TUNISNEWS
9 ème année, N 3300 du 05.06 .2009
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:نداء عاجل لمنع تسليم السجين السابق سامي بوراس
حــرية و إنـصاف:حمادي الجبالي تحت المراقبة اللصيقة
الحزب الديمقراطـــــــي التقدمـــــي: بيـــان
الحزب الديمقراطي التقدمي ببنزرت :بيان
السبيل أونلاين:الذكرة 22 لإستشهاد الأخ عبد الستار الطرابلسي تحت التعذيب
نقابي من بنزرت:ماذا يحدث داخل الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت ؟
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين : أكثر من ثلثي أعضاء المكتب التنفيذي الموسع وثلثي المنخرطين يطالبون بعقد جلسة عامة انتخابية جديدة
في حوار أجرته معه جريدة « الشعب »، العميد الصيد ينعتُ أحد المحامين بـ »المتصهين »
تصريح صحفي للأمين العام للحزب ( أحمد الاينوبلي ) – حول خطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة
العربي المنصوري:الحركة الإسلامية في تونس: التحديات والمهامّ
زيــاد الهــانــي:نختلف من أجلها لا عليها: لا مساومة على استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ابن الـــــرديف:الفاجعة الصباح:طرأت بعض التغييرات على ركن « من نحن » في موقع جريدة « الصباح » فأصبح على النحو التالي
الحزب الديمقراطي التقدمي :دعــــــــــــــــــوة
بشير الحامدي:درس من الواقفات على الجمر نساء منطقة الحوض المنجمي في تونس
رياض القابسي:تعقيب علي جلال الدين عبداوي : الشعوذة المعلوماتية وطمس الحقائق !!
عبدالحميد العدّاسي :وقفة مع ديوان الشابي – الأخيرة
قدس برس:التونسيون يستهلكون الخمر بمعدل 13 لترا سنويا للفرد الواحد
صالح سويسي:«الراب» في تونس… يطرح قضايا المجتمع وهموم شبابه
الصباح:أكثر من 3 ملايين سائح مغاربي
الحياة:120 دولة تدرس في تونس معاهدة للموارد النباتية الوراثية
السبيل أونلاين:القاتل طليق الضحية: قتل معلّمة داخل مدرسة العلى الإبتدائية بسجنان
منصف المرزوقي:موريتانيا نموذجا – المرة الثانية
السفير السابق أحمد ونيس لـ « الصباح »: هناك قوى مُعادية لأوباما مستعدة لتفجير المشهد في كل حين وقد لا تتردد في تصفيته
رويترز:خطاب اوباما للعالم الاسلامي يثير تفاؤلا حذرا في تونس
قدس برس:محمد ظريف: أخشى أن يكون هدف أوباما تحسين صورة أمريكا عند العرب
محمـد العروسي الهانـي :يوم 3 جوان سيبقى يوما خالدا في وجداننا
توفيق المديني :كوريا الشمالية و استراتيجية التوتير في آسيا
الصحبي صمارة:قناة الجزيرة القطرية: سوسيولوجيا المال والدين والسياسة
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 05 جوان 2009
أخبار الحريات في تونس
1) محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي ومنع عديد المناضلين من الدخول: حاصرت قوات البوليس السياسي التي حضرت بأعداد كبيرة مساء اليوم الجمعة 5 جوان 2009 مقر الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يحتضن تظاهرة ثقافية للتذكير بمساجين الحوض المنجمي ومنعت عدد من المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين و الإعلاميين من الاقتراب من مقر الحزب نذكر من بينهم السادة لطفي الحيدوري ومحمود الذوادي وسليم بوخذير. 2) تجنيد إجباري: عمدت شرطة مدينة قفصة يوم الخميس 4 جوان إلى إيقاف الشاب أحمد علوي عضو الشباب الديمقراطي التقدّمي بالمدينة وعنّفته بمركز الشرطة قبل أن تسلّمه إلى السّلط العسكرية ليتم إلحاقه قسريا بالخدمة العسكرية. 3) منع الناشط الحقوقي مسعود الرمضاني من التنقل إلى العاصمة: منع أعوان البوليس السياسي اليوم الجمعة 5 جوان 2009 الناشط الحقوقي مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان ومنسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي من التنقل إلى تونس العاصمة لعرض ابنته على الطبيب. وحرية وإنصاف تدين بشدة منع الناشطين الحقوقيين من التنقل ومن ممارسة مهامهم وتذكر السلطة بمسؤولية حمايتهم طبقا لما أمضت عليه من التزامات في هذا الشأن وتدعو إلى وضع حد لهذه الممارسات البائدة التي لا تزيد الوضع الحقوقي و السياسي والاجتماعي إلا احتقانا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 05 جوان 2009 نداء عاجل لمنع تسليم السجين السابق سامي بوراس :
لا يزال خطر التسليم للسلطات التونسية يتهدد السجين السابق سامي بن بشير بن مسعود بوراس وزوجته السيدة مريم بنت محمد المنصف الورغي وابنتهما الرضيعة بعد رفض السلطات السويدية منحه اللجوء بتعلة افتقاده لوثائق تثبت هويته ، علما أن سامي بوراس قد غادر البلاد فرارا من اضطهاد » المراقبة الإدارية » دون أن يتمكن من حمل أي متعلقات أو وثائق مما يجعله غير قادر على تقديم الإثباتات التي تطالب بها مصالح الهجرة في السويد . و إذ تناشد الجمعية المتعهدين بملف سامي و عائلته عدم الإقدام على أي خطوة من شأنها تعريض سلامتهم الجسدية للخطر فإنها إذ تقدم أسفله عرضا مفصلا للتعريف بملفه القضائي و تتحمل مسؤوليتها في الشهادة بأن المعني بمطلب اللجوء هو فعلا سامي بن بشير بن مسعود بوراس المحاكم سابقا و الملاحق حاليا . كما تتوجه الجمعية بنداء الى الحكومة السويدية للتدخل لتسوية الملف وتذكرها بمصير الفارين من الاضطهاد السياسي والتعذيب الذين سلمتهم بعض الدول الاروبية ( وخاصة ايطاليا ) ومن بينهم السيد طارق الحجام الذي تعرض ، رغم شلله النصفي والاعاقة الذهنية ( المثبتة بشهادة طبية مسلمة له من إحدى المصحات الايطالية ) للتعذيب والسجن والمحاكمة ، وهو ذات المصير الذي لقيه أخر من سلمته حكومة اليميني » برلسكوني » الشابان مهدي بن محمد بن عمارة خلايفية ( محكوم غيابيا ب08 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة ادارية ) و زياد بن مبروك بن عمر بن مفتاح (محكوم غيابيا ب 10 سنوات سجنا و 05 سنوات مراقبة ادارية ) الذين تم ترحيلهما الى تونس في افريل 2009 وتم تعذيبهما بمحلات امن الدولة وهما الآن وراء القضبان في ظروف لا إنسانية ومهينة حيث تعمد إدارة السجون وبشكل ممنهج إلى التضييق على السجناء المحاكمين بموجب ما يسمى بقانون مكافحة الارهاب . تعريف: السجين السابق و طالب اللجوء الحالي سامي بن بشير بن مسعود بوراس من مواليد 06/05/1975 بمدينة جربة وقاطن بنهج خير الدين باشا منزل بورقيبة من ولاية بنزرت تم ايقافه من طرف البوليس السياسي في 11/10/2003 واصدرت محكمة الاستئناف بتونس في حقه حكما بالسجن ب 04 اعوام سجنا و 05 سنوات مراقبة ادارية في القضية عدد 5572 ا مام الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الاستئناف بتونس وقضى سنتين وعشرين يوما وتم اطلاق سراحه بموجب السراح الشرطي في 02/ 11/2005 وهو الان محل تتبع قضائي ومحكوم غيابيا في قضية اخرى بدأت مشكلات الهرسلة الامنية من اللحظة الاولى من خروجه حيث زارته فرقة البوليس السياسي بمنزل بورقيبة واقتادته من منزل والديه حيث طلب منه الامتناع عن مغادرة المدينة مهما كان الباعث على ذلك دون إذن مسبق وان يعد قائمة اسمية في الذين سيتردد عليهم اويزورهم من معارفه ولكن السيد سامي طلب كتابيا تغيير عنوان الاقامة الوارد بقرار المراقبة الادارية ( بما انه عنوان منزل والديه وليس عنوانه الشخصي ) الى عنوان اقامته الجديد بمدينة اريانة ( نهج الاخطل ، المنزه ، تونس العاصمة ) ووجه هذا المكتوب الى كل الجهات المسؤولة عن وضعيته وخاصة الادارة العامة للسجون والاصلاح لكن لم تقع اجابته مطلقا مما يعني انه صار ملزما بالعيش قسرا بعيدا عن مقر عمله .. بل تصاعدت وتيرة الانتهاكات لحريته وحقوقه والزيارات البوليسية الليلية والنهارية الى الحد الذي دفعه لتقديم شكوى الى وكيل الجمهورية ببنزرت ضد رئيس منطقة الشرطة بمنزل بورقيبة في تجاوز السلطات . تم الاذن له شفويا في اواخر شهر فيفري 2006 من قبل السلطات الامنية بمنزل بورقيبة بالقيام بزيارة الى تونس العاصمة ولكن حال مغادرته اصدرت في حقه منشور تفتيش لمخالفته قرار المراقبة الادارية متنصلة من اذنها الشفوي ناكرة ان ذلك قد حصل فعلا وتم ايقافه ومحاكمته في القضية رقم 23732 بتاريخ 08/03/2006 بمحكمة ناحية منزل بورقيبة و صدر في حقه حكم بشهرين سجنا ورفض القاضي السيد معز بوغزالة نقل تنفيذ المراقبة الادارية الى عنوانه الحالي ( نهج الاخطل بالمنزه تونس العاصمة ) وبعد قضائه عقوبة السجن عاد من جديد الى نفس الوضعية والمعاناة ليجد نفسه بعد شهرين موقوفا بمنطقة الشرطة بمنزل بورقيبة ولدى استجوابه عرض عليه رئيس المنطقة العمل مع » الأمن » كمخبر في مقابل تسوية مشكلة المراقبة الادارية وعند رفضه لهذا العرض تم تعنيفه واهانته ثم تقرر ايقافه بتهمة مخالفة المراقبة الادارية فبات ليلته بمركزالشرطة وفي الصباح تم ترحيله الى المحكمة الابتدائية ببنزرت للمحاكمة غير انه تمكن من الفرار من امام باب المحكمة بعد فترة صعبة من التخفي سافر السيد سامي بوراس الى ليبيا في نوفمبر 2006 ومنها ارتحل خلسة الى ايطاليا في جويلية 2007 وفي اوت 2007 انتقل الى مرسيليا بفرنسا ثم انتقل الي السويد حوالي شهر جانفي 2008 في 13/06/2008 طلب من ادارة الهجرة تسوية وضعيته وتمكينه من اللجوء السياسي فلم يقع الإستجابة لطلبه فقدم استئنافا لدي محكمة ادارة الهجرة التي رفضت اجابة الطلب في 05/05/2009 لكنه استانف عن طريق محاميه القرار لدى المحكمة العليا ويبقى اخر امل له للافلات من الترحيل او التسليم الى السلطات التونسية معلقا بالحكم المتوقع صدوره في نهاية الاسبوع الاول من شهر جوان 2009 اما السيدة مريم بنت المنصف الورغي زوجة السيد سامي بوراس فقد صدر قرار غير قابل للاستئناف برفض طلب اللجوء السياسي في حقها مما يفتح الباب لترحيلها في اي وقت باعتبار اقامتها على الاراضي السويدية غير قانونية أما السيدة مريم الورغي ابنة السجين السياسي السابق السيد محمد المنصف الورغي المحاكم من اجل الانتماء الى حركة النهضة التونسية بـ 21 سنة سجنا قضى منها 14سنة سجنا (1992-2006) . تعرضت العائلة المكونة من ام ماليزية و09 اطفال الى ابشع اشكال الاضطهاد والتنكيل السياسي الذي بلغ اقصى درجاته ( مابين سنتي 1994-1996 ) حيث وجد الاطفال انفسهم محرومين من التسجيل في المدارس الابتدائية و المعاهد الثانوية و ألقيت العائلة في الشارع بلا منزل يؤويها بعد سلسلة من الضغوطات التي سلطها البوليس السياسي على كل من يسوغ المنزل اليها مما اضطر الام للاستنجاد بالخارجية الماليزية من خلال السفارة الماليزية بالمغرب ثم مباشرة بالسفارة الاندونيسية بتونس والمكوث داخلها لمدة اسبوع ( الام وابنائها التسعة ) الى ان تكفل السفير بالتدخل لدى السلطات التونسية لايقاف الانتهاكات والهرسلة كما اكترى منزلا للعائلة وخصها بمنحة مالية شهرية لتخفيف معاناتها ومعاناة الاطفال واستمرت المتابعات الامنية والمداهمات النهارية حتى بعد خروج الاب مما جعل الاطفال يعيشون حياة مليئة بالرعب والخوف ولايعرفون الاحساس بالامان والسكينة ( قامت الحمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتوثيق هذه الماساة ضمن تقرير سمعي بصري عن معاناة المساجين السياسيين وعائلاتهم اصدرته في صائفة 2006 وفيه شهادة من البنت مريم نفسها عن معاناتها بسبب ماساة وتداعيات سجن والدها في قضية سياسية ) كما تم ايقاف أشقائها مرات عديدة واستجوابهم بمحلات الشرطة دون اعتبار لصغر سنهم .. وكانت مريم الورغي منذ صغرها الى ان غادرت البلاد التونسية تعيش حالة من الرعب بسبب المداهمات البوليسية المتكررة مما اضطر والدتها لعرضها على اخصائي نفسي … في سنتها الجامعية الاولى بمدينة بنزرت (2002-2003) تم منع السيدة مريم الورغي من دخول الجامعة بسبب ارتدائها الحجاب مما اضطرها للانتقال الى الدراسة بالمركب الجامعي بتونس العاصمة املا في اجتناب المضايقات من اجل لباسها وتم لها ذلك الا انها فوجئت يوم الامتحان بالبوليس يستوقفها امام باب الجامعة ليخيرها بين اجراء الامتحان أونزع حجابها تقيم السيدة مريم بالسويد منذ سنة 2005 وهي متزوجة من السجين السابق السيد سامي بوراس وام لطفلة رضيعة . كانت قد تقدمت للسلطات السويدية بطلب للحصول على اللجوء السياسي في سبتمبر 2005 هربا من الاضطهاد الذي عانته لسنين ولكن بعد انتظار طويل كان القرار النهائي للمحكمة العليا بالسويد بمغادرتها السويد في اجل اقصاه 23/09/2008 وهي الان تعيش بشكل غير قانوني مهددة بالترحيل .. و إذ تعبر الجمعية عن أملها في أن تتدارك السلطات السويدية الأمر و تمنع تسليم عائلة سامي بوراس إلى البوليس السياسي التونسي فإنها تحملها المسؤولية كاملة عن كل ما سيلحقه ، في صورة تسليمه ، من تعذيب و محاكمة جائرة .. عن الجمعيـة الهيئـة المديــرة
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 05 جوان 2009
حمادي الجبالي تحت المراقبة اللصيقة
تعرض منزل المهندس حمادي الجبالي الكائن بمدينة سوسة منذ صباح اليوم الجمعة 5 جوان 2009 إلى محاصرة من قبل عونين من أعوان البوليس السياسي على متن سيارة س 15 ولمّا استوضح عن سبب المحاصرة أجاب العونان بأنهما موظفان يقومان بمهمتهما، ثم بعد ذلك جيء بتعزيزات إضافية تحت إمرة رئيس منطقة الشرطة وغادروا المكان تاركين وراءهم السيارة الأولى. وعند خروجه من البيت كان المهندس حمادي الجبالي تحت مراقبة لصيقة من أعوان البوليس السياسي الذين تبعوه في كل تحركاته خاصة وأن اليوم هو يوم جمعة، ولا يزال المنزل مراقبا حتى كتابة هذا البيان. وحرية وإنصاف 1) تدين بشدة محاصرة البوليس السياسي لمنزل المهندس حمادي الجبالي ومراقبة تنقلاته وتعتبر ذلك اعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين. 2) تدعو إلى رفع هذه المضايقات المجانية التي لا تساعد على تنقية الأجواء وتدفع في اتجاه الاحتقان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحزب الديمقراطي التقدمي تونس في 5 جوان 2009 بيـــان
عمدت شرطة مدينة قفصة يوم الخميس 4 جوان إلى إيقاف الشاب أحمد علوي عضو الشباب الديمقراطي التقدّمي بالمدينة وعنّفته بمركز الأمن قبل أن تسلّمه إلى السّلط العسكرية بعنوان استدعائه للخدمة العسكرية، وإن كنا في الحزب الديمقراطي التقدّمي نعتبر الخدمة العسكرية واجب وشرف الهدف منها تدريب الشباب على الدفاع عن الوطن وبث الروح الوطنية فيه، فإننا ننتظر من مصالح الدولة أن تقوم باستدعاء المعنيين بالأمر مستعملة الوسائل الحضارية والاحترام اللازم لكل مواطن، والحزب يرفض استهداف الناشطين السياسيين بمناسبة الواجب العسكري وتعنيفهم وإشعارهم بأن الخدمة العسكرية هي عقوبة الشباب المعارض، ويطالب السّلط بالكف عن الاعتداء على المناضلين والنشطاء السياسيين في كل مناسبة، كما يطالب باحترام المواطنين وعدم الزجّ بالخدمة العسكرية وبالأمن الوطني في الحملة الانتخابية لفائدة الحزب الحاكم. والحزب ينتظر من السلط العسكرية أن تقف موقف الحياد مع قرب موعد اقتراع أكتوبر القادم وأن يقع التعامل مع رفيقنا أحمد العلوي حسب التراتيب القانونية الواجبة في هذا المقام. د. أحمد بوعزّي عضو المكتب السياسي مسؤول عن الشباب والمرأة
