الخميس، 11 سبتمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année,N°3033 du 11.09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين وVérité-action : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!( اليوم الثالث والعشرون)

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي : أخبار حول محاكمات الحوض ألمنجمي

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:  بيـــــــــــــــــــــان

كلمة’: زكية الضيفاوي أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام المحكمة

حــرية و إنـصاف : حرمان ابنة ناشط حقوقي و زوجته من حقهما الدستوري في الحصول على جواز سفر
الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية، : بيان إلى الرأي العام

منتــــــــــــــــــــــدى الجاحظ: دعــــــــــــــــــــــــــــــــوة

مراد رقية:المفاوضات الاجتماعية في قطاع الصحافة المكتوبة : طريق مسدود؟

نشرة الإصلاح العربي : تونس بن علي يعلن ترشحه؛ فرض رقابة على الإنترنت؛ الإفراج عن صحافي

فريد خدومة أبو شهيد التونسي :  شهادة السجين الإسلامي السابق

مراد رقية:جل قطاعات الادارة التونسية تحتقر المواطن وتزدري حقوقه؟؟؟

كلمة’: كاد المعلّم أن يكون…
كلمة’: ‘الزوايديّة’ : غياب تام للمصالح البلدية ومعاناة دائمة للمتساكنين
قنا : تعاون برلماني بين تونس وفرنسا

الصباح : تجاوزات في تصنيع بعض مواد التنظيف : مواد ممنوعة.. وأخرى بمقاييس غير مضبوطة ونقاط تصنيع عشوائية..

الصباح : خلال الاسبوع الأول من شهر رمضان : حجز أكثر من 9 آلاف كلغ من المواد الغذائية الفاسدة

قدس برس : انتقاد لضعف في حركة الترجمة في ندوة عن الترجمة في تونس: تعريب العلوم شرط لنهوض الترجمة

الصباح : تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2009 : تونس في المرتبة 73 دوليا والثامنة عربيا

قنا : نمو الناتج البنكي الصافي لثلاث بنوك في تونس

القلم الحر سليم بوخذير: خبر عاجل: إطلاق سراح المدون المغربي محمد الراجي

ميدل إيست أون لاين : الحرشاني يسجل ‘مذكراته’

زهير الخويلدي : في سبيل بناء هرمينوطيقا دينية 

منى سليم : الزوجة الثانية.. والهروب من العنوسة

عبد الله الرمادي : لماذا هذه الهجمة على مبادرة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي

خالد شوكات : صبر قصير على الديمقراطية.. طويل على الاستبداد!

زهير الخويلدي : الشمال والجنوب: من الاعتراف إلى رد الاعتبار


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail: Vérité-action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   info@verite-action.org :  e-mail                                       تونس في  11 سبتمبر 2008                                              

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :                           من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                                                                        ( اليوم الثالث والعشرون)

                                                   

 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. ! لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من …القرن الماضي .. ! إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء  » مساجين العشريتين  » …) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP  و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم …    عن الجمعيـة الدولية                              Verité – action  لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                              الرئيـــــــــس     الأستاذة سعيدةالعكرمي                              صفوة عيسى          
 
22 –  الهادي الغالي  

أشهر من التعذيب .. و سنوات لا تنتهي من ..التشفي .. !

 

بطاقة تعريف سجنية   الاسم و اللقب : الهادي الغالي. تاريخ الولادة : مارس 1941 . الحالة الاجتماعية : متزوج وله 3 بنات وولد. المهنة : سائق سيارة اجرة  . السجون التي مر بها : تعرض لمعاملة استثنائية  قاسية جدا  كالعزل التام بأقبية السجن المدني بتونس /جناح العزلة  /لمدة أكثر من 10 سنوات  لم يتسن له فيها التواصل حتى مع مساجين الحق العام أو رؤية احد  ما عدي يوم الزيارة  للأهل والتي تتم ضمن تدابير خاصة وصارمة  كما تعرض إلى كثير من التعذيب والإذلال والحرب النفسية التي استهدفت تدمير أعصابه وقدراته الذهنية ، لم ينتقل بين سجون كثيرة   و في أغلب الفترات كان يقيم بسجن  9 أفريل بتونس   بين جناح العزلة والغرفة المنفردة الموجودة فوق جناح المصحة   كما أقام بجناح العزل في سجن الكاف لمدة عام ونصف كانت  الأقسى على الإطلاق  حيث كان سجانوه يعمدون إلى رش المياه الباردة على ثيابه وفراشه في ليالي الشتاء  القارسة البرودة   وفي الأشهر الأخيرة أقام بسجن المهدية و هو حاليا بسجن المسعدين . ماي 1991 . تاريخ الدخول للسجن :  . الحالة الصحية : مصاب  بمرض بالاعصاب  +روماتيزم العظام  +قرح المعدة . الحكم :  مدى الحياة للمراسلة و المساندة : الهادي الغالي، السجن المدني بالمسعدين ، سوسة ، الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية … أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!                      

حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين « 


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 10 سبتمبر 2008 أخبار حول محاكمات الحوض المنجمي:

1.    محكمة الاستئناف بقفصة:أحيل اليوم كل من السيدة زكية الضيفاوي والسادة عبد العزيز احمدي ، عبد السلام الذوادي ، كمال بن عثمان – أساتذة تعليم ثانوي- معمر عميدي – معلم تطبيق – فوزي للماس – مساعد تقني – ونزار شبيل – عامل. كلهم اقوفوا اثر المسيرة الاحتجاجية التي وقعت يوم الأحد 27 جويلية 2007 بمدينة الرديف. وقد حوكم الموقوفون ابتدائيا بأحكام قاسية تراوحت بين ستة و ثمانية اشهر سجنا . جلسة استئناف اليوم حضرها عدد هام من المحامين، ورافع خلالها كل من الأساتذة: ·       عبد الستار بن موسى ·       الازهر العكرمي ·       زهير اليحياوي ·       شكري بلعيد ·       علي كلثوم ·       شوقي الزهواني ·       بشير الطرودي ·       جلال الهمامي ·       نزيهة جمعة ·       محمد عبو ·       عبد الحميد بن بوبكر ·       اسيا الحاج سالم ·       مختار الطريفي ·       سعيد بوشيبة ·       العياشي الهمامي إلى جانب تركيزهم على كيدية التهم والتعذيب الذي مورس على الموقوفين ، أشار المحامون إلى  مفارقة تطابق محاضر البحث حيث لا يضاف لكل محضر بحث سوى اسم المتهم ورقم بطاقة تعريفه. كما ا شار بعضهم إلى عديد الخروقات الأخرى، منها أن مكاني استنطاق الموقوفين وتحرير المحاضر المنسوبة إليهم مختلفان ، وهو ما يطرح نقاط استفهام عديدة حول ظروف إيقافهم والتهم المنسوبة إليهم. متابعة: تابعت المحاكمة شخصيات أجنبية ونقابية: فقد حضر موفد من التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان ، وهو الأستاذ أحمد الحريري واخرمن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ، الفرنسي الجنسية الأستاذ مارتان. نقابيا: حضر السيدين حسين العباسي والمولدي الجندوبي من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والسيد الطيب بوعائشة من النقابة العامة للتعليم الثانوي وسليم الغريسي عن النقابة العامة للتعليم الأساسي. بعد المرافعات، اجل رئيس محكمة الاستئناف القضية ليوم 15 الاثنين سبتمبر للمفاوضة والتصريح بالحكم. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي التي تجدد مطالبتها بإطلاق سراح الموقوفين  حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم في بداية السنة الدراسية تعبر عن تقديرها للسادة المحامين لا فقط على مرافعاتهم المتميزة بل كذلك على ما يبدلونه من مجهودات خارقة للتنقل أسبوعيا- تقريبا- إلى الجنوب مع ما يرافق دلك من مشاق السفر. كما تحي الحضور الحقوقي المغاربي والاجنبي . إلى دلك  تعبر اللجنة عن ارتياحها إزاء حضور الوفد النقابي وتعتبره مؤشرا ايجابيا لانخراط الاتحاد العام التونسي للشغل في السعي  لحل أزمة الحوض ألمنجمي. 2.المحكمة الابتدائية بقفصة : أحيل يوم الثلاثاء 09 سبتمبر  المجموعة الثانية من شباب برج العكارمة – معتمدية المظيلة- وهم سمير قوادر، عصام قوادر، الصادق قوادر، محمد علي قوادر، بهاء الدين قوادر، الياس قوادر، فوزي العكرمي ، طارق أماسية وكلهم بحالة ايقاف. محمد مصباح،جمال العكرمي، رياض قوادر، الجمعي قوادر، أيمن موسى ، حسن قوادر،رضوان قوادر، هارون حسني ، عبد الغفار عكرمي، لطفي عكرمي، المهدي قوادر، مروان عكرمي، ياسين عكرمي، كمال مصباح صالح عكرمي، ذاكر عكرمي والمولدي قوادر، بحالة فرار. وقد حوكموا كلهم بثمانية أشهر: مع تأجيل التنفيذ بالنسبة لطارق أماسية والصادق قوادر ، وبالتنفيذ بالنسبة للبقية، ماعدا وليد العكرمي: حكم عليه بعد سماع الدعوى ، بعد جاء شاهدان أقرا بأنه كان يعمل خلال التحركات الأخيرة بالشركة. وبخروج الشاهدين من المحكمة وقع إيقافهما من طرف قوات الأمن ولم يطلق سراحهما إلا بعد تهديد المحامين بالانسحاب من قاعة الجلسة. 3.أطلاق سراح:أطلق حاكم التحقيق  سراح مجموعة من شبان الرديف وهم الصغير بلخيري- الذي أوقف عند عودته من فرنسا – محمد بوصالحي، فريد حنديري، ابراهيم دبيش، حسن محجوبي ومحمد مشيخي، ودلك بعد ختم البحث. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي التي تعبر عن ارتياحها لإطلاق سراح هؤلاء الموقوفين وتقدر عاليا كل من آزرهم، تأمل أن يكون الإفراج  بداية انفراج حقيقي يتضمن إطلاق سراح كل الموقوفين وإيقاف التتبعات ضدهم وفتح تحقيق جدي في الملابسات التي رافقت التحركات وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تعيشها منطقة الحوض ألمنجمي.
عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي                  مسعود الرمضاني  

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 11 سبتمبر 2008

بيـــــــــــــــــــــان  في قفصة: أحكام قاسية والإفراج  مؤقتا عن بعض الموقوفين

   

أصدرت الدائرة الجناحية  بالمحكمة الابتدائية بقفصة برئاسة السيد عبد القادر الهادف اليوم الخميس 11 سبتمبر 2008 حكما قاسيا في حق كل من محمد الجديدي واحمد فجراوي وحسان بنعلي وزين العابدين هوشاتي و وجدي بويحيى ومحمد بن عمارة  بويحيى و الخامس بوليفي و وسام البلطي و يحيى بن مسعود و محمد بن عبد الباقي  بويحيى و صابر بوعوني فقد قضت بسجن كل واحد منهم مدة ثلاث سنوات وخمسة أشهر  بعد أن أحالهم قاضي التحقيق  أمامها بحالة إيقاف بتهم « الإضرار عمدا بملك الغير و تعطيل حرية الجولان بالسبل العمومية وصنع وحيازة آلات و مواعين محرقة بدون رخصة ورمي مواد صلبة على أملاك الغير وإحداث الهرج والتشويش بمكان عام و الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه جرح على موظف عمومي أثناء قيامه بوظيفه » . وقد ترافع عن المتهمين ما يزيد عن خمسة عشر محاميا اثأروا ما تعرض له المتهمون من تعذيب لانتزاع اعترافاتهم و الاخلالات الخطيرة التي شابت المحاضر وخاصة التدليس الواضح لها ذلك أن المحامين اكتشفوا عند تصويرهم للملف اثر تعهد حاكم التحقيق به نسختين مختلفتين من محضر البحث إذ أضيفت بأحدهما فقرة تورط عدنان الحاجي في الأحداث المشمولة بالملف، في حين خلا المحضر الثاني من تلك الفقرة، وقد تقدموا بشكاية في التدليس ضد ضابط الشرطة حسين نصيب الذي حرر ذلك المحضر وكاتب الشرطة عبد الكريم سعايدية غير أن النيابة لم تحرك ساكنا كما طعنوا بالبطلان في تلك المحاضر أمام قاضي التحقيق إلا انه لم يأخذ بذلك وأحال المتهمين على الدائرة الجناحية باعتماد محاضر مرمية بالتدليس. وكان المحكوم عليهم اتهموا بالمشاركة في الأحداث التي شهدتها مدينة الرديف أيام 4 و5 و6 جوان الماضي حين قامت قوات الأمن بمداهمات لمنازل ودكاكين تمّ خلعها وإتلاف سلعها، وتمّ إلقاء القنابل المسيّلة للدموع داخل المساكن…، وقد أدّت هذه التصرّفات إلى تجمّع المواطنين بساحة المدينة للاحتجاج على الحصار الذي فرضته قوات الأمن على المدينة ومداهمتها للمنازل والمتاجر ، وكانت قوات الأمن أطلقت  الرصاص على المواطنين يوم 06 جوان  مما أدى إلى وفاة الشاب الحفناوي المغزاوي البالغ من العمر 25 سنة. وفي سياق متصل اصدر أمس 10 سبتمبر 2008 قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بقفصة والمتعهد بالقضية عدد 15537 (التي أودع السجن في إطارها عدنان العاجي وبشير العبيدي وعادل جيار وغيرهم  من النقابيين و المناضلين المتهمين بقيادة الحركة الاحتجاجية في الحوض المنجمي وخاصة في الرديف) ، اصدر قرارا بالإفراج مؤقتا على كل من إبراهيم دبيشي وفريد حنديري وفتحي فجراوي وحسن محجوبي ومحمد(شهر الهادي) بوصلاحي والصغير بلخيري وغلاب كرامتي. كما شهدت محكمة الاستئناف بقفصة أمس محاكمة  زكية الضيفاوي و فوزي للماس ومعمر عمايدي و عبد العزيز احمدي وعبد السلام ذوادي وكمال بن عثمان ونزار شبيل ، الذين مثلوا موقوفين أمامها  طعنا في الحكم الابتدائي الذي كان صدر ضدهم يوم  14 أوت الماضي والقاضي يسجن زكية الضيفاوي مدة ثمانية أشهر وسجن البقية مدة ستة أشهر ( بيان الربطة بتاريخ 14 اوت 2008) وقد أعلن أكثر من ثلاثين محاميا نيابتهم عن المتهمين وترافع أكثر من عشرين منهم لبيان ما ميز المحاضر من تلفيق واضح  وتعرض المتهمين للتعذيب و طلبوا الإفراج مؤقتا  عن المتهمين غير أن المحكمة، التي تميزت في كامل أطوار الجلسة بسعة الصدر و تسجيل أقوال المتهمين ومرافعات لسان الدفاع، رفضت مطلب السراح وأجلت النطق بالحكم لجلسة 15 سبتمبر الحالي. وقد حضر الجلسة الأستاذ احمد الجريري ممثلا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان والأستاذ مرتان برادال ممثلا لمرصد نشطاء حقوق الانسان ( المكون من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان  والمنظمة العالمية لمقاومة التعذيب) والشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان و هيئة محامي باريس. كما حضر الجلسة عدد من النقابيين في مقدمتهم السيدان حسين العباسي والمولدي الجندوبي عضوا المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن تعاطفها ومساندتها للمحكوم عليهم و تثمينها لقرار الإفراج المؤقت على عدد من المتهمين فإنها تطالب بالتحقيق في ما نسبوه من تعذيب وتدليس للمحاضر وإحالة من تثبت مشاركته في تلك الأفعال الإجرامية أمرا أو تنفيذا .كما تطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين والمحاكمين على خلفية أحداث الحوض المنجمي ومعالجة القضايا الاجتماعية العالقة بالتشاور مع مختلف الأطراف وخاصة أولائك الذين كان لهم دور بارز في تأطير الاحتجاجات الاجتماعية وبقائها على طابعها السلمي، و تنبه مرة أخرى إلى خطورة المعالجة الأمنية وعدم جدواها.    عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس المختـار الطريفـي


زكية الضيفاوي أمام المحكمة

 

