Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2356 du 03.11.2006
بيان للمؤتمر من أجل الجمهورية حركة النهضة ـ تونس: اعتقال وسجن الدكتور الأمين الزيدي
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: شهادة رقم 1 :البوليس التونسي يهدد باغتصاب النساء المحجبات مناشدة من لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بلاغ إعلامي محرر صفحة 18 أكتوبر: 24 ساعة من أجل حرية الإنترنت في تونس وبقية دول العالم رويترز: الرئيس التونسي يدعو لجعل حوار الحضارات من أولويات العمل السياسي الصباح: عدد المعتمرين التونسيين في رمضان يتجاوز 10 آلاف رويترز : مصرع ثمانية في حادث سير شمال تونس
د. ب. أ الألمانية: الحجاب يثير صراعا بين الإسلام والحداثة في تونس
حسونة ولد ميمونة: هل للسلطة عذر هاته المرة ؟ لباس السفساري والملية والتخليلة يعوضان لباس الحجاب في المعاهد والكليات التونسية؟
الوحدة: طالبات ب لوك Look جديد واستثمار للزي التقليدي شوقي بن سالم: ما وراء الحجاب… معركة ضد التخلف سليم الزواوي: من يدق طبول الحرب على الهوية؟ علي شرطـاني : ماذا يعني التستر بالدين ولماذا؟ (الحلقة 3) شوقي الطبيب: حق الرد، ردًا للحق-بين مطرقة عبد العزيز الجريدي.. وسندان عمر المستيري. الهادي بريك: ويل للقرضاوي وللجزيرة من رويبضة من تونس الحبيب أبو وليد المكني : « الجزيرة » في عيد ميلادها العاشر – إذا أتتك مذمتي من ناقص … نور الدين العويديدي: ما الذي أضافته ” الجزيرة ” للعرب والعالم ؟
محمد العروسي الهاني : الرسالة المفتوحة لسيادة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة عشرة للتحول للتاريخ و الذكرى – الحلقة الثالثة مدونة « مواطن تونسي »: مقتطفات من مسرحية « كلام الليل » لتوفيق الجبالي الصباح: مؤتمر الأمم المتحدة السادس عن الديموقراطية:إجماع حول الحاجة للإصلاح السياسي.. خلافات حول سياسات أمريكا وإسرائيل عبد الوهاب المسيري : الشرق الأوسط الجديد في التصور الأميركي الصهيوني
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
تعرض موقع الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي اليوم إلى اختراق
تعرض اليوم موقع الحزب الديموقراطي التقدمي التونسي الى إختراق من طرف هكر Hacker تركي وقمنا بصد هذا الهجوم بالتعاون مع الفريق التقني المضيف للموقع. نعتذر عن هذا الإنقطاع و نشكر الإخوة الذين عبروا لنا عن تضامنهم مع موقعنا.
قائمة مراسلة الحزب الديموقراطي التقدمي
من ناحيتنا، نجدد في تونس نيوز تضامننا الكامل مع الزملاء المشرفين على موقع الحزب الديمقراطي التقدمي والقائمين عليه ونعبر عن استنكارنا الشديد لهذه الأساليب القذرة والمشبوهة واليائسة لتكميم الأفواه وحجب المعلومة عن المواطن التونسي.