الحزب الديمقراطي التقدمي
بنزرت في 3 جوان 2009 جامـعة بنـــزرت 40 نهـــج بلجيـــــــكا بيــــــــان
أقدمت دورية أمنية مساء اليوم الأربعاء 3 جوان 2009 على إيقاف عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي السيد بشير المناعي في الطريق العام في إطار حملة تجنيدية. ورغم استظهاره بوثيقة تثبت آداءه للخدمة العسكرية وببطاقة تعريفه التي تؤكد أن سنه فاقت السن القانونية للجنيد، فإن عونا بالزي الرسمي اقتاده إلى مركز الأمن بوقطفة بطريقة مهينة وصلت إلى السب والشتم والضرب والتهجم على الحزب الديمقراطي التقدمي بعد أن أعلمه بانتمائه له. ويُشار إلى أن هذا الاعتداء تكرر معه أكثر من مرة ولنفس السبب ومن نفس العون، وهو ما تعتبره الجامعة هرسلة له بغاية ثنيه عن نشاطه السياسي ضمن الحزب خاصة وأن ذلك تزامن مع تلقيه مكالمات هاتفية مشبوهة. وجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي : – تستنكر بشدّة الاعتداء المادي والمعنوي على عضو الجامعة السيد بشير المناعي. – تعتبر هذا الاعتداء فصلا جديدا من التضييق على مناضلي الحزب وهرسلة شبابه بالذات. – تطالب بفتح تحقيق مع العون المعتدي. – تؤكد وقوفها إلى جانب مناضليها. – تحمل السلطة مسؤولية مثل تلك الاعتداءات وتطالبها بتنقية المناخ السياسي بما يسمح بالنشاط بكل حرية لمختلف الأحزاب دون تمييز في هذه السنة الانتخابية. عــــن هيأة الجامعــــــة الكاتبــــــة العــــامــــــــة سعـــــاد القوسامــــــــي
الذكرة 22 لإستشهاد الأخ عبد الستار الطرابلسي تحت التعذيب
السبيل أونلاين – تونس (ملاحظة : بمناسبة الذكرى 22 لإستشهاد الأخ عبد الستار الطرابلسي يعيد السبيل أونلاين نشر هذا التقرير ) : الشهيد المنسي..والذاكرة المفقودة جرائم لم يسجلها قلم التحقيق و أنا أتصفح مئات الورقات من ملف المساجين السياسيين بتونس منذ أوائل التسعينات ممن توفوا بسبب التعذيب أو الإهمال في السجون أو خارجها و ممن لا يزال إنصافهم من جلاديهم وقاتليهم موضوعا مؤجلا لا يجب أن ينسى أو يتكتم عليه. و كما طوى أشقاؤنا المغاربة ملف محنتهم » وتازممرتهم » بإنشاء الحقيقة و الإنصاف و تعويض المساجين و الاعتذار لهم و لعائلاتهم و إدانة ظالميهم و طي صفحة الماضي نهائيا فسيأتي الزمن التونسي الذي يقبل بالحقيقة و الإنصاف و محاسبة الجلادين على شرط أن لا تُفقد الذاكرة طوعا تحت ضغط » أصدقائنا » بتعلة الذكاء السياسي ، أو كرها من قوى البطش و القمع و التنكيل الذي حتما سيُعجزهم ذلك » لتكونوا شهداء على الناس » » ومن يكتمها فإنه آثم قلبه » فالضحية لا يجب أن ينسى و لكن يمكن أن يغفر بشرط أن يُنصف. قلت و أنا أستعرض مئات المآسي استوقفتني حالة غريبة سميتها » الشهيد المنسي و الذاكرة المفقودة » ، عادت بي الذاكرة القهقرى للأيام الخوالي من سنة 1987 و بالتحديد لليوم الرابع من شهر جوان الموافق لشهر رمضان لأجد نفسي وجها لوجه مع صديقي و أخي الشهيد المنسي عبد الستار الطرابلسي أصيل قرية السلوقية بمعتمدية تستور من ولاية باجة الذي اعتقلته قوات البوليس السياسي التابعة للمنطقة المذكورة حين داهمت منزله صبيحة يوم 27 ماي 1987 مجموعة تظم أكثر من 30 عونا و بادروا بخلع باب منزله و انهالوا عليه ضربا بأعقاب البنادق و أصيب في جبينه و جرح جرحا عميقا بطول أربع سنتيمترات و قد تفننت الوحوش الآدمية المفترسة من أعوان البوليس السياسي في ابتكار شتى أنواع التنكيل و التعذيب و الإهانة حيث علق بالطريقة المسماة » بالروتي » » الدجاجة المصلية » لمدة ستة عشر ساعة و الدم ينزف من جبينه بفعل ضرب أعقاب البنادق ساعة اعتقاله أما يوم 29 ماي 1987 فقد قاموا بضربه بالهراوة على كامل جسده مما أحدث له كسورا في مستوى القفص الصدري و قد كان ينزف حين ألقي به في الزنزانة و حاول أحد أصدقاءه تضميد جراحه و لكن بدون جدوى و حُمل من الغد إلى حصة التعذيب الثالثة رغم النزف و الكسر الذي تعرض له و هكذا استمر التعذيب و النزف لمدة ثلاثة أيام رغم إسعافهم له بالمستشفي الجهوي بباجة حيث أعلمهم الطبيب بأن حالته خطرة و يحتاج إلى مراقبة طبية دقيقة ، و لكن بدون جدوى فجلادوه لا يريدونه أن يبقى أو أن يحيى و هم متعطشون لدمه متهافتون على تعذيبه لذلك أعادوه إلى مسالخ التعذيب ( بيت العمليات ) و قد ضُرب بقوة مما تسبب له في نزيف داخلي وبذلك أجهزوا عليه في مخابر عملياتهم بأسلوب اقل ما يقال فيه انه إجرامي ووحشي لا يمت للإنسانية بصلة، وهكذا صعدت روح صديقي وحبيبي وأخي ورفيق درب البطولة والفداء لتلاقي ربها راضية مرضية، تلاحق أرواح الأشرار والجلادين على طول السنين وبصوت الأرواح المطمئنة الهاتف للأحياء ينادي لا تفقدوا الذاكرة فدرب الشهداء يشحذ التغيير ويفضح جرائم المجرمين. » ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. » و كما يقول الشاعر: أنفاسك الحرة و إن هي أخمدت ***ستظل تغمر أفقهم بدخان و جرح جسمك و هي تحت سياطهم*** قسمات صبح يتقيه الجاني دمــع السجين هناك في أغلالــــه ***و دم الشهيد هنا سيلتقيان حتى إذا أنعمت بها الربـــــــــى ***لم يبق غير تمرد الفيضان وقد تأكد من محاضر البحث المرقم تحت 14/12 بعنوان استنطاق اولي للمدعو « عبد الستار الطرابلسي » بمنطقة الامن الوطني بباجة تحت اشراف ضابط شرطة ورئيس فرقة » بالمنطقة الجهوية للامن الوطني عبد الحكيم الحجاجي » وفي يوم 27 ماي 1987 قامت هذه المنطقة باستنطاق هذا الأخير وتوجيه تهم بطباعة المناشير والانتماء الى « الاتجاه الإسلامي » وحيازة آلة ناسخة وثبوت العلاقة بالقيادي محمد صالح بو علاقي وقد تسلم والد الشهيد مضمون وفاة من بلدية تستور من ولاية باجة تحت عــــــ21ـدد لسنة 1987 ورقم اذن الوفاة من محكمة باجة الابتدائية تحت عــــ23690ــدد بتاريخ 23/3 1988 وأعطي عدد الضبط بحجة الوفاة بــ5176 وعدد الملف 21 وأمضاه قاضي ناحية مجاز الباب و سلمه لوالده السيد احمد بن محمد بن علي الطرابلسي. واذ نؤكد على ان الشهيد المنسي « عبد الستار الطرابلسي » قد توفي تحت التعذيب في اقبية المعتقلات سيئة الذكر فلأن وثيقة التشريح L’autopsie المسلمة من طرف منصف حمدون دكتور بالمخبر الشرعي لكلية الطب والصيدلة بتونس شارع 9 افريل 1938 تونس تحت عدد 87/420 L.M.L . عنوان سبب التشريح: « وفاة في مركز الشرطة » أكد الدكتور منصف حمدون بعد تشريحه للجثة ما يلي : 1- جثة في مرحلة اولى من التعفن: Cadavre en début de putréfaction 2- حدقة في وضعية انتقالية pupille en position intermédiaire 3- شحوبات جثثية على مستوى الظهر: Lividités cadavériques du dos 4- جرح طوله 4 سنتيمترات وقع غرزه على مستوى الجهة الجانبية لجلدة الشعر: plaie de 4 cm suturée de la région pariétale du cuir chevelu 5- عديد السلخات حولي (10) على مستوى أسفل الجانب الداخلي للذراع الأيسر: 6- une dizaine d’écorchures du bord interne de l’avant bras gauche 7- كدمات عديدة في ظهر السلاميات الأولى والثانية للأصابع الثالثة والرابعة والخامسة لليد اليسرى : Ecchymoses du dos des premières deuxièmes phalanges du troisième, quatrième et cinquième doigt de la main gauche. 8- كدمات على مستوى الجانب الخارجي للفخذ الايسر : 9- ecchymose de la face externe de la cuisse gauche 10- جرح غير عميق على مستوى الساق اليسرى: 11- plaie peu profonds de la jambe gauche ورم دموي تحت أظافر القدم اليسرى 12- hématome sous ongle du pied gauche احتقان دموي على مستوى الرئتين poumons congestifs 13- احتقان دموي على مستوى الكبد foie congestif 14- احتقان دموي مع نزيف دموي على مستوى البنكرياس pancréas congestifs hémorragique 15- ليست هناك دلائل لوجود ثقب هوائي على مستوى القفص الصدري 16- pas de pneumothorax أما في الاستنتاجات : فقد ورد 1. هناك آثار عنف على مستوى الذراع و الساق اليسرى و اليدين و القدمين signes de violence de l’avant bras et de la jambe gauche des deux mains et des deux pieds 2. احتقان دموي على مستوى الأحشاء مع نزيف على مستوى البنكرياس 3. viscères congestifs avec hémorragie du pancréas 4. يبدو أن الوفاة ليست لها العلاقة مباشرة مع الجرح على مستوى جلدة الرأس mort ne semble pas en relation avec la plaie du cuir chevelu أخي الشهيد لقد عمدت الأجهزة الأمنية و البوليس السياسي أعمى البصيرة و تحت حقده الأيديولوجي إلى القيام بتصفيتك الجسدية بعد تسليط كل صنوف التعذيب عليك و على بعض إخوتنا و رفاق دربنا ولم يرقبوا في مؤمن إلا و لا ذمة .و تكرر ذلك بنفس الأسلوب على كل المعارضين السياسين كمنهج ثابت مطـّرد كمثل سنن الكون التي لا تتخلف مراهنين على طول الأمد و قساوة القلب و ضعف الذاكرة و خوف النفوس و معتمدين على أسلوب تضليل العدالة و افتراء الأكاذيب لا رادع من ضمير أو رقيب أو أدنى اعتبار لعلوية القانون أو كرامة للإنسان و دون محاسبة من أحد أو تسليط لعقاب على الجلادين فالضوء الأخضر مفتوح و الطريق سالكة » و العربي و اعطاه الباي حصان » . كما أن الطرف المقابل و لطبيعته المسالمة واجه كل هذا الصلف و التجاوزات بكثير من المصابرة و الإصطبار و هذا يحسب له ، و لكن أن يصل الأمر إلى الدعوة للصمت و التنادي لفك الاشتباك علما بأنه لا يوجد اشتباك في تونس منذ خمسة عشر عاما إلا أن يكون أصحاب مفاهيم فك الاشتباك يعيشون في المنطقة الجغرافية المريخية الموازية للمنطقة الجغرافية الأرضية لتونس. إن التنديد بجرائم البوليس السياسي لا يعني بالضرورة اشتباك بل هو الحد الأدنى من حقوق المواطنة و أن الصمت على العشرات الذين قتلوا أو ماتوا تحت التعذيب أو بسبب الإهمال لهو عين الخيانة لهذا الوطن المكلوم بضحايا » الزواتنة » و اليوسفيين الذين قتلوا في أزقة تونس المظلمة تحت أقبية » صباط الظلام » و بعضهم تحت أقبية السجون فلم تريدون للذاكرة أن تموت و تموت معها جرائم المجرمين ؟؟؟ إلا أن تكونوا مشاركين سلبيين في الجرائم . أخي الشهيد ، إن دماءك و دماء إخوتك من الذين سبقوك أو لحقوا من بعدك و إن دموع الأمهات و الأبناء و الآباء و أنات اليتامى و المقهورين و المظلومين و الجوعى لهي خير حافز على وقف الجدل القائم على أعمدة الوسائل الالكترونية بتعلة صواب وجهة نظر سياسية ما أو خطا أخرى . يكفينا هراء ومزايدات وأطلقوا عقيرتكم بالصياح: كفى ظلما كفى تعذيبا كفى تنكيلا كفى إهمالا كفى قمعا كفى قتلا للحريات العامة وليكن برنامجنا كما كان سابقا فرض الحريات وذلك بالالتحام بالمجتمع المدني الحر وبقضايا الوطن التي أصبحت تباع وتشترى على مائدة اللئام ، فقط فقط هذا هو الحل !!! ولكن بدون استعمال للعنف ودون العودة للكهوف والسراديب وازدواجية الخطاب، فالوطن أولى من الصف والحركة ، والمجتمع المدني أولى من الدائرة والخلية و النضال ليس حكرا على المتدينين. والتونسيون كلهم مسلمون والدفاع عن الحريات أولى من الدفاع عن الهوية والظلم أولى بالمحاربة فهو أصل الرذيلة » إن الله يأمر بالعدل » ثم يؤمر « بالإحسان » وليكن شعاركم الوطن أولا وهو يسع الجميع بدون استثناء والجميع أخطا ، والجميع أصاب والجميع شركاء في المحنة والسجن . والجميع مطالب أن يتحمل مسؤوليته بعيدا عن الخلاص الفردي و »ما حك جلدك غير ظفرك » فقم أنت بجميع أمرك .ولا نجاة من هذا الوضع إلا بوقف ظلم البوليس السياسي وعنجهيته وتعسفه وقمعه وبطشه وتنكيله واستعماله السلطة القضائية والسجون لتصفية الخصوم .ولا يكون ذلك إلا بإعطاء القدوة والثبات على الطريق والنضال والاهتمام حصريا بمهمة رفع الخوف عن نفوس المواطنين حتى نحرر شعبنا من الحيف والاستبداد والتخلف فالقضية المركزية هي قضية الحريات ولندفع من اجلها الغالي والنفيس فذلك هو الحل. المعذرة أخي الشهيد عبد الستار الطرابلسي فانا لم أنعك بمرثية في الذكرى الواحدة والعشرين لوفاتك ولكني سأنعاك حقوقيا حتى يعلم كل العالم انك قُتلت تحت التعذيب وضلل قاتلك كل الحقائق لتزغرد دماءك الزكية اليوم وتوخز ضمير العالم ولتحي من جديد » ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون » وقد سبقك لدرب الشهادة حسين الجوادي ومصطفى الحجلاوي وعثمان بن محمود شهداء سنوات 1986 و1987 وشهداء التحقوا بالرفيق الأعلى من بعدك مازال دمهم لم يجف كما لم يجف دمك ومازالت ذكراهم بين أعيننا كما أن ذكراك لم تفارقنا. وفي الختام أدعو من خلال هذا المقال السلطة إلى فتح تحقيق جدي في ملف عبد الستار الطرابلسي كما ادعو القضاء التونسي فتح هذا الملف حيث قُتلت فيه روح بشرية ومحاسبة من ثبت تورطه في قتله وأدعو هيآت المجتمع المدني إلى الوقوف صفا واحدا ضد سياسة التعذيب والقتل ، والعمل على فضح الجلادين و معاقبتهم. إن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم والجلادون لا يحميهم القانون ولا الدستور وهم حتما سيحاسبون إن آجلا أو عاجلا.
» يا قاتل الروح فين تروح »
الصورة الأولى http://www.assabilonline.net/images//photo1.jpg الصورة الثانية http://www.assabilonline.net/images//photo%202.jpg الصورة الثالثة http://www.assabilonline.net/images/photo%203.jpg الصورة الرابعة http://www.assabilonline.net/images/photo4.jpg الصورة الخامسة http://www.assabilonline.net/images//photo5.jpg الصورة السادسة http://www.assabilonline.net/images//photo6.jpg أنجزه مراسل السبيل أونلاين في تونس – زهير مخلوف الرابط : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=3957&Itemid=1 (
المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 جوان 2009)
نقابي من بنزرت:ماذا يحدث داخل الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت ؟
انعقد بوم 23 ماي 2009 بمقر الإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الأساسي وقد أفرز هذا المؤتمر عودة المكتب القدبم رغم ما اتسمت به الفترة النيابية السابقة من نقائص وتجاوزات وصلت إلى حد الرشوة والمحسوبية والتحرش بالمعلمات والتواطؤ مع الإدارة الجهوية للتعليم لضرب مطالب معلمي الجهة . فيما يلي بعض الملاحظات نسوقها لإنارة الرأي العام النقابي و الأقلية المناضلة داخل قطاع التعليم الأساسي بالجهة: 1. »التفاف » أغلب نواب المعلمين ( 22 نائبا من بين 34 ) حول قائمة » الحرس القديم » وترجيح كفتها رغبة في تواصل الفساد لقضاء مآرب شخصية بعيدة عن هموم ومشاكل القطاع الحقيقية. 2.أغلب أعضاء المكتب المنتخب ( 4 من أصل 7 ) لايحظون باجماع نقاباتهم فلم يتمكنوا من الحصول على نيابة لحضور مداولات المؤتمر ومنهم الكاتب العام السابق و الحالي وهو مؤشر كبير على غياب مصداقيتهم و تمثيليتهم للقطاع. 3.تواصل الهجمة التي يشنها الحزب الحاكم على مختلف هياكل الإتحاد وذلك من خلال وجود « التجمعييون » داخل المكتب المنتخب أو الموالين له على غرار ما حصل في نقابة المتقاعدين يوم 9 ماي 2009 الجاري نطالب كل القوى الوطنية بالجهة بالتصدي لمخطط الحزب الحاكم الذي يرمي للافتكاك النقابات و من خلالها الاتحاد الجهوي الدي سيعقد مؤتمره قريبا.