 الصحبي صمارة الإفراج عن 6 معتقلين آخرين  أبلغتنا مصادرنا بقفصة أنّه تمّ الإفراج عن 6 معتقلين آخرين في تمام منتصف الليل من يوم 10 سبتمبر الجاري كانوا قدر عرضوا صباح اليوم على حاكم التحقيق بقفصة هذا وأكّدت مصادرنا أنّ عدد الذين أفرج عنهم في وقت متأخّر من مساء اليوم هم 7 موقوفين اختتم محضر البحث والتحقيق معهم وهم من المجموعة التي أوقفت في نفس الفترة التي اعتقل فيها النقابي عدنان الحاجّي.  في انتظار التعليمات  أجّلت محكمة الاستئناف بقفصة تصريحها بالحكم في قضية المناضلة عضوة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان وعضوة منظمة العفو الدولية ـ فرع تونس ـ وعضوة التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحرّيات إلى يوم الاثنين 15 سبتمبر الجاري. هذا وقد قضت المحكمة الابتدائية بقفصة بالسجن 8 أشهر نافذة على أستاذة التعليم الثانوي زكية الضيفاوي فيما قضت بالسجن 6 أشهر على أربعة أساتذة آخرين وموظّف حكومي شهر أوت الماضي بتهم تتعلّق بالاعتداء على موظّف عمومي والتشويش والهرج.  هذا وقد قضت المحكمة الابتدائية بقفصة بالسجن 8 أشهر نافذة على أستاذة التعليم الثانوي زكية الضيفاوي فيما قضت بالسجن 6 أشهر على أربعة أساتذة آخرين وموظّف حكومي شهر أوت الماضي بتهم تتعلّق بالاعتداء على موظّف عمومي والتشويش والهرج. ويأتي الحكم الصادر في الطور الابتدائي نتيجة لمشاركة هؤلاء الأساتذة في مسيرة سلمية تطالب بإطلاق سراح مساجين منطقة الحوض المنجمي الذين تمّ اعتقالهم بالمئات عقب تحرّكات احتجاجية شهدتها مدن الرديّف وأمّ العرايس والمتلوي والمظيلّة طيلة الأشهر الماضية. ورفض القاضي طلب الإفراج الذي تقدّم به أكثر من 20 محاميا حضروا للدفاع عن المساجين الذين من المفترض أن يستأنفوا عملهم مع يوم العودة المدرسية الذي يتزامن مع يوم التصريح بالحكم. وأبدت أوساط حقوقية تخوّفها من أن تكون نيّة السلطة تتجه صوب الاستمرار في سجن هؤلاء المربّين بما يعني حرمانهم من وظائفهم. وكانت المناضلة زكية الضيفاوي قد تعرّضت إلى تهديد بالاغتصاب من طرف رئيس فرقة الأمن السياسي بقفصة المدعو محمد اليوسفي لإكراهها على الإمضاء على اعتراف بلائحة التهم التي تمّت صياغتها. يذكر أنّ السلطات التونسية اخترعت أسلوبا جديدا لقمع معارضيها تمثّل بالأساس في تلفيق تهم تتعلّق بالحقّ العام عقابا لهم على نشاطهم السياسي وذلك لما أصبح يعرف عنها في الأوساط الدولية من معاداة للنشاط الحقوقي ورفض لحرية التعبير وقد استعملت السلطة في تونس هذا الأسلوب مع عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين نذكر منهم المحامي محمّد عبّو والصحفي سليم بوخذير. وفسّر المحامون الحاضرون في عشرات المحاكمات التي تتعلّق بأحداث الحوض المنجمي تردّد القضاء في إحالة مطالب الكشف عن آثار التعذيب وتزوير المحاضر الذي رافق حملة الاعتقالات الواسعة والتي طالت المئات من أهالي هذه المنطقة بأنّ جهاز القضاء التونسي أصبح يعيش أزمة استقلالية حقيقية وأنّه أصبح يعمل وفق التعليمات وهو ما يجعل قراراته مخالفة في كثير من الأحيان للنصوص القانونية ويجعله في تبعيّة لما يصدر من أوامر عن السلطات التنفيذية ليبتّ في القضايا بشكل نهائي. 2 ـ إفراج سرّي أخلي سبيل عدد من الموقوفين المحالين على التحقيق والمحاكمين من أبناء الحوض المنجمي في وقت متأخّر من مساء اليوم 10 سبتمبر دون الإعلان عن عددهم ولم تبلغنا بعد تفاصيل حول أسماء المفرج عنهم وفي انتظار نشر القائمة الاسمية لهؤلاء أكّدت مصادرنا أن عددهم يبلغ 10 أفراد وهم من مساجين مدينة الرديّف التي شهدت أعنف حملة للاعتقالات خلال هذه الصائفة والتي كانت بدايتها بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين ممّا أسقط أكثر من 20 جريحا وأودى بحياة أحد الشبّان نتيجة إصابته بطلق ناريّ يوم 6 جوان الجاري. 3 ـ محمّد شندول مطلوب للمحاسبة أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة بيانا يوم 5 سبتمبر الجاري طالب فيه بمحاسبة محمد شندول عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل مسؤول الإعلام ومدير صحيفة ‘الشعب’ لسان الاتحاد على ما ‘اقترفه’ على حدّ تعبير البيان بانضمامه إلى مجلس المستشارين الغرفة النيابية الثانية في تونس والتي تمّ اختراعها سنة 2004. وقال البيان أنّه لا يمكن لأحد مهما ‘ارتفعت هامته’ أن يدوس قوانين الاتحاد وأن يعتدي على المنظّمة مؤكّدا في الآن نفسه على ضرورة محاسبته وفق القانون الأساسي والنظام الداخلي لاختراقه لقرارات الهيئة الإدارية الوطنية لاتحاد الشغل. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد رفض المشاركة منذ سنة 2004 في قائمة المختارين لمجلس المستشارين مطالبا باستقلاليته في اختيار من يمثّله في هذا المجلس إلاّ أن السلطة رفضت وتمسّكت بقرارها اختيار نصف الأعضاء الممثلين للاتحاد وهو ما أدّى في النهاية إلى رفض المنظمة الدخول إلى الغرفة الثانية. ويعدّ التحاق محمد شندول حسب رأي أغلب النقابيين خرقا واستهزاء بقرارات المنظّمة وتوصيات مؤتمرها الوطني ولكنّ الاتحاد فسّر التحاق شندول الذي عيّن بأمر رئاسي في مجلس المستشارين بأنّه سلوك فردي وشخصي لا يلزم المنظّمة. هذا وقد أكّد الاتحاد الجهوي بجندوبة في بيانه المذكور أنّ شندول مخيّر بين الاستقالة من مجلس المستشارين والاعتذار للنقابيين أو الاستقالة من الاتحاد بعد محاسبته وفق النظام الداخلي للمنظّمة واعتبر البيان الذي تمّ توزيعه على نطاق ضيّق أن ما أقدم عليه شندول هو من أجل خدمة أغراض ومصالح شخصيّة. وصرّح مصدر نقابي مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أنّ ما حدث هو محاولة لضرب وحدة الاتحاد وهو برنامج شرع في تطبيقه لإلهاء المنظّمة في صراعات داخلية حتّى لا تقوم بدورها الضروري في الدفاع عن مصالح فئات الشغالين المنخرطين صلبها وقال أنّ هذه مجرّد بداية لأزمة تريد السلطة أن تفجّرها داخل الاتحاد. (المصدر: مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية- تونس)بتاريخ 11 سبتمبر2008).  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في  11 رمضان 1429 الموافق ل 11/09/2008

حرمان ابنة ناشط حقوقي و زوجته من حقهما الدستوري في الحصول على جواز سفر

   

تسنيم حمزة ابنة الناشط الحقوقي حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف و عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي طالبة بالسنة الثانية بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية و التقنية بالمرسـى ( IPEST ) ستجري مناظرة الدخول لإحدى المدارس العليا الفرنسية للمهندسين في المواد الكتابية التي يتم إجراؤها بتونس على أن تكمل الامتحان في المواد الشفاهية بفرنسا و على ذلك الأساس طلبت منها إدارة المعهد إعداد جواز سفر في انتظار تعيين موعد الامتحان و تقدمت بمطلب للحصول على جواز سفر لدى مركز النخيلات التابع لمنطقة الأمن بأريانة الشمالية و ذلك بتاريخ 24/07/2008 تحت عدد 1047 و بقيت تتردد على المركز المذكور لكنها لم تحصل إلا على المماطلة و التسويف و هو ما جعلها تتوجه  برسالة إلى الجهات المختصة بوزارة الداخلية ثم إلى السيد وزير الداخلية  و لم تتلق جوابا عنها. كما تقدمت زوجته السيدة منجية بن عرفة أستاذة رياضيات مرحلة أولى بطلب للحصول على جواز سفر و ذلك بتاريخ 26/05/2008 تحت عدد 708 لدى مركز النخيلات التابع لمنطقة الأمن بأريانة الشمالية و رغم مراجعتها عديد المرات للجهات المعنية إلا أنها قوبلت بالمماطلة إلى حد تاريخ كتابة هذا البيان فتقدمت بعرائض إلى الجهات المختصة بوزارة الداخلية ثم إلى السيد وزير الداخلية و لم تتلق جوابا عنها. و يعتبر السيد حمزة حمزة أن حرمان ابنته و زوجته من حقهما في السفر هو عقاب جماعي لعائلته باعتباره ناشطا حقوقيا. و حرية و إنصاف 1)    تستنكر هذه المعاملة اللاقانونية و اللاإنسانية في حق مواطنتين لا ذنب لهما إلا أنهما تنتميان لأسرة ناشط حقوقي. 2)    تعتبر ذلك شكلا من أشكال العقاب الجماعي الذي ترفضه الشرائع السماوية و دستور البلاد و المواثيق الدولية. 3)    تدعو الجهات المعنية لتمكين السيدة منجية بن عرفة و الآنسة تسنيم حمزة من حقهما الدستوري في جواز سفر دون مماطلة. 4)    تطالب باحترام حق الطالبة تسنيم حمزة في مواصلة دراستها الجامعية في ظروف عادية و في إطار تكافؤ الفرص مع بقية زملائها من الطلبة. 5)    كما تطالب بتمكين كل الذين تقدموا بمطالب للحصول على جوازات سفر بالاستجابة لمطالبهم و عدم حرمانهم أو حرمان أفراد عائلاتهم من هذا الحق لأسباب سياسية.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

2008 تونس في 11/9/

بيان إلى الرأي العام

   

نحن الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية، نتوجه إلى الرأي العام القطاعي و الوطني بالبيان التالي:   يمر اليوم عام على المظلمة التي سلطت علينا، ففي مثل هذا اليوم من العام المنقضي، أصدر وزير التربية السابق قرار بإعفائنا من العمل كأساتذة رغم تميز ادئنا البيداغوجي و الإداري و لم يقدم الوزير السابق أي مبرر يجعل مصالح وزارته تقدم على مثل تلك المظلمة.   و منذ اليوم الأول لتوصلنا ببرقيات الطرد توجهنا إلي وزارة التربية و التكوين في محاولة لمعرفة الأسباب غير أننا لم نتلق أي رد بل نقابل في كل مرة بالتسويف و المماطلة و الاعتداد بالعنف أحيانا كثيرة. و لكن كل ذلك لم يثنينا عن مواصلة مطالبتنا بعودتنا إلى عملنا، وقد كنا على يقين أن السبب الحقيقي الذي لم تستطع الوزارة أو أبواق دعايتها التصريح به هو انخراطنا في العمل النقابي على الرغم من حداثة عهدنا بالتدريس، و هو ما جعل النقابة العامة للتعليم الثانوي تتبنى قضيتنا و تسعى إلى فتح باب التفاوض مع سلطة الإشراف. و عوض أن يفتح الوزير السابق تحقيقا في المظلمة مضى مستغربا من تبني نقابة الثانوي و المركزية النقابية لقضية ثلاث أساتذة.   و أمام تعنت الوزارة و رفض الاستجابة لمطلب عودتنا قررنا بمعية النقابة العامة للتعليم الثانوي خوض إضراب عن الطعام  دام 39 يوم و قد لاقى احاطة و رعاية و تبني مطلق من كافة هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل، و قد اثبت قطاعنا في هذه المحطة النضالية قدرة على التعبئة و التجند لا مثيل لها بحيث تحول مطلب عودتنا إلى مطلب قطاعي مجمع عليه ، وبمجرد تعليق الاضطراب عن الطعام  واصلت النقابة العامة تاطير الاحتجاجات و دعت الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي لاضطراب بيومين كان ناجحا بكل المقاييس. ولكن على الرغم من كل ذلك لا تزال المظلمة متواصلة، لذلك يهمنا أن نتوجه في مفتتح هذه السنة مرة ثانية للوزير الجديد أن يفتح تحقيقا جديا حول ملابسة طردنا من العمل و أن يغلق هذا الملف نهائيا بعد إعادتنا إلى أماكن عملنا الأصلية. إن المماطلة في التراجع عن قرار طردنا الجائر لا مبرر له و من شأنه أن يرسخ لدى عموم الناس قناعة أن نهج التفاوض عاجز عن استعادة الحق الأمر الذي قد يضطرنا مرة أخرى إلى تفعيل الخيار النضالي المباشر دفاعا عن كياننا و مستقبلنا. لذلك نهيب بكل زملائنا و زميلاتنا و نقابتنا العامة و المركزية النقابية أن يواصلوا إسنادهم لقضيتنا العادلة ونحن طلاب حق و ما ضاع حق ورائه طالب.    – عاشت نضالات الأساتذة المطرودين عمدا – عاشت نضالات التعليم الثانوي الأساتذة المطرودين عمدا: – محمد مومني أستاذ فلسفة – على الجلولي أستاذ فلسفة – معز الزغلامي أستاذ إنجليزية لمراجعة ملف طردنا و يوميات إضراب الجوع ال 39 يرجى الدخول إلى مدوناتنا: -1- مدونتنا الأصلية المحجوبة في تونس و نطالب بإطلاق سراحها من اجل الحقيقة http://moumni.maktoobblog.com/ – 2- مدوناتنا البديل http://3profexclu.blogspot.com/ http://moumni2.maktoobblog.com/ -3- مدونتنا باللغة الإنجليزية و قريبا بلغات أخرى http://professors-expelled.blogspot.com/


 
,منتدى الجاحظ 3 نهج الوسن حي فطومة بورقيبة باردو الهاتف: 71661028   دعــــــــــــــــــوة  
  ضمن سلسلة جديدة من الأنشطة الفكرية ينظم منتدى الجاحظ خلال السنة الثقافية الجديدة حلقات نقاش بين أعضاء المنتدى. يفتتحها الأستاذ محمد القوماني بمداخلة بعنوان  » أسئلة القدر في الإسلام  » و يناقشـــــه الأستاذ عبد الرزاق العياري و البحري العرفاوي  و عبد العزيز التميمي و بلغيث عون و سامي ابراهم . وذلك خلال الأمسية الرمضانية ليوم السبت 13 سبتمبر 2008 بداية من الساعة العاشر مساء بمقر منتدى الجاحظ. يسرنا حضوركم و مشاركتكم. عن الهيئة المديرة          الرئيس                                                                  صلاح الدين الجورشي


المفاوضات الاجتماعية في قطاع الصحافة المكتوبة : طريق مسدود؟

 
مراد رقية:
نقلت مصادر نقابية مشاركة في المفاوضات الاجتماعية الخاصة بقطاع الصحافة المكتوبة عن السيد عمر الطويل رئيس الوفد التفاوضي لأصحاب المؤسسات الصحفية إعلانه قطع التفاوض في هذا القطاع، وإحالة المسائل الخلافية إلى اللّجنة العليا. لكن الوفد العمالي رفض هذا الموقف مؤكدا تمسّكه بالعمليّة التفاوضية وحضوره للجلسات التفاوضية كلّ ثلاثاء وخميس حتى وإن تغيّب عنها أصحاب العمل. المفوضات التي دارت جلستها التاسعة عشر اليوم الخميس 11 سبتمبر 2008 في مقر تفقدية الشغل بتونس، تعثّرت بسبب رفض وفد أصحاب العمل التباحث خاصة في منحتي الصحافة والموازنة اللتين يتمسك بهما الطرف العمالي. نفس المصادر النقابية أشارت إلى وجود إصرار غريب لدى وفد الأعراف على عدم تمكين الصحفيين من أيّة زيادة خارج العرض العام الهزيل الذي سبق تقديمه!؟؟ الوفد العمالي لم يفته التذكير بنسبة التضخم التي فاقت 6 في المئة، ودعا إلى أخذها بعين الاعتبار عند مناقشة عروض الزيادات. أحد المفاوضين نقل عن السيد عمر الطويل ردّه بأن موضوع التضخم لا يعنيهم كأعراف، وعلى الطرف العمالي مناقشته مع الحكومة إذا أراد!!؟ 


تونس بن علي يعلن ترشحه؛ فرض رقابة على الإنترنت؛ الإفراج عن صحافي

 

سبتمبر/أيلول، 2008 أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 31 يوليو/تموز أنه سيترشح لولاية خامسة في أكتوبر/تشرين الأول 2009. وقد أقر مجلس النواب تعديلاً لقانون الانتخاب في 24 يوليو/تموز يمنع عضو الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي من الترشح. وفي الأول من سبتمبر/أيلول، أعلن أمين عام حزب الوحدة الشعبية المعارض، محمد بو شيحة، نيته الترشح ضد بن علي. اضغط هنا لمزيد من المعلومات. رفعت السلطات التونسية الحجب عن موقع ‘فايس بوك’ الإلكتروني في 3 من سبتمبر/أيلول بعن أن تم حجب الموقع منذ 24 أغسطس/آب عقب خطوات سابقة لحجب موقعي ‘يوتيوب’ و’ديلي موشون’. اضغط هنا للمزيد. أُفرِج عن مراسل صحيفة القدس العربي، سليم بو خضير، في 21 يوليو/تموز بعد ستة أشهر في السجن. وكانت السلطات قد أوقفت بو خضير في ديسمبر/كانون الأول 2007 وحكمت عليه بالسجن سنة بتهمة ‘إهانة مسؤول’ بعدما امتنع عن إبراز أوراقه الهوية. وصادرت السلطات جواز سفره عام 2004. في 26 أغسطس/آب، وجّهت منظمة مراسلون بلا حدود رسالة إلى وزير الداخلية تحضه فيها على إعادة المستندات إلى بو خضير. (المصدر: نشرة الإصلاح العربي (أليكترونية شهرية تصدر عن مركز كارنيغي للسلام الدولي بواشنطن)، سبتمبر 2008)

شهادة السجين الإسلامي السابق  فريد خدومة أبو شهيد التونسي     رقم 39698 الإهــــــــــــداء

