الخميس، 14 أبريل 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3978 du14.04.2011  

archives :www.tunisnews.net


تونس نيوز:شكر وتوضيح

عادل الثابتي:موقع تونس نيوز وكالة أنباء الشعب زمن الدكتاتورية متى سيقع تكريم هؤلاء الأبطال وطنيّاً؟

الشروق:خاص: «الإنتربول» يدرج بن علي على قائمة المطلوبين دوليا

الصباح:ايداع عبد الرحيم الزواري القاعدة العسكرية بالعوينة

المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب:بـــــــيان

حزب اليســار الحديــث:بيــان المكتب التنفيــذى

المجلس المحلي لحماية الثورة بالصخيرة:البيان التأسيسي

خالد العقبي:نصّ استقالة من خطّة منسّق المجلس المحلّي لحماية الثورة بنفطة

كلمة:تعيينات جديدة في وزارة العدل و إقصاء بعض القضاة المتورطين

كلمة:تونس: مذكرة لإنهاء مهام كافة الإطارات المتقاعدين الممدد لهم

كلمة:تراجع الاستثمارات الخارجية

كلمة:زيادة الدعم الحكومي للمواد الأساسية

النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين:بيــــــــــــان

خميس بن بريك:توقع نسبة نمو تقارب الصف الانهيار يتهدد الاقتصاد التونسي

الصباح:كل شيء انتقالي.. حتى العدالة

الصباح:تطور أشكال الضغط الاحتجاجي من قطع الطرقات إلى قطع مياه الشرب.. إلى أين.. ومن المسؤول؟

الصحافة:افتتاح المؤتمر الدولي حول  » معالجة انتهاكات الماضي وبناء المستقبل : العدالة في الفترات الانتقالية »

الشروق:انتخاب المجلس التأسيسي: هل تقلب قائمات النقابيين المعادلة؟

أحمد نجيب الشابي للصباح:دمت لمواقف النهضة بعد الثورة.. وتحالف 18 أكتوبر تفكك منذ فترة

المؤرخ حسين رؤوف حمزة لـ « مواطنون »:ثورة الذاكرة ضدّ التهميش والنسيان:وتونس لا يمكن اختزالها في مثلّث قمّرت المرسى المنار

المنذر صفر:لا للانتخابات في ظل الاعتقالات والمحاكمات والارهاب البوليسي

توأم روحي:من يشتري صوتي .. للإنتخابات الرئاسية (2)

يسري الساحلــــي:يا للعجب!!!


Pourafficherlescaractèresarabessuivreladémarchesuivan:Affichage / Codage / ArabeWindows)Toreadarabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعوا جديد أخبار تونس نيوز على الفايس بوك
الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


شكر وتوضيح

 
تتالت على بريد تونس نيوز عديد النداءات المطالبة بتكريم فريقها ونحن إذ نثمن هذه المطالبات ونشكر جزيل الشكر من تكرم علينا بهذه اللفة الوطنية الكريمة فإننا نعلن لكل الأحبة أن فريق تونس نيوز حين قدم جهدا خالصا لهذا الوطن الحبيب ما كان ينتظر تكريما ولا جوائز تقديرية لأن القناعة عندنا أن نعمل في صمت من أجل أن تكون الكلمة في تونس حرة والرأي المخالف لا يصادره أحد في فضاء من الحوار الوطني لا ينتصر إلا لمصلحة تونس العليا ولقيم العدل والحرية والكرامة.
 
 
مع تحيات فريق أسرة تونس نيوز

موقع تونس نيوز وكالة أنباء الشعب زمن الدكتاتورية متى سيقع تكريم هؤلاء الأبطال وطنيّاً؟


تمر هذه الأيام الذكرى الحادية عشرة لانطلاق موقع تونس نيوز الإخباري، هذا الموقع الذي يعمل أصحابه يوميا بكل جد وتفانٍ لتقديم خدمة إعلامية لكل التونسيين الذين كانوا تحت نير حكم الطاغية المخلوع. لقد نشر كلّ التونسيين مقالاتهم في تونس نيوز ، التونسيون بكافة ألوانهم الفكرية والسياسية عندما كانت وسائل الإعلام في تونس ممنوعة على التونسيين . ويحقّ اليوم لأعضاء هذا الموقع، الذين لا نعرف أسماؤهم، أن يقع تكريمهم. لقد جسّد أعضاء تونس نيوز رسالة الإعلام الذي يستنكف على أن يكون بوقا لأي كان ولا يسقط في فخّ الإقصاء فيصبح مجرد وسيلة دعائية في يد فئة أو حزب أو جماعة.
إنه يجب علينا جميعا أن نردّ الفضل إلى أصحابه ونُقِرّ بأن تونس نيوز أوصلت أصواتنا إلى العالم ونحن محاصرون في أقصى فيافي تونس ويد الجلاّد تنهال بسوطها علينا. لم ينظر أصحاب تونس نيوز إلى قبيلتنا الفكرية أو السياسية قبل نشرهم ما كنا نرسله إليها فردّوا حقوقا لنا ورفعوا تعتيما عن كثير منا أو قل ما يكتبه أحرار عنّا.
هذا ما أذكره عندما كانت تونس نيوز تكتب قصّة الإضراب الجوع الذي خضته في سبتمبر 2005 من أجل العودة إلى الدراسة في وقت تجاهل فيه الكثيرون معاناتنا .. قصّة كتبها مناضلون من أجل حقوق الإنسان في وقت كنت أعيش فيه تحت نير الرقابة الإدارية في ريف القيروان بعيدا عن كلّ وسائل التقنية الحديثة.. إلى هؤلاء المناضلين الصامدين من أجل حقوق الإنسان مثل الأساتذة سمير بن عمر وسعيدة العكرمي ومحمد النوري وأحمد السميعي وحمدة معمر ومسعود الرمضاني والطاهر العبيدي، الصحفي الذي كان مهجّرا.. لكل هؤلاء ولتونس نيوز أجد شكري وتقديري…
 
عادل الثابتي – تونس
 


 
علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن البوليس الدولي (الإنتربول) أجاب السلطات القضائية التونسية رسميا بإدراج زين العابدين بن حمدة بن علي ضمن قائمة المطلوبين دوليا وذلك بعد أن وجه أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس مراسلة إلى «الإنتربول» متعلقة باتهام بن علي بالتورط في جرائم قتل. وهكذا يصبح رسميا الرئيس المخلوع مطلوبا دوليا ومن كافة أجهزة البوليس العالمية. ٭ الخضراوي
(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)  


اصدر امس قاضي التحقيق الاول بالمكتب الخامس لدى المحكمة الابتدائية بتونس بطاقة ايداع بالسجن ضد عبد الرحيم الزواري واذن قاضي التحقيق اعوان القوة العامة بان يودعوا الزواري بالقاعدة العسكرية بالعوينة مع الامتثال للقانون. ويتعلق الامر بالشكاية التي كان تقدم بها 25 محاميا ضد 15 اطارا تحملوا مسؤوليات في التجمع الدستوري الديمقراطي والتي اتهموهم فيها باستغلال الصفة الحكومية والوظيفة السامية للتصرف بدون وجه في اموال ومنقولات عمومية. وكان قاضي التحقيق قد استمع الى ستة من المشتكى بهم وهم عبدالله القلال وعبد الوهاب عبدالله وعبدالعزيز بن ضياء ومحمد الغرياني الذين اصدر في شانهم بطاقات ايداع بالسجن ورضا شلغوم وزهير المظفر. وتم يوم امس احضارالزواري بالمحكمة الابتدائية من قبل الفرقة المركزية للحرس الوطني في حدود الثالثة الا ربع بعد الزوال وتواصلت معه الابحاث التحقيقية بحضور محاميين الى حدود السابعة الا ربع تقريبا واصدر كذلك قاضي التحقيق ضده بطاقة ايداع بالثكنة العسكرية بالعوينة. علما وان التهم الموجهة الى الزواري هي اختلاس موظف عمومي او شبهه اموالا باطلا واستغلال موظف عمومي او شبهه صفـــته لاستخلاص فائدة لاوجه لها لنفسه او لغيره او للاضرار بالادارة او خالف التراتيب المنطبقة على تلك العمليات لتحقيق الفائدة او الحاق الضرر المشار اليهما والمشاركة في ذلك طبق الفصول 32و95و96من المجلة الجزائية. خليل (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)
 

المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب ORGANISATION CONTRE LA TORTURE EN TUNISIE تونس في14/04/2011 بـــــــيان  

واكبت يوم أمس 13/04/2011 المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب محاكمة مجموعة من الشبان أمام الدائرة الجناحية الابتدائية بتونس جلهم بحالة إيقاف وكانت الدائرة أفرجت عن البعض منهم بعد تقديم طلبات في ذلك من قبل محاميهم. وواكب الجلسة عدد كبير من الأهالي ونشطاء حقوق الإنسان والمحامين ووسائل إعلام مكتوبة ومرئية.
ويعود إيقاف هذه المجموعة من الشبان إلى يوم 1/04/2011 وهو اليوم الذي حاول فيه عدد من النشطاء من العاصمة والجهات تنظيم اعتصام القصبة 3 بساحة الحكومة بتونس العاصمة لتحقيق مطالب سياسية يرونها ضرورية بالنسبة إلى المرحلة الحالية والمقبلة وقد تم إيقاف مجموعة من الشبان من مختلف ولايات البلاد ونسبت إليهم تهم جناحية من نوع الإضرار عمدا بملك الغير ورمي أشياء صلبة … الــــــــخ
ولدى استنطاقهم من طرف القاضي أنكر المتهمون أسعد العرابي و صبري بن منصور وياسين عوينة وعبد الناصر الناجح وعبد اللطيف الرقيقي وخالد السعداوي ووجدي الرحالي ومحمد الديماسي وباقي المتهمين الأفعال المنسوبة إليهم من طرف النيابة العامة.
وقال عبد اللطيف الرقيقي انه رفض الإمضاء على محاضر البحث لدى الشرطة بسبب الاعتداء الذي تعرض إليه وخلف له عشر غرز في رأسه وكان في غيبوبة ولم يتل عليه المحضر من طرف الباحث وقد عاينت المحكمة الجرح وأضاف الرقيقي انه تعرض إلى الملامسة من مكامن الحياء في جسمه من طرف أعوان شرطة وانه لم يتم إسعافه ولم يتلقى أي علاج بالسجن.
وقال اسعد العرابي انه تعرض إلى اعتداء على مستوى عينه اليسرى وركبته اليمنى.
وعاينت المحكمة آثار اعتداء على القصبة اليمنى لساق الشاب ياسين عوينة وأكد هذا الأخير أنه كان ضحية اعتداء مجموعة من الأعوان.
وذكر المتهمون أنهم امضوا على محاضر البحث دون تلاوتها عليهم لجهلهم بالإجراءات القانونية وان أماكن الاعتداءات والتعذيب هي السيارات التي كانوا ينقلون على متنها والمركز الذي تم بحثهم فيه.
وطالب محامون بعرض موكليهم على الفحص الطبي لتعرضهم إلى التعذيب والتحرير عليهم مكتبيا للتأكد من حقيقة وقائع القضية وإجراء المكافحات بين من ذكروا أنهم تعرضوا للتعذيب وأعوان البحث ثم إحالة الموضوع إلى النيابة العامة لتتبع من ارتكب الانتهاكات وانه لا مجال للإيقافات التعسفية والعشوائية وان الشباب حرم من حقه في التظاهر والاعتصام بأساليب غير قانونية وان القضية سياسية في جوهرها وان التهم ملفقة. في نهاية الجلسة قررت المحكمة الإفراج على باقي الموقوفين وعرض بعضهم على الفحص الطبي وتأخير القضية للترافع في جلسة مقبلة. ومن جهة أخرى علمت الجمعية بإيقاف مجموعة من الشبان بتاريخ 8/04/2011 بتونس العاصمة ولا توجد معلومات حول مآل الموضوع إلى اليوم . وفي القصرين قدم محاميان مطلب عرض فحص طبي إلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بخصوص الشاب الموقوف محمد صدقي حليمي الذي كانت أصدرت بشأنه المنظمة تقريرا حول ظروف إيقافه واستنطاقه. وفي القيروان قدم محامي الشاب مراد نواش شكاية إلى السيد وكيل الجمهورية بخصوص الاعتداء الذي تعرض إليه بواسطة مؤخرة بندقية على الوجه يوم 22 مارس 2011 من طرف عون من الجيش وهو تاريخ إيقافه بمركز الحرس الوطني بالعلم القيروان. وكان الشاب المذكور أفرج عنه يوم 31/03/2011 وقد تم سماعه كشاكي وتسجيل ما تعرض إليه من عنف في محضر سماعه. إن المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب: – تطالب الحكومة المؤقتة بالكف عن أساليب الإيقافات الجماعية ومتابعة ملفات الانتهاكات لخطورتها على المسار الانتقالي. – إعطاء الأوامر الصارمة لأعوان الشرطة والجيش باحترام القواعد القانونية عند إيقاف الأشخاص واستنطاقهم. – تنبه إلى المخاطر الناجمة عن تفاقم الانتهاكات وعودة الأساليب القديمة في التعامل مع النشطاء وضرورة احترام الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين ومنها الحق في التعبير والتظاهر السلمي عـن الهــــيئة الوقــــــتية للمــــــــنظمة الكاتب العام منذر الشارني للاتصال بالمنظمة: 25.339.960 – 98.351.584 – 25.506.299 – 98.357336 البريد الالكتروني : octorture. tn @g mail.com
 


بيــان المكتب التنفيــذى


اجتمع اليوم الخميس الموافق للرابع عشر ( 14 ) من شهر أفريل 2011 المكتب التنفيذى لحزب اليسار الحديث من أجل تدارس جدول الاعمـال المعد حسب قانونه الداخلى ممن له الصفة بالحزب. و بعد استعراض المسـائل الداخلية للحـــزب و بعد التطـــرق للوضع العـام بالبــــلاد و خـاصة الوضـــع الامني و الاجتمـاعى و متابعة أعمـال الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الاصلاح السياسي فان الحزب يؤكد على مـا يلى :
01 ـ : يعـاين الحزب بكل أسف النهج الاقصـائي الذى اعتمدته الهيئة العليا فى تركيبتهـا و اقتصـارهـا على قلة قليلة من الاحزاب السياسية مقـابل فتح الباب أمـام من سمتهم شخصيات وطنية تم اقحـامهم بالهيئة بدون تبرير و لا تعليل بحيث أن عمليات التصويت التى تسلطت على أعمـال اللجنة تكون قد جـاءت تمثل توجهـات أفراد تم اختيارهم للغرض ولا تمثل الشعب التونسي و لا أحزابه التى لم يحضر حتى ربع عـددها أعمـال التصويت .
02 ـ : يؤكد الحزب على أن هـذا الطـابع الاقصائي سوف يكون له الاثر البالغ على الاعتراف بأعمـال اللجنة وطنيا كمـا يؤكد الحزب أن طريقة الاقتراع و موعده و الظروف العـامة التى اقترحتهـا اللجنة انمـا هي نتـاج تخمينات لا علاقة لهـا بالواقع و تفتقر للتجربة و للخبرة الميدانية السياسية و القـانونية .
03 ـ : يعتبر حزب اليسار الحديث أن اقرار الانتخـابات مع اقصـاء البعض من قيادات حزب الدستور المخلوع دون البعض الاخر و ذلك بدون اعتمـاد أي معيار للتفرقة أو أي نتيجة بحث أو حكم قضـائي هو من باب التجنى الاعتباطى وممارسة « الهواية » السياسية بعيدا عن الرصانة و المعقولية بمـا يوحى بوجود حسابات و خلفيات غير معلنة .
04 ـ : يعتبر اليسار الحديث و انطلاقـا من تجربة منـاضليه و معرفتهم للميدان الانتخـابي أن اللجنة « المستقلة » التى أقرتهـا الهيئة العليا للاشراف على الانتخابات هي غير قـادرة على الاعداد المـادي للانتخـابات و أن رفض تشريك الامكانات المادية لهياكل الدولة هو موقف خـاطئ سيؤدى الى فشل الانتخـابات و الالقـاء بهـا فى دوامة العنف . ان اليسار الحديث يعى كل الوعي أنه كـان على الهيئة العليـا ألا تستبعد الهياكل الرسمية للدولة بشكل مطلق من عملية التنظيم بل أن المطلوب هو اخضـاع هـذه الهياكل الى اللجنة « المستقلة » بحيث أنه لا يترك المجـال فسيحـا لهذه الهياكل لتمـارس مـا كـانت تمـارسه من قبل و لذلك فان اقصـاء الامكانات المـادية للدولة تمـامـا و ترك الامر بيد اللجنة  » المستقلة  » سوف يفشل أعمـال هـذه اللجنة .
05 ـ : يحمل اليسار الحديث مجموعة الاشخـاص الذين تتركب منهم الهيئة العليا و رئيس اللجنة المسؤولية التـاريخية لمـا سينجر عن تصرفاتهم التى تجـاهلت المصلحة العليا للشعـــب التونسي و تعمــــدت الاقصـاء و الاعتمـاد على الصداقات الشخصية و العلاقات العـائلية لملئ اللجنة بأنـاس أكثرهم لا يمثلون غير أنفسهم مع قلة قليلة من المنـاضلين الصادقين الذين تم استعمـالهم لتغطية المشروع الاقصائي . يحملهم المسؤولية كـاملة فى جميع الكوارث التى سوف تنجر عن عملهم هـذا بمـا فى ذلك فتح المجـال أمـام البلاد لتدخل فى العنف و لا قدر الله فى مـا هو أكثر من ذلك .
06 ـ ان اليسار الحديث يؤكد تمسكه بمشروع اللجنة العليا كحل لتفعيل الحوار الوطنى و تشريك فعـاليات المجتمع التونسي لكنـا ننـــدد بالاقصـاء و نرفض أن تصبح اللجنة وسيلة لاقرار رأي أقلية لا تمثل الشعب و تتصرف فى مقدراته كمـا أننـا نعلن أننـا لا نتحمل مسؤولية النتيجة الكـارثية التى ستنجر عن هـذا العمل.
07 ـ : يعـاين اليسار الحديث بكل أسف الوضع الامنى و الاجتمـاعى المتردى بالبلاد و يحمل مسؤوليته ذلك الى الهيئة العليا التى رفض الشعب تركيبتهـا و اعتبرهـا لا تمثله بمـا سوف يؤدى الى رفض الحكومة و رفض الانتخابات و الدخول فى مرحلة من الفوضى سوف تكون عواقبهـا وخيمـة و لكل ذلك فان اليسار الحديث يدعو الى مـا يلــى :
1 ـ : ايقـاف نشاط الهيئة العليا لحمـاية الثورة بشكلهـا الحـالي و تغيير تركيبتهـا بادخـال جميع الاحزاب السياسية لها و عرض المشاركات الفردية لا حقـا للتصويت بعد تعليل دور كل فرد و بيان سبب دعوته الى اللجنة . 2 ـ : اعـادة التصويت على مشروع انجـاز انتخـابات المجلس التأسيسي ومناقشته بواسطة هيئة تتوفر فيهـا الشروط الدنيـا . 3 ـ : مطـالبة الحكومة بأن تضع الهياكل الرسمية التـابعة لهـا تحت ذمة الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخـابات و عدم اقصـاء الامكانات المادية لوزارة الداخلية من عملية التنظيم اعتبـارا لكون اللجنة المستقلة وحدهـا ستكون عـاجزة عن التنظيم . 4 ـ : اعلان معـايير واضحة يتم اعتمـادهـا لدى اقصـاء العنـاصر القيادية لحزب الدستور المخلوع من المشاركة فى الانتخابات حتى يقع اجتناب الحسابات الانتهازية الضيقة و العلاقات الشخصية فى عملية الاقصاء. 5 ـ : تأخير موعد التصويت على المجلس التأسيسي حتى يستتب الامن فى البلاد و اشراك الهياكل الامنية غير المتورطة فى الفساد فى تحديد الموعد من أجل اجتنـاب ادخـال البلاد فى مرحلة من العنف لن يقدر أحد على ايقافهـا . 08 ـ : يتوجه حزب اليسار الحديث الى كل القوى الوطنية الصادقة الى أن تتحمل مسؤولياتهـا فى هـذا الظرف الدقيق من تـاريخ البلاد و التنسيـــق من أجل التحرك لايقاف هـذا التمشى الذى سيدفــع الى العنف و انعدام الامن و سفك الدمـاء و قد كلف الحزب كل من المنـاضلين السيدين فريد الامـام و محمد نجيب الزمنى بمهمة التنسيق مع التنظيمات الشعبية و الحزبية و هياكل المجتمع المدنى من أجل انقـاذ البلاد من الانزلاق فى العنف و يمكن الاتصـال بهمـا عبر هـاتفيهمـا :
 
153 171 24 و 394 669 24
عـاشت تونس عـاش اليسار الحديث .



