الجمعة، 18 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2279 du 18.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


نقابة الصحفيين التونسيين:بيــــــان
نقابة الصحفيين التونسيين: نداء عاجل موقع إسلام أون لاين:صحفي تونسي:النظام يشتري ذمم أقارب المعارضين الشرق الاوسط: باكستان تفرج عن سبعة معتقلين أجانب من عناصر «القاعدة» القدس العربي: سهي عرفات تنفي زواجها من شقيق زوجة الرئيس التونسي الشرق الأوسط: سهى عرفات تنفي زواجها من صهر الرئيس التونسي الحياة: سهى عرفات تنفي انباء عن زواجها ميدل إيست أونلاين:سهى عرفات تنفي مزاعم زواجها مجددا وتقرر مقاضاة وسائل إعلام سي أن أن بالعربية:أرملة ياسر عرفات تنفي نبأ زواجها سرا من تونسي صحيفة المستقبل البيروتية: سهى عرفات تنفي قصة زواجها عرب تايمز: محاكم ايه يا مدام سهى الخليج : ارتفاع واردات تونس من القمح 49% خلال 5 أشهر الشروق: الرئيس يُدخل حركة على الكتاب العامين للجان التنسيق موقع ميدل إيست أونلاين:تونس تتحول الى قبلة للاستثمارات الخليجية موقع الجزيرة.نت:بوشناق يهدي حفل اختتام مهرجان قرطاج للبنان الصباح: الأستاذ عبد الوهاب الباهي : «لهذه الأسباب تفاعلت مع نداء 108.. والحل من الأفضل أن يكون رابطيـا» سليم بوخذير: حكاية مسرحيّة من مشهد واحد ! الحبيب مباركى:شهادات عن معاناة المحجبات التونسيات 4/4 :هذا نزر قليل من حقائق مؤلمة د.شيماء الصراف: قراءة في كتاب « اشراقات تونسية » للدكتور خالد الطراولي نصر الدين بن حديد: ردّا على سلوى الشرفي أرباع النساء الهادي بريك:الحرب العربية الاسرائيلية السادسة : عبر لاولي الالباب : الحلقة الثالثة الطاهر الأسود: ملاحظات ضرورية حول الموقف السوري الراهن سمير حمدي: هل يعني اللاعنف… الانبطاح؟ صبحي حديدي :بوش و الإسلامي الفاشي: غلواء ثقافية ضاربة الجذور صحيفة الحياة:مقدمات الحريق الكبير


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


نقابة الصحفيين التونسيين 11 نهج الحبيب ثامر تونس   تونس في 17 اوت 2006
 
   بيــــــان
 

تعرض الزميلان سليم بوخذير الصحفي المطرود من صحيفة الشروق، و توفيق العياشي الصحفي بقناة الحوار التونسية إلى التعنيف مساء أمس من قبل عدد من أعوان الأمن باللباس المدني أمام  منزل سجين الرأي محمد عبو.   و قد جر أعوان الأمن الزميلين إلى بناية مهجورة بالمنطقة ( خربة ) حيث تم الاعتداء عليهما، و اقتيدا بعد ذلك إلى محطة المترو صحبة مجموعة من الأعوان الذين لاحقوهما لمدة طويلة. و قد افتك أعوان الأمن كاميرا صغيرة كان يحملها الزميل توفيق العياشي إلا أنهما أرجعوها له بعد ساعات من الحجز.  و تعد هذه المرة الثانية التي يتعرض فيها الزميل العياشي للتعنيف، إذ سبق أن تم اعتقاله في مطلع أوت الجاري اثر المسيرة التي نظمتها القوى السياسية و المدنية للتضامن مع الشعب اللبناني و اقتيد إلى منطقة الأمن بباب بحر حيث اجبر على إمضاء محضر في التصوير بدون رخصة و تم حجز الأشرطة التي بحوزته و  التي تتضمن صورا للمسيرة.   إن نقابة الصحفيين التونسيين إذ تدين مثل هذه الاعتداءات المتكررة على الصحفيين،  فإنها تدعو السلطات التونسيين إلى الكف عن مثل هذه الأساليب في التعامل مع الصحافيين، و السماح لهم بالقيام يعملهم  بكل حرية و دون تدخل من  أية جهة كانت .   عن الهيئة التأسيسية الرئيس لطفي حجي


 

نقابة الصحفيين التونسيين 11 نهج الحبيب ثامر تونس    تونس في 12 أوت  2006
 
نداء عاجل
 

على اثر تعدد حالات قتل الصحفيين في العراق و استهدافهم المستمر بما جعلهم مهددين في حياتهم   و مهنتهم، تتوجه نقابة الصحفيين التونسيين بنداء عاجل إلى كافة المنظمات المهنية في المنطقة المغاربية  و في العالم للقيام بحملة دولية دائمة من اجل إنقاذ حياة الزملاء المستهدفين في أمنهم و رزقهم.   إن نقابة الصحفيين التونسيين التي أدانت عمليات القتل و الاختطاف  التي استهدفت الصحفيين  على امتداد السنوات الثلاث الماضية منذ  احتلال العراق تعتبر أن واجب التضامن المهني يفرض على كافة الصحفيين في العالم القيام بخطوة عملية جادة لدى حكوماتهم و لدى المنظمات الدولية تتجاوز بيانات الشجب و الاستنكار. و في هذا الصدد تقترح نقابة الصحفيين التونسيين ما يلي: – ذهاب وفود صحفية في كل عواصم العالم إلى سفارتي بريطانيا و الولايات المتحدة للتحاور مع سفراء البلدين حول خطورة أوضاع الصحفيين جراء الحرب. – توجه وفد صحفي عالمي كبير إلى العراق للتعبير عن التضامن مع الزملاء العراقيين في محنتهم. – إنشاء صندوق دعم لعائلات الصحفيين العراقيين المنكوبين ما دامت الحرب متواصلة. – حث الصحفيين في كافة البلدان على الكتابة حول أوضاع  الزملاء في العراق و القيام بحملات تحسيسية متواصلة . و بخصوص تجسيد هذه المقترحات و تحسيس الزملاء في كافة أنحاء العالم تقترح  نقابة الصحفيين التونسيين أن تتولى  منظمات دولية مثل الاتحاد الدولي للصحفيين، و لجنة حماية الصحفيين، و مراسلون بلا حدود الإشراف على  هذه المبادرة لما لهم من إمكانيات و انتشار عالمي.

 


 
صحفي تونسي: النظام يشتري ذمم أقارب المعارضين
 
الدوحة – عقبة الحميدي – إسلام أون لاين.نت   اتهم الصحفي التونسي المعارض سليم بوخذير أخاه غير الشقيق (من الأب) كمال وزميله في مهنة المتاعب بالتجسس عليه لصالح السلطات التونسية، مشددًا على أن النظام يسعى لشراء ذمم أقارب من تعجز عن كسر إرادتهم من المعارضين.   وخلال مقابلة خاصة مع « إسلام أون لاين.نت » الخميس 17-8-2006 على خلفية بيان أصدره بوخذير كشف فيه عن هذه المسألة أكد أن أخاه أصبح يعمل كمخبر للسلطات بقوله: « تأكّدت أخيرًا مما هو ألعن، فأخي هذا صار صبّابًا محترفًا (جاسوسًا) لدى الدوائر الأمنية والتجمّعية بالجهة عيني عينك (بشكل واضح وفاضح) ».   وأضاف: « ما قام به أخي لا يمكن إلا أن يوصف بأنه طعن صريح لقيم الأخوّة وقرابة الدّم، واستهانة عالية القدر بأصول وأخلاقيات شرف المهنة الصحفية التي يباشرها ».   وتابع بوخذير قائلاً: « لقد حوّل علاقة الدّم التي تربطني به إلى باب للتكسب من السلطات والحصول على المناصب والمكاسب، على حساب طعني من الخلف ».   وأعلن تبرؤه من أخيه، معتبرًا أن ذلك من الشجاعة وأنه ليس له أخ حقيقي في تونس سوى بعض الصحفيين المعارضين أمثاله من بينهم لطفي حجي، ومحمد الفوراتي، ولطفي الحيدوري، ونزيهة رجيبة، وسهام بن سدرين ورشيد خشانة.   اتهام السلطات   وفيما يتعلق بالنظام، اتهم سليم بوخذير السلطات بالسعي لشراء ذمم أقارب من تعجز عن كسر إرادتهم من المعارضين.   وأضاف « النظام حريص على إغراقي في مسائلي الشخصية؛ ليصرفني عن النضال في مسائل الحرية، والقضايا العامة التي تهم بلدي الذي أحبه؛ لذلك أنا أَعُدّ أخي ضحية وأنا لا أكرهه ».   وضرب بوخذير مثلاً لما يتعرض له من قبل النظام بقوله: « تعرضت قبل أيام لاعتداء مشين عندما ذهبت أنا والزميل محمد العياشي لزيارة زوجة المحامي محمد عبوا في السادسة مساء من جانب 9 من الأمن السياسي، وأخذوا مني أنا وزميلي هواتفنا النقالة ولم أرجع بيتي إلا في الحادية عشرة ليلاً ».   علاقة سيئة   ونوّه الصحفي المعارض خلال حديثه إلى أن علاقته سيئة بأخيه منذ سنوات قائلاً: « إن أخي تبرأ مني منذ سنة 2004، ولم أكن أرغب في مجاراته عندما كان يتبرأ مني في الكواليس للإعلاميين ولغيرهم ».   وتابع: « ففي أول الأمر اكتفى هذا الأخ بمجرد التبرؤ مني في كل كواليس مؤتمر جمعية الصحفيين التونسيين في سبتمبر 2004، وذلك بعد أسابيع قليلة بعد تعرّضي لاعتداء من أصهار الرئيس زين العابدين بن علي؛ بسبب استماتتي في الدفاع عن صدقية أحد الأخبار الصحفية ».   وأضاف: « ووقتها قبلت الأمر من هذا الأخ على مضض، على أساس أنني نظرت إلى المسألة من زاوية أنني لن أخسر شيئًا من تبرّئه ذاك، وأنه قد يكون خاف على مركزه كصحفي في إذاعة صفاقس التونسية؛ نظرًا لأنه أخي ».   وأوضح: « وجد هذا الأخ في نفسه من اليسر الشديد الذي جعله ينسى أنه نجل لمناضل كبير في الحركة الوطنية كان يوصينا إلى آخر أيام له في هذه الدنيا، ألا نكون سوى فرسانًا في درب نصرة الحق والحرية والكرامة والعدالة ».   وتعذر الحصول على رد من كمال بوخذير بخصوص الأمر.   يذكر أن الاتحاد الدولي للصحفيين قد عبّر عن قلقه تجاه ما يتعرض له الصحفي التونسي سليم بوخذير منذ أن بدأ الأربعاء 5-4-2006 إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على قرار فصله نهائيًّا من « جريدة الشروق » التونسية. ويطالب بوخذير بالعودة إلى عمله في الجريدة ورفع المضايقات المسلطة عليه، وتمكينه خاصة من البطاقة الصحفية وجواز السفر.   ويتعرض نظام الرئيس التونسي لانتقادات منتظمة من جانب منظمات دولية ومنظمات تونسية غير حكومية وأخرى معارضة على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقييده لأنشطة المعارضة ولحرية الصحافة، كما تؤكد هذه المنظمات، وهو ما تنفيه السلطات التونسية.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 17 أوت 2006)


باكستان تفرج عن سبعة معتقلين أجانب من عناصر «القاعدة»

بيشاور (باكستان): «الشرق الاوسط»
أعلنت ادارة السجون انه تم امس الافراج عن سبعة اجانب كانوا معتقلين في باكستان منذ عدة سنوات لانتمائهم المفترض الى تنظيم «القاعدة». ولم يثبت انتماء الرجال السبعة؛ وهم جزائريان وتونسيان ومغربي وبنغالي وافغاني الى «القاعدة» وقد سلموا لمنظمة خيرية اسلامية. وبعد اعتقالهم في باكستان اثر الاطاحة بنظام طالبان في خريف 2001، كان الرجال السبعة معتقلين في بيشاور عاصمة الولاية الحدودية في الشمال الغربي المجاورة لافغانستان.
واعلن مسؤول في سجن بيشاور ان الافراج عنهم مشروط بعدم مغادرة الاراضي الباكستانية وإلا فانهم سيتعرضون لملاحقات اخرى لتسللهم الى باكستان بدون تأشيرة.وسلم الرجال السبعة الى جمعية «الخدمة» الخيرية القريبة من حزب «الجماعة الاسلامية» الاكثر تنظيما بين الاحزاب الاسلامية الباكستانية وذلك بناء على قرار للمحكمة العليا يؤكد الافراج عن السجناء اذا ضمنت منظمة قضائيا مثولهم امام المحكمة. يذكر أنه اعتقل نحو ألف شخص يشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة» في باكستان منذ الاطاحة بنظام طالبان وسلم معظمهم للسلطات الأميركية.
(المصدر: صحيفة الشرق الصادرة يوم18 أوت 2006)
 

سهي عرفات تنفي زواجها من شقيق زوجة الرئيس التونسي

قالت انها لم ولن تتزوج بعد ابو عمار
2006/08/18 رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:
نفت سهي عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ابوعمار امس زواجها من شقيق زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. واكدت سهي التي تعيش في تونس بانها لن تتزوج بعد الرئيس عرفات الذي رزقت منه طفلة اسمها زهوة علي اسم والدته. وقالت سهي في بيان لها انها لم ولن تتزوج بعد الرئيس ابو عمار، وانه سيبقي الرجل الوحيد في حياتها .
وقال البيان الصادر عن مكتبها في تونس حيث تقيم منذ رحيل عرفات ان زواجها من شقيق السيدة ليلي بن علي حرم الرئيس التونسي هو خبر عار عن الصحة تماما وهو تشويه لصورة الرئيس الراحل ياسر عرفات وارملته وكريمته زهوة . واكد البيان ان مثل هذا الخبر يمس الرئيس التونسي وعائلته الكريمة والذين يستضيفون مشكورين ارملة الرئيس الراحل وكريمته زهوة منذ وفاة الرئيس عرفات قبل اكثر من عامين.
ونقل عن سهي عرفات بانها ستلاحق قضائيا كل من يحاول تشويه سمعتها وصورة الرئيس الراحل ياسر عرفات بزواجها من بعده. وكان موقع اعلامي تونسي نقل عن مصادر مطلعة في تونس رفضت الكشف عن اسمها ان الايام القليلة الماضية شهدت عقد قران سهي عرفات علي شقيق حرم الرئيس التونسي ليلي بن علي المسمي بلحسن الطرابلسي في طي الكتمان والسرية المطلقة.
ووفقاً للمصادر فانه سبق ان روّج في تونس منذ شهرين ان بلحسن الطرابلسي اقدم علي طلاق كريمة الهادي الجيلاني رئيس اتحاد الصناعة والتجارة وانه يستعد للزواج من شقيقة سهي عرفات، لكن المصادر ذاتها الموثوق بها جيدا اكدت ان طلاقه كان من اجل سهي عرفات نفسها وليس شقيقتها. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 18 أوت 2006)

 

سهى عرفات تنفي زواجها من صهر الرئيس التونسي

لندن:«الشرق الأوسط»
نفت سهى عرفات، ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، امس ما نشر من انباء عن زواجها من صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقالت «ان ما نشر من اشاعات عن زواجي من بلحسن طرابلسي غير صحيح على الاطلاق وانفيه نفيا قاطعا». وهددت سهى عرفات في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية بملاحقة من ينشر معلومات خاطئة قضائيا. وتعيش سهى عرفات، وابنتها زهوة، في تونس في ضيافة الرئيس زين العابدين بن علي منذ وفاة الرئيس عرفات. (المصدر: صحيفة الشرق الصادرة يوم18 أوت 2006)  

 

سهى عرفات تنفي انباء عن زواجها

تونس – ا.ف.ب – نفت ارملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، سهى عرفات، امس في تونس اخبارا نشرتها وسائل اعلام عربية تحدثت عن زواجها من صهر للرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقالت سهى لوكالة فرانس برس « انفي تماما الانباء التي تحدثت عن زواج من السيد بلحسن الطرابلسي وسأقوم بملاحقة وسائل الاعلام التي نشرت هذه المعلومة الخاطئة، قضائيا ». وأضافت « انا اعيش في هدوء بتونس حيث اتولى تربية ابنتي. وليست لدي مشاريع زواج. ياسر عرفات هو رجل حياتي وسيظل كذلك ما حييت ».    وقالت سهى انه بطلب من زوجها لم تقم في الماضي بأي ملاحقة قضائية لوسائل الاعلام التي نشرت معلومات عن حياتها الخاصة ممتنعة « طوال 20 عاما عن الرد على الاكاذيب التي تنشر عن اسرتها » غير انها قررت الآن ملاحقة وسائل الاعلام التي تنشر مثل هذه الانباء.
(المصدر: صحيفةالحياة الجديدة الصادرة يوم18 أوت 2006)
 


أرملة ياسر عرفات تنفي نبأ زواجها سرا من تونسي

 
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)–  نفت سهى عرفات، أرملة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، الخميس اخبارا نشرتها وسائل اعلام عربية تحدثت عن زواجها من صهر للرئيس التونسي زين العابدين بن علي.   ونقلت وكالات أنباء وصحف عربية نفي سهى للأنباء التي تحدثت عن زواجها من السيد بلحسن الطرابلسي، أحد أشقاء ليلي الطرابلسي عقيلة الرئيس التونسي.   ونقل أن سهى عرفات هددت بملاحقة وسائل الاعلام التي نشرت هذه المعلومة الخاطئة، مؤكدة نيتها العيش في هدوء بتونس لتربية ابنتها زهوة، وأن الزعيم عرفات هو رجل حياتها وسيظل كذلك.   يُشار إلى أن سهى الطويل المسيحية الفلسطينية كانت تزوجت سرا الزعيم الراحل في 17 يوليو/تموز 1990 وذلك بعد ان عملت مستشارة له للشؤون الاقتصادية خلال فترة اقامة القيادة الفلسطينية في تونس وتم إعلان زواجهما في 1992.   وكان موقع إعلامي تونسي نقل عن مصادر مطلعة في تونس، رفضت الكشف عن اسمها، أن الأيام القليلة الماضية شهدت عقد قران سهى على الطرابلسي في ظروف غلب عليها الكتمان والسرية المطلقة.   وتقيم سهى عرفات وابنتها زهوة خارج الأراضي الفلسطينية، منذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، وعادت إلى رام الله قبل عامين لمرافقة زوجها المريض إلى مستشفى بيرسي الفرنسي، وبعد وفاته في 2004 رفضت العودة، ولم تشارك في تشييعه إلى مثواه الأخير في رام الله.   يُذكر أن سهى عرفات تحمل الجنسية الفرنسية.   (المصدر: موقع سي أن أن بالعربية بتاريخ 18 أوت 2006) الرابط: http://arabic.cnn.com/2006/entertainment/8/18/suha.arafat/