إلى ذلك البرج العالي الحصين الذي فجّرفيّ ثورة الكلمات ثورة البحث و الغضب ثورة الصبر حدّ الانفجار أقدّم هذه الصرخة الجديدة علـّه يقبلها منّي ثائرة غضوبة حدّ الشهادة                            أبو شهيد التونسي                      تقـــــــديــم ربما تسألني من تكون ليلى فلا أستطيع أن أجيبك، فربما ليلى تكون ماء و أنت سقيم. أرح نفسك عناء البحث عن ليلى وحاول أن تقتنع بأنها جزء من آلامك و آمالك ، بيت في قصيدك ، فصل في كتابك ، نغم في لحنك. ربما كذلك تكون ليلى جزء من تجربة عاطفية خاصة جدا إلا أنها تتكرر كلما أوجد الظرف لها قيسا وكانت لي ليلاي ثم رحلت لأن المحنة اشتدت أألومها أم ألوم القطار لأنه لابد له أن يسير أم ألوم قلب الثائر فكيف له أن يعشق و هو لا يقيم حتى يرتحل . ثم أصبحت ليلى بعد أن رحلت هي كل شيء هي سلواي في عزلتي كالقيد و النافذة المرتفعة هي الورقة التي أكتب عليها و القلم الذي ينزف لأحيى . حدثتني ليلى ذات ليلة من ليالي الجنون أن القلعة تتشقق تتزلزل و أن الأرض فتحت فـاها و ابتلعت القلعة بمن فيها إلا أنا و قصيدي ، هل ليلى ذات نبوءة صادقة ربما و ربما و لكن المهم أن ليلى و القلعة على طرفي نقيض.  
  الآهة رقــــــ( 1 )ــــــم
الآهة رقم (1) ** صعلوك** لن أركع يا قاتلي مهما بدا في الأفق غيم أو بقايا من أفول حتى الرياح تعذرت عن ركبها اليوم و صارت في الطواحين رنينا وتلبدت سحب السماء حتى بدا في الأفق ليل قاتل كي لا أقول جاء الربيع على صراخي  فاغر فاه و الناي تعزف في الرعاة وتهش أغنام الرعاة عصاك فاكشف ذراعك جرحك لا من ألم ودماؤك من كده ذاك الذي شق الصخور لا يبالي بالمطر اكشف ذراعك لا تفر ما عاد ينفعك البكاء و قميص عثمان تعفن في الخباء ما عاد ينفعك البكاء كم زلزلت تحت العروش . . . لعنة قد صاغها ذاك الذي قيل شهيد ما كربلاء قد أسّست في الحنين إلى الرحيل  كيف نثور  كم ثائرا صار الحسين      . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . يا قاتلي يا قاتلي ما عدت أبحر في الكلام و تفجرت في بقايا رحلتي ها إنني أطوي الفيافي تائها في غربتي لست الذي خلف الديار يبكي الصباح المشرق يبكي الغدير وحدي هنا خلفت قبري في الصخور وحدي هنا كي لا أقول يا عرب إني في البداوة مرتحل صاحت بواحتنا النخيل صعلوك من جاء الفيافي  قلت أنا يا قاتلي  طين جديد . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . وتشدني ريح الرحيل أسرع خطاك أيها الظهر العليل خلف أشلاء الخيانة أسرع خطاك خبب الصخر العليل   ما عدت أنتظر القبور تحت الرماد شعلتي أو في السماء يا عرب في قمقم الأحرار ماردكم سجين لو شاء صار ماردا ملء السماء لو شاء باح بالذي في الصدر يخنقه سنين آه فتى في جرحك الغض النّدي كم سوسن قد مل من زيف الربيع كم زنبق قد ارتحل كم من عويل كم من دموع عانقت وخز الصقيع . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . أسرع خطاك أيها الظهر العليل في الأفق حلمي في الهضاب في كفها تلك العروس فيما تبقى من نقوش أو خضاب في رمشة الطرف الكحيل فيما تميّس من قدود سيفي لها و الرمح و القرطاس و السيل العرم لا من ألم ما عدت أفتض الحنين ما عدت أرسم رحلتي فوق الرمال قالت رمال الوادي أو قال الحصى صعلوك من باقي البداوة مرتحل مل القبيلة و الرياح مل الحنين إلى السواد  فتدثر بالليل في عمق الهجير . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . أسرع خطاك إني راحل ما عاد في الأفق بريق منتظر صرت الوحيد العازف في الليل صرت الوحيد في القبيلة مرتهن كرسيكم يا عرب ترفضه النخيل قالوا فتى قد عقنا قالوا عصا قد شقها قالت رياح في الأصيل صعلوك من عق القبيلة  قلت القتيل لا محالة يا رياح . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . أسرع خطاك ما عاد تكفيني البداوة صاح الهجير ارم سلاحك و التحق بالركب خلف كثبان الرياح ارم كلاما جارحا ارم اللهيب باللهب صعلوك من باقي البداوة مرتحل صاحت رياح لن يرتحل صحت الصباح لن أرتحل حتى أجرب في المدائن وصفتي قالت مدائن ملّها الصبح القديم من يا ترى فوق السطوح قالت سفوح صعلوك من باقي البداوة مرتحل لن يرتحل حتى يشقق ما تبقى من صدور لن يرتحل حتى يفجر ما تبقى من قبور لن يرتحل لن يرتحل عرص بقربي يا غريب فالليل يقتله الصباح
الجلدة رقـــ( 01 )ــــم
قالت ليلى لا تنفعك الشكوى و لا يليق بمثلك أن يرى باكيا فغفرت لها زلتها تلك و أنا أبلل أوراقي بعصارة الألم . قديما كنت لا أبكي أبدا حتى و لو ضربتني أمي فقد كنت أتحصن بالفرار كي لا أضطر للبكاء  و الآن و بعد أن  اشتد عودي صرت أحن إلي الشيء المفقود إلى نغمات لم أسمعها حتى أحن إليها و لكن تصورته نقرا على دف الظلم و القهر رنينا على سلاسل جلاد ذات مساء لم أرتكب فيه خطأ حسب علمي و لكني عوقبت لا أدري لماذا اختارني السجان من دون غيري من الإسلاميين وبعد أن ألبسني لبوس القهر و أسامني سوء العذاب أيقنت بأنني المختار اليوم كي أمثل دور المستضعف . قالت ليلى لم لا تكتب لي رسالة تبثني فيها أشواقك قلت لم لا تذهبين إلي البحر عندما يستبد بك الشوق قالت عجبا أنسيت أن مدينتنا ليست ساحلية أي ليس بها بحر قلت كذلك ليس في قلعتنا أوراق و لا أقلام قالت و لا حب قلت  هو عندنا ممتد مثل الخضرة التي تحيط مدينتكم نصنع به أحاديث السمر و نكتب به رسائل على أوراق علب السجائر ثم نحرقها قبل أن تقع تحت ناظري ناظر الغرفة فيرفع أمرها إلى السجان قالت فيكافئك على إبداعاتك ورقة مشاعرك قلت نعم يصفعني قالت هل الحب عندكم ممنوع قلت هو و الثورة في القلعة سواء .  كم أعشق الوحدة و كم أرتاح إلى اللون الأسود أو البني و لو كان لون القلعة فعندما أراه أسرع نحوه بأي شيء حاد لأكتب على صفحته الملساء الصبر مفتاح الفرج. قالت حدثتني أمي حديثا طويلا عن الحياة و العيش الكريم و البيت و الأطفال و الزواج و الحق أنها حاولت أن تصدني حتى عن التفكير فيك. قلت كذلك حدثتني أمي و حاولت أن تصدني عنك و أن لا أهتم إلا بكتابة القصيد قالت بماذا أجبتها قلت لها بأنك أنت قصيدي . إذا جاء ليل القهر آوي إلى الفراش باكرا كي أفتض بكارة الأشواق قبل أن يأسرها السجان ليتني لم أكتب بيتا واحدا في غير عينيك قالت لكنك أعجز من أن تحب غيري قلت نعم هكذا أنا لا أستطيع في الليلة الظلماء إلا أن أشعل شمعة واحدة قالت و إذا انطفأت قلت لن أشعل غيرها ما حييت في الظلام قالت و هل لمثلك أن يسير في الظلام قلت قطعا لا أفعلها بل سأكتفي بالجلوس مكاني أستضيء بما تبقى في عيني من بقايا الشمعة التي كانت تحترق . و أخيرا سمحوا لي بأن أكتب رسالة واحدة كل منتصف شهر و نمت بها و دخلت بها بيت الخلاء و سرت بها في أرجاء الغرفة و لما بزغ يوم وليد كأمس مفقود حملتها بيضاء إلى حارس الجناح قال لم أرجعتها بيضاء أتريد أن نتهم بأننا نمنع عنك الرسائل قلت كلا قال ماذا إذا قلت في تردد إن أشواقي أكبر من أن تحويها ورقة أو يخطها قلم .
الجلدة رقـــ(02 )ــــم
سئمت من كتابة اسمك على جدر كل أقبية القلعة وتحته اسمي و تاريخ إيقافي و أشياء عن الحب لا أستطيع أن أبوح بها الآن للورقة حتى الأصدقاء صاروا إذا قابلوني في غرفة ملساء ليس فيها اسمك أو بقايا من دماء ألحوا في السؤال عنك و أنا لا أنطق كعادتي كلما سئلت عنك لأنك لي وحدي و كم فرحت عندما أعادوا طلاء الجدران لما أشيع أن مسؤولا ساميا ربما سيزور القلعة قبل موفى الشهر . مزقت صورتك التي رسمتها على لحاف الفراش و لما لم أجد غطاء ندمت على تمزيق اللحاف لا على تمزيق صورتك قالت أكرهتني قلت نعم فقد أحببتك إلى درجة الكره. قديما كنت لا أصبر على فراقك أبدا كأننا توأمين و كم أكون في غنى عن الوجود بما فيه لما أكون معك أما اليوم فكم أكرهك و أنا في سلاسلي أتذوق آلام شدها و هي تغرز في آلام الاستبداد إلى أن يغم علي و عندما أستفيق أنضر إلى رفيقي و مثل كل من رفض أن يصلي صلاة الصبح بعد التعداد الصباحي أي بعد الثامنة . صدقيني لقد بال لأننا نمنا على البلاط و لم ترفع عنا الأغلال حتى لنتبول تصوري لو قلت لسجّاني أرجوك أن تضع عني الأغلال حتى أكتب بيتا في الغزل جاءني من وحي اللحظة ماذا عساه يكون رده قالت لا أدري قلت سيقول لي يا ابن . . . نحن سجناك لأجل قصائدك التي ألهبت مشاعر الشعب سأقول له و هل أنت من الشعب سيقول حتما نعم أنا من الشعب سأقول له إذا ألهبتك قصائدي سيخرج و هو يسب السلاسل و القيود. أحببتك عند الألم عند الفرح عند اليأس كرهتك عندما خلوت إلي نفسي و الإخوة في نومهم …..

جل قطاعات الادارة التونسية تحتقر المواطن وتزدري حقوقه؟؟؟

مراد رقية يضيق طوق الحصار المفروض على المواطن التونسي يوما بعد يوم عبر غبن حقوقه المادية من خلال تأبيد القطيعة بين نسبة التضخم والنسق الجنوني للأسعار ومستوى دخله المتآكل باستمرار واصرار،ومن خلال انتهاك حقوقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم أو »فرحة الحياة » برغم كل الشعارات المرفوعة عن « ادارة تلتزم بخدمة المواطن »،أو »الجميع من أجل تونس وتونس للجميع »وعديد الشعارات الأخرى التي نطالعها على اللافتات بمناسبة الاحتفال بالأعياد الوطنية أو بمناسبة حلول بعض الاستحقاقات الانتخابية؟؟؟ وبرغم اضطلاع بعض قطاعات الادارة التونسية مشكورة بمهامها على أحسن وجه واسدائها خدماتها عبر طاقم متميز من الموظفين والمسؤولين الاداريين الملتزمين بواجباتهم فان عديد القطاعات الأخرى ومنها أساسا القباضات المالية التي برغم تحصيلها لأموال طائلة عبر استيفاء الضرائب والخطايا والرسوم وبيع الطوابع الجبائية فانها أصبحت تبخل على دافعي الضرائب حتى بمطبوعات التصريح بالدخل فتمكنهم من نسخة واحدة عوض ثلاث وتطالبهم باستنساخ نسختين أخريين مما يعتبر اعتداء صريحا على حقوق دافع الضرائب الذي يمكن لو توفرت له الأمان ،أو لو كان لديه شعور حقيقي بالمواطنة أن يقاطع دفعه للضريبة لعدم توفير الوثائق اللازمة بالتصريح، ولكن الخوف من العواقب ومن الغرامات يحول دون ذلك؟؟؟ أما وزارة الداخلية والتنمية المحلية وخاصة المكاتب المكلفة ضمن مراكز الأمن باستخراج بطاقات التعريف وجوازات السفر فقد ذهبت شوطا أبعد من خلال تعطيل شؤون المواطن لأن الوثائق الادارية اللازمة لاستخراج البطاقات والجوازات لا تفي بالحاجة فيضطر المواطن الى تأجيل انجاز معاملاته برغم توفير وثائقه خاصة منها الطوابع المتراوح قيمتها بين خمس وعشرين دينارا الى حين رضى الادارة عنه وتوفيرها للمطبوعات التي لا يسمح هذه المرّة قياسا على مطبوعات وزارة المالية باستنساخها لطابعها الرسمي وحساسيتها المتميزة؟؟؟ أما الصندوق الوطني للتأمين على المرض وبرغم مطالبة منخرطيه باختيار احدى المنظومات الثلاث فانه لم يكلّف نفسه تكريسا لاحتقاره للمواطن التونسي بارسال بيان توضيحي لكل منخرط يشرح له فيه  حقوقه وواجباته من خلال ضبط نسبة الخصم على الأجير والمؤجر أي نسبة الخصم الجملي،وخاصة »السقف » الذي يتمتع به المنخرط وعائلته تبعا للنسب المقتطعة والحيلولة دون تركهم في العراء عرضة لتقلبات المناخ والزمن؟؟؟ وبرغم رفع كل القطاعات الادارية لذلك الاطار الذهبي أو المذهب الحامل لشعار »التزام بخدمة المواطن » فان المواطن أصبح يلاحظ وبصفة يومية عدم تطابق الشعارات مع الواقع المرير المحبط بامتياز لأن الادارة أصبحت تبخل على المواطن حتى بالوثائق الادارية برغم المداخيل التي تحصل عليها منه.وقد أصبح المواطن التونسي في حيرة من أمره  قائلا  من هو الأحق من الاثنين المواطن أم الادارة بالمماطلة والتسويف وعدم الايفاء بالالتزامات ،هل هو المواطن المنكوب،المنتهك الحقوق بامتياز،المفرغ الجيب أم الادارة التي تراكم الأموال بحق وبغير وجه حق وتتهرب رغما عن ذلك من الاضطلاع بمسؤولياتها اليومية دون المساومة والمراوغة في ذلك؟؟؟  ولا يفوتنا ونحن نتناول تهاون الادارة التونسية ومماطلتها في الاضطلاع بمهامها أن نثمّن عمل قطاع هام واستراتيجي من قطاعات الادارة التونسية وهو قطاع »البريد التونسي » الذي يضطلع بمهامه على أحسن وجه،موفرا للمواطن كل حاجياته من المطبوعات ومن الخدمات مع رجاء وزارة تكنولوجيات الاتصال والادارة العامة للبريد التونسي الترفيع في أجور أعوان وعمال البريد الذين تتعدد مهامهم في الشباك الواحد وتتضاءل مداخيلهم التي لم تتطور بنفس النسق مع تطور مداخيل قطاع البريد التونسي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كاد المعلّم أن يكون…

