجهات الدولية ، والتي وقفت إلى جانبي لتخفف من آلامي و محنتي ، ولكن ماذا نقول عن غيرى والذين يعدون بالآلاف ، فالله أعلم بأحوالهم وفي أي ظروف يعيشون الآن .
كم من الممكن أن يتحمل عقل الإنسان وجسمه بعد أن كان محاضرا في جامعات أوروبية وأمريكية وعالمية !!!؟؟؟ … بعد ان كان مشرفا ومقررا في البحوث العلمية بمركزين وحيدين في العالم !!!؟؟؟ ، هما مركز برلين ومركز متشغان والذي كنت مقررا فيه منذ سنة 1980 ، وقد نجحت في تحطّيم أرقاما قياسية باعتراف وزير التعليم العالي الفرنسي الأسبق ، عندما حضر لي في مناقشة دكتوراه الدولة في تولوز سنة 1980 ، قال بالحرف الواحد « أنك حطّمت الأرقام القياسية منذ عهد نابليون إلى اليوم » ، حيث أنني حصلت على درجة دكتور مهندس في سن 23 ، وحصلت على دكتوراه دولة في سن 27 ، مع العلم أنى دخلت المدرسة وسنّي كبير ، حيث دخلت الابتدائي وعمري ثماني سنوات ، فهي معادلة صعبة جدا أمام أي شخص ، وبعد تحقيق هذا الصرح الشامخ من العلوم والاجتهاد يقع استهدافي لتدميري بهذا الشكل الشنيع ، فحتى في الحقل الفلاحى ممنوع علي العمل !!! .. مراسلاتي ممنوعة !!! .. حتى أنني مُنعت من استعادة كتبى في الجامعة ، فقد زرت الجامعة وأردت استرجاعها فمُنعت من ذلك .
كل هذه الظروف ستكون لها انعكاسات سلبية جدا على صحتي ، وهذا ما وقع حيث أصبت سنة 1999 بمرض السكري من النوع الثاني وما زلت أعاني منه إلى حدّ الآن ، ثم أن النظام لا ينساني أبدا فكل مرّة هناك الجديد .
في سنة 2009 وبعد أن قُطعت الانترنت والهاتف ، وعند خروجي في الشاحنة (نوع اسيزي) ، يتم توقيفها وإنزال من فيها من مرافقيّ ويأخذونهم للاستجواب ، وعند التحقيق معهم يركزون علي سؤال : ما هو الحديث الذي دار بينكم وبين المنصف بن سالم الآن ؟؟؟ … وفي أحد المرّات وبالتحديد في 9 جويلية 2009 ، كان في ضيافتي ابن خالتي وهو رجل مُسن ، ويبلغ من العمر 60 سنة ، وفوق ذلك معاق ولديه سقوط بنسبة 100% ولا يقدر على الوقوف أو المشي ، وقد كنت أحمله ليسافر في حافلة عمومية فأوقفني البوليس عند الساعة الخامسة فجرا وأخذ وثائقي ، وطلب من ابن خالتي أن ينزل من السيارة ليحقق معه وهو لا يقوى على النزول لأنه لا يقدر المشي ، فأنزله البوليس بالقوة من السيارة ، وأخذ يبحثه … ماهي قرابتك من المنصف بن سالم ؟ ، أين بتّ البارحة ؟ ، قال له في بيت ابن خالتي ، ويسأله في أي غرفة في البيت ؟ ، ويعيد نفس السؤال ، قال له أجبتك ، قال سألتك عنه عشرين مرّة ويجب أن تجيبني عليه في كل مرّة ، فقال له من فضلك أنا مسافر والحافلة على وشك الخروج ، فردّ العون : لا يهمني ، سأسلك عشرين مرة ولا يعنيك وعليك الإجابة ، واحتجزه البوليس هناك وبقي يسأله حتى تجاوز توقيت خروج الحافلة والرجل المعوق لم يسافر .
فبعد هذه الحالة ومع حالات أخرى كثيرة ، عدت إلى البيت وكنت منفعلا جدا من هذه الممارسات المتخلفة والتي ما زالت تجرنا إلى الوراء وإلى الجهل ، وأخذ يجول بخاطري ، إلى متى هذه الحالة ؟؟؟ .. حرماني من العمل !!! .. حرماني من جواز السفر !!!.. حرماني من التأمين على المرض !!!.. حرماني من الأجور !!!.. حرماني من استلام المساعدات من أصدقائي وإخواني !!! ..حرماني من الكلام مع الناس !!!.. حرماني من السفر !!!… إلى متى !!!؟؟؟ … فنحن في بلادنا تونس التي قيل أنها استقلت منذ 50 سنة !!!… إلى متى هذا الوضع ؟؟؟ … وأخذ يجول بخاطري ، إلى متى علماءنا هكذا !!!؟؟؟ ..إلى متى العلم يضطهد !!!؟؟؟ … فقد كنت أحلم أن ننهض ببلادنا ، أتخيّل ما كنت أبنيه وأنا طالب ، كنت أبني قصورا لبلادي ، وكنت أبني أحلاما كبيرة لبلادي ، أين هي تلك الأحلام وقد تجاوز عمري 56 سنة ، وأنا في مثل هذه الوضعية !!! ، متى ستتحقق تلك الأحلام ؟ …ولم أخلد إلي النوم إلا في ساعة متأخرة من الليل ، وعندما نهضت في الصباح وجدت نفسي لا أرى شيئا ، وجدت حاجبا على عيناي ، لا يمكنني أن أرى شيئا حتى أقرب الناس لي لا أتبينه ، ونظرا للظروف المادية التي لا تسمح بالذهاب إلى الطبيب ، بقيت أبحث عن فرصة لأتمكن من ذلك ، فذهبت إلي الطبيب يوم 19 جويلية أي بعد عشرة أيام ، فأمرني الطبيب بالدخول إلى المستشفى فورا ، فقد وقع انفجار في داخل العين ، وهذا الانفجار أصبح يتمطّط وعندما يصل إلى الدماغ ستحل بعقلي كارثة الكبرى ، فدخلت المستشفى لإجراء العملية كلفني ذلك ما كلفني ، ذلك أن الأمر أصبح خطيرا جدا .
في المستشفى وقبل إجراء العملية في يومها ، قرر الأطباء إجراء فحوصات وتحاليل ، فكان أوّل فحص طبي على القلب ليتأكدوا إن كان يحتمل العملية على العين أم لا ، فوجدوا أن القلب في حالة الخطر أكثر من العين (مصاب بسندروم قاتل) ، وقد كانت اضطرابات القلب قوية جدا ، ويقول الأطباء أن آخر مرحلة من هذا المرض يكون الموت محتم بل قريب جدا ، فتركوا العين جانبا وبدؤوا في معالجة القلب ، ثم أصبحت لا أقدر على الكلام بسبب مشاكل في الحلق ، ثم وجدوا اضطرابات حادة جدا في الكلى، ثم ارتفع معدل السكر في الدمّ من 1.25 غرام و1.50 الى 5.96 غرام في اللتر بما يعنى أنه قاتل ، كل هذه الأمراض وقعت في ليلة واحدة وفي ظرف وجيز جدا . وقد اضطرب الأطباء اضطرابا كبيرا ذلك أن الأمل كان ضعيفا جدا ، ولكن والحمد لله بحكمتهم وبفطنتهم وبمثابرتهم وبصبرهم بارك الله فيهم ، وتشجيعي لهم ، تمت السيطرة خلال ثلاثة أشهر على مرض العين ، وعلى مرض القلب ، وعلى السكري ، وقد كنت أقول لهم أنا لا أخاف من الموت وكنت أضحك ، وعندما يكلمونني بأن الأمر خطير ، كنت أقول لهم أنا لا أتمنى الموت فهذا حرام ولكنني أفرح عندما يأتيني الموت فقد أرتاح من مشاكل كثيرة ، والآن ما زلت أعاني فوضعيتي الصحيّة تحتاج متابعة دائمة .
اختصرت كثيرا في سرد هذه الحالة وغيرها ، والحقيقة أن الحالة الصحية هي نموذج لما يعانيه إخواننا في تونس الداخل ، وهي نتيجة لما غرسه النظام في هذه البلاد الطيبة ، وكما قلت في تصريحي الى راديو فرنسا الدولية (ار اف اي) ، نحن لدينا عشرين سنة من الحكم الجديد كالمطر الغزير الذي ينزل على البلاد ولكنه مطر من الملح ، فهل يمكن في مطر الملح أن تنتج الفلاحة وأن نفرح بها ؟ وهذا رأيي وأتمنى أن أكون مخطأ في ذلك ، كما أتمنى أن تكون هناك ايجابيات أخرى لا أعرفها ، ولكنني أقدّر أن نجاحات هذا النظام لا تتمثل إلا في شيئين اثنين ، الأول أنه غرس الرعب في قلوب الناس ، فكل أمر أو كلمة تشير إلى إسلامي تثير الرعب في المتحدث والسامع ، أما الأمر الثاني فقد نجح في صناعة بشر من طينة أخرى ، في صناعة أقلام مأجورة برهنت على كفاءة كبيرة في تبييض الأسود وتسويد الأبيض ، في تجريم البريء وتبرئة المجرم ، وهذه الأقلام معروفة الآن لدى الجميع والحمد لله أنها ليست كثيرة فهي تعد على الأصابع ، هؤلاء الناس صنعوا من هذا النظام في الرأي العام الدولي نظاما لا مثيل له ، نموذجي في كل شيء ، وفي الواقع لا نرى إلا عكس ذلك في الداخل ، وأتمنى دائما أن أكون مخطأ في ذلك ، وأتمنى أن يأتي يوم أشكر فيه هذا النظام بحق وليس تملقا ونفاقا ، ولكني لا أرى ما يستحق عليه الشكر ، على ماذا نشكره ؟… على الازدهار الاقتصادي المزيّف ، الذي هو ثمرة حرب أهلية في الجزائر ، وثمرة حصار عشر سنوات على ليبيا ، وثمرة بيع الممتلكات العمومية ، وثمرة القروض التي تثقل كاهل أجيال المستقبل في تونس ، فهل هذا يسمى ازدهارا اقتصاديا !!! . الحالة العامة أتمنى أن أراها حسنة ، ولكني لا أراها كذلك ، وبكل صراحة أنا غير متفائل الآن بمستقبل تونس ، فالجريمة المنظمة أصبحت مستشرية ، والجرائم أصبحت متنوعة ونموذجية ، هم يتكلمون عن نموذجية النظام ، أود حقيقة لو أن أحدا من رموز النظام أو من المدافعين عنه يكلمني مباشرة ويكون صريحا معي ويقنعني بأنني مخطىء ، وبأني أرى خاطئا حتى أغيّر رأيي .
السلطة في تعاملها معنا الآن تظن أننا متنا ، وأن هؤلاء الإسلاميين ، وأن هؤلاء الإطارات من السجناء السياسيين ، أو هؤلاء المعارضين ، قد ماتوا وانتهى أمرهم الآن ، وكل من يكلمهم عن القضية يقولون أن هذا الموضوع انتهى .
كان يدرس معنا طالب ياباني في فرنسا ، وهذه القصة رويتها في محاكمتي ، قلنا له ، اليابان متقدمة جدا في التقنية ، لماذا قدمت للدراسة في فرنسا ، فقال أن اليابان متقدمة جدا فعلا ، ولكن في مجال « الهيدروليك » متأخرة بعض الشيء ، فأتيت لفرنسا كي أتدارك هذا النقص، فقلت لنفسي ، ماذا سأتدارك أنا ، إذا جاء هو من اليابان ليتدارك « الهيدروليك » ، علي أن أتدارك مجالات لا تُعد ، ولكني قلت لنفسي أيضا بالعزيمة نصل إن شاء الله .
حادثة أخرى ما زلت أذكرها وهي هامة جدا ، كان يدرس معي طالب فرنسي ، وكان عنصري ، اسمه « جون دامنياز » ، وكان في البداية عنصري ضدي ، ولكن بعد أن تعرفنا على نتائج الامتحانات أصبح دائما يلازمني حتى ينقل عنى الامتحانات لأني كنت والحمد لله ممتاز جدا في الدراسة ، وقد حدثت بيننا أمور كثيرة ، وفي أحد المرّات دار بيننا نقاش حول « الرادار الهيدروليك » الذي صنعته فرنسا وسوّقت منه « لإسرائيل » ومصر سنة 1973 ، وكنا ندرس كيفية صنع هذا الرادار ، وبعد أن أنهينا النقاش ذهب هذا الطالب إلى الصابورة ورسم الرادار ، وجعل من جهة « اسرائيل » دبابة وطائرة « أواكس » ، بينما رسم من جهة مصر جمل ، بمعنى أنهم لا يستطيعون استخدامه ، فأحدث ذلك نقاشا طويلا بيننا والطلبة الفرنسيين ، فقال هذا الطالب نحن لدينا البترول ونملك كذا وكذا … ، فقلت له بماذا ستستبدل البترول ؟ ، بالطاقة الشمسية ، فنحن لدينا الطاقة الشمسية أفضل منكم ، فقال « دمنياز » بالحرف الواحد ليس لنا ولكن لنا « Nous n’avons pas mais nous avons » ، أي ليس لنا بترول ، وليس لنا كذا وكذا … ولكن لدينا حرية ، ولدينا عقول ، معنى ذلك أن الحرية هي أفضل من البترول وأفضل من الطاقة الشمسية ، ولديه الحق لأن كلامه فعلا صحيح ، فبعد ذلك نجحنا ، فتخرج هو مهندس أول ، وتخرجت أنا مهندس أول ، وفي نفس السنة قدمت للدكتوراه ، ثم حصلت على دكتوراه دولة ، وبعد ذلك وقع تعيين « جون دمنياز »في عمله وترقي إلى أن وصل مدير في شركة الاتصالات المعروفة (سيتال كاتال) ، وقدم إلى تونس لإمضاء عقود مع النظام التونسي في قطاع الهاتف ، وأرسل لي برقية لم تصلني ، ولكن أرسل لي خبر يقول لي فيه أنني قادم في التاريخ الفلاني إلى تونس لأمضي عقودا أنا والوزير التونسي ، وأتمنى أن أجدك في استقبالي في المطار ، ولم يكن على علم بأنني في السجن ، وفي ذلك الوقت ظهر في التلفزيون بأنه جاء ووقع الاتفاقية ، وقد كنت حينها في غرفة د 7 المشؤومة في سجن 9 أفريل ، وهذه الغرفة خاصة بالشواذ وقد وضعوني فيها أربعة أشهر نكالا بي كي ينتقموا مني انتقاما شديدا ، فحتى الخروج إلى الفسحة لاستنشاق الهواء ممنوع ، وقد كنت أبحث كي أتنفس قليلا من الأكسيجين، والاستفزازات ليست يومية بل هي في كل لحظة …قلت في نفسي هذا الشخص الذي كان يأخذ عني الامتحانات ، أنظر أين هو الآن وأين أنا .
وأعود لأعطي المثال الذي أكرره ، بأن المدارس والكليات هي عبارة عن مشاتل وهذه المشاتل فيها الأشجار ، ونحن كطلبة هي تلك الأشجار ، فشجرة تزرع في تربة طيبة وفيها سماد وتجد عناية فتنتج ، وشجرة ترمي في أرض سبخة أو في طريق معبّدة فتموت في يومها ، ونحن مع الأسف رُمينا في أرض سبخة ، فقد درسنا وارتقينا في سلّم الثقافة والعلم وتخرجنا من أجل أن نُقدّم انتاجات وثمار وعدنا إلى بلادنا من أجل ذلك ، عدنا إلى بلادنا كي ننتج ونقدّم لها كل الخير وتنازلنا على المناصب العليا ، ففي سنة 1986 وأنا في جامعة « ماريلاند » في أمريكا ، أحاضر وأشرف على البحوث العلمية ، يُعرض علي أجر شهري قدره 12 ألف دولار للعمل بها كأستاذ محاضر، في حين كان راتبي في تونس لا يتجاوز 700 دينار تونسي ، وقد رفضت العروض وعدت إلى بلادي من أجل أن أفيدها ، ولكن كان مآلي السجن وما عانيته وأعانيه … أردنا تقديم الإنتاج لبلادنا فوجدنا أنفسنا في سبخة وليس لدينا أكسيجين لنتنفس ، وهذه هي النتيجة ، أنظروا إلى البروفيسورالصادق شورو ، ماذا فعل الصادق شورو !!!.. ما هي جريمة الصادق شورو !!! وما هي جريمتي حتى يقع لي ما وقع !!! .
في سنة 1990 حملوني للمحاكمة مع سفاح نابل المدعو الدمرجي الذي قتل 14 فتاة ، في نفس قافلة السيارات ، كي يوهموا الناس أنني هو سفاح نابل المعروف عند الناس ، وعندما أنزلوني من السيارة هناك امرأة كانت تقف أمام المحكمة فقالت : « يا خسارة وجهه موش وجه مجرم ، كيفاش قتل 14 طفلة » ، فهذه جريمة أن أوضع في موقع شخص مجرم قتل 14 فتاة ، أنا أوضع في غرفة د 7 المشؤومة في سجن 9 أفريل المعروفة والتي تسمى بـ »بيت الصيودة » أي غرفة المخنثين … هذه سلطة تونس التي تريدني أن أعترف لها ببياض ؟ … فإلى متى نحن نعيش هذه الظروف ، إلى متى !!!؟؟؟ .. أذكروا لي حادثة وقعت مثل هذه في جنوب أفريقيا في عهد الميز العنصري « الأبارتايد » ؟ ، أذكروا لي أي حالة من هذه الحالات وقعت في أي دولة في العالم ؟ ، أتحدى أين إنسان أن يأتيني بمثال واحد وقع في أي دولة وفي أي رقعة من العالم ما وقع لي .
دعونا نذكر صفحة بيضاء من تاريخ الإسلام ، المأمون بنى قصرا في بغداد ، وكان قصرا جديدا وأبيضا ، وفي يوم من الأيام عاد من جولة فوجد شابا يكتب بفحمة على القصر – وهو عمل فاسد وغير لائق – فتركه يكتب حتى :انتهى ثم ناداه ، وقال له ماذا كتبت يا فتى ؟ ، فقال له – دون أن يخاف أو يرتعد منه – كتب يا أمير المؤمنين على قصركم : يا قصرُ جُمِّعَ فيك الشُؤمُ واللُّومُ *** متى يُعَشِّشُ في أركانك البُومُ ، فالرجل تمنّى له الخراب مرة واحدة ، فقال ما دعاك لتكتب هذا يا فتى ؟ ، قال له : يا أمير المؤمنين ،
إذا لم يكن للمرءِ في دولةِ امرئٍ *** نصيبٌ ولا حظٌ تمنَّى زوالها وما ذاكَ منْ بُغْضٍ لها غيرَ أنَّهُ *** يُرَجِّي سواها فهْوَ يَهْوَى انْتقالها
، فقال له يا فتى فسّر لي ما كتبت وفسّر لي ما حاجتك ، فقال له يا أمير المؤمنين أنا فتى معيال (كثير العيال) لم أجد عملا فأوعزت ذلك إلى قلّة عدل قصركم ، فلو كان قصركم عادلا لوجدت عملا في هذه البلاد ، فقال له لك من مالي الخاص ألف دينار ، ويبقى ما كتبته مكتوبا على حائطنا نبراسا لنا لنقوم على العدل ، ويقوم قصرنا على العدل حتى لا يعمره البوم ، هذا في سنة كم ؟ في أين قرن ؟ ليس في القرن الواحد والعشرين ، بل هو في القرن التاسع والعاشر والحادي عشر ، إنسان يكتب على لوحة « يحي الإسلام » ويعلقها على الساعة في شارع بورقيبة بالعاصمة تونس ، يصدر ضده حكما بسنتين سجن ، وهناك نوادر وقعت في تونس لا تسعها المجلدات لن ينساها التاريخ ، وان شاء الله لن تضيع وأن يُسجّل كل شيء ، وأنا قلت لأحدهم وهو مسؤول في وزارة الداخلية ، في ردّي عليه حين قال لي أنك تريد أن تعود بتونس إلى 14 قرنا ، قلت له ، أولا أن شهاداتي العلمية لا توحي بأنني سأعود بتونس إلى 14 قرنا ، ومرّة بالغ في السب فقال لي « يا بهيم.. يا بغل » ، ومرّة يقول لي يا دكتور ، حتى أني ضحت وقلت له الحمد لله ، قال لماذا تضحك ؟ ، قلت له تونس بخير ، فالبغال والبهائم أصبحت هي دكاتره فالبلاد أصبحت بخير إذن ، وفي إحدى المرّات قلت لهم أنكم تقولون لي أنني أريد العودة بتونس إلى 14 قرنا ، فهذا هيّن ، فأنتم عدت بنا إلى الوراء أكثر من 3300 عاما ، قالوا لي كيف ؟ قلت لهم : فرعون لما تحداه سيدنا موسى عليه السلام جعل بينهما موعدا وهو يوم الزينة ، أي عبارة على مناظرة تلفزية بمفهومنا الحاضر، وأتى فرعون بما عنده ، وجاء سيدنا موسى عليه السلام بما عنده ، وانتصر سيدنا موسي وتركه فرعون ينسحب بسلام ، قلت لهم ، هل تسمحون أنتم أن نجري مناظرة تلفزية الآن مع من تختارون منكم ، فحتى فرعون كان أفضل منكم ، لذلك أنتم عدتم بنا ليس فقط 14 قرنا ولكن 3500 عاما.
استدعاني سفير ألمانيا للحديث معه ، يقول لي بالحرف الواحد  » نحن لدينا نظرة سلبية على الحركة الإسلامية في تونس ، ولما سمعنا أنك عضو فيها تغيرت نظرتنا ، لأني أحسب أن حركة يكون فيها أمثالك لن تكون حركة إرهابية أو حركة غير ديمقراطية ، ولذلك نحن مطمئنون ولدينا بوابة ندخل منها في الحديث مع الحركة الإسلامية في تونس ، وقد طمأنتنا بوجودك في هذه الحركة  » ، فهذه شهادة غربية ، وهناك شهادة أبلغ منها مع سفير كندا يطول الحديث عنها .
في بلادنا يقف بوليس يُفترض أنه يأخذ أجره من أموالنا ، من عرق جبين الشعب ، يقف ليسخر من عالم ، وليمثل به في الشارع وبدون أي مبرر ، يوقفني في الطريق ويتفوه بالكلام البذيء والسب ، ويقول لي أنك قمت بمخالفة فقط من أجل أن يسحب مني رخصة قيادة السيارة لمدّة شهرين ويتركني من غير وسيلة تنقل ، وهذه مجرّد عيّنة ، وحين طلبت مقابلة مديره لرفع شكوى ضد العون الذي ظلمني ، وقلت للعون في باب المنطقة أني أريد أن أقابل رئيس المنطقة لأني تعرضت إلى مظلمة ، فطلب اسمى فأجبته ، فكلم رئيس المنطقة وقال له فلان يريد مقابلتك ، فقال له أنظر في بطاقة التعريف ، هل هو دكتور دولة في الرياضيات غير مباشر ؟ ـ فقال لي العون هل أنت دكتور دولة في الرياضيات غير مباشر ، فقلت له نعم ، فرفض رئيس المنطقة المقابلة ، وبالتالي فهو لديه علم ويعرف التفاصيل ويرفض مقابلتي فقط لأقدم له شكوى في عون ظلمني .
التخويف والحرمان هو الخبز اليومي في تونس ، و كما في السجن وضعوا علينا مراقبة من قبل مساجين حق عام كي يبلغوا أخبارنا دائما إلى إدارة السجن ماذا قال وماذا فعل ، بل أكثر من ذلك في سجن 9 أفريل ، المكلّفون بمراقبتي من الحق العام يُفرض عليهم تبليغ العون في كل صباح حركاتي وسكناتي وانفعالاتي مع برامج التلفاز ، متى ضحكت في البرنامج !!! ومتى عبّست أو قطّبت جبيني على برنامج ونحو ذلك !!! ، وقد كان جهاز التلفاز فوق رأسي ، فهو ويبعد عني شبر فقط وهو مفتوح في أكثر الوقت ، وأنا مجبر ومضطر على المكوث في مكاني ، ويستمر هذا الوضع لمدة أشهر وأنا في هذه الحالة ، والمرء يحمد الله أنه لم يغادر السجن وهو مجنون أو فاقدا للعقل ، ذلك أن الإنسان يصعب عليه تحمّل هذه الظروف القاسية والغير إنسانية .
يتبــــــــــــــع …
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 ديسمبر 2010)