سهى عرفات تنفي قصة زواجها

 
نفت سهى عرفات، ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أبو عمار ما تناقلته وسائل إعلام عربية من زواجها من شقيق زوجة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.   وقالت سهى، في بيان لها امس، انها لم تتزوج ولن تتزوج بعد الرئيس ابو عمار وانه سيبقى الرجل الوحيد في حياتها .   وكان موقع إعلامي تونسي قد نقل عن مصادر مطلعة في تونس رفضت ذكر اسمها، أن الأيام القليلة الماضية شهدت عقد قران أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على شقيق حرم الرئيس التونسي ليلى بن علي المسمى بلحسن الطرابلسي في طي الكتمان والسرية المطلقة.   ووفقا للمصادر فإنه سبق أن روج في تونس منذ شهرين أن بلحسن الطرابلسي أقدم على طلاق كريمة رئيس اتحاد الصناعة والتجارة الهادي الجيلاني، وأنه يستعد للزواج من شقيقة سهى عرفات، لكن ما لبثت ان قالت ان طلاقه كان من أجل سهى عرفات نفسها لا شقيقتها.   (ا ش ا) – وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية   (المصدر: صحيفة المستقبل البيروتية الصادرة يوم 18 أوت 2006)


محاكم ايه يا مدام سهى

 
نفت سهى عرفات الطويل أمس في تونس أخبارا نشرتها وسائل إعلام عربية وتونسية تحدثت عن زواجها من صهر للرئيس التونسي زين العابدين بن علي سبق واتهم من قبل وديع الصافي بالنصب عليه.   وقالت سهى لوكالة فرانس برس “أنفي تماما الأنباء التي تحدثت عن زواجي من بلحسن الطرابلسي وسأقوم بملاحقة وسائل الإعلام التي نشرت هذه المعلومة الخاطئة، قضائيا”.   وتحمل سهى الجنسية الفرنسية وتقيم في تونس وسبق لها ان نفت زواجها من عرفات الى ان قامت امها ريموندا بالكشف عن الزواج السري بعرفات لجريدة اسرائيلية وذلك بعد وقوع طائرة عرفات في الصحراء الليبية   أما بلحسن الطرابلسي فهو أحد أشقاء ليلى الطرابلسي حرم الرئيس التونسي ويقال انه متعهد حفلات وسبق وان دخل في عدة مشكلات مع فنانيين ومنهم وديع الصافي وأضافت سهى “أنا أعيش في هدوء بتونس حيث أتولى تربية ابنتي. وليست لدي مشاريع زواج. ياسر عرفات هو رجل حياتي وسيظل كذلك ما حييت”.   وقالت إنها بطلب من زوجها لم تقم في الماضي بأي ملاحقة قضائية لوسائل الإعلام التي نشرت معلومات عن حياتها الخاصة ممتنعة “طوال 20 عاما عن الرد على الأكاذيب التي تنشر عن أسرتها” غير أنها قررت الآن ملاحقة وسائل الإعلام التي تنشر مثل هذه الأنباء ولم تذكر سهى ما هي هذه الاكاذيب التي نشرت عن اسرتها والتي تهدد بملاحقة الصحف التي نشرتها….   فنشر خبر عن زواج ارملة رئيس سابق لا يعتبر امرا خطيرا حتى لو لم يكن الخبر صحيحا خاصة وان الارملة لها سابق تجربة في الزواج السري كما ان اخبارا مثل التحقيقات الفرنسية بحوالات مالية بالملايين ارسلت اليها وهروب خالها بمليون دولار من اموال الفلسطينيين من تونس الى باريس وتمويل عرفات لمكتب امها في واشنطن وخلافها على ورثة عرفات ورفضها تسليم السلطة ملف عرفات الطبي وبيانها المسخرة وعرفات في المستشفى الذي بدأته بعبارة نداء نداء نداء ……  كل هذا يدخل ضمن الاخبار العامة المشروعة ما لم تثبت سهى العكس خاصة وان سهى لم تكن فقط ارملة عرفات وانما كانت مستشارته الاقتصادية وبالتالي تتحكم بملايين الشعب الفلسطيني ومن حق الشعب الفلسطيني ان يسأل … وين الملايين   وكان موقع تونسي على الانترنيت قد نقل عن مصادر مطلعة في تونس رفضت الكشف عن اسمها أن الأيام القليلة الماضية شهدت عقد قران أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات على شقيق حرم الرئيس التونسي ليلى بن علي المسمى بلحسن الطرابلسي في طي الكتمان والسرية المطلقة ووفقاً للمصادر فإنه سبق أن روّج في تونس منذ شهرين أن بلحسن الطرابلسي أقدم على طلاق كريمة الهادي الجيلاني رئيس اتحاد الصناعة والتجارة وأنه يستعد للزواج من شقيقة سهى عرفات، لكن المصادر ذاتها الموثوق بها جيدا أكدت أن طلاقه كان من أجل سهى عرفات نفسها وليس شقيقتها وأن عقد القران تم فعلاً بعلم وعناية من زوجة بن علي ليلى   (المصدر : موقع عرب تايمز (أمريكا) بتاريخ 18 أوت 2006) الرابط: http://www.arabtimes.com/


أرملة ياسر عرفات تنفي نبأ زواجها سرا من تونسي

1201 (GMT+04:00) – 18/08/06 دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)–  نفت سهى عرفات، أرملة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، الخميس اخبارا نشرتها وسائل اعلام عربية تحدثت عن زواجها من صهر للرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
ونقلت وكالات أنباء وصحف عربية نفي سهى للأنباء التي تحدثت عن زواجها من السيد بلحسن الطرابلسي، أحد أشقاء ليلي الطرابلسي عقيلة الرئيس التونسي.
ونقل أن سهى عرفات هددت بملاحقة وسائل الاعلام التي نشرت هذه المعلومة الخاطئة، مؤكدة نيتها العيش في هدوء بتونس لتربية ابنتها زهوة، وأن الزعيم عرفات هو رجل حياتها وسيظل كذلك.
يُشار إلى أن سهى الطويل المسيحية الفلسطينية كانت تزوجت سرا الزعيم الراحل في 17 يوليو/تموز 1990 وذلك بعد ان عملت مستشارة له للشؤون الاقتصادية خلال فترة اقامة القيادة الفلسطينية في تونس وتم إعلان زواجهما في 1992.
وكان موقع إعلامي تونسي نقل عن مصادر مطلعة في تونس، رفضت الكشف عن اسمها، أن الأيام القليلة الماضية شهدت عقد قران سهى على الطرابلسي في ظروف غلب عليها الكتمان والسرية المطلقة.
وتقيم سهى عرفات وابنتها زهوة خارج الأراضي الفلسطينية، منذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، وعادت إلى رام الله قبل عامين لمرافقة زوجها المريض إلى مستشفى بيرسي الفرنسي، وبعد وفاته في 2004 رفضت العودة، ولم تشارك في تشييعه إلى مثواه الأخير في رام الله.
يُذكر أن سهى عرفات تحمل الجنسية الفرنسية.
(المصدر: (CNN)–  العربي  18 أوت 2006)
 

الرئيس يُدخل حركة على الكتاب العامين للجان التنسيق

* قرطاج (وات): اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي ظهر أمس بالسيد الهادى مهني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي قدم لسيادة الرئيس تقريرا حول نشاط التجمع وسير الملتقيات والندوات الصيفية الملتئمة في هذا الاطار أو على مستوى الهياكل المحلية والخارجية للتجمع.
ومن جهة أخرى أعلن الامين العام للتجمع أن سيادة الرئيس قرر ادخال حركة على الكتاب العامين للجان التنسيق عين بمقتضاها السادة:
ـ رفيق بن مسعود كاتبا عاما للجنة التنسيق بتونس المدينة ـ رضا تريمش كاتبا عاما للجنة التنسيق بالوردية ـ الصادق بن عمارة كاتبا عاما للجنة التنسيق بنابل ـ الفاضل بوقطف كاتبا عاما للجنة التنسيق بزغوان ـ محسن الهرمي كاتبا عاما للجنة التنسيق بجندوبة ـ عثمان اللطيفي كاتبا عاما للجنة التنسيق بسيدي بوزيد ـ أحمد ندارى كاتبا عاما للجنة التنسيق بالقصرين حمادي بن ناصر كاتبا عاما للجنة التنسيق بالمهدية ـ عبد الله بن جنات كاتبا عاما للجنة التنسيق بقفصة ـ مفيد بركان كاتبا عاما للجنة التنسيق بتوزر ـ جمال الدين بنحمادي كاتبا عاما للجنة التنسيق بقبلي ـ نور الدين كعام كاتبا عاما للجنة التنسيق بمدنين ـ سليم لحمر كاتبا عاما للجنة التنسيق بتطاوين
(المصدر: جريدة الشروق التونسية الصادرة يوم18   أوت 2006  )  


كل التفاصيل عن المقادير الجديدة «للسميغ» و «السّماغ»

تونس ـ «الشروق»:
علمت «الشروق» انه تم رسميا وبمقتضى امر رئاسي صدر مؤخرا ضبط الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن في القطاعات غير الفلاحية الخاضعة لمجلة الشغل. والذي قُدّر للعمّال من الجنسين البالغين من العمر 18 سنة على الأقل بـ : 231.296 دينارا وبـ : 200.721 دينار شهريا وبـ : 1112 مليما و1158 مليما في الساعة بالنسبة الى نظامي 48 و40 ساعة في الاسبوع. وبخصوص الاجراء الخالصين بالشهر فإن الاجر الأدنى يتألف من 200.928 دينار بعنوان الاجر الأساسي و30.368 دينارا تمثل مقدار المنحة الاضافية المؤقتة بالنسبة الى نظام 48 ساعة في الاسبوع. ويتألف هذا الاجر في نظام 40 ساعة في الاسبوع من 170.721 دينارا بعنوان الاجر الاساسي و30.000 دينارا تمثل مقدار المنحة الاضافية المؤقتة. * أجراء بالساعة
اما بالنسبة الى الأجراء الخالصين بالساعة في نظام 48 ساعة في الاسبوع فإن الاجر الادنى ينقسم الى 966 مليما بعنوان الاجر الاساسي و146 مليما للمنحة الاضافية والى 985 مليما بعنوان الاجر الاساسي و173 مليما للمنحة الاضافية في نظام 40 ساعة في الاسبوع. * زيادة
ونصّ الامر الرئاسي من ناحية اخرى على ان يتمتّع العملة الخالصون بالوفقة او القطعة او المردود والذين يتقاضون مقابل المردود العادي اجرا يساوي الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن بزيادة في الاجر بمقدار يمكنهم من الحصول ـ مقابل المردود العادي على الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن كما تم تحديده آنفا. ولا يمكن ان يتقاضى العمال الشبان البالغون 18 سنة على الاقل وبأية حال اجرا دون 85 مما يتقاضاه العامل الكهل. كما انه لا يمكن ان ينتفع بالزيادة في الاجر الناتجةعن تطبيق الامر الرئاسي الجديد العملة الذين يساوي او يفوق مقدار اجرهم الجملي ما بين اجر اساسي ومنح وغرامات مدفوعة عادة مقدار الاجر الجملي الذي يستحقه العامل الخالص بالاجر الادنى المضمون لمختلف المهن. وأكد نصّ الامر الرئاسي في المقابل على انه تسلط على المؤجرين المخالفين العقوبات التي ينصّ عليها القانون. * الأجر الفلاحي
وصدر من ناحية ثانية امر رئاسي آخر يضبط الاجر الادنى الفلاحي المضمون والذي حدّد حسب هذا الامر بالنسبة الى العمال البالغين 18 سنة على الاقل بـ 7.129 دنانير عن كل يوم عمل فعلي. ويتمتع العملة الفلاحيون من ذوي الاختصاص والكفاءة بمنحة تسمى منحة تقنية مقدارها بصفة موحدة وبصرف النظر عن الاقدمية 450 مليما في اليوم للعامل المختص و855 مليما في اليوم للعمال ذوي الكفاءة وهي منحة تُضاف الى الأجر الادنى الفلاحي المضمون عن كل يوم عمل يباشر فيه العامل عملا يستوجب الاختصاص او الكفاءة. أما العملة الفلاحيون الخالصون بالوفقة او بالقطعة او بالمردود فيتمتعون بزيادة في الاجر بمقدار يمكنهم من الحصول ـ مقابل المردود العادي ـ على الاجر الادنى الفلاحي المضمون كما تمّ ضبطه سلفا. * محمد (المصدر: جريدة الشروق التونسية الصادرة يوم18   أوت 2006  )


سهى عرفات تنفي مزاعم زواجها مجددا وتقرر مقاضاة وسائل إعلام

تونس – ميدل ايست اونلاين   نفت ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، سهى عرفات، الخميس في تونس اخبارا نشرتها وسائل اعلام عربية تحدثت عن زواجها من صهر للرئيس التونسي زين العابدين بن علي.   وقالت سهى « انفي تماما الانباء التي تحدثت عن زواج من السيد بلحسن الطرابلسي وسأقوم بملاحقة وسائل الاعلام التي نشرت هذه المعلومة الخاطئة، قضائيا ».   والسيدة سهى عرفات هي ارملة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي في 2004 وهي تحمل الجنسية الفرنسية وتقيم في تونس. اما بلحسن الطرابلسي فهو احد اشقاء ليلى الطرابلسي حرم الرئيس التونسي.   واضافت سهى « انا اعيش في هدوء بتونس حيث اتولى تربية ابنتي. وليست لدي مشاريع زواج. ياسر عرفات هو رجل حياتي وسيظل كذلك ما حييت ».   وكانت سهى الطويل سليلة البرجوازية المسيحية الفلسطينية تزوجت سرا عرفات   في 17 تموز/يوليو 1990 وذلك بعد ان عملت مستشارة له للشؤون الاقتصادية خلال فترة اقامة القيادة الفلسطينية في تونس. وتم اعلان زواجهما في 1992.   وقالت سهى انه بطلب من زوجها لم تقم في الماضي باي ملاحقة قضائية لوسائل الاعلام التي نشرت معلومات عن حياتها الخاصة ممتنعة « طوال 20 عاما عن الرد على الاكاذيب التي تنشر عن اسرتها » غير انها قررت الان ملاحقة وسائل الاعلام التي تنشر مثل هذه الانباء.   (المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 18 أوت 2006)


تونس تتحول الى قبلة للاستثمارات الخليجية

 
تونس – من عماد المرزوقي   تثير تونس الشريك التقليدي للاتحاد الاوروبي، اهتماما لا سابق له لدى المستثمرين الخليجيين الذين تضاعفت استثماراتهم في السنوات الاخيرة في قطاعات الخدمات والسياحة والمصارف في تونس.   وقالت الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات ان حجم رؤوس الاموال الخليجية التي تدفقت على تونس تجاوز مئتي مليون دينار تونسي (120 مليون يورو) في 2005 مقابل 97 مليون دينار (58.2 مليون يورو) في 2001، بزيادة نسبتها 53%.   كما فاقت المشاركة العربية في الاستثمار الاجنبي المباشر في قطاع الخدمات وبشكل كبير العام الماضي مشاركة الاتحاد الاوروبي وبلغت 144 مليون دينار (86.4 مليون يورو) مقابل 87.5 مليون دينار (52.5 مليون يورو) للاستثمارات الاوروبية.   والاتحاد الاوروبي هو الشريك الاقتصادي والمالي الرئيسي لتونس وينص اتفاق الشراكة بينهما على اقامة منطقة تبادل حر في 2008.   ويشكل اجمالي رؤوس الاموال العربية اكثر من عشرين بالمئة من مجمل الاستثمارات في اصغر دول المغرب العربي سنة 2006.   وقالت منجية الخميري المديرة العامة للوكالة التونسية للنهوض بالاستثمارات ان « دول الخليج تملك الكثير من رؤوس الاموال التي تريد استثمارها وقد بدأت المجموعات الكبرى تهتم بتونس للاستثمار في قطاعات واعدة مثل الاتصالات والخدمات المالية والسياحة ».   ويستقطب قطاع الخدمات باستثمارات بقيمة 144 مليون دينار (الدينار يساوي 0.6 يورو) معظم الاستثمارات الخليجية (70%) امام الصناعة (45 مليون دينار) والسياحة (سبعة ملايين دينار) والطاقة (اربعة ملايين دينار).   واشارت الخميري بشكل خاص الى مشاركة المستثمرين الخليجيين المهمة هذه السنة في عملية تخصيص شركة الاتصالات الوطنية « تونس للاتصالات ».   وكانت شركة « تيكوم-ديغ » التابعة لشركة دبي القابضة فازت باكبر عملية تخصيص في تونس بعرض بلغ 3.05 مليارات دينار (1.83 مليار يورو) هو اكبر بكثير من عرض منافسها في الجولة الاخيرة شركة « فيفاندي يونيفرسال » الفرنسية.   كما اعلنت شركة « ام بي اي انترناشيونال هولدينغ » الكويتية احداث صندوق للاستثمارات السياحية برأسمال بلغت قيمته 65 مليون دينار لتجديد وحدات فندقية بهدف اعادة تشغيلها.   وفي 2005، بلغ عدد الشركات ذات الرساميل السعودية العاملة في قطاع السياحة 18 شركة توظف 2903 شخصا.   وفي القطاع المالي ايضا سجل ارتفاع في عدد مصارف الاستثمار العربية. وقد افتتح عدد منها فروعا جديدة مثل البنك التونسي السعودي للتمويل والبنك التونسي القطري.   وتأكيدا لتزايد هذا الاهتمام بالاستثمار في تونس تبدأ شركة « طيران الامارات » في تشرين الاول/اكتوبر تسيير خمس رحلات اسبوعية منتظمة تربط دبي بتونس مرورا بالعاصمة الليبية.   ويهدف هذا الربط الى تلبية تزايد المبادلات الاقتصادية والتجارية بين تونس والامارات بعد توقيع اتفاق تعاون في بداية 2006.   (المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين بتاريخ 18 أوت 2006)


