حملة تمشيط لمقاومة الانتصاب الفوضوي بالعاصمة واعتقالات بالجملة
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. مارس 2011 قامت يوم الأربعاء 16 مارس قوات الأمن والجيش بحملة تمشيط واسعة بعدد من أنهج وأحياء مدينة تونس وذلك لإنهاء عملية الانتصاب الفوضـوي. وحسب شهود عيان فإن الحملة جاءت بعد أن نشبت خصومات بين المنتصبين انتهت بمواجهات وصفت بالعنيفة استعملت فيها الحجارة وأسلحة بيضاء من قبل المنتصبين الأمـر الذي أدى إلى حضور أعداد غفيرة من قوات الأمن والجيش بهدف تفريقهم. هذا وقد استعلمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع كما تم اعتقال عدد من الشباب. من جهة أخرى عبر بعض أصحاب المحلات في شارل ديقول ونهج جمال عبد الناصر عن ارتياحهم للإجراء المتخذ من قبل السلطات الأمنية فيما لوح عدد من الباعة الذين ينتصبون على الأرصفة عن استعدادهم لتصعيد الموقف وذلك للدفاع عن حقهم في الحصول على قوتهم على حد تعبيرهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 مارس 2011)
الافراج عن سفينة تونسية خطفها قراصنة في الصومال
السبيل أونلاين – تونس – وكالات اعلنت وزارة النقل والتجهيز التونسية الخميس ان القراصنة الصوماليين افرجوا عن السفينة التونسية التي تم اختطافها في نوفمبر الماضي اثر تلبية شروط الخاطفين ودفع فدية بنحو مليوني دولار.
وقالت وكالة الانباء الرسمية نقلا عن الوزارة « تم منذ بضع دقائق من صباح الخميس الافراج عن افراد الطاقم التونسي لسفينة « هنيبعل2″ وعددهم 32 بينهم 22 تونسيا وهم الان في الطريق بحرا الى جيبوتي ».
واضاف ذات المصدر « ان هذا الاجراء ياتي بعد نجاح المفاوضات التي قادتها الحكومة التونسية مع القراصنمة الصوماليين ودفع فدية بقيمة مليوني دولار ». ومن المتوقع ارسال طائرة تونسية مدنية لجلب الطاقم التونسي من جيبوتي الخميس » حسبما اضاف ذات المصدر مؤكدا ان « جميع افراد الطاقم بصحة جيدة…وقد تم توفير كل الاسباب الحماية الامنية للسفينة وطاقمها ».
وكان فريد عباس صاحب الشركة المالكة لسفينة « هنيبعل2 » التي اختطفت في 11 نوفمبر الماضي في خليج عدن اعلن الاربعاء على التلفزيون الوطني التونسي، ان القراصنة سيفرجون قريبا عن السفينة وطاقمها وذلك اثر تلبية شروط الخاطفين ودفع فدية بنحو 4 ملايين دولار.
وردا على سؤال بشأن نجاح المفاوضات بعد قبول القراصنة بخفض مبلغ الفدية من عشرة ملايين دولار الى اربعة ملايين دولار، قال صاحب السفينة المخطوفة « هذه ممارسة معهودة من قبل القراصنة فهم يشترطون مبالغ كبيرة في البداية، وهذا امر معروف وحصل في عمليات خطف سابقة، ونحن قدرنا مبلغ الفدية بحوالي المبلغ الذي اشرتم اليه في السؤال ».
وكان على متن السفينة حين اختطافها طاقم من 31 فردا هم 23 تونسيا واربعة فيليبينيين وكرواتي وجورجي وروسي ومغربي. وكانت السفينة قادمة من ماليزيا إلى اليونان محملة بالزيت النباتي. (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 17 مارس 2011)
فؤاد زغباني حامة قابس:نداء إلى الجهات المسؤولة
بسم الله الرحمان الرحيم
تحية طيبة ،و بعد
أنا فؤاد زغباني المولود في 26 جويلية 1986 صاحب بطاقة إعاقة عدد 2176 طبيعة الإعاقة عضوية. الساكن بعين الزغابنة عدد 46الحامة قابس، متحصل على بكالوريا رياضيات دورة 2005. ملاحظة :لم أتمكن من مواصلة دراستي الجامعية بسبب إعاقتي العضوية .
الموضوع :طلب الحصول على شغل علما أنني على كرسي متحرك.أقترح على سيادتكم تمكيني من وظيفة قيم في معهد قريب من مقر سكني أو كاتب إدارة عمومية خاصة أن ذلك متوافق مع مؤهلاتي التعليمية والجسدية تجسيما للرعاية لضعاف الحال وذوي الإحتيجات الخاصة . وهو ماسيساهم في إندماجي في الحياة الإجتماعية والإقتصادية ويحفض كرمتي. فقد طالت مدة إنتظاري في المنزل وهو ما ينعكس عليا سلبياً الرجاء السرعة في التدخل و المساعدة.
شلل في بلديات ولاية المنستير نتيجة الشغور
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. مارس 2011 استقال رئيس بلدية خنيس ومساعده الأول وكامل أعضاء مجلس بلدية الساحلين و14 عضوا من بلدية المكنين.
هذا ويسجل شغور على مستوى منصب الكاتب العام في بلديتي قصر هلال والمنستير.
يشار إلى أن أغلب البلديات في ولاية المنستير تعيش شللا تاما نتيجة تعدد الاستقالات و الهروب من مباشرة المهام نتيجة تورط بعض المجالس البلدية في بالجهة في التواطئ مع أفراد من عائلة الرئيس المخلوع.
وتسعى السلطات الجهوية إلى إعداد قائمات إسمية بالتشاور مع مكونات المجتمع المدني في الجهات للتحضير لنيابات خصوصية تعوض المجالس البلدية التي من المنتظر أن يقع حلها خلال الأيام القادمة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 مارس 2011)
طاقم امن كلينتون يفتش الصحفيين بمقر الخارجية التونسية
تونس, تونس, 17 (UPI) — قام عدد من أفراد الطاقم الأمني المرافق لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لتونسبتفتيش الصحافيين المدعوين لتغطية مؤتمر صحفي لها اليوم الخميس بمقر وزارة الخارجية، بينما اكتفى الأمن التونسي بمراقبة الوضع.
ولم يكتف أفراد الأمن الأمريكي بهذا الإنتهاك لسيادة تونس داخل وزارة الخارجية ،وإنما عمدوا إلى إهانة البعض من الصحافيين بإخضاع معداتهم الالكترونية وكاميرات التصوير إلى تفتيش بواسطة كلب بوليسي،ما أثار إستياء الجميع،حيث تعالت الأصوات المنددة بمثل هذا الإنتهاك للسيادة التونسية،وإهانة الصحافيين.
وأمام إرتفاع الأصوات الإحتجاجية،تراجع أفراد الطاقم الأمني الأمريكي ،وفسحوا المجال لأفراد الأمن التونسي ليقوموا بعملية التفتيش،غير أن إهانة الصحافيين تواصلت بتأخر هيلاري كلينتون عن موعد المؤتمر الصحافي الذي كان يُفترض عقده في الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي.
وإنتظر الصحافيون أكثر من ثلاث ساعات ونصف دون أن تأتي كلينتون ،ومن دون إبلاغهم ما إذا كان المؤتمر الصحفي قد ألغي أم لا،الأمر الذي دفع بغالبيتهم إلى مغادرة مقر وزارة الخارجية التونسية.
ورفض مسؤولو الخارجية التونسية تفسير الأمر للصحافيين،في الوقت الذي إنتشرت فيه إشاعات تقول إن المسؤولين التونسيين طلبوا من كلينتون تغيير مكان المؤتمر الصحفي لتفادي أي إحتكاك مع العشرات من التونسيين الذين نظموا مظاهرة أمام مقر وزارة الخارجية التونسية للتنديد بزيارتها لتونس.
وكانت المظاهرات المنددة بزيارة كلينتون إلى تونس قد تواصلت لليوم الثالث على التوالي ،حيث تجمع صباح اليوم العشرات من التونسيين أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة رافعين لافتات وشعارات من قبيل »هيلاري إرحلي »، و »لا للوجود العسكري الأميركي في تونس ».
كما تجمع أيضا العشرات منهم أمام مقر وزارة الخارجية التونسية وهتفوا بشعارات منها »أمريكا إرهابية..هز (إرفع) يديك عن القضية »،و »كلينتون إطلعي برا…تونس أرضي حرة »، و »شوفوا إرهاب الأمريكان أبو غريب هو البرهان ».
يشار إلى أن كلينتون كانت قد وصلت في ساعة متأخرة من مساء أمس إلى تونس،محطتها الثانية بعد القاهرة في جولتها على عدد من دول المنطقة. والتقت كلينتون اليوم الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع، وئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي،و نظيرها المولدي الكافي وممثلين عن تنظيمات المجتمع المدني.
وتعتبر زيارة كلينتون لتونس الأولى لها منذ رحيل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي،وهي تأتي بعد زيارات لعدد من المسؤولين الأميركيين الذين توافدوا على تونس بشكل لافت ،منهم جيفري فيلتمان،ووليام بيرنز،وعضوا الكونغرس جون ماكين وجوزيف ليبرمان.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 17 مارس 2011)
النقابة الوطنية للمهندسيـن التونسيين تونس في: 17 مارس 2011 بيــــــــــــان
ينظم المهندسون اليوم للمرة الثالثة وقفة احتجاجية أمام وزارة الفلاحة بعد أن تم تجاهلهم في المرتين السابقتين، رفضا للتجاوزات بالوزارة و مطالبين بحقوق المهندسين الفلاحيين المعطلين عن العمل والمتمثلة في:
* استرجاع الأراضي الفلاحية المسندة للمستثمرين من خارج القطاع و توزيعها على المهندسين الفلاحيين * إحالة الموظفين في سن التقاعد في الوزارة على التقاعد الفعلي لتمكين المتخرجين الجدد من فرص عمل * اعتماد الشفافية في التشغيل
كما تأتي هذه الوقفة احتجاجا على المحسوبية في التعاطي مع ملفات التشغيل عن طريق المناظرات من طرف بعض أصحاب القرار في الوزارة حيث تم مؤخرا تعيين ابنة كاتب دولة بوزارة الفلاحة بمنصب بديوان الحبوب تم إحداثه للغرض و على المقاس ليكون هذا المسؤول أب لثلاث أبناء يعملون بالوزارة. و في انعدام الالتزام بالمهنية و الشفافية في تحديد حاجيات الإدارة من الموارد البشرية و في التشغيل، يعاني المهندسون المتخصصون في إدارة المؤسسات الفلاحية من البطالة والتهميش.
و على إثر هذا التجاوز المشين الذي يعبر عن عدم القطع مع حقبة الفساد و المحسوبية في ظل النظام البائد كما يعبر عن تنكر لثورتنا المجيدة و لمبادئها و لدماء شهدائها الابرار من أجل الحرية والعدالة والتقدم، تعرب النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين عن :
* إدانتها لهذا السلوك المخزي الذي يدل على تواصل الفساد الإداري في وزارة الفلاحة و البيئة * دعمها المبدئي واللامشروط لاحتجاجات المهندسين على تهميشهم من طرف بعض المسؤولين بالوزارة * مطالبتها وزير الفلاحة بالتدخل الفوري للتراجع عن هذا التعيين و محاسبة المتواطئين و المتخاذلين ليكونوا عبرة للانتهازيين والمستغلين نفوذهم لمآربهم الشخصية و دعوتها له للإصغاء للمهندسين الشباب و لتصوراتهم ولتلبية مطالبهم.
و ندعو كل المهندسين الشرفاء المنخرطين في معركة بناء تونس الجديدة ضد الفساد و الرشوة و المحسوبية، لمساندة احتجاجات المهندسين الفلاحيين و مطالبهم العادلة و المشروعة. النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين عن الهيأة التنفيذية المؤسسة النقيب
الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بصفاقس
صفاقس في17 مارس 2011 بيــــان
إن الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بصفاقس وبعد دراسته للقائمة المقترحة لأعضاء الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي و بعد التدقيق في مكونات الهيأة و تركيبتها و في الشخصيات الوطنية التي تم إدراجها يعبر عن ما يلي:
– استغرابه من أسلوب المفاجأة و المباغتة التي ما فتئ يتعامل به آخذي القرار في السلطة القائمة مع مكونات المجتمع المدني و بقية أفراد الشعب في أخذ القرارات المصيرية المتعلقة بتجسيم الأهداف التي من أجلها انتفض الشعب على الاستبداد و التسلط و الإنفراد بالرأي.
– يدعوا إلى تشريك الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اختيار و تزكية العناصر و الشخصيات الوطنية حتى تكون ممثلة تمثيلا حقيقيا للأطياف السياسية في المجتمع وبدون إقصاء للجهات الداخلية و لا يكون أغلبها حكرا على ألوان أيديولوجية محددة لتمرير أهداف مشبوهة تصطدم مع طموحات الجماهير و تؤدي إلى الاحتقان و ردود الفعل و تهدد الاستقرار الاجتماعي وتعيدنا إلى دائرة الاعتصامات
– يطالب بالتراجع الفوري عن قائمة الشخصيات الوطنية المسقطة في الهيأة و التحاور حولها مع ممثلي الجهات والأحزاب و مكونات المجتمع المدني حتى تكون ممثلة حقيقة للشعب عبر تزكية ممثليه في المجتمع المدني و ليس لجهات مجهولة.