نقابي من بنزرت
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين :
أكثر من ثلثي أعضاء المكتب التنفيذي الموسع وثلثي المنخرطين يطالبون بعقد جلسة عامة انتخابية جديدة
أصدر17 عضوا من بين أعضاء المكتب التنفيذي الموسع للنقابة الوطنية للصحفيين ال24 ( بعد استقالة 3 أعضاء من المكتب التنفيذي بسبب خلافات مع رئيسه السيد ناجي البغوري ) بيانا جديدا ينتقد ما وصفوه بانتهاكات السيد البغوري ومجموعة من المقربين منه للقانون الأساسي للنقابة الوطنية للصحفيين طوال عام ونصف . واعتبر البيان أن أكثر من ثلثي المنخرطين في النقابة الوطنية وأكثر من ثلثي أعضاء مكتبها الموسع المنتخب يتمسكون منذ مدة بسحب الثقة من المكتب التنفيذي الحالي وبعقد جلسة عامة انتخابية جديدة ونفوا أن يكون خلافهم مرتبطا بفحوى التقارير التي صدرت مؤخرا حول الحريات وانتهاك أخلاقيات المهنة الصحفية وقد جاء في هذا البيان بالخوص : تونـس في 3 جـوان 2009 على إثر البلاغ الصادر عن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بتاريخ 2 جوان 2009 ( رغم اسحاب 3 من أعضائه ) وما ورد به من طمس للحقائق ومغالطة للرأي العام الصحفي و الوطني بخصوص الإرادة الثابتة لعدد كبير من الصحفيين التونسيين لوضع حد للتجاوزات و الخروقات الخطيرة التي ارتكبها المكتب التنفيذي ومبادرة 577 منهم بإمضاء عريضة إقالة لهذا الأخير، وعقد جلسة عامة انتخابية جديدة نحن أعضاء المكتب التنفيذي الموسّع نعلن عمّا يلي: أولا: تأكيدنا على شرعية عريضة الإقالة النابعة عن عموم الصحفيين باعتبارهم أصحاب القرار الأول والأخير في انتخاب المكتب التنفيذي وإدارة شؤون نقابتهم دون وصاية من أيّ كان. ثانيـــا : استغرابنا من إدعاء المكتب التنفيذي التمسّك بالقانون الأساسي و النظام الداخلي و الحال أنه عمد إلى خرقهما في أكثر من مناسبة لا سيما عند رفضه قبول استقالة ثلاثة من أعضائه في تجاوز للمبادئ القانونية و تقاليد العمل النقابي ، وخلال حله لثلاث لجان قارة ( بها 21 عضوا انتخبهم مئات الصحفيين في جلسة عامة انتخابية ) في غياب أي نص قانوني يخوّل له ذلك و « إفقاد عضوية » رئيس لجنة أخلاقيات المهنة في مخالفة واضحة لأحكام الفصل 11 من القانون الأساسي الذي لا يخوّل للمكتب التنفيذي التصريح برفت أي عضو إلا بعد قرار من المكتب التنفيذي الموسّع، وتمديده في أجل غلق باب الانخراط إلى غاية 15 جوان 2009 في خرق صارخ لأحكام الفصل 10 من القانون الأساسي وعدم تعليق قائمة المنخرطين قبل 15 ماي 2009 وذلك طبق أحكام الفصل 9 من القانون الأساسي. ثالثــا : رفضنا لكل مس من صلاحيات المكتب التنفيذي الموسّع الذي منحه القانون الأساسي و النظام الداخلي مشمولات واسعة بالإضافة إلى كونه هيئة منتخبة مباشرة من قبل مئات الصحفيين، و تأكيدنا بأن المكتب التنفيذي الموسّع هو الهيكل الشرعي الوحيد القادر، في صورة تخلي المكتب التنفيذي عن الاضطلاع بواجباته القانونية، على اتخاذ التدابير الضرورية الكفيلة بإنقاذ النقابة من الوضع الذي تردّت فيه و تطبيق مقتضيات الفصل 39 من القانون الأساسي بما في ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي. رابعــا: تمسكنا باستقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ودعوتنا كافة الزميلات و الزملاء إلى مزيد من الالتفاف حول نقابتهم لتتمكن من الاضطلاع بدورها على أحسن وجه طبقا للقوانين المنظمة لها وحفاظا على حقوق الصحفيين و صيانة للمهنة. عاشت النقابة الوطنية للصحفيين مستقلة وحرة ومناضلة عاشت نضالات الصحفيين وكل الديمقراطيين من أجل الحريات الصحفية والكرامة الوطنية
في حوار أجرته معه جريدة « الشعب »، العميد الصيد ينعتُ أحد المحامين بـ »المتصهين » ويتحدّث عن:
المنتقدين والمشككين والمختفين بالسريّة ومشاركة المحامي في البرامج الإعلاميّة والعلاقة مع رئيس فرع تونس
شهد قطاع المحاماة لأول مرة في تاريخه انجاز مشروع النظام الداخلي الذي تمت المصادقة عليه بالأغلبية الساحقة في الجلسة العامة التي انعقدت منذ اسابيع قليلة (9 ماي 2009) رغم ما أثير حول طريقة المصادقة من انتقادات وتشكيك في علنية المصادقة من سريتها،ضمن هذا الحوار الذي خصنا به السيد العميد يرد على المنتقدين والمشككين ويشرح للقراء بعض تفاصيل الفصل العاشر المتعلق بضوابط مشاركة المحامي في البرامج الاعلامية، كما يبين لنا العميد طبيعة الخلاف القائم بينه وبين رئيس فرع تونس هناك بعض الانتقادات من اهل القطاع على النظام الداخلي وطريقة المصادقة عليه والاحكام المضمنة به، فكيف تردون على هذه الانتقادات؟ ـ أؤكد لكم ان اسلوب اعداد مشروع النظام الداخلي وطريقة المصادقة عليه في الجلسة الثانية الخارقة للعادة يوم 9 ماي 2009 بأحد نزل قمرت كان كلها قانونيا وسليما وشفافا، فبالنسبة للإعداد لصياغة المشروع فقد توفرت فيه كل الشروط والضمانات وتم عرضه على قواعد المحامين في عدة مناسبات لأن هذا المشروع قارب عمره 15 سنة او اكثر وتناولته بالنظر عدة هيئات متعاقبة وعُرض على المحامين في اجتماعات متعددة وشُكلت بشأنه لجان مفتوحة وحُبّرت فيه عدة مشاريع أُستخرج منها المشروع الذي تمت المصادقة عليه بالجلسة المذكورة وعُرض على المجلس العلمي وأعادت صياغته لجنة منبثقة عن الهيئة الوطنية ثم عُرض على المجلس قبل عرضه على الجلسة العامة وتمت مناقشته في الجلسة العامة الاولى الخارقة للعادة التي انعقدت يوم 11 افريل 2009 وعليه فإن المشروع الذي عُرض على الجلسة العامة الاخيرة مرّ بعدة مراحل ونقاشات وكان عُصارة جملة من الآراء والمقترحات من المحامين وهياكلهم حتى اصبح انه لا مبرر لتأجيله كما انه عمل بشري لا ندّعي فيه الكمال وكل عمر بشري يمكن ان تعتريه بعض النواقص.والنظام الداخلي هو عبارة عن عقد اجتماعي بين المحامين وبين هياكلهم إذ لا يمكن ان نسترضي فيه الآراء الفردية وانما هو يمثل الحصول على وفاق تقاربي يعبّر عن الارادة الجماعية للمحامين. طيب، وكيف كانت طريقة المصادقة على هذا المشروع التي لم يرض عنها البعض؟ ـ أسلوب المصادقة على المشروع كان بواسطة رفع الأيادي، وكانت المصادقة ساحقة ولم يتولّ المعارضة الا نزر قليل لا يفوق 30 أو 40 محاميا وكانت المصادقة موضوعية وقانونية وهي الطريقة المثلى خلافا لمن يزعم وينتقد ويدعو الى استعمال السرية لأن الانتخاب بواسطة السرية لا يقع الا في حال انتخاب الاشخاص وجميع الهيئات والبرلمانات والجمعيات وحتى في الجمعية العامة ومجلس الأمن تتم المصادقة على القرارات والتقارير الأدبية واللوائح والدساتير بطريقة رفع الأيادي وقانون مهنة المحاماة أكد ان الصورة الوحيدة التي يستعمل فيها الانتخاب السري المباشر تتمثل فقط في انتخاب هياكل المهنة (العميد واعضاء مجلس الهيئة ومجالس الفروع). أما فيما عدى ذلك وفي التقارير الأدبية والمالية والنظام الداخلي واللوائح والبيانات فتقع المصادقة عليها بطريقة رفع الأيدي، والفصل عدد 53 من قانون المهنة لم يقل ان المصادقة عليه تقع بالطريقة السرية بل اكتفى بتنصيص على المصادقة فقط. أما الذين يتعللون وهم اقل من القلة بالسرية فإنهم يريدون الاختفاء بتلك السرية لمقاومة النظام الداخلي وهدفهم من ذلك الافشال وهذا الموقف يتنافى مع مصلحة القطاع والمحامين الذي هم في اشد الحاجة لنظام داخلي ليحفظ تقاليد المهنة وأخلاقياتها وأعرافها واذا كانت كما يزعمون ان السرية تمثل الديمقراطية فإن المصادقة برفع الأيادي تحقق الديمقراطية والشفافية وعليه فإن المصادقة الفعلية والقانونية وبأغلبية ساحقة على مشروع النظام الداخلي أنهت كل جدل وان كل من يتكلم بعد ذلك ويحاول الانتقاد انما قوله من قبيل التزيد واللغو لأن النظام الداخلي اصبح قانونا معمولا به من غرة جوان 2009 وان محاولة التشويه والتشويش لا تجديهم نفعا ولا تغير من النظام الداخلي شيئا. هل نظر مجلس الهيئة الوطنية باعتباره المسؤول عن مشروع النظام الداخلي في طريقة المصادقة أم لا؟ ـ فعلا، سؤال مهم، لقد نظر مجلس الهيئة الوطنية في اجتماع قُبيل الجلسة العامة التي تمت فيها المصادقة وحوصل مقترحات النقاش الواردة عليه من لجنة المجلس العلمي وفرعي سوسة وصفاقس ومن عدة زملاء وزميلات وأضاف بعضها الى مشروع النظام الداخلي كما نظر في طريقة المصادقة ـ هل تكون سرية أم برفع الأيدي وبعد نقاش مستفيض عرض العميد الامر على التصويت فكانت نتيجته كما يلي: صوّت 8 اعضاء بمن فيهم العميد، الذي صوته مرجحا، لفائدة المصادقة برفع الأيدي و 4 اعضاء صوّتوا على سرية المصادقة وتغيب عضو واحتفظ عضو آخر بصوته محكّما الجلسة العامة وبذلك كانت اكثر من الاغلبية المطلقة مع طريقة التصويت برفع الأيدي، ثم أؤكد مرة ثانية وما يدعم صحة طريقة رفع الأيدي، انه في الجلسة العامة نفسها التي صادقت على مشروع النظام الداخلي عرضنا طريقة التصويت قبل العرض على المصادقة وكانت النتيجة الساحقة ان الجلسة العامة نفسها صادقت على ان طريقة المصادقة تكون برفع الأيدي، ثم بعد ذلك عرضنا المشروع على المصادقة، وصادقت الجلسة العامة بأغلبية ساحقة على المشروع بواسطة رفع الأيدي، ولم يرفع أيديهم الا نزر قليل من المحامين. ما هي الأحكام التي تضمنها مشروع النظام الداخلي؟ ـ لا شك ان مشروع النظام الداخلي قد تضمن احكاما متعددة تشمل تنظيم العلاقات بين المحامين وهياكلهم وتنظيم هياكل المهنة والانتخابات وحقوق المحامي وواجباته والتأديب وغير ذلك من الاحكام التي تتعلق بأحكام المهنة وتقاليدها وأعرافها وعلاقة المحامي بحرفائه وعلاقته بالقضاة والادارة. هل تطرق المشروع لعلاقة المحامين بوسائل الاعلام خاصة بعد الضجة التي أُثيرت في الآونة الاخيرة؟ ـ نعم تم تنظيم مشاركة المحامين في وسائل الاعلام بالفصل العاشر من النظام الداخلي تنظيما دقيقا وكما هو معروف فإن عميد المحامين ومجلس الهيئة وهياكل المهنة وعموم المحامين ليسوا ضد حريات الاعلام، وهذا ما صرحنا به وأكدناه في كم من مرة، ونرجو من الذين في أذهانهم بعض الغموض ان يدركوا ذلك فالمحاماة أول من يدافع عن حرية الاعلام وحرية التعبير وانا شخصيا قد سُجنت من أجلها ودفاعا عنها، والمحاماة كوسائل الاعلام الاشتراك في علاقة الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان وفي مقدمة ذلك حرية النشر والصحافة، اما الذين يريدون ان يدخلوا مدخل الغموض لغايات اخرى فأرجو منهم ان يكفوا عن ذلك فالمحاماة أول من رفع لواء الدفاع عن الحقوق وستبقى كذلك وفي المقدمة، غير اننا نريد ـ وهذا ما جاء به النظام الداخلي ـ خلق توازن بين حرية الاعلام وبين عدم النيل والتجاوز والمس بالمعطيات الشخصية والمؤسسات المهنية وغيرها ونريد ان يكون اعلامنا التونسي نزيها يقدم الانارة ويبتعد عن الاثارة ويرتقي بالتوعية الى مستواها المطلوب دون النزول الى الهامشيات التي تثير ولا تفيد، فلومنا على العروض التلفزية التي عرضت بقناتي حنبعل وخاصة قناة تونس 7 بالنسبة للمحامين يتمثل في انها قد تجاوزت الاعلام الموضوعي ومست بكرامة المحامين وشرف المهنة وأصبحت تقوم بدور الباحث والقاضي وتنال من المعطيات الشخصية وبلغ بها الامر الى حد الاشهار والتشهير. والفصل 10 من النظام الداخلي أكد جملة من الضوابط من بينها ان تكون المشاركة بصفة استثنائية لا دائمة وان يتم اعلام العميد بالمشاركة في اي برنامج اعلامي على ان يكون الاعلام كتابيا. ولكن هناك بعض المحامين المتعاقدين مع برامج تلفزية واطلالتهم لن تكون استثنائية بل هي دورية فهل سيمتثلون للفصل العاشر؟ ـ ان قانون النظام الداخلي لا يستثني أحدا وإنما ينطبق على الجميع وان المتعاقدين بمقابل مع وسائل الإعلام وبصفة مستمرة يكونون قد امتهنوا مهنتين: المحاماة والصحافة وقانون المهنة يفرض إحالتهم على عدم المباشرة آليا لأنه يحجر جمع مهنة أخرى مع مهنة المحاماة. النظام الداخلي أيضا نظم عملية استعمال مواقع الواب من قبل المحامين فما هي أهم شروط هذه العملية؟ ـ في الحقيقة عملنا على تحقيق توازن أيضا بين استعمال وسائل الإعلام العصرية استجابة لمقتضيات التطور والتحديث حتى تواكب المحاماة التونسية مقتضيات التقدم العلمي والتكنولوجي وتكون في مستوى تحديات العولمة وبين عدم انسياق المحامي في تداعيات الإشهار والتشهير وارتكاب تجاوزات قانونية والتعدي على أخلاقيات المهنة وتقاليدها بحيث يستعمل المحامي جميع وسائل الإعلام دون ان يسيء استعمالها فله الحق بأن يعرّف بكفاءته واختصاصاته وقدرته ومكتبه لكن في الحدود الأخلاقية. وطبعا النظام الداخلي نصّص ضمن عدة أحكام على استقلالية المهنة؟ ـ لا شك ان النظام الداخلي يعد ركنا مهما من أركان استقلالية المحاماة ومؤسسته لأن المشرع أعطى للمحامين صلاحية تنظيم أنفسهم بأنفسهم وبإدارة هيئتهم وعميدهم وهذا كسب على غاية من الاهمية، ولأن الدفاع مستقل أولا يكون، والاستقلالية هي الضامن الاساسي لحرية الدفاع والمحامي يدافع عن الاشخاص والذوات المعنونة ولا سلطان عليه الا لضميره والقانون، لأن مهمته صعبة، ومازلنا، ومنذ مدة طويلة نطالب بإحداث حصانة الدفاع عن المحامي على غرار حصانة القاضي وحصانة النائب البرلماني لأن المحامي اثناء مباشرته لمهامه يمكن ان يتعرض لعديد الضغوط لذلك فإن المحامي يتمتع بحصانة الدفاع في عديد البلدان الاوروبية والعربية لأنه يقوم بدور اساسي ومقدس ويمثل اهم ضمانة للحقوق المدنية والسياسية للأفراد والمؤسسات، وهذه الحصانة نطالب بها ونؤكد عليها وهي حصانة قد أتى بها دستور البلاد لذلك نأمل من الجهات الرسمية ان تسند هذه الحصانة للمحامين حتى يتمكن اكثر من تفعيل هذه الضمانة لفائدة المواطن واستقلال المحاماة كاستقلال القضاء أمران أساسيان لتحقيق العدالة بين الناس وضمانة للحقوق العامة والخاصة، لذلك لا نتصور قضاء مستقلا عادلا دون محاماة مستقلة وفاعلة، فالمحاماة شريك اساسي في اقامة العدل. هل تعتبرون انجاز مشروع النظام الداخلي انتصارا للقطاع؟ ـ في الحقيقة المصادقة على مشروع النظام الداخلي الذي اصبح قانونيا بداية من غرة جوان 2009 هو انتصار للمحاماة، للديمقراطية والشفافية، وانتصار للعميد والمجلس العلمي، وأكدت الجلسة العامة الخارقة للعادة التي صادقت على النظام الداخلي التفاف المحامين بأغلبية ساحقة حول عميدهم خلافا لِمَا يزعمه البعض من المحامين الذين فشلوا في افشال المشروع واتضح انهم قلة قليلة لا وزن لها وان أهدافهم تنصب حول التعطيل والتشويه. ولكن العديد من المحامين رأوا أنك استفردت وتفردت بعدة مواقف خاصة في موقفك من مشاركة المحامين في وسائل الاعلام؟ ـ هذا كلام مردود عليهم ولا أساس له من الصحة وتسوّقه قلة قليلة تقوم بمحاولة تعطيل وتشويه وموقفي من مشاركة المحامين في وسائل الاعلام كان متوازنا وقد اصدرت بيانا في الموضوع دعوت فيه الى خلق توازن بين حرية الاعلام وعدم المس بكرامة المحامين وهيبة المحاماة وعدم التجاوز القانوني وعدم النيل من المعطيات الشخصية والمؤسسات المهنية وغيرها حتى يكون اعلاما موضوعيا في المستوى المطلوب يحقق الانارة ويبتعد عن الاثارة وكذلك أصدر مجلس الهيئة، قرارات في الموضوع من بينها دعوة العميد الزملاء المشاركين في البرامج الاعلامية واخطارهم بإتباع بعض الضوابط التي تصون المهنة والاعراف والمؤسسات ولا تتجاوز القانون، كما طالب مثل ما طالب به العميد السيد رئيس فرع تونس يتحريك آليات البحث والتحقيق وعند الاقتضاء احالة من تثبت في حقهم التجاوزات والاخلالات المالية بتقاليد المهنة وأخلاقياتها وأعرافها المتحدية للقانون. وما أؤكد لكم مجددا أننا لسنا ضد حرية الإعلام بل من واجبنا الدفاع عنها ودعمها ودعم الإعلاميين غير اننا ضد الإشهار والتشهير وتجاوز القانون واليوم قد اتضح جليا ان موقف العميد بخصوص وسائل الإعلام كان صحيحا وموضوعيا ومعبرا عن قطاع المحامين ولا أدل على ذلك من أن الجلسة العامة بمصادقتها بالأغلبية الساحقة على مشروع النظام الداخلي وخاصة على مضمون الفصل العاشر المتعلق بالإعلام قد انتصرت لموقف العميد. على ذكر رئيس فرع تونس هل لكم ان توضحوا لنا طبيعة العلاقة التي تبدو وكأنها متوترة؟ ـ يحاول بعضهم لغايات لا علاقة لها بمصلحة المحامين أن يوهموا الرأي العام بأن هناك خلافا بين العميد ورئيس فرع تونس وهذا لا أساس له من الصحة، فلا يوجد أي خلاف بيني وبين رئيس فرع تونس الذي نقدره ونحترمه ولذلك فإن كل من يتصور ذلك فهو إما أن يكون غير مطلع على حقائق الأمور أو أنه يريد تعويم المسائل بهدف عدم كشف الحقائق. إن ما نطالب به السيد رئيس فرع تونس يتمثل في حثه ومطالبته باستعمال صلاحياته التي مكّنه منها القانون وتجنب الاخطاء وتداركها… وهذا امر عادي لأن عميدا يشرف على قطاع المحاماة مطلوب منه ان يوجه وينبه بوصفه المسؤول الاول والممثل الشرعي للمحامين والناطق باسمهم جميعا. ما هي الأخطاء التي قام بها رئيس الفرع وماذا تطلبون منه؟ ـ أذكر في هذا الصدد بعض الأمثلة التي طلبنا من السيد رئيس فرع تونس القيام بها أو تجنبها وتداركها، أذكر على سبيل المثال: طلبنا من رئيس فرع تونس مثل ما طلب منه مجلس الهيئة الوطنية أن يحرك آليات البحث وعند الاقتضاء إحالة من تثبت في حقهم تجاوزات واخلالات بالقانون وتقاليد المهنة بالنسبة لبعض المحامين المشاركين في الحلقات التلفزية وفي وسائل الإعلام نظرا لأن تلك الحلقات قد نالت من هيبة المحاماة ومست من كرامة المحامين وتجاوزت القانون وهتكت المعطيات الشخصية ومؤسسة المحاماة الا انه أبى ذلك والى حد الآن لم نعلم بأي تحرك في هذا الشأن رغم صدور النظام الداخلي. هناك أحد المحامين الشبان وهو الأستاذ سهيل فتوح تبين انه «متصهين» لأنه شتم وقذف كل العرب والمسلمين ووصف الفلسطينيين بالإرهابيين وتكلم في وسائل إعلام صهيونية وشتم ونال من هيبة الهياكل ولهذا السبب طلب منه العميد ومجلس الهيئة وندوة الفروع وعدد كبير من الزملاء إحالة هذا المحامي على مجلس التأديب مع عدم المباشرة الا انه لم يفعل ذلك وترك الأمر على ما هو عليه وهذا المحامي مواصل في تهجماته وشتائمه على الأمة العربية والمقاومة وكل الوطنيين. يقوم السيد رئيس فرع تونس عند ما يحدث خلاف بين المحامي وحريفه بإحالة المحامي مرتين على عدم المباشرة وعلى مجلس التأديب من اجل وقائع واحدة وفي نفس الأفعال وهذا مخالف للقانون خاصة أن الإحالة على عدم المباشرة لا تكون الا عندما يصبح المحامي في وضع يختلف مع شروط الترسيم بجدول المحامين ولا يمكن على عدم المباشرة من اجل خلاف مع حريف لأن ذلك الخلاف يمكن ان يحال من أجله على مجلس التأديب اذا تبين انه مخالف ورغم ان محكمة الاستئناف قد نقضت عديد القرارات بهذا الشأن الا ان السيد رئيس فرع تونس استمر على موقفه. ينظم السيد رئيس فرع تونس حلقات تكوينية في شكل محاضرات وهذا أمر محبّذ ومرغوب فيه لكنه يريد ان يفرض حضور المحامين المتمرنين لهذه الحلقات على معنى ان حضورها وجوبي ويقول انه لا يمكن ترسيم المحامي المتمرن لدى الاستئناف اذا لم يحضر هذه الحلقات وهذا موقف مخالف للقانون لأن: ـ الترسيم من اختصاص مجلس الهيئة وليس من أنظار رئيس الفرع. ـ لا يمكن ان نظيف شرطا آخر لم يأت به القانون لترسيم المحامي المتمرن لدى الاستئناف، فشروط الترسيم مضبوطة بالعد ولا يمكن لأي كان ان يضيف لها شرط حضور محاضرات او حلقات التكوين، وحلقات التكوين ليست لها اية وجوبية. وهكذا يتبين انه لا يوجد خلاف بيننا وبين رئيس فرع تونس على الإطلاق انما الأمر يتعلق مثلما أشرت اليه أننا نطلب منه ان يقوم بصلاحياته التي أوكلها له القانون وان يتجنب اخطاء قانونية وواقعية كان المطلوب ان لا تحصل منه ونطلب تداركها. يبدو ان الترشحات لهياكل المهنة قد بدأت تتضح من الآن فكيف ترون مستقبل العمادة؟ ـ ما يهمنا اساسا هو الانكباب على خدمة المحامين والعمل على تحقيق مزيدا من المكاسب للقطاع وتنظيمه وتركيز المكاسب التي تحصلنا عليها وهي على غاية من الاهمية مثل التأمين الصحي واصدار النظام الداخلي وتمليك الهيئة الوطنية من نادي سكرة وتوسيع مجال عمل المحامي… بوجوبية النيابة في المادة الجزائية لدى التعقيب وفي التسجيل الاختياري لدى المحكمة العقارية لكن مطالب المحامين رغم هذه الانجازات المهمة والتاريخية ما زالت كثيرة، وأخيرا فإننا تشرفنا برفع مذكرة شاملة في مطالب المحامين الى سيادة رئيس الجمهورية مثلما أشار به عند استقبالي من قبله ولنا الامل الوحيد في الاستجابة الى المطالب المضمنة بهذه المذكرة
(المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 5 جوان 2009)
تصريح صحفي للأمين العام للحزب حول خطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة
4 جوان 2009 أدلى الأمين العام للحزب الأخ احمد الاينوبلي بالتصريح التالي حول خطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك حسين أوباما الذي ألقاه أمس الخميس 4 جوان في القاهرة: حول خطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يمكن القول عن خطاب الرئيس باراك حسين أوباما الذي ألقاه اليوم في القاهرة أنه يحمل دعوة للعرب والمسلمين عموما حتى يُطبعوا مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية على أساس المواقف والقواعد التالية: الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على العراق وأفغانستان كانت تدافع عن نفسها ضد التطرف والعنف وهي ترى أن الوضع في العراق اليوم أفضل مما كان عليه زمن الرئيس صدام حسين. الإسلام هو دين للتسامح والتعايش مع باقي الأديان والثقافات ونحن نفرق بينه وبين التطرف ودعوات العنف والقتل. الصراع العربي الصهيوني يجد حله العادل في دولتين واحدة للصهيونية والأخرى للفلسطينيين مع تأكيده على أن العلاقات الأمريكية مع دولة الكيان الصهيوني ثابتة وراسخة ولا يمكن كسرها. من حق إيران مثل كل الدول أن تستفيد من التكنولوجيا النووية في استخداماتها السلمية ولكن ليس لها أن تتسلح نوويا والولايات المتحدة جادة في سعيها نحو تطهير العالم من السلاح النووي. نزعات التطرف والعنف لا يمكن أن تكون حلا لمشاكل المنطقة والعالم ويبقى الحوار والقبول بالآخر والتعايش معه هو السبيل الصحيح لتحقيق طموحات شعوب العالم في التنمية والحياة المستقرة. الولايات المتحدة ترعى حقوق المسلمين وتدافع عن خصوصياتهم الدينية والثقافية وترى أن حماية الليبرالية لا تكون بمنع حرية التدين وهي كذلك ترى انه من حق الأقليات الدينية كالأقباط والمسيحيين في مصر ولبنان من التمتع بتلك الحريات . الولايات المتحدة لا تريد فرض الديمقراطية على الآخرين وإنما تدعو الحكومات إلى ضرورة الالتفات إلى مطالب شعوبها في التنمية والديمقراطية وهي مستعدة لتقديم المساعدة. هذه المواقف التي عبر عنها باراك أوباما تصب كلها في سياق الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي دافع عنها المحافظون الجدد أيام الإدارة السابقة بقوة الحرب والغزو وزرع الفتن وتحاول الإدارة الجديدة تسويقها بخطاب جديد ينحاز للجلاد الصهيوني ضد الضحية الفلسطينية بل ويدعو المقاومة إلى التخلي عن حقها المشروع في القتال ردا للعدوان كما يشرع احتلال بلاده للعراق ويلغي حق شعبها في المقاومة والتحرير ويصر في أكثر من مناسبة ضمن خطابه على وصف المقاومة بالتطرف والعنف حتى لا يردد مصطلح الإرهاب الذي درج عليه الرئيس جورج بوش الإبن . من جهة أخرى يبدو واضحا أن الرئيس الأمريكي أراد من خلال مجمل خطابه الذي استعار فيه كثيرا من لغة الإسلام وسماحته ودعوته للتعايش والحوار أن يوجه الرسالة إلى الشعوب أكثر من توجيهها إلى الحكام وهذا يشير ربما إلى قناعة لدى الإدارة الأمريكية بان مشكلتهم ليست مع سياسة الحكومات وإنما مع عقائد وقناعات الشعوب التي أنتجت ظواهر التطرف والعنف كرد فعل على العدوان الخارجي والعجز الداخلي وهو ما يجب تغييره والالتفاف عليه بخطاب جديد يعالج إفرازات السياسة السابقة ويهيئ الساحة لمرحلة جديدة من تفعيل المصالح. ولكن ورغم ما احتواه الخطاب من نفي للمقاومة كحق مشروع وانحياز استراتيجي للعدو الصهيوني وتشريع لسياسات القتل والغزو التي مارستها الإدارة السابقة إلا أنه يمكن تسجيل مواقف إيجابية- وإن كانت مجرد مواقف لا ترتقي إلى مستوى الفعل- من ذلك الاعتراف الصريح بأن الشعب الفلسطيني تعرّض للظلم ومن حقه الحصول على وطن وكذلك تجديد الالتزام بسحب القوات الأمريكية من العراق ونحن نعتقد أن هذه المواقف ما كانت لتصدر عن الرئيس الأمريكي لولا النضال الأسطوري لحركات المقاومة العربية في العراق وفي فلسطين ولولا التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب العربي في كل مكان عبر مسيرة نضاله التاريخي وهو ما يدعونا -ردا على الخطاب- إلى تأكيد تمسكنا بخط المقاومة والممانعة ودعوة الحكومات العربية إلى العمل على مزيد إطلاق الحريات ورفع القيود من أمام حركات المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان لأن تحقيق طموحات الأمة ومصالحها في التحرر والوحدة تحتاج إلى عناصر للقوة ما تزال مفتقدة. الأمين العام احمد الاينوبلي
الحركة الإسلامية في تونس: التحديات والمهامّ
العربي المنصوري
تمرّ هذه الأياّم الذكرى 28 لصدور البيان التأسيسي لحركة الاتجاه الإسلامي يوم 6 جوان 1981. مسيرة طويلة حقّ لها أن تمثّل جزء فاعلا ومحدّدا في تاريخ تونس المعاصر. غير أنّ وضع حركة النهضة (الاتجاه الإسلامي سابقا) الآن لا يؤشر بحال إلى عمق وامتداد تجربتها. فسنوات المحنة الطويلة والمستمرة منذ 1991 بين السجون والمنافي والحصار قد مسّت بعمق لا مجرد الأوضاع الاجتماعية والمؤسّسية والنفسية لكيانها، بل تعدت كل ذلك لتخترق القيم التي قام عليها الاجتماع الحركي النهضوي ولتفلّ في « مُؤَسِّسَاتِهِ » الفكريّة والسياسية. – تحيين الوضع الاستراتيجي للحركة: لقد مثلت مشاركة حركة النهضة في الانتخابات النيابية لسنة 1989 التعبير الأبرز على إشعاعها الجماهيري وتملّكها للشّارع الشّعبي، الشّبابي منه أو التّقليدي على حدّ السّواء. كما كانت الفرصة الموضوعية الوحيدة لقياس حجم وتأثير هذا التيار في الواقع السياسي والاجتماعي التونسي. وبغض النّظر عن الانقلاب الذي حصل على نتائج الاستحقاقات وما صاحبها من تزوير ثمّ اقصاء، فإنّ الإسلاميين قد تلمّسوا أطرافهم واكتشفوا، كما يكتشف الصبيّ ويفاجئ أحيانا، مكامن القوّة في ذاتهم. لم تعمل المناسبة التنافسية، كما عند كل الأحزاب الحديثة، على قياس علاقة كلّ حزب بالرّأي العام، وإنما شكلت لحركة النهضة كيانا جماهيريا انضاف إلى كيانها المؤُسَّسَاتي. لقد نجحت الحركة في فتح المجال للجميع للتعبير بأنفسهم عن مظالمهم من دون أن تتكبد عناء الكلام نيابة عنهم، فاستحسن الجمهور ذلك ومنح ثقته لقوائمها. الآن وبعد عقدين من المحن المتتاليّة ما الذي بقي من كلّ ذلك: مؤَسَّسات ومؤسِّسات وجمهور؟ أوّلا: من جهة المؤسَّسات فقد حافظت عليها حركة النهضة طوال العقدين الماضيين بالقدر الذي يمكنها من الاستمرار. فمؤتمراتها مستمرة وان لم تكن منتظمة (مؤتمرات 1996-2001-2007)، ومؤسَّساتها القيادية تواصل تسيير ما تبقى من شؤونها وان ببعض التعثّر والاضطراب الداخلي. لكن كلّ ذلك بقي محاصرا في مهاجره الأمر الذي ولّد شيئا من اللافاعليّة تحوّلت إلى ارتباك سياسيّ مسّ الخيارات والأشخاص. ثانيّا: من جهة « المُؤَسِّسَاتِ » السياسيّة والفكريّة والتنظيميّة للحركة، المجال الذي يبدو أكثر تأثّرا بالمحنة خاصة اثر التقييمات التي أنجزتها في محطات مختلفة (مثلا تقييم 1995). إذ حسمت حركة النهضة اللّغط فيما يخصّ منهجها في التغيير لصالح العمل السياسي المدني وقامت بمراجعة كل ما يستحق المراجعة في علاقة بهذا الحسم (يمكن الرجوع إلى مقررات مؤتمر 2001 وما صادق عليه من توجّهات). فجذّرت رؤيتها الديمقراطية ومحورت نضالها حول قضايا الحريات وأصّلت موقفها من المنظومة الحقوقيّة. بل يأتي على رأس كلّ ذلك مقاربتها الإصلاحيّة التي تحاول من خلالها التعبير عن مدى استشعارها لمسؤولياتها الشرعيّةوالوطنيّة والتي تحاول من خلالها الملائمة بين: 1.رؤية في التغيير تنطلق من توصيف لأزمة شاملة في الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي. هذه الرؤية تستهدف التغيير في عمقه الاجتماعي والقيمي وما يستدعيه ذلك من نجاعة في البدائل والتّصوّرات. هذه النجاعة التي تحتاج لمقادير من الجذريّة والقطيعة مع السّائد من تقليد سلطوي تسلّطي إقصائيّ. 2.رؤية إصلاحيّة تؤمن بالتدرّج في التغيير من دون استعجال مخلّ ولا جمود معطّل. فهي رؤية تحتكم إلى المرونة في التنزيل والمرحليّة في المناولة والاحتكام إلى المقاصد والأولويّات لا إلى العلل المحكَّمات. 3.انخراط في الحداثة السياسيّة باحترام معاييرها ونظمها والعمل على عدم تجاوز الضوابط والموانع القانونية والسياسية لأيّ فعل في الواقع. ومن هنا جاء تأصيلها العملي ثّم النظري لبعض مبادئ الفكر السياسي الحديث والمعاصر مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحداثة الاجتماعيّة. وقد توجد مؤشرات لأن يمتدّ ذلك إلى تفاعل ايجابي مع مفاهيم العقلانيّة أو بعض معاني العلمانيّة. ثالثا: من جهة جمهور الحركة الإسلاميّة، والذي تكمن أهميّته من خلال: 1.التعبير عن جوهر المشروع المجتمعي للحركة الإسلامية: فتحوّل المشروع الإسلامي إلى مشروع نخبوي يقوّض أساسا عقديّا من أساساته، ويجعل منه مجرّد فكرة سلطويّة وفي أحسن الأحوال نخبوية معزولة عن حقيقة انشغالات الناس ومصالحهم. إنّ أهمية هذا البعد لا يكمن فقط في استهدافها بالتغيير الثقافي الاجتماعي القيمي بل كذلك في عضويّة أفكارها من جهة منابتها كما من جهة أصالتها الاجتماعية. فمشروع النهضة العربية خلال القرنين السابقين قد أجهض لعدة أسباب أحدها طابعه النخبوي. ولذلك جاء العمل الحركي انطلاقا من الإخوان المسلمون في مصر لتلافي هذا التقصير في مقومات التغيير الحضاري الإسلامي. 2.علاقة الجمهور بالحركة الإسلامية أعمق من الانتماء التنظيمي وأشدّ وأوثق. فما دام خطاب الحركة الإسلاميّة ملتصقا بهموم الناس ويعبّر عن حقيقة مشاغلهم ومخلصا وصادقا ومناضلا، فانّ جمهور الحركة الإسلاميّة في توسّع مطّرد. لذلك لا نجد تعبيرات عن قلق حقيقيّ لدى حركة النهضة على شعبيّتها لأنّها تدرك جيدا أنّ خطابها متماه مع تطلعات هذا الجمهور وان التفافه حولها هو التفاف حول مصالحه وقضاياه. يبدو من خلال الإشارات الواضحة في خطاب حركة النهضة أنها قد تجاوزت مرحلة اختبار الشرعية الجماهيرية. إذ تبدو اليوم أكثر ثقة واتزانا في خطابها بما يفسِّر دخولها مرحلة جديدة من مراحل الفعل النضالي وهي مرحلة العمل الوطني لا الحزبي الفئوي الضيق. إذن إذا ما أردنا الإجابة عن التحولات التي أدركتها حركة النهضة في المحطة الأخيرة من مسيرتها، فإنّنا نجدها في ثلاثة عناوين: خطاب انتقاليّ، ومشروع متبلور، وجمهور متعطّش. – تحديات تواجه الحركة الإسلاميّة: لقد وضع الإقصاء الأمني والسياسي حركة النهضة في مواجهة عدة أنماط من التحدّيات: 1.بالنظر إلى ما استجد في واقعها الحركي بعد المحنة من جهة التموقع ذاتيّا وخارجيّا: ذاتيّا، أصبحت الحركة تواجه مطالب متزايدة من أبنائها لتوفير السبل المناسبة لما يرون أنّه حقهم في المشاركة في اتخاذ القرار وصياغته، وذلك تحت تأثير عاملين: القصور القيادي الذي أدّى إلى المحنة وعجز عن إدارة المواجهة مع السّلطة، وما يستشعرونه من تطوّر ونضج عام في السّاحة الحركيّة الإسلاميّة. موضوعيّا، تواجه الحركة آلة الإقصاء النهائيّ من المنتظم السياسي ومن الفعل الاجتماعي داخل السّاحة الوطنيّة. وفي حين يبدو للبعض أنّ تجاوز هذا الإقصاء ممكن بالاستجابة لبعض شروط السّلطة، فانّ إصرار السّلطة على الانغلاق العام في البلاد وأمام الملف الإسلامي خاصّة يؤكّد عدم استعداد صاحب القرار التفريط في احتكاره الفضاء العمومي وهيمنته على قوى المجتمع. 2.بالنّظر إلى المهمّة الحضاريّة التي ارتأتها لنفسها من جهة المضامين التأصيليّة والحداثيّة. ذلك أنّ البعد الحضاري في فكر الحركة الإسلامية وان ضعف حضوره في الخطاب السياسي للحركة فانه يحافظ على موقعه في خلفية كل خطاب ما حافظ هذا الخطاب على مفاهيم عقدية تتعلق بالتوحيد والتكليف الشرعي وأخرى حركيّة تتعلق بالرّسالية وثالثة ثقافية تدور حول العود الحضاري للأمة المسلمة. وان الاستجابة لتحديات العصر لا يمكن أن يكون في فكر مثل هذه الحركات إلاّ إسلاميّا منبتا أو منشئا أو ملائمة. 3.بالنظر إلى المنهج والوسيلة ونجاعتهما من جهة المهام التّغييريّة والّتصالحيّة. فلقد شهدت الحركة الإسلامية أشواطا من التجاذب مع القوى التقليدية في المجتمع كما مع قواه الجديدة، السياسية منها والثقافية. ولقد توخت منذ منتصف الثمانينات نهجا تصالحيّا مع مجمل هذه القوى. فجاءت رؤيتها الفكرية ومنهجها الأصولي لتمتين الأواصر مع ثقافة المجتمع التقليدية تحت عنوان العمل التّأصيلي. كما كانت دراستها الحضارية للمجتمع التونسي علامة على واقعيتها. أمّا خطابها السياسي فقد اتجه للنخب في التعبير عن الانفتاح على الحداثة ومقتضياتها من تعدّد وقبول بالاختلاف. والتحدي الأبرز اليوم يتعلّق بالتوافق بين مشروع التغيير السياسي الذي تطالب به الحركة ومدى انسجامه مع خلفيتها الفكرية والثقافيّة. 4.بالنّظر إلى الاستفادة من التجربة الحركية وتنوّعها من جهة التمايز والاندماج. فلقد بنت الحركة ثقافة داخليّة على أساس التمايز حدّ الطّهريّة أحيانا في تعاملها مع مختلف القوى داخل المجتمع. وكانت الآلة التنظيمية تعمل على إحداث هذا الفرز بين قوى طلائعية، رساليّة وحركيّة وبين جمهور مجتمعي يضمر فيه استشعار معاني التكليف والمسؤولية والواجب. فأنشأت لذلك مجتمعا حركيا مستقلا يُربّى داخله الفرد وتُعاد بناء شخصيّته ويُعبّأ نفسانيا وثقافيّا لأدوار وظيفيّة يقوم بها داخل المجتمع الحقيقي. ولأنّ الحركة وجدت نفسها معزولة إل حدّ بعيد عن مجتمعها خلال المحنة، فلقد بان فشل هذا النهج التغييري. فمن استهلكته الحركة انحاز إلى فكرها وثقافتها أمّا المجتمع بكل قواه فوجد نفسه غير معنيّ مباشرة بها وبمصيرها إلاّ مؤخّرا لمّا عبّأت خطابها وطنيّا في جانبه المطلبي. 5. بالنظر إلى ممكنات الفعل في الواقع من جهة أبعاده المرحلية، والإستراتيجيّة. فلقد استقر الخطاب السياسي للحركة مبكرا مطالبا بالانفتاح السياسي والإصلاح الشامل، متموقعا بذلك تموقعا استراتيجيا قطع مع كل المزايدات والمناورات السياسوية الضيقة في أفقها كما في أرضيتها. فالمزاوجة بين المطالب المرحلية والأهداف الإستراتيجية تحدّ بالغ الخطورة على مستقبل الحركة الإسلاميّة. إذ أنّ ممكنات التحول المرحلي في الساحة الوطنية قد تكون ممكنة. لكن ما لم يكن ذلك في أفق انفتاح كلّي وشامل واستراتيجي، فانه سيبقى محدودا وسرعان ما سيقود لفشل أيّة تجربة سياسية. لقد كان عنوان خطابها السياسي أنّ حلّ مشكلة الحركة لا يمكن إلاّ أن يكون كجزء من حل وطنيّ شامل. فإذا قاد تسوية ملفاتها السياسية والحقوقية لخلق واقع من الانفتاح السياسي الجديد في البلاد فانّ أيّ تمشّ مرحليّ يصبح مشروعا وممكنا. أمّا أن يكون حلّ قضية الحركة الإسلامي على حساب المشكل الوطني المتمثل في استمرار الاستبداد والتّسلط والفساد والمحسوبية وانخرام الميزان القيمي للمجتمع، حينها تكون الحركة قد ضيعت على نفسها فرصة أن تكون حركة وطنية ممثلة لتطلعات المجتمع التونسي. بعد ثلاثة عقود، تواجه إذن حركة النهضة واقعها بمهام جديدة ليس منها الدفاع عن وجودها وانتشارها، ولا إعادة بناء مؤسّساتها ولا حتّى الرّجوع للعمل في الداخل التونسي بدل المهجر، وان كان كلّ ذلك مهمّ، إنّما المهام الجديدة تتمثل في تكريس بعدها النضالي الوطني عن مصالح الشعب التونسي وعن حقوقه المسلوبة وإرادته المكسورة. وكلما قلّصت حركة النّهضة حديثها عن نفسها وعن قضاياها الخاصّة باستقلالية وتميّز كلما اقتربت أكثر من النجاح في إعادة التّموقع النضالي والاستراتيجي والوطني.