طائرات عراقية رابضة في تونس منذ 1990 بانتظار وصول لجنة فنّية لتحديد مصيرها


تونس- خدمة قدس برس
ذكر مصدر من السفارة العراقية في تونس أنّ ملف الطائرات العراقية الرابضة في تونس منذ العام 1990 سيتم الحسم فيه خلال الفترة القريبة القادمة. وأكّدت متحدثة من سفارة العراق في تصريحات خاصة لوكالة « قدس برس » أنّ وزارتي النقل والخارجية العراقيتين قامتا في المدة الأخيرة بتسوية ديون إيواء الطائرات الأربع وستتوجه لجنة فنية إلى تونس لاتخاذ القرار المناسب في شأنها.
وكانت معلومات قد تداولها في تونس بخصوص عرض هذه الطائرات للبيع، لكنّ المسؤولة العراقية أشارت إلى أنّ هذا القرار لم يتخذ بعد، مضيفة أنّ الطائرات المعنية لم تعد صالحة للاستخدام.
جدير بالذكر أنّ أربع طائرات عراقية بقيت رابضة في تونس منذ انطلاق حرب الخليج الثانية وفرض الحصار الجوي على العراق في بداية التسعينات من القرن الماضي، وقد بلغت كلفة ايوائها مبالغ طائلة بذمة الدولة العراقية لحساب وزارة النقل التونسية.
وتتوزع هذه الطائرات على مطار توزر المدني (450 كلم جنوب العاصمة تونس) ومطار رمادة العسكري في أقصى الجنوب التونسي. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 2 ديسمبر  2010)

للذكر مثل حظ الأنثيين : هذه وصيةُ الله … فهل سنتبعها أم سنرفضها ؟  الأمم المتحدة متعهد مؤتمرات – مؤامرات-  التدجين ؟


