الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: مختصر لمحنة السجين السياسي رضا البوكادي
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « : خطوة للأمام ..خطوات للوراء..! حرّية و إنصاف: أين عبد الحميد الصغير ؟؟؟ حرّية و إنصاف: عنف الاتحاد ، و كسر الصناديق وراء إلغاء انتخابات المجلس العلمي بكلية العلوم حرّية و إنصاف: قضية سليم بوخذير على قناة الحوار حرّية و إنصاف:عائلة زياد الفقراوي تمنع من الزيارة للأسبوع الثالث على التوالي حرّية و إنصاف: نقل أحد الأساتذة المضربين إلى المستشفى فرع صفاقس الشمالية للرابطـة التونسية للدفـاع عن حقـوق الإنسان -: بيــــــــان
النقابة العامة للتعليم الثانوي: بــــــلاغ
الأساتذة المطرودون تعسّف – الجنة الإعلام و الاتصال: بلاغ عاجل الأستاذ عبد الوهاب معطر: متابعة للحكم الصادر ضد السيد اسليم بوخذير زهير مخلوف: في الذّكرى 59 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان المساجين السّياسيّون في تونس والملف الصّحّي اللقــــــاء الإصلاحي الديمقراطي :تنديد واستنكار القيادة الشرعية للحزب الإجتماعي التحرّري: بيان إلى الرأي العام طالب مهدد بالطرد لأنه ترشح لانتخابات المجلس العلمي كمستقل حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: النشرة الألكترونية عدد 37 السبيل أونلاين: الإعلان عن فتح ورشة » حضاريات » رويترز: بيت التمويل الخليجي يعلن عن استثمار ثلاثة مليارات دولار بتونس إيلاف: محامية تونسية تراقب محاكمة البني في دمشق الصباح: بعض المستشارين ينتقدون ردود الوزراء وطول تدخلات زملائهم آكي: افتتاح الملتقى الاقتصادي الاول لدول اتفاقية أغادير في تونس الشبكة الإسلامية: طبيب تونسي يسأل عن دينه.. محمد عبو: إنتهاك مستمر لحقوق الإنسان في تونس:عشرون عاما من المعاناة
سـلـيـم غـريس: الأساتذة المطرودون – حين يبلغ التعسف مداه الأقصى صـابر التونسي : سـواك حـار (60) خالد الكريشي: يوميات عربي غاضب – مـن وحـي إنتصـار الجـوع خالد الحداد: ما لم أقلهٌ في الملف الحواري حول الإعلام: – من يصنع الجرأة في المشهد الإعلامي؟ محمد العروسي الهاني: في الصميم وضع النقاط على الحروف قمة المجد والمصداقية والعناية والرعاية الشرق الأوسط: الباحث التونسي فتحي القاسمي: العقل في الخطاب العربي موؤود – الجدل متـأصل في الحضارة العربية والإسلامية السفير الفرنسي دي غالي في حديث لـ«الصباح»: «ساركوزي فهم عدم رضا العرب عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي» رويترز:ساركوزي يقول ان العرب لا يعتبرون القذافي دكتاتورا رويترز: محللون: مقاتلو القاعدة لا يتمتعون بنفوذ كبير في الجزائر الآن ا ف ب: صناعة النبيذ تشهد ازدهارا في العالم العربي شرقا وغربا آمال موسى:ما ضر لو اعتذرت فرنسا! د. أحمد الخميسي : البكاء على الأشرطة الأمريكية
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
Tel: (0044) 2083813270 -7903274826
مختصر لمحنة السجين السياسي رضا البوكادي
أعتقل رضا البوكادي يوم 3 أوت 1996، و بقيت عائلته دون علم بمكان إيقافه إلى حد صائفة 1997، حيث كان ممنوعا من زيارة أهله في السّجن، و قبل إيقافه تعرّض أفراد عائلته و خاصّة زوجته وابنه وابنته إلى ضغوطات كبيرة مادّيّة و معنويّة، بلغت حدّ إيقاف زوجته و تعذيبها أواخر 1991 وتكرار إيقافها مرّات عديدة، ثمّ إكراهها بعد ذلك على الطّلاق، ممّا خلّف لديها حالة نفسيّة خطيرة بلغت حدّ الانهيار العصبي و الإكتآب، مع توتّر نفسيّ لدى إبنيه، و حالات أرق و عصبيّة وانكفاء على الذّات.
و إثر إيقافه سنة 1996 تواصل الوضع المتأزّم لعائلته، ليجد نفسه محروما من زيارة ابنيه منذ 5 سنوات إلى اليوم. وفي صائفة 2006 طالب بحقّه في زيارة والدته عند اشتداد مرضها (السّرطان) و حتّى عند وفاتها رحمها الله في 19 جويلية 2006 و رغم موافقة قاضي تنفيذ العقوبات، فقد حرم من حظور الجنازة رغم انتظار أفراد عائلته و أهله إلى آخر لحظة دون جدوى.
لقد أصيب رضا البوكادي داخل السّجن بمرض خطير ، أصاب الكلى بإلتهاب يهدد بتعطيل وظيفتها. علما و أنّ الّلجوء إلى علاج هذا المرض الخطير يستوجب توفير بيئة خاصّة جدّا من حيث النّضافة و التّعقيم و التّغذية، كما يهدّد أعضاء ووظائف عديدة في الجسم بسبب الآثار الجانبيّة للأدوية أثناء العلاج، و ممّا زاد وضعه الصّحّيّ تعقيدا إصابته بمرض الأمعاء الغليظة، و نوع من الحساسيّة في الجلد تستوجب استعمال مضادّات حيويّة غير مناسبة لنجاح العلاج للمرض الرّئيسي. كما أنّ لظروف الإقامة داخل السّجن تأثير على نتائج التّحاليل الّتي يجريها دوريّا قبل مباشرة العلاج النّهائي للمرض.
لقد عانى رضا البوكادي طويلا، و خاض نضالا مريرا من أجل حقّه في العلاج، إبتداء من التّحاليل الدّوريّة، إلى مواعيد المراقبة، وصولا إلى ضرورة العلاج النّهائي للمرض، الّذي لم ينطلق إلى حدّ الآن، إلى جانب حاجته إلى نظام تغذية خاصّ.
و قد اضطرّ رضا البوكادي في أكثر من مرّة، إلى الّلجوء إلى الإضراب عن الطّعام رغم خطورته البالغة على صحّته، و خاصّة على مستوى الكلى. و من الأمثلة الأخيرة على ذلك ما تعرّض له إثر نقله من سجن برج العا مري إلى سجن المرناقيّة في 13 فيفري 2007 من الإهمال من قبل إدارة السّجن في توفير الحمية و الدّواء، و عندما توجّه إلى مدير السّجن بعريضة للفت النّظر إلى هذا الإهمال، و المطالبة بالحمية و الدّواء، تعرّض إلى العنف على يد الحارس المسؤول على الجناح الّذي يقيم فيه الوكيل عبد الحميد الدّريدي، و ذلك يوم 20 فيفري 2007 و خلف له آثارا على جسمه وخاصّة في وجهه، ليلقى به بعد ذلك في زنزانة انفراديّة في السّجن المضيّق المخصّص للعقوبة، رغم خطورة وضعه الصّحّي، حيث اضطرّ للدّخول في إضراب عن الطّعام احتجاجا على سوء المعاملة، وعند العودة إلى الغرفة الّتي يقيم بها فوجئ السجناء السياسيون المقيمون معه في الجناح بآثار العنف على وجهه، فقرّروا الدّخول في إضراب عن الطّعام احتجاجا على عنف الإدارة، و تقدّم رضا البوكادي بدعوى قضائيّة ضدّ الحارس المعتدي. و رغم مقابلته لوكيل الجمهوريّة بالمحكمة الابتدائيّة بمنّوبة، إلا أنّ القضيّة حفظت و لم تأخذ طريقها إلى القضاء، كغيرها من القضايا الّتي يرفعها المساجين ضدّ حرّاس و مديري السّجون التّونسيّة.
وفي الوقت الّذي كانت فيه عائلة رضا البوكادي و المنظمات الحقوقية الوطنية واصحاب الضمائر الحية في تونس، ينتظرون إطلاق سراحه في أقرب وقت ممكن مراعاة لوضعيّته الصّحيّة و الاجتماعية الخطيرة، حتى يتمكّن من العلاج في ظروف مناسبة في بيته وبين أهله، إلا أنّهم فوجؤوا ببقائه في السّجن إلى اليوم، و الحال أنّه قضّى أكثر من 11 سنة سجنا، و لم يبق من الحكم المسلّط عليه حسب الوثائق الرّسميّة إلا 3 سنوات.
إن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، تجدد ندائها لأصحاب الضمائر الحية في تونس وخارجها، للتدخل العاجل لإطلاق سراح السجين رضا البوكادي، والإسراع بعلاجه قبل فوات الأوان، لا قدر الله.
عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
علي بن عرفة
لندن، في 13 ديسمبر 2007
كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « : خطوة للأمام ..خطوات للوراء..!
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 13 ديسمبر 2007
إنا لله و إنا إليه راجعون
تتقدم حرية و إنصاف بأحر التعازي و أخلص المواساة:
– للسيد الطاهر بو بحري بمناسبة وفاة والدته.
– للسيد عماد الشيحاوي بمناسبة وفاة والده
– للسيد نور الدين السعيدي بمناسبة وفاة والدته.
تقبل الله موتانا و موتى المسلمين بمزيد الأجر و الثواب و رزق أهليهم جميل الصبر و السلوان.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
السيد زهير مخلوف
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 13 ديسمبر 2007
أين عبد الحميد الصغير ؟؟؟
تقدم اليوم الخميس 13/12/2007 السيد سامي الصغير شقيق الطالب عبد الحميد الصغير بعريضة دعوى للسيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس قصد إعلامه باختطاف أخيه الطالب من أمام كلية العلوم بتونس يوم السبت غرة ديسمبر 2007 من قبل ثلاثة أعوان أمن بالزي المدني حسب شهادة مجموعة من الطلبة ، و حيث أنه و إلى تاريخ هذه اللحظة يؤكد السيد سامي الصغير أنه رغم تردده على مركز أمن ابن خلدون و على سجن المرناقية إلا أنه لم يتلق أي معلومة عن مآل أخيه و طالب وكالة الجمهورية بفتح بحث في الغرض و تتبع كل من تثبت إدانته في جريمة اختطاف شقيقه ، و لكن مساعد وكيل الجمهورية الذي قابله نصحه بمزيد التريث و الانتظار و لم يقبل منه عريضة الدعوى.
و حرية و إنصاف :
1) تجدد دعوتها لإطلاق سراح الطالب عبد الحميد الصغير
2) تستنكر ما يتعرض له الطالب المذكور من اختطاف و هرسلة لا لشيء إلا لأنه طالب بحقه في التسجيل للمرحلة الثالثة من التعليم العالي.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
السيد زهير مخلوف
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 13 ديسمبر 2007
عنف الاتحاد ، و كسر الصناديق
وراء
إلغاء انتخابات المجلس العلمي بكلية العلوم
قرر اليوم الخميس 13/12/2007 عميد كلية العلوم بتونس السيد حسن العمري إلغاء انتخابات المجلس العلمي للكلية بعد إقدام مجموعات من طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس على كسر صناديق الاقتراع ، و قد تخللت الساعات الأولى من عملية الاقتراع أحداث عنف بين طلبة الاتحاد و بقية الطلبة الذين أكدوا وجود عناصر لا تنتمي للحقل الطالبي من بين المجموعات التي تمارس العنف هذه الأيام في الجامعة ، كما أكد لنا أحد الطلبة المترشحين أن إقدام طلبة الاتحاد على كسر الصناديق و ممارسة العنف يعود سببه لهزيمتهم في هذه الانتخابات .
و حرية و إنصاف :
1) تندد باستعمال العنف مهما كان مصدره
2) تدعو إلى حياد الادارة و سد أبواب الجامعة أمام الغرباء الذين يأتون لممارسة العنف على مرأى و مسمع من الأمن الجامعي.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
السيد زهير مخلوف
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 13 ديسمبر 2007
قضية سليم بوخذير على قناة الحوار
استضافت قناة الحوار اللندنية في حصة حقوق الناس ليوم الأربعاء 12/12/2007 على الساعة التاسعة ليلا الناشط الحقوقي السيد أحمد قعلول و قد دار الحوار حول أطوار قضية القلم الحر و العضو المؤسس بمنظمة حرية و إنصاف الصحفي سليم بوخذير حيث اعتبر السيد أحمد قعلول أن القضية ملفقة و السبب الحقيقي لاعتقاله هو مقالاته المنتقدة للسلطة التي كان يكتبها من حين لآخر في المواقع الالكترونية ، و قد تدخلت السيدة دلندة بوخذير زوجة الصحفي سليم بوخذير لتؤكد أن قضية زوجها ملفقة و كيدية و هي قضية رأي بامتياز.
و حرية و إنصاف :
1) تعتبر أن السيد سليم بوخذير قد تم إيقافه بصورة تعسفية لانعدام الموجب الشرعي .
2) تندد بأسلوب تلفيق القضايا و توظيف القضاء لمعاقبة أصحاب الرأي الحر من أجل نشاطهم الصحفي و الحقوقي.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
السيد زهير مخلوف
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 13 ديسمبر 2007
نقل أحد الأساتذة المضربين إلى المستشفى
تدهورت اليوم الخميس 13/12/2007 الحالة الصحية لأحد المضربين عن الطعام السيد علي الجلولي الذي وقع نقله على جناح السرعة بواسطة سيارة الاسعاف إلى مستشفى القرجاني أين وقع الاحتفاظ به ، و قد علمت حرية و إنصاف أن حالته حرجة للغاية بعد مرور واحد و عشرين يوما من شنه للاضراب المفتوح عن الطعام صحبة رفيقيه محمد المومني و رمزي الزغلامي.
وتجدر الاشارة إلى أن السادة محمد المومني ، علي جلولي و معز الزغلامي دخلوا في اضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الثلاثاء 20 نوفمبر 2007 دفاعا عن حقهم في الشغل و الكرامة و تفيد مجريات الاحداث ان الثلاثة انتدبوا كاساتذة متعاونين صنف أ للسنة الدراسية 2006-07 و فوجئوا مفتتح هذه السنة 2007-08 بفصلهم بدعوى عدم الكفاءة البيداغوجية رغم ان تقارير المتفقدين البيداغوجيين تؤكد كفاءتهم و تنصح بتجديد انتدابهم.
و حرية و إنصاف :
1– تساند المضربين عن الطعام و تشد على ايديهم في المطالبة بحقهم
2 – تعتبر ان طردهم هو انتهاك صارخ لحقهم المشروع في الشغل
3- تحمل وزارة الاشراف تبعات كل ما قد ينجر عن ذلك
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
السيد زهير مخلوف
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberté_équité@yahoo.fr
***
تونس في 13 ديسمبر 2007
عائلة زياد الفقراوي
تمنع من الزيارة
للأسبوع الثالث على التوالي
منعت اليوم الخميس 13/12/2007 إدارة سجن برج الرومي عائلة سجين الرأي الشاب زياد الفقراوي من زيارته للأسبوع الثالث على التوالي بذريعة أنه معاقب و منذ أن وطأت قدماه السجن الأخير حتى بدأت المضايقات و الاستفزازات و العقوبات تسلّط عليه و هو الآن موجود بالسجن المضيق و قد تمكنت محاميته الأستاذة راضية النصراوي من زيارته و ذلك بتكليف من عائلته التي أرادت الاطمئنان على صحته المتدهورة جدا بعد الاضراب الأخير عن الطعام الذي شنه و دام أكثر من شهرين.
و حرية و إنصاف :
1) تستنكر منع عائلة سجين الرأي السيد زياد الفقراوي من زيارة ابنها للاطمئنان على صحته و تعتبر أن هذا المنع مخالف لكل القوانين و الدساتير و المواثيق و الأعراف الانسانية.
2) تندد بتسليط عقوبة السجن المضيق و المنع من الزيارة على مساجين الرأي.
3) تطالب بوقف العقوبة فورا و عرض سجين الرأي على الطبيب و تحسين ظروف إقامته في انتظار إطلاق سراحه.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
السيد زهير مخلوف
متابعة للحكم الصادر ضد السيد اسليم بوخذير تقرير مرافعة المحامي الأستاذ عبد الوهاب معطر
المقدم لمحكمة ناحية ساقية الزيت الدائرة الجناحية ( جلسة 4 ديسمبر 2007)
التقريرالصحي
تونس – ديسمبر 2007
في الذّكرى 59 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان المساجين السّياسيّون في تونس والملف الصّحّي
أسدل الستار على سيناريو يشبه سيناريو المنشيّة في مصر سنة 1954 ، إذ اتّهمت حركة النّهضة بتونس سنة 1991 بمحاولة إسقاط نظام الحكم. كما اتّهمت بالتّحريض على العنف والقتل وتكوين مجموعات مسلّحة…… في محاكمة أجمع كلّ الملاحظين الدّوليّين وكل الحقوقيّين في الدّاخل والخارج على افتقارها لأدنى شروط المحاكمات العادلة وزجّ على إثرها بالآلاف في السّجون لانتسابهم أو تعاطفهم مع » حركة النّهضة » و قدّر عددهم حوالي 25 ألف سجين .
وقد انتهجت السّلطات في تحطيم هذا الكيان كلّ أصناف القمع وأشكال الإرهاب وألوان التّعذيب والتّنكيل وذلك في فترات الاعتقال وصلت حدّ موت البعض تحت التّعذيب وعددهم 13 فردا (1).
كما استمرّت في إجراءاتها الانتقاميّة أثناء إقامتهم بالسّجون بسوء معاملتهم وعقابهم بالعزلة المغلّظة والنّقل التّعسّفيّة والأحكام المتكرّرة كما أهملوا صحّيّا بالتباطؤ في العلاج والحرمان من الرّعاية الطّبّيّة ممّا أدّى إلى وفاة بعضهم نتيجة الإهمال والتّقصير بلغ عددهم 9 أفراد (2) وقد أكّد أحد المسئولين لأحد المساجين هذا المعنى بقوله سنخرجكم من السّجن إلى القبر .