نختلف من أجلها لا عليها: لا مساومة على استقلالية النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
الفقرة الواردة في « البلاغ » حول تطبيق الفصل 33 الفصل 33 من القانون الأساسي للنقابة الفصل 33 من النظام الداخلي للنقابة
البلاغ الذي أصدره عدد من الزملاء أعضاء المكتب التنفيذي الموسّـع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ونشرته جريدتا «الصباح» و«الشروق» في عدديهما الصادرين الخميس 4 جوان 2009، أثار العديد من التساؤلات في صفوف المهنة وحتى على الصعيد الوطني. فرئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هو رئيس المكتب التنفيذي الموسّـع للنقابة حسب قانونها الأساسي، والمخوّل القانوني لإصدار البلاغات والبيانات والتحدث باسمها. فقد كان أحرى بالزملاء الذين كتبوا « البلاغ » أن يقدموه باعتباره صادرا عن أعضاء في المكتب التنفيذي الموسّـع، وليس باسم المكتب التنفيذي الموسّـع. فهم بذلك ارتكبوا خطأ قانونيا وخرقوا القانون الأساسي للنقابة ونظامها الداخلي. فضلا عن انتحالهم صفة قد تجعلهم محلّ مؤاخذة؟ ومما زاد في استغراب المتابعين أن بعض الزملاء الذين وردت أسماؤهم ضمن الموقّـعين على العريضة أنكروا علمهم بها، فيما يوجد البعض الآخر في مهمّـة مهنية خارج الوطن!؟ لكن يبقى أخطر ما جاء في « البلاغ »، التصريح بأن: «المكتب التنفيذي الموسّـع هو الهيكل الشرعي الوحيد القادر، في صورة تخلي المكتب التنفيذي عن الاضطلاع بواجباته القانونية، على اتخاذ التدابير الضرورية الكفيلة بإنقاذ النقابة من الوضع الذي تردّت فيه وتطبيق مقتضيات الفصل 33 من القانون الأساسي بما في ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي»!!؟ ودون الخوض في الصلاحيات القانونية للمكتب التنفيذي الموسع المضبوطة بشكل دقيق في القانون الأساسي والنظام الداخلي للنقابة، كان على الزملاء قادة «الحملة» والجهات التي تحركهم أن يطلعوا عليهما على الأقل قبل أن يُـخرجوا للعموم قراراتهم التي فوّضوا أنفسهم بمقتضاها صلاحيات ليست من حقهم، ويكفي إلقاء نظرة على الفصل 33 المستند لتبيّـن درجة التخبط التي عليها قادة «الحملة»!؟ فقد جاء الفصل 33 من القانون الأساسي ناصّا على ما يلي: «يجب أن تصل الترشحات في رسائل مضمونة الوصول قبل 21 يوما من تاريخ انعقاد المؤتمر»!؟ وحتى الفصل 33 من النظام الداخلي للنقابة لا علاقة له بما يطرحه الزملاء حيث نصّ على أنه: «تكونت في صلب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عشر لجان قارّة لمساعدة المكتب التنفيذي ويتم انتخابها وجوبا خلال أول جلسة عامة بعد المؤتمر»!؟ إلى أيّ قانون ينتمي الفصل 33 الذي تمّ الاستناد إليه في « بلاغ » الزملاء!؟ هل يوجد هذا السند في القانون الأساسي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أم في نصّ آخر لا علاقة له بالصحفيين!؟ إلى أين يريد هؤلاء أن يأخذوا نقابتنا؟؟ هذه نقابة الصحفيين التونسيين. ومهما كانت الخلافات المهنية وتعارض الرؤى في صلبها، فنحن نختلف من أجلها لا عليها. هي نقابتنا التي لا مساومة على استقلاليتها، وستظل قلعة منيعة عصيّـة على المتربّـصين والطّـامعين ولو كره الكارهون عاشت نضالات الصحفيين التونسيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرّة مستقلة مناضلة (المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 5 جوان 2009) http://journaliste-tunisien-11.blogspot.com
الفاجعة
تمر سنة على تدخل الأمن الوطني في زاوية بعيدة من زوايا الوطن في الجنوب الغربي التونسي الرديف وعاد الأمن الوطني مظفرا إذ قتل حفناوي وأصاب العشرات بإعاقة والتحق شهيد آخر بعد ذلك أما من لم يمتوا فهم الآن في السجون البعيدة في الصحراء فيما عرف بقضية الوفاق هذه قصيدة ذكرى تحمل اسم الفاجعة الوفاق… الأصل …………….. نمشي على الماء لا نخشى من الغرق وغيرنا الساهي من الرمضاء مبلول ولي قول بذي الأحشاء يضطــــــرم ولي وطن من الأعباء مسلــــــــــول درب الأحبة محفوف بمسغبــــــــــة وهمّ قلبي على الأكتاف محمــــــول *********** الوفاق …………… التفاصيل في كل عام مع الأحلام هـــــــــــــــجرات وها بعد حول أتت بها الصبــــــــــــاحات فاسأل نديمك ما بال الـــــــــورى صمتوا أم أن أكرمهم بخبز الـــــــــــحزب يقتات أما البقية ففي الآفاق صــــــــــــــــولتهم والدرس باق وإن سادت عصـــــــــابات في مثل ذا اليوم فليفرح زمـــــــــــــانكمُ وليرقص الموتى ولتبك الجـــــــمادات حزنا على بلد قد شاب أخمــــــــــــصها من فرط ظلم يسوي الذئب بــــــــــالشاة تأبى السنون إلا أن تفـــــــــــــــــــاجئنا وفي الحكاية أصل للــــــــــــــــحكايات البيت ينهب والــحراس فــــــــــي وسن والنوم فرض وقد طالت منــــــــــامات كل الحكاية أن الرْدَيْف قد همـــــــست في أذن تونس أن الشــــــعب ـما مات في وادي قفر وقد ثارت ســــــــواكنه واُستُجمع الرفضُ من شعث المــلمّات حتى التقى الحلم بالحلم في عــــــطش فعفّر رسمَ الخريطة حبُّ فوسفـــــات صرخت رُديّّفُنا ولا أذن تَسمَّعــــــــها إلا فحولٌ لم يــــــــــــــأت مثلهم آت « خبز الكرامة مخبوز بــــــــــأدمعنا والقول فصل إذا نــــــــادوا بثارات » ابن الرديف
طرأت بعض التغييرات على ركن « من نحن » في موقع جريدة « الصباح » فأصبح على النحو التالي:
§ المؤسس: الحبيب شيخ روحه § رئيس مجلس الإدارة: محمد صخر الماطري § مدير النشرية والمدير العام: مصطفى جبر § مشرف عام التحرير: فيصل البعطوط § رئيس التحرير: صبري براهم (المصدر: موقع جريدة « الصباح » على الإنترنت، تصفح يوم 4 جوان 2009)
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــــة بنـــــزرت 40 نهـــج بلجيـــكا بنـزرت دعــــــــــــــــــوة
بمناسبة مرور سنة على اعتقال قادة حركة الاحتجاج المنجمي تتشرّف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الاجتماع العام الذي تنظمه تحت شعار
الحريـــة لمساجين الحوض المنجمي
والذي سيلقي خلاله السيد محمـــد صـــالح النهــــــــــدي مداخلة في الموضوع. وذلك يوم السبت
6 جوان 2009 على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال
بمقرها. حضوركم مساندة للقضية
درس من الواقفات على الجمر نساء منطقة الحوض المنجمي في تونس
لن نجافي الحقيقة إن قلنا أن تونس لم تعرف وعلى امتداد تاريخها الحديث نضالا تعبويا نسويا فاعلا وجذريا مثلما عرفته أثناء انتفاضة الحوض المنجمي. انتفاضة الحوض المنجمي فتحت أعيننا على قدرة النساء عموما وتحديدا نساء الأوساط الشعبية الواقفات على الجمر على الانخراط في العمل النضالي الفاعل والمكافح وتجاوز كل المعيقات [العقلية الذكورية والنظرة الدونية للمرأة وحصر نشاطها في العمل المنزلي ….]. انخراط المرأة في الحوض المنجمي في النضال والفعل ومبادراتهن تلقاها أهالي المنطقة وتلقيناها بالابتهاج والإعجاب والمساندة والدعم وذابت أمام توهجها وأصالتها وجذريتها تلك العقلية الكلاسيكية المحافظة التي كبلت وتكبل إلى الآن نشاط الحركة النسوية. لقد انتفت الفروقات زمن المواجهة وانبري الجميع رجالا ونساء شابات وشبان شيوخا وعجائز كل من موقعه وحسب قدراته في نسج خيوط تلك الملحمة الكبرى التي نصرّ على الاعتزاز بها و لا نتوان في مساندة أبطالها والتضامن معهم. نساء الحوض المنجمي لم ترهبهن آلة القمع. لم ترهبهن هراوات الجلاد. لم ترهبهن سياراته وآلياته وكلابه وقنابله ورصاصه. نساء الحوض المنجمي قمن بالإعتصامات التي دامت أسابيع ونصبن الخيام في الساحات العامة ونظّمن المظاهرات والمسيرات ورفعن أصواتهن التي اخترقت كل الحجب والحدود ورددن شعاراتهن المدوية بكل مسؤولية وطالبن بصوت عال بضرورة الاستجابة لمطالب الأهالي المنتفضين :الحق في الشغل والحق في حياة كريمة و… و… و. نضال وفعل نساء الحوض المنجمي فتح أعيننا على صور من النضال الذي يمكن أن تصنعه المرأة عاملة كانت أو موظفة أو ربة بيت [زوجة وأخت وأم وجدة و بنت العامل والفلاح ] جنبا إلى جنب مع الرجل. نساء الحوض المنجمي كتبن ملحمة من ملاحم الصمود والتحدي في هذا الزمن الذي تغوّل فيه رأس المال وتقوّت فيه دكتاتوريات رأس المال. ولئن وُوجهت حركة النساء كجزء من الانتفاضة بالقمع فإنها وضعتنا ووضعت خصوصا تلك الهيئات التي تنسب نفسها للحركة النسوية الديمقراطية والمناضلة أمام تحد ألا وهو أنها لا يمكن أن تتقدّم وتعبر عن طموحات منسبيها و كل من ترى أنها تمثلهم دون الانخراط في النضال الاجتماعي من بابه الواسع. بشير الحامدي تونس 05 ـ 06 ـ 2009 لمزيد القراءة حول انتفاضة الحوض المنجمي أنظر http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=126919 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=138268
تعقيب علي جلال الدين عبداوي : الشعوذة المعلوماتية وطمس الحقائق !!
رياض القابسي لم أكن لأكتب ذلك المقال و الذي نشر بتاريخ 31 ماي 2009 بموقع تونس نيوز إلا لتزامنه مع الإعتداء السافر الذي تعرض إليه موقع تونس أونلاين علي إمتداد أسبوعين من 17-05 إلي حدود 31-05 2009 و الذي كان قد أعلن عنه لاحقا بتاريخ 01 جوان 2009 بعد أن وقع رفعه وتخطيه من قبل مشرف الموقع وقد ذكّرتني هذه الواقعة بما تعرض إليه موقع نهضة أنفو علي سبيل المثال لا الحصر و التي كانت أساليبها في القرصنة لا تختلف من حيث المكر و الحقد فكان المقال و الذي تعمدت ان أسرد فيه بعض من الوقائع و الحقائق في قالب قصة صغيرة بهدف تقريب المعلومة و تبسيطها للقارئ و مساهمة مني في تحسيس الراي العام بخطورة هذه الأساليب و الوسائل المعتمدة وقد نشر المقال بتونس أونلاين تحت عنوان – القرصنة الإلكترونية قصص و تجارب – راجع الموقع المذكور, كما أرسلت ذلك المقال بالمناسبة إلي شخصية تونسية ناشطة في مجال الإعلام وهي التي كانت صاحبة الفكرة الأولي و الدافع لكي أسرد لها بعضا من الصعوبات و العراقيل التي يتعرض إليها المواقع الإعلامية الإلكترونية التونسية المعارضة وخاصة بالخارج . وقد شد إنتباهي أن توثيق هذه العراقيل و الصعوبات و خاصة منها جراء القرصنة و الإعتداءات نادرة و قل ما تجد كتابات مفصلة عنها, بل سوي بلاغات مقتظبة و سريعة من غيرشرح و لا توصيف فكانت بمبادرة شخصية منّي (( و التي قد تصنف ربما بالتجاوز في حق موقع نهضة أنفو )) بهدف المساهمة في التوثيق و التعريف بهذه المظالم و التي ما فتئت بعض من مواقع شخصيات وطنية و معارضة تونسية جادة ( مثلا مدونة الصحفي سليم بوخذير , موقع الدكتور المنصف المرزوقي , موقع البي دي بي , موقع كلمة تونس ..) تتعرض إليها وقد إعتمدت عن قصد كما سبق أن ذكرت سالفا ,أن أسرد ذلك في إخراج قصصي مشوق كما عشتها بدون تهويل ولا هلوسة حتي يسهل علي القارئ فهمها و إستيعاب تفاصيلها بالكامل مع تصوير الطرف المعتدي الظالم كالمجرم الجاني والآثم … نعود للحادثة التي مر بها موقع نهضة أنفو و التي ما كنت لأنقلها سوي لأنني عايشتها و تابعتها عن قرب, ربما من باب الصدفة, و الآن وقد مر عليها قرابة 16 شهرا لا يعني ذلك بأنها كانت الأخيرة و الوحيدة في هذه الفترة الماضية ( يمكنك مراسلة إدارة موقع نهضة أنفو لمزيد التعرف علي إعتداءات أخري )) و لكن تلك محل موضوعنا هذا كانت من الحجم الكبير مقارنة مع غيرها زد أنني قد تعمدت عدم ذكر تفاصيل دقيقة أخرى….( كأرقام المعتدين و بعض من بياناتهم … ) مع أنه قد ثبت من خلال التقارير الفنية أن جل المعتدين علي الموقع كانوا مبحرين من داخل التراب التونسي و بأرقام إلكترونية واضحة و موثقة بالتقارير و الصور …. أساليب الهكر الغير قانونية والغيرالشرعية مهما كان مصدرها أشجبها شخصيا و أرفضها و أقاومها جملة و تفصيلا و أندد بكل من قد يلجأ إليها إما لتصفية خصم أو لأية أسباب أخري … أما الدافع الأخلاقي في عدم تقبلي لها فهو مبدئي لما فيها من تعد سافر علي حرية و أملاك الغير زد أنها وسائل و أساليب عرفت بأنه يلجأ إليها أفراد أو جماعات يعانون نوع من الإختلال وعدم التوزان النفسي و يسعون من خلال الإعتداء علي غيرهم إما لإثبات ذاتهم أولجلب إعتراف, أما علي مستوي المؤسسات أو أرفع فإن هذه الأساليب شهدت تطورا متقدما كمّيا و نوعيّا وصلت إلي حد إستصدار قوانين و تشريعات تحد و تضّيق علي الحريات العامة و الشخصية وهو دليل علي ضعف تلك المؤسسات و عدم قدرتها علي الإقناع و الحجة . كنت أنتظر تعقيبا أو تقييما علميّا أو موضوعّيا للمقال أو للحادثة المذكورة و لكن لم أجدهما في مقال السيد جلال و الذي نشر بموقع تونس نيوز بتاريخ 2جوان 2009 و الذي يبدو و كأنه كان ردا سطحيا خاويا أو تعقيبا مجاني بدون مدلولات علمية معمّقة , كما خاب ظني و سائني أسلوبه و طرحه الغير الائق و المباشر مع التجريح و التشخيص !! , ثق أيها السيد أنني لا أجهل ما أعلمه ولا ما أتقنه و ما كان ذلك إلا في مجال إختصاصي و مهنتي …. ((هذا لكي تطمئن و يهنئ بالك أيها السيد و ترفع معلومة ضافية إلي من تريد ان توصلها !! )). أنتهي
وقفة مع ديوان الشابي – الأخيرة
كتبه عبدالحميد العدّاسي كان يمكنني الاكتفاء بما كتِب في الحلقة الأولى والثانية عن الشابي وديوانه، وكان لذلك الاكتفاء أن يكون مقبولا لدى القرّاء – أحسب – فقد تناولت الوقفتان العديد من المشاهد المعرّفة بالشاعر الفذّ رحمه الله وبأوجه نبوغه وجوانب حياته، غير أنّ أمور أخرى تعلّقت بهذا الشاعر المبدع وبزمانه وبزماننا كذلك أبت عليّ البيان أو على الأقلّ الإشارة إليها عسى أن يهتمّ غيري ممّن يحذقون الصنعة، فيدلون فيها بدلائهم التي لا محالة تسع أضعاف ما يسع دلوي، وقد رأيت صياغتها في رؤوس أقلام تسهيلا عليّ في الحصر وتيسيرا للقارئ الكريم في القطف… 1 ) طبيعة الشعب التونسي: يُعتبر الشعب التونسي شعب مسالم ميّال إلى ذات غير الشوكة إلى درجة وصفه الشابي فيها بأنّه مجرّد طفل لاعب بالتراب، ولكنّه مع ذلك شعب يأبى الظلم ويكره الظلمة، وقد يأتي اليوم الذي يبدي فيه ما جمجم في صدره وأخفى فيصعق الجبابرة ببأس ضعفه حتّى يجبره على الإصغاء إلى لغة العقل والانصياع إلى الحقّ… وتونس الحديثة قد مرّت ببعض الأزمات التي تصدّق حكم الشابي على شعبه الذي حفظ منه « إذا الشعب يوما… ». يقول الشابي منبّها طاغية عصره وكلّ طاغية: هو الحقّ يُغفي ثمّ ينهض ساخـــــطا *** فيهدمُ ما شاد الظلام ويحطِمُ غدا الروع، إن هبّ الضعيف ببأسه *** ستعلم مَن منّا سيجرفه الــدمُ إلى حيث تجني كفُّه بذر أمســـــــــه *** ومزدرِعُ الأوجاعِ لا بدّ يندِمُ ستجرعُ أوصاب الحياةِ، وتنتشــــي *** فتُصغي إلى الحقِّ الذي يتكلّمُ إذا ما سقاك الدهر من كأسه التـــي *** قرارتُها صابٌ مريرٌ وعلقــمُ إذا صُعِق الجبّارُ تحت قيــــــــــوده *** يُصيخ لأوجاع الحياة ويفهــمُ 2 ) المجتمع (أو وسائل المجتمع ) يكشف الديوان وخاصّة من خلال رسائل الشابي إلى أخيه وصديقه الأعزّ – كما يصفه – محمد الحليوي تطوّر وسائل المجتمع المدني يومئذ، حيث كان البريد والمدارس والمؤسّسات الجامعية والبنوك في نموّ أو لنقل في مسايرة لحركة المجتمعات المتطوّرة، كما يبرز الديوان دور المثقّفين – وشاعرنا من رموز الشعلة فيهم – الفاعل الجليل في ترقية المجتمع وحثّه على مغادرة مجالس قعود اعتادت غاثة القول وبذاءة الحديث (*)، وقد استعانوا على ذلك بحركة أدبية منقطعة النظير تدرّبت فيها الكلمة على النبوغ حتّى حازت جمالا يأسر القلوب المولعة بالنضارة وتحاشت السياسة حتّى اجتنبت الوضاعة (**)… وقد كان الشابي مع ذلك حريصا على إيصال صوت البلاد إلى خارجها وإبرازها منافسا كفءا لبلاد كبيرة حوت الكثير من الحراك الأدبي الإبداعي… 3 ) نبوغ الشاعر في النثر كنت قد بدأت أقتنع بالفكرة أو الحقيقة القائلة بتميّز الشاعر في كتاباته النثرية، لمّا تكرّمت بقراءة ما يخطّ شاعرنا الفذّ وأديبنا ومثقّفنا الرّسالي بحري العرفاوي، ذلك الذي إذا قال شعرا تمنّيتَ ألاّ يقول إلاّ شعرا وإذا نطق نثرا تمنّيت ألاّ ينطق إلاّ نثرا، ذاك الذي جمّل كلمته بحبّ الحقّ فاستجابت له الكلمة ترفل في أبهى ما يرضي الأذن ويقنع الفكر… فلمّا قرأت الديوان وما ألحق به من رسائل ترسّخت هذه القناعة حتّى لكدت لا أقتنع بنثرٍ ما قال قائلُه شعرا… وقد اخترت بعض النماذج الخفيفة للتدليل والاعتبار… يقول الشابي مخاطبا صديقه الأعزّ محمّد: [… إنّي لأسألك يا صديقي أن تضرع معي إلى بارئ الحياة ألاّ يفجعنا في هذا الوالد الكريم الذي لا أستطيع أن أصوّر لك عطفه على أبنائه وعطفه على أبناء البشر… ردّد معي يا صديقي دعوات إلى الله وصلّ بقلبك الطاهر مع هذا القلب الكسير إلى ذلك الذي يسمع خفقات الأرواح ووجيب السرائر (الوجيب: الخفقان والاضطراب) لعلّه يلبّي دعواتنا التي نرفعها إليه]، [… فكثيرا ما سمعنا مثل هاته الأنباء الجميلة المستحبّة فاستخفّتنا ولكن ما لعبت بألبابنا خيالاتُها حتّى تكشّفت عن سراب، فإذا الكلّ باطل وإذا الكلّ قبضة من ضباب..]، [… لقد أعجبت وأعجب النّاسخ برسالتك الأولى في « العالم »، إذ أنّها أحاطت بما عرضت له إحاطة لم نعثر على مثلها فيما رأيت، ولا عثر النّاس]، [… ولا إخالك إلاّ لا زلت جاهلا نفسي يا صديقي، ولولا ذلك لما اعتذرت لي تلك الأعذار عن انتقادك كأنّك به إنّما تُقدِمُ على عملٍ منكرٍ]، [… فماذا أكتب إليك؟ وأنا في ساحة تعصف بها الهموم وتنعقد من فوقها الأحزان، وتخرّ عليها أمواج الدموع؛ إن استمعت إلى نفسي لم ألْفَ إلاّ الأسى يبكي أو أصخْتُ إلى قلبي لم أسمع إلاّ النّحيب، أو قلّبتُ طرفي فيما حولي لم أبصر إلاّ ظلمات تتدجّى من فوقها ظلمات…]… وغير هذا كثير وأحسن من هذا كثير، ولولا حور في عين ذوقي لكان نقلي من فقرات أخرى، لعلّ معتصرها يُخرج منها رحيقا يشفي النّفوس العليلة!… غير أنّي كما أسلفت لا أقوم إلاّ بما يحرّض على الغوص في الأعماق التي قصّرتُ في استكشافها، فشمّروا… محاربة الرّداءة كان الشابي محاربا شديدا للرّداءة ويكفي اطلاعك على ما يلي كي تجزم بذلك وربّما تقتنع معي بأنّ محاربتها هي من أبرز العلامات الدالّة على حبّ الوطن وعلى ما يسمّونه اليوم دون إخلاص « الوطنية »، والمحاربة لا بدّ أن تكون متواصلة موصولة حتّى لا تموت الفضيلة بيننا، يقول الشابي: […إنّ تونس ملعونة ولن ينهض الأدب الحيّ فيها بعد اليوم، أكذا قضى القدر العاتب الغشوم أن لا ترفع تونس رأسها يوما من حضيض الموت، أقُدّر لهاته الجيف المنتنة أن تتكلّم وحدها في هذا الفضاء الجميل، إنّ هذا لا يُطاق…..لا تخجل يا صديقي فإنّني لا أداجي وإنّما أصارحك في موقف حاسم، في تكوين الأدب التونسي الحيّ الجدير بالخلود، وفي تحطيم هذه الأصنام الخشبية التي تحتلّ مكانا من الأدب، يجب أن يحتلّه الأحياء الذين يعرفون كيف ينفخون في الشعب روح الحياة، والذين يعرفون كيف يعلّمونه محبّة الحقّ والقوّة والجمال…]…! المجاملة: أختم – إن شاء الله – بالحديث عن المجاملة، وقد عرفنا بتجاربنا المتنوعة المتعدّدة أنّ منها ما يُستحسن ومنها ما يُستقبح ويُبغض، وإن استقبحت باتت المواظبة عليها تهدم الكثير من الصروح… ولقد رأيت أن أورد مقتطفا من خطاب شاعرنا الشابي إلى حِبّه الأعزّ يعاتبه، وفي ذهني مدى الرخاوة التي صارت عليها أنفسنا حتّى أنّها عافت سماع صوت الحقّ أو النصيحة سواء كان ذلك من البعيد أو من القريب!.. يقول الشابي: [… أمثلك يا صديقي يسفّ (يطلب الأمور الدّنيئة) بمواهبه ونبوغه إلى مثل هذه السّخافات والمحقّرات، ويصبح بين ليلة وضحاها شاعرا مدّاحة! وينشر أثره بجريدة « الوزير » بعد أن كان فكرا ساميا وروحا ساحرا كنّا نرجوه لإحياء الأدب الميّت والنّهوض بروح الشعب الفنّية من كبوة طال عليها العهد… إنّني أعتقد في قرارة نفسك تسخر كلّ السخر بما أتيت، لأنّ ما أعرف من أفكارك وآرائك لا ولن يرضى عن هذا الصنيع…]… فالصداقة الوثيقة تعني الصراحة التامّة ومنها التدخّل للإنقاذ إذا ما وقع بعض الانحراف؛ وقد يكون الإنقاذ بوسائل تُحدث بعض الخدوش، فلا باس من تحمّل ذلك طالما القصد هو الإنقاذ وطالما عُلمت سيرة المنقذ بحرصها على الخير!… فلنعتبر من الشابي في هذه، ولنأخذ منه مواقف رجولة ترجمت حقيقة ما كان يعني بما بدأنا به هذه الحلقات: إذا الشّعبُ يوما أراد الحيــاةَ *** فلا بدّ أن يستجيب القدرْ ولا بدّ للّيل أن ينجلِـــــــــــي *** ولا بدّ للقيد أن ينكســــرْ ومن لم يعانقْه شوقُ الحيـــاةِ *** تبخّر في جوّها، واندثـرْ وفّقكم الله لما فيه الرّضا والخير…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): صار من « مثقّفي » تونس اليوم من يشيع غاثة القول وبذاءة الحديث وحتّى الكفر والكذب على الله عزّ وجلّ!… (**): يسمّي الشابي رحمه الله الأدب الذي طغت عليه السياسة بالأدب الوضيع!…