بيان للمؤتمر من أجل الجمهورية
تونس في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 في الوقت الذي يصرّ فيه المفرطون في التّفاؤل على توقّع انفراج في الوضع السّياسيّ التّونسيّ المتأزّم يصرّ النّظام البوليسيّ على إقامة الدّليل يوما بعد يوم على أنّه نظام لا يصلح ولا ينصلح ولا يمكن أنْ يُصْلِحَ. ولئن استهدفت حملات النّظام الأخيرة الإعلاميّة منها والبوليسيّة عموم الشّخصيّات والتّنظيمات المستقلّة عن السّلطة، فإنّ مناضليّ حزبنا ورئيسه خصّوا بنصيب هائل من ممارسات النّظام التي لا تحتكم أدنى احتكام إلى الأعراف السّياسيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة: الأستاذ محمّد عبّو محامي الحرّيّات والعضو المؤسّس للمؤتمر يقبع في سجن ظالم منذ ما يقرب من سنتين وفي ظروف سيّئة للغاية. أمّا عائلته التي تتعرّض للملاحقات منذ اعتقاله فقد ضيّق عليها البوليس الخناق منذ ثاني أيّام عيد الفطر تاريخ اعتصام زوجته مع عائلات المساجين السّياسيّين ليوم واحد قصد التّحسيس بحرمانها من فرحة العيد. وقد وصل الأمر إلى حدّ ترويع عائلة الأستاذ محمّد عبّو باستجلاب فرق خاصّة من البوليس ترتدي السّواد وتلوّح بالسّلاح، ممّا اضطرّ السيّدة عبّو وأطفالها إلى ترك بيتهم واللّجوء إلى بيت الأستاذ عبد الرّؤوف العيّادي. رئيس المؤتمر الدّكتور المنصف المرزوقي دُعٍيَ عشيّة عودته من فرنسا إلى المثول أمام حاكم التّحقيق في قضيّة أخرى ملفّقة وذلك بسبب تصريحات أدلى بها إلى قناة الجزيرة وقد تعرّض منذ اليوم الأوّل من حلوله بأرض الوطن إلى حملة شرسة على يد البوليس السّياسيّ والإعلاميّ وعناصر من ميليشيات الحزب الحاكم ومن المنحرفين والمنحرفات الذين اعتاد النّظام تسليطهم على معارضيه. ففي يوم 26 أكتوبر 2006 وأثناء سيره في الطّريق العامّ بسوسة اعترضت سبيل الدّكتور المرزوقي شرذمة من « بلطجيّة الحزب الحاكم » يحرسها عناصر من الأمن بالزّيّ الرّسميّ فحاولت منعه من السّير ولوّحت بتعنيفه ورفعت أمامه شعارات تخوّنه وتخوّن المرحوم والده. وفي يوم 29 من نفس الشّهر، وأثناء قيامه بجولة في الحيّ الذي يسكنه بسوسة، اعترضت الدّكتور المرزوقي إحدى السّاقطات وجعلت تولول مدّعية أنّه يريد الاعتداء على « شرفها ». ولمّا تجاوزها في احتقار صاحت خلفه » والله ما توصلوا لشيء » (لن تصلوا إلى شيئ). وبتقدّم الدّكتور بضعة خطوات عن موقع الحادثة المذكورة وجد نفسه أمام عصابة أخرى من المنحرفين أمطروه بوابل من التّهديدات والكلام البذيء المعهود في قاموس النّظام وتوابعه. أمّا بيت الدّكتور المنصف المرزوقي، المحاصر حتّى في غيابه وعند إقامته بالخارج، فقد شدّد عليه الحصار في الأيّام الأخيرة بعدد غفير من أعوان البوليس بالزّيّ المدنيّ يروّعون سكّان الحيّ الذي يقيم به، ويتحرّشون بزائريه محاولين منعهم من الدّخول قصد عزله. إنّ مناضليّ وقيادة المؤتمر من أجل الجمهوريّة: يحيّون صمود رئيسهم في وجه العصابات التي تسلّط عليه ويعتبرون هذا الصّمود وفاء منه لمبدإ مقاومة الظّلم الذي قام عليه المؤتمر منذ تأسيسه، ويحيّون صمود أخيهم محمّد عبّو وعائلته الكريمة معبّرين لها عن عميق حبّهم