 

تحويلات التونسيين بالخارج:

1611 مليون دينار سنويا وتخوفات من البطء

 
* تونس «الشروق»:   كشفت المصادر الرسمية عن حجم تحويلات التونسيين بالخارج التي بلغت ما يزيد عن معدل 1611 مليون دينار ضمن مداخيل البلاد طيلة السنوات الخمس الأخيرة وهو ما حقق استفادة هامة للاقتصاد التونسي حيث مثلت هذه التحويلات نسبة 5 من الناتج المحلي الإجمالي و22.7 من الادخار الوطني.   وبهذه المؤشرات دخلت تحويلات التونسيين بالخارج ضمن مجموعة القطاعات الأربعة الأولى الموفرة للعملة الصعبة غير أن الملاحظ بين السنة الفارطة والسنة السابقة أن نسق هذه التحويلات شهد تباطأ مقارنة بالسنوات السابقة حيث ارتفعت بنسبة ضعيفة لم تتجاوز 1.4 ومرت خلال الفترة المذكورة من 1783 إلى 1807 مليون دينار فحسب.   ويرى المتابعون أن المتغيرات التي تشهدها الجالية التونسية والاندماج المتزايد في بلدان الإقامة وبروز سلوكات استهلاكية واستثمارية جديدة يمكن أن تكون لها انعكاسات سلبية على حجم تحويلات الجالية إلى تونس على المدن المتوسط والبعيد وهو ما يدعو جديا إلى إيجاد طرق ناجعة لدعمها وتوجيهها نحو المشاريع المنتجة والمتجددة.   * محمّد   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 18 أوت 2006)


بوشناق يهدي حفل اختتام مهرجان قرطاج للبنان

  

 
أهدى الفنان التونسي لطفي بوشناق إلى الشعب اللبناني حفل اختتام مهرجان قرطاج الدولي الذي شكلت فعالياته فرصة للفنانين التونسيين للتعبير عن تضامنهم مع لبنان.   وغنى بوشناق أمام جمهور غفير تجاوز 10 آلاف شخص في المسرح الروماني لأكثر من ساعتين، أغاني وطنية تغنت بالوطن والعروبة ولبنان الصمود والتحدي وبراءة الأطفال التي اغتالتها آلات الدمار الإسرائيلية.   وقال بوشناق سفير الأغنية التونسية في العالم إن ريع الحفل سيعود إلى أطفال لبنان الجريح ولضحايا العنف الإسرائيلي في فلسطين، حيث يتوقع -أيضا- أن يشرع قريبا في جولة عربية مع مطربين عرب تخصص عوائد حفلاتها كذلك لصالح لبنان وفلسطين.   واستهل بوشناق الحفلة التي شاركت فيها المطربتان التونسيتان سنية مبارك ودرصاف حمداني بأغنية « يحيا السلام » التي تتحدث عن معاناة المواطن العربي في مواجهة العنصرية والاحتلال الإسرائيلي والتي نالت الجائزة الأولى في مسابقة الأغنية الإذاعية العربية التي نظمها اتحاد الإذاعات العربية العام الماضي.   وكان بوشناق رفض الاستقالة من منصبه كسفير للأمم المتحدة للسلام أسوة بالممثلين المصريين حسين فهمي وصفية العمري اقتناعا منه « بأن الأمة العربية بحاجة إلى عدد أكبر من سفراء السلام لتثبيت الهوية ».   وانعكست الأوضاع في لبنان على مهرجان قرطاج الدولي منذ افتتاحه يوم 16 يوليو/تموز الماضي وألغى فنانون بارزون من تونس ودول عربية أخرى مشاركتهم فيه، بينهم المطربتان التونسيتان لطيفة العرفاوي وصوفية صادق والفنانون اللبنانيون ملحم بركات وفضل شاكر وأميمة الخليل والإماراتي حسين الجسمي.   وتخللت المهرجان عروض سينمائية بينها فيلم « حليم » من إخراج شريف عرفة وبطولة الراحل أحمد زكي و »عمارة يعقوبيان » للمخرج المصري مروان حامد اللذين لقيا إقبالا جماهيريا كبيرا، إلى جانب أمسية شعرية للشاعر الفلسطيني سميح القاسم.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 18 أوت 2006 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)

 

 
 

الأستاذ عبد الوهاب الباهي (نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سابقا):

«لهذه الأسباب تفاعلت مع نداء 108.. والحل من الأفضل أن يكون رابطيـا»

 
تونس – الصباح:   جاء «البيان 108» كنداء للرابطيين القدامى ومحاولة لاخراج الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان من وضعها الداخلي.   وفي إطار مواصلة الاطلاع على ردود الفعل المختلفة في الأوساط الرابطية أجرت «الصباح» مع السيد عبد الوهاب الباهي نائب رئيس الرابطة سابقا الحوار التالي:   * لقد ابتعدت عن المشهد الرابطي، وها ان اسمك يعود على الساحة من جديد اثر بيان 108؟ فما هو سر هذه العودة؟ وما هو موقفك من ذلك؟   – لا بد ان اوضح وقبل كل شيء، بانني لم ابتعد بتاتا عن المشهد الرابطي، انني كنت حاضرا باستمرار كلما طلب مني او كلما كان بالامكان تقديم العون او المساعدة للرابطة، سواء في الفترة التي كان فيها الاستاذ توفيق بودربالة رئيسا او كذلك في فترة رئاسة الاستاذ المختار الطريفي، وبالتالي فاني لم ولن ادخر جهدا لمساعدة الرابطة كلما دعت الحاجة في اطار رسالتها ومهمتها، اعتقادا مني بان الرابطة التي ناضلت فيها الى جانب زملاء اعزاء في فترة كانت حرجة تعلمت داخلها ومنها الكثير، وهي مكسب من المكاسب الوطنية وتجربة فريدة في البلدان النامية، جمعت حساسيات ومشارب فكرية واتجاهات سياسية متعارضة في بعض الأحيان.   العلاقة مع الرابطة   * قلت تعلمت منها الكثير، ماذا تعلمت؟   – بصراحة، الكثير لقد كانت ولفترات وفي اعتقادي الشخصي ستبقى المدرسة والمنبع لجيل كامل من نخبتنا، منها تولد وتتأسس قيم وثوابت اصبحنا ننتصر لها اليوم، كالحق في الاختلاف والقبول بالتعدد في الرأي، وترسيخ روح التسامح والاعتقاد بان رأيي او موقفي على صواب قد يحتمل الخطأ، كما رأي او موقف غيري على خطأ قد يحتمل الصواب، اضافة الى قناعة بان الوفاق والحوار يبقيان السبيل الافضل والاسلم في التعاطي مع كل اشكالات الطريق والخلافات والتباينات التي قد تطرأ بين ابنائها.   وأؤكد كذلك انها علمتنا جميعارفض كل اشكال الاقصاء والاحتكار والفردانية بالرأي او القرار، اضافة الى تجنب الخلفيات المسبقة والاتهامات المجانية.   ولا انسى مع ذلك انها علمتني بل مكنتني من اكتشاف ومقاربة هذه الطروحات والمفاهيم التي قد تصدر عن بعض الجهات الغربية سواء رسمية منها او غير حكومية وتطبع بمنطق او مقياس المكيالين في التعاطي مع القضايا والازمات الانسانية.   ولنا في ما حصل مؤخرا في لبنان الشقيق الصامد، اكبر مثال على ذلك لم نسمع صوت هذه الجهات او المنظمات لوضع حد لحرب الابادة والمجازر التي ذهب ضحيتها الابرياء من الاطفال والامهات هناك في لبنان، في الوقت نفسه اذا ما تعرض شخص لتجاوز ما في شارع عربي او أسيئت معاملة «حقوقي» ما في هذه العاصمة العربية او تلك لقامت الدنيا ولن تقعد.   * نعود الى رواج اسمك في بعض الاوساط الرابطية التي تشير الى كونك وراء المبادرة، الامر الذي خلق املا لدى البعض وانزعاجا لدى البعض الآخر؟   – بداية ارفض الدخول في اي شكل من اشكال الجدل العقيم الذي لم يقدم ولن يفيد في اي شيء، واعتقد ان اسلوب الاتهامات المجانية والترهيب من العوامل التي تضر باي مسار يريد التقدم.   انني أؤكد رفضي الصارم لهذا الاسلوب، ولهذه الطريقة في التراشق بالاتهامات المجانية الباطلة، واريد ان يكون عملنا مفيدا بناءا، فاغتنم هذه الفرصة لأتوجه لكل الاخوة الرابطيين ان يوفوا هذا المكسب حقه من تلك الروح الانسانية في التسامح والتآزر وان يبتعدوا عن الاساليب العقيمة التي ينتهجها البعض باعتبار ان الحوار الموضوعي البناء الصادق والبعيد عن كل اشكال التشنج هو وحده القادر بالدفع والتجاوز.   كما ان اعادة فتح ملف الرابطة من قبل مجموعة المبادرين مناسبة هامة للارتقاء في صيغة جديدة من الحوار والبحث عن ارضية توافق تجمع ولا تفرق، وهو الامر الذي لمسته حقا من خلال بعض الحوارات الصحفية والمقالات التي صدرت بعد، كما اننا بامكاننا اليوم ومن خلال ما تمت مراكمته من هذه التجربة التعددية الفكرية داخل الرابطة ان نظهر مدى قدرتا في انجاز مخرج لهذا الوضع الداخلي مما سيشكل اضافة نوعية تحسب لها..   وفيما يتعلق بشخصي المتواضع والقول بانني وراء مثل هذه المبادرة، فمن الامانة والصدق ان اقول لا يمكنني ان انسب او ادعي شيئا لم اقم به.. على كل ان هذه المبادرة تحسب لاصحابها.   مع الاشارة هنا الى انه جرى الاتصال بي كما تم الاتصال ببقية الاخوة من الاعضاء السابقين للهيئة المديرة، وتفاعلت كما تفاعل غيري مع هذه المبادرة والنداء المتميز بروح المسؤولية والبعد عن كل الاتهامات والتهجمات والذي ليس من ورائه الا دعوة صادقة الى حل رابطي – رابطي انطلاقا من الثوابت التي قامت عليها الرابطة نفسها ورفضا لكل اشكال التدخل الخارجي ودعما لاستقلاليتها عن اي طرف او جهة كانت.   ان ما نريده اليوم هو ان تخرج الرابطة من ازمتها متعافية قوية بمحيطها الوطني ومناضليها، لا بدعمها الخارجي، مستقلة عن كل الاطياف السياسية مهما كانت قادرة على القيام برسالتها في اطار فضاءات يسودها الحوار مع جميع الاطراف المعنية، وهو ما يفرض وجود علاقات بناءة ايجابية بينها وبين السلطة تساهم في تأمين مسيرتها انتصارا لحقوق الانسان في بلادنا.   حل رابطي-رابطي   * هل يعني ذلك ان من لجؤوا الى القضاء غير محقين في ذلك؟   – انا لم اشر ولم اقل ولم اقصد هذا الامر، اعتقد كذلك انه ليس من حقي بتاتا ان استغرب او احرم طرفا من حق اقره له الدستور، ان اللجوء الى القضاء هو حق مقدس لكل مواطن، ولا اتصور ان يكون محل جدل او نقاش رغم ميولي الشخصي الوفاقي وهو الامر وحده الذي جعلني اميل الى التعاطي من اجل حل هذا النزاع من خلال الحوار والوفاق وجلوس مختلف الاطراف والفرقاء على طاولة واحدة… وهو امر ليس بعيدا عن تقاليد الرابطة.   التمويل الخارجي قضية مطروحة على كامل الساحة العربية   * بالنسبة للتمويل الخارجي ما هو رأيك في هذه المسألة؟   – اعتقد ان هذا الامر بالاهمية ما يتجاوز تناوله مساحة قصيرة في حوار صحفي لانه مطروح وبشكل ملح جدا على كل نخبنا، اضافة الى انه احببنا ام كرهنا يبقى موصولا بقضايا نعتبرها حياتية كمسألة السيادة واستقلالية القرار الوطني.   فالقضية لا تطرح في مجرد اشكالية مبسطة، في معادلة تمويل فعاليات او منظمات او هيئات المجتمع المدني من قبل جهات خارجية، بل يجب ان نعلن السؤال كالآتي: اي علاقة بين هذا المجتمع المدني والآخر الطرف الخارجي؟   فاليوم ومن المؤسف حقا ان نسمع اصواتا وهي قليلة من بعض ممن يحسبون على نخبتنا من بعض فضاءات المجتمع المدني ينادون بتدخل الاجنبي لتغيير الاوضاع على غرار ما وقع او يقع في بلدان عربية اخرى. في اعتقادي ان مثل هذا الموقف وهذه الدعوة جريمة في حق بلادنا وفي حقنا جميعا ولا يمكن ان نواجه هؤلاء اصحاب مثل هذه النداءات الا بالرفض.   اما في ما يتعلق بالدعم والتمويل من قبل بعض الجهات الغربية للمجتمع المدني فان القضية يجب ان تتجاوز مسألة تقديم هبات او مساعدات حتى في اطار برامج للرابطة مثلا، لتوضع في سياقها الدولي العام قصد البحث في طبيعة وخلفيات مثل هذا الدعم والتمويل لكل اصناف المجتمع المدني ومدى انعكاسه لاستراتيجية معينة من قبل الجهات الغربية نفسها قصد توظيف المجتمعات المدنية كاحد صيغ او اشكال التدخل في شؤون البلدان الداخلية مع الاشارة الى ان هذه الظاهرة اصبحت معلومة دولية خاصة في عالمنا العربي.   لقد كنت في بيروت قبل اندلاع هذه الحرب العدوانية، ووجدت هناك حركة قوية داخل المجتمع المدني اللبناني ترفع شعارا واحدا وهو رفض كل اشكال التمويل الاجنبي، الى حد ان التفكير اصبح يصب في اتجاه بعث جمعية او منظمة مناهضة للتمويل الاجنبي للمجتمع المدني.   لهذا اعتقد اليوم انه لا بد ان يطرح هذا الموضوع في اطاره العام ونحسم فيه بشكل واضح وجلي بعد ان نبحث عن الاهداف الحقيقية لبعض الجهات الغربية من اعطاء هذه الاموال.   وفي نفس هذا التوجه هنالك سؤال ضروري وملح يجب ان يطرح حول مدى حاجتنا او ضرورة هذا التمويل الاجنبي؟ وان وجدت الاجابة بالايجاب عن هذا السؤال فما هي حدود ذلك وصيغه وشروطه لكي نخدم ونحقق وننجز اهدافنا وطموحاتنا،، لا اهداف او طموحات الاخر الاجنبي.   ان التاريخ علمنا ويعلمنا اليوم بما يحصل في العراق وفي لبنان وفي مناطق اخرى من العالم… دروسا هامة وكثيرة في هذا الجانب.   بخلاصة ان التمويل الخارجي مدخل للمس باستقلالية المجتمع المدني وسيادة الدول ولهذا تجب اعادة النظر فيه وهو حاليا قضية مطروحة على كامل الساحة العربية.   الحل النهائي   * ما هي الخطوات الموالية للبيان وصولا الى الحل؟   – من المفروض ومن باب اولى واحرى ان يوجه مثل هذا السؤال الى المبادرين اصحاب الشأن، وانا لست الا احد من وجه اليهم النداء وانخرطت فيه بعد ان تفاعلت معه.. ثم انني اعتقد وكغيري من الرابطيين وخاصة من الجيل الاول لهذا الانجاز الوطني الحضاري الانساني المهم.. لن ندخر اي جهد في تقريب وجهات النظر وتوفير كل صيغ التجاوز.. الفرقاء بمن في ذلك رابطيون قدامى قصد الوصول الى الحل الرابطي الداخلي المنشود، مع الاشارة هنا الى ان مقاربتي هذه المتواضعة كرابطي قديم،، لا يجب ان تفهم باي شكل من الاشكال تدخلا في شأن رابطي داخلي بل هي موقف صادق قد يساهم في تفعيل ملف كل متفق على تجاوزه، مع كل ذلك يبقى الحل النهائى بحجم ومدى التنازلات التي يقدمها كل طرف ليس للفريق الاخر بل اساسا للموسسة، للرابطة لهذا المكسب الوطني الذي يجب ان نحافظ عليه.   * ما رأيك في المبادرات التي سبقت مبادرة 108 وكذلك مبادرة النساء الديموقراطيات؟   – انا مع اي مبادرة وطنية ايجابية قادرة ان تساهم في اخراج الرابطة من ا لمنزلق الذي هي فيه الآن مهما كانت طبيعة الجهة التي تتبنى هذه المبادرة ومن هذا المنطلق فاني اقدر المجهود الذي بذلته مبادرة بعض قدماء الرابطة.   اما بالنسبة لمبادرة النساء الديموقراطيات فاني اجهل محتواها، وعلى كل فاني لا استطيع الا ان ارحب واحيي اي عمل ايجابي يمكن ان يساهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة في اخراج الرابطة مما فيه الآن..   لطفي بن صالح   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 أوت 2006)

 