بقلم: الدكتور محمد بن عبد الرحمن خليف   تسعى الأمم المتحدة من خلال  المؤتمرات التي عقدتها-  بداية من  المؤتمر العالمي الأول للمرأة عام 1975 بالمكسيك -إلى إرساء قواعد كونية تنظم وتحكم السلوك البشرى (الأخلاقي والقانوني) في العالم كله في كل مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها، ويبين ذلك طبيعة الموضوعات التي انعقدت من أجلها كل تلك المؤتمرات، من استهدافها لمظان التوجيه والسيطرة على السلوك الإنساني بصفته الفردية، أو في إطار الأسرة والمجتمع. وفي يوم 18 ديسمبر 1979 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة باعتبارها إحدى الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.( سيداو : Convention on the Elimination of all forms of Discrimination Against Women ) تدعو الاتفاقية بصورة شاملة إلى المساواة المطلقة في الحقوق بين المرأة والرجل في جميع الميادين: السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والمدنية، وتعد الاتفاقية بعد المصادقة عليها ملزمة قانونيًّا للدول بتنفيذ بنودها، وقد انضمت إلى عضوية الاتفاقية 11 دولة عربية، وإن تحفظت على بعض البنود: وهى الأردن ، العراق ، الكويت ،ليبيا ، المغرب ،تونس ، الجزائر ، لبنان ، مصر ، اليمن ،جزر القمر. كما اعتبرت الاتفاقية أن (التمييز) ضد المرأة يشكل إجحافًا أساسيًّا و إهانة للكرامة الإنسانية، كما دعت إلى إلغاء كافة القوانين والأعراف والممارسات التي تشكل (تمييزًا) ضد المرأة.  و بموجب هذه الاتفاقية تصبح الدول الأطراف الموقعة عليها ملتزمة باتخاذ كافة التدابير للقضاء على التمييز بين الرجال والنساء. و في هذا الإطار تمت صياغة قواعد كونية تَحْكُم السلوك البشرى والعالم كله في كل مجالات الحياة ، عبر المؤتمرات الدولية للخروج بمواثيق واتفاقات تكون ملزمة للبلدان التي تصدق على هذه الاتفاقية ، ثم بدأ  الضغط الدولي على مستويين: – الضغط على الدول التي لها تحفظات على بعض البنود لرفع تحفظاتها. – الضغط على الدول التي لم توقِّع عليها أصلاً ليتم التوقيع والتصديق عليها. كما تم تدويل قضايا المرأة، عبر تسييسها، واستخدامها كورقة ضغط على الأنظمة والدول التي تقاوم النمط الحضاري الغربي، سواء أكانت المقاومة على أسس دينية عقائدية، أو أخلاقية فلسفية، أو اجتماعية اقتصادية.   و في تونس ، لم يعد خافيا أن هذه الأيام تشهد حملة منسقة في جميع وسائل الإعلام المقروء منها و المسموع و كذلك المرئي حول موضوع الإرث . و الغريب أننا لا نسمع و لا نقرأ و لا نشاهد إلا رأيا واحدا فلِمَن يكتب أو يتحدث أصحاب هذا الرأي ؟؟ و لكن الأغرب هو غياب الرأي الآخر ! أين المتحدثون باسم الدين ؟ أليس في تونس من يناقش هؤلاء و يرد على أفكارهم المستوردة ؟ أين الشخصيات الدينية ؟ أين المؤسسات الدينية ؟ وحسبنا قول الله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) } ( البقرة  )   النظرية الإسلامية المتكاملة :   من الجدير بالذكر أن الإسلام يرفض أن يكون التنافس والتصارع بين الزوجين هو أساس العلاقة الزوجية أو إعلان تفوق طرف على الآخر ، بل يؤكد على أن المولى عز وجل ميّـز كل طرف بخصائص تختلف عن خصائص الطرف الآخر،  من أجل التكافل والتوافق فيما بينهما ,بالإضافة إلى أن الرجل هو المكلف بتحمل النفقات المالية والأعباء المادية للأسرة .   ومن مقتضى الفطرة اختصاص المرأة بالحمل والرضاع وحضانة الأطفال فرجال المستقبل يحتاجون لمن يتفرغ لهم لتوجيههم وتقييم سلوكهم ،إذ ليس البيت بمثابة الفندق يجتمع فيه أفراد الأسرة للمنامة والطعام ،إنما هو حجر الأساس في المجتمع وهو المدرسة الأولى للطفل وبقدر ما تكون الأم على قدر من العلم والوعي والفضيلة يكون الطفل.   و الإسلام يؤمن بأن أفضل ما يستطيع أن تصل البشرية إليه من الخير ما يجيء متمشيا مع الفطرة بعد تهذيبها ، وهو كذلك يسير في مسألة الرجل و المرأة على طريقته الواقعية تلك، فيسوي بينهما حيث تكون المساواة هي منطق الفطرة الصحيح ،و يفرق بينهما حين تكون التفرقة أيضا هي منطق الفطرة الصحيح . و من خصائص الإسلام أيضا أنه يخالف النظم الوضعية في تحديد أنصبة الورثة انطلاقا من مخالفته في نظرته إلى المال باعتباره وسيلة و ليس غاية ، و في نظرته إلى الملكية باعتبارها ليست حقا مطلقا للفرد و إنما هي وكالة و أمانة و استخلاف ، فتحديد أنصبة الورثة في الإسلام ينبثق من هذه المعاني كما ينسجم مع النظام المالي الإسلامي في سعيه لتحقيق عدالة التوزيع و كفاءة استخدام الموارد . و تواجه نظام الميراث الإسلامي اعتراضات شديدة من قبل كثير من المتأثرين بالنظم الغربية الداعين إلى المساواة و الحرية الفردية المطلقة ، فلماذا يكون للذكر مثل حظ الأنثيين ؟ و لماذا لا يتساوى نصيب الذكر مع نصيب الأنثى ؟ إن هذه التساؤلات و غيرها كثير، يطلقها أعداء الإسلام بين الفينة و الأخرى و يفتتن بها دعاة التحرر و ضعاف الإيمان من المسلمين الذين يقومون بترديد هذه الاتهامات دون وعي أو وجل .   و للتذكير فإن أنصبة الميراث في الإسلام من الأحكام التعبدية التي يجب العمل بها دون أدنى تردد ؛ و قد تكفل الله سبحانه و تعالى بتحديد أنصبة الورثة تحديدا دقيقا و لم يتناول القرآن أمرا من الأمور التشريعية بالتفصيل كما فعل بالميراث لما له من أهمية بالغة ، لكي لا تزيغ النفوس و تتلاعب الأهواء و من ثَم يُحرَم أصحاب الحقوق من حقوقهم . كما أن الله عز و جل هو الذي خلق البشر وهو وحده العليم بما يصلح لهم و ما يضرهم ، لذلك اقتضت حكمته البالغة أن يشرع هذه الأنصبة البالغة الدقة تحقيقا للعدالة و المصلحة بين الناس .   إن نظام الإسلام في الميراث نظام حكيم فضلا عن كونه عادلا، وضّح من هُم الورثة الشرعيون و أنزلهم منازلهم في تركة المورث حسب قرابتهم منه و حسب وضعهم الاجتماعي في الحياة و ما تفرض عليهم هذه الأوضاع من تبعات و أعباء يتلقونها عن المورث كما تلقوا عنه تركته أو بعض تركته . و هذه التهمة التي رمى مفكرو الغرب و مَن نَهَج نهْجهم الشريعة الإسلامية ،والتي من أجلها اعتبروها متخلفة لا تساير المدنية و لا تصلح للسير معها في المستويات العليا للحياة ، تهمةٌ باطلة  وظالمة في أكثر من وجه: 1 – فهذه المساواة التي يقال إن المرأة قد وقفت فيها مع الرجل جنبا إلى جنب في الأمم المتمدنة ، إن صحت هذه الدعوى على إطلاقها – وهي غير صحيحة- فإنها ما زالت في طور التجربة و لم تصدر الحياة بعد حكمها على هذا الوضع للمرأة أهو خير أم شرّ ؟ صالح للبقاء و الاستمرار أم لا؟بل إن الدلائل تشير إلى أن هذا الوضع للمرأة وضع شاذ قلب حياتها و مسخ طبيعتها و أن بوادر الضيق قد أخذت تسري في محيط المرأة نفسها ،و إن المستقبل القريب سيكشف عن ذلك خصوصا أنهم حين قرروا مساواتها بالذكور في الميراث قاموا بمساواتها لهم أيضا في العمل و في الإنفاق فحمّلوها فوق ما تحتمل فهي فوق أنها تعمل في البيت و لا يعمل، و تربي النشء و لا يربي، تعمل أيضا في الخارج و تنفق على نفسها و على من تعُول ، و في هذا من الظلم و القهر للمرأة ما فيه ،عدا عما قد تتعرض له في خروجها إلى العمل من الأذى و الاستغلال و التحرش و الشواهد على هذا الواقع للمرأة عندهم كثير . 2 – إن الإسلام حين قرر إعطاءها نصف ما أعطى للذكر رفع عنها عبء الإنفاق و مشقة العمل و لم يكلفها شيئا من ذلك بحال من الأحوال حتى و لو كانت تملك المال بل جعلها مكفية المُؤنة و الحاجة سواء كانت بنتا أو أختا فنفقتها واجبة على أبيها أو أخيها أو من يعُولها من الذكور أو أمّا فنفقتها واجبة على زوجها و/أو أولادها . فالإسلام إذن قد أعفى المرأة من كثير من الأعباء المادية و الالتزامات الاجتماعية في الوقت الذي حمّل الرجل كثيرا من هذه الأعباء و الالتزامات . و باختصار فإن الرجل يدفع و المرأة تأخذ ،و شتان بين من يُعطي و من يأخذ .و العدل و الإنصاف يقتضي أن من كانت أعباؤه المادية أكبر أن يُعطى أكثر .و الأمر إنما هو أمر توازن بين أعباء الذكر و أعباء الأنثى في الحياة لا أمر محاباة لحساب جنس على جنس آخر . على أن تفضيل الرجل على المرأة في الميراث ليس مطردا في جميع الحالات فقد تتساوى معه كما في ميراث الإخوة و الأخوات لأم و كما في ميراث الأب و الأم في بعض الحالات و الجد و الجدة في بعض أحوالهم . و بالتالي فإننا نعتبر هذه الشبهة التي أثيرت على الإسلام من قبل أعدائه المتربصين و تناقلها بعض الجهلة و المقلدين من المسلمين لا تعدو كونها زوبعة في فنجان .     الحكمة في المفاضلة بين الورثة :   يتردد كثيرًا قول بعضهم : «إن الإسلام ظلم المرأة؛ حيث جعل نصيبها في الميراث نصف نصيب الرجل»، ونحن المسلمون نؤمن بثوابت راسخة من صفات الله تعالى، تجعل تلك الشبهة لا تطرأ على قلب أي مسلم أو مسلمة، وتتمثل تلك الثوابت في أن الله سبحانه حَكَمٌ عدلٌ، وعدله مطلقٌ، وليس في شرعه ظلم لبشر أو لأي أحد من خلقه ،قال تعالى: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} ، وقال: {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} ،وقال: {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} ، وقال: {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} ، وقال: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} ، وقال: {وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} ،وقال سبحانه: {فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ }   لكن كثيرين من الذين يثيرون الشبهات حول أهـلية المرأة في الإسـلام ، متخـذين من التمايز في الميراث سبيلاً إلى ذلك لا يفقـهون أن توريث المـرأة على النصـف من الرجل ليس موقفًا عامًا ولا قاعدة مطّردة في توريث الإسلام لكل الذكور وكل الإناث. فالقرآن الكريم لم يقل: يوصيكم الله في المواريث والوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين.. إنما قال: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} أي أن هذا التمييز ليس قاعدة مطّردة في كل حـالات الميراث ، وإنما هو في حالات خاصة ، بل ومحدودة من بين حالات الميراث.   وإن الفروق في أنصبة المواريث هي أساس قضية المواريث في الفقه الإسلامي، ولا تختلف الأنصبة في المواريث طبقًا للنوع؛ وإنما تختلف الأنصبة طبقًا لثلاثة معايير : الأول : درجة القرابة بين الوارث والمورث : ذكرًا كان أو أنثى، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث، وكلما ابتعدت الصلة قلّ النصيب في الميراث ؛ دونما اعتبار لجنس الوارثين، فترى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها (وهي أنثى) ،بينما يرث أبوها ربع التركة (وهو ذكر) وذلك لأن الابنة أقرب من الزوج ؛ فزاد الميراث لهذا السبب. الثاني : موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال.. فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها ، بل وتصبح أعباؤها ـ عادة ـ مفروضة على غيرها ، وذلك بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات. فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه ـ وكلتاهما أنثى ـ وترث البنت أكثر من الأب ! – حتى لو كانت رضيعة لم تدرك شكل أبيها. وحتى لو كان الأب هو مصدر الثروة التى للابن ، والتى تنفرد البنت بنصفها ! وكذلك يرث الابن أكثر من الأب  وكلاهما من الذكور.. وفى هذا المعيار من معايير حكمة الإسلام في الميراث  حِكَم إلهية بالغة ومقاصد ربانية سامية تخفى على الكثيرين !..وهى معايير لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة على الإطلاق.. الثالث : العبء المالي : وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتًا بين الذكر والأنثى، لكنه تفـاوت لا يفـضى إلى أي ظـلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها، بل ربما كان العكس هو الصحيح. ففي حالة ما إذا اتفق وتساوى الوارثون في العامليْن الأولييْن (درجة القرابة، وموقع الجيل) – مثل أولاد المتوفَّى ، ذكوراً وإناثاً – يكون تفاوت العبء المالي هو السبب في التفاوت في أنصبة الميراث؛ ولذلك لم يعمم القرآن الكريم هذا التفاوت بين الذكر والأنثى في عموم الوارثين ، وإنما حصره في هذه الحالة بالذات، والحكمة في هذا التفاوت، في هذه الحالة بالذات، هي أن الذكر هنا مكلف بإعالة أنثى – هي زوجُه – مع أولادهما، بينما الأنثـى الوارثة أخت الذكر إعالتها- مع أولادها – فريضة على الذكر المقترن بها.    فالأنثى ـ مع هذا النقص في ميراثها بالنسبة لأخيها الذي ورث ضعف ميراثها- أكثر حظًّا وامتيازًا منه في الميراث؛ فميراثها ـ مع إعفائها من الإنفاق الواجب ـ هو ذمة مالية خالصة ومدخرة، لجبر الاستضعاف الأنثوي، ولتأمين حياتها ضد المخاطر والتقلبات، وتلك حكمة إلهية قد تخفى على الكثيرين، ومن أعباء الرجل المالية ما يلي : 1- أن الرجل عليه أعباء مالية في بداية حياته الزوجية وارتباطه بزوجته، فيدفع المهر ، يقول تعالى: { وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }، والمهر التزام مالي يدفعه الرجل للمرأة من تشريعات بداية الحياة الزوجية، والمرأة تتميز عن الرجل؛ حيث ليس من حقه أن يطالب بمهر من المرأة إذا ما أرادت أن تتزوج منه. 2- أن الرجل بعد الزواج ينفق على المرأة ؛وإن كانت تمتلك من الأموال ما لا يمتلكه هو، فليس من حقه أن يطالبها بالنفقة على نفسها فضلًا عن أن يطالبها بالنفقة عليه؛ لأن الإسلام ميزها وحفظ مالها، ولم يوجب عليها أن تنفق منه.  3- أن الرجل مكلف كذلك بالأقرباء وغيرهم ممن تجب عليه نفقتهم، حيث يقوم بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه، أو امتدادًا له، أو عاصبـًا من عصبته.               لذلك حينما تتخلف قضية العبء المالي كما هي الحال في شأن توريث الإخوة والأخوات لأم؛ نجد أن الشارع الحكيم قد سوَّى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث، قال تعالى : { وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } فالتسوية هنا بين الذكور والإناث في الميراث؛ لأن أصل توريثهم هنا الرحم، وليسوا عصبةً لمورثهم حتى يكون الرجل امتدادا له من دون المرأة، فليست هناك مسئوليات ولا أعباء تقع على كاهله بهذا الاعتبار. وإذا كانت هذه الحكمة الإسلامية في تفاوت أنصبة الوارثين والوارثات وهى التي يغفل عنها المستشرقون و المستغربون الذين يحسبون هذا التفاوت الجزئي شبهة تلحق بأهلية المرأة في الإسلام ، فإن استقراء حالات ومسائل الميراث ـ كما جاءت في علم الفرائض (المواريث) ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة في هذا الموضوع. فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث ، يقول لنا: 1 ـ إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل. 2 ـ وهناك حالات أضعاف هذه الحالات الأربع ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً. 3 ـ وهناك حالات عشر أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل. 4 ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال. أي أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هي ولا يرث نظيرها من الرجال ، في مقابل أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل..!! تلك هي ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث في عـلم الفرائض التي حكمتها المعايير الإسلامية التي حددتها مقاصد الشريعة الإسلامية في التوريث. والتي لم تقف عند معيار الذكورة والأنوثة ، كما يحسب الكثيرون من الذين لا يعلمون !.. و صدق القائل : ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة  ***  أن لا يرى نورها من ليس ذا بصر لمسات قرآنية  بينات واضحات :   أولا :
من المفترض- بل من الواجب – أن المسلم يقرأ فاتحة الكتاب على الأقل سبعة عشر مرة في اليوم و يتلو قوله تعالى  { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي  نخصّك وحدك بالعبادة والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك، ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك.
فهل يستقيم من مسلم أن يقوم مخاطبا ربه و إلهه بإياك نعبد و لا نعبد سواك، ثم يخالفه في أوامره و في وصاياه ؟ بل و يدّعي أنه أعلم و أحكم من خالقه و إلهه ؟ أليست هذه زندقة ؟؟
ثم يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم وهو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم، وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.   إن الإيمان بالله يقتضي الالتزام بالعبودية المطلقة له تصديقا بوحيه و انقيادا لشرعه، و كذلك الإيمان بالرسول إنما يقتضي الإقرار برسالته تصديقا و انقيادا ؛ فما آمن بالله و رسوله من كذّب بالوحي أو أبى الانقياد لشرائع الإسلام ، فمبدأ الالتزام بسيادة الشريعة و حاكمية الكتاب و السنة هو أساس العبودية وهو معْقد التفرقة بين الإيمان و الزندقة .
و أحكام الشريعة تنقسم إلى قطعيات و ظنيات ،فالقطعيات و الثوابت من الأحكام لا مجال فيها لجدل و لا موضع فيها لتشاور و لا يملك المؤمن معها إلا الطاعة و الانقياد كما قال تعالى : {  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ تََكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) } ( الأحزاب )   ثانيا:
يقول عز من قائل { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ } ( النساء : 176 ) ، فقد نسب الإفتاء إلى ذاته ، وكفى هذا المنصب شرفاً وجلالة أن يتولاه الله تعالى بنفسه . ثم إن (قل) هذه التي هي دلالة على الواسطة، إثبات وجود الرسول عليه الصلاة والسلام في تبليغ الأحكام الشرعية و وجوب اتباعه و طاعته  .   ثالثا :
قال تعالى: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}( النساء:176).فقد صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أنه يبين لخلقه أحكامه التي يحتاجونها، ويوضحها ويشرحها لهم فضلا منه وإحسانا لكي يهتدوا ببيانه، ويعملوا بأحكامه التي من بينها تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث لئلا يضلوا، فمن سَوّى بينهما فيه فهو ضال قطعاً عن الصراط المستقيم بسبب جهله وعدم علمه. ثم بين أنه أعلم بالحكم والمصالح وبكل شيء من خلقه بقوله: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} ،أي عالم بالغيب والشهادة والأمور الماضية والمستقبلة، ويعلم حاجتهم إلى بيانه وتعليمه، فيُعَلمُهم من علمه الذي ينفعهم على الدوام في جميع الأزمنة والأمكنة.   رابعا :
يقول جل ثناؤه :{ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)}( النساء )
فبعد تبيين أنصباء الورثة يحذر الله سبحانه من مغبة مخالفة تلك الأحكام المذكورة في بيان المواريث والتي حددها  لعباده ليعملوا بها و لا يتعدوها ، فمن يطع الله و رسوله فيما حكم به كان جزاؤه الجنة التي تجري فيها الأنهار خالدا فيها و ذلك الفوز العظيم ، أما من يعص الله و رسوله و يتعد حدود ما شرعَا مستبيحا ذلك التعدي يجزه نارا مخلدا فيها بدنه إلى جانب عذاب ضميره و روحه .     إن البُغاث بأرضنا تستنسر!   يريد العالمانيون العرب إسلاما بطبخة أمريكية ، إسلاما جديدا يخترعونه منفتحا وغير مغلق، وغير مكتمل، بعكس ما أراده الباري عز وجل: ) اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا (. إنه امتداد لما سمي بدين العقل أو الدين الطبيعي كما طرحه فلاسفة النهضة الأوربيين واستعاضوا به عن المسيحية… فإذا كانت الشمس لا تطلع ستة أشهر في بعض جهات أوروبا وتطلع في تونس كل يوم فهل يجب أن يكون التونسي أعمى ستة أشهر …؟؟؟   وهكذا يسلك العالمانيون العرب درب أساتذتهم فيما يخص علاقتهم بالإسلام، فالإسلام الجديد العصري المستنير ليس من الضروري أن يقوم على خمسة أركان هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ؛ فالصلاة مسألة شخصية و ليست واجبة و الزكاة أيضا ليست واجبة و إنما هي اختيارية و الصوم كذلك ليس فرضا و إنما هو للتخيير أما الحج فهو طقوس وثنية قديمة .   من هؤلاء القوم من يتعلل بأن المرأة أصبحت تشتغل أو أنها أصبحت هي التي تنفق على الأسرة ، وهذا لن يغير من أحكام الدين شيئا ؛ و هذا المدعي كالذي يطالب بتغيير أوقات صلاتي العصر و المغرب مثلا ( أو ربما إلغاءهما ) بدعوى أن الشغل الإداري لا يسمح بالصلاة في تلك الأوقات أو كالذي يطالب بأن تكون صلاة الجمعة يوم الأحد لأن العطلة الأسبوعية لا تكون إلا يوم الأحد ! ترى من الذي فرض علينا العطلة يوم الأحد ؟ و هل يذهب اليهود إلى كنيسهم يوم السبت أم يوم الأحد ؟ ثم هل سنغير سورة الجمعة فتصبح سورة الأحد و نقرأ فيها { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْأحَدِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  } و بالطبع سيغيرون آية المواريث فيقرؤونها { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثى  } ؟؟؟ و الأمثلة كثيرة للدلالة على  سذاجة و سخافة و بلادة هذا الصنف من المنتسبين جغرافيا للإسلام و هم أجهل بدين بلادهم من جهل أبي جهل بالإسلام . فمنهم من يريد أن يكون شهر الصيام في الشتاء و منهم من يريد أن يكون الحج مرتين أو ثلاثة في السنة … فسبحان الذي أنبت في الأرض العشب و خلق له مِن خلقه ما شاء !   وأخيرا أذكّر بمعنى كلمة الإسلام  وهو الاستسلام التام لله تعالى و قبول أوامره و نواهيه عن طواعية و الانقياد لما جاء في كتابه و سنة نبيه { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)} ( النور ) فالفوز و الفلاح مرتبطان بالسمع و الطاعة لأوامر الله و رسوله ، عَلِمْنا الحكمة من ذلك أم جهلناها .
فلما { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ }( النساء )  فواجب المؤمن إنفاذ وصية الله تعالى ؛ أما البحث في حكمة ذلك فلا بأس منه : اشتغلت المرأة أم لم تشتغل ، تزوجت المرأة أم لم تتزوج ، ألزمها القانون بالإنفاق أم لم يلزمها . فهل سنتبع وصية الله أم سنرفض وصية العليم الحكيم ؟   و رحم الله من قال: إن رُمْتَ حقَّاً لهذا الدِّين مصلحة ***  لا تظلم القوس أعط القوس باريها     (المصدر: صفحة الدكتور محمد بن عبد الرحمان خليف على فايسبوك بتاريخ 2 ديسمبر 2010)
 