وعطفهم كما يحيّون المواطنين والشّخصيّات الوطنيّة ومناضليّ الأحزاب والجمعيّات الذين لم يثنهم الحصار والتّخويف عن الإصرار على الاتّصال بالأخ المنصف وتقديم الدّعم المعنويّ له. يعلنون أنّ ما صرّح به رئيسهم لقناة الجزيرة من دعوة الشّعب إلى مقاومة الدّكتاتوريّة مقاومة سلميّة يمثّل خطّا أساسيّا لحزبهم يتبنّونه جميعا ولذلك فهم يؤيّدون قرار الدّكتور المرزوقي برفض المثول أمام قضاء غير مستقلّ يقبل بأن يكون أداة في يد السّلطة لمقاضاة سياسيّ نظيف من أجل ممارسته حقّه في التّعبير وفي اختيار ما يراه مناسبا من وسائل العمل السّياسيّ، بينما يغضّ الطّرف عن جرائم دوائر بن علي التي انتشر خبرها في العالم. وينتهز مناضلوّ المؤتمر هذه الفرصة ليعبّروا عن أسفهم الشّديد لقرار السّلطة الأرعن قطع علاقات تونس مع دولة قطر في استهتار صارخ بمصالح تونس وعلاقاتها مع أشقائها كما يأسفون لمحاولة السّلطة الفاشلة التّشنيع على قناة الجزيرة بسبب قيامها برسالتها الإعلاميّة النّبيلة. يعلنون أنّ أساليب السّلطة في التّعامل مع الدّكتور المرزوقي تعدّ جرائم يعاقب عليها القانون وترفضها جميع المواثيق والأعراف الدّوليّة. يعتبرون أنّ ما يتعرّض إليه الدّكتور المنصف المرزوقي من حصار وتعنيف يمثّل خطرا على سلامته وعلى حياته، وأنّه حكمُُ عليه بالإقامة الجبريّة خارج الصّيغ القانونيّة. ولذلك فهم يؤيّدون قراره الاعتصام في بيته منذ اليوم إلى أن يقع الكفّ عن ملاحقته وحصاره فيستطيع التّنقّل وممارسة نشاطه بكلّ حرّيّة. تونس في 3 نوفمبر 2006 نائب الرّئيس عبد الرّؤوف العيّادي الكاتبة العامّة نزيهة رجيبـة لمن يريد الاتّصال بالدّكتور المنصف المرزوقي: العنوان 77 نهج النّسور القنطاوي، الجمهوريّة التّونسيّة، الهاتف 0021624190400 http://cprtunisie.net
بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة ـ تونس
اعتقال وسجن الدكتور الأمين الزيدي
الجمعة 12 شوال 1427هـ – 03/11/2006م تم أمس الخميس 2/11/2006 إيقاف وإحالة الدكتور الأمين الزيدي على محكمة ناحية منوبة ( غرب العاصمة تونس ) وقد اصدر قاضي المحكمة حكما بسجنه خمسة عشر يوما من اجل مخالفة التراتيب الإدارية ( الإجبار على الإمضاء بدون وجه قانوني في مركز شرطة منوبة ). وللعلم فإن الأخ الدكتور الزيدي سجين سياسي سابق أطلق سراحه منذ أشهر قليلة ( فيفري 2006 ) بعد أن أمضى ستة عشر عاما كاملة بمختلف السجون التونسية من اجل انتمائه لحركة النهضة ومن اجل نشاطه السياسي والنقابي بالجامعة التونسية.
وقد تعرض الدكتور الزيدي إبان اعتقاله وسجنه إلى أصناف عديدة وشديدة من التعذيب مما خلف له أضرارا بدنية بالغة ما زال يعاني منها إلى الآن. إن حركة النهضة وهي تتابع هذا النسق الجديد من المضايقات والاعتقالات التي طالت عددا من أبنائها وغيرهم كان آخرهم الأخ الزيدي: · تدين بشدة إعادة اعتقال وسجن الدكتور الزيدي وكذلك إيقاف ومحاكمة الأخ مختار اللموشي والذي ينتظر صدور حكم بشأنه في الأيام القليلة القادمة من أجل تهمة باطلة وقبلهما الأخ الطاهر الحراثي وكذلك إيقاف وسجن عدد من الخريجين المسقطين عمدا في مناظرة ( الكاباس ) لأجل مطالبهم