وفاءا لدماء الشهداء الزكية و انحيازا الى قوى شعبنا الحية و طلائعه المناضلة , ووعيا بمخاطر المرحلة الانتقالية و ارباكاتها و انسجاما مع الجهود الوطنية الصادقة في ادارة الشأن العام . نعلن نحن ممثلي معتمدية الصخيرة من كل مناطق الجهة تأسيس المجلس المحلي لحماية الثورة بالصخيرة خدمة للأهداف التالية
1 حماية الثورة و العمل على تحقيق أهدافها 2 نشر و تكريس مبادئ الديموقراطية و العدالة الأجتماعية 3 القطع التام مع النظام البائد و التصدي لمحاولات الجذب الى الخلف 4 الأهتمام بمشاغل المواطنين و الحفاظ على المكاسب الوطنية بالمنطقة الهيئة التأسيسية
لزهر بوحرام علي الغضبان العيادي الحساني محمود الوافي حمادي ذياب رشيد بن عمر ثامر المشي عبدالكريم بورويص عن الهيئة التأسيسية : خالد فتيريش
<  


حرصا منّي على استمرار عمل المجلس المحلّي لحماية الثورة بنفطة الذي حصل لي شرف المساهمة في بعثه مع إخوة مناضلين أكنّ لهم كلّ الودّ و التقديروالذين بذلوا من أجل بلورة المشروع الثوري النبيل للمجلس جهودا كبيرة أشهد بها و أقدّرها و انطلاقا من احتراز بعض الإخوة على أسلوب إدارتي لعمل المجلس التي رأوا فيها انفرادا بالرأي و إقصاء و تهميشا لأدوارهم و بدون الدّخول في تفاصيل أسلوبي في التسيير طيلة شهرين من عمل المجلس فإنني أعلن استقالتي من المجلس كمنسّق و كعضو مفسحا في المجال لمن هو أقدر منّي على إدارة هذا الإطار النضالي و هم كثر مع بقائي سندا معنويا و ميدانيا لنشاطات المجلس التي أنا على يقين بجدواها و محوريّتها في هذا المفصل الحسّاس من تاريخ بلادنا.
كما أتقدّم باعتذاراتي إلى كلّ الإخوة على كلّ ما قد يكون صدر منّي من أقوال أو أفعال قد يشعرون بأنّها مسّت أشخاصهم الكريمة. مع خالص تمنياتي لهم و لنفطة بالتوفيق و سداد الخطى. خالد العقبي


اجرى وزير العدل الأزهر القروي الشابي بمقتضى مذكرة صادرة يوم 12 افريل 2011 عددا من النقل وهي كالآتي تعيين السيدة منجية الجبالي رئيسة للمحكمة الابتدائية بتونس 1 خلفا للسيد بلقاسم البراح الذي نقل كرئيس لمحكمة التعقيب .  
السيد خالد العياري رئيس للمحكمة الابتدائية باريانة خلفا للسيد طارق ابراهم الذي نقل كمستشار بمحكمة التعقيب السيدة وفاء بسباس رئيسة للمحكمة الابتدائية ببن عروس خلفا للسيد البشير علية الذي نقل كمستشار بمحكمة التعقيب السيد الحبيب سعادة وكيلا للجمهورية لدى المحكمة الابتدائية ببن عروس خلفا للسيد الياس عطية الذي نقل كمستشار بمحكمة التعقيب السيد محيى الدين الهاني قاضي تحقيق اول بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد خلفا للسيد الحبيب القرقوري الذي نقل كمستشار بمحكمة التعقيب السيد مختار الحرزلي قاضي تحقيق اول لدى المحكمة الابتدائية بقفصة خلفا للسيد عبد الباسط الخالدي الذي نقل كمستشار بمحكمة التعقيب السيد نزار العمروني نقل كقاضي اطفال بالمحكمة الابتدائية بالمنستير السيد فتحي الاخزوري وكيل عام لدى محكمة الاستئناف بمدنين خلفا للسيد محمود العكاري الذي نقل كرئيس دائرة لدى محكمة التعقيب. و باتصالنا بأحد أعضاء فرع المحامين بسوسة للاستفسار حول هذه التعيينات أشار أن هذه التغييرات تستجيب لبعض مطالب الحركة الديمقراطية على اعتبار ان القضاة التي شملتهم النقلة ساهموا في تدعيم الاستبداد مؤكدا على مواصلة تطهير الوزارة من كل القضاة المتورطين في الفساد . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 أفريل 2011)


أفادت مصادر مطلعة أن مصالح الوظيفة العمومية بالوزارة الأولى وجهت مذكرة إلى كافة الوزارات وطلبت منها إنهاء مهام كل الإطارات الذين تم التمديد لهم لمواصلة العمل بعد سن التقاعد على أن يكون موفى افريل حد أقصى لمباشرة أعمالهم.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 أفريل 2011)


تراجعت الاستثمارات الخارجية المباشرة في تونس خلال الثلاثي الأول من هذا العام بنسبة 28.8 في المائة فقد بلغت حسب وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي حوالي 338.5 مليون دينار مقابل 475.6 مليون دينار في نفس الفترة من العام الماضي و يفيد التوزيع القطاعي لهذه الاستثمارات للتراجع الحاد في كل القطاعات خصوصا في الميدان السياحي وصل إلى 94.5 في المائة اذ تقلص من 54.7 مليون دينار في الثلاثي الأول من 2010 إلى 3 مليون دينار فقط خلال نفس المدة من هذه السنة.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 أفريل 2011)


أعلن وزير السياحة و التجارة أمس في ندوة صحفية عن زيادة الدعم الحكومي للمواد الأساسية ليصل إلى 1256 مليون دينار مقابل 700 مليون دينار خصصت في الميزانية السابقة كما أعلن الوزير أن نسبة التضخم بلغت شهر مارس الماضي حوالي 3.1 في المائة مقابل 4.9 بالمائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية  
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 أفريل 2011)

النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين تونس في : 14ـ04ـ2011 بيــــــــــــان

 


في الوقت الذي يجاهد فيه شعب تونس الحر و جميع قواه النشطة لبناء تونس الثورة وطنا تحترم فيه كرامة الإنسان و تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، تشهد قطاعات حيوية تململا للمستثمرين الأجانب متأثرين بالتغيرات الكبرى التي تشهدها البلاد مما ينبئ بتأزم اقتصادي لتونس ما بعد الثورة. و في هذا السياق فإن النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين و من منطلق تحملها للمسؤولية في المشاركة في بناء الوطن و تجانسا مع وعي المهندسين التونسيين بدورهم الأساسي و في انخراطهم الفعال في مشروع تنموي عادل يدعم الاقتصاد و يواجه تحديات المنافسة العالمية فإن النقابة : ـ تستغرب سعي بعض المستثمرين إلى مغادرة البلاد معبرين بذلك على تناقض صارخ فقد قبلوا الاستثمار في عهد اللص بن علي و عصابته التي كانت تسيرهم في مناخ خال من الشفافية و انعدام احترام القانون و يرفضون مواصلة النشاط في تونس الثورة بتعلة انعدام الاستقرار و الحال أن نشاط المؤسسات الاقتصادية عامل أساسي في استقرار البلاد. ـ تؤكد على مسؤولية المستثمر الأجنبي في تخفيض حجم التوتر الناتج عن الهجرة غير الشرعية التي أهم أسبابها سوء الانتصاب الأجنبي بتونس و الذي لم يستفد منه الشعب بقدر ما كان مصدرا للربح السريع للمستثمرين و للعصابة الحاكمة سابقا. ـ توضح أن أهم عوامل الانتصاب بتونس كانت كفاءة اليد العاملة التونسية و كفاءة إطاراتها و اليوم فقد رحل نظام القمع و بقيت الكفآت التي ستكون بالضرورة أكثر مردودية و نجاعة. ـ تحذر من خطورة نتائج رحيل المستثمرين أو تقليص حجم انتصابهم بتونس على مستقبل الوضع الاقتصادي بالضفة الجنوبية للمتوسط الأمر الذي يستوجب المحافظة على نسق تصاعدي للاستثمار و مزيد دمقرطة شروط الانتصاب و تفعيلها نحو شراكة حقيقية بين قوى الإنتاج و المستثمر. و بناء على ما سبق من توصيف لواقع النشاط الاقتصادي في تونس فإن النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين: ـ تطالب جميع المتدخلين في قطاع الاستثمار بتحمل مسؤولياتهم أمام الشعب بدءا بالحكومة المؤقتة بتوفير الضمانات الأساسية لبقاء المستثمرين و حماية مؤسساتهم و ذلك بمراجعة قوانين الانتصاب في سياق شفاف و ديمقراطي يضمن حقوق العمال و حقوق أرباب العمل. كما تطالب الاتحاد الأوروبي بالوفاء بتعهداته بمساندة الثورة مؤكدة أنه لا نجاح لمسار الديمقراطية في ظل ظروف اقتصادية هشة. ـ تدعو المهندسين التونسيين إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية أمام الوطن و الشعب و ذلك بالبرهنة على جودة الكفاآت التونسية التي تمثل أهم ضمانات النجاح و تطوير الإنتاجية في المؤسسات الاقتصادية. ـ تحث الدول العربية ذات فائض السيولة على الانتصاب في تونس للدفع بنسق التنمية الاقتصادية بها من أجل حماية ثورتها و صيانة كرامة الإنسان العربي فيها. و إن النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين إذ تتعهد بتحمل مسؤوليتها من خلال أطرها و كفاآت المنتسبين لها من أجل تطوير الاقتصاد الوطني و دفعه نحو الخروج من المآزق التي يواجهها فإنها تهيب بكل قوى الشعب النشطة و مؤسساته و شرائحه إلى العمل كل من موقعه من أجل حماية الاقتصاد الوطني و السعي إلى تطويره و التكاتف حوله بعيدا عن التجاذبات الضيقة حتى تكون قفزة الاقتصاد الوطني نموذجا ملهما لباقي الشعوب على غرار ما كانت عليه ثورة أحرار شعبنا، من أجل مستقبل أفضل لتونس وطنا للجميع. المجد و الخلود لشهدائنا البررة عاشت نضالات المهندسين التونسيين جزء لا يتجزأ من نضالات أحرار ثورة الحرية و الكرامة عاشت تونس حرة مزدهرة النقابة الوطنية للمهندسين التونسيين عن الهيأة التنفيذية المؤسسة


توقع نسبة نمو تقارب الصف الانهيار يتهدد الاقتصاد التونسي

خميس بن بريك-تونس يواجه الاقتصاد التونسي خطر الانهيار بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ قيام الثورة، بينما تسعى الحكومة الانتقالية إلى نجدة المؤسسات المتضررة والحفاظ على مواطن العمل. وكان وزير المالية جلول عياد دق ناقوس الخطر قبل أيام بإعلانه أن نسبة النمو قد تقارب %0 هذا العام، في حين كانت حكومة الرئيس المخلوع تراهن على نسبة %5.4. ولم يخف وزير التشغيل سعيد العايدي مخاوفه من أن يرتفع عدد العاطلين من 520 ألفا إلى سبعمائة ألف في يوليو/ تموز المقبل، متوقعا أن تقفز نسبة البطالة من 14 إلى 19%. ويرجع الكثير من المراقبين الكساد الاقتصادي في تونس إلى ظاهرة الانفلات الأمني، والاضطرابات الاجتماعية، وتكاثر اعتصامات العمال للمطالبين بتحسين أوضاعهم المادية. تداعيات كارثية ويقول رئيس لجنة متابعة المؤسسات الاقتصادية بوزارة الصناعة مبارك الخماسي إن غياب الأمن وتفاقم الاعتصامات بالمؤسسات الأجنبية والمحلية وداخل القطاع الخاص والعام ألحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد. ويضيف في تصريح للجزيرة نت أن وضعية المؤسسات الصناعية في خطر كبير. ويقول أيضا إنه إذا لم تستطع هذه المؤسسات مواصلة نشاطها في ظروف سليمة فستكون هناك تداعيات كارثية على نتائجها وعلى مصير العمالة. ومنذ قيام ثورة تونس أصبحت الاعتصامات داخل المؤسسات جزءا من الحياة اليومية، مما أجبر بعض المؤسسات الأجنبية والمحلية على إغلاق مصانعها بسبب المطالب « النشطة » للعمال. كما تعرضت الكثير من المصانع لأضرار مادية كبيرة بسبب إحراقها عمدا من لدن مجهولين. وفي هذا السياق نشب حريق قبل يومين بمصنع للجلود بمنطقة النفيضة وسط البلاد، وذكر مصدر بوزارة الصناعة للجزيرة نت أن ثلاثين مؤسسة تعرضت لضرر كامل، بينما تكبدت 190 مؤسسة أخرى أضرارا جزئية مما أدى إلى تعطل نشاطها وتوقف أعوانها عن العمل. تراجع الصادرات وأصابت خسائر مادية أكثر من مائتي مؤسسة تجارية بسبب أعمال النهب والتخريب. وتعاني الكثير من المؤسسات من تراجع حجم صادراتها مع بعض البلدان مثلما هو الحال مع ليبيا. ويشير مدير الممثلية التجارية التونسية بطرابلس حبيب همامي بالقول « هناك أكثر من ألف مؤسسة تونسية تضررت، لأنها تصدر منتوجاتها إلى ليبيا، إما بطريقة مباشرة أو عن طريق شركات تصدير أخرى ». من جهة أخرى يقول همامي إن الاستثمارات التونسية الليبية المشتركة المتركزة بالمنطقة الصناعية بمصراتة قد توقفت بسبب المعارك والقصف، مما أدى إلى عودة أكثر من ثلاثين ألف عامل تونسي من ليبيا. وللسبب نفسه تراجع تدفق السياح الليبيين على تونس فتكبدت الفنادق والمطاعم خسائر كبيرة. فنادق مغلقة ويقول المدير العام للديوان التونسي للسياحة الحبيب عمار للجزيرة نت إن السياحة تمر بوضع صعب للغاية، إذ أن 54 فندقا توقف عن النشاط بسبب تراجع السياح وتزايد الاعتصامات »، فضلا عن تراجع إيرادات السياحة بالربع الأول من 2011 بـ40.8% لكن الحبيب أكد أن وزارة السياحة بصدد وضع برنامج عمل يهدف إلى الترويج للوجهة التونسية، إضافة إلى دفعها للحكومة الانتقالية من أجل أجل اتخاذ إجراءات ظرفية لمساندة المؤسسات السياحية المتضررة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2011)



نور الدين عاشور ـ يبدو أن الشعب التونسي الذي كان منذ انهيار النظام البائد يبحث عن العدالة في شتى تجلياتها سواء ما تعلق بالأموال المنهوبة وبأعمال القتل والنهب والتعذيب الذي طال المئات من المواطنين وبكل ما مس سلامة الوطن واقتصاده. فالطيب البكوش وزير التربية يرى » أن الحكومة المؤقتة تحتاج إلى قرار سياسي لتأمين إرساء العدالة الانتقالية وفق خصوصيات المجتمع التونسي » وبما أن الوزير أكد أن العدالة الانتقالية ليست غريبة عن الشعب التونسي ولا تتناقض مع بمبادئ العدالة الأساسية فإننا في تونس في حاجة ماسة إلى العدالة مهما ألصقت بها من صفات بل هناك عطش وبعيدا حتى عن التشفي- لرؤية كل من أذنب في حق البلاد وشعبها يجازى على ما ارتكبه وهي مطلب طبيعي لا يجب أن يعد ضمن المستحيلات وبالتالي لا يجب التأخير في تحقيقه. وأمام ما يعتبره الكثيرون تباطؤا في محاسبة المذنبين من النظام السابق يتعيّذن على القضاء أن لا يترك أية فرصة للشك لدى المواطن في إمكانية محاسبة المذنبين في إطار محاكمات عادلة تعكس واقع ما ارتكبوه من جرائم وتعدّ على المواطن وحقوقه. ورغم أن المحاكمات « الكبرى » مازالت لم تتضح معالمها بعد فإن ما يتسرّب من أخبار بشأن التحقيقات مع بعض المسؤولين السابقين مازالت كفيلة بزرع بذور الشك عند المواطن بل إن ما أنجز من تحقيقات لحد الآن- وبالنظر إلى البطء في نسقها- تكاد تكون حصص تعارف فلم تعرض بعد أمام المحاكم أية قضية من الحجم الكبير. وبدون الخوض في إجراءات التحقيق وآلياته لا نريد في تونس الثورة أن يتحدث مواطن أو أحد ضحايا القمع عن أن بعض المجرمين مازالوا أحرارا طلقاء فيما تبقى عائلات الشهداء والضحايا أسرى مصابهم وسجناء ما اختزنته ذاكراتهم من صور ومشاهد من أسابيع الجمر. ما يريده التونسي هو العدالة لأنّ ما يعتمل في النفوس لا يحتمل التأجيل تحت أية تعلة أو ذريعة كانت..المهم هاتوا العدالة حتى وإن كانت انتقالية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)

تطور أشكال الضغط الاحتجاجي من قطع الطرقات إلى قطع مياه الشرب.. إلى أين.. ومن المسؤول؟


اتخذت في المدة الأخيرة أشكال الضغط المطلبي والاحتجاجي الاجتماعي وسائل وأنماطا أكثر حدة وتعسفا في حق المواطن العادي، حقه في التنقل عبر قطع الطرقات الرئيسية في عدد من المناطق وعزل بعضها عن بعض، حقه في بيئة نظيفة عبر تراكم القمامة في كل مكان.. وحتى حقه في الماء الصالح للشراب كما حصل مؤخرا بالحامة من ولاية قابس بتعمد مجموعة من الشبان العاطلين عن العمل بقطع المياه من محطة الضخ من آبارشط الفجيج إلى مدينة قابس لإسماع صوتهم المشروع وهذا لا جدال فيه في المطالبة بحقهم في الشغل لكن مالا يمكن استساغته أن يقع الزج بمصالح المواطن الحيوية في مثل هذه التحركات ليصبح بمثابة الرهينة للضغط على الطرف المقابل المعني بالاحتجاج. إنه بقدر تفهم المجتمع ككل للوضع المادي والنفسي والاجتماعي لكل من يكتوي بنار البطالة والتهميش والإقرار بحقه في التعبير السلمي عن مظاهر الحيف والقهر والاضطهاد في خبزه اليومي التي عايشها طوال عقود فإنّ تصعيد أشكال التحرك والاحتجاج بتعطيل الحركة على الطرقات وتعطيل مصالح المواطنين واللجوء إلى قطع ماء الشراب أو الموجه للمناطق الصناعية وحرق مصنع انتاج يتحول إلى نوع من المغالاة لا تشفع له كل مشاعر الإحباط واليأس واستنفاذ حدود وسائل التعبير السلمي إزاء ما قد تواجهه من انسداد قنوات التفاوض والإصغاء وتعطل لغة الحوار.. هكذا ينظر المواطن غير الطرف في العلاقة المطلبية القائمة بين فئة اجتماعية أومهنية ما وبين الإدارة عند الزج به في متاهاتها فبأي عين ينظر المختص في علم الاجتماع إلى التطور الحاصل في أشكال الاحتجاج وهل يجد لها مايبررها؟ غياب تقاليد الاحتجاج يبدو أنّ غياب تقاليد احتجاج واضحة لمدة تزيد عن النصف قرن أدت بالانفلات المطلبي إلى تجاوز بعض المحاذير في الشكل والمضمون والمكان هذا ماذهب إليه الباحث في علم الاجتماع طارق بلحاج محمد في تحليله لأبعاد التطور الذي اتخذته العملية الاحتجاجية لافتا النظر إلى أنّ غياب تقاليد الاحتجاج في مجتمعنا تدفع إلى القفز على بعض الأعراف الاحتجاجية في علاقة بالشكل والمضمون والمكان لا سيما بعد إقصاء أطراف اجتماعية تعرف بالهياكل الوسطى بين المواطن والدولة في شكل نقابات أو جمعيات ووداديات وقد عمق غياب الوساطة الاحتجاج في شكله من خلال طغيان جانب الارتجال وغياب القيادات المؤطرة له ما ينعكس على ضبابية آفاق التفاوض. أمّا من حيث المضمون فإنّ فقدان القواعد المبدئية لبلورة المطالب كأن تكون محددة وواضحة ومشتركة بين شريحة واسعة من المواطنين وغير شخصية ما يؤدي إلى الانفلات المطلبي- حسب المتحدث وبالتالي تنتهك قواعد مضامين الاحتجاج في بعض مظاهرها لتتحول إلى تصفية حسابات شخصية أو تحسين وضعية خاصة أو مهنية لفئة معينة..وبالنسبة للإطار المكاني فإنه في غياب الهياكل الوسطى وغياب تقاليد الاحتجاج يتحول مكان الاحتجاج إلى اشكال وتصبح كل الأمكنة قابلة للاحتجاج كالطريق العام أو مرفق إداري خدماتي وحسب بلحاج محمد فإن الحل ذاته يصبح جزءا من المشكل بل وعاملا يغذي الاحتجاج ويؤججه على خلفية تعامل حكومات ما بعد الثورة مع التحركات بتقديم حلول على المقاس ولا تنظر إلى المشكل في بعده الشامل بل الجزئي عبر تلبية مطالب فئة على أخرى ولعل ملف المناولة يعتبر خير دليل على ذلك حيث تقرر التخلي عن هذه الآلية بالقطاع العام ولم يحسم أمرها في القطاع الخاص ما يدفع بالآخرين إلى التحرك والاحتجاج. ولم يغفل ذات المصدر عن تحميل وسائل الإعلام المسؤولية في هذا الانفلات من خلال ما وصفه بالمبالغة في التغطية الإعلامية لهذه التحركات وتحول الاحتجاج إلى ما يشبه موجة محاكاة للآخر. عدائية سببها القهر في تناوله لحالة تصاعد العدائية المميزة لبعض مظاهر الاحتجاجات يقول الباحث الاجتماعي إنها ليست بالمجانية بل وليدة موروث من الفساد والقهر على مدى عقود ما أفرز علاقة عدائية بين المواطن والدولة والمواطن ورأس المال ما يغلف أشكال الاحتجاج بطابع العدائية. من هذا المنظور تنتفي نية التخريب لدى المواطن غير أنه إزاء تراكمات الإحساس بالقهر والفساد تتطوروتيرة التعبير عن الاحتجاج ويتحول إلى المطالبة والقصاص. وخلاصة القول في رأي محدثنا أنّ هيبة الدولة لا تكمن في هيبة الحكومة بل في هيبة المواطن حينما يسترد حقوقه ومكانته وحرمته. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)