حماس: فتح أفشلت الحوار وتراجعت عن دمجنا في أمن الضفة


حامد جاد   غزة- اتهمت حركة حماس بلسان عضو مكتبها السياسي خليل الحية، حركة فتح بإفشال جولة الحوار الأخيرة في دمشق الشهر الماضي وقال ان « فتح » عمدت إلى قلب طاولة الحوار على حركة حماس.
وأكد الحية خلال لقاء شاركت فيه فصائل فلسطينية في مدينة غزة بدعوة من حماس سعي الحركة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، متهما إسرائيل باستغلال الحالة الفلسطينية الراهنة ليمرر كافة مشاريعه العدوانية. والمح الحية إلى أن هناك أطرافا تعبر عن عدم رضاها عن اللقاءات الدورية التي تعقدها حركة حماس مع حركة « فتح »، لتحريك عجلة المصالحة متهما حركة فتح بتجاهل ملاحظات حركته على الورقة المصرية.
وكشف الحية النقاب عن أنه وصلت لحماس معلومات قبل ذهاب وفدها إلى القاهرة، تفيد أن حركة فتح غير راضية عما تم في لقاء دمشق قبل الأخير، ورفضها دمج حركة حماس في الأجهزة الأمنية التابعة لها بالضفة، واعتبرت « فتح » ذلك بداية انهيار السلطة، بالتالي تعمدت قلب طاولة الحوار على حركة حماس.
وجدد الحية جاهزية حركته للاستماع لحركة فتح فيما يتعلق بملاحظاتها، للوصول إلى تفاهم فلسطيني، يكون طريقا لإعادة الوحدة الوطنية، والوقوف بوجه المحتل ورسائله العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار زياد جرغون عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية إلى أن الاجتماع ناقش عدة ملفات وقضايا متعلقة بالوضع الفلسطيني أهمها ملف المصالحة الداخلية، حيث تم الدعوة على ضرورة عقد حوار وطني شامل بعيداً عن الحزبية. وفيما يتعلق بموضوع ملف الاعتقالات السياسية، شدد جرغون على ضرورة تهيئة الأجواء من أجل إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة بين شطري الوطن، وذلك من خلال وقف كافة أشكال الاعتقالات على خلفيات سياسية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهتها أكدت الفصائل خلال المداخلات التي قدمتها في اللقاء المذكور على ضرورة إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس سليمة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بإتمام المصالحة.
وأوصت الفصائل بضرورة الاهتمام بقضايا ما بعد الحوار والمصالحة ومعالجة القضايا التي تختص بالجانب البيئي والاقتصادي والاجتماعي، وأن تبذل جهدها لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني التي استمرت طيلة فترة الانقسام.
إلى ذلك أعتبر النائب فيصل أبو شهلا عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن منع الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة، للوفد الرئاسي الأخير من دخول غزة يعد مؤشرا خطيرا على موقف حركة حماس من القضايا الوطنية وعلى رأسها إنهاء ملف الانقسام.
وأكد ابو شهلا في تصريحات صحافية أن منع وفد حركة فتح « عبد الله الإفرنجي وروحي فتوح » من الدخول لغزة قبل أيام، يحمل في طياته معاني كثيرة منها أنه تجاوز للخطوط الحمر وممارسة مرفوضة ومستنكرة ومخالفة للقوانين والأعراف الوطنية، كما تعطي تصورا عن موقف حركة حماس من المصالحة داعيا حركة حماس لتغليب المصلحة الوطنية والتوقيع على الوثيقة المصرية لإنهاء الانقسام. hamed.jad@alghad.jo (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 2 نوفمبر2010)  


الحركة تحضر لرؤية مستقبلية جديدة تعلنها للغرب في ذكرى انطلاقتها هنية: سنحترم نتائج أي استفتاء على اتفاق للسلام ونتفادى التصعيد مع إسرائيل باقناع الفصائل باحترام وقف إطلاق النار


غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من اشرف الهور: قال اسماعيل هنية القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) امس الأربعاء ان الحركة التي يدعـــو ميثاقها للقضاء على إسرائيل ستقبل بنتيجة استفتاء فلسطيني على أي اتفاقية سلام تبرم مع اسرائيل في المستقبل، فيما أكد الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في الحركة ان حركة حماس بدأت الفعاليات المختلفة في جميع مناطق قطاع غزة، استعدادا لمهرجان انطلاقة الحركة التي تصادف يوم 14 من شهر كانون الاول (ديسمبر) من كل عام، الذي سيكون ‘لحظة حاسمة’ لبداية مرحلة جديدة من مراحل الحركة في ظل الحصار والاستهداف المباشر للشعب الفلسطيني.
وأشار رضوان إلى أن المهرجان ‘سيتضمن عدة رسائل للمجتمع الدولي والإقليمي تحمل في طياتها رؤية الحركة المستقبلية والقرار السياسي الحاسم ورسالة واضحة وقوية للعدو الصهيوني المتغطرس’. هذا في الوقت الذي تلمح تصريحات هنية التي أعلنها في مؤتمر صحافي نادر الحدوث بقطاع غزة الى تساهل في موقفها الذي يحظر التنازل عن اي جزء من الاراضي الفلسطينية التي كانت تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948.
وقال هنية ‘نحن نقبل بدولة بحدود عام 1967 عاصمتها القدس واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وحل قضية اللاجئين’. وتابع ‘عرض الموضوع على الشعب الفلسطيني على اي استفتاء يعني ان حماس ستحترم اي استفتاء حتى وان خالف قناعاتها’.
ورفض بعض قادة حماس فكرة استفتاء على اتفاق سلام مستقبلي مع اسرائيل حين اقترحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل عدة أشهر. واوضح هنية ان اسرائيل لا ترغب في منح الفلسطينيين دولة ذات سيادة كاملة ومن ثم لا أمل لديه في نجاح المحاولات التي ترعاها الولايات المتحدة لاحياء عملية السلام.
وذكر ان حركته راغبة في التعاون مع الدول الغربية والاوروبية التي تريد مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حماس منظمة ارهابية ولا تعترف بسلطتها في غزة. وقال ‘ندعو وزراء الخارجية الاوروبيين إلى اعادة النظر في الموقف من اللقاء مع الحكومة المنتخبة’، مضيفا ان ثمة اتصالات مع مسؤولي الامم المتحدة في قطاع غزة في هذا الصدد. ونفى هنية زعم إسرائيل بانها قتلت ثلاثة من اعضاء تنظيم القاعدة في غزة في الشهر الماضي.