 
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

شهادات عن معاناة المحجبات التونسيات 4/4

هذا نزر قليل من حقائق مؤلمة

 
سأنقل لكم هاهنا ردود الأخوات على مقالتى و آهات و صرخااااااااااات أخواتكن في تونس علها تستنهض رجال الأمة ودعاتها وعلماءها وكل من يدعي أنه مسلم ***** أنا أختكم … تونسية محجبة , مقيمة بتونس, أكتب لكم لأن الموضوع قد إستفزني كثيرا عندما أضطر للترجل في الشارع ينتابني الخوف من أي شرطي كأني مقترفة جرما و هاربة من العقوبة في أوائل السنة الماضية إستقلت من عملي بشركة خاصة لأنهم إشترطوا علي نزع الحجاب قبل الدخول و بعدها لم أتمكن من إتمام دراستي بالمرحلة الثالثة لنفس السبب ولم أتمكن أيضا من مواصلة التدريس بجامعة حكومية كل هذا إبتلاء من عند الله تعالى أما الآن فإني أعمل في مكان آخر حيث قبلوني بــ »طربوش » و « إيشارب » و كل يوم خائفة من إحتمال إتخاذ إجراءات أكثر تعسفا فيما يخص المحجبات و أما الصلاة في المسجد فهي تعتبر تهمة, و بين الحين و الآخر يقومون بحملة و يعتقلون المصلين إناثا و ذكورا و لا أريد أن أستفيض في الحديث خوفا من العواقب التي يمكن أن تنجر عن ذلك يا رب إهدي الجميع و إعمي عيون الظلام والمستبدين علينا آمين يا رب العالمين والسلام عليكم ..أختكم من تونس   ***** السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتعرفون من يحارب الحجاب في تونس ؟؟ أتعرفون من خذل الحجاب في تونس ؟؟؟ إنهم شباب تونس… نعم إيه وربي.. إنهم شباب تونس , والشباب المسلم بصفة عامة و الملتزمون منهم خاصة…إيه و ربي إنه لحق , إن في القلب للوعة وماذا عسانا نقول ؟؟ و لسائل أن يسأل : كيف ذلك ؟؟ الجواب بسيط يا شباب المسلمين ، معظم الشباب الملتزم في تونس و البلاد الإسلامية عندما يرغب في الزواج لا يجتهد للبحث عن متحجبة أتدرون لماذا لأن المحجبة لا تعمل في الوضائف!!؟ و معظم الشباب المقدم على الزواج لا يجتهد للزواج على السنة ؟؟ يريد حفل خطبة وحفل زفاف و يريد ويريد , هو أو أمه أو أمها وو…و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث:حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كِلَاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيَّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فالعيب فينا يا شباب الإسلام فلو أن كل شاب مسلم أصر أن يتزوج من محجبة – لما لا منقبة- لنُصر الحجاب في مشارق الأرض ومغاربها ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول نعيب زماننا والعيب فينــا وما لزماننــــا عيـب سوانـا ونهجو ذا الزمان بغير ذنـب ولو نطق الزمـان لنا هجانا و أرجوا السماح من جميع الأخوة والأخوات و النصح   أختكم  
*****  طالبة … من تونس اليوم مثلا لبست « بونيه » و لكن لا جدوى (كل ما كنت أطمع به هو أن ألبس « البونيه »على الأقل في رمضان) , لقد خرج الكاتب العام من مكتبه خصيصا لجمع الفتيات المتدينات فأمسك بي وأراد أن يمضيني على تعهد بعدم تغطية شعري لا بحجاب ولا « بشابو »… و لكن الحمد لله على كل حال   أختكم   *****  طالبة تونسية أخواتى على أرض الخضراء فلنطلقها صيحات مدوية و لنخرج فى مسيرات إعتراضية و ليكن شعارنا حي على الحجاب .. حي على الحجاب دون الحجاب قطع الرقاب دون الحجاب قطع الرقاب إذا أردتم أن تنزعوا عنا حجابنا فلتقطعوا أولا رقابنا أن نعش سافرات فالقبر أولى بنا أخواتى لتنطلق مسيرات منظمة لا نريد عشوائية , و لا نريد عنفا , فنعطيهم ذريعة لقمعنا و لكن أولا نريدها سلمية فان آذونا ..فهي الحرب بينهم و بين أسودنا فليحمي رجالنا شرفنا اللهم إنا قد فعلنا أقصى ما نستطيع اللهم أنت مطلع علينا اللهم هذا ما نملك اللهم إنقطعت عنا الأسباب اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم أنت رب البيت المعمور نقولها الآن فليس عندنا من يحمينا اللهم إحمنا بحماك اللهم إنا نلوذ بجنابك يا رب لذنا بك يارب وتعلقنا باستار عزتك و جلالك اللهم لا تفضحنا و لا تخزينا آمين   أختكم من تونس نقلها الحبيب مباركى : سويسرا e-mail:mbarkiha@yahoo.fr

حكاية مسرحيّة من مشهد واحد ! .

 

( وقع عرضها  أمس الأوّل  على الهواء مباشرة  بين منزل محمد عبّو في « الوردية » و بين منزلي ب »خزندار » / ذهابا و إيابا )

 

 

*   الساعة السابعة من مساء أوّل أمس  الثلاثاء :

 

 الصحفي الشاب توفيق العياشي مراسل قناة « الحوار التونسي » يطلب منّي رقم السيّدة سامية  حرم طائر الحريّة السجين محمد عبّو ، ليهتف لها بعد ذلك و يتواعد معاه على أن نزورها غدا سويّا (الإربعاء)  دون تحديد توقيت بعينه ، و ذلك لإجراء حوار معها  ( المكالمة طبعا لم تسمعها  الأحمرة ذات الآذان الطويلة لأنّه ليس من عادة التنصّت طبعا و بالتأكيد !.. ) .

 

*       الثامنة صباحا من الإربعاء :

تحضر حجافل من أعوان البوليس السياسي بالزيّ المدني كما عهدناهم ، لتُحاصر كلّ الممرّات المحيطة بمنزل الطائر الحبيس و تروّع زوجة  وحيدة و أطفال أبرياء .

*  كامل الصباح و الظهيرة ، و ما بعد .. :

الجحافل تواصل الحصار ..              

 

*  السابعة بعد الزوال تقريبا :

يصل الفقير إلى ربّه محدّثكم و معه الزميل الشاب العياشي  إلى محطّة المترو رقم 1 التي تحمل إسم « 13 أوت »  ، لنتوجّه نحو منزل طائر الحريّة الحبيس سالكين السكّة  دون أيّ مشكل ، ثمّ لنسلك النهج الأوّل دون مشكل ، لكن و قبل أن نستدير غلى النهج الثاني إكتشفنا وجود مجموعة من الأعوان بالزيّ المدني نعرف وجوه بعضهم سابقا ، مُرابطين على رأس النهج (تقريبا 6 أعوان ) على الفور لاحقونا و طالبوا منيّ شخصيا بطاقة التعريف رفضت تسليمها كما تعوّدت في مثل هذه الأحوال و قلت بوضوح : « أصلا أنتم تعرفونني جيّدا من أكون و و أنتم من  عليكم لإستظهار بهوياتكم لأنّكم اراني أحدهم ورقة مدّعيا أنها اصلا ورقة ذات دلالة و هي عبارة عن مجرّد لا يدل على شيء ثمّ سارع أحدهم بإنتزاع هاتفي الجوّال من يدي بقوّة و على طريقة النشّالين المحترفين ، و على الفور حضرت من إتجاهين النهج أعداد أخرى من بوليس الدكتاتور ، و بدأ أحدهم (كان واضحا أنّه أحد أعرافهم) في التمويه ببعض الكلام من قبيل : « أحنا راهو نعرفوك ..و مش لازم الهوية ..و أحكيلي أشنوّا المشكل  »  ، فأجبته بوضوح : لم أتعوّد التحدّث مع من لا أعرفهم ..رجّعوا « التاليفون  » يا سرّاق .. أعاد « العرف » هذا هاتفي ثمّ و في رمشة عين .. صدّقوني في رمشة عين بأتمّ معنى الكلمة إختطفوا الزميل العياشي من أمامي و أخذوا يهرولون به بسرعة عجيبة في إتجاه غير معلوم ، لا حقتهم و كنت بالتوازي أعلم السيدة سامية بالحكاية ،  و إكتشفت انّهم أخذوه إلى نهج غير معبّد في الناحية يؤدي إلى « خربة »  و رمقتهم يضربونه و كان عدد منهم يمسكّ بأطرافي و ملابسي لمنعي و حضرت السيدة  عبّو التي كانت تصيح معي  مستنكرة أفعالهم تلك التي يشهد بها عشرات المواطنين الحاضرين  و أعادوا توفيق إلينا للحظات بعد ان إنتزعوا منه الكاميرا التي كانت مخبّأة بين ملابسه  لكنّهم في لحظات معدودات أعادوا إختطافه  أمامي و أمام السيدة سامية و الحاضرين  و قاومناهم لكنهم أمسكونا و كان عددهم كبيرا جدا فعلا ، و لم نشاهد أين توجّهوا به و علمنا بعد ذلك أنهم إختطفوه على متن المترو .. نعم على متن المترو  نحو المنطقة المجاورة  .

 

* الثامنة تقريبا :

أتوجّه أنا و السيدة سامية و إبنيها إلى منزل العزيز عبّو وسط مراقبة متواصلة من عدد وافر من الأعوان منتشرين حول المنزل و نشرع في مهاتفة الأصدقاء معلمين بإختطاف العياشي .

 

* الثامنة و النصف تقريبا :

أغادر منزل السيدة عبو نحو محطة المترو و فور المغادرة أفاجأ ب10 أعوان على الأقل يتوجّهون نحوي لضربي و إختطافي مسرعين على مرأى و مسمع من مئات المواطنين في المقهى المجاور و أخذي في إتجاه نفس المكان المهجور الذي سبق أن أخذوا إليه الزميل العياشي فور وصولنا  ينهالوا عليّ ضربا و ينتزعوامنّي كلّ أوراقي و  هاتفيّ النقالين و يعبثان بمحتويات أحدها من الصور . ، و قد بالغوا في شتمي في أوّل و في سبّ الجلالة ، لكن بعد أن قرّروا إخراجي من هذا المكان المُظلم شرعوا في محاورتي ، و الغريب عندئذ أنّ أشرس من ضربني صار يرّدد على مسمعي عندها أنّه « يحترنمني جدا » و قال أمام أعرافه « أنا ديما نقرالك و نحترمك ياسر .. راهو ن ضربتك على خاطر تعليمات سامية  .. راني قريتلك مقالاتك على الطرابلسية و أنا نعزّك « ( على ذكر سامية التعليمات ليست طبعا من سامية عبّو..)  و كان أعرافه  يضحكون عندئذ   ،  و لو صحّ ما قاله المعتدي يوها فإنّني طبعا أكون يا بن علي قد إنتصرت عليك ، فقلمي عندئذ يكون ألف في المائة ، قد أكّد فعلا أنّه  أقوى من هراواتك و الدليل أنّ بوليسك نفسه صار  يحبّ قلمي و لا يحبّ جبروتك ..

* التاسعة و الربع تقريبا :

تقرّر المجموعة الأمنيّة « الحكيمة » تحويل وجهتي على متن المترو الخفيف إلى  وسط العاصمة  دون إعادة هاتفيّ في المحطّة و تناقص العدد المرافق لي عندها  ، و فور صعودي رافقني 3 أعوان فقط و أعادوا لي أوراقي و الهاتفين ، و لم ينبسوا بنت شفة طوال الطريق لكن حرصوا على ملاصقتي للتنصّت على مكالماتي .

* التاسعة و النصف تقريبا :

 وصلنا  وسط العاصمة  فلاحقني عونان منهم طوال تحرّكاتي و رغم محاولات التمويه لاحقاني و في النهاية طلبوا منّي أنهم لن يسمحا لي بمقابلة أحد و أنه عليّ العودة إلى بيتي فورا و إلا عدت بالقوة على متن سيارة صارت مجاورة لنا ، و كنت فعلا أنوي العودة إلى بيتي فرافقاني طوال الطريق على متن المترو رقم « 4 » ، فيما أطلقوا وقتها سراح الزميل العياشي الذي تلقيت منه وقتها مكالمة قال لي فيها إنهم حرصوا أيضا على أن يوصلوه بأنفسهم إلى بيته …

  و فور وصولي على مقربة من البيت وجدت عونا آخر على متن « موتور » كنت رمقته قرب منزل عبّو، و شرعا في المكوث أمام منزلي إلى ان قفاقت الساعة الحادية عشرة حيث غادروا  ، و هو إنّما يدلّ جيّدا على أنّ  لبوليس السياسي يحمي المعارضين في تونس جيّدا و يوفّر لهم الحراسة اللازمة في تحركاتهم و كذلك أمام منازلهم ، فنعم البوليس و نعم الحراسة .. و عاش عهد الديمقراطية و الحرية و .. الكياسة!..

 

الصحفي الحرّ سليم بوخذير

 

 

قراءة في كتاب « اشراقات تونسية » للدكتور خالد الطراولي

 د.شيماء الصراف*

 في البدء نسأل : ما هي دوافع الكاتب لكتابة هذا الكتاب؟ ما الذي يريد قوله وإيصاله للناس؟

الدكتور الطراولي يقدم رؤية لبناء المجتمع الصالح في كل المجتمعات العربية والإسلامية باعتبار أن لها أوجه تشابه في مشاكل السياسة والإجتماع : تظاهراتها، طرق التعبير عنها ، انعكاساتها على الجماهير. يركّز الكاتب خصوصاَ على موطنه الأصلي تونس.

 

  الكتاب يُقرأ، بل يجب أن يُقرأ، لماذا؟

الأسباب منها ما يتعلق بالكاتب نفسه، ذاته ،شخصيته، ومنها ما يتعلق بطريقة طرح الموضوع ومعالجته والأمران مرتبطان ببعضهما.  ليس في نيتي استعراض الكتاب بكامله ، إنما سأذهب الى القلب منه، أو بالأحرى لما جذبني فيه وحثّني على قراءته.

 

 إن المجتمعات العربية والإسلامية عموماَ اليوم ـ والكلام للكاتب ـ تعصف بها التناقضات ،الحيرة والتخبط ؛بين ماض متهَم بأنه السبب فيما تعانيه من تخلف أو تمجيد يصل لحد التقديس له ، وبين تبني نتاجات وقيم العالم الغربي على الإطلاق أو نبذها بالكلية دون تمييز بين الصالح والطالح منها ، في حين ان فيها ما يُغني مجتمعاتنا خصوصاً في مجالات العلم والبحوث، وبين ما يقف على الضد منها من اسس ومكونات وخصائص المجتمع التي فرزها الإسلام كدين وحضارة على شكل أعراف وتقاليد تتميز بصلاحها في الزمان والمكان .

 

 برز الإسلام على الساحة بقوة  ـ وهو لم يكن غائباً قط إنما اشتد عوده في العقدين الأخيرين من القرن المنصرم ـ وأصبح حقيقة واقعة في المجتمعات العربية والإسلامية ، إن هذه الصحوة أو على الأصح اليقظة لها دور كبير بل واساسي في ما يحدث في مجتمعاتنا اليوم في المجالين السياسي والإجتماعي على الأخص ، إن  هذا الدور الفاعل من غير المستطاع اغفاله على الاطلاق.

 

 إن عملية بناء المجتمع الصالح تقضي تشخيص مواضع الداء وتقديم الدواء ، وهذا مافعله الطراولي في كتابه.

 

 هنالك ثلاثة اطراف ترتبط مشاكلها أمورها وآفاتها ببعضها البعض، انها في حالة تأثر وتأثير ، انعكاسات ، فعل ورد فعل ، هذه الاطراف هي: الحاكم أي السلطة، المعارضة بخطوطها الفكرية المختلفة احزابا ، كتلاً وتيارات ،الطرف الثالث هو الجماهير.

 

بدأت الصحوة الاسلامية في صفوف الجماهير واشتدت لتفرز أحزاباً وهيئات وشخوصاً لهم اتجاهاتهم الفكرية المستقلة والعديد منهم يقفون في صفوف المعارضة.

 

 إن الدكتور الطراولي لا يخفي ولا يعتم على انتماءه الفكري والعقائدي؛ إنه انتماء أصيل للدين الإسلامي بكل ما يحمله من قيّم حضارية انتجت وكوّنت اينما حلّت وعلى مر العصور،مجتمعات متحضرة وذلك بعدة اسلحة لعل في طليعتها إطلاق الحريات للناس في المعتقدات والآراء، الحث على التزود بالمعرفة والعلم ،وهذه تُكتسب بالملاحظة والتجربة كما تُكتسبمن تجارب وحضارات الشعوب الأخرى التي من مبادئ الشريعة الإسلامية ـ قرآنا وسُنّة ـ التعايش معها والتحاور بسلام وأمان.

 

 إن الصحوة واليقظة الإسلامية اليوم التي يجب ان تُشكّل،يقول الكاتب، الهيكلية لمشروع اسلامي يُبنى المجتمع من خلاله وبه فهي لا تؤدي الى نتائج ايجابية لوحدها.

 

 يرصد الدكتور الطراولي الظواهر المرضية ،مواضع البلاء والسوء في احزاب المعارضة عموما على اختلاف اتجاهاتها وعقائدها السياسية وعلاقاتها ببعضها البعض ، ويُركّز على الأخص على علاقات الأحزاب الإسلامية فيما بينها ، ثم يتحدث عن الجماهير : تأثرها وتأثيرها ، مبادراتها.

 

 وهو يُشدّد على مسألة الإختلاف والخلاف ، لا للخلاف ،نعم للإختلاف ؛ فالإختلاف يعني بديهياً وجود أرضية مشتركة موحدة وموحَدة تشكّل أساساً للتحرك ، وهي هنا المرجعية للدين الإسلامي والهدف خدمة المجتمع والنهوض به . إن الإختلاف هو حركة مثمرة وبالتالي ثراء فمقوماته  » القبول والتسامح والعدل والتعاون » ، والإعراض عنه وعدم القبول به لا يعني إلاّ  » الغلو المقيت » ، الذي يتجسد في التعصب لمذهب معيّن أو شخص ،والخلط  المربك وخطير بين التمسك بخط وفكر معينين وبين الإنتماء للثقافة الإسلامية وإلى الدين عموماً،  » حتى أضحى التنظيم عند البعض صنماً تعبدياً وغاية في حد ذاته، وكأن الخارج عن التنظيم خارج عن ربقة الإسلام  » .