كيف يمكن إجراء تحقيقات وملاحقات قضائية وجبر الأضرار المادية والمعنوية وإصلاح المؤسسات والإيفاء بالتعهدات الأخلاقية والقانونية التي تقع على عاتق الدول بمقتضى القانون الدولي والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بما يحقق العدالة الانتقالية في ظل نظام سياسي مؤقت ؟ مجمل هذه الأسئلة، تشكل محور المؤتمر الدولي حول معالجة انتهاكات الماضي وبناء المستقبل : العدالة في الفترات الانتقالية، الذي انطلقت أشغاله صباح يوم الخميس بالعاصمة لتتواصل على امتداد ثلاثة أيام.
ولدى افتتاحه أشغال هذا المؤتمر نيابة عن الوزير الأول في الحكومة المؤقتة أوضح السيد الطيب البكوش وزير التربية والرئيس الشرفي للمعهد العربي لحقوق الإنسان أن الحكومة المؤقتة تحتاج إلى قرار سياسي لتأمين إرساء العدالة الانتقالية وفق خصوصيات المجتمع التونسي مشيرا الى ان منظومة العدالة الانتقالية لا تتحقق إلا بالتقاء الإرادة السياسية وإرادة المجتمع المدني.
وبعد أن أشار إلى أن من أبرز أهداف العدالة عامة بوجهيها التقليدي والانتقالي، البحث عن الحقيقة وإيصال الحقوق إلى أصحابها رغم اختلاف أطر عمل ومناهج تنفيذ كل منهما، بين السيد الطيب البكوش أنه لا وجود لنموذج جاهز للعدالة الانتقالية يمكن تصديره وتبنيه وإنما توجد تجارب دولية وعربية متعددة يمكن الاستفادة والاستلهام منها لتجاوز الأزمات السياسية.
وبين أن هناك نقاط متنوعة ينبغي البحث فيها لتحقيق العدالة الانتقالية ومن أهمها مسائل التوقيت والصيغ والمناهج المعتمدة لتأمين عدم الإفلات من العقاب مؤكدا على دور مكونات المجتمع المدني والإعلام في تحقيق الأهداف المنشودة.
وتداول على أخذ الكلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رؤساء كل من المعهد العربي لحقوق الإنسان والمركز الدولي للعدالة الانتقالية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى جانب مديرة المكتب الإقليمي العربي لمؤسسات المجتمع المنفتح وممثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فأكدوا أنه وان اختلفت الخصوصيات السياسية وموازين القوى ونوعية الانتهاكات من بلد إلى آخر فإن حقوق الإنسان تظل القاسم المشترك بين سائر تجارب منظومات العدالة الانتقالية في كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وجنوب افريقيا ورومانيا وغيرها.
كما ركزوا على ضرورة تبادل التجارب والافكار في مجال العدالة الانتقالية بما يساعد البلدان المعنية على التأسيس لمرحلة جديدة تقطع بها مع الاستبداد والظلم.
فقد بين عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان ان الانتقال السياسي يبقى منقوصا »اذا لم يجعل من حقوق الانسان جوهر عمله وأداة أساسية تقطع مع أساليب الثأر والاقصاء ». وأشار إلى أن المعهد سينطلق في تنفيذ برنامج مع وزارة التربية يهدف الى نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية.
ومن جانبه نوه دافيد تولبارت رئيس المركز الدولي للعدالة الانتقالية بالاداء التاريخي للثورة التونسية معتبرا أن نجاحها سيشكل مثالا يحتذى به في كامل المنطقة العربية.
وأوضح جوزيف شكلة المفوض السامي لحقوق الانسان بالامم المتحدة الى أن العدالة الانتقالية في تونس » يجب أن تنبع من العبقرية المحلية » مؤكدا أنها مرحلة تاريخية تجمع في نفس الوقت بين إرادة المجتمع المدني والارادة السياسية.
وفسر بابلو دي جريف مدير البحوث بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية العدالة الانتقالية على « انها ليست شكلا خاصا من أشكال العدالة…بل هي تكييف للعدالة على النحو الذي يلائم مجتمعات تخوض مرحلة من التحولات في أعقاب حقبة من تفشي انتهاكات حقوق الانسان »
وبين أن التجارب السابقة في هذا المضمار ركزت بالخصوص في بعث لجان للتحري بشكل معمق في الانتهاكات، وتقديم برامج للتعويض للعائلات المتضررة وجبر الاضرار بالاضافة الى القيام بإصلاحات عميقة في أجهزة الأمن.
ومن جانبه أشار خوزي زلاكات استاذ حقوق الانسان بكلية الحقوق بتشيلي الى أن الهدف من العدالة الانتقالية هو ارجاع الطمأنينة للنفوس حتى يتهيأ المجتمع التونسي لبناء صفحة جديدة من الديمقراطية. وشدد أحمد الرحموني رئيس الجمعية التونسية للقضاة على ضرورة إصلاح المؤسسة القضائية باعتبارها المدخل الاساسي لاصلاح المؤسسة السياسية قائلا في هذا السياق »انه لا يمكن الحديث عن عدالة انتقالية دون اعتماد على المؤسسة القضائية ».
أما رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مختار الطريفي فقد لفت الانتباه الى ان معالجة انتهاكات الماضي وبناء المستقبل يفترض ايضا تدارس الحاضر لانجاح مقومات العدالة الانتقالية. وبخصوص محاكمات المنتهكين لحقوق الانسان في العهد السابق اوضح رئيس الرابطة ل »وات » ان هذه المحاكمات يجب ان تمر عبر المؤسسات القضائية وليس عبر القصاص او المحاكمات الشعبية.
ويشارك في هذا المؤتمر الذي يبحث بالخصوص مواضيع العدالة الانتقالية في اوضاع ما بعد الاستبداد والمساءلة القضائية والمحاكمات وإصلاح القطاع الأمني ومعالجته، خبراء من جنوب افريقيا وامريكا الجنوبية واسيا والعالم العربي. (المصدر: جريدة « الصحافة  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)



تونس ـ الشروق :
هل يحق للاتحاد العام التونسي للشغل أن يُطالب بحصة تمثل العمّال داخل المجلس التأسيسي الذي سينتخب يوم 24 جويلية القادم؟
هذا السؤال يطرح الآن داخل العديد من الأوساط بعد أن احتفظت كتلة الاتحاد العام التونسي للشغل بصوتها ضد مرسوم القانون الانتخابي الذي صادقت عليه مؤخرا الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.
فالاتحاد العام التونسي للشغل الذي ظل منذ انطلاق الثورة حاميا لها وفاتحا مقراته في سيدي بوزيد والقصرين لأنصارها يرى من حقه أن يتمّ تخصيص حصة له باسم العمال داخل المجلس التأسيسي الذي ستكون مهمته صياغة الدستور الجديد للجمهورية الجديدة.
وتأتي مشروعية مطلب الاتحاد العام التونسي للشغل انطلاقا من كون الاتحاد منظمة نقابية وليس حزبا سياسيا يمكنه تقديم قائمات انتخابية تحت لون سياسي كما أنه يصعب جدا بالنسبة الى الاتحاد العام التونسي للشغل التحالف مع طرف سياسي بشكل علني وواضح.
ثم إنه لا يمكن لأي مراقب أن ينكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل يملك ثقلا كبيرا داخل المجتمع التونسي أكثر من كل الاحزاب السياسية القائمة الان وهو دور مكّنه من لعب الدور الأهم والدور الاخطر في كل مراحل الثورة التونسية.
مستقلون
وتؤكد مصادرنا الآن أنه أمام رفض مطلب الاتحاد العام التونسي للشغل بتمكينه من حصة لتمثيل العمال داخل المجلس التأسيسي فإن الطريق سيكون مفتوحا أمام النقابيين لتشكيل قائمات انتخابية مستقلة في كل الدوائر الانتخابية وهو ما سيؤثر بشكل ملفت على الخارطة الانتخابية التي ستتشكل. فغير خاف الآن على أحد الاشعاع الذي يملكه الاتحاد العام التونسي للشغل ومصداقية نضاله الوطني والاجتماعي الطويل… كما لا يخفى أيضا القدرات التنظيمية الهائلة التي يملكها الاتحاد العام التونسي للشغل والهياكل النقابية جهويا وقطاعيا والامكانات الكبيرة للتعبئة التي تتمتع بها الهياكل القاعدية.
ان كل هذه العوامل بامكانها مساعدة القائمات المستقلة للنقابيين على الحصول على مقاعد داخل المجلس التأسيسي وضمان تمثيلية العمال داخل المجلس الذي ستناط بعهدته صياغة الدستور الجديد للجمهورية…
هذا بالاضافة الى المصداقية الكبيرة التي يتمتع بها النقابيون داخل جهاتهم وفي دوائرهم الانتخابية مما يؤكّد أن الأحزاب السياسية ستكون أمام مارد القائمات الانتخابية المستقلة وقد أثبتت تجارب انتخابية كثيرة قدرة المستقلين على كسب الاصوات والفوز بالمواقع الانتخابية على حساب الاحزاب السياسية. هل ينجح النقابيون «المستقلون» في الفوز بمقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي بعد أن رفضت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة منح الاتحاد العام التونسي حصة باسم العمال؟ *سفيان الاسود (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)


أحمد نجيب الشابي للصباح صدمت لمواقف النهضة بعد الثورة.. وتحالف 18 أكتوبر تفكك منذ فترة


« الحقل النقابي والمهني يجب أن يختص بالمشمولات المناطة بعهدته » ـ ثلاثة أشهر تمر اليوم منذ ثورة الكرامة التي اهتز لوقعها العالم في الرابع عشر من جانفي الماضي وهي بحساب الدول الراقية التي تمنح الحكومات الجديدة تسعين يوما مهلة يمكن بمقتضاها مراجعة أبرز ما تحقق خلال هذه المرحلة الانتقالية من الحكم الاستبدادي الى النظام الديموقراطي التعددي لاستقراء المشهد الراهن في تونس وما يواجهه من تحديات وعراقيل قبل الوصول الى شط الأمان… « الصباح » التقت السيد أحمد نجيب الشابي المحامي والمعارض السابق ووزير التنمية المستقيل في حكومة الغنوشي مؤسس الحزب التقدمي الديموقراطي، في المكتب الجديد الواقع في قلب العاصمة والمطل على شارع بورقيبة حيث يستعد فريقه لاطلاق حملته الانتخابية، وكان اللقاء لرصد مختلف الرهانات التي تنتظر الحكومة الانتقالية الراهنة في انتظار موعد الاستحقاق الانتخابي لتشكيل المجلس التأسيسي انطلاقا من تجربة الشابي خلال خمس وأربعين يوما في صلب أول حكومة تتشكل بعد سقوط النظام السابق ثم كمراقب للاحداث من خارج الحكومة وفيما يلي نص الحديث. حوار آسيا العتروس ثلاثة أشهر تمر اليوم على ثورة الرابع عشر من جانفي فالى أين يتجه المشهد في تونس وكيف تنظرون الى الحصاد السياسي حتى هذه المرحلة عندما كنتم طرفا داخل الحكومة ثم من خارج الحكومة؟ في اعتقادي أن الحصاد ايجابي ومشرف والاجراءات السياسية التي وقع اتخاذها والتي من شأنها ان تؤدي الى الانتقال السلمي عديدة ولا فائدة من سردها والحقيقة أنه لم يكن بالامكان القيام بأكثر مما كان بما في ذلك تتبع المحاكمات لاتباع النظام السابق وخلال خمس وأربعين يوما لم يكن بالامكان تحقيق أكثر مما تحقق. كانت النية صادقة وهي الحفاظ على الدولة والفصل بين الهمجية وبين القانون،في اعتقادي أن الشعب التونسي لم يتكلم بعد والجميع يتكلم نيابة عنه. الان وعندما نتحدث عن حكومة السيد باجي قايد السبسي هناك نجاحات ايضا وهي نجاحات نسبية تحققت في ثلاثة ميادين سياسية وأمنية واجتماعية تمثلت في التهدئة السياسية والاتفاق الحاصل مع اتحاد الشغل والعناصر السياسية وهو ما مكن لجنة الاصلاح السياسي التي يتراسها السيد عياض بن عاشور من التقدم على هذه المستويات الثلاثة السياسية والاجتماعية والامنية. -تحديد وابقاء موعد الانتخابات في 24 جويلية. -المصادقة على الهيئة العليا للانتخابات -المصادقة على قانون الانتخابات. اجتماعيا لا يزال التوتر صفة من صفات الوضع الحالي لكن الملاحظ ان هذا الوضع هدأ نسبيا بعد تولي السيد قايد السبسي. على المستوى الامني هناك تحسن ولكن لا يمكن القول أن الامن عاد الى سالف عهده توجد عناصر تحسب لحكومة قايد السبسي في هذه الفترة القصيرة،و في اعتقادي أنه من الصعب انجاز أكثر من هذا على الاقل في هذه المرحلة. نحن نعيش مرحلة ثورية غير عادية واذا واصلنا على هذا النسق سنصل الموعد الانتخابي وسيتمكن التونسي من كل الوسائل من حرية التنظيم وتكافؤ الفرص ووجود قانون انتخابي يعزز دور الاحزاب للمشاركة مشاركة حرة. طبعا التفاؤل يظل نسبيا والرهان كله يوم 24 جويلية وما سيختاره الشعب التونسي وما اذا كان سيختار الحفاظ على النمط الحداثي والديموقراطية واعادة الثقة الى المستثمرين والحفاظ على الوحدة الاجتماعية أو التحول الى مرحلة غامضة والانزلاق الى نمط اخر من المجتمع قد يعمق الازمة على مختلف الاصعدة ويخلق التوترات ويعمق أزمة الثقة والضبابية حول المستقبل.وأخشى ما أخشاه أن نقع بعد ذلك في السيناريو الاسوأ الذي قد يدفعنا الى الترحم على أيام العهد السابق هذا ما لا نريده وما لا يجب أن يحدث ولكنه أمر يمكن أن يصبح واردا.و المهم الان أن يكون الرهان على نجاح المرحلة الانتقالية ولاشيء غير ذلك. و كيف يمكن تفسير هذه الطفرة في الاحزاب السياسية وهل نحن أمام ظاهرة عادية أم ان الامر له اسباب اخرى ؟ هي ظاهرة عادية في كل المراحل الانتقالية من الاستبداد الى الديموقراطية الانتخابات ستصفي العدد هناك عدد من الاحزاب ستكون قادرة على المنافسة ولكن الاحزاب الصغيرة لن يكون أمامها ما يكفي من الوقت لتنتشر وتكون قاعدة شعبية لها حتى لو تم تمديد الانتخابات بثلاثة أشهر.البلاد لا تحتمل المزيد من الضبابية وعدم الاستقرار،اقتصادنا اقتصاد سوق قائم على ثقة المستثمر وعلى الطلب الخارجي وأذا لم يعد المستثمر الخارجي يجد في تونس مجالا للربح فانه سيتوجه الى دول أخرى وقد بدأ هذا يحدث وكل تأخير سيكوم مضرا بالوطن وغير مفيد للاحزاب.ثلاثة أشهر هي فترة وجيزة ولكن على الجميع بذل كل الجهود للاستفادة من الوضع الجديد. من خلال تجربتك الخاصة من داخل الحكومة ما هي الاخطاء التي وجب تفاديها ؟ لا أعتقد أنه اتخذت اجراءات خاطئة في مسار الانتقال الديموقراطي ولكن هناك مسائل تم التعامل معها بشكل اعتباطي كما هو الحال في حل الحزب الحاكم كذلك الغاء الدستور والتخلي عن التمشي الدستوري الذي كان يقتضي اختيار رئيس للجمهورية كان سيتم من ضمن الشخصيات المعروفة في دائرة وطنية والاختيار كان سيكون شخصيا. تقولون هذا الكلام من منطلق شخصي بعد سحب البساط أمامكم في الترشح للرئاسية؟ تفسير هذا الامر بأمور شخصية دلالة على ضيق الافق والمسألة تحتاج الى توضيح الطموح مشروع ولكن الحكم النهائي للمواطن والثقة التي سيضعها الشعب في شخص من الاشخاص ليس للموضوع أي بعد شخصي، نعم كان يمكن أن أكون أحد المترشحين ولم أتردد في ترك الحقيبة الوزارية وهذا العمل فيه بعد حزبي ورهان وطني أنا في خدمة حزبي وأسعى لخدمة الوطن.الدفاع عن النموذج التونسي الحديث خيار وقد كنا نقول هذا الكلام خلال النظام السابق ومشكلتنا مع نظام الحكم وليس مع النمودج التونسي. و لكن ما يعاب على نجيب الشابي من جانب الكثيرين أنه بمجرد مغادرته الحكومة اتجه الى انتقاد رئيس الحكومة السابق محمد الغنوشي وحمله مسؤولية الانهيار الحاصل ؟ بالعكس فالمصلحة الشخصية كانت تقتضي البقاء في المقعد الوزاري الوثير. هل هو فعلا وثير؟ أبدا لقد اكتشفت أن السياسة متعبة في المعارضة او في الحكم.لم اخرج من الحكومة من باب ايثار المصلحة الشخصية حياتي كلها كانت متجردة من اثارة المصلحة الخارجية لقد كان يمكن أن أصل الى تحقيق مارب أخرى ولكن هذا لم يكن هدفي مسيرتي عرفت السجن والمنفى والاضراب عن الطعام ومنذ الصغر لم تكن السلطة تستهوني،لم أحمل الغنوشي مسؤولية الاخفاق فقط عبت على الحكومة ضعف المبادرة السياسية وعدم احتلال الركح السياسي والظهور بمظهر الضعيف الذي يتراجع تحت الضغط مما ساهم في تغذية المعارضة لتلك الحكومة نعم اعتبرت أن في القيادة السياسية ضعفا ولكن كنت ولا أزال أشيد بشخص السيد محمد الغنوشي الذي يجمع بين الكفاءة والاخلاص والوطنية وقد رأيت فيه ذلك عندما كان يمثل تونس في الخارج ولمحت نظرة الاعجاب والاحترام له ولفريقه وشخصيا شرفني أني انتميت لفريقه الذي ضم كفاءات عالية ينتمون للمجتمع المدني ولممثلي واطارات الدولة والحركات السياسية المعارضة لقد كان لهذه التجربة حصاد ايجابي ولا أتنكر لهذه التجربة.كل هذا لم يمنعني من القول من وجود ضعف في القيادة السياسية وهذا ما يفسر سقوط حكومة الغنوشي وقعت مظاهرات جمعت في أقصى الحالات نحو خمسين الف متظاهر ولكم هذا العدد لا يمثل العشرة ملايين تونسي،اختارت حكومة الغنوشي عدم مواجهة الخصوم. اختار الحزب الديموقراطي التقدمي في مرحلة من المراحل التحالف مع قوى مختلفة بينها النهضة فهل أن هذا التحالف يبقى قائما اليوم ؟ بالتأكيد لا،هذا التحالف قام على أساس ثلاث مظاهر وهي حرية التنظيم والتغيـير والعفو العام وهذه الاهداف قد طواها الزمن والتحالف تفكك منذ 2008 وبعد اطلاق سراح المساجين السياسيين تفرقت مكوناتها في اتجاهات مختلفة ولم تعد الحركة للالتقاء عندما طرحت قضية التمديد والتوريث وقد كنا وحيدين في انتخابات 2009 في تلك المعركة.صدمت بموقف النهضة بعد الثورة.مساهمتهم كانت ضعيفة في الثورة وقد كنت التمس لهم العذر في الماضي ولكن كنت انتظر موقفا ايجابيا في المرحلة الانتفالية باعتبار أن حكومة الغنوشي أعادت لهم اعتبارهم كأي طرف سياسي آخر وكنت أنتظر أن يكون موقفهم المساعدة على أن يسود الانسجام بين النخبـــة وان نصل الى شاطئ السلام ولكن رأيتهم يهملون على زعزعة الاستقرار السياســــي بالطعن في شرعيـــة الحكومـة واحتوائها على عناصر من العهد القديم وقد كنت أعلم أنهم كانوا يسعون للمصالحة مع العهد السابق.والواضح أن برنامجهم يهدف للسيطرة على الدولة عن طريق تجييش المشاعر الدينية وتوظيف المساجد.أنا في منافسة معهم رهانها الحفاظ على المجتمع التونسي وتعزيز الديموقراطية. بين النهضة وبين بين الحزب الحاكم سابقا أيهما أكثر تأثيرا على خيارات المجتمع وعلى المرحلة الانتقالية ؟ النظام السابق نظام حكم فردي استبدادي ولي وانتهى ولا أتصور أن تعود تونس الى هذا النظام.الحزب الدستوري حقيقة ثقافية واجتماعية ولا أعتقد أن القضاء هو الطرف الذي يمكن أن يتولى مثل هذا الملف،اذا كان هناك من اقترفوا جرائم ازاء الشعب أو تورطوا في الفساد فقد وجب مساءلتهم أمام القضاء والعدالة.لكن الظاهرة السياسية تعالج سياسيا.و كما أني كنت ضد اجتثاث الاسلاميين فأنا ضد اجتثاث الحزب السابق وعلى الشعب أن يختار وأن يقرر مصيرهم من خلف الخلوة ولكن ليس للسلطة التنفيذية أو القضائية أن تحل محل القضاء الا اذا كانت هناك جرائم.و القضاء لا يقضي في أسبوع أو من دون محامين وليست هذه تونس التي أحلم بها،تونس التي أحلم بها تونس القانون وعلى الشعب أن يعطي مختلف المسائل الحجم الذي تستحق.و من يخشى صندوق الاقتراع لا يثق بالشعب وأنا لي ثقة كبيرة في هذا الشعب،التجارب التونسية التي كان فيها الحكم للحديد والنار يجب أن تعلمنا سيادة القانون والشعب والحرية للجميع. و ماذا عن دور الاتحاد التونسي للشغل حتى الان ؟ لعب الاتحاد دورا أساسيا الفراغ السياسي الذي ساد طوال خمسين عاما بوأه لمثل هذه الادوار اختار الاتحاد عدم المشاركة في حكومة الغنوشي ثم اختار العمل على اسقاطها باسناد الحركات المعارضة لها وأبرم اتفاقا سياسيا مع الحكومة الحاليـــة،و هذه الادوار مرشحة الى أن تزول باعتبار أن العمل السياسي مفتوح بمعنى أن الحقل النقابي والمهني يجب ان يختص بالمشمولات المناطة بعهدته والدفاع عن حقوق الطبقات الشغيلة وذلك من القضايا المهنية. من خلال تجربتك في الحكومة هل اطلعت على حقيقة ما جرى في الرابع عشر من جانفي وملابسات هروب الرئيس المخلوع الم يحدث أن وقعت مناقشة الامر مع رئيس الحكومة السابق؟ ابدا،والى حد اليوم أجهل تماما ما جرى يوم 14 جانفي الثابت أن بن علي فقد السلطة وغادر البلاد في ظروف لا يزال يكتنفها الغموض وفي اعتقادي أنه من حق الشعب أن يعرف ما حدث. هل تعتقد أنه بالامكان جلب الرئيس المخلوع ومحاكمته كما هو الحال في مصر ؟ طبيعتي التفاؤل وأتطلع الى المستقبل ولا أريد النظر الى الماضي لا أعتقد أن هناك عقاب أشد مما هو فيه اليوم ولا يمكن أن يكون الانسان خاليا من الاحساس والمشاعر. طيب ما الذي حدث بشأن قناة حنبعل وقد كنت من أعلن عودة بث هذه القناة بعد أن صدر خبر يتهم صاحبها بالخيانة العظمى ؟ شخصيا لا أعرف وأجهل تماما ما حدث وقد كنت في زيارة عائلية عندما علمت بقطع بث القناة وقد اعتبرت أن الامر غير معقول بالمرة.انتقلت الى مقر القناة ولم أكن أعرف مقرها بناء على طلب من رئيس الحكومة الذي يبدو أنه فوجئ بدوره بالامر تماما كما كنت على غير علم بقرار حل الحزب. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)

