TUNISNEWS
9 ème année, N° 3495 du 17 .12 . 2009
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف
ولضحايا قانون الإرهاب
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح الدكتور صادق شورو
العربي القاسمي:عريضة و « فوروم » على الشّبكة للمطالبة بإطلاق سراح الدّكتور شورو
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
السبيل أونلاين:عدم الترخيص للأستاذة إيمان الطريقي لزيارة منوبها زهير مخلوف
السبيل أونلاين:الإستئناف يقرّ الحكم الإبتدائي في قضية الشبان الثلاثة المعاقين
كلمة:اعتقالات مجددة في صفوف قدماء مساجين إسلاميين
السبيل أونلاين:وكيل الجمهورية يحيل معتقلي نابل إلى السجن المدني بالمرناقية
كلمة:السلطة تمنع اجتماع اللجنة الوطنية لحرية التعبير والإعلام
السبيل أونلاين:الناشط الحقوقي شادي بوزويته يخيّر بين الإنتحار أومغادرة تونس أو تلفيق تهمة كيدية
بيان المجلس الوطني لحركة التجديد
صابر التونسي:غيرة وطنية
علي الزارعي:استشهاد الرمز صدام حسين : عنوان للرجولة ودرس في الشجاعة والتضحية والفداء
الصباح:غدا دخول السنة الهجرية الجديدة
الهادي بريك:ولكن جهاد ونية
حــرية و إنـصاف:تهنئة
هند الهاروني:سنة هجرية 1431 مباركة
الشروق:تونسي في الحكومة الليبية يتذكر:القذافي عيّنني وزيرا بعد أسبوع من الثورة دون علمي
طـه البعزاوي:التغير المناخي والسباق نحو الهاوية
سفيان الشورابي:مدوّنو المغرب في قبضة السلطة
رويترز:دراسة: أكبر 10 بلدان في القيود على الدين إسلامية
جهاد الخازن :عيون وآذان (يتحدث … وكأنها الأم تيريزا)
السبيل أونلاين :مدير مرصد الأديان جورج ستولز..لا توجد أسلمة في سويسرا
السبيل أونلاين:تباين داخل الحكومة الفرنسية بشأن قضية النقاب في فرنسا
رويترز:اتهام محكمة بريطانية بالتدخل في تعريف الهوية اليهودية
د. عزمي بشارة:حول القدس بإيجاز شديد
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس عريضة للمطالبة بإطلاق سراح الدكتور صادق شورو
تتواصل محنة السجين السياسي الدكتور صادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة لأكثر من 18 سنة، قضى منها 14 سنة في السجن الإنفرادي. أطلق سراحه السنة الماضية لمدة 27 يوما فقط ، ثم أعتقل من جديد بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها، وذلك بسبب تصريحاته لوسائل الإعلام حول ظروف إعتقاله، و التعذيب الذي تعرض له وبقية السجناء السياسيين، وإعلانه تمسكه بحقه في التعبير و الدفاع عن الحقوق الأساسية لجميع المواطنين. وفي يوم 13 ديسمبر 2008 صدر في حقه حكم قضائي بالسجن لمدة سنة، كما أبلغ بالتراجع عن قرار السراح الشرطي بما يعني وجوب قضائه لعام إضافي في السجن. ويتعرض الدكتور صادق شورو في سجن الناظور لمعاملة قاسية من طرف أعوان السجن رغم تقدمه في السن (62 سنة)، وتشهد حالته الصحية تدهورا مستمرا بسبب التعذيب الذي تعرض له سابقا، وحرمانه المستمر من الرعاية الصحية التي يتطلبها وضعه الصحي. وإن الممضين على هذه العريضة، اذ يعتبرون سياسة الإنتقام والتشفي مخالفة للقوانين المنظمة للسجون التونسية والإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس وللقواعد الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة ، فإنهم يدعون السلطة لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الدكتور صادق شورو لما يقارب العقدين، و إطلاق سراحه دون قيد أو شرط. شخصيات دولية 1- الدكتور عبد السلام البلاجي – مفكر اسلامي – المغرب 2- الدكتور كمال الهلباوي – مستشار معهد دراسات الحضارات العالمية 3- الدكتور ابراهيم السنوسي – قيادي في حزب المؤتمر الشعبي – السودان 4- الدكتور حافظ الكرمي – المسؤول الإعلامي لهيئة علماء فلسطين في الخارج 5- الدكتور بشير نافع – باحث في التاريخ الحديث 6- الأستاذ عبد الغفار عزيز– مدير الشؤون الخارجية في الجماعة الإسلامية الباكستانية 7- الأستاذ العربي زيتوت – قيادي في حركة رشاد الجزائرية 8- عبده عبد العزيز – مدير موقع أفهم دارفور – مصر 9- كريم عبد الراضي – الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – مصر 10- بسام بونني – صحفي – قطر تونس 1- خميس الشماري – حقوقي – تونس 2- أحمد نجيب الشابي – الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي 3- مختار الطريفي – رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 4- محمد النوري – رئيس منظمة حرية وإنصاف 5- سهام بن سدرين – الناطقة بإسم المجلس الوطني للحريات 6- سعيدة العكرمي – رئيسة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 7- مية الجريبي – الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي 8- حمة الهمامي – الناطق الرسمي بإسم حزب العمال التونسي 9- راضية النصراوي – الناطقة بإسم الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب 10- علي بن سالم – رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 11- عبد الفتاح مورو – محام – تونس 12- زياد الدولاتلي – سجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة 13- علي لعريض – سجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة 14- رشيد خشانة – رئيس تحرير صحيفة الموقف 15- منجي اللوز – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي 16- عصام الشابي – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي 17- أحمد بوعزي – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي 18- مولدي الفاهم – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي 19- عبد الرؤوف العيادي – نائب رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية 20- سمير حمودة – أمين عام سابق للاتحاد العام لطلبة تونس 21- محمد القلوي – تونس 22- عبد الكريم الهاروني – كاتب عام منظمة حرية وانصاف 23- الحبيب اللوز – سجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة 24- عمر المستيري – مدير تحرير مجلة كلمة 25- نزيهة رجيبة – نائبة رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع 26- عبد الوهاب معطر – نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 27- أنور القوصري – نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان 28- عبد الحميد الجلاصي – تونس 29- منية ابراهيم – تونس 30- سمير بن عمر – محام 31- سامية عبو – عضوة الهيئة المديرة للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب 32- خالد الكريشي – محام 33- لطفي الحيدوري – صحفي – تونس 34- عبد الله الزواري – صحفي وسجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة 35- علي الشرطاني – تونس 36- منصف بلهيبة – تونس 37- احمد زكرياء الماقوري – تونس 38- محمد بن قيزة – تونس 39- عمر راشد – تونس 40- عبد الغفار بن قيزة – تونس 41- محبوبة شيبوب – تونس 42- عائشة بن ضو – تونس 43- محمود قويعة – تونس 44- عباس شورو – تونس 45- محمود الدقي – تونس 46- سالم خليفة – عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي 47- معتوق العير – تونس 48- وجيه بن الصادق شورو – تونس 49- اسلام بن الصادق شورو – تونس 50- دنيال زروق – تونس 51- بشير خذري – تونس 52- بوراوي مخلوف – تونس 53- محمد كمال الحوكي – تونس 54- رابح الخرايفي – محام 55- الحبيب ستهم – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 56- سليم الدريدي – تونس 57- ظاهر المسعدي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 58- عبد العزيز الدغسني – تونس 59- بن عيسى الدمني – رأس الجبل 60- داود الكواش – رأس الجبل 61- عبد الكريم العياشي – تونس 62- طارق السوسي – تونس 63- عبد الوهاب الكافي – القيروان 64- سالم العدالي – تونس 65- صلاح الدين العلوي – تونس 66- نورالدين العمدوني – تونس 67- رضا البوكادي – تونس 68- محمد الغيضاوي – تونس 69- علي الجوهري – تونس 70- لسعد الجوهري – تونس 71- أمان الله بن سحنون الجوهري – تونس 72- عطاء الله بن سحنون الجوهري- تونس 73- سلسبيل بنت سحنون الجوهري – تونس 74- حسان بن لسعد الجوهري – تونس 75- تسنيم بنت لسعد الجوهري – تونس 76- عمر القرايدي – حقوقي – تونس 77- سمير بن تيلي – سجين سياسي سابق 78- محمد الحمروني – تونس 79- منجي تريمش – مهندس – تونس 80- معز الجماعي – حقوقي وسياسي – تونس 81- نبيل الرباعي – سجين سياسي سابق 82- لطفي السنوسي – تونس 83- محمد العيادي – نقابي وحقوقي – تونس 84- حافظ الجندوبي – تونس 85- السيد المبروك – حقوقي – تونس 86- إيمان الطريقي – تونس 87- معز بن منى – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 88- منير الجلاصي – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 89- محمد بن رمضان – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 90- محرز همام – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 100- لطفي المناعي – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 101- حليم شعبان – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 102- محمد عبد الحليم – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 103- نجلاء عثمان – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 104- أم يحي مخلوف – زوجة الصحفي السجين زهير مخلوف 105- فوزي قار علي – سجين سياسي سابق وناشط حقوقي 106- جمال بركات – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي 107- التومي الحمروني – حقوقي 108- علاء الدين الجويني – حقوقي 109- كمال الحميدي – حقوقي 110- عبد القادر دردوري – رئيس فرع قربة – قليبية للرابطة التونسية للدفاع عن 111- حقوق الإنسان فاروق النجار – حقوقي 112- عبد اللطيف البعيلي – عضو الهيئة المديرة للرابطة 113- الصادق حمزة – تونس 114- فتحي الجريبي – عضو مؤسس لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية 115- صلاح الدين الجورشي – نائب رئيس الرابطة 116- طارق حموة – تونس 117- طارق النوري – محام – تونس 118- نجاة لعبيدي – محامية – تونس 119- منصف زيد – تونس 120- لطفي حجي – صحفي 121- سعاد القوسامي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 122- محمد نجيب الحسني – محام 123- علي النفاتي – سجين سياسي سابق 124- سليم البلغوثي – نقابي وحقوقي 125- لمياء الدريدي – الحزب الديمقراطي التقدمي 126- ياسين البجاوي – الحزب الديمقراطي التقدمي 127- صابر السحباني – الحزب الديمقراطي التقدمي 128- محمد الهادي بن سعيد – حقوقي 129- حسان الصفاقسي – الحزب الديمقراطي التقدمي 130- عادل الفلاح – الحزب الديمقراطي التقدمي ونقابي 131- هيثم بن زيد – الحزب الديمقراطي التقدمي 132- خالد بوجمعة – حقوقي وسياسي 133- رفيق بن قارة – سجين سياسي سابق 134- يوسف اوعضور – حقوقي 135- سامي الرايس شعبان – تونس 136- عبد الجبار المداخي – حقوقي 137- عثمان الجميلي – حقوقي 138- فوزي الصدقاوي – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 139- لطفي العمدوني – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 140- سمير ديلو – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 141- رشيد النجار – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 142- جلال الكلبوسي – سجين سياسي سابق 143- محمد الجلجلي – سجين سياسي سابق 144- محمد الحبيب الحمدي – الحزب الديمقراطي التقدمي 145- علي الوسلاتي – حقوقي 146- محمد علي بن عيسى – حقوقي 147- زينب الشبلي – حقوقية 148- إلياس منصر الحزب الديمقراطي التقدمي 149- خالد بوحاجب – الحزب الديمقراطي التقدمي 150- هند الهاروني – تونس 151- حمادي عيسى – سجين سياسي سابق 152- هشام مشماش – سجين سياسي سابق 153- عبد اللطيف محمد منتصر – منتدى الشباب التونسي 154- رابح العمدوني – الإصلاح والتنمية – تونس 155- عبد الحميد الصغير – تونس ألمانيا 1- محمد الهادي الزمزمي – محام سابق بتونس- لاجئ سياسي 2- الهادي بريك – ألمانيا 3- فتحي العيادي – ألمانيا 4- محسن الجندوبي – ألمانيا 5- رشيدة النفزي – ألمانيا 6- طه البعزاوي – ألمانيا 7- قادري زروقي – مدير موقع الحوار نت 8- رياض بوخشانة – ألمانيا 9- الحبيب لعماري – مدير موقع الفجر نيوز 10- محمد علي الدريسي – ألمانيا 11- صالح المحضاوي – ألمانيا 12- كمال خذري – ألمانيا 13- كريم مسعودي – ألمانيا 14- عبد اللطيف التليلي – ألمانيا 15- نادرة الشريف – ألمانيا 16- عبد النور التليلي – ألمانيا 17- عبد الله نوري – ألمانيا 18- سيف النوري – ألمانيا 19- رافع القارصي – حقوقي 20- عبد اللطيف التليلي – ألمانيا 21- نادرة الشريف – ألمانيا 22- عبد النور التليلي – ألمانيا 23- محمد طه الصابري – ألمانيا 24- فؤاد حمودة – المانيا 25- عبد الله بريك ألمانيا 26- الهاشمي بن حامد – ألمانيا 27- حسين بريك – ألمانيا 28- منجي الفطناسي – ألمانيا 29- كوثر الجزار ألمانيا 30- سليم الوكال – ألمانيا 31- منذر عمار – ألمانيا 32- عبد الستار الونيسي – ألمانيا 33- محمد طه الصابري – ألمانيا 34- كيلاني بن أحمد – ألمانيا بريطانيا 1- راشد الغنوشي – رئيس حركة النهضة 2- فتحي الجوادي – بريطانيا 3- عرفات بوجمعة – بريطانيا 4- مهدي بوجمعة – بريطانيا 5- علي بن عرفة – بريطانيا 6- صالح الوسلاتي – بريطانيا 7- منصور الزريبي – بريطانيا 8- عادل قراج – بريطانيا 9- الهاشمي البناني – بريطانيا 10- شكري ما جولي – بريطانيا 11- علي الحمزاوي – بريطانيا 12- عادل كسيكسي – بريطانيا 13- معاذ الخريجي – بريطانيا 14- يسرا الخريجي – بريطانيا 15- السيد الفرجاني – بريطانيا 16- كمال الصفاقسي – بريطانيا 17- صالح كاروس – لندن 18- جنات بنت مفتاح – لندن 19- جمال فرحاوي – شاعر – لوتن 20- جلال الورغي – بريطانيا 21- جمال الدلالي – بريطانيا فرنسا 1- منصف المرزوقي – رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية 2- كمال الجندوبي – رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقو الإنسان 3- الدكتور عبد المجيد النجار – أستاذ جامعي – فرنسا 4- لويزا توسكان – فرنسا 5- سليم بن حميدان – محام – فرنسا 6- غفران بن سالم – فرنسا 7- أنور عز الدين – فرنسا 8- عمر الصغير – فرنسا 9- عماد الدائمي – حزب المؤتمر من اجل الجمهورية 10- محي الدين شربيب – فرنسا 11- فتحي بالحاج – باحث في العلوم السياسية 12- رياض الحجلاوي – فرنسا 13- فتحي عبد الله الناعس – كاتب عام سابق لجمعية التضامن التونسي – باريس 14- محي الدين الفرجاني – سجين سياسي سابق 15- ناجي الجمل – فرنسا 16- حسين الجزيري – فرنسا 17- رياض بالطيب – كاتب عام جمعية التضامن التونسي – باريس 18- فتحي الفرخ – لاجئ سياسي – فرنسا 19- محسن ذيبي – مهندس معلوماتية – باريس 20- بلقاسم لعبيدي – فرنسا 21- عبد السلام بوشداخ – من مؤسسي الحركة الإسلامية في تونس ونقابي وحقوقي 22- الطاهر بن حسين – باريس 23- محمد النوري – باريس 24- عبد العزيز شمام – فرنسا 25- رضا ادريس – باريس 26- مصطفى عبد الله الونيسي – باريس 27- ابراهيم سويسي – باريس 28- الصحبي الهرمي – فرنسا 29- رياض الحجلاوي – فرنسا 30- عبد الوهاب الرياحي – لاجئ سياسي – باريس 31- عادل ثابت – باريس 32- أنيس منصوري – مناضل يساري مستقل – باريس 33- البشير هلال – فرنسا 34- صالح التقاز – حقوقي – باريس 35- معاذ عبد الكريم – باحث – فرنسا 36- بلقاسم مصدق – باريس 37- طارق بن