 

 إن الإختلاف ، وبعبارة أُخرى حضور التعددية في المشروع الإسلامي هي حرية بذاتها يجب أن تُمارس وهي  » رحمة وضرورة حياتية  » ، وتمثّل « صمام أمان  » للمشروع الإسلامي، فكبوة جماعة لا تؤدي إلى إفشال المشروع بكامله فهي ليست متفردة ومنفردة به.

 

 إن أحد أدواء الحركة الإسلامية ـ والذي هو قاسم مشترك بينها وبين بقية أحزاب المعارضة ـ هو محاولة كل فصيل التصدر وتقديم نفسه على أنه المنقذ الوحيد ، شخوصاً ومذهباً وعملاً، وهذا يدفع إلى التشكيك به وبقدرته على الفعل، يؤكد الكاتب على الأمر بقوله  » إن التعدد يعطي مصداقية كبرى للمشروع [ الإسلامي] عند أصحابه وعند منافسيه وعند الجماهير « ، ثم يقول ان المشروع سيضع نفسه في تناقض كبير إنْ لم يؤمن ومن ثم يلتزم بوضع التعدد موضع التطبيق، ويتساءل بحق : كيف ينادي أصحاب المشروع الإسلامي الى قبوله في فضاء ديمقراطي مع الآخرين إن هو لم يسمح بالتعددية داخله ، كيف للمعارضة أن تقتنع بديمقراطيته، وكيف له أن يطالب السلطة الحاكمة بالسماح بالتعددية وهو لا يعني بـ  » المصالحة الداخلية  » بين أطرافه.

 

 هذا الكلام يجرنا إلى أمر آخر غاية في ألأهمية كان موضع عناية من الكاتب ، فهو يذكّر ويشدّد على إصلاح الذات قبل كل شيئ ، فهي الأساس والأرضية ، فإن هي صلُحت فستقدم الكثير .وإن كان إصلاح الذات واجب الجميع فهو وعلى الأخص يعني كل فرد ملتزم بعقيدة وفكر يروم من خلاله بناء المجتمع، فهو ملزم لكل المنخرطين في أحزاب ومنظمات وخصوصاً المتطلع الى موقع القيادة والزعامة منهم .

 

    تحت عنوان  » أبحث عن زعيم  » يتحدث الدكتور الطراولي عن أنواع الشخصيات التي تنادي بالزعامة وانعكاسات الأمر على الجماهير وتحديداً رفضهم لها والحديث يخص التجربة التونسية بالذات ، الكاتب يعد د اصناف العلل التي تكمن فيهم ، وقد تجتمع أكثر من علة في الشخصية الواحدة 1 ـ فقدان الشجاعة والخوف الذي يحاصره على مركزه ، نفسه وأهله…. 2 ـ التعالي على التراث ، على قيم المجتمع وأعرافه ،هو  » الزعيم  » المنقذ وحامل راية التجديد…3 ـ صنف الإنتهازي ، راكب الموجة ؛ مع المعارضة في الصفوف الأولى ، ضدها حين تستدعي مصلحته ،فهو كما يقول خالد الطراولي بحق  » خلط بين السيرك والسياسة ، وظن ان إبداعه في الألعاب البهلوانية مطية النجاح في « الألعاب السياسية  » ،4 ـ هناك من لا تنكر وطنيته ، فهو حامل لهموم مجتمعه ولكنه ساذج سياسياًَ ، فهو  » لايفقه أن الزعامة تخطيط واستشراف واستراتيجية فتراه يعيش اللحظة والحدث أكثر من أن يعيش الظاهرة والحالة…. » 5 ـ هناك صنف وطني متعنت بآرائه أشد التعنت ، ذاتي ، متطرف الرؤية،  » فالوطنية لديه رفض الحوار وثبات على الرأي الشديد  » .

 

   يقدم الكاتب هذه الأصناف الخمسة ، وفي كلها مصيب ودقيق في تحليله النفسي لهم .وهو يرى أن لا صدى ايجابي لهم وهذه نتيجة حتمية وبديهية ، ذلك أنهم راهنوا ويراهنون على أنفسهم : قدراتهم في التأثير على الجماهير وبالتالي تصديقها وإعجابها بهم ومن ثم اتباعها لطروحاتهم واصطفافهم خلفها ، ولكنهم يخطئون خطأً فادحاً في هذا التصور؛ فجماهير العقدين ألأخيرين على الأخص  ليست كجماهير ما قبلها ، إنها تتميز بازدياد الوعي ، بقدرة أقوى على تحليل ما يجري ، الرفض……والنتيجة انها تدير ظهرها لهؤلاء الذين لا يتبقى لهم سوى فقدان الأمل والخيبة .

 

 أقول مضيفة إلى كلام الكاتب : إن هذه العيوب والبلاء الذي تعاني منه هذه الأصناف لم يخرج فجأة على السطح، إنما كان كامناً فيهم ثم ظهر عندما حانت الفرصة . إن بناء الشخصية الإيجابية الحائزة على المقومات المؤهلة للزعامة ـ والزعامة كلمة واسعة فهي لا تعني رئاسة الدولة حصراً ـ ومن ثم خدمة المجتمع يجب أن يتم أساساً على الإجتهاد في التخلص من هذه النقائص إن كانت اكتساباً أو فطرة . فطرة؟ انه الطبع الذي نولد به، وعلينا ،في حالتنا هذه، العمل دون هوادة على التخلص منها، إنه الجهاد الأكبر ضد رذائل النفس ، كما عنى به الرسول الكريم [ الحديث]، اكتساباً ؟ إنه ترك النفس على هواها وفي ما يعنينا هنا هو النظر الى شخصيات  نمطية كهذه ، الإعجاب بها ومحاولة تقليدها دون تفكير وتمحيص .

 

 ما يهم الدكتور الطراولي هو بناء المجتمع ـ والحديث عن المجتمع التونسي دوماً ـ من قبل كل أصناف المعارضة على الإطلاق ، وفي ما يخص المشروع الإسلامي ، تحديداً ، وبعد كلامه عن ضرورة الوفاق بين التيارات الإسلامية يتناول بالحديث المصالحة بين المشروع الإسلامي والسلطة الحاكمة . وفي كل ذلك أي سواء أكانت  » مصالحة داخلية « أو مع السلطة ، يشدّد خالد الطراولي على الأسلوب السلمي في التعامل والطرح والمبادرة،أي في كل ما يتعلق بحوار أو فعل .

 

 يقول الكاتب  » لما أطلقت ،وبكل تواضع ،مبادرة المصالحة بين المشروع الإسلامي والسلطة في تونس ……..كان هدفها إعادته [ المشروع ] الى حظيرة التعامل السلمي والحضاري والديمقراطي فكراً وممارسة والذي غادر إطاره اضطراراً لا اختياراً …. ».

 

   إن اتجاه السلطة في تونس نحو التفاهم مع بعض أجنحة اليسار ربما قد شجع الدكتور الطراولي على القيام بهذه المبادرة ، خصوصاً وان  » دخول الإسلام الشأن العام أضحى محسوماً فكرياً وواقعياً  » . إن الطرفين ـ السلطة والمشروع الإسلامي ـ رابحان في هذا الأمر، فسلوك السلطة الذي يجب أن يتم  » برفق وتفهم وتدافع سلمي  » سيكون إقصاء لقوى التطرف  والغلو التي  بدأت تطل برأسها مهددة ، متوعدة حال الأنظمة والعباد والبلاد  » ، وهو ايضاً  » تأكيد للمسار الديمقراطي الذي سيصبح حقيقة ملموسة يعيشها الوطن ويكون الحزب الحاكم قائدها وراعيها « ، الى ذلك فإن المشروع الإسلامي « شريحة انتخابية مهمة يمكن أن يكون لها مردود إيجابي في الإنتخابات القادمة  » .أما المشروع الإسلامي فسيكون رابحاً بلم شمله ووضوح برنامجه واحترام حدوده وبواقعيته الجديدة التي تنبذ الإكتساح وهواية القفز والعجلة « .

 

 لا يتوقف الربح على السلطة الحاكمة والمشروع الإسلامي ، إنما الرابح من هذه المبادرة ـ إن وُضعت موضع التنفيذ ـ هي المعارضة بكل أصنافها « …..وتنتهي الملفات الأمنية التي كانت مبررا في بعض الفترات الى تقلص الهم الديمقراطي في البلاد  » .

 

 من هو الرابح الأكبر في هذه العملية بأكملها ؟

يقول الدكتور الطراولي انه الشعب التونسي « ….وهو أهم هذه الأطراف « ، فالنتيجة هي « ….استتباب الأمن والإستقرار وهيمنة المظلة الديمقراطية في البلاد على كل فرد ، حتى يعيش المواطن ، كل مواطن ،وطنيته جلية ومواطنته كاملة « .

 يقترح الكاتب نوعين من المصالحة :

مصالحة حقوقية

 تقوم السلطة  » بالعفو التشريعي عن كل المساجين السياسيين ، السماح للمغتربين بالعودة ، وإعادة الحقوق لأهلها . في المقابل يلتزم الطرف الإسلامي بطي صفحة الماضي والبدء بصفحة بيضاء جديدة وهذا يعني عدم الدخول في محاسبات ومطالبات .

 

مصالحة سياسية

 تلتزم فيها السلطة « بتحرير العمل السياسي للمشروع الإسلامي وإعطائه الإذن القانوني بالعمل العلني  » .وبالمقابل يلتزم الطرف الآخر بأمور أهمها في نظري [ ولتراجَع في الكتاب] ان  » الإنطلاق من المرجعية الإسلامية لا يعطي التيار الإسلامي أي حق وأي احتكار بالحديث عن الإسلام » ،  » فهو رؤية اجتهادية ككل الرؤى لا عصمة فيها لفرد ولا قدسية لفكر…. »، الإلتزام بالإبتعاد عن منطق التكفير، واعتبار الإختلاف بين الفرق والأحزاب على قاعدة الخطأ والصواب…. »

 

 قلت في بداية حديثي ان كتاب  » اشراقات تونسية » يُقرأ بسبب من الكاتب نفسه .

أُفسر :

 يتميز الدكتور خالد الطراولي بسعة معلوماته  ودقة تشخيصه لآفات المجتمعات العربيةـ وخصوصاً موطنه الأصلي تونس ـ وهي آفات مشتركة بين الحاكم والمحكوم . لم ينزو الكاتب في غرفة مغلقاً عليه بابها ليكتب ما كتب استناداً الى بضعة كتب حديثة الصدور أو قديمتها ، مقالات منشورة هنا وهناك في الصحف والمجلات ، بل هي معايشة منه ومتابعة حقيقية وجادة ويومية لما يجري على أرض الواقع وذلك من خلال التحاور مع الناس ، ومن خلال أجهزة الإعلام بأنواعها ومن ضمنها ـ كما يُشير هو ـ  الأنترنيت ، هذه الآلة التي أصبحت ،شئنا أم أبينا ، جزءاً من حياة الفرد في نقل وإيصال الخبر .

 

 إنه يتكلم بهدوء ودون انفعال ملتزماً موقف الوسط ، وهذا أمر يُحمد لذاته . لقد قدّم حلولاً، تحليلات ونتائج دون ادعاء منه انها حلول مقدسة لا يصح غيرها ، فهو يقول أن لا حق لشخص أن  يكون  » مالكاً بزمام الوطنية وموزّعاً لصكوكها ، ولكن تدافع وتناظر واجتهاد ، لا عصمة فيه لفرد ولا قدسية فيه لفكر ولا صوابية مطلقة لموقف أو ممارسة  » .

 

 إن الأمر الذي يعطي مصداقية للكاتب ومن ثم كتابه ، إنه لم يقع في فخ  » الأنا  » ، لقد انتقدها بوضوح وانتقد من هو مصاب بها . ومن جهتي استعمل كلمة  » مصاب  » وأنا أعنيها تماماً فهي مرض غاية في القسوة وهو أسوأ ما يحدث للشخص الذي يدعي انه قد نذر نفسه لبناء المجتمع والدولة وازدهارهما ، أو يريد المشاركة في ذلك ، فجماهير الساعة وشعوبها ليست كاالتي كانت عليه بالأمس ؛ اليوم هناك وعي عظيم وتحرك.

 

 أمر آخر مدهش بذاته يُحمد الكاتب عليه ، ذلك انه بعد انتقاده هذا حافظ على موقفه فهو أساس ومبدأ عنده ، ذلك أن العديد من الكتّاب والعاملين في حقلي السياسة والإجتماع ينتقدون  » الأنا  » وتضخمها المرعب والذي هو بالنتيجة ، نوع من الشلل الفكري ، ولكنهم هم أنفسهم يتكلمون ويكتبون من موقع  » الأنا  » الذي يعيبونه .

 

 لقد مُنع كتاب خالد الطراولي  » إشراقات تونسية ـ الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف ـ  » من الدخول إلى تونس ، أن تتداوله الأيدي ويُقرأ….

 

 لمـــاذا ؟؟؟

 

 لماذا ترفض السلطة أطروحة خالد الطراولي السياسية ؟

 يستبعد الدكتور الطراولي كل تحرك عنيف ، كلاماً أو فعلاً ، فهو ينادي بسلوك سلمي في كل حوار ونشاط ، إن العنف والشراسة ليس لهما موضع على الإطلاق في تحليلاته السياسية ذلك انه يستند إلى فكر إسلامي يؤمن بالحوار والتفاهم والهدوء والصبر لكسب الآخر أو حتى رد اعتدائه وإيقافه عند حدود لا يتعدّاها .

 فقد جاء في القرآن الكريم :

 ـ  » وجادلهم بالي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم « ،  فصلت ، آية 34

 ـ « وإن جنحوا للسلم فاجنح لها  » ، الأنفال 61، آية

 ـ  » وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما « ،  الفرقان ، آية 63

 ـ  »  فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين  » المائدة ، آية  13

 وجاء في الحديث الشريف : » إن الله عفو يحب العفو « 

 وهذ امثلة مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه في هذا الأمر .

 

إن خالد  الطراولي يستخدم تعبير  » السلمي » وهي مشتقة من كلمة : سلم في الكثير من صفحات الكتاب ، فهي اللغة التي تتم عبرها وبها تسوية المشاكل أياً كانت، سواء بين أطراف المشروع الإسلامي ، مع بقية الأحزاب ، مع السلطة أو الجماهير.

 

 نسأل

هل اعتبرت السلطة الكتاب  » كتاباً تحريضياً « ، ولكن اسلوبه يتميز بالجدّة ؟

 

هل عدّته  » تطاولاً  » على حاكم وسلطة  » عادلة  » ؟ ذلك أن الدكتور الطراولي يقترح  » وبكل تواضع ، ترشيح أحد السجناء المعروفين بمستواهم العلمي والفكري وحذاقتهم السياسية وكفاءتهم الميدانية ـ وما أكثرهم ـ وتكوين برنامج رئاسي بسيط تُجمع عليه المعارضة بكل أطرافها ، لايحمل لفّاً ولا دوراناً ولا يمثّل مناورة سياسية…. » [ راجع صفحة 99 من الكتاب ].

 

 في رأيي ، أن الكتاب قد مُنع لأن خالد الطراولي قد أحرج السلطة إحراجاً كبيراً ، فقد سدّ عليها كل المنافذ التي من الممكن إتيانه منها وذلك بطرحه الواضح الذي يخلو من أي لبس وتعقيد، ومناداته بحركة سلمية لكل المراحل السياسية .

 

إن الكتاب كتبه شخص مدفوع بنوايا حقيقية في صدقها وإخلاصها ،هل هذا الأمر بالذات تهديد لكرسي الحكم وسلطة الحاكم ؟

 

* الدكتورة شيماء الصراف عراقية متخصصة في الفكر الإسلامي والحضارة العربية. لها كتابات متعددة في المجلات والنشريات وحضور في الندوات والمؤتمرات الدولية، وآخر كتبها « أحكام المرأة بين الاجتهاد والتقليد » في 500 صفحة عن دار القلم باريس 2002.