عـن الفرع الجامعي لأساتدة التعليم العالي، الكاتب العام عارف المعالج
المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب organisation contre la torture en tunisie تونس في 16 .3 .2011 بيــــــان
تعلم المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب انه تم الاتصال بها من طرف الحكزمة المؤقتة قصد المشاركة في مجلس الهيئة العليا لتحقيقا هداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي الا انه بعد مدة قصيرة فوجئت المنظمة بصدور قائمة اعضاء هذا المجلس من ممثلي الاحزاب والمنظمات والشخصيات وتبعا لذلك فان المنظمة تعبر عما يلي انه لم يترك لها الوقت الكافي لنقاش الموضوع داخل هياكل المنظمة وكذالك مع مكونات المجلس الوطني لحماية الثورة باعتبار ان المنظمة عظوا في هذا المجلس وجود عناصرفي مجلس الهيئة العليا لم تشارك في الثورة بل كانت معادية لها اختيار اشخاص دون استشارة ودون مقاييس نضالية تعيين رئيس الهيئة دون استشارة ودون انتخاب غياب عنصر الشباب وغياب تمثيل الجهات وتبعا لذلك فان المنظمة تعلن موقفها الرافض للمشاركة في هذا المجلس بصيغته الحالية
عن الهيئة الوقتية الكاتب العام منذر الشارني
على مقاس «الطرابلسية» وصخر الماطري حيل قانونية للاستحواذ على أخصب الأراضي الفلاحية والسياحية
قال السيد جعفر الربعاوي وكيل رئيس المحكمة العقارية إن استيلاء عائلات الطرابلسي وبن علي وصخر الماطري على أخصب الأراضي الفلاحية خاصة في قمرت وسيدي بوسعيد واستحواذهم على أفضل الأراضي السياحية في تونس تم بمقتضى حيل قانونية.. وأشار إلى أن هذه العائلات استفادت كثيرا من عمليات التفويت في أراض على ملك الدولة بالدينار الرمزي لكن استرجاعها اليوم بعد الثورة أمر ممكن قانونيا. وفسر السيد الربعاوي لـ »الصباح » ملابسات حصول تلك العصابة على عقارات شاسعة بالقول: « إنه يجب التفريق أولا بين نوعين من أملاك الدولة فهناك ملك الدولة العام وملك الدولة الخاص. ففي ما يتعلق بملك الدولة العام فهو ملك لا يحوّز(بضم الياء) ولا يفوت فيه ويتكون مثلا من الجبال والأودية والبحار. أما ملك الدولة الخاص فيمكن التفويت فيه ويمكن لوزير أملاك الدولة والشؤون العقارية القيام بهذه البيوعات والتفويت في عقارات بالدينار الرمزي بغاية إدخاله في الدورة الاقتصادية لفائدة المصلحة العامة ». وأضاف مجيبا عن سؤال لماذا تم التفويت في ملك دولة عام وتحديدا في أخصب الأراضي السياحية في سيدي بوسعيد وقمرت لعائلات الطرابلسية وصخر الماطري دون غيرهم وكيف بيع هذا الملك العام: « إن ملك الدولة العام غير قابل للبيع.. ولا يمكن للدولة بيعه إلا بعد القيام بإعادة تصنيف وتغيير صبغته من ملك دولة عام إلى ملك دولة خاص ويتم ذلك بمقتضى أمر يصدر عن رئيس الجمهورية احتراما لمبدإ توازن الشكليات وينشر هذا الأمر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية وهو ما تم فعلا أي أن التونسيين اطلعوا نظريا على هذا الأمر .. ولكن ما خفي عليهم هوأن اتخاذ مثل هذا الأمر يأتي تمهيدا لتتمكن الدولة من بيع تلك الأملاك لتلك العائلات وتسهيلا للتفويت فيها لهم ». وأكد محدثنا أن غطاء بيع تلك العقارات هو غطاء شرعي وقانوني، وبين أنه بمقتضى تلك الحيل القانونية استولت تلك العائلات على أخصب الأراضي الفلاحية والسياحية بالدينار الرمزي. وفسّر حوز عائلات الطرابلسي وبن علي وصخر الماطري على عقود ملكية قانونية رغم أنهم سطواعلى ممتلكات الدولة دون وجه حق ولم يوظفوها لخدمة المصلحة العامة، بوجود شبكة في وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية وإدارة الملكية العقارية كانت تسهل لهذه العائلات الحصول على شهادات الملكية وعلى عقود قانونية.. كما لاحظ أن استغلال المؤسسات العمومية التابعة لوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية لتسهيل ترسيم العمليات العقارية بالبلاد التونسية لفائدة جماعة بن علي وجماعة الطرابلسي وصخر الماطري لاقى تصديا من العديد من الإطارات النزيهة والشريفة بوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية وإدارة الملكية العقارية الذين تعرضوا للعديد من الضغوطات والهرسلة وبين أنه لولا وقفتهم الحازمة والمبدئية لكانت العواقب وخيمة نظرا لجشع تلك العائلات وأطماعها وهي التي كان الوزير الأول الباجي قائد السبسي محقا في وصفها بالعصابات التي كانت تحكم تونس. وفي ما يتعلق بالمحكمة العقارية فبين أنها كانت قد رفضت جميع مطالب التسجيل المقدمة لها من طرف عائلات الطرابلسي وكان جلّها من طرف عماد الطرابلسي والناصر الطرابلسي وحسام الطرابلسي ويبلغ عدد القضايا نحو 40 قضية تم الحكم في جميعها بالرفض. أما عائلة بن علي فإن الملفات التي قدمت للمحكمة تعود خاصة لنعيمة بن علي وحياة بن علي وسفيان بن علي ويبلغ عددها 20 قضية تم الحكم بالتسجيل في قضيتين فحسب والحكم في البقية بالرفض.. التفويت من أجل الاستثمار وعن سؤال آخر يتعلق بالأراضي التي تم التفويت فيها للعديد من المستثمرين الأجانب بالدينارالرمزي بين أن ملف هؤلاء ليس ثقيلا بنفس الدرجة التي عليها ملف عائلة المخلوع وأصهاره وذكر أن التفويت في تلك الأراضي وهي بدورها شاسعة تم بهدف بعث استثمارات ضخمة في تونس تساهم في تشغيل اليد العاملة. وفي ما يتعلق بملف سماء دبي فقال محدثنا: »يتكون الرصيد العقاري لهذا المشروع من آلاف الهكتارات التابعة لولايتي تونس وين عروس التي كانت أصلا ملك الدولة العام وملك عمومي بحري وملك عمومي للموانئ قبل أن يقع تغيير صبغتها القانونية من أملاك دولة عامة إلى أملاك دولة خاصة من خلال أوامر نشرت بالرائد الرسمي وذلك قبل أن يقع تسجيلها من طرف المحكمة العقارية خلال سنة 2006 لفائدة ملك الدولة الخاص ». وأضاف: »أما عن كيفية التفويت فيها من طرف الدولة التونسية لفائدة شركة سماء دبي أوكذلك لبعض الأشخاص (على غرار ابن المخلوع محمد زين العابدين بن علي في حدود 200 هكتار) فلا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال لعدم إطلاعي أصلاعلى العقود وكراس الشروط وكذلك الشأن بالنسبة لمشروع المرفإ المالي بجهة رواد الذي قامت المحكمة العقارية بتسجيل العقارات لفائدة ملك الدولة الخاص وتوقف عملها عند هذاالحد ». استرجاع العقارات المنهوبة ولعل أهم ما يشغل التونسيون الآن هو هل أن استرجاع أملاك الدولة المنهوبة بالدينار الرمزي من قبل عصابة بن علي والطرابلسي وصخر الماطري ممكن.. وهو ما أجاب عنه السيد جعفر الربعاوي وقال: بالنسبة للآليات القانونية التي تمكن الدولة من استرجاع العقارات التي تم فيها البيع بالدينار الرمزي فإنه يمكن الإلتجاء إلى آلية إبطال العقود التي تم ابرامها أوآلية فسخها أمام المحاكم المختصة لعدم احترام الإلتزامات المنصوص عليها بعقود التفويت أوالإحالة من طرف المشتري أوالمسند لفائدته. وذكر أن الدولة يمكنها أن تسترجع تلك الأراضي لأنه لم يقع إعدادها للمصلحة الوطنية كما أن تغيير الصبغة تم بحيل قانونية ويمكن للدولة التونسية من خلال المكلف العام بنزاعات الدولة يمكنها استرجاع الأراضي لفائدة المصلحة الوطنية وهو نفس الأمر ينسحب على المستثمرين الذين استفادوا من أراض بالدينار الرمزي إذ ثبت أنهم حصلوا عليها خدمة لمصالحهم الذاتية وليس لخدمة المجموعة وتوفير مواطن شغل. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 مارس 2011)
ينفرد السبيل أونلاين بنشر النص الكامل لوثائق « وكيليكس » دون التعليق عليها – التقرير الرابع الماطري يعيش حياة البذخ ويحرص على الصلاة ويرتبط بعائلة غير محبوبة
السبيل أونلاين – تونس – تقرير خاص يوم الاثنين 27 جويلية 2009 سري . تونس ، من السفير روبير غوديك التلخيص « 1 – استضاف صخر الماطري وزوجته نسرين السفير روبير غوديك وزوجته في بيتهما بالحمامات يوم 17 جويلية 2009، وكان عشاء فاخرا ، وقد أثار أثناءه صخر الماطري بعض الأسئلة حول (مدرسة التعاون الأمريكي بتونس ) ، وقال الماطري أنه سيعمل على حل مشكلة المدرسة قبل مغاردة السفير بتونس (بانتهاء دورة عمله) . وذلك كخدمة لصديق (شخص السفير) وأثنى على سياسة الرئيس أوباما وتبنيه لحل الدولتين : « اسرائيل » وفلسطين ، وعبّر كذلك عن رغبته في فتح سلسة مطاعم « ماكدونالد » في تونس ، كما عبّر عن امتعاضه لتأخر الحكومة التونسية في المصادقة على قانون تحرير المناولة من الشركات الأمريكية . وعبّر أيضا عن اعتزازه باذاعة الزيتونة الاسلامية التى يمتلكها ، وكذلك بالحوارات التي أجرتها صحفه مع رؤساء أحزاب المعارضة ، والتي نشرت في مجموعة دار الصباح التي ضمها حديثا إلى ممتلكاته « . « وكان الماطري أثناء السهرة يبدو تارة منقبضا وتارة نشرحا . ويبدو أحيانا كأنه يريد تزكية منّا » . « لقد كان عيشه وسط ثراء وبذخ غير عادي ، وهو أحد أسباب الإستياء المتعاظم من سلوك أصهار الرئيس بن علي ». وضعية مدرسة التعاون الأمريكي بتونس « استضاف صهر الرئيس بن علي ورجل الأعمال الثري محمد صخر الماطري وزوجته نسرين بن علي الماطري ، السفير(الأمريكي) وزوجته ، يوم 17 جويلية بمقر اقامتهما على شاطىء الحمامات ». « وأثار الماطري موضوع مدرسة التعاون الأمريكي بتونس ، فسأل السفير (مستفسرا) ما الذي حدث في موضوع المدرسة ؟ ، حينها أكد السفير أن هناك غضب وانشغال لدى الإدارة الأمريكية بواشنطن ، وكذلك لدى « المجموعة الدولية » الناطقة بالانجلزية في تونس . وحذّر السفير أنه اذا استمر غلق المدرسة ستكون هناك نتائج خطيرة بالنسبة للعلاقات بين البلدين ، فأجاب الماطري أنه بإمكانه أن يساعد وسيسعى لحل هذه الوضعية فورا ، وسيكون ذلك قبل مغادرة السفير لتونس عند نهاية مهمته . واضاف الماطري أنه يتمنى أن يقوم بهذا لصالح السفير بإعتباره صديقا (شخصيا) » . « وذكر الماطري في معرضه حديثه أنه ساعد السفير البريطاني للحصول على عدة مواعيد بما في ذلك موعد غداء مع الوزير الأول محمد الغنوشي مع الأمير أندرو أثناء زيارته الأخيرة لتونس . وقال الماطري أن الأمير أندرو لم يحصل الا على موعد واحد بوزير واحد قبل تدخله » . حرية التعبير « 3 – وأثار السفير الحاجة الى المزيد من حرية التعبير وحرية التنظم بتونس فأعرب صخر الماطري عن تشكياته ، اذ أنه بصفته مالكا لدار « الصباح » ومجموعة الصحف الخاصة الأوسع انتشارا في البلاد ، تأتيه مكالمات من وزير الاتصالات الذي عبّر عن عدم رضاه حول بعض المواضيع المنشورة في صحفه . (وأشارالسفير في رسالته معلقا أن هذا الكلام مشكوك فيه) » . « وضحك الماطري وقال أفكر أحيانا أن أعيد لهم دار الصباح .وأضاف أن صحفه تجري حوارات مع رئاساء أحزاب المعارضة ، وذكّر بالحوار الذي أجرته « الصباح » مع الدكتور مصطفى بن جعفر ، وأظهر الماطري اعتزازا واضحا بذلك ». « 4 – وقال الماطري أنه من المهم اعانة الآخرين وهو ما دفعه لتبنى طفل كإبن له ، وأشار السفير في حديثه عن المشاريع الانسانية التى تساعد بها السفارة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على تغطية اعلامية في الصحافة التونسية . وقال أنها تفيد في الردّ على بعض التغطية الإعلامية السلبية حول صورة الولايات المتحدة » . « وسأل السفير صخر الماطري هل بإمكانه إرسال بعض مراسليه ليكتبوا مقالات حول مشاريع التعاون الأمريكية . فأجاب الماطري نعم بالتأكيد ». » 5 – واشتكى الماطري مطولا من البيروقراطية التونسية ، قائلا أنه من الصعب أن تحقق حاجياتك بسهولة ، وأضاف أن التواصل داخل البيروقراطية مزري جدا .