واستمرّت محنة المساجين السّياسيّين إلى ما بعد قضاء العقوبة بنفس وتيرة التّنكيل وبنفس سياسة الإهمال الصّحّي السّابقة حيث حرم البعض من وثائق الهويّة التي تمكّنهم من التّرسيم في دفاتر وبطاقات المعالجة بالصّندوق الوطني للضّمان الاجتماعي نذكر على سبيل الذّكر لا الحصر أحمد البوعزيزي ، فتحي الورغي ،ومنير الشّرقي…
وقد وصل هذا التّنكيل إلى حدّ تسليط مراقبة إداريّة لا تنفكّ حتّى في ظروف المرض المزمن والخطير الذي لا يعالج إلّا في المستشفيات الكبرى . كما منع الكثير من المساجين من التّنقّل للمعالجة في العاصمة وغيرها ،نذكر منهم توفيق الزّاير وعبد الحميد الشّارني ومحمد بن عبد اللّه وإبراهيم الزّغلامي وعيسى العامري وعبد اللّه الزّواري وأحمد العماري وصلاح الدّين العلوي وحبيب اللّوز ومختار اللّمّوشي ومحمود البلطي وفتحي العيساوي وطارق الكوّاش وغيرهم كثير.
وينتهي هذا التّنكيل إلى حرمان البعض منهم من المعالجة الفوريّة التي تقتضيها حالتهم كما وصل الأمر إلى عدم تسهيل تراتيب العلاج لمن أعوزته الحاجة والفقر كما منعوا من الرّعاية الصّحّيّة الضّروريّة والتّغطية الاجتماعيّة الكافية من الدّولة حتّى داهمهم الموت وعددهم 14 (3).
وقد قادت التّجاوزات والضّغط الأمني إلى الاختلال الذّهني لبعض المساجين السّياسيّين وصل ببعضهم إلى حدّ الانتحار ، مثل محمد علي فداي وعبد الرّزّاق بربريّة ولطفي بن عمارة العمايري .
وحتّى إذا سلّمنا جدلا أنّ الإسلاميين غير مرغوب فيهم وأنّ ما يحصل لهم هو نتيجة لما فعلوه !!! وأنّ السّلطة ليست مسئولة عن مصيرهم !!! فلا أقلّ من أن ينصفوا بالاستفادة من خيرات هذا الوطن ومدّخرات الأرض التي يقيمون فيها ، فهذه المستشفيات المنتشرة في كلّ البلاد وبطاقات العلاج الممنوحة هي حق لكلّ التّونسيّين بدون تمييز.
والمرضى الإسلاميون المنتشرون في كامل القطر هم نتيجة لما فعلته السّلطة ولا معالجة لآثار المظلمة إلاّ بمعالجة الملفّ الصّحّي للإسلاميين و إنصافهم ، فمنحهم بطاقات علاج مجّانيّة حق مشروع يمنحه الوطن لأبناء الوطن .
ولابدّ للمجتمع المدني بكلّ مكوّناته الاجتماعيّة والحقوقيّة والإعلاميّة والسّياسيّة أن يتفادى تقصيره وتبرّمه من مسؤوليّته التي دامت سنوات عديدة عانى فيها آلاف المساجين وعائلاتهم كلّ أصناف القهر والقمع والتّرهيب والفاقة والحاجة واللامبالاة ، ولابدّ أن يمدّ يده حاضنا لهموم هذا القطاع من المجتمع الذي نكّل به إلى درجة لا تطاق .
ولتكن مبادرة حركة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات في مقترح تبنّي سجين سياسي للإحاطة به على كل المستويات أسوة لبقيّة الطّيف السّياسي والاجتماعي والحقوقي لتضميد جراح المساجين السّياسيّين وإعانة عائلاتهم ومشاركتهم همومهم وعذاباتهم ودمجهم في دورة الفعل العام من أجل أن تكون المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار وحتى ننتقل من الشّعار إلى رسم المسار ومن الاقتراحات إلى تبنّي الخيارات ومن الإيديولوجيات إلى المشتركات ومن البراغماتيّة إلى المصلحة الوطنيّة، وآن الأوان للتّخلّص من منظومة الاستبداد من أجل الوطن وكل العباد عبر التّضامن الكلّي مع كلّ ضحايا المجتمع مهما كان لونهم السّياسي أو الإيديولوجي .
ولابدّ أن يتحمّل إسلاميو المهجر مسؤوليّتهم كاملة في معاضدة من طال بهم زمن السجن حدّا لا يطاق ، وليوقفوا تسارعهم نحو الحلول الأفلاطونيّة السّابحة بعيدا عن سؤال من المسبّب في الأزمة؟ ! فأقول لهم إنّ الأزمة قائمة وهي قاتمة فليعالجوا المعضلة القائمة المتمثّلة في الأمراض والحاجة والفقر ولينظروا بعدها في الأسباب والمسبّبات وليتصارعوا في المواقع الالكترونيّة كما شاءوا وبما شاءوا ولكن ليس قبل أن يضمّدوا جروحا تنزف دما ودموعا .
ولكم قائمة أوّليّة لمائة ( 100) مريض مزمن في أشدّ الحاجة للعلاج:
– محمد الصالح قسومة / السواسي المهدية:
– أطلق سراحه في نوفمبر 2007 بعد ما قضى سبعة عشر سنة في السجن فقد خلالها 3/5 من حجم الرئتين بسبب ما سلط عليه من التعذيب ( طريقة البانو ).
– انزلاق في الفقرات Hernie Discale
– إعاقة على مستوى جهازه التناسلي نتيجة التعذيب
– آلام حادة على مستوى الركبتين
– اتساع في القصبات الهوائية Dilatation des bronches
–علي الغضبان 50سنة كبارية :
حساسية على مستوى الأنف – مرض الربو ( الفدة )- حساسية على مستوى العين Conjonctivite allergique)و على مستوى الجلدة – ارتفاع ضغط الدم. hypertension artérielle
–فرج الجامي 46 سنة حي التضامن:
انهيار عصبي ترك مخلفات تتمثل في أوجاع دائمة و حادة على مستوى الرأس و المفاصل و هو حاليا يتناول المهدئات.
–مراد الخديمي 38 سنة حي التحرير:
السكري المرتبط بحقن الأنسولين مع بداية ظهور تعقيدات
–صلاح الدين النصراوي 47 سنة المروج:
حساسية على مستوى الأنف و الخياشيم – أوجاع حادة على مستوى الرأس أدت في عديد الأحيان إلى غياب الوعي كل ذلك ناتج عن التعذيب commotion cérébrale post traumatique
– محمد لطفي الرزقي 55 سنة النخيلات:
اضطرابات وظيفية على مستوى مجمع البول (شكارة البول) Vessie neurologique
اضطرابات في النفس أثناء النوم تصل إلى حد التوقف على التنفس
Syndrome d’apnée de sommeil
انزلاق غضروفي على مستو الظهر جعله شبه مقعد (لا يقدر على العمل )
التهابات مزمنة على مستوى القصبات الهوائية
ارتفاع ضغط الدم
لطفي الكثيري المروج: –
LUPUS ERY THEMATEUX DISSEMINE تلف على مستوى أعصاب المخ أدى في الأخير إلى الوفاة في 16 أكتوبر 2005
مهدي التونكتي 43 سنة بن عروس:
مرض الربو (الفدة ) –Asthme chronique
مراد البوغانمي 31 سنة حي التضامن:
التهاب فيروسي للكبد من نوع –
. hépatite B
محمد التونكتي 51 سنة المروج :
سكري مرتبط بحقن الأنسولين مع ظهور مخلفات تلف متقدم على شبكة العين يهدد بفقدان البصر و كذالك تلف على مستوى العروق والأعصاب
ظهور تقرحات عميقة على مستوى باطن القدم يهدد بالبتر
Mal perforant plantaire
التيجاني الزديني بن إبراهيم 54 سنة حي الخضراء:
تقرحات مزمنة و عميقة في الرجل اليمنى مع انتفاخ في العروق
خلف له إعاقة في التحرك العادي وقد أقام في مستشفى الحبيب ثامر في 21/9/2007
لمدة أسبوع و إلى حد الآن هو مقيم في منزله مقعد عن الحركة بسبب مرض رجله اليمن مهدد ببتر رجله إذا لم يسعف بالعلاج حالا
احمد العبدلي 50 سنة ماطر :
انهيار عصبي سنة 1997
ترك له كمخلفات أوجاع رأس دائمة و اضطرابات في دقات القلب و فتق على مستوى عضلات البطن
Hernie abdomina
صلاح الدين العلوي 49 سنة بوسالم:
انزلاق غضروفي على مستوى الظهر
Hernie discale
التهابات روماتيزمية على مستوى مفاصل الأيدي
منذر الغمنولي 37 سنة حي الزهور :
مرض النقط Goutte
مع مخلفات التهبات مزمنة على مستوى مفاصل القدمين .
Accident vasculaire cérébral
نور الدين المناعي ماطر:
اعوجاج على مستوى القدم اليمنى مع مخلفات و آلام مزمنة من آثار التعذيب
Deformation de la cheville
توفيق الزاير بوسالم:
انسداد شرايين كامل الرجل
Embolie artérielle (phlebites)
كمية من الماء بين القلب والغشاء PERICARDITE
سل الغدد والرئتين TUBERCULOSE GONGLUONAIRE
كسر أسفل الكتف الأيمن
كمية كبير من الماء في الجانب الايسر
و الغريب انه مزال مراقب إداريا و يقطن بعيدا عن العاصمة بحوالي 150 كلم
محمد الحبيب الفقيه صفاقس:
عمى كامل ضرير لا يعمل فقد بصره من جراء الأمراض التي ألمت به ولم يعالج منها
فتحي الخميري من شواط:
فقد بصره كليا من جراء التعذيب وهو كفيف الآن لا يعمل و يستحق الرعاية
حمادي عبد الملك أريانة:
مرض القلب نقص حاد في البصر- ورم خبيث في أعلى الجانب الأيمن ينتظر القيام بعملية استئصاله
حبيب اللوز صفاقس:
فقدان البصر الكامل في إحدى عينيه ( مرض الكحلي )
الشاذلي محفوظ:
تورم وألام حادة في الركبة روماتيزم لا يقدر على ثني ركبتيه فلقد سبق له أن عذب ووقعت له كسور في رجله
بوراوي مخلوف سوسة مازال في السجن:
انزلاق غضروفي بالعمود الفقري وقرح المعدة
رضا البوكادي تونس المنزه مازال في السجن:
فشل كلوي- انزلاق غضروفي بالعمود الفقري اخرج حوالي 4 مرات من السجن إلى المستشفى و كل الأطباء الذين فحصوه أكدوا أن لا مجال للتقدم في العلاج ما دام في السجن فهو في حاجة لتغذية خاصة وظروف إقامة خاصة و حالته الصحية تنبىء بخطر محدق قد يؤدي به لموت محقق إذا لم يسعف بالعلاج خارج السجن
نور الدين العرباوي مازال في السجن:
مرض الربو المزمن- قرح المعدة- التهاب الكلى
منذر البجاوي الدندان مازال في السجن :
مرض الربو المزمن- مرض القلب سبق أن عالج عليه قبل السجن في ألمانيا و حالته تنبىء بخطر محدق إذا لم يسعف بالعلاج حالا اضافة إلى ذالك فهو يعاني من قرح بالمعدة و مرض الأعصاب وهو يتعاطى 12 نوع من الأدوية وحالته تعكرت في المدة الأخير بشكل ملحوظ
عبد الله المسعودي :
يعاني من قرح في المعدة- وورم خبيث – ضغط الدم
الصادق شورو ( ما زال في السجن ):
يعاني من ضغط الدم والقلب وقصور في الإبصار وعانى من العزلة المغلظة في كامل السجون من مرض الحساسية و خاض إضرابات كثيرة عن الطعام من اجل تحسين وضعه الصحي و في أواسط شهر نوفمبر 2007 دخل في إضراب عن الطعام تنديدا بالعزلة المفروضة عليه و على عائلته و لتمكينهم من جوازات سفرهم و تمكين أخيه من العودة للتدريس ,طبق حكم من المحكمة الإدارية وقع انصافه فيه
احمد البوعزيزي ماطر 54 سنة :
قضى16 سنة في السجن اكتشفت السلطات السجنية مرضه بسرطان القولون في 2006و بالتحديد في شهر سبتمبر و في موفى ذالك الشهر منح عفو خاص للتخلص من نفقات علاجه وهو الآن يعالج المرض بالعلاج الكيمياوي وبسبب تقصير الإدارة في منحه بطاقة الهوية بعد خروجه من السجن حتى يدمج اسمه في بطاقة زوجته المغطاة بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي , تأخرت حصص العلاج الكيمياوي و أيضا بسبب تقصير الصندوق المذكور في مده بالدواء في الوقت المناسب انتشر المرض في الكبد والرئتين وهو الآن في حالة خطيرة تنبىء بنتيجة كارثية . وقد تعرض إلى تعطيلات جمة في مداواته وتتحمل السلطة كل المسؤولية في ذالك
حسين الغضبان 43 سنة الكبارية مازال في سجن الناظور منذ 17 سنة :
الحساسية – مرض الفدة – ظفر بالعين – القلب
لمين الزيدي الدندان باردو:
انزلاق في العمود الفقري HERNIE DISCALE
تهشم في الفقرة C1 C2
INSTABILITE CERVICALE AVEC FRACTURE
SOUFRANCE DE LA MODULAIRE
عبد القادر الفقيه:
مشاكل في مستوى الجهاز التناسلي بسبب التعذيب- ضعف الذاكرة
نور الدين الطالبي أريانة:
روماتيزم يعيقه عن العمل وعن الحركة. سنويا يمضي شهرا كاملا في المستشفى علاجه يفوق 2000 دينار
نور الدين الحرباوي حي الانطلاقة
التهاب بالجيوب الصدغية – فقر الدم – نقص حاد في النظر – الصرع نتيجة التعذيب
و تشكو ابنته من مرض (كرول) حيث لا تتحكم في البول و التغوط و انقطعت عن التعليم بسبب ذلك.
عبد اللطيف بوحجيلة مقرين:
شبه مقعد , خاض الكثير من الإضرابات عن الطعام و عذب الكثير من المرات في السجن وهو في حالة صحية سيئة جدا اطلق سراحه في نوفمبر 2007
حبيب فرح :
قصور كلوي كامل يقوم بحصص لتصفية الدم 3 مرات في الأسبوع Dialyse3
مهدد بانسداد الشرايين الحساسة قي جسمه
عبد الباسط الصليعي مازال في سجن المرناقية:
فشل كلوي ومهدد
بتصفية الدم Dialyse
منير الشرقي الكبارية :
عملية في المنستير 1997 بمستشفى فطومه بورقيبة بسبب تعفن الكلى وعملية على الفتق 2004 في سجن سوسة فرحات حشاد – هبوط حاد في النظر
دانيال زروق رادس :
برد في الضلعة قرب القلب يعاني دائما من ألام حادة
فاضل الزغدودي الكاف :
مرض القلب
نور الدين جويدة طبربة:
عملية في المفاصل اجراها أخيرا, يشكو من داء المفاصل المستمر
الدكتور زياد الدولاتلي :
سرطان بالقولون أصيب به في السجن ، أجريت عليه عملية جراحية فيفري 2006 على نفقته الخاصة
يخضع لعلاج متواصل لمدة خمس سنوات و تكاليفه باهضة جدا.
توفيق العسكري :
مريض بالمعدة يعاني من إصابة بالعمود الفقري نتيجة التعذيب و آلام حادة بالمفاصل و خاصة الركبتين
عمر القرايدي :
آلام حادة بالركبتين و تآكل غضروفي ، آلام حادة بالعمود الفقري نتيجة التعذيب ، نزيف متواصل من القولون نتيجة إدخال خشبة في الدبر أثناء التعذيب.
فتحي الورغي :
مرض الأعصاب ويتناول أقوى المهدئات ، هبوط حاد على مستوى النظر واعوجاج و التهاب على مستوى العمود الفقري , انزلاق على مستوى الحوض الغضروفي
الحساسية ضد الغبرة والصوف – قرح المعد – تآكل حاد في مستوى الركبتين , ضرر في مستوى الخصية اليسرى , مرض القلب يتطلب عملية جراحية لزراعة بطارية وقد كانت مقررة 5/12/2007 وهو إلى حد اليوم ينتظر إجراءها
جلال مبروك قابس:
أجريت له عملية يوم 12 نوفمبر 2005 واستؤصل نصف كبده , شبه مقعد لا يقدر على ثني ركبتيه
علي الحيدرى حيدرة:
انزلاق غضروفي حاد ألزمه الفراش وهو مقعد و معاق
مبروك الرياحي:
توفي من جراء الإهمال الصحي أصيب بعجز في رجله و كان طريح الفراش لمدة طويلة و لم يقع إسعافه فتوفي سنة 2005
منصف الورغي بن عروس:
وقعت له جلطتان في السجن سنة 2005 , هبوط حاد في النظر , غلظ الدم (القلب ) روماتيزم في الظهر
مصطفى العرفاوي:
هبوط حاد على مستوى النظر
كمال البجاوي طبربة :
من جراء التعذيب اختل ذهنينا وهو يطوف الشوارع و يبحث في القمامة
كمال بن بالقاسم: باب الخضراء :
بسبب التعذيب في مركز الايقاف بباب الخضراء- صمم كامال -انتفاخ في الرجل
محمد المسدي :
كسر في العمود الفقري و في الرقبة و آلام حادة على مستوى الركبتين الآن هو مقعد
عادل الزرلي بنزرت :
فشل كلوي منذ أن كان في السجن وهو يعاني منه إلى حد يومنا هذا
مختار اللموشي الكاف :
ربو حاد ASTHME CHRONIQUE منذ بضعة أشهر وهو يتردد على مستشفيات العاصمة والغريب انه مازال مراقبا إداريا
محمد الخلفاوي حي الزهور:
مرض السكري المرتبط بالأنسولين
جمال مخينيني:
مرض السكري المرتبط بحقن الأنسولين و نقص حاد في الوزن Diabète Maigre
عبد الواحد العازب
سل في الأمعاء منذ أن كان في السجن ويخشى دائما أن يعاوده المرض
كريم المثلوثي تونس :
التهابات مزمنة في مناطق حساسة من الجهاز التناسلي من أثار التعذيب
صابر عبد الله :
الم حاد في المفاصل تآكل حاد في الركبة
عيسى العامري :
ارتفاع ضغط الدم – ماء في عينه- مرض B7
, مرض السكري-حساسية تنتج تحرقات في الجسد يسيل منها الماء في بعض الأحيان
عبد الكريم العباشي منزل بورقيبة:
تعرض لجلطتين بسبب مضايقته و مضايقة عائلته وأبناءه
حسين الجلاصي :
حساسية مفرطة إعاقة الرئتين عن العمل في السجن سنة 2002 كاد يشرف على الموت
مفتاح الساعي :
توتر و ضغط نفسيSURMENAGE
حبيب محجوب الكرم :
شبه عمي نتيجة Tension– ممزقة عروق شبكية عينيه
فتحي العيساوي القيروان :
ورم في الحنجرة – سرطان المعدة – مرض باطني خطير -ضغط الدم
محمد القلوي أريانة :
ماء في الخصيتين قام بعملية على حسابه الخاص بعد خروجه من السجن مباشرة في 3 نوفمبر 2007 ,- روماتيزم في الركبتين وفي الرقبة , انزلاق الخذروفي بالعمود الفقري – طنين على مستوى الأذنين بسبب ضعف عروق السمع ولم يقع إسعافه في الوقت المناسب أي سنة 93
Hypertension artérielle
عبد الرؤوف البدوي حي التضامن :
انزلاق خذروفي بالعمود الفقري من أثار التعذيب
علي العريض:
الربو الحاد ASTHME CHRONIQUE
محمد محجوب بن عروس :
السكري المرتبط بالأنسولين- شبه عمى
المنجي العياري:
سرطان قام بحصص لمعالجته
فاروق النجار:
( قليبية نابل) انتفاخ برجله اليمنى ، احتكاك عظام الركبة
طارق الحجام :
مقعد ومعاق
عبد الفتاح بالشيخ🙁 نابل)
سقوط بعينيه( شبه اعمى) بسبب التعذيب
فيصل قربع:
عمى في عينه اليمنى و سقوط جزئي في عينه اليسرى ، و اختل ذهنيا بسبب التعذيب.