معز الباي يبدو أنّ الوحيدين الذين بقوا أوفياء لصورة المعلّم الذي ‘كاد أن يكون رسولا’ هم تلاميذه الذين يكتفون من جبل الثلج برؤية جزئه الطافي، دون أن يدركوا أن ما خفي كان عظيما (بمعنى الهول وليس بمعنى العظمة فانتبهوا)، بعد أن ملأت مقولات مثل الأولى ومثل ‘العقل السليم في الجسم السليم’ الآذان حتّى أغرقت الأذهان. فحين اتّصل بنا عدد من معلّمي التربية البدنيّة ومعلّمي التطبيق (من بينهم مسئولون نقابيّون) وشرحوا لنا وضعهم المادّي والمعنوي المتردّي، كان لابدّ لغشاوة البديهيّات أن تزول وأن تكشف خلفها كمّا من الأسئلة الشائكة. فمنذ سنة 1991 – تاريخ تخرّج أوّل دفعة من المعلّمين الأول، وهم من أصحاب الشهائد الجامعيّة (شهادة ختم المرحلة الأولى من التعليم العالي)، منذ ذلك التاريخ والمظلمة مستمرّة حتّى حدود اللحظة، إذ – إلى جانب تدهور ظروف العمل وانعدام التجهيزات والفضاءات الدنيا والأثاث الرياضي الضروري لتمكينهم من القيام بمهامّهم الملقاة على عاتقهم من تكوين للجسم السليم… – لا تتمتّع هذه الشريحة من ‘أشباه الرسل’ بحقّهم في ارتقاءات مهنيّة كغيرهم من المدرّسين، ولا بما يكفل لهم إنجاز المهامّ الملقاة على عواتقهم من منحة الزيّ الرياضي (الذي يرزح عبئه على جيب معلّم التربية البدنيّة إذ يكلّف الزيّ اللاّئق الذي تحرص عليه الوزارة حوالي 400 د) ولا بمنحة معاليم امتحان باكالوريا رياضة تكون مناسبة للمجهود الهامّ الذي يبذله مدرّسو التربية البدنيّة ويحفظ لهم كرامتهم وكرامة السلك الذي يمثّلونه (تبلغ المنحة الحاليّة 35 د وهو ما لا يغني من جوع ولا…) ، هذا إلى جانب انغلاق الآفاق العلميّة في وجوههم حيث يحرم المعلّمون الأول (المتحصّلون على شهادة جامعيّة) من حقّهم في مواصلة التحصيل العلمي (إلاّ لمن رضي عنه أرباب الشأن). غير أن ما يزيد الطين بلّة والواقع فداحة ليس هذا الوضع المتردّي في حدّ ذاته، وإنما تنكّر وزارة الإشراف لتعهّداتها التي ضمّنتها صلب محضر اتفاق أمضته مع النقابة العامّة للتعليم الثانوي بتاريخ 24 مارس 2005 تضمّن مجموعة من البنود، في إطار مراجعة النظام الأساسي لرجال التعليم الراجعين بالنظر لوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنيّة…، تنصّ فيما تنصّ (الفقرة III-2) على تمكين المعلّمين الأول المباشرين بالمدارس الإعداديّة والمعاهد الثانويّة من المشاركة في مناظرة الارتقاء وفق شروط حدّدها الاتفاق، على أن تتمّ الترقية بنسبة 20% من مجموع المترشحين، خلال مناظرات سنويّة تعتمد نفس المقاييس المعمول بها في التعليم الثانوي لترتيب ارتقاءات المعلّمين الأول ومعلّمي التطبيق في المدارس الابتدائية والإعداديّة ومدارس المهن والمعاهد. إلى غير ذلك ممّا تضمّنته الاتفاقيّة التي تقرّر تطبيقها بداية من سنة 2005. ورغم المراسلات المتكرّرة لنقابات التعليم الثانوي إلى وزارة الإشراف للمطالبة بتطبيق الاتفاقيّة وللكفّ عن التجاوزات التي يرتكبها بعض المسئولين على مستوى ترقية البعض محاباة دون وجه استحقاق، وتمكين البعض من الارتقاءات العلميّة بحيث يمكّن من مواصلة دراسته الجامعيّة دون البعض الآخر الأكثر جدارة ربّما، ومساءلة المخالفين، ورغم الإضرابات والتجمّعات التي قام بها معلّمونا للمطالبة بتنفيذ الاتفاق وصون هيبة الدّولة باحترام الحقوق المعترف بها والمصادق عليها، ورغم العرائض التي أمضوها (اتصلنا بعريضة تحوي أكثر من 280 إمضاء بتاريخ 19 أكتوبر 2006 وأخرى بها أكثر من 250 إمضاء) للمطالبة بتطبيق الاتفاقيّة خاصّة على مستوى الارتقاءات المهنيّة وشفافيّة مناظرات الارتقاء؛ إلاّ أن وزارة الإشراف أصرّت على المطل والمضيّ قدما في سياستها غير المفهومة ولا المبرّرة، ضاربة عرض الحائط بمطالب أهل القطاع وباحتجاجاتهم، متنصّلة من التزاماتها الخطّيّة، بل أكّد لنا المتظلّمون الذين اتصلوا بنا أن هناك تراجعا على مستوى نسبة الارتقاءات حيث تراجعت حتى على المستوى القديم (10% من مجموع المترشحين) لتبلغ حوالي 3.5% في حين تنصّ الاتفاقيّة على الترفيع في النسبة إلى 20% كما أشرنا. هذا إلى جانب تنكّر الوزارة لمحضر اتفاق 27 سبتمبر 2007 خاصّة فيما يتعلّق بالارتقاءات العلميّة لمدرّسي التربية البدنيّة، كما تواصل مصالح الوزارة تصرّفها أحاديّ الجانب فيما يخصّ النقل غير المشروعة والعشوائيّة، حيث يتعرّض الأستاذ الأوّل للتربية البدنيّة الذي يطلب النقلة إلى عسف غير مقبول إذ يتمّ نقله إلى رتبة معلّم أوّل للتربية البدنيّة. تلك كانت صرخة معلّمينا ‘الرّسل’ حاولنا أن ننقلها إلى كلّ ذي أذن تسمع، عسى تجد هذه الفئة من صانعي الشعوب – والتي يبلغ تعداد الضحايا منها حوالي 12000 مدرّس تربية بدنيّة منهم 4000 معلّم – لمظلمتها صدى لدى الآذان الصاغية. (المصدر: موقع ‘كلمة’ (محجوب في تونس) بتاريخ 7 سبتمبر 2008) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/ar/4/40/249/  


‘الزوايديّة’ : غياب تام للمصالح البلدية ومعاناة دائمة للمتساكنين

   

‘الزوايديّة’ حيّ يقع بمنطقة العوينة إحدى ضواحي العاصمة تونس، يغرق أهله في ظلام دامس ليلا لغياب كلّي للإنارة العمومية ويعاني متساكنوه وزائروه من انعدام للطرقات سواء كانت رئيسية أو فرعية. كلمة تجوّلت في حيّ الزوايديّة بالعوينة ونقلت شهادات حيّة على غياب المصالح البلدية وعلى حالة الإهمال التي يعيشوها متساكنوه. (المصدر: مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية- تونس)بتاريخ 11 سبتمبر2008). http://www.kalimatunisie.com/ar/4/30/251/

تعاون برلماني بين تونس وفرنسا

  تونس في  10 سبتمبر/قنا / استعرض السيد عبد الله القلال رئيس  مجلس المستشارين التونسي / الغرفة النيابية الثانية /خلال اجتماعه هنا اليوم مع  وفد عن مجلس الشيوخ الفرنسي وأعضاء من موءسسة « استشراف وتجديد »  اوجه التعاون بين المجلسين وبرامج عمل كل منهما. واكد القلال للوفد الذي يراسه جان بيار رافاران رئيس الوزراء الفرنسي السابق  على الدور الموكول لكل من مجلس المستشارين التونسي ومجلس الشيوخ الفرنسي في تعزيز التعاون الثنائي من خلال تبادل الزيارات بين الوفود وتنظيم ملتقيات حول المسائل الهامة ذات الاهتمام المشترك. ومن جهته  أعرب رافاران عن الامل في توطيد التعاون بين المؤسسات البرلمانية بالبلدين على أساس القيم المشتركة. ومن جهة اخرى اجتمع السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي  اليوم مع دومينيك بوديس رئيس معهد العالم العربي بباريس الذى يزور تونس ضمن هذا الوفد وبحث مع واقع التعاون بين تونس والمعهد وافاق تنميته  وتنويع مجالاته. وكان الوفد الفرنسي قد بدأ بوقت سابق اليوم زيارة لتونس تستغرق يومين00والتقى عقب وصوله مع السيد محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 10 سبتمبر  2008)  


تجاوزات في تصنيع بعض مواد التنظيف: مواد ممنوعة.. وأخرى بمقاييس غير مضبوطة ونقاط تصنيع عشوائية..

  تونس ـ الصباح: تستقبل أقسام الامراض الجلدية عديد حالات الالتهابات الجلدية ومن بينها حالات لربات بيوت كانت وسائل التنظيف غير المطابقة للمواصفات سببا في تكون هذه الالتهابات لديهن.. وهو ما صرحت به في وقت سابق مصادر من منظمة الدفاع عن المستهلك والتي تؤكد أيضا تواصل تسجيل عمليات غش في قطاع مواد التنظيف لا سيما مادة « الجفال » الامر الذي يعرض صحة المستهلك وخاصة ربات البيوت إلى أخطار صحية قد لا تحمد عقباها. تطرقنا لهذا الموضوع يعود أساسا إلى ما نلاحظه من عرض عشوائي وغير منظم أحيانا لمواد التنظيف المختلفة ونجد ذلك في الاسواق الاسبوعية أين تتعدد أنواع هذه المواد وتختلف وعادة ما يكون سعرها أقل بكثير من سعر مواد التنظيف المعروضة في الفضاءات التجارية الاخرى المنظمة.. وعامل السعر هذا هو الذي يدفع المستهلك إلى الاقبال على اقتناء هذه المواد دون ادنى تثبت من مصدرها أو مكونات موادها أو مدى خطورتها على البشرة…   مخاطر صحية وتجاوزات تشير مصادر إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط إلى أن مراقبة مواد التنظيف تتم بصفة مستمرة وكلما وردت تشكيات أو سجلت حالات تعكرات صحية يشتبه في أن مواد التنظيف وراءها تجرى مصالح المراقبة عمليات تدخل فورية حتى في الاسواق الموازية لاجراء التحاليل على المواد المعروضة لتحديد نوعية التجاوزات الموجودة. تشمل المخالفات على سبيل المثال الاستعمال غير المضبوط لبعض المواد المضرة مثل مادة « السودة » من قبل المصنعين وهو ما قد تكون له تأثيرات جانبية خطيرة على البشرة.. نشير في هذا السياق إلى اقدام بعض ربات البيوت إلى تصنيع الصابون « الاخضر » في المنزل وأحيانا يتم استعمال مادة « السودة » بكميات غير مدروسة مما يحول هذه المواد تقليدية الصنع إلى مواد ضارة. تضيف أيضا مصادر إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط أنه تم في وقت سابق تسجيل بعض التجاوزات من قبيل استعمال بعض المواد المضرة بالبشرة في صناعة مادة الجفال على غرار « البيكربونات بوتاسيوم » مما أدى إلى منع استعمال هذه المادة… بعض التجاوزات الاخرى تسجل في الجفال « صبة » الذي لا يزال تصنيعه يتم بطرق عشوائية رغم منع القانون لذلك والتدخل سابقا في ضبط المواصفات والتنصيص على ضرورة تواجدها على الغلاف الخارجي للاوعية التي تستعمل في التعبئة… لكن لا تزال تسجل خروقات لدى نقاط التصنيع غير القانونية والتي تصعب مراقبتها…   نتائج عمل المراقبة من جهة أخرى افادتنا مصادر من إدارة مراقبة الجودة التابعة لوزارة التجارة أنه تم على مستوى مسالك التوزيع حجز وسحب من العرض حوالي 3836 لترا من مواد التنظيف المختلفة (ماء جفال، دينول، سائل لتنظيف الملابس، سائل لتنظيف الاواني…) وذلك خلال القيام بـ716 عملية مراقبة شملت قطاع مواد التنظيف على مستوى نقاط البيع بالتفصيل وبالجملة وبالمساحات التجارية. وقد تم في هذا الاطار رفع 82 عينة من مواد التنظيف لاجراء التحاليل المخبرية اللازمة في الغرض ورفع 58 مخالفة اقتصادية تتعلق خاصة بمسك منتوجات غير مطابقة للتراتيب الجاري بها العمل وبعدم تقديم فواتير شراء مع ترويج منتوجات مجهولة المصدر. أما فيما يتعلق بمراقبة جودة منتوجات الجفال تشير المصادر ذاتها أنه تم إجراء عمليات مراقبة على مستوى صنع وترويج مواد التنظيف المحتوية على ماء الجفال بولايات تونس الكبرى وتم تسجيل تجاوزات من قبيل تسمية بعض مواد غير صحيح مما قد يوقع المستهلك في الخلط حول طبيعة المنتوج.. إلى جانب وجود تركيبات للمنتوج غير مطابقة للمواصفات…مما أدى إلى رفع 20 عينة منتوج قصد مزيد اجراء التحاليل المخبرية وحجز وقتى لـ24880 بطاقة تأشيرمن منتوج الجفال وحجز وقتي لكمية 1554 عينة من منتوج جال جافال..  كما تم إعلام الشركات المعنية بنتائج البحث ودعوتها إلى سحب منتوجاتها غير المطابقة من السوق.. وتحرير 4 محاضر بحث ضد الشركات المخالفة…   ثقافة الاستهلاك يتدخل عامل نقص ثقافة الاستهلاك لدى المواطن دون شك في تعرضه للاخطار الصحية لبعض المواد وذلك في عدم إطلاعه على مصدر ومكونات المنتوج والكميات المحددة للاستهلاك لان الاستعمال العشوائي دون معرفة للكميات الواجب توفرها مع مقدار الماء اللازم قد يساهم في التعرض إلى الالتهابات…من جهة أخرى يغيب الحس الاستهلاكي الرشيد لدى المواطن من خلال اقباله على المواد المعروضة في الاسواق الموازية دون وعي بحجم مخاطرها على صحته.    منى اليحياوي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 11 سبتمبر  2008)

خلال الاسبوع الأول من شهر رمضان: حجز أكثر من 9 آلاف كلغ من المواد الغذائية الفاسدة

  تونس ـ الصباح: أفادنا السيد سمير الورغمي كاهية مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية أن الادارة لن تتأخر في ردع التجار المخالفين وتحرير محاضر تنبيه عليهم وغلق المحلات التي لا تراعي شروط حفظ الصحة خلال الايام القادمة من شهر رمضان. وكانت فرق المراقبة الصحية قد أجرت خلال الفترة المتراوحة بين اليوم الاول من شهر رمضان واليوم الخامس منه ما يناهز 17 ألفا و708 عملية مراقبة صحية ووجهت نحو 1283 تنبيها كتابيا واقتطعت 1191 عينة لاخضاعها للتحاليل المخبرية ووجهت 117 محضرا وقدمت 31 اقتراح غلق لمحلات بيع مواد غذائية كما حجزت 9032 كلغ من المواد الغذائية الفاسدة و84 لترا من الحليب والزيت التي تبين عدم صلوحيتها للاستهلاك.. وذكر الورغمي أنه تم تشكيل 300 فريق ميداني فيها فرق مشتركة تجمع بين أعوان الصحة والبلديات والتجارة وهي موزعة على كامل ولايات الجمهورية وتعمل طيلة أيام الاسبوع.. وتم تقسيم هذه الفرق إلى أربعة واحدة تعمل في الصباح الباكر وتتفقد أسواق الجملة والمسالخ وأخرى تعمل من التاسعة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال وأوكلت لها مهمة مراقبة الاسواق البلدية والاسواق الاسبوعية والمخابز ومحلات بيع المواد الغذائية أما الفريق الثالث فيعمل بعد الظهر ويراقب خاصة موائد الافطار ومطاعم المستشفيات والمطاعم الجامعية ومآوي المسنين أما الفريق الليلي فيضطلع بمهمة مراقبة المقاهي ومحلات الاكلات الخفيفة ومحلات بيع المرطبات والفواكه الجافة والحلويات. ولتأمين عمليات التحاليل المخبرية للعينات المقتطعة من المواد الغذائية تقرر خلال شهر رمضان الجاري اقرار حصص استمرار بالنسبة لجميع المخابر الجهوية في الليل والنهار وطيلة أيام الاسبوع. وقال السيد سمير الورغمي إن عمليات المراقبة الصحية كانت مشفوعة بتقديم نصائح توعوية وصحية شملت أصحاب المحلات التي تمت مراقبتها ورفع عينات من موادها الغذائية لتحليلها وقد بلغ عدد حصص التثقيف الصحي 6654 حصة. وذلك إلى جانب مساهمة أعوان المراقبة الصحية في تأثيث حصص تثقيفية صحية تلفزيونية أو إذاعية أو خلال مسامرات رمضانية تقام في جميع جهات الجمهورية.   غياب النظافة من المظاهر التي لاحظها أعوان المراقبة الصحية خلال زيارات التفقد عدم عناية التجار وخاصة باعة الخضر والغلال بنظافة المحيط الذي يعملون فيه إذ تراهم يتركون أكواما من الفضلات على قارعة الطريق وعلى مقربة من أمكنة انتصابهم دون مبالاة بالروائح الكريهة التي ستنبعث منها بسبب ارتفاع درجات الحرارة ولا بالحشرات التي ستتكدس فوقها.. كما أفادنا السيد سمير الورغمي أن أعوان المراقبة الصحية لاحظوا عودة قوية لاكياس اللف السوداء المحظورة وقد قاموا خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان بحجز 4152 كيسا.. ولاحظ محدثنا وجود ظاهرة أخرى لا تقل خطورة وهي عرض البيض في أماكن معرضة لحرارة الطقس وعرض اللحوم والمرقاز أمام واجهات محلات بيع اللحوم بغية جلب انتباه المستهلك.. كما نشطت الاسواق الموازية والانتصاب الفوضوي بجل الاحياء والمدن وازداد عدد باعة الملسوقة والخبز العربي الذين ينتصبون على قارعة الطريق إضافة إلى تغيير الكثير من أصحاب المطاعم لانشطتهم وتركيزهم على صناعة الفطائر أو الزلابية.. ولكن في المقابل لاحظ الورغمي تحسن خدمات العديد من المخابز وقال إن موائد الافطار أصبحت أفضل مما كانت عليه خلال السنوات الماضية.. كما نفى تسجيل حالات تسمم غذائي.. وذكر أن الفترة القادمة ستشهد تكثيف زيارات مراقبة محلات بيع الحلويات والفواكه الجافة استعدادا لعيد الفطر.   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 11 سبتمبر  2008)  