هيبة – فرنسا 38- حبيب الغيلوفي – باريس 39- نجيب العاشوري – باريس 40- ساسي بالحاج دحمان – باريس 41- رضا الرجيبي – باريس 42- خليفة فاضل – فرنسا 43- لطفي الهويدي – فرنسا 44- محمد الهادي الغابي – فرنسا 45- بشير الحداد – فرنسا 46- عبد الوهاب الهمامي – باريس 47- عبد الرؤوف النجار – باريس بقية أنحاء العالم 1- وليد البناني – نائب رئيس حركة النهضة 2- علي بن ساسي – سويسرا 3- رفيق عبد السلام – باحث في الفكر السياسي 4- نور الدين لعويديدي – صحفي في قناة الجزيرة 5- الأسعد الدريدي – ايطاليا 6- محمد علي البدوي – سويسرا 7- العيادي عماري – استراليا 8- خالد الجماعي – النرويج 9- علي حميدي- هولندا 10- بشير بدري – كندا 11- محسن الزمزمي – مدرس – هولندا 12- مالك الشارني – سويسرا 13- محمد حقيقي – المدير التنفيذي لمؤسسة الكرامة 14- عبد القادر الزيتوني – حزب تونس الخضراء 15- وحيد الشريف – النرويج 16- ابراهيم نوار – حقوقي – سويسرا 17- عبد المجيد الغيضاوي – إيطاليا 18- عبد الناصر نايت ليمان – سويسرا 19- نورالدين بوفلغة – النمسا 20- عز الدين بن محمود – سويسرا 21- سليم لعموز – إيطاليا 22- محمد الصادق الشطي – النمسا 23- حمادي الغربي – معارض إسلامي 24- عمر الجليطي – مهندس – النمسا 25- عبد الحميد العداسي – الدنمارك 26- نجاة بوزقرّو – الدنمارك 27- عمر الجليطي – مهندس – النمسا 28- عمر قايدي – سويسرا 29- عبد العزيز الجلاصي – كندا 30- خالد بن مبارك 31- المشرقي رضا – إيطاليا 32- محسن الخضراوي – السويد 33- سالم نصر – النرويج 34- علي سعيد – النرويج 35- بوكثير بن عمر – سويسرا 36- فوزية حسن – ايطاليا 37- اسماعيل الكوت – سويسرا 38- المسعدي سجيمي – سويسرا 39- عبد الباقي بن خليفة – البوسنة 40- محسن شنيتر – سويسرا 41- حميد مغراوي – السويد 42- محمد زريق – كندا 43- أنيس عاشور – سويسرا 44- عبد الحميد البناني – بلجيكا 45- توفيق الجريدي – السويد 46- كريمة فرنشتدا – السويد 47- عبد الحميد حمدي – رئيس المجلس الإسلامي بالدنمارك 48- سليم الوكال 49- الأزهر مقداد – قيادي في حركة النهضة – سويسرا 50- عبد الباسط مسعي – عضو حركة النهضة – سويسرا 51- فتحي بيداني – سويسرا 52- بن يحمد سليمان – سويسرا 53- توفيق العيادي – سويسرا 54- الهادي لطيف – سويسرا 55- صالح يحياوي – كندا 56- عبد الكريم بوسالم – النمسا 57- صلاح الحمراوي- سويسرا 58- العربي القاسمي – سويسرا 59- ابراهيم الكيلاني – النرويج 60- عمر الغيلوفي – سويسرا 61- عمران الحاضري – حقوقي 62- محمد الفوراتي – صجفي – قطر الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة 17 ديسمبر 2009 للإمضاء على هذه العريضة الرجاء الاتصال على العنوان التالي: icfhrt@yahoo.com
عريضة و « فوروم » على الشّبكة للمطالبة بإطلاق سراح الدّكتور شورو
العريضة على الرّابط التالي
http://www.jesigne.fr/liberez-drchourou
أخبار الحريات في تونس
1) اقتحام منزل الناشط الحقوقي السيد الأسعد الجوهري: اقتحمت قوة من البوليس السياسي قوامها 20 عونا على الساعة السادسة من صباح اليوم الخميس 17 ديسمبر 2009 منزل الناشط الحقوقي الأسعد الجوهري العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، وخلعوا باب المنزل وأحدثوا ترويعا شديدا للعائلة وفتشوا البيت تفتيشا دقيقا واحتجزوا هواتف أفراد العائلة، وانسحبوا بعد أن قلبوا المكان رأسا على عقب. 2)منع الأستاذة إيمان الطريقي من زيارة الناشط الحقوقي زهير مخلوف: رفضت المحكمة الابتدائية بقرمبالية صباح اليوم الخميس 17 ديسمبر 2009 منح الأستاذة إيمان الطريقي ترخيصا لزيارة منوبها الناشط الحقوقي زهير مخلوف المعتقل حاليا بسجن المسعدين (سوسة)، وطُلبوا منها الانتظار إلى حين مراجعة ملف القضية ومكان وجوده . وبعد قرابة الساعتين أبلغوها أن تسليم ترخيص الزيارة ليس من صلاحيات محكمة قرمبالية لأن محاكمته تمت منذ أكثر من 10 أيام ، وأصبح اختصاص تسليم الترخيص بالزيارة من مهام وكيل الجمهورية العام بتونس العاصمة، علما بأن ملف القضية ما يزال بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية . وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذة الطريقي رافقت عائلة الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف المتكونة من زوجته السيدة ماجدة المؤدب وابنه يحيى وابنته نورس، كما رافقتهم أيضا السيدتان جميلة عياد وزينب الشبلي من المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وإنصاف، وقد طالبتهن دورية تابعة للحرس كانت بالقرب من السجن ببطاقات التعريف عندما كانت العائلة تزور زهير مخلوف. 3)اعتقال السجين السياسي السابق السيد معتوق العير: ذكرت عائلة السجين السياسي السابق السيد معتوق العير أنه رهن الاعتقال منذ ثلاثة أيام وأنها لا تعلم عنه شيئا، وتجهل مكان وسبب اعتقاله. وأنها أصبحت تخشى على حياته. علما بان السيد معتوق العير قضى بالسجن ما يزيد عن العشرة أعوام. 4)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
عدم الترخيص للأستاذة إيمان الطريقي لزيارة منوبها زهير مخلوف
السبيل أونلاين – تونس – عاجل توجهت صباح اليوم الخميس 17 ديسمبر 2009 ، الأستاذة إيمان الطريقي للمحكمة الإبتدائية بقرمبالية لإستخراج ترخيص من أجل زيارة منوبها زهير مخلوف بالسجن المدني بالمسعدين (سوسة) ، صحبة زوجته أم يحي ، ولجنة من منظمة حرية وانصاف ، فطُلب منها الإنتظار إلى حين مراجعة ملف القضية ومكان وجوده . وبعد قرابة الساعتين أبلغوها أن تسليم ترخيص الزيارة ليس من صلاحيات محكمة قرمبالية لأن محاكمته وقعت قبل أكثر من 10 أيام ، وأصبح إختصاص تسليم ترخيص الزيارة من مهام وكيل الجمهورية العام بتونس العاصمة . مع العلم أن ملف القضية ما يزال بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية ، ولم يقع إحالته بعد إلى الوكيل العام للجمهورية . بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
الإستئناف يقرّ الحكم الإبتدائي في قضية الشبان الثلاثة المعاقين
السبيل أونلاين – تونس – خاص أقرت محكمة الإستئناف بتونس العاصمة يوم الخميس الماضي الموافق لـ 10 ديسمبر (بلغنا الخبر اليوم الإربعاء) ، الحكم الإبتدائي الصادر في حق الشبان بديل الجازي ، إلياس سلاّم والصحبي الحوّات . وأطلق سراح الشبان الثلاثة يوم 10 سبتمبر 2009 بعد أن حكمت عليهم المحكمة بثلاثة اشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ بعد أن وجهت لهم تهمة « عقد إجتماعات غير مرخص فيه » ، وقامت عائلاتهم بإستئناف الحكم الإبتدائي بإعتباره إدانة لمعاقين لم يرتكبوا أي جريمة . وحفت بقضية الشبان الثلاثة خروقات كثيرة ، من أبرزها تسجيل محضر البداية أنهم أوقفوا في تونس العاصمة في حين أنهم أعتقلوا بمدينة نابل ، ووقع إعتقال الشاب بديل الجازي في الطريق العام بينما وجهت له تهمة « عقد إجتماع » ، وتعرض ثلاثتهم إلى التعنيف والتعذيب ، ووقع تعريتهم وإمتهان كرامتهم ، حتى أن أحدهم روى أن العون المدعو معز بن حمادي بريدع قال وهو يشير بإصبعه إلى صورة لرئيس الدولة معلقة على الحائط: »أنا لا عندي أب ولا أم ولا رب وهذاكا أمي وبابا وربي » . وخلال إعتقالهم حرم الشبان الثلاثة من تناول أدويتهم منذ إيقافهم إلى ساعة إطلاق سراحهم ، فقد حرموا من أدويتهم التى تعودوا تناولها رغم إتصال عائلاتهم بالمسؤولين عن سجن المرناقية وإشعارهم بخطورة عدم تناولها بإنتظام وقيام المحامين بالتدخل بعد أن لاحظوا تدهور حالتهم الصحية بشكل يدعو للقلق ، ورغم تسليم أهاليهم الأدوية لإدارة السجن فأنهم لم يُمكنوا منها ، فإتصلت عائلاتهم بالصليب الأحمر الدولي ليقوم بإيصالها إلا أنه إعتذر ولم يفلح في إيجاد حل ّوقد إشتكي الشبان من حرمانهم من الدواء واهمالهم ،وأصبحوا يتعرضون لنوبات وإنهيارات عصبية مثلما حدث للصحبي الحوات الذي سقط مغشيا عليه على أرضية القاعة في جلسة يوم 03/09/2009 أمام نظر القاضي وأعضاء المحكمة والمحامين والحاضرين بسبب حرمانه من الدواء الذي يتعاطاه . وتوجهت أسر الشبان الثلاثة وهم السيدة مولدية بالكحلة والدة الصحبي الحوّات ، والسيد سعيد الجازي والد بديل الجازي ، والسيّدة حليمة العرافة والدة إلياس سلاّم ، بنداءات متكررة إلى الجمعيات والهيئات الحقوقية داخل البلاد وخارجها من أجل التدخل لإيقاف »ظلم شباب هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والأمان . ولمزيد متابعة تفاصيل قضية الشبان يمكن زيارة الرابط التالي : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=5493&Itemid=1
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 16 ديسمبر 2009)
اعتقالات مجددة في صفوف قدماء مساجين إسلاميين
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. ديسمبر 2009 اعتقل مجموعة من الأعوان بالزي المدني السيد معتوق العير يوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2009، والسيد العير سجين سياسي سابق قضى 16 سنة بالسجن في إطار الحملة على حركة النهضة بداية التسعينات من القرن الماضي. كما اعتقل في وقت سابق كل من السيدين لطفي داسي في قفصة على خلفية سعيه لتقديم مساعدات لضحيا الفيضانات في منظقة الرديف، وكذلك السيد عبد الرزاق الونيفي، وجميعهم لا يزالون رهن الإعتقال. كما سبق أن اعتقل السيد حمزة حمزة طيلة يوم الأحد 8 ديسمبر 2009 ثم اطلق سراحه. من جهة أخرى بلغنا أن قوات البوليس تحاصر منزل السيد الأسعد الجوهري منذ يومين، وهو ما جعل مصادرنا تتوقع أن يكون هناك نية لاعتقاله. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 ديسمبر 2009)
وكيل الجمهورية يحيل معتقلي نابل إلى السجن المدني بالمرناقية
السبيل أونلاين – تونس – خاص أحيل أمس الثلاثاء 15 ديسمبر 2009 ، على وكيل الجمهورية بتونس ، كل من المنجي بن عبد الله ومحمد لسود وجلال بوبكري ، والذي أمر بإيداعهم سجن المرناقية بضواحي العاصمة ، من أجل تهمة « عقد إجتماع » . وقد شابت قضية المعتقلين الكثير من الخروقات من بينها دخول منازل المعتقلين بدون إذن قضائي وخارج أوقات العمل الرسمية ، وتجاوزت مدّة إيقافهم الآجال القانونية ، فقد أعتقل كل من المنجي بن عبد الله ، ومحمد لسود يوم الثلاثاء 01 ديسمبر 2009، وجلال بوبكري وأحمد عطي يوم الإربعاء 02 ديسمبر . وعلمنا أن المعتقلين تعرضوا لضغوط من أجل الإمضاء على محاضر البحث التى تتضمن إعترافات أنتزعت منهم بالإكراه ، وأقوال أخرى وقع تغييرها من قبل الباحث الإبتدائي . وسنوافيكم بمزيد التفاصيل حول القضية . بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 16 ديسمبر 2009)
السلطة تمنع اجتماع اللجنة الوطنية لحرية التعبير والإعلام
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 16. ديسمبر 2009 عمدت السلطات يوم أمس الإربعاء 16 ديسمبر، إلى منع اجتماع اللجنة الوطنية لحرية التعبير والإعلام المتكوّنة من ثلّة من الحقوقيّين، بحجّة أنّها ليست جمعيّة معترف بها. وكان من المفترض عقد الاجتماع بمقرّ حركة التجديد، وهو حزب قانوني معارض. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 ديسمبر 2009)
الناشط الحقوقي شادي بوزويته يخيّر بين الإنتحار أومغادرة تونس أو تلفيق تهمة كيدية
السبيل أونلاين – تونس – خاص منذ الأسبوع الماضي ، ظل العون المدعو معز بن حمادي بريدع ، يتردد على الناشط الحقوقي شادي بوزويته ، في محل الصناعات التقليدية بنابل المدينة ، دون سبب معلن . وقد طلب منه أخيرا الحضور لمركز الشرطة بنابل ، وعند حضور بوزويتة للمركز يوم الخميس الماضي 09 ديسمبر 2009 ، طلب منه رئيس ما يسمى « فرقة مكافحة الإرهاب » بنابل المكنى بـ(الحاج) ، أن يتحول إلى وزارة الداخلية بعد أن سلمه ورقة مكتوب عليها : عدد 2179 . وقد استراب بوزويتة في الأمر ولم يتحول إلى وزارة الداخلية خاصة وانه لم يتلقى إستدعاء رسميا وفق القانون . وسبق أن خيرت « فرقة مقاومة الإرهاب » ، الناشط الحقوقي شادي بوزويتة بين الإنتحار ومغادرة البلاد وتلفيق قضية كيدية تجره إلى السجن مدى الحياة . وخلال الأيام الأخيرة أصبح عون فرقة الإرشاد السياسي المدعو جمال ، يتردد على شادي بوزويته في محل عمله ، ويستقل العون المذكور سيارة ألفا روميو بيضاء اللون سلسلة رقم137 . ومنذ 18 سبتمبر الماضي قدّم الناشط الحقوقي شادي بوزويتة شكاية رسمية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية تتعلق بـ »الهرسلة » المستمرة والمضايقات وتلفيق القضايا التى يتعرض لها من طرف مختلف الفرق الأمنية بنابل منذ سنوات ، وقد تسلّم اليوم الخميس 17 ديسمبر 2009 الوصل وهو تحت عدد 97921 ، وأعلمته المحكمة أن شكايته وقع تحويلها إلى المنطقة الأمنية بنابل . بالتعاون مع الناشط الحقوقي – سيد المبروك – تونس (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
بيان المجلس الوطني لحركة التجديد
انعقد المجلس الوطني لحركة التجديد قي دورته العادية يومي السبت 12 والأحد 13 ديسمبر 2009 برئاسة أحمد الورشفاني، رئيس المجلس، لتقييم انتخابات أكتوبر 2009 وتدارس الوضع السياسي وما يطرحه على الحركة من مهام للفترة القادمة وجملة من المسائل التنظيمية. وإثر التقريرالعام للأمين الأوّل أحمد إبراهيم والتقرير حول الانتخابات لمحمود بن رمضان عضو الأمانة مدير الحملة الانتخابية، وبعد نقاشات مستفيضة ومعمّقة أصدر المجلس البيان التالي : 1 – انتخابات اكتوبر 2009 – يسجّل المجلس بكلّ أسف تفويت الفرصة على البلاد – مرّة أخرى – للمرور من انتخابات شكلية ، ظاهرها اقتراع وباطنها مبايعة، إلى اقتراع شعبي حقيقي يختار فيه المواطن من يمثله بكلّ حرّية . إنّ انحياز الإدارة انحيازا كاملا إلى مرشّحي الحزب الحاكم ( في الرئاسية بالخصوص وأيضا في التشريعية ) بوضعها كلّ الفضاءات العمومية على ذمّتهم وتسخير كلّ إمكانيات الدولة ، المادية والمعنوية ، لفائدتهم من جهة، وبوضع العراقيل الهائلة بصفة منظّمة ومخطّطة أمام مرشّحي المعارضة المستقلة وخاصة منهم مرشحي المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم من جهة أخرى ( إسقاط نصف قائمات التشريعية لأسباب واهية، حجز جريدة الطريق الجديد ، تعطيل البيان الانتخابي للأستاذ أحمد إبراهيم كمرشح لرئاسة الجمهورية ، صنصرة كلمات المترشّحين في الإذاعة والتلفزة، التشويش على الحملة الانتخابية ومحاولة إرباكها بمختلف الوسائل وشتى التعلاّت…) كلّ هذا، إلى جانب الإعلان عن نتائج وأرقام لا تعكس حقيقة المشهد السياسي، قد جعل من موعد 25 أكتوبر نسخة من المواعيد الانتخابية السابقة. – ورغم كلّ هذه العراقيل والسلبيات غير المسبوقة فإنّ المجلس يعتبر أنّ الانتخابات الأخيرة، وبفضل أداء مناضلي المبادرة ومناصريهم وكافة القوى الديمقراطية والتقدّمية، قد أحدثت شرخا في المعتاد الرّتيب والمعهود الرديء ونقلة حقيقية في الوعي الجماعي لدى شرائح واسعة من المواطنين، وحرّكت العديد من السواكن ورسمت ملامح واضحة لما يجب أن تكون عليه الاستشارة الشعبية في مجتمع كالمجتمع التونسي، متعلّم ، وحيوي وعلى درجة كبيرة من الوعي والنضج. – يتوجه المجلس بالتحية إلى الرفيق أحمد إبراهيم مرشّح التجديد والمبادرة للانتخابات الرئاسية لما أبداه من كفاءة وما بذله من جهد رغم العراقيل الهائلة التي وُضعت على طريقه من أجل تبليغ خطاب سياسي مغاير، جدّي وحازم ومسؤول، وتقديم برنامج إصلاحي مقنع متباين مع البرنامج الرسمي، مما ترك أثرا إيجابيا لدى عموم المواطنين