وأنه الناس كثيرا ما يعطون معلومات مغلوطة للرئيس ، ملمحا : وهو ما يستدعى منه أحيانا تصحيح كثير من المسائل للرئيس » . الشؤون الخارجية والاقتصادية » 6 – أثنى الماطري على الرئيس أوباما وسياساته الجديدة ، وقال أن غزو العراق من قبل الولايات المتحدة مثل خطأ جسيما وهو ما ساعد على تقوية ايران واشاعة الكراهة ضد الولايات المتحدة في العالم العربي . ودفع الى حل الدولتين في النزاع العربي الاسرائيلي . كما أكد على ضرورة أن تقوم تونس بإعتماد تحرير الدينار – Le dinar convertible » . تعليق السفير « في العموم تبدو معرفة الماطري واهتمامه بالقضايا الاقتصادية والسياسية الدولية محدودة ». « 7 – وأثار السفير مسألة تحرير الاقتصاد وتقنين تحرير دخول المناولات من الولايات المتحدة ، ووافق الماطري على ذلك ، مشيرا إلى أنه سيكون سعيدا لمدّ يد المساعدة لمطاعم « ماكدونالند » لدخول تونس مقترحا أن تكون البداية بميناءه الخاص بحلق الوادي . ولكن الماطري تذمّر من الغذاء الغير صحي الذي يقدمه « ماكدونالد » والذي جعل من الأمريكيين يشكون من السمنة ». »كما عبّر عن تذمره من تأخر الحكومة التونسية في اتمام الإجراءات لسن قانون تحرير المناولات من الولايات المتحدة » » 8 – وذكر السفير أنه عادة ما يسأل التونسيون حول ما يمكنهم أن يقدموه من مقترحات وأفكار للرئيس أوباما وإدارته الأمريكية الجديدة . فعلّق الماطري أن نسرين تريد أن يتم فعل أكبر لصالح البيئة . وشرح السفير في إجابته سياسة الإدارة الأمريكية لصالح البيئة . وقال الماطري أن نسرين تركز في اهتماماتها على الإنتاج الزراعي العضوي والخالي من المواد الكيمياوية أو التدخل الصناعي الوراثي . وهي تصرّ أن يكون كل شيء في البيت حتى الطلاء على الجدران والخشب عضويا ، وهو ما تفعله في بيتها في سيدي بوسعيد المجاور لبيت السفير ». الإســــــــــــلام « 9 – قال الماطري أنه بدأ تطبيق الاسلام بجدية منذ سن 17 عاما ، وذكر مرارا أثناء السهرة أنه يطبق الإسلام ولديه إيمان عميق بدينه . (والملاحظ أنه عند مغرب الشمس ذهب الماطري لأداء صلاة المغرب) . وقال لي أنه إذا كان لديك إيمان بالله وتؤدي الصلاة فإن الله سيعينك ، ولكنه أوضح أن دينه مسألة شخصية وأنه لا يؤمن بأنه من المناسب أن يفرض آراءه على الغير .(تعليق السفير: أثناء السهرة بدا الماطري متحمسا عند حديثه عن القرآن وعن اعتقاده بإله واحد وبالأهمية الكبري لمحمد كآخر أنبياء الله) » . « 10 – قال الماطري أنه يعتزّ بذاعة الزيتونة ، وأطلعني على مشروع بنك الزيتونة الذي سيفتتحه ، وهو يرجو أن يبعث إذاعات محلية جديدة للزيتونة من أجل نشر المذهب المالكي . وعبّر عن موقفه أن الإسلاميين والمتطرفين يمثلون خطرا كبيرا على الإسلام والحداثة وأنه يتبع الإسلام لكن الإسلام المعاصر » . الماطري والحياة الشخصية والبيت « 11 – بيت الماطري فسيح ويطل على الشاطىء العمومي للحمامات ، وبنايته واسعة ومحروسة جدا من حراس الأمن الحكوميين . وهو قريب من وسط مدينة الحمامات ويطل على جنوب مدينة الحمامات وقلعتها . وكان أثاث بيته حديثا وبه مسبح رؤيته غير متناهية وعلى ضفافه تجهيزات فاخرة . ورغم أن البيت شكله حديث وأبيض اللون في العموم إلا أنه يحتوي على تحف أثرية قديمة جدا مبثوثة في كل مكان في أرجاء البيت ، حيث هناك تحف رومانية قديمة ورأس أسد يخرج منه الماء يصب مباشرة في المسبح . وأكد الماطري أن تلك القطع الأثرية أصلية فعلا ويرجو أن ينتقل الى بيته الجديد في سيدي بوسعيد والذي يشبه القصر ، وذلك في ظرف ثمانية الى عشرة أشهر » . « 12 – وضمّ العشاء حوالي إثنا (12) عشر طبقا بما في ذلك السمك وقطع البقر المشوي وكذلك مشوي ديك الرومي ولحم الأخطبوط « القرنيط » والكسكسي بالحوت إضافة الى أطباق أخرى كثيرة ، لقد كانت الكمية كبيرة فعلا ويمكن أن تكفي عدد كبيرا جدا من الضيوف . وقبل العشاء قدّم لنا مجموعة متنوعة من الأطباق الأخرى الصغيرة مع ثلاث أنواع من مشروبات العصير الطازج (بما في ذلك عصير الكيوي والغير متوفر عادة في تونس ) . أما بعد العشاء فتم تقديم الآس كريم والياغورت المثلّج والذي تم إحضاره بالطائرة من مدينة « سانت بروباز » مع أنواع من التوت الأجنبي مع الفاكهة الطازجة ومرطبات الشكوكولاتة الفاخرة .(ملاحظة : عاد صخر الماطري وزوجته نسرين مباشرة من سانت تروباز بطائرتهما الخاصة بعد قضاء عطلة دامت أسبوعين » . « وعبر صخر الماطري للسفير عن قلقه بشأن سائق طائرته الأمريكي ، الذي يبحث عن أمريكيين في تونس قريبين منه ، حتى يستطيع أن يعش حياة إجتماعية عادية ، فأجاب السفير أنه سيكون سعيدا بدعوة سائق الطائرة للحفلات التي تقام للجالية الأمريكية بتونس » . « 13 – يملك صخر الماطري نمرا ضخما ، أطلق عليه اسم « الباشا » وهو يعيش في قفص في إحدى زوايا مركبه السكني ، وقد حصل عليه منذ أن كان عمر النمر أسابيع قليلة . ويستهلك هذا النمر معدل أربع دجاجات في اليوم .(تعليق السفير : الحالة تذكرنا بالأسد الذي يملكه عدي صدام حسين ، والذي يعيش في قفص في بغداد) ، ولصخر الماطري خدم وحشم وموظفين تراهم مبثوثين في كل أركان البيت . فهناك ما لا يقل على أثنا عشر (12) شخصا منهم ظاهرين للعيان ، بما في ذلك رئيس الخدم وهو من بنغلداش ومربية من جنوب افريقيا . (ملاحظة : هذا أمر نادر جدا وخارق للعادة في تونس ، إضافة إلى أن مصاريف كل ذلك باهضة جدا) . « 14 – عائلة ضخر الماطري لديها ثلاثة أطفال ، بنتين وولد ، ليلي وهي أكبرهم وعمرها أربع سنوات ، والصغرى عمرها حوالي 10 أشهر (حيناها) ، وجنسيتها كندية بما أنها ولدت في كندا ، أما الولد فقد وقع تبنيه وعمره حوالي سنتين . وتمثل جزر المالديف المكان الأفصل لعطل والراحة والاستجمام لعائة الماطري ». « 15 – ذكر صخر الماطري أنه بدأ التمارين الرياضية بإنتظام ، وأيضا نظام الحمية .وقال أنه في الفترة الأخيرة فقد الكثير من وزنه (وهذا واضح عليه) ، وقال الماطري أن أكله متوازن وأنه يقضي يوميا ساعة في التمرين بالدراجة ، حسب زعمه ، في حين أن نسرين لا تقوم بأي تمارين رياضية ». « 16 – كل من صخر الماطري ونسرين بن علي يتكلمان اللغة الإنجليزية ، لكن قدرتهم محدودة في التعبير بشكل صحيح . لقد كان واضحا أنهم يريدون فعلا تحسين نطقهم للغة الانجليزية . قالت نسرين أنها تحب « وورد ديزني » وأنها ألغت رحلتها هذه السنة لزيارته بسبب حمى الطيور ، وهي تحمل دائما أقراص مضادة لهذا المرض ( في كل رحلاتها) ، سبب الخوف الشديد منه . وهي تضعه أيضا في حقيبة زوجها عند أسفاره » . « ذكرت نسررين أنها زارت مدن كثيرة في الولايات المتحدة ، أما صخر الماطري فإنه لم يذهب إلا الى مدينة « ألينوي » بولاية شيكاغو أخيرا، وذلك لشراء طائرته الخاصة » التعليـــق » 17 – في كل ردهات السهرة كان الماطري كثيرا ما يفاجىء السفير بطلباته ، كما كان أحيانا مزاجه متقلب وغاضب وأحيانا أخرى يكون لطيفا ومنشرحا . ويظهر بوضوح أثر ثروته الواسعة وسلطانه ، ويعكس ذلك حركاته وأفعاله التي تفتقد إلى الكياسة . لقد ذكر مرارا وتكرارا أثناء السهرة المنظر الجميل الذي يشرف عليه من بيته ، كما كان كثيرا ما يؤنّب الخدم والموظفين ويصدر الأوامر بصياح وعويل إلى حد التهديد . وكان الماطري مستحضرا تأثيره على من حوله ، ويظهر أحيانا اللطف حيث كان خدوما لزوجة السفير المعاقة . وفي بعض الأحيان يبدو أنه يسعى إلى تزكية منّا . أحد السفراء في تونس والذي يعرف الماطري عن قرب علّق قائلا أن الماطري له الأسلوب السياسي الغربي ويسعى للتفاعل مع المواطنيين العاديين . وهذه سمة غير معهودة لدى المسؤولين الحكوميين هنا ». « 18 – لقد أصبح إرتباط صخر الماطري في الأشهر الأخيرة بمجموعة السلك الدبلوماسي بارزا أكثر من أي وقت مضى ، ومن الواضح أنه قرر (أو صدرت له تعليمات) أن يكون همزة وصل قوية بين النظام والدول الغربية الأساسية . تبدو نسرين وعمرها 23 سنة لطيفة ومهتمة ، لكنها ساذجة ولاتعرف شيئا ، كذلك كانت تبدو تلك البنت المحمية من عائلتها والتي تعيش في حياة ثرية ومتميزة . وبالنسبة للعشاء فإنه كان شبيها بما ما يمكن أن نجده في دول الخليج في ضيافات رسمية مماثلة ولكنها غير معهودة تماما في البلاد التونسية » . « 19 – من اللافت جدا للإنتباه البذخ الفاحش الذي يعيشه ضخر الماطري وزوجته نسرين ، فبيتهم في الحمامات مثير للدهشة ، وما تجاوزالمؤلوف أكثر وجود النمر » . وماهو مثير للدهشة أكثر مما رأيناه هو بيته الذي لم يتممه بعد وهو بصدد البناء بسيدي بوسعيد ، حيث يبدو من الخارج وكأنه قصر أقرب منه إلى بيت . وهو ظاهر في سماء سيدي بوسعيد ومن نقاط مختلفة وقد أصبح حديث الناس وانتقاداتهم الاذعة . ان البذخ الفاحش الذي يعيشه فيه صخر الماطري ونسرين وسلوكهما يجعل منهما ومن أعضاء بقية عائلة بن علي غير محبوبين ، بل مكروهين من طرف العديد من التونسيين . ان تجاوزات عائلة بن علي هي في نمو مطرد » – غوديك – بالتعاون مع سيد فرجاني – لندن (ملاحظة : حرص السبيل أونلاين على الإلزام بالنص الحرفي لما ورد في التقرير ، إلا ما اقتضاه سياق الصياغة العربية ، لتمكين النخبة والجمهور من نص كامل وحرفي ، ولتشريك الناس في جوهر قضايا تهم جوهر مستقبل البلاد) .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 13 مارس 2011)
المشهد الحزبي الجديد الأحزاب قد تكلف دافعي الضرائب بين 11و15 مليارا سنويا
إلى حدود مساء أمس وبعد حصول حزب العمال الشيوعي التونسي على تأشيرة العمل القانوني رسميا، أصبح عدد الأحزاب التونسية 38 حزبا مرخصا لها، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد خلال الأيام القليلة القادمة إلى 50حزبا نظرا لتهاطل المطالب على وزارة الداخلية لنفس الغرض. تعدد الأحزاب في البلاد يطرح قضية أخرى هي مسألة التمويل، فإلى حدود اليوم مازالت الهياكل المشرفة تعتمد على القانون المنظم للأحزاب في تعاملها مع الموضوع. مما يحيل إلى أن ضخ الأموال لهذه الهياكل سيكون اعتمادا على نفس المرجع القانوني أي القانون المتعلق بتمويل الأحزاب الجاري به العمل.. ويكفي أن نجري عملية حسابية بسيطة، حتى نستنتج أن 38 حزبا مقننا قد يصل مقدار تمويلها من المال العام إلى 11400 ألف دينار تونسي.. وإذا ما ارتفع عدد الأحزاب المقننة إلى 50 وهو متوقع.. فقد يصل المبلغ إلى 15000ألف دينار، كلها من الأموال العامة، دون اعتبار للتمويلات الذاتية لهذه الأحزاب. الجانب القانوني وينص القانون عدد 48 لسنة 1997 المؤرخ في 21 جويلية 1997 المتعلق بالتمويل العمومي للأحزاب السياسية في فصله الأول أنه يقصد بالتمويل العمومي للأحزاب السياسية، التمويل الذي يتم عن طريق ميزانية الدولة في شكل منح تسند حسبما يضبطه هذا القانون. ويتعرض الفصل 4 إلى الجزء القار للمنحة بالنسبة لجميع الأحزاب في مساعدة على مصاريف التسيير حدد مقدارها بستين ألف دينار لكل حزب، يسدد على مرتين. منح قارة وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما ذكر سابقا فان المقدار الجملي للمنح القارة قد يصل إلى حدود 2280ألف دينار سنويا بالنسبة لـ38 حزبا و 3000ألف دينار بالنسبة لـ50 حزبا. وهذه المنح تمنح للأحزاب التي لها نيابات في مجلس النواب، وإذا ما تم التعامل بنفس المنهج المرن التي أظهرته السلطة السياسية في البلاد بعد الثورة من قطع مع سياسة « المحاباة » السياسية في عهد الرئيس المخلوع، فان التعامل سيكون على نفس الدرجة والمساواة بين مختلف هذه الأحزاب السياسية بما في ذلك تمويلها دون الأخذ بأي مقيد أوقوالب تقنية تكرس التفرقة في التعاطي معها. تمويل الصحف وفي ما يخص تمويل الصحف فان لكل حزب سياسي يصدر صحيفة يومية أوأسبوعية منحة تقدر بـ240ألف دينار سنويا حسب القانون المؤرخ في 22 نوفمبر 2007. وبذلك، واذا ما استطاعت مختلف التشكيـــــــلات الحزبية بعث صحف أسبوعية فقد يصل مقدار المنحة جملة إلى حدود 9160 ألف دينارا سنويا بالنسبة لـ38 حزبا و12000ألف دينار بالنسبة لـ50 حزبا. وبعث صحيفة، أصبح تقليدا للعمل السياسي المؤسساتي، ودون صحيفة حزبية لا يمكن الترويج لمختلف مواقف هذه الأحزاب وبرامجها، وهو ما يغذي عمل السياسيين على بعث الصحف حتى قبل إنهاء التأسيس للأحزاب في حد ذاتها. صناعة الأحزاب وتشهد الساحة السياسية زخما، قطع مع عقود من السبات السياسي في البلاد، فبعد 9أحزاب أصبح الحديث يشمل أكثر من 70 حزبا تطلب التأشيرة في غضون أسابيع، وكان بزوغ شمس الثورة التونسية انطلاق ربيع هذا المشهد، وأصبح ما يمكن أن نسميه « صناعة الأحزاب » موضة لمهتمين بهذا الشأن، ولأصحاب الأفكار الجديدة، وان كانوا دون تاريخ نضالي أوقاعدة شعبية… فالأصل حسب الجميع هوحرية التنظم وحرية التعبير… وأصبح الشعار المرفوع « دعه يؤسس حزبا… دعه يمر ». دافعو الضرائب مقابل هذا »التعدد »، مازال المشهد الحزبي غامضا لدى أغلب أبناء الشعب مثقفين وغيرهم، إذ أن أغلب المواطنين يحفظون اسما أواثنين للأحزاب السياسية رغم اكتساحها للفضاء العام وفتح المجال الإعلامي وأيضا المادي لها لتلعب دورها في تعبئة المواطنين وكسب التعاطف من خلال تقديم بدائلها وبرامجها، ورغم ذلك سيكون تمويلها من مداخيل مختلف دافعي الضرائب البسطاء منهم والأغنياء، المهتمين وغير المهتمين، والمنتفعين وغير المنتفعين.. فهل ستأخذ هذه الأحزاب بعين الاعتبارعرق جبين دافعي الضرائب في تمويلها؟ وقبل ذلك في صناعة ربيعها؟ أيمن الزمالي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 مارس 2011)
فيما أنقذ الحرس التونسي 141 من الموت وصول 10500 «حارق» تونسي في شهرين.. واقتراح لإقامة مدينة خيام بلمبدوزا