انتقاد لضعف في حركة الترجمة في ندوة عن الترجمة في تونس: تعريب العلوم شرط لنهوض الترجمة
  تونس- خدمة قدس برس   توقّع جامعي تونسي أن تبقى حركة الترجمة ضعيفة في تونس ما دامت الإرادة الحقيقية لنقل المعرفة إلى اللغة العربية مفقودة، وما دام الحكّام يعتبرون الأنجليزية والفرنسية لغات التقدم، ممّا يجعل الترجمة رهينة جهود فردية غير متكاملة وغير منسّقة لا تعدو أن تكون من باب تبرئة الذمّة. وقال عبد اللطيف عبيد في ندوة حول « الترجمة والمترجمون في تونس » نظّمها المركز الوطني للترجمة مساء أمس الأربعاء (10/9) الجاري بالمكتبة الوطنية بتونس إنّ حركة الترجمة في تونس ضعيفة وستبقى على تلك الحال لأنّها غير مرتبطة عمليا بالتربية والعلم والثقافة، مؤكّدا أنّه لا ازدهار للترجمة إلاّ إذا كان هناك استغلال شامل لها وتم ربطها عضويا باستعمال اللغة الوطنية. وتساءل حول جدوى الترجمة مادامت اللغة العربية مهمّشة مقابل هيمنة اللغة والثقافة الفرنسيّتين مؤكّدا أنّه إذا أريد للترجمة أن تزدهر لا بدّ من تدريس العلوم باللغة العربية وأن تكون لها الصدارة. وناقش الأستاذ عبيد علاقة اللغة بالتقدم فلاحظ أنّه لا توجد لغة تقدم ولغة تخلف ولا تعرف شعوب حققت تنميتها بلغة أجنبية، حيث يجب أن يكون هناك اعتقاد بأنّه لا تنمية بغير اللغة الوطنية حتى تتوفر الإرادة لنقل المعرفة إلى لغتنا. واستدلّ على ذلك بازدهار الترجمة في القرون الإسلامية الأولى حين كان تدريس العلوم بالعربية مؤكدا أنّه لو كان يتم باليونانية لقتلت الترجمة.   وعي إصلاحي وتاريخي بالترجمة من جهته تناول الدكتور فتحي القاسمي تاريخ الترجمة في تونس بين القرنين التاسع عشر والعشرين منذ تأسيس المدرسة الحربية في باردو التي ساهمت بمن تخرج منها وبعد غلقها في حركة الترجمة، ثم قدوم المستشرقين وتأسيس المطبعة في عهد خير الدين التونسي باشا وتأسيس قسم الإنشاء والترجمة ثم أوجد دخول المستعمر وانتشار اللسان الفرنسي حاجة للترجمة وتأسست مدرسة الصادقية لتخريج موظفين يتقنون الفرنسية لتصريف المعاملات الإدارية مع التونسيين. كما أطلقت دعوات للعناية بالترجمة فالشيخ بيرم التونسي اقترح إنشاء مدرسة للتكوين في الترجمة ولم يجد صدى في تونس في حين رحّب شيخ الأزهر بالفكرة. أمّا الشيخ محمد السنوسي فقد ربط الترجمة بالواجب الديني. وامتدت حركة الترجمة في بداية القرن العشرين بفضل الصادقية والجمعية الخلدونية والمدرسة العلوية ومعهد كارنو ومساهمة طلبة الزيتونة الذين كانوا يتابعون دروس الخلدونية. ولاحظ الدكتور القاسمي أنّ الكتابات التونسية كانت على حظّ من الحداثة الفكرية أهّلتها للترجمة خارج القطر التونسي ومنها رسالة في التسامح الديني لأحمد بلخوجة نشرت عام 1876 وترجم كتاب خير الدين التونسي « أقوم المسالك » للفرنسية والأنجليزية والتركية، وترجمت فتاوى الشيخ سليمان الحرايري في ستينات القرن التاسع عشر إلى الفرنسية، وترجم الصادق مازيغ معاني القرآن هذا إضافة إلى ترجمة كتب اقتصادية واجتماعية تونسية أخرى. وأشار الأستاذ فتحي القاسمي إلى ما لقيته الكتب التونسية التي تناولت المسألة الجنسية من اهتمام أجنبي دفع إلى ترجمتها مثل كتب الشيخ النفزاوي والتيفاشي القفصي فقد طبعت ترجمة لكتاب الروض العاطر للنفزاوي في خمسة ملايين نسخة في أوروبا. واستشهد بنص للشيخ النفزاوي كشف فيه عن وعي لديه بالترجمة يقول فيه « أردت بهذا الكتاب أن يحيّر العرب والعجم وإذا خطر للأعاجم أن يترجموه… فغروا أفواههم من الدهش ». هذا وكشفت أرقام أعلن عنها خلال الندوة المذكورة عن حجم الترجمة في تونس، فالترجمات التونسية التي أحصاها المركز الوطني للترجمة تبلغ 800 كتاب. ومن العام 1956 تاريخ إعلان الاستقلال حتى العام 1998 ترجم 140 كتابا بمعدل 3,5 كتاب في السنة. ومنذ إنشاء مؤسسة بيت الحكمة للترجمة والدراسات عام 1983 حتى 2008 أشرفت على ترجمة 39 كتابا. وأعلن في تونس في شباط (فبراير) 2006 عن تأسيس المركز الوطني للترجمة وخصّصت السنة الجارية سنة وطنيّة للترجمة يتوقع فيها أن يصل عدد الكتب المترجمة الخمسين.     (المصدر: وكالة قدس برس بتاريخ 11 سبتمبر  2008)  

ظرف اقتصادي: تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2009 تونس في المرتبة 73 دوليا والثامنة عربيا
  جاءت تونس في المرتبة 73 عالميا والثامنة عربيا من بين 181 دولة شملها تقرير ممارسة انشطة الاعمال 2009 الذي يعده البنك العالمي حيث تقدمت تونس بثماني مواقع اذ صنفها تقرير ممارسة انشطة الاعمال 2008 في المرتبة 81 عالميا. ويتتبع تقرير ممارسة أنشطة الأعمال، منذ 2004، الإصلاحات التنظيمية التي تستهدف تسهيل ممارسة أنشطة الأعمال، وذلك من خلال قياس الأثر الناجم عنها على عشر مجموعات من المؤشرات. و قد جرى رصد حوالي 1000 إصلاحٍ منذ ذلك الحين. وللعام الثالث على التوالي، تأتي سنغافورة في صدارة الترتيب العالمي على المؤشر العام لسهولة ممارسة أنشطة الأعمال. وتلتها نيوزيلندا في المركز الثاني، ثم الولايات المتحدة في المركز الثالث. وقد انضمت البحرين وموريشيوس هذا العام إلى صفوف أفضل 25 بلداً في هذا المؤشر. وفي أفريقيا، ضمت البلدان الأخرى التي قامت بأكبر عدد من إصلاحات الإجراءات الحكومية المنظمة لأنشطة الأعمال بلدين خارجين من صراعات، هما ليبيريا وسيراليون، بالإضافة إلى رواندا. وفي أمريكا اللاتينية، قام نصف بلدانها بتنفيذ إصلاحات من هذا القبيل، وكذلك الحال بالنسبة لحوالي ثلثي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة شرق آسيا. وقامت سبعة من البلدان ذات الدخل المرتفع الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ـ منها كندا، واليونان، وهنغاريا، والبرتغال ـ بتنفيذ إصلاحات إجرائية هذا العام. أما على صعيد بلدان الأسواق الناشئة الكبيرة، فقد جاءت الصين في صدارة البلدان القائمة بالإصلاح ـ حيث أدت الإصلاحات التي قامت بها إلى تسهيل الحصول على الائتمان، ودفع الضرائب، وإنفاذ العقود. كما نفذت جنوب أفريقيا إصلاحات كان من شأنها تسهيل إجراءات بدء النشاط التجاري ودفع الضرائب، في حين سهلت البرازيل والهند عمليات التجارة عبر الحدود. ويرتب تقرير ممارسة أنشطة الأعمال لهذا العام 181 بلداً على أساس سهولة ممارسة أنشطة الأعمال. وتضم البلدان الخمسة والعشرين التي جاءت في صدارة الترتيب العالمي، بالترتيب، كلاً من: سنغافورة، ونيوزيلندا، والولايات المتحدة، وهونغ كونغ (الصين)، والدانمرك، والمملكة المتحدة، وايرلندا، وكندا، وأستراليا، والنرويج، وآيسلندا، واليابان، وتايلندا، وفنلندا، وجورجيا، والمملكة العربية السعودية، والسويد، والبحرين، وبلجيكا، وماليزيا، وسويسرا، وإستونيا، وجمهورية كوريا، وموريشيوس، وألمانيا. وللعام الخامس على التوالي، تصدّرت منطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى مناطق العالم الأخرى، مع قيام أكثر من 90 في المائة من بلدانها بتنفيذ إصلاحات. وهذا الاتجاه الإصلاحي الذي تشهده المنطقة آخذ في التحرك حالياً باتجاه الشرق، وذلك مع انضمام المزيد من البلدان إلى قائمة البلدان التي طبقت أكبر عدد من الإصلاحات. وتأتي أذربيجان هذا العام في صدارة البلدان القائمة بإصلاح الإجراءات الحكومية المنظمة لأنشطة الأعمال على مستوى العالم، حيث نفذت تحسينات في سبعة من بين المجالات العشرة التي يتناولها هذا التقرير. كما شهدت أفريقيا عاماً قياسياً في عدد الإصلاحات الإجرائية، إذ أنجز 28 بلداً حوالي 58 إصلاحاً أدت إلى تسهيل ممارسة أنشطة الأعمال، وهو أكثر مما نُفذ في أي عام آخر. وجاءت ثلاثة بلدان أفريقية ضمن البلدان العشرة الأوائل في إصلاح لوائحها الحكومية المنظمة لأنشطة الأعمال. وتشمل تلك البلدان العشرة بالترتيب كلاً من: أذربيجان، وألبانيا، وجمهورية قيرغيز، وبيلاروس، والسنغال، وبوركينا فاسو، وبوتسوانا، وكولومبيا، والجمهورية الدومينيكية، ومصر. تجدر الإشارة إلى أن تقرير ممارسة أنشطة الأعمال يرتب البلدان على أساس 10 مؤشرات تتعلق بالإجراءات الحكومية المنظمة لأنشطة الأعمال التي تسجل الوقت والتكلفة اللازمين لاستيفاء الإجراءات والمتطلبات الحكومية في مجالات: بدء النشاط التجاري (تأسيس الشركات وتشغيلها)، والتجارة عبر الحدود، ودفع الضرائب، وتصفية النشاط التجاري. إلا أن هذا الترتيب لا يأخذ بعين الاعتبار مجالات من قبيل سياسة الاقتصاد الكلي، ونوعية البنية الأساسية، وتقلب أسعار العملات، وتصورات المستثمرين أو معدلات الجريمة.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 11 سبتمبر  2008)

نمو الناتج البنكي الصافي لثلاث بنوك في تونس
  تونس في 11 سبتمبر /قنا/ حققت ثلاثة بنوك تونسية خلال النصف الاول من العام الحالي نموا في ناتجها تراوحت نسبته ما بين/13/ بالمائة و/26/ بالمائة مقارنة من نفس الفترة من العام الماضي. فقد اوضحت تقارير اولية لهذه البنك ان الناتج البنكي  ل/ تجاري بنك/حقق خلال النصف الاول من هذا العام نموا بنسبة/26/ بالمائة لتصل قيمته/51ر60/ مليون دينار تونسي /نحو 48 مليون دولار امريكي/ فيما بلغت قيمة النتيجة الصافية/ 4ر16/ مليون دينار مقابل/ 209000 /دينار خلال نفس الفترة العام الماضي. وشهد الناتج البنكي الصافي ل/بنك تونس العربي الدولي/ الذي بلغت قيمته /26ر125/ مليون دينار تطورا بنسبة/7ر13/ بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2007. وسجل الناتج البنكي الصافي ل/بنك الامان/ تطورا  بنسبة/4ر13/بالمائة لتبلغ قيمته خلال الشهور الستة الاولى من العام الحالي ما قيمته/17ر59/ مليون دينار مقابل/16ر52/مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي في حين بلغت قيمة نتيجته الصافية /32ر17/مليون دينار مسجلة نموا بنسبة/4ر72/ بالمائة.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 11 سبتمبر  2008)

خبر عاجل: إطلاق سراح المدون المغربي محمد الراجي
أمرت محكمة الإستئناف في أغادير في المغرب بإطلاق مشروط لسراح المدون المغربي محمد الراجي الذي كان صدر بحقه حكم بالسجن لمدة سنتين, لإنتقاده السياسات الإجتماعية للملك. محمد الراجي ,ح.م أمرت محكمة الإستئناف في أغادير في المغرب بإطلاق مشروط لسراح المدون المغربي محمد الراجي الذي كان صدر بحقه حكم بالسجن لمدة سنتين, لإنتقاده السياسات الإجتماعية للملك. وأفادت وكالة أنباء المغرب العربي الرسمية أن محكمة إستئناف أغادير أمرت بإطلاق سراح المدون محمد الراجي. وكان الراجي قد حكم بالسجن لسنتين الإثنين الفائت لأنه « قلل من إحترام الملك » والعائلة المالكة. وكان قد أعتقل يوم الجمعة الفائت بعيد نشر مقال على الصحيفة الالكترونية الشهيرة « هسبرس »  ، جاء فيه أن عادات الملك الخيرية « تشجع ثقافة التبعية » والشعب المغربي على « التكاسل ». وحسب أحد أقارب الراجي الذي حضر المحاكمة في أغادير, لم يوكل محامي دفاع للراجي الذي أدين بعد عشر دقائق من بدأ المحاكمة.  ورأت محكمة الإستئناف أن المحكمة الإبتدائية لم تراعي بعض الإجراءات القانونية المنصوص عليها في قانون الصحافة والمطبوعات. في حين لم يعترض المدعي العام على إطلاق سراح الراجي. يذكر أن الراجي هو أول مدون يصدر بحقه حكم بالسجن في المغرب
 
عن القلم الحر سليم بوخذير


 
الحرشاني يسجل ‘مذكراته’
ميدل ايست اونلاين   بقلم: د.عبد الرزاق الحمامي   أصدرت منشورات مرآة الوسط في أواخر سنة 2005 كتابها الثالث بعنوان مذكرات صحفي في الوطن العربي في 127 صفحة لصاحبه محمود الحرشاني بعد أن نشر فصوله مسلسلة في مرآة الوسط. وإذا ما تجاوزنا البعد الذاتي وتسجيل المؤلف لرحلاته من بلد لآخر في الوطن العربي وما يدونه من إشارات انطباعية أو نقدية فإن القيمة الوثائقية للكتاب لا تخلو من أهمية وذلك لحرصه الشديد على تدوين أسماء الشخصيات في كل ندوة أو مؤتمر يحضره وما قدمته أو ساهمت به، فإذا نحن أمام مدونة دقيقة لوقائع الملتقيات التي نظمتها مؤسسة عبدالعزيز البابطين للشعر العربي، ووفاء من المؤلف ذكر في شكل تحية مساعدة المؤسسة له على نشر هذا الكتاب. إننا نراجع موضوع كل ملتقى وأسماء التونسيين الذين ساهموا فيه، وكان بعضهم لسبب لا نعرفه يتكتم على مشاركته ويسافر ثم يعود وكأنه لم ينتقل في المكان! فلم يتردد محمود الحرشاني في ضبط قائمة المساهمين من تونس ولم يغفل عن وصف دور كل واحد منهم ومدى اشعاعه، فهو بهذا يطلع الناظر على متانة العلاقة التونسية العربية في مجال الفكر والأدب ولم تخل مواقفه من نقد لبعض المحاضرات إذ رأى فيها ضعفا على رغم تمتع أصحابها بمدة زمنية كافية لإعداد عمل جيد، ثم إنه نوه بمواقف نقدية صريحة صدرت عن الأستاذين محمد القاضي وعبدالله صولة في ملتقى الجزائر وكيف تصديا لعديد الأطروحات الخاطئة منهجيا والمتهافتة معرفيا. محمود الحرشاني، مؤسس مجلة مرآة الوسط ورئيس تحريرها منذ 25 سنة، من مؤلفاته « البحث عن فكرة »، « حوار مع رجال الثقافة العربية »، « رائحة الأرض »، و »مذكرات صحفي ».   (المصدر: موقع ميدل إيست أون لاين بتاريخ 11 سبتمبر  2008)


 
في سبيل بناء هرمينوطيقا دينية

 