كمال البجاوي:(طبربة)
اختل عقليا بسبب التعذيب
عبد الحميد الشارني: (الكاف)
عملية جراحية في مستوى عموده الفقري
عبد اللطيف الوسلاتي: (جندوبة)
عملية جراحية في مستوى خصيته
رضا العلبوشي:
سقوط في ظهره
طارق الكواش : (بنزرت)
مرض بالعمود الفقري و انزلاق خذروفي في الفقرتين ل4 -ل5 اجرى عملية على نفقته الخاصة في سبتمبر 2006 بمستشفى الرابطة بتونس قدرت ب 2.500 دينار و يؤكد السيد طارق ان ما اصابه كان نتيجة تعذيب وقع له في السجن المهدية و ذلك سنة 1998 و قد غادر السجن في ماي 2004 و اضاف انه لما كان في سجن الهوارب حملوه الى مستشفى سهلول بسوسة ليقومو له بالعملية المذكورة و لكن بسبب اضرابه عن الطعام لمدة 10 ايام حرموه منها.
محمد الهذيلي: (الملاسين تونس)
مرض بالسل و هو بالسجن سنة 1998 و يخشى معاودة المرض له .ملاحظة كل من يقطن سيلون (الجردة) بسجن قفصة يصاب بهذا المرض المعدي.
سامي السيفي: (تونس)
مرض بالسل و هو بالسجن و ذلك سنة 1993 و يخشى معاودة المرض له.
نصر الدين الخليفي ( مازال بالسجن )
فدة حادة
مراد البديري: (تونس باردو)
مرض بالسل و هو في السجن و يخشى الان معودة المرض له.
علي الزواغي:
مرض البروستات- ضغط الدم – فشل كلوي منذ 2003- عملية على المرارة جويلية 2004 و هو بالسجن.
عبد الستار بوطار :
سل في المخ في سجن برج الرومي سنة 1998 بسبب شفرة الحجامة المستعملة من طرف عدد كبير من المساجين.
فقدان الذاكرة لمدة ثلاثة اشهر و هو بالسجن.
دادي بن دادي :
قابس مرض المعدة و اجريت له عملية عندما بالسجن عن المثاني من كثرة الاضرابات عن الطعام ، تعرض لتعذيب شديد و خاصة إدخال قارورة في الدبر .
رضا العلبوش:
انزلاق غضروفي بعموده الفقري لا يستطيع الركوع و ثني ظهره.
المازري بوزقرو:
سقوط تام بالاذن اليسرى
عبد اللطيف صميدة :
سقوط تام بالعين اليسرى
رشاد عياد :
بسبب التعذيب تورم في احدى الخصيتين
منجي الخلفي :
مرض بالسل وهو بالسجن و يخشى ان يعاوده المرض
عادل العوني تونس الملاسين :
مرض بالاعصاب وهو يتعاط المهدئات
الصحبي بالقايد حسين :
السكري المرتبط بحقن الانسولين
مصطفى العرفاوي سليانة :
ربو حاد
ASTHME CHRONIQUE
عبد الواحد العازب :
سل بالامعاء لما كان في السجن
صابر عبد الله :
الم حاد في المفاصل و تاكل في الركبة
– الصادق العرفاوي: عين دراهم
هبوط حاد في النظر و آلام حادة في العين – قرح المعدة – الكلى – الحساسية الجلدية – الروماتيزم
أجريت عليه عمليتان جراحيتان داخل السجن الأولى في شهر نوفمبر 1992 على الأنف و الثانية في 6/1/1994 بمستشفى شارل نيكول على المثانة لاستئصال حصاة.
– مصطفى بن حليمة:
هبوط حاد في النظر – معدة – الحساية
– فوزي قار علي : نابل
مرض السكري – ضيق حاد في التنفس – الكلى – ارتفاع ضغط الدم
الذين توفوا بسبب الاهمال خارج السجن و لم يتلقوا رعاية كافية او تغطية صحية كافية:
نجاة الماجري
جلال الجبالي في 28 ماي 2004
عبد الجواد عبود سنة 2006
مبروك الرياحي سنة 2005
عبد المجيد بن طاهر سنة 2004
علي الدريدي اوت 2005
علي نوير سنة 1998
لزهر نعمان اوت 2000
لطفي العيدودي
محمد ناصر الشارني
رامي بن عزيزة 7 فيفري 2004
كمال العزيزي سنة 2003
شرحبيل العش 15 ماي 2007
لطفي الكثيري 16 اكتوبر 2005
الذين توفوا في السجن بسبب الاهمال
اسماعيل خميرة 10 فيفيري 1994
عز الدين بن عايشة 15 فيفري 1994
الشاذلي بن حريز سنة 1994
رضا البجاوي سنة 1994
علي حيدري سنة 1994
سحنون الجوهري 15 جانفي 1995
جميل وردة سنة 1997
مبروك الزرن 6 ماي 1997
عبد القادر الصويعي سنة1995
الهاشمي المكي جون 2006
الحبيب الردادي 22 مارس 2003
لخضر السديري 30 مارس 2002
الذين اختلوا ذهنيا بسبب التعذيب او الاهمال الصحي او كثرة الضغوطات و لم يتلقوا رعاية صحية من طرف السلطة
كمال البجاوي
حبيب الفني
لمين القاني
فيصل قربع
بشير القايدي
حمودة بوسهيلة
شاكر
الماكني
مفتاح
محمد
……وقائمة طويلة
وقد انتحر بعض الذين اختلوا ذهنيا نذكر منهم:
عبد الرزاق بربرية
وجد مشنوقا في منزله بمدينة بنزرت سنة 1997
محمد علي فداي
الذي ألقى بنفسه من على سور القصبة لمدينة بنزرت سنة1997
لطفي بن عمارة العميري
الذي وجد مشنوقا في شجرة زيتون بمدينة سيدي ظاهر بنابل 18 ديسمبر 1997
الامضاء
زهير مخلوف
بيان إلى الرأي العام
طالب مهدد بالطرد لأنه ترشح لانتخابات المجلس العلمي كمستقل
بسم الله الرحمان الرحيم
الإعلان عن فتح ورشة » حضاريات «
السبيل أونلاين نت – اعتبارا منا بالماضي، نقدر أنه ليس هناك أفضل من أن نعيش مع أهلنا وإخواننا التونسيين جميعا، مفتوحين كل الانفتاح عليهم، متعايشين معهم، لإرساء مناخ الانفتاح والتعايش بين الجميع، لصالح الجميع، بعيدا عن أساليب الماضي الخاطئة أو المتجاوزة. ولا نريد من ذلك أي غرض من أغراض الدنيا، خاص أو حزبي أو فئوي، إلا وجه الله سبحانه وتعالى، ثم صالح بلدنا والتونسيين جميعا.
ولأن اهتمامنا هو بالواقع التونسي فإن تونس نيوز قد قدمته لنا كمادة خام جازى الله فريقها وكل من ساهم معهم جزاءا موفورا.
أيها التونسيون نقترح عليكم أن نقوم جميعا بعملية تكرير لهذه المادة، وأن تتظافر إمكانياتنا من أجل تجاوز وضعنا الحالي وصناعة مستقبلنا. وندعوكم أن نفكر مع بعضنا بصوت مرتفع، بطرح أفكار أولية التي قد لا تجد نضجها إلا بعد تطويرات متكررة، من غير تردد في التصحيح والتعديل والاعتذار على الأخطاء… إن هذا العمل يرتكز على أسلوب المشاركة والتنويع والتصحيح وصناعة الجميع.
هذه قناعتنا وهذا عزمنا ولكن نحن مشفقون على أنفسنا ومتخوفون أن لا نتوفق إلى ذلك.
لاشك أن الأمر ليس سهلا ولكن ذلك عزمنا، متوكلين على الله، آملين أن نكون جميعا مع بعضنا متظافرين.
والله ولي التوفيق
(المصدر:موقع السبيل أونلاين نت بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
الرابط: http://www.assabilonline.net/
بيت التمويل الخليجي يعلن عن استثمار ثلاثة مليارات دولار بتونس
تونس (رويترز) – أعلن بيت التمويل الخليجي يوم الخميس عن خطة لانشاء مرفأ تونس المالي بقيمة ثلاثة مليارات دولار أمريكي ليكون بذلك واحدا من أكبر المستثمرين الدوليين في تونس.
وقال بيت التمويل في بيان أرسل لرويترز أن مرفأ تونس المالي يقع في منطقة رواد الشمالية المحاذية للعاصمة على مساحة 450 هكتارا.
وتم الكشف عن المشروع بشكل رسمي في قصر الرئاسة بقرطاج حيث تولى عصام جناحي رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الخليجي عرض مكونات المشروع للرئيس زين العابدين بن علي.
وسيتكون مرفأ تونس المالي من أربعة مجمعات رئيسية بالاضافة الى العديد من المؤسسات المهنية والمؤسسات المساندة. وستمشل المجمعات مركزا للشركات ومركز الاستثمارات المصرفية والاستشارات ومركزا للتأمين بالاضافة الى مركز للتداول.
وحسب المخططات الاولية سيشتمل مرفأ تونس المالي على ناد بحري ومجمع سكني وتجاري وملعب جولف وملعب رياضي.
كما سيحتوي المشروع على جامعة تختص بتدريس العلوم المصرفية وادارة الاعمال.
وقال جناحي « لطالما تمكن الاقتصاد التونسي من تحقيق معدلات نمو تفوق نظرائه من القارة الافريقية…وأن هذا النمو ومبادرات الحكومة التونسية المستمرة لتطوير الاقتصاد جعلت من تونس وجهة استثمارية جذابة لنا. »
وتأسس بيت التمويل الخليجي عام 1999 وتتركز أعماله في تطوير مشاريع البنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واستطاع البنك خلال السنوات الثلاث الاخيرة أن يضاعف أرباحه لاكثر من ثلاثة أمثالها الى 212 مليون دولار أمريكي مع نهاية عام 2006.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
محامية تونسية تراقب محاكمة البني في دمشق
بهية مارديني من دمشق: وصلت دمشق في الساعات الأولى من صباح اليوم محامية تونسية ممثلة عن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان لمراقبة المحاكمة العسكرية للمحامي أنور البني المعتقل حاليًا في سجن عدرا المركزي بعد صدور الحكم عليه بقضية سياسية بالسجن 5 سنوات. المحامية التونسية بشرى حاج حميد ستحضر محاكمة البني إلى جانب عدد من المحامين والناشطين والدبلوماسيين الغربيين وأفراد عائلته.
ويحاكم البني اليوم أمام قاضي الفرد العسكري الثالث بدمشق في جلسة ثالثة، مخصصة للدفاع، بتهمة ذم إدارات الدولة والمقصود وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا، بناء على الضبط الذي نظم بحقه من قبل شرطة سجن دمشق المركزي(عدرا) بناء على إخبارية من أحد النزلاء، بأن « أنور البني يكتب أوراق ويرسلها إلى خارج السجن » وتم بعد هذه الشكوى مداهمة سريره ومصادرة كافة الأوراق التي بحوزته ومنها مسودة الورقة التي كان قد تقدم بها إلى محكمة الجنايات بدمشق أثناء محاكمته السابقة « عام 2006 » والتي يرد بها على الادعاء المقدم بحقه من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سورية ويشير إلى الفساد في جمعية رعاية السجناء.
وافادت مصادر حقوقية إن تاريخ الورقة يعود إلى عام 2006 بينما تنظيم الضبط هذا في شهر آب 2007. وقالت إن جرم ذم إدارات الدولة وفق المادة 376 من قانون العقوبات السوري وهي مادة مشمولة بقانون العفو العام.
وأثناء استجواب أنور البني في الجلسات السابقة أنكر الجرم المسند إليه وأكد أن ماقام به هو الرد على مذكرة الادعاء بحقه من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ولم يقم بذم أحد من إدارات الدولة. البني يبلغ من العمر 48 سنة من العمر متزوج ولديه ثلاثة أولاد، وكان قد تعرض للاعتقال في 17 أيار/مايو 2006 بدمشق واقتيد إلى سجن عدرا في إطار حملة اعتقالات طالت بعض موقّعي إعلان « بيروت – دمشق « . ويقضي البني عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات إثر صدور قرار من محكمة الجنايات الأولى بدمشق في 24\4\2007 بتجريمه بوهن نفسية الأمة سندًا للمادة /286/ من قانون العقوبات والتعويض مئة ألف ليرة سورية لصالح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كتعويض مدني بسبب الادعاء المقدم ضده من قبل الوزارة سندًا للمادة /62/ من قانون الجمعيات رقم 93/ لعام 1958 على خلفية نشاطه في جمعية حقوقية، إضافة إلى مركز التدريب على حقوق الإنسان الذي افتتحته المفوضية الاوروبية في دمشق ثم اغلقته السلطات السورية، كما تعرضت زوجته الى فصلها من العمل بعد اعتقاله.
(المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
النشرة الألكترونية عدد 37 بتاريخ 13 ديسمبر 2007 الصادرة عن حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
11ديسمبر – كانون الأول 1967 —– 11– 12– 2007: الذكرى الأربعون لميلاد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
9 ديسمبر 1987: اندلاع انتفاضة الحجارة في الأراضي المحتلة عام 1967
تونس- أخبار نقابية
صفاقس: احتجّ عمّال السكة الحديدية على تراجع الإدارة في الإتفاقيات المبرمة سابقا بخصوص احترام الحقّ النقابي، والكفّ عن الإلتجاء إلى سماسرة اليد العاملة، وأعلنوا مبدأ الإضراب على أن يحدّد تاريخه لاحقا.
سوسة: بعد مفاوضات ماراطونية، توصّلت جامعة المعادن إلى اتفاق مع إدارة « المعامل الآلية بالساحل » يتمثل في بعض الزيادات التي اضرب من أجلها العمّال عدة مرات، وبذلك ألغي الإضراب الذي كان مقررا.
القيروان: أضرب عمال مصنع « إسيزو » للسيارات من 5 إلى 27 نوفمبر احتجاجا على عدم احترام قوانين البلاد والحقّ النقابي (يساندهم الإتحاد الجهوي للشغل)، وفي جلسة يوم 27 نوفمبر توصلوا إلى اتفاق حول لباس العمل والراحة السنوية وعطلة الولادة، وما زالت بعض المسائل عالقة مثل المستحقات التي لم تدفعها الشركة…
قرّرت النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي (مفتشي التعليم) القيام بسلسلة من التحركات والإضرابات طيلة العام الدراسي تبدأ يوم 12-12-07 في صورة عدم استجابة الوزارة لجملة من المطالب، أهمها تشريكهم في نقاش المسائل البيداغوجية والتربوية والإختيار الديمقراطي لبعض المسؤولين البيداغوجيين، وقضايا اخرى ذات صبغة مالية (استرجاع مصاريف)..
قرر الإتحاد العام التونسي للشغل إحداث « المرصد الوطني للحريات والحقوق النقابية » يترأسه الصديق بلقاسم العياري عضو المكتب التنفيذي المنتخب في المؤتمر21 (ديسمبر 2006).
تهانينا للصديق « الزمزاري الزمزاري » الذي انتخب كاتبا عاما « للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الأساسي » إثر المؤتمر الثالث الذي انعقد يوم 2 ديسمبر 2007
تونس: أمضى 30 ألف أستاذ تعليم ثانوي من جملة 70 ألف، على عريضة مساندة (والعدد مرشح للزيادة) لزملائهم المتعاقدين المضربين عن الطعام منذ 20 نوفمبر احتجاجا على فصلهم لأسباب نقابية. قامت النقابة العامة بتأطير اضراب ب20 دقيقة وتجمّع ضخم (وقفة احتجاجية). أما زيارات المساندة والبرقيات فإنها تعد بالمئات. من جهته علٌق وزير التربية قائلا « المطرودون عددهم كبير فلماذا الحديث عن ثلاثة فقط؟ ».
