في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNWS 11ème année, N°4006 du 12.05.2011
archives : www.tunisnews.net
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك
http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141
كتب سامي ناير عضو البرلمان الأوروبي السابق عن حركة المواطنين مقالا في صحيفة لوموند الفرنسية بين فيه الإستراتيجية الحربية التي يعتمدها معمر القذافي لتوسيع دائرة المواجهة. ونقل ناير عن رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي مخاوف الأخير « من تدهور الأوضاع بتونس بفعل تداعيات الوضع في ليبيا »، قائلا إن السبسي صرح له في لقاء جمعه به بأن « كل يوم يمر يحمل بالنسبة لنا مخاطر كبيرة، فتدفق اللاجئين من ليبيا أصبح كبيرا، وعمّا قريب لن يكون بمقدورنا ضبط مئات آلاف الوافدين، وسنكون أول من يدفع ثمن تقلب الوضع في ليبيا ». وأضاف السبسي أنه إذا اشتكت أوروبا من 26 ألف تونسي دخلوا أراضيها، فتونس تستقبل عشرات أمثال هذا العدد. وأشار الكاتب إلى أن القذافي يتبنى إستراتيجية مبنية أولا على خوض المعركة داخل المدن الليبية لتجنيب جيشه المدجج بالسلاح خطر القصف، وأخذ المواطنين المدنيين رهائن، أما إستراتيجيته الثانية فترمي إلى تدويل الصراع، وهو لا يستطيع نقل التوتر إلى مصر بدون الإضرار بالوضع في بلدان أفريقية صديقة له، ولكن يستهدف تونس على وجه التحديد لجعلها محور الصراع الدولي، وذلك لكونها « البلد الذي انطلقت منه دورة الديمقراطية ». ويعتمد القذافي في ذلك على إدراكه ضعف الجيش التونسي وانشغاله بضبط الأوضاع المتوترة داخل تونس، خاصة أن أتباع النظام السابق لا يزالون مسلحين ويسعون إلى تخريب الوضع. وأضاف أن القذافي أصبح يستبيح الأراضي التونسية متذرعا بملاحقة الثوار الذين يحاربون من أجل السيطرة على الحدود مع تونس، منتقدا رفض قوات التدخل الدولي تقديم الدعم للثوار لكسب المعركة، وكذلك طبيعة التدخل الإنساني في ليبيا الذي يتم في ظروف استعجالية ومضطربة حسب قوله. وختم ناير بدعوة الأمم المتحدة إلى فرض حماية للدول المتاخمة لليبيا، وتقديم حماية خاصة لتونس، وذلك « إذا أردنا ليس تجنب كارثة إنسانية هناك فقط، ولكن منع تحول هذا البلد إلى ميدان حرب للقذافي ». المصدر:لوموند (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 ماي 2010)
بناء على استدعاء رسمي من المنتظر أن يمثل الصحفيان حمدي بن صالح ونجوى الهمامي أمام أنظار حاكم التحقيق بالمحكمة العسكرية بتونس اليوم الخميس. وكان الصحفيان المذكوران قد اجريا حوارا مع وزير الداخلية السابق القاضي فرحات الراجحي تم بثه يوم الأربعاء الماضي واتهم فيه المؤسسة العسكرية بالتحضير لانقلاب عسكري في حال وصلت النهضة إلى الحكم . من جهة أخرى من المنتظر أن ينعقد المجلس الأعلى للقضاء يوم الاثنين 16 ماي الجاري من أجل النظر في رفع الحصانة القضائية على القاضي الراجحي تمهيدا لمحاكمته بناء على طلب من وزارة الدفاع.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 12 ماي 2010)
حسب قسم الاعلام بالاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد فان احد الغرباء حاول اقتحام معهد ابن عرفة بسوق الجديد اليوم الخميس 12 ماي 2011 وذلك بدعوى الحصول على هاتف من احدى التلميذات ولما منع من طرف حراس المؤسسة من الدخول هدد بأنه سيقوم بمنع امتحان الباكالوريا التجريبية غدا وسيتسلح لهذا الغرض بساطور ولذلك فان النقابة الجهوية للتعليم الثانوي وعلى اثر هذه التهديدات تعلن ايقاف التدريس غدا بكافة المؤسسات التعليمية بسوق الجديد بدءا من الساعة 8 صباحا الى حين ايقاف هذا الشخص واحالته على المحاكم العسكرية وليست المدنية علما وان المدرسين والتلاميذ سيدخلون في اعتصام مفتوح تزامنا مع هذا الاضراب الى ان يتم تحقيق هذا المطلب حتى لا يتجرأ الغرباء مستقبلا على حرمة المؤسسات التربوية . مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
نفذ أعضاء مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس عشية الاربعاء 11 ماي وقفة احتجاجية أمام مقر منطقة الشرطة دامت أكثر من ساعة ونصف، وشارك فيها عشرات التلاميذ والطلبة و العاطلين عن العمل الذين عبروا عن استنكارهم لتعرض المتظاهرين في تونس العاصمة نهاية الأسبوع الفارط للقمع من طرف قوات الشرطة، وطالبوا بضرورة احترام حق التظاهر السلمي الذي يكفله الفصل الثامن من دستور البلاد حسب الشعارات التي رفعوها خلال التحرك. وأكد شهود عيان أن المتظاهرون اعتذروا عن تسلم باقة ورود تقدم بها ممثلي نقابة الشرطة في الجهة للتعبير عن تبنيهم لمطالب التحرك ووقوفهم إلى جانب الشعب التونسي. وتعليقا على الحادثة ذكر منسق مكتب شباب التقدمي « هيثم الجماعي » لراديو كلمة أن التكريم الفعلي للشعب بصفة عامة والمشاركين في الوقفة الاحتجاجية بصفة خاصة هو فتح تحقيق للوقوف على ملابسات الأحداث التي شهدتها البلاد قبل أيام واحترام القانون من طرف أعوان وزارة الداخلية والالتزام بطابع عملهم الذي يندرج ضمن السلطات التنفيذية دون خدمة أي طرف سياسي في البلاد.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 12 ماي 2010)
أقدمت الوكالة التونسية للانترنت أمس الأربعاء بناء على تسخير من حاكم التحقيق بالمحكمة العسكرية بتونس على حجب ثلاثة صفحات على شبكة الفايسبوك. واتهمت وزارة الدفاع في بلاغ لها صدر أمس الأربعاء أن بعض المواطنين عمد إلى إحداث صفحات خاصة قصد الإساءة إلى المؤسسة العسكرية وقيادتها من خلال نشر مشاهد فيديو ومقالات وصفت بالمغرضة ترمي إلى زعزعة ثقة المواطن في الجيش الوطني وبث البلبلة والفوضى في البلاد حسب نص البلاغ. وقد أفاد السيد معز الشقشوق المسؤول في الوكالة التونسية للانترنت لراديو كلمة أن عملية الحجب تمت بناء على تسخير قانوني من حاكم التحقيق في المحكمة العسكرية وهي تهم صفحات : جلال بريك، تكريز ويوسف باتريوت. وذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها حجب بعض الصفحات بعد رفع الحجب عن جميع المواقع في الشبكة العنكبوتية منذ يوم 13 جانفي الماضي.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 12 ماي 2010)
قدّمت مجموعة من المحامين نيابة عن النقابات الأساسية للتلفزة التونسية شكاية إلى وكيل الجمهورية بمحكمة تونس الابتدائية ضدّ عدد من المسؤولين الإعلاميين السابقين بالتلفزة من أجل جرائم الاستيلاء على الأموال العمومية والجرائم المخلّة بالوظيف وخرق أحكام الصفقات العمومية. وكشفت الجهة النقابية عن أسماء المشتكى بهم وهم: شوقي العلوي وعبد الرؤوف الباسطي ومنصف قوجة ومحمد الفهري الشلبي ومصطفى الخماري ولطفي بن نصر وحمادي عرافة ومختار العبيدي ورافع دخيل وأسامة الرمضاني وعبد الوهاب عبد الله وعبد العزيز بن ضياء وعفيف الفريقي ولطفي البحري وعماد قطاطة وعلي بن نصيب وأسماء أخرى وضد كلّ من سيكشف عنه البحث.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 12 ماي 2010)
تونس- منذر بالضيافي كشفت مصادر مطلعة بالبنك المركزي التونسي لـ « العربية.نت » تراجع الإنتاج الصناعي التونسي بنسبة 12%، خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2011، مقارنة بنفس الفترة من 2010، وسجلت صادرات الصناعات المعملية نموا بنسبة 11.6%.
كما تراجع النشاط السياحي بنسبة تتراوح بين 45 و50% وفي حركة نقل المسافرين بنسبة 25%، وهذا ما جعل البلاد تخسر 7 الاف موطن شغل شهريا وفق مصادر حكومية.
وشهد قطاع المناجم والفسفاط تراجعا بنسبة 53% وبلغ العجز الجاري لميزان الدفوعات 2.5% مقارنة بالناتج الداخلي الخام مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، وتبلغ النسبة الحالية للتضخم 3%.
وتظهر معطيات البنك المركزي أن التحويلات المالية للتونسيين المقيمين بالخارج تراجعت في شهر أبريل 2011 بنسبة 12.5%وقد تقاص احتياطي البلاد من العملة الصعبة ليصل الى 10.5 مليار دينار تونسي أي ما يكفي لتمويل الواردات 118 يوما.
ويرجع الخبراء الاقتصاديين هذا الوضع الاقتصادي الصعب الى الظروف السياسية والاجتماعية المضطربة التي تعيشها البلاد بعد ثورة 14 يناير.
إضافة إلى الأزمة التي تعيشها ليبيا منذ منتصف فبراير2011 والتي أثرت على نشاط المؤسسات الاقتصادية التونسية المصدرة نحو هذا البلد وعلى حركة توافد السياح الليبيين نحو تونس والذين يقدرون بالمليونين سائح سنويا.
ولتجاوز هذا الظرف الاقتصادي الصعب تعددت خلال الفترة الأخيرة الندوات والمبادرات من أجل تشخيص الوضع وتحديد سيناريوهات الحلول المقترحة.
كما زار تونس عدة شخصيات ممثلة لهيئات مالية دولية منها روبارت زوليك رئيس البنك العالمي، الذي أكد على أن الدعم المالي الذي ستمنحه مؤسسته لتونس (500 مليون دولار اي حوالي 670 مليون دينار) سيخصص لمساندة جهود الحكومة المؤقتة فى مجالات النفاذ الى المعلومة وحرية تكوين الجمعيات وشفافية الصفقات العمومية وإصلاح الخدمات الادراية.
واطلقت مؤخرا مجموعة من الاقتصاديين التونسييين « وثيقة 200 » تحث شعار « استثمر فى الديمقراطية ». أيام قليلة قبل مشاركة تونس فى اجتماع الثماني بفرنسا والمبرمج يومي 26 و27 ماي 2011. وجاء في هذه الوثيقة ان « النساء والرجال والسياسيون والاقتصاديون والصناعيون والماليون… الذين نمثلهم واثقون من ان ارساء موءسسات ديمقراطية سيكون السبيل الوحيد للتصدي للمخاطر المطروحة على المديين القصير والطويل ».. فنحن واثقون اكثر من اي وقت مضى فى افاق التنمية الاقتصادية فى تونس ».
وأشارت الوثيقة الى ان فرص الاستثمار والاصلاحات ومستوى كفاءة اليد العاملة والتحكم فى التكنولوجيات الحديثة والقرب الجغرافي من اوروبا كلها عوامل تجعل من تونس شريكا اقتصاديا يتقاسم من الان فصاعدا مع اوروبا نفس القيم الديمقراطية والشفافية.
السيد الرئيس المؤقت، السيد رئيس الوزراء، السادة رؤساء الأحزاب الوطنية، السادة رؤساء منظمات المجتمع المدني، السيد رئيس الهيئة الوطنية لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي، تحية وطنية وبعد/
نحتفل هذه الأيام الموافقة لـ 18 و 19 و20 أفريل بالذكرى السادسة والعشرين لتأسيس منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة التي انبثقت عن مؤتمر عام طلابي للحسم احتضنته كلية العلوم بالمركب الجامعي بتونس أيام 18/19/20 أفريل 1985 . وهذه السنوات الستة والعشرون لم تعش منها المنظمة سوى ست سنوات في رحاب الجامعة قبل أن تمتد إليها يد الدكتاتورية وتنهي وجودها بقرار جائر من وزير الداخلية آنذاك. وكانت منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة ريادية في الدفاع عن مصالح الطلبة المادية والمعنوية فنجحت أحيانا في تحقيق طموحات الطلاب حيث أسقطت مشروع بن ضياء سنة 1986 الهادف إلى خوصصة التعليم العالي ومنع النشاط النقابي والسياسي في الجامعة، وألغت « أمر أوت 1982 » المحدد للترسيمات إثر تحركات سنة 1987 العارمة واصطدمت حينا آخر بإرادة الإقصاء والتصلّب المُسْتَقوي بالسلطة، وكان الحكم الصادر بتاريخ 8 جويلية 1991 بتوظيف جائر للقضاء مؤذنا بتصفية قيادات المنظمة وقواعدها وأنصارها.
أيها السادة والسيدات
إنّ العسف التي تعرضت له منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة لا يقل بشاعة عمّا تعرضت له فئات واسعة من الشعب التونسي طيلة حقبة حكم الطاغية بن علي السوداء، بل لعلها المنظمة التي نالت النصيب الأوفر من ذلك القمع، سيما وأنها المنظمة الوحيدة من منظمات المجتمع المدني التي تعرضت للحلّ في ذلك العهد البائد.