  زهير الخويلدي   « ينبغي للمرء إذن أن يؤمن ليفهم ويفهم ليؤمن » بول ريكور[1]   بادئ ذو بدء ما نعني بالدين؟ ما الفرق بينه وبين الإيمان؟ وما المقصود بالهرمينوطيقا؟ وهل تقوم الهرمينوطيقا على الإيمان أم على الإلحاد؟ كيف تنجز الهرمينوطيقا الدينية فهما متعمقا للنصوص والتجارب الدينية؟ لم يعد الدين في الفلسفة وخاصة مع بول ريكور  يتمثل في تحقيق الرغبة وطلب الحماية والعناية الإلهية ولا زفرة مخلوق مضطهد أو طفولة الوعي البشري بل قوة أخرى للغة أو نداء لا أطلب فيه شيئا سوى أن أجد ذاتي ولكنه صوت أصغي إليه دون أن أكتفي برجع صداه في. حول هذا الموضوع نجده يصرح: » ان الدين يمثل بؤرة العقوبة المطلقة إزاء مقتضيات الوعي الأخلاقي وانه ليعد تعويضا يحمل إلى قساوة الحياة. فهو يمثل الوظيفة الأكثر علوا للثقافة وان مهمة حماية الإنسان من تفوق الطبيعة وتعويضه عن التضحيات الغريزية التي يتطلبها العيش في مجتمع… » أما عن دلالة الهرمينوطيقا فهي المجال المعرفي الذي يعتمد على جملة من المبادئ والقواعد في تفسير النصوص، لكنها ما لبثت أن أصبحت في القرن العشرين وخاصة مع غادامير وريكور النظرية الفلسفية التي تدرك المضامين الأسطورية المبثوثة في التراث الحي والمستعادة من طرف تأمل نظري وتتكلم الهرمينوطيقا لغة التراث من أجل إعادة إحياء المعنى المخبوء في معنى جديد أخذا بعين الاعتبار التاريخية والزمانية.  تحدد الهرمينوطيقا بكونها نظرية في تفكيك شفرة الرموز التي كتبت بها النصوص بيد أن تأويل الرموز لا يستحق اسم الهرمينوطيقا إلا إذا كان فرع من تجربة تفهم الذات لنفسها وللآخر والعلم بأسره ولذلك فان غياب هذا الشغل المنصب حول تملك المعنى يجعل من هذه النظرية تساوي الدرجة الصفر من المعرفة والوجود والقيمة. و تجيء الهرمينوطيقا الدينية مع بول ريكور في ثوب نقد ديني مستفيدا من المدرسة الوضعية الفرنسية والتقاليد التجريبية البريطانية ومدرسة الارتياب التي تقوم بالتشكيك في مفهوم الله وتعتبره خال من المعنى وتخلص الفكر من الغائية ومن الهالة القدسية والأسطورية التي أحيطت حول براهين وجود الله. يكشف النقد الديني على أن الوعي الديني ليس وعي حقيقي لأن « المعاني العامة لوعينا تقنع المعاني الحقيقية » ويبين أن وظيفة الدين العامة هي الاتهام والعقاب لكونه مصدر للمنع والإدانة ولأن أعراض الرغبة والخوف تجعله منتجا للأوهام وتعطله عن وظيفته الأصلية وهي الرجاء والأمل والحب والفرح وليس الانتظار والقنوط والضغينة والنفاق. هنا يأتي النقد الديني ليخلص الإنسان من الوهم وينتج تقنية في التأويل تبين أن للدين معاني ووظائف مخبوءة لا يعرفها المعتقد في المثال الزهدي ويقترب منها الملحد المرتاب الباحث عن الإيمان ويميز الخطأ المعرفي والكذب الأخلاقي عن الفطرة السليمة والبراءة الأصلية.ان كاشف الأقنعة يقوم بشغل الهدم والتحطيم وبعد أن يخلص الإرادة من أثقال الشعور بالندم وتوبيخ الضمير يكتفي بالإثبات المحض للحياة والإيمان الدنيوي بلزومية حضور الإنسان حرية ومعنى وفعل، ألم يقل ريكور: »كل شيء يظل مفتوحا بعد هذا الهدم ولكن طريق واحد سيكون مغلقا ومن يتبعه يضيع في بيداء الوهم،انه طريق الكائن اللاهوتي البالغ الأوج في اله أخلاقي مصمم بوصفه مبدأ أخلاقيا وأساسا للمنع والإدانة »؟ ان الرهان هنا هو كيف يكف الدين عن أن يكون تكريسا للخضوع والشعور بالتبعية والدونية ويتحول إلى فضاء يشعر فيه الإنسان بالاستقلالية ويؤدي ولاء الاحترام لنفسه وإنسانيته في الآخر. من جهة أخرى إذا كانت الهرمينوطيقا هي مرحلة ضرورية من أجل تملك المعنى تتوسط بين التفكير المجرد والتفكير المتخفي فإنها تكون منغرسة في الدائرة الهرمينوطيقية التي تتكون من الفهم والاعتقاد وتعمل من خلال فن في الفهم على انتشال المعنى من الرمزي. يصرح ريكور: » هنا إنما تصبح مسألة الإيمان مسألة علم تفسير، ذلك أن ما لا يتلاشى في بدننا إنما هو الآخر بإطلاق المعنى بوصفه لوغوس وبذلك ذاته يصبح حدث الكلام الإنساني ولا يمكننا أن نتعرفه إلا في حركة التفسير، تفسير هذا الكلام الإنساني، فدائرة علم التفسير ولدت: الاعتقاد إنما هو الإصغاء للنداء ولكن ينبغي تفسير الرسالة من أجل الإصغاء إلى النداء. فينبغي للمرء إذن أن يؤمن ليفهم ويفهم ليؤمن »[2]. هنا يظهر التجاور الدلالي بين الإصغاء والطاعة وبين السمع والخضوع ويكون حصول الفهم قرين الإصغاء الحاذق تصديقا لقول هيدجر: » ليس مصادفة أن نقول إننا لم نفهم عندما لم نصغ جيدا. فالإصغاء لاحق للخطاب والكائن هنا يصغي لأنه يفهم »، ولكن هذا الإصغاء الذي يفهم يتحول إلى سمع مستهلك في الرؤية. غير أن الإشكالي في هذا المستوى من التحليل يتمثل في اقتران الإلحاد بالاإعتقاد وتعليق الحكم واللافهم الثائر على كل فهم مسبق وسوء فهم والطامح إلى فهم حقيقي من جهة واقتران الفهم بالاعتقاد والإيمان تطبيقا لقاعدة لا نفهم إلا إذا اعتقدنا ولا نعتقد إلا إذا فهمنا من جهة مقابلة. ان هذا يعني أن الملحد الذي لا يعتقد سوى في اللاإعتقاد لا يفهم وأن الواقع ضحية فهم مسبق وسوء فهم هو ملحد بالضرورة غير قادر على الفوز بنعمة الإيمان. لكن كيف لنا الخروج من هذا الدور الهرمينوطيقي: نؤمن لنفهم ونفهم لنؤمن؟ من يسبق الآخر الإيمان أم الفهم؟ هل الفهم هو سبب للحصول على الإيمان أم نتيجة حاصلة وصول الإنسان إليه منذ البدء؟ ما قيمة إيمان دون فهم وفهم دون إيمان؟ أليس الأول هو الإيمان الموروث والثاني هو الإلحاد الموصوف؟ من هذا المنطلق يضع ريكور مفهوم الإلحاد كنقطة تقاطع بين الإيمان والدين، إذ يمثل في نفس الوقت انقطاعا ورابطا بين الدين والإيمان،فهذا المفهوم الموجود في موضع وسط ينظر إلى الخلف نحو ما ينكره أي الدين وينظر إلى الأمام نحو ما يفتحه أي الإيمان الناتج عن إتباع المرء طريق الشك.  » يعني الإلحاد على الأقل هدم الإله الأخلاقي ليس بوصفه مصدرا أخيرا للاتهام ولكن بوصفه مصدرا أخيرا للحماية والعناية »، ان نقد الدين كملجأ يوفر مصدر حماية للإنسان هو شرط إمكان ولادة إيمان تراجيدي في قلب الإنسان شبيه بحالة أيوب الذي جعل صبره طريقة للتمرد على الإله الأخلاقي. ان المعنى الديني للإلحاد بعيد كل البعد عن المعنى الفلسفي الهرمينوطيقي خصوصا وأن الإلحاد لا يستنفذ معناه في السلب والنفي وإنكار المعتقدات والنبوات وعالم الآخرة ولكن في تحريره الأفق بالنسبة إلى إيمان عصر ما بعد الدين. يستخدم ريكور هنا مفهوم الإلحاد كأداة دفاعية خفية لإنقاذ الإيمان من صنمية التدين وتحول الدين إلى سلطة تقيد حرية الإنسان وفضاء للاغتراب وسط أحضان المقدس.انه من الضروري حسب ريكور أن نوجد جدل بين الدين والإيمان عن طريق الإلحاد فيتحول الدين مطية لتحصيل الإيمان ويتحول الإيمان إلى أس لتجربة التدين في حد ذاتها ألم يقل في هذا السياق: » الدين بالمعنى الضيق هو العلاقة العتيقة للإنسان بالسلطة الخطرة للمقدس »؟ قصة الهرمينوطيقا تحكي قصة الإنسان المؤول الذي استولى على الأسماء وعمر الكون بتأويلاته بعد أن استخلف فيه واستأمن عليه والهرمينوطيقا هي مغامرة رهيبة لأن الناس ملوا من الانغماس في الشبهات والتورط في حالة سوء الفهم والخلاف ولذلك لا مخرج لهم من أجل الفهم والتفاهم سوى الهرمينوطيقا كفن تجنب سوء الفهم وتهيئة للناس من أجل التنعم برحمة الاختلاف.  ما تقوله الهرمينوطيقا أن العلاقة بين الحقيقة والمنهج لم تعد علاقة تلازمية ولم يعد المنهج هو الضامن للوصول إلى الحقيقة بل الحقيقة تبين أنها كانت ولا تزال نابعة من الذات ومرتبطة بتجربة التناهي الإنساني، بعبارة أخرى الحقيقة حدوث المعنى وانكشاف التلاقي بين التراث وأسئلة الحاضر وتتكون من خلال انصهار أفق الحاضر بأفق التاريخ وعن طريق الحوار بين الماضي والحاضر والاتجاه نحو المستقبل.  إذا ما طبقنا هذا الاستنتاج وانتقلنا من ماهو عام إلى ماهو خاص نرى أن الإسلام تحول إلى الصنم أضاع المنتسبون إليه الرموز أي الإيمان الحي وإذا ما أردنا روحه الخالصة ينبغي أن نكسر زجاجة التقليد « لهذا السبب ينبغي دائما أن يموت الصنم حتى يحيا الرمز » كما يلح على ذلك ريكور لأن في الرمز ما يدعو إلى التفكير كما يردد دائما. انه من الضروري  التفكير في القضية الهرمينوطيقية في الإسلام والنظر إلى القرآن إن كان يسمح للمرء بقراءة متأنية وصبورة وبأن يسأل بشكل أفضل وأن يفكر بطريقة ملموسة.في الواقع ان القرآن ولد من وعد وإعلان وظهر من خلال كلمة ونداء وكلام حي، ثم  تجسد في رسالة ومر عبر واسطة النبوة التي ظل هو نفسه شاهدا على أحقيتها ولكنه تحول بعد هبوطه على الناس  إلى وعظ أصلي ومصحف مكتوب ووصايا أخروية وأحكام مطلقة وحدود ملزمة، وانه من اللازم إذا ما أردنا إيجاد الإحاطة بالنواة الهرمينوطيقية  له  تتبع صيرورة تدحرجه من اللوح المحفوظ إلى الكلام ومن الكلام إلى الكتابة ومن الكتابة إلى الحدث إذا ما رمنا تتبع معناه وتقصي مقاصده. ان الفكر الإسلامي نفسه منذ تكونه لا يخلو من بعد هرمينوطيقي لأن تاريخه هو تاريخ صراعات بين تأويلات متباينة تعبر عن أزمات سلطوية وجوهره لا يتحدد إلا من خلال تراكم مجهودات فردية في الاستنباط والاستقراء والسبر والمعاينة والاعتبار والتعليل والتفسير والتأويل. لقد تشكلت القضية الهرمينوطيقية في الإسلام أولا من سؤال العلاقة بين القرآن والحديث ومن أرضية التحالف بين التجربة النبوية والسنة وبين المطلق والنسبي وبين الإلهي والبشري. ان الإسلام يتكون من النداء والرسالة والكلام الذي توجه إلينا وإذا كان ثمة إشكالية حقيقية للإيمان في الإسلام فهي مرتبط بالكائن وتردده بين الجبرية والقدرية وبين الاضطرار والاختيار وبين الكسب والسعي.لذلك على الأرجح يدور نزاع داخلي في الإسلام بين الإيمان والدين وبين المسلم والمؤمن، فالإيمان هو الحب والرجاء والدين هو السلطة والنظام. يعتقد البعض أن بناء هرمينوطيقا إسلامية يمر لا محالة عبر تحويل الوحي إلى نص وتعويض مطلب البحث عن الحقيقة بمسألة إنتاج المعنى وعبر نزع التعالي وخلع الأسطرة عن القرآن والحديث وذلك بإخضاعهما إلى آليات القراءة المتبعة في النصوص العادية، ويقترح آخرون إدخال مفهومي التاريخية والزمانية إلى الدراسات القرآنية والانتقال من الحديث عن إسلام واحد إلى الحديث عن التعدد في الإسلام وعن الاسلامات وهي جملة من زاويا النظر المختلفة عن نفس الظاهرة. لكن كل هذا ربما لا يؤدي إلى بناء نظرية هرمينوطيقية إسلامية لأنه لا يؤدي إلى خلخلة الثنائيات التقليدية التي ظل التفسير الكلاسيكي للنصوص المقدسة حبيسا فيها مثل الحقيقة والمجاز، النقل والعقل، المحكم والمتشابه. ان المطلوب ليس إيجاد أو تغيير منهج القراءة والتمييز بين الدلالة اللغوية والدلالة الحقيقية وبين آيات الآفاق وآيات الأنفس وبين مواطن الاعتبار والتبيين ومواطن الإعجاز والإقناع بل إيجاد فن في الفهم عبر الذوق الرفيع والحس المرهف والعدل في الحكم على الأشياء والاقتصاد في التسمية والتركيز على الأشرعة التي يصنعها النص لركوب نهر الحياة والنوافذ التي يسمح بها للناس للإطلالة على العالم. ان الخطأ الكبير الذي وقع فيه علماء التفسير بالمعنى الكلاسيكي أنهم تصوروا معنى قديما مدفونا في النص يشير إلى سبب نزول عن حادث تاريخي أو مقصدا من مقاصد الشارع أو مصلحة مرسلة وطلبوا من العقل الاكتفاء بالاكتشاف والتدبير والاستدلال والمحاججة والبرهنة لتحقيق المطابقة والتأييد والتناغم والانسجام مع روح الإجماع. غير أن ما لم ينتبه إليه هؤلاء هو البعد المعضلي الإشكالي لثنائية المعنى في الآية القرآنية أو الحديث المتفق على رجاحته من وجهة نظر المتن وليس من وجهة نظر السند وعلم التجريح والتعديل وعلم الرجال، أما النقيصة الثانية فهي عجزهم عن استخراج المنزلة الأنطولوجية التي تنهض بها اللغة وخاصة عدم تمييزهم بين المعنى في مستوى المفردة والمعنى في مستوى الجملة والمعنى في مستوى النص وبين عقل اللغة ولغة العقل وبين نحو اللغة ومنطق العقل،النقيصة الثالثة هي إهمالهم الوظائف الشعرية والدلالية والتداولية والسردية التي يمكن أن تؤديها اللغة واقتصارهم على الوظائف العادية من تفكير وإعلام وتعبير وإيصال وتواصل.  لقد بين الاتجاه العقلي في التفسير الذي يمثله المعتزلة أن اللغة عقل آخر يتحالف مع العقل البشري في إنتاج المعنى وأن النص لا يفيض بالمعنى إلا عندما يعترف له العقل بدلالته ويمنحه وجوده الغائب، علاوة على أن الشخص القارئ المتكلم هو فاعل الكلام والكلام نفسه هو تعبير عن غرض المتكلم ورغبته وسلطته، ثم ان أساس اللغة هي المواضعة واللعب لأن الكلام شبكة متشعبة من الرموز والدلالات تفيد بعدة أشكال وطرق على أنماط  حضور الأشياء. ان الهرمينوطيقا الإسلامية الممكنة تتوقف على الاعتراف بالتعريفين الممكنين عن الهرمينوطيقا: –       الهرمينوطيقا كإستراتيجية للكشف عن آليات السلطة وآثار الرغبة التي تتخفى وراء الخطاب. –       الهرمينوطيقا كنظرية عامة في التأويل تنتقل من المعنى الظاهر الرمزي إلى المعنى الباطني الحقيقي. الحركة الأولى تؤدي إلى تطهير الحقل الدلالي من أشكال التشويه والتحرييف والتخلص من كل آليات الاغتراب والتمويه قصد تحصيل وعي هرمينوطيقي حاذق. الحركة الثانية تؤدي إلى إنتاج المعنى ضمن سياق فني قصصي يلائم السياق ويتماشى مع تكاملية المدارك الإنسانية وتساعد على بناء نظرة تأويلية وفهم متعمق للنص في إطار انصهار الآفاق.  ان الحركة الأولى هي حركة نقد وتفكيك من أجل التطهير والتهذيب وان الحركة الثانية هي حركة تنظير وبناء من أجل العمل والتطبيق. تستفيد الحركة الأولى من جهود نيتشه وماركس وفرويد ورواد مدرسة فراكفورت ومنظري فكر 68 وخاصة فوكو ودولوز ودريدا وتستفيد الحركة الثانية من شلايرماخر وديلتاي وهيدجر وغادامير وريكور. الحل عند ريكور هي أن يسكن الإنسان العالم على نحو شعري لأن « الفعل الشعري لا يمثل ضياعا محضا ولكن بداية النهاية للتشرد بواسطة فعل البناء »، ان « الشاعر يرى المقدس بينما يرى المفكر الكائن ويقفان على جبال مختلفة حيث تكون أصواتهما صدى لبعضها البعض ». بينما الفيلسوف المؤول ليس واعظا نبويا ولا مبشرا رسوليا ولكنه شاعرا بعد ديني مثل زرادشت يفكر في زمن العدمية ويبحث عن الإيمان الخالص الذي لا يلوثه النفاق، ومهمة هذا المؤول ليست المصالحة بين التفسير الذي يهدم الأوثان القديمة والتفسير الذي يعيد بناء الإعلان الديني بالاعتماد على معنى أصلى وقع التفطن إليه فيما بعد ومن خلال انتقائية ضعيفة بل هو الذي يتلفظ بكلمة التحرر كبدء خلاق ويملك حرية العودة الجذرية إلى أصل الإيمان، انه يخرج من الطريق المسدود ولا يتلفظ بكلمة المنع والإدانة ويجعل الرسالة حدثا ما بعد ديني وسابقا على كل قانون ويحاول الاقتراب إلى حالة من الاستقلالية.  في الأخير » ليس الفيلسوف خبيرا بالعلاج فهو يشفي الرغبات بتغيير الأفكار ».  يولد الأمل الأعظم من أن يكون الإنسان مواسيا لنفسه ومحررا من الثأر ويفتح الطريق الجديد للفكر أفقا للتأويل يجعل من الإلحاد تأملا واقعيا ينقلنا من الدين إلى الإيمان.  هذه الحاجة إلى العود على بدء عبر عنها ريكور بقوله: »إني لأعتقد أن هذا هو الوضع الذي لا حياد عنه بالنسبة إلى الفيلسوف عندما يكون بوصفه هكذا مواجها للجدل بين دين والحاد وإيمان، فهو ليس مبشرا وأنه يستطيع أن يصغي إلى التبشير تماما كما أفعل ذلك. ولكن بوصفه مفكرا محترفا ومسؤولا فانه يبقى مبتدئا ويبقى خطابه خطابا إعداديا وربما يجب عدم الندم على ذلك فهذا الزمن المشوش حيث يخبئ موت الدين الرهان الحقيقي ربما هو زمن الإعدادات الطويلة والبطيئة وغير المباشرة ».[3]  لكن هل تقبل النصوص الإسلامية القراءة من وجهة نظر منهجية العلم والفكر ما بعد الحديثين؟ إلى أي مدى يصح قول لفرويد مثل هذا على الإسلام: « الدين فن لاحتمال قسوة الحياة أكثر منه رقية غير محددة للاتهام الأبوي »؟   كاتب فلسفي   [1] بول ريكور، في التفسير، محاولة في فرويد، ترجمة وجيه سعد، الطبعة الأولى2003 أطلس للنشر والتوزيع دمشق سوريا ص436 [2]   بول ريكور، في التفسير، محاولة في فرويد، القسم الرابع من الفصل الرابع من الكتاب الثالث بعنوان علم تفسير، ترجمة وجيه سعد، الطبعة الأولى2003 أطلس للنشر والتوزيع دمشق سوريا ص436  [3] بول ريكور، صراع التأويلات دراسات هرمينوطيقية، الفصل السادس- الدين والإيمان ترجمة منذر عياشي، مراجعة جورج زيناتي، دار الكتاب الجديد المتحدة2005ص503- 504   (المصدر: موقع إيلاف ( بريطانيا) بتاريخ 11 سبتمبر  2008)