 

المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

أين وكيف تتحصل على كتاب الدكتور خالد الطراولي ؟

 

 

يمكن الحصول على نسخة من كتاب إشراقات تونسية الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف الذي وقعت مصادرته في تونس وسحب كل نسخه من الأسواق، على العناوين التالية :

 

Librairie d’Orient

18, rue des Fossées StBernard

75005 Paris

Métro : Cardinal Lemoine Ligne 7

ــــــ

Librairie du Monde Arabe

Les Editions Al Qalam

220, rue St Jacques

75005 Paris

RER : Luxembourg

ــــــ

Librairie Al boustan

1,rue Larrey

75005 Paris

Métro : Monge Ligne 7

ــــــ

Librairie des quatre chemins / quatreécoles

25Avenue Jean JaurèsAubervilliers

Métro :quatre chemins ligne 7

ــــــ

كما يمكن مراسلة دار النشر » مركز الحضارة العربية  » على موقعها على النات

www.alhdara-alarabia.com

أو بالاتصال مباشرة بعنوانها الإلكتروني :

E.mail :alhdara_alarabia@yahoo.com

E.mail :alhdara_alarabia@hotmail.com

 

أو مراسلة موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي على البريد الإلكتروني :

Liqa2005@yahoo.fr

 


ردّا على سلوى الشرفي –  أرباع النساء

نصر الدين بن حديد   من حقّ المرء أو المرأة أن يأخذ الموقف أو يختار الموقع الذي يريد، حين نرى جميعًا ـ ولا أحسب في الأمر معارضة ـ أنّ القضيّة تتعلّق في الأصل بالقناعات وما وقر في القلب أو ما غاب عن الوعي… من حقّك توصيف سورية ورئيسها وحزب الله وأمينه العام والنظر إلى الأمر من الزاوية التي ترضيك، ومن حقّك أن ترين في الأمر مؤامرة أو مسرحيّة فارسيّة، لكنّ التاريخ والأخلاق [إن وجدت] لا يسمحان لك ولأيّ كان قلب الحقائق وتزييف الوقائع… حزب الله انتصر وحقّق نصرًا مبينًا، وقد أقرّ بذلك عتاة الصهاينة و«جهابذتهم» وليس لك توصيف ما أنجزته المقاومة الاسلاميّة الباسلة [من حقّي أن أطلق عليها هذا الوصف] في صورة الهزيمة… اللّهم ولا قدّر الله طبعًا أن يكون قلبك على الصهاينة وكيانهم الغاصب ومشروعهم الذي بدأ يندثر، أكثر من الصهاينة أنفسهم… قد نصدّقك حين نؤمن بما قاله أولمرت أمام الكنيست وما قاله جورج بن أبيه أمام الصحافة، حينها أمحو الواقع وأسفّه الوقائع وأنسخ التاريخ، لنعدّل الجغرافيا لفائدة هذا النصر الصهيوني الباهر، حينها نسلّم جدلا بهزيمة حزب الله… الشرف، سيّدتي، أن نَصدق أنفسنا، مهما كان الموقف ومهما كان الموقع ومهما كانت القناعات… حين يزيّف «العقلانيون» و«العقلانيات» الحقيقة، يكونون حينها في صورة  من أرادوا أو ادعوا أو دعوا إلى نقضها والعمل على محوها، صورة إدّعاء النصر زمن الهزيمة، كما كان الحال سنة 1967… من حقّك ومن حقّ عفيف الأخضر ومن حقّ فضيلة الدكتور خالد شوكات النواح والبكاء واللطم بسبب ما أنجزه حزب الله، ومن حقّ الجماهير من مارون الرأس إلى كاراكاس أن ترفع صور سماحة السيّد حجّة الإسلام والمسلمين حسن نصر الله [من حقّي أن أراه كما أشاء]، ومن حقّها أن تفرح وتنتشي التاريخ لا يظلم ولا يرحم ولا ينسى

 


 

الحرب العربية الاسرائيلية السادسة : عبر لاولي الالباب

 مسؤولية الثوابت في إدارة معركة المقاومة : تختلف مواقف الناس حول ثوابت حياتهم ـ حتى على إختلاف تلك الثوابت من أمة لاخرى ـ إختلافا شديدا . غير أن المؤكد الذي لا يشاغب فيه سوى من لا يأبه الناس بهم هو أن لكل إنسان فضلا عن أمة أو شعب أو مجموعة ثوابت محددة لا يتخطاها حتى لو مات دونها وما زاد عن ذلك تحكمه المصالح والتقديرات المتغيرة . من الناس من يلجأ تحت دمدمة العواصف رهبة أو رغبة إلى تحويل ثوابت حياته إلى مصالح تنالها عروض التضحيات والتبادلات . ومنهم من تسيل لعابه منذ البداية أعطيات الشرف فيلغي شخصيته المعنوية بجرة قلم . ومنهم من يظل ممسكا بميزان العدل بين ثوابت شخصيته الجمعية وبين مصالحها فلا طغيان ولا إخسار. أولئك قليل عديدهم  فلا يكون ذلك عامل ضغط عليهم  لانهم يدركون قاعدة في هذه الحياة هي من أكبر قواعد الحياة  » يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال  » . وكلمة الحق التي تزن الرجال ولا يزنونها تعني بداية تلبية نداء الفطرة التي تأسس عليها الدين وصاغت شخصية الانسان . ولذلك يظل الحق في كل قضية كبرى ـ دون الصغائر والتفاصيل ـ ثابتا معلوما معروفا يخترق حواجز الاختلافات الدينية واللغوية والعرقية والجنسية بل حواجز الزمان والمكان . لو قرأت القرآن الكريم مرة أخرى ـ لهذا الغرض بالذات ـ لعلمت بأنه لا ينصرف في جله وأغلبه إلى تعريف الحق بل إلى طرق كل السبل والمنافذ لتأطير النفوس عليه .   الثابت الاعلى المقدس في معركة المقاومة هو : الانحياز إلى جانب المظلوم ضد الظالم . ذلك هو الثابت الجامع بين الناس أجمعين منشؤه الفطرة التي خلقوا عليها دون إختيار منهم ولا قدرة على محو آثارها . الدليل على صحة ذلك هو إنتفاض كل مظلوم ضد كل ظالم يستوي في ذلك الناس أجمعين . تحديد الظالم من المظلوم في أكثر القضايا التي تجد فوق الارض ليس عملا يتطلب علما كثيرا ولا حتى بحثا كبيرا فإذا كان الامر متعلقا بالظلم الذي يمارسه الصهاينة والاسرائيليون في فلسطين ولبنان ضد الابرياء فإن وجه الحق في القضية يسفر باهرا كالشمس في ضحاها . لولا ذلك لما تعاطفت الشعوب الغربية مع المظلوم في فلسطين ولبنان مرات كثيرة ولما جابوا الشوارع محتجين وإنتصبوا أمام الممثليات السياسية والاعلامية منددين . إذا صادف أن ألفيت من يفترض منهم أعلى درجات المساندة من العرب والمسلمين لتلك القضية الواضحة العادلة .. يشق بعصاه الفاجرة نداء فطرته وقوميته وإنتمائه متحديا أعلى ثابت في حياته من مثل ما فعل بعض التونسيين من أمثال النكرة  » بلها بوجادي  » وسلوى الشرفي ورجاء بن سلامه وغيرهم .. ماهو التفسير الذي يمكن أن تنتجه ثم تطمئن إليه ؟ يمكن لك بداية إهمال شرذمة قليلة لا يزيد وزنها على وزن جناح بعوضة ضمن الاتجاه العام الاغلب للامة على مدار قرون طويلة بل حتى في أشد فترات ركودها . تحار طبعا ويحار معك كل حليم . لو إنتهجت منهجا علميا يقوم على إنتخاب  الفروض الممكنة عقلا وتمحيصها واحدة بعد الاخرى بعقل مقارن يقرأ في الاسباب ويرتب نتائجها عليها .. هل يمكن لك أن تنتهي إلى نتيجة أخرى مغايرة لكون أولئك ـ ومن كان بمثلهم ـ كذبة بالمعيار الفطري الانساني . لو حاولت تحليل سبب ذلك الكذب هل يمكن لك أن تظفر بنتيجة مغايرة لكون أولئك يبتغون من وراء كذبهم تحصيل مغانم عاجلة قد يتوصل إلى تحديد بعضها أكثر الناس إحاطة بهم سوى أنه يمكنك أن تصل إلى صورة أخرى من ذات النتيجة المنبنية على الكذب وهي أن أولئك يعاونون من عقد نفسية غائرة فإما أن يكونوا يعانون من عقد  الاستكبار والاستعلاء فلا يرضون بحشر أنفسهم مع الناس حتى حين يكون الناس أوفياء لثابتهم الاعلى : الانحياز إلى جانب المظلوم ضد الظالم في كل الاحوال وبقطع النظر عن بعد أو قرب الظالم والمظلوم منا . أو أنهم يعانون من عقد الهوان والدونية فيعمدون تعويضا عن ذلك الشعور القاتل بإتخاذ موقف مخالف لكل الناس إثباتا لوجودهم المتهافت في ذات أنفسهم . طبعا لا يمكن عزو مثل تلك المواقف المهزومة لمثل أولئك إلى العوامل الفكرية بمعنى إختلاف النظر وزوايا التأويل مما هو ناموس مهيمن على حياة الناس تدافعا ومغالبة . الدليل على ذلك كون كل من يشترك مع أولئك في ذات المشرب الفكري تحديدا أو بالجملة هم من خيرة المناصرين لقضية المقاومة الواضحة العادلة بل هم قادتها في أكثر من موضع .   عندما يتحالف اليمين الديني مع اليسار العلماني في كنف توازن منخرم .. تكون الهزيمة ثقيلة

لم يفاجإ الناس بالمواقف العربية الرسمية الموغلة في الانسحاق تحت أقدام الزحف الصهيوأمريكي في هذه الحرب مطلقا بل ذلك هو المرتقب من كل عربي ومسلم تقريبا بما في ذلك أشد المواقف خزيا وعارا من مثل مواقف العائلة السعودية والعائلة الهاشمية وعصابة المخذول مبارك في مصر . لا بل إن نوعا من التدارك لتلك الرسمية العربية قد حصل في آخر لحظة ـ بفعل إنجازات حزب الله على  ساحة الوغى وليس توبة ولا رشدا ـ وذلك عندما لبوا نداء السنيورة ممثلين في خارجياتهم إلى بيروت وقد فاتهم ـ وكل إناء بما فيه يرشح ـ أن يبادروا بحركة تكبير أو غير ذلك فكان التصفيق البارد ينغص على المشاهد معانقة ذلك المشهد الوطني العزيز جدا نسجته دموع السنيورة وصوته يتهدج بالبكاء المر في وضع صعب حزنا على بلاده التي تهدم ووطنه الذي يعرض في أسواق النخاسة الصهيوأمريكية لولا أن الرحمان سبحانه قيض له رجالا من أهل القرآن والجهاد والشهادة يبذلون الارواح رخيصة دونه . ذلك هو مشهد الحرب بأسرها عندي يكاد يساوي آلام حزب الله وهو يدفع الكيد عن الاسلام بأسره والمسلمين بأسرهم . لم يفاجإ الناس بمشهد آخر من مشاهد مسرحية الخزي والذلة والعار في الرسمية العربية وكل عربي ومسلم تقريبا يختزن في ذاكرته خيانات القومية العربية وسائر ألوان الطيف العربي في عقود الهزيمة من 48 حتى آخر مشاهد الذلة : مدريد 91 وأوسلو 93 ووادي عربة 94 .   لم يفاجإ الناس بذاك ولكن فوجئوا بما هو أشد منه وأنكى أي صدور فتوى عن مكتب السيد بن جبرين ـ أحد كبار علماء بلاط العائلة السعودية ـ تحرم مجرد الدعاء لحزب الله بسبب كونهم شيعة ـ روافض كما يحلو لخفافيش السلفية المغشوشة أن يلحنوا ـ . تفاصيل الفتوى القديمة الجديدة التي لم يكلف السيد بن جبرين نفسه عناء تنقيحها وتهذيبها وتشذيبها وتحيينها موجودة بصحفة إسلام أون لاين وكذا مختلف الردود عليها من الجمهرة الغالبة من كبار علماء المملكة فضلا عمن سواهم من مشرق الارض ومغربها في العالم الاسلامي . ما هو الحكم الشرعي ياترى في فصائل الجماعة الاسلامية بزعامة الفقيه المجاهد فيصل مولوي ـ وهي جماعة سنية ـ التي تقاتل جنبا إلى جنب مع حزب الله في جنوب لبنان ؟ أليس الاشتراك في العلة مؤذن بالاشتراك في الحكم ؟ لا بل ما هو الحكم الشرعي في مليار ونصف مليار من المسلمين والمسلمات لا يكاد الواحد منهم يلهج على مدى شهر كامل ونيف في كل سجدة من سجداته بغير الدعاء لحزب الله بالنصر والتمكين وغسل عار العرب والمسلمين ؟ لقد إستثمرت صحيفة  » يدعوت أحرنوت  » الاسرائيلية تلك الفتوى المتهالكة فصدرت بها إحدى أولى صفحاتها كاملة مع تعليق مفاده أن الاسلام يقف في هذه المعركة إلى جانب إسرائيل ضد المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله . كفى بذلك إذن تهافتا دينيا حين يضاف إلى تهافت العائلة السعودية سياسيا ليكتمل الغطاء العربي ـ قوميا وعشائريا ودينيا ـ لتلك الحرب الظالمة . حتى تنظيم القاعدة المعروف بتنكبه لحسن إدارة الفتوى ـ بل والحكم أيضا ـ على مقتضى الزمان والمكان والحال والعرف وسائر المتغيرات المعروفة .. إستخدم هذه المرة أقصى درجات الذكاء السياسي فدعا والحرب في أوج سعارها تلتهب إلى تشكيل قاعدة جهاد إستراتيجية لسائر قوى المقاومة في الامة . ما كان ينبغي لاحد عاقل ـ أبدا ـ أن يصادم المظلوم ـ بين الظلم ـ منتصرا للظالم حتى لو كان المظلوم أشرس الخصوم بسبب كونه ـ سيما عند المؤمنين بالقرآن الكريم ـ ليس ثمة على وجه الارض في الماضي والحاضر والمستقبل من يفوق عداؤه لهذه الامة عداء اليهود . يقف شعر المرء عندما يقع الخلط الاحمق بين مجريات الامور في كل من العراق ولبنان . أجل هناك حملة شيعية محمومة بقيادة حكومية ومؤازرة إيرانية واضحة صارخة وبغطاء أمريكي إنجليزي تهدف إلى محو كل أثر لاهل السنة . سوى أن الذي لم تدركه عقول كثيرة هو أن ذلك لاسباب سياسية قحة ولكن تسربلت بغطاء المذهبية . وليس ذلك يبررها بل لا يزيدها سوى إدانة وشجبا ونكرانا . ولكن عندما ننتقل من معارك داخلية ـ حتى لوكانت مذهبية فضلا عن كونها سياسية ـ إلى معارك خارجية يكون رأس الحربة فيها بنو إسرائيل ـ وعندنا في الدستور الذي لا يخطئ فيهم من الديان سبحانه ما يكفي وزيادة ـ .. عندها يجب أن تتغير الاولويات .  أما آن لتلك الكائنات الغريبة علينا ـ تدينا ويسرا ـ أن تفقه سنن التاريخ ونواميس الاجتماع ثم تفقه الاسلام الذي تدعي الانتماء إليه ؟ هل يعوا هذا إن كانت لهم عقول : هب أن حزب الله أشد الناس مطلقا طرا على الله سبحانه بغضا فهم أكفر من الكفر ذاته .. أليس الاسلام بكل أدلته الجزئيه والكلية بمنطوقها ومفهومها صريحا صحيحا في فرضية الانتصار للمظلوم حتى لو كان أشد الناس كفرا وجهلا وشركا وردة وهل الانتصار لذلك المظلوم يكون بغير إعانته على دفع صولة ظالمه وهل ثمة سلاح في ذلك أيسر من سلاح الدعاء تضرعا وخفية لا يتحرك فيه لسان خشية المكروه ؟ هب أن إسرائيل أقرب المقربين إلى الله سبحانه وهب أن حزب الله أكفر من الكفر نفسه .. ألا يفرض الاسلام على كل مسلم نصرة المظلوم على الظالم ؟ لم نزلت قصة اليهودي إذن في الكتاب العزيز ؟ إلمجرد التلاوة دون فقه أم لمعرفة مناسبة النزول بقصد القياس على الامر كلما جد في كل زمان ومكان وحال وعرف وظالم ومظلوم ؟ هب أن حزب الله حمارا ـ كما قال أصحاب المسألة الحمارية في فقه الفرائض ـ وهب أن إسرائيل دولة إسلامية على منهاج النبوة .. ما هو موقف المسلم من عدوان مسلم على حمار ؟ ها قد إلتقى اليمين الديني ـ هو يمين بسبب ممالأته للعائلة السعودية الحاكمة ـ مع اليسار العلماني ممثلا في بعض التونسيين من أمثال النكرة بلهاء البوجادي ورجاء بن سلامه وسلوى الشرفي . وفي المقابل إلتقى ـ كما هي العادة دوما تقريبا في القضايا القومية المقدسة العظمى ـ الاسلام الجامع بين الفقه وبين الجهاد مع العلمانية ـ بل الشيوعية القحة ـ . ذاك دليل على كون المشكلة ليست أبدا في إختلاف وجهات النظر ولكن في الوفاء لمقتضيات التفكير العلمي وحسن ترتيب الاولويات عقليا وواقعيا ومصلحيا وقبل ذلك وبعده في نشدان المصلحة الشخصية الضيقة تضخيما للذات المهزومة المنكرة لذاتها أصلا .