وزرع بذرة لمجتمع تسوده قيم الحرّية والعدالة ويتمتّع فيه المواطن بمواطنته كاملة وغير منقوصة، كما يحيّي كل الرّفاق والأصدقاء الذين خاضوا الانتخابات التشريعية ضمن قائمات التجديد/المبادرة والذين ساهموا كلّ من موقعه في إنجاح الحملة الرئاسية لما قاموا به من مجهود نضالي وما تكبّدوه من عناء في مواجهة كلّ العراقيل التي وضعت لمنعهم من الاتصال بالمواطنين وعرض برامجهم، كما يثمّن المجلس الموقف الوطني الشجاع للأحزاب والمجموعات والشخصيات التي أعلنت مساندتها للأستاذ أحمد إبراهيم في الرئاسية. – يسجّل المجلس أن حركة التجديد بقيت ممثلة بمجلس النواب حيث يمثّلها نائبان، وهو يهنّئ الرفيقين النائبين الذين سيضعان نفسهما في خدمة الأهداف الديمقراطية والتقدّمية والحداثية التي رسمتها الحركة والمبادرة. – يجدّد المجلس تمسّك حركة التجديد بالعمل المشترك والتحالف بوصفهما من الآليات الضرورية لبناء القطب الديمقراطي التقدّمي القادر على التأثير في مجريات الأمور لإنجاز المنعرج الديمقراطي المنشود خدمة لمصلحة البلاد ومجموع الشعب. وفي هذا الإطار يسجّل المجلس بارتياح ما تمّ انجازه في إطار المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم وما تمّ خلال الحملة الانتخابية من تقارب وتنسيق واستعداد لتطوير التحالف بين أطراف سياسية وشخصيات مستقلّة، ويوصي بمزيد بذل الجهد لتدعيم هذه الخطوات في اتجاه التكامل والتوحد على أساس الوضوح الفكري والسياسي. – يوصي المجلس مناضلي الحركة ، بالعمل في اتجاه تكثيف المبادرات الوطنية وحشد القوى وتظافر الجهود من أجل خلق موازين قوى تسمح بإعادة النظر في جميع القوانين المنظّمة للحياة السياسية وقي مقدّمتها المنظومة الانتخابية استعدادا للمواعيد القادمة والعمل على ألاّ تكون الانتخابات مرة أخرى نسخة مكرّرة من سابقاتها. وفي هذا الإطار يوصي المجلس الهيئة السياسية بدراسة أداء الحركة » التقني » خلال هذه الانتخابات في كافة مراحلها وآلياتها دراسة معمّقة للوقوف على الإيجابيات لتأكيدها وتعميقها وعلى الثغرات والنواقص لتلافيها، ويؤكّد على ضرورة التحلّي بروح المبادرة واستنباط الأشكال الجديدة والمستحدثة لإكساب أداء الحركة مزيدا من النجاعة الميدانية. كما يدعو إلى مزيد توحيد صفوف الحزب وحفز روح التضامن والرفاقية بين المناضلين في كنف التنوّع واحترام الخصوصيات والحساسيات والتمسّك بالنهج الانفتاحي وتطوير المسار التوحيدي. 2- الوضع السياسي ومتطلباته : – تتّسم الفترة التي تلي الانتخابات في المجتمعات الديمقراطية بشيء من الانفراج الذي ينقي الأجواء ويزيل آثار التوتّر الذي عادة ما تفرزه الحملة الانتخابية، ويؤدي إلى القيام بإجراءات في اتجاه الانفتاح على الرأي المخالف، ومزيد ترسيخ التعددية وتطوير المشهد الإعلامي…. لكن وعلى العكس من ذلك فإنّ بلادنا تعيش هذه الأيّام جوّا من التأزّم ومن الحيرة الكبيرة لدى الرأي العام الوطني أحدثه تزايد انغلاق السلطة وموقفها المتوتّر من كلّ رأي مخالف. و في هذا الصدد يؤكّد المجلس أنّ على السلطة ، بصفتها تلك، واجب العمل من أجل بعث حد أدنى من الطمأنينة لدى كافة أفراد المجتمع على حاضرهم ومستقبلهم وخلق مناخ ملائم لقيام حوار وطني ومن أجل نحت صورة إيجابية للبلاد قي الخارج . – وفي هذا الإطار، يطالب المجلس الوطني بوضع حد للملاحقات والمضايقات ضد الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، كما يندد بالحملة الإعلامية التي تشنّها قي الآونة الأخيرة بعض الصحف المستهترة بكل الضوابط الأخلاقية والمنفلتة من كلّ عقاب والمستثناة من كلّ مساءلة والتي تستهدف نشطاء حقوقيين ومسؤولين سياسيين من بينهم الأمين الأول لحركتنا وشخصيات مستقلّة، مستعملة في ذلك أشكالا من التشويه والثلب والتخوين لم يسبق لها مثيل في بشاعتها. وهي حملة قد أحدثت صدمة كبيرة لدى الرأي العام الوطني الواسع. ويرى المجلس أنّه على كافة السلطات ، تشريعية وتنفيذية وقضائية ، تحمّل مسؤولياتها في إيقاف ما تقوم به هذه الصحف ومن يقف وراءها من بثّ للبلبلة والهلع وزرع للتفرقة والبغضاء وتعكير لصفو المجتمع وتهديد لتماسكه، ويتوجّه المجلس بنداء إلى كلّ القوى الحيّة مهما كانت انتماءاتها وإلى كلّ أفراد المجتمع للتنديد بهذه الحملة والتصّدي لهذا السقوط الأخلاقي الخطير الذي لم تعرفه بلادنا حتى في أحلك الظروف، والمطالبة بكشف ومقاضاة الأطراف التي تقوم بهذه الحملة المسعورة أو تقف وراءها. – يتقدّم المجلس بتهانيه الحارة إلى مناضلي الحوض المنجمي بعد الإفراج عنهم ، ويسجّل بإيجابية هذا القرار ويجدّد مطالبته بإرجاعهم إلى سالف عملهم وطي صفحة الأساليب القمعية طيا نهائيا والانكباب الجدّي على معالجة قضيّة التنمية في الجهات في كنف الحوار مع جميع الأطراف. – يوصي المجلس قيادة الحركة وهياكلها بالانكباب على دراسة مستجدات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تعميقا لبرنامج الحركة وتطويرا لأدائها النضالي ولقدرتها على اقتراح الحلول الإيجابية لمختلف المشاكل وعلى الدفاع عن مصالح الشعب والوطن والتعبير عن طموحات شبابه وقواه الحية للحرية والعدالة والعيش الكريم. – يؤكّد المجلس على أهميّة الانتخابات البلدية ويوصي مختلف هياكل الحركة المركزية والمحلية بالإسراع في الإعداد السياسي والتنظيمي لهذا الاستحقاق وتقديم تقارير في ذلك قبل نهاية شهر جانفي المقبل. – يثمّن المجلس ما يقوم به الساهرون على صحيفة الطريق الجديد ويدعوهم إلى مزيد العمل من أجل تحسينها شكلا ومحتوى ويوصي قياديي الحركة وهياكلها ومناضليها بالمساهمة فيها وإثرائها بصفة منتظمة. رئيس المجلس الوطني أحمد الورشفاني
حرر من قبل صابر التونسي في الإربعاء, 16. ديسمبر 2009 يبدو أن غريزة الغيرة قد بدأت تتصاعد هذه الأيام في صفوف شعبنا داخل الوطن وخارجه! غيرة على استقلال قرارنا السياسي من التدخل الأجنبي، تم الرد عليها بجدارة وكفاءة فقُدّمت شكوى للإتحاد المغاربي وللإتحاد الإفريقي ليكيلا الصاع صاعين للمتدخلين في قرارنا السياسي ويُوقفانه عند حدّه أو يقاطعانه، ثم توضع قوات الإتحادين في مواجهة النزعات الإستعمارية الجديدة! غيرة على عرض سيدة من سيدات الوطن، وقد نهشتها المخابرات الأجنبية وسرّبت في حقها كلاما « للمقتاتين على الورق » حتى يشوهوا سمعتها بما لا يليق بالعظماء الطامحين للأعالي وذلك لكبح جماح طموحها، حتى لا تعيق نزعاتهم الإستعمارية المشبوهة! غيرة الوطن على « أعراضه » كانت في مستوى التحدي، حيث سخر كل طاقاته المالية لالجام الأفاقين ولكن المآمرة كانت أكبر فمُرّر « الإفك »! … واستمرت غيرة الوطن في الإنفاق شرقا وغربا لمحو الصورة الكريهة وإحلال أخرى تسرّ الناظرين! غيرة على شباب « الوطن » حتى لا تصبح الحيتان له مقابر، والإرهاب له ملاذا ففتحت له الثكنات والمعتقلات حتى يطعم من جوع ويؤمن من خوف إلى أن تمر الأزمة! … وتنديد ووعيد بالذين غرروا ببعضهم وحملوهم على معاداة وطنهم والنيل من سمعته في الداخل والخارج! ثم فروا وتركوهم كالأيتام في مواجهة اللئام! غيرة من المناوئين « للوطن » والأمة، حملت « الوطنيين » على محاربتهم بالبوم والغربان، والحشرات والذباب! حتى تقاتل نياية عنهم!… ولم يتخلف « الوطن » عن توفير ما يكفي من أموال لجلب عربات القمامة حتى تكدس ما يكفي من نفاياتها في وجوه « أعداء » الوطن وقضايا الأمة، تزكم بها أنوفهم وتؤذي بها مشاعرهم! غيرة المال الوطني من المال الدخيل! فمالنا الوطني يرفض كل الرفض أن ينافسه مال دخيل! … لأن المال الوطني هو كل مال يصرف من أجل إعطاء صورة مشرقة للوطن، ولحكامه المختارين! … وهو مال وفير والحمد لله، قد عم خيره على مشرقنا ومغربنا ونهل منه كل من شهد في جمع صغير أو جمع أكبر منه أن أمور وطننا تدار بحكمة ورشد! … وأن قيادتنا ملهمة للشعوب والحكومات للسير على درب النهوض والتقدم! أما المال الدخيل فهو كل مال ينفق من أجل أن تقدم صورة معاكسة لتلك الصورة! … وهو كل مال ينفق من غير أن يمر بالصناديق الوطنية والأيادي التجمعية! غيرة من البوم على الغربان، وأحلاف مشبوهة بينهما للوقوف في وجه الصيادين، وفاتهما أن الصيادين لا يطلقون سهامهم عليهما لأنه لا خير فيهما! … ويصدق فيهما قول المتنبي: ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم ** إلا وفي يده من نتنها عود! (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 16 ديسمبر 2009)
استشهاد الرمز صدام حسين : عنوان للرجولة ودرس في الشجاعة والتضحية والفداء
تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة لاغتيال القائد الرمز الشهيد المجاهد صدام حسين رحمه الله لقد عمدت سلطة الاحتلال الأمريكي البغيض وبكامل التنسيق مع ايران الصفوية وعملاء الريح الصفراء جلاوزة الدجل والشعوذة في العراق عمدت الى تنفيذ جريمة الاغتيال النكراء في حق رمز الأمة وعنوان انبعاثها الشهيد صدام حسين في محاولة لتعطيل نهضتها لقد مثلت حياة الشهيد صدام حسين القائد والرمز نموذجا لحياة المناضل والمجاهد الثائر ضد كافة أشكال الظلم والاستعباد والمناهض للإمبريالية وتعبيرتها القصوى الصهيونية العالمية . لقد جسد الشهيد الرمز صدام حسين – رحمه الله – انتماء أصيلا لمبادئ الأمة وليمها ولعقيدتها الرسالية السامية والخالدة ، فقد شق طريقه بإيمان ووضوح وصدق وجدية حين تصدر قيادة المظاهرات الطلالبية التي انتصرت لأبناء شعبنا في مصر وهو يقارعون العدوان الثلاثي سنة 1956 كما تصدى بكل بسالة وشجاعة لتحرير العراق من حكم الطاغية عبد الكريم قاسم الذي انحرف عن مبادئ ثورة » تموز » 1958 كما شارك رفاقه في مسيرة الثورة التي تعرضت لغدر المرتدين ، وقد تصدى الشهيد صدام حسين رحمه الله بكل بأس وحسم لهذه الردة وساهم بشكل فاعل في إعادة بناء مشروع الثورة التي اندلعت في » تموز » 1968 والتي غيرت وجه العراق الحديث عبر الاصلاح الزراعي وتأميم النفط وإرساء معالم الثورة الصناعية وإنشاء أكبر قاعدة علمية على مر تاريخ العراق ، والقضاء على الأمية بشكل شامل بشهادة الأمم المتحدة سنة 1980 ، وقام الشهيد رحمه الله بقيادة مسيرة التنمية الاشتراكية التي كانت دعامة فعالة للمقاومة الفلسطينية ولمجمل حركات التحرر الوطني والقومي ، تلك الانجازات وغيرها وهي عديدة أغاضت أعداء الأمة من امبرياليين وصهاينة ومجوس وثنيين فكان العدوان الايراني على العراق متلحفا بغطاء ديني قاده الخميني حفيد اسماعيل الصفوي – وانتهى العدوان بهزيمة مذلة لجيش الخميني الحاقد وانتصر العراق وانتصرت قيادته الوطنية والقومية وخرج الجيش العراقي البطل من الحرب قوة ضاربة ذات خبرة يعتد بها ، مما كثف من تآمر حلف الشر المحض الأمريكي الصهيو صفوي المعادي للعراق وللأمة فكان العدوان الثلاثي عل العراق الصامد وأعقبه حصار » جائر » دام أكثر من عقد انتهى باحتلال العراق سنة 2003 ولقد واجهه الشهيد ورفاقه وجيش العراق الباسل بمقاومة ضارية ولدت ناضجة أدهشت العالم ما فتئت تتقوى وتتوحد وتكثف من عملياتها النوعية حينا بعد حين حتى اجبرت فلول الاحتلال على الانسحاب والاختفاء وراء أسيجة الثكنات . ولقد بدأ الشهيد اثناء محاكمته الباطلة شجاعا صلبا حكيما عري خلالها المحتلين الأمريكان وحلفائهم الصهاينة والفرس الأذلاء – بل وحاكمهم محاكمة تاريخية حدت بهم الى التسريع باغتياله في صبيحة يوم عيد الاضحى قبل سنوات ثلاث ، لقد مثل استشهاد البطل صدام حسين منعطفا حاسما في تاريخ الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الذي يقوده اليوم رفيقه المجاهد عزت ابراهيم الدوري بكل بسالة واباء وايمان واقتدار دفاعا عن حرمة العراق العظيم وصونا لمقدسات الأمة وإرساء لقيمها : قيم الرجولة والعزة والكبرياء ودفعا بالأمة العربية لإنجاز مهمتها الحضارية الخالدة . ووفاء للشهيد سنعمل على احياء هذه الذكرى المجيدة يوم 30/12/2009 المجد والخلود لشهيد الحج الأكبر القائد المجاهد صدام حسين رحمه الله المجد والخلود لشهداء الأمة عاشت المقاومة في العراق وفلسطين وفي الأحواز العربية الخزي والعار للمحتلين وأزلامهم الأذلاء الصاغرين علي الزارعي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
غدا دخول السنة الهجرية الجديدة
تونس (وات): أصدر مفتي الجمهورية بلاغا أوضح فيه ان يوم الخميس 17 ديسمبر 2009 هو تمام الثلاثين لشهر ذي الحجة 1430 هجري وان يوم الجمعة 18 ديسمبر 2009 هو الفاتح من شهر محرم للعام الهجري الجديد 1431. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
ولكن جهاد ونية
أزف ـ بادئ ذي بدء ـ أطيب الكلام وأحر السلام بمناسبة العام الهجري الجديد 1431 إلى المسلمين والمسلمات قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها سائلا المولى الكريم ولي النعمة الأعظم سبحانه أن يجعل عامنا القابل خيرا من عامنا الماسي يثبت فيه المقاومة في الأرض المحتلة فلسطين ويوسع كسبها ويعتق المساجين من نير الإسترقاق والمظلومين من الإستعباد وأن يوحد الأمة على كلمة سواء في الخير والرحمة والحق والقوة.. آمين آمين آمين. لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا إستنفرتم فانفروا.. مضى المهاجرون الأوائل إلى ربهم مغدقين بالكسب العظيم والأجر الجزيل جزاء لهم على تقحم أكبر عقبة في هذه الدنيا : ترك الأوطان والأهل وذكريات الطفولة وأطلال الصبا وما ألف المرء وهو أليف لأجل الله سبحانه.. هجرة إلى أرض جديدة ورجال جدد وحياة جديدة ليس فيها الحبيب والقريب والمال والرحم .. لا تذكرك بشيء .. لا يظنن جاهل أن ذلك كان يسيرا على المهاجرين الأوائل عليهم الرضوان جميعا .. ولو كان يسيرا عليهم لما كان الجزاء بمثل ما نقرأ في الكتاب العزيز.. إنهم بشر مثلنا يحنون إلى الأوطان بمثل ما نحن ويحملون في صدورهم من الذكريات بمثل ما نحمل.. ولكن الفرق الوحيد هو : إيثار الآخرة على الدنيا والدوران مع الإسلام أينما دار دون لي لأعناق النصوص كما فعلت اليهود أو جمودا على طقوس العبادة كما فعل النصارى.. مضى المهاجرون الأوائل بالأجر كله والخير كله.. لولا أنه سبحانه جعل الإسلام مركبا من مثلث وطيد الأركان : الإيمان والهجرة والجهاد.. الإيمان إنجاء للنفس من مهاوي الردى وبناء للنفس على جادة الطريق السوي أن تطغى أو يطغى عليها أو تستمرئ الطغيان.. الإيمان لا يكفي على درب الطريق لذلك كانت الهجرة داعما له ومعزرا أو قل : برهان على نصاعته وحقيقته.. الهجرة سببا لإندياح الإسلام إذ الإسلام يتأبى عن السجن داخل الصدور المقفلة تنعم به هي وتحجز خيره عن الناس .. من فعل ذلك فما ذاق للإيمان حلاوة ولكنه كمن يحمل عنبا وثمر نخيل ولبنا وعسلا وتينا وزيتونا ورمانا ولكن لا يطعمه .. يزين به واجهته فحسب .. الإيمان والهجرة لا يكفيان .. فلا بد من الجهاد لحماية الإيمان والهجرة معا.. الجهاد يحمي الإيمان أن يشغب عليه الجور فيحوله إلى طقوس بالية فارغة لا تثمر حياة وحركة وخيرا و حقا وقوة وجمالا وزينة .. الجهاد يحمي إيمان من أراد الإيمان ولكن تأخر عنه خوفا من صاحب هذا البطش أو نقمة ذاك المنتقم.. الجهاد يحمي إيمان المستضعفين .. الجهاد يقر حق العقيدة وحق التدين وحق العبادة لكل عابد حتى لا يعبد عابد خوفا من البشر ولا يتأخر عابد عن العبادة طمعا في البشر.. الجهاد قوة تحمي الإيمان وأهل الإيمان وأموال أهل الإيمان وأوطان أهل الإيمان .. لذلك إنتصب الإسلام دوما على مثلث عجيب : الإيمان حماية للنفس ومجاهدة لها والهجرة عرضا للإسلام على الناس والجهاد تحصينا للإيمان والهجرة وحق الناس أجمعين