التونسيون يستهلكون الخمر بمعدل 13 لترا سنويا للفرد الواحد
تونس – خدمة قدس برس كشفت إحدى الشركات المصنعة للخمور في تونس أنّها زوّدت السوق المحلية بنحو 117 مليون لتر من النبيذ خلال العام الماضي. وذكرت أرقام صرّح بها أمس الخميس (4/ 6) أنّ استهلاك النبيذ في البلاد زاد بحوالي 7 في المائة. ويوجد في تونس مصنّعان للخمور بدأ نشاط أحدهما العام الماضي. وحسب الإحصائيات فإنّ معدّل استهلاك كل تونسي 13,7 لترا من النبيذ سنويا إذا تم احتساب حجم معاملات كلتي الشركتين مقارنة بعدد السكان المقدر بنحو عشرة ملايين و300 ألف ساكن. وقال مسؤولون بشركة الخمور المركزية إنّهم ينوون دخول السوق الإيطالية ويتمنّون أن يأتي اليوم الذي يباح فيه بيع الخمر في الجماهيرية العربية الليبية التي يكتفى فيها الآن بترويج النبيذ بدون كحول، والمصنّع أيضا في تونس. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 4 جوان 2009)
«الراب» في تونس… يطرح قضايا المجتمع وهموم شبابه
تونس – صالح سويسي موسيقى الراب حديثة العهد في تونس، ولو أنّ البعض يعيد انطلاقتها إلى أواخر الثمانينات من القرن العشرين. ونشط هذا اللون الموسيقي في شكل لافت خلال السنوات الأخيرة مع مجموعات شبابية تسعى الى تكريس توجه موسيقيّ خاص بها تستمده من الموسيقى التي ازدهرت في الغرب. ولم تحد أغنيات الراب في تونس عن التوجه الأصلي في الغرب حيث أنها تحاكي مشاكل الشباب وهمومه وتطلعاته وأحلامه وتقدم ما يختلج في صدور تلك الفئة في العالم العربي. ومع تعدد المجموعات الموسيقية التي تقدم أغاني الراب في تونس، استطاع بعضها فقط الاستمرار والصمود أمام تجاهل المؤسسة الثقافية الرسميّة. من هذه المجموعات فرقة «ماسكوت» التي أطلقت ألبومها الثالث منذ أيّام حاملاً عنواناً مستفزّاً «مونتاليتي حوم» أي عقلية الأحياء الشعبية. وحول الألبوم الجديد يقول وجدي الطرابلسي مؤسس الفرقة انّه «ألبوم استثنائي جاء بعد معاناة كبيرة وكذلك بعد نجاح الألبومين الأولين اللذين حققا مبيعات فاجأت حتّى شركة الإنتاج ذاتها…، حاولنا أن يكون الألبوم أقرب ما يكون من الشباب التونسي والعربي عموماً من خلال المواضيع التي تطرقنا إليها والتي تؤرق الشارع العربي عموماً…». ومن أغاني الألبوم أغنية تحمل عنوان «راني راحل» وتطرح قضية «الحرقان» أي الهجرة غير الشرعية التي تؤرق بعض المجتمعات العربية وتخلّف المآسي كل يوم وكتبت الأغنية انطلاقاً من قصة حقيقية يرويها أبطالها بعد غرق منقذهم ووصولهم إلى الضفة الأخرى من المتوسط. تحمل الأغنية أحاسيس ومشاعر نبيلة، حيث تصور ثلاث وجهات نظر مختلفة تجاه هذه المشكلة الكبرى وهي تجربة الفاشل في الوصول إلى تحقيق هدفه والنادم على الهجرة ومآسيها والثالث وهو المصر على معاودة الكرة ومحاولة المرور إلى ضفة الحلم. «شيزوفرينيا» أغنية أخرى من الألبوم تقدم الوجه الآخر للمجتمع العربي بكل تناقضاته وسلبياته وأغنية «ضحية مجتمع» التي تطرح نظرة المجتمع السلبية للانسان اللقيط…». الألبوم الجديد لفرقة «ماسكوت» أكد إصرارها على مواصلة الطريق خصوصاً أنّ مؤسس المجموعة وعبر مبادرات وجهود فردية وإمكانات محدودة يناضل ويتحدى ورفاقه لتكريس أغنية بديلة، تطرح المشاكل والقضايا التي يعاني منها الشباب. ويرى الطرابلسي أنّ الوقت لم يعد وقت أغاني الحب واللوعة والشوق ولكنه زمن الأغنية التي تفتح الجرح، وتساهم في إيجاد العلاج له، من خلال الكلمة البسيطة القريبة من المتلقّي والخالية من كل تعقيد مع المحافظة على الإيقاع والوزن مع موسيقى تمزج بين الموسيقى العربية الأصيلة وموسيقات عالمية متنوعة. هذا لا يعني أنّ «ماسكوت» ضد الأغاني العاطفية بل على العكس يؤكد الطرابلسي أنهم سيقدمون أغاني عاطفية في ألبوماتهم المقبلة ولكن بطريقتهم وأسلوبهم ورؤيتهم. ومن أغاني الألبوم أيضاً أغنية «بنات اليوم» التي تذكّر بأن المرأة العربية قيمة ثابتة في تربية الأجيال وتنشئة المجتمع السليم. وتشخص أغنية «أنتي ميديا» أي ضد الإعلام معاناة المجموعة مع الإعلام الذي رفض ما تقدمه في البداية بدعوى أنه غريب عن موسيقانا العربية وليس فيه من ثقافتنا ما يقربه من المستمع، إلاّ أن «ماسكوت» أثبتت العكس وقدمت موسيقى راب بروح عربية اقتربت في شكل غير عادي للمتلقي خصوصاً الشباب الذي وجد في ما تقدمه المجموعة خير تعبير عن حاله وهـــمومه ومشــاغله وطموحاته وأحلامه بلغة بسيطة واضحة لا تعقيد فيها. وتقدم «ماسكوت» عرضين في باريس يومي 6 و8 من الشهر الجاري لتعود إلى تونس في جولة تشمل غالبية المحافظات لتقديم عروض في الهواء الطلق بالتعاون مع جمعية تهتم بالأطفال اليتامى، كما سيكون لها الكثير من العروض في المهرجانات الصيفية التونسية. وتصور «ماسكوت» قريباً ثاني فيديو كليب لها بعد أغنية «صحراوي» التي صورت في عمق الصحراء التونسية في ديكور الفيلم العالمي «حرب النجوم»، اضافة الى عدد من المشاريع الغنائية مع فنانين تونسيين وعرب. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 جوان 2009)
أكثر من 3 ملايين سائح مغاربي
تفيد الارقام الخاصة بتوافد السياح المغاربيين على تونس على امتداد السنة أن عددهم يفوق 3 ملايين سائح، وأن النسبة الهامة منهم يفدون أثناء الصيف. كما أن الأشقاء الجزائريين يأتون في المقدمة من حيث عددهم، ويليهم في ذلك الليبيون. لكن الثابت أن قطاع السياحة التونسي لا يستفيد كثيرا من السياح المغاربيين، على اعتبار أن النسبة الكبرى منهم يخيرون كراء محلات للإقامة بها، بدل التوجه إلى النزل. فهل أن كراءهم للمحلات الخاصة يمثل خرقا للقانون من قبل من يسوغوا لهم هذه المحلات؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 جوان 2009)
120 دولة تدرس في تونس معاهدة للموارد النباتية الوراثية
تونس – «الحياة» يَجني مزارعو البلدان الفقيرة للمرة الأولى، ثمار معاهدةٍ دولية مُلزمة لصَون أصنافٍٍ محصولية وإكثارها يمكن أن تُشكل عماداً للأمن الغذائي الدولي في العقود المقبلة. فمن خلال برنامج للتشارُك في الفوائد، يُعلن عن تنفيذه في إطار المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، ينتظر أن تتدفق تبرّعات من حكومات كثيرة تدعم خمسة مشروعات من هذا النموذج لمصلحة مُزارعي الُبلدان الفقيرة. وفي اجتماع يعقِده الجهاز التنفيذي للمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية في مجال الأغذية والزراعة، في مدينة تونس بين الأول من حزيران (يونيو) الجاري والخامس منه، ُيزاح السِتار عن هذه البرامج التي تشكِّل حصيلةً لنحو 300 طلب قدمتها منظمات المُزارعين وهيئات البحوث والمُزارعون أنفسهم لهذا الغرض عبر بلدان في قارات أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وتُرسي هذه البرامج أول سابقةٍ لتحويل الفوائد المالية، بموجب المعاهدة التي وقِّعت أولاً عام 2004، لإنشاء رصيدٍ عالمي مشترك يشمل ما يتجاوز مليون عيّنة من الموارد الوراثية النباتية المكوِّنة لنحو 64 محصولاً غذائياً رئيساً في العالم اليوم. ونقل موقع «فاو» الإلكتروني، أن المعاهدة الدولية تُنص على أن تطوير أي مُنتج تجاريّ من هذا الرصيد الوراثي وتسجيله ببراءةٍ جديدة، شرط تسديد 1.1 في المئة من قيمة مبيعاته إلى صندوق التشارُك في الفوائد. وتَرِد الدُفعة الأولى من التبرُّعات لمشروعات التشارُك في الفوائد المالية إلى رصيد المعاهدة، بقيمة 250 ألف دولار كتبرّعاتٍ من النرويج وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا لتوفير رأس مالٍ تأسيسي لخطّة التشارُك في الفوائد بموجب المعاهدة. نموٌ بطيء وقد يستغرق النمو النباتي عشر سنوات أو أكثر لتسجيل مُنتَجٍ واحد مُستَجَد، ما دفع الحكومات المعنيّة، إلى دعم خطّة مشروعات التشارُك في الفوائد المالية لغرض توفير دعمٍ مالي. وفي النرويج ُأعلِن عن تحصيل ضريبة صغيرة على بيع البذور في السوق المحلية لتمويل هذه التبرّعات. على أن المشروعات المستهدَفة المُختارة للتمويل لا بد من أن تؤمن معايير لدعم المُزارعين الفقراء، الذين يصونون أصنافاًٍ مختلفة من البذور من شأنها أن تساعِد على الحدّ من الجوع على الصعيد الدولي. وتعتمد البُلدان كافة على رصيد التنوّع الوراثي النباتي للمحاصيل من بلدانٍ ومناطق أخرى، إذ ما من بلدٍ يؤمن اكتفاءً ذاتياً من تلك الموارد. لذا تبرُز أهمية التعاون الدولي والتبادل الحرّ للموارد الوراثية كركنٍ ضروري للأمن الغذائي. ويُستخدَم حالياً نحو 150 محصولاً، كأساسٍ لتلبية الاحتياجات الغذائية لمعظم سكان الأرض، ويوفِّر أقل من 12 محصولاً منها نحو 80 في المئة من الطاقة الغذائية المُستَمدة من النباتات، من ضِمنها أربعة محاصيل فقط هي الرز والقمح والذرة الصفراء والبطاطس وتؤمن نحو 60 في المئة من مجموع احتياجات الطاقة الغذائية. غير أن أصنافاً نباتية جديدة، غير مستغلّة تتواجد في أصعب المناطق الجغرافية في البلدان الفقيرة، دَرَج المزارعون المحليّون على زرعها بأساليبٍ تقليدية ولم تُسوّق قَط تجارياً. ويحوم القلق حول إمكان فقدان مثل هذه الأصناف المحصوليّة التي نجحت في تطوير مُقاومة ذاتية لحرارة الصيف وبرودة الشتاء ولفترات الجفاف المطوّلة. ويدرس المندوبون إلى اجتماع تونس، الاتفاق على سُبُل الإسراع بوتيرة التشارُك في الفوائد المترتّبة على جوانب المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية. وقد يتضمن نداءً يُوجّهه الجهاز التنفيذي للمعاهدة إلى الحكومات والأطراف المتبرِّعة لتعبئة 116 مليون دولار بهدف تدعيم أنشطة المعاهدة في العمل على مساعدة البُلدان النامية للنهوض بزراعة المحاصيل. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 جوان 2009)
القاتل طليق الضحية قتل معلّمة داخل مدرسة العلى الإبتدائية بسجنان
السبيل أونلاين – تونس – خاص قام أحد المواطنين بقتل مطلقته في باحة إحدى مدارس ولاية بنزرت بأقصى الشمال التونسي بواسطة سلاح ناري يستخدم عادة في الصيد البري ، وذلك خلال مزاولة الضحية لعملها . وجدت حادثة القتل بمدرسة العلي الابتدائية بمعتمدية سجنان ، وكانت ضحيتها المعلمة نجوى المشرقي ، التى تلقت حسب مصادر السبيل أونلاين طلقات نارية قاتلة من مطلقها أودت بحياتها . ولم تكشف المصادر الأسباب الحقيقية التى تقف وراء حادثة القتل ، وأكدت أن المنطقة التى جد فيها الحادث منطقة ريفية نائية نسبيا . ووصفت « النقابة الاساسية للتعليم الاساسي » ، ببنزرت الجنوبية الحادث بأنه « إعتداء غاشم » تعرضت له الزميلة المربية نجوى المشرقي المعلمة على يد مطلقها و الذي اودى بحياتها اثناء ممارسة رسالتها و امام تلاميذها » ، وفق النقابة . وعبّرت النقابة في بيان حصل عليه السبيل أونلاين من مصادره الخاصة ، عن استيائها و استنكارها لما قالت أنه : »تصرف مشين يمس من كرامة المعلمين و من كرامة وزارة التربية و التكوين و من جميع موظفيها ككل حيث ان هذا الحادث المؤلم قد وقع داخل مدرسة » ، واشارت إلى المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها المربي اثناء القيام بواجبه التربوي . ودعت الادارة الجهوية للتربية و التكوين ببنزرت الى « اتخاذ جميع التدابير اللازمة لصون حياة المربي من مثل هذه الاعتداءات و من غيرها و ذلك بتدعيم حراسة المؤسسات التربوية كافة و خاصة منها المدارس الريفية النائية من كل العناصر الاجنبية مهما كانت حيث ان جلها غير محمي بسور » ، كما دعتهاالى « الوقوف بحزم و جدية ضد كل ما من شانه ان يمس بالمربي داخل المدرسة » ، حسب تعبير النقابة . وتقدمت النقابة لاسرة الفقيدة و لكامل الاسرة التربوية بأحر التعازي . (المصدر السبيل أونلاين ، بتاريخ 05 جوان 2009)
موريتانيا نموذجا – المرة الثانية
الجمعة 5 حزيران (يونيو) 2009
منصف المرزوقي
عندما أجهض الانقلاب العسكري الأخير التجربة الديمقراطية الواعدة في موريتانيا تعالت أصوات الشماتة في الذين « تسرعوا » – ومنهم كاتب هذه السطور- للتعبير عن إعجابهم بالكيفية السلمية والحضارية التي صفّي بها النظام العسكري الاستبدادي لولد الطايع، والنضج المدهش الذي أظهره الشعب الموريتاني في إدارة أول انتخابات حرة وشفافة. الأخطر تشمتهم في الموريتانيين والعرب وكأنهم استبطنوا حقيقة ربانية أن الطلاق بين العرب والديمقراطية حصل بالثلاث يوم سوى الله خلقه ونذر بني يعرب لأنظمة الفساد والتزييف والقمع إلى يوم البعث. منهم من أضافوا أن هؤلاء الأعراب العائشين على تخوم فضاء الأمة شاذة تحصى ولا يقاس عليها فهم مجرّد شعب هامشي لا وزن يذكر له كما وصفهم أحد الثرثارين المهنيين. أما أصحاب الفكر العميق الذين لا تخدعهم المظاهر ولا يستسلمون للسذاجة السياسية ، فقد فسروا لنا أن الموريتانيين تلقوا ديمقراطية لم يستأهلوها وكان من الطبيعي أن تنزع عنهم بسهولة لأنهم أبعد من توفير شروطها الموضوعية التي يعرفونها هم لأنهم درسوها في كليات العلوم السياسية. تأتي الأحداث الأخيرة لتجعلنا بدورنا نتشمت في من تشمتوا في الموريتانيين ، خاصة الدرس الموريتاني متواصل بل يمكن القول أنه تعمق وتطور بعد النكسة الأخيرة ، وقد يقال يوما فيها » وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ». حتى ولو لم يعد الرئيس الشرعي والرجل الشجاع سيدي ولد الشيخ عبد الله إلى القصر الرئاسي ،فإنه من الثابت اليوم أن الشعب الموريتاني لم يركع طيلة العشرة شهور الأخيرة….أنه هو الذي سيقرر من يحكمه في انتخابات لن تكون تاسعة وتسعينية …أن كل الأطراف ستتسابق لتأخذ منه لا من طابور دبابات شرعية الحكم … أن الرجل الذي تصور أنه سيحكمه من علياء دبابته سيضطر للنزول للشارع يغازل من تصور أنه سيملكه بالقوة… أن الانقلاب فشل …أن المعارضة حققت نصرا عظيما بفرض حكومة وفاقية …أخيرا لا آخرا أن الموريتانيين استحقوا ديمقراطيتهم لأنهم ناضلوا من أجلها وفرضوها . والآن العناوين الكبرى للدرس الثاني للشعب الصغير الكبير. أن الزمن تطور وأنه يمكن إفشال مشروع ضابط يركب دبابة صبيحة يوم أسود ليلغي إرادة الشعب…حتى في بلد عربي. أن القوة الوحيدة القادرة على كسر شوكة الدكتاتورية هي تنظم للمعارضة بكل طيفها العقائدي ،لا على الطلبات الدنيا مثل تسوّل بعض الإصلاحات أو الاقتناع بجميل الوعود ، وإنما على رفض المساومة في سيادة الشعب تحت أي ذريعة تتقدم بها أطراف انتهازية أو جبانة تحت الحجج الكاذبة للاعتدال والمصالحة. إن الاعتدال فضيلة الفضائل عندما يتعلق الأمر بالتنازل من موقع القوة في الكبرياء والجزئيات والآجال، لكنه رذيلة الرذائل عندما يتعلّق الأمر بالتنازل من موقع الضعف في الكرامة والثوابت والمبادئ والحقوق غير قابلة للتصرف. إن لحظة النزال المصيرية مع الدكتاتورية أيامها الأولى قبل استقرارها ومسكها لكل الأوراق . أن العمل الجماعي لمعارضة موحدة فعّال إذا استطاعت أن تحرك داخليا الاحتجاج السلمي وأن تؤلب الخارج ضد تقنيات في الاستيلاء على السلطة أصبحت مرفوضة عالميا. دروس بليغة للذين ينتظرون خلاصهم من منقذ من داخل النظام الفاسد … للذين يتصورون أنهم بقدر ما تنازلوا للدكتاتورية بقدر ما سترضى بهم …للذين لم يفهموا الطبيعة « الكلبية » للدكتاتور وأنه بقدر ما يشتمّ الخوف والضعف ممن يواجهونه، بقدر ما يستشرس، لا يتراجع على العكس إلا أمام من يرمونه بالحجر ويواجهونه بالحزم والعزم … للذين يتحركون في إطار اللعبة المغشوشة التي تحددها لهم الأجهزة القمعية مع الأنين والشكوى من تجاوزاتها . نعم يا لها من دروس بليغة، فهل من متعلّم ؟ ****
(المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 5 جوان 2009)
السفير السابق أحمد ونيس لـ « الصباح »: هناك قوى مُعادية لأوباما مستعدة لتفجير المشهد في كل حين وقد لا تتردد في تصفيته
تونس – الصباح : قال الديبلوماسي والسفير السابق احمد ونيس ان كل تغيير يستوجب نصيبا من المواصلة والاستمرارية وان الادارة الامريكية الراهنة لا تزال حتى الان في مرحلة المواصلة المنطقية للميراث المشؤوم للرئيس السابق جورج بوش وتوقع احمد ونيس ان تتغلب ارادة التغيير على الخيارات الاستراتيجية للادارة الجديدة رغم احتمالات ظهور قوى معادية لاوباما على استعداد لتفجير المشهد في كل حين وربما لا تتردد في تصفيته وفيما يلي نص الحديث. ** كيف يمكن تفسير الاهتمام الواسع الذي سبق خطاب الرئيس اوباما في القاهرة وما الذي يمكن لخطاب الرئيس الامريكي تغييره اليوم؟ ــ اولا لا بد من الاشارة الى ان الساحة العالمية متازمة على اكثر من جبهة ومفهوم ان قلب الازمة هو المشرق العربي والعالم الاسلامي خاصة ان الولايات المتحدة فتحت واجهتين في العالم الاسلامي وهو الاكثر تهديدا من أي مكان اخر في العالم ولذلك فان الازمة العالمية وبكل المقاييس تملي هذا التجديد في الخيار الامريكي سيكون حتمي تماما كبقية الخيارات ازاء الدول الاخرى سواء اسلامية او غير اسلامية والخيار الامريكي سيكون استراتيجيا لسببين: اولهما ان للسياسة التي توختها ادارة بوش طوال السنوات الثمانية الماضية وصلت الى طريق مسدود ولذا ومهما كانت الوعود والقرارات الجزئية التي اتخذتها الادارة الجديدة ننتظر خيارات اهم باتجاه استراتيجي او سع للتخلص من الازمة التي خلفتها ادارة بوش ومن هنا تاتي الاهمية الدرامية المعلنة بخطاب اوباما . الامر الثاني الذي يمكن التوقف عنده يرتبط بالمناخ الذي سبق الخطاب والذي يبين ان سياسة اوباما جاءت في مناخ دولي يستحيل معه التواصل باعتباره يسير عكس المنطق وعكس السياسة الاخلاقية وهذا امر مهم جدا ولا يمكن لاي خليفة لبوش ان يستمر على نفس سياسته الكارثية . ** اين يكمن عنصر الاختلاف بين توجهات وسياسات اوباما وسلفه بوش اذن؟ ــ الفرق بين الرجلين ان اوباما له تصور اعمق للكرامة الانسانية ولمنزلة الولايات المتحدة في عالم اليوم وتصور جورج بوش لمنزلة امريكا مختلف تماما ولايرتقي الى تصور اوباما لمنزلة مريكا ولوطنه ولقدرة بلده في الساحة العالمية ولمقاييس القوى اوباما ادرك ان امريكا لا تقدر على مواجهة كل شيء مهما كانت قوتها ونفوذها كما ان ادراكه لتصرف القوة مختلف ايضا وهو يعرف ان المصلحة الامريكية لا تنفذ بالقوة وان مفهومه لكرامة الانسان مهما كان لونه وانتمائه اعمق وارقى فلسفيا واخلاقيا وهذا هو الفرق العميق بينهما ولكن يبقى ايضا ان التصرفات الجزئية الصادرة حتى الان عن اوباما ليست هي العنصر الاستراتيجي وكل ما صدر حتى الان يبقى قابل للتراجع او الانقلاب ما لايمكن ان ينقلب لديه هو التصور الاستراتيجي لمنزلة وطنه والادارك الفلسفي الذي يقوده لفلسفة الانسان. ** وماذا عن قضية السلام في الشرق الاوسط والوعود المسجلة حتى الان من جانب اوباما؟ ــ لا مجال هنا للمراهنة على هذا الامر اوباما ليس وحده صانع القرار هناك قوى معادية له بحكم الخيار الاستراتيجي للتصور الذي سيعلن عنه وهو بالتاكيد سيختار استراتيجيا مغايرة لاستراتيجية بوش ستضايق مصالح اسرائيل القوية وبمجرد اطلاق هذا الخيار ستتفجر قوات في الساحة المشرقية والشبكة اليهودية العريضة بقدراتها المالية والتخريبية الكبرى التي بامكانها مضايقة اوباما داخليا ثم علينا الا ننسى الوكالات الاستخبارية الخفية وشبكات التجسس التي تملك قدرات رهيبة على العمل في الخفاء واشعال فتيل الساحة الامريكية والتسبب في اثارة ازمات جديدة وربما تصل الى حد محاولة تصفية اوباما نفسه وبالتالي لا مجال اذن لمراهنات كبيرة على الساحة وهي قابلة لتفاعلات قوى قديمة واخرى جديدة وهذا من شانه ان يؤثر حتما على الساحة الامريكية ومن هنا فان اوباما لن ياتي الى المنطقة حاملا عصا سحرية لكل اوجاعها يمكن ان نتوسم تاييدا اوروبيا وتعزيزا للخيار الامريكي كيفما كان وستتصدى للقوات العكسية لكل ذا ولكنها لن تتغلب عليها كليا. ** وما الذي يمكن توقعه بشان العراق وافغانستان بعد سنوات طويلة من حرب لم تنجح الادارة الامريكية حتى الان في كسبها؟ ــ كل تحول يستوجب نصيبا من المواصلة ونصيب من التغيير بالنسبة لاوباما مازال في اطار المواصلة المنطقية للميراث المشؤوم الذي خلفه بوش وهذا ما كان واضح خلال الاشهر الخمس الاخيرة نصيب الاتصال اذن واضح للعيان ولكن قوات التغيير وارادة التغيير التي صدرت ايضا من الادارة الامريكية الجديدة واضحة وهي التي ستتغير قريبا مهما كانت اتجاهات خطاب القاهرة قرار الانسحاب من العراق قائم والقرار الديبلوماسي والقانوني في توقيف المستعمرات الاسرائيلية هذا ايضا واضح ولكن من حيث التنفيذ فان هذا ما قد يخضع للتعديلات واضح ان ادارة اوباما تتجه الى توقيف المستعمرات الاسرائيلية وهذا موقف سياسي وقانوني مهم وما صدر حتى الان يتجه الى تحويل المشهد السائد ولذلك يجب الا تغيب علينا عناصر التواصل والامتداد في انتظار ان تغلب عناصر التغيير. ** ولكن اليس في التراجع الحاصل في مواقف الرئيس اوباما سواء بشان افغانستان او المحاكم العسكرية او كذلك التزام بنشر صور الانتهاكات في ابوغريب ما يثير الشكوك بشان ارادة الرئيس اوباما ونواياه ورغبته في التغيير؟ ــ لا اعتقد ذلك ولا اتوقع تراجعا سياسة التغيير والتصويب ستتغلب وهذا هو الاهم، اسلوب اوباما ورجالاته بما في ذلك نائبه ووزيرة خارجيته ونوابه الذين زاروا منطقة الشرق الاوسط وابدوا احتراما شديدا للحكومات القائمة في العربي والاسلامي بما في ذلك ايران وفي اعتقادي ان استضافة واشنطن وفدا ايرانيا لحضور فعاليات العيد الوطني الامريكي في الرابع من جويلية القادم خطوة هامة تعكس اسلوب امريكي يشخص وحدة سياسية واستراتيجية متكاملة ستنفذ خطوة خطوة ولهجته مع ناتنياهو وباراك في واشنطن كانت مختلفة والتصريحات التي جاءت على لسان وزيرة الخارجية كانت بمثابة الانذار بعد تلك المحاولات من جانب ناتنياهو تغيير وتزييف مواقف الرئيس اوباما بعد مغادرة واشنطن وقد حرصت كلينتون على توضيح ذلك والاعلان لاحقا بان ما قاله الرئيس اوباما لم يكن كذلك بل ان موقفه مؤيد لوقف المستوطنات والمستعمرات كاملة بكل اشكالها .النقطة الاخيرة المتعلقة بخطاب اوباما انه كتب منذ اسابيع طويلة ما فيه من مواقف بدا بالفعل تنفيذها قبل خطاب القاهرة ولا اتوقع تراجعا من صاحب القرار الا ان ما يمكن ان يحدث ان الساحة قد ت تملي عليه مراجعة التنفيذ لقراراته هذا امر وارد وممكن حيث يمكن ان تظهر قوات عكسية بحكم ردة فعل اللوبيات التي قد تصدر قوات عكسية تضايق السياسة الامريكية وهذا الامر يمكن ان يكون له تاثيره ولكن لن يكون بارادة واشنطن. اجرت الحديث: اسيا العتروس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 جوان 2009)
خطاب اوباما للعالم الاسلامي يثير تفاؤلا حذرا في تونس
تونس (رويترز) – ساد تفاؤل مشوب بالحذر اوساط المثقفين والشارع في تونس عقب الخطاب الذي وجهه الرئيس الامريكي بارك اوباما يوم الخميس الى العالم الاسلامي والعربي ودعا فيه لبداية جديدة بين أمريكا والمسلمين. وقال اوباما في خطاب من جامعة القاهرة « لقد جئت هنا ساعيا الى بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في انحاء العالم بداية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. » وأضاف ان أمريكا والاسلام ليسا حكرا على أحد « ولا يوجد ما يستوجب المنافسة بين أمريكا والاسلام. » ولم يخف عدد من المثقفين تفاؤلهم بما جاء في خطاب اوباما لكن بعضا اخر حذر من مغبة السقوط في فخ الكلام المنمق. وقال رشيد خشانة وهو قيادي بالحزب الديمقراطي التقدمي لرويترز ورئيس تحرير صحيفة الموقف » لي وجهة نظر متفائلة لكنها حذرة فالخطاب كان مزودج اذ احتوى على عدة جوانب ايجابية وغير معتادة لكنه كان منقوصا وغامضا في جزئه المهم ». وفسر خشانة رأيه قائلا « انه خطاب ايجابي للغاية من ناحية انه اكثر الخطابات صراحة ووضوحا لرؤساء امريكا وهو خطاب لم نتعود على صراحته ولكنه في جزئه المهم غامض جدا حيث بدا اوباما مهتما بالجانب الانساني للقضية الفلسطينية أكثر من الجانب السياسي. » واضاف « هو غض الطرف عن الاقرار بحق فلسطين في دولة عاصمتها القدس … وفي المقابل يبدو ان وضع يده على الامراض الحقيقية التي تنخر الشرق الاوسط ». وتوقع النوري اللجمي وهو استاذ بكلية الصحافة بتونس « صدق في الافعال من قبل اوباما ». وقال اللجمي لرويترز » اعتقد انه سيكون في مستوى وعوده وسينفذ التزاماته لو ترك ليعمل دون ضغوطات اللوبي اليهودي ولو واصل الرئاسة لفترة نيابية ثانية حتى يسعفه الوقت لتحقيق كل هذه الوعود. » واعتبر انه من الواضح ان هناك تغييرا واضحا جذريا على مستوى التفكير والتعامل وعلى مستوى الخطاب ايضا لدى ادارة اوباما مما يجعل المؤشرات قوية جدا لعلاقات جديدة بين امريكا والعالم الاسلامي. ونال أوباما شعبية في العالمين العربي والاسلامي لما بدا أنه انقلاب من جانبه على السياسة الخارجية لسلفه جورج بوش الذي كانت شعبيته متدنية للغاية في العالم الاسلامي بسبب قيامه بغزو أفغانستان والعراق. لكن شريحة غير قليلة في تونس عبرت عن املها في ان يكون خطاب اوباما متبوعا بالفعل وان يقدم مبادرات فعلية تخرج العلاقات بين المسلمين والغرب من النفق الذي تتخبط فيه منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. وسعى الرئيس الامريكي يوم الخميس الى « بداية جديدة » بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي لكنه لم يتقدم بمبادرة جديدة لانهاء الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وطالب الفلسطينيين « بنبذ العنف » وحثهم على الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. كما قال ان « الولايات المتحدة لا تعترف بشرعية استمرار (بناء) المستوطنات الاسرائيلية. ويقول زيد بلحاج وهو صاحب متجر بالعاصمة انه لايرى اي جدوى من خطاب اوباما ودعواته ووصف ذلك بأنه « حبات منومة » ستغرق العرب والمسلمين في سباتهم. واضاف « حتى استشهاده بالقران يبدو انه أقرب للاستعراض منه لفهم القران لكن انا متأكد ان العرب سيفتخرون بهذا الانجاز وسيتباهون به وقد يحولون اوباما الى رمز وبطل في اعينهم ». وقال « شيء واحد يرد للعرب والمسلمين اعتبارهم هو استعادة القدس وباقي الاراضي المحتلة من قبل اسرائيل. » واعتبر الصحفي سفيان الشورابي ان اوباما لم يطرح صيغا عملية ومقبولة قادرة على حل يزيل الخلافات القائمة ودعاه للضغط على اسرائيل لدفعها نحو احترام القرارات الدولية وعدم مساندة الانظمة الاستبدادية الفاقدة لمشروعية شعبية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 جوان 2009)
محمد ظريف: أخشى أن يكون هدف أوباما تحسين صورة أمريكا عند العرب
الرباط ـ خدمة قدس برس دعا كاتب وأكاديمي مغربي إلى التعامل مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة وحديثه عن البدايات الجديدة في العلاقات العربية والإسلامية مع أمريكا بشيء من النسبية، وأكد أن معيار التحول في هذه العلاقات هو الموقف من المطالب العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأكد الكاتب والباحث المغربي الدكتور محمد ظريف في تصريحات خاصة لـ « قدس برس » أن مبعث الدعوة إلى التعاطي مع زيارة أوباما بنسبية هو أن السياسات الأمريكية لا يصنعها أشخاص بل مؤسسات، وقال: « ينبغي التعامل مع زيارة أوباما إلى السعودية ومصر وخطابه إلى العالم الإسلامي بشيء من النسبية، فنحن نعرف بأن تاريخ العلاقات الأمريكية ـ العربية تاريخ من التذبذبات، فالادارات الأمريكية المتعاقبة لم تحقق الشيء الكثير خصوصا للقضية الفلسطينية، لا سيما وأننا نعرف أن الرأي العام العربي يعتبر أمريكا هي الداعم الأساسي لإسرائيل ومن الصعب عليه أن يقتنع بتغيير مفاجئ بين عشية وضحاها، ذلك أن السياسات الأمريكية لا يصنعها أشخاص بل مؤسسات ». وأعرب ظريف عن خشيته من أن تكون زيارة أوباما إلى السعودية ومصر جزءا من سياسات داخلية أمريكية خاصة بتحسين صورتها في العالمين العربي والإسلامية وتوظيف العرب في مواجهة إيران، وقال: « في المرحلة الحالية أمريكا ترغب في تحسين العلاقات مع العرب والمسلمين، خصوصا أن أوباما يأتي بعد ثمانية أعوام من حكم المحافظين الجدد، وما يقال عن أوباما يندرج ضمن هذا السياق، فهذه زيارة تأتي تعبيرا عن الرغبة في تحسين العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي، ولا ننسى أنها تأتي بعد زيارته لتركيا، التي أعتقد أن هدفها كان إحداث نوع من التوازن في الشرق الأوسط، ودعم الإسلام السني الذي يحكم تركيا ضد إيران، واليوم الكل يتحدث عن حل للقضية الفلسطينية، أنا أخشى أن تكون هذه الرغبة الأمريكية في تحسين العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي محكومة بإكراهات التدبير السيء لإدارة بوش، وأعتقد أن هناك مؤسسة في أمريكا هي التي تصنع الشخص، وهناك ثوابت في السياسة الأمريكية لم تتغير، لا أقول منذ 1948، وإنما منذ 1967، لا ننسى بأن هناك عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن جوبهت بالفيتو الأمريكي، لذلك نتمنى أن تكون بداية حقيقية لا أن تكون هذه الخطوة في إطار حسابات سياسية أمريكية داخلية لاستعادة ثقة العالم العربي وربما توظيفه في الصراع ضد إيران »، على حد تعبيره. وأشار ظريف إلى أن شعار « دمقرطة » العالم العربي ودعم الحريات فيه، لم يعد مناسبا في الحديث عن العلاقات العربية ـ الأمريكية، وأكد أن ما يحكم العلاقات هو المصالح أولا، وقال: « المسألة تجاوزت ما يقال عن رغبة أمريكية في الضغط على الأنظمة العربية من أجل تعزيز الممارسات الديمقراطية، أمريكا أصبحت تدرك أن العالم العربي يعيش مشاكل ثقافية، والغرب عامة يرجع مسألة غياب الديمقراطية إلى الدين الإسلامي ويشيرون إلى ذلك في حواراتهم الداخلية لكنهم لا يعبرون عن ذلك عندما يتوجهون بالخطاب إلى العالم الإسلامي، فهم يعتبرون أن الإسلام كمنظومة ثقافية تحول دون تكريس الديمقراطية، لذلك فإن ما يبحث عنه الغرب ومنه أمريكا هو ضمان مصالحه، ويمكن أن ندرك ذلك من خلال النموذج الليبي، فعندما ضمنت أمريكا مصالحها في ليبيا غيرت سياساتها تجاه النظام الليبي على الرغم من أنه لا أحد يتحدث عن تحول ديمقراطي في ليبيا، ومن هنا فأمريكا خاصة والغرب عامة يبحث عن مصالحه، وهو مستعد للتعامل من خلالها مع أي قوى سياسية سواء كانت إسلامية أو يسارية أو ليبرالية »، كما قال. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 4 جوان 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 627 على موقع تونس نيوز
بقلـم :محمـد العروسي الهانـي مناضل دستوري – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
يوم 3 جوان سيبقى يوما خالدا في وجداننا
في مثل هذا اليوم تم إمضاء وثيقة الاستقلال الداخلي من طرف رئيس الحكومة التونسية السيد الطاهر بن عمار وممثل الحكومة الفرنسية بعد مخاضا طويلا وعسيرا ومفاوضات طويلة ومارطونية بإشراف الحكومة التونسية وممثلي الحزب الجر الدستوري التونسي وأعضاء الحكومة الفرنسية وكلما تعثرت المفاوضات بين الجانبين يعود الأمر والتشاور مع رئيس الحزب الزعيم الحبيب بورقيبة المنفي بفرنسا فيقع حسم النقاط التي وقع الخلاف معها وبفضل حكنة الزعيم وبعد نظره أمكن حسم عديد المراحل وتم الاتفاق النهائي على بنود الاستقلال الداخلي. وفي 31 ماي 1955 قرر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله العود إلى أرض الوطن بعد المفاوضات والنتائج التي حصلت في إطار الاتفاقية وعاد الزعيم يوم غرة جوان 1955 عن طريق الباخرة إلى أرض الوطن وكان يوما تاريخيا مشهودا لم تعرفه تونس من قبل واستقبلت الأمة زعيمها وقائدها وبطل التحرير وصانع الاستقلال الذي لقبه الشعب والمناضلون بالمجاهد الأكبر وكان يوم غرة جوان 1955 يوما خالدا في تاريخ تونس المعاصر. وبعد يومين من عودة القائد المنتصر بالله وبالله وحده جاء النصر المبين بفضل ما وهبه الله من قدرة وحكمة وصبر وشجاعة وإيمان وعزيمة مع ثلة من الزعماء الأبطال الذين وهبوا حياتهم في سبيل الوطن وفي طليعتهم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة. بعد يومين تم إمضاء وثيقة الاستقلال الداخلي في جو الفرحة والحبور والسرور والبهجة بعودة الزعيم المنتصر الذي انجز ما وعد به شعبه. وكانت وثيقة الاستقلال الداخلي منعرجا تاريخيا فتح الباب أمام القائد لمواصلة النضال والتضحية لتجسيم الاستقلال التام وحلم الأجيال وكان يوم 20 مارس 1956 هو يوم التتويج لم ننتظر طويلا حسب ما جاء في نص وثيقة الاستقلال الداخلي لم ننتظر 20 عاما لتجسيم الاستقلال التام حسب بنود الاتفاق المبرم بل بعد 9 أشهر فقط من غرة جوان إلى 20 مارس 1956 بين 9 أشهر انجز الزعيم الاستقلال التام وتم يوم 20 مارس 1956 بفضل الله تعالى وعزيمة وحكمة وحنكة هذا العملاق التاريخي الذي وهبه الله الحكمة والذكاء وسداد الرأي وبعد 20 مارس جاء مباشرة انتخاب المجلس القومي التأسيسي يوم 25/3/1956. في يوم خالد انتخبت تونس نواب المجلس القومي التأسيسي لأول مرة في تاريخها المعاصر وأصبح لتونس المستقلة مجلس منتخب وشرعي وانجز المجلس أول دستور رائع ومتقدم وعصري ورائد. وفي 14/4/1956 تشكلت حكومة الاستقلال وأسندت رئاسة الحكومة إلى المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة. وجاءت مراحل بناء الدولة العصرية وتونسة الوزارات والإدارات الهامة مثل إدارة الأمن الوطني والجيش والديوانة وإحداث سلك الحرس الوطني وإلغاء الجندرمة وإلغاء خطة المراقب والقائد والخليفة وإحداث سلك الولاة والمعتمدين وتونسة السكك الحديدية وبعث البنك المركزي وغيرها من البنوك. وإقامة العلاقات مع الدول علاقات دبلوماسية الند للند وانخراطت تونس في المنتظم الأممي وفي الجامعة العربية ثم جاء اليوم الموعود يوم 25 جويلية 1957 وصادق مجلس النواب أعضاء المجلس التأسيسي على إلغاء نظام البايات وإعلان الجمهورية وانتخب المجلس بالإجماع الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية في يوما تاريخيا مشهودا وفي كنف الديمقراطية والفرحة والابتهاج والجو العام البهيج دون فوضى أو تهريج أو إسالة قطرة دم لأن الشعب متعطش لنظام جمهوري ورئيسه الزعيم الحبيب بورقيبة. وتعليقا على ما جاء في تدخل الاستاذ عبد الجليل بوقرة يوم غرة جوان 2009 في الحوار الأصم حوار الطير يغني وجناحه يرد عليه أقول له لو أراد بورقيبة الرئاسة مدى الحياة لتم ذلك يوم 25/7/1957 ولكن بورقيبة كان زعيما وطنيا رفض ذكر اسمه في توطئة الدستور عام 1959 ولو أراد بورقيبة توريث ابنه الوحيد لقال له الشعب نعم وألف نعم ولو أراد بورقيبة عام 1975 إجراء استفتاء على الدستور لقال له الشعب نعم مدى الحياة فأنت الزعيم وأنت الأب الروحي وأنت الرمز وأنت المجاهد الأكبر وأنت صانع المعجزة التونسية ومحرر المرأة وأنت صانع الجمهورية تجسيما لهذه المعاني فالشعب يقرر بالإجماع انتخابكم مدى الحياة هذا كان ممكنا ولا أحد يعارض ولكن بورقيبة استجاب لنداء الواجب ومبايعة النواب وهذا استثناء خالص بالزعيم والزعيم فقط. والحمد لله يوم الحوار التلفزي جاء خطاب الرئيس بن علي على لسان السيد رئيس مجلس النواب وأعطى حق الزعيم ونوه بتضحياته الجسام وشتان بين حوار التلفزة وخطاب الرئيس بن علي في ذكرى إصدار الدستور الذكرى الخمسين وألف شكر لرئيس الدولة على الوفاء. والله ولي التوفيق. قال الله تعالى: » وأما بنعمة ربك فحدث « {صدق الله العظيم}. محمـد العـروسـي الهانـي مناضل معتمد متقاعد، الهاتف: 22.022.354