أيها السادة والسيدات
إنه ليحز في نفس كل مناضلي منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة أن يستمر تجاهل السلطات المؤقتة لتلك المظلمة في توافق تام مع تجاهل بقية أطراف المشهد السياسي والجمعياتي اليوم، رغم أن مناضلي المنظمة السابقين قد أصدروا بيانا يوم 22 جانفي 2001 عبّروا فيه عن مطالب عديدة تخصّ المنظمة المضطهدة من جهة، ومناضليها المنسيين من جهة أخرى، بل وتقدّم أحد أعضاء الهيئة التأسيسية لرابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة، وبصفة مباشرة، بطلب مكتوب إلى السيد الباجي قايد السبسي قصد مقابلته وذلك منذ منتصف شهر مارس الماضي دون تلقي أي رد عن ذلك المطلب.
أيها السادة والسيدات
وفي ضوء ما تقدّم، وإيمانا من الهيئة التأسيسية لرابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة بعدالة قضيتها، خاصة أمام تسجيلها الصمت المريب لكافة الأطراف تجاه هذه القضية العادلة، فإن الهيئة تجدّد مطالب قدماء مناضلي المنظمة الصادرة في بيانهم المؤرخ يوم 22 جانفي 2011 وتعبّر عن :
1 – مطالبتها برفع الحكم الجائر الصادر في حق منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة باعتباره حكما باطلا ودعوتها السلطات الانتقالية إلى اتخاذ قرار يعيد إلى المنظمة حقّها في النشاط القانوني. 1- مطالبتها بالسماح للطلاب الذين أمضوا عريضة من أجل عودة نشاط المنظمة بممارسة حقّهم المشروع في النشاط النقابي الحرّ في رحاب الجامعة. 3 – تمسكها بمطلب الحقيقة والإنصاف في المظالم التي تعرّض لها الاتحاد العام التونسي للطلبة. 4 – مطالبتها بكشف كل الانتهاكات التي تعرّض لها آلاف الطلبة طيلة فترة حكم الرئيس المخلوع من قتل وتعذيب وسجن وتشريد وتهجير، وتشكيل لجنة للغرض توثّق تلك الانتهاكات وتتابع المسؤولين عنها وتعوّض للضحايا ولعائلاتهم. 5 – مطالبتها بالتعويض المادي والمعنوي لكافة الطلبة الذين سجنوا واطردوا من دراستهم على خلفية انتمائهم لمنظمتنا أو جرّاء نشاطهم السياسي في مقارعة الدكتاتورية، وتحميلها وزارة التعليم العالي المسؤولية المادية والمعنوية تجاه المنع من الدراسة الذي واجهت به مطالب الطلبة الذين حالما كانوا يغادرون السجن كانوا يتمسّكون بحقهم في مواصلة الدراسة.
عن الهيئة التأسيسية لرابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة الرئيسة: د. سعاد عبد الرحيم للاتصال: ugte.ligue2011@gmail.com
وأخيرا نجحت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة في الخروج ببيان توافقي متوازن بخصوص الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، وذلك بعد نقاش مطول تواصل لثلاثة أيام، وصدر البيان « التوفيقي » يوم أمس في جلسة عقدتها الهيئة في مقر مجلس المستشارين بباردو بعد أن تم تشكيل لجنة موسعة للغرض قامت بصياغة مسودة البيان قبل أن يتم ادخال تعديلات طفيفة على مضمونه بناء على طلب منصف اليعقوبي ممثل اتحاد الشغل. وعبر الأعضاء الحاضرون عن موافقتهم على نص البيان المقترح الذي غلبت عليه روح التوازن والاعتدال، وتجنب توجيه اتهامات مباشرة إلى الحكومة الانتقالية او ما تضمنته تصريحات الوزير الأول، وكذلك تصريحات فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق. وفي ما يلي نص البيان كاملا كما ورد عن الهيئة: » شهدت العاصمة ومناطق مختلفة خلال الأيام الأخيرة أحداثا أليمة تبعث على الانشغال وتكشف عن هشاشة أمنية وسيساسية تنال من الإستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتهدد مسار الانتقال الديمقراطي. وإن الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي المتمسكة بتفعيل دورها يهمها أن تتوجه إلى الراي العام الوطني بما يلي: أولا: تنديدها باستعمال القمع في مواجهة المسيرات السلمية من قبل قوات الأمن وما صاحب ذلك من اعتداءات على الحرمة الجسدية للمواطنين واستعمال الغاز. وقد طال التعنيف الصحفيين ومقرات الاتحاد العام التونسي للشغل وبلغت هذه التجاوزات حد استعمال الرصاص بمدينة سليمان مما أدى إلى استشهاد الشاب محمود التومي. ثانيا: تنديها بأعمال الشغب والنيل من الممتلكات التي اتتها أطراف تهدف إلى اغراق البلاد في الفوضى ومنع الانتخابات ودعوتها ابناء الشعب التونسي إلى التضامن في التصدي لأعمال العنف والتخريب وحماية الممتلكات العمومية والخاصة وتأطير المظاهرات السلمية والمحافظة على مسارها وأهدافها. ثالثا: تأكيدها على أن الهيئة لا تتحمل أية مسوؤلية في تأخير موعد انتخابات المجلس التأسيسي خاصة وأنها أنهت مداولاتها حول مشروع المرسوم الانتخابي منذ 11 أفريل 2011. وانتخبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم 7 ماي 2011 وتجدد تمسكها بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد يوم 24 جويلية 2011. رابعا: دعوتها كل الأطراف مهما كان موقعها إلى التحلي بروح المسؤولية وتجنب كل ما من شأنه تعقيد الأوضاع في البلاد ونشر أجواء الريبة وعدم الثقة وهو ما يهدد الروح الوفاقية التي تتطلبها مرحلة الانتقال الديمقراطي. وبناء على ما تقدم نطالب الحكومة المؤقتة بفتح تحقيق مستقل للكشف عن التجاوزات ومن يقف وراءها والإعلان عن نتائجه واحالة المتورطين على القضاء مع تأكيدنا على مطالبة والقضاء بالتعجيل في النظر في قضايا القتل والفساد ومحاكمة الضالعين فيها والمسؤولين عنها ». رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ماي 2010)
تونس ـ وات ـ اعتبر المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين «تحريف الفصل 8 من المرسوم المتعلق باحداث الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اعتداء مكشوفا على اجماع الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة ومحاولة للالتفاف على تمثيلية القضاة بالهيئة العليا للانتخابات ومساسا بشروط الحياد والاستقلالية والنزاهة المستوجبة لعضوية تلك الهيئة».
وطالب المكتب التنفيذي المجتمع أمس الاربعاء في بيان له بـ»فتح تحقيق محايد في ملابسات تحريف مشروع المرسوم المصادق عليه صلب الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي».
كما ذكر بدعوة الجمعية كافة القوى الحية بالبلاد وخصوصا الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة الى «اتخاذ موقف رافض للمرسوم بصيغته المحرفة وبطلبها من رئيس الجمهورية المؤقت تدارك الامر باصدار مرسوم تصحيحي طبق الصيغة المصادق عليها صلب الهيئة».
وأعلن البيان عن انسحاب جمعية القضاة التونسيين ممثلة في رئيسها نهائيا من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة «تبعا لمرور أكثر من أسبوع على تعليقها لعضويتها بها دون أن يقع اصدار المرسوم التصحيحي.
وقد أبدى المكتب التنفيذي أسفه من اضطرار الجمعية للانسحاب من الهيئة وعدم تقديمها لمرشحيها من القضاة لعضوية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات موضحا أن «لا علاقة لها بمن سيتم ترشيحه أو انتخابه من القضاة لعضوية هذه الهيئة».
وأضاف البيان أن هذه المواقف «صدرت بدوافع مبدئية على خلفية تمسك الجمعية بسلامة المسار الديمقراطي واعتبارا لدور القضاة في ضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها». (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ماي 2010)
غالبية « المناشدين » لـ 2014 لم يوقعوا أية وثيقة ـ « لن ننساق إلى التوتر المفتعل بين « أقصى اليمين » و »أقصى اليسار » ولا مع الجدل العقيم حول بعض القضايا الإيديولوجية لان أولويات شعبنا اليوم سياسية وتنموية وهو يريد أن يحمي مكاسب ثورته ضد الاستبداد والفساد.. والمجتمع التونسي معتدل يؤمن بقيم الحداثة مع تجذره في هويته العربية الاسلامية.. وقد اختلفنا سياسيا وثقافيا مع حركة النهضة ورموز التيار الاسلامي لكننا رفضنا قمعهم في عهد بن علي كما لدينا اختلافات مع الاطراف المحسوبة الى اقصى اليسار.. لكننا ندعو الجميع الى التعامل السياسي مع المرحلة القادمة بعقلانية وانجاح مسار تنظيم الانتخابات في 24 جويلية في مناخ ينتصر فيه الشعب وصندوق الاقتراع بصرف النظر عن الفائزين بغالبية المقاعد في المجلس التاسيسي ».. هكذا لخص الدكتور مصطفى بن جعفر الامين العام لحزب التكتل الديمقراطي ظهر أمس نظرة حزبه الى المرحلتين الحالية والقادمة من تاريخ تونس.. باسلوبه الوسطي الذي عرف به منذ كان قياديا في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ـ التي نوه بها أمس مجدداـ وذكر بدورها الوطني قبل ابعاده منها ومجموعة كبيرة من رفاقه في 1992 بعد انسحاب الزعيم التاريخي للحركة الاستاذ أحمد المستيري.. ثم ابعادهم من قيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في مؤتمر 1994 مع شخصيات وطنية مغضوب عليها وقتها كان من أبرزها السادة منصف المرزوقي وسهام بن سدرين وبن عيسى الدمني..الخ. المصالحة والمشروع الحداثي الدكتور مصطفى بن جعفر ورفاقه في المكتب السياسي لحزب التكتل ـ لا سيما الدكتور خليل الزاوية ـ اكدوا في نفس اللقاء الصحفي على التمشي « الوسطي » للحزب وعلى دور القوى الوسطية سياسيا في المرحلة القادمة..وأعلنوا أنهم مع المصالحة الوطنية التي لا تتنافى مع تكفل القضاء المستقل والنزيه بمحاسبة رموز الفساد المالي والاداري والاستبداد السياسي في المرحلة القادمة.. وأكد السيدان مصطفى بن جعفر وخليل الزاوية في تعقيبهما على أسئلة الصباح أن حزبهما يدعو إلى التعامل بمرونة مع واقع تونس وتقديم المصلحة العليا للبلاد معتبرين أن الغالبية الساحقة من رجال الاعمال والمثقفين والاعلاميين والسياسيين والاداريين الذين ادرجت أسماؤهم في قائمات مناشدة بن علي الترشح لانتخابات 2014 » لم يوقعوا على أية وثيقة ولا علم لهم بتلك القائمات « التي نشرت في الصحف وحمل بعضها عشرات الاف التوقيعات مما رفع عدد « المناشدين » الذين ضبطت أسماؤهم وتقيعات بعضهم مع أرقام بطاقات التعريف وتواريخ الميلاد ومكانها إلى أكثر من 800 ألف حسب بعض المصادر وإلى أكثر من مليون حسب مصادر أخرى.. اقصاء التجمعيين وتعقيبا على سؤال ثان حول التهمة الموجهة الى اعضاء الهيئة العليا للاصلاح السياسي وحماية مكاسب الثورة بـ » اقصاء مئات الالاف من التجمعيين وعشرات الالاف ممن تحملوا مسؤولية في الادارة والحكومة والديوان الرئاسي ومنظمات رجال الاعمال بسب انخراطهم سابقا في حزب التجمع » اعتبر السيد خليل الزاوية ان » من مصلحة التجمعيين الانسحاب مؤقتا من اللعبة السياسية « . واعلن الزاوية وبن جعفرانهما » ضدة اقصاء اي تيار سياسي وحزبي والمحاكمات الشعبية » لكنهما يعتبران ان كل من تورط في الفساد والاستبداد من بين الدستوريين مطالب بالتنحي ـ على الاقل في المرحلة القادمة ـ لضمان نجاح الثورة وعودة الامن والاستقرار في البلاد.. مجلس وطني 21 ماي من جهة أخرى أعلن الدكتور بن جعفر أن كوادر حزبه سوف يعقدون مجلسهم الوطني يومي 20 و21 ماي الجاري..وستكون من بين نتائج هذا الحدث تقديم برامج الحزب وأولوياته ونظرته للمرحلة القادمة لا سيما فيما يتعلق بمهمات المجلس التاسيسي التي ينبغي ان تكون تعديل الدستور ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية (وخاصة ملفا البطالة والشباب) والتعليمية والصحية الملحة.. واعلن بن جعفر مرة اخرى معارضة قيادة حزبه لتصريحات وزير الداخلية السابق السيد فرحات الراجحي واورد ان لقاءه مع الوزير الاول السيد الباجي قائد السبسي كان ايجابيا وتم خلاله الحديث عن ضرورة تكافل جهود كل الاطارف لحفظ الامن والاستقرار وانجاح المسار الانتخابي في 24 جويلية.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ماي 2010)
سناء بن عاشور أهمية تعميق التشاور والتحاور بين الحكومة الانتقالية واطياف المجتمع المدني
القصبة ـ وات ـ اعربت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات سناء بن عاشور عن انشغالها بالوضع السائد في البلاد وخاصة ما يتعلق بالانفلات الامني والسياسي بالاضافة الى ما يطبع مسار محاسبة رموز الفساد والاستبداد من تباطؤ واشارت عقب استقبالها صباح أمس الاربعاء بقصر الحكومة بالقصبة من قبل الوزير الاول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي الى اهمية اعادة النظر في المنظومة الامنية وتطهيرها من الشوائب بما يسهم في استتباب الاستقرار ويعيد الثقة الى نفوس المواطنين. واكدت الاهمية التي تكتسيها مثل هذه اللقاءات مع الوزير الاول في تعميق التشاور وارساء حوار بناء بين الحكومة الانتقالية واطياف المجتمع المدني يرقى بمنظومة الاصلاح السياسي الى مستوى انتظارات الشعب التونسي. وشددت سناء بن عاشور على الدور المحورى المنوط بعهدة الاحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني في تيسير التواصل مع الشعب التونسي وتعميق الحوار المسؤول حول كافة القضايا المطروحة والرهانات المستقبلية بما يخدم المصلحة العليا للبلاد. وحول الجدل الذي اثارته التصريحات الاخيرة لفرحات الراجحي وزير الداخلية السابق قالت بن عاشور ان الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات اذ تندد بهذه التصريحات غير اللائقة واللامسؤولة فانها تدعو الجميع الى توخي نهج التعقل والتهدئة وخاصة عدم تصعيد المواقف بما يحفظ استقرار البلاد ويسهم في تحقيق اهداف ثورة الحرية والكرامة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ماي 2010)
« المساواة والوسطية والفاعلية في خدمة الوطن هي ما يميزنا عن باقي الأحزاب وهي التي ستترجم نظرياتنا وخططنا على ارض الواقع استنادا إلى أننا حزب براغماتي ينظر يكتب ثم يترجم أفكاره في شكل خطط ويلتزم بتطبيقها في اطار الشفافية « ، هذا ما أكده السيد اسكندر الرقيق (رئيس حزب التحالف الوطني للسلم والنماء) لـ »الصباح » في إطار رده عن سؤال الصباح الذي تمحور عن الإضافة التي سيقدمها حزب التحالف الوطني للسلم والنماء في ظل زخر الساحة السياسية بالأحزاب التي بلغ عددها الـ 68 حزبا معترفا بهم.