تونس الصباح الصحافة الإيطالية-أنقذت مصالح الحرس البحري وصيادون مساء أمس الأول 141 مهاجرا غير شرعي من مصير مجهول كان يتربص بهم قبالة سواحل المهدية، وقالت مصادر أمنية وشهود عيان لـ »الصباح » أن مركب صيد مسجل بالبحرية التجارية بالشابة أنقذ 34 حارقا قبالة سواحل الشابة بعد إبحارهم من سواحل قرقنة وأدخلهم إلى ميناء الصيد البحري بالشابة حيث كان أعوان الحرس البحري والجيش والشرطة المينائية في انتظارهم. وفي نفس اليوم اعترضت دورية للحرس البحري بالشابة مركب صيد كان أبحر من سواحل قرقنة أيضا وعلى متنه 47 « حارقا » واقتادتهم إلى الميناء، كما تمكن أعوان الحرس البحري بالمهدية من إنقاذ 60″حارقا » كانوا أبحروا من شواطئ جبنيانة. وحسب ذات المصدر فإن النيابة العمومية احتفظت بسبعة متهمين تبين أن احدهم مورط في جريمة قتل بملولش وهارب من السجن حيث يقضي عقوبة بـ 20 سنة سجنا فيما أطلقت سراح البقية الذين ينحدر جلهم من مناطق القصرين وأحواز العاصمة وصفاقس وسوسة والسواسي. وفي إيطاليا قالت وسائل الإعلام الإيطالية أمس أن 10500″حارق » تونسي وصولوا إلى الأراضي الإيطالية وتحديدا إلى جزيرة لمبدوزا بين الفترة الممتدة بين 15 جانفي الفارط و15 مارس الجاري وهو ما دعا إلى اقتراح إقامة مدينة من الخيام بالجزيرة لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين بعد أن امتلأت جل المعتقلات بعدة مدن إيطالية. وفي سياق آخر أوقف أعوان الامن ليلة الإربعاء بالطريق السريعة الرابطة بين بارما وأمبيريا 16″حارقا » تونسيا كانوا مختفين داخل شاحنة للهروب للتسلل إلى فرنسا. صابر المكشر (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 مارس 2011)
في طريقة الإقتراع المثلى لانتخاب المجلس التأسيسي
الأستاذ عبد الوهاب معطر أستاذ جامعي في القانون العامّ ومحامي بصفاقس
أهميّة التوافق على نظام الإقتراع : تعكف اللجنة المكلّفة من رئيس الدولة المؤقّت هذه الأيّام على التوافق حول قانون انتخابات المجلس التأسيسي المزمع تنظيمها يوم 24 جويلية 2011 . ولا شكّ أنّ العمليّة الانتخابية هي عمليّة معقّدة ويتعيّن إحاطة جميع مفرداتها بالتدابير اللاّزمة الاّ أنّه ثمّة مسألة تحتلّ أهميّة خاصّة في هذا السياق وهي تلك المتعلّقة باختيار نظام الإقتراع بما لها من انعكاس مباشر على تركيبة المجلس . ذلك أنّ نظام الاقتراع هو الذي يحدّد القواعد المتّبعة لتحويل أصوات الناخبين إلى مقاعد . فنفس العدد المعيّن من الأصوات المتحصّل عليها يمكن أن يؤدّي إلى مقاعد يختلف عددها حسب نظام الاقتراع المعتمد وهو ما يفسّر اهتمام الأنظمة السياسية بموضوعة أنظمة الاقتراع بشكل خاص وكثرة التنازع حولها بين الفرقاء السياسيين إلى حدّ لجأت معه بعض الدول إلى تنظيم استشارات شعبيّة لبلورة وفاق وطني حول نظام الاقتراع الأنسب إقراره . وهو ما ندعو إليه في بلادنا حتّى لا تكون هذه المسألة الحيويّة رهينة الأبواب المغلقة واللجنة المشكوك في شرعيّتها . ولئن كان الاجماع حاصلا بخصوص تعدّد أنظمة الاقتراع وتنوّعها من جهة وعدم حياديّة أيّ واحد منها من جهة أخرى فإنّ هذا لا يحول دون البحث عن نظام الاقتراع الأمثل والأنسب في وضعيّة ما واختيار النظام الأكثر تلاؤما والأقدر على تحقيق الأهداف المراد بلوغها ذلك أنه لكلّ وضعيّة سياسيّة يمكن اختيار نظام اقتراع مثالي يتناسب معها . وبتفعيل هذا المبدأ فإنّ ضبط نظام الاقتراع الأمثل لانتخاب المجلس التأسيسي التونسي يتطلّب الوقوف على خصوصيّة هذا المجلس من جهة وتشخيص البيئة السياسيّة والاجتماعية التي ستدور فيها هذه الانتخابات من جهة ثانية .
خصوصيّة المجلس التأسيسي : مهمّة محدّدة وظيفيّا ومحدودة زمنيّا لا شكّ أنّ انتخابات 24 جويلية 2011 ليست انتخابات برلمانيّة أو رئاسيّة بل هي انتخابات تأسيسيّة بحكم أنها ستفضي إلى تعيين نواب الشعب في المجلس التأسيسي وهي بذلك انتخابات مخصوصة واستثنائيّة في تاريخنا . ومرّد ذلك إلى طبيعة مهام المجلس التأسيسي التي تتفرّع إلى وظيفتين أوّلهما وضع دستور جديد وثانيهما قيادة شؤون البلاد بواسطة حكومة مشكّلة أو مراقبة من طرفه . وعلى الرغم من خطورة هذه المهام وتحكّمها في مستقبل البلاد وربّما بسبب ذلك فإنّ وظائف المجلس ستكون بالضرورة مؤقّتة زمنيّا أي أنّها ستمتدّ إلى حدود الأشهر اللاّزمة لاقرار الدستور وتزويد البلاد بالمؤسّسات السياسيّة الدائمة لها وفق التنظيم السياسي الذي سيقع إرساءه. ونظرا لطبيعة مهمته المحدّدة وظيفياّ والمحدودة زمنيّا فإنّ المجلس التأسيسي يختلف عن الهيئة التشريعيّة (البرلمان أو مجلس النواب) التي تستمرّ إلى غاية نهاية مدّتها النيابيّة (5 أو 7 سنوات) وتكون لها اختصاصات واسعة للتشريع في الميادين السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعية وغيرها . وإنّ هذا الاختلاف بين المجلس التأسيسي والهيئة التشريعية هو أمر يجب أخذه بعين الاعتبار من طرف الناخبين حتّى لا يذهب بهم الظنّ أنّهم سينتخبون في جويلية القادم مجلس نواب ويعلّقون على من سينتخبوه آمالا لا علاقة له بها باعتبار أنّ عضو المجلس التأسيسي له مهمّة مخصوصة ومؤقّتة ومن المتعيّن على الناخب فهمها حتّى يكون قادرا على اختيار الشخص الأكفأ لتمثيله فيها ذلك أنّ المجلس التأسيسي للنجاح في مهمّته الأساسيّة المتمثّلة في اقرار دستور البلاد سيكون لا محالة في حاجّة أكيدة لأعضاء يجمعون في نفس الوقت بالخصوص بين الدّراية الكافية لتطلّعات الثورة والمعرفة الدنيا بالاشكالات الدستوريّة للأنظمة السياسيّة المختلفة حتّى يكون فاعلا في المجلس وصاحب رأي لا يقاد عن جهل . وطبعا هذا لا يعني أبدا اشتراط أن يكون الناخب خبيرا بالضرورة في المسائل الدستوريّة بل فقط يحسن مراعاة هذا المعطى واعتباره عنصرا من جملة عناصر أخرى مطلوبة فيه ومنها قدرته على تمثيل الجهات المحرومة وشباب الثورة ونساءها كتمثّله للمتغيّرات الكبرى التي أحدثتها الثورة في النسيج الاجتماعي والسياسي ومن ثمّة فإنّ الصيغة الأجدى لتركيبة المجلس التأسيسي بعد انتخابه هو إرساء تعايش مثمر بين الاعتبارات السياسية والاعتبارات المعرفيّة والتقنيّة المأمول توفّرها في شخص النائب أو في المجلس عموما حتّى يتاح لهذا الأخير النهوض بمهمّته على أحسن وجه وفي أقصر الأوقات . ولا شكّ أنّ مثل هذه الاعتبارات المطلوب توفّرها في النائب التأسيسي تختلف تماما عن تلك المطلوبة في النائب البرلماني وهو أمر لا بدّ للناخب الوعي به تماما حتّى يحسن الاختيار .
البيئة السياسيّة لانتخابات المجلس التأسيسي : لئن كان للنائب التأسيسي تلك المواصفات المبيّنة أعلاه فإنّ ذلك من شأنه الدفع حول اقرار نظام اقتراع كفيل بإعانة الناخب التونسي على حسن اختيار من يمثّله. بيد أنّ نظام الإقتراع الأمثل لا يمكن اختياره بمعزل عن الأوضاع العامّة التي سيقع تفعيله فيها ونقصد بذلك البيئة السياسيّة والاجتماعيّة لبلادنا في الفترة الفاصلة من هنا إلى يوم 24 جويلية 2011 . ويمكننا عموما رصد الخطوط العريضة لهذه البيئة التي تتميّز بخصوصيّات على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. فاجتماعيّا أبرزت الثورة عناصر عدّة مازالت فاعلة مثل الجهات الداخليّة المحرومة وجحافل الشبيبة المقهورة وخروج المجتمع من انغلاقه السابق وتحوّله إلى مجتمع مفتوح بين مكوّناته أصبح فيه الناس في حالة تواصل دائم . أمّا على الصّعيد السياسي فقد أصبح للمواطنين تطلّعات كاسحة نحو الحريّة والكرامة وتصميم على القطع نهائيّا مع منظومة الاستبداد والفساد السّابقة . ولكن بالمقابل فإنّ مجتمعنا الناهض ما يزال يفتقد بشكل فادح الى التأطير السياسي (الأحزاب) والانتظام المدني (الجمعيات) الضروريتين للديمقراطيّة بل أنّ الأفدح من ذلك هو ما نشهده اليوم من تردّد بل وتريّب المواطنين عموما من الإنخراط في الأحزاب جرّاء ما أورثهم الحزب الحاكم السابق وزعانفه الديكوريّة من مآسي فضلا عمّا يبعثه في نفوسهم هذا الكمّ الهائل من الأحزاب الوليدة ممّن لم يعرف لهم أيّ ماض إن لم يكن سلبا والحصيلة أنّ هذا الوضع المتميّز بتفكك النسيج الحزبي وافتقاد المجتمع للتأطير السياسي هو واقع ملموس لا بدّ من أخذه بعين الاعتبار أيضا في انتخاب المجلس التأسيسي وتحديدا في نظام الإقتراع الموصل له .
سيناريو الانتكاس : على الرغم من خطورة المهام الموكولة للمجلس التأسيسي كما أوضحنا وعلى الرغم من المستجدّات التي أحدثتها الثورة في مسام المجتمع التونسي فإنّ للبيئة السياسيّة التي نلمسها اليوم والمتميّزة بضعف التأطير السياسي وهزال الثقافة السياسيّة للمواطن التونسي يجعلان امكانيّة الالتفاف على مكاسب الثورة أمرا واردا ومحتملا الاّ أنّ هذا السيناريو الإنتكاسي المحتمل سوف لا يحدث لا قدر الله بالقوّة أو بالانقلاب بل أنّه سيكون « ديمقراطيّا » أي عن طريق انتخابات جويلية 2011 وذلك في صورة هيمنة القوى المحافظة أو تلك المعادية للثورة على المجلس التأسيسي سواءا عبر تحالفها الحزبي أو باستعمال امكانياتها الماليّة والماديّة وحتّى الإداريّة أو استفادتها من ضعف الأحزاب المناضلة فضلا عن الدعم الذي مازالت تلقاه من الجهات الأجنبيّة ذات التأثير المباشر في الشأن التونسي. إنّ المطلوب اليوم أكثر من أيّ وقت مضى هو تفويت الفرصة على هذه القوى من الرّجوع بنا على الأعقاب وتحويل ثورتنا إلى مجرّد احتجاج لا يتجاوز سقفه بعض الإصلاحات الاسعافيّة يقع اخراجها في دستور جديد يؤسّس إلى نظام سياسي مفتوح على الديكتاتوريّة ويقرّ حريّات محسوبة وحكومة مؤقّتة قامعة وبذلك تصبح مهمّة قطع الطريق على تلكم القوى هو الهاجس الأساسي الأوّل الذي يجب الاقتياد به في اختيار نظام الإقتراع الأمثل في هذه الظروف التي تمرّ بها ثورة شعبنا.
نظام الإقتراع الأمثل : طالما أنّ أنظمة الإقتراع غير محايدة وهي تلعب دورا حاسما في توزيع مقاعد المجلس على قاعدة الأصوات المتحصّل عليها فإنّ نظام الإقتراع المتعيّن إقراره يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عاملين أساسيين وهما طبيعة مهمّة المجلس كما سبق التبسّط فيها من جهة وضرورة قطع الطريق على قوى الردّة للهيمنة عليه من جهة أخرى وهو ما يدعونا إلى تفحّص مختلف هذه الأنظمة وبيان أيّهما الأصلح اعتماده في انتخابات جويلية 2011 .
نظام القائمات ومخاطره: وعموما ودون الدّخول في تفاصيل يعرفها أهل الاختصاص يمكن القول بأنّ أنظمة الإقتراع تقوم إمّا على القائمات أو على الأفراد . فأنظمة القائمات سواءا كانت بالأغلبيّة في دورة واحدة أو في دورتين أو بالتمثيل النسبي فهي تشترك جميعا فيما بينها في خصائص أهمّها أنّها تقوم على ادراج عدد من الأشخاص من حزب واحد أو من ائتلاف في قائمة واحدة بحيث يتعيّن على الناخب التصويت على تلك القائمة . كما أنّها تتطلّب بالضرورة دوائر انتخابيّة كبيرة الحجم مثل الولايات أو حتّى على المستوى الوطني في بعض صور التمثيل النسبي. ونظام القائمات يفرز عادة أغلبيّة في المجلس قد تكون أغلبيّة كاسحة (دورة واحدة) أو أغلبيّة ائتلافيّة (دورتان) أو أنّها تتيح لاحقا امكانيّة تشكيل كتلة متحالفة (التمثيل النسبي) . وهكذا فإنّ نظام القائمات يشترط بالضرورة كأمر لازم توفّر مستوى معقول من الانتظام السياسي للجماهير ووجود أحزاب وتياّرات يحضنها الرأي العام وقادرة على التنافس الجدّي بينها وهو أمر غير متوفّر كما أسلفنا في تونس اليوم ذلك أنّه حتّى لو وقع اعتماد أحسن وأعدل نظام للقائمات وهو التمثيل النسبي فإنّ الغلبة والهيمنة سيكونان للحزب أو الائتلاف الحزبي الأسبق في عدد الأصوات على الرغم من ضعف تمثيليّته للرأي العام الذي ستذهب اختياراته سدى فضلا عن أنّ المواطن سيكون مضطرّا لإعطاء صوته لأشخاص لا يعرفهم وقع ادماجهم في قائمة كما أنّ الجهات والقرى المحرومة وشباب الثورة لا يكون لهم بالضرورة تمثيل حقيقي بالنظر لاتّساع وكبر حجم الدائرة الانتخابيّة . ولا شكّ أنّ نظام القائمات سيفرز أغلبيّه في المجلس لكنّ هذه الأغلبيّة لا تحجب الكمّ الهائل من الأصوات الضائعة ممّا يقلّص من الثقل الانتخابي وشرعية هذه الأغلبيّة وذلك حتّى لو وقع إدخال تقنيات المزج والتشطيب على نظام القائمات لكن الأهمّ هو أنّ هذه الأغلبيّة التي سيفرزها نظام القائمات لا شيء يمنع احتمال تعارض أجندتها مع تطلعات الجماهير وعلى الرغم من ذلك ستكون قادرة على التصرف في مهام المجلس التأسيسي طبق خياراتها المحافظة بما يجعلنا وجها لوجه مع السيناريو الإنتكاسي .