العادلة بتسوية وضعياتهم. · تطالب السلطات بإطلاق سراح الدكتور الزيدي وكذلك إيقاف كل التتبعات والإجراءات والمحاكمات غير القانونية وغير المبررة والمتعاقبة خلال الأشهر الأخيرة وتأكد على تجنيب البلاد أجواء تسعينيات القرن الماضي والتي شهدت عشرات المحاكمات السياسية الباطلة والظالمة وتؤكد على تقديم مصلحة شعبنا وبلدنا وجعلهما فوق كل اعتبار وحساب. · تدعو المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية ومختلف الأطراف الوطنية إلى التعبير عن مساندتها للدكتور الزيدي وتدعوها إلى العمل من اجل ايقاف هذه التضييقات التي يتعرض لها عدد كبير من المساجين السياسيين السابقين. عن حركة النهضة ـ تونس الشيخ راشد الغنوشي
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
شهادة رقم 1 :البوليس التونسي يهدد باغتصاب النساء المحجبات
علمت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس أن البوليس التونسي قد دأب في الأيام الأخيرة على اعتقال الفتيات المحجبات و حجزهن في مخافر الشرطة البعيدة النائية عن مساكنهم الأصلية و إيقافهن مدة 24 ساعة إلى حين إعلام الولي و طلب حضوره للإمضاء على محاضر و التزامات تتعهد فيها المرأة المتحجبة بنزع حجابها و يمضي الولي على محضر بحث آخر في محاولة مفضوحةلاجبار الأولياء للضغط على النساء المتحجبات لنزع الحجاب و تجاوز واضح لما ينص عليه القانون التونسي من كون سن الثامنة عشر هو سن المسائلة الجزائية و سن العشرين هو سن المسائلة المدنية لامتلاك المرأة أو الرجل في هذه السن الأهلية القانونية.و بالتالي فالبوليس التونسي يعتبر النساء المحجبات مهما بلغت أعمرهن قاصرات يحتجن للتأديب و التوجيه من قبل أوليائهم و هو ما يحدث أحيانا حيث يعمد بعض الأولياء بضرب بناتهن أو نسائهن و منعهن من الخروج من المنزل لدفعهن للتخلي عن الحجاب نتيجة المضايقات المستمرة و الاهانات المتواصلة للنساء المحجبات و أوليائهن.
كما بلغنا أن إحدى النسوة العملات و تبلغ من العمر32سنة تعرضت للإيقاف بمعتمد ية تكلسه من ولاية نابل و تم اقتيادها بكل تغطرس لمركز الشرطة الخاص بولاية نابل الذي يبعد عن معتمد ية تكلسه مسافة 50كلم و لما رفضت هذه المرأة نزع حجابها قام أعوان الأمن بافتكاك بطاقة الهوية و القيام بتعنيفها مستعملين الأيادي و الأقدام و عصا البوليس كما وجهو لها كلمات غاية في القبح من قبيل
» يا عاهرة » و » يا فاجرة «
و توالت هذه الشتائم و تواصل معه إصرار هذه المرأة على عدم نزعها لحجابها فهددوها بالاغتصاب مدعين أنهم هم الحاكم و لا أحد سيجيرها منهم لن تجد من يسمع شكواها أو ينصفها إن هم اغتصبوها.
هذا و قد بلغنا أيضا أن نفس الواقعة حدثت في نفس مركز الأمن بنابل بأنه عندما رفضت المرأة المتحجبة نزع حجابها حاول أحد أعوان البوليس تجريدها من جلبابها مهددا إياها بالاغتصاب قائلا أنه
» إذا كنت تحاولين إثبات شرفك بحجابك فسنهتك عرضك و أنت ترتد ينه »
. و لم تستطع المرأة الإفلات منهم لا بالدموع و لا بالشكوى إلى حين حضور وليها المغلوب على أمره الذي ترجاهم الإفراج عن ابنته واعدا إياهم بإجبارها على نزع حجابها ممضيا في ذلك على محضر بحث.