كان ذلك على هامش اللقاء الصحفي الذي عقده اول أمس أعضاء حزب التحالف الوطني للسلم والنماء لاستعراض أهداف ومبادئ الحزب.
أما في ما يتعلق بالبرامج التي سيعتمدها الحزب فقد أوضح السيد اسكندر الرقيق لـ »الصباح » أن البرامج الإصلاحية ستشمل 4 محاور أساسية وهي السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وقال ان الاقتصاد لا يستطيع أن يكون فاعلا دون أن نقوم بعملية تنمية بشرية استنادا إلى أن البشر هم أساس العمران وسيتم ذلك عبر إعادة بناء التونسي من منطلق تنمية مداركه العقلية وسلوكه. كما سيرتكز البرنامج الاقتصادي من جهة اخرى على الاهتمام بالحرفيين وتوسيع الطبقة الوسطى فضلا عن تشجيع ثقافة المبادرة لدى الشباب سيما أن الاقتصاد التونسي يعيش اليوم مرحلة انكماش ستكون لها تداعيات سلبية وفقا لما ادلى به المتحدث. وفي تصريحه لـ »الصباح » أشار السيد وسام ابراهم (عضو بالمكتب السياسي للحزب) أن الميزة الأساسية للحزب تتمثل في كونه يطرح فكرة جديدة للعمل السياسي الذي يتنصل من اللقاءات النمطية ويؤشر للإحتكاك مباشرة بالشعب فلا ايديولوجيا تحكمه وانما الهدف منه ان يكون حزبا يعكس مشاغل التونسيين وتطلعاتهم.
لا للعنف
من جهة أخرى أكد رئيس الحزب خلال هذا اللقاء أن الانتقال من حالة اللا شرعية إلى الشرعية يتطلب التحلي بالحكمة والتروي والعقلانية ونبذ كل اشكال العنف حتى يتحقق الازدهار والديمقراطية. تجدر الإشارة إلى أن اللقاء شهد عرض فيديو للأهداف والمبادئ العامة التي سيقوم عليها حزب التحالف الوطني للسلم والنماء التي ارتكزت أساسا على الاعتزاز بالهوية العربية الإسلامية، نشر ثقافة التسامح والاعتدال ومنهج التدرج والوسطية وترسيخ مفهوم المواطنة وحق الاختلاف والعدالة الاجتماعية بين الجهات. ولدى توليه الإشراف على عرض الفيديو شدد السيد اسكندر الرقيق أن الهدف الأساسي الذي يرتكز عليه الحزب هو الاحتكاك بالشعب وتشريكه في الحلول مشيرا في نفس السياق إلى أن الحزب يناهض العنف سواء كان ذلك من قبل الأمن أو من الشعب فضلا عن مناهضته للمظاهرات التي تلتئم دون ترخيص.
هذا العرض فتح المجال لنقاش مطول تولى رئيس الحزب وأعضاء ه الإجابة عن الأسئلة التي طالت مواضيع عديدة ليجمع أعضاء المجلس أن ما يميز حزبهم هو إعادة الاعتبار للأخلاق وترسيخها صلب العمل السياسي. ومن هذا المنطلق فان الحزب يساند الحكومة المؤقتة حتى بلوغ موعد 24 جويلية ولكن مع ذلك يريدها حكومة فاعلة سيما في معالجة ملفات رموز الفساد عبر التشريع لمحاكمات شعبية تعزيزا للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.
وفي نفس السياق أكد الحزب انه يعمل على بلورة سياسة إعلامية تعمل على خلق إعلام جديد يكون نيرا ومحايد ا ويحترم الجميع. وردا عن سؤال « الصباح » حول التقدم الحاصل في مبادرة 23 افريل لتشكيل جبهة لأحزاب الوسط أفاد عضو من الحزب أن الحزب منفتح على الأحزاب السياسية الأخرى وكانت هنالك مبادرات في طور البحث والاستقراء للأحزاب السياسية الأخرى ولا وجود إلى قرار فعلي استنادا إلى أن المسالة لا تزال في طور الدراسة والبلورة.
يذكر أن حزب التحالف الوطني للسلم والنماء تحصل على التأشيرة يوم 19 افريل 2011 وقد تم ضم السيد لزهر عبعاب وتعيينه أمينا عاما لحزب التحالف الوطني للسلم والنماء.
منال حرزي
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 12 ماي 2011)
في البداية لا بدّ من التأكيد على أنّ ما حدث في المركّب الثقافي بمدينة المنستير يوم السبت 30 أفريل يأتي بعد 23 سنة من الإستبداد و الديكتاتورية التي أتت على الأخضر و اليابس و أدّت إلى تصحّر ثقافي و فكري مريع كان من نتائجه المباشرة و المنطقية ضمور الثقافة السياسية لدى نسبة هامّة من المواطنين و خاصّة فئة الشباب الذين لم يتدرّبوا على الممارسة الديمقراطية داخل مؤسّساتهم التربوية بما يعني التعبير الحرّ عن الرأي و قبول الرأي الآخر مهما كان الإختلاف معه و الإنصات إلى صوت العقل و التعبير بطريقة سلمية عن المواقف و مقارعة الحجّة بالحجّة و تجنّب السّباب و الشتائم و رفض العنف مطلقا في الصراع السياسي المدني المتحضّر
و بالعودة إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة المنستير التي أنجبت عددا كبيرا من العلماء و المفكّرين و السياسيين العظماء و هي مدينة المرابطين و يقف فيها قصر الرباط شامخا و شاهدا على أحداث تاريخيّة هامّة وهو بالمناسبة أوّل رباط بني في شمال إفريقيا و كان له الدور الرئيسي و الأساسي في مقاومة الغزوات الأجنبية المتكرّرة على مدى قرون عديدة و لكنّ تاريخ المدينة الثريّ و دورها الهامّ في الحركة الوطنية من خلال مقاومة الإستعمار الفرنسي حيث قدّمت العديد من الشهداء و زجّ بالمئات من مناضليها في السجون و خلال فترة الديكتاتورية و الإستبداد عرف العشرات من أبنائها و خاصّة من الشباب السجون و المعتقلات و التعذيب الوحشي ما كان لمن يعرف هذه الحقائق و هذا التاريخ أن يفكّر و لو للحظة في الإعتداء على تظاهرة ثقافية نظّمتها حركة النهضة في أوّل تحرّك لها في الجهة بعد أن تمّ الإعتراف بها قانونيّا وهي الحركة التي عانت من القمع طيلة عقدين كاملين من عمر الديكتاتورية …
و حتّى يكون الجميع على بيّنة من الأمر فقد تقدّمت قيادة الحركة بجهة المنستير قبل أسبوعين بطلب رسمي للسلطات الجهوية ممثّلة في شخص السيّد الوالي لتنظيم تظاهرة ثقافية فتمّت الموافقة على الطلب و تمّ تحديد مكان تنظيمها بالمركّب الثقافي و بالتزامن مع ذلك تمّ إعلام السّلط الأمنيّة بالمنستير و تمّ الإعلام بالتظاهرة في العديد من وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة ( إذاعة المنستير ، جريدة الفجر ،…) و بدأ المئات يتوافدون على المركّب الثقافي منذ صباح السبت و اتّخذت كلّ الإجراءات لتأمين التظاهرة و تيسير عمليّة الدخول إلى القاعة و ارتأى المشرفون على التظاهرة تنظيم معرض للكتب السياسية و الفكرية و تمّ وضع أكثر من ألفي نسخة من الأعداد الأربعة الأولى من جريدة الفجر الناطقة باسم حركة النهضة على ذمّة الحاضرين و لكن ما راع الحاضرين – و قبل أن تنطلق فعاليّات التظاهرة تقريبا بساعة – إلّا قدوم مجموعات صغيرة من الشباب و الكهول و بأيديهم أكياس من البيض و قوارير الماء المعدني وهم يرفعون الشعارات المندّدة بحركة النهضة و متفوّهين بالعبارات النابية و الشّتائم و كان البعض الآخر يرفع أوراقا كتبت عليها شعارات سياسية إقصائيّة لا تخصّ حركة النهضة فقط بل كلّ من يتبنّى المرجعيّة الفكريّة الإسلاميّة و كان لافتا للنظر رفع البعض لنسخ من أحد أعداد جريدة الطريق الجديد لسان حال حركة التجديد … و في البداية و قبل أن تحصل الإعتداءات دخل العشرات من أعضاء و أنصار حركة النهضة في حوارات مع المحتجّين مؤكّدين لهم حقّهم في نقد الحركة و الإحتجاج السلمي ضدّها و لكن دون اللجوء إلى الإقصاء الذي تجلّى في العديد من الشعارات و حتّى الحركات و للحقيقة و التاريخ فقد كان سلوك البعض منهم حضاريّا و لكن مع مرور الوقت و في حدود الساعة الثانية و النصف بدأ عدد من أصحاب العضلات المفتولة يتوافدون على المكان و أخذوا يتحرّشون بأفراد الحماية – الذين تمسّكوا بضبط النفس و لم يردّوا على الإستفزازات – مستعملين مختلف الألفاظ السوقيّة و يحرّضون خاصّة الشباب الحاضر على اقتحام الحفل بهدف إلغائه و لم تمض دقائق معدودة حتّى بدأوا في إلقاء البيض و قوارير الماء و الحجارة بشكل هستيري ممّا أدّى إلى إصابة العديد من الحاضرين كما تمّ الإعتداء بالغاز المشلّ للحركة على بعض أفراد الحماية و قد انتشرت حالة من الهلع خاصّة في صفوف النساء و الأطفال و تجنّبا لحدوث ما لا يحمد عقباه قرّر المنظّمون للتظاهرة إلغاءها و انسحبوا من المركّب الذي تعرّضت واجهته البلّوريّة للتكسير من قبل المهاجمين الذين قاموا أيضا بإتلاف و سرقة العديد من الكتب و تمزيق و حرق كلّ النّسخ من جريدة الفجر و الإلقاء بمئات النسخ من الأقراص المضغوطة التي تعرّف بالحركة على الأرض و ما يثير الإستغراب حقّا الغياب الكلّي لرجال الأمن الذين قام المنظّمون بالإتّصال بهم أثناء الإعتداءات و تنبيههم إلى خطورة الأمر و لكن لا حياة لمن تنادي … إنّ ما حدث في المركّب الثقافي بالمنستير مؤشّر خطير على الإنزلاقات التي قد تشهدها الساحة السياسية خاصّة مع اقتراب موعد انتخاب المجلس التأسيسي في 24 جويلية القادم و ذلك في ظلّ رغبة و سعي محموم من قوى الردّة و بقايا النظام البائد إلى ضرب إستقرار البلاد و توتير الساحة السياسية باعتبار أن ذلك يخدم مصالحهم الآنية و المستقبلية و مشاريعهم المشبوهة وهو ما يحتّم على كلّ القوى الوطنيّة الخيّرة إلى الإنتباه و العمل على إجهاض كلّ المخطّطات التي تسير في اتّجاه ضرب إنجازات ثورة الحريّة و الكرامة.