من بطش الباطشين أن يمنعوهم عن الإيمان إذا إختاروه أو يجروهم إليه إذا كرهوه.. فيم الجهاد وفيم النية بعدما إنقضى زمن الهجرة. لم ينقض زمن الهجرة المفروضة إلا من مكة إلى المدينة في ذلك الزمان بسبب إنقضاء أسباب الهجرة إذ لكل شيء في هذه الدنيا سبب وسنة وقدر من أدرك سبب الشيء وسنته وقدره فقد فقه الحياة ومن ظل يخبط فيها خبط عشواء لا يعرف سببا ولا سنة ولا قدرا فقد ضل وأضل.. أما الهجرة من مكان لا حرية فيه للمرء أن يعبد الله أو يعبد غيره فهي واجب لا ينقضي.. ذلك الدرس الأبلغ من الهجرة كلما تنكب عنه المسلمون والمهاجرون تنكبوا الحياة .. ذلك الدرس الأبلغ من الهجرة ـ كل هجرة ـ هو أن : الحرية مناط التكليف .. صحيح أن المحققين قالوا بأن العقل هو مناط التكليف .. ولكن لا عبرة بإختلاف المصطلحات ولا مشاحة فيها من ناحية ومن ناحية أخرى فإن إعادة الصياغة كلما كان المقصد محفوظا فيما تجوز فيه إعادة الصياغة هو أمر ليس مباحا فحسب بل هو مطلوب كذلك حتى يخاطب الناس بما يفقهون .. الحرية مناط التكليف معناه أن التكليف لا أساس له في الدين والحياة إلا إذا كان المكلف حرا .. ركز المحققون الأوائل على العقل بدل الحرية بسبب أن الحرية العقلية هي الأساس في الحرية العملية من جانب ومن جانب آخر بسبب أن الحرية في زمن تلك الصياغة لم تكن محل سؤال .. هي متوفرة بأقدار كبيرة جدا.. أقدار شابها الذي شابها دون شك ولا ريب .. ولكن الذي شابها اليوم بعدما تنحى الإسلام عن القيادة حتى في أضيق الحدود الجغرافية سيما بعد أن أصبح مرادفا للأرهاب والتطرف .. الذي شابها اليوم تشيب له الولدان والرضع حقا.. لا بل الناكية أن الحرية تلهج بها الألسنة والأقلام ولكن رصيدها الواقعي لا يكاد يذكر سيما في بلداننا العربية والإسلامية أما هنا فهي الحرية البهيمية .. حرية الكفر أما حرية الفكر فهي محدودة رغم وجودها . محدودة بحدين : حد لا يتجاوز قضية الهولوكوست وما يتعلق بها وحد لا يرحب بأن يؤدي البحث العلمي إلى إعتناق الإسلام لئلا يخر سقف العالمانية الغربية خرا سريعا فيخر الذي بني عليها من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان وغير ذلك بما لا يبقي ولا يذر.. الخلاصة من ذاك هي أن الهجرة عنوان الحرية الدينية والحرية العملية والحرية المالية ولكنها حريات محدودة بما تفرضه السنن الكبرى التي سبقت الدين والتدين من جهة وبما تفرضه الفطر السليمة وهي سابقة للدين والتدين كذلك من جهة أخرى .. ذلك هو معنى دعوة أهل الكتاب إلى كلمة سواء : كلمة سقفها السنن وما تقدمه من معطيات والقوم إبتكروا من ذلك وإكتشفوا الذي فعلوا.. وأديمها الفطرة البشرية السوية إذ العدوان على الفطرة مقدم في الجريمة عند الله على العدوان على غيره .. ولا غرو بعد ذلك أن تقول : الحرية أقوى فطرة غريزية في الإنسان لذلك عد العدوان عليها أشد العدوانات جريمة .. الخلاصة من ذلك هي أن الحرية مناط التكليف .. فلا تكلف نفسك بشيء حتى تنظر في حريتك فيه ولا تكلف غيرك بشيء حتى تنظر في حريته فيه .. لذلك تكون معركة الحرية والتحرير مقدمة على كل المعارك.. صاغ ذلك المحققون الأوائل عندما قالوا كلمة يحفظها كل طالب علم اليوم : لا تكليف إلا بذكر وقدرة.. الذكر هي حرية التفكر دون غفلة أو نسيان والقدرة هي حرية الفعل والقدرة عليه دون عضل أو عجز بسبب خوف أو فقد أو ريب .. الجهاد والنية بعد الهجرة يكونان فيما تنشئه تحدياتنا الراهنة. تجدد الدين الذي أورد فيه أبو داوود حديثا للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام صححه العلماء .. تجدد الدين ( وليس أمر الدين ولا حتى التدين ذاته كما تمحل بذلك بعض الذين كبر على عقولهم أن يتجدد الدين بعد التصريح بإكتماله في سورة المائدة ).. تجدد الدين لا يعني سوى تجدد الإنسان لأجل فريضتين : فريضة الإجتهاد العلمي في الدين والدنيا سواء بسواء وبالإجتهاد يتجدد الدين ذاته في المناطق المتاحة للإجتهاد وهي ثلاثة أرباع الإسلام وهي ( القطعي ورودا الظني دلالة + الظني ورودا القطعي دلالة + الظني دلالة الظني ورودا ) ويبقى ربع واحد من الإسلام لا يطأه الإجتهاد وهو ( القطعي ورودا القطعي دلالة ).. مجالات الإجتهاد اليوم لا تحصى ولا تعد منها المجال السياسي تأصيلا للحريات والكرامات و فقه الحرمات البشرية والمجال المالي والإقتصادي سيما بعد تشابك العلاقات المالية بين الناس والشركات والدول تشابكا عجيبا غريبا والمجال الفقهي ذاته بعد سلسلة من كشوفات الطب ومخترعات العلم في كل مجال والمجال العلمي والمعرفي والبحوث والدراسات والعلاقات الخارجية ( دار حرب ودار إسلام ) وقضايا أخرى لا تحصى ولا تعد و تتطلب أجيالا من بعد أجيال يعطي كل جيله الذي عليه من تلك الفريضة والدين يتجدد دوما بمثل ما قال بالضبط عليه الصلاة والسلام وبما يقيضه له سبحانه على رأس كل مائة عام من علم أو أعلام بسبب أن ( من ) في الحديث تفيد لغة الفرد والجماعة سواء بسواء.. وهو تأصيل كما ترى لغة ودينا للإجتهاد الجماعي الأدنى إلى إصابة الحق والصواب والخير من الإجتهاد الفردي سيما بعدما أتاح الأثير الهادر أسباب الإجتهاد الجماعي متحديا حواجز الزمان والمكان بإذنه سبحانه .. الحقل الثاني لفريضة تجديد الدين : الجهاد مقاومة لطرد العدو المحتل من جهة ( الجهاد العسكري والمدني معا ) والجهاد بالمعنى القرآني القح الأصيل أي الجهاد بالقرآن الكريم أي : بعقائده وتصوراته وآدابه وقيمه وخلقه ونظمه وقصصه ومثله ومنهاجه التربوي والمسلكي والإصلاحي .. ذلكم الجهاد .. ذلكم الجهاد .. ذلكم الجهاد.. أما جهاد الفتح تيسيرا لأبواب إعتناق الإسلام فقد أهداه إلينا الأثير معجزة هذا العصر على طبق من ورد وفضة وذهب كما يقولون.. لا تحتاج لخيل مسرجة ولا لعتاد حرب ولكن تحتاج إلى نية وجهاد وبينة وأمارة ودليل وحجة وبرهان وجماعة وشورى وعلوم ومعارف وإدارة وخطاب وتوكل على من بيده قلوب العباد كلهم سبحانه.. ما هدى عم النبي عليه الصلاة والسلام الذي قدم للدعوة ما لم يقدمه كثير من المسلمين ولكن هدى سيف الله المسلول بعد أن قتل من الأصحاب وحارب النبي عليه الصلا والسلام على إمتداد سنوات طويلة.. بعد الهجرة : جهاد متواصل ونية متجددة. أما النية التي هي العمل الثاني بعد الهجرة وبعد الجهاد فهي نصف العمل حقا دون أدنى ريب. النية بمعناها المتجدد. النية بمعناها التوكلي الذي يتقحم المساحات والمناطق في يقين وثقة وأمل في الله وفي عباد الله سبحانه.. النية بمعناها الذي تجعل فيه من صاحبها عندما يجددها إنسانا جديدا كأنما بعث من قبر أو أطلق من عقال.. ليست النية هنا بمعناها الفقهي الضيق التي لا تصح الصلاة دونها.. تلك هي النية الأصل ولكن من يدرك من المسلمين اليوم ذلك الأصل فيدرك أن الصلاة دون نية باطلة وكذلك الحياة دون نية متجددة في التوكل والتوحيد واليقين والأمل والدعوة هي كذلك باطلة.. لا أظن أني أتجاوز الحد قطميرا واحدا ولا نقيرا عندما أقول بأن نكبة نكباتنا اليوم عندما نركزها في نكبة واحدة وكلمة واحدة هي : الفصل النكد بين الدين والدنيا.. بين مطالب الروح ومطالب البدن .. بين الأسرة والمجتمع .. بين الكتاب والحياة.. بين الفقه والميزان.. تلك هي النكبة التي أصابت المسلمين في مقتل وأي مقتل.. ذلكم هو الداء الوبيل الذي قل من يعالجه اليوم.. داء منهجي وبيل وسرطان خبيث .. لا ينجو منه حتى أخلص المتدينين ولكن ينجو منه بإذنه سبحانه من وعى ثم بنى شخصيته على ميزان عقلي راجح مبدؤه الوحي ومنتهاه التجربة وفقه الحياة وسداه الشورى ولحمته الجماعة .. بكلمة : نحن بحاجة إلى تجديد النبة لمباشرة الحياة وليس النية لمباشرة الصلاة فحسب.. بكلمة واحدة : من كان فاشلا في حياته فهو فاشل في صلاته ومن كان فاشلا في صلاته فهو فاشل في حياته .. بكلمة : إذا ألفينا ناجحين في الصلاة وفاشلين في الحياة فهم فاشلون في الصلاة والحياة معا وإذا ألفينا فاشلين في الصلاة وناجحين في الحياة فهم فاشلون في الصلاة والحياة معا.. بإختصار شديد. 1 ــ إنقضت الهجرة ولكن بقيت فريضتان هما : الجهاد والنية. 2 ــ إنقضت الهجرة وكل مهاجر لطلب عيش كريم أو نكاح طيب أو علم نافع أو أمن دافئ فهو المهاجر في سبيل الله سبحانه.. 3 ــ سبب كل هجرة هو : بحث عن الأمن والحرية لأن الحرية هي مناط التكليف لذلك يعاقب المستضعف المفتون في أمنه وحريته إذا ألفى فرصة للهجرة نشدانا للحرية والأمن فلم يفعل لأن الفتنة أشد من القتل ولأن الفتنة أكبر من القتل.. 4 ــ من أبواب الجهاد التي تلي الهجرة المنقضية : وحدة الأمة مع ضمان التنوع + الحرية والكرامة والعزة على أساس المواطنة وليس على أساس الدين أو اللون أو العرق أو المذهب + مقاومة الإحتلال بكل الطرق عسكرية ومدنية حتى يرحل وليرحل بعد أجيال فالعبرة بالعمل وليس بوصول هذا الجيل أو ذاك للنتيجة لأن الحياة مبناها : الإبتلاء + العدالة الإجتماعية كسبا وتوزيعا + إستيعاب حركة إعتناق الإسلام الحثيثة شرقا وغربا وتيسير أسباب الدعوة إلى الإسلام .. وأبواب أخرى يضيق المجال هنا .. 5 ــ النية هي الحبل الواصل العاصم بين العبد وربه ومحلها القلب وهي في الصلاة والحياة معا فلا نية في الصلاة ولا غائية في الحياة تقصد الحياة وتعللها وتبنيها على أساسين : المبدأ من جهة والمصلحة من جهة أخرى.. بكلمة : النية محرار يعدل الجهاز الفردي الداخلي والجهاد محرار يعدل الجهاز الجماعي الداخلي والخارجي معا.. 6 ــ من عجز عن كل ذلك فعبادته أثر صحيح ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه). بدء بالموبقات والمهلكات والكبائر أما الصغائر فتكفرها صلاتك وجمعتك وصيامك وحجك إلخ.. وبدء بالقلوب لا بالجوارح.. وجمعا بين الواجبات العينية والجماعية ( الكفائية بالتعبير القديم). وكل عام وأنتم بخير.. الهادي بريك ـ ألمانيا
بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1431 تتقدم حرية وإنصاف للشعب التونسي وللأمة العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء بأحر التهاني وأغلى الأماني راجية من المولى القدير أن يجعلها مباركة ميمونة وان يحرر فيها الأمة ويخلص فيها الأقصى من ربقة الاحتلال الصهيوني. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
سنة هجرية 1431 مباركة
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين 30 ذو الحجة 1430-الموافق ل 17 ديسمبر 2009 الخير في أمّتنا لم و لا و لن يتقطع بإذن الله » كل عام و أمتنا المسلمة بخير
هند الهاروني-تونس
في مناسبة كريمة كهذه : نجدد حمدنا و شكرنا لله عزّ و جلّ على أن أكرمنا بنعمة الإسلام و نصلّي و نسلّم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرا و نذكّر بما تحمّله من معاناة شديدة لا يقدر عليها بشر عادي كل ذلك لكي تنعم الإنسانية بقيمة الإسلام و هو القائل : » إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » و نسأل الله أن يشفعه فينا يوم القيامة يوم لقائه سبحانه و تعالى بوم لا مفر منه إلا إليه و يوم يكون الحساب بين يديه نسأله السلامة يومها كما نسأل الله الخير للإنسانية و نجدد دعوتنا إلى وجوب احترام غير المسلمين للإسلام و للمسلمين أينما كانوا و لأن التعايش بين الناس على اختلاف مشاربهم لا يعني بأيّ حال من الأحوال المسّ من مقدساتهم بل العمل على تطوير إمكانيات التعايش و آلياتها و الحلول الممكنة عبر الحوار و التكوين و التدريب المستمر للمجتمعات و على المسلمين المتميزين و المتخصصين في ميادين مختلفة للحياة البشرية الاجتهاد للتغلب على العوائق و الحواجز التي تحول دون سهولة تعايش بعض المسلمين مع غير المسلمين إلى جانب دعوة غير المسلمين إلى معرفة الإسلام معرفة صحيحة و إلى قراءة القرآن الكريم عسى أن تصحح الأفكار الخاطئة التي تعلق بذهن من لا يعرف الدين الإسلامي من ناحية و تتضاءل أصوات من يريد تشويه صورة الإسلام و المسلمين من ناحية أخرى. و أدعو الله أن يفرج كرب المكروبين في أمتنا و يقوي الإسلام دين العلم و الحكمة و الرحمة. و في هذه المناسبة الدينية أيضا أدعو إلى أخي عبد الكريم الهاروني بالخير و التوفيق في حياته دنيا و دين و كل عام و أنت يا أخي العزيز بخير ، « بارك الله فيك، و جزاك عن كل حرّ كلّ خير فأنت رجل حرّ و أهل لكلّ خير » اللهمّ آمين يا رب العالمين، اليوم يوافق ذكرى ميلاد أخي عبد الكريم. شكرا لكم و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
تونسي في الحكومة الليبية يتذكر: القذافي عيّنني وزيرا بعد أسبوع من الثورة دون علمي
تونس (الشروق)- لم تنسه الـ46 سنة التي قضاها بين القاهرة وبيروت وطرابلس مسقط رأسه تونس.. فقد اهتزّ فرحا لما علم سنة 2000 وهو في العاصمة الليبية أن الرئيس بن علي أعطى تعليماته بالسماح له بالعودة الى تونس بكل حرية لأن «ما فعله مع بورقيبة ذهب مع بورقيبة».. وشدّ الرحال فورا الى مسقط رأسه، قرية «جمنة» بولاية قبلّي، حيث ولد سنة 1926، عساه أن يعثر على «بقايا» معارف وأهل وأصدقاء بعد وفاة والديه وهو متغرّب عنهما.. بلهجة ليبية صرفة، تفوح منها بين الكلمة والأخرى ملامح حنين الى لهجة الجنوب التونسي الجميلة، تحدّث إلينا عمّ محمد العيساوي الشتوي عن 46 سنة قضّاها، من 1954 الى 2000، خارج أسوار الوطن.. بين بيروت والقاهرة وطرابلس، طالبا في البداية، ومدرّسا بعد ذلك.. لكن «شيئا آخر» منذ 1969 عندما قامت ثورة الفاتح من سبتمبر على يدي القائد معمر القذافي.. «شيئا آخر» لم يخطر على باله أبدا.. ولم يحلم به مجرّد الحلم.. كان في شقته بالقاهرة يستعد لإجراء امتحان تحصيل شهادة عليا يضيفها الى جملة ما حصّله من شهائد، عندما جاءته سيارة السفارة الليبية بمصر لنقله الى طرابلس فورا.. فقد عيّنه القذافي وزيرا دون علمه! بعد أن تشبّع بحفظ القرآن الكريم في قرية كانت ولا تزال تنال شهرتها من هذا التقليد العريق، وبعد إتمام الدراسة الابتدائية،، دخل محمد العيساوي الشتوي جامع الزيتونة سنة 1949.. ولم يفوّت سنته الثانية هناك دون أن تستميله الكتابة الصحفية.. بدأ مع جريدة «النهضة» ثم «الأسبوع» ثم خاصة مع «الزيتونة» التي كان يديرها آنذاك عمر شاشية وكتب فيها مقالا بعنوان «كرامة طالب الزيتونة» وهو موقوف بالسجن بعد مشاركته في مظاهرة شعبية ضد فرنسا سنة 1953.. المفارقة… يضحك «عم محمد» وهو يتحدث لـ«الشروق» عن مفارقات عجيبة حصلت له مع فرنسا رغم ما قام به من مشاكسات تجاهها آنذاك.. ويكاد لا يصدّق الى حدّ الآن أن الأمور سارت على ذلك النحو في فترة يشهد الجميع أنها كانت ساخنة الى أبعد الحدود وأن فرنسا كانت في ذلك الوقت متأهبة للانقضاض على كل من يقترب من عرينها ويشوش عنها.. فإما تقتله أو تغيّبه الى الأبد في سجونها.. حصلت المفارقة الأولى عندما أطلقت السلطة الاستعمارية سراحه من السجن بعد 3 أيام فقط من إيقافه، رغم ثقل وزن المظاهرة التي شارك فيها (مظاهرة طلابية) ورغم حدّة المقال الذي نشره في جريدة عمر شاشية (الزيتونة) أما المفارقة الثانية فحصلت عندما تقدّم بمطلب ـ بدا كمن يحرث في الصحراء آنذاك ـ للحصول على جواز سفر من السلطة الاستعمارية الفرنسية فتسلّمه في وقت وجيز! الدراسة قبل السياسة أنهى الطالب والصحفي المشاكس دراسته بجامع الزيتونة سنة 1954 بالحصول على «الأهلية» في التعليم الثانوي.. كان الطموح يراوده الى مواصلة الدراسة لكن في الآن نفسه بقي يحنّ الى العمل السياسي.. لذلك لم يمانع ـ على حدّ ما ذكره ـ في الانضمام الى مؤسسي منظمة «القلم الواعد» ومن ضمنهم المعارض الشهير آنذاك عبد الستار الهاني… نشاط رافقته ميولات معلنة وخفية للسير ضد تيار الحزب الاشتراكي الدستوري وضد فرنسا في الآن نفسه. وشيئا فشيئا اتضحت الرؤية لـ«عم محمد» بأن كل ما يقوم به سيعيق طموحه الاول وهو الدراسة.. ومن بعدها الاشتغال في التدريس لمساعدة اخوته ووالديه على مجابهة الفقر. وفضّل «سي محمد» في النهاية الدراسة على السياسة..