الزوجة الثانية.. والهروب من العنوسة
  منى سليم   دائما نتحدث عنها لا إليها.. نفترض بها السيئ قبل الحسن.. تحاول كثيرا أن تخفي حقيقة أمرها، وكأنها لا تعرف لماذا ارتضت أن تحمل هذا اللقب، إنها « الزوجة الثانية ».. نفتح لها مساحة للحديث لا للتعاطف أو التحامل.. ولكن لالتقاط الصورة من قريب.. فهناك من استمرت ونجحت ولا تشعر بالخزي أو الخوف، وهناك من ارتضت أن تبدأ الطريق في الظلام لتنتهي في طريق أشد إظلاما، وهناك من تراها تشعر بالرضا؛ لأنها اختارت أن تكون صمام الأمان الذي أنقذ بيت زوجها من الانهيار، وأخرى تجدها يائسة تشعر أنها أعطت الكثير وفي المقابل لم تحصل على شيء.   أحتاج لرجل تحكي لنا المحامية (وفاء) تجربتها مع الزواج الثاني.. أنا سيدة في الرابعة والثلاثين من عمري، يفتخر بي أهلي دائما لنجاحي في عملي وتصميمي على إكمال دراستي العليا.. أعمل محامية والجميع يلقب أبي بـ »أبي الأستاذة »، وذلك لنجاحي وشهرتي في مجالي، لكن كل هذا جاء على حساب حياتي الشخصية.. لم أكن مغرورة أو غافلة، لكن على مدار الطريق الطويل لم يتقدم لي الشخص المناسب، وكنت كلما ارتقيت في عملي شعرت أن من حقي أن أختار الشريك المناسب الذي يتفاهم معي وأميل إليه، وعندما وصلت للثلاثين توفي أبي، ولا يمكن لأحد أن يتخيل حسرتى عليه، تمنيت لو يمتد به العمر ليراني يوم زفافي، ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، وأكملت حياتي وأخذت فكرة الزواج تبتعد حتى التقيته.. طبيب يكبرني بعشر سنوات، تعرفت عليه في مكتبي كأحد الموكلين، وبعد عدة مقابلات عمل عرض علي الزواج رغم أنه متزوج ولديه ولدان، لكنه تعلل بأنه غير سعيد في حياته الزوجية لصعوبة طبع زوجته التي ذهبت رقتها بعد الزواج، وأصبحت تتباهى عليه بأهلها ومكانتهم، وحكى لي عن مشاكل كثيرة بينهم وصلت إلى الطلاق، لكن خشيته على أولاده جعلته يتراجع ويقرر الاحتفاظ بزواجه، على أن يرفق بنفسه ويجد من تساعده على تحمل هذه الحياة. وتكمل « وفاء » وافقت على الزواج منه ولم أشترط عليه إخبار زوجته الأولى، كان كل ما يهمني أن يتم الأمر بشكل رسمي وعلني، وهذا ما حدث، ولكن بعد عامين فقط اكتشفت المأزق الذي وضعت نفسي فيه.. فسطوة أهلها ونفوذهم جعلها لا تعكر صفو حياته وحده ولكن حياتي أيضا معه.. اختلقوا لي مشاكل في العمل.. ضايقوا أهلي.. ولم يستطع زوجي أن يحميني منهم.. وانتهت القصة سريعا. وتختم المحامية قصتها قائلة: ليس الخطأ أني ارتضيت أن أكون زوجة ثانية، ولكني خضت التجربة دون دراسة كافية، والآن وقد عاد لها بعد طلاقنا لم نجن من هذا الزواج إلا الحزن على الفراق؛ لأني أعلم أنه لن يكون سعيدا معها في يوم من الأيام.   زواج الليل مطلقة لم يرزقها الله بأولاد، ولكنها ما زالت في سنوات الشباب، لذلك لم تتردد أن تكون زوجة ثانية، فهي تبحث عن الأمومة من ناحية، كما أن الزوجة الأولى راضية بهذا الوضع من ناحية ثانية. تروي « ن » قصتها قائلة: من داخلي أشفقت عليها، ولكني حاولت أن أتقي الله فيها، فاستشرت علماء الدين الذين نصحوني بخوض التجربة على أن أساعده دائما على أن يعدل بيننا، ولكن الأمر لم يكن يحتاج جهدا، فقد كان متخذا قراره ويعلم في أي الناحيتين سيوقع ظلمه، فقد تزوجني لا ليقيم معي أسرة، وإنما ليجد معي ساعات لذة يمتص فيها شبابي، فطوال النهار يكون في بيته يعيش وسط أولاده يأكل ويخرج معهم، وأنا لا يعرفني إلا سويعات الليل، يأتيني فيها متأخرا ويغادر مبكرا في الصباح. ولكم أن تتخيلوا المهانة التي أشعر بها، لقد قال لي مرة على سبيل المداعبة: « لو كنت امرأة ما ارتضيت بنصف رجل »، وما زال الوضع على ما هو عليه، ترى من منا التي حظيت به؟! لا أعرف، لكني ما زلت مستمرة في هذا الزواج عسى أن يرزقني الله بطفل يعوضني عن هذه التعاسة، ولا ضرر وقتها حتى لو فكر في الزواج بثالثة.   مركب الضرائر السيدة « س » في الخامسة والأربعين من عمرها، تزوجت منذ عشرة أعوام بعد أن تعرفت عليه من خلال عمله كمهندس يعمل في بلدتها الصحراوية أغلب الشهر، ثم يعود إلى زوجته وبيته في العاصمة لمدة أسبوع واحد. أما زوجته الأولى فلديها عملها ولا ترغب في الذهاب معه إلى الصحراء، لذلك لم تمانع عندما فكر في الارتباط بأخرى تؤنس وحدته وتقوم على شئونه حيث مقر عمله، وبدورها قبلت سيدتنا الارتباط به بعد أن أوشك قطار الزواج أن يفوتها، على أن تبقى كل منهما في بلدتها بعيدا عن الأخرى. وبالفعل تم الزواج ورزقت منه بطفلين، وسارت الحياة في هدوء وسعادة للأسرتين على السواء، أحيانا يصطحب الزوج أبناءه من الزوجة الأولى إلى زوجته الثانية ليقضوا الأعياد وفترات من الإجازة مع إخوتهم، وأحيانا يحدث العكس، بل إن الزوجتين التقتا في مرات كثيرة، وعلى غير المتوقع مرت الأمور بسلام. – سألتها: كيف يكون شعورك أثناء هذه اللقاءات؟ – أجابت: قابلتها مرات قليلة، ولم يحدث بيننا اشتباك، لكن لا يوجد أيضا وصال، لكنى أحاول دائما استرضاءها وتأكيد أني لم أنتزعه منها، لدرجة أنني سميت طفلتي الأولى على اسمها. – وهل يعدل بينكما؟ – نحن امرأتان في نفس العمر تقريبا، ولا تمتاز إحدانا على الأخرى في شيء، لا في الجمال ولا في الأخلاق، كما أن كلتينا تعمل، أي أننا غير متفرغات بشكل كامل للمنزل أو بالأدق للتنكيد عليه، وأعتقد أن هذا هو ما كان يفكر فيه حين اختارني، بالطبع كل منا كانت تتمنى أن تكون الزوجة الوحيدة في حياته، لكن الوضع الحالي أفضل من غيره على كل حال.   هذا الرجل أحبه بدأت حديثها قائلة: هناك شعور بالذنب يلاحقني دائما برغم أني أعيش حياة سعيدة معه، فهو رئيسي في العمل وأنا فتاة من بيت محترم، وقد تعرف إلى والدي عن طريق دروس المسجد، ومن أول يوم رأيته تعلقت به، وصدمت حين علمت بزواجه، ولكن بمرور الأيام تقاربنا رغما عنا، وكان دائما ما يصف زوجته بأنها سيدة جيدة لكنه تزوجها وهو صغير جدا بحكم اختيار أسري وترتيبات بين العائلتين؛ ولذلك يداخله دائما شعور بأنه في غير مأمن، وأنه ما زال يبحث عن حبيبته. عن تجربة زواجها تقول: شعرت في البداية أنه أناني، ولكني عدت وأشفقت عليه، فحتى لو كان قد ارتضى هذه الزيجة في سنه الصغيرة فهل يبقى عمره كله على هذا الشعور؟! وكلما سألته عنها قال إنها سعيدة به وراضية بحياتها معه، ولكن بالطبع حدث شرخ كبير بينهما بعد زواجنا، ولكنه أخبرني أنه بدأ في الالتئام، وإن ظل موجودا. وتتابع: أعتقد أن مجتمع الالتزام الذي خرجنا منه ثلاثتنا ساعدنا إلى الآن على إعمار البيتين، كما أنني أعلم دماثة أخلاقها، وتعلم هي عني نفس الشيء، وأعتقد أن سعادته هي السبب في رضانا نحن الاثنتين بهذا الوضع، كما أنه بالفعل يحاول دائما العدل بيننا، وقد تأكدت بعد أول أسبوع زواج أنه يحمل لها كثيرا من المشاعر، وقد فكرت أكثر من مرة أن أذهب وأتحدث معها لكني لم أجرؤ على تنفيذ هذه الخطوة بعد.   ليس اختيارا   أعتقد أن أكثر من ينظر للزوجة الثانية نظرة متدنية هو الزوج نفسه، فهو يسعى خلفها بقوة وإصرار، لكن بمجرد أن يقع الزواج سرعان ما يفيق، وكأنها هي من تلاعبت به. بهذه الكلمات بدأت « ولاء » حديثها في وصف زوج الاثنتين لتكمل.. بعدها يبدأ في ترديد كلمات مثل « هي الأصل – هي الأولى »، وينسى تماما أنها أيضا حلمت بشاب يكون لها وحدها لا تشاركها فيه أخرى، لكن ظروف حياتها هي التي أجبرتها. « ولاء » فتاة في مقتبل العمر كان قد عقد قرانها على شاب أحبته كثيرا، لكنه توفي قبل الزفاف، ومرت أعوام خمسة ولم يتقدم أثناءها للأرملة العذراء إلا المتزوجون، عندها شعرت أن هناك حكما من المجتمع صدر في غير صالحها، وأنها بمقتضاه لن تكون زوجة لشاب آخر لم يسبق له الارتباط، وأمام ضغوط اجتماعية واحتياجها لتكوين أسرة وافقت آخر الأمر على أن تكون الزوجة الثانية، لكنها تنصح أي فتاة وضعها القدر أمام هذا الاختيار أن تسرع بالإنجاب، ولا تستمع لأي آراء مخالفة، فهي تعتقد أن سبب استمرار الزواج، سواء في البيت الأول أو الثاني هو الأبناء.. والأبناء فقط. ———————————— *صحفية مهتمة بالشأن الاجتماعي   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 11 سبتمبر  2008)


لماذا هذه الهجمة على مبادرة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي
  أتابع منذ فترة الجدل حول مبادرة الحوار القومي التي طرحها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي قبل أشهر وتوجه بها إلى القوميين في تونس. مضمون المبادرة، كان واضحا منذ البداية من خلال تصريحات الأمين العام للحزب ومداخلاته في اجتماعات عدد من الجامعات الجهوية، ومن خلال البيانات التي أصدرها المكتب السياسي وأيضا من خلال ما نشرته صحيفة « الوطن » (لسان حال الحزب) من مقالات ونصوص. مضمون المبادرة كان الحوار مع كافة أطراف العائلة القومية حول أمّهات القضايا التي تهمهم وتهم تواجدهم على الساحة السياسية في تونس… ثم العمل على توحيد عملهم في اتجاه التأسيس لتيار قومي موحّد يكون له تأثيره سياسيا وفكريا. هذا هو مضمون المبادرة كما فهمته كمهتم بالشأن السياسي في تونس (أنا لا انتمي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ولا لأي فصيل قومي آخر). وكنت أعتقد أن هذه المبادرة ستجد صداها بين القوميين في تونس أو على الأقل ستساهم في خلق نقاش ثري وجدّي تستفيد منه الحياة السياسية والفكرية في تونس. لكن ما حصل هو أنّ « بعض القوميين » اجتهدوا لإفشال هذه المبادرة عن قصد واعتمدوا في ذلك على عدة أساليب بعضها غير أخلاقي كان بإمكان هؤلاء أن يعلنوا منذ البداية أنهم غير مهيئين في الوقت الراهن للحوار، أو أنهم يملكون رؤية أخرى للحوار… لكنهم توجهوا مباشرة للتشكيك في المبادرة من خلال التهجم المجاني وغير المبرر على حزب سياسي سيحتفل بعد أشهر قليلة بالذكرى العشرين لتأسيسه. أولا: قلت تهجم مجاني وغير مبرر على حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، لأني قرأت كافة النصوص التي نشرت على شبكة الانترنيت والتي حبّرها هؤلاء… ولم أجد ولو جملة واحدة تتعرض إلى مواقف الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وأدائه من خلال بياناته وأدبياته وبرنامجه العام (وهي وثائق متوفرة للجميع)…الموجود هو سبّ وشتم، واعتماد على مصادر مجهولة ولا يمكن الوثوق بها علميا وأخلاقيا مثل: »اثنان من أخوتك قالا لي: اكتب اللي تحب في الشأن القومي أما بخصوص الشأن الوطني اكتب نص نص … » (نص: سندة ضرار مرة أخرى للمنتصر بالله – 18 أوت 2008) و »..أحد المبشرين بدعوة الحوار القومي طرح على زميل له من أبناء :جهتي » أن يكون على رأس القائمة الانتخابية لحزبه… » (نص: إن عدتم … عدت إليكم لفائزة عبد الله – 22 جويلية 2008). هذه هي المصادر التي يتم اعتمادها: »اثنان من الإخوة » وزميل من « أبناء جهتي » و »قال لي احدهم..: الخ فهل هذه المصادر يمكن الاعتماد عليها في تقييم أداء حزب سياسي !!! ثانيا: كافة النصوص التي نشرت تضم كمّا هائلا من الأوصاف والنعوت التي تطلق على حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي دون أي أساس مثل جريدة « الوطن » جريدة مشبوهة و »الوطن » جريدة جهاز المخابرات التونسية/ إصدار بيانات استخبارية/ … الخ وهنا يطرح السؤال هل بمثل هذا الخطاب يمكن إقناع الآخرين؟ هل بمثل هذه الأوصاف والنعوت النفسية والانطباعية يمكن التأسيس « لتيار قومي جماهيري » كما تقولون… لا اعتقد ذلك، فإن الأمر يدعو فعلا للسخرية ويجعلني أقول إن ما كتب هي نصوص غير جدية وغير مسؤولة، الهدف منها التشويش على مبادرة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي حسب علمي لم يقل في يوم ما انه حزب جماهيري.. بالعكس فانه يؤكد دائما انه حزب يجتهد ويعمل من أجل اكتساح مواقع جديدة على قاعدة خطاب يلتزم بقضايا الأمة ويرفض « الجملة الثورية » التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ويمكن في هذا الصدد الرجوع إلى كافة أدبيات ووثائق وبيانات الحزب في علاقته بالشأن الداخلي والخارجي. نريد الإشارة إلى مسألة أخرى هامّة وهي: أنتم تعتبرون أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي « حزب مشبوه » وفي المقابل تثنون على أحزاب أخرى موجودة في الساحة، وتلتقون معها. هل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يدافع عن الليبرالية والخوصصة كما تفعل تلك الأحزاب (أم أن مبادئ الوحدة والاشتراكية لم تعد تعنيكم)؟ هل أن قيادة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مقرات الحزب وتذهب إلى مقر إقامته كما تفعل تلك الأحزاب (أم أن الولايات المتحدة لم تعد دولة امبريالية)؟. هل طلب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من الولايات المتحدة الأمريكية ومن فرنسا أن تتدخل في تونس من أجل حماية حقوق الإنسان (أم أن أمريكا وفرنسا أصبحتا راعيتا حقوق الإنسان في العالم)؟ هل جلس أحد قيادي أو مناضلي الاتحاد الديمقراطي الوحدوي مع الصهاينة جنبا إلى جنب كما فعل ذلك بعض رموز تلك الأحزاب التي تثمنون أدائها !!! أجيبوا عن هذه الأسئلة وستكتشفون حجم التناقض الذي وقعتم فيه… وحجم الخطأ الذي ترتكبونه في حق الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وفي حق الحركة القومية في تونس. النقطة الأخيرة التي أريد الإشارة إليها هي: هل تساءلتم لماذا لم يرد الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي على مختلف هذه النصوص؟ وأنتم تعرفون انه مناضل قومي عرفته الساحة الطلابية والساحة القومية. السبب واضح أن توحيد الحركة القومية في تونس يتطلب العمل والاجتهاد لا الشعارات المعزولة… يتطلب تشبّعا بقيم ومبادئ الحوار لا السب والشتم ! وستكتشفون قيمة هذه المبادئ بعد مرور الوقت عليكم ولنا عودة. عبد الله الرمادي تونس في : 11/09/2008

صبر قصير على الديمقراطية.. طويل على الاستبداد!