و في الختام لا بدّ من التأكيد على أنّ الحوار هو سبيلنا لإرساء و تثبيت حياة سياسية راقية و الحوار هو الكفيل وحده بإبراز الطاقات و الكفاءات التي يزخر بها المجتمع و التي نحتاجها للنهوض به في مختلف المجالات السياسية و الثقافية و الإقتصادية بقطع النظر عن انتماءاتهم السياسية و الفكرية لمصلحة تونس و تونس فقط.
نجيـــب مــــرا د
تونس، في 12 ماي 2011 دعوة
يتشرّف حزب الخضر للتقدّم تنظيم فعاليّات ندوة فكريّة تضامنيّة مع الشعب الفلسطيني المناضل الشقيق في إطار احياء الذكرى 63 لنكبة 1948 بمشاركة عدد من الشخصيّات الفلسطينيّة تحت عنوان : « هل تنطلق الإنتفاضة الفلسطينيّة الثالثة من رحم الثورات العربيّة؟ » وذلك يوم السبت 14 ماي 2011 ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال بمقرّ حزب الخضر للتقدّم، 02 شارع فرنسا، مبنى ابن خلدون، الطابق الثالث، المكتب عــــ335ـــدد، 1000 تونس. الرجاء الإذن بتغطية فعاليّات هذا اللّقاء. و تفضّلوا بقبول فائق الإحترام. والسّلام.
عادل العبيدي « ظنها الضربة القاضية » هكذا وقف الباجي قايد السبسي رئيس الحكومة المؤقتة مساء الأحد الماضي وهو « يستعرض عضلاته » أمام خصم « مكبل اليدين » إسمه فرحات الراجحي، لكن المفارقة أن الطرف الضعيف ظل ولا يزال يسجل النقطة تلو الأخرى ضد خصمه.
فوزير الداخلية سابقا فرحات الراجحي المدعوم بجمهور غفير من المعجبين لجأ إلى أسلوب المباغتة وظهر ليلا على صفحات الفايس بوك وأصاب خصمه في مقتل بمعلومات وصفها بالحقائق. كان الراجحي هادئا متزنا وهو يرمي بكرة البولينغ صوب عدد من الأشخاص والهياكل واتهم المؤسسة العسكرية بالتحضير لانقلاب عسكري إذا ما فازت حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي بالانتخابات التشريعية القادمة.
كما اتهم رجل الأعمال كمال اللطيف برئاسة حكومة ظلّ وهاجم الحكومة الانتقالية الحالية ورئيسها الباجي قايد السبسي فتداعى له مصدقوه بالتأييد ونزلوا الى الشوارع مطالبين الحكومة الحالية بالاستقالة. قلنا إن هذه التصريحات أصابت رئيس الحكومة في مقتل، ولكنه تحامل على نفسه وانتفض واستعد ليرد الصاع صاعين مستفيدا من بلاغته وحضوره وخبرته السياسية التي تفوق ستة عقود. لقد اختار قايد السبسي تكتيكا مختلفا فقد جمع من حوله بعض الوجوه التلفزية، واختار شاشات التلفزيون مسرحا للنزال بدل الفايس بوك ثم جعل الموعد يوم الاحد وحشر المشاهدين عشيا ثم انبرى يدافع ويهاجم دون خطة محكمة إذ بدا مشوشا ويكيل لخصمه التهم والشتائم دون أن يكون مقنعا ما منعه من تسجيل العديد من النقاط.
كانت المعركة غير متكافئة ظاهريا إذ كان قايد السبسي في موقع قوة استنادا الى خبرته السياسية الطويلة ورئاسته للحكومة الحالية وتناغمه مع رئاسة الدولة من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى لهذا تمت إقالة الراجحي من رئاسة الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية كما انطلقت إجراءات رفع الحصانة القضائية في حقه تمهيدا لمحاكمته عسكريا.
لكن الراجحي وجد نفسه مدعوما من بعض المواطنين كما أنه وجد المساندة من عديد الهياكل الحساسة. فبعد أن عبر عدد كبير من المحامين عن وقوفهم إلى صفه، دعا المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين الحكومة المؤقتة إلى ايقاف إجراءات رفع الحصانة القضائية في حق الراجحي والتراجع عن التتبعات الجزائية المزمع إجراؤها ضده.
وأكد المكتب في بيان له مساندته لهذا القاضي في الظروف الحالية، معتبرا أن نفي الوزير الأول المؤقت لتصريحات الراجحي بخصوص مسائل سياسية لا يبرر بأي وجه أن يكيل له بصفة علنية أبشع الصفات. وأعرب المكتب التنفيذي عن استغرابه « من التعجيل بتتبع هذا القاضي بأمر من الحكومة المؤقتة قياسا بالتباطؤ في إجراءات محاسبة مجرمي النظام البائد ورموز الفساد »، محذرا من « تبعات الزج بالقضاء في مسائل خلافية تتصل بحرية التعبير ».
ولاحظ أن اجتماع المجلس الأعلى للقضاء بتركيبته المنصبة قبل الثورة « لا يستند الى أية مشروعية بفعل انحلاله خصوصا بعد ابطال المحكمة الإدارية لانتخاباته بصفة جزئية »، معتبرا أن « انتفاء تلك المشروعية يلغي كافة الضمانات المستوجبة لرفع الحصانة القضائية ».
حمام سوسة مدينة منكوبة بشخصياتها « الوطنية » (أو ما أصطلح على تسميتهم كذلك)…منكوبة بمن فرضوا أنفسهم « أعلاما » رفرفت في كل محفل للخراب و منبر للنفاق و التملق لصانع التغيير..هل سأقول الهادي البكوش الذي كتبت يداه بيان السابع من نوفمبر (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) و كان له دور محوري في « مسرحية التغيير » التي أهلكت الحرث و النسل؟ هل سأذكر محمد جغام وزير الداخلية الأسبق في سنوات الجمر و مهندس خطة إغراق السياحة و تهميش هذا القطاع الإستراتيجي بتغليب الكم على الكيف فكان أن أصبحت تونس مرتعا لمن هبّ ودبّ (معدل إنفاق السائح الأجنبي 500 دينار في الأسبوع مقابل قرابة الألف دينار في مصر )؟ هل سأقول كمال مرجان رجل أمريكا في تونس و الديبلوماسي المحنّك الذي لم يستقل و ما كان ليستقيل حتى لو ضرب سيّده بن علي القصرين بالنووي و ليس بالرصاص؟ هل سأجدّد العهد مع كمال اللطيف رجل الأعمال الغامض و الذي قاد بن علي للسلطة خدمة لمصالحه فكان أن إنقلب السحر على الساحر؟ مسكينة هذه المدينة السجينة بين أنياب هؤلاء الذين عيّنوا أنفسهم ملوكا و أباطرة دون أن تكون لهم أدنى شعبية تذكر إن لم يكن الإزدراء و الإحتقار لأنهم لم يكونوا سوى سدنة لمعبد الشرّ « التجمع الدستوري الديمقراطي » و أعوانا للظلم و أياد للبطش…
و لم تكف كل هذه الوجوه التي ملأت المشهد بشاعة و الصورة قبحا حتى إنضاف إليها رئيس بلدية حمام سوسة حبيب الحوار المتمسّك بكرسيه أكثر مما فعل بن علي ذاته فقد خلعنا يا قوم الرئيس و حار دليلنا في الزعانف كرئيس البلدية.
كان الإتفاق في لجنة حماية الثورة بمدينة حمام سوسة منذ البداية أن تقع مراقبة تصرفات رئيس البلدية إلى حين تنحيته بصفة نهائية إلا أن تسارع الأحداث أجل طرح الموضوع إلى غاية نهاية شهر أفريل حينما عاد بقوة للواجهة.
إن إنسانا يحترم نفسه و يحترم غيره كان عليه أن يتنحى من منصب حشر فيه حشرا و عيّن بأمر من قصر قرطاج و زيّن الأمر كالعادة بإنتخابات شكلية صورية…غير أن الحبيب الحوار « التجمعي » العريق و الخادم الأمين « للتجمع الدستوري الديمقراطي » أبى إلا أن يكون وفيا لطبع « التجمعيين » وهو الإستهانة بالمطالب الشعبية و السعي المحموم وراء المصالح الذاتية و الأهم من كل ذلك إرضاء الدوائر المتنفذة (عليهم دائرة السوء أينما كانوا).
أنا كمواطن بسيط و غير منتم لأي حزب سياسي أطالب بالرحيل الفوري لحبيب الحوار و ذلك لعدة أسباب أجملها كالآتي:
أولا الحبيب الحوار يجلس على كرسي يشترط في الجالس عليه أن يكون منتخبا في حين أن الشخص المذكور معيّن و هذا الأمر يعرفه هو قبل كل الناس « فالحمّامية » الذين إنتخبوه لا يعدون على أصابع اليد الواحدة و كان أولى به أن يحزم حقائبه و يرحل إحتراما لنفسه و لكن هيهات أن يفعل فعل الأحرار هذا « تجمعي ».
ثانيا هذا الشخص غير كفء و منصّب بناء على الطاعة و ليس الكفاءة.لماذا نبقيه في البلدية؟ هل هو متخرج من أكسفورد أو كمبريدج؟ إنها متخرج من » كليّة « الأوناس » (الديوان الوطني للتطهير و الذي يحتاج بدوره إلى تطهير) و الدخول إلى « الأوناس » ليس سوى مكافأة تمنح لمن يظهر صنوف الولاء و الطاعة و أشهد أيها الحبيب الحوار أنك في هذا لخبير.
ثالثا قام هذا الشخص بمحاولتين يائستين بائستين للبقاء في منصبه الأولى عرقلته لوقفة إحتجاجية أمام مقر البلدية نظمتها لجنة حماية الثورة فكان أن أوعز إلى ذيوله فقامت بتحريض السلفيين بدعوى سخيفة مفادها أن الشيوعيين الملحدين سيحتلون البلدية (هذا مع العلم أن منتمين لحركة النهضة كانوا من ضمن المشاركين في الوقفة) فكان أن أجهضت هذه المحاولة بسبب طيش السلفيين و إنعدام وعيهم السياسي.
المرة الثانية كانت حينما أوعز مرة أخرى لعمال النظافة بالإعتصام أمام مقر البلدية للمطالبة ببقائه ليوحي للرأي العام بالمدينة أنه شخص مرغوب فيه. يا لسخرية الأقدار!! أولا يجب أوضح أن عمال التنظيف البلدي محدودي الثقافة و ليسوا على إطلاع بكواليس الأمور كما أن السياسة لا تبدو على جدول إهتماماتهم المتأكدة..كل ما في الأمر هو أن الحبيب الحوار صور نفسه فرحات حشاد (عذرا إلى روحك يا سي فرحات لإلصاقها بمن هم دونك شأنا و قدرا) حمام سوسة و المدافع عن الطبقة الشغيلة الكادحة (ربما قد يتفوق هنا على حمّة الهمامي) فهو الذي رسّم المتعاقدين و حسّن أجر العاملين و وفـّر ظروف عمل طيبة…طبعا هذا هراء و حديث لا يصدّقه عاقل..أين كان أعوان التنظيف البلدي قبل الآن؟ هل فكّر فيهم الحبيب الحوار قبل الثورة؟ لماذا يغازلهم الآن بالذات؟ أليس لغاية في نفس الحبيب؟ ثم هل هو حقا من رسّم و حسّن الأجور و هل خزينة الدولة بين يديه فيعطيهم من ماله و مال أبيه؟ عجيب و الله أنت يا حبيب و عجيب أكثر من يسير في ركابك.
رابعا و هذا الأهم فهذا الرجل « تجمعي » خالص و انتماءه معروف و طبعا لست أنا من تنطلي عليه الأغنية الممجوجة « الدساترة فيهم النظيف »…حمام سوسة بحاجة إلى أن تتنفس الحرية و ترى ألوانا أخرى بعد سنوات من اللون الواحد و الفكر الواحد و الرجل الواحد..إن هذا زمانك يا حمام سوسة فأنهضي..وارفعي رأسك و أنفضي عنك غبار و قمامات التجمع الذي لطّخ سمعتك و شوّه صورتك. حمام سوسة ليست مهد « التجمع الدستوري الديمقراطي » و لن تكون كذلك و إن كثرت صراصيره فيها..حمام سوسة كغيرها من مدن تونس الخضراء مدت يدها للثورة و إنخرطت فيها…رغم كثرة الخفافيش التي تدبّر في الليل و تمكر في النهار…رغم ضبابية الصورة.. فإن مدينة حمام سوسة المشهورة بالنظافة ستكنس كل من لا يدين « بدين الثورة » و كل من تجري في عروقه دماء بنفسجية…رفعت الأقلام و جفت الصحف.
بقلم: طارق عمارة
(تونس) (رويترز) – على مائدة صغيرة وفي بيت متواضع بمنطقة الذهيبة على الحدود مع ليبيا تجمع نحو عشرة اشخاص من بينهم ستة ليبيين يتقاسمون طبق من المكرونة والخبز وقليل من الغلال والمياه.
عائلة الحبيب التي استقبلت عائلة ليبية من ستة اشخاص تسعى لان توفر كل الظروف الملائمة لضيوفها الهاربين من حجيم النيران في منطقة الزنتان.
الحبيب صاحب البيت يعمل تاجرا ولا يكسب الا قليلا بعد توتر الاوضاع في ليبيا لكن قلبه ظل مفتوحا لاستضافة جيرانه الليبيين الذين طلبوا الاستغاثة.
في هذا البيت المكون من غرفتين تقتسم النسوة غرفة بينما يحتشد الرجال في غرفة ثانية.