المؤرخ حسين رؤوف حمزة لـ « مواطنون »

ثورة الذاكرة ضدّ التهميش والنسيان وتونس لا يمكن اختزالها في مثلّث قمّرت المرسى المنار

 


حاوره عادل الثابتي
يُجمع عديد المتابعين على أن ثورة الكرامة والعدالة الاجتماعية لا تكمن جذورها في السنوات الأخيرة من حكم الدكتاتور بن علي بل لها جذور عميقة جدا وتعكس اختلالات نجد بذورها الأولى في الخمسينات من القرن الماضي. ولفهم هذه الأبعاد حاورنا المؤرخ حسين رؤوف حمزة المختص في تاريخ الحركة الوطنية وخاصة أبعاده الانتربولوجية، فالمؤرخ حسين رؤوف حمزة في كل الدراسات التي نشرها، لم يختزل تاريخ الحركة الوطنية زمن الاستعمار أو في فترة ما بعد الاستقلال في عامل وحيد كما ذهب إلى ذلك عدّة مختصين بل اعتبر أن الأحداث التاريخية هي خلاصة تظافر عدة عوامل منها الآني المباشر ومنها ما نجد صداه في « المدى الطويل » حسب عبارة فرناند بروديل. وفي هذا الجزء الأول من الحوار سنقتصر على خلفيات ثورة الكرامة وتفكيك القوى المناهضة لها ومحاولة استشراف المشهد السياسي التونسي المستقبلي.
1 – الأستاذ رؤوف، كيف ترون الأسباب العميقة لثورة الكرامة والعدالة الاجتماعية؟
بالنسبة إلى الأسباب العميقة أقول إن اللعبة لعبت في خريف شتاء 1955/1956 في حدثين أساسيين. و هذه الثورة تكمن أهميتها في أنها اختزلت بشكل كامل نصف قرن من تاريخ تونس المستقلة وكانت بمثابة الحدث المرتقب بالنسبة لمن تابع ورافق تاريخ البلاد على امتداد خمسين سنة. ولئن كانت هذه الأمور لا تُرَى بوضوح فقد كانت بمثابة البركان الذي يشتغل قبل الانفجار.
إن السبب الرئيسي المؤسس لهذه الأحداث ليست فقط الأسباب الاقتصادية والاجتماعية بل هناك أسباب وجودية تحيل إلى الذاكرة والمخيال وأشياء عديدة أخرى في صميم ضمير التونسي، وهذا يحيل إلى فترة مأساوية في تاريخ تونس، فترة 1955/1956 . فخلال هذه الفترة جدّ حدثان رئيسيان لا يمكن التغاضي عنهما لأنهما بشكل أو بآخر سيهيكلان مجريات تاريخ تونس والعقود اللاحقة. فما هما هذان الحدثان اللذان وقعا في نفس الفترة ؟
وقع الحدث الأول عندما طُلب من الفلاقة تسليم السلاح والرجوع إلى المنازل، باعتبار أنّ مهمتهم انتهت وباعتبار أنهم ليسوا من ذوي الشأن في هذا الموضوع. ونحن نعلم أن هؤلاء المقاومين ينتمون إلى هذه المناطق الداخلية. وأحيانا تمّ الأمر بشكل تعسفي رغم منح بعض الامتيازات للبعض منهم، وهذا خلّف لديهم مرارة. ومن شاهد على شاشى إحدى القنوات التلفزية ذلك التونسي بعد ثلاثة أيام من الثورة يتحدث عن تلك المناطق يكتشف أن لدى أهلها مثل سكان المزونة والرقاب حنقًا كبيرًا. وأنا كمؤرخ فوجئت بتفجّر الذاكرة باعتبار أن هذه الجهات اضطلعت بدور كبير في ثورة 1952/1954. الذاكرة تفجّرت بشكل غير مرتقب لأن الشرخ ما زال قائما. والمعاملة كانت غريبة للثوار، والثوار لم يكونوا سياسيين ولكن هذا لا ينفي أنه كان بإمكانهم أخذ مسؤوليات، إلا أنّه تمّ إبعادهم وإقصاؤهم ونعتهم بجميع النعوت مثل أجلاف وغيرها، ووقع الحديث عن عجزهم عن تسيير أبسط الأمور و تم تقديمهم على أن غايتهم مادية بحتة.. وكلّ هذه النعوت كانت شائعة في الستينات خاصة.
أنا كتبت مقالا عن أغنية الفلاق المهزوم أشرت فيه إلى ثلاث لحظات عاشها هذا المقاوم :
1 – اللحظة السعيدة: عندما كان يُنظر له كبطل ويُشرّف ويُنقل من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة…. 2 – زمن الشك: تمثل في عدم الاكتراث بهؤلاء الثوار وبدأ هؤلاء يشعرون بالألم، فلم تعد لهم مكانة وأصبحوا يتألمون 3 – الزمن الملعون le temps maudit: تمّ فيه تقديم الفلاقة في شكل مهزلة وكأشخاص غير جديين وطفيليين، ونجد هذا أحيانا في الأدب والإنتاجات الثقافية التونسية .
لقد ساهمت مع الأستاذ عدنان منصر خلال التسعينات في دراسة هذا الموضوع فسافرنا إلى الجنوب وإلى هذه المداشر كالحامة والرقاب ووجدنا أن الشعور بالإقصاء كان قويا. إنها مناطق بعدما اضطلعت بدورها في المقاومة لُفِظت من الجسد الوطني وأصبح يُنظر إليها كفروع أو هوامش succursales . ودخل زمن الضياع و »الحقرة » و »قطاع 08″ وهذا الشعور مهمّ جدا ونجد صداه لدى هؤلاء الناس ونجد صداه لدى هؤلاء الشباب. سمعت امرأة عجوزًا تتحدث عن إهمال مقبرة المزونة التي تؤوي فيما تؤوي رفاة شهداء مقاومة الاستعمار، هذه المنطقة التي قدّمت عديد الشهداء، وهذا خلّف أمورا خطيرة جدّا لدى هؤلاء الشباب. وهذا لم ينقرض لا مع بورقيبة ولا مع بن علي بل استفحل في السبعينات. فبعد فترة إسناد الامتيازات لمناضلين حتى من الشمال (محمد الحبيب)… فإنّ هؤلاء المناضلين عندما تولوا مسؤوليات في الجنوب والوسط عرفوا كيف يتعاملون مع هؤلاء، لكن هذا الجيل أُبعِد عن الساحة وجاء الجيل المصيبة، الجيل الذي رجع من الجامعات الفرنسية وهو جيل ضال محشوا بالشهادات ولم يكن له حسٌّ وطني رغم أنهم عايشوا آباءهم بل كانوا يعتبرون أنفسهم، بمقتضى ثقافتهم، أرفع من هؤلاء الناس ولم يعودوا معنيين بهذه الأمور. وعندما تولوا المسؤولية بداية من السبعينات تعاملوا باستعلاء مع هؤلاء ونعتونهم بشتى النعوت التي تحدثنا عنها، لأنّ هذا شعورهم في غالب الحالات .هذه أسباب وجودية عميقة لأنّ الذاكرة تظهر مجدّدا ولا مجال للنسيان .
أما الحدث الثاني الذي عاشته البلاد فهو غلق جامع الزيتونة، ويهمنا هذا الحدث بشكل خاص نظرا لأهمية التعليم الزيتوني، فهو تعليم قاعدي وأساسي لأنّ جلّ أبناء هذه الجهات الداخلية يلتحقون بجامع الزيتونة منذ العشرينات. ونحن نعلم استقرار بعض الجاليات من الجنوب الشرقي ونفزاوة وسليانة في العاصمة. وكل هؤلاء يلتحقون بالتعليم الزيتوني لأنّ إمكانياتهم لا تسمح بالتعليم الصادقي.
هذا الحدث الثاني الذي تمّ بعد أيام من إبعاد الفلاقة هو الذي يطرح مشكلا آخر سنتعرض له لاحقا دون طرح فصل الدين عن الدولة، ودون طرح مسألة الشرعية الدينية والمؤسسة الدينية إذ هذا هو موضوع آخر. وحدث نفس الشيء مع الزيتونيين مثلما وقع مع الفلاقة أي محاولة الإقصاء والتقزيم والاستهتار والاستهزاء وأصبحوا محلّ سخرية واعتبارهم أناسا يفعلون أشياء مهينة- وهناك أدبيات كاملة في الخمسينات والستينات خاصة بالزواتنة، وهي روايات الغاية منها تشويه سمعة هؤلاء واعتبارهم من سفلة الناس دون اعتبار ما قدّموه من إضافة للفكر التونسي والفكر الإسلامي. كل هذا تمّ تغييبه وأصبح ينظر إليهم كأناس منبوذين خارج الزمن وخارج التاريخ، وبالتالي لم يعد لهم أي مكان في هذا البلد.
إنّ هذا هو ما تمَّ فعلاً بالنسبة للزيتونة وخلّف شروخا وجراحا كبيرة في نفوس ومشاعر الناس، لأنّ الزيتونيين كانوا من جميع العائلات، فكل عائلة لها ابن درس في الزيتونة.
وهذا أثّر في هذه المناطق، مناطق اندلاع الثورة، أكثر من غيرها من مناطق البلاد، ونفس الشيء فعلوه المسؤولون الذين زادوا في حدّة هذه المشاعر بالإقصاء. إن أخطر تهميش هو هذا التهميش الذي ينبني على معطيات وجودية تأخذ بعدا اجتماعيا بعد ذلك،وهذا يزيد في حدّتها. فوجئ بعض التونسيين بالأوضاع التي كانت عليها هذه المناطق، لكن الذين زاروا هذه المناطق قبل الأحداث يعلمون النقص الذي كانت عليه هذه المناطق، نقص الاستثمارات الحكومية وهذا واضح. وما أردت قوله هو أنّ هناك جملة عوامل أي تشكيلة أو مجموعة خلقت عقلية ناقمة. فالناس أصبحوا غرباء في بلادهم ومحلّ احتقار ولم يلقوا اعتبارا لتاريخهم، وحاضرهم يثبت هذا الواقع.  
صحيح أن هناك بعض الاستثمارات في بعض الولايات لكن يبقى الأساس هو هذه المشاعر التي تغذّيها هذه الذاكرة والحاضر كان يذكر بها، وهناك علاقة بين الحاضر والماضي، فالماضي يحيل إلى الحاضر. 2 – كيف تفسرون انطلاق الثورة من جهتي سيدي بوزيد والقصرين؟ أية عوامل جعلت الثورة تنطلق من هاتين المنطقتين؟ هل هناك قابلية للانتفاض في هذه المناطق أكثر من الجهات الجهات الأخرى
معلوم أنّ هناك فضاءات قابلة للثورة والانتفاضة. وأحيلك إلى مقالي: .l’espace séditieuxوهناك تقاليد تاريخية. ونرجع أيضا الذاكرة والحكايات التي تنتقل من جيل إلى جيل. هناك نفسية معينة و شخصية معينة أقل قابلية للظلم والاستبداد والرضوخ، وهذا واضح سواء في الفضاء الريفي والقبلي أوالفضاء المديني. وهذه الفضاءات تشمل تونس المنتفضة séditieuse. وقد تميزت هذه الجهات بذلك منذ القرن الثامن عشر ، جهات تتصف بالقابلية للثورة وكان ذلك خاصة في القرن 19. و أنت تعرف ثورة بن غذاهم وثورات الجنوب الشرقي، وهذا أكيد ومرتبط بالسؤال الأوّل أي إنّ الذاكرة تغذّي الفكرة. وهذه الجهات كانت لها مكانة في محطات عديدة من تاريخ تونس سواء في مقاومة الظلم البايَوي( ظلم الباي) أو الاستعمار…  
والذاكرة عميقة جدا في هذه المناطق. فعندما تذهب إلى الحامة يذكر الدغباجي وبن قمحة وبن سديرة وغيرهم من الأسماء التي يتداولها الناس، وهنا تكمن أهمية التراث الشفوي.
ابرازات
*هذه الثورة تكمن أهميتها في أنها اختزلت بشكل كامل نصف قرن من تاريخ تونس المستقلة وكانت بمثابة الحدث المرتقب بالنسبة لمن تابع ورافق تاريخ البلاد على امتداد خمسين سنة.
* إن السبب الرئيسي المؤسس لهذه الأحداث ليست فقط الأسباب الاقتصادية والاجتماعية بل هناك أسباب وجودية تحيل إلى الذاكرة والمخيال وأشياء عديدة أخرى في صميم ضمير التونسي، وهذا يحيل إلى فترة مأساوية في تاريخ تونس، فترة 1955/1956
** معلوم أنّ هناك فضاءات قابلة للثورة والانتفاضة. وأحيلك إلى مقالي: .l’espace séditieuxوهناك تقاليد تاريخية. ونرجع أيضا الذاكرة والحكايات التي تنتقل من جيل إلى جيل. هناك نفسية معينة وشخصية معينة أقل قابلية للظلم والاستبداد والرضوخ، وهذا واضح سواء في الفضاء الريفي والقبلي أو الفضاء المديني. وهذه الفضاءات تشمل تونس المنتفضة séditieuse.
3 – ما هي القوى الاجتماعية التي حركت فعليا الثورة؟ ما رأيك في القول بأهمية المهمشين في إحداث التغيير الاجتماعي؟ هاربرت ماركيز تحدث عن هذا- كيف ترى المسألة في الحالة التونسية؟
المهمشون طبعا، ولو أنّ البوعزيزي ليس مهمشا بالمعنى الكامل إذ قد كان له شغل، بعض هذه التسميات ربما تقلقني، و أعتقد أنّ ردّ فعل البوعزيزي يندرج ضمن الكرامة وهو شعور إنساني، ردّ فعل أمام عملية إهانة له وهذا أمر مهم.
نعم هم مهمّشون كأشخاص، أي الشباب العاطل عن العمل، خاصة في مناطق لا تتوفر فيها إمكانيات موازية للعمل. شباب عاطل عن العمل، وهو شباب ينتمي إلى مناطق مهمّشة، والبعد الجهوي هام جدا في هذه الأحداث لأنه مع الأسف بعد خمسين سنة من الاستقلال كنّا نظن غير ذلك. عندما نستحضر اللحمة الوطنية التي تشكّلت وكانت موجودة في ثورة 52 / 1955 نرى أنّها قرّبت بين الجهات لأنّ العديد من أهالي السواحل لجأوا إلى المناطق الداخلية والعديد من المقاومين نقلوا لأسباب نضالية وأمنية إلى الساحل و الوطن القبلي لحمايتهم، ربما يبدو الأمر غريبا، فالوحدة وجدت لكن قضي عليها.
أنا لدي صورة أحتفظ بها في البيت هي صورة وفد الأمة الذي ذهب إلى الباي وهو متكوّن من الشخصيات الممثلة لعديد المدن والقرى التونسية عند إعلان الدستور.
وهذه هذه الوحدة اندثرت وفعل الفاعلون كل ما في وسعهم بتصرفاتهم لخلق هذا النفور الذي أصبح اليوم، مع الأسف، واقعا ولا بدّ أن نعترف به، وهو ظاهرة تهدّد المجتمع التونسي واستفحلت منذ سنوات. ظاهرة الجهوية مسألة خطيرة ربما نواجهها في السنوات المقبلة، وأحداث قصر هلال تدل على هذا[مواجهات بين أولاد عيار المستقرين في المدينة منذ سنوات وأهالي قصر هلال الأصليين وقد وقعت في بداية شهر مارس 2011]. و لا بدّ من التأكيد والإلحاح على إحياء الذاكرة الوطنية : الوطن واللحمة الوطنية وفكرة الجمهورية وليس العدالة فقط بين الناس، بل بين الجهات لبناء اقتصاد البلاد ومستقبلها. وإذا لم تتوفر الوحدة الوطنية بالمفهوم الصحيح فنخشى أن تنقسم البلاد. إن العمل الذي تمّ لتقسيم البلاد خطير، لذا أكدت بشيء من الحدّة على دور المسؤولين الذين تولوا المسؤولية، وتحدثت عن جيل ما بعد الاستقلال. علاقة غالبية هؤلاء ربما غلبت عليها الامتيازات.
إنّ المسؤولين في الجهات في السبعينات والثمانينات لم يكن لهم الإحساس الوطني بل كانوا يتعاملون مع الجهات بقوالب وكليشيهات معهودة، وقد سمعت هذا من بعض المسؤولين وأساسا من زملائي عن تجارب قاموا بها في هذه المناطق، ورؤيتهم لهذه المناطق. وكنت أستغرب وأتساءل كيف لمسؤول أن يكون بمثل هذه العقلية . نحن نعاني وسنعاني، والنخب التونسية غرقت في هذا المجال. ربما قلَّت هذه الظاهرة في فترة وظهرت ديناميكية توحيدية زمن الكفاح، لكن مع الأسف بعد ذلك لم تقم النخب بهذا. وهذا تفجّر اليوم كالبركان الذي اشتغل لمدة خمسين سنة : عوامل غياب العدل بين الجهات والفوارق الجهوية وهذه السلوكات وهذا التفكير العقيم هو ما فجّر الثورة وفجّر كل المشاكل التي كانت مكتومة أي فجّرت المسكوت عنه.
في بعض الملتقيات التي تمّت في العقدين الأخيرين في فضاءات علمية كان هناك حديث في ملتقى حول بورقيبة، وسبق أن أشرت إلى إحياء الجهوية في الفكر البورقيبي ، فهو قد آمن بالوحدة في البداية ثم في السبعينات استغل النعرة الجهوية لأسباب سياسيوية على حساب البلاد. وزملاء بورقيبة كانوا مُلقّحين ضد هذا المرض، ولكن العديد من أتباعه لم يحتفظوا بالوطنية وأصبحوا جهويين. وبعض وزراء بورقيبة كانوا يتحدثون في الموضوع جهويا ويقرأون الأحداث جهويا. لقد كانت أحداث بداية السبعينات، عندما فوّت الحزب الدستوري فرصة تاريخية ، فرصة مؤتمر المنستير الذي يمثل منعرجًا شبيهًا بما جرى في تركيا في الخمسينات عندما أحدثت أقطاب، وكان هناك تنوع داخل التيار الكمالي. إنّ تطوّر هذا الحزب ، الحزب الاشتراكي الدستوري، تمّ من منطلقات جهوية أساسا ونعت البعض بأنهم جرابة وصفاقسية وتوانسة، ومن كل هذا كانت دواخل البلاد تابعة .