تونس-فرنسا: انتهت يوم الإربعاء 5 ديسمبر أشغال اللجنة العسكرية الفرنسية التونسية التي تجتمع مرّة في السنة منذ 15 عاما. تباحث وزير الدفاع التونسي مع المكلف بالعلاقات الدولية في الجيش الفرنسي في « مسائل تهم التعاون في ميادين التكوين والصحة العسكرية وتبادل التجارب والخبرات … » وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) 05-12-07
تونس –للبيع: وافانا الصديق عبد القادر الزيتوني نيابة عن حزب تونس الخضراء، بخبر مفاده أن شركة ايطالية تعتزم بناء محطة كهربائية تسير بالغاز بقوة 1200 ميغاواط، كثيرة التلوث والنفايات، بمدينة الهوارية (الوطن القبلي). وتستفيد إيطاليا وحدها من انتاج المحطة الكهربائية. أشرنا في عدد سابق أن الدولة تعتزم التفريط في جزيرة « زمبرة » (محمية طبيعية) غير بعيد من الهوارية، لفائدة مشروع سياحي صيني. 07-12-2007
تونس-بترول: فازت شركة « أويل سيرش » الأسترالية بعقد للتنقيب عن النفط في ولايتي الكاف وسليانة، لمدة 4 سنوات على مساحة تقارب 5 آلاف كلم2 . بلغ انتاج النفط في تونس 90 ألف برميل يوميا عام 2006. يو.بي.آي 9-12-07
« من المتوسط إلى الخليج للحد من انتشار الإرهاب في العالم: » تزامنا مع القمة الأروبية الافريقية المنعقدة بلشبونة، ينعقد في بروكسل مؤتمر تحت هذا الشعار، يجمع دول الحلف الأطلسي الست والعشرين مع دول « متوسطية » وخليجية، كلها عربية إضافة للكيان الصهيوني، « لبحث التعاون الأمني والإستخباراتي والتحالفات السياسية الجديدة التي فرضتها الحرب على الإرهاب، بين الحلف الأطلسي والدول المتوسطية ». قال جيمس اباتوري، الناطق باسم الحلف الأطلسي: » من المهام الجديدة للحلف: ضمان تأمين الطاقة وتوفير الحماية لأنابيب نقل النفط ومصادر الطاقة في البحر… ستقوم دوريات بحرية يقودها الحلف الأطلسي للكشف عن أنشطة إرهابية محتملة في البحر المتوسط وردعها وإجهاضها ». كلام غاية في الوضوح . الصباح (يومية تونسية) 7 ديسمبر 2007
في كواليس المجلس:
بعض المستشارين ينتقدون ردود الوزراء وطول تدخلات زملائهم
باردو ـ الصباح: عبر عدد من المستشارين أمس لـ »الصباح » عن امتعاضهم من ردود بعض الوزراء واعتبروا أن بعض مداخلات الوزراء لا ترد بالمرة على الاسئلة الموجهة لهم بل هي مجرد خطب سياسية يكون أغلبها جاهزا.
كما اشار بعضهم الى أن ردود بعض الوزراء في مجلس المستشارين لا تختلف بالمرة عن ردودهم على أسئلة النواب رغم اختلاف الأسئلة.
وأكدت احدى المستشارات لـ »الصباح » أن أسئلة المجلس تكون أحيانا في واد ورد الوزير في واد آخر وكأن هذه الردود جاهزة وهو ما لا يجب أن يكون.واستحسنت المستشارة ردود بعض اعضاء الحكومة التي كانت مقنعة وشاملة وتجيب على أسئلة المستشارين.
كما لاحظ مستشار آخر لـ »الصباح » طول بعض مداخلات زملائه والتي تكون أحيانا عبارة عن محاضرة واستعراض للمعارف والقدرات دون فائدة تذكر ودون أن يطرح في الأخير ولو سؤال واحد وهو ما يخالف الدور الموكول له .
ويذكر أن رئاسة المجلس وعلى غير العادة طالبت هذه المرة المستشارين بعدم الاطالة والاختصار في تدخلاتهم وهو ما استجاب له البعض دون الآخر حتى أن احدى المداخلات تجاوزت الـ19 دقيقة!!
سفيان
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 ديسمبر 2007)
الشؤون الوطنية كواليس مجلس المستشارين
* تعديلات في قانون المالية
استجابت وزارة المالية للمقترحات التي تقدم بها المستشارون خلال جلسة داخل اللجان، وتتمثل التعديلات المدخلة على قانون المالية المقترح للمصادقة في إضافة فقرة ثانية إلى الفصل 47 من المشروع لمزيد توضيح النظام الجبائي للمدخرات المكونة من قبل المؤسسات البنكية غير المقيمة وإعادة صياغة أحكام الفصل 60 لمزيد توضيح مجال اختصاص القاضي الجبائي. * المستشار «المثير للجدل»! واصل المستشار رضا الملولي بحثه عن الإثارة والجدل، وأثناء مناقشة تقرير اللجنة الثانية انتقد المعني بشدة ظاهرة الصلاة في الطريق العام واعتبرها من المظاهر المزرية التي لا بدّ من التصدي لها على اعتبار أنه لا تصحّ الصلاة في موقع «نجاسة» وان مثل هذه الصلاة في الطريق العام تعطّل حركة المرور! وحتى قبل الاستماع إلى رد السيد وزير الشؤون الدينية الذي أكد أن لا إشكال «فقهي» في المسألة خاصة أمام محدودية قاعات الصلاة خاصة يوم الجمعة التي لها قدسية خاصة تولى المستشار السيد البشير خلف اللّه تفنيد «الفتوى الملولية» وقال أنه حتى في البلدان الغربية يُصلي المصلون في الطريق العام واعتبر تلك الظاهرة من التقاليد ولا تثير أي إشكال مادام السجاد نظيفا!
* غضب «مبرّر»!
أحد النواب رمى بأوراقه وغادر قاعة الجلسة العامة عندما ثمن أحد المتدخلين المجهود الذي تقوم به الوكالة التونسية للاتصال الخارجي من أجل تحسين صورة تونس في الخارج. غضب المستشار له علاقة بمواقف سابقة و»شخصية» من الوكالة المشار إليها!
* «سحب تدخلات!»
في سابقة هي الأولى في المناقشة البرلمانية بغرفتيها قام 33 نائبا بسحب مداخلاتهم بعد استماعهم لمداخلة زميلهم الأستاذ الشاذلي القليبي حول عدم وجود أية دواعي لطلب مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية المتميزة بالتقشف وإسداء الخدمات الجليلة. المستشارون استجابوا لمقترح الأستاذ القليبي وسحبوا تدخلاتهم وصادقوا بالإجماع على ميزانية رئاسة الجمهورية وهي حركة رأى فيها العديدون إكبارا لرئيس الدولة وتثمينا للمجهودات الجبارة والمحمودة التي تقوم بها المؤسسة الرئاسية.
* «انتقاد إعلامي!»
انتقد المستشار سمير عبد اللّه في مداخلته الملفات الحوارية التي أجراها وزيران تونسيان في فضاء قناة تبث من لندن وقال المستشار أن الحوارين تضمنا قدرا كبيرا من الجرأة في التعرض إلى مواضيع سياسية (الحزب الديني، الحجاب، التعددية) وحقوقية (الأوضاع السجنية) وكان من الأجدى أن يتم إجراؤهما على القنوات الوطنية لأن الفضاء الطبيعي للحوار والجدل هو الفضاء الإعلامي الوطني، كما طالب المستشار الحبيب عاشور بحيادية منشطي الملفات الحوارية التلفزية قائلا: ان الحوارات التلفزية هي فن وصناعة في إدارة الجدل المتعدد وفي طرح الأسئلة الحقيقية التي يتطلع إليها المشاهد.
* ارتياح «إعلامي»!
عبّر عد من المستشارين عن ارتياحهم للردود التي قدّمها السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقة مع المجلسين والتي تضمنت خطابا متسما بالانفتاح والوضوح وقبول آراء ومقترحات النخب والتفاعل بشكل ايجابي مع مجمل المقاربات التي طرحها النقاش وعبّرت عن وعي وادراك حقيقي بضرورة تطوير البرامج الحوارية شكلا ومضمونا وتكثيفها. * اهتمام يبدي رئيس مجلس المستشارين اهتماما خاصا بكل ما يصدر في الصحافة عن أشغال المداولات. * مداخلات بلغت المداخلات حول تقرير اللجنة الثالثة 34 تدخلا وفي الجلسة الثانية حول تقرير اللجنة الرابعة طلب 56 مستشارا الكلمة.
* معرض فلاحي!
على هامش مناقشة ميزانية وزارة الفلاحة والموارد المائية أمام الجلسة العامة لمجلس المستشارين نظمت الوزارة ببهو المجلس معرضا اشتمل أساسا على عرض للملتميديا وكذلك على نماذج من منتوجات الفلاحة البيولوجية وبيانات حول نتائج البحث العلمي الفلاحي.
* حضور مكثف
شهدت مناقشة تقرير اللجنة الرابعة متابعة مكثفة خاصة من مسؤولي وزارتي الفلاحة والتجارة الذين غصّت بهم الشرفة المخصصة للصحافيين والزوار والإطارات. «لفت انتباه!» لفت السيد عبد الله القلال انتباه المستشارين المتدخلين إلى وجود كتاب دولة في الجلسات وقال انه من المعقول كذلك الترحيب بهم على اعتبارهم هم أيضا أعضاء في الحكومة لا الاقتصار فقط على السادة الوزراء! (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 ديسمبر 2007)
افتتاح الملتقى الاقتصادي الاول لدول اتفاقية أغادير في تونس
تونس – افتتحت الأربعاء بتونس أعمال الملتقى الاقتصادي الإقليمي الأول لبلدان اتفاقية أغادير حول موضوع « اتفاقية أغادير: فرص التكامل والشراكة في دفع التجارة وجذب الاستثمار »، والتي تنظمها وزارة التجارة التونسية بالتعاون مع الوحدة الفنية للاتفاقية المعنية.
وشارك في الافتتاح رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالمؤسسة الاقتصادية والصناعة ووزراء وممثلين عن وزارات التجارة في الأردن والمغرب وتونس ومصر وعدد هام من رجال أعمال هذه البلدان والناشطين أساسا في قطاعات النسيج والملابس وقطع غيار السيارات للتعريف باتفاقية أغادير ومميزاتها والفرص الاستثمارية والتصديرية التي تتيحها.
وسيتضمن هذا الملتقى الذي يتواصل على مدى يومين لقاءات مهنية بين رجال الأعمال في البلدان الأربعة بالإضافة الى تنظيم ورشتي عمل في قطاعي النسيج والملابس وقطاع غيار السيارات للتعريف بإمكانياتهما في فضاء « أغادير » وتقديم المراحل المنجزة من الدراستين القطاعيتين التي شرعت الوحدة الفنية في إنجازهما.
يذكر أن وزراء خارجية دول إعلان أغادير، الأردن والمغرب وتونس ومصر، كانوا قد وقعوا في شباط/فبراير من عام 2004 على اتفاقية إقامة منطقة التبادل الحر بين الدول العربية المتوسطية التي تهدف الى رفع قدرة الدول الموقعة التنافسية والسماح لسلعها بالنفاذ الى الأسواق الأوروبية مستفيدة من تراكم المنشأ بين الدول العربية المتوسطية.
وتهدف الاتفاقية الى تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية والقطاعية في الدول الأطراف فيما يخص التجارة الخارجية والزراعة والصناعة والنظام الضريبي والمجال المالي والخدمات والجمارك وبما يوفر المنافسة الموضوعية بين الدول الأطراف.
وتتبنى الاتفاقية تحريرا كاملا للتجارة في السلع الصناعية والزراعية من تاريخ دخولها حيز النفاذ. كما تلتزم الدول الأطراف بإزالة كافة القيود غير الجمركية مثل القيود الكمية والنقدية والإدارية والفنية التي تفرض على الاستيراد. (آكي)
(المصدر: وكالة آكي الإيطالية للأنباء بتاريخ 12 ديسمبر 2007)
طبيب تونسي يسأل عن دينه..
رقـم الفتوى : 102648
عنوان الفتوى : التخلف عن الجمعة للتخصص الدراسي
تاريخ الفتوى : 03 ذو الحجة 1428 / 13-12-2007
السؤال: أنا شاب 29 سنة أكملت دراسة الطب العام ولله الحمد وحاليا سنة أولى تخصص جراحة عامة. مشكلتي أن رئيس القسم يفرض على الأطباء جميعا حضور اجتماع أسبوعي يوم الجمعة على الساعة 12,30 ويمتد إلى حوالي الساعة 15 على أقل تقدير. يقوم فيه رئيس القسم بمناقشة الملفات الطبية للمرضى مع الأطباء المتخصصين أما نحن الأطباء المتربصين فعلينا تقديم هذه الملفات ثم المتابعة والاستفادة من النقاش وليست لدينا أية مسؤولية أخرى أما مرضى القسم والحالات الاستعجالية فتهتم بها فرقة أخرى من الأطباء.
سؤالي هو هل يسقط علي فرض الجمعة وهي تقام في بلدي تونس في وقتين: الأولى على الساعة 13 و في بعض المساجد الأخرى على الساعة 14,30 وتسمى بالجمعة الثانية { ولا حول ولا قوة إلا بالله }.
لقد مرت علي الآن حوالي سنة وأنا متعب نفسانيا إذ لم أستطع أداء صلاة الجمعة إلا في حالات قليلة وفي الوقت الثاني.
مع العلم أنه بإمكاني تبديل التخصص أو المحافظة على نفس التخصص لكن العمل في مستشفى ثاني في نفس المدينة لكن أقل درجة من حيث التكوين. ويتم ذلك مع انتهاء السنة الأولى أي في أواخر ديسمبر.
بارك الله فيكم ونفع بكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان ذهابك إلى الجمعة في الأوقات المذكورة لا يترتب عليه ضرر في نفسك ولا في معيشة تحتاجها فليس لك عذر يبيح التخلف عن الجمعة. وعلى هذا فعليك أن تتوب إلى الله تعالى مما مضى وتلتزم حضور الجمعة في وقتها الموافق للسنة وهو أول وقت الظهر إن أمكن ذلك؛ وإلا فإن حضور الجمعة الثانية يجزئك.
وأما إذا لم يكن يسمح لك بحضور الجمعة لا الأولى ولا الثانية وكان يمكن تفادي هذا التخلف عن الجمعة بتبديل التخصص أو الذهاب إلى مستشفى آخر فإنه يجب عليك أن تعمل ما تتمكن معه من أداء الفرض إذا لم يترتب عليه ضرر في نفسك أو في معيشة تحتاجها، ولو أدى ذلك إلى درجة أقل، فإن الله سبحانه وتعالى سيعوضك عن ذلك؛ لأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. ولبيان الأعذار التي تبيح التخلف عن الجمعة والجماعة تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 60743، 77170، 52153.
والله أعلم.
(المصدر: موقع « الشبكة الإسلامية (قطر) بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
الرابط: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=102648&Option=FatwaId
إنتهاك مستمر لحقوق الإنسان في تونس:
عشرون عاما من المعاناة
بقلم محمد عبو (*)
تعتبر تونس حالة فريدة في العالم العربي – فالبلد لا يعاني من الانشقاقات العرقية والدينية التي تهدد استقرار العديد من دول الجوار. لكن مع ذلك فإن الحياة في تونس ليست سهلة – خاصة بالنسبة لأتباع المعارضة السياسية. محمد عبو يصف لنا الحياة في ظل النظام القمعي لزين العابدين بن علي.
إنه لأمر مقبض أن يعيش المرء في مجتمع تحكمه دولة لا تضمن حقوق أفراده او كراماتهم، ناهيك عن حريتهم، فضلا عن دفع مؤسساتها لقمع مواطنيها دون أن تكون عرضة للمساءلة أمام أي جهة.
مؤلم لأي مثقف أن يرى معظم مواطني بلده يعيشون في خوف يرعبهم ولا يشغلهم سوى السعي وراء تأمين لقمة العيش لعوائلهم باحثين عن سلامتهم الشخصية والنجاة بأنفسهم.
وكم هو محزن أن يرى المرء أن المعارضة، رغم تضحياتها، قد فشلت في القضاء على الاستبداد.
دولة لا تحترم سيادة القانون، شعب عاجز أمام الخوف، معارضة ضعيفة، هذا ما نجم عن عشرين عاماً من سلطة الرئيس الثاني للجمهورية التونسية.
دولة تنتهك حكم القانون
تقوم الدولة بالضرورة بضمان أمن المجتمع ووضع العدالة فوق نزعة الثأر الشخصي وسن القوانين وفرض احترامها من جانب المواطنين على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.
لقد اعتدنا في بلدنا تونس أن نأخذ هذا التعريف لماهية الدولة بعين الاعتبار باعتباره مرجعاً في حياتنا اليومية. لدينا مؤسسات تعمل بشكل طبيعي نوعاً ما. ولكننا نواجه جهاز أمن يعمل تارة على ملاحقة المجرمين ومعاقبتهم وتارة أخرى يتقمص دور عصابة تهدد وتضرب وتُعذب من دون أدنى احترام للقوانين التي من المفروض أن يعمل على استتبابها والعمل بها.
تتعمد الدولة وضع الأقوياء فوق القانون، هؤلاء الذين لا يتعرضون لمساءلة من أيٍ كان. لا يسمح لأحد بإنتقاد الأقوياء أو التشهير بأفعالهم أو كشف تورطهم في قضايا الفساد. فإذا ما فعل ذلك أحد ما فسيُلقى به وراء القضبان، حيث لن يجد أبدا في الداخل من يولي اهتماما لصرخات استغاثتهً. كما لن يهتم أحد أيضاً بتلك التقارير والتصريحات الصادرة من قبل شركائنا الغربيين والتي تتعارض أحياناً مع مواقفهم السرية.
إنتخابات مزورة
تُستخدم تلك المؤسسات أحياناً كوسيلة اضطهاد لكل من يعارض نظام الحكم الحالي أو يجرؤ على انتقاده، فتُقطع عنه الموارد، وبُترك جائعا ومهانا الى درجة لن ينساها أبداً. إضافة إلى تعرضه للهجوم في الشارع وتعرض أطفاله لمضايقات وتحرشات. كل هذا فقط لضمان استمرارية النظام وضمان سلطته، تلك السلطة التي قامت على أساس انتخابات تمت في جوٍ من الخوف والرعب. تُجبر أقلية من الناخبين على الإدلاء بأصواتها لصالح النظام فيتفاخر هؤلاء بوضعهم ورقة الاقتراع الحمراء في صندوق الاقتراع الأحمر. وفي الوقت نفسه، يصوت رؤساء مراكز الاقتراع نيابة عن الغائبين، في نفس الوقت الذي يروج فيه بعض شركاء تونس الغربيين لصورة تونس في الخارج.