وشدّ الرحال الى لبنان سنة 1954 حيث درس في أحد معاهد بيروت، 3 سنوات متتالية حصل اثرها المتحدث على الباكالوريا. «بن يوسف لا» في سنة 1957 غادر السيد محمد العيساوي الشتوي بيروت نحو القاهرة… «كان حلمي الوحيد الدراسة في كلية دار العلوم بالقاهرة حيث كانت الدراسات الاسلامية والتاريخية والفلسفية واللغوية آنذاك تدير رقاب كل الطلاب العرب…» يقول عم محمد مستحضرا نجاحه في دمج رابطة الطلبة التونسيين بالقاهرة مع نظيرتيها الجزائرية والمغربية تحت لواء «رابطة الطلبة المغاربة» التي انضمت في ما بعد الى اتحاد الطلبة العرب. وكان «سي محمد» أحد أعضائه تحت قيادة رئيس الاتحاد غسّان شرارة (لبناني).. يقول «بمناسبة احدى حفلات الاتحاد بالقاهرة احتفالا بالوحدة بين مصر وسوريا زمن عبد الناصر، سعيت الى استدعاء صالح بن يوسف وهو اللاجئ السياسي آنذاك في القاهرة، وحضر الحفل فعلا الى جانب عبد الكريم الخطابي من المغرب وبشير الابراهمي من الجزائر، فاستقبلته بحرارة وجالسته قليلا وهو ما لم يرق لبعض الطلبة التونسيين الحاضرين والمحسوبين على بورقيبة. فقرروا مقاطعة الحفل وغادروا القاعة محتجّين على حضور بن يوسف، وهو ما شجبه بقية الحضور…» «لست تونسيا» لم تمرّ حادثة استقبال بن يوسف ومصافحته على محمد العيساوي بسلام. ويتذكر المتحدث بداية السنة الدراسية في 1958 مباشرة بعد الحادثة، عندما توجه الى مقر سفارة تونس بالقاهرة لتسلّم المنحة التي رصدتها له وزارة التربية في تونس لمواصلة دراسته بالقاهرة… حيث دعاه الحاجب الى مقابلة مدير الشؤون الاقتصادية بالسفارة عمار السويد. يقول «سي محمد» «أثناء المقابلة سألني السويد: «لماذا تهجمت على بورقيبة صحبة بن يوسف في حفل اتحاد الطلبة..لماذا وافقته القول ان تونس وشعبها ليست بورقيبة (عكس ما كان يردده بورقيبة باستمرار ان بورقيبة هو تونس وتونس هي بورقيبة)» فأجبته بهدوء، ماذا لو مات بورقيبة، هل تموت تونس وشعبها؟ فثارت ثائرته وأعلمني فورا ان جواز سفري ملغى وان المنحة المقررة لي ملغاة وان مشكل اقامتي الآن مع مصر… وعلمت في ما بعد ان الطلبة المنسحبين من حفل الاتحاد هم من أعلموا السفير بما حصل و«ملؤوا» رأسه ضدي فحصل ما حصل». مساندة حسين والسادات توجهت لجنة من رابطة الطلبة المغاربة الى السفير لإثنائه عن القرار الصادر ضد المتحدث فرفض وأعلمهم ان القضية تونسية بحته وأنه لا دخل للجزائر او المغرب فيها، وان العيساوي شتم بورقيبة وان بن يوسف خائن ولا تجوز مساندته من اي تونسي… فغادروا السفارة بلا نتيجة. ويواصل «سي محمد»: وبلغ الأمر عبر عريضة وزعها اتحاد الطلبة العرب في مصر، الى وزارة التربية المصرية، فاستدعاني الوزير آنذاك كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة وقرر إسنادي منحة بـ8 جنيهات في الشهر وطلب مني مواصلة دراستي وأكبر فيّ موقفي هذا الذي اعتبره مساندا للتوجه القومي.. ثم بعد 5 أيام استدعاني أنور السادات، ويشغل وقتها سكرتير منظمة المؤتمر الإسلامي ومنحني مسكنا في عمارة بالقاهرة وزادني منحة أخرى ببعض الجنيهات.. وتواصلت هذه المساندة إلى 1964 حيث حصلت على الإجازة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية ثم على ديبلومين آخرين في 1965 و1966 .. كان العثور على عمل في القاهرة صعبا.. وكانت العودة إلى تونس ممنوعة عليه.. وكانت الجزائر لا تستهويه.. أما المغرب فبعيدة.. ولم يبق من أمل له غير ليبيا للحصول على شغل ومساعدة عائلته الفقيرة. رغم المخابرات تقدم محمد العيساوي الشتوي سنة 1966 من القاهرة بثلاثة مطالب إلى وزارة التربية الليبية للعمل في التدريس، رفضت كلها بعد أن استغربت المخابرات الليبية من أمر هذا التونسي البالغ درجة عليا من الدراسة والذي اختار ليبيا عوضا عن بلده تونس.. وبلغتها معلومات عن أنه من مدعّمي القومية الناصرية التي ترفضها ليبيا آنذاك خلال حكم الملك إدريس وأنه مرفوض في تونس. توجه المتحدث إلى مقر السفارة الليبية بالقاهرة حيث التقى مدير الشؤون الاقتصادية وطلب منه مساعدة.. فتعهدت زوجته التي كانت على علاقة وطيدة بوزير التربية الليبي بهذه المساعدة.. وفعلا، تلقى «عم محمد» بعد بضعة أيام برقية تعيينه للتدريس في المرحلة الثانوية بأحد المعاهد الليبية.. وبدأت الرحلة في ليبيا. «مطلوب لتونس» بمجرد أن وطأت قدما «سي محمد» ليبيا سنة 1967 وجّه سفير تونس بطرابلس الحبيب نويرة (شقيق الهادي نويرة) رسالة إلى الحكومة الليبية يطلب منها تسليم محمد العيساوي الشتوي فورا إلى تونس لأنه «من أعداء» بورقيبة أو على الأقل اخراجه من ليبيا.. رفضت ليبيا التسليم لكنها في الآن نفسه لم تكن تريد اغضاب بورقيبة.. ووضعت سفارة تونس ختما على جواز سفر العيساوي يفيد أن صلوحيته تنتهي بعد بضعة أيام. لم يفقد سي محمد الأمل وقابل رئيس الوزراء الليبي في عهد حكم الملك ادريس (حسين مازق) ليطلب عدم طرده من ليبيا فأمره بتوجيه مطلبه في شكل رسالة ممضاة إلى وزير الداخلية.. وبعد مساع مضنية التقى وزير الداخلية (أحمد عون سوف) فوجهه مجددا إلى مدير عام الجوازات والهجرة والجنسية إبراهيم بن سعود ـ الذي ومن حسن الحظ ـ يميل إلى القومية العربية بعد قضاء سنوات بين مصر وسوريا، وبمجرد أن استمع إلى حكاية «عمّ محمد» مكنه من وثيقة سفر ليبية ومن الاقامة الدائمة في ليبيا.. وباشر التدريس مع علم السلطات في ليبيا بأنه ذو توجه قومي وأنه مناهض كذلك لتوجّه بورقيبة. رغبة القذافي سنة 1967 كشف معمر القذافي وهو المدير العام للمخابرات العسكرية في حكومة الملك ادريس آنذاك عن ميولاته القومية العربية عندما توجه رفقة مجموعة من الضباط إلى مصر للوقوف إلى جانبها في محنتها.. وبعد عودته، رغب في مقابلة محمد العيساوي الشتوي بعد أن سمع عن مواقفه القومية القوية.. «حصل اللقاء لمدة 3 ساعات وكان محور الحديث بورقيبة والقومية العربية وعبد الناصر..» يقول سي محمد وبين 1967 وأواخر أوت 1969، واصل المتحدث عمله في التدريس وفي إدارة الامتحانات ثم سافر إلى مصر في أوت 1969 لاجراء أحد الامتحانات قصد تحصيل شهادة دراسية أخرى يدعّم بها رصيده. الثورة كان سي محمد في القاهرة لما علم في غرة سبتمبر 1969 بقيام معمر القذافي بثورة الفاتح وبتوليه منصب رئيس الدولة.. وبعد 3 أيام علم أن القذافي يبحث عنه وأنه أرسل سيارة عسكرية لجلبه من مسكنه ببنغازي لكن لم يعثر عليه (بما أنه كان في القاهرة).. خاف عم محمد من أن الغاية من ذلك هي تسليمه الى تونس وواصل المكوث في القاهرة.. ويوم 8 سبتمبر، كوّن القذافي الحكومة الجديدة، لكنه طلب أن تبقى وزارة التربية بلا وزير إلى حين.. ويواصل سي محمد قائلا: «ثم أعلن أن محمد العيساوي الشتوي هو وزير التربية والارشاد القومي وذلك دون علمي ودون أن أكون موجودا في ليبيا.. وكنت في الأثناء أرغب في العودة إلى ليبيا لأعرف ما حكاية البحث عنّي من قبل القذافي وطلبت من سفارة ليبيا في القاهرة مساعدتي على ذلك في أقرب وقت لكن دون جدوى فعدت الى شقتي حائرا في انتظار طائرة اخرى في يوم آخر للعودة الى ليبيا» الوزير … القومي مكث سي محمد قليلا في شقته وسرعان ما رن جرس المنزل فاذا بالطارق الملحق الثقافي في السفارة الليبية في مصر شخصيا ليعلمه بتعيينه وزيرا في حكومة القذافي .. هكذا بكل بساطة يقول المتحدث مضيفا .. «جاءتني السيارة ليلا وأقيم لي حفل توديع مع السفير، ويوم 14 سبتمبر كنت على متن الطائرة نحو بنغازي حيث كان القائد القذافي في انتظاري باستراحة المطار .. ودون مقدمات اعلمني ان ليبيا حمتك من بورقيبة ومن الترحيل وآن الأوان لأن ترد لها الجميل .. وأعلمني ايضا انه كون الحكومة على فلسفة قومية عربية (عين مصريا على رأس وزارة الصناعة). بين تونس وليبيا طلب سي محمد من القذافي منحه الجنسية الليبية لتفادي المشاكل مع تونس فوعده بذلك. وفي الأثناء سرت «حكاية» في الحكومة التونسية مفادها ان القذافي عينه وزيرا استعدادا للزحف على تونس ! وعادت من جديد طلبات تسليمه الى تونس او إخراجه من ليبيا والا بطلت العلاقة بين تونس وليبيا حسب ما ذكره آنذاك السفير التونسي بليبيا الذي كان نفسه سفيرا بمصر عندما كان العيساوي طالبا بالقاهرة ووجد القذافي نفسه حسب المتحدث في موقف لا يحسد عليه خصوصا انه لم تكن له فعلا اية نية أو رغبة في افساد العلاقة مع تونس.. ومع ذلك رفض تسليم العيساوي الى تونس وحاول اقناعه عن طريق عبد السلام جلود بتقديم استقالته من الحكومة لأن القذافي لم يرغب في اعلامه بذلك مباشرة خجلا منه .. فرفض العيساوي ذلك وعبر عن غضبه للقذافي.. الاستقالة لم يبق أمام القذافي غير الاتصال المباشر بالعيساوي لاقناعه بالاستقالة وتجاوز المأزق مع تونس .. وبالفعل اتصل به هاتفيا وتحادث معه فجرا .. وفي الصباح قدم العيساوي استقالته «حتى أريح القذافي» حسب قوله وهو ما تفاعلت معه تونس بفرح كبير وأذاعته في الإذاعة والتلفزة مرارا … المستشار بعد أسبوع، حل القذافي الحكومة بأكملها، ولكن حنينه وربما احترامه لمحمد العيساوي دفعاه الى اعادته الى الحكومة الجديدة فعينه مستشارا في وزارة التربية والارشاد القومي سنة 1970 .. وبعد مرور 3 سنوات، عين مستشارا تربويا في المجلس الأعلى للإرشاد القومي، ولكن بعد شهرين وقع حل المجلس، وبقي سي محمد بلا شغل فعلي لكن القذافي أمر بمواصلة دفع راتبه .. وتواصل الأمر على ذلك النحو الى حدود بداية سنة 1974 عندما عين مجددا مستشارا تربويا بجهاز التفتيش والرقابة الشعبية .. وهو المنصب الذي لازال يشغله الى اليوم في حكومة القذافي .. لم ينسه هذا المشوار المتقلب والمثير تونس ولم تنسه الجنسية الليبية والمناصب الحكومية العليا التي شغلها بلده وكان كل مرة يحاول فيها العودة الا ويلقى الرفض .. الى ان علم الرئيس بن علي بأمره فأسدى تعليماته بفتح أبواب تونس أمامه وبتمكينه من جواز سفر تونسي وبشغل مرموق ان رغب في ذلك. عاد سي محمد عام 2000 الى تونس وزار مسقط رأسه «جمنة» حيث بقايا ذكريات الطفولة .. وحيث بقايا معارف وأهل وأصدقاء … اعداد فاضل الطياشي صور طارق سلتان (المصدر: « الشروق » (يومية – تونس) بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
التغير المناخي والسباق نحو الهاوية
حرر من قبل طـه البعزاوي في الخميس, 17. ديسمبر 2009 ترتفع أصوات علماء كوكبنا ـ على اختلاف تخصصاتهم العلمية ـ منذرين بوقوع كارثة بيئية بدأت نذرها تَلوح وآثارها تُلمس، بسبب ما يحدث من تغيّر مناخي، في الوقت الذي تغط فيه غالبية سكان الأرض في سبات عميق غير مستشعرة للخطر الداهم، التي إن نجت منه فلن ينجو منه ابناؤها أو أحفادها! فالبشرية اليوم منشغلة بالصراعات السياسية والصراعات على مواقع النفوذ والحدود وعلى الموارد البيئية والثروات، والسباق المحموم على التسلح للتمكن من الوسائل التي يردع بها الآخر لتملى عليه الشروط ، فيدفع ضريبة سلامته أو حمايته! وفي غمرة هذه الصراعات ينسى عموم الناس أو يتناسون أن هناك خطر يهدد وجودهم، يتفاقم كلما زادت الصراعات واشتد السباق. ومع أن الخبراء يؤكدون بالإحصائيات العلمية والأدلة شبه القطعية أن معظم المشاكل ناتجة عن التغير المناخي والإرتفاع الحراري على الكوكب بسبب ما ينبعث من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمليات الإحتراق التي أصبح الإنسان يعتمد علها في كثير من مجالات حياته، فإن الإكتراث بالمشكلة لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب الذي قد يمكن من إيقاف الطوفان وإطفاء الحرائق، والذي سببه الرئيسي جشع الإنسان ولامبالاته بما يمكن أن يحصل في غده مقابل لذة أو نشوة قد يعيشها في يومه. إصرار كبير من الدول التي تسببت في الكارثة على عدم تحمل مسؤولياتها والتنازل عن بعض من امتيازاتها للتخفيف من الآثار الحالية للمشكلة، وذلك بمساعدة المحتاجين والمتضررين مما عرفه العالم السنوات الأخيرة من جفاف وفيضانات، وكذلك الإقدام على خطوات جريئة وشاقة من أجل دفع الضرر الأكبر المتمثل في تهديد الحياة على وجه الأرض. من جهة أخرى ترى الدول النامية والفقيرة أنها لم تسبب المشكلة وليست مستعدة لتحمل تبعاتها، ويغفل هؤلاء وأولئك أنه لا خيار أمامهم إلا التعاون والتكاتف من أجل تخفيف الأضرار، ومنع « التسونامي » من الضرب في كل اتجاه. السفينة تغرق والناس يتقاتلون على ما تحمله! … نتعلق في فرع الشجرة حتى لا نسقط في الهاوية! ولكننا نقطعه في الآن نفسه بالمناشير لنتدفأ على حطبه ويصلي بعضنا بعضا بناره! الله تعالى أنشأ الإنسان من الأرض واستعمره فيها (1)، أي أنه أمره بإعمارها واجتناب التخريب والإفساد فيها، ولكن العقلية السائدة لسكانها هي عقلية ركاب الطابق السفلي في سفينة « الحديث المشهور » الذين ارادوا أن يخرقوا خرقا في جزئهم يجلبون منه الماء، بدل أن يضطروا للصعود والمرور على من فوقهم! … وأما حالة الفريق الآخر فكركاب الطابق العلوى من نفس السفينة، إذا لم يتحركوا ويأخذوا على أيدي من تحتهم يمنعونهم من خرق السفسنة، غرقوا وغرقوا جميعا، كما أن التحرك في الوقت المناسب يحمي جميع الركاب من الغرق (2)! ما ينصح به الخبراء والعقلاء لاجتناب الكارثة ليس مستحيلا وإنما في حدود ما تتحمله الطاقة البشرية، وإنْ ببعض العسر أو الألم، لأنّ ألمَ تجاهل المشكلة والإعراض عنها سيكون أشدّ لا محالة! ونحن مطالبون بتحمل الضرر الأصغر في سبيل دفع الضرر الأكبر! … الذي سيكون من مظاهره غرق مناطق كبيرة من العالم واحتراق اخرى! قبل أن يعم البلاء! صراع بدأ زمنه يضيق بين الحكمة والجشع! ولكن نتيجته بأيدينا نحن سكان الأرض! … فالله لا يغير ما بقوم حتى يغييروا ما بأنفسهم! ________________________ (1) هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها « هود 61″ (2) عن النعمان بن بشير _رضي الله عنهما_عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا:لوأنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا » (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
مدوّنو المغرب في قبضة السلطة