الجهوية انتشرت وأدى ذلك إلى اندثار مفهوم الوحدة الوطنية ودخلنا في تصفية الحسابات باسم الجهوية، لأنّ البعض رأى أنها أفضل طريق لتصفية الخصوم وانتشرت كانتشار النار في الهشيم على المستوى الوطني.
الجهوية اليوم هي أكبر خطر يهدّد البلاد، ولا تساعد على تجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي هي حرجة، وربما تزيد في امتداد هذه المشاعر وتزيد من تفاقم الأوضاع.
4- كيف ترون مسار هذه الثورة؟ وهل نحن بعيدون عن أية أخطار محدقة بها؟
بالنسبة للمسار لست مرتاحا، فهو مسار متذبذب تعيشه تونس بعد مهزلة حكومة محمّد الغنّوشي وما ساد من ألاعيب وأكاذيب ومحاولات للالتفاف والتطويق تحت ضغوط أو تدخلات لا نعلم إلى حدّ اليوم أبعادها ولا نعلم كل جوانبها. ولست مرتاحا بخصوص تشكيل الحكومة الأولى وحتى الثانية، وتجربة محمّد الغنوشي كانت فاشلة وبائسة. واستغربت كثيرا لِمَا حدث بعد استقالة محمّد الغنوشي، وكيف أنّ بعض الناس شكر الرجل على ما قدّمه وإن كان لا أحد يشكك في قدراته التسييرية، لكن يغضبني كثيرا القول إنه رجل عظيم. أي عظمة؟ هل مازال التونسيون لم يشعروا بعد أنّ زمن المماليك، الوزراء المخصيين، قد ولّى ولم يعد. لقد عجز الغنوشي قبل وبعد 14 جانفي، وهذا كان كان له تأثير على مسار البلاد. الغنوشي ليست له الجرأة كسياسي بأن يرفض، والسياسي الذي لا يفعل ذلك هو سياسي مخصي .
إنّ ما جرى من تسميات في الوزارات لإبهار الرأي العام بوزراء لهم ولاءان، ولاء لتونس وولاء لفرنسا، واستغربت كيف يحدث هذا في تونس، واستغربت أن تقع تسمية وزراء جاؤوا من فرنسا وادعاء قدرتهم على حلّ مشاكل البلاد. وأستغرب إبقاء الباجي قايد السبسي على هؤلاء. والولاء المزدوج كان يرفضه بورقيبة في مواقع السيادة. هناك قوانين منعت في الجيش ووزارة الخارجية أن يكون التونسي متزوجا بامرأة أجنبية .
إنّ الادعاء بأنّ ذلك هو مواجهة بلاد في حالة ثورة والأخطار الخارجية، ربما يندرج ضمن رب عذر أقبح من ذنب. فعندما توجد الإرادة السياسية يكون الرجل قادرا على تمرير كلمته ولا يقبل شروط دولة أجنبية. أمور كهذه كانت ممكنة في عهد الصادق باي ولكنها اليوم غير ممكنة وغير مقبولة إذا كان هناك حس وطني لدى التونسيين. ولكن هذا لا يعني عدم توظيف هؤلاء القادمين من الخارج في مواقع أخرى غير مواقع السيادة. والرأي العام لا بدّ أن يقول كلمته، فلا يمكن أن تكون ضابطا فرنسيا وضابطا تونسيا في نفس الوقت. وسمعت مؤخرًا أنّه تمت تسمية النوري الجويني مستشارا لدى الوزير الأوّل مما يدلّ على أنّه ليس هناك احترام للرأي العام بل هناك تلاعب بالرأي العام. 5- وماذا عن دخول بعض أحزاب المعارضة إلى الحكومة المُعيَّنة إثر 14 جانفي؟
هؤلاء لا يمثلون المعارضة، هم أحزاب خسروا لعب ورقة لديهم للاعتبارات السياسوية، وراهنوا على أمور، وأحسب ذلك عن قلة التجربة السياسية عكس ما يتصورون. وحسابات المجلس التأسيسي كحسابات التجار الصغار، فليس أكيدًا أنها ستتحقق لأنّ القانون الانتخابي أحدث عديد المفاجآت. ففي انتخابات فرنسا سنة 1951 وضعوا قانونا انتخابيا خاصّا يختلف عن قانون انتخابات فرنسا في 1945 – 1949. كان الشغل الشاغل للطبقة الحاكمة الفرنسية هو محاولة استبعاد الديغوليين فوضعوا قانونا معقدا صاغه كبار فقهاء القانون، وكانوا متأكدين من نجاح النظام لكنه أعطى عكس النتائج. وزاد من حدّة الضغط الديغولي، هذه الحسابات السياسية مخجلة لا تليق بالبلد. وهذه اللجنة التي كوّنت حدّدت لها مسؤولية واضحة هي تهيئة قانون انتخابي وهي تتكوّن من شخصيات حزبية وشخصيات وطنية- مثل عارضات الأزياء، الكل فيها يعتبر نفسه من نخبة البلاد – أسماء ليست لها علاقة بالقانون ولا القانون الانتخابي بينما شخصيات كالصادق بلعيد وقيس سعيد لهما كفاءة مبعدان. هل هذا معقول؟ كل هذا لإرضاء نرجسية أحد أعضاء اللجنة وهو غير مختص في القانون الدستوري، هذا فيه كثير من المحسوبية، وهذه أمور لا تبشر بخير.
أنا باركت وساندت تسمية الباجي قايد السبسي وكنت أودّ تسمية أحمد المستيري، وتوسّمت في السبسي الخير وإذا بي ألاحظ أنه دخل باب المزايدات والبيع والشراء واختزال تونس في مثلث قمرت المرسى المنار. هذا غير مقبول من رجل دولة تشبّع بالروح البورقيبية، وتونس لا يمكن أن تُختزل في نخبة مفتعلة نصّبت نفسها وصيّة على البلاد وثقافتها. 6 – هل هناك قوى تسعى إلى تهميش أصحاب الثورة؟
هذا حاصل منذ الأيام الأولى، ولو كانت هناك رغبة في احترام حق الشعب واحترام نقابيين مثل محمد شعبان في صفاقس وعدنان الحاجي… لتمّ تعيين بعض ممثلي الجهات هؤلاء وزراء. ففي وزارة الاستقلال هناك معلم، تمنيت لو تمّ ذلك ولو رمزيا. إنهم بعيدون كل البعد بل نواصل في نفس الخط ونعتبر أنّ تونس هي السواحل!!
أنا لا أعيب على بن علي ولا على الغنوشي أن يفكرا هكذا، ولكن أعيب ذلك على الباجي قايد السبسي، وهو من البورقبيين، والفكر البورقيبي فيه نقائص ولكن فيه احترام الشعب والوطن.
بورقيبة لم يكن في سنواته الأولى غير منفتح، بل تهمه تونس كلها، أما الآن فالقائمات أصبحت قائمات عائلات وكذلك الأمر في عالم الفن والشعر والمسرح، بينما شخصيات كالصادق بلعيد وأهل الاختصاص يُقصون بشكل كلي ومتواصلا. فما معنى هذا؟ هل هذا يبشّر بالخير؟
7– كيف ترون الجدل الدائر بين أفكار مثل العلمانية واللائكية والهوية العربية الإسلامية؟ وإلى ماذا يمكن أن يفضي مثل هذا الجدل؟
هذا مشكل يفتح على عديد الأبواب ويطرح قضية اليسار في تونس وتاريخه وثوابته ومقوماته، هذا مشكل. والمشكل الثاني هو مشكل القضية الإسلامية في تونس. وقبل كل شيء لا بدّ من التفاهم حول المصطلحات. هناك تداول مفاهيم لمصطلحات غريبة، و هناك خلط حول مصطلحات متشابهة لكن فيها فوارق مثل العلمانية و الدنيوية sécularisation : معناها فقط أنه في الحياة اليومية البشر في موقعه الاجتماعي لا يمكن أن يتعامل مع المشاكل اليومية بمنطق ديني بحت وحين يقع التباعد يقع دون تخالف، وهو مصطلح أنقلوسكسوني، ونحن نعيش هيمنة الفكر الفرنسي. ففي تونس sécularisation تعني laïcisme بينما في الموسوعة الأنفليزية مصطلح sécularisation يشكل تاريخا كاملا يعني أن الناس رغم تدينهم فإنهم يعتمدون في حياتهم اليومية طرقا للوصول إلى حلول لمشاكلهم دون العودة إلى النص الديني.
وهناك محاولات للخلط بين اللائكية scientisme والعلمية التي تعني التقدم وتقترب منها فكرة أنّ العلوم قادرة لوحدها على حلّ المشاكل، وهي تختلف عن العقلانية التي فيها فكرة أنّ الإنسان لا يمكن له حلّ كل المشاكل لأنّ هناك دائما هامشا من اللامعقول.
والعلمية scientisme تحيل إلى المادية التاريخية أي إن العلم له قدرة كافية على حل مشاكل للعالم.
الجمعيات اللائكية الأولى كانت تسمى الفكر الحرّ « libre pensée ». إنّ العلم يمكن أن يكون بديلا للدين وهو ما نظّر له أوغيست كونت Auguste conte وهذا قريب من اللائكية.
إنّ الطرح المُقدم الآن طرح مغلوط، الدين والدولة لما لا المجتمع والدولة، المجتمع مستقل عن الدولة وله هياكل اقتصادية و له مؤسسات ثقافية نقابية. اليوم نتحدّث عن فصل الدين عن الدولة وقضيّة المساجد وتسيسها مطروحة. بين الدولة وهؤلاء لا يوجد شيء، كانت هناك إدارة الشؤون الدينية وتتبع الوزارة الأولى، وكانت وزارة الإشراف ولم يكن في إمكانها فرض قرارها على المؤسسة الدينية المتمثلة في مجمع جامع الزيتونة.
القضاء الشرعي رفضته المؤسسة الدينية رغم أنّ الوزارة طالبت به زمن فرنسا. وكان هناك هامش للحرية.
اليوم عندما تريد تقنين وضع المساجد من المفروض أن توجد مؤسسة دينية لها شرعية- كيف تمكّن الآن إعادة المؤسسة الدينية بعد حلّها، سامح الله بورقيبة. اليوم هناك الدولة. والتقنين يعني تولي الدولة من جديد الدولة الشأن الديني. والناس يطالبون بالفصل بين الدين والدولة في حين أنّ المؤسسة الدينية خاضعة للدولة و اليوم ليس هناك مؤسسة دينية.
إنّ قضية الفصل بين الدين والدولة معقّدة وتحيل إلى عدّة مشاكل والنقاش لم يتبلور كما يجب.
إذا أردنا أن يكون المجتمع مدنيا فعلا فلنعمل حتى تكون مختلف مكوناته دينية ثقافية مؤسساتها بمثابة محاور. إنّ حذف الزيتونة كان له تأثير كبير على الساحة الدينية في تونس، وتونس تجنّبت المنزلقات التي عرفتها الجزائر لأن الزيتونة كان لها دور ترشيدي.
8 – ما هي القوى التي تشكّل خطورة على الثورة، خاصة وأن البعض يتحدث عن ضرورة سنّ « قانون عدم الجدارة الوطنية » (loi d’indignité nationale)؟ وكيف سيتشكّل المشهد السياسي المستقبلي؟
في خصوص التعامل مع القوى السياسية السابقة ومنع الدستوريين من العمل السياسي، أقول إنّ هناك مجموعة لا بدّ أن يتم إبعادها لأنها خالفت الدستور، وهم كل من ناشد بن علي للترشح لانتخابات 2014 الرئاسية وهم بذلك خالفوا القانون وكان بإمكانهم إعادة صياغة الدستور ولكن ليس لهم الحق بمطالبة بن علي بالترشح مخالفين نص الدستور.
والدائرة السياسية كانت هي نفسها الدائرة الإدارية، وهؤلاء وجب إبعادهم 5 سنوات، هذا بالإضافة إلى كل من ارتكب جرائم وسرقات من المسؤولين. وهناك أناس لم يكونوا يعملون مباشرة في دائرة الدولة وكانوا في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ولم يتأكد أنهم ناشدوا و هم غير متقبّلين للتوجّه الحالي، ويُمكن أن يُكوِّنوا حزبا ويجب الحرص على إيجاد آلية لتمويل الحملة الانتخابية لأنّ هؤلاء سيرجعون عبر المال.
أنا لست مقتنعا أن هذا الشق قادر على لملمت صفوفه لأن عديد الطموحات الشخصية تشقّهم وتفاهمهم صعب وربما يحالون على أحزاب كانت تتعامل مع بن علي هذا على مستوى الزمن القصير 5 و6 سنوات. أما في الزمن الطويل فسترجع ثلاث قوى مهمّة في تونس لأنها تمثل الإرث الذاكرة:
-الاتحاد العام التونسي للشغل – الزيتونيون (الإسلاميون اليوم) الدستوريون (ليس التجمع الدستوري الديمقراطي)
وسيكونون من جيل اليوم وهم من الشباب وسيحاولون إحياء الفكر البورقيبي والوطني بمفهومه الشامل (الثعالبي الدستوري البورقيبي )وأتمنى ذلك وربما هذا حلم. هذا هو تاريخ تونس.
بعض هذه الأقطاب موجود ويَقوى وبعضها اندثر منذ 30 أو 20 سنة. وهي موجودة في مكان ما من ذاكرة الناس، لأن السياسة ذاكرة تخترق العائلات وغير مستبعد أن ترجع للساحة كما شاهدنا ذلك في بلدان شرق أوروبا.
هؤلاء سيعودون لأنّ هناك طلبًا اجتماعيًا كامنًا، لهذا قد يتشكل قطب رابع ماركسي، لا أرى كيف يمكن أن يتشكل. لأسباب تاريخية لا يوجد تيار ماركسي، فالحزب الشيوعي مستقبله وراءه لكن هناك حزب العمال الشيوعي التونسي. هل هذا الحزب سيكون قادرا على نحت هذا القطب الرابع؟ هناك أحزاب أقصى اليسار قد تنجح في التحوّل إلى قطب إذا ما حاول حمة الهمامي استيعاب الواقع وقام بثورته أما نجيب الشابي فإن مستقبله وراءه.
بالنسبة للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ، أنا أصوّت له. وهو حزب قريب من الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي هو منزل يجمع أفراد العائلة، وهو أقرب للعلاقة بين مصطفى بن جعفر والاتحاد وتتجاوز إلى قريبه الناصر بن جعفر الذي كان قطبا دستوريا في باب سويقة وممثلا في المكتب التنفيذي الجهوي بتونس على امتداد الفترة الاستعمارية.
إنّ فكرة بعث حزب عمّالي مع الإبقاء على الاتحاد العام التونسي للشغل هي فكرة حشاد في المؤتمر الخامس للاتحاد في 1951، فقد كان حشاد يرى المستقبل، وكان يعلم جيّدا أنّه في حالة انفراد الحزب الدستوري بالشأن الوطني فإنّ الاتحاد سيدفع الثمن، و أحمد بن صالح أخذ الفكرة سنة 1957 في إطار آخر وبمفاهيم أخرى.
إنّ فكرة الحزب العمالي فكرة جيّدة لو وجدت في الاتحاد قيادة رشيدة تتبنّاها، فالاتحاد يمثل قطبا يجمع تيارات ليبرالية اشتراكية وذات صبغة اجتماعية. وقد تجسِّد هذه الفكرة عامل تقارب مع فصائل أخرى، لكن الاتحاد له أسباب داخلية أجهلها تمنعه الآن من ذلك، هذه الصبغة غير ممكنة الآن. وهذه فكرة جيّدة لإيجاد قطبين، فالإسلاميون يمثلون 20 %أو 30 % من الناخبين، وهو حلّ جيد لتكريس مبدأ التداول على السلطة. و القطب العمالي بإمكانه استقطاب القوى اليسارية والليبرالية المسؤولية، وهذا جيد أيضا بالنسبة لخيار التداول على الحكم. مواطنون عدد 146 بتاريخ 13 أفريل 2011


بقلم المنذر صفر كاتب و ناشط حقوقي 14/04/ 20011 ان مواصلة الممارسات القمعية البوليسية والقضائية التي عهدناها عن النظام السابق/الحالي ما زالت ترهب المواطنين، وخاصة من بينهم الشباب الاحتجاجي الثوري، من دون ان تثير اي رد فعل من طرف الاحزاب ولا من طرف المجتمع المدني و حتي من طرف هيئة حماية الثورة ! الاعتقالات مازالت، والتعذيب مازال، و المحاكمات تشمل المتضاهرين وحتي صغار السن منهم. ان هذه الافتزازات التي لم تلقي الا التجاهل و غض الطرف من الجميع هي في الحقيقة خطر و تهديد لكل فرد منا و لمجتمعنا كله علي المدي القريب وعلي المدي البعيد. كلنا معرضون الآن لهذه الانتهاكات و كلنا معرضون كذلك لصمتنا البعض علي البعض. ولكن هذا الخطر ينبئنا علي مخاطر اكبر لمستقبل المسار السياسي الحالي: كيف يمكن ان نستثيق هذا النظام في وعده باحترام اللّعبة الانتخابية التي فرضها علي الحركة الثورية و في صدق نيته في التخلي عن الحكم لصالح من تفرزه هذه الانتخابية؟
كيف يمكن ان نصدق هذا النظام وهو يواصل عبَثَه بالشعب و تعنيفه و ظلمه في محاكمات جائرة معتادة من قدم الزمن؟
كيف يمكن ان نصدق هذا النظام وهو يستهدف الشباب الثوري و يعتقله و يعذبه ويحاكمه بنفس المحاكمات الجائرة؟
فكيف يمكن ان نصدق هذا النظام في وعده بالتخلي عن الحكم وهو لم يتب عن وحشيته القديمة، بل يواصل في ممارستها كما لو شيئ لم يحدث في البلاد، بل وكما انه يقول للجميع و علي الملاء : تعيو وتقبضوا، آشكون فيكم البريمة؟
نعم ان رسالته واضحة: انتخابات او لا، انَا هو صاحب القرار لاني صاحب العصى التي اواصل الآن ضربكم و تخويفكم بها، فهل منكم من يتكلم ؟ فلم يتكلم احد.
<  