وقال هنية ان اولوية حكومته تتمثل في تفادي تصعيد عسكري مع إسرائيل باقناع فصائل اخرى باحترام وقف إطلاق النار الساري حاليا.

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 نوفمبر 2010)  


حماس والغرب.. من يحتاج الآخر؟


ضياء الكحلوت-غزة تبدو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومتها المقالة في قطاع غزة محتاجة لأن يسمع الغرب منها لا عنها حول القضايا الشائكة والحلول التي تراها مناسبة لإنهاء الصراع مع إسرائيل. في المقابل يبدي الأوروبيون الرسميون والوسطاء تسارعاً في الرغبة للاستماع من حماس وحكومتها عن رؤيتها للصراع، لكنهم يبقون الأمر حتى الآن طي الكتمان خشية العقاب الأميركي والإسرائيلي. ويرى محللون فلسطينيون أن الطرفين يحتاجان إلى السماع من بعضهما البعض، فهناك مطلوب أوروبي من حماس التي بدورها ترغب أن تساعدها أوروبا في تحقيق بعض المطالب. انفتاح وأسئلة يقول أحمد يوسف -وهو أحد مهندسي الاتصالات الأوروبية مع حماس- إن حركته وحكومتها تسعيان للانفتاح على العالم والتواصل مع المجتمع الدولي لقناعتهما بأن ذلك مطلوب إعلاميا وسياسياً أكثر من كونه ضرورة. وتهدف حماس من ذلك -حسبما قال يوسف للجزيرة نت- إلى اختراق حاجز العزلة الذي فرض عليها بعد وضعها في قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة، مؤكداً أن اتصالات من خلف الكواليس تجري وتزداد يوماً بعد يوم. ويشير يوسف وهو يشغل وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة بغزة إلى أن الغرب يسأل عن قضية المصالحة الفلسطينية إلى أين وصلت ومتى ستتحقق، ويطرح أفكاراً للمشاركة السياسية، ويسأل عن التفاوض مع إسرائيل وموقف حماس منها. حماس وإيران ويضيف قائلا « يسألون (الغربيون)كذلك عن علاقة حماس بإيران ومدى ارتباط هذه العلاقة بقرارات وسياسات حماس، ونحن نوضح لهم أننا مع علاقات صحية بيننا وبين عمقنا العربي والإسلامي، وأننا نسعى لكسب كل الجهود والقدرات لدعم قضيتنا ». وشدد يوسف على أن حركته وحكومتها معنيتان بأن تصل رسالتهما إلى العالم وأن يعترف العالم بهما، وأن لا تكونا ضحية لآلة الدعاية الصهيونية عنهما. وذكر مثالاً حياً عندما قال إن إسرائيل تسعى بشكل كبير خلال الأيام الماضية لتجريم قطاع غزة، لكن حماس عبر اتصالاتها مع الأوروبيين تمكنت من إقناع بعضهم بحقيقة الدعاية التي تحضرها إسرائيل تمهيدا لضرب قطاع غزة. أهمية الحوار من جهته، أكد الكاتب والخبير في شؤون الحركات الإسلامية مصطفى الصواف أن هذه الاتصالات ليست جديدة لكنها تزايدت مؤخراً، مرجحا أن يكون الأوروبيون قد أدركوا أهمية محاورة حماس التي هي بدورها تسعى للتواصل مع أوروبا من أجل توضيح الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية. وأضاف للجزيرة نت أن « حماس تواجه بهذه الاتصالات واللقاءات الأفكار التي تفرضها آلة التحريض الإسرائيلية وبعض الأنظمة العربية التي تكره حماس ». ويعتقد الصواف أن الهدف الأوروبي من هذه الاتصالات واللقاءات محاولة احتواء حماس ضمن المشروع السياسي الساعي للاعتراف بإسرائيل، لكنه قال إن الحركة لا تزال على ثوابتها لأنها ساتفادت من عبر كثيرة من التجارب السابقة. وأشار إلى أن حماس قد تستفيد من هذه الاتصالات بالحد الأدنى وتستثمرها لمصلحة القضية الفلسطينية، على اعتبار أن حماس تملك قوة التمسك بمبادئها وسياساتها لمواجهة كل محاولات احتوائها.    (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02ديسمبر 2010)


مصر وسيناريو الجزائر


عبد الباري عطوان  
المشهد المصري الراهن لا يثير القلق فحسب، وانما الرعب ايضا، فبعد متابعتنا ‘عن بعد’ للانتخابات البرلمانية الاخيرة، وما جرى فيها من اعمال تزوير، لا نتردد للحظة واحدة في التعبير عن مخاوفنا، والقول ان مصر تركض نحو سيناريو خطير، يذكرنا بطريقة او باخرى بما حدث في الجزائر عام 1990 عندما تدخلت السلطات وألغت الانتخابات ونتائجها لمنع فوز الاسلاميين، وسيطرتهم بالتالي على البرلمان. السلطات المصرية لم تلغ نتائج الانتخابات البرلمانية، كما ان الاسلاميين لم يفوزوا فيها، ولكنها فرغت هذه الانتخابات من مضمونها، عندما مارست كل انواع التزوير والبلطجة، وبطريقة تفتقر الى الحد الادنى من الذكاء، في احتقار واضح لعقل المواطن المصري.

ولهذا لم يكن مفاجئا ان يقرر اكبر حزبي معارضة في مصر، الاخوان المسلمين وحزب الوفد انسحابهما من انتخابات الاعادة التي من المقرر ان تبدأ يوم الاحد المقبل للتنافس على سبعة وعشرين مقعدا. فعندما يقاطع الاخوان المسلمون الذين يمثلون اليمين المحافظ، وحزب الوفد الذي ينطق باسم الوسط الليبرالي، وحزب التجمع الذي يحافظ على ما تبقى من تراث اليسار، فهذا يعني ان هذه الانتخابات ليست حرة ولا نزيهة ولا شفافة، بل انتخابات من اتجاه واحد، لتكريس هيمنة حزب الدولة وسيطرته المطلقة على البرلمان.
الديمقراطية الحقة تعني التعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة، والاحتكام لصناديق الاقتراع، وما شاهدناه في الايام القليلة الماضية ليس له اي علاقة بهذا التوصيف لا من قريب او بعيد. انتخابات تذكرنا بمثيلاتها في الانظمة الشمولية في الكتلة الاشتراكية قبل انهيارها، وانهيار نظام الحزب الواحد عمودها الفقري الاساسي.
الشعب المصري الطيب كان اكثر ذكاء، وابعد رؤية من كل احزاب المعارضة السياسية، عندما تعاطى مع هذه الانتخابات بلا مبالاة كانت ابلغ من كل البيانات السياسية والاكثر تشخيصا للحالة، وفضل مقاطعة هذه الانتخابات باحجامه عن المشاركة فيها لانه يعرف نتائجها مقدما. فقد ادرك بحدسه، الناجم عن خبرة عريقة، بلورتها تجارب عديدة، ان الحزب الحاكم سيصوت لنفسه، وسيقرر هوية النواب الذين يريدهم، في برلمان صوري مستأنس، يصفق للزعيم، ويبصم على مشاريع قراراته، دون مراجعة، او حتى الحد الادنى من النقاش.
الاخوان المسلمون ارتكبوا خطأ استراتيجيا فادحا عندما فشلوا في قراءة المزاج الشعبي العام، مثلما فشلوا في رصد نوايا النظام وتقويمها بشكل علمي مدروس، واعتقدوا انهم يستطيعون زيادة عدد مقاعدهم في البرلمان (زيادتها من 88 الى 130 مقعدا)، فخسروا مقاعدهم السابقة جميعاً وحصلوا على ‘صفر كبير’ في الجولة الاولى من الانتخابات.
وربما يجادل بعض الذين ايدوا خيار المشاركة، وعارضوا قرار المقاطعة، بانهم كانوا يريدون احراج النظام، وفضح ممارساته في التزوير والبلطجة، وكأن هذه الممارسات ليست مفضوحة ويعرف تفاصيلها اصغر طفل مصري.
* * *
ما لم يفهمه ويدركه اصحاب القرار في حركة الاخوان المسلمين هو معادلة القوة والضعف التي تحكم النظام الحاكم وسلوكياته، وهي معادلة تتلخص في انه عندما كان النظام قويا، ويتمتع رأسه بصحة جيدة، ويؤدي دورا وظيفيا لمصلحة القوى الغربية في المنطقة على الوجه الاكمل، سمح بهامش من الديمقراطية والحريات الاعلامية، وحافظ على الحد الأدنى من استقلالية بعض مؤسسات الدولة، والقضائية منها على وجه الخصوص، ولكن عندما ضعف النظام، وبدأت قاعدته الشعبية تتآكل، ومؤسساته السياسية تدخل مرحلة الهرم والشيخوخة، ورأسه يواجه مشاكل صحية، انقلب بالكامل على العملية الديمقراطية الهشة، وتراجع عن هامش الحريات الذي منحه للصحافة، وبدأ يتصرف مثل النمر الجريح، يتخبط، ويخبط في جميع الاتجاهات، بعد ان ضاعت بوصلته بالكامل.
كان هذا التوجه واضحاً للعيان منذ ان اقدم النظام على اغلاق المحطات الفضائية المحلية، وتكميم صحيفة ‘الدستور’، وارهاب القنوات الخارجية من خلال فرض قوانين واجراءات تحد من عملها بالكامل، ورفض اي رقابة خارجية محايدة على مسيرة العملية الانتخابية تحت ذريعة استقلالية القرار المصري، ومنع اي محاولة للتدخل في الشؤون السيادية حتى لو جاء من الولايات المتحدة الامريكية العراب الرئيسي لمعظم انظمة الاعتدال العربية.
الاحزاب المصرية لم تلتقط هذه الاشارات، ومن التقطها فشل في تفكيك شيفرتها، واستخلاص الدروس والعبر منها، ووجدت نفسها تقع في مصيدة اعدت لها باحكام لتدمير ما تبقى لها من مصداقية في الشارع المصري.
النظام المصري لو كان يتمتع بالحد الادنى من الذكاء، لتصرف بطريقة مختلفة، خاصة بعد مطالبة المتحدث الامريكي بانتخابات حرة ونزيهة بحضور مراقبين دوليين، من حيث السماح لاحزاب المعارضة بالفوز بنسبة اكبر من المقاعد في البرلمان، كرد على الادارة الامريكية وكل المشككين بنزاهة الانتخابات. فوجود المعارضة، والاسلامية منها بالذات، في البرلمان السابق خدم النظام اكثر مما خدم هذه المعارضة، واضفى عليه، اي النظام، شرعية ديمقراطية لا يستحقها. فلم يحدث مطلقاً ان عطلت هذه المعارضة مشروع قانون، او غيرت سياسات، او راقبت اداء السلطة التنفيذية. مجرد قطعة في ديكور ديمقراطي مزور.
***
السؤال المطروح الآن هو عما سيحدث بعد ‘الصحوة المتأخرة’ لاحزاب المعارضة المتمثلة في مقاطعتها لانتخابات الاعادة، والانسحاب من العملية السياسية برمتها. هناك عدة احتمالات يمكن رصدها على الشكل التالي:
أولاً: ان تنزل احزاب المعارضة الى الشارع في مظاهرات صاخبة، ونحن نتحدث هنا عن الاحزاب الفاعلة مثل حزبي الاخوان والوفد، الامر الذي قد يؤدي الى حدوث صدامات دموية مع اجهزة النظام الامنية، ووقوع خسائر في الارواح تزيد من اشتعال الموقف.
ثانياً: ان تلجأ احزاب المعارضة والقوى الشعبية الاخرى الى اساليب العصيان المدني والاضرابات والاعتصامات.
ثالثاً: ان تحدث انشقاقات خاصة في صفوف حركة الاخوان المسلمين، وتلجأ الاجنحة المتطرفة التي عارضت الدخول في الانتخابات الى اعمال عنف، مثلما حدث في مرحلة السبعينات عندما افرزت الأزمة السياسية في حينها جماعات متمردة مثل حركة الجهاد الاسلامي، والتكفير والهجرة، والجماعة الاسلامية.
من الصعب علينا ان نتنبأ بأي من هذه السيناريوهات هو اقرب الى التحقيق، فمصر من اكثر البلدان في المنطقة غموضاً، واكثرها صعوبة على المنجمين السياسيين من امثالنا. فمن الممكن ان تشهد ثورة عارمة تقلب الاوضاع رأساً على عقب، ومن الجائز ان لا يحدث شيء على الاطلاق بسبب طبيعة الشعب المصري المسالمة، ظاهرياً على الاقل.
مصر وباختصار شديد، مقدمة على مرحلة صعبة، والامور فيها مفتوحة على كل الاحتمالات، والشيء الوحيد المؤكد ان حزبها الحاكم وان يحتفل بفوزه الكاسح يوم الاحد فانه قد لا يتمتع به، لانه فوز ‘مزور’ وبلا اي نكهة ديمقراطية.
نتمنى لمصر، ومن كل قلوبنا، الاستقرار والبعد عن كابوس العنف. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 نوفمبر 2010)  