لم تمرّ أحداث تغجيجت على خير: اعتقلت السلطات ثلاثة طلاب، ثمّ وسّعت رقعة الملاحقة لتطال مدوّناً وصاحب مقهى إنترنت في ظلّ احتجاج المنظمات الحقوقية العالمية والعربية. سفيان الشورابي بعد اندلاع أحداث تغجيجت (70 كلم شرق مدينة كلميم في جنوب المغرب) إثر تنظيم بعض الطلاب احتجاجاً مطلبياً أخيراً، اعتقلت السلطات المغربية ثلاثة من المشاركين في التحرّك، وأصدرت بحقّهم أحكاماً بالسجن. وكان الطلاب قد تجمّعوا لإعلان سلسلة مطالب، فأمر قائد قيادة تغجيجت بقمع التحرّك بعنف. هكذا، اعتُقل الطلاّب أحمد حبيبي، وعبد العزيز السلامي (وهو مدوّن أيضاً) ومحمد شويس، واحتُجزوا داخل مقر القيادة، ثمّ حوكموا بتهمة التجمّع والاحتجاج من دون ترخيص. وقد صدر بحقّهم حكم بالسجن لمدة ستة أشهر. كان يمكن القصة أن تنتهي عند هذا الحدّ وتأخذ طابعاً سياسياً ومطلبياً لا غير. إلّا أن أجهزة الأمن، أكملت سلسلة الاعتقالات لتطال المدوّن البشير حزّام (26 سنة) مطلع الأسبوع الماضي… هكذا، اتخذت القضية طابعاً آخر يتعلّق بحرية الرأي والتعبير في المغرب. ذنب حزّام أنّه نشر على مدوّنته بياناً عن الأحداث موقّعاً باسم «لجنة الطلبة المعتقلين»، وفق ما ذكرت مصادر من «الجمعية المغربية للمدوّنين». وبعد استجوابه، عُزل حزام عن بقية السجناء في البداية، قبل إلحاقه بالمجموعة الأولى من المعتقلين. ووفق المصدر، فإن تهمة حزّام هي «نشر معلومات زائفة تضر بصورة المغرب في مجال حقوق الإنسان». كما جرى التحقيق معه بشأن مقالات أخرى نشرت على مدوّنته، وأبرزها مقالة «الوعود الانتخابية بين الحقيقة والخيال». وأكدت مصادر الجمعية أنّ «السلطات فرضت مراقبة على مقاهي الإنترنت في تغجيجت حتى لا تتسرب الأخبار والصور لوسائل الإعلام… كما اعتقلت كلّ من تشكّ في نشره لأخبار الاحتجاجات وقمع السلطات لها، فاعتقلت صاحب أحد مقاهي الإنترنت بعدما لاحقته بتهمة حيازة منشورات». وهذا الأخير هو عبد الله بوكفو المتهمّ بحيازة منشورات «تحرِّض على العنصرية» (بيانات الحركة الأمازيغية) إلى جانب تهم أخرى تتعلّق بحيازة معلومات عن الاحتجاج. ليس اعتقال حزّام الأول من نوعه. في عام 2008، اعتُقل المدوّن محمد الراجي، الذي انتقد في مدونته بعض تصرفات الملك، فاستدعته السلطات، وحكمت عليه بالسجن لسنتين قبل إطلاق سراحه، إثر الضغط الذي مارسه المدوّنون والحقوقيون. إذاً، قضية البشير حزّام هي القضية الثانية من نوعها في المغرب. مع ذلك، فإنّ عدد المدوِّنين المعتقلين يفوق الرقم المُعلن. كيف؟ الواقع أنّ السلطة غالباً ما توجّه تهماً إلى المدوّنين لا علاقة لها بمضمون ما ينشرونه على الشبكة العنكبوتية. مثلاً، اعتُقل المدوّن حسن برهون بتهمة السب والقذف إثر توزيعه مناشير ضدّ أحد المسؤولين القضائيين في تطوان. إلّا أن السبب الحقيقي وراء الاعتقال كان الإزعاج الذي يتسبّب به برهون للسلطات عبر نشره أفلاماً على «يوتيوب» توثّق معاناة البسطاء، وترصد خروقَ السلطة في مختلف الميادين. كذلك سبق أن ألقي القبض على مدوّنين آخرين للاشتباه بنشرهم مشاهد عن قمع احتجاجات شعبية، مثل حسن تيزوكاغين، مدوّن «انتفاضة سيدي إفني» على «يوتيوب». وقد قضى ستة أشهر وراء القضبان بتهمة التصوير من دون ترخيص. وبالعودة إلى أحداث تغجيجت، فقد أصدرت المحكمة قراراً بسجن البشير حزّام لمدة أربعة أشهر، وبدفع غرامة مالية. كما صدر حكم بحقّ عبد الله بوكوفو بالسجن عاماً واحداً، ودفع غرامة مالية. وفي حديث مع «الأخبار»، قال رئيس «جمعية المدوّنين المغربيين» سعيد بن جبلي إن الجمعية تتابع ملف حزّام من خلال حشد الدعم والتأييد عبر المدونات والشبكات الاجتماعية، إضافة إلى وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية. وقد أنشات الجمعية مجموعة على موقع «فايسبوك» للمطالبة بإطلاق سراحه، وقد انضمّ إليها حتى الآن أكثر من ألف مدوّن وصحافي ومتضامن، «وقد نعلن خطوات أخرى أكثر تصعيداً» يقول. القضية لن تنتهي عند هذا الحدّ. مطاردة بوبكر اليديب لا تزال مستمرة بهدف اعتقاله بعد تغطيته للأحداث الاحتجاجية وقمعها العنيف من جانب السلطات المحلية. وقد كتب اليديب في مدوّنته في إطار سرده أحداث تغجيجت، «في الثاني من ديسمبر، استمر الحصار… واستمرت الاعتقالات العشوائية خلال الأيام اللاحقة، ولم يسلم منهم حتى أرباب مقاهي الإنترنت، حيث وقع ضحيتهم عبد الله بوكفو، متهمين إياه بإرسال بيان عن الأحداث، وانهالوا عليه بالضرب، وسقط مغمىً عليه، حتى وجد نفسه في المستشفى ليُستجوب في مخافر القسم القضائي في الدرك الملكي في كلميم. الشيء نفسه حصل مع المعتقلين الثلاثة الذين ذاقوا مرارة التعذيب والتعنيف طيلة طريقهم من تغجيجت إلى كلميم ليُستجوبوا ويُوضعوا في الحراسة ليومين، ثم يُنقلوا إلى المحكمة ويستجوبهم وكيل الملك، ثم يُنقلوا إلى سجن خاص في ملحقة الباشوية». (المصدر: « الأخبار » (يومية – بيروت) بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
دراسة: أكبر 10 بلدان في القيود على الدين إسلامية
دالاس (رويترز) – قال تقرير صدر يوم الاربعاء عن منتدى بيو للديانة والحياة العامة ان السعودية ومصر حليفتي الولايات المتحدة من بين 10 دول يغلب المسلمون على سكانها وتفرض حكوماتها أشد القيود على الشعائر الدينية. ووضع التقرير حكومة افغانستان ايضا في تصنيف متدن في هذا الشأن الامر الذي يلقي الضوء على مسألة دبلوماسية حساسة مع ارسال الرئيس باراك اوباما قوات امريكية اضافية الى هذه الدولة لاخماد تمرد متزايد. وقال التقرير ان نحو 70 في المئة من سكان العالم البالغ تعدادهم 6.8 مليار نسمة يعيشون في بلدان تفرض قيودا شديدة على الديانة. وصنف التقرير البلدان على اساس معيارين وهما القيود على الديانة والقيود من جراء العنف أو التخويف من قبل أفراد أو جماعات. وكانت السعودية البلد الوحيد الذي جاء ترتيبه في مركز « مرتفع جدا » في المقياسين. وصنف المقياس الاول 10 بلدان يغلب على سكانها المسلمون على أنها تأتي في مركز « مرتفع جدا ». وشمل أيضا الصين وميانمار التي يغلب على سكانها البوذيون. وقال التقرير ان السعودية كانت أكثر البلدان قيودا على الديانة تليها ايران. ولاحظ التقرير ان البلدين كلاهما يفرضان قيودا على عقائد الاقليات و »يطبقان تفسيرات صارمة للشريعة الاسلامية. » وصنف التقرير مصر في قائمة البلدان التي تأتي في مراكز « مرتفعة جدا » من حيث تقييد الشعائر الدينية. وعادة ما يجري تصنيف مصر والسعودية في التقرير الدولي السنوي لوزارة الخارجية الامريكية عن الحريات الدينية ضمن فئة البلدان التي تشهد « قيودا وانتهاكات ومظالم. » وقال التقرير ان دستور أفغانستان يحمي فيما يبدو حق المواطنين في اختيار عقيدتهم « لكنه يقيد ذلك القدر من الحماية بنصه على انه لا قانون يمكن ان يخالف الدين المقدس الاسلام. » وقال ان الصين تفرض قيودا على البوذية في التبت وعلى مسلمي اليوغور وتحظر حركة فالون جونج وتمارس ضغوطا على الجماعات الدينية غير المسجلة لدى الحكومة. وحسب المناطق صنف التقرير منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا على انها اكثرها تقييدا بينما كانت الامريكتان الاقل تقييدا. وقال التقرير ان حكومات منطقة افريقيا جنوب الصحراء كانت اقل تقييدا من حكومات اوروبا. وقال « السجل المرتفع نسبيا من القيود الحكومية في بلدان اوروبا الخمس والاربعين يعزى جزئيا الى البلدان الشيوعية سابقا مثل روسيا التي أبدلت الالحاد الرسمي بديانات تساندها الدولة وتحظى بامتيازات او حماية خاصة. » وعلى المعيار المستقل الذي يقيس العداوات الاجتماعية غلبت بلدان اسلامية مرة اخرى على فئة « المركز المرتفع جدا ». وانضمت اليها اسرائيل والهند. وقال بريان جريم الباحث في مركز بيو « سجل العداوات الاجتماعية في اسرائيل يتضمن اعمال ارهاب متصلة بالديانة واعمال حرب متصلة بالديانة وكذلك العداوات داخل الجماعات الدينية وفيما بينها في المجتمع الاسرائيلي. » وقال التقرير « المستوى المرتفع نسبيا من العداوات الدينية في المجتمعات الاوروبية تغذيه حوادث على نطاق واسع لمعاداة السامية والتوترات بين الاقليات المسلمة والاغلبيات العلمانية او المسيحية وشكوك عامة الى حد ما في الجماعات الدينية الجديدة. » (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
عيون وآذان (يتحدث … وكأنها الأم تيريزا)
جهاد الخازن وجدت نفسي قبل أيام في برنامج تلفزيوني وبعض المشاركين فيه يجد الأعذار للولايات المتحدة، والمقصود إدارة جورج بوش، بل يعتقد أنها طلبت لنا الديموقراطية، إلا أننا لا نصلح لها أو تصلح لنا. الحلقة أذيعت، وكنت فيها أقرب الى رأي مقدمة البرنامج مني الى آراء الضيوف، ربما لأننا صحافيان ولنا تجربة على الأرض في مقابل الأكاديميين من المشاركين الذين يعرفون النظرية السياسية ولا يمارسونها. ولن أحاول هنا الرد على أي مشارك باسمه، فالكل كان من أرقى مستوى، واعتراضي هو على بعض الأفكار لا أصحابها. قال مشارك إن الإدارة الأميركية سعت الى نشر الديموقراطية بيننا، إلا أن شعوبنا لم تكن مؤهلة. وقال آخر إن المواجهة العسكرية سببها إرهاب 11/9/2001 ونشر الديموقراطية دخل من هذا الباب. وقال ثالث إن أميركا ساعدت لبنان في ثورة الأرز لإنهاء الوجود السوري، وحاولت إيجاد حل للقضية الفلسطينية. مع احترامي لأصحاب الآراء السابقة، الذين وجدتهم وقد قرأوا كتباً كنت اعتقدت أنني قرأتها وحدي، أقول إنهم على خطأ. العراق لم تكن له أدنى علاقة بإرهاب 2001، والمواجهة العسكرية استغلت الإرهاب لتنفيذ خطة مبيتة ضد العراق في سياسة معلنة هي «تغيير النظام»، وإذا كانت سورية وإيران ردتا فهما كانتا مستهدفتين. وثورة الأرز كانت حركة شعبية لبنانية عفوية خالصة رداً على اغتيال رفيق الحريري، وما كانت أميركا أو غيرها تستطيع اجتراح ثورة، ومن الظلم نسبتها الى غير الشعب اللبناني. ثم إن إدارة بوش لم تفعل شيئاً للعملية السلمية حتى آخر سنة، وبعد أن سقطت في شر أعمالها في العراق، والولايات المتحدة تساعد إسرائيل بالمال والسلاح والفيتو في مجلس الأمن، وكل شهيد فلسطيني هو ضحية الدعم غير المحدود بكل الوسائل لدولة فاشستية مجرمة. في المعلومات التالي: – قبل صموئيل هنتنغتون بعقود تحدث برنارد لويس، البروفسور اليهودي البريطاني، الذي علّم في جامعة برنستون، عن «صراع الحضارات»، وقال تحديداً إن الإسلام يشن حرباً على الإرث اليهودي – المسيحي (كان الإرث مسيحياً حتى الستينات عندما بدأ اليهود يلصقون أنفسهم بإنجازات الغرب المسيحي). – في البداية تحدث لويس، وهو عرّاب المحافظين الجدد، عن «بلقنة» الشرق الأوسط، وقال إن دُوَلَه مصطنعة وجديدة، وهو روج لفوضى تنتهي بإقامة دول جديدة فيه على أساس إثني أو ديني… يعني تدمير الدول العربية كما نعرفها وإعطاء إسرائيل شهادة دولة يهودية. – بعد الحرب الأهلية في لبنان تحدث لويس عن «لبننة» الشرق الأوسط، أي أن يصيب دوله ما أصاب لبنان. وله كتب ومقالات عن الموضوع. – عصابة المحافظين الجدد في أميركا كتبت دراسة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سنة 1996 بعنوان «انفصال تام»، بمعنى بداية جديدة، ترفض السلام مع الفلسطينيين والعرب إلا تحت الاحتلال. – في شباط (فبراير) 1998 وجهت العصابة الليكودية المجرمة نفسها رسالة الى الرئيس بيل كلينتون تقترح فيها أن تهاجم الولايات المتحدة العراق لقلب النظام فيه، وأن تكمل بإيران وسورية (المقاومة المشروعة في العراق والإرهاب المجرم أحبطا إكمال المؤامرة). – مجلس سياسة الدفاع برئاسة ريتشارد بيرل، عقد اجتماعاً سرياً في وزارة الدفاع في 19 و20/9/2001 استمر 19 ساعة ودعا في نهايته الرئيس بوش الى مهاجمة العراق لعلاقته المزعومة بإرهاب 11/9/2001، إلا أن الرئيس رفض لعدم وجود أدلة ولفقت هذه في وقت لاحق. – كن ادلمان كتب في «واشنطن بوست» في شباط (فبراير) 2002 مقالاً عنوانه «نزهة في العراق» أكد فيه أن الحرب ستكون نزهة، وهو عاد في نيسان (ابريل) 2003 وكتب في الجريدة نفسها مقالاً عنوانه «عودة الى النزهة» مفاخراً بصواب رأيه، قبل أن تقع إدارة بوش في شر أعمالها ويكتشف الرئيس الأحمق أن المهمة لم تنجز كما زعم في 1/5/2003. – الحرب على العراق قتلت مليون عراقي بحسب تقديرات مجلة «لانست» الطبية البريطانية وجامعة جون هوبكنز الأميركية، ولا يزال المسلمون يقتلون في العراق وباكستان وإيران، بل لا يقتل في العالم غيرهم. – السفير الأميركي الأسبق في الرياض تشاس فريمان قال إن هدف المحافظين الجدد في العراق لم يكن إطلاقاً بناء الديموقراطية فيه بل تدميره لإزالة خطره على إسرائيل. المعلومات السابقة كلها صحيحة أرفض دخول جدل حولها، وهي تظل صحيحة حتى والدول العربية كلها غير ديموقراطية ومن دون حرية رأي وحكم قانون مستقل وشفافية وحقوق امرأة. ثم أسمع أستاذاً جامعياً يتحدث عن إدارة بوش وكأنها الأم تيريزا. khazen@alhayat.com [1] (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 ديسمبر 2009)
مدير مرصد الأديان جورج ستولز..لا توجد أسلمة في سويسرا
السبيل أونلاين – سويسرا – خاص في ذكرى مرور عشر سنوات على إنشاء مرصد الديانات في سويسرا ، وقع رفض بناء المآذن ، كيف تفسر هذا التصويت ؟ جورج ستولز : بالنسبة لنا ، من لدينا مهمة تقديم المعلومة الصحيحة ونزع فتيل التهويل ، هذه النتيجة بالطبع مخيّبة للآمال ، والتصويت على مبادرة حظر المآذن هي إستمرار لمبادرات « شفارتزن باخ des initiatives Schwarzenbach » في سويسرا الناطقة بالألمانية والتى تطرح سؤال « أسلمة سويسرا » ومرات أخرى يتحدثون عن « تسلل الأسلمة » إلى سويسرا ، وهم يتعتقدون أنه من غير الممكن دمع الأجانب ، ومنهم من يستحظر « طلينة (نسبة إلى إيطاليا) سويسرا » ، ولكن بعد 25 سنة على مشكلة الإيطالييين (وقع ترحيلهم) نجد أن الإيطاليين الآن هم أكثر الأجانب مرحّبا بهم في سويسرا . ولكن الجديد في تصويت 29 نوفمبر هو العامل الديني ، وهو يعكس الخوف من الإسلام و »الأسلمة » ، وقد جاء التصويت في ظل أزمات شعرت فيها سويسرا بالإضطراب وهي أزمة بنك « يو بي اس » والأزمة مع ليبيا . هل يعتبر هذا التصويت ضمن « الإسلاموفوبيا » ؟ جورج ستولز : منذ متى ونحن لدينا « الإسلاموفوبيا » ؟ ..أعتقد أنها ليست الإجابة الصحية ، لأنها قد تكون إجابة تعسفية ، ولكن ماهو أكيد هو أن قبول مبادرة حظر بناء المآذن تشيّد حاجز رمزي ، حاجزا من الإستبعاد ، والتى ستجعل دمج المسلمين مهمة أكثر صعوبة في المستقبل . برأيك ماهي العقبات الرئيسية لدمج المسلمين،بقطع النظر عن الأسئلة المرتبطة بالمآذن ، وإرتداء الحجاب أو البرقع ؟ جورج ستولز : المسلمون في سويسرا ، عموما غير مدربين مهنيا ، وأغلبهم يعمل في وظائف متدنية ، ولديهم إحتمال أكبر من غيرهم للعودة إلى البطالة أو حتى السجن ، وأغلبهم لديهم قيم مختلفة عن قيم السويسريين ، وخاصة في ما يتعلق بالعلاقات الجنسية ، وإلى حدّ الآن ليس لديهم نائب في البرلمان . عليهم القيام بجهود كبرى للإندماج ، ولكن واجب السويسريين هو إعطائهم المجال لتحقيق ذلك ، وليس وضع قوانين تمييزية ضدهم ، فمع الوقت سيصبح الإسلام سويسري ، وليس هناك أسلمة في سويسرا ، على العكس من ذلك تماما . بعض المواطنين برروا التصويت لصالح مبادرة حظر المآذن ، بأنها ردّة فعل منهم على « عودة الأديان » إلى الساحة العامة ، ما رأيك في ردّ الفعل هذا ؟ جورج ستولز : منذ 60 عاما ، وأهمية الدين في حياة الفرد آخذة في التناقص ، الكنائس فقدوا سيطرتهم على الأفراد . في الغرب نسبة التمدرس عالية وسريعة ، وفي عالم متمدرس ، الأشخاص الذين يظهرون تدينهم يبدون غرباء فلا يوجد إذن عودة للدين ، ولكن وسائل الإعلام تتحدث كثيرا عن الإسلام وهو ما أعطي الإنطباع بعودة الأديان إلى الحياة العامة . نشرت في العام الحالي بالإشتراك مع صديقك مارتين بومان كتاب تحت عنوان « سويسرا الجديدة المتدينة..فرص ومخاطر على تنوعها » ، فماهي المخاطر التى تبدو لك بعد تصويت 29 نوفمبر ؟ جورج ستولز : يجب علينا العيش طويلا بقانون لا يوجد في الدستور ، ويمكن أن يولّد ردود فعل مختلفة لدى المسلمين ، ويمكن أن يولّد أيضا ردود فعل إسلامية وحتى ردود فعل متطرفة ، من جانب آخر ، هذا التصويت يمكن أن يعطي إشارات إيجابية إلى الذين يساندون الإقصاء (من السويسريين) ، الذين يمكن أن تخلق لديهم نتيجة التصويت شعور بعدم اللجوء إلى العنف العنصري على المستوى السياسي . يوجد في سويسرا اليوم 491 مجموعة دينية ، هل يمكن التحكم في هذا التنوع ؟ جورج ستولز : نعم ، لأن أغلب المجموعات الدينية لا تخلق أي إشكال ، بل بالعكس كل تلك المجموعات تساهم في خدمة الصالح العام وتساهم في خدمة الفقراء والمهاجرين والمهمشين . إلى جانب ذلك فإن الأسئلة التى أثارتها بعض الشعائر الإسلامية مثل إرتداء الحجاب والدفن وجدت بشكل عام إجابات براغماتية على أرض الواقع . ما هي التغيرات الكبرى التي لاحظتها على مدى العقد الماضي ؟ جورج ستولز : سويسرا أصبحت بلد أكثر تمدرس ومتنوع الأديان ، وهي ليس إستثناء في ذلك ، فكل الدول الغربية شهدت هذه التطورات لأن العالم أصبح صغير بسبب العولمة . ( ملاحظة : مرصد الديان في سويسرا ، تابع لجامعة لوزان ) صحيفة لوتون السويسرية ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