تعددت الأحزاب و الحزب واحد .. بالإندماج تعالت الأصوات و الصوت واحد .. بالإحتجاج لا نريد هذا و لا هذا فكلهم لقطاء لقصرِ قرطاج ألإصلاح غايتهم أم محاجرهم على كرسي لفّه الإعوجاج عجبت و لا يعجبون .. سخرت و يضحكون .. أخيرا تمخض رحمك الطيب بعد عقم طويل وجع و طلق أوجع من الوجع نفسه عن خمسين حزبا توأما .. . أدفعة واحدة أصبح لنا خمسون أبا و قد كنا بالأمس القريب أشبه بالأيتام على مأدبة اللئام .. أدفعة واحدة مدت الأيادي إلى الزاد و لم تكن يد الشعب إليها أعجل .. أسدلت الأحزاب و شمّر منها فارط متمهل و استلت أقلامها تُبرأ نفسها ، ماضيها و حاضرها .. يتكلمون عنا بغير لغتنا و كأننا عمي صُم بُكم و إلينا لا يُرجعون .. .. الأمّ تنزف حد الاحتضار و الآباء الخمسون حول عرشها يرقبون و قد بلغت قلوبهم حناجرهم يكتفون بدفع نظارتهم السميكة سمك السنون التي قعرتها من كثرت النظر و الانتظار .. الكل يتمنى لو كان هو الوليد .. مساكين نحن و هم .. سمعنا عنهم و خبرناهم .. و سمعوا عنا و لم يختبرونا بعد عراة حفاة يتطاولون علينا .. يقتحمون غرف نومنا و يتبجحون بالخطابات و الشعارات .. لا نملك إلا التأفف و الضجر .. إلى متى يا رب و أنت أرحم من أن تجمع علينا حَشفًا و سُوء كَيْل ..
أكان أفلاطون على حق عندما استخلص ما مفاده أن جميع الحكم الموجودة الآن و بلا استثناء أنظمة فاسدة ، فدساتيرها لا يمكن إصلاحها جميعا إلا بمعجزة .. الأحزاب أول شيئ تفعله عند وصولها إلى سدّة الحكم تنسى ما عارضت من أجله ، تسعى لاستنساخ طاغية جديد .. بإهاب جديد حُلّة مُزيقياء أو لا مانع من إهاب حرباء .. و إلا كيف نفسر الإستباق المحموم نحو الكرسي و انتهاج التفريخ السرطاني للأحزاب ؟
ما لا يختلف فيه اثنان حتى و لو كانا مجنونان أن الأحزاب لم تولد للكرسي بقدر ما كانت مهمتها الأساسية السُموّ بالشعب أوّلا و الرقي بفكره قبل كل شيئ قبل حتى إعمار الدولة نفسها بعد ذلك بنسبة ضئيلة نتحدث عن الكرسي ..
من من الآباء الخمسين قام بما تحدثنا عنه ؟؟ أي أب من الأحزاب انشاء مكتبة ..؟ أي من الأحزاب أنشأ مدرسة ..؟ أي من الأحزاب أنشأ مشفى ..؟ أي من الأحزاب تواضع و سأل الناس عن أحزانهم .. ؟ عجيب و غريب و مريب .. عجيب أمر الأحزاب و قد مدت يدها لتأخذ قبل أن تعطي .. و غريب أمر الأحزاب و قد ظنت أننا يتامى و أحلت لنفسها كفالتنا .. و مريب أمر الأحزاب قيامها و نشأتها بين عشية و ضحاها .. هذا أمر دُبّر بليل .. و من المؤكد أن الصُبح قريب .. توأم روحي دار الكتب الوطنية


منذ أن بدأت أعي ما حولي ما ينفكّ يزداد عجبي……كل ما يحيط بي عجيب و غريب.. أنا دائما متعجّب مما أسمع و أرى… لا شكّ أن هناك كثيرين مثلي من « الكائنات المتعجّبة » مما يجود به علينا هذا الزمن الموحش…ربما ليس من العجيب أن نتعجّب و لكن العجيب حقا أن لا نفعل و هذه الحياة من حولنا حبلى بما تشيب له الولدان.
تعجّبت كثيرا و لا أزال من أمة هزّتها « الرسوم الكاريكاتورية » (لشخص الرسول عليه السلام) و لم تهزّها « الديكتاتورية » الجاثمة فوق صدورنا منذ دهور..تعجّبت من اختلافنا في كل جزئية إلا فرض الإستبداد من المحيط إلى الخليج حتى غدت أوطاننا « سجونا متلاصقة »..تعجّبت من أمّة تثور من أجل إطلاق تسمية « مكّة » على حانة بإسبانيا و لا تثور من أجل القدس الشريف الذي يوشك أن يصبح أثرا بعد عين جراء الحفريات و الاعتداءات…تعجّبت أيضا شديد العجب من الشعب التونسي الذي تحكمه عصابة فلا يستعين بالإرادة ليقتلعها من جذورها و لكنه يستعين بالصبر ليعيش بذلّ تحت كنفها…تعجّبت من شعب تسرق خيراته أمام عينيه فيضحك لأن له خيرا منها في « الجنة »..تعجّبت من شعب يلقي بنفسه في غيابات « البحر » (عسى أن تلتقطه أوروبا) على أن يواجه من يحول بينه و بين حياة كريمة..تعجّبت من شعب مفتّحة عيونه على « حكم » مباراة و مغمّضة على « الحاكم بأمره ».. تعجّبت من شعب تناشد منه الأجنة في بطون الأمهات الرئيس أن يترشّح و يعيد الترشّح لانتخابات بلا معنى و لا لون و لا طعم…تعجّبت من رجال « أمن » رؤيتهم تبعث فيك « الخوف »…تعجّبت من تتبّع وزارة الداخلية للسياسيين و الحقوقيين أكثر من بحثها عن المجرمين (أم ترى كانت السياسة إجراما في نظر بن علي؟)تعجّبت من وسائل إتصال لا تتصل بالشعب بقدر إتصالها بعطايا الحاكم الذي تدور في فلكه و فلك نظامه…تعجّبت من شعب يخاف من رئيس هو نفسه يخاف من زوجته…تعجّبت من صبر الشعب التونسي و من جلده و قدرته على احتمال هذه الأسطوانة الممجوجة التي تعاد برتابة منذ 23 سنة..آن اليوم للشعب أن يقول كفى..سنة 2011 لن نحتفل بالذكرى الرابعة و العشرين « للتحوّل » و لكن بالذكرى الأولى للحريّة.. إنتفضت تونس في يومها المشهود الرابع عشر من جانفي لتحيل بن علي من كرسي الرئاسة إلى كرسي الاتهام…الحقيقة أنني كالعادة تعجّبت من ثورة المسحوقين هذه..تعجّبت من قوم جعلوا الحرية غايتهم و الإحتجاج السلمي سبيلهم و رحيل بن علي و عصابته مطلبهم..تعجّبت من شباب رفعوا رؤوسهم عاليا ذات يوم لا ينسى أمام الوزارة التي لطالما نكّست رؤوسنا..تعجّبت من جبن بن علي و من نظامه الورقي و من حزبه الذي يعدّ مليون و نصف منخرط و لكنهم في النائبات قليل…تعجّبت من طالبي الحريّة و قد وقفوا وقفة عزّ ضد الإستبداد بالكلمات لا باللكمات و بالحروف لا بالكلاشنكوف و بالحناجر لا بالخناجر..تعجّبت من شباب لم تفلح هدايا بن علي المسمومة يوم 13 جانفي في ثنيه عن مواصلة نضاله..تعجّبت من شباب لم يأبهوا بتخفيض أسعار المواد الأساسية لأن مطلبهم هو الحرية و لا « بتحرير الإعلام » (المزيّف) لأن مطلبهم كان « تحرير الوطن » و لا ب »مواطن الشغل » لأن مطلبهم كان « المواطنة » قبل « الشغل » أو الكرامة قبل الخبز.. سعدت بملحمة الحرية التي سطّرها الشعب التونسي و كاد لأول مرة شعوري بالعجب أن يزول..لماذا أعجب و قد أراد الشعب الحياة فأستجاب له القدر و تونس عادت إلى الطريق الصحيح …قلت كدت لأنني سرعان ما عدت إلى التعجّب..فيوم 14 جانفي 2011 و على الساعة الثامنة مساءا تقريبا بتوقيت تونس أجهضت « الثورة » بمسرحية سخيفة من الوزير الأول محمد الغنوشي و تلاعب بالفصول الدستورية يذكرنا بالتأكيد بتلاعب الرئيس المخلوع بالدستور بأكمله لا بمجرد فصول فيه..إشتدّ عجبي أكثر من ذي قبل…تعجّبت لماذا كتب علينا أن نعيش ثورة « عرجاء »؟ تعجّبت من كذب محمد الغنوشي و إدعاءه تفويض الرئيس له و قلت في صالح من هذا الكذب؟ تعجّبت لما رأيت رؤوس النظام السابق هي من تتولى القيادة بعد رحيل بن علي كأننا في إنقلاب و ليس في ثورة..تعجّبت من الفوضى التي عمّت البلاد رغم أن النجاح الوحيد لبن علي كان زرع « شرطي » في نفس كل مواطن كأنّ وزارة الداخلية تعيش في دواخلنا..تعجّبت من البيروقراطية التي طبعت الثورة من مجالس و لجان و هيئات لحماية الثورة من الفاسدين فإذا بها تنقلب إلى حماية الفاسدين من الثورة..تعجّبت من وزارة الداخلية و قد خذلتنا مرتين بأن أرهبتنا و قمعتنا في زمن المخلوع و بأن تركتنا وجها لوجه مع الإجرام و الفوضى في زمن الثورة…..تعجّبت من طرح قضية اللائكية و الإسلام وهو نقاش بيزنطي لا ينتهي (و الأفضل أن يظل حبيس الأسوار الأكاديمية يناقشه الباحثون فيما بينهم لأن هذا الموضوع إذا أطل برأسه إلى الشارع قسّمه و نحن بحاجة إلى الوحدة لا إلى الفرقة)..تعجبت من الإعلام الذي لا يزال يعيش عصره البنفسجي القاتم..تعجّبت من خلو السجون من نزلائها الحقيقيين وهم أباطرة الفساد و الرشوة و أوتاد النظام البائد..تعجّبت من كثرة الأحزاب و صراعها الحاد في ما بينها و حبر وثائقها التأسيسية لم يجف بعد..تعجبت من قياديي « الحزب المخلوع » يستنسخون من تجمعهم البائد نسخا مشوهة جديدة..تعجبت من رؤوس الأموال كيف كانت ذيولا للنظام بالأمس و أشباحا لا ترى اليوم…
تعجبت و تعجبت و كل يوم يزداد عجبي…و كذا هي بلدي لا تنقضي عجائبها في زمن الإستبداد كما في زمن الثورة و الحرية…
يسري الساحلــــي laurentb201@yahoo.fr


! أي بنيّ إنّي شعرت بقلق شديد و أرق بعد مكالمتك الهاتفية التّي ذكرت فيها أنّك لم تعد ترغب في إرتياد المسجد بمدينة الأنوار باريس أيّام الجمعة ، و إنّي أحترم قرارك هذا بعد ما ذكرته لي من تعدّ على حريّتك و على إختيارك في الملبس حيث تكرّرت مطالبة بعض المصليّن لك بشيء من الإحراج بضرورة إرتداء قميص ، و إنّ سبب أرفي و قلقي و إنزعاجي ليس قرارك و أنت تعلم علم اليقين أنّي أريدك حرّا و ربيّتك على حريّة الإختيار و القرار ، و لكن سبب إنشغالي هو هذا التعدّي الذّي أتاه بعض ما يسمّون أنفسهم بالدّعاة ، هؤلاء الذّين ينفرّون و لا يرغّبون ، هؤلاء الذين نصبّوا أنفسهم أوصياء على خلق الله ، كذلك ما أحسست به من خلال نبرات صوتك من حزن عميق و شجن حين قلت أنّ هذا الموقف تعرّضت له في كلّ مرّة هممت فيها بمغادرة المسجد من قبل العديد و بشيء من الغلظة و قلةّ الأدب و الإحترام٠ أي بنيّ ! لا تحزن فإنّ هؤلاء تربّوا على الإنغلاق و لا يقبلون بالإنفتاح و التحرّر فلا تعر إهتماما لمهاتراتهم و سخافاتهم و أبق كما عهدتك وفيّا لمبادئك متوكّلا على الله ، فكلّ إناء بما فيه يرشح . و أعلم أنّنا في تونس بدأنا نسمع أخبارا مختلفة عن مثل هذه التصرّفات بعد ثورة 14 جانفي 2011 من هذه الحكايات المتداولة اليوم وقوف مثل هؤلاء الأشخاص أمام محطات وسائل النقل العمومي و بأيديهم أغطية رأس عارضينها على الفتيات طالبين منهّن أن  » يسترن أنفسهنٌ  » على حد تعبيرهم و قد يصل بهم الحد إلى فرض تسلم هذه الأغطية ٠ و فئة أخرى إنتهكوا حرمات بيوت الله لينزلوا إماما من فوق المنبر و ينصبون آخر و يثبتون ثالثاً . كما يعمد آخرون إلى أن يقدّموا موعد صلاة الجمعة عنوة و بصورة فردية دون أخذ رأي بقية المصلّين معهم٠٠٠ فلا تأس بنّي و لا تكترث بما يأتونه و تذكّر دوما أنّك ضيف على بلد له عاداته و تقاليده و قوانينه و نواميسه و اسع إلى التحصيل باجتهاد و جدّ و كدٌّ٠٠٠ أي ولدي ! لا تنهزم بسهولة يجب أن نتصدّى لمثل هؤلاء و أن نحمي حريّتنا من هذا الدّاء و من عبثهم و هذا الإستبداد الفكري المقيت و إنّ ما يقومون به لا يمتّ بصلة إلى القيم الأخلاقيّة و الدّينيّة ، فهل تجد في القرآن و السنّة مايدعو إلى هذا القميص ؟ متى كانت الفضاضة و التشدّد أسلوبا للدّعوة ألم يقل ربّ العزّة  » فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله …  » و هو القائل كذلك  » ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٠٠٠ صدق الله العظيم٠ مع حبّي و شوقي٠
علي مطــيــر٠


د.خالد شوكات* ثمة بشر يموتون جسدا و ذكرا، وثمة بشر يموتون لكن ذكرهم يبقى ما بقي البشر، بل إن ذكرهم و دورهم في الحياة ربما زاد بعد موتهم وفاق كل تصور. و اعتقد شخصيا أن الزعيم الحبيب بورقيبة هو من هذه الفئة التي لا تموت ذكرا، و سنرى جميعا، كتونسيين على الأقل، أنه كلما احتاجت تونس إليه سيلبي نداءها، فقد كانت في يوم ما حلما يراوده، و أصبحت مع الاستقلال سنة 1956 حقيقة، و أضحت سنة 2011 ناصعة البياض.
عدد كبير من الذين يهاجمون بورقيبة، ربما لا يعلمون أنهم « بورقيبيون » أيضا، سواء أقروا بهذه الحقيقة أو لم يقروا، ومن هؤلاء « الإسلاميون » الذين صرح قادتهم، بل شيخهم الأكبر، أنهم لا يريدون نقض مجلة الأحوال الشخصية، و أنهم يرون فيها « اجتهادا إسلاميا »، وما كان « بورقيبة » إلا صاحب هذا الاجتهاد، واجتهادات أخرى كثيرة، كانت أحادا لكنها كانت سباقة و عظيمة في دفعها المسلمين، والتونسيين في مقدمتهم، إلى مساحات جديدة للإصلاح والتحديث والتجديد. هناك من لا يعرف سر « تقدمية » أطروحات الحركة الإسلامية التونسية قياسا إلى غيرها عربيا وإسلاميا، وربما راوغ الإسلاميون التونسيون أنفسهم في الإجابة هربا من الصدع بحقيقة تزعجهم، أن الملعب الفكري و السياسي في تونس لم يكن من صنعهم، و أنهم لما وجدوا أنفسهم لاعبين فيه، اضطروا ربما إلى التكيف مع قواعد اللعب على أرضه، و كان الملعب كما قواعد اللعب من صنع الزعيم بورقيبة، الذي لم يكن « علمانيا » كما يزعمون، بل « مفكرا إصلاحيا مسلما » عرف أن الله « يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرءان »، والتزم بفتوى شرعية في كل خطوة خطاها في الفقه و الحكم والجهاد الأكبر.
في رسالة كانت نشرتها جريدة « الموقف » أيام المعارضة، خطها الأستاذ أحمد المستيري ردا على جريدة جزائرية اتهمت الزعيم التونسي سنة 1966 بأنه ليس إلا نسخة عربية للزعيم التركي مصطفى كمال، بين الوزير التونسي الفرق بين « الأتاتوركية » و « البورقيبية »، فالأولى حرب على الدين، أما الثانية فتوظيف للدين في معركة التنمية وإيمان بدور عظيم للإسلام في مسيرة الإصلاح والتحديث والبناء.
و قد أثبت الصديق الصحفي لطفي حجي في كتابه ذائع الصيت عن الزعيم التونسي، أن الحبيب بورقيبة رحمه الله، كان أول شخصية دولية تثير أزمة كبيرة في عقر دار الأتاتوركية، عندما انتقد من على منصة البرلمان التركي أواسط السبعينيات إلغاء أتاتورك للخلافة باعتبارها رمزا لوحدة العالم الإسلامي، و قال أنه كان عليه أن يكتفي فقط بإلغاء السلطنة.
في فيلمه الملحمي حول الحركة الوطنية التونسية، ربما لم تسعف أجواء النظام السابق المخرج الكبير فاضل الجزيري أن يتكلم في « ثلاثون » بمباشرة أكثر عن حلم « الثلاثي » أبو القاسم الشابي والطاهر الحداد و الحبيب بورقيبة، حول تونس المستقلة المتقدمة العادلة..وقد كان بورقيبة أمينا على عهد رفيقيه اللذين لم يمهلهما الموت ليروا حلمهما يتحقق، إذ وافتهما المنية على التوالي سنتي 1934 و 1935، فواصل رحلة الكفاح الوطني المحفوف بمخاطر الموت، و لم تفتر عزيمته أو يضعف إيمانه بنظرية الشابي « إرادة الحياة »، كما لم ينس وصية الحداد « خيرا بالمرأة التونسية »، وقد دفع الرجل حياته ثمنا لانعتاقها من ربقة المجتمع المتخلف وتحريرا لها من أوضاع الفقر والخصاصة و التقاليد البالية، التي ليس للدين الحنيف صلة بها.
بعض من يهاجمون بورقيبة من منطلق إسلامي، لا يتعففون عن تزوير التاريخ، من قبيل إقامة العداوة بين بورقيبة والثعالبي، و هم يغالطون الشبيبة التونسية، التي ربما لا تعلم أن بورقيبة عاد إلى أرض الوطن من فرنسا عندما كان الثعالبي منفيا خارجها، وأنه حقق حركته التصحيحية بتأسيس الحزب الدستوري الجديد، ولم يكن الثعالبي حينها زعيما للقديم، بل إن ثمة من يهمش حقيقة أن الثعالبي، تماما كما بورقيبة، كان مرمى سهام المحافظين من علماء الزيتونة، وأن كلاهما لاقى الهجوم والتحريض جراء نزعته التجديدية البينة.
و أذكر أيضا أنني سألت المؤرخ التونسي الكبير الدكتور عبد الجليل التميمي مستنكرا، عندما انتقد في برنامج تلفزيوني جمعني به، الزعيم بورقيبة لأنه لم يكن ديمقراطيا، بتذكيره بأن معارضيه خلال الخمسينيات والستينيات لم يكونوا ديمقراطيين أيضا، وأن مشاريعهم السياسية التي كانوا يمنون بها التونسيين لم تكن سوى نسخ رديئة من سير ستالين أو عبد الناصر، و إن كل تونسي حر ليحمد الله ألف مرة أن مخططات هؤلاء لم تنجح و أن تونس بقيت ليبرالية تحديثية ما كتب الله لها أن تبقى.
و في سياق مشابه، فإنني لا أتردد في القول بأن خلاف الزعيم بورقيبة مع الزعيم صالح بن يوسف، لم يكن مثلما يريد البعض تصويره، خلافا بين الحق والباطل، أو خلافا بين المبادئ والخيانة، فقد كانا ينتميان إلى المدرسة الفكرية والسياسية نفسها، و كان صراعهما الرئيس على السلطة، فليس لأن أحدهما انتصر والآخر انهزم، يصبح أحدهما ملاكا والثاني شيطانا.
إن قوة البورقيبية تكمن في أنها دونا عن سواها من الأفكار « اليسارية » و »الإسلامية » و »القومية العربية »، قد آمنت بوجود وطن يسمى « تونس » و تونسيين » يمكن اعتبارهم « أمة »، فإذا ما عدل أصحاب هذه الأفكار بوصلاتهم و تخلوا « حقا » أو « تكتيكا » عن أحلامهم الكبرى خارج الحدود التونسية، فإن ذلك لا يمنحهم الحق أبدا في التنكر للحقيقة الوطنية الكبرى، حقيقة أن بورقيبة هو أبرز من آمن ب »تونس أولا » ووضع حجر الأساس للدولة التونسية الحديثة التي لا بد أن نفخر بها جميعا و نحفظ القواعد التي أقيمت عليها كلية، فلا تنحرف يمنة أو يسرة فنضل و نزل وتذهب ريحنا.
و الآن عندما تصبح الديمقراطية مطلبا تونسيا جامعا، فإنها يجب أن تكون « استكمالا » للاستقلال و مراكمة لإنجازات الدولة المستقلة واعترافا بفضل المؤسسين، لا أن تكون « هدما » لصرح الوطنية و تشكيكا في الذات الوطنية و نكرانا لإسهام العظماء.
* كاتب وإعلامي تونسي