ووصل عشرات الالاف من الليبيين الى منطقة الذهيبة عبر معبر وازن الحدودي هربا من تأزم الاوضاع الانسانية في منطقة الجبل الغربي التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي منذ اسابيع.
ويسكن منطقة الذهيبة النائية حوالي خمسة الاف شخص فقط بينما تؤوي نحو 20 الف ليبي في مخيمات ولدى العائلات في المنازل. وقالت مصادر من الصليب الاحمر التونسي ان نحو 40 الف ليبي يسكنون في مناطق اخرى من ولاية تطاوين.
وفي ظل سيطرة المعارضة الليبية المسلحة على معبر وازن الحدودي لم يعد للاجئين سوى منفذ واحد للهروب من الظروف السيئة في الزنتان ونالوت والرجبان ويفرن والقلعة.
وتعيش العديد من المدن التونسية اوضاعا اقتصادية صعبة وتعاني من بطالة كبيرة في اوساط الشبان. وهي عوامل عجلت بالاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير كانون الثاني الماضي بعد حكم دام 23 عاما.
وزاد اغلاق بعض المصانع الاوضاع الاقتصادية سوءا وارتفعت معدلات البطالة .. لكن كل هذه العوامل لم تثن التونسيين عن استقبال الوفا متزايدة مازالت تتدفق على مدن الجنوب التونسي.
وحالما يعبر اللاجئون منفذ وازن يجدون في انتظارهم متطوعين يقدمون لهم المياه والبسكويت والحليب للرضع.
ويقول ليبي اسمه ناصر يقيم مع زوجته وابنتيه لدى عائلة تونسية لرويترز « صدقوني انا متأثر جدا لهذا الموقف النبيل والتاريخي لتونس.. تصوروا يعطون حليب ابنائهم لابنتي. انه شيء مؤثر. لن ننسى هذا طيلة حياتنا. ان شاء الله يخرج الطاغية ونعود لبلادنا وسيرون كيف سنرد الجميل. »
واضافة للبيوت ينزل الاف الليبيين في مخيمات في رمادة وتطاوين والذهيبة. وفي وسط مدينة الذهيبة نجد عشرات من السكان يسألون اللاجئين ان كان لديهم مكان يذهبون اليه. وحين يقول احد الليببين انه يبحث عن اقامة يجري وراءه عدد من الاشخاص عارضين الاقامة في بيوتهم مجانا.
وقال احدهم لرويترز « رجاء لا تصورونا. نحن لا نبحث عن شهرة. نفعل هذا وقوفا لجانب اخوتنا فقط. »
كما يسكن عدد من المعارضين المسلحين لدى بعض الاهالي الذي يقدمون لهم كل ما يستطيعونه كي يلتقطوا الانفاس قبل مواصلة رحلة القتال ضد قوات القذافي في منطقة غزايا ووازن.
ويقول محمد الذي يستضيف ثلاثة من المعارضة الليبية المسلحة في بيته » ليس لدي اي حرج لاستضافتهم وذلك اقل شيء يمكن ان نقوم به. اذا تسمح لنا تونس فسنقاتل الى جانب الثوار ضد الدكتاتور. »
وفي مدينة تطاوين فتح اغلب الاهالي ابواب بيوتهم أمام اللاجئين الليبيين. وتبث الاذاعات نداءات تطالب السكان بتقديم مساعدات محددة مثل الدواء والكف عن التبرع بالاغذية في الوقت الحالي لوفرتها.
وبعد ان كانت منطقة الجنوب التونسي فقط هي التي تؤوي الاف الليبيين امتدت حركة النزوح الى أغلب مناطق البلاد حتى الساحلية منها.
وتشهد اغلب المناطق احتجاجات للمطالبة بتوفير فرص العمل. وقال احد شبان تطاوين ويعمل في منظمة خيرية لمساعدة اللاجئين « صحيح اني عاطل عن العمل وكنت من المحتجين على البطالة.. لكن الان كل شيء تغير. الاولوية الان لتقديم العون لاخوتنا. »
واضاف بينما كان ينزل مساعدات امام بيت في تطاوين « كيف يمكن ان انام مطمئنا واخوتي الليبيون حائرون كيف سيقضون ايامهم بيننا. يجب ان نوفر لهم كل ما يحتاجونه. »
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 12 ماي 2011)
ممدوح الشيخ (*)
كما هو متوقع، دخلت تونس بعد نجاح ثورتها منعطف «الإرهاب الأخلاقي»، وهو منعطف متوقَّع كنتيجة طبيعية لزوال منظومة الوصاية الشاملة التي كان يمثلها نظام بن علي، وهو ما يضع التونسيين أمام سؤال الحقيقة الأخلاقية، بين خيارَي المنع والامتناع، فعلى رغم الأهمية الكبيرة للتحولات السياسية التي تشهدها البلاد، إلا أن ما سقط في الحقيقة كان سلة من الخيارات، بينها خيار أخلاقي بدا لشرائح واسعة من التونسيين حماية ضرورية للمجتمع من التفسخ الأخلاقي، عبر المنع.
وتشهد تونس حالةَ فزع حقيقي تعكسها تقارير إخبارية عدة تتناول نتائج رفع الرقابة عن «الإنترنت»، ما سيتيح ولوجَ التونسيين المواقع الإباحية بشكل أكبر، وهناك أرقام متداولة عن ارتفاع فعلي في تصفح هذه المواقع. والنقاش الدائر يعكس حقائق عدة مهمة، أولها أن الخيار الأخلاقي السائد في الثقافة التونسية هو «المنع» لا «الامتناع»، وبالنظر إلى محتوى التحول السلوكي المقترن بزوال الوصاية الرسمية عن متصفحي الشبكة العنكبوتية (الإباحية الجنسية)، يتصور المنزعجون للوهلة الأولى أن التحول «ديني»، لكنه في الحقيقة تحول اجتماعي يجد أسبابه في فهم مغلوط لحقيقة الخيار الأخلاقي للإسلام بين الخيارين سالفَي الذكر، ذلك أن أخلاق المنع خيار اجتماعي لا صلة له بالأحكام الشرعية إلا من الناحية الشكلية.
ومن الحقائق الكاشفة في هذا السياق، أن الصين «الشيوعية» هي إحدى أكثر دول العالم نشاطاً في مواجهة المواقع الإباحية، وصولاً إلى تخصيص مكافآت مالية لمستخدمي «الانترنت» لتحفيزهم على إيجاد مواقع إباحية والإبلاغ عنها، وفي إطار القناعة بخيار «المنع»، قررت السلطات تجهيز كل الحواسيب الفردية التي تباع في الصين ببرنامج يكافح الإباحية.
فقيام الأخلاق على خيار المنع محاولة قديمة عمرها يكاد يكون من عمر ما يسمى «مشروع التجديد الإسلامي» الذي تبناه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وهدفها تقديم إسناد ديني للفكر «الجماعي» الغربي، وبخاصة فلسفة دوركهايم. وبحسب عبد الوهاب المسيري (مدخل إميل دوركهايم، في موسوعة «اليهود واليهودية والصهيونية»)، فإن دوركهايم بيَّن في كتابه عن الانتحار، أن معدله في أوروبا يزداد في الدول البروتستانتية عنه في الدول الكاثوليكية، وأن نسبة الانتحار أقل بين اليهود عنها بين الكاثوليك والبروتستانت، وأرجع هذا إلى ما يتمتع به البروتستانت من حرية البحث فضلاً عما يشيع بينهم من فردية نتيجة ضعف التضامن بين جماعاتهم. أما انخفاض معدلات الانتحار بين اليهود، فيرجع إلى شعورهم غير العادي بالتضامن الذي ولَّده بينهم ما تعرضوا له من مذلة وما تتميز به حياتهم من انعزالية.
وفي كتابه الأخير المهم «الأشكال الأساسية للحياة الدينية»، طرح دوركهايم رؤيته للدين والعلاقة بينه وبين المجتمع، وهو ينتمي لخط طويل من المثقفين الفرنسيين المؤمنين بحتمية الدين كظاهرة، فالدين ليس سمة من سمات السلوك الفردي، ولا هو اختيار شخصي، وإنما بُعد أساسي في الحياة الجماعية لا يستقيم المجتمع من دونه. وفي مقابل إيمان الرأسمالية بأن مصدر التماسك في المجتمع ومصدر حركته هو سعي كل فرد نحو مصلحته الشخصية، وأن الفرد حين يحقق مصلحته الشخصية يحقق الصالح العام بشكل تلقائي، وأن التناسق يتم من خلال الصراع بشكل آلي. وكان دوركهايم يرى أن الإنسان يمكن، في تحقيق مصالحه، أن يدمر نسيج المجتمع ذاته، وخصوصاً أن دوركهايم أكد أن الإنسان حيوان شره لا تتوقف رغباته عند حدود.
ومع التدين على طريقة دوركهايم، يصبح مفهوماً أن تكون شعوب دول عربية وإسلامية الأكثر بحثاً عن المواقع الإباحية على «الانترنت»، وأن تكون بعض المجتمعات الأكثر وروداً على قائمة جرائم الشرف هي نفسها التي تشهد أعلى نسب التحرش الجنسي في العالم!
فالعفة هنا تصبح «سمعة» سيئة أو حسنة، ولا تصبح التزاماً «جوانياً» أمام الله والنفس قبل أي اعتبار آخر. وغني عن البيان طبعاً، أن التحليل بغرض تحديد موضع الخلل لا يعني قبول ظاهرة يحرِّمها الشرع، بل يعني ضرورة التنبه إلى الفرق بين تنمية حس أخلاقي فردي يقظ وبين التنادي إلى منع لم يعد مؤهلاً لأن يعيش في عالم اليوم، لا سيما أن الشبكة هي تحقيق لرؤية غربية، فمن يصنع السياق العام العالمي بمؤهلاته التقنية والمالية هو وحده من يملك حق تحديد «الثمرة المحرمة». أما نحن، فعلينا الانتقال من «المجتمع المتماسك» إلى «الفرد الملتزم»، والفرق كبير جداً وإن بدا بسيطاً.
(*) كاتب مصري (المصدر: « الحياة » بتاريخ 11 ماي 2011)(يومية – لندن)
دكار (رويترز) – تقشعر الأبدان في الغرب من مجرد فكرة أن يضع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي يده على صواريخ أرض جو ليبية لكن تدفق الأسلحة الصغيرة من جديد وعودة مقاتلين متمرسين قد يمثلان التهديد الاقليمي الأكبر.
وحتى الآن اقتصرت تداعيات الحرب الأهلية في ليبيا على منطقة الجنوب على عودة موجات من العمال المهاجرين.
لكن الحكومات في منطقة الساحل تعتقد ان مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي استقبلوا قوافل أسلحة من بينها صواريخ من طراز (اس ايه-7) مسروقة من مخازن السلاح المهجورة الخاصة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
ويتطلب استهداف طائرات بتلك الصواريخ تدريبا وانتقال خلايا القاعدة الى مناطق قريبة من المدن ولذلك يعتقد خبراء أن من المرجح استخدام أي أسلحة ثقيلة في الدفاع في حالة تعرض الاسلاميين المتشددين لهجمات محمولة جوا.
غير أن المناطق النائية والتي تكون مضطربة عادة في دول مثل موريتانيا ومالي والنيجر حيث ينشط الاسلاميون الى جانب متمردين ومجرمين محليين ومهربين معرضة بشدة للتأثر بتداعيات الصراع في ليبيا. ويقول كويزي انينج المسؤول الكبير بمركز كوفي عنان الدولي للتدريب على حفظ السلام في غانا « الوضع في ليبيا يمثل بعض المشاكل لدول غرب افريقيا. »
وأضاف « من الطبيعي أن بعض الاسلحة قد تصل الى أيادي شريرة… لا توجد سيطرة حكومية في الاجزاء الشمالية (من منطقة الساحل على أطراف ليبيا). »
خرج تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي من عباءة الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال عام 2007 وتحت ضغط من الجيش الجزائري في الشمال كثف نشاطه في منطقة الصحراء.
ويقول محللون ان التنظيم الذي يعتقد أن عدد أعضائه لا يتجاوز بضع مئات استغل سوء التنسيق بين الحدود ليشن هجمات من وقت لاخر على جيوش محلية ويخطف مواطنين غربيين مما أدر عليه حتى الان ما بين 50 و70 مليون دولار من الفدى.
وسلطت فورة من النشاط الدبلوماسي بالمنطقة في الآونة الاخيرة الضوء على المخاوف الملحة بشأن التداعيات التي ستترتب على الوضع في ليبيا. كما زادت المخاوف من شن عمليات انتقامية بعد قتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة.
ويعتقد زعماء مالي وتشاد ان أسلحة منهوبة وصلت الى قواعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في شمال مالي وحذر الرئيس التشادي من أنها قد تصبح القوة الافضل تسلحا بالمنطقة. وتحدث مسؤول جزائري عن عدة قوافل.