شعب يشله الخوف
يزرع النظام التونسي الخوف في مواطنيه بهدف تعزيز سلطته والحفاظ عليها. عندما تجرأت على استنكار الوضع السائد في تونس وشجب فضائح الفساد في اروقة نظامها، كنت بذلك أكسر حاجز المحرمات. لذا قرر النظام ضرب مصالح عائلتي واضطهادها ومن ثم ألقوا بي في السجن وعملوا على إهانتي وإذلالي.
بعد فترة سجن دامت أكثر من عامين لقد أطالوا مدة احتجازي قدر المستطاع، على الرغم من الضغوط التي مارستها جهات مختلفة على النظام، ليس لأنني كنت على رأس مؤسسة ربما تُشكل خطراً على النظام وتهدد مصالحه، وليس لأني كنت أسعى للسيطرة على العرش، ذلك العرش المشبع بالدماء والدموع. السبب الوحيد في ذلك كله هو أنني كنت في ذلك الحين أمثل، كنت – من وجهة نظرهم – خطر تلويث أجزاء أخرى من المجتمع.
هذه مجرد لمحة عن السياسة التي ظل النظام يمارسها منذ عشرين عاماً، سياسة إتبعها الرئيس السابق أيضاً.
نكتة الحاكم
أذكر نكتة رواها المرحوم محمد شكرون عندما كان وزيراً في حكومة بورقيبة، حيث كان يرافقه لافتتاح مركز للحرس الوطني « تنوسته »، قال حينها: « سيكون أمراً جيداً إن تعاطف المواطن التونسي مع الحرس الوطني بعد أن كان يخشى قوات الدرك. »، فرد عليه بورقيبة: « من الأفضل أن يبقى خوف المواطن التونسي من الدرك على حاله. »
تطورت سياسة الخوف هذه (على اعتبار أنها إحدى أدوات الحكومة) لتصبح تقليداً وتعززت وانتشرت في ظل سيادة الرئيس الحالي. أضحت هذه السياسة مدرسة تتميز بتقنيات متطورة. وتعلن السلطة عن مآثرها في هذا المجال لتكون عبرة لمن يجرؤ من المواطنين على القيام بأعمال تهدد النظام ولإفهامه أن النظام لا يعرف المساومة ولا يرحم من يتحداه.
لم تعد العقوبة تقتصر على السجن أو التعذيب فحسب، وإنما أصبحت تشمل أيضاً طريقة الانتقام الجماعي على شكل تجويع وحرمان الأسرة كلها. فقبل أن يضحي أي فرد بحريته أو صحته من أجل قضيه، يجب عليه أن يفكر ملياً لأنه بذلك يعرض أسرته وأطفاله للجوع والرعب والدمار.
وهكذا نجحت السلطة بتفوق في سياستها هذه. غالبية المواطنين التونسيين يُصيبهم الرعب لمجرد التفكير في الحديث عن السياسة.
معارضة واهية
تختلف تونس عن غيرها من الدول العربية، بتجانسها عرقياً ودينياً، فغالبية المسلمين في تونس ينتمون إلى الطائفة السنية، بالإضافة إلى أنه لا توجد في تونس أقلية تحتاج إلى حماية خاصة، وبالتالي لا تتوفر أي من أسباب الصراع الموجودة في غيرها من الدول العربية.
كان لمختلف الحضارات التي ضربت جذورها في تونس تباعاً إضافة إلى الخصائص الطبيعية والجغرافية لتونس تأثير جيد على تكوين شخصية التونسي التي تتميز بالاعتدال والتسامح. إضافة إلى إقبال عدد كبير من السياح على تونس في الخمسين سنة الماضية. لقد اعتاد التونسيون على حركة السياحة تلك واستفادوا من مستوى التعليم العاليٍ بفضل قرارات اتخذها التونسيون بعد حصولهم على الاستقلال.
تكفي الخصائص المذكورة أعلاه لتجعل من تونس بلداً ديمقراطياً يسوده القانون ويضمن كرامة جميع المواطنين وحريتهم وتقدمهم بعيداً عن أي خوف من انشقاق او فوضى.
تُدرك المعارضة التونسية تلك الحقائق تماماً، ولكنها لم تجد بعد الطريقة التي تجعلها قوة سياسية حقيقية، فتأرجها بين الخوف من القمع وانقساماتها الايديولوجية (التي تغذيها السلطة في بعض الأحيان) جعلها تفشل حتى الآن في استقطاب عدد كبير من المواطنين وتحريرهم من الخوف.
وعي الخطر
هذا هو الواقع الأليم، فحلمنا يأبى أن يتحقق. ولكن الوعي بخطورة الموقف والتسويات المختلفة التي بدأت تظهر بين مختلف التيارات السياسية والمدارس الفكرية من جهة، وبعض المؤشرات التي تُعبر عن الرفض لهذا النظام من جهة أخرى تمنعنا من التخلي عن حلمنا، رغم تزايد القمع والضغوطات من قبل أصوات تُلقى ظلالاً من الشك وتنشر اليأس.
سيكون النصر حليفنا بفضل إرادتنا وعزمنا، وحتى ان لم نحقق هدفنا الآن، فإن أملنا كبير بأبنائنا.
بقلم محمد عبو
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق الطبعBabelmed بابلميد 2007
(*) محمد عبو: محام وكاتب تونسي شاب معارض تم اطلاق سراحه في 24 تموز/يوليو 2007 من سجن الكاف في تونس حيث ظل قابعا فيه منذ اعتقاله فى آذار/مارس 2005. وكان قد حُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف لقيامه بفضح التعذيب في السجون التونسية على شبكة الإنترنت. أصبحت قضية عبو رمزاً للسجل التونسي في انتهاك حقوق الإنسان.
(المصدر: موقع « قنطرة » (ألمانيا) بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
الرابط: http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-649/i.html
سـواك حـار (60)
ســواك: صـابر التونسي
أما موقع نشرية تونس نيوز الذي يرصد تحركات المجتمع التونسي منذ سبعة سنوات فقد تم قرصنته يوم 5 ديسمبر 2007 وفسخ أرشيفه (نواة: سامي بن غربية)
قال أحدهم لشيخ يجلس على حافة نهر: يا عمّ لقد جرفت مياه النهر حبلك! فرد الشيخ مبتسما لا تهتم يا بني فأنا أمسك بطرفه وسأسحبه من جديد! …وسيظل « حبلي » هذا يطوق رقاب المجرمين!
تطرقنا في مقالات سابقة إلى استعمال السلطات التونسية لطرق ملتوية لإجبار المواطنين على التبرع لفائدة الصندوق الوطني للتضامن 26-26 .و تواصل استعمال هذه الأساليب إلى اليوم الوطني للتضامن 08-12-2007 الذي شهد عديد التجاوزات تمثلت في ترهيب المواطنين و خاصة منهم أصحاب المشاريع التجارية و تهديدهم باتخاذ إجراءات تعرضهم إلى تسجيل مخالفات اقتصادية ضدهم إن لم يتوجهوا إلى مقرات المعتمديات و التبرع لفائدة هذا الصندوق (معز الجماعي: الحوار نت)
وهل يرفض الدفع إلا عدو » للتضامن »، عدو « للتكافل »، عدو لكل « معروف »، عدو لدولة « لا ظلم بعد اليوم ولا مجال للقهر » … إما أن تدفعوا أو تخرجوا من أرضنا فنحن قوم « متكافلون » لإسعاد أولي الأمر وإدخال البهجة إلى قلوبهم والسيولة إلى جيوبهم وجيوب أهاليهم!!
و إمام المسجد ينادي في أعقاب الصلاة أن « لا تنسوا القائمة و لا تدعوها تعود فارغة » و هو يقصد الورقة التي جيء بها إليه و طلب منه ملؤها بأسماء المصلين و المبالغ التي سيدفعونها لفائدة الصندوق، مع أن المصلين هم في غالبيتهم عمال و أرباب أسر فيدفعون في المسجد، و يدفعون في مواطن الشغل، و يدفعون في المعهد و المدرسة بحسب ما لديهم من تلاميذ ، و بحسب ما يضع القدر في طرقهم من جباة المال باسم صندوق التضامن . و الدفع في معظمه بلا وصل . (الطاهر الحراثي: الحوار نت)
« لا تنسوا القائمة و لا تدعوها تعود فارغة » ومن يفعل فقد ظلم نفسه وصلاته « باطلة » ووضوؤه لامحالة منتقض … مما سيلاقي من هول جراء إعراضه عن المساهمة في الأمر الوطني!!
و لقد امتلأ صدر سائق سيارة أجرة غيظا من فرط ما أجبر على دفعه فأقسم على مسامع الركاب أنه دفع في القيروان ، و دفع في بوحجلة، و دفع في نصر الله، و دفع في الشراردة . (الطاهر الحراثي: الحوار نت)
زيادة الخير ما فيها ندامة!! وما نقص مال من « صدقة » لأولياء الأمر!! « وإلي خذالك خبّالك »… وطاعة وليّ الأمر واجبة في كل الأحوال!! … ادفعوا واحمدوا الله أن الدفع لصندوق واحد وليس لصناديق متعددة!! … ماذا لو أنهم أضافوا صندوقا للتضامن مع البطالين؟! … حينها يتعين على البطالين أن يبدأوا بالمساهمة في الصندوق لإعطاء القدوة الحسنة!!
لمن لا يعرف صندوق التضامن الوطني 26 / 26 ، نقول بأنه صندوق أنشأه الرئيس « بن علي » حتى يتكافل المواطنون ويدعم بعضهم بعضا لأن موارد الدولة شحيحة ومصاريفها كثيرة، وقد عمل منشئ الصندوق بمثل شعبي تونسي مفاده لابأس من استعمال « شاشية » (كبّوس) هذا ليغطي بها رأس ذاك ، ولا بأس من تبادل « تعرية » الرؤوس. (المحرر)
المشكلة أن الرؤوس المغطاة « بالشاشية » (الكبّوس) تتناقص يوما بعد يوم ولا ندري أين تختفي هذه « الشواشي » التي أخذت من رؤوس لتغطي رؤوسا أخرى؟! … يبدو أن « شواشي » الشعب التونسي لا يمكن تبادلها إلا مع رأس واحد وهو أولى بها جميعا!
واذ تحتفل تونس كل عام في الثامن من هذا الشهر بيوم التضامن الوطني باعتباره سنة حميدة وسلوكا نبيلا فاني اغتنم هذه المناسبة لاتوجه بالشكر والتقدير الي كل التونسيين والتونسيات افرادا وجماعات ومنظمات وجمعيات ومؤسسات علي تبرعهم التلقائي واسهامهم السخي في ترسيخ التماسك الاجتماعي ودعم علاقات التالف والتازر بين سائر فئات شعبنا. (« بن علي » بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: تونس نيوز عن وات)
هنيئا لكم التبرعات « التلقائية » والإسهامات « السخية » « سيدي » الرئيس وأنتم أقدر على حفظها وحسن التصرف فيها!!… وأما ما سبق فكله إشاعات مغرضة!!
هاجم قط وحشي من نوع نادر طفلة في الثالثة من العمر أمام منزلها الكائن بمعتمدية منزل بورقيبة في الشمال التونسي . وقد أصيبت الفتاة بجروح بليغة وكادت أن تهلك لولا تدخل بعض من أهالي المنطقة القريبة من إحدى المحميات الطبيعية التى يتسلل منها بين الحين والآخر حيوانات برية نحو المناطق الآهلة . (الحوار نت عن « محيط »)
إذا تنكر « الأمن » لأصله وتوحش فلا تثريب على القطط المتوحشة أن تتصالح مع ذواتها وأصولها فتنهش اللحم لتبقى … وإذا صالت « الذئاب » وجالت استأسدت القطط وتنمرت!!
نحن نعتبر أن لا يمكن إقحام الدين في الحقل السياسي علي اعتبار أن الدين هو عامل ومكون مشترك للجميع، وقضية شخصية وحضارية. إلي جانب اننا نخالف الأطروحات الإسلامية بصفة عامة (حاتم الشعبوني نائب رئيس حركة التجديد « لآفاق » عن موقع ح د ت)
الدين لله والوطن لحاتم الشعبوني وحركة التجديد و »جماعة الشعبة » وحزب التغيير!! … مبروك مضاعفة « المنحة » وتصعيد « الحصة » (20%) … « ربي ينوب عليكم بِكْرِيسِي، والتّصفيق مع إلّي يصفّق وطنية »!!
يوميات عربي غاضب مـــــــن وحــــــي إنتصـــار الجـــوع
تحاليل « الشروق » ما لم أقلهٌ في الملف الحواري حول الإعلام: من يصنع الجرأة في المشهد الإعلامي؟
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/12/13
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 359 مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي
على موقع تونس نيوز
في الصميم وضع النقاط على الحروف قمة المجد والمصداقية والعناية والرعاية
أحرزت على الرتبة الاولى للمملكة العربية السعودية
على بركة الله وتوفيقه أواصل الحديث عن مجد وشرف ومصداقية المملكة العربية السعودية فقد جربت كل الشعوب فوجدت أول رتبة في العناية والرعاية والتركيز والاهتمام بمقالات الكتاب وأصحاب الأقلام النيرة هي المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وسفارة وشعبا فقد تكتب رسالة في موقع الانترنات صباحا تجد آثار العناية والرعاية بها مساء وتلمس المتابعة والاهتمام والتركيز والمصداقية وبعد نصف يوم يقع الاتصال بك بكل لطف وأخلاق عالية وروح إسلامية أصيلة وبوهج الصدق والكرم الحاتمي وتجد العناية والاستجابة لطلبك أو اقتراحاتك بكل اهتمام ومصداقية ما أروع هذه الروح العالية وما أنبل هذه العناية الكريمة الصادقة ما أجمل هذه الرعاية العربية وما أعمق هذه المتابعة العالية وما أبهى هذه الأخلاق السامية ولا غرابة فالقوم والأهل والعشيرة والفصيلة والأمة هي من أمة الإسلام وقد تربوا في المدرسة المحمدية ونهلوا من الأخلاق النبوية وولدوا في أقدس أرض وأكرم شعب وأنبل حضارة. فشكرا جزيلا لعناية المملكة ملكا وحكومة وسفارة وشعبا على حسن العناية ونبل الكرم وشهامة الموقف. وأنا على حق وعلى يقين عندما أخذت قلمي منذ يوم 1995/02/23 وكتبت في جريدة الندوة بمكة المكرمة على كرم وشهامة أبناء المملكة العربية السعودية وأنا على حق عندما كتبت عام 2001 بجريدة أخبار الجمهورية التونسية على نبل وكرم الشعب السعودي وأنا على حق عندما كتبت 7 مقالات على موقع تونس نيوز العالمي منذ عام 2006 إلى اليوم على مصداقية ونزاهة وشهامة وفحولة الشعب السعودي وقمة المجد والتألق والوفاء والصدق والأخلاق والعروبة والوجدان العربي والبعد الإسلامي الحضاري عند آل سعود من المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود إلى ابنه الخامس خادم الحرمين الشريفين الملك المصلح عبد الله آل سعود وحكومته وأعضاده والسلك الدبلوماسي وأخصّ بالذكر سعادة السفير الناشط الأستاذ ابراهيم السعد ابرايهم صاحب الأنفة وعزة النفس والشهامة والرجولة والتمسك بالعروبة الأصيلة ولا يركع إلا لله. ولا يستمد نفوذه إلى من ضميره الأخلاقي ومن حكومته ومن رمز المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود حفظه الله ونصره وأيده الله بالعون والسداد والتوفيق إنه سميع مجيب.
نتمنى أن ينسج بقية العرب والشعوب على هذه الروح الأخلاقية العالية والتسامح والإصغاء إلى خلجات الشعب العربي والإسلامي بروح إسلامية عالية وجدتها ولمستها في الشعب السعودي ورجالاته ونظامه ورمزه الخالد نصره الله.
ولمثل هذا فليعمل العاملون صدق الله العظيم.
ملاحظة : لا يوجد في أي مكان وزمان من يقرأ لك المقال مساء ويقع الاتصال بك في صباح الغد وتجد منه الدعم والعناية والصدق فشكرا جزيلا لأهل هذه الديار المقدسة الطاهرة والله ولي التوفيق.
قال الله تعالى : :من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ». صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
هـ : 22 022 354
مناضل وطني
الباحث التونسي فتحي القاسمي:
العقل في الخطاب العربي موؤود
الجدل متـأصل في الحضارة العربية والإسلامية
تونس: آمال موسى
فتحي القاسمي وجه جامعي بارز، مؤلف لأكثر من خمسة وعشرين كتابا تأليفا فرديا وجماعيا، وشاعر ذو ديوانين، وله مساهمات إذاعية وتلفزيونية، ناقش اخيرا أطروحته لدكتوراه الدولة حول «الجدل الديني في تونس (1875-1931) قراءة تحليلية نقدية». وبالرّغم من انطلاق هذا الباحث من المدرسة الفكرية التنويرية التونسية، فإنه تسلّل إلى كثير من القضايا الحارقة المرتبطة بالثقافة العربية والإسلامية. وحول تلك القضايا وتداعياتها وغيرها من المسائل الفكرية التي يهتم بها، كان حوارنا معه:
* الجدل الديني في الحضارة الإسلامية، ما هو تاريخه وأطواره؟ وكيف ترون حاضره اليوم أمام «تلفزة التطرف الديني»؟
– من خلال أطروحتي توصلت إلى تجلية معالم نظرية عربية في الجدل لها أسسها ومقوماتها وأهدافها، وقد عانت من المنغّصات وشتى أساليب التثبيط والتهميش، وتجدر الإشارة إلى جهل الغرب لتلك النظرية.
لقد أوقد القرآن الكريم شرارة الجدل الأولى في الحضارة الإسلامية عندما ربط المجادلة بالإنسان وحثّ على المحمود منها في ست عشرة سورة وعلى امتداد تسع وعشرين آية. وبيّن تعالى أن الإنسان كان ولا يزال «أكثر شيء جدلا». وقد أكّد الشيخ محمد الطّاهر بن عاشور (ت1973) صاحب «التحرير والتنوير» عند تفسيره لهذه الآية أن الله يدعونا إلى نبذ الجدل المذموم لأنه يقوم على المكابرة والعناد وإبطال الحق، وحثّنا على انتهاج الجدل الإبراهيمي القائم على التحاجي والبرهان والحكمة، وانتهاج الملاينة عند المحاورة، واتقاء الوقوع «في ايحاش الخصم»، كما يقول الشيخ محمد مناشو في ردّه على الشيخ رشيد رضا صاحب «المنار».