ثوابت مقدساتنا فوق حرية الرأي : الخلاصة من كل ذلك هي أن الخلاف حول أولوية قتال من يقاتلوننا هناك على تخوم مركزنا وأعينهم على حرماتنا الثلاث معا ـ وقد إستولوا على واحد منها ـ .. ليس خلافا نابعا من حرية الرأي وتنوع التفكير من باب الاجتهاد بين الناس . لا أبدا . الخلاف حول ثوابتنا المقدسة ـ وعلى رأسها طرا مطلقا المقاومة للاحتلال الصهيوأمريكي في كل مكان وزمان ـ ما ينبغي أن يعامل على ذلك الاساس : أي أساس حرية التعبير . بل يجب أن يعامل على أساس أنه خيانة داخلية لا تختلف عن الخيانة المسلحة العظمى سوى بأنه يتمترس بسلاح النفاق ويستغل الوضع المنخرم للامة بأسرها لصالح قوى الاستبداد والاستئصال داخليا والغلبة المادية خارجيا . حرية الرأي ليست على حساب ثوابتنا . وهي ثوابت لم يفصلها  واحد منا أبدا كائنا ما كان علمه وقدمه ورسوخه وفضله . بل هي ثوابت عظمى عليا خطها تاريخنا المجيد ويقتضيها حاضرنا الشهيد ومستقبلنا الموعود . هي ثوابت يشترك فيها مليار ونصف مليار من الناس . كل واحد منهم فارس نحرير دونها يموت ويحيا .   هي ثوابت إذا عجزنا حاليا على الاقل على إثناء الحاكم العربي عن ركلها بقدمه الصهيوأمريكية القذرة فلا أدنى من أن ننافح دونها أمام من يتسربل بالتعالم الديني ليجعل بأسنا بيننا شديدا وبيننا وبين أعدائنا الحقيقين خفيفا ـ ولا مشروعية عندنا أبدا لعلم أو فقه أو مجمع يزاول الفتوى الباردة وهو قاعد عن الجهاد ولو بالكلمة والقلم والتعبئة إذ العلم والجهاد أبدا صنوان لا ينفصلان ـ وكذا أمام من يتسربل بالعلمانية ليجعل من حرية الرأي سيفا يشتت وحدتنا الداخلية ويمكن لاعدائنا .   كان حريا بمؤسسات علمية فقهية كبيرة مثل الازهر والزيتونة وغيرهما من المجامع الفقهية التي تملأ الدنيا جعجعة حول قضية شخصية جزئية جدا .. أن تتصدى حملة التعبئة ضد العدو المحتل وحملة الفتوى الجريئة الصحيحة وحملات أخرى كان يقوم بها أمثال سلطان العلماء العز عليه الرحمة والرضوان .   أما معلم الزيتونة الذي دمره بورقيبه ثم طمره خلفه فلم يجد بعض من ينتسبون إليه من علماء البلاط فرصة مناسبة سوى هذه الحرب لاصدار بيان يقولون فيه على الله ورسوله وكتابه بغير علم ولا هدى منكرين شرعية اللباس الخاص بالمرأة وهم يردون على دهاقنة العلم والفقه والفتوى ضمن أكبر المجامع العلمية المعروفة اليوم والمشهود لهم بالجهاد والاخلاص والولاء للامة والذب عن بيضتها . كان حريا بهم أن يتبعوا تلك السيئة بحسنة التعبئة لصالح الامة في هذه الحرب .   وعلى كل حال فإن الامة محفوظة بحفظ كتابها سواء إنسحق حكامها المتغلبين قهرا تحت الارادة الصهيوأمريكية أو آثر بعض علمائها ـ وهم والحمد لله في كل زمان ومكان قلة قليلة لا تقدم ولا تؤخر ـ فتات الدنيا ورضى الحكام على نعيم الاخرة أو تلطخت بشرذمة من غلاة العلمانية تستغل حرية الرأي ـ وهي مكفولة سوى لمن ينال من المقدسات والثوابت ـ للشغب عليها .   وإلى لقاء تال أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه .   الهادي بريك ـ ألمانيا


ملاحظات ضرورية حول الموقف السوري الراهن

2006/08/18 الطاهر الأسود
بدا خطاب الرئيس السوري الشاب في 15 آب/أغسطس، حسبما أراده صائغوه علي ما يبدو، حاسما و مجلجلا ، والأهم من كل ذلك منتقما بالتحديد من قوي 14 آذار . غير أن ذلك الخطاب بدا نموذجا متناهي الدقة علي ما يعتري القيادة السورية من محدودية في التموقع كفاعل مؤثر في المنطقة. ليس الموقف السوري الممانع للبرامج الأمريكية والاسرائيلية إلا العامل الوحيد الذي يبقي سورية طرفا يحظي ببعض التعاطف الشعبي العربي. وهو موقف يستحق الثناء، بدون شك. غير أنه لا يستطيع وحده أن يرسي بهذا القطر العربي المحوري في الاتجاه الذي يستحقه. وسواء كان الرئيس الشاب هو المسؤول أو مساعدوه، فإنه لا توجد مؤشرات علي أية استفاقة سورية تستثمر الموقف السوري الوطني بالشكل الذي يجعله طرفا قياديا في منطقة عربية تعاني من بعض الفراغات الواضحة. العداء لسورية والعمالة لإسرائيل من الواضح الآن أن القيادة السورية تصيغ موقفها تجاه لبنان وشؤونه ليس علي أساس المساهمة في ترسيخ وحدة وطنية هشة أساسا بل في اتجاه الحث علي تفتيتها وهي بالتالي تتصرف علي أساس قاعدة أولوية الولاء للقيادة السورية وليس المصلحة الاستراتيجية السورية والعربية بشكل عام. ويبدو أن هناك خلطا بالغا في التقييمات السورية بين العداء للقيادة السورية الراهنة وموالاة إسرائيل. السؤال الذي يحتاج تأملا جديا هو التالي: هل عداء قوي 14 آذار للقيادة السورية الراهنة يجعلها آليا ضمن خانة العملاء لإسرائيل كما صرح بذلك الرئيس السوري في الخطاب أعلاه؟ عندما نرجع الي تاريخ العلاقات السورية ـ اللبنانية خاصة منذ سبعينات القرن الفائت والتدخل السوري العسكري في لبنان سنري أن الصراع اللبناني ـ السوري لم يكن دائما صراعا بين سورية وعملاء إسرائيل. لنتذكر أن التدخل السوري في لبنان كان علي أساس إنقاذ قوي الجبهة الوطنية الموالية لإسرائيل وفي صراع بالتحديد مع القوي المشتركة التي كانت تمثل الطرف المعادي لإسرائيل في لبنان. ولولا التوافق السوري ـ الأمريكي آنذاك لما أمكن مضي التدخل السوري. يجب التفريق، إذا، وبكل نزاهة بين الموقف من سورية في لبنان وخانة العمالة لإسرائيل. كان هناك ولا يزال هناك عملاء، أو بشكل أصح حلفاء، لإسرائيل داخل لبنان. ولكن هؤلاء بالتحديد كانوا في أحيان كثيرة حلفاء لنفس النظام السوري الذي لا يزال متواصلا الي اليوم. علي الرئيس السوري ألا يقنع نفسه أن قوي 14 آذار هي بالضرورةً عميلة لإسرائيل إذا كانت ضده. لا يخدم ذلك علاقات سورية ـ لبنانية قوية كما لا يخدم، وهذا الأهم، موقف المقاومة اللبنانية وبقية حلفائها من القوي المعادية لإسرائيل في لبنان. لنأخذ علي سبيل المثال تيار المستقبل بزعامة سعد الدين الحريري. في الواقع يحظي هذا التيار الآن بتأيد الكثير من السنة في لبنان. ولكن أي ملاحظ يعلم أن أنصار الحريري وبقية القوي السنية المتحالفة معه ليست عميلة لاسرائيل بالرغم من التلاعب الخليجي بالزعيم اللبناني المحدود الخبرة. وحتي هذا التلاعب لا يخدم دائما المصلحة الاسرائيلية بقدر ما يخدم تصفية حسابات إقليمية عربية في لبنان.
إن الاجماع اللبناني علي النقاط السبع ، والذي هو إنجاز في حد ذاته، تم من قبل حزب الله علي أساس فهمه واستيعابه وحرصه الكبير علي الوحدة الوطنية الداخلية. وفي الواقع أثبتت الحرب الاسرائيلية أن طيفا واسعا من قوي 14 آذار ليس له أية نوايا أو رغبة في تشكيل خطة تكرر 14 أيار . أشار السيد حسن نصر الله الي اعتزازه بهذه النقطة بالذات من خلال إشارته لفشل الاسرائيليين في اختراق القوي اللبنانية والجيش بهدف توجيهها ضد المقاومة. طبعا هناك طيف محدود من قوي 14 آذار ممن لا يريد تنفيذ خطة 14 أيار لأنه لا يستطيع ذلك وليس لأنه لا يريد. غير أنه حتي في تلك الحالة فإنه ليس من مصلحة أحد تعميم توصيف العمالة . فلقد نجح حزب الله بفضل أدائه الميداني في جذب حد أدني من الالتفاف اللبناني وأحيانا بالرغم من رغبات الكثيرين.
إذا كانت القيادة السورية تحرص أولا وفقط علي الحفاظ علي وتقوية قوي الرفض اللبناني للمشروع الاسرائيلي والأمريكي فعليها أن تترك تصريف العلاقات اللبنانية الداخلية لطرف أكثر رصانة مثل الثنائي نصر الله ـ بري. الصمت السوري في هذه الحالة أفضل بكثير من الكلام.
المقاومة السورية لا يمكن الالتفاف بأي شكل من الأشكال علي الحجة التي تلوح بها بكثير من الانتهازية واللؤم مختلف القوي الاقليمية العربية المتراخية تجاه سورية: أين المقاومة السورية في الجولان؟ فبالرغم من أن ايا من هؤلاء جاد في دعوته القيادة السورية للمقاومة بل انه ربما يسارع في التحريض عليها إن فعلت، فإن ذلك ليس مبررا لعدم التساؤل بجدية عن دواعي الدعم السوري للمقاومة في لبنان وعدم القيام بأي شيء عندما يتعلق الأمر بالجولان. بل ان سورية تسارع لتأكيد عدم سورية مزارع شبعا لدعم استمرار المقاومة في الجنوب اللبناني. في حين تترك الجولان المحتل والذي لا يجادل أحد من ناحية القانون الدولي حول سوريته من دون أي مواجهة فعلية. يقول الرئيس السوري المقاومة ليست بالضرورة العسكرية فحسب بل هي أيضا سياسية وثقافية . وهذا صحيح إذا كان المتحدث شخص محارب، مثل حسن نصر الله، لإقناع سامعيه أنه يحتاج لتنويع أشكال المقاومة. غير أن المتحدث هنا ممتنع بالأساس عن المبادرة بأي مقاومة عسكرية في الجولان. وهنا يعرف الجميع العلاقة القومية للنظام السوري مع سكان الجولان بالرغم من الاحتلال ولا يبدو أنه سيكون عاجزا علي المبادرة بأي شيء إذا أراد. غير أن أحدي معضلات التفكير الاستراتيجي السوري ومنذ عصر الراحل حافظ الأسد هو تصوره للصراع العسكري مع إسرائيل إلا ضمن حدود الحرب النظامية و التوازن الاستراتيجي ، غير أن التوازن الجديد للقوي ومنذ سنوات أثبت أن تنظيمات شعبية تحت الاحتلال راسخة في قطريتها هي الأنجع في مواجهة الآلة العسكرية الاسرائيلية (أنظر مقالنا في التوازن الجديد للقوي: شعبية التنظيمات الفلسطينية واللبنانية القدس العربي 25 تموز/ يوليو 2006). وبالرغم من حديث الرئيس السورس الشاب عن الأجيال الجديدة للمقاومة فإنه لا يبدو ماسكا بما يمكن لسورية أن تقوم به في إطار الظروف والوسائل الجديدة. ولكن هل تستطيع القيادة السورية وحزب البعث الحاكم القيام بتجربة حرب شعبية حقيقية في الجولان السوري حتي وإن كان يستطيع المبادرة بأعمال عسكرية؟ هذا تساؤل هيكلي بالأساس ويطرح في الواقع تساؤلات جدية حول نجاعة استمرارية النظام السوري بتركيبته السياسية المحدودة الراهنة. وهو ما يطرح إشكالية الوضع السياسي الداخلي في سورية. حول الاستمرارية في الجمود السياسي كان خطاب 15 آب/أغسطس و التفاعل الشعبي المبرمج خلاله وما حام حوله من تمجيد للرئيس السوري نموذجا علي الجمود السياسي البالغ الذي تعاني منه القيادة السورية الشابة . وقد كان هناك الكثير من الآمال حتي مؤتمر حزب البعث في الصائفة الماضية حول احتمالات قيادة الرئيس السوري لـ إصلاح داخلي بطيء في أقل الأحوال. غير أن القيادة السورية استمرت في الرغبة علي المحافظة علي حزب البعث في الحكم كأولية في تقييم بقية القوي السورية الفاعلة. وهكذا فعلي الجميع القبول بقيادة حزب فاقد للشعبية في مرحلة خطيرة تحتاج التحاما روحيا وسياسيا قويا بالشعب السوري. وهذا شرط لا يرسخ قاعدة جدية للدفاع عن سورية من التحديات الخارجية الأمريكية ـ الاسرائيلية. ومن الواضح أن القيادة السورية تتجه للتمركز حول ذاتها وطرد المخالفين علي أساس أنهم مجرد عملاء لإسرائيل، أي نفس الخطأ الذي ترتكبه في لبنان والذي يدفع تجاه إسرائيل كل طرف لا يواليها بشكل أعمي.
إن الرئيس السوري تسلم حكما جاهزا بشكل وراثي وليس لأنه كفؤ بالضرورة. تبرز محدودية الرئيس السوري عندما يحاول الارتجال. بدا ذلك خصوصا عندما رأي أن نجاح خطابه يعتمد علي ما يتعرض اليه من هجوم . عندما نحاول مقارنة هذه النبرة الطفولية مع نبرة السيد نصر الله، الذي اقتلع زعامته بأسنانه وبعد الكثير من التضحيات الميدانية والذي كان شابا في يوم من الأيام من دون أن يكون طفوليا، فإننا لا نستطيع أن نتفاءل كثيرا بما يمكن أن يقدمه الرئيس السوري لسورية في المرحلة العصيبة القادمة. نقول ذلك بكل أسف ونحن نعلم أن القيادة السورية ما زالت تحافظ علي حد أدني وطني مشرف عندما يقارن ببقية المواقف الرسمية العربية. إن إعادة تركيب قواعد اللعبة السورية في الاتجاهات الثلاثة آنفة الذكر وحدها التي ستجعل ذلك الموقف الوطني المشرف موقفا ناجعا من الناحية السياسية ومؤثرا في التطورات التاريخية التي ستقبل عليها المنطقة.
باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 18 أوت 2006)  


هل يعني اللاعنف… الانبطاح؟

2006/08/17 ارتفعت بعض الأصوات في الآونة الأخيرة تؤاخذ المقاومة في فلسطين ولبنان علي استخدامها للقوة في وجه الاحتلال وتدعو الي التأسّي بمارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي في اعتماد اللاّعنف سبيلا لردّ الاحتلال وتحرير الأرض وكان الأستاذ عبد الباري عطوان قد ردّ بمنطق سياسي واضح في احدي افتتاحيات القدس العربي علي دعوة مماثلة كان قد توجّه بها السفير السعودي في واشنطن الي المقاومة في كلّ من فلسطين ولبنان داعيا الي اعتماد ما أسماه المقاومة السلمية.
ونحن في هذا المقال لا نريد مناقشة المسألة من وجهة نظر سياسية بمعني محاولة فهم وفضح الخلفيات التي تحكم الدعوة السعودية ولا أسبابها ولا مبرراتها أو حتّي توقيتها ولماذا ينبغي أن تكون المقاومة ضد اسرائيل سليمة بينما ينبغي ممارسة أقصي درجات العنف ضدّ كلّ من يخالف النظام السعودي أو بقية الأنظمة العربية، وانما نريد أن نعود الي توضيح الأسس الفلسفية التي تكمن وراء نظرية اللاّعنف، وهل أن ما يدعو اليه السفير السعودي وأضرابه من أشباه المثقفين ورجال السياسة هو المقصود فعلا من هذه النظرية؟
ان كلّ دارس للفلسفة السياسية يدرك أن اللاّعنف هو منطلق هذه الفلسفة وغاية مبتغاها 1 فهي تفكير في العنف من أجل نبذه. فالسؤال حول العنف هو منبع الفلسفة ذاتها أي بوصفها تنشد احلال السلام بما أنّ المشروع الفلسفي عقلاني فهو مضاد لكل ممارسة قمعية تعتمد القوة منهجا. ومن الأكيد أن في علاقات العنف يكف الآخر (ذاتا أو شعبا) علي أن يكون عقلا وارادة لينحصر في كونه موضوعا للتعنيف والايذاء والاضطهاد لذلك يحتاج العنف عنفا مضادّا لنبذه بقي أن العنف المقاوم هنا ليس غاية بل وسيلة لاحلال اللاّعنف (أي التسامح والسلام والحرية) و حيث لا اختيار الاّ بين الجبن والعنف…أنصح بالعنف 2 كما يقول غاندي. لأن اللاّعنف في النهاية ليس خضوعا راضيا للشرير) 3 كما قد يعتقد البعض ممّن لا يدركون جوهر فلسفة اللاّعنف وانما هو محاولة لاقامة العدل وصنع السلام عبر الأخذ علي يدي الطرف العنيف حقيقة ذلك أن من يتعرض للعنف ان انتهي الأمر به الي الاستسلام له فانه يغدو بصورة من الصور شريك هذا العنف ويلفي نفسه وقد انحط لمجرد أنه رضي به .
سمير حمدي كاتب من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أوت 2006)  


رجل نصره الايمان بالعدل

2006/08/17 حسن نصر الله هذا الرجل المؤمن الصادق والامين ومن الذين قال في شأنهم رب العزة رجال صدقوا ما عاهدوه عليه . لقد كشف للعالم الوجه البشع للعدو الصهيوني وحقده الدفين علي العرب بالوراثة، واليوم ها هي المقاومة الباسلة تكبد العدو خسائر فادحة في العتاد، فالجيش يتخبط في الجنوب الصامد والحكومة تكذب علي شعبها وفي اسرائيل الكل يريد الهجرة والهزيمة حلت بهم عسكريا وسياسيا وانتهت اسطورة الزيف والجيش الذي لا يقهر وظهرت شمس الحق وزهق الباطل وقريبا سيكون الحساب في ما بينهم. اما انتم يا عرب فلا تتركوا لبنان وحيدا وضمدوا جراحه الطاهرة، فهو درتكم الفواحة رغم جراحه.