ديمقراطيات صورية، انتخابات مزيفة، واستبداد متجدد


د. بشير موسى نافع 2010-12-01 بالنظر إلى التنوع الكبير في المجتمع المصري، بين مسلمين واقباط وسكان مدن هائلة، تكاد تكون خالية من العصبيات التقليدية، ومجتمعات ريفية وصحراوية تستند إلى الأسر الكبيرة والقبائل، فإن الانتخابات المصرية سارت على ما يرام. بعض العنف في دوائر الصعيد، واشتباكات هنا أو هناك في دائرة أو اثنتين في شبه جزيرة سيناء، ومقتل واحد أو اثنين وجرح بضعة عشرات، وتعليق الانتخابات في عدد قليل من الدوائر، لم يكن أمراً مستغرباً. معظم حوادث العنف، على أية حال، تعود إلى التنافس الحاد بين مرشحي الحزب الوطني، ولا علاقة خاصة لها بالتدافع السياسي في البلاد. في صورة عامة، جرت الانتخابات كما كان يجب أن تجري: سيطرة ساحقة لمرشحي الحزب الوطني، الذي أكد من جديد على أن مصر تعيش تطوراً بالغ الخطورة في تاريخها السياسي، بعد أن اكتمل التماهي المطلق بين مؤسسة الدولة والحزب الوطني، الحزب الذي يحكم مصر بصورة أو بأخرى، وباسم أو آخر منذ ولادة الجمهورية. هذه في الحقيقة ليست انتخابات، ولا ديمقراطية، ومن العبث أن يعيش البعض آملاً في إصلاح الأمور من دورة انتخابية إلى التي تليها. هذا نظام استبدادي مستحكم، وعلى المصريين التعايش معه بإخراج مسألة الحكم نهائياً من التدافع الاجتماعي السياسي، أو اجتثاثه من جذوره. بالنظر إلى حجم الإجراءات الوقائية التي اتخذها النظام قبل فترة كافية من الانتخابات، وإلى أن النظام حقق نصراً كبيراً عندما أعلن كل من حزب الوفد والتجمع والإخوان المسلمين المشاركة في العملية الانتخابية بالرغم من الدعوات الواسعة للمقاطعة في أوساط المعارضة، فقد تصرفت أجهزة الدولة، المكرسة لتحقيق فوز الحزب الوطني القاطع، وكأن الحزب يواجه معركة حياة أو موت. رفضت الدولة أصلاً الرقابة الأجنبية على الانتخابات، بما في ذلك مراقبة المؤسسات المدنية غير المرتبطة بأنظمة حكم معينة؛ وألغت كلية الإشراف القضائي، بالرغم من أن الأغلبية العظمى من القضاة الذين أشرفوا على الدورة الانتخابية السابقة كانوا من موظفي أجهزة ومؤسسات الدولة، ولم تحاول إلا قلة ضئيلة منهم تحمل مسؤولياتها كما ينبغي. ولأن المفترض أن لا يكون هناك من مبرر للاعتراض على الرقابة التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني المصرية، طالما أن الرقابة الأجنبية تمس بسيادة البلاد، فقد شكلت الدولة لجنة عليا للإشراف على الانتخابات، لتقوم هذه بوضع شروط تعجيزية أمام المراقبين المصريين، بدلاً من أن تحاول وضع حد لسيطرة أجهزة الأمن التقليدية على العملية الانتخابية. في المقابل، لم يتقدم أي من الأحزاب المشاركة في الانتخابات للمنافسة على عدد كبير من مقاعد مجلس الشعب، رغبة من هذه الأحزاب بعدم استفزاز الحزب الحاكم. وحرص الإخوان، على وجه الخصوص، بالابتعاد ما أمكن عن المنافسة على مقاعد القاهرة الكبرى، التي يعتبرها النظام والحزب الحاكم ساحة المعركة الانتخابية الأساسية. في إطارها العام، وفي تفاصيلها، اعتبرت انتخابات 2010 البرلمانية مواتية كلياً للحزب الحاكم، حتى أن الحزب قام وللمرة الأولى بالسماح بالتنافس على عدد ملموس من المقاعد بين أكثر من مرشح للحزب، منعاً للإحراج المعتاد في التفضيل بين أسر الأعيان ومراكز النفوذ، ولأن أحداً في البلاد، داخل صفوف الحزب الوطني أو خارجه، لم يكن لديه أدنى شك في أن الحزب سيفوز بالأغلبية العظمى من مقاعد مجلس الشعب المقبل. وربما للاهتمام الإعلامي العربي، الذي لا يعرف مبرره على أية حال، فقد اعتقد البعض أن الانتخابات ستجرى بقدر معقول من الشفافية، طالما أن النتيجة النهائية ليست محل شك أو اعتراض. ولكن ذلك كله لم يمنع تحول العملية الانتخابية إلى مجزرة سياسية بكل معنى الكلمة، أطيح فيها بمرشحي الأحزاب موضع القلق، وسمح فقط للمرشحين ‘المعارضين’ محل الثقة؛ كما أطيح بالمرشحين المستقلين غير الموالين، الواحد منهم تلو الآخر. المواطن المصري العادي كان وحده من أدرك حقيقة ما سيجري، فاتخذ قراراً شبه إجماعي بالمقاطعة، لتتجنب أغلبية الناخبين العظمى مراكز الاقتراع تجنبها الوباء المعدي. أحد المبررات الوجيهة التي وضعها الإخوان المسلمون والمعارضون الآخرون لمشاركتهم في انتخابات معروفة النتائج مسبقاً أن الحملة الانتخابية هي الوسيلة الوحيدة للاحتكاك بالشعب والتعرف على هموم الناس ومشاركتهم آمالهم وقضاياهم، وأن العملية الانتخابية فرصة هامة لكشف سياسات التزوير والخداع، وتزييف إرادة الناخبين، التي يقوم بها الحزب الحاكم. ولكن الواقع أن النظام لا يكترث بأوضاع القوى السياسية ومواقعها الشعبية، أو أنه لا يكترث كثيراً، ولا تقلقه وقائع ما يكشف أو لا يكشف. تماماً كما أن مصر تعيش قدراً ملموساً من حرية الصحافة، ترتكز إلى معادلة حرية الآخرين في أن يقولوا ما يريدون، وحرية النظام أن يفعل ما يريد. هذا نموذج جديد لعلاقات الاستبداد، أو مرحلة متطورة في تاريخه، استبداد مضى بعيداً عن استبداد عهد التنوير والآباء المستبدين العادلين، استبداد ما بعد الحداثة، حيث لم يعد للرأي العام، موالياً كان أو معارضاً، من أهمية خاصة في عملية الحكم ومقدراته. لا الرأي العام المصري يوضع في الحساب، ولا الرأي العام غير المصري، وحتى الضغوط الأمريكية، التي يقال دائماً إنها تلعب دوراً هاماً في التطور الديمقراطي، لم يعد لها من وجود ولا اعتبار. ثمة تصور ساد في العديد من بلدان العالم الثالث، مثل المكسيك وماليزيا وباكستان ومصر وإيران، بأن هناك دائماً إمكانية للإصلاح الديمقراطي التدريجي. وفي مصر خصوصاً، تلعب انتخابات 2005 دوراً رئيساً في صناعة الوهم المؤسس لإمكانية الإصلاح التدريجي. فقد استطاع الإخوان المسلمون، القوة السياسية المعارضة الرئيسة في البلاد، وبالرغم من التدخل الحكومي السافر في المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات، الحصول على 87 مقعداً من مقاعد مجلس الشعب، للمرة الأولى في تاريخهم السياسي على الإطلاق. ولكن الحقيقة أن انتخابات 2005 جرت في ظل ظروف خاصة، وربما استثنائية. فعلى خلفية من القلق والارتباك الذي أحاط بمسألة خلافة الرئيس، والمناخ العالمي الذي ولدته أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر والحربين في العراق وأفغانستان، وتبني إدارة بوش الابن لمقولة الارتباط بين غياب الديمقراطية وتصاعد اتجاهات العنف، ثم حركة التظاهر واسعة النطاق التي قادها الإخوان المسلمون في ربيع العام نفسه، تساهلت أوساط النظام في المرحلة الأولى من الانتخابات، التي نظمت في ثلاث مراحل، وهي المرحلة التي حصل فيها المرشحون الإخوان على العدد الأكبر من المقاعد التي احتلوها في المجلس السابق. في المرحلتين الثانية والثالثة، وضعت الإجراءات الكافية لمنع الإخوان والمعارضين المستقلين من الفوز بأي من المقاعد الهامة. اليوم، انقشع مناخ الحرب على الإرهاب، وانحازت واشنطن للتحليل القائل بخطر التيارات الإسلامية السياسية، حتى الديمقراطية منها، ويترسخ الآن يقين واضح حول مستقبل الحكم ومقعد الرئاسة، يتطلب في حد ذاته وجود مجلس شعب آمن في موالاته وقدرته على التشريع. تجنب الإخوان العودة إلى حركة الاحتجاج، بدعوى أنهم دائماً من يدفع الثمن؛ وعقد النظام صفقة ما مع القيادة الجديدة لحزب الوفد. وقد أصبحت نتائج انتخابات 2005 في حد ذاتها، التي أدت إلى أن يقود الإخوان المعارضة في المجلس، مبرراً لأن تجرى انتخابات 2010 في صورة مختلفة كلياً، أو في الصورة المعتادة للانتخابات المصرية منذ أكثر من نصف قرن. ولدت الدولة المصرية الحديثة في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، وتبلورت منذ ولادتها باعتبارها أداة السلطة الحاكمة التي قادها محمد علي. في المرحلة بعد الحرب الأولى، عندما أصبحت مصر دولة دستورية ملكية، وتبنت بعضاً من سمات الحكم الليبرالي، ظلت الدولة أداة للسلطة الحاكمة، التي ستمثلها نخبة طبقية ومؤسسة ملكية. بين فترة وأخرى، أجريت بالفعل انتخابات حرة وشفافة، ولكن لأن السلطة الحاكمة، بممثليها الكبار، أرادوا ذلك، لهذا السبب أو ذاك، أو للحفاظ على بعض من السمات الليبرالية للنظام. خلال أغلب حقبة النظام الملكي، حكمت مصر بما عرف بأحزاب الأقلية، أي تلك التي لا تمثل القطاع الأوسع من الناخبين. عندما وقعت ثورة تموز/يوليو 1952، التي أدت بعد عامين إلى ولادة النظام الجمهوري، ورثت الجمهورية الدولة المصرية كما هي، بنية وقيماً وأنظمة ومؤسسات، بدون أن تحدث انقلاباً جوهرياً فيها. ما قامت به الجمهورية كان وضع حد للتعددية الحزبية، وتسيير البلاد بنظام الحزب الواحد، وهو الأمر الذي يكاد يكون إعادة انتاج صريحة لسلطة الطبقة الحاكمة على النظام الملكي. عندما بدأت تجربة التعددية الحزبية في العهد الجمهوري الثاني، لم يكن السادات يسعى إلى إقامة نظام ديمقراطي بالمعنى الليبرالي، بل كان يحاول أن يضفي شيئاً من الشرعية الغربية الحديثة على نظام حكم الحزب الواحد. رأى السادات موقعه، وموقع مصر، في صف المعسكر الغربي، وربما اعتقد أن شيئاً من الانفتاح السياسي بات ضرورياً لتسويغ خيارات السياسة الخارجية وسياسات الاقتصاد والاجتماع التي تبناها. ولكن في جوهره، ظل نظام السادات نظام حكم الحزب الواحد، ولم يكن غريباً بالتالي أن الحزب الوطني الذي أسسه السادات ورث مراكز وممتلكات الاتحاد الاشتراكي، حزب النظام الحاكم في عهد ما قبل التعددية السياسية. ما شهدته مصر في المرحلة التالية كان استمراراً وفياً لفترة حكم السادات، مع انفراجات قليلة ومتباعدة، فرضتها الظروف أو متطلبات طارئة. ليس ثمة طريقة لوضع نهاية للاستبداد سوى تقويض القواعد الاجتماعية الاقتصادية التي يرتكز إليها. انتظار الإصلاح التدريجي، كما فعل الأتراك عندما ظنوا في 1950 أن حكم الشعب الجمهوري قد انتهى وأفسح مجاله لنظام تعددي ديمقراطي، يعني عقوداً طويلة من الاستبداد المقنع، واستمرار هيمنة النخبة الحاكمة، بصيغ وأسماء أخرى. المستبدون ليسوا أقل ذكاء وحنكة من دعاة الحرية، سيما عندما يتعلق الأمر بمصير آليات السيطرة والسلطات والامتيازات التي ورثوها من المستبدين قبلهم. ‘ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 نوفمبر 2010)  


قلق امريكي اسرائيلي من الكشف عن اتفاق بين طهران وكاراكاس لاقامة قاعدة عسكرية في فنزويلا للصواريخ الباليستية الايرانية


زهير اندراوس: 2010-12-01  قالت صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ الاسرائيلية في عددها الصادر امس ان ايران بصدد اقامة قاعدة عسكرية لصواريخ ارض ـ ارض في فنزويلا، لافتةً الى انّ الامر هو بمثابة كابوس بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، اذ انّ القاعدة المذكورة ستكون في الساحة الخلفية لامريكا، ولفتت الصحيفة العبرية الى انّ هذا الكشف جاء في صحيفة ‘دي فولت’ الالمانية، التي اعدّت تحقيقًا صحافيا شاملا عن توطد العلاقات بين طهران وكاراكاس، وبين الرئيسين هوغو تشافيز ومحمود احمدي نجاد.