ويقول اخرون انه لا يوجد ما يثبت هذا بعد غير أن قلة هي التي تعتقد أن حصول التنظيم عليها سيتطلب جهدا نظرا لارتباطه بعلاقات وثيقة بشبكات تهريب السلاح وامتلاكه المال الوفير الذي جمعه من الفدى. وقال بيتر بوكارت مدير الطواريء بمنظمة هيومان رايتس ووتش والذي قضى أسابيع يوثق ترسانات الاسلحة المنهوبة في ليبيا « هناك ما يكفي (من الاسلحة) في الانحاء بحيث سيكون من السهولة الشديدة بمكان أن يحصل عليها الحريصون على هذا. »
ووجه معظم التركيز الى صواريخ (اس ايه-7) التي تطلق من على الكتف والتي استخدمتها عناصر القاعدة في محاولة فاشلة لاسقاط طائرة اسرائيلية في كينيا عام 2002 . وقال بوكارت « هذا مبعث قلق رئيسي لان هذا أحد الاسلحة المفضلة لدى جماعات القاعدة » مشيرا الى أن المقاتلين في العراق أظهروا كيف يمكن تحويل الاسلحة المسروقة الى قنابل. ويقول خبراء ان المسؤولين يعون جيدا أن المخاوف من شن هجوم « مذهل » للثأر من قتل بن لادن حقيقية تماما لكن مدى الصواريخ من طراز (اس ايه-7) قصير وبالتالي يجب أن ينقلها المتشددون من قواعد نائية بالصحراء الى أماكن قريبة من المطارات في مدن كبرى اذا ارادوا استهداف طائرات.
وقال دبلوماسي يتابع أنشطة التنظيم « ستكون أكثر فائدة على الأرجح كأسلحة دفاعية. »
وبعد عمليات خطف معظمها انتهازية أثبتت هجمات هذا العام في نيامي ونواكشوط طموح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في استهداف العواصم. لكن نيك برات خبير مكافحة الارهاب بمركز جورج سي مارشال الاوروبي للدراسات الامنية يقول ان هذا السلاح في حد ذاته يمثل عقبة.
وأضاف برات الذي تشمل خبرته العسكرية المشاركة في جهود أمريكية سرية لتسليح المجاهدين في أفغانستان « ليس سلاحا تمسك به وتطلق النار منه… المشكلة الكبرى هي أن التدريب عليه يستغرق وقتا طويلا. » وقال ان الصواريخ « السوفيتية القديمة في منطقة الصحراء تشكل قلقا أمنيا أقل من شاحنة مليئة ببنادق الكلاشنيكوف. »
وربما لا تتدفق الاسلحة فقط الى الجنوب.
وانتشرت تقارير على نطاق واسع بأن القذافي يجند مقاتلين خاصة من بدو الطوارق لتعزيز قواته. ويقول مسؤولون إن بعض هؤلاء المجندين الجدد فضلا عن مقاتلين من المنطقة يعملون في صفوف القوات الموالية له منذ فترة طويلة سيعودون الى ديارهم ذات يوم.
وكانت عودة مقاتلين لهم خبرة الى أجزاء مهمشة من مالي والنيجر من العوامل التي ساعدت على قيام حركات تمرد في التسعينات. ومازالت حكومتا مالي والنيجر تسعيان جاهدتين لمداواة الجراح بعد أحدث انتفاضات عامي 2007 و2009 .
وقال اندريه لوساج خبير الشؤون الافريقية بجامعة الدفاع القومي بالولايات المتحدة « هناك نمط تاريخي لا نريد تكراره. » ويعتبر شمال مالي في ظل الفقر المدقع والعزلة اللتين يتسم بهما معرضا لهذا الخطر بدرجة كبيرة. وحوله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الى قاعدة خلفية واندمج مع القبائل المحلية من خلال الزيجات وسعى الى دق اسفين بين الحكومة والسكان المحليين.
وتنتشر شبكات التهريب المربحة أيضا في هذه المنطقة القاحلة مما يقوض القانون والنظام ويذكي الفساد.
وفي الأسبوع الماضي حاول رئيس مالي أمادو توماني توري الحصول على دعم شيوخ القبائل وحذرهم من مخاطر تدفق الأسلحة والمخاوف من أن يجند تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مقاتلين جددا. ويقول لوساج « يجب أن يكون شيوخ القبائل على وفاق مع الحكومات الوطنية حتى لا يتوفر الدعم الشعبي لأي حركة… حتى لا تكتسب شعبية. »
تتواصل المظاهرات في المغرب لتحقيق مطالب حركة 20 فبراير وعلى رأسها إقامة نظام ملكي برلماني، بالموازاة مع النقاش الذي ترعاه اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور حول الموضوع. فهل ستحقق اللجنة ما يطمح إليه شباب 20 فبراير؟
إسماعيل بلا وعلي – الرباط
يواصل آلاف المواطنين المغاربة الخروج بشكل منتظم إلى شوارع مدن مغربية عديدة، للتظاهر رافعين مطالب حركة 20 فبراير/شباط، وعلى رأسها رفض اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور والتأكيد على مطلب الملكية البرلمانية. انفتاح اللجنة الاستشارية على كل الأحزاب المغربية والمركزيات النقابية وهيئات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية بمن فيهم بعض المنتسبين لحركة 20 فبراير، لم يمنع المغاربة من الاستمرار في المطالبة بدستور قائم على قواعد الملكية البرلمانية.
وقد أرخى تفجير مقهى في مدينة مراكش يوم 28 أبريل/نيسان بظلاله على النقاشات في صفحات المواقع الالكترونية الاجتماعية، البعض عبَّر صراحة عن شكوكه في كون العمل مدبر من قبل جهات مناوئة للإصلاح، والبعض رفع شعار « يا مغربي يا مغربية الإرهاب عليك وعليَّ مسرحية » في مسيرة 8 مايو بمراكش المنددة بالإرهاب، غير أن كل الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية ومسؤولين رسميين مغاربة أكدوا على ضرورة استمرار الإصلاحات وعدم التراجع عنها مهما كانت الجهة التي تقف وراء تدبير الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة 17 ضحية بينهم مغاربة وأجانب.
الفصل 19 المثير للجدل
حين أعلن الملك محمد السادس في خطابه ليوم 9 مارس/آذار الماضي عن تعيين لجنة استشارية لمراجعة الدستور، أكد على مسألة »إمارة المؤمنين »المنصوص عليها في الدستور الحالي، « كثابت من ثوابت الأمة » وتحدث عن توسيع صلاحيات الوزير الأول ك « رئيس سلطة تنفيذية » وليس « السلطة التنفيذية ». وبالمقابل لم يتطرق الخطاب الملكي إلى الفصل 19 من الدستور ومجلس الوزراء مكتفيا بالإشارة إلى « دسترة(النص في الدستور) مجلس الحكومة ».
البعض اعتبر هذه الإشارات « غموضا » و »التباسا » لا يبشر بدستور يقر بنظام الملكية البرلمانية كما هو متعارف عليه في الملكيات الأوروبية، لكنها بأية حال قد وضعت الفصل 19 من الدستور المغربي في قلب النقاش العام في البلاد وفي مسيرات حركة 20 فبراير.
وينص الفصل 19 على أن الملك « أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي حمى الدين والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات وهو الضامن لاستقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقَّة »، دون أن يمنحه أية صلاحيات تشريعية أوتنفيذية. غير أن تأويل هذا الفصل يجعله سندا دستوريا يخول الملك إصدار القوانين والقرارات في أية لحظة وفي كل المجالات دون الرجوع للبرلمان والحكومة.
وفي حوار مع دويتشه فيله، يقول محمد الساسي، الأستاذ الباحث بكلية الحقوق في الرباط، وعضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد المعارض، « الخطاب الملكي تحدث عن صلاحيات المؤسسات الأخرى ولم يتحدث عن صلاحيات المؤسسة الملكية وماذا ستكون وظيفتها في المرحلة المقبلة ». وفي تعقيبه على الآراء القائلة بأن مصير المؤسسة الملكية سيتحدد بناء على ما ستؤول إليه المؤسسات الأخرى، يعتقد الساسي أن هذا الطرح « ليس صحيحا لأن التأويل الذي يعطى للفصل 19 يجعل المؤسسة الملكية المصدر الأساسي للقرار ويمكنها أن تسترجع من خلاله سلطة القرار حتى لو كانت في يد مؤسسات أخرى »، ويستنتج الساسي من ذلك أن »توسيع صلاحيات المؤسسات الأخرى لا يحل المشكل ».
وكان الساسي من ضمن مجموعة من الشخصيات الفكرية والسياسية والحقوقية أصدرت بيانا بعنوان « التغيير الذي نريد »، يؤكد على ضرورة « إلغاء الفصل 19 من الدستور الحالي في مضامينه التي مثلت أساسا للمس بسيادة الشعب وباختصاصات السلطتين التشريعية والتنفيذية ».
تقاسم السلطة
وإلى جانب الفصل 19 يطرح ترؤس الملك للمجلس الوزاري مشكلا آخر في توازن السلطة التنفيذية بين الحكومة المنتخبة والملك. مقترحات الأحزاب السياسية المغربية لتجاوز هذا الإشكال جاءت متنوعة ومختلفة. أحزاب الاتحاد الاشتراكي (يسار وسط) والاستقلال (يمين) والعدالة والتنمية (إسلامي) التقت حول فكرة عبرت عنها بصيغ مختلفة، تقوم على تقاسم السلطة التنفيذية بين الملك ورئيس الحكومة المعين من الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية.
إضافة إلى احتفاظ الملك بسلطة القرار في المجال الديني وسلطة التوجيه في مجالي السياسة الخارجية والدفاع الوطني، مع تمكين البرلمان والحكومة من التشريع والقرار في كل القطاعات والمجالات الأخرى. اجتهادات هذه الأحزاب الثلاثة تلتقي في نقطة أخرى، وإن بصيغ مختلفة، حول تعيين الملك لكبار المسؤولين في الوظائف العمومية والولاة(المحافظون) والسفراء بـ »اقتراح من رئيس الحكومة » وداخل المجلس الوزاري. وفي حواره مع دويتشه فيله يضع محمد الساسي الأحزاب التي تقترح تقاسم السلطة بين المؤسسات المنتخبة والملك ضمن المجموعة التي « تقول إنها تختار الملكية البرلمانية كأفق وليس الآن. تعتبر أننا بحاجة إلى مرحلة انتقالية يكون فيها نوع من الشراكة، علما أننا ننتظر منذ نصف قرن الموعد الذي يمكن أن نعيش فيه الملكية البرلمانية الفعلية ». وإلى جانب هذه الأحزاب، يميز الساسي مجموعة أخرى تقول بالملكية البرلمانية « هنا والآن »، فهو يرى أن هذه المجموعة قد تعززت اليوم وجزء مهم من شباب 20 فبراير يسيرون في اتجاهها، كما يقول: « إنها تطرح المعنى الحقيقي للملكية البرلمانية أي تمتيع الشعب بحقه في تقرير مصيره والاحتفاظ للمؤسسة الملكية بأدوار رمزية تعبر عن الاستمرارية التاريخية للأمة ».
اختبار لإرادة الملك في الإصلاح
ومن جهته يحذر محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى أن مراجعة الدستور في المغرب تتم بشكل « توافقي خلافا للوضع في تونس ومصر الذين عاشا ثورتين أسقطتا النظام ». وفي حواره مع دويتشه فيله، يرى ضريف أن النظام في المغرب يتجه نحو اعتماد « ملكية متوازنة تكون قائمة على نوع من التوزان بين اختصاصات المؤسسات الدستورية، وليس ملكية برلمانية »، وأضاف »طبعا هناك سلطة تنفيذية فعلية للوزيرالأول وسلطة تشريعية للبرلمان، ولكن هناك صلاحيات فعلية للملك وليست شكلية كما هو الحال في اسبانيا أو الدول الاسكندنافية ».
محمد الطوزي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ايكس اون بروفانس » الفرنسية، وعضو اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، فسر هذا التوجه نحو ملكية متوازنة وغير برلمانية بـ »افتقاد المغرب في الوقت الراهن لطبقة سياسية في المستوى المطلوب، وذات مصداقية، تتحلى بالنضج وتشعر المواطنين بالثقة »، هذا التصريح أدلى به الطوزي في حوار صحافي قبل تعيينه عضوا باللجنة أثار جملة من ردود الفعل الغاضبة. أما محمد الساسي فيحذر من غياب الارادة السياسية لدى المؤسسة الملكية في التوجه نحو إقامة ملكية برلمانية، مستندا في ذلك إلى بيان صادر عن المجلس العلمي الأعلى (يضم فقهاء دين ويرأسه الملك)، « ينزع المشروعية الدينية عن أي نقاش يستهدف إمارة المؤمنين وما توفره للملك من سلطات ». الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اعتبرت هذا البيان « دفاعا عن الاستبداد ».
(المصدر: موقع دويتشه فيله (ألمانيا) بتاريخ 11 ماي 2011)
برهان غليون يثير التدهور المضطرد في الأوضاع، والتفاقم المتزايد في الأزمة السورية، تساؤلات كثيرة لدى الرأي العام السوري عموما حول حقيقة نوايا النظام الحاكم تجاه مسألة الإصلاح، وموقف الدول العربية والمنظومة الدولية منها، وحول ما حققته الحركة الاحتجاجية السورية حتى الآن، وما يمكن أن تحققه في المستقبل.