النظام الفردي: يتميّز هذا النوع من الإقتراع على تمكين الناخب من اختيار الشخص الذي يثق فيه بعينه ودون التقيّد بقائمة وبقطع النظر عن الانتماء وهو لذلك يستلزم دوائر انتخابية صغيرة الحجم (مثل المعتمديات أو حتى العمادات ) التي يعرف سكّانها بعضهم بعضا بما يتيح للناخب التعرّف على المرشّح بصفة شخصيّة ومن ثمّة يجعله قادرا على التواصل معه والتأثير في مواقفه ومساءلته ومحاسبته إعمالا لمبادىء الديمقراطيّة التشاركيّة . ونظام الإقتراع على الأشخاص يفرز عادة نخبة قياديّة قد تكون قادرة مستقبلا على تأطير الجماهير وانتظامها خصوصا في مثل وضعيّة عدم الهيكلة السياسيّة لمجتمعنا حاليّا وإنّ تنزيل هذا النظام في تونس اليوم هو أحسن ضمان لتصعيد الشخصيّات والقوى السياسيّة ذات المصلحة المباشرة في انجاح المسيرة الثورية وهو الذي سيجعل تمثيل الشباب والمعتمديّات والقرى المنسيّة أمرا ممكنا مقابل سدّ منافذ المجلس التأسيسي على أشخاص العهد البائد بحكم انكشافهم محليّا وجهويّا . صحيح أنّ نظام الإقتراع على الأشخاص قد يفرز مجلسا مشتّتا لا أغلبيّة فيه الاّ أنّ ذلك لا خوف منه ولا تبعات له لأنّ الوضع الثوري السائد حاليّا واتّجاهات الرأي العام كفيلة لوحدها بتشكيل تحالف طبيعي وتلقائي داخل المجلس بين الشخصيّات المصمّمة على القطع مع الماضي والتي تتقاسم بينها المحاور الكبرى للدستور الجديد وللحكومة ومن ثمّة فإنّ مثل هذا الاعتراض لا وزن له الآن سيّما أنّنا لسنا في سباق انتخاب مجلس نواب في نظام برلماني . أمّا من يضخّم في تأثير الوجاهة المحليّة والنفوذ والعروشيّة والمال للاعتراض على نظام الاقتراع الفردي فإنّنا نحيله على ما أثبته شعبنا من وعي ويقظة في هذا المجال بما أتاح له انجاز ثورة استهدفت القضاء فعلا على هذه الأمراض فالوجهاء المحليّون وأصحاب المال والنفوذ كان لهم لسوء حظّهم صلات مع العهد البائد . ومهما قلبنا الوضع فإنّ نظام الإقتراع الفردي على الأشخاص يظلّ هو الأمثل لمنع السيناريو الإنتكاسي ولقيادة ثورتنا إلى شاطىء النجاة ومن ثمّة فإنّنا ندعو إلى اعتماده لوحده ودون التفات إلى محاولات اللجنة المسمّاة » لجنة تحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي » إلى إقرار نظام مختلط يجمع بنسب مائوية مختلفة بين الإقتراع على القائمات والاقتراع على الأفراد . ذلك أنّ ادخال أيّة جرعة من نظام القائمات هو في الحقيقة جرعة مهداة لقوى الشدّ إلى الوراء .
صفاقس في 12 مارس 2011
طفرة الأحزاب التونسية
حتى الساعة، ما تزال رياح الانتفاضة التونسية تفتقر إلى أسس ومبادئ واضحة تـمكننا من استشراف نتائـجها ومعرفة اتـجاهها، وبالتالي تكوين فكرة واضحة منها، مع أننا فرحنا كثيـراً لسقوط رأس الفساد المستبد بن علي » أسوأ العابدين » الذي عاش، وعائلته، وأزلامه على حساب الشعب التونسي ولقمة عيشه وكرامتـه، ولكننا لا يسعنا إلا أن نقلق لمصيـر هذا الشعب بعد انتفاضتـه المباركة، ذلك بسبب غياب الأسس والمبادئ الواضحة، وغياب قوة جيشنا الباسل عن حسم بعض الأمور، والسيـر بـهذه الأسس والمبادئ نـحو الوضوح، وتـحويلها إلى أسلوب حياة للشعب. ولما كنّا ننظر بعين القلق لمصيـر التضحيات التي قدّمها المنتفضون المطالبون بالتـغييـر، بقيت عيوننا منصبة على الطاقات المتخصصة في العلوم الـحديثة من أبناء المـجتمع المدني، وعلى الأحزاب الملتزمة مصالح الشعب، وهذا من باب الـحرص على عدم التفريط بـما نـملكه من أسباب القوة ضمن الوضع القائـم. لـهذه الأسباب بالذات، أشرنا في عدة مقالات سابقة إلى أهـمية إنشاء أحزاب جديدة تساهم في بناء المواطن الواعي، المثقف ثقافة وطنية تـحدد مسلكه في المـجتمع، وترفع من وتيـرة مساهـمته في بنائه، وبكلام صريـح، بتـغييـر كامل لمفاهيم أخلاقية وأنظمة بالية، والقيام بـمحاولات جدّية لعصرنة الإنسان والمـجتمع ومؤسسات الدولة. بعد هروب الطاغية بن علي » أسوأ العابدين »… لا ردّه الله… ظهر بـجلاء أكثر سوء الأساس الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي لتونس كلها، وشعر الشعب بـحاجته إلى الإصلاح وتـغييـر الأحوال، ولما كانت تونس تضم مـجموعة كبيـرة من المتـعلمين المتخصصين في الطب، الـحقوق، الـهندسة والعلوم الإنسانية بـمختلف فروعها قد يئست، أو فشلت في تـحقيق طموحاتـها الشخصيّة، وجدت في السياسة باباً مفتوحاً لنشاطها، معتبـرة أن شـهاداتـها الـجامعية العليّا مبـرراً كافياً لطلب إنشاء حزب سياسي قد يكون واسطة لبلوغ غاياتـها الـخصوصية ومصالـحها الـخصوصيّة. هذه الظاهرة إن دلّت على شيء فهي تدّل على حالتين اجتماعيتين سياسيتين: الأولى، فقدان النظم الاجتماعية، الاقتـصادية، السياسية والعسكرية في مؤسسات الدولة، والثانية، حالة الانـحلال الشامل في الأحزاب المتواجدة في الساحة التونسية منذ مدّة طويلة مـما قوى ظاهرة النـزعة الفردية الغيـر شاعرة بالمسؤولية الوطنية. كل هذه العوامل اجـتمعت وكوّنت طفرة سياسية تتـخذ من القضايا الوطنية عنواناً لـها، فاستـغلتـها مـجموعة من حاملي الشهادات الـجامعية العليّا المنشقين عن أحزاب تونسية تاريـخية، ومن غيـر المنظمين في عقائد كبـرى، غافلة عن الفارق الكبيـر بين النجاح الفردي في تـحصيل الشهادات العلميّة وبين النـجاح في العمل الوطني عبـر حزب سياسي، ولم تقتصر هذه الظاهرة فقط على أصحاب الشهادات الـجامعية، بل شـملت أيضاً بعض الشخصيّات السياسية التي سبق لـها، ولعبت دوراً في الـحكومات السابقة، وأظهرت ما تـخـتزنه من الانتهازية والنفعية. إننا إذ ندلي بدلونا في هذا المـجال، لا يسعنا سوى أن نكون صريـحين في غاية الصراحة، فنـعبـر عن رأينا تعبيـراً لا التباس فيه، ذلك أننا لا نبدي هذا الرأي إرضاء أي من العباد أو إغضاب آخرين، بل أن المعيار الوحيد الذي نقيس به أي شيء هو مصلحة شعبنا واستقراره وأمنه. من هذا المنطلق نقول إننا أطلعنا على مبادئ وأهداف بعض الأحزاب الـجديدة، فوجدناها كلها متشابـهة في مبادئـها الإصلاحية ذات الأبعاد التونسية، الإسلامية، العربية، الأفريقية، المتوسطية والعالمية، وفي تـعابيـرها السياسية وقواعدها التنظيمية، ومقتبسة عن بعض الأحزاب التاريـخية المتواجدة في تونس منذ زمن بعيد، فيما تونس اليوم، بـحاجة إلى أحزاب جديدة تـحمل مبادئ وبرامج فيها ابتكار وذكاء لأن الشعب التونسي يلتهب غضباً من ضحالة برامج ومبادئ الأحزاب القديـمة. ولو أردنا أن نلقي نظرة سريعة على الأحزاب التونسية القديـمة، لوجدنا أنـها كانت مـحدودة الأهداف زمن الاستـعمار الفرنسي حيث كان هـمها الأول والأخيـر، هو توجيه نقمة الشعب التونسي، ونار حقده نـحو المستـعمر فقط. أما زمن الاستـقلال فقد ظهرت عدة أحزاب استندت إلى أسس تنظيمية ومبادئ تـهدف إلى إيقاظ الوجدان الوطني، ووضعت القواعد الأساسية لنهضة المواطن التونسي، ودعوته للمشاركة في عمران البلاد. وعندما اشتد عودها بين المواطنين دعت إلى تـغييـر حقيقي في أسس الـحياة الوطنية، الاجتماعية، الاقتصادية، الفكرية والسياسية، واجهها المستبد البائد : بورقيبة » بأحكامه الـجائرة فقضى على أشرفها، وأبقى على الأحزاب المدجنة، الضائعة، المنهزمة في تأملاتـها وجهادها الشعبـي. وفي بداية عهد الطاغية بن علي » أسوأ العابدين » خرجت بعض القيادات الـحزبية الشريفة من السجون، وتـحالفت مع الطاغية، إنـما سرعان ما انتهى هذا التحالف بصراع هائل كانت نتائـجه آلاف من السجناء الأبرياء، والمزيد من المشردين والشهداء من خيـرة العباد في تونس، ولم يبق في الساحة إلا الأحزاب التي استـغلت أوجاع العباد، وتقاتلت من أجل الوصول إلى المناصب الـحكومية. وكلمة حق في الأحزاب التونسية القديـمة يـجب أن تـقال، وهي، إن أحزاباً قليلة جداً، خاصة في المهجر، بقيت صادقة، شـجاعة، تشهد للـحق، وترفع صوتـها لتملأ الفراغ الـحزبي، تـمارس مسؤوليتها، تضبط وعيها، تـحدد موقفها وتأخذ المبادرة في نشر الـحقائق إلى أن انطلقت الانتفاضة المباركة. وقد كانت المرآة التي كنّا ننظر من خلالـها إلى وجه وطننا الـجميل، وطننا الذي حلمنا به، والذي بنيناه في ذاكرتنا من خلال كتابات مفكّري تلك الأحزاب، وجهود مناضليها الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي تـجاه ما كان يـحدث في تونس، وقد خاضوا حرباً طويلة هائلة مع رموز الطغيان والاستـعباد. إن تونس اليوم، تـجاه ما تأمله من إنشاء نظام اقتصادي، اجتماعي وسياسي راقٍ، هي أحوج ما تكون إلى أحزاب نـهضوية، تتناول الـحياة الوطنية من أساسها، وتقوم على القاعدة المعروفة في مبادئ العلم السياسي والاجتماعي التي تعرّف الأحزاب بأنـها تنظيم جـماعات موحدة الأفكار والعواطف، تلمّ شـمل الشباب، وتعقد القلوب والقبضات على الوقوف معاً في سبيل تـحقيق دولة عصرية في تونس تعبـر عما في النفس التونسية من علم وإبداع وخيـر وجـمال.