الجدل متأصّل في حضارتنا لغة واصطلاحا. ففي اللغة «الجدل» هو الإحكام وشدّة الحبك. واقترن مفهوم «الجدل» في الاصطلاح بالمجاورة في المسائل الدينية أولا، ثم سرعان ما وسّع الفلاسفة المسلمون وعلماء الكلام والمناطقة من دائرة الجدل الديني، فصارت له أبعاد إنسانية. واستطاع العلماء المسلمون الذين برّزوا، تأسيس نظرية في «الجدل» لها مقوماتها وآدابها وأهدافها. وقد استفادوا من نظرية أرسطو في الجدل وتجاوزوها ووظفّوا المقولات المنطقية والأساليب البرهانية والاستدلالية للذّب عن الشّرعية الإسلامية، وتطوير المعقولات والمنقولات وتأسيس خطاب إسلامي منفتح على الآخر، من دون تحجّر. وبرز في ذلك علماء مـجادلون تركوا آثارا، دلّت على تجذّر نظرية الجدل لديهم ومن هؤلاء الإمام الجويني (ت478?) (إمام الحرمين) صاحب كتاب «لمع الأدلة».
وقد كان امتدادًا لأبي الحسن الأشعري (ت 320?) الذي أثرى مدونة الجدل بكتابيه:«رسالة استحسان الخوض في علم الكلام» و«اللّمع في الرّد على أهل الزيغ والبدع»، كذلك أبو إسحاق الشيرازي (ت476?) الأصولي في كتابه «المعونة في الجدل». وظهرت طبقة من العلماء اللاحقين من أهل السنة ومن الشيعة جذروا أصول الجدل وقعدوها ومنهم: أبو منصور الطبرسي الشيعي (ت620?) في كتابه «منتهى ابن الحاجب في علمي الأصول والجدل» ومحيي الدين بن الجوزي (ت656?) الحنبلي في كتابه «الإيضاح لقوانين الاصطلاح في الجدل والمناظرة».
ويبدو لي أن نظرية الجدل الإسلامية اكتملت في القرن العاشر مع طاش كبرى زاده (ت962) صاحب كتاب «مفتاح السعادة ومصباح السيادة». نظرية الجدل استفادت من روافد كثيرة وسرعان ما اختمرت على امتداد العصور، لترتبط بالعقل والناسوت واقترنت بالأبعاد الكونية اللّصيقة بالإنسان. لكن الخلف لم يستثمر ما أنتجه السّلف. فنحن الآن في أشدّ الحاجة إلى إحياء التراث الجدلي لأنه ينطوي على نظرية معرفية استشرافية وعملية ونفسية، لو أحكمنا توظيفها وفهم شروطها ودواعيها. لغة التخاطب بيننا اقصائية وعرجاء، لأننا لم نتعلم فن المحاورة وآداب المناظرة، وكثيرا ما نتعسف على الحقائق لأننا ننطلق من أحكام متهافتة ونأبى مكاشفة أنفسنا. واعتقد أن ظهور ما أسميته بتلفزة التطرف الديني وبروز القنوات الفقاعية (satellite champignons) التي تشيع الوهم والجدل بين الناس، نتيجة حتمية لحالة الوهن التي تنتابنا. فالعقل الموءود في خطابنا، قادر بالجدل الخصيب على إحباط تلك الأوهام السّرابية. ولو فتحنا القنوات الفضائية لإشباع النّظر، لتكون فضاء للحوار ومجالا لتعرية الحقائق وتعليم الناس آداب المناظرة وإيقاظ ملكة التفكير.
* هل عثرتم في تاريخ الأفكار بتونس وخلال الفترة التي درستموها (1875-1931) على علامات مضيئة في سيرة الجدل التونسية؟
– عندما حاولت تشخيص ظاهرة الجدل في الفكر التونسي القديم والحديث، وأمعنت في مساءلة ما وقعت عليه يداي من مخطوطات ومرقونات ومطبوعات، اكتشفت كوكبة من المجادلين التونسيين الذين تلقوا تكوينا متينا في الجامعة الزيتونية التي ظلّت تدرس المنطق وعلم آداب البحث والمناظرة على امتداد قرون. ولم يكتف عشرات علماء الزيتونة بما تعلموه في تونس، بل شدّوا الرّحال إلى مصر والحجاز والشام واسطنبول وأوروبا وبلغ بعضهم اندونيسيا والصين والهند والسند. وبرزت طبقة من المجادلين الذين امتلأ وطابهم علما واستوعبوا الفكر الاعتزالي والسني، وعمدوا إلى اغناء معارفهم العقلية والنقلية بما أوتوا من قدرة على الاستنباط والتفكير ويكفي الاستدلال بأنموذجين بليغين: الأول أبو عثمان سعيد بن الحداد (ت302?) الذي مال بكليته إلى العلوم الفلسفية وأتقن علم الكلام والجدل اتقانا كاملا. وكان شديد الولع بالنّظر والقياس والاجتهاد، يتقن سبعة عشر علما. ومن أشهر ما قال «إنما أدخل كثيرا من الناس إلى التقليد نقص العقول أو دناءة الهمم. كيف يسعى مثلي ممّن أتاه الله فهما أن يقلّد أحدًا من العلماء بلا حجّة ظاهرة». وقد أحدث جدله حركية في المنظومتين السنية والشيعية. ولكن من يعرفه من أهل المغرب والمشرق؟ أمّا الثاني فهو ابن خلدون الذي فتقت الرّحلة أكمام فكره، وكان في رحلاته وتردّده على الأمراء والملوك في المغرب العربي والأندلس ومصر والشام، قد تعلّم فن المحاورة والمناورة والمداورة وكان منذ دراسته بالزيتونة شديد الولع بالفيلسوف المجادل فخر الدين الرّازي (ت606)، ويبدو أن ابن خلدون استفاد من مناظرات عصره. وفي ما كتبه يلاحظ أثر الرّوح الجدالية في تفكيره وتعامله مع الأخبار والأحداث.
إنّ كثيرا من المجادلين التونسيين برهنوا على قدرة اقحامية، شهد لهم بها خصومهم إلاّ أنهم مجهولون. وفي الفترة التي درستها وجدت كوكبة من المجادلين التونسيين الذين استوعبوا ثقافة شرعية متينة وثقافة مدرسية عصرية، فتوصلوا إلى تجديد الخطاب الديني واجتهدوا في فهم قضايا عصرهم وسعوا إلى عصرنة النظر الديني. وقد تبين لي أن التصدي المبكر في البيئة التونسية لجميع القضايا الدّينية والدنيوية في كنف الحوار والاختلاف الثري بين أقطاب المذهبين الحنفي والمالكي، قد نحا بالحركة الإصلاحية والتحدثية منحى اعتداليا واقعيا يحاول التشبث من جهة بالهوية التونسية التي أصلتها كتابات العلماء، ويسعى من جهة أخرى إلى التواصل مع الآخر والاستفادة من أطروحاته.
* لكنك تعتبر ان الجدل كان له دور في تحرير تونس من الاستعمار أيضاً؟
– يبدو أن المهاجرين التونسيين الذين أعياهم إقناع الاستعمار الفرنسي ببطلان مزاعم الحماية والتمدين في تونس، قد عزموا على مجادلته بالتي هي أحسن، فشدو الرّحال إلى الشّرق والغرب، ووظفوا أحدث الوسائل وأنجعها للدّفاع عن وطنهم وأمتهم الإسلامية، ممّا أربك الاستعمار الفرنسي في شمال إفريقيا، وعـجّل برحيله. ومن أشهر هؤلاء محمد باش حانبة، وقد فضح الاستعمار الفرنسي في اسطنبول وألمانيا وسويسرا وجادل الأطروحات الاستعمارية المخاتلة من خلال مجلته «المغرب» الناطقة بالفرنسية ومشاركته في المؤتمرات الدّولية.
لقد تبين لنا أن الجدل الذي احتضنته الصّحف الناطقة بالعربية والفرنسية في تونس وخارجها، ومشاركة النخبة الزيتونية في النوادي والجمعيات والرابطات، وتصديها للمستعمر المكرّس لسياسة الغالب والمراقب والمعاقب بندية واعتزاز بالهوية، قد ارتقى بالجدل التونسي من طور الدّفاع عن النفس إلى مرحلة سحب البساط من تحت أقدامهم. ويبدو لي أن مراهنة التونسيين على التعليم تأسيا بما أوصاهم به الشيخ محمد عبده (ت1905) في زيارته الأولى إلى تونس، كان الورقة الرابحة في الخطاب التنويري التونسي.
* من الإضافات التي حققتها أطروحتكم نظرية «الحجادلة» (poléargumentation) تلك التي تقترحونها حلا لأزمة الضمير العالمي، فما هي ملامحها؟
– في البدء أريد التأكيد مجدّدا على وجود نظرية جدالية إسلامية متكاملة، لم يزدها الجدل الفرقاني إلا بهجة ورسوخا. وقد ارتوت مع المعارف التي توصّل إليها الفكر البشري وراهنت على الكونية والانتصار إلى الحجة مهما كان مصدرها، واحتكمت إلى العقل والبرهان. وتبين لي أيضا أن نظرية الحجاج (L’Argumentation) الحديثة جديرة باهتمامنا لأنها تطوّرت كثيرا في البيئة الغربية واستفادت من قيم الحداثة، ومن أحدث ما وصلت إليه العلوم الإسلامية وعلوم الاتصال، ويتم توظيفها في المدارس والمعاهد والجامعات. وتوجد في الغرب هياكل مختصّة لاشاعة المنظومة الحجاجية في الحياة اليومية في كنف العلمية والشفافية. وظاهرة المناظرات التلفزيونية المباشرة، في عدد من الدّول الغربية، ومنها الولايات المتحّدة في مواسم الانتخابات، دليل على سلطان الجدل والمناظرة عليهم واقتناعهم بنجاعته وعلويته. وهو أمر لا نجد له أثرا في بيئتنا العربية الإسلامية.
إنهم يجلهون نظرية الجدل لدينا وبدأ بعضهم يتدارك ذلك. كما أننا نجهل ونتجاهل نظرية الحجاج لديهم وما تحققه للفرد والمجموعة من فوائد لا ينكرها إلا الكنود. وقد اقترحت تخصيب خطاب الحجاج العصري بالنّظرية الجدلية العربية – الإسلامية، من أجل رأب الصدع بين العالم الإسلامي الذي أسيء فهمه وحكم عليه بالعقم والعنف والدّونية والعالم الغربي الذي سيجد في نظرية الجدل العربية، دليلا على كونية حضارتنا وسعيها الصادق لخدمة الإنسان، في كنف الإيمان والاعتدال. هل أبالغ إذا قلت يجب أن نتجاوز حوار الصّم الذي ابتليت به البشرية اليوم وآن أوان الجدل للكشف عن مواطن الخلل في حياتنا.
* ما هو موقفكم من الدّعوة التي ظهرت أخيراً في تونس، ويدعو أصحابها إلى إرساء العلمانية منهجا للحياة؟
– أعتقد أن مثل هذه الدّعوات طرأت على المجتمع التونسي، وظهرت في بداية انتصاب الحماية وأثناء ترسخها في الأرض التونسية، تريد علمنة المجتمع التونسي، وإدخال الحروف اللاتينية على اللّغة العربية.
لكن الأغلبية الصامتة شديدة التشبث بهويتها الدينية. ولا أعتقد أن البيئة التونسية في حاجة إلى مثل هذه الدّعوات لأنها معلمنة أصلاً، (Secularise) بل يتعايش فيها الناسوت واللاهوت فيما يشبه الوئام، وهو أمر غير مقبول في عديد الأقطار العربية. من الغريب أن يدعو البعض إلى العلمانية، في حين تتفاقم النّداءات الرافضة للعلمانية المنغلقة في أوروبا، وتتسع المطالبات بعلمانية مؤمنة. وأنا من المؤمنين بضرورة تكامل البعيدين، الروحي والمادي في حياة الإنسانية. وهو أمر كرسه الإسلام.
* هل كرّستم مثل هذه المفاهيم والهواجس في كتاباتكم الإبداعية؟
– قبل أن أكون أكاديميا كنت شاعرا ولا أزال. وقد صدرت لي مجموعتان شعريتان، تحتويان على الكثير من القصائد المكرّسة للإخاء الإنساني والواصفة لمعاناة الأطفال والنساء والشّعوب من الجوع والحرب والقهر في العالم. وإني أدعو الله كل يوم وفي كل حرف أبدعه أن يلهم الإنسان الرّشاد، فيوقف أكبر حماقة أقترفها ولا يزال، وهي الحرب. فهي سبب الخراب والعذاب والإرهاب.
* ماذا بعد بحوثكم حول الجدل في الحضارة العربية والإسلامية؟
– أسعى الآن إلى بعث منتدى فكري جدالي مع ثلة من أعضاء الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي، بالتعاون مع جمعية الدراسات الدولية، لتقديم سلسلة من اللقاءات الفكرية الجدالية في كنف الاحترام للآخر والاحتكام إلى العقل والمنطق، بصرف نظرنا عن الأشخاص. كما أنني أسأل الله أن يوفقني لابراز نظرية الجدل العربية، وطبع مدونتها وتحقيق مشروع «الحجادلة».
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2007)
السفير الفرنسي دي غالي في حديث لـ«الصباح»:
«ساركوزي فهم عدم رضا العرب عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي»
أجرت الحوار: آسيا العتروس
الى اين تتجه السياسة الخارجية الفرنسية ازاء العالم العربي؟ وهل صحيح ان وصول نيكولا ساركوزي الى الإيليزي قطع مع خطوط السياسة التقليدية الفرنسية مع العرب منذ عهد ديغول وجاك شيراك الذي طالما اتهم » بمناصرة » العرب ودعم الحقوق المشروعة للقضية الفلسطينية؟
وماذا عن الدور الفرنسي في الازمة اللبنانية الراهنة ومستقبل العلاقات بين باريس ودمشق؟ وهل تغيرت مواقف الإيليزي ازاء العراق؟ وماذا عن الاستعدادات والمشاركات والتوقعات ايضا بشان اجتماع الدول المانحة في باريس؟ ثم ماذا عن ابعاد الجدل المثير الذي افرزته زيارة العقيد الليبي الى فرنسا؟
هذه تساؤلات وغيرها كانت محور هذا اللقاء مع السفير الفرنسي السيد سارج دي غالي وذلك مع استعداد العاصمة الفرنسية باريس لاحتضان اجتماع الدول المانحة المنتظر انعقاده خلال الايام القليلة القادمة في السابع عشر من ديسمبر الجاري لتقديم الدعم المالي المطلوب لمساعدة الشعب الفلسطيني في محنته الراهنة تحت الاحتلال والذي ياتي بعد اسبوعين على مؤتمر انابوليس لاعادة دفع عجلة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين..
حادثة طريفة سبقت تسجيل هذا اللقاء وكان لا بد من الاشارة اليها فقد حدث ان غادرت مكتب السفير وقد كان يستعد لاستقبال ضيف دون ان ينتبه احدنا الى اني نسيت آلة التسجيل التي ظلت مفتوحة وعندما انتبهت للامر وعدت بعد لحظات لاستعادة آلة التسجيل كان لا بد من حذف ما زاد عن الحوار المسجل مع السفير الفرنسي الامر الذي لم يكن ممكنا وهو ما كلفني بالتالي مسح الشريط باكمله وفيما يلي ما سجله القلم من الحديث…
* السياسة الخارجية الفرنسية تجاه العالم العربي كانت ولا تزال موضوع جدل مثير منذ الانتخابات الرئاسية فالى اين تتجه فرنسا في علاقاتها مع العرب؟ وهل صحيح ان هناك قطيعة مع مرحلة سياسة ديغول وشيراك الذي طالما اتهم « بصداقته للعرب » وبداية مرحلة سياسة ساركوزي الموالية لامريكا وإسرائيل؟
ـ قبل ان نصل للحديث عن السياسة الخارجية للرئيس ساركوزي يجب ان نقف على مختلف المعطيات الاساسية في تحديد العلاقات بين الدول وهي علاقات مبنية على روابط اجتماعية وتاريخية وجغرافية بالاضافة الى الارادة الانسانية.. واذا نظرنا الى المعطيات الدائمة التي يعتمدها الرؤساء والوزراء والديبلوماسيون فان هناك اشياء ثابتة لا تتغير مثل الجغرافيا، فتونس مثلا تقع على بعد ساعة على متن الطائرة من مرسيليا والعلاقات التاريخية بدورها تظل متينة جدا بالاضافة الى ذلك فهناك نحو خمسمائة الف تونسي يعيشون في فرنسا الى جانب الجزائريين والمغاربة بكل ما يجسده ذلك من اتصالات مهمة متجسدة في واقعنا اليومي.. وفي تونس ايضا هناك جالية فرنسة مهمة ما انفكت تتطور وهذا هو البعد الانساني الاخر الذي يجسد علاقاتنا ثم ان لدينا علاقات مع المشرق ايضا من مصر وسوريا الى لبنان ومن هذا المنطلق فان فرنسا تاخذ بعين الاعتبار هذا الواقع وتدرك حقيقتين مترابطتين اولهما ان مصيرنا مشترك فنحن ننتمي الى نفس المحيط ونتواجد في زاوية واحدة من العالم وفرنسا على بعد عشرين ساعة من تونس على متن السفينة وهي الاقرب بذلك من اسبانيا وايطاليا وبذلك فان قدرنا امر مشترك والسياسيون والقادة ليس امامهم الا ان يعملوا على تجاوز المصاعب الطارئة والاختلافات التي قد تنشأ. كما ان الضفة الشمالية للمتوسط لا يمكنها ان تعيش هانئة اذا لم تكن الضفة الجنوبية تنعم بالرخاء وهو ما يعني ايضا انه اذا كان الشمال يعاني من صعوبات فان المنطقة باكملها لا يمكنها ان تتطور وهذا ما ينطبق ايضا على ايطاليا واسبانيا التي تعتمد سياسة خارجية مع الدول العربية مختلفة عن تلك التي تعتمدها البرتغال او بولونيا…
ساركوزي لديه اسلوبه الخاص واندفاعه وطموحاته وقد اتخذ سلسلة من الاجراءات المتعلقة بالاتحاد المتوسطي في ساحة الكونكورد منذ الليلة الاولى لانتخابه رئيسا. وهذا المشهد يقطع مع الافكار المسبقة التي كانت تروج في دول الشمال والجنوب عن ساركوزي الرجل الذي يسعى لوضع مسافات بينه وبين السياسة التقليدية الفرنسية في العالم العربي باتجاه مزيد التقارب مع امريكا واسرائيل.. وبعد ستة اشهر على توليه منصبه اتضحت الصورة اكثر فاكثر فساركوزي فعلا صديق للولايات المتحدة وفرنسا تربطها مع هذا البلد علاقات تاريخية قديمة خاصة عندما كانت فرنسا تواجه صعوبات.. ولكن ان نكون حلفاء ليس معناه ان نكون مسلوبي الارادة فلكل مصالحه ولكل خياراته والامر يتعلق بحوار للاصدقاء وهناك امثلة عديدة تجسد الاختلافات بيننا فيما يتعلق بالتحولات المناخية وموقفنا من العراق وحتى بالنسبة لاسرائيل صحيح ان ساركوزي متعلق جدا بمسالة وجود اسرائيل وامنها فهذا شرط اساسي من اجل السلام في الشرق الاوسط وحوض المتوسط ولكن صداقتنا مع اسرائيل لا تمنعنا من ابداء مواقفنا وارائنا وان نقول بان استمرار الاستيطان لا يخدم اهداف السلام
* وكيف تبدو لكم افاق هذه العلاقة في ظل التحولات الدولية المتسارعة؟
ـ ان مشروع الاتحاد المتوسطي يشهد على ان مصيرنا واحد وان المطلوب ان نذهب الى ابعد مما هو اصل في علاقاتنا الراهنة والسياسة الفرنسية مع الدول العربية يفرضها الواقع السياسي لكل بلد وهذا امر طبيعي فنحن نتعامل مع كل بلد حلى حدة فليس هناك عالم عربي موحد ونحن نتوخى في ذلك خصوصيات كل بلد. ولعلنا نذكر ان اول زيارة قام بها ساركوزي خارج اوروبا كانت إلى الجزائر وتونس وخلال هذه الاشهر القليلة التي مرت على توليه الرئاسة قام ساركوزي بزيارات الى المغرب والجزائر وتونس التي يعود اليها قريبا والتقى هذا الاسبوع القذافي كما استقبل مبارك في الصيف الماضي والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وهناك كثافة مهمة في الزيارات المتبادلة وفي حجم المبادلات، ذلك ان فرنسا يتعين عليها ان تتحرك بشكل نشيط على الساحة الدولية وفي كل العالم وقد فهم ساركوزي ان العلاقات مع الدول العربية كما مع دول جنوب المتوسط ليست مرضية تماما وان الدول العربية لا تنظر بعين الرضا الى العلاقات مع الاتحاد الاوروبي فقد مررنا من مسار برشلونة الى سياسة الجوار وهناك احساس دائم بان هذه السياسة لا ترتقي الى تطلعات وطموحات العلاقات والروابط القوية بين شعوب الشمال والجنوب..