وبحسب المصادر الغربية فانّ الاتفاق بين الدولتين على انشاء القاعدة العسكرية الايرانية تمّ توقيعه خلال زيارة تشافيز الاخيرة الى ايران في التاسع عشر من شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وبحسب المصادر عينها فانّ الايرانيين اقدموا على هذه الخطوة لزيادة الردع ضدّ امريكا، ايْ نشر اسلحة استراتيجية في الساحة الخلفية لامريكا، ولفتت المصادر عينها الى انّ المسافة بين ايران وامريكا تصل الى 10 الاف كيلومتر، بينما المسافة بين فنزويلا وامريكا فهي الفا كيلومتر فقط.
وجاء انّ فنزويلا تعهدت بالسماح لضباط ايرانيين بادارة القاعدة العسكرية، بالاضافة الى خبراء في تفعيل الصواريخ وعناصر الحرس الثوري الايراني، وذلك بالتنسيق وبمشاركة ضباط من فنزويلا. وحسب الاتفاق، فانّ القاعدة العسكرية ستستغل من قبل ايران لاطلاق الصواريخ الباليستية، كما انّ فنزويلا باستطاعتها استعمال القاعدة نفسها لاحتياجاتها القومية، مثل ردع كولومبيا.
وزادت الصحيفة قائلة انّ ايران ستنشر بالقاعدة العسكرية الجديدة، والتي سيباشر باقامتها قبل حلول العام 2011 صواريخ باليستية من طراز شهاب 3 وسكاد مطوّر. وزادت انّ توثيق العلاقات بين ايران وفنزويلا يقض مضاجع الامريكيين في البيت الابيض، اذ انّ الرئيس الفنزويلي قام في السنوات الخمس الاخيرة بزيارة طهران 10 مرات، فيما قام الرئيس الايراني نجاد بزيارة فنزويلا 4 مرات، ومنذ ذلك الحين، بحسب المصادر الغربية، تمّ التوقيع على مئات الاتفاقيات المشتركة بين البلدين، ولفتت الى انّ هذا التطور يعيد لدى الامريكيين الى الاذهان ازمة الصواريخ الكوبية، والتي كادت انْ تشعل فتيل الحرب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ابان الحرب الباردة بينهما، وذلك في العام 1962. وبحسب المصادر الاسرائيلية فان ايران نفسها لا تخفي نواياها من العلاقات مع امريكا اللاتينية، فيما قال الرئيس الايراني احمدي نجاد نفسه، انّه عندما كانت الدول الغربية تسعى الى عزل ايران، توجهنا الى فناء الولايات المتحدة الخلفي، في اشارة لامريكا الجنوبية. وقالت المصادر عينها انّ تصريح نجاد يكشف عن عزم طهران توسيع تنافسها الاستراتيجي مع واشنطن الى امريكا اللاتيني. واشارت الى انّ ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما دعت الى التنبه الى ذلك، اذ ان نظام احمدي نجاد يعد باصداء استراتيجية بعيدة عن الشرق الاوسط في الجوار الامريكي.
واضافت المصادر الاسرائيلية قائلةً: لقد كان توسع النفوذ الايراني في النصف الغربي من الكرة الارضية سريعًا جدًا، وارتفع عدد الممثليات الايرانية في المنطقة، خلال سنتين ونيّف، من ست الى احدى عشرة ممثلية، وازداد عدد طواقم الموظفين الدبلوماسيين بشكل مطّرد، وقد اتت مضاعفة الروابط الايرانية مع امريكا اللاتينية نتيجة للتقارب الاستراتيجي، وتعتبر طهران اختراقها للمنطقة كامر حيوي لجهودها الساعية الى تقويض تاثير واشنطن الدولي، وتعتبر الحكومات اليسارية الراديكالية ايران شريكة لها، تتشاطر معها دافعًا مشتركًا هو العداء للولايات المتحدة، وزادت نتيجة لذلك فهو تحالف معاد للولايات المتحدة في قلب النصف الغربي من الكرة الارضية.
وتحدثت تقارير اسرائيلية اخرى عن ازدياد اتساع رقعة المصالح التجارية في اعقاب تنامي العلاقات السياسية بين ايران وامريكا اللاتينية، حيث استثمرت طهران في فنزويلا بمجموعة واسعة من الصناعات التي تتراوح بين مصانع للسيارات ومنشآت لانتاج الاسمنت. وفي الاكوادور وافقت ايران على بناء مصفاة للبترول ومنشأة للبتروكيماويات، وبذلت ايران جهودا من اجل زيادة روابطها التجارية والتعاونية مع المكسيك والبرازيل، بالاضافة الى ذلك تسعى الى تطوير روابط عسكرية مع فنزويلا. واقدمت طهران عام 2007 على توقيع اتفاقية تعاون في الشؤون الدفاعية، اسفرت حتى الآن عن توفير عشرات من الطائرات من دون طيار.
وفي نفس الوقت، اصبحت ايران شريكا اساسيا في تطوير البرنامج الفضائي والمشاريع النووية في كراكاس والبرامج المعلنة عنها لبناء مصنع للذخيرة في ولاية كارابوبو في فنزويلا، .الا ان النشاطات الايرانية الاكثر اثارة للقلق، بحسب الاسرائيلية،، هي تلك المرئية على نحو اقل مثل انشاء بنيات تحتية ارهابية مرتبطة بطهران. وبيّنت المصادر انّ توظف طهران بالتوافق فيالق من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني في عملياته الخفية، وقد تنامى حضور كلتا المنظمتين في امريكا اللاتينية بشكل ملموس في الاعوام الاخيرة، حيث تقيم فيالق الحرس الثوري الايراني تعاونا وثيقًا مع وكالات الاستخبارات الفنزويلية، في حين انشأ حزب الله شبكة من العلاقات مع المواطنين الفنزويليين، ما جعل كراكاس منفذ حزب الله الى امريكا اللاتينية. وذهبت المصادر في تل ابيب الى القول انّه في الوقت الذي شجبت فيه ذلك وزارة المالية الامريكية، وفر احد الدبلوماسيين الفنزويليين المعتمدين في بيروت، ويدعى غزير نصر الدين، الدعم لحزب الله، بما في ذلك المساعدة في بناء جهاز لتجنيد الاموال خاص به في امريكا اللاتينية، وكشفت عن دور حزب الله في نشر المساجد الشيعية في الاكوادور، وخلصت المصادر الى القول انّه يجب اخذ التغلغل الايراني في نصف الكرة الارضية الغربي على محمل الجد، لذلك اختار وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان السفر الى هذه الدول لصد المد الايراني، على حد قولها.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 نوفمبر 2010)  


ويكيليكس: بريطانيا سمحت لأمريكا تخزين القنابل العنقودية على أراضيها


2010-12-02 لندن- كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع (ويكيليكس) أن بريطانيا لزمت الصمت حول ثغرة قانونية سمحت للولايات المتحدة تخزين القنابل العنقودية على أراضيها، على الرغم من فرض حظر دولي على هذا النوع من الأسلحة.

وقالت صحيفة (الغارديان) الصادرة الخميس نقلاً عن الوثائق الأمريكية السرية إن وزارة الخارجية البريطانية اقترحت حجب الثغرة القانونية التي سمحت للولايات المتحدة بتخزين القنابل العنقودية في جزيرة دييغو غارسيا عن البرلمان.
وتؤجر بريطانيا جزيرة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي للولايات المتحدة، والتي اقامت فيها قاعدة ضخمة يتم فيها تخزين القنابل العنقودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن برقية دبلوماسية أمريكية كشفت أن بريطانيا عرضت على الامريكيين استثناءً لتخزين قنابلهم العنقودية بصورة موقتة ولمهام محددة.
ونسبت البرقية إلى مسؤول بارز بوزارة الخارجية البريطانية قوله « سيكون من الأفضل لحكومة الولايات المتحدة والحكومة البريطانية عدم التوصل الى اتفاق نهائي على أساس هذا العرض المؤقت حتى اكتمال التصديق على معاهدة حظر الذخائر العنقودية في البرلمان كي تتمكن الحكومة من ابلاغ النواب أنها طلبت من حكومة الولايات المتحدة ازالة الذخائر العنقودية بحلول العام 2013 من دون تعقيد النقاش من خلال الاعتراف بوجود استثناءات لهذا القرار ».
واضافت الصحيفة إن البرقية الدبلوماسية كشفت أيضاً أن معظم الذخائر العنقودية جرى تخزينها في سفن أمريكية قبالة جزيرة دييغو غارسيا، للتحايل على ما يبدو على الحظر المفروض على الأسلحة العنقودية المتبقية على الأراضي البريطانية بعد العام 2013.
وقالت نقلاً عن البرقية إن نيكولا بيكار رئيس مجموعة السياسة الأمنية في وزارة الخارجية البريطانية أكد أن تخزين القنابل العنقودية في السفن الامريكية قبالة سواحل دييغو غارسيا ما يزال مسموحاً. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 ديسمبر 2010)


تصاعد الغضب بسبب تسريبات ويكيليكس ومذكرة توقيف جديدة بحق اسانغ


2010-12-02 ستوكهولم- أعلنت السويد الخميس انها ستصدر مذكرة اعتقال جديدة بحق مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانغ في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة غضبا بسبب الوثائق التي سربها الموقع.

وفيما اختفى اسانغ عن الانظار، أكد محاميه البريطاني أن الشرطة البريطانية وأجهزة أمنية لدول أخرى تعرف مكان تواجده، كما تبين أن خطأ ما حدث في مذكرة الاعتقال الاولى التي صدرت بحقه مما حال دون قيام الشرطة البريطانية بأي تحرك.
ومن ناحيته قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعيين راسل ترفيرز الخبير في مكافحة الارهاب على رأس جهود شاملة لتحديد وتطوير الاصلاحات الهيكلية المطلوبة عقب تسريبات ويكيليكس، حسب البيت الأبيض.
وبعد أن رفضت المحكمة العليا في السويد الخميس النظر في طعن تقدم به اسانغ في مذكرة التوقيف بحقه بتهمة الاغتصاب، ذكرت الشرطة السويدية انها ستصدر مذكرة أخرى.
وصرح تومي كانغاسفيري من الشرطة الجنائية السويدية لوكالة فرانس برس « علينا أن نجدد المذكرة. نحن نعترف بأن هناك خطأ إجرائيا، ويجب على النائبة العامة ماريان ناي إصدار مذكرة جديدة ». واضاف إن الإجراءات تنص على إدراج العقوبة القصوى لجميع الجرائم التي يشتبه بأن اسانغ ارتكبها.. لكننا لم ندرج سوى تلك المتعلقة بالاغتصاب.
ولم يظهر اسانغ إلى العلن منذ بدأ موقعه في تسريب نحو 250 ألف برقية الأحد الماضي. ونفى محاميه من لندن مارك ستيفينز أن يكون اسانغ فارا.
وأعلن ستيفنز أن الشرطة البريطانية وعدة دول تعرف مكان وجود مؤسس موقع ويكيليكس المطلوب من الانتربول، بدون أن يؤكد مكان وجوده بالتحديد.
وقال ستيفنز إن سكوتلانديارد تعلم بمكان تواجده، كما أن الاجهزة الامنية لعدد من الدول تعرف مكان تواجده.
وجاءت تصريحات ستيفينز الذي يعمل من لندن بعد أن ذكرت صحيفة بريطانية انه يعتقد أن اسانغ متواجد في جنوب شرق انكلترا، الا أن الشرطة لم تتمكن من التحرك للقبض عليه بسبب خطأ في مذكرة الاعتقال الاوروبية.
وبعد أن قالت سارة بالين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي انه يجب معاملة فريق موقع ويكيليكس على انه منظمة ارهابية صرحت متحدثة باسم الموقع أن اسانغ يخشى على حياته.
وقالت كريستين هرافنسون في لندن إن خوفه على سلامته مبرر، مع وجود أشخاص يدعون على سبيل المثال إلى اغتياله، وذلك بعد أن دعت مواقع أمريكية يمينية الى اغتياله.
وأعربت والدة اسانغ عن خشيتها على سلامة ابنها. وقالت كريستين اسانج لصحيفة (كورير ميل) في كوينزلاند باستراليا « أخشى أن الأمر أصبح كبيرا وأن القوى التي يتحداها كبيرة جدا.
وأكد بيورن هيرتنغ محامي اسانغ في ستوكهولم لوكالة فرانس برس الخميس انه سيطعن في أمر تسليم اسانغ إلى السويد في حال اعتقاله.
ووصف متحدث باسم الخارجية الأمريكية اسانغ بانه (فوضوي)، فيما حاولت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تهدئة المخاوف التي أثارتها التسريبات وذلك أثناء جولتها في وسط اسيا.
واستقطبت التسريبات بشأن روسيا الاهتمام، حيث كشف الموقع عن مذكرة دبلوماسية أمريكية تفيد بأن المدعي العام الاسباني وصف روسيا بانها دولة مافيا تعمل فيها الأحزاب السياسية يدا بيد مع الجريمة المنظمة.
وتفيد هذه المذكرة التي أرسلتها في شباط/ فبراير 2010 السفارة الأمريكية في مدريد أن المدعي خوسيه غونزاليس الذي يحقق منذ حوالى عشر سنوات بشأن الجريمة المنظمة في روسيا قال « لا يمكننا التمييز بين نشاطات الحكومة (الروسية) ومجموعات الجريمة المنظمة ». وأكد المدعي الاسباني ايضا انه متفق مع المعارض الروسي الكسندر ليتفيننكو الذي اغتيل في لندن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 بانه تم تسميمه بمادة البولونيوم 210 المشعة بمبادرة من اجهزة الاستخبارات والامن في روسيا.
وفي برقية أخرى أرسلت عقب مقتل ليتفيننكو، شكك مساعد وزير الخارجية الاميركي دانيال فرايد في امكانية معرفة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مسبقا بمؤامرة قتل الروسي المنشق.
وفي مقابلة مع دبلوماسي أمريكي بارز تساءل فرايد حول ما اذا كانت عناصر أمنية مارقة يمكن أن تعمل بدون معرفة بوتين، خاصة مع الأخذ في الاعتبار اهتمام بوتين بالتفاصيل.
ونقلت برقيات أخرى عن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قوله إن (الديمقراطية الروسية اختفت) ووصف الرئيس ديمتري مدفيديف انه بمثابة (روبن) بالنسبة لـ(باتمان) بوتين.
الان أن بوتين قال في مقابلة مع (سي ان ان) إن غيتس مخطئ تماما، محذرا المسؤولين الامريكيين من مغبة التدخل في شؤون روسيا السياسية الداخلية.
ورغم تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن مؤخرا، الا أن بوتين لم يخف انزعاجه. وقال إن بلادنا يقودها أشخاص من الفدرالية الروسية من خلال حكومة منتخبة شرعيا.
وعلقت وزارة الخارجية مؤخرا قدرة البنتاغون على الوصول إلى بعض الوثائق. ويعتقد أن ويكيليكس حصلت على نحو 250 ألف برقية من برادلي ماننغ (23 عاما)، ضابط الاستخبارات الأمريكية السابق. وتحت الضغط قرر موقع امازون التوقف عن استضافة موقع ويكيليكس مما أجبره على اللجوء إلى مواقع أوروبية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 ديسمبر 2010)


ويكيليكس: طائرات أمريكية تجسست على حزب الله من قاعدة بريطانية في قبرص


2010-12-02 لندن- كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن طائرات تجسس أمريكية من طراز (يو 2) قامت بمهمات تجسس سرية فوق لبنان ضد حزب الله من قاعدة جوية بريطانية في قبرص.