تباين داخل الحكومة الفرنسية بشأن قضية النقاب في فرنسا
السبيل أونلاين – باريس – خاص أعلن الوزير المكلّف بالهجرة إيريك بيسون وزير الداخلية بريس هورتيفو رأيهما القائل بمنع إرتداء النقاب في الأماكن العامة في فرنسا ، ولكن وزير العمل قزافيي داركوس لا يميل إلى هذا الرأي . وقد إستمع البرلمان إلى رأي الوزراء الثلاثة يوم الإربعاء . ومن المنتظر أن ينتهى إعداد التقرير حول النقاب في نهاية جانفي القادم . وتواجه الحكومة والبرلمان الفرنسيين مشكله ، وهي تعارض منع إرتداء النقاب في فرنسا مع حقوق الإنسان الأساسية ومنها حرية اللباس . الوزير المكلّف بالهجرة إيريك بيسون يدفع بإتجاه المنع الشامل للنقاب في كل الأماكن العامة ، ويعتبر أن إرتداء النقاب دليل رفض الإندماج ، وذهب أبعد من ذلك حين إقترح حرمان المنتقبات من بطاقة الإقامة لمدّة 10 سنوات . بينما قال وزير الداخلية بريس هورتيفو أنه لا يملك حلولا في الموضوع وهو في إنتظار آراء النواب . ليس له مكان في فرنسا ويقترح وزير الداخلية الفرنسي منع إرتداء النقاب في أماكن الخدمات العامة ، وهو أكثر صلابة من الناحية القانونية حسب الوزير . وأعلن بريس هورتيفو أن النقاب ليس له مكان في فرنسا ، وقال أن هناك 1.900 إمراة ترتدي النقاب في فرنسا من بينهن 270 خارج المدن الكبرى ، و أن أكثر من الثلثين من المنتقبات هن فرنسيات ، وحوالي الربع معتنقات للإسلام ، وأن 90% من مجموع النساء المنقبات في فرنسات تقل أعمارهن عن 40 سنة . وزير العمل قزافيي داركوس يميل إلى إيجاد حل من خلال البرلمان ، بوضع معايير حظر إرتداء النقاب من خلال أوسع توافق برلماني ممكن . وشكل نواب الحزب الحاكم في فرنسا « التجمع من أجل الحركة الشعبية » ، لجنة برلمانية حول الموضوع ، والتى تنوي وضع قانون يمنع النقاب ، مشفوع بقرار برلماني يحمل قالوا سيكون « رسالة قوية بشأن إرتباط فرنسا بقيم الجمهورية ». وفي شهر جويلية الماضي تشكلت لجنة إستماع برلمانية يرئسها أندريه جيرين تتشكل من 50 شخصية من بينهم 30 من أعضاء البرلمان . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
اتهام محكمة بريطانية بالتدخل في تعريف الهوية اليهودية
لندن (رويترز) – اتُهمت محكمة بريطانية عُليا بالتدخل في أمور دينية بعدما قضت يوم الاربعاء بأن مدرسة يهودية مُذنبة بالتمييز لرفضها قبول صبي أمه يهودية باعتناق هذه الديانة وليس بالمولد. وقالت المحكمة العليا ان السياسة التي تطبقها المدرسة اليهودية الحُرة في لندن تنتهك القوانين باستخدامها الانتماء العرقي في تحديد التلاميذ الذين تقبل التحاقهم بها. ورحب النشطاء المدافعون عن المساواة بالحُكم لكن بعض الجماعات اليهودية قالت انه يظهر صعوبة تطبيق القانون الحديث على تقليد يهودي قائم منذ 3500 عام. وقالوا ان الحكم الذي أصدرته المحكمة بأغلبية خمسة أصوات مقابل أربعة سيؤثر على المجتمع بأسره وليس على المدارس اليهودية فقط لانه يعني أن القضاة يقررون فعليا من هو اليهودي. وقال سايمون هوكهاوزر رئيس جمعية المعبد المتحد « علينا الآن بالضرورة أن نطبق .. تعريفا غير يهودي على (من هو اليهودي). » ورفعت الدعوى القضائية بعدما رفضت المدرسة قبول طالب يعرف بحرف « ام » كان أبوه يهوديا متدينا وتحولت أمه الى اليهودية في معبد يطبق التعاليم اليهودية بطريقة متشددة. وأعطت المدرسة المكدسة بالطلاب أولوية للاطفال الذين يعترف بهم مكتب كبير الحاخامين التابع للطائفة العبرية المتحدة لدول الكومنولث على أنهم يهود عرقيا. ويسمح للمدارس الدينية البريطانية باختيار التلاميذ على أساس الاعتقاد الديني لكن المحكمة العليا قررت أن المدرسة اليهودية الحرة انتهكت قانون العلاقات العرقية لانها فشلت في إظهار أن سياستها المبنية على العرق متناسبة. غير أن القضاة قالوا ان المدرسة لم تكن عنصرية بمفهوم ينطوي على ازدراء. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
حول القدس بإيجاز شديد
د. عزمي بشارة مقدمة من مهام علم التاريخ، حين يدعي العلمية، تفنيد الأسطورة بالبحث في أصل نشوئها ووظيفتها، وبكتابة تاريخ الوقائع في مقابلها، وبميل إلى معرفة الحقيقة كما كانت دون ادعائها، وبمنهجية تنزع نحو العلمية. ولا شك أن الأيديولوجية بما فيها من غايات وأهداف سياسية وزوايا نظر ومصالح، تتحكم في سردية التاريخ وفي الانتقائية (حتى غير الواعية للوقائع، ناهيك بالواعية) وفي الحجم والوزن الممنوح لهذه الواقعة في مقابل تلك. كما أن الأيديولوجية تتحكم وتتجلى بالتحقيب وتقسيم الزمان. فهذا التقسيم المحكوم بما تسمى خصائص كل حقبة هو غالبا عمل أيديولوجي. ومن هنا لا بد من تعرّض وتعريض عملية التأريخ والمؤرخين إلى نقد صارم. ومن هنا أهمية الحرية الأكاديمية في هذا السياق تحديدا، إذ لا بد من حوار أكاديمي حر بين المؤرخين لا يتوقف عند مقدسات ومحرمات. ولا بد من مراجعة عمليات التأريخ بين فترة وأخرى، ليس لمجرد اكتشاف وقائع جديدة أو الكشف عنها، ولا لمجرد اجتراح وسائل جديدة في النقد والبحث والتفكيك والتركيب، بل أيضا لأن خطابا سياسيا سائدا هُزِمَ حمَلتُه، أو ضعف داخليا وبات أكثر عرضة للنقد، أو أدى وظيفته، ولم يعد صاحب الشأن، الدولة، مثلا بحاجة له. فاكتشفنا فجأة أن هذا الخطاب قد صمم كتب التاريخ أيديولوجيًّا من وجهة نظره، فتحكم باختيار البداية والعصر الذهبي وعصر الانحطاط. واكتشفنا أن هذه ليست هي البداية بالضرورة، وأنه انتقى وقائع وأهمل غيرها. وبدل أن يفكك الأسطورة استخدمها أو تأثر بها وببنيتها وبسرديتها، فخدمها في عملية كتابة التاريخ، أو سخرها في خدمته. واكتشفنا أن كليهما كان مسخرا في خدمة هدف سياسي لحركات قومية أو دينية أو في خدمة نظام حكم. وانفضحت وما زالت تنفضح تواريخ أيديولوجية لدول تكتب تاريخا من زاوية نظر حدودها الموجودة، كأنه يوجد تاريخٌ موحدٌ لقطعة الأرض هذه بالتحديد يميزها عن وسواها على مر العصور، وكأن للجماعة البشرية التي تعيش عليها أيضا تاريخ موحد ومنفصل عن غيره.. والأهم من ذلك لموضوعنا أن التاريخ حين يكتب أيديولوجيّا يبدو في بعض الأحيان كمن يزيل القشور والوقائع الني تسمى عارضة. ويكتشف التاريخَ المضمر الذي يجب اكتشافُه ليبرر هذه الحدود السياسية، ودورَ هذه الأقلية أو الأكثرية الإثنية أو الطائفية الحاكمة بدلا من الأغلبية الديمقراطية. ومع ذلك فإن البنية المعرفية لهذا كله تمكِّنُ من الإثبات والنفي والتفنيد والمناقشة. وبذلك تختلف عن الأسطورة بحد ذاتها، وعن التاريخ المقدس ذاته. فالأخيران يعبّران عن إيمان منتشر عند جماعات بشريةٍ حول حكاية الأشياء وليس تاريخها. وتمنح الحكايةُ المتضمنةُ في كلِّ أسطورة معنى ومغزى لجماعات بشرية: أصلها ورسالتها، وسبب وجودها، و »حقها التاريخي » الممنوح لها والمشتق من الأسطورة. ولأنه قضية إيمانية فإن النقاش والمحاورة فيه أصعب. والإيمانُ مراتبٌ رغم كل شيء، هذا برأيي المتواضع. فهنالك فرق بين إيمان بحقائق بسيطة يمكن تكذيبها وإيمان بالله عز وجل. وعندما تُعرَض رواية تاريخية متماسكة بديلة لرواية تاريخية معتنقة اعتقادا يمكن زعزعةُ إيمانٍ بوقائعٍ جزئية عن جهل أو عن تقليد على خلاف الإيمان بقوة إلهية خارج الطبيعة لا حقائق تدحضها. وإذا ارتبط التاريخ المقدس بالدين نفسه، فإن المشكلة هنا هي التعامل مع الكتب المقدسة كأنها كتب تاريخ إذ يتم التعامل مع مغاز ومعان إلهية كأنها وقائع تاريخية. وهنا يشقُّ النقد، ويصعب النقاش. والوسيلة الأفضل طبعا هي ليست النقاش الصدامي، بل فصل التاريخ المقدس بوقائعه ورموزه وأماكنه وعجائبه ومآثره عن التاريخ الدنيوي الذي يحاول العقل البشري المحدود أن يستعيده بالوثائق والحفريات، وبمقارنة الأدلة والشهادات والمرويات والمذكرات وغير ذلك.. وقبل كل شيء بالعقل السليم الرافض للتسليم بالخرافات أو بالمعتقدات كأنها تاريخ حقيقي. ويبقى التاريخ المقدس كتاريخ يمنحُ معاني ومغازي، أو يولّدُ العبر كما تسمى في كتب التاريخ الإسلامية، وهي بامتياز كتب الأخبار والوقائع والعبر المتواشجة. ولكن السياسة تأبى هذا الفصل. والسياسة حالة دنيوية من القوى والمصالح. وهي تسخِّرُ الأسطورة والتاريخ المقدسَ، تسخِّرهما في التبرير والتعليل، وفي بناء الوعي والتعبئة والتجييش، وفي اكتساب الشرعية. وفي كل خطاب قومي، ناهيك بصراع قومي، يختلط التاريخ المقدس والتاريخ الدنيوي. وللتاريخ المقدس مناسبات ومعارك وأعوام، وأماكن للذاكرة، تتقاطع جميعها مع أحداث يريدها الوعي السياسي مفاصل تاريخية تشكّل وتصوغ الإدراكَ والشرعية. ولكن لا يختلطُ التاريخ المقدس بالتاريخ الدنيوي، لكي لا نقول المدَّنس، كما يختلطُ في القدس. ومصدر التاريخ المقدس هنا هو نصوص مقدّسة إلهية تروي قصةً، أو حكاية، عن المدينة. وقد ساهمت هذه النصوص وهذه القصص في تشكل وعي شعوب كاملة بعيدة وقريبة عن التاريخ والقوى المتصارعة فيه، وعن الخير والشر، وعن مسار التاريخ وصولا إلى القارئ نفسه. والمدينة حاضرة بشكل مركزي فيها. وقد أثَّرت بنيةُ هذه القصص على جيل كاملٍ من المؤرخين الغربيين والمستشرقين الذين نشؤوا على هذه القصص في البيت والمدرسة وفي الأدب والفن، وتعاملوا مع التوراة، وما يسمى مسيحيا بالعهد القديم كأنه كتاب تاريخ أو كأنه سيرة شعب. فبحثوا كعلماء ناضجين عن أدلة تثبته، وعن مواقع تأكّده. وحفروا في الأرض، وفي بالهم أن الموجودات هي مسميات لأسماء جاهزة في أذهانهم. الأداة منطق دائري يسند ذاته بأدلة تبدو مادية وعلمية. ولكن المنتوج أيديولوجي بشكل صارخ. وهو سياسي في خدمة سياسات ترى سكان البلاد الحاليين في فلسطين سكانا طارئين عابرين. فهم عابرون وطارئون على تاريخ البلاد الحقيقي القائم في أذهان هؤلاء. ولا يقوم الحق، ولا القانون الدولي، ولا العلاقات بين الشعوب إلا على أساس حق السكان على وطنهم الذي ولدوا فيه أبا عن جد، والذي فلحوا أرضه واستصلحوها، ورووها بعرقهم، وكتبوا فيها الملاحم والقصائد، وأقاموا فيه حاضراتهم وتوارثوها. وتخيلوا لو تعاملنا مع السكان في كل بلد في العالم كأنهم حالة طارئة على تاريخ هذا البلد القديم والحقيقي والمقدس، وأن لهذا التاريخ المقدس حملة آخرين، ومتشفين يرون في السكان ركاما فوضويا، أو مجرد ديكور، أو أداة حفر في أفضل الحالات. تخيلوا لو قررنا أن هذا التاريخ المقدس هو الذي يمنح الحق على البلد؟ طبعا لا يمكن تخيّل ذلك حتى بحق شعوب تعيش حيث تعيش منذ بضع مئات من السنين، ونعرف عينيا متى هاجرت ومتى توطنت، إذ إنها فعلت ذلك بعد أن نشأ علم تاريخ حديث مكتوب، ناهيك بدول لم تكن قائمة وأصبحت قائمة بفعل عمليات توحيد وانفصال طيلة القرنين الأخيرين في أوروبا وغيرها. فلسطين والتاريخ المقدس ولكن هذا ما يجري بشأن فلسطين وفيها. وهذه هي الإستراتيجية الأيديولوجية المتبعة إذا صح التعبير لمصادرة فلسطين من أهلها. إنها الاستعاضة بحق تاريخي مقدس عن حق السكان الموجوين بفعل وجودهم المتسلسل والمتواصل منذ مئات وآلاف السنين كما يفهمون هم « ذاتهم » ويعرّفونها. وهي الناتجة عن اختلاط الثقافات والشعوب وتلاقحها على أرضهم منذ كنعان وحتى هيمنت الثقافة العربية الإسلامية مشكِّلةً بوتقة صهر في الوقت ذاته. إنها استبدال التاريخ المعاش بتاريخ آخر، هو بنظر المستعمرين التاريخ الحقيقي والمقدس الذي يؤسس لكيان آخر غير الكيان القائم، وعلى أنقاضه. هؤلاء ينتجون خطابا أيديولوجيا يعاد استخدامه في خدمة سياسية توسعية استعمارية. ولا يجب أن يولد هذا المجهود المنتشر من المبعوثين المدنيين للدول الاستعمارية في أيام الإمبراطورية العثمانية، والمبشرين مرورا بالقادة الصهاينة، وحتى آخر مراسل صحفي وصل البلاد رد فعل علميا نقديا. فقد كاد يسيطر على الخطاب السياسي والإعلامي وحتى الجامعي الغربي، ناهيك عن الإسرائيلي، بخصوص فلسطين وحق اليهود التاريخي فيها. وتظهر الصهيونية الحديثة والمحدثة كممثل لهذا التاريخ اليهودي المفترض. ولا شك أن تفنيد هذا الخطاب بوسائل علمية تأريخية وبالحجة والمنطق هو رد الفعل الطبيعي، الذي لا بد من تشجيعه، خاصة حينما يأتي من علماء في أقسام التاريخ والأركيولوجيا في الجامعة التي تخون الأمانة عندما تؤسس للتاريخ المقدس لدين من الديانات كأنه هو التاريخ العالمي، وهي تدري كيف يجري تسخير ذلك سياسيا في احتلال بلد وطرد أهله. ولكن رد الفعل الآخر يأتي من المقموعين المصادرة أرضهم والمشردين والمحاصرين بالمستوطنين وبهذه الروايات والأساطير التي تقتحم بيوتهم وحاراتهم وتهدمها، أو تعيد تسميتها وتقسيمها، أو تشردهم وتقيم بدل قراهم مستوطنات بأسماء توراتية، أو تحوّلهم إلى أقلية في وطنهم، وتعتبرهم حرفيا مهاجرين وضيوفا دخلوا إسرائيل. خلافا للواقع الحاضر البديهي أنها هي دخلت عليهم. فمن يكتب تاريخا مزورا يميل عادة للكتابة المزروة عن الحاضر. وإذا كان يكذب ويشوه ما نشهده بأم العين فكيف نأتمنه على الماضي. ويكون رد الفعل أساسا بالمقاومة والصراع. وتستند المقاومة إلى شرعية الوجود على الأرض وإلى رفض الاستعمار باعتباره عملية سطو مسلح وعدوان. وهي لا تقوم لا على القانون الدولي من جهة، ولا على التاريخ المقدس من جهة أخرى. ولكن رد الفعل المقاوم هذا يستدعي أيضا مصادر شرعية ووطنية ودينية وخطابا مقابلا للخطاب التوراتي وتاريخا مقدسا آخر، أو قراءة مخالفة لنفس التاريخ المقدس، ولنفس الأمكنة. فهو يستثمر تراث الشعب وتاريخه ودينه في عملية المقاومة. والمشكلة أنه كلما تبيّن عجز الدول العربية، أو تبين عدم رغبتها في مواجهة أو مقاومة إسرائيل (كقوة دنيوية قامت بالفعل الحربي والاستيطاني وبالتخطيط السياسي وبالتطبيق الاستيطاني وبعملية بناء الأمة والمؤسسات وكلها أمور دنيوية جدا)، تضخم دور التاريخ المقدس المعارض والمناقض للتاريخ المقدس الصهيوني، وكلما زاد دور الإيمان في عملية التعبئة والتجييش لجماهير تلك الدول التي تقاعست عن القيام بدورها. وبما أن القدس هي بؤرة التاريخ المقدس الصهيوني وعاصمته، خلافا لتاريخه الدنيوي من بودابس وفيينا وباريس ووارسو وبريست ليتوفسك وأوديسا إلى تل أبيب والكيبوتس والموشاف و »جيش الدفاع » الدنيوية جدا جميعها، فإن عملية التعبئة الصهيونية بشكل خاص منذ عام 67 تجري حول القدس. وكل ما يسمى قدسا بموجب الخطاب الصهيوني الذي يلتقي في القدس بشكل مطلق، ويتطابق مع الخطاب القومي الديني، يصبح مقدسا وغيرَ قابل للتفاوض. ولذلك فلا بد من توسيع القدس. وبعملية التوسيع هذه تتخذ الصهيونية وحكومة إسرائيل مكان الآلهة فهي تسمي مناطق تبعد عن القدس عشرة كيلومترات باسم القدس أو تعتبرها جزءا من القدس، فتصبح بذلك غير قابلة للتفاوض. وفي مقابل ذلك تجري تعبئة إسلامية تتمحور حول الحرم القدسي الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وحول المخططات الإسرائيلية العلنية والمخفية بشأنه.. ولا شك أن الشعب الواقع تحت الاحتلال احتاج القدس أيضا كرمز. وأصبح الحرم القدسي الشريف مركز حياة وهوية بالنسبة للمقدسيين بشكل خاص. فقد قُطِّعت أوصال مدينتهم، وتجري محاولة فصلهم عن الضفة الغربية، وحوّلوا إلى مجموعة غيتوات فقيرة داخل مدينة يهودية، وحرموا من المؤسسات الوطنية داخل المدينة، كما حوصروا اقتصاديا بقطعهم عن محيطهم الطبيعي في الضفة الغربية. ولم يبق من مركز يشدهم سوية سوى الحرم القدسي الشريف فالتفوا حوله، ينشدون كالعضلة في الدفاع. ولكن عربيا وإسلاميا برز قصور هائل. ففي الوقت الذي يتم فيه اختصار فلسطين إلى قدس بمعنى إهمال ما يجري في بقية فلسطين، وإذا اختزلت القدس إلى الحرم الشريف بمعنى عدم الاكتراث لما يجري في أحياء القدس من معاناة في ظل سياسة الأسرلة والتهويد، فإن هذا يصب في مصلحة إسرائيل التي أسرلت فلسطين والقدس كلها ما عدا الحرم القدسي الشريف، الذي تجري تحته الحفريات تحكى حوله قصة مدينة افتراضية تحته وحوله للسياحة الداخلية والخارجية. وبرأينا يجب أن يكون التوجه الديني الذي يلتقي مع الوطني والقومي في مقاومة الاحتلال معاكسا تماما. فكل القدس هي حرم شريف، وكل فلسطين هي قدس. والواجب الوطني والقومي والديني يقضي صدّ كل عدوان على فلسطين. حتى القرآن الكريم يتحدث عن المسجد الأقصى الذي باركنا حوله. وأنا أدعو إلى التركيز على معنى « حوله » هنا. ولنترك النقاش حول من بنى الهيكل: سليمان أم داود أم ملكي صادق، أم حتى سام ابن نوح، وأين امتحن الله إبراهيم بابنه على الصخرة؟ في القدس؟ أم عند الحجر الأسود في مكة المكرمة؟ فهذا النقاش لا يقلل من شرعية التاريخ المقدس اليهودي بل يؤكده من المنطلق النقيض طبعا، يؤكده كخصم له حاليا، حتى لو سمينا الهيكل المزعوم مسجدا. ومن هنا أدعوكم لرؤية ما جرى ويجري في القدس. حيث لا تعتمد إسرائيل الأسطورة فقط، بل أيضا القوة العسكرية والجرافة والبولدوزر والأمر الواقع والتخطيط والبناء وشق الشوارع وسكك الحديد لتكريس الواقع ولتحقيق الأهداف الدنيوية المبررة بالأسطورة وبالتاريخ المقدس. لقد تغيرت القدس جذريا في العقود الأخيرة. ولا شك أن من ولد فيها قبل عام 67 ويأتي لزيارتها يجد قدسا أخرى تماما. هذا هو الواقع السياسي الذي أسس لرسالة الضمانات من بوش إلى شارون من أبريل/نيسان 2004، ويؤكد فيها عدم واقعية عودة الواقع في القدس إلى ما كان عليه قبل عام 67، وهو أيضا ما دعا الأوروبيين مؤخرا بضغط إسرائيلي أميركي لتغيير اقتراح قرار سويدي أن تقسم القدس إلى عاصمتين، بحيث غدا الاقتراح بعد التعديل أن تكون القدس عاصمة لدولتين.. وأن يقرر الطرفان التغييرات والتعديلات على حدود الرابع من يونيو/حزيران. يجري في القدس حاليا اتبعت إسرائيل الآليات الإدارية والإجرائية التالية في عملية تهويد القدس وضمها: 1- اختراع مفهوم القدس غير القابلة للتفاوض بتحويل القداسة إلى مفهوم سياسي. 2- تتبع الرواية التاريخية التوراتية في كل حي وجبل وكهف في القدس بحيث تعاد تسميته ويستهدف بالاستيطان واعتبار سكانه ضيوفا تمهيدا للتضييق عليهم وطردهم. 3- توسيع حدود المدينة لكي تشمل القداسة الإسرائيلية المحتكرة وغير القابلة للتفاوض أكبر مساحة ممكنة من الأرض. 4- مصادرة الأرض من العرب وبناء المستوطنات. 5- تقليل عدد السكان العرب بالتهجير، وباعتبارهم مهاجرين دخلوا إسرائيل، ومصادرة « بطاقات الهوية »، كما تسمى في إسرائيل وثيقة الإقامة الدائمة في المدينة، بموجب قانون الدخول إلى إسرائيل. 6- فصل المدينة عن بقية الضفة الغربية بواسطة تغيير مكانتها القانونية، وتمييز مكانة سكانها عن باقي مناطق الضفة، وببناء حزام استيطاني حولها، ومؤخرا أيضا بواسطة الجدار العازل المحيط بالقدس والمسمى بالعبرية « غلاف القدس ». منذ عام 1917 اعتبرت الخارطة الهيكلية البريطانية غربي القدس منطقة نمو وتطوير، في حين اعتبرت المناطق الواقعة شرقي المدينة خارج الأسوار مناطق بناء محدود، أما البلدة القديمة داخل الأسوار فقد حظر فيها البناء. وقد باشر الانتداب البريطاني ضمّ مستوطنات يهودية إلى القدس. أي أن فكرة توسيع المدينة لتشمل سكانا يهودا بأعداد أكبر، ومساحات بسكان عرب أقل، قائمة منذ تلك الفترة. فقد ضم الانتداب عام 1947 كل من مستوطنة بيت هكيريم ورمات راحيل إلى المدينة. وكانت وما زالت تبعد 4 كلم عن البلدة القديمة. في حين تركت قرى عربية متاخمة لأسوار البلدة القديمة مثل سلوان والطور وسور باهر كقرى خارج الخارطة الهيكلية للمدينة، أي خارج تعريف المدينة. وطبعا وسّعت إسرائيل المدينة فيما بعد لتصل إلى حدود بيت لحم جنوبا ورام الله شمالا. وباتت القدس هي الخارطة الهيكلية للقدس، أو مناطق نفوذ بلدية القدس. وخلط هذا كله بموقع أورشليم التوراتي، الذي كان اليهودي يختم صلاته به « إذا نسيتك يا أورشليم تنساني يميني ». فهل كان المقصود قدسا سماوية تلتقي مع الأرض في يوم الدينونة، أم المقصود أورشليم أرضية غير معروفة الموقع، ويصعب تحديد أين كانت، إذا كانت؟ لا ندري. ولكن بالتأكيد لم يكن المقصود منطقة نفوذ بلدية القدس كما تتحكم بها الائتلافات الحكومية المختلفة في إسرائيل منذ الاحتلال. فور انتهاء معارك حرب يوينو/حزيران 1967 أعلن رئيس الحكومة ليفي أشكول عن توحيد شطري القدس. ولكن الإعلان لم يجر بالصراحة التي تتم فيها المجاهرة والمفاخرة بالقدس الموحدة في أيامنا. فقد كانت إسرائيل، وما زالت، متهيبة من أثر هذا الضم على الساحة الدولية. كما عارض أربعة وزارء من التحالف العمالي (المعراخ سابقا) عملية الضم باعتبارها قد تشكل عائقا أمام السلام. وقد أصر بيجن الذي كان وزيرا في حكومة الوحدة الوطنية تلك على الكلام جهارة عن توحيد القدس. ولكن كانت هنالك خشية استفزاز المشاعر العربية والإسلامية والمسيحية أكثر مما ينبغي بعد هزيمة. هنا نجد الفن والمهنية الإسرائيلية في الصياغات التي تبدو إجرائية وجافة ومحايدة وعديمة الضرر. فكيف بدا نص القرار؟ هكذا قررت الحكومة الإسرائيلية في جلستها يوم 27 يونيو/حزيران 1967 التي ضمت فيها القدس الشرقية إلى إسرائيل في مخالفة صريحة قائمة على القوة لما يسمى القانون الدولي، الذي يحظر ضم الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها بالقوة: « إن تلك المساحة من أرض إسرائيل التي سيتم توصيفها في الملحق سوف تعتبر مناطق تطبق فيها أحكام القوانين والقضاء والإدارة النافذة المعمول في الدولة ». طبعا لن تجد في القرار كلمة القدس. وكل ما تجده في الخرائط الملحقة هو قطاعات صغيرة ملونة تدل على المناطق التي سوف « يطبق عليها القانون الإسرائيلي ». ولن تجد كلمة القدس حتى في كلمة وزير العدل يعقوب شابيرا أمام الكنيست التعليلية لهذا المرسوم. لم يكن العناد ولا التباهي الإسرائيلي بشأن القدس قائما في حينه. ويبدو أنه ازداد مع مرور الزمن، وتناسب عكسيا مع الرغبة أو القدرة العربية على فعل شيء، وطرديا مع تلون ونفاق ما يسمى أيديولوجيا بالمجتمع الدولي. وصادق الكنيست على مرسوم الضم الحكومي. واكتفى بإدخال تعديلات على إجراءات الحكم والقضاء، المادة 11 (ب)، وكذلك على قانون البلديات بما يتلاءم وهذا المرسوم. في تلك الفترة كانت إسرائيل تبخل بالكلام، ولكنها كانت تخطط وتعمل وتصادر الأرض وتقيم المستوطنات. وكانت بموازاة ذلك وما زالت تدخل السكان العرب المحليين في متاهات العدالة والقوانين الإسرائيليين، حيث يصنع الإجراء بحد ذاته خبرا، أما النتيجة فدائما لصالح من يصادر الأرض. والنتيجة لا تصنع خبرا، فهي لا تدل على ديمقراطية إسرائيل. دولة الاحتلال تصادر بموجب قوانين، وهي نفسها التي وضعت القوانين التي تصادر بموجبها، وتهدم بموجبها البيوت، وتغير تضاريس المكان والسكان. ولكن في غياب أي فعل عربي وأي إستراتيجية مواجهة بعيدة المدى، كما هي إستراتيجية التخطيط الإسرائيلية، تحتكم الضحية لقوانين وضعها الفاعل. يوم 30 يوليو/تموز 1980، أي في عهد حكومة بيجن، أقر الكنيست قانون أساس (أي بالعربية قانونا دستوريا) هو قانون « القدس الموحدة عاصمة إسرائيل » الأبدية. (ولنترك جانبا للحظة ذلك « الأبد » الذي تحوله إسرائيل كما تحول « التاريخ » إلى موظف أو مراسل عندها). كان بيجن قد طالب بمثل هذا القرار منذ أن ضُمَّت، وذلك بعد توقيع أول اتفاق سلام مع دولة عربية هي أكبر دولة عربية. وعلى إثر هذا القرار وُسِّعَت مساحة القدس البلدية من 6.5 إلى 71 كلم2. وفي العام 1993 جرى توسيع مدينة القدس مرة أخرى إلى 130 كلم2. وفي العام 2005 أقرت الحكومة الإسرائيلية مخطط مدينة القدس حتى العام 2020 ويشمل أحياء استيطانية جديدة ومرافق وسكك حديد وشوارع ومناطق خضراء، وبتوسيع لمساحتها قدره 40% إضافية. وفي هذه الاثناء تحولت القدس الشرقية إلى مجموعة أحياء عربية تفصلها مستوطنات عن بعضها، ويحيط بها ما يقارب عشر مستوطنات. وشارك في هذا الجهد إضافة للدولة ولبلدية القدس مؤسسات يهودية عالمية وصناديق تموِّل شراءَ الأرض والمنازل حيث تصعبُ المصادرة، وجمعيات يهودية تخترق الأحياء العربية بيتا بيتا، وذلك بمتابعة أصحاب البيت المتوفين وورثته الموجودين في الخارج، وبتزوير الوثائق والإغراء المالي وغيره. لقد واجه سكان القدس العرب بدون مؤسسات حقيقية شبكة من المؤسسات القوية الغنية والطويلة النفس. وبقيت لجنة القدس التي أقامتها منظمة المؤتمر الإسلامي بعد الاعتداء على المسجد الأقصى بالحرق منصة للخطابات والبيانات. وحتى هذه شحت في الآونة الأخيرة. بين الأعوام 1948 و1967 صادرت إسرائيل الأراضي المملوكة من قبل عرب في القدس الغربية والبالغة 40% من مساحتها بموجب قانون أملاك الغائبين، الذي صادر أملاك العرب وجعلها في عهدة القيم على أملاك الغائبين. وهم المغيّبون المشرّدون في الحقيقة. وبعد عام 67 صادرت إسرائيل الأرض في القدس الشرقية. وما زالت تصادرها لبناء مستوطنات قسَّمت أحياء المدينة في شرقي القدس بمستوطنات مثل « رمات إشكول » والـ »جفعاة تسرفتيت »، و »هار هتسوفيم »، و »نفي يعقوب »، و »جيلو » وغيرها، وفي الموجة الثانية لغرض بناء مستوطنات تحيط بالقدس الشرقية من كل جانب مثل: « بسجات زئيف » و »متسودات زئيف »، و »هار حوماه »، ومعاليه أدوميم »، و »عطروت ». وتفصلها عن باقي الضفة الغربية، بما في ذلك من تقطيع لأوصال الضفة كلها إلى قسمين، شمال وجنوب، يصعب التواصل بينها. وقد جرت هذه المصادرات بموجب قانون المصادرة لأغراض المنفعة العامة من العام 1953. وفي ظل الأيديولوجية الصهيونية يشكل بناء المستوطنات مصلحة عامة تبرّرُ مصادرة الأرض ممن لا يستفيدون منها بل تقوم المستوطنات على أنقاض منفعتهم العامة، لتعلّمك إسرائيل أن القانون يمثل أيديولوجية، ويخدمُ مصالح وأهدافا سياسية. وحتى لو تصرف القانونيون وكأن وظيفتهم غير سياسية، فهم سياسيون، ولكنهم سياسيون على سكة محددة، يسيرون عليها، لا يرون ولا يسمعون ما حولها. إن تفسير القانون الذي سنَّ لأهداف سياسية، والمرافعة بموجبه، والحكم بحسبه بشكل « موضوعي ومحايد »، هي نشاطات سياسية لا موضوعية ولا محايدة. وعندما تسلِّم المحكمة الإسرائيلية العليا بمثل هذه القوانين، وتحكم على أساسها فإنها لا تحكم بحيادية ولا بموضوعية، بل تحكم كمحكمة احتلال إسرائيلية هي أداة رئيسية في تبرير وتغطية وتنفيذ عملية الأسرلة والتهويد وإزالة العوائق من طريق الاحتلال والاستيطان. منذ العام 67 استولت إسرائيل على 85% من أراضي القدس الشرقية التي كانت تحت الحكم الأردني بفعل قوانين تملّك ومصادرة مختلفة. وقد تواطأ القانون والقضاء الإسرائيليان منذ ضم القدس في واحدة من أكثر عمليات الخداع القانوني فداحة في التاريخ. فقد وافقت المحكمة العليا الإسرائيلية بمجرد الضم على أن يتم التعامل مع عرب هذه المدينة، سكانها الأصليين أبا عن جد، وأصحاب البيوت والأملاك فيها، كأنهم قد دخلوا إلى إسرائيل كمهاجرين لتوهم. وموعد هجرتهم إلى إسرائيل هو يوم ضمت القدس إليها. وبما أن القدس وبيوتهم نفسها صارت جزءًا من إسرائيل، فإنهم يعتبرون بسحر الفقه القانوني، في لحظة واحدة، وبين ليلة وضحاها، كأنهم دخلوا بيوتهم ذاتها كمهاجرين. وهكذا قررت المحكمة في قضية الدكتور مبارك عوض أن الولادة في القدس لا تمنح المواطن العربي إقامة فيها بالضرورة، ولا تمنع إبعاده عن المدينة بسحب إقامته المسماة في إسرائيل « بطاقة هوية ». وبموجب قانون الدخول إلى إسرائيل يُمنَحُ المهاجرُ إقامةً، ولكن في حالة حصوله على إقامة في بلد آخر، أو في حالة حصوله على جواز سفر آخر، أو في حالة مكوثه خارج البلاد لمدة سبع سنوات فإنه يخسر كمهاجر إقامته في البلاد. (وفي هذه الحالة يخسر الإقامة في بلده). هكذا بدأت عملية تطهير إثني لسكان القدس. وقد بلغ عدد المقدسيين الذين حرموا من بطاقة الإقامة في بلدهم في العام 2008 وحده 4577 مواطنا. ومؤخرا في مايو/أيار 2006 وافقت المحكمة العليا أيضا على قانون بدأ كمرسوم يتجدد سنويا، ثم تحول إلى قانون لا يَمنَح بموجبه الزواجُ من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الحقَّ بلمِّ الشمل والإقامة في إسرائيل بما فيها القدس، أي أن المقدسي أو العربي من الداخل الذي يرتبط بابنة شعبه أو التي ترتبط بابن شعبها برابطة الزواج يجب عليه أن يغادر القدس عمليا إذا أراد أو أرادت العيش مع العائلة. وقد اتخذ القرار ببناء الجدار العازل حول القدس بطول 88 كلم في اللجنة الوزارية لشؤون القدس يوم 11 مايو/أيار 2002. وفيما عدا فصله للبيوت عن بعضها، وجانب من الشارع عن الجانب الآخر حرفيا، وإلغاء شوارع تاريخية مثل شارع القدس رام الله، وتحويل أحياء وقرى بكاملها إلى معازل، فإن الجدار أخرج من القدس 80 إلى 90 ألف عربي من حملة بطاقة الهوية المقدسية أو الإسرائيلية. وأخيرا يوم 11 مارس/آذار 2008 قررت الحكومة الإسرائيلية تسجيل عقارات فلسطينية في الطابو باسم اليهود الذين استولوا عليها من الحي المسمى مقدسيا باسم « حارة الشرف » وهو الملاصق لحائط البراق ويتاخم الحرم. لقد شرد سكان هذا الحي، وهجِّروا من بيوتهم لإقامة ساحة الصلاة عند حائط المبكى أو الحائط الغربي للهيكل كما يسميه اليهود، ولتوطين اليهود لإعادة أمجال الحي اليهودي. وأصبح اسم هذا القسم من البلدة القديمة داخل الأسوار « الحي اليهودي ». وجرت مضاعفة مساحته عدة مرات. ولكن مع عملية التسجيل بالطابو حوّلت الأملاك المصادرة إلى ملكية خاصة للسكان اليهود كأفراد، وذلك في سابقة تتكرر حاليا في عملية خصخصة أملاك الغائبين، أي أملاك اللاجئين داخل المناطق التي احتلت عام 1948، وذلك في تصفية قضية اللاجئين والقدس حتى من الناحية الشكلية. إذ إن إسرائيل تقوم ببعثرتها إلى قضية ملكيات خاصة لأفراد مواطنين، بعد أن كانت أراضي دولة تعار لمواطنيها اليهود إعارة ولو لمدد 49 و99 عاما. ولكن هذه الخصخصة تتم بحماية الدولة وبتخطيطها. هذه الخصخصة هي مشروع عام لتصفية ما هو عالق مثل قضية أملاك اللاجئين ومصير القدس الشرقية. ولكن الخصخصة التي تقوم بها الأنظمة العربية هي ترك فلسطين للفلسطينيين، وما تقوم به السلطة الفلسطينية هو ترك القدس للمقدسيين ليصبحوا كالأيتام على موائد اللئام. ومن هنا لا بد من قلب المعادلة، لكي تصبح كل القدس هي حرم شريف وكل فلسطين هي قدس، ولكي تكون القدس وفلسطين قضايا الأمة بأكملها وليس قضية الفلسطينيين وحدهم. يصبح المنزل المعرض للهدم قضية كل المقدسيين إذا كانت القدس قضية الفلسطينيين، وقضية فلسطين هي قضية العرب، وهو النهج نفسه الذي لا يترك الفقر للفقراء ولا المرض للمرضى ولا التعليم للأهل وحدهم، إنه النهج نفسه الذي يبني أمما وشعوبا. تكتسب قضية القدس هنا رمزية من نوع آخر تماما. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 ديسمبر 2009)
Home – Accueil – الرئيسية