كوريا الشمالية و استراتيجية التوتير في آسيا
توفيق المديني
في تحدّ كبير للمجتمع الدولي، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية، أجرت كوريا الشمالية يوم 25 مايو 2009 الفائت تجربة لقنبلة نووية، أفاد مسؤولون روس بأنها توازي من حيث قوتها القنبلتين اللتين محتا مديني هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وبإجرائها هذه التجربة النووية الثانية الناجحة، أصبحت كوريا الشمالية العضو التاسع في نادي القوى النووية، وهو النادي الذي يجمع القوى النووية المعلنة بالإضافة إلى إسرائيل. وكانت بيونغ يانغ أعلنت في السابق انسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وكذلك الاتفاق مع وكالة الطاقة الذرية. وقد استندت في ذلك إلى ازدواجية المعايير من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث إنها لم تلتزم بالتفتيش على المنشآت النووية في اسرائيل وجنوب أفريقيا، إضافة إلى انصياعها للسياسة الأميركية من خلال فرض تفتيش خاص على المنشآت الكورية الشمالية، بينما لم تخضع القدرات النووية الأميركية والأسلحة الموجودة على أرض كوريا الجنوبية للتفتيش وما يعنيه ذلك من تهديد لأمنها وسيادتها. بعد هذا التفجير النووي الثاني طرح موضوع الانتشار النووي في ضوء جديد، ووجدت الجمهورية الشعبية لكوريا الشمالية على الفور نفسها معزولة، وفي مواجهة المجتمع الدولي من الآن فصاعدا، الذي اتحد في إدانتها، حتى من قبل حليفتها الصين، إذ اتخذت هذه الأخيرة وكذلك روسيا موقفاً لافتاً بمعارضتهما الخطوة الكورية الشمالية. ودان مجلس الأمن بالإجماع الخطوة التي أقدمت عليها بيونغ يانغ، وأصدر بيانا وصف فيه خطوة بيونغ يانغ بأنها«انتهالك صارخ» لقرار 2006. وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدولية للمجلس:«عبر أعضاء مجلس الأمن عن رفضهم الشديد وإدانتهم للتجربة النووية التي أجرتها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 25 مايو 2009، التي تشكل انتهاكا صارخا للقرار 1718». وهددت بيونغ يونغ على الفور باتخاذ «إجراءات للدفا ع عن النفس» إذا عاقبها مجلس الأمن على التجربة النووية. وتحدّت المجتمع الدولي بإطلاقها بعد التجربة النووية خمسة صواريخ قصيرة المدى يبلغ مداها 130 كيلومترا بين الإثنين و الإربعاء الماضيين من السواحل الشرقية للبلاد. ويعتبر التحدي النووي الكوري الشمالي تحديا لإدارة أوباما، وطبيعة الرد الذي ستنتهجه، هل ستلجأ إلى الخيار العسكري الذي كان يميز إدارة بوش السابقة ،أم إنها ستكتفي بالتلويح بالعقوبات الاقتصادية ؟ العقوبات الاقتصادية لن تكون ذات فعالية كبيرة،لأن كورياالشمالية لا تربطها علاقات اقتصادية قوية مع بقية العالم. فالعقوبات ستستهدف بوجه خاص الحدّ من النشاطات غير المشروعة للنخبة الكورية الشمالية، التي تخصصت في القيام بعمليات التهريب الدولية للأسلحة وسواها، وكذلك تقليص بيع العتاد العسكري، بما في ذلك الصواريخ. و أخيرا ، إذ قررت الصين قطع امدادات النفط والمواد الغذائية على كوريا الشمالية، فإن ذلك سوف يكون له تأثير مباشر. بيد أن الأمر الذي يجب معرفته، هل إن بكين التي تخشى انهيار كوريا الشمالية ، تمتلك الشجاعة للذهاب إلى النهاية. إن أميركا التي تواجه دولة نووية جديدة هي كوريا الشمالية، تجد نفسها عاجزة عن ممارسة الضغط على نظام بيونغ يونغ لدفعه للتراجع عن مواصلة إجراء تجاربه النووية، في ظل غياب التوافق على هذا الصعيد مع موسكو وبكين ، اللتين لن تكونا شريكتين في توافق ضاغط على كوريا الشمالية رغم انتقادهما للتحدي الكوري، إذا ما لوحت واشنطن بالخيار العسكري. في الوقت الحاضر، لايوجد أي خيار عسكري واقعي ضد كوريا الشمالية، لعدة أسبابها، أولا: إن سيئول و طوكيو لا تريدان حتى الحديث عن الخيار العسكري.ثانيا: لأنه من الصعب جدا تحديد بدقة كل المراكز النووية و الباليستية في البلاد. و أخيرا، لأن بيونغ يونغ، تمتلك القدرة على الردّ المباشر، وأصبحت على طريق بناء ترسانة نووية تعتبرها رادعاً في وجه أي هجوم أميركي محتمل، فضلا عن أن سيئول عاصمة كوريا الجنوبية هي على مرمى نيران المدفعية لكوريا الشمالية. ولن يكون للخيار العسكري مصداقية ،إلا في حال التهديد المباشر، أو في حال نقل أسلحة نووية إلى بلد آخر. لقد شكل التفجير النووي الكوري الشمالي إخفاقا كبيراً للدول الست الكبرى(الكورياتان الشمالية و الجنوبية، و الصين ، والولايات المتحدة الأميركية ،و اليابان وروسيا) التي شاركت في المفاوضات السداسية المتعثرة والرامية إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن طموحاتها النووية، في مقابل مساعدات اقتصادية، و لكن من دون جدوى. ومن وجهة النظر الكورية الشمالية ، شكل الاتفاق النووي الموقع بين الولايات المتحدة الأمريكية و الهند ، و المفاوضات الجارية مع إيران – التي تمتلك برنامجا نوويا أقل تقدما من برنامج كوريا الشمالية –استخفافا بموقف جمهورية كوريا الشمالية. وبعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية، يمكن القول إن العد العكسي للتجربة النووية الإيرانية قد بدأ.و ستراقب السلطة في طهران عن قرب ردّات فعل المجتمع الدولي على التفجير النووي الكوري الشمالي، لاستخلاص الدروس منه لجهة الاستمرار في برنامجها النووي. إلى أي حد سيعدل التفجير النووي الكوري الشمالي موازين القوى في شمال شرق آسيا؟ و هل سيطلق سباقا للتسلح النووي في المنطقة؟ في الحقيقة ليس هناك تغيير فعلي في موازين القوى، مادام المجتمع الدولي يتعاطى مع كوريا الشمالية كقوة نووية منذ عدة سنوات.و زد على ذلك ، لا توجد لكوريا الشمالية استراتيجية توسعية، ومن هذا المنطلق فإن التوازنات ستبقى كماهي من دون تغيير.و بالمقابل ، تكمن الخطورة في عدوى إنتاج الأسلحة النووية من قبل بلدان أخرى في المدى المتوسط . فإذا تم تحديد التهديد النووي الكوري الشمالي، فإن المسألة النووية ستطرح نفسها بقوة في اليابان ، فضلا عن ارتفاع نبرة الأصوات في اليابان التي تعتزم مراجعة السياسة الدفاعية للبلاد. وتعتقد بيونغ يانغ أن الفرصة مناسبة لفتح جبهة صراع جديدة أو على الأقل القيام بعملية صرف الأنظار، مادامت واشنطن غارقة في حربها في آسيا الوسطى، و محكومة بالصبر في صراعها مع طهران. و ما يراه الكوريون الشماليون، أن إدارة أوباما تجد نفسها في المحصلة النهائية مجبرة على التفاوض مع الإيرانيين. المجازفة الوحيدة التي يأخذها النظام بالحسبان هي ردة فعل الصين : إلى أي مدى يمكن أن تتسامح مع استفزازاته؟ ويتساءل المحللون الغربيون هل إن السلاح النووي سيعطي مزيدا من الوزن السياسي للنظام الكوري الشمالي، و في إطالة عمرآخر معاقل الستالينية في العالم ؟ في الواقع ما تبحث عنه بيونغ يونغ من خلال هذه التجربة النووية هو ضمان بقاء النظام و شرعيته.و على نقيض عدة دول أخرى تمتلك أسلحة نووية، لايبدو أن كوريا الشمالية تبحث عن التأثير في الوضع الدولي أو الإقليمي. بيد أنها تريد قبل كل شيء تأكيد شرعية نظامها السياسي الذي يريد أن يضمن وراثة سلسة لكيم جونغ إيل. كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة أوان (يومية – الكويت) ،رأي ،بتاريخ 5 جوان 2009)
قناة الجزيرة القطرية: سوسيولوجيا المال والدين والسياسة
الصحبي صمارة ينعت البعض قناة الجزيرة القطرية بكونها “دولة داخل دولة”. وتحظى هذه القناة التي تمثّل الوجه الإعلامي والسياسي لقطر بحضور إعلامي متميّز على الصعيد الدولي. وتعدّ الدوحة عاصمة قطر القلب النابض للإمارة القطرية حيث يقطنها أكثر من 50 بالمائة من السكان. ولا يتجاوز عدد السكان 800 ألف ساكن منهم 40 بالمائة من أصل عربي أمّا البقية فموزّعون بين العرق الباكستاني الذي يمثل 18 بالمائة والهندي 18 بالمائة والإيراني 10 بالمائة والبقية المتبقية من أجناس مختلفة. وتؤكّد المصادر أنّ قرابة ثلثي السكان لا يحملون الجنسية القطرية. وتفتقد قطر إلى وجود نخبة وطنية تقود الحراك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للإمارة حيث لا يوجد بها أي حزب سياسي ولا ينخرط سكانها الأصليون في الأنشطة الجمعياتية ولا في بعث المشاريع الصناعية. وهو ما دفع الأسرة الحاكمة إلى استيراد نخبة تسيّر دواليب إمارة آل ثاني التي حصلت على استقلالها سنة 1971. ولا تبلغ نسبة الإنفاق على التعليم في قطر 4 في المائة من إجمالي الدخل الوطني ولكن إصرار أسرة الأمير على صنع دولة ليكونوا حكّاما عليها جعل نسبة كبيرة من مداخيل الإمارة الغازيّة توضع على ذمّة أصحاب المشاريع التي تساعد على توسيع دائرة الفاعلية السياسية للإمارة. فالخوف من تحريك النزعات الشيعية، خصوصا وأنّ عشر سكان البلاد من أنصار هذا المذهب، جعل الموقف السياسي القطري غير محسوم فيما يتعلّق بالموقف من مشكلة إيران النووية في الوقت الذي يمثّل الإسلام السنّي المرجع التشريعي للإمارة. هذا موازاة مع التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان النفط والغاز الخليجي حيث تعسكر أكبر القواعد الأمريكية على الأرض القطرية قريبا من مدينة “دخان” الثرية بالغاز الطبيعي. وتخشى السلطة القطرية من تحركات الأعراق المختلفة داخل مجتمعها إذا ما هي انخرطت في عملية تحديث لمجتمعها وخرجت به من حالة التمزّق بين المضمون الإسلامي لنمط الحكم والمضمون الوضعي الحديث بما جعل الواجهة السياسية القطرية على قدر شبيه بالدول الحديثة فيما عمق الوعي الاجتماعي لدى السكّان غير ذلك. هذا الوصف المختصر للإمارة القطرية يجعل نظرتنا إلى قناة الجزيرة أكثر وضوحا حتّى ندرك طبيعة الدور الإعلامي الذي تؤدّيه ومدى قدرتها كمؤسسة إعلامية على أن تكون خارج السياق السياسي للبلد الحاضن للقناة وحتّى تحافظ على استقلاليتها. ويندرج مشروع قناة الجزيرة في هذا السياق الذي يمثّل برنامج العائلة الحاكمة في صناعة حراك سياسي وإعلامي وحقوقي من خلال توفير دخل مرتفع للآلاف من النشطاء الإعلاميين والسياسيين والحقوقيين عبر عائدات الغاز القطري. فقناة الجزيرة التي انطلقت منذ العام 1996 تضمّ عددا هاما من الصحفيين أغلبهم من التونسيين واللبنانيين والمصريين والمغاربة وحتّى من الجنسيات الأوروبية. وقد نظر إلى هذه القناة، ذات الإمكانيات المالية المهولة، على أنّها مشروع إعلامي مستقلّ غير أنّ السنوات الأخيرة أكّدت عكس ذلك. الرأي العام العربي بنا علاقة ثقة في قناة الجزيرة وفي المواقف السياسية للنظام القطري ولكنه لا يعرف جملة من الحقائق حول ممكنات هذه الإمارة الدولة، منها قدراتها العسكرية وتعدّد الأعراق في جيشها الذي يقدّر بـ13 ألف عنصر فقط. كما تجهل الأغلبية أنّ حماية الأمن القطري موكولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية رغم ما تيديه دولة آل ثاني من مواقف مساندة للقضيّة الفلسطينية وما تبذله قناة الجزيرة في نقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي. كثيرا ما تتناول القناة قضايا تتعلق بالديمقراطية ولا تصوّب عدساتها على البلد الذي يموّلها ولكنّه يحرّم بشكل قطعي أن يتأسّس أي حزب سياسي في داخلها. كما هو الحال بالنسبة للأنشطة الجمعياتية المدنية والتي لا يديرها إلاّ أفراد العائلة الحاكمة. هذا بالإضافة إلى قضايا الفقر والمعاناة والحركات الاحتجاجية التي لا نرى فيها حجم معاناة ثلثين من سكان قطر من قبل أصحاب الجنسية القطرية. حيث لا نعرف ما هي إجابة الزملاء في قناة الجزيرة على سؤال يتعلّق بطبيعة ردّ فعل مواطن قطري تجاه احتجاج خادمة فلبينية أو باكستانية أو هندية. التونسيون العاملون في قناة الجزيرة كلّهم عاشوا تجربة الإعلام وتربّوا في المؤسسات التونسية حيث لمعت أسماؤهم وتمّ انتدابهم في أسطول القناة. وقد نتفهّم طموحهم في تحسين أوضاعهم الماديّة والبحث عن قدر أكبر من الشهرة، وهو نفس الحال بالنسبة للزملاء من بقية البلدان الصديقة والشقيقة، ولكن السؤال الأساسي الذي يطرحه الصحافي على زميله يتعلق بمدى محافظة الصحفي في مكان عمله على مهنيته واستقلاليته. خصوصا وأنّ العلاقة التفاعلية بين المال القطري والتوجّه السياسي الممزّق بين الإسلام السياسي باعتباره الضامن الجوهري لاستمرار حكم آل ثاني والشروط الغربية المفروضة على بلد صغير ثريّ بمقدّراته الطبيعية ومفروض عليه أن يلعب دورا حيويا في اقتصاد السوق وفي المساعدة على حلّ أزمات البلدان المصنّعة خصوصا الأمريكية والأوروبية؟ لماذا لا تضع إمارة قطر مشروعا تصنيعيا موازاة مع المشروع الإعلامي؟ وهل يُسمح لها بذلك؟ لماذا لا تبيّن قطر موقفها بشكل رسمي من القضايا العربية والإسلامية خارج دائرة احتضان المؤتمرات وتقريب وجهات النظر وتوسيع دائرة التفاوض والنقاش وهي جمل جدّ دبلوماسية وجدّ سطحيّة؟. الزملاء الأعزّاء في قناة الجزيرة تحوّلوا إلى جهة مناصرة لهذا على حساب ذاك في الأشهر القليلة الماضية خصوصا فيما يتعلّق بالأحداث التي يعيشها المشهد السياسي في تونس. فقد أخذت القناة رأيا لضيف مغربي يتحدّث عن احتضان القيروان لندوة دولية حول حوار الحضارات ولا نفهم سبب هذا الاختيار الذي أقصى وجهة نظر البلد المنظّم للندوة. كما استدعت القناة رأي السيدة ميّة الجريبي للتعليق على خطاب رئيس الدولة فيما يتعلّق بستينية الدستور التونسي ولا نفهم لماذا وجهة نظر المعارضة فحسب. أسوق هذه الملاحظات حتّى نؤسّس أجوبة من صميم الواقع العملي للأسئلة التي طرحتها سابقا حول مدى قدرة الصحافيين في قناة الجزيرة على الحفاظ على مهنيتهم وموضوعيتهم واستقلاليتهم. فالمعروف أن السياق يغلب المقال ويؤثّر في صاحب الخطاب ولكن الكفاءات التونسية التي تعمل في الجزيرة كان يفترض بها أن لا تفقد درجة من درجات مهنيتها وموضوعيتها مهما كانت الحتميات التي يفترضها السياق خصوصا وأنّ أغلبهم فسّر التحاقه بقناة الجزيرة بالبحث عن فضاء صحفي أكثر مهنية وحرية فإذا بالجماعة يفقدون جزءا من أسس المهنية والحريّة الصحفية. منذ أسابيع قليلة فجّر الإعلامي المتميّز يسري فودة موقفا غيّر من نظرة الساحة الإعلامية العربية لقناة الجزيرة عندما قرّر الاستقالة وانخرط في كتابة مقالات تكشف مواطن الخلل في كواليس القناة على المستوى الإداري والسياسي إضافة إلى الصحفيتين المصريتين لينا الغضبان وسوزان حرفي. ولم نشهد من التونسيين سوى مواقف التمجيد والتنويه بإدارة القناة. فهل من بين الزملاء، مع احترامنا الكبير لهم، من هو أمتن وأقدر وأكفأ من يسري فودة؟. وهل ظروف الصحافة المصرية ماديا ومعنويا أفضل من ظروف الصحافة التونسية؟ أم إنّ القضيّة تحكمها اعتبارات أخرى هي الأخرى من وراء الكواليس؟. ما نتمنّاه حقيقة أن لا تفرض سوسيولوجيا المال والدين والسياسة نفسها على إرادة الصحافة خصوصا إذا كان المتأثّرون بها هم من أبناء الإعلام التونسي، الذي وإن كان يشكو من نقاط ضعف عديدة، فإنّه يتطلّب منّا المزيد من التضحية حتّى نتلافاها، وهو في نهاية الأمر مدرسة لتخريج إطارات إعلامية متميّزة. أما على صعيد القراءة السياسية فإنّ الجانب الذي يجب توضيحه هو أنّ المكاسب السياسية في الوضع التونسي إذا ما قورنت بنظيرتها القطرية فهي بعيدة بعشرات السنين رغم أنّنا نستعين بالغاز الجزائري في تدبير أمورنا ولا نملك صخورا وجبالا من الغاز. فالمؤسسات السياسية والمدنية في تونس لا تشكو من فُصام وهّابي أمريكي ولا تعالج القضايا المصيرية من نوافذ الإعلام وعدسات الكاميرا بل انطلاقا من نزوع مجتمعي عام نحو تحسين الأوضاع وتطويرها بما يتماشى ومعالم الدولة المدنية الحديثة والمتقدّمة. فالإعلام في تونس جزء من مشروع متكامل لهذه الدولة ولا يمكنه أن يتحوّل إلى دولة داخل دولة. كما أنّ مطالب تحسين الوضع المادي والمعنوي للصحافة وللصحفيين التونسيين لا يتمّ عبر انتداب وتذكرة سفر ونظام كفالة بل يتمّ عبر مجهود جماعي للصحفيين التونسيين. قد يكون الإعلام المعولم ظاهرة أساسية في تقريب المجتمعات والثقافات ولكنّه ينقل الظواهر ولا يتورّط في صنعها خصوصا إذا تعلّق الأمر بالظواهر السياسية المنحرفة كالتطرّف والعنف. وإذا ما لعب هذا الدور فإنّه قد تخلّى نهائيا عن مجال الصحافة والإعلام ليلتحق بمجالات أخرى لا تليق باستقلالية الصحفي ونبل رسالته.