وكما هو معلوم فان فرنسا تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي خلال النصف الثاني من سنة 2008 وستشهد هذه الفترة جدول اعمال مكثف وعديد اللقاءات الوزارية باتجاه مرحلة جديدة ومسار الاتحاد المتوسطي لا يعني الغاء او تجاوز ما سبقه فالهدف يرمي الى تعزيز الشراكة بين دول حوض المتوسط وهذا المسار لن يخضع للغة القواعد المسبقة على الطاولة ولكن انطلاقا من الحوار. ويبدو ان الصحافة العربية قد فهمت بدورها بان الصورة التي تم ترويجها كانت صورة خاطئة ومغايرة للواقع ولنوايا الرئيس الفرنسي.
* وما الذي تحملون على الصحافة العربية؟
ـ لا ليس لوما ولكن عندما بدا الرئيس يوضح اراءه ومواقفه بدات الصورة اقرب الى الواقع وبدات افكاره مفهومة اكثر بعد ان اصبح رئيسا مما كانت عليه عندما كان مرشحا وقد كانت مبادرته للاتحاد المتوسطي قوية وطموحة واثارت الكثير من ردود الفعل…
* تستعد فرنسا خلال الايام القليلة القادمة الى احتضان مؤتمر الدول المانحة لدعم القضية الفلسطينية فماذا تتوقعون من هذا اللقاء وهل سيكون فرص اخرى لجمع الوعود الفارغة؟
ـ نامل من هذا اللقاء ان تستمر الديناميكية التي افرزها مؤتمر انابويس قبل اسبوعين الذي شهد مشاركة عديد الوفود وفرض روزنامة عمل محددة بحلول 2008 تشمل لقاءات منتظمة بين عباس واولمرت ومجموعات العمل وفق ديناميكية ليست بالبسيطة فمنذ سبع سنوات لم يسبق العمل في مثل هذا المناخ ومن هنا فان للولايات المتحدة وزنا حيويا ونحن نسعى لابقاء الامل قائما من وراء هذه الديناميكية. ولقاء باريس للدول المانحة الذي ينتظم في السا بع عشر من دسيمبر له اهداف قصيرة المدى تتمثل خاصة في تخفيف حدة المعاناة الانسانية وتحسين ظرف عيش الفلسطينيين واخرى بعيدة المدى وهي تشمل البعد السياسي وهذه المساعدات التي نسعى لجمعها من جانب مؤسسات مثل البنك العالمي وصندوق لنقد الدولي وممولي برنامج التنمية والمشاريع التي حددها الفلسطينيون في 16 نوفمبر الماضي والتي من شانها أن تجعل فلسطين دولة قابلة للحياة ومن هنا تاتي اهمية لقاء باريس للدول المانحة في الدفع باتجاه تحقيق هذه الاهداف.
* هل تم توزيع الدعوات وماذا عن مستوى المشاركة والاطراف الداعمة لهذا اللقاء؟
ـ هناك ثمانون وفدا مشاركا في هذا اللقاء الذي يجمع الى جانب الدول العربية دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين ومجموعة الثماني الاقتصادية الكبرى والرباعية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيره من المنظمات غير الحكومية وقد تم ارسال الدعوات وسيمثل تونس في هذا اللقاء وزير الخارجية ومستوى التمثيل هذا من شانه ان يعكس اهمية هذا اللقاء الذي يبقى اشبه بالاوكسجين لمسار القضية الفلسطينية..
طبعا ستكون هناك لقاءات اخرى في 2008 لضمان استمرار هذه الديناميكية الوليدة وعدم توقفها وفي اعتقادي فان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مصيرية في التوصل إلى حل سياسي مقبول لدى اطراف النزاع وكذلك الشان بالنسبة للدول العربية التي يتعين عليها ان تتحمل مسؤولياتها..
* هناك حديث عن مبلغ لا يتجاوز الخمس مليون اورو في هذا المؤتمر؟
ـ ليس لدينا رقم محدد ولكن هناك وعود قائمة والمبلغ يكتسي اهمية مختلفة حسب البرامج المطروحة على المدى القريب العاجل او المدى البعيد…
* ألا تعتبرون ان كل الجهود الدولية وكل المساعدات المالية التي تقدمها الدول المانحة لا يمكن ان تؤتي ثمارها طالما ان الالية العسكرية للاحتلال الاسرائيلي جاهزة دوما لتدمير وتخريب كل ما يمكن بناؤه من بنى تحتية او مدارس او غيرها فاين الموقف الاوروبي المطلوب من اجل تفعيل حل سياسي شامل ان الامر يتوقف عند حدود البحث عن راحة الضمير؟
ـ العنصر الاساسي المرتبط بهذه الديناميكية التي افرزها انابوليس ان يتم التوصل الى نتائج ملموسة ومن هناك وجب التذكير بضرورة احترام الادارة الامريكية بتعهداتها والتزاماتها وهذا البعد الاقتصادي يجب ان يدعم هذه الديناميكية والامر هنا لا يتعلق بجهود المساعدة الكلاسيكية.. نعم هذه المساعدات المالية مهمة واساسية لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين وآلامهم المستمرة التي تغذي في احيان كثيرة لعبة المتطرفين
* وماذا عن حصار غزة؟
ـ نحن واعون بحجم المعاناة اليومية لاهالي غزة الذين يجب ان يستفيدوا من هذه المساعدات ومن هذه الاجواء الدينامكية ومن كل الجهود للتوصل الى حل سياسي
* ألا تخشون تكرار تجربة الدول المانحة مع لبنان فتتحول كل الجهود الى مجرد وعود؟
ـ لقد انتظمت لقاءات عديدة بشان لبنان وقد شاركت في العديد منها وعموما فانه عندما تعلن الدول المعنية عن مساعدات فانها تفي بها وتلتزم بما وعدت به.. المشكلة في لبنان بقيت مرتبطة بالاصلاحات المطلوبة وبادارة الازمة الداخلية والتحكم في العجز فالمساعدات المالية ترافق الاصلاحات والترابط بين السياسي والاقتصادي وثيق جدا في لبنان الذي يعاني من كثرة الديون. وفيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية فان التعلق باحلال الامن والسلم في الشرق الاوسط ما يبرر كل الجهود من اجل تحسين الاوضاع المعيشية وانا شخصيا واثق من جدية الاطراف المعنية واذا توفرت الشروط المطلوبة فان الالتزامات ستكون مثمرة..
* كيف تفسرون كل هذا الاهتمام الدولي والغربي بالانتخابات الرئاسية في لبنان الى درجة لم تعرفها الساحة السياسية من قبل وحتى لو ان المثال ليس مناسبا والمقارنة قد لا تجوز لماذا لا يولي الغرب مثلا اهتماما يذكر بالازمة السياسية في بروكسيل؟
ـ لا اعتقد ذلك.. هناك حديث ومتابعة للازمة في بلجيكا وهناك اسباب تدعو للانشغال ولكن بلجيكا ولحسن الحظ ليست في نفس الاطار الجغراسياسي الذي يعيشه لبنان ولم تشهد حربا اهلية طاحنة وربما كما اشرت قد لا يكون المثال الجيد للمقارنة هناك اصرار من المجتمع الدولي لدعم الامن والاستقرار في لبنان واحترام سيادته ومن اجل التعايش السلمي بين مختلف العرقيات فيه اعتقد ان هناك ديناميكية جديدة حاصلة في لبنان ومنها عودة للامل من اجل التوصل الى حل دائم ويمكننا ان نامل اليوم في الخروج من الازمة بسرعة لان ذلك سيكون له دور مؤثر على كل لبنان واللبنانيين
* وماذا عن مشاركة سوريا في لقاء الدول المانحة هل هي بداية هل في ذلك مؤشر على تغيير توجهات الإيليزي ازاء دمشق؟
ـ نحن نعتقد ان على كل الدول الفاعلة في المنطقة ان تحترم القواعد الاخلاقية للعبة وتجنب كل ما يمكن ان يؤدي الى عدم الاستقرار فعلا لقد كانت لنا اتصالات مع سوريا من اجل هذا الحوار المباشر وكل هذه الاتصالات الانسانية الجديدة نوعا ما على الساحة الدولية تعكس الارادة من اجل مساهمة كل دول المنطقة لاخراج لبنان من هذا النفق المسدود والتوصل الى السلام في هذا البلد
* وماذا عن فرنسا والعراق؟
ـ العراق يبقى بلدا مهما جدا من اجل السلام في المنطقة وفي العالم ولا يمكننا الا نهتم بهذا البلد بل من غير الاخلاقي الا تهتم فرنسا بمصير هذا البلد موقفنا السياسي لم يتغير ويجب ان تتوفر كل الامكانيات والاسباب التي من شانها ان تجعل القوات العراقية قادرة على مواجهة الوضع وحماية وحدة العراق..
فرنسا كانت ولاتزال متمسكة بموقفها وان الحل في العراق سياسي ومرتبط بقدرة وارادة كل العراقيين من اجل التوصل الى الحل وانه لا بد ان يكون للامم المتحدة مكانها للاضطلاع بدورها الميداني المطلوب في العراق وهو موقف براغماتي وحكيم يهتم بالوضع القائم وعلى استعداد دائم للذهاب الى ما هو ابعد من ذلك من اجل عودة العراق الى وضعه الطبيعي على الساحة الدولية.
* اخيرا قبل ان ننهي هذا اللقاء كيف تفسرون الجدل المثير الذي صاحب زيارة العقيد الليبي الى فرنسا؟
ـ لقد ظل العقيد الليبي يعيش على هامش المجتمع الدولي لسنوات طويلة فقد اتهمت ليبيا بتاييد منظمات تقف وراء عمليات ارهابية وهذا امر حاضر في الكثير من الاذهان والرئيس ساركوزي بقي ملتزما بمسؤولياته وقد كان على درجة من الشجاعة عندما ذهب الى ليبيا لبحث ازمة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني التي شكلت ماساة انسانية وهو اليوم يلتقي العقيد معمر القذافي وهذا امر طبيعي فالكل يخرج منتصرا في نهاية المطاف من هذه الازمة بما في ذلك الليبيين واجوارهم في المتوسط والمجموعة الدولية وهذا تطبيع حاصل مع ليبيا التي بموقعها الجغراسياسي ووزنها الاقتصادي يمكن ان يكون لها وقع ايجابي وليس مهمشا في المنطقة والذين يتمتعون برؤية بعيدة المدى تتجاوز حجم الاحراجات التي رافقت هذه الزيارة يشاركوننا هذه الارادة المعلنة على الساحة الدولية باستقبال القذافي في باريس وهنا اشير الى عديد الوزراء والمسؤولين الغربيين اخذوا الطريق الى طرابلس والتقوا الزعيم الليبي ونحن نعتبر في نهاية المطاف ان الحوار الية لا يمكن تجاهلها في السياسة الخارجية
* أليست المسالة مرتبطة بالنفط كما هو الحال مع الجزائر؟
ـ من خلال مسؤولياتي السابقة ادركت ان فرنسا كانت ولاتزال احدى اكثر الدول احتراما للعقوبات واكثرها تشددا عندما يتعلق الامر بعقد الصفقات وفرنسا اكثر من اصر على التوصل الى حل في قضية لوكربي وفي قضية تفجير ملهى المانيا وكانت فرنسا دائما متضامنة في هذا الشان ولم تسمح فرنسا باتخاذ أية خطوات او اجراءات قبل ان تعرف هذه الملفات حلا مقبولا لدينا كما لدى كل المعنيين وهذا هو الواقع حتى وان بدا على غير ذلك.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 ديسمبر 2007)
ساركوزي يقول ان العرب لا يعتبرون القذافي دكتاتورا
باريس (رويترز) – دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي لفرنسا يوم الاربعاء قائلا ان القذافي لا يعتبر دكتاتورا في العالم العربي.
وصاحب زيارة القذافي -وهي اول زيارة يقوم بها لفرنسا منذ 34 عاما- توقيع عدة اتفاقات تجارية واتهمت جماعات حقوق الانسان والمعارضة الاشتراكية ساركوزي بمنح الاتفاقات التجارية الاولوية على حقوق الانسان.
ودعا ساركوزي القذافي لزيارة فرنسا بعد ان أطلقت ليبيا في يوليو تموز سراح ستة من العاملين الطبيين الاجانب الذين أدينوا بتهمة اصابة اطفال ليبيين بفيروس الايدز. وقد ساعدت فرنسا في التوسط في هذا الاتفاق.
وقال ساركوزي لمجلة لو نوفيل أوبزرفاتير « لا ينظر الى القذافي على أنه دكتاتور في العالم العربي. »
واضاف « انه أقدم زعيم دولة في المنطقة.. وفي العالم العربي هذا له اعتباره. أتفق مع الرأي القائل ان فرنسا يجب أن تتحدث مع الجميع بينما تدافع بحزم عن القيم التي تؤمن بها. »
وتحسنت علاقات ليبيا مع الدول الغربية منذ ألغت برامجها الخاصة بأسلحة الدمار الشامل في عام 2003 ووافقت على تعويض اسر ضحايا تفجير طائرتين احداهما امريكية والاخرى فرنسية.
لكن الزيارة اثارت حالة من عدم الارتياح في فرنسا حيث اظهر استطلاع للراي هذا الاسبوع ان ستة من كل عشرة مواطنين لا يوافقون على الزيارة.
وادلى القذافي وساركوزي بتصريحات متضاربة بشأن اول اجتماع لهما يوم الاثنين حيث قال الزعيم الفرنسي انه طرح قضية حقوق الانسان خلال الاجتماع بينما قال القذافي انها لم تناقش. وقال عدة اعضاء في الحكومة ان رواية ساركوزي صحيحة
وأثار القذافي ايضا غضب باريس بقوله في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء ان الدول الاوروبية تنتهك حقوق المهاجرين الافارقة.
وقال وزير الخارجية برنار كوشنر امام الجمعية الوطنية « عندما تحدث عن حقوق الانسان هنا اي عن حقوق الانسان في بلدنا وفي اوروبا كان هذا أمرا يثير الرثاء ونحن ندينه. »
واجتمع ساركوزي والقذافي مرة ثانية يوم الاربعاء. وقال مسؤول في مكتب ساركوزي ان الرئيس الفرنسي « اوصى بشدة » ان يدين القذافي تفجيرات يوم الثلاثاء في الجزائر وهو ما فعله في وقت لاحق.
وقد اعلن جناح القاعدة في شمال افريقيا عن تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين في العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء قتل 26 شخصا على الاقل ودمر مكاتب للامم المتحدة.
وقال القذافي « تفجيرات الجزائر من عمل الشيطان وهي اعمال تستحق الادانة. »
وقال مكتب ساركوزي يوم الاثنين ان البلدين وقعا عقودا قيمتها نحو عشرة مليارات يورو (14.7 مليار دولار). لكن عدة شركات ومصادر صناعية هونت من شأن الاتفاقات قائلة انها فيما يبدو التوقيع النهائي لصفقات تم التوصل اليها من قبل او تقديرات لعقود يجري التفاوض عليها.
وقال الزعيم الاشتراكي أرنو مونبورج للبرلمان « هذه الزيارة تحولت الى مهزلة من مهازل الكوميديا السوداء. أنها تسخر من فرنسا وتضعف صوت فرنسا وتشوه صورة رسالتها العالمية. »
وعبر بعض اعضاء حكومة ساركوزي ومنهم وزيرة شؤون حقوق الانسان عن قلقهم من زيارة القذافي لكن رئيس الوزراء فرانسوا فيون دافع عنها.