تيسيـر العبيدي ـ باريس
مهد الثورة.. تطلب نصيبها من التنمية سيدي بوزيد تصارع الفقر والبطالة
إيمان مهذّب-تونس مازال أهالي محافظة سيدي بوزيد التونسية التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة يعانون أوضاعا اجتماعية صعبة لعدم توفر وظائف, وقلة فرص الاستثمار. ولا يزال سكان هذه المحافظة الداخلية -التي تقع على مسافة 300 كلم تقريبا جنوب العاصمة, وتعتمد أساسا على الفلاحة- ينتظرون تدخل الدولة لتحسين ظروفهم المعيشية في إطار تنمية تشمل المناطق الداخلية التي حُرمت من الاستثمارات طيلة العقود الماضية. وتعاني سيدي بوزيد ومحافظات داخلية أخرى من عدم توازن بالاستثمار الذي كان مرتكزا بالأساس شمالي البلاد وفي الساحل، الأمر الذي أثر سلبا على حركة التشغيل بهذه المناطق التي انطلقت منها الثورة المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وعبّر عدد من المواطنين بمحافظة سيدي بوزيد عن أملهم في أن تحقق حكومة تصريف الأعمال الحالية مطالبهم المنادية أساسا بالتشغيل، وبإنشاء مشاريع تحسن مستواهم المعيشي. مطالبات بالتشغيل وكانت الجزيرة نت قد لاحظت خلال زيارتها لهذه المحافظة تجمعّ عاطلين عن العمل ومن ذوي الاحتياجات الخاصة يوميا أمام مقر الولاية للمطالبة بوظائف, وبدرس ملفاتهم. وقالت سامية, وهي حاصلة على بكالوريوس في اللغة والآداب الفرنسية منذ 2006, إنها تسعى لوظيفة لمساعدة عائلتها الفقيرة. وأضافت أن الثورة أحدثت تغيرات واضحة, وأن المسؤولين الذين كانوا يرفضون الاستماع لمشاكل المواطنين ينصتون اليوم إليهم ويحاولون إيجاد حلول لمشاكلهم. وقال مواطن آخر كان يتنظر دخول مقر الولاية -للجزيرة نت- إنه يأتي يوميا لمقر الولاية للمطالبة بتشغيله. فهو حاصل على بكالوريوس في العربية منذ أكثر من سبع سنوات, ولم تتح له فرصة للعمل، مؤكدا أن الأوضاع على حالها. وتابع « نحن نعلم أن الأمر يتطلب بعض الوقت لتلبية جميع مطالبنا أو جزء منها لكننا نأمل ألا يطول انتظارنا دون أن نظفر بجزء مما حلمنا به، فمن حقنا أن نرى كل المناطق التي حرمت من التنمية سنوات عدة أن تحظى باهتمام الدولة ». يُذكر أن الحكومة قد أعلنت عن محفزات جبائية ومالية للاستثمارات التي تنجز بالمناطق الداخلية. ووفقا لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد, فإن هذه الامتيازات ستشمل قطاعات الصناعة والصناعات التقليدية والخدمات, وستمكن المستثمرون من التمتع بإجراءات تشجعهم على الاستثمار, وتوفّر فرص عمل جديدة. مناطق مهمشة ومقارنة بما حققته البلاد في مستوى البنية التحتية والمشاريع المنجزة والمنشآت العمومية, فإن المناطق الداخلية كانت الأقل نصيبا من الاستثمارات والمشاريع التنموية. ويمكن لكل زائر للداخل التونسي أن يلاحظ الفرق الشاسع بين المدن الساحلية والداخلية التي عانت من الإقصاء والتهميش سنوات طويلة. وخلال جولة بأحياء فقيرة في سيدي بوزيد, لاحظت الجزيرة نت أن عددا من العائلات تعاني من فقر مدقع. فبعض تلك العائلات تقيم في بيوت غير لائقة للسكن, فضلا عن معاناتها من البطالة. وأوضحت شهلة عمري أنها تعيش مع إخوتها الستة العاطلين عن العمل في بيت قديم سقفه متهاو، وقالت « نعيش ظروفا صعبة خاصة بعد وفاة والديّ. لدي أخوان معاقان جسديا وأخت مصابة بالصرع، لا مورد رزق قارا لنا.. أشتغل معينة منزلية من حين لآخر لكنني لا أستطيع أن أعيل كل العائلة من أجري الزهيد ». فقر وبطالة وفي السياق ذاته, اشتكى عمار عمري -شقيق شهلة- من غياب فرص العمل في سيدي بوزيد. وقال « بلغت أربعين عاما ولم أتزوج بعد, ولا أستطيع أن أوفر قوت يومي ». وأضاف « حتى المشاريع الصغيرة التي حاولت أن أنفذها كانت تفشل لكونها غير قانونية أو للمطالبات المتكررة لأعوان الأمن أو التراتيب البلدية بتقديم رشى ». وأضاف « فررت من السجن في الأحداث الأخيرة لأتمكن من إعالة أخوتي، وأنا أعمل حاليا في مهن صغيرة لأجمع بعض المال لهذه العائلة ». ولا يختلف الحال في بيت محمد الناصر, الرجل المسن الذي يعمل بائعا للشاي والبيض. وقال للجزيرة نت إنه اضطر للعمل رغم مرض القلب ليعيل عائلته المكونة من عدة أفراد. وروت زوجته فاطمة تفاصيل حياتهم الصعبة, فهي تعمل منظفة بشركة للنقل مقابل مبلغ لا يتجاوز مائة دولار شهريا، مطالبة السلطات بالاهتمام بالعائلات الفقيرة, والنظر إلى حالاتهم الاجتماعية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 مارس 2011)
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي من الدكتور محمد الهاشمي الحامدي
الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1432 الموافق 15 مارس 2011
تلقيت خلال الأسابيع القليلة الماضية رسائل من عدد كبير من المواطنين التونسيين، رجالا ونساء، تدعوني للمشاركة في الحياة السياسية التونسية، وتطلب مني بإلحاح العودة إلى أرض الوطن والترشح لقيادة البلاد في الفترة المقبلة. ولهؤلاء جميعا أسجل امتناني الكبير وأشكرهم من أعماق الفؤاد على حسن ظنهم بي. لقد فكرت مليا في هذه الدعوة، واستشرت عائلتي والكثير من الأصدقاء، وقررت في النهاية التجاوب معها، من منطلق الإيمان بأن تحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة في تونس يتطلب مساهمة جميع التونسيين في خدمة الوطن وبناء المستقبل المشرق العزيز وضمان نجاح التجربة الديمقراطية الجديدة. وفي هذا السياق، أعلن أنني أنوي التعاون مع الذين اتصلوا بي من الأصدقاء والأنصار للمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي ضمن قوائم مستقلة، وتشكيل الحكومة المقبلة إذا فازت قوائمنا بثقة الشعب، وتنفيذ برنامج عمل يحدث ثورة اجتماعية حقيقة في البلاد، ويرسي أسس العدالة الإجتماعية، وخاصة من خلال توفير خدمة الصحة المجانية لجميع المواطنيين، وصرف منحة شهرية لجميع الباحثين عن عمل مقابل العمل نصف وقت لصالح المجموعة الوطنية. أكثر من 20 ألف شخص يؤيدون العريضة الشعبية وأحب أن أخبر المهتمين من بني وطني أن عددا من الأصدقاء والأنصار تطوعوا منذ السادس من مارس الجاري لجمع التوقيعات على عريضة تتضمن عدة مبادئ وأهداف مهمة، وتتضمن أيضا دعوتي للعودة إلى أرض الوطن والمشاركة في الحياة السياسية التونسية. وقد علمت من هؤلاء المتطوعين أن عدد المؤيدين لغاية اليوم 15 مارس تجاوز العشرين ألفا.
نص العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية
28 ربيع الأول 1432 الموافق 3 مارس 2011 إن التونسيات والتونسيين الموقعين على هذه العريضة: 1 ـ يترحمون على أرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة، ويتعهدون بالوفاء لدمائهم الطاهرة الزكية، ويدعون جميع بنات وأبناء الشعب التونسي للوحدة والتضامن والتكاتف من أجل بناء تونس الجديدة التي ضحى من أجلها الثوار وكافحت في سبيلها أجيال كثيرة من التونسيين على مدى العقود الماضية. 2 ـ يرحبون بما جاء في خطاب رئيس الجمهورية المؤقت السيد فؤاد المبزع يوم 3 مارس 2011، ويدعون جميع التونسيين إلى المساهمة بحماس في إنجاح المرحلة الإنتقالية التي تمهد لانتخاب أعضاء المجلس التأسيسي يوم 24 جويلية، ومساندة الحكومة الإنتقالية حتى تقوم بأداء واجباتها في أفضل الظروف. 3 ـ يقترحون على الحكومة الحالية والحكومات التي ستليها أن تجعل من اولوياتها تأمين حق العلاج المجاني لجميع المواطنين. 4 ـ يقترحون على الحكومة الحالية والحكومات التي ستليها أن تجعل من أولوياتها صرف منحة شهرية للعاطلين عن العمل مقابل عملهم نصف وقت لصالح المجموعة الوطنية، وذلك إلى حين حصولهم على عمل قار. 5 ـ يتطلعون إلى المساهمة في اختيار أعضاء المجلس التأسيسي في انتخابات حرة ونزيهة، ويرون أن الدستور الجديد للجمهورية التونسية يجب أن يكفل قيام نظام سياسي ديمقراطي يمثل إرادة الشعب، ويلتزم بمبادئ حقوق الإنسان، ويحترم الهوية العربية والإسلامية للبلاد، ويدعون إلى أن تتوزع السلطات في النظام الجديد بين رئيس الجمهورية ومجلس النواب، مع ضمان الفصل بين السلطات وضمان استقلالية السلطة القضائية. 6 ـ يكلفون الدكتور محمد الهاشمي الحامدي بتمثيلهم والحديث باسمهم في المحافل الوطنية والعمل على ضمان مشاركتهم الفاعلة في انتخابات المجلس التأسيسي المقبل والمواعيد السياسية المهمة المقبلة. انتهى التصريح ـ للتعليق والتواصل: البريد الالكتروني: info@alhachimi.net
بسم الله الرحمان الرحيم
مفاجأة قايد السبسي :مهزلة الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي
فوجئ كل مواطن تونسي بتركيبة الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطى. فبعد المشاورات و السجالات المطولة أُنتهيَ الى توافق بين مكونات المجتمع السياسي و المدني التونسي على تركيبة الهيئة على أن تضم الاطراف السياسية و الجمعياتية و المدنية التونسية. ثم جاء بعد ذلك الاعلان عن التشكيلة المفاجئة.
وجه المفاجأة في هذه اللجنة إثنان و أربعون شخصية تحت مسمى « شخصيات وطنية » أغلبهم من لون فكري و سياسي واحد مع بعض الاستثناءات التي تؤكد القاعدة. و منهم إستئصاليون عملوا و لا يزالون على استثناء بعض الاطراف السياسية و الفكرية داخل البلاد و خارجها، كما ضمت وجوه بائسة من عرّابي مجرمي العهد السابق
لقد قامت الثورة التونسية بمجهود الشباب و بنضالات عديد أبناء الوطن الأوفياء الذين ذاقوا وليلات لا يمكن لعاقل أن يستوعبها دون ذهول أو لحليم أن يسمعها دون أن ينحني إجلالا ﻷصحابها. ثم صمد الثوار في القصبة الاولى و دهستهم آلة القمع و حصدت بعضهم و لم يثنهم ذلك عن العودة و الرباط حتى تمكنوا من نيل مطالبهم بشرف و رجولة، و يأتي يوم تشكيل اللجنة فيغيب عنها أصحاب الثورة الحقيقيون، ذاك الشباب الذي لم يجف ريقه من ترديد الأهازيج او يفت في عضده مضيعة محمد الغنوشي و زمرته للوقت و التلاعب بالمناصب و الاشخاص و كأننا نحضر لعبة كراسي. غاب الشباب و غاب العلماء و غاب المفكرون و غاب الفلاسفة أهل الابداع و حضر من سب يوما الاذان واستهزأ بالمساجد و تغنى بالفحش أمام العامة و الخاصة. جاءت الهيئة في مجموعها فقيرة مقارنة بكفاءات تونس العلمية، إحتكارية مقارنة بتنوع المدارس الفكرية و السياسية ذات عناصر شحيحة بالنظر الى غزارة إطلاع و علم طاقات تونس المبثوثة في الداخل و الخارج. أمام هذه التشكيلة المفاجئة نعبر عن إستغرابنا عن تجاوز اهل السلطة المؤقتين ﻷهل العلم و الاختصاص ممن ينتمون الى الهوية العربية الاسلامية و يعتزون بها. و نطالب بما يلي : حل هذه اللجنة وباقي اللجان التي تم تشكيلها و إعادة تركيبها بالتوافق بين مكونات المجتمع التونسي كافة إشراك شباب الثورة في جميع المشاورات و السياسات التي تتم و التي ستتم لاحقا إبعاد كل من كانت له صلة بالنظام السابق من قريب أو من بعيد حفاظا على النزاهة عدم إدراج من ثبتت إستئصاليته و عدم قبوله باﻵخر في زمن الطاغية الهارب , العريضة مفتوحة لكل الافراد و الاخواب و الجمعيات لإضافة توقيعك أرسل رسالة الى العنوان التالي: ل
kamelaifi@gmail.com : —
كمال العيفي- باريس
شباب الثورة يعلنون عن « جمعة الإنذار » مبادرة للخروج من الأزمة اليمنية
قدم وسطاء يمنيون نافذون للرئيس علي عبد الله صالح مبادرة من أجل استئناف الحوار بينه وبين اللقاء المشترك المعارض تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وحل جهاز الأمن القومي وإقالة رئيس أركان الأمن المركزي المتهم من قبل المعتصمين بالهجوم عليهم. ميدانيا تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي في عدد من مناطق الجنوب فيما بات يعرف بيوم المعتقل الذي يُحيونه الخميس في وقت يستعد فيه شباب الثورة للخروج غدا الجمعة في مظاهرات حاشدة تحت اسم « يوم الإنذار » للمطالبة بإسقاط النظام. ووفق مراسل الجزيرة هناك أحمد زيدان فإن المبادرة المقترحة تأتي في ظل أزمة الثقة بين النظام الحاكم في اليمن والمعارضة. وتقترح المبادرة تشكيل مؤتمر وطني من كافة القوى الفاعلة ومنها شباب التغيير في جامعة صنعاء وفي غيرها بالإضافة إلى اللقاء المشترك، والجيش سيكون هو الضامن والمشرف على إجراء التعديلات الدستورية قبل نهاية العام. وبموازاة ذلك تدعو المبادرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الأطياف السياسية تشرف على تنظيم الانتخابات بعد استقالة الرئيس.
حسن نية وأوضح مراسل الجزيرة أنه بموجب المبادرة يتعين على صالح القيام ببادرة حسن نية تتمثل في حل جهاز الأمن القومي ودمجه بجهاز الأمن السياسي بالإضافة إلى إقالة رئيس أركان الأمن المركزي يحيى صالح المتهم من قبل المعتصمين بالهجوم عليهم. وعن موقف المعارضة أفاد مراسل الجزيرة أن مسؤولا في اللقاء قال إن الشارع هو من له كلمة الفصل في الموضوع، وأضاف أن الذي يجب أن يبادر حاليا ويتخذ خطوات هو الرئيس صالح. وتدفع الإدارة الأميركية وفق مصادر متعددة باتجاه دعم المبادرة وقبول صالح بها. وكان اللقاء المشترك أعلن أنه لا حوار مع الحكومة بعد هجوم قوات الأمن على المتظاهرين خلال الأيام الماضية.
الأغبري حر وفي موضوع ذي صلة أفرج الرئيس مساء أمس عن بجاش علي محمد عابد الأغبري الذي يعد أقدم سجين في اليمن بتهمة محاولة اغتيال صالح. وقال الأغبري الذي كان سجينا على مدى 16 عاماً، إنه فوجئ بعدد من المسؤولين يزورونه في زنزانته ويبلغونه تحيات الرئيس صالح واعتذارهم الشديد له عن فترة المحكومية التي قضاها منذ عام 1995. وكان الأغبري اعتقل في محافظة المهرة القريبة من الحدود العُمانية على خلفية اتهام له بالتخطيط لاغتيال الرئيس صالح أثناء زيارة قام بها الأخير إلى المحافظة. وأكد إثر إطلاق سراحه أنه سينضم إلى المحتجين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء للمطالبة برحيل صالح.
جمعة الإنذار في هذه الأثناء أعلن شباب الثورة عن الخروج غدا في مظاهرات تحت اسم « جمعة الإنذار » للمطالبة برحيل النظام. ويأتي الإعلان عن الخطوة في وقت تظاهر فيه آلاف من أنصار الحراك الجنوبي بعدد من مناطق الجنوب فيما بات يعرف بيوم المعتقل الذي يُحيونه الخميس من كل أسبوع حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بالعصبية وتطالب برحيل النظام الحاكم. ويواصل الآلاف اعتصامهم في مخيمات المنصورة ومدينة الشعب وكريتر والمعلا بـعدن وزنجبار بأبين وعتق بشبوة، وينادون برحيل الرئيس صالح. أما في مدينة المكلا بحضرموت فقد خرجت مسيرتان إحداهما للحراك الجنوبي دعت إلى الانفصال بينما كانت الأخرى مؤيدة للرئيس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 مارس 2011)
حقوقيون وجامعيون يتحدثون عن ثورة الشباب والقطيعة مع الماضي
احتفالا بعيد الاستقلال والشباب ينظم نادي البحوث والدراسات بالتعاون مع عدد من الجمعيات العلمية والطبية ندوة دولية يومي 20 و21 مارس الجاري تحت عنوان » ثورة شباب تونس 2011 وفرصة القطيعة مع الماضي » بمشاركة باحثين وحقوقيين وممثلي بعض التيارات السياسية.