ويدور التساؤل أيضا حول الإستراتيجيات الأمثل التي ينبغي تطويرها للرد على التحديات الكبيرة والمتعددة التي تواجهها، سواء ما تعلق منها بتصميم السلطات السورية على استخدام القوة بكل أشكالها لوضع حد للمسيرات السلمية، مهما كلف تحقيق هذا الهدف من ضحايا، أو بمخاطر الانزلاق نحو العنف أو الفتن الطائفية التي تقود إليها المواجهة العسكرية التي تفرضها السلطة على المحتجين، أو بالموقف المتردد الذي تقفه الدول الكبرى والدول العربية تجاه مطامح الشعب السوري للوصول إلى الديمقراطية كغيره من الشعوب العربية، سواء أكان ذلك ثمرة الخوف من الفوضى أو عدم الثقة بالمستقبل، أو الحفاظ على مصالح حيوية يمكن ضمانها مع النظام الراهن، بصرف النظر عن سلوكه، أكثر منه مع نظام جديد يلعب فيه الرأي العام السوري دورا أكبر في صياغة الخيارات الإستراتيجية. تبين المظاهر الضخمة لمواجهة حركة الاحتجاج، التي وضعتها السلطة السورية في إطار الحرب على الإرهاب والتخريب، والتي تشمل تحريك أرتال عسكرية كاملة، ومحاصرة مدن، وقتل مئات الأفراد، واعتقال الآلاف، بالإضافة إلى إصرار المسؤولين السوريين على فكرة المؤامرة السلفية، والتي يهدفون من خلالها إلى منع المسيرات السلمية, أن النظام لم يقتنع بعد بضرورة وحتمية تطبيق برنامج جدي للإصلاح، ينقل البلاد من نظام الحزب الواحد إلى نظام ديمقراطي تعددي يضمن الحقوق الأساسية للشعب، وفي مقدمها الحريات الأساسية وحق الجميع في المشاركة على قدم المساواة في القرارات السياسية عن طريق ممثلين منتخبين على أساس الشرعية الدستورية.
وهو لا يزال مصمما كما هو واضح على أن يتجنب التنازلات، بل هو يرفض حتى مبدأ التنازل للشعب، ويعتبر أن القبول بهذا المفهوم يعني إضعاف النظام، وهو يسعى بجميع الوسائل كي يظهر حتى التنازلات على أنها ليست تنازلات للشعب وإنما هي أعطيات ومنح من الرئيس المدرك لضرورات الإصلاح.
الهدف دائما هو حذف الشعب اسما وهيئة سياسية وحضورا ماديا في الشوارع والساحات، من الصورة تماما، واستبداله بوجهاء وزعماء أحياء ومشايخ أو فقهاء، يمثل كل واحد منهم طائفة من الناس أو فئة أو منطقة من المناطق، يمكن التفاوض معهم، أو بالأحرى التفاهم على بعض المنح والامتيازات والمكارم التي تعزز موقعهم في طائفتهم أو عشيرتهم أو ناحيتهم أو قومهم، لكن تحرم الشعب كهيئة سياسية بشكل أكبر من وجوده وحضوره ودوره في المشاركة في السلطة، أي من حقوقه الأساسية موضوع الصراع، وتترك الحكم وأمور السياسة أو تضعها بشكل مطلق وكامل في عهدة رجل واحد هو الرئيس، السيد الوحيد، والحر الوحيد والمتكلم الوحيد والمقدس الوحيد، الآمر والناهي، الآخذ والواهب، الأول والآخر في البلاد والمجتمع.
من هنا لا يمكن القبول بمعادلة جديدة يكون للشعب فيها موقع هو موقع الشريك أو المحاسب أو المسائل في مواجهة السلطة والحكومة، فما بالك بأن يكون، كما تقضي الشرعية الدستورية، السيد الوحيد والمطلق في البلاد، هو الذي يقرر عن طريق الانتخابات من يمثله، ويعامل ممثليه كخدام له، يرعون شؤونه ويسهرون على راحته، ويقدمون الحساب له عن أعمالهم، وهو الذي يقرر في الانتخابات الدورية استحقاقهم في العودة إلى مناصب المسؤولية أم لا.
الصراع كما هو واضح هنا يدور حول من هو صاحب السيادة في البلاد، هل هو من يملك القوة العسكرية التي ضمن النفوذ إليها بوسائل غير شرعية أم هو الشعب الذي يستند إلى حقه السياسي الطبيعي، ويطمح إلى أن يكون صاحب الكلمة الأولى في كل ما يتعلق بإدارة شؤون وطنه، بما في ذلك إشرافه على هذه القوة نفسها التي تحولت إلى قوة تسلط وقهر له بعد أن تمت مصادرة إرادتها من قبل فئة خاصة جعلت منها وسيلة لتخليد سيطرتها عليه وسلب الشعب حقوقه وحرياته.
يقول أنصار النظام أعطونا الوقت أعطونا فرصة، توقفوا عن المسيرات السلمية؟
لماذا يريد النظام وقف المسيرات بأي ثمن؟ لو كانت هناك نية حقيقية في الإصلاح ما كان هناك أي معنى لإصرار النظام على وقف المسيرات السلمية. بالعكس، المطالبة بإيقافها والحديث عن ضرورة إعطاء فرصة للنظام حتى يظهر صدقه في الإصلاح هو الذي يثير الشك ويبرر انعدام الثقة.
فهو الذي يملك كل الوقت. ويستطيع أن يتصرف فيه كما يشاء. من الذي يسرقه منه؟ بالمقابل المحتجون هم وحدهم الذي يقتلهم البطء وغياب الوقت. فحركتهم تكلفهم غاليا في الأرواح وفي الموارد أيضا. بينما لا يكلف الانخراط في عملية الإصلاح شيئا للنظام سوى التعبير عن التزامه بالفعل ببرنامج إصلاحي.
فبإمكان النظام الذي يملك القرار والوقت والموارد معا، من دون انتظار، الشروع في الإصلاحات التي يقول إنه سيطبقها، ويترك الناس المشككين يتظاهرون بطريقة سلمية، حتى يكتشفوا بالملموس أن نوايا النظام الإصلاحية حقيقية. ولو فعل ذلك لوفرنا على شعبنا مئات الضحايا وحفظنا مجتمعنا من مخاطر الانزلاق والفتنة والخوف وذاكرة المأساة التي نغذيها كل يوم بصور أبشع لا بد أن تعود يوما إلى مقدمة وعينا. السلطة الآن في حرب معلنة على القوى الاحتجاجية منذ شهرين كاملين، والاقتصاد يتضرر والناس الفقراء يزدادون فقرا ومعاناة، والطوائف والجماعات تزداد شكوك بعضها بنوايا البعض الآخر، والعالم بدأ يفقد الثقة ببلادنا وينظر إلى حكومتنا نظرة لا يمكن أن تكون إيجابية عندما تكون أخبارنا اليومية خلال أشهر إحصاء عدد القتلى والجرحى والمعتقلين. والمشاكل التي دفعت إلى الاحتجاج أصبحت أصعب حلا بكثير مما لو بدأنا بمواجهتها في إطار سلمي ومن دون الدخول في هذه المواجهات المؤلمة والمأساوية.
ماذا لو أن النظام استغل هذين الشهرين لتطبيق برنامج الإصلاح الذي يقول إنه مؤمن به، وترك الناس يعبرون عن أنفسهم كما حصل في تونس ومصر بدل أن يزج بالبلاد في حرب لا أحد يعرف مخرجها ومآلها، وتوسيع دائرة المناطق المنكوبة التي تحول شعبها إلى لاجئ في وطنه، ولا يعرف كيف يؤمن حياة أبنائه؟
ألم يكن هذا حلا أفضل وأكثر اتساقا مع خطاب الوطنية وتفاهم الشعب والحكم وتعاونهما؟
لماذا يصر النظام، مهما كان الثمن، حتى لو كان اختلاق إمارة إسلامية وشن الحرب عليها، على ربط تطبيق برنامج الإصلاح بوقف المسيرات السلمية، بينما مبعث الاحتجاج لم يكن إلا إلغاء التهميش التاريخي للشعب وطموح أبنائه، بعد إنكار طويل، إلى أن يكونوا شركاء في الوطن وفي القرار، وأن يمتلك كل واحد منهم الحق نفسه في العدالة والمساواة والتعبير عن رأيه والمساهمة في تقرير سياسة بلده، مما يشكل المضمون الرئيسي للمواطنة وللحريات السياسية؟
لا يمكن لسياسة القضاء بأي ثمن على المسيرات الشعبية، وهو ما طالب به وزير الداخلية وأعلنه وزير الخارجية أيضا منذ إلغاء قانون الطوارئ قبل أكثر من شهر عندما قالا: الآن وقد تحقق الإصلاح على الناس أن تكف عن التظاهر، أقول لا يمكن لهذه السياسة إلا أن تثير التساؤل في نظر أي مراقب محايد للأوضاع.
فهي تعني أن الهدف الرئيسي للنظام ليس الإصلاح وإنما القضاء بأي ثمن على حركة الاحتجاج. فهو بذلك يضمن أن لا يضطر إلى القيام بإصلاح جدي يحقق مطالب الشعب، وفي مقدمتها الاعتراف بحقوقه ومشاركته في القرار، وأن يظل هو وحده الذي يقرر نوعية الإصلاح وأسلوبه ورزنامته.
وهذا يعني أن يضمن أيضا أن يكون الإصلاح من النوع الذي يوافق مصالحه كنظام، وأن يحافظ على استفراده بالقرار والسلطة غدا كما كان الوضع في الماضي. وخلاصة ذلك أنه لا يزال يرفض الاعتراف بالشعب كطرف في معادلة السلطة القادمة، وبشرعية مطالبه ومشاركته في تقرير ممثليه واختيار قادته، وهذا ما يفسر أيضا الأوصاف السلبية والمهينة أحيانا التي يستخدمها مناصرو النظام وأجهزة إعلامه لوصف الشعب والمحتجين.
فهم حثالة لا تفهم معنى الكرامة والحرية، وهم مجموعة من الصراصير التي ينبغي القضاء عليها، وجماعات سلفية مغلقة وغبية لا يمكن أن تشارك في قرار هو من اختصاص النخبة التي يمثلها في نظرهم أصحاب النظام.
وهذا هو الذي يفسر العنف الذي يواجه به النظام حركة الاحتجاج الشعبي والمؤامرات التي يخترعها والأفلام التي يركبها عنها، ويدفع وسائل إعلامه إلى التهويش بها، مع الاستهتار بأي إطار قانوني أو خطاب سياسي أو تحقيق جنائي.
وهذا هو المعنى الوحيد للحرب التي أعلنها النظام باسم الحرب على الإرهاب والتخريب، على الشعب وحركة الاحتجاج التي تمثل أغلبيته، والتي لا تختلف كثيرا عن الحرب التي أعلنتها الإدارة الجمهورية في بداية العقد الأول من هذا القرن على الشعب العربي، تحت الذرائع نفسها وبالاسم ذاته.
يفكر النظام، وهو على حق في ذلك، بأن أي تنازلات يقدمها، مع حضور الشعب والاعتراف بوجوده، أي مع استمرار حركة الاحتجاج، سوف تدفع إلى المزيد من التنازلات، ويمكن أن تقوده في النهاية إلى وضع يصبح لا مهرب منه من تغيير النظام، أي من الاعتراف بحق الشعب في أن يختار ممثليه ويسترد حرياته الضائعة وسيادته.
من هنا، حتى يخرج من الأزمة بأقل الخسائر، وربما يحفظ أيضا جوهر نظامه القائم على تهميش الشعب وإقصائه، لا بد من كسر شوكة الانتفاضة وزعزعة إيمان الشعب بمقدراته وضرب تصميمه. فإذا نجح في ذلك، يستطيع غدا أن يصوت في البرلمان نفسه، وهو مجموعة من الدمى التي تقوم بتبجيل الرئيس وتنظيم طقوس عبادته، على حزمة من الإصلاحات الشكلية، ويقول ها نحن استجبنا للشعب. لكن غياب الشعب، واستعمار المؤسسات، وتسلط الأجهزة الأمنية وسيطرتها الكاملة على السلطة، سوف تفرغ أي قانون أو مرسوم، مهما كان، من أي مضمون.
يراهن النظام السوري بالتأكيد على الموقف العربي والدولي الذي لا يزال متخبطا ومشوشا حتى اليوم. وهو ما يتنافى مع ما حصل في بلدان عربية أخرى، والذي وقفت فيه الأطراف الدولية بشكل أوضح مع الحركة الشعبية في مواجهة إصرار الحاكمين على التمسك بالسلطة.
ولتخبط الموقف الدولي تجاه قضية الشعب السوري أسباب عديدة، يرتبط بعضها بالاتفاقات والتسويات الضمنية أو الرسمية التي تجمع بعض الأطراف مع النظام، وبعضها الآخر بالخوف من التورط في ملف جديد من ملفات الشرق الأوسط الصعبة، والعمل في مناطق صعبة ومليئة بالفخاخ.
ولذلك بعد بيانات الضغط القوية التي صدرت عن العديد من العواصم الغربية، عاد الجمود من جديد ليحتل الساحة الدبلوماسية، بل ربما حصل تراجع في الموقف الأميركي لصالح النظام بعد أن أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن اعتقادها بأن الرئيس بشار الأسد لا يزال رجل إصلاح.
وفي اعتقادي أن السبب الرئيسي لهذا التراجع هو الفراغ السياسي الذي يخيم على جو الانتفاضة، وشك الأطراف الدولية بقدرة قوى المعارضة على الخروج من انقسامها وعطالتها وتشكيل بديل مقنع وذي صدقية للنظام الذي يعتقد الجميع بأنه دخل في مأزق قاتل لن يستطيع أن يخرج منه، وأن من غير الممكن للعنف المفرط الذي يستخدمه ضد مواطنيه أن يسمح له باستعادة ثقة الشعب به.