وقال فيون في كلمة القاها في رجال أعمال « فرنسا لا تبيع روحها لكنها تفعل العكس تماما لانها تضع نفسها مرة اخرى في قلب العلاقات الدولية. »
من كيرستن جيمليتش وفرانسوا ميرفي
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
محللون: مقاتلو القاعدة لا يتمتعون بنفوذ كبير في الجزائر الآن
الجزائر (رويترز) – يظهر أحدث هجوم للقاعدة في الجزائر ان التنظيم قادر على ضرب أهداف مهمة وإحداث آثار مدمرة لكن المحللين يقولون ان الجزائر ليست على وشك الانزلاق مرة أخرى إلى حالة الصراع التي شهدتها في تسعينات القرن الماضي.
وأي تكرار لتفجيرات يوم الثلاثاء التي قتل فيها 30 شخصا على الاقل في مكاتب الامم المتحدة والمحكمة الدستورية سيضر بثقة المستثمرين وقد يبطئ مساعي الجزائر لاعادة بناء اقتصادها بعد الحرب الاهلية غير المعلنة في التسعينات.
ولكن المحللين يقولون ان طموح القاعدة للاطاحة بالدولة باستراتيجية مماثلة لما يحدث في العراق عن طريق نسف الحياة العادية ووقفها تماما واثارة انتفاضة اسلامية شاملة يبدو امرا بعيد المنال.
فالقيود التي تواجه المقاتلين وتغير الاوضاع السياسية والدبلوماسية والمالية يعني أن ميزان القوى اليوم يميل لصالح الحكومة أكثر من اي وقت مضى.
وقال ولفرام لاتشر المحلل في مؤسسة كونترول ريسكس الاستشارية ان قوات الامن الجزائرية قتلت عشرة من كبار قادة تنظيم القاعدة في الاشهر القليلة الماضية مما حد من قدرته على شن هجمات منتظمة بمعدل هجوم كل شهر او شهرين.
وأضاف « ان القيود المالية والتموينية والمتعلقة بالتجنيد تشير الى ان التنظيم من المستبعد ان يصعد حملته. »
قالت نائلة بن رحال المحللة الامنية بصحيفة النهار اليومية « القاعدة ليست في حالة جيدة على الرغم من قدرتها على ضرب أهداف في العاصمة. بالنظر للتفاصيل نلحظ ان الهجمات لم تزد بل في الواقع تراجعت في الاشهر القليلة الماضية. »
وكان الوضع مختلفا للغاية في التسعينات عندما حمل عشرات الالوف من المتشددين الاسلاميين السلاح بتأييد ضمني من قطاع من الشعب بعد الغاء الجيش لانتخابات كان حزب اسلامي على وشك الفوز فيها.
وقتل نحو 200 الف في أعمال العنف التي أعقبت ذلك.
وأصبحت الحكومة الجزائرية التي ينقصها المال وتعتمد على المقرضين الاجانب والمنخرطة في حرب قذرة مع الاسلاميين منبوذة فعليا من جانب دول الاتحاد الاوروبي التي اعتبرت الغاءها للانتخابات عملا غير ديمقراطي.
ولم تحرك بعض الدول الاوروبية ساكنا عندما طلبت منها الجزائر ملاحقة مقاتلين اسلاميين طلبوا اللجوء السياسي الى اراضيها مشيرة الى مخاوف تتعلق بحقوق الانسان.
ومازال احجام البريطانيين عن القيام بعمل ضد جماعات اسلامية في لندن في ذلك الوقت يمثل ذكرى سيئة للمسؤولين الجزائريين.
لكن الوضع تغير بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول في نيويورك. فهرعت الدول الغربية للبحث عن نصائح في مجال مكافحة الارهاب لدى الجزائر وتعميق العلاقات الدبلوماسية معها.
وفي الوقت نفسه وفر ارتفاع أسعار النفط والغاز للجزائر ايرادات استثنائية غير متوقعة. واليوم أصبح لدى الجزائر احتياطيات تبلغ نحو مئة مليار دولار مما يحقق لها الاستقلال المالي الذي كانت تتوق اليه منذ فترة طويلة.
وقال عز الدين العياشي استاذ العلوم السياسية الجزائري بجامعة سانت جونز في نيويورك « ميزان القوى بين الدولة والجماعات المسلحة تغير بدرجة كبيرة. »
وأضاف « التمرد في التسعينات كان كبيرا وقبيحا والدولة لم تكن مستعدة. واليوم فان مثل هذه الاعمال لا تهدد الدولة أو استقرار البلاد. »
وتعزز الدور الاستراتيجي للجزائر كمورد رئيسي للغاز مع ظهور أمن الطاقة كأولوية عالمية.
فحقولها النفطية آمنة في الصحراء. وكتب جيف بورتر خبير شؤون شمال افريقيا في منظمة اوراسيا الاستشارية « ان حقول النفط والغاز الرئيسية في الجزائر بعيدة عن المراكز السكانية الكبيرة على عكس الحال في مناطق انتاج النفط والغاز في نيجيريا والعراق. »
ولكن الحديث عن تراجع نشاط القاعدة قد يبدو غريبا في أعقاب هجوم يوم الثلاثاء. فقد كان استهدافها دقيقا.. ضربت مكتب الامم المتحدة وهو رمز دولي ضمن تصدر انباء الهجوم عناوين الاخبار على مستوى العالم.
والمفجر الذي هاجم مكاتب الامم المتحدة كشفت المصادر الامنية عن هويته باعتباره المقاتل الاسلامي الجزائري المخضرم بشلة رابح الذي كان في العقد السادس من عمره مما يثبت ان القاعدة لا تعتمد فقط على شبان مخدرين أو خضعوا لغسيل مخ في حمل السلاح.
لكن التغيرات السياسية الداخلية منذ التسعينات غيرت الساحة الاسلامية. فقد عمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي انتخب عام 1999 على خفض نفوذ الجيش القوي عادة إلى اعمال الحكومة اليومية وعرض العفو عن مقاتلين اسلاميين مستعدين للتخلي عن السلاح.
وساعد العفو على خفض عدد المتشددين الى اقل من ألف من نحو 40 الفا.
وابقت الدولة على حوار متعقل مع الاسلاميين والمقاتلين السابقين الذين تخلوا عن السلاح في أواخر التسعينات وانخرطوا الان في التيار السياسي والثقافي الرئيسي.
ويعارض المقاتلون السابقون من اصحاب النفوذ القوي تبني القاعدة للعنف ويشتركون مع المواطن الجزائري العادي في الاستياء من سقوط ضحايا مدنيين في هجمات القاعدة.
وقال مدني مزراق أحد ابرز هؤلاء المقاتلين السابقين لرويترز « انه أمر محزن. الشعب الجزائري فاض به الكيل. الى متى سينتظر حتى يعيش في سلام.. »
ولكن ليس كل شيء على ما يرام في الجزائر. فهي لم تتمكن من اصلاح اقتصادها القائم على النمط السوفيتي أو توفير فرص عمل لمجتمع يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ونقص في المساكن وارتفاع في اسعار المواد الغذائية.
هناك حالة ممتدة من عدم الارتياح الاقتصادي تغذت بانتشار التوتر الناجم عن اعمال العنف في التسعينات مما يدفع ألوفا من الشبان العاطلين لمحاولة الهجرة غير الشرعية كل عام.
وقال العياشي « اذ وقع مزيد من العنف فان ذلك سيؤثر على الوضع الاجتماعي. في حين لم تساعد اسعار النفط والغاز بعد على تحسين الاوضاع الاجتماعية. »
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
صناعة النبيذ تشهد ازدهارا في العالم العربي شرقا وغربا
الرباط (المغرب) (ا ف ب) – تشهد صناعة النبيذ في العالم العربي انطلاقة جديدة في الانتاج مواصلة نموها بشكل مطرد بالاضافة الى التحسن المستمر من حيث النوعية وذلك بالرغم من معارضة الاسلاميين.
ويقول الاختصاصي الفرنسي في صناعة النبيذ دوني دوبورديو لفرانس برس « هناك ثلاثة معايير لا بد منها لاستهلاك النبيذ وهي المال والديموقراطية والسلام. وبالرغم من ان هذه المعايير مجتمعة ما تزال غير متوفرة في الدول العربية لكن الظروف باتت مشجعة وان بشكل طفيف ».
وبعد غياب طويل فرضته عمليات التاميم والحرب او منع مزج الخمور في اوروبا تشهد صناعة النبيذ ازدهارا وتوسعا في المغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان والاردن وقريبا في سوريا. ووفقا لاحصائية اجرتها فرانس برس تزرع الكرمة المخصصة للخمر في هذه الدول على 82 الف هكتار تنتج ما مجموعه 146 مليون زجاجة.
وتبلغ ايرادات هذه الصناعة 340 مليون دولار (230 مليون يورو) كما يعمل فيها حوالى 50 الف شخص بشكل مباشر او غير مباشر.
ويروي اللبناني اندريه حاجي توماس وهو مدير عام شركة مصرية كبيرة لصناعة الخمور ما حدث العام 1998 لدى زيارته كروم « جيانكليس » التي طرحت للبيع بعد 30 عاما من قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تاميمها قائلا « بعد ان فتح احدى القناني اعترف الاخصائي المصري في صناعة الخمور انه يمارس مهنته منذ 20 عاما لكنه كمسلم ملتزم لا يتذوق الخمر ابدا!! ».
يذكر ان محتسي الخمر كانوا يلقبون الانتاج المصري في تلك الفترة تهكما ب »شاتو ميغرين » او اوجاع الراس.
وخلال سبع سنوات ضاعفت مصر انتاجها بحيث بات حجمه حاليا 8,5 ملايين قنينة يستهلك السياح ثلاثة ارباعها. ويوضح حاجي توماس « اذا استمر التحسن في النوعية والازدهار في القطاع السياحي فسنضاعف الانتاج في غضون السنوات الخمس المقبلة ».
وفي سوريا انعكست التاميمات ابان ستينيات القرن الماضي سلبا على صناعة النبيذ لكن رجل الاعمال جوني سعادة اقدم في الاونة الاخيرة على زراعة مساحة كبيرة من الكرمة قرب اللاذقية ستبدا تعطي ثمارها بعد عامين اما في حمص فيعمل احد الرهبان الهولنديين على ذلك.
وفي لبنان اخرت الحرب الاهلية تطور صناعة النبيذ لكن هذا البلد الصغير يضم اليوم 18 مصنعا للنبيذ مقابل ثلاثة العام 1990.
ويقول شارل غسطين مدير خمارة كسارة التي تحتفل بعيدها المئة والخمسين في سهل البقاع « نظرا لضيق مدى الرقعة الجغرافية يراهن المنتجون على النوعية الممتازة ويحصل نبيذنا على العديد من الجوائز في المنافسات العالمية ».
وقد احرزت عملية الانتاج تقدما مع سبعة ملايين زجاجة يصدر منها 40% كما حققت ما مجموعه 27 مليون دولار من المبيعات في العام 2007 اي ما نسبته 10% من النمو سنويا.
وفي الاردن قلبت الحرب المعطيات في صناعة النبيذ. فبعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية العام 1967 وخسارة مصنعي « كرميسان » و »اللطرون » اللذين ادارهما الرهبان الساليزيين والترابيست بدات عائلتان مسيحيتان انطلاقة جديدة في عالم الخمور.
ووجدت خمور « الزعمط » و »النسر » فرصتها غير المتوقعة لدى العراقيين الذين تمكنوا من الالتفاف على الحظر الدولي ابان التسعينيات. اما اليوم فيجد نبيذ « سان جورج » طريقه الى بعض الدول الخليجية رغم تحريمه هناك.
وفي دول المغرب العربي وجه التحرر من الاستعمار ومنع مزج الخمور في اوروبا اواخر الخمسينيات ضربة قاضية الى هذه الصناعة وخصوصا في الجزائر التي كانت رابع منتج في العالم للخمر.
وفي الوقت الحالي تشكل منطقة وهران في الجزائر ونابل في تونس ومكناس في المغرب القسم الاكبر من انتاج الخمور في العالم العربي مع حوالى 15 ماركة يصدر منها 20% باتجاه الاسواق الاوروبية.
ويقول جان بيار دوهو مدير التصدير في « سيلييه دو مكناس » اكبر مصدر للخمور في المغرب « خضنا معارك بمواجهة التحيز الذي يتعرض له نبيذ المغرب. واعتقد البعض كما كان يحدث ابان الاستعمار ان هذا النبيذ يعبر المتوسط بواسطة ناقلات خمر من اجل استخدامه في رفع درجة النبيذ الاوروبي ».
وتثير صناعة الخمر غضب الاسلاميين الذين اقترح نوابهم في المغرب فرض ضريبة مرتفعة جدا على المشروبات الكحولية وفي مصر حيث يطالب الاخوان المسلمون سنويا بمنع الخمور لكن من دون جدوى.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 13 ديسمبر 2007)
ما ضر لو اعتذرت فرنسا!
بقلم: آمال موسى (*)
كلّ الدلائل تشير إلى أن حاجة فرنسا إلى الجزائر اليوم، ملحة أكثر من أيّ وقت مضى. وهي حاجة متعددة الأصعدة وتتوزع ما بين الاقتصادي والجيوسياسي. ولكن رغم هذه الحاجة الفرنسية وتناميها، إلا أنّ فرنسا تتبنّى موقفا متعنّتا من مسألة الاعتذار الرسمي للشعب الجزائري بخصوص الجرائم المروّعة التي ارتكبت طيلة قرن وثلاثين عاما من الاستعمار الاستيطاني.
ولعلّ السؤال الذي يفرض نفسه أمام هذا التعنّت، هو ما ضر لو أن فرنسا اعتذرت عن جرائم اقترفتها في الماضي؟ خصوصا أن الاعتذار المطلوب لن يكلّفها خسارة، ويمكن للنخب السياسية والثقافية الحالية في فرنسا أن تتبرأ من كل مخلّفات الاستعمار بذكاء، فتعبّر بذلك عن قدرة ثقافة الجمهورية وقيمها على التدارك؟ ويزداد فهمنا للتعنّت الفرنسي صعوبة، عندما نقارنه بالموقف من قضية الأرمن، واعتبارها من عوائق دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي.
والمتابع لزيارة ساركوزي خلال هذا الأسبوع إلى الجزائر، يلاحظ من خلال التصريحات أن قصر الإليزيه يحاول الالتفاف على مطلب الاعتذار الرسمي والتحايل عليه من خلال الاستنجاد بتعبيرات لغوية وبمفاهيم جديدة، تؤدي إلى كل شيء باستثناء المطلب الجزائري بخصوص الاعتذار الرسمي.
وحتى مشروع معاهدة الصداقة بين فرنسا والجزائر الذي تعثّر منذ سنتين بسبب التعنّت الفرنسي من مسألة الاعتذار، تمّ التلاعب في تسميته. وأصبح الموقف الفرنسي يطمح إلى توقيع معاهدة صداقة مبسّطة للعقد القادم. وكأن مشروع الصداقة الذي أجهض وتعثّر يختلف عن المعاهدة الجديدة.
كما أن تجنب ساركوزي أثناء زيارته هذا الاعتذار المباشر والرسمي، والتعبير عن إدانته للنظام الاستعماري الذي وصفه بالإجحاف وبمخالفته لقيم الحرية والعدالة والأخوة، كل هذا يعبر عن موقف شخصي محايد، يمكن لأي جهة حتى ولو كانت غير معنية أن تعبر عنه.
لذلك من الواضح أنه حتى النخبة السياسة الجديدة الحاكمة في فرنسا، تنوي الالتفاف على مطلب الاعتذار من دون أن تتنازل عن حاجتها للجزائر كثروات طبيعية وكسوق، محاولة أن تشتّت اهتمام الجزائريين من خلال خطوة استثنائية وأولى من نوعها عربيا، تتمثل في توقيع اتفاق يخوّل للجزائر استخدام الطاقة النووية وتطويرها لأهداف سلمية.
ولم يتأخر ساركوزي خلال هذه الأشهر القليلة التي اعتلى فيها الحكم في فرنسا في تبنّي خطاب يستند إلى السفسطة، يروّج فيه لعدم حاجة الصداقة الجزائرية الفرنسية إلى معاهدة لتأكيدها.
من دون أن ننسى أن هذه المقولات وغيرها تندرج ضمن موقف فرنسي عام وقديم من مسألة الاعتذار ورفضها رفضا باتا، إلى درجة أن جهودا أخرى كانت تحاول أن تلتف على مطلب الاعتذار بشكل قانوني، ونقصد بذلك محاولة جاك شيراك قبل سنتين وضع بند قانوني يدعو إلى أهمية تدريس إيجابيات الحقبة الاستعمارية الفرنسية في بلدان المغرب العربي، إلا أنّ هذه المحاولة تمّ التصدي لها جزائريا بالرفض.
من هنا نفهم أنّ فرنسا تريد أن تأخذ من الجزائر من دون أن تعطيها حقها المعنوي في الاعتذار الرسمي. ونعتقد أنه بحكم بعض المتغيرات وعلى رأسها الوزن الاقتصادي للجزائر اليوم، أصبحت إمكانيات الضغط أكبر في مسألة الاعتذار الرسمي كأولوية جزائرية، خصوصا أن التقارب الأمريكي الجزائري يمكن أن يزيد من الضغط على هذه المسألة، من دون أن ننسى قلق فرنسا من هذا التقارب وسعيها إلى مجابهته باتفاقيات اقتصادية ووسائل جذب سياسية وتاريخية وجغرافية.
طبعا التمسّك بشرط الاعتذار الرسمي يجب ألا ينسينا مصالح الجزائر مع فرنسا، لا سيّما وأنّ الجالية الجزائرية أكبر جالية عربية في فرنسا.
كما يمكن للبراغماتية التي تقود المواقف العربية عموما، أن تفعل فعلها بشكل حقيقي، وأن تجعل فرنسا تقطع مع عمليات الالتفاف التي تقوم بها حاليا.
ولكن كل هذا مشروط بقدرة الجزائر على التقاط هذه الحاجة الفرنسية لثرواتها ولسوقها لتذويب التعنّت القائم.
(*) كاتبة وشاعرة من تونس
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 ديسمبر 2007)
البكاء على الأشرطة الأمريكية