وقال الجامعي الهادي الغيلوفي منسق الندوة لـ »الصباح » إن هذه التظاهرة العلمية ستشهد مشاركة ثلة من الباحثين والجامعيين المتميزين.. وسيقدم هؤلاء دراسات في شتى الاختصاصات وسيساهمون بقراءات متعددة للمشهد السياسي بعد الثورة.
كما ستقدم مجموعة من ممثلي التيارات السياسية قراءاتها النقدية للماضي ورؤاهم المستقبلية لتونس بعد الثورة، محاولين التأكيد على كيفية التعايش مع الآخر ضمن رؤية وطنية تؤمن بأن تونس الديمقراطية تتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش وبأن الجميع شركاء في الوطن.
ويتحدث محمد براهمي عن القوميين وحركة الشعب ويتطرق العجمي الوريمي لموضوع الإسلاميين وحركة النهضة ويبحث عمار عمروسية مسألة اليسار وحزب العمال الشيوعي التونسي. ويشارك في هذه الندوة عبد الله التركماني بورقة حول مفهوم الكتلة التاريخية ويقوم جمال الدين دراويل بقراءة حضارية للثورة فيما يقدم البشير العربي قراءة سوسيولوجية لها وزهير الخويلدي قراءة فلسفية.
ومن المداخلات الأخرى التي سيتم تقديمها بمناسبة هذا اللقاء واحدة للنقابي سالم الحداد وسيتحدث في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل.
وسيشارك في الندوة أساتذة قانون يقدمون مداخلات حول الدستور الجديد من وجهة نظرهم كما يشارك ممثل عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وآخر عن منظمة العفو الدولية وسيقدم بالمناسبة تقريرا للمنظمة حول الأحداث الأخيرة.
ويعتزم أهالي مدينة الحامة بمختلف جهات الجمهورية تنظيم قافلة شكر إلي أبناء مدينتهم يوم السبت 19 مارس تنطلق من العاصمة في حدود الساعة السابعة صباحا قصد تكريم أهالي شهدائها خلال الثورة. بوهلال
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 مارس 2011) http://www.assabah.com.tn/article-50936.html
إذا غابت القيم فلا فكر و لا نظر
ابراهيم بالكيلاني ( النرويج )
هل من معنى للكتابة خارج مجال السياسة في هذه المرحلة ؟ و هل من معنى للسياسي خارج دائرة الفكر و الثقافة ؟ . كنت أسأل صديقي عن حضور الهم الفكري و المشاريع الفكرية لديه في هذه المرحلة ، و هو من بنيان فعل التفسلف التونسي الراهن . كان جوابه مقتضبا و ذو معنى : مما أسقطته الثورة التونسية : العقل و الحداثة . صدمتني الجملة لأول وهلة ، و لكن سرعان مع عدت إلى ادراك هذه الحقيقة . فهل كان صوت العقل و الحداثة هو الذي حجب عنا ادراك ما يعتمر في نفوس الشباب من روح التمرد على السائد و توق لبناء مستقبل مغاير ؟ هل عجزت الحداثة رغم كل ما تملكه ( من ناحية تراث الحداثة النظري في المنهجيات ) من تنوع و تعدد في المنهجيات المتوسَّل بها لاستشراف ما آلت و ما تؤول إليه الأوضاع في تونس ؟ على رغم أن الأحداث لا تزال في حركية مستمرة ، و حبلى بالنتائج الدافعة إلى التغيير الشامل ، و أولها الاطاحة بآليات الحداثة المزيفة و رموزها الذين توسلوا بآليات الدولة و سخّروا امكانياتها بفرض صورة أحادية للمعرفة و الثقافة و الفكر و ضيّقوا على دوائر الوعي لكي لا تتسلل إليها سُبل التعدد و التنوع الحقيقي ، على رغم المساحيق التي جمّلوا بها وجه الحداثة المزيفة ، و لم يبق لهم من صوت غير التنادي إلى عدم السقوط في الفراغ و إعادة هيبة الدولة و محاكمة النوايا و توزيع التهم « المؤدلجة » ! و هل حجبت عين الحداثة و العقل الظاهر و الباطن عن النظر إلى مظاهر الفساد و الإفساد التي انتشرت في البلاد ، و عن ادراك مساويها و خطرها العظيم و التي يعرفها الأمي و الجاهل قبل المتعلم و « المتعولم » ؟ من حق الشعب حماية ثورته ، و حماية الثورة يجب أن تتعدد وجوهها و من أوكد المهام في هذا المسار هو تحرير العقل من جميع المكبلات التي سيّجتها الديكتاتورية ، و التي زيّن « شيطانها » لضعاف الفكر و النفوس بأن ركبوا « عبّارة » الحداثة المزيفة ليبنوا « سلطة » و يستفردوا باصدار « الأحكام » و يوزعون أوصاف العقل و الحداثة و المدنية .. بينهم ، و يوصموا خيارات التنوع و التعدد بأوصاف من قوائمهم السوداء المملاة عليهم من « أوكار الجهل و التعصب » . صدقت يا صديقي . إن أول ما يستدعى إعادة النظر و إعادة البناء و التشكيل هو الفكر و الثقافة ليتأسسا على قيم العقل الفعّال الذي ينظر إلى الأشياء بموضوعية ، و يؤمن بالحرية الحقيقية و يكون في مقدمة المنافحين عنها . و ما هو دور النخبة المثقفة إذا لم يكن الدفاع عن الحرية في بعدها الشمولي ، و يتصدّر مشهدها في المغرم قبل المغنم و إلا تهاوت صور ته كما تتهاوى اليوم . و إذا أردت أن تمارس فعل التفكّر و النظر ، فعليك أن لا تسمح ليكون الفكر أداة توظيف في يد الديكتاتورية تحت أي مبرر ، لأن المبررات هي بوابة الارتهان و بعدها انهيار للقيم . و إذا غابت القيم فلا فكر و لا نظر .
ليبيا …من يدعمها ؟؟
محفوظ البلدي يعد القذافي لعنة في غاية السوء، وعثرة في طريق التنمية والنهضة في ليبيا, رغم الموارد النفطية والغازية الهائلة التي يتمتع بها البلد, لكن الغرب المنافق سياسيا واخلاقيا, اعاد الرهان عليه لعقد من الزمن، واعاد التواصل معة وقدم له الدعم وغطى جرائمة وانتهاكه لكل الاعراف والمواثيق الدولية, مقابل التعويضات السخية لأسر ضحايا حادثة لوكربي، ورفع الراية البيضاء وتسليم اجزاء برنامجه النووي، وتقلده مهمة الشرطي والحارس للحدود في المحيطاط لوقف الهجرة « غير الشرعية » إلى اوروبا.
لا شك ان النفط والغاز جيد للشركات الأجنبية الغربية, لاسيما بتسهيلات جمة واسعار بخسة, لهذا يتلكئ الغرب في اتخاذ موقف حاسم وسريع بشأن الوضع الماساوي في ليبيا. رغم مرور شهر كامل على الاحداث والغرب يمسك العصى من الوسط, فلا هو مع سفاح فقد كل شرعية قانونية واخلاقية وحتى السيطرة العسكرية, ولا هو مع الثوّار العزّل, خشية ان يتمرد هؤلاء عليه ويرفضوا وصايته, ويظهر له لون او رائحة الاسلاميين من جديد. اما العرب فمنهم الخائف الوجل من لهيب الثورات ونجاح التجربة ونتائجها السلبية على انظمتها الاستبدادية واللاشرعية, ومنهم المنشغل بانجاز ما حققته ثورته وتصفية وتطهير مؤسسات الدولة من بقايا الردّة, ومنهم المتفرّج الحائر… لم يبقى للثوّار سوى التعويل على امكانياتهم الذاتية والشعبية في المقاومة, واحتواء ماتبقى من الضباط والعساكر واستمالة القبائل التي لازالت مترددة في اللحاق بالثورة, للانقضاض على الطاغوت وخدّامه. ويبقى الواقع العربي مفتوحا على كل الاحتمالات, والمؤكد انه احسن حال مما كان عليه محاربو الهوية يقررون مستقبل تونس: نموذج هيئة تحقيق أهداف الثورة فوزي مسعود www.MyPortail.com
موقع ليبي: القذافي يحتجز رئيس الحكومة والوزراء في باب العزيزية
2011-03-17 لندن- ذكرت صحيفة ليبية الخميس أن العقيد معمر القذافي يجبر رئيس الحكومة البغدادي المحمودي وكل الوزراء على الإقامة في باب العزيزية مقر إقامته في طرابلس منذ ثلاثة أسابيع. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة (برنيق) عن مصدر في طرابلس وصفه بالموثوق قوله إن « القذافي يجبر أمين اللجنة الشعبية العامة البغدادي المحمودي وكل أمناء اللجان الشعبية (الوزراء) على الإقامة الجبرية في باب العزيزية منذ حوالي 3 أسابيع ». وأضاف المصدر إن « اجتماعاتهم كانت تتم داخل أحد منازل القذافي داخل باب العزيزية »، موضحا أن « العقيد يحاصر المنازل المقيمين فيها بعدد كبير من العناصر الأمنية ». وأشار المصدر إلى أن « الأمناء لم يخرجوا من باب العزيزية منذ حوالي 20 يوما، مضيفا ان معظمهم لا يستطيعون أن يشاهدوا أهلهم » وأن القذافي « أعطى تعليمات للكتائب الأمنية بعدم خروج أي أحد منهم إلا بأمره ». ويشار إلى أن ليبيا تشهد منذ 17 شباط/ فبراير الماضي تظاهرات تطالب بإسقاط القذافي، تحولت إلى نزاع مسلح بين قوات النظام ومعارضيه سقط فيه آلاف القتلى والجرحى حسب تقارير غير رسمية، وسيطر الثوار في البداية على العديد من المدن التي استعاد النظام السيطرة على معظمها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 مارس 2011)
هل خذل الغرب ثورة الليبيين؟
انتقدت الصحف الإسبانية تخاذل القوى الكبرى عن دعم الثورة الليبية، وشبهت الموقف الغربي من الأزمة بخذلان الغرب لثوار هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا ضد الحكم الشيوعي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ويرى ألويس باسيت في مقال بصحيفة ألباييس أن القذافي ساقط لا محالة ولو بعد حين حتى لو تمكن من الإجهاز على الثوار من خلال الآلة العسكرية, لأن نظامه « لا يمكنه الخروج سالما » من الأحداث الجارية التي حولته إلى نظام منبوذ. ورأى باسيت، المدير المساعد لصحيفة ألباييس، أن ما يحصل في ليبيا ليس إلا جزءا من موجة أكبر، « فتونس ومصر دخلتا في مراحل انتقالية والطغاة لن يعودوا، ولا أحد سيرجع المارد إلى قمقمه »، معتبرا أن الشعوب العربية « تعرف ما هي المحطة التاريخية القادمة وليست هذه إلا البداية ». ويبين باسيت أنه ما لم يحصل على المستوى الميداني تطور مفاجئ لصالح المقاومة التي تفتقر إلى التنظيم، فقد يتمكن الدكتاتور الليبي من استرجاع كل مساحة ليبيا خلال وقت وجيز، معتبرا أن القذافي فهم اللعبة من أول يوم وكان في تأييده الحماسي لرئيسي تونس زين العابدين بن علي ومصر حسني مبارك يدرك أن الأحداث ستصله. وحول الإستراتيجية التي اتبعها القذافي، رأى الكاتب أنه « حوّل الثورة إلى حرب أهلية ثم انزوى في العاصمة لاستعادة قوته » وربما لإعادة تنظيم قوات المرتزقة والوسائل ليباشر استعادة المناطق التي تركها، وبهذه الطريقة تمكن من البقاء « في وقت تتصرف فيه السعودية في البحرين على غرار الاتحاد السوفياتي في هنغاريا عام 1956 وفي تشيكوسلوفاكيا عام 1968 ».
البواعث الانتخابية وينتقد باسيت مراقبة قادة القوى الكبرى للوضع بسلبية وغياب الإرادة السياسية لدى قادتها الذين لا يفكرون إلا في أمور ثلاثة: « البترول والهجرة السرية واستطلاعات الرأي »، بل إنهم كما يرى « يصلون من أجل استمرار الوضع القائم وكأخف الضررين يقترحون بعض الإصلاحات التي من شأنها إيقاف مد الثورة ». ويضيف الكاتب أن ساركوزي الملتزم اليوم إلى جنب الثورة هو نفسه من حاول أمس مد يد العون إلى بن علي مرسلا إليه وسائل لقمع المتظاهرين بينما يدافع اليوم عن « تدخل عسكري يعلم أنه لن يحصل ضد القذافي ». ويتهم ساركوزي بأنه حكم بالإعدام على موقف أوروبي موحد من ليبيا، وأن أسبابا انتخابية تحرك موقفه حيث إن زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبين ستهزمه في أول شوط من أي انتخابات رئاسية وفقا لاستطلاعات الرأي الحالية. ويرى الكاتب أن ذات الأمر ينطبق على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فلديها حزمة من الاستحقاقات الانتخابية وتريد الانحياز للموقف الشعبي المعارض للتدخل العسكري. « أما الوحيد الذي لا مشكلة لديه في مواصلة الهبوط في استطلاعات الرأي » والذي يفعل بالتالي ما يجب عليه فعله، فهو رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو « لكون شعبيته تعرضت للتدمير ».