  خالد شوكات   استطاع الموريتانيون الصبر على حكم الجنرال معاوية ولد سيدي احمد الطايع الاستبدادي، أكثر من خمس عشرة عاما، لكنهم لم يملكوا الصبر على حكم السياسي المدني سيدي ولد الشيخ عبدالله خمس عشرة شهرا. وليس العراقيون بمنأى عن هذا المثال، إذ لعل الوجود العسكري كان الضمانة الوحيدة لاستمرار النظام الديمقراطي الوليد، ففوضى السنوات الأخيرة ما كانت إلا لتعيد البلد إلى سنوات الاتقلابات العسكرية والأنظمة الطغيانية. ولربما وجد كل عربي في تاريخ بلده المعاصر ما يؤكد هذه الحقيقة، فالحرية عندنا غالبا ما تقود إلى الفوضى، ثم شيوع الفتن والاضطربات، التي عادة ما تدفع عامة الناس إلى الاعتقاد بأنه ليس أفضل لها من المستبد مع الاستقرار، على الحرية مع الفوضى، ولو كان الاستقرار كما الوضع في المقابر، والفوضى خلاقة للاستقرار بمعناه الحقيقي. وليس فساد الأمم إلا من فساد نخبها، وقد أثبت الدرس الموريتاني هذه الأطروحة، فالديمقراطية لم تكن مطلبا شعبيا أيام الدكتاتور ولد الطايع، بل كانت مطلبا نخبويا، قبل أن تتحول مع حكم الرئيس الانتقالي ولد فال إلى منة عسكرية لا ضمانة شعبية لها، وهو أمر أكده الانقلاب الأخير، الذي لم يحرك رد فعل شعبي معارض، بقدر ما وجد سندا في مساندة عدد من النخب وقدر وافر من الشعب. ولو أن النخب السياسية الموريتانية أجمعت أمرها جميعا على رفض الانقلاب، ولم يتهاوى عدد من النواب والوزراء والديبلوماسيين إلى إغراءات الاتقلابيين، لأرجعوا العسكر إلى ثكناتهم إلى الأبد، حتى تكون الكلمة الوحيدة للشعب، هو من انتخب الرئيس والبرلمان، وهو من يعاقب ويعزل، لا حارس الرئيس الذي قرر التحول إلى رئيس وزعم بدوره أن الشعب الموريتاني الذي قال كلمته قبل أشهر، قد منحه التفويض للقيام بذلك. ربما كانت غلطة الرئيس المنتخب ولد الشيخ، أنه كان طهوريا أكثر من اللازم، وأنه لم يدرس التاريخ العربي جيدا، فقد أراد أن يعيد العسكريين إلى حجمهم الطبيعي كما في سائر الأنظمة الديمقراطية، لكنه نسي أنه في موريتانيا، وأن من يملك قوة العنف هو من يقرر، وليس الشعب، فلما بادر إلى قطع رأس الفتنة العسكرية، أجابه الجنرال الحارس بأنه هو الذي يقطع الرؤوس لا غيره، وكان أن تحول الحارس فعلا إلى رئيس. وأذكر أن الجنرال ولد عبد العزيز قد فشل في أول لقاء تلفزيوني له، سويعات بعد انقلابه، حتى في توصيف انقلابه الحقير، بمنحه إسما يليق على غرار مال يفعل الانقلابيون العرب عادة، حيث قال أنه « ردة فعل »، قبل أن تسعفه النخب السياسية الفاسدة الجاهزة للبس حلة الملك الجديد سريعا، بمصطلح « الحركة التصحيحية »، وقد كان الانقلاب « حركة تخريبية ». لقد كشفت الأحداث المتلاحقة في موريتانيا، أن الشعب لم يكن مستعدا للدفاع عن ديمقراطيته الوليدة، وأن السلوك الديمقراطي القويم لم يترسخ لدى النخب السياسية الموريتانية حقا، فقد أيد ولد داده زعيم المعارضة العتيد أيام الرئيس ولد الطايع الانقلاب العسكري، وحمل ولد الشيخ المسؤولية عما وقع، وأحسب أن دافع الرجل كان الانتقام لعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية، لأن بعض زعمائنا السياسيين يعتقدون بأن الديمقراطية هي فقط ذلك النظام السياسي الذي يفضي إلى فوزهم، أما إذا حدث خلاف ذلك فكل وضع آخر سيكون أفضل. زعيم الانقلابيين الجنرال ولد عبد العزيز استهزأ عمليا بالمعارضة الخارجية المحتشمة للانقلاب، وعزا ذلك إلى نقص في المعلومات لدى هذه الجهات، مراهنا على أن الزمن سيلين مواقف الممانعين والمتشككين، خصوصا إذا ما استكان الشعب إلى النظام الجديد، وليس مستبعدا أن يستكين، فصبر العرب على الديمقراطية قليل قليل، لكن قدرتهم على التعايش مع المستبدين يفوق كل تصور. النقاش والحوار واختلاف وجهات النظر بين السياسيين ومساءلة الوزراء أمام اللجان البرلمانية وتصادم المؤسسات الدستورية فيما بينها وووقوف البرلمان في وجه الرئيس وحرص الرئيس على تطبيق برامجه الانتخابية، كل ذلك لا يعد في نظر شعوب ألفت الاستبداد مظاهر تعاف للحياة السياسية، وتأسيسا لتقاليد سلطوية حيوية جديدة، بل مظاهر عدم استقرار وفوضى، أما القرارات السريعة الأحادية والمزاجية والشخصية الصادرة عن الذات الإلهية الحاكمة في الأنظمة الاستبدادية فليست إلا دليلا على عبقرية خيارات القائد وعظمة إنجازاته اللامتناهية. وليكن معلوما إذا، أنه إذا لم يعد سيدي ولد الشيخ عبدالله إلى سدة رئاسته الشرعية، بمعية رئيس وزرائه المتضامن، فسيعلم الموريتانيون أن الانقلابيين لن يعودوا بعد انقلابهم الأخير هذا إلى ثكانتهم العسكرية، وأنهم حتى وإن نظموا انتخابات جديدة لا يشاركون فيها كما وعدوا، فسيظلون هم من يحكم من وراء الستار، ربما كما رغبوا في فعل ذلك مع ولد الشيخ، الذي رفض فيما يبدو أن يكون رئيسا « طرطورا ». * كاتب تونسي   (المصدر: موقع إيلاف ( بريطانيا) بتاريخ 11 سبتمبر  2008)

الشمال والجنوب: من الاعتراف إلى رد الاعتبار
 زهير الخويلدي « القدر هو لا أحد والمسؤولية هي شخص ما » بول ريكور لا ينقسم العالم فقط إلى غرب وشرق فهذا تقسيم تاريخي أساسه عقائدي وسببه النزاعات والحروب التي اندلعت على مر العصور والتي كونت الأحلاف والاستقطابات ولكنه أيضا ينقسم إلى شمال وجنوب وهذا تقسيم جغرافي أساسه اقتصادي يكون فيه الشمال هو الغني المزدهر والمتطور والجنوب هو الفقير النامي والمستضعف ولذلك تكونت العقد والصور المزيفة وتكاثرت الانتقادات باحتقار ومخادعة دول المركز الموجودة في الشمال وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية وشمال آسيا ممثلة في الاتحاد الروسي واليابان لدول الأطراف ومناطق الظل الموجودة في الجنوب وخاصة في إفريقيا وأمريكا الوسطى واللاتينية وجنوب آسيا وشرق أوروبا وجنوبها. بعد أحداث 11سبتمبر 2001 الكارثية على العرب والمسلمين والموجعة للقيمة الاعتبارية للغرب وبعد بروز الجيل الثالث لمنظومة حقوق الإنسان وانتشار موجات التشجيع على الديمقراطية وتشكل مجتمع مدني عالمي عزمت عدة دول وأحزاب وهيئات وشخصيات تاريخية ومنظرون كبار تجاوز مخلفات الحقبة الاستعمارية والانتقال من مرحلة إعطاء الحرية والاستقلال إلى الاعتراف بالغيرية الثقافية والسيادة الوطنية لدول الجنوب وتقديم الاعتذار وطلب الصفح من شعوبها من أجل الوصول إلى مصالحة وشراكة معها، فهل طلب الاعتذار كافي من أجل نزع الاعتراف؟ لا يهم من يعتذر ولمن ولا يهم هل قبل الطرف الآخر الاعتذار أم رفضه بل الأهم هو حركة الاعتذار نفسها لأنها قيمة نبيلة وتوجه نحو محو أثار الماضي وطي الصفحة المظلمة وتدشين صفحة جديدة كلها عزم وإقبال، فالاعتذار فعل نبيل يعبر عن رقي تفكير من يقوم به وسموه الأخلاقي ويقطع مع أخلاق العبيد وعادات الاضطغان والانتقام والتشفي ويتفوق على منطق جنون العظمة ويقطع مع عقلية التمركز على الذات. اللافت للنظر أنه سواء نظرنا إلى العلاقات الدولية من زاوية التقسيم شرق/غرب أو إلى الجغرافيا السياسية العالمية من زاوية شمال/ جنوب فإننا نحصل على نفس النتيجة وهي أن العرب والمسلمين ينتمون إلى المجال الدول التابعة والتي مورست ضدها كل أشكال الاستغلال والتجهيل والإفقار. في هذا السياق خاضت بعض الدول حركات التحرر الوطني وصراع من أجل الاعتراف الكامل بالإنسانية ومن أجل تحقيق الاستقلال والسيادة التامة على أراضيها وتقرير مصير شعوبها بنفسها. هاهي ايطاليا تعتذر لليبيا وتتعهد على لسان وزيرها الأول برليسكوني بالتعاون والإفادة في عملية التنمية والتطوير التي تسعى هذه الدولة إلى القيام بها وتقديم تعويض مادي بخمسة مليارات على التجاوزات والجرائم والإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الليبي ومقابل الثروات والخيرات الليبية التي نهبت واستنفذت واستغلت وحملت إلى ايطاليا عن طريق الجو والبحر في تلك الفترة الحالكة من الاستعمار ومن البربرية الشمولية التي عاملت بها دول الشمال دول الجنوب. فلماذا أقدمت ايطاليا على هذا العمل الآن وليس في وقت آخر سابق أو لاحق؟ وهل تسير بعض الدول الغربية الأخرى مثل فرنسا على منوالها؟ المفاجأة هي أن تأتي هذه المبادرة ليس من حكومة يسارية لها تصور أممي للتعاون مع شعوب العالم بل من برليسكوني الذي ينتمي إلى اليمين وقد عرف عنه معاداته للقضايا العربية واستنقاصه للقيم الحضارية المغايرة ودفاعه المستميت على الحضارة الغربية وتمجيد انجازاتها ومناصرته للحروب التي وقعت ضد العرب عامة والعراق خاصة. فما الذي دفع هذا الزعيم اليميني إلى تغيير موقفه؟ فكرة الاتحاد من أجل المتوسط التي كانت مشترك تاريخي وواقعي ضارب في القدم وأعاد تحريكها دبلوماسيا ساركوزي رفضت جملة وتفصيلا من طرف النظام السياسي القائم في ليبيا واعتبرت تحديا لفكرة الاتحاد المغاربي ومزاحمة لمشروع الاتحاد الإفريقي وفسرت بأنها إعلان الدول المتوسطية الجنوبية الولاء والطاعة للدول المتوسطية الشمالية وحركة تطبيعية مجانية مع إسرائيل، ولكن في مقابل ذلك اشترطت بعض الدول التي تعرضت إلى الاستعمار والاختراق الكلياني على الدول الغربية التي لها تقاليد في الهيمنة والتحكم أن تعتذر على ممارساتها اللاانسانية وسياساته الاستغلالية. رغم أنها كانت متأخرة وبعد مناشدات عديدة ورغم أن التعويض المادي مهما كان مرتفعا لا يمكن أن يساوي ما اقترف من تعديات بحق الإنسانية فإن الخطوة الايطالية هي في الاتجاه الصحيح وجاءت في وقتها المناسب من أجل تحقيق التقارب بين الشعوب وتساعد علي معالجة المشاكل العالقة وخاصة الهجرة غير الشرعية وأزمة الطاقة وداء الإرهاب. ماهو منطقي الآن هو أن تحذو الدول الغربية الأخرى التي لها ماضي استعماري وخاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية حذو ايطاليا وأن تقوم بالاعتذار إلى الشعوب التي احتلتها من أجل تحقيق مجموعة من مصالحها الحيوية وأن تقدم تعويضات مادية عن الخسائر التي كبدتها لهذه البلدان المعتدى عليها، كما ينبغي الكف عن الحديث عن كون الاستعمار كان من أجل التنوير والتحديث وبغية إخراج هذه الدول من البداوة إلى الحضارة لأن الاستعمار ليس له منافع وكل ما يتركه عندما يمر بدولة هو أراضي جدباء وعقول مستقيلة وقلوب مهزومة وكرامة مستباحة وكل هذا هو أمر لا يمكن استرداده وتعويضه. لقد طلب مرارا من أنظمة الحكم المتتالية في فرنسا بيمينها ويسارها أن تعتذر عن ما اقترفه الجيش الفرنسي من انتهاكات في دول المغرب العربي وخاصة في الجزائر بلد المليون ونصف شهيد ولكن دون جدوى وواصلت الجهات الرسمية الهروب إلى الأمام من تاريخ مثقل بالميراث الكلياني. ذاكرة بعض الدول تحتفظ تجاه دول أخرى ببعض الفصول التاريخية والتجارب الزمنية السوداء وكثيرة هي الملفات التي طويت ودفنت دون أن يقع التحري من الحقيقة ودون أن يتبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويعطى فيها كل ذي حق حقه وهذه الاحراجات نجدها في كل مكان في العالم ويمكن أن نبدأ بما فعلته اليابان بالصين وروسيا بألمانيا وتركيا باليونان وفرنسا ببلدان المغرب العربي وبريطانيا بالهند ومصر والخليج وننتهي بما صنعته الولايات المتحدة بالفيتنام وافغانستان والصومال والعراق. غير أن هذه الحروب غير العادلة لا تعني نهاية العالم وانتهاء باب الأمل وتكور حركة التاريخ على ذاتها بل يظل إمكان توطين السلم بين الشعوب أمرا قائما وخاصة عندما يقع تعميم صنيع ايطاليا على بلدان أخرى وعندما ترضى بعض الأنظمة بالتواضع والتشارك مع جيرانها من أجل خير الإنسانية. على هذا النحو ينبغي أن تحترم فرنسا قيم الثورة الفرنسية وأن تبني القانون على الحب والعدالة على الصداقة والشراكة على التكافىء والحرية على احترام الكرامة ويلزم أن تعتذر لهذه البلدان التي عانت شعوبها الويلات وساهمت ومازالت بخيرة شبابها وبخيراتها في حداثة وتمدن الدول الغربية. ان الاعتذار قد لا يكفي من أجل ردم الفجوة بين العرب والغرب وبين الجنوب والشمال وان فكرة المتوسط لن تجد طريقها إلى الانجاز سوى بطي صفحة الماضي والعود على بدء لأن المطلوب ليس الاعتذار هو رد الاعتبار وليس تعويض ومقاضاة وفق منطق الجريمة والعقاب بل اقتناع حميم وتحمل مسؤولية الضرر الذي حصل للغير والتوجه نحو الوقاية منه وتفاديه ضمن خطة من التعقل المسؤول. ربما تفهم الخطوة الايطالية على أنها بحث عن السلامة والوقاية من الخطر أكثر منها رغبة في التكافل والتعاون ولكن رغم كل ذلك تظل خطوة منسجمة مع ما يجب أن يكون. هيمنة دول المركز على دول المحيط ليست قدرا نهائيا ومسؤولية دول الشمال كاملة في حالة التبعية التي هي عليها وبدل حيل الدبلوماسية والتظاهر بتقديم الاعتذارات العلنية وفق سلوك برغماتي مكشوف يخفي الرغبة في تحقيق مصالح مادية كبيرة ينبغي رد الاعتبار والمساهمة الفعلية في ردم الفجوة الرقمية بين الطرفين. فهل نطلب من دول الأطراف تحالف جنوب جنوب من أجل التنمية واللحاق بالركب أم أن مستقبلها رهين اعتذار دول الشمال لها والاعتراف بها كند وشريك فعلي من أجل بناء إنسانية الإنسان الآخر؟ أليس الانتقال من مجرد اعتراف الشمال بحق الجنوب في الحياة إلى الاعتذار ورد الاعتبار هو من أوكد الأمور حتى لا تتكرر مثل تلك العمليات العدمية التي تحاكي نموذج 11سبتمبر؟ كاتب فلسفي

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.