لكن مهما كان الموقف الدولي فهو ليس العامل الرئيسي الذي يحدد مصير التحول السوري. فكما كان عليه الحال في تونس ومصر والبلاد العربية الأخرى، يتوقف المستقبل، بما في ذلك تغير الموقف الدولي لصالح التغيير، على الديناميكية الداخلية التي تعبر عنها الانتفاضة، وعلى تصميم الشعب السوري وقدرته على التضحية من أجل الظفر بمطالبه.
وقد أظهر حتى الآن روحا بطولية لم يحصل أن وجدت في أي من الانتفاضات العربية السابقة، ولا يزال مصرا على الانتصار. بل لقد زاده عنف السلطة اقتناعا بحتمية التغيير وضرورته، حفظا لكرامة أبنائه الذين يهانون كل يوم ويستهزأ بمصالحهم وعقولهم، وصونا لمستقبل شبابه، وتأكيدا لحقه في أن يكون سيد وطنه وشؤونه.
وهو يدرك أن الوقوف الآن في منتصف الطريق لا يقدم له شيئا ولكنه يذهب بتضحياته أدراج الرياح، ويقدم نصرا لنظام ظالم وقاس لن يتردد في الاستفادة منه لتوسيع دائرة البطش والتنكيل بالشعب، وقطع الطريق على أي أمل في التغيير لمستقبل بعيد.
وبعكس ما يبشر به بعض البسطاء والسذج، لم يتعلم النظام من الثورة التي قامت ضده درسا إيجابيا يدفعه إلى القيام بإصلاحات أكثر في المستقبل، ولكنه ولد من رحمه، في شهري مواجهته الماضيين للشعب الأعزل، نظاما فاشيا جديدا، لن يتردد في قتل الأفراد واغتيالهم وقهر إرادة الجمهور بأقسى وسائل العنف، كما يفعل الآن تماما.
لقد أصبح القتل أسهل عليه من الكلام، كما هو واضح، ولديه من وسائل القتل الكثير. سيمكنه هذا الاستخدام المكثف للعنف من أن يركب على ظهر الشعب ويهينه ويسومه من العذاب ما لم يحلم في عمله من قبل. سيكون بامتياز نظام العنف والعقاب الجماعي، والتنكيل بالمثقفين والسياسيين، تماما كما يحصل اليوم من قتل بالجملة، واتهامات بالجملة، واعتقالات بالجملة، وعقوبات جماعية للمدن والأحياء. وسوف تتحول الجمهورية الملكية التي صار إليها النظام إلى إقطاعه يملك فيها السيد الإقطاعي، سيد الوطن، الأرض ويحول جميع من يعمل ويعيش فيها إلى أقنان تابعين ومأمورين. بالمقابل، يعني خيار الاستمرار في الثورة أن الشعب سيعاني كثيرا أيضا، ولن يتوقف دم الضحايا الأبرياء عن النزيف. لكن ليس أمام الشعب السوري خيار آخر سوى الاستسلام وتحمل آلة القتل والقمع لسنوات طويلة قادمة، أو العض على جرحه والتصميم على المقاومة حتى النصر على الطغيان.
وبهذا الإصرار سوف يغير موقف الدول العربية والأطراف الدولية التي استسهلت التضحية بحقوقه اليوم، وهي تزداد إعجابا وتقديرا لبطولة أبنائه يوما عن يوم. لكن، بصرف النظر عن المواقف العربية والدولية، وسلوكيات النظام المشينة تجاه شعبه، حققت حركة الاحتجاج السورية مكاسب هائلة بالمقارنة مع ما كانت عليه الأوضاع قبل شهرين. وليس كسر حاجز الخوف هو الوحيد الذي يتصدر هذه المكاسب ولكن، أكثر من ذلك، تأكيد وجود الشعب نفسه من خلال حركة الاحتجاج بوصفه فاعلا سياسيا، ودخول مئات ألوف وربما ملايين السوريين الذين كانوا قد استقالوا من السياسة واستسلموا للأمر الواقع إلى المعترك السياسي، وانخراطهم في نشاطات معارضة شتى لا تقتصر على المشاركة في المسيرات.
فالناس المتعاطفون مع حركة الاحتجاج أكثر بكثير من المساهمين فيها، وهم لا يكفون عن إعلان تأييدهم وتمسكهم بمشروع التغيير وإحلال نظام ديمقراطي محل نظام احتكار السلطة السابق. بل ربما أمكن القول إن فكرة حتمية التحول نحو نظام ديمقراطي قد ولدت في حركة الاحتجاج هذه ولم يكن هناك كثير من السوريين يعتقدون أن ذلك ممكنا أو متصورا في الأمد القريب. اليوم يعرف السوريون جميعا، بمن فيهم فئات واسعة داخل دائرة مؤيدي النظام، حقيقة النظام السياسي الذي يعيشون في ظله ومخاطره على حياة الأفراد ووحدة البلاد واستقرارها. وقد خبروا تفكير قادته والدرجة المتدنية لإدراكهم لمضمون مسؤولياتهم، وحرصهم على حياة مواطنيهم ومصالحهم، من خلال الرصاص الحي الذي لا تزال القوى التابعة للنظام تطلقه على السكان العزل والأبرياء منذ شهرين كاملين، وكل يوم من دون توقف. هكذا بعد القطيعة مع الخوف نشهد اليوم قطيعة متزايدة لمختلف فئات الشعب والرأي العام مع النظام، وتقيؤه من قبل قسم كبير من أنصاره ومؤيديه السابقين. كان النظام قبل شهرين يحظى بألف بالمائة من السلطة، ويحتكر القرار المطلق في كل الشؤون المدنية والسياسية، من حق التعبير عن الرأي إلى حق التنظيم إلى حق السير في مسيرات والتظاهر ورواية الأحداث والتاريخ عبر الإعلام.
واليوم فقد النظام على الأقل نصف هذه السلطة، وفرض الشعب مشاركته، رغم الاستخدام المكثف للعنف، في الكلام والتعبير والتنظيم والتظاهر والإعلام ورواية الأحداث. بل فرض على الرأي العام العالمي نفسه التطلع بإعجاب لملحمة الحرية التي يكتبها الشعب السوري بدماء أبنائه البررة.
ولن يمكن للنظام الذي اضطر إلى يفقد نصف وزنه حتى الآن، وأصبح يسير على قدم واحدة، هي الآلة القمعية، أن يستمر طويلا في مواجهة المصير المحتوم. ولن تكف كفة المعارضة الشعبية عن النمو على حساب كفة النظام الذي يخسر كل يوم فئات جديدة من أنصاره السابقين بسبب ما يستخدمه من وسائل لا قانونية ولا شرعية ولا أخلاقية في مواجهة حركة الاحتجاج الشعبية السلمية والتي اعترف هو نفسه في البداية بطابع مطالبها الشرعي قبل أن ينقض عليها باسم مكافحة الإرهاب وقطع الطريق على إقامة الإمارات الإسلامية التي هي من صنع خياله وأجهزته الضعيفة وغير المهنية.
ليست حركة الاحتجاج الشعبية هي التي تواجه اليوم أزمة إذن، وإنما من يواجه الأزمة ويدخل في « الحيط » هو النظام. فقد دفعته معركته الخاسرة ضد شعبه إلى أن يتجرد من جميع أقنعته السياسية والقانونية والأخلاقية، وأن يلبس لبوس مليشيات القرون الوسطى ويحارب بسيوفها العارية إلا من البحث عن الربح والغنيمة.
وبمقدار ما طلق السياسة وامتشق سلاح العنف، فقد أي أمل في أن يستعيد مكانته كنظام سياسي. ومن غير الممكن أن يربح ثقة شعبه بممارسة المزيد من القتل والكذب والخداع. لذلك لن يطول الوقت قبل أن يكتشف النظام أن الحل الأمني غير قادر على حسم المعركة، وأنه لا مهرب له من الانفتاح والجلوس مع ممثلي الاحتجاج على طاولة المفاوضات. وحينئذ لن يكون من الممكن الاستمرار في القتل وحصار المدن وتجويع السكان. ولن تكون الأطراف الدولية محايدة في دعم قضية التغيير والإصلاح.
من هنا إن الرد على تصعيد النظام للعنف لا يكون أولا إلا بمواصلة مسيرات الاحتجاج حتى يفقد النظام إيمانه بإمكانية القضاء على الاحتجاج بالعنف، مع ضرورة إعادة تنظيمه لتجنب أكثر ما يمكن من الخسائر في الأرواح، وثانيا بالعمل على طمأنة قطاعات الرأي العام السوري التي لا تزال خائفة من الانخراط في المسيرات الشعبية، على الرغم من إيمانها بضرورة التغيير ورفضها سياسات النظام الراهنة وإستراتيجياته الأمنية اللاإنسانية.
ولن يمكن تحقيق هذين الهدفين من دون سد الثغرة التي لا تزال تشجع النظام على الابتزاز بالعنف والاستفادة من سلاح الإرهاب، وتثير القلق عند قطاعات الرأي العام السوري الواسعة، ولا تساهم في طمأنة الرأي العام الدولي على مستقبل الاستقرار والسلام الأهلي في سوريا.
وهذه الثغرة ليست شيئا آخر سوى غياب هيئة سياسية قوية تعكس مطالب الحركة الاحتجاجية وتبلورها وتتمتع بما ينبغي من الصدق لدى الشعب ولدى الرأي العام الدولي. وهذا ما يستدعي العمل على لم شمل المعارضة السورية، من حركات احتجاجية شبابية ومستقلين وأعضاء في أحزاب، في إطار مبادرة واحدة تعبر عن وحدة الشعب ووحدة المطالب الديمقراطية معا.
فغياب الغطاء السياسي لحركة الاحتجاج يزيد من تغول السلطة ويشجعها على المضي في القتل أملا بإخماد روح المقاومة قبل أن يتكون لها رأس سياسي ومرجعية تتماسك من خلالها. كما أن الرأي العام الدولي يتردد في الضغط على النظام أكثر طالما لم يجد هناك مسؤولين سياسيين واضحين وراء حركة الاحتجاج يخاف من انتقاداتهم أو يؤمن بأن هناك محاورا سياسيا ذا صدقية وتمثيلية يمكن له أن يقف سياسيا في مواجهة النظام. بتحقيق ذلك لن يبقى أمام النظام خيار آخر سوى أن يلقي سلاح العنف، ويقبل بفتح مفاوضات جدية لن تكون ممكنة إلا إذا كان هدفها الواضح منذ البداية الخروج من صيغة النظام القائمة على الاحتكار والفساد وبطش الأجهزة الأمنية، والانتقال نحو نظام ديمقراطي تعددي يضمن لجميع أبناء سوريا حقوقهم ويؤمنهم على حرياتهم ومستقبل أبنائهم.
ولن يكون الحوار عندئذ على أجندة السلطة الرامية إلى تعزيز النظام القائم، وإنما سيتمحور حول الاتفاق على آليات الانتقال ورزنامته وعلى القرارات والإصلاحات المؤدية لذلك. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 12 ماي 2010)
2011-05-12 القاهرة ـ (يو بي اي) أعلن جهاز الكسب غير المشروع، التابع لوزارة العدل المصري أن فريقا من محققي الجهاز قد انتقل الخميس إلى مدينة شرم الشيخ لإجراء تحقيقات موسعة مع الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك وزوجته سوزان صالح ثابت. وقال رئيس الجهاز المستشار عاصم الجوهري، في بيان، ان التحقيقات مع مبارك وزوجته تتم في شأن الاتهامات المنسوبة إليهما بتضخم ثرواتهما بطريقة غير مشروعة. وذكر الجوهري ان مبارك وزوجته يواجهان تهمة استغلال النفوذ الرئاسي في تحقيق ثروات طائلة لا تتناسب مع مصادر الدخل المقررة قانونا لهما. وقال الجوهري إن فريق المحققين بدأ أولى جلسات التحقيق مع مبارك وزوجته مساء الخميس، مشيرا إلى أن الجهاز سوف يصدر بيانا فور انتهاء التحقيقات معهما يعلن فيه ما انتهت إليه جلسة التحقيق . وقالت مصادر قضائية انه ستتم مواجهة مبارك بتحريات هيئة الرقابة الإدارية التي أفادت بـ »امتلاكه عدداً من القصور والفيلات والأرصدة في البنوك داخل مصر ». كانت التحقيقات أكدت أن مبارك هو الذي يتعامل على حساب مكتبة الإسكندرية، البالغ قيمته 147 مليون دولار، سحبا وإيداعا، ما دفع الجهاز لإصدار قرار بمنعه من التصرف في هذا الحساب، وهو ما أيدته محكمة الجنايات. وسيواجه مبارك أيضًا، بحسب المصادر، بتحريات مباحث الأموال العامة، التي أفادت بامتلاكه مساحات شاسعة من الأراضي في القاهرة والمحافظات. وتمثل سوزان مبارك أمام المحقق للتحقيق معها في بلاغات عدة اتهمتها بتضخم الثروات بطريقة غير مشروعة نتيجة استغلال سلطات زوجها وتحقيقها مكاسب مالية وتلاعبها في أرصدة مكتبة الإسكندرية. وتجري النيابة العامة المصرية تحقيقات مع مبارك في اتهامات بالتورط في جرائم الاعتداء على المتظاهرين وسقوط قتلى وجرحى خلال مظاهرات ثورة 25 يناير، ووقائع أخرى تتعلق بالاعتداء على المال العام واستغلال النفوذ الرئاسي والحصول على عمولات ومنافع من صفقات متعددة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ماي 2010)