إشارة سلبية من جانبه رأى أفرانثسك مارك آلبارو في مقال بصحيفة « لابانغوارديا » أن ملحمة الليبيين ضد نظام القذافي تحظى بإعجاب كل الديمقراطيين الغربيين، ولكن حين يتعلق الأمر بتأييدها عبر القوة، أي إعلان الحرب على الطاغية، تتبين المساحة بين التصريحات وبين الموقف العملي، معتبرا أن القذافي لا يزال لديه ضوء أخضر لتصفية كل من تجرأ على تحديه وذلك من خلال قوته البحرية والبرية والجوية. وفي هذا المنحى يرى آلبارو أن الحرب غير المتكافئة القائمة في ليبيا تمثل إشارة سلبية إلى من أخذوا على محمل الجد « الجمل الكبيرة » التي صدرت عن أوباما ومن حاكاه من القادة الأوروبيين بشأن « ثورة ديمقراطية » في المنطقة تماما كما كانت تصريحات الرئيس الأميركي أيزنهاور بالنسبة للشباب الهنغاري الذي حمل البنادق في بودابست في أكتوبر/تشرين الأول 1956. إجراءات متأخرة صحيفة « لاراثون » رأت أن نظام القذافي لا يزال يواصل القتال على جبهتين: القصف الجوي والحرب الإعلامية الهادفة إلى زرع الفوضى والتفرقة واليأس في صفوف الثوار، مشيرة إلى ظهور القذافي بشكل متكرر معلنا رسائل انتصار وتهديد وكذلك نجله سيف الإسلام الأكثر حضورا في الإعلام وتشبعا بالقيم الغربية. أما صحيفة آي بي ثي فاهتمت بانعكاس الأحداث في ليبيا على تزود أوروبا بالطاقة، وتحدثت إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية آنتونيو تاياني الذي دعا إلى قرارات موحدة، معربا عن صعوبة مواجهة أزمة الطاقة بقرارات فردية. ورأى تاياني أن الأحداث في ليبيا إضافة إلى زلزال اليابان أمور تعقد مشهد الطاقة وتجبر الأوروبيين على بحث نموذج خاص بهم لإمدادات الطاقة. وينفي تاياني أن تكون أوروبا تعاملت بـ »هستيريا » مع موضوع الطاقة النووية، مشيرا إلى أن من الطبيعي مراجعة الإجراءات الأمنية ومراعاة القلق الذي ينتاب المواطنين إزاء أمن المحطات النووية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 مارس 2011)
صحف جزائرية تتحدث عن قرب إعلان ‘قرارات مهمة’ مثل انتخابات برلمانية مبكرة وتعديل الدستور
كمال زايت 2011-03-16 الجزائر ـ ‘القدس العربي’: تتنافس الصحف الجزائرية في تقديم آخر ما يُعتقد أنه يطبخ في كواليس السلطة وتنشر منذ فترة أخبارا عن إجراءات وقرارات يجري التحضير لها والإعلان عنها قريبا، سعيا من السلطات لتهدئة الحراك الذي يعيشه الشارع الجزائري. في هذا السياق قالت صحيفة ‘الخبر’ (خاصة) أمس الاربعاء ان الرئيس بوتفليقة سيعلن نهاية الأسبوع الحالي عن إجراءات سياسية مهمة، مشيرة إلى أن اجتماعا عقد بين كل من أحمد أويحيى الوزير الأول وعبد العزيز زياري رئيس مجلس الشعب (البرلمان) وعبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة. وأوضحت الصحيفة أن غياب رئيس مجلس الشعب عن جلسات البرلمان أثار الانتباه، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع عقد بمقر مجلس الشعب وانتهى بعد مأدبة عشاء جمعت بين المسؤولين الثلاثة، وأنه جاء بعد اجتماع آخر عقد بمقر رئاسة الجمهورية، وأن كلا الاجتماعين داما عدة ساعات. ولم تستبعد الصحيفة أن يعلن الرئيس بمناسبة ذكرى النصر المصادفة ليوم 19 آذار/مارس عدة قرارات من بينها إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، علما أن هذه الانتخابات كان من المفروض أن تجري في عام 2012. كما توقعت الصحيفة أيضا الإعلان عن تعديل دستوري خلال المناسبة ذاتها. من جهتها تحدثت صحيفة ‘لاتريبين’ (خاصة صادرة بالفرنسية) أيضا عن الاجتماع الذي عقد بين الثلاثي أويحيى وزياري وبلخادم، مؤكدة أن الكثير من الصحافيين والنواب يريدون معرفة فحوى هذا الاجتماع الذي يأتي بعد ذلك الذي عقد بالرئاسة وبحضور الرئيس بوتفليقة. وأشارت الصحيفة الى أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار حالة الغليان التي تعيشها البلاد وارتفاع أصوات مطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وكذا إجراء تعديل معمق للدستور. وأفادت ‘لاتريبين’، نقلا عن مصادر مقربة من رئيس البرلمان (فضلت عدم الكشف عن هويتها)، أن موضوع حل البرلمان مستبعد لأنه ‘لم يعد يفصلنا على موعد الانتخابات البرلمانية إلا سنة واحدة’، مشيرة إلى أن الاجتماعات التي عقدت كان موضوعها تعديل الدستور، وأن هذا التعديل المرتقب لن يكون معمقا. وذكرت أن الشيء الجديد الذي ستتم إضافته للدستور هو مادة تخص استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية، موضحة أن هذا التعديل لن يستوجب الذهاب إلى استفتاء شعبي بشأنه، لأن المادة 176 من الدستور تنص على أنه عندما لا يكون هناك تعديل معمق يمس بالتوازنات الموجودة بين المؤسسات فإنه يمكن الاكتفاء بعرض مشروع التعديل على غرفتي البرلمان مجتمعتين. واعتبرت أن استحداث منصب نائب الرئيس لا يخل بتوازن مؤسسات الدولة، وأنه منصب يدخل في إطار السلطة التنفيذية، تكون مهمته تعويض رئيس الجمهورية في حالة غيابه أو في حالة شغور المنصب لطارئ ما. أما صحيفة ‘لوسوار دالجيري’ (خاصة صادرة بالفرنسية) فقد تحدثت عن اجتماع ترأسه بوتفليقة وحضره كل من بلخادم وزياري وأويحيى وكذا بوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري، مشيرة إلى أن الاجتماع عقد بمقر رئاسة الجمهورية الاثنين الماضي. وأوردت الصحيفة، حسب مصادر لم تذكرها، أن الهدف من هذه الاجتماعات هو تحضير تعديل دستوري، مؤكدة أن الرئيس يريد أن يستمع إلى رأي المسؤولين في الأوضاع التي تعيشها البلاد وتأثير الأحداث الإقليمية والدولية الأخيرة. وأكدت أن التعديلات المقترحة لن تكون كبيرة، وأنها تخص فقط تعزيز صلاحيات البرلمان والوزير الأول. أما فيما يتعلق بإمكانية العودة إلى تحديد عدد الولايات الرئاسية بولايتين، فقالت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن الرئيس وحده هو الذي سيقرر. وأوضحت أن قضية أخرى طرحت خلال هذه الاجتماعات وتخص حل البرلمان والإعلان عن انتخابات مبكرة، مؤكدة أن هذا القرار مرتبط بتطور الأحداث. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 مارس 2011)
الشركات التركية تدفع ثمن الثورات
قال مسؤول اقتصادي تركي اليوم الخميس إن الشركات التركية تدفع ثمن مخاطرتها عقب اندلاع ثورات في المنطقة العربية خاصة في ليبيا حيث تنفذ مشاريع في قطاع البناء بمليارات الدولارات. وتوقفت عشرات المشاريع التركية في ليبيا بعد اندلاع ثورة 17 فبراير, وتم إجلاء نحو 20 ألف تركي يعملون في تلك الشركات التي تعرض بعض مواقعها للنهب والتخريب. وقال رئيس الجانب التركي في مجلس الأعمال التركي الليبي أرسين تكلا « نواجه مخاطر لم تكن موجودة من قبل, والآن يتجه الجميع للبدء في فرز البيض في السلة ». معادلة مختلفة من جهته, قال رئيس رابطة المقاولين الأتراك أردال آرين إن الشركات التركية تحتل مركز الصدارة من المغرب إلى مصر مقارنة مع الشركات الغربية لأنها تقدم على مخاطر لا تتحملها الشركات الغربية. لكنه أضاف أن المعادلة تغيّرت, مشيرا إلى إجلاء آلاف العمال الأتراك من ليبيا. وفي الإطار ذاته, قال أوميت أوزدمير نائب رئيس مجلس إدارة شركة « تكفين هولدنغ » إن الشركات التركية ستبحث ما سيحدث في ليبيا بعد العاصفة, وما إذا كانت الاستثمارات ستستمر. وقالت موظفة تركية في شركة بناء كانت تبني جامعة في بنغازي بعد عودتها قبل أسبوعين، إن زملاءها العائدين من ليبيا بخير لكنهم قلقون بشأن وظائفهم وأوضاعهم المالية, مضيفة أن شركتها فصلت كثيرا من العاملين. وتشير تقديرات إلى أن الشركات التركية دخلت مشروعات بقيمة 15.3 مليار دولار في ليبيا منذ 2007, ولا يزال كثير منها قيد التنفيذ. وكان مسح سابق أظهر أن قطاع البناء التركي تخطى العام الماضي نظيره الأميركي ليحتل المركز الثاني بعد الصين من حيث طلبات المشروعات الخارجية. المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 مارس 2011)
الكشف عن التعذيب بسجون مصر
عبد الرحمن سعد-القاهرة كشف معتقلون سياسيون سابقون بمصر أطلق سراحهم مؤخرا، النقاب عن قصص مروعة للمعاناة والتعذيب الذي تعرضوا له في محابسهم خلال السنوات والعقود التي قضوها بمعتقلات الرئيس السابق حسني مبارك، والتي تتعلق بحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية، والشخصية، على يد ضباط السجون، وجهاز مباحث أمن الدولة. السجود لمبارك ويقول القيادي الإسلامي عبود الزمر الذي أطلق سراحه ضمن ستين معتقلا سياسيا السبت الماضي، بقرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة « رأينا في سجون مبارك انتهاكات لم يشهدها أي سجن في العالم ». ويؤكد أن هناك واقعة يشهد عليها مائة شاهد « فقد أجبر المعتقلون في سجن أبي زعبل ذات يوم على الخروج من الزنازين، والسجود أمام صورة كبرى لحسني مبارك، ومن رفض كان مصيره القتل ». الإساءة للقرآن ووفق علي عبد الظاهر المفرج عنه حديثا « كانوا يجمعون المصاحف من المعتقلين عنوة، حتى ينسوا القرآن، ومن كان يضبط معه مصحف كان يتعرض للتزحيف على الأرض ». ويضيف للجزيرة نت « أول ما كنا ندخل السجن كان التعذيب بالتسمية في الانتظار حيث ينهالون على المعتقل ركلا، ويسألونه ما اسمك, فكلما ذكره زادوه ضربا، فإذا اتخذ لنفسه اسما نسائيا توقفوا ». أيمن زايد معتقل رفع الأذان لصلاة العصر، فما كان منهم إلا أن أشبعوه صفعا وركلا حتى أدموه. تفشي الأمراض ويؤكد همام عبده عبد الرحمن المفرج عنه حديثا « من لم يصب بالجرب فليراجع إيمانه » مضيفا « كانوا يتركون الأمراض تتفشى في المعتقلين حتى مات كثيرون منهم » بل كان يتم منع الدواء والعلاج عن المعتقلين. وتقول عزيزة عباس محمد، زوجة المعتقل نبيل المغربي « ذات مرة ضربوا زوجي، حتى نزفت قدمه، فتركوها دون علاج حتى أصابها العفن والدود ». ويروي المعتقل السابق عزت عبد الفتاح أن إدارة السجن كانت تتعمد وضع الرمل على العدس والأرز. أما عدم وضع الملح على أي طعام فكان مأساة أخرى، مما أدى إلى إصابة الكثيرين بتقوس الأعضاء، وهشاشة العظام، وتآكل الأسنان « حتى كنا نضطر, وفق ما قال المعتقل السابق محمود أحمد علي, إلى بلّ البطانيات بالماء لامتصاص ما بها من ملح ». تهديد بالزوجات أحيانا كان المعتقل لا يرى زوجته إلا وهي تطلب منه الطلاق، استجابة لضغوط أمن الدولة. وتقول زوجة المغربي « اعتقلوني أنا ومحمد وعمار، وكانا حدثين لم يبلغا، وتعرضنا جميعا للتصعق بالكهرباء ». وتصف سارة طارق الزمر (14 سنة) زيارتها لوالدها في السجن بأنها كانت « مهمة صعبة » لأنها كانت لا تستطيع الجلوس معه بمفردها بل كان يلازمه دائما مخبر « حتي لا نستطيع التحدث معه بحرية ». أما حسين أحمد الفلكي، فيروي أنه في اليوم الذي تم اعتقاله فيه؛ لم يتحمل والده النبأ فأصيب بنزف في المخ، وتوفي بعدها بسبعة أيام « ولم أعلم بوفاته إلا بعد ثلاثة أشهر ». عنبر الموت اسم أطلقه المعتقلون على أحد العنابر بسجن ليمان طرة, الهواء فيه خانق، والروائح كريهة، والرطوبة عالية، كما لم يكن يعرف طريقا للشمس « وكانت أرضيته مليئة بمياه المجاري ». ووفق حسين عبد العال (اعتقل 15 سنة بدون حكم) كانت ترتفع فيه نسبة الانتحار بين الجنائيين، والإصابة بالانهيارات العصبية بين السياسيين. يقول علي عبد الفتاح « كان التعذيب يتم تحت إشراف أطباء نفس وقلب، لذا نطالب نقابة الأطباء بالكشف عن أسمائهم، وتقديمهم للمحاكمة العاجلة ». بينما يحكي إبراهيم عبد الله أن المحكمة قضت له بعد عشر سنوات من السجن غير القانوني بالتعويض لكنهم لم يلتزموا بالحكم مؤكدا « سأسعى في تنفيذه ». في حين يعلق جابر ريان المعتقل السابق بالقول « نريد أن يجرب أي مسؤول تتم محاكمته الآن الحبس في الزنازين نفسها التي كانوا يعتقلوننا فيها حتى يذوقوا ما أذاقوه لنا ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 مارس 2011)
كيري يدعو إلى تعديل شامل في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
2011-03-17 واشنطن- دعا السيناتور جون كيري إلى تعديل شامل في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في ظل ما تشهده المنطقة من مطالبات بالديمقراطية، وطالب الإدارة الأمريكية بدعم فرض حظر جوي فوق ليبيا والأمم المتحدة بالتصديق فوراً على قرار لهذه الغاية. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن كيري قوله الأربعاء في خطاب أمام معهد « كارنيجي » الأمريكي للدراسات الإستراتيجية قبل أيام من توجهه إلى الشرق الأوسط، إن « تصحيحاً مطلوبا » في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة. وأضاف « لا يمكننا بعد أن ننظر إلى الشرق الوسط فقط من منظار 11 أيلول/ سبتمبر. علينا الآن أن ننظر من منظار 2011 ». واعتبر أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط كان يقودها « الإدمان » على النفط الخارجي، وكانت تركز على الزعماء بدلاً من الشعوب، فيما لم يكن للديمقراطية وحقوق الإنسان أهمية كبرى. واعتبر أن « الوقت ينفد بالنسبة للشعب الليبي، والعالم بحاجة للرد فوراً لتفادي كارثة إنسانية »، وأضاف إن على مجلس الأمن أن يتصرف الآن من أجل الاستجابة لدعوة الجامعة العربية بفرض حظر جوي فوق ليبيا. ولدى سؤاله عن إمكانية أن تسلح الولايات المتحدة المتمردين الليبيين مباشرة، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن « كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة ». وقال إن الوقت تاريخي الآن وعلى الولايات المتحدة أن تتصرف لصالح الشعب الذي « يطالب بالتغيير » في المنطقة. وأضاف إن رد الولايات المتحدة، سيرسم موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط برمّته وعلاقتها مع المسلمين حول العالم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 مارس 2011)