الثورة اليتيمة – من يسعى لجني ثمار الثورة ؟

من المفارقات الغريبة ومما كان من أهم خصوصيات ثورة الشعب التونسي أنها الثورة التي انطلقت من أسفل الهرم وما كان لها أن تحقق النجاح وتنتهي إلى ما انتهت إليه من نتائج إيجابية لولا التحام الطبقة السياسية والحقوقية والإجتماعية والإعلامية الوطنية المعارضة والجادة بها منذ انطلاقتها. ويكفي أنها كانت مصدر إلهام لشعوب المنطقة وكسرت حاجز الخوف والتردد واليأس لديها من التمرد على الحكام المستبدين والإطاحة بهم. فلم يمهل الشعب المصري النظام الفاسد المصري بعدها إلا قليلا حتى أطاح به في ثورة سلمية رائعة يوم 11 / 02 / 2011 أطلق عليها الشعب المصري ثورة 25 جانفي يناير 2011 تاريخ إعلان قيامها، وبعد 06 أيام من الإطاحة بالمجرم حسني مبارك فجر الشعب الليبي البطل ثورته يوم 17 / 02 / 2011 على المجرم معمر القذافي أكبر سفاح عربي في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وهو الذي يقدم اليوم الآلاف من الشهداء والآلاف من الجرحى من أجل الحرية والتحرر ولا يبالي، حتى يحقق أهدافه كاملة في الإستقلال والإنعتاق وتقرير المصير. وعلى خط ثورة الحرية والكرامة في تونس مازال الشعب اليمني والبحريني والعراقي والعماني والأردني والسوري ينتفض، بين مطالب بالإصلاح وبإصلاح حقيقي والإطاحة بالنظام السياسي وإسقاطه. وما من نظام سياسي في المنطقة إلا وهو مرشح للثورة عليه والإطاحة به..
لئن كان الحديث عن طبيعة هذه الثورة طويلا، إلا أن المتطفلين عليها والإنتهازيين، بل وحتى أعداءها الذين من المفروض أنها جاءت للإطاحة بهم كانوا إلى حد الآن هم الأقدر بفعل التدخل الخارجي والطابور الخامس الداخلي الذي تمثله الكثير من قوى الردة والجذب إلى الخلف على الإستفادة منها، وحصلت منها على نتائج إيجابية عاجلة ومبكرة. فقد كان مما يؤسف له، أن تكون بقايا نظام كبير الفاسدين بن علي تلهج ألسنتهم باسم الثورة من أمثال الفاسدين الآتية أسمائهم كالمدعو زهير المظفر ومحمد الغنوشي وفؤاد المبزع ورضا الملولي وأحمد الإينوبلي وأحمد بن إبراهيم والصغير أولاد أحمد وبوجمعة اليحياوي وإبراهيم حفايظية.. وغيرهم من الإنتهازيين والمتطفلين والمرجفين ومن لا حياء ولا رجولة لهم كثير. وقد كان من المخجل كذلك أن يهرع أولئك الذين منهم من لا علاقة لهم بالثورة، وإذا كان لهم من دور فيها فإنه ضعيف جدا وأقل مما يكون الحديث عنه بحكم انحصارهم قاعديا، وبحكم قربهم، مهما بعدوا من نظام كبير الفاسدين بن علي، الذي كان في الحقيقة نظامهم أكثر مما هو نظامه إلا من رحم ربك، وإضافة إلى أنه إذا كان لفئة الشباب من الشعب التونسي الدور الأكبر في تفجيرها، فإنه لا دور أو على الأقل لا كبير دور لأبنائهم في ذلك، باعتبار أن المعلوم أن أبناء الكثير منهم على الأقل هم من العاملين أو المتابعين تعليمهم بالخارج، إلى تشكيل ما يسمى بجبهة 14 جانفي ركوبا كالعادة وبكل وقاحة وبانتهازية مفرطة للحدث، وجعل هذا العنوان الذي هو عنوان للشعب التونسي كله كبيره وصغيره جليله وحقيره، بعيده وقريبه مريضه ومعافيه، حيه وميته عنوانا لهم، تعبيرا منهم عن حماقة سياسية وغباء مازالوا عليه، أو استخفافا منهم بالشعب التونسي واستعلاء عليه كالعادة، وإهانة واستغباء له أو كل ذلك؟ وهو الذي برهن بما لا يدعو للشك أنه ليس مثلما كانوا يعتقدون، ومثلما كانوا يصورونه وكانوا يقدمونه ويعتبرونه ويتحدثون عنه، ومثلما كانوا يريدون له أن يكون ..
المهم أنه لا معنى لكل ذلك عندي إلا اعترافا من هذه المكونات المجهرية السياسية بإفلاسها السياسي والثقافي والأخلاقي، ولتكون بذلك قد التحقت ببقايا النظام الفاسد الذي لم تكن في الحقيقة بعيدة عنه خاصة في السنوات الأربعة الأولى على الأقل من وجوده، والذي مازال الشعب التونسي يواصل الإطاحة به حجرا حجرا ومازال يضطره إلى التنازل والإنسحاب من موقع إلى موقع، ومن موقف إلى موقف حتى يتحقق له ما يريد، وحتى لا تسرق منه ثورته ولا يتم الإلتفاف عنها من أي كان من الإنتهازيين واللصوص والسراق من المعادين لها، من أولئك الذين لم يكن يخطرا لهم ببال يوما أن يكون قادرا على الإطاحة بأكبر نظام بوليسي كانت الكثير من مكونات الحركة العلمانية اللائكية خاصة لا تريد له أن يسقط، وكان كل الذي تريده منه بعض التنازلات وبعض الإصلاحات…لأن كل الذي كانت شاكرة له وكانت شريكا له فيه حملته الإستئصالية على الحركة الإسلامية.
ففي الوقت الذي كان فيه شباب الثورة ورجالها ونسائها مستمرون في الضغط على بقايا النظام الفاسد وعلى بقايا الدكتاتور، كان المتورطون معه ممن كانوا من مكوناته ومن الشركاء معه في جرائم الإستئصال والتهميش والإقصاء والتعذيب والقتل والتهجير والسجن وقطع الأرزاق والفساد المالي والإداري والسياسي والقضائي والإعلامي والأخلاقي، والأقل دورا في الثورة، ومن لم يكن لهم دور في ذلك أصلا منهمكون ومستمرون في تقديم مطالب الحصول على تأشيرات تكوين أحزاب سياسية، وهم من لم ينتظروا إلا قليلا حتى تم لهم ذلك بدون مشقة ولا عناء ولا طول انتظار. وبدون خجل ولا حياء وبكل انتهازية وكالعادة سرعان ما تم دعوة أحزاب الموالاة والمعاضدة لكبير المجرمين بن علي التي كانت طرفا في المشكلة ولم تكن يوما طرفا في الحل لتتصدر منابر الإعلام الرسمي لتبدأ جني ثمار عهد جديد وثمار ثورة لم تكن طرفا فيها بل كانت عليها، بعد أن تمتعت بكل ما توفر لها من متعة ومن امتيازات ومن مكاسب من مثل حزب حركة التجديد (الحزب الشيوعي التونسي سابقا ) والحزب الديمقراطي الوحدوي وحركة الديمقراطيين الإشتراكيين والحزب الإجتماعي التحرري ما عدى حزب الوحدة الشعبية الذي مازال مختفيا عن المشهد الإعلامي منذ سقوط كبير المجرمين بن علي، وقد كان التجمع المستفيد الأكبر من الثورة إلى الآن، وليس التجمع عندي إلا تجمع الإنتهازيين والمفسدين في كل المنظومة الحزبية والشخصيات المستقلة التي أحاط بها كبير المجرمين بن علي نفسه، والذين أوهم بهم نفسه وأوهم بهم الداخل والخارج بإقامة مشهد ديمقراطي مغشوش لا علاقة له بالديمقراطية ولا بالحكم الرشيد. وليس ما يسمى التجمع الدستوري الديمقراطي الذي لا علاقة له في الحقيقة بالدستور ولا بالديمقراطية إلا تجمع تلك الأحزاب وتلك الشخصيات الفاسدة المستعلية على الشعب والمعادية له، بل يمكن أن يتسع هذا المعنى ليكون دالا على كل مكونات النظام السابق الذي كان يتسع بعد الشخصيات والأحزاب إلى أطراف مهنية ونقابية واجتماعية وجمعياتية إنسانية وحقوقية وقضائية وإعلامية..كالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمركزية النقابية ممثلة في الإتحاد العام التونسي للشغل والإتحاد العام لطلبة تونس وغير ذك من الإتحادات والمنظمات والهيئات والأجهزة التي اصطفت منذ البداية وراء كبير المجرمين بن علي لتكون جميعا أكبر نظام عصابات عرفه التاريخ المعاصر. والذي بدا واضحا أن كانت كل هذه الأطراف بين محاول إجهاض الثورة ومجيرا لها لنفسه، ليكون الشعب في النهاية هو الخاسر الأكبر، ولألا يكون للثورة معنى ولا يتحقق له منها ما يريد من حرية وكرامة وديمقراطية ومساواة وعدالة اجتماعية..ولكن عبثا تحاول كل هذه الأطراف والمكونات مهما كانت درجة انتهازيتها وخطورة مخططاتها ومتانة تحالفاتها أن يكون لها ما تريد. وأنه يجب أن تعلم أنه سوف لن يكون للشعب إلا كل ما يريد لأن إرادته من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر. وأن ما من الله به عليه فلن يستطيع أي كان مهما أوتي من القوة ومن القدرات ومن العدة والعتاد ومن الإمكانيات أن ينتزعه منه  » والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ». علي شرطاني


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يسر موقع الشيخ عبد الرحمن خليف_ رحمه الله _ أن يزف بشرى وصول الطبعة الثانية من كتاب  » مشاهد الناس عند الموت  » بعد انتظار أكثر من عشر سنين ؛ و بهذه المناسبة نشكر كل من ساهم في إنجاز هذا العمل من تونس أو من خارجها و ندعو الله العلي القدير أن يمن عليهم من فضله الواسع و أن يُديم عليهم نعمه الظاهرة و الباطنة . و الكتاب متوفر لدى معرض الكتاب الدائم بحي محمد علي بالقيروان و للاستفسار يرجى الاتصال بالرقم الهاتفي : 77226076 .
كلمة الموقع : الإسلام و العلمانية : الصراع الحتمي : http://cheikhelif.net/site/site.php الخطب : خطبة الجمعة ( تسجيل صوتي : 1989 ) : استكمال مراتب الإيمان : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=13&k=310 خطبة الجمعة ( تسجيل صوتي ): 27 رمضان 1400_ 8 أوت 1980 : نصيحتي للشباب المسلم : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=3&tk=20&k=311 دروس : سلسلة تفسير سورة البقرة : الحلقة التاسعة و الخمسون : الآيتان 55 و 56 : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=612 الحلقة الستون : الآيات من 57 إلى 60 : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=1&d=613 من مشكاة الفتاوى : إمام يدخن ويلعب الورق : هل تجوز الصلاة وراءه ؟: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=615 شخص مستقيم و لا يصلي : ما مصيره ؟ : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=616 سؤال عن المراءاة : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=617 أحذية تباع وقد كتب عليها اسم الله و محمد : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=618 التنصير في القيروان : http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=619 الدعاء بجاه رسول الله : هل هذا جائز ؟: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=20&d=620 مقاطع متميزة : كلمة باطلة [ الإيمان في القلب ] و كفى ؟؟: http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=611 ميضأة الحفيان و رد والي القيروان : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=614 واجب و آداب طالب العلم : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=621 من مواقف مصعب بن عمير : http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=622 كيف يطفئ الصوم الرغبة الجنسية ؟: http://cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=21&d=623
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .



تعرضت مساعي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنح أموال للدول العربية التي تمر بمخاض ديمقراطي لنكسة، بعد أن أوقفها الكونغرس الذي يركز على مصروفات أكثر ضرورة مثل تسوية العجز الفدرالي. الإدارة الأميركية تتفحص خياراتها بخصوص طلب تقدمت به مصر لإعفائها من دين للولايات المتحدة بقيمة 3.3 مليارات دولار، كما تسلمت الإدارة طلبا مماثلا من تونس ولكن لإعفائها من دين أصغر حجما بقيمة 7 ملايين دولار. لكن معارك الميزانية الجارية هذه الأيام في واشنطن جعلت تلبية طلبات الإعفاء غير ممكنة، بحسب مسؤولين أميركيين. المشرعون الأميركيون لم يكتفوا فقط بغلق الباب أمام أية مخصصات جديدة لدعم الاستقرار في البلدان التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي، بل عارضوا أيضا مقترحات اقتطاع جزء من أموال برامج المساعدات الدولية لدعم الدول العربية. مسؤولو الإدارة يقولون إن هذه المساعدات سوف تساعد في تشكيل تغيير تاريخي في المنطقة العربية. كما يخشى المسؤولون الأميركيون انتكاسات اقتصادية قد تصيب الديمقراطيات الجديدة في القاهرة وتونس -اللتين شهدتا سقوط دكتاتورين هذا العام- بالشلل مما قد يؤدي إلى توجه سكانهما إلى الجماعات الإسلامية التي تشكل تهديدا للمصالح الإستراتيجية الأميركية. معارضو الدعم المادي يقولون إنهم يؤيدون التغيير الديمقراطي في العالم العربي ولكنهم لن يمولوه. النائب الجمهوري وعضو لجنة الميزانية في مجلس النواب الأميركي جَيسون شافيتز يقول « لا توجد هناك رغبة في صرف المزيد من الأموال. عندما لا نكون قادرين على تغطية نفقاتنا، يصبح من الصعب أن نبرر تمويل نهضة في بلد أجنبي ».  
قتال مرير المعارضة في الكونغرس الأميركي تعود بشكل جزئي إلى تأثير أعضاء « حزب الشاي » ومحافظين آخرين طالما عارضوا برامج مساعدات الدول الأجنبية، وتقريبا أجبروا الحكومة الأميركية على الدخول في قتال مرير بشأن الخفض في الميزانية. بعض المشرعين الأميركيين تنتابهم الشكوك بعد أن بينت الأرقام إنفاق المليارات على حروب العراق وأفغانستان خلال العقد الماضي، في حين يقول بعض النواب إن الإدارة الأميركية لم تقدم طرحا مقنعا يبرر إنفاق الأموال في البلدان العربية التي تشهد حالة من التغيير. المقاومة التي واجهتها الإدارة الأميركية من المشرعين الأميركيين، أجبرتها على التوجه نحو مانحين أجانب ودوليين، مثل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلا أن مساعيها تلك كانت محدودة النجاح. كما حاولت الإدارة الأميركية إقناع الدول الأوروبية التي قامت بحجز أموال في حسابات مسؤولين مصريين متهمين بالفساد باستخدام تلك الأموال لمساعدة الحكومة الجديدة في القاهرة.  
« نظم محورية » يقول أحد مسؤولي إدارة أوباما أن « هذه نظم محورية في إقليم محوري، واستقرارها أمر مصيري ». يذكر أن مشروعا تم اقتراحه الشهر الماضي لمساعدة الديمقراطيات الوليدة على غرار المشروع الأميركي الذي استخدم لمساعدة دول أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، قد واجه أيضا مقاومة شرسة في الكونغرس الأميركي. مسؤولو إدارة أوباما فكروا كذلك في تغيير وجهة المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، وتوجيهها إلى الحكومة بدلا من الجيش، لكن النواب الأميركيين عارضوا الفكرة لسببين، الأول هو مخافة أن يؤثر ذلك على مبيعات الأسلحة الأميركية، والثاني مخافة أن يعني ذلك تخفيض المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل، حيث ترتبط قيمة المساعدات العسكرية الأميركية لكل من مصر وإسرائيل ببعضها بعضا منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويجادل المصريون بأن الولايات المتحدة يجب أن تطفئ الدين البالغ 3.3 مليارات دولار المترتب على مصر من تصدير القمح الأميركي إليها، فهم يرون أن الولايات المتحدة عليها أن لا تطالبهم بما تراكم على مصر من ديون تحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك، هذا بالإضافة إلى وجود سابقة في هذا المجال حيث ألغت واشنطن عام 2005 دينا مستحقا على العراق بقيمة أربعة مليارات دولار كانت قد تراكمت إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. النائب الأميركي غاري آكيرمان يجادل بأن مثل هذه الخطوة ستشجع دول أوروبا الشرقية على التقدم بطلب مشابه لكي تطفئ الولايات المتحدة ديونها المتعقلة بذمتها البالغة 9 مليارات دولار. المصدر:لوس أنجلوس تايمز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2011)


حذر البنك المركزي الأوروبي من أن التوترات في المنطقة العربية من شأنها أن تضع ضغوطا صعودية على التضخم بمنطقة اليورو في الأمد القصير وتضر بنموها الاقتصادي. وأوضح مقال في نشرة البنك لشهر أبريل/ نيسان الجاري أن الاضطرابات السياسية بالمنطقة العربية تشكل خطرا نزوليا على النشاط الاقتصادي وصعوديا على الأسعار بمنطقة اليورو في الأجل القصير. وأضاف أنه في المدى المتوسط قد تؤدي عملية الانتقال السياسي بالمنطقة مصحوبة بإصلاحات اقتصادية إلى ارتفاع النمو وتعزيز الاستقرار بالجزء الجنوبي من منطقة اليورو. وبإجرائه عمليات محاكاة نموذجية أظهرت النتائج أن ارتفاعا بنسبة 10% في أسعار النفط العالمية خفض النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو 0.25% بعد ثلاث سنوات، ورفع التضخم حوالي 0.2% بالسنة الأولى و0.45% بعد ثلاث سنوات. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد اعتبرت في تقرير صدر قبل أكثر من شهر أن أوروبا ستجد نفسها مضطرة لدفع فاتورة أكبر لواردات النفط هذا العام، حتى بالمقارنة مع 2008 عندما ارتفع سعر البرميل إلى 147 دولارا صيف ذلك العام. وقالت الوكالة إن هناك خطرا كبيرا على أوروبا من ارتفاع أسعار النفط، إذ أنها أضعف حلقة في حلقات الانتعاش الاقتصادي العالمي.  
المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2011)


أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم أن الهدف المشترك بين أعضائه حاليا هو إنهاء نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، في وقت دعت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دول الحلف إلى الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة ما وصفتها بمحاولات الزعيم الليبي معمر القذافي « لاختبار عزيمتنا ». ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف الأطلسي في برلين لمدة يومين لمناقشة تطورات الأزمة الليبية وعلى رأسها تعزيز الحظر الجوي وسبل حماية المدنيين الليبيين. وقبيل الاجتماع، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون باسم دول الاتحاد إلى « رحيل العقيد معمر القذافي فوراً عن ليبيا ». بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه « إنه لا مستقبل لليبيا مع القذافي » رغم إعلانه أن فرنسا لا تؤيد تسليح الثوار الليبيين في الوقت الراهن. وأضاف المسؤول الفرنسي « في الحقيقة لدينا نفس الهدف، هدفنا هو السماح للشعب الليبي بالتمتع بالديمقراطية والحرية ». أما الموقف الألماني فقد جاء على لسان وزير الخارجية غيدو فيسترفيله الذي قال إن بلاده تتفق مع فرنسا ودول أخرى على أن « ليبيا بإمكانها أن تحظى بمستقبل أحسن فقط في حال ذهاب هذا الدكتاتور (القذافي) ». ارتباطا بالموضوع، قالت كلينتون في كلمة معدة لاجتماع برلين « مع استمرار مهمتنا تزداد أهمية الحفاظ على عزيمتنا ووحدتنا. القذافي يختبر عزيمتنا ». وأضافت « يجب علينا أن نعمل على تعميق عزلة القذافي وتضييق الخناق على دائرته المقربة من خلال تجميد الأصول وإجراءات أخرى ». وتابعت المسؤولة الأميركية « يجب علينا أن نعمل مع جيران ليبيا لتعزيز الحظر على الأسلحة المفروض على ليبيا لكيلا يعزز القذافي من ترسانة أسلحته ». حجج مقنعة من جهته قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن بلاده التي تقتصر مشاركتها في عمليات الناتو على الاستطلاع والمراقبة, ستدرس أي طلب للمعارضة الليبية بفتح النار خلال عمليات الناتو إذا قُدمت لها حجج مقنعة. وصرح فراتيني بأن رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض مصطفى عبد الجليل سيزور روما غدا الجمعة للاجتماع مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني. وأضاف « إذا قدم لنا الليبيون حججا قوية فستتخذ الحكومة قرارا ». وسمحت روما لقوات حلف شمال الأطلسي باستخدام عدد من قواعدها العسكرية وساهمت بثماني طائرات في المهمة لكنها لم تشارك إلا في عمليات الاستطلاع والمراقبة، وكانت حكومتها قد أعلنت أن طائراتها لن تفتح النار. زيادة الضغط سياسيا، اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون –عقب قمة جمعتهما أمس- على زيادة الضغط العسكري على نظام القذافي. وطلب بيان قصر الإليزيه في باريس من الحلف مساء أمس عقب القمة -التي شارك فيها أيضا وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس ونظيره الفرنسي جيرار لونجيه- باستغلال كل الوسائل العسكرية المتاحة. وأشار البيان إلى أن الدولتين متفقتان على ضرورة زيادة الضغط على نظام القذافي « الذي لا يزال يخوض حربا ضد شعبه ». وكانت بريطانيا وفرنسا اتهمتا مؤخرا الناتو -الذي يقود في الوقت الراهن العملية العسكرية في ليبيا- بالتراخي، مشيرة إلى أن الدور الذي يلعبه الحلف هناك « غير كاف »، وطالبتاه بتكثيف هجماته على القوات الموالية للقذافي. قدرات محدودة ضمن هذا الإطار، دعا السيناتور الأميركي جون ماكين بلاده إلى التدخل مجددا عسكريا في ليبيا إلى جانب الائتلاف الدولي من أجل الإطاحة بالقذافي، مؤكدا أن الحلف تنقصه القوة اللازمة. وقال ماكين بالمنتدى السنوي للولايات المتحدة والعالم الإسلامي بواشنطن « نثمن مساهمات جميع حلفائنا، لكن الواقع هو أن الولايات المتحدة هي الحلف الأطلسي ». وأضاف « عندما نسلم العمليات للحلف الأطلسي يعني أننا نسلم العمليات إلى دول ذات قدرات محدودة ». وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الفرنسيين والبريطانيين « لا يملكون الوسائل الضرورية لجعل الميزان يميل إلى صالح الثوار الليبيين ». وقال أيضا « أريد أن أرى الجيش الأميركي يعود إلى المعركة »، مستبعدا مع ذلك أي مشاركة برية للقوات الأميركية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2011)


2011-04-14 طرابلس- ا ف ب: أعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء الأربعاء أن قطر زودت المتمردين الليبيين في بنغازي (شرق) صواريخ مضادة للدبابات فرنسية الصنع من طراز ميلان. وقال المسؤول الليبي خلال مؤتمر صحافي إن « قطر أرسلت صواريخ ميلان فرنسية إلى المتمردين في بنغازي ». واضاف إن خبراء قطريين موجودون في بنغازي، معقل المعارضة الليبية، لتدريب المتمردين في « معسكر السابع من نيسان/ ابريل » في هذه المدينة التي تقع على بعد الف كلم شرق طرابلس. وتشارك قطر وفرنسا في قوات التحالف الدولي التي تنفذ عمليات عسكرية في ليبيا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)



2011-04-14 الجزائر- يو بي اي: قال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إن الجزائر ليست في مأمن عما يحدث في المنطقة العربية من ثورات، معتبرا الاحتجاجات التي تشهدها بلاده من حين لآخر ظاهرة طبيعية لكنها ليست أزمة سياسية. وأوضح بلخادم في حوار مع التلفزيون الجزائري الرسمي بث ليل الأربعاء الخميس أنه  » لا يمكن مقارنة ما تعرفه الجزائر من حراك اجتماعي مع ما تشهده بعض دول المنطقة العربية… ولا يعني إننا في مأمن مما يجري حولنا ». واعترف بلخادم بوجود « قضايا واحتجاجات مشروعة ينبغي أن يتعامل معها بطريقة راشدة » داعيا إلى « فتح فضاءات للوساطة من غير الأحزاب السياسية من خلال منظمات المجتمع المدني والنقابات لتكون فضاءات وساطة يعمل داخلها على طرح القضايا والعمل على إيجاد الحلول لها مع من يهمه الأمر ». واعتبر بلخادم أن « الحراك الاجتماعي الذي تشهده الجزائر ظاهرة طبيعية…كلما كانت هناك طلبات وفي غياب فضاءات الوساطة بين السلطات والمواطنين فيعبر عنها بالاحتجاج في الشارع »، محذرا من أنه « لابد من أخذها بعين الإعتبار أو مناقشتها لأن عدم فسح المجال لذلك أو التجاوب معها في حدود الإمكان له إسقاط سياسي ». وأيد بلخادم التحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، لكنه اشترط قبل ذلك « توفير ثقافة سياسية مناسبة لذلك » معتبرا أنه « في الفترة الحالية النظام الأنسب هو الرئاسي » مجددا دعم حزبه لإجراء « تغيير جذري للدستور ». ورفض بلخادم حل البرلمان استجابة لدعوات المعارضة لكنه أيد إحداث تغيير في الحكومة الحالية التي يرأسها أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني قوة سياسية في البرلمان.وعزا هذا الموقف إلى « وزراء لم يؤدوا ما عليهم ». وقال إن  »صلاحيات تغيير الحكومة تبقى في يد رئيس الجمهورية لكننا بالطبع نطالب بتغييرها ». ومن ناحية أخرى، انتقد بلخادم بشدة رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل لاتهامه الجزائر بإرسال مرتزقة لمساعدة العقيد معمر القذافي. وقال « إن من اتهموا الجزائر بنقل المرتزقة إلى ليبيا هم من استقووا بحلف الناتو على إخوانهم، والجزائر حاربت الحلف الأطلسي كما يؤكد ذلك التاريخ » في إشارة إلى حرب التحرير ضد فرنسا (1954-1962) الذي وقف معها الحلف الأطلسي. واعتبر أن « على هؤلاء الناس أن يتوضأوا قبل التكلم عن الجزائر » مشيرا إلى أن مصطفى عبد الجليل نفسه نفى في حوار مع صحيفة (الشروق اليومي) الجزائرية نشر في 5 إبريل الجاري تورط الجزائر في إرسال المرتزقة عندما قال « إن الجزائر أكبر من أن ترسل مرتزقة ». وانتقد بلخادم بشدة أيضا ما وصفه « رداءة العمل العربي المشترك » من خلال « القرار الأخير الصادر عن الجامعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي من أجل طلب العمل العسكري ضد إخوانهم الليبيين »، رافضا فكرة ترشحه إلى منصب الأمين العام للجامعة العربية ما لم يغيّر ميثاقها وتصبح سيدة قراراتها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أفريل 2011)


خالد شمت-برلين لم يحظ تطبيق السلطات الفرنسية لقانون حظر ارتداء النقاب بالأماكن العامة باهتمام يُذكر في ألمانيا المجاورة التي تسمح للمسلمات بارتداء غطاء الوجه في المجالات العامة، ويدور فيها بين حين وآخر جدل حول الحاجة لقانون جديد يمنع ارتداء النقاب في الإدارات الحكومية. واعتبر رئيس مجلس الأمناء بالمجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا د. نديم إلياس أن تعامل سلطات البلاد مع قضية النقاب اتسم بالتعقل والهدوء، وعكس إدراكها لوجود دوافع انفعالية وانتخابية خلف إصدار الحكومة الفرنسية قانون حظر النقاب وتطبيقه. وقال إلياس في حديث للجزيرة نت إن رفض السياسيين والرأي العام الألمانييْن تقنين حظر ارتداء غطاء الوجه في الأماكن العامة، مثل مظهرا للتعامل المنفتح مع مسلمات البلاد، لم تحظ بمثله نظيراتهن بفرنسا. وأوضح أن ألمانيا تسمح أيضا بارتداء التلميذات والطالبات المسلمات الحجاب في مدارسهن وجامعاتهن وهو ما تحظره فرنسا على هذه الفئة المسلمة، وتمنى إلياس مراجعة السلطات الألمانية للقوانين التي تمنع المسلمات من العمل بالحجاب في الدوائر الحكومية. جدل متجدد وبرز الجدل حول النقاب في ألمانيا عام 2006 بعد منع تلميذتين بإحدى مدارس بون من دخول مدرستهما أسبوعين بسبب إصرارهما علي ارتداء غطاء الوجه وهو ما اعتبر مخالفة لطلب إدارة المدرسة التي قالت إنه ليس لديها أي أعتراض على أرتداء الحجاب. وأثير الجدل العام التالي لأسباب مماثلة بولاية هيسن التي اعتبر رئيس وزرائها حينذاك رونالد كوخ أن ارتداء التلميذات النقاب يعوق نمو شخصياتهن ومشاركتهن في الأنشطة المدرسية كالرياضة والرحلات. وفي مايو/ أيار الماضي دخل الرئيس الألماني السابق هورست كوهللر طرفا في الجدل الشديد الذي تجدد في البلاد عقب موافقة البرلمان البلجيكي بالإجماع علي قانون -لم يخرج إلى حيز التنفيذ- يحظر تغطية الوجه في الأماكن العامة. دعوة للحوار فقد رأى كوهللر أن قلة عدد مرتديات النقاب بألمانيا ينفي الحاجة لإصدار قانون مماثل للقانون البلجيكي، ودعا إلى حوار موضوعي بين المسلمين والمسيحيين حول موضوع النقاب. يُشار إلى أن ارتداء موظفة بمدينة فرانكفورت النقاب بعد إجازة وضع لإصدار برلمان ولاية هيسن في الثاني من فبراير/ شباط الماضي قانونا -يعد الأول في ألمانيا- لحظر عمل الموظفات بغطاء الوجه. ومع تصاعد حدة الجدل حول النقاب دعت النائبة الألمانية بالبرلمان الأوروبي سيلفانا كوخ ميرين إلى إصدار قانون يمنع ارتداء النقاب بالأماكن العامة بألمانيا وكل دول الاتحاد الأوروبي. وقالت النائبة -المنتمية للحزب الديمقراطي الحر الذي يترأسه وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله- إن النقاب يعد سجنا للمرأة واعتداء على حريتها. مؤيدون ومعارضون ووجدت دعوة العضوة الألمانية بالبرلمان الأوروبي تأييدا من زميلها بالحزب الديمقراطي الحر ومسؤول الاندماج فيه زاركان توران الذي طالب بقانون يحظر تغطية الوجه في الدوائر الحكومية. بالمقابل شددت وزيرة الاندماج والأسرة بولاية سكونيا السفلي إيغول أوزكان -المسلمة من أصل تركي- على أن التسامح يصل إلى منتهاه إذا غطت موظفة وجهها رغم إقرارها بحق المواطنين في التعامل مع موظفات كاشفات الوجوه. ورد وزير الداخلية السابق -وزير الدفاع الحالي- توماس دي ميزير على هذه الدعوات معتبرا أن « حظر النقاب في الإدارات العامة والجدل الدائر حوله ليس لهما أي مبرر، لأن عدد مرتديات النقاب لا يتعدى 100 سيدة في عموم البلاد ». ولفت شتيفان موللر -مسؤول ملف الإندماج بالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم- إلى أن سن قانون لمنع ارتداء النقاب يعد إشارة خاطئة وإجراء يضر باندماج المسلمين، في حين قال رئيس لجنة الداخلية بالبرلمان فولفغانغ بوسباخ إن النقاب علامة للتشدد الديني لكنه يبقى مظهرا للحرية الشخصية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 14 أفريل 2011)


عبد الباري عطوان 2011-04-13 المفاجآت تتواصل في مصر الثورة.. نحن امام لحظات تاريخية تستحق الوقوف امامها اجلالاً واحتراماً، لحظات تاريخية غير مسبوقة في منطقة عربية ابتليت بالديكتاتوريات والحكومات البوليسية القمعية. نحن لا نعرف، ونحن نتابع التطورات المتتالية عما اذا كنا نعيش حلماً، ام اننا نشاهد الحقيقة بام اعيننا، فمن كان يصدق انه سيأتي هذا اليوم الذي نرى فيه الرئيس حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء خلف القضبان ومعهم كل رموز المرحلة السيئة التي تواصلت فصولها المرعبة طوال الثلاثين عاماً الماضية. نستطيع ان نقول الآن، وبكل ثقة، ان الثورة المصرية المباركة اكملت انتصارها، وقطعت كل الشك باليقين، وفتحت صفحة جديدة ناصعة ومشرفة، ليس في تاريخ مصر فقط وانما المنطقة باسرها. شهداء مصر الابرار الذين سقطوا برصاص القمع في ميدان التحرير، او شوارع المدن المصرية الاخرى، ايام الثورة المجيدة او قبلها، سينامون الآن قريري الاعين، وكذلك ذووهم، فالعدالة انتصرت لهم من الطاغية واولاده وادوات فساده وقمعه. نهاية بشعة هي نهاية الرئيس مبارك وابنائه، نهاية بشعة لكل الذين فتكوا بالشعب المصري، وسرقوا عرق ابنائه الكادحين المعدمين، نهاية لمرحلة تقزمت فيها مصر ودورها ومكانتها، نهاية بشعة للسماسرة الذين باعوا شرف الانسان المصري وكرامته وثرواته للاعداء مقابل حفنة من الذهب والفضة. نحن امام معجزة حضارية في بلد تجمدت نهضته الحضارية الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام بفعل الفاسدين والتجار ومنعدمي الضمير. لم يذهب زوار الفجر الى الرئيس مبارك واسرته، ولا الى اعضاء البطانة الفاسدة، بل شاهدنا اجراءات قضائية تحتكم الى حكم القانون في دولة اهين فيها القانون وقضاته لسنوات طويلة. لم نشاهد جثة الرئيس مبارك تسحل في الشوارع او صفوت الشريف او احمد عز او حبيب العادلي او زكريا عزمي، ومعهم الصبيان المدللان علاء وجمال يضربون بالاحذية، او يتعرضون للتعذيب خلف القضبان مثلما كانوا يفعلون بخصومهم، بل شاهدنا اسلوبا حضاريا في التحقيق وسط اجراءات قانونية عادلة وفي حضور محامين، دون اي شماتة او رغبة في الانتقام. لم يمثل الرئيس مبارك ونجلاه وبطانته امام محاكم خاصة او عسكرية، وانما امام محاكم مدنية، وقضاة مدنيين، على قدم المساواة، مثله مثل جميع ابناء الشعب. حسني مبارك لم تحاكمه محكمة طائفية ثأرية منبثقة من رحم الاحتلال، وبدعم من الغزاة الامريكيين، وانما تحاكمه محكمة الثورة الشعبية المنبثقة من رحم ميدان التحرير رمز عزة الشعب المصري وكرامته. ‘ ‘ ‘ لا نعرف كيف سيتعاطى نجلا الرئيس وهما يقبعان خلف القضبان في سجن طرة مع اركان حكم ابيهم مثل صفوت الشريف واحمد نظيف وحبيب العادلي، وقد سقطوا جميعا من عليائهم، وباتوا رقما او ارقاما مثل بقية المساجين المدانين بجرائم ارتكبوها في حق بلادهم واهلهم، ولكن ما نعرفه هو انهم اصبحوا متساوين في كل شيء، ولم يعد هناك رئيس او مرؤوس، ولا حملة مباخر، ولا صحافة تعزف يوميا معلقات النفاق، ولا طعام خاص يأتي خصيصا للنسل المقدس من مطاعم فرنسا الفاخرة. اللهم لا شماتة.. هذا هو لسان حال كل اهل الضحايا الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وارواحـــهم، من اجل هــذه اللحظـــــات التاريخــــية، من اجــــل بزوغ نجم مصر الجديدة، وانسانها الجديد، من وسط ركام القهر والاستعباد. اللهم لا شماتة.. فهذا هو الرئيس مبارك المريض قيد الحراسة في سريره في المستشفى، وسيدته الاولى تمثل امام القضاة مدانة في ذمتها المالية ومتهمة باهدار اموال الشعب. ماذا ستفيد عشرات المليارات التي نهبوها من اموال الشعب الفقير الذي يعيش اربعون مليونا من ابنائه تحت خط الفقر وباقل من دولارين في اليوم؟ هل فكر الرئيس وابناؤه وخبراء النهب والسلب والقمع في حكومته، انهم سيعيشون هذا اليوم الذين سيتساوون فيه مع كل المجرمين واللصوص والبلطجية خلف القضبان، وملياراتهم بعيدة جدا عنهم، يأكلون العدس والفول، ورغيف الخبز المعجون بالحصى والرمل وهو الرغيف نفسه الذي اجبروا الشعب على أكله في ذروة بطشهم وغرور قوتهم؟ الاموال المسروقة ستعود الى الشعب المصري صاحبها الحقيقي، ولكن ما يستحيل اعادته هو الارواح الطاهرة، لشباب مؤمن، ازهقها هؤلاء، وبالرصاص الحي، اثناء محاولاتهم مصادرة ارادة الشعب بالقوة، واطالة امد اقامتهم جاثمين على صدره، لامتصاص المزيد من عرقه ودمائه. ‘ ‘ ‘ انها العدالة التي انتظرناها، والشعب المصري معنا طويلا.. بل طويلا جدا، وها هي تأتي الينا في انصع صورها واشكالها، لتؤسس لفجر جديد سيمتد نوره الذهبي حتما الى المنطقة العربية بأسرها. انه درس لكل الطغاة العرب ورجالاتهم قادة وافرادا في الاجهزة القمعية، وامبراطوريات فسادهم. درس لا نعتقد انهم سيستوعبونه ومفرداته البسيطة الواضحة السهلة على الفهم فنهايتهم لن تكون افضل من عميدهم حسني مبارك ونسله الفاسد، بل ربما تكون اسوأ كثيرا، حيث لن تنفعهم ملياراتهم ولا اجهزتهم القمعية، ولا صحافتهم واعلامهم المنافق حين يستعيد الشعب كرامته وقوته وتدنو لحظة الحساب. فلا حصانة للقمعيين والقتلة وسارقي اموال الشعوب وثرواتها بعد اليوم. نكتب بعاطفة، وهذا حقنا، بل هــــذا واجبنا، فقـــــد انتــــظرنا هذا الانجاز العظيم والمشرف اكثر من اربعين عاما، وحان الوقت لكي نحتفل به، بل ونتبادل التهاني، انها ايام مـجــــيدة، هنيئا لنا ولكم وللامة بأسرها بمقدمها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 13 أفريل 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.