احمد حمودة تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أوت 2006)


بوش و الإسلامي الفاشي:

غلواء ثقافية ضاربة الجذور

 
صبحي حديدي (*)   هل كان الرئيس الأمريكي جورج بوش بحاجة إلي ذريعة راهنة، نوعية وفائقة من طراز صمود المقاومة اللبنانية وسائر اللبنانيين في وجه العدوان الإسرائيلي البربري، أو مكرورة روتينية من طراز إعلان السلطات البريطانية تفكيك شبكة إرهابية جديدة كانت تستعد لتنفيذ ما هو أشد فداحة من 11 ايلول (سبتمبر) 20001، لكي يتحدث عن الإسلاميين الفاشيين ؟ دانييل بايبس، دون سواه، ينبهنا مشكوراً إلي أن التعبير استُخدم مراراً وتكراراً في أعقاب انهيار البرجين في نيويورك، ليس علي لسان بوش وحده بل علي ألسنة عشرات الساسة وبأقلام عشرات الكتاب والمحللين، هنا وهناك في الغرب.   وهو علي حق، تماماً في الواقع، لأن رقم مستخدمي تعبير الإسلامي الفاشي ، أو الفاشو ـ إسلامي ، يُعد بالعشرات فعلياً. ومن الخير للمرء أن يذهب أولاً إلي بوش نفسه، رأس المتفوهين دون أن يكون رأس الحكمة بالضرورة، في خطابه غير الشهير (ولكن الخطير للغاية، وتحديداً في جانب هذه الغلواء العقائدية ضد المسلم بوصفه هوية)، بتاريخ 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2005، في المعهد الوطني للديمقراطية . ولعل تلك البرهة بالذات كانت واحدة من ذري التقاء الخط المتشدد للمحافظين الجدد إزاء الإسلام، والمزاج الشخصي التبشيري شبه العصابي عند الرئيس الأمريكي، والذي جعله يأنس في ذاته جبروت محاربة الشر علي هدي الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة.   في مستهل خطابه قلب بوش الرأي في التسميات والمصطلح، قبل أن يستقر علي الصيغة المفضلة عنده: البعض يطلق علي هذا الشر تسمية الراديكالية الإسلامية، والبعض الآخر يعتبره جهادية إسلامية، ويوجد كذلك مَن يسميه إسلامو ـ فاشية. هذا الشكل من الراديكالية يستغل الإسلام لخدمة رؤيا سياسية عنيفة عمادها التأسيس، عن طريق الإرهاب والانحراف والعصيان، لإمبراطورية شمولية تنكر كل حرية سياسية ودينية. هؤلاء المتطرفون يشوهون فكرة الجهاد فيحولونها إلي دعوة للإجرام الإرهابي ضد المسيحيين واليهود والهندوس، ولكن أيضاً ضد المسلمين من مذاهب أخري، ممن يعتبرونهــم هراطقة .   بعد هذا الاستهلال، الذي يمزج المقدمات الديماغوجية بنتائج تبسيطية لتلفيق حق يُراد منه الباطل وحده، يختم بوش هذه الخطبة (التي لم تجانب أسبوعية نيوزويك الأمريكية الصواب حين اعتبرتها قنبلة عقائدية ) علي نحو يجعل المرء يحار حقاً في ما إذا كان اللغة قادمة مباشرة من قاموس الحرب الباردة: إن الراديكالية الإسلامية، مثل الأيديولوجيا الشيوعية، تحتوي علي تناقضات موروثة تحتم فشل تلك الراديكالية. وفي كراهيتها للحرية، عن طريق فقدان الثقة في الإبداع الإنساني ومعاقبة التغيير والتضييق علي إسهامات نصف المجتمع، تنسف هذه الأيديولوجيا السمات ذاتها التي تجعل التقدم الإنساني ممكناً، والمجتمعات الإنسانية ناجحة .   هل ينتمي هؤلاء إلي عصور غابرة، إذاً، وكيف تمكنوا من منازلة أهل الحديث والحداثة والعلوم والتكنولوجيا؟ هنا إجابة بوش: إن الشيء الوحيد الحديث في رؤيا هؤلاء المتشددين هو الاسلحة التي يستخدمونها ضدنا. وأما ما تبقي من رؤيتهم السوداء فلا تعرفه إلا الصورة الزائغة عن الماضي، وإعلان الحرب علي فكرة التقدم بذاتها. وأياً كانت الحصيلة القادمة في الحرب علي هذه الأيديولوجيا، فإن النتيجة ليست محط شك: أولئك الذين يكرهون الحرية والتقدم قد حكموا علي أنفسهم بالعزلة، والانحسار، والانهيار. ولأن الشعوب الحرة هي التي تؤمن بالمستقبل، فإن الشعب الحر هو الذي سيمتلك المستقبل .   وبين الاستهلال والخاتمة، ولكي لا تنقطع سلسلة التداعيات المذكرة ببلاغة الحرب الباردة ويتم رشقها سريعاً علي مستقبل هذه القرن بأسره، أعاد بوش التشديد علي ما يستهويه أكثر فأكثر في حكاية الحرب علي الإرهاب: أن الأيديولوجيا الإجرامية للإسلاميين الفاشيين هي محك القرن الجديد الذي نعيشه. غير أن هذه المعركة تشبه، في أوجه كثيرة، الكفاح ضد الشيوعية خلال القرن المنصرم. فالراديكالية الإسلامية، تماماً كالأيديولوجيا الشيوعية، تتصف بأنها نخبوية، تقودها طليعة تعين ذاتها بذاتها، تنطق باسم الجماهير المسلمة. بن لادن يقول إن دوره تعليم المسلمين ما هو خير لهم وما هو ليس بخير. وما يعتبر هذا الرجل، الذي تربي في الرخاء والثراء، خيراً لفقراء المسلمين ليس سوي أن يصبحوا قتلة وانتحاريين. وهو يؤكد لهم أن طريقه هو وحده الدرب إلي الجنة، رغم أنه لا يسير فيه هو نفسه .   تخيلوا الرئيس الأمريكي (الجزار الأول خلف كل ما حاق بأهل فلسطين والعراق ولبنان من عذابات في الحقبة الراهنة) نصيراً لفقراء المسلمين ضد أغنيائهم، وليس الاغنياء من طراز فاسدي الانظمة العربية من حكام وزبانية بل ذلك الغني الذي يُدعي اسامة بن لادن! تخيلوه، قبلها، نصيراً للمسلمين من مذاهب أخري (شيعة قانا وعيتا الشعب وعيترون والجنوب اللبناني بأسره، مثلاً؟)، ضد المسلمين الراديكاليين الفاشيين! ثم تخيلوه وهو يبدو كمَن يزاود علي بلاشفة روسيا مطلع القرن الماضي، في التعبئة الطبقية!   مساجلة هذا النسق في التفكير، وهو كما أسلفنا شائع واسع النطاق هنا وهناك في أوروبا والولايات المتحدة، تظل أشبه بالنفخ في قربة مثقوبة، والطائل الوحيد من ورائها قد يكون تذكير الذات بأن الماضي يجرجر أذياله علي الحاضر دون عناء، ويرخي سدولاً ثقيلة علي المستقبل كذلك. فإذا كان الإسلام، مثل اليهودية والمسيحية، نتاج المشرق وعقيدة مئات الملايين في مشارق الأرض ومغاربها، فإن الفاشية نتاج أوروبي صرف انفلت من عقاله الفكري والفلسفي ذات يوم فامتدت عواقبه الكارثية إلي مشارق الأرض ومغاربها. ألم يكن كافياً أن يستعير الغرب مصطلح الأصولية من التراث الديني والفقهي اليهودي ـ المسيحي الغربي، لكي يصبح مقتصراً علي تشدد المسلمين وحدهم، والإسلام حصراً؟ هل سننتظر، في القريب العاجل، مصطلحات مثل الإسلامو ـ نازية ، و الإسلامو ـ شيوعية والإسلامو ـ ماسونية؟ وكيف، في تفاقم حال كهذه، يمكن الحديث عن أي أفق لردم الهوة الثقافية بين الشعوب والحضارات والديانات والعقائد؟   والمرء يتذكر، ليس دون مرارة بالطبع، أواخر العام 1999 حين بدا وكأن الولايات المتحدة بحاجة إلي سلام ثقافي طويل عريض من أجل تحليل مغزي عبارة من ثلاث كلمات، هي بالضبط: توكلت علي الله ، نطق بها الطيار المصري جميل البطوطي قبل أن تسقط طائرة البوينغ 767 في ظلمات محيط الظلمات. ومن عجائب المصادفات أن الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بدا محتاجاً شخصياً إلي هذا السلام، وهو يتصدر رؤساء وقادة وممثلي 54 دولة تقاطروا في الفترة ذاتها إلي أسطنبول، في تركيا، للمشاركة في أعمال قمة المنظمة الأوروبية للأمن والتعاون.   توكلت علي الله في اللغة العربية وفي السياقات السلوكية اليومية شيء، وهي في عرف المترجم الذي يعمل لصالح مختلف مؤسسات القرار الأمريكية (البيت الأبيض، وزارة الخارجية، مكتب التحقيق الفيديرالي، المخابرات المركزية…) شيء آخر مختلف تماماً. السياق الأول دعاء وتضرع واستغاثة وعبارة دارجة في المعيش اليومي، وأما الترجمة الأمريكية فهي أي أو كل الاحتمالات التالية: وصية انتحار، أو علامة اختلال نفسي، أو إشارة إلي احتمال وجود عمل إجرامي. وأما السلام الثقافي الوحيد الصالح فهو ذاك الذي يحسم هذا الخلاف اللغوي ـ التأويلي، علي نحو يقطع الطريق أمام انجرار مصر والولايات المتحدة إلي حرب ثقافية من جانب أول، كما يرتب ـ في جانب ثانٍ أشد أهمية ربما ـ أمور الشركة الأمريكية العملاقة الصانعة لطائرات بوينغ… يرتبها علي أحسن وجه، تجارياً وتكنولوجياً وثقافياً أيضاً.   الأمور بخواتيمها بالطبع، وكان ينبغي انتظار انكشاف المزيد من الحقائق قبل المسارعة إلي إعلان المسؤولية البشرية، أو المسؤولية التكنولوجية. الأكثر يسراً وسهولة وسرعة كان توجيه المسؤولية العقائدية، كما يتوجب أن يذهب التعبير، حتي إذا كانت نتائج تلك المرحلة المبكرة من التحقيقات لا تتناسب البتة مع حجم الحملات الإعلامية الأمريكية التي كانت تتلهف علي التجريم العقائدي للطيار المصري. والحال أنها فعلت ذلك في غمرة مناخات درامية مشحونة للغاية، مثيرة وتشويقية كما يليق بالنماذج ما بعد الحداثية في أدب الخيال العلمي ـ النفسي، وعنصرية متغطرسة جاهلة حيث الإسلامو ـ فاشية هي العدو البديل عن الفاشية ذاتها، ومثلها أيديولوجيات أخري كالشيوعية والنازية!   في الحقبة ذاتها، في مثال ثانٍ يذهب بنا إلي قلب أوروبا هذه المرة، غير بعيد عن موطن الفاشية، بدا أن مسلمي البلقان هم أول دافعي الأثمان الباهظة لقاء سلام أهلي فرضه ذلك النوع المرتبك والسطحي والتقسيمي من دبلوماسية الكولاج الذي يحلو للحلف الأطلسي، والولايات المتحدة في الطليعة، اعتماده وتسويقه بالقوة السياسية والعسكرية. وبدا أن مسلم كوسوفو هو وقود النار التي اشتعلت واتسع أوارها، وهو الضحية شاء أم أبي، أكان علمانياً أم أصولياً أم مجرد مؤمــــن بـــــريء برسالة سماوية هي الاسلام، وسواء سار خلف المعتدل إبراهيم روغوفا أو حمل السلاح وقصد الجبال القصية دفاعاً عن قضية قد يدرك أنها خاسرة سلفاً. في تلك الحقبة كانت حقائق التاريخ الراسخة القادمة من معركة سقوط كوسوفو سنة 1389، وكما استذكرها للعالم المؤرخ الأمريكي نويل مالكولم في كتابه كوسوفو: تاريخ موجز ، تعيد ربط الماضي بالحاضر:   1 ـ الكثير من الصرب الأرثوذوكس، وكذلك المسيحيين من أبناء الطوائف الأخري، قاتلوا في صفوف المسلمين، ليس انحيازاً لدين علي دين أو لمذهب علي مذهب، بل لأن صربيا كانت آنذاك حلبة لتصارع الأمراء والنبلاء، تماماً كما كانت عليه الحال في الأندلس عند دخول المسلمين.   2 ـ الأمير شتيفان، ابن الملك لازار وأحد أكبر رعاة الفنون والثقافة في تاريخ الصرب، انضم إلي الأتراك بدوره بعد مقتل أبيه، ليس محبة بالعثمانيين، بل اتقاءً لشر أبناء جلدته من الأمراء الخصوم.   3 ـ الحكم العثماني، وطيلة القرنين الأولين، كان متقدماً في تقاليد التسامح الديني والثقافي علي حكم الأمراء، وكانت أنظمة الجزية أكثر إنسانية من أنظمة القنانة الإقطاعية التي سادت في صربيا طيلة قرون. ولقد سُمح للمسيحيين واليهود بممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة، وأجيز لهم الإنخراط في الجيش العثماني واحتلال مناصب قيادية عالية.   هل حالت هذه الحقائق دون أخذ المسلم البوسني بجريرة أنه مسلم بالولادة ومسلم بالجنسية ومسلم بالعقيدة… في آن معاً؟ وأما علي الأرض، في غمرة انخراط الحلف الأطلسي بتحقيق سلة أغراض تكفل ولادة بلقان جديد ، تماماً علي النحو الغائم الذي ترطن به وزيرة الخارجية الامريكية اليوم عن شرق أوسط جديد ، فتبين سريعاً أن الســـلة الوحيدة التي تتحقق هي التالية: مجازر، مقابر جماعية، عمليات أرض محروقة (أو قري محروقة عن بكرة أبيها إذا شئنا الدقة)، تطهير إثني بوسيلة التهجير المباشر وغير المباشر، وتعاظم غير مسبوق في أعداد المنضمين الجدد إلي جيش تحرير كوســـوفو!   وهكذا، لا يتغذي أي إرهاب من أية عقيدة، دينية أو سياسية أو فلسفية، كما يتغذي علي الهوة الثقافية الفاغرة بين القوي والضعيف، وعلي السخط العميق الناجم عن غياب العدل الإجتماعي، وامتهان الظالم للمظلوم، وسلب الحقوق، وتحقير العقائد… وهل ثمة، بعد هذا كله، حاجة لأية إسلامو ـ فاشية ؟   (*) كاتب سوري مقيم بباريس   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 18 أوت 2006)

مقدمات الحريق الكبير

 
غسان شربل       فجأة وجدت إسرائيل نفسها أمام أسئلة صعبة وغير متوقعة. لماذا لم يتمكن الجيش من حسم المعركة ضد «حزب الله»؟ ولماذا لم يستطع منع الصواريخ من الاستمرار في التساقط على شمال اسرائيل؟ ولماذا بدت كل محاولة للتقدم البري باهظة التكاليف؟ وما هي الأخطار البعيدة المدى مما حصل؟ ماذا ستستنتج حركة «حماس» من تجربة «حزب الله»؟ وماذا ستستنتج سورية؟ وكيف سيقرأ الرئيس أحمدي نجاد هذه التجربة على طريق حلمه الكبير بشطب اسرائيل من الخريطة؟   تركت الحرب الأخيرة جرحاً عميقاً في قلب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وكذلك على المستوى السياسي. تناقش المؤسسة الاسرائيلية الأداء في هذه الحرب بوصفها حرباً اقليمية. تعرف اسرائيل انها واجهت عند حدودها وداخل هذه الحدود جزءاً من الترسانة الإيرانية. تقول إن هذه الترسانة ما كانت لتصل الى يد الحزب لولا المعبر السوري الذي وفر أيضاً لـ «حزب الله» وعلى مدى سنوات مظلة واقية على الارض اللبنانية. الحرب اقليمية بطبيعتها وإن كان مسرحها محدوداً.   انطلاقاً من هذه النظرة الى الحرب تقرأ اسرائيل ما تبع اعلان وقف العمليات العسكرية.   خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وحديثه عن نصر «استراتيجي وتاريخي». وخطاب الرئيس بشار الأسد الذي يُستنتج منه ان ما جرى ليس الحرب الأخيرة، وان الاسد يستعجل الحسم الداخلي في لبنان لتحويله رأس حربة لتحالف ثلاثي يمتد من جنوب لبنان الى طهران مروراً بدمشق. وتقرأ ايضاً خطاب الرئيس احمدي نجاد وتطلّعه الى شرق أوسط جديد لا مكان فيه للولايات المتحدة واسرائيل.   تقرأ اسرائيل الخطابات الثلاثة. ما يجمع بينها من وجهة نظرها هو العداء للدولة العبرية والسخط على السياسة الاميركية والاصطدام بهذا القرار أو ذاك لمجلس الأمن. ما يجمع بينها حالياً هو الانتقال من الاعتراض على التصور الاميركي لشرق أوسط جديد الى إعلان شرق أوسط جديد يقوم على استنزاف المواقع الأميركية ومواجهة اسرائيل مباشرة أو بالواسطة. هذا الصدام يمكن ان يجد ترجمته على ارض العراق او في لبنان او في الاثنين معاً.   فالعراق يمكن ان يشهد محاولة لاخراج القوات الأميركية بعدما شهد محاولات لافشال الغزو الاميركي، ولبنان يمكن ان يشهد محاولة لاخراج النفوذ الاميركي والفرنسي منه لجذبه في صورة واضحة وقاطعة الى معسكر التحالف الثلاثي.   من مجمل القراءات في المنطقة وخارجها يتضح ان الحرب الأخيرة لن تظل الأخيرة. فمن اعتبر نفسه منتصراً سيسعى الى البناء على انتصاره وترجمته. ومن خسر سيستعد للثأر مستفيداً من دروس المواجهة التي يحاول القرار 1701 اخماد نارها. الأكيد هو ان الاقليم في حال غليان لم يعرفها من قبل. وفي حال انقسام لم يشهد مثيلاً لها منذ وقت طويل. وان الملفات الملتهبة تمتد من مزارع شبعا الى المفاعلات الايرانية مع ميل متزايد لدى مختلف الافرقاء الى رفع منسوب التخصيب.   رجعت اسرائيل من الحرب بجرح عميق وأسئلة صعبة. السؤال هو عن استنتاجاتها والذيول. هل تستنتج ان مواجهة «حزب الله» لا تكفي لمواجهة الخطر الايراني وانه لا بد من الذهاب الى مصدر الخطر نفسه؟ ام تستنتج ان الحل هو التصدي لسورية لقطع الاتصال بين ايران و «حزب الله»؟ أم ترى الحل في اشتعال الداخل اللبناني وعلى أمل أن يؤدي الاقتتال الداخلي الطائفي والمذهبي الى اغراق المقاومة وتبديد انتصاراتها؟   واضح ان الاقليم يقف على عتبة فصول ساخنة سياسياً وربما أمنياً. العراق مرشح لأن يكون أحد مسارح التجاذب. السخونة هناك قد تدفع ادارة جورج بوش الى توسيع دائرة المواجهة بشكل أو بآخر. لبنان مرشح بدوره للرياح الساخنة. ثمة مظلة وحيدة يمكن ان تجنب اللبنانيين الكارثة. انها مظلة الوحدة الوطنية. أي تفريط بهذه المظلة ينذر بقتل الوطن والدولة والمقاومة. لا بد من التنبه الى الهدير العميق في الاقليم. لقد ذهبت اللعبة بعيداً. وذهب معها اللاعبون. هذا الهدير المجبول بالمخاوف ينذر بحريق كبير.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 أوت 2006)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.