ونقلت صحيفة الغارديان الخميس عن الوثائق إن طائرات التجسس الأمريكية كانت تنطلق من قاعدة (آكرونيري) التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص لجمع معلومات استخباراتية وتمريرها إلى السلطات اللبنانية لمساعدتها على تعقب مقاتلي حزب الله.
وأضافت الصحيفة إن استخدام طائرات التجسس الأمريكية (يو 2) القاعدة الجوية في قبرص للقيام بمهمات تجسسية فوق لبنان أثار مراسلات مشحونة بين المسؤولين البريطانيين والسفارة الأمريكية في لندن، ودفع وزراء حكومة حزب العمال (وقتها) إلى مطالبة الأمريكيين بوقف العملية السرية التي أسموها (مسح الأرز) نتيجة انتشار القلق العام في المملكة المتحدة بشأن الرحلات الجوية السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لنقل معتقلين إلى دول تملك سجلات سيئة في حقوق الإنسان خشية اتهامهم بالتواطؤ بالتعذيب.
وذكرت وثائق ويكيليكس أن الولايات المتحدة رفضت القلق البريطاني حول التعذيب بعبارات غير لائقة، وكتب مسؤول بارز في السفارة الأمريكية في لندن في برقية دبلوماسية أرسلها إلى واشنطن « لا يمكننا اتخاذ نهج يخشى المجازفة في مكافحة الإرهاب، لأن الخوف من احتمال انتهاك حقوق الإنسان يسمح للإرهاب بالانتشار في لبنان ».
وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق ويكيليكس كشفت أيضاً أن طائرات التجسس الأمريكية (يو 2) كانت تقوم، بالإضافة إلى مهمات لبنان، بجمع معلومات استخباراتية فوق تركيا وشمال العراق، ثم تمرر المعلومات سراً للسلطات التركية في عملية سميّت (محارب المرتفعات).
وأضافت إن البريطانيين احتجوا في الحالتين على تمرير المعلومات الاستخباراتية إلى طرف ثالث، وطالبوا الولايات المتحدة في 19 نيسان/ ابريل 2008 تزويدها بالتفاصيل الكاملة لجميع الرحلات الجوية لتمكينهم من معرفة ما إذ كانت هذه الممارسة تضع المملكة المتحدة أمام خطر اتهامها بالتواطؤ في أعمال غير مشروعة.
ونقلت الصحيفة عن الوثائق الدبلوماسية الأمريكية « كانت هناك هفوات أخرى أحرجت الحكومة البريطانية من خلال عمليات الترحيل السري عبر القاعدة الجوية في جزيرة دييغو غارسيا البريطانية، واستخدام الولايات المتحدة مطار بريستويك البريطاني في عام 2006 بشكل غير صحيح لنقل القنابل الموجهة بالليزر إلى إسرائيل لمهاجمة مخابئ حزب الله في لبنان، مما تسبب في احتجاج البريطانيين ».
ونسبت إلى ويل جيسيت الذي كان يشغل وقتها منصب مدير مكافحة الإرهاب بوزارة الدفاع البريطانية قوله في رسالة « إن استخدام قواعد المملكة المتحدة للقيام بعمليات سرية أو مهمات مثيرة للجدل في لبنان أو تركيا يعني أن من المهم بالنسبة لنا أن نكون مقتنعين بأن الحكومة البريطانية لا تساعد بشكل غير مباشر على ارتكاب أعمال غير مشروعة من جانب تلك الحكومات ».
وأضاف جيسيت « الدول الأخرى ولا سيما قبرص، يمكن أن تعترض عند معرفتها بطبيعة تلك العمليات، ولذلك أراد وزراء الحكومة البريطانية من الولايات المتحدة تزويدهم في كل مرة يجرون فيها هذه العمليات بتقييم عن أي مضاعفات قانونية أو آثار تتعلق بحقوق الإنسان يمكن أن تترتب عليها ».
وقالت الغارديان إن صبر الولايات المتحدة نفد بعد أن أرسل لهم جون هيلمان المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية رسالة شدد فيها على أن وزارة الخارجية الأمريكية نفسها وثّقت في تقريرها عن حقوق الإنسان حالات تعذيب واعتقالات عشوائية قامت بها قوات الجيش اللبناني، وحث الولايات المتحدة على ضمان رعاية السجناء في لبنان إذا كان هناك أي خطر من أن المعتقلين جرى توقيفهم عن طريق المعلومات التي جمعتها عملية مسح الأرز.
وأضافت أن السفارة الأمريكية في لندن « أرسلت عند هذه النقطة برقية إلى واشنطن دعت فيها إلى عدم السماح لقلق البريطانيين إزاء مسألة حقوق الإنسان بعرقلة عمليات مكافحة الإرهاب، واعتبرت مطالبهم غير واقعية عدا عن كونها عبئاً أيضاً، واقترحت إجراء اتصالات على مستويات أعلى لإسكاتهم ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 ديسمبر 2010)


وجهة نظر إقتصادية – ماذا يحدث في أوروبا؟


عامر ذياب التميمي *

مثّلت الأزمة في إرلندا هاجساً مهماً للاقتصاديين والمسؤولين الحكوميين في مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي وكذلك العاملين في المؤسسات المالية العالمية. ولا شك في أن كثيرين من المهتمين بالشأن الاقتصادي اعتقدوا، قبل سنوات قليلة، بأن الاقتصاد الإرلندي من الاقتصادات النشطة والمتعافية والمرتفعة النمو. لكن ما حصل أكد أن ثمة خللاً في بنية هذا الاقتصاد وفي السياسات المالية الحكومية، ليس في إرلندا فقط ولكن في العديد من بلدان الاتحاد. عند التوقيع على اتفاق الوحدة النقدية أو «اتفاق ماسترخت» عام 1992، وُضعت معايير يجب اتباعها من البلدان الموقعة أو الساعية إلى الانضواء تحت مظلة الوحدة النقدية. وتبع توقيع الاتفاق اعتماد عدد من التدابير والإجراءات وعقد اتفاقات جديدة. ومنذ كانون الثاني (يناير) 1999، بدأ العمل بنظام الوحدة النقدية وأصبح اليورو العملة المعتمدة الوحيدة في العديد من بلدان الاتحاد التي اعتمدت عضوية الوحدة النقدية. لكن أهم من ذلك أن الاتفاق نص على شروط أساسية أكدت ضرورة التوافق في شأن السياسة النقدية في البلدان الأعضاء كلها، وبتقنين السياسات المالية بحيث لا يتجاوز العجز في الموازنات الحكومية نسبة ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في أي من البلدان، كما أن معدل التضخم يجب ألا يزيد على 1.5 في المئة.
خلال السنوات العشر الماضية منذ البدء بالعمل بنظام اليورو، لم يلتزم العديد من البلدان الأعضاء بهذه المعايير الصارمة، والدليل على ذلك ارتفاع نسبة العجز في الموازنات الحكومية إلى معدلات تتراوح ما بين سبعة و15 في المئة. ويبدو أن العديد من حكومات هذه البلدان لم تتمكن من ترشيد الإنفاق العام، أو التخلي عن المسؤوليات الاجتماعية الباهظة من ضمن أنظمتها من أجل الحد من المخصصات في إطار الإنفاق العام. كذلك لم تُرفع المعدلات الضريبية إلى مستويات تؤدي إلى زيادة إرادات الخزينة العامة للوفاء بتلك الالتزامات. وقد لا يمكّن التفاوت في البنية الاقتصادية بين هذه البلدان من تحقيق التواؤم المنشود في نصوص الاتفاق النقدي المشار إليه. لا يمكن أن تكون ألمانيا، مثلاً، في مصاف اليونان لجهة التنظيم الاقتصادي والهيكل الحكومي والإداري أو السلوكيات المجتمعية، لذلك كان متوقعاً أن تحدث مشاكل مهمة في عملية تطوير الوحدة الاقتصادية بين البلدان الأوروبية. ليس ذلك فقط، فهناك بلدان مثل بولندا وهنغاريا وغيرهما من بلدان أوروبا الشرقية التي ظلت ترزح تحت نظام اقتصادي شمولي لعقود طويلة، مقرر لها أن تلتحق بالوحدة النقدية، أو نظام اليورو، في السنوات المقبلة. وفي هذه البلدان، تتحمل الحكومات التزامات اجتماعية مهمة لا يمكن الفكاك منها في زمن قصير، وهي ستكون لذلك معرضة لمشاكل كعجز الموازنة وارتفاع المديونية الحكومية إلى مستويات غير مقبولة. إذاً هناك تحديات بنيوية في هذا النظام كان لا بد من التحوط لها من قبل الحكومات المعنية.
الآن وبعد اعتماد اتفاق مع الحكومة الإرلندية وتأمين قروض لها تبلغ قيمتها 118 بليون دولار، هل يمكن أن نزعم بأن الأمور أصبحت سالكة وأن المشاكل باتت قابلة للعلاج؟ قبل التوصل إلى هذا الاتفاق، برزت مشاكل سياسية معقدة في إرلندا حيث واجهت الحكومة معارضة شديدة تمثلت بالتحفظ على الشروط التي تمكن صندوق النقد الدولي ومفوضية الاتحاد الأوروبي التدخل في السياسات الحكومية ومتابعة الالتزام بقيود الاقتراض وحدود معدلات العجز في الموازنة. واعتبر سياسيون معارضون أن هذه الشروط تفقد البلاد سيادتها. وهنا تبدو لنا المعضلة الحقيقية في اتفاق الوحدة النقدية الذي يفترض تطبيق إجراءات وتدابير موحدة تتجاوز الاعتبارات الوطنية في أي من هذه البلدان الأعضاء، وهي كيفية التوفيق بين هذه المعايير والالتزامات الاجتماعية. تتكرس الالتزامات الاجتماعية مع الزمن وتصبح حقوقاً مكتسبة لفئات واسعة من الطبقات الوسطى والطبقات الشعبية بما يجعل من الالتزام بها عهداً سياسياً أمام الناخبين. ربما وافقت الحكومة الإرلندية، وقبلها الحكومة في اليونان، على شروط الاتفاقات الجديدة لحماية بلدانها من إعلان الإفلاس، أو على الأقل عدم القدرة على التسديد بموجب الشروط الأساسية لعمليات التمويل، إلا أن التبرم من هذه الشروط يظل مستمراً في وجدان فئات اجتماعية وأحزاب سياسية ما يؤثر في نتائج الانتخابات التشريعية في هذه البلدان. لكن هل يمكن أن تستمر هذه البلدان بالإنفاق من دون حساب، وإلى أي مستوى يمكن أن تصل المديونيات الحكومية؟
بلغ الدين العام في عدد من البلدان الأوروبية نسبة مهمة وقياسية من الناتج المحلي الإجمالي. في اليونان، مثلاً، بلغ نسبة 126 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وفي إرلندا 65 في المئة وفي فرنسا 78 في المئة وفي إيطاليا 116 في المئة. ولا بد أن يكون لهذه المستويات من الدين العام تأثيرها في الأداء الاقتصادي إذ ستُخصَّص هناك أموال لخدمة الديون تكون على حساب التزامات أخرى، وقد تدفع الحكومات إلى رفع معدلات الضرائب بما ينعكس سلباً على الأداء الاقتصادي العام في البلاد. وليست بلدان الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة، كلها أعضاء في الوحدة النقدية إذ أن عدد البلدان التي تعتمد اليورو هي 16 فقط حتى الآن، ويبلغ مجموع ناتجها الإجمالي السنوي 16.5 تريليون دولار، ويقارب عدد سكانها 500 مليون نسمة. إذاً تمثّل البلدان المذكورة ثقلاً اقتصادياً مهماً وتستوعب جزءاً مهماً من صادرات الدول غير الأعضاء، سواء الآسيوية أو الأفريقية أو بلدان الأميركتين. لذا يصبح تعافي هذه الاقتصادات الأوروبية مهماً للاقتصاد العالمي، ولذلك سارع صندوق النقد الدولي إلى إسعاف إرلندا وقبل ذلك اليونان، وقد يعود ليقدم مساعدات إلى البرتغال أو إسبانيا. بيد أن هذه المشاكل، أو المعضلات، تطرح تساؤلات أساسية حول صلاحية الأنظمة الاقتصادية، فهل هناك ضرورة لإعادة النظر بالمفاهيم والقيم الاقتصادية والاجتماعية التي توارثتها الحكومات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟
* كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية – الكويت  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  2 نوفمبر2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

22 août 2003

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1189 du 22.08.2003  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تأجيل النظر

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.