و نعلمكم أن المرأتين الآنفتي الذكر قد رفضتا التصريح بأسمائهن خوفا من نقمة البوليس التونسي و قالتا أن إحدى النسوة المتحجبات اللاتي رفضن نزع حجابهن قد وقع حجزهن في زنزانات فردية داخل مركز الشرطة و أمضين الليل هناك .وتعيش المرأتان حالة نفسية خطيرة جدا كما انقطعت إحداهما عن العمل لتلزم بيتها. هذا و قد قام البوليس التونسي بنسخ أرقام الهواتف الموجودة في هاتفهما الجوال و أخذ أرقامهما و أمر إحداهما بلزوم منطقة إقامتها و عدم الخروج منها إلا بعد إعلام مركز الشرطة المتواجد في منطقتها أصبحت المرأة المسكينة تحت المراقبة الإدارية و تعيش إقامة جبرية في منزلها دون أي وجه حق و دون أية مخالفة قانونية أو حكم قضائي. – و نظرا لكل ما سبق تعتبر لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس أن ما يقوم به البوليس التونسي أصبح عبارة عن تحرش جنسي بالمرأة المتحجبة و يدخل أيضا تحت طائلة الجرم الجزائي باعتبار محاولة الاغتصاب و التهديد به جرم قانوني يعاقب عليه القانون التونسي بنفس عقوبة عملية الاغتصاب. و تهيب اللجنة بكل أحرار المجتمع التونسي و العالم العربي و الإسلا مي لمساندة النساء المحجبات في تونس ضحايا قمع و إرهاب الدولة و تدعو كافة جمعيات و لجان المجتمع المد ني الوطنية و العالمية للضغط على الحكومة التونسية من أجل إيقاف حملتها الظالمة على هذا الشعب المستضعف. البريد الالكترونى : protecthijeb@yahoo.fr
مناشدة من لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس منــــاشـدة
السّادة ممثّلي الدّول والأحزاب والمنظّمات العربيّة والإسلاميّة المشاركة في احتفالات7 نوفمبر لسنة 2006 السّلام عليكم ورحمة اللّه تعالى وبركاته وبعد، لا يخفى عليكم ما تتعرّض له المحجّبات هذه الأيّام في تونس من حملة مسعورة من طرف السّلطات التّونسيّة بلغ الأمر حد منع الطالبات من دخول المعاهد الثانوية والجامعات و الإعتداء على البعض منهنّ بالضرب وإرغامهنّ على الإمضاء على تعهّدات تمنع بمقتضاها من ارتداء الحجاب أو العودة إليه. يضاف لكلّ ذلك تأكيدات الحكومة التّونسيّة على رفضها لهذا اللّباس باعتباره زيّا طائفيّا ينال من المكاسب التي تحقّقت للمرأة التّونسيّة حيث أكّد رئيس الدّولة في هذا السّياق بقوله
: » من الضّروري ، تفاديّا لكلّ تذمّر ، التّفريق بين الزيّ الطائفي الدّخيل واللّباس التّونسي الأصيل عنوان الهويّة « .
وفي السياق نفسه صرّح الأمين العام للحزب الحاكم الهادي مهني بقوله أن
: » التونسيين المتعلّقين بالدين الإسلامي الحنيف والحريصين على التجذر في أصالتهم والدفاع عن هويتهم الوطنية يستغربون اليوم بروز بعض الظواهر المجتمعية الغريبة عن دينهم وأصالتهم وهويتهم « .
ونظرا لتنافي هذه التصريحات وما تبعها من إعتداءات على المحجبات مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية التي أمضت عليها الحكومة التونسية بدون تحفظ ناهيك عن الدستورالتونسي نفسه في فصله الخامس الذي نص صراحة على كون
: الجمهورية تضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الد ينية .
فإننا في لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا وإذ نتابع بقلق شديد هذه الإعتداءات والتصريحات المنافية لأبسط مبادئ حقوق الإنسان نناشدكم وبإلحاح شديد لـ : 1 ـ دعوة السلطات التونسية لعدم التعرض للصحوة في البلاد وحثها على احترام الحريات الشخصية للأفراد بما في ذلك حرية اللّباس . 2 ـ الإدلاء بتصريحات في وسائل الإعلام تستنكر الهجمة الأخيرة على المحجبات التونسيات 3 ـ دعوة الحكومة التونسية لمراجعة كل القوانين والمناشير التي تتصادم مع الحرّيات الشخصية للأفراد والجماعات بما في ذلك منشور 108 الذي يعتبر الحجاب الإسلامي زيا طائفيا 4 ـ دعوة العلماء والدعاة لحسم مسألة الخلاف بين السلطة والمجتمع التونسي عبر الإدلاء بالموقف الشرعي من هذه القضية. عن لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس حسيبة سويلمي ألمانيا في 2006.11.03 م / 12 شوّال 1427هـ للمراسلة: hassiba_07@yahoo.fr الهاتف : 00491735962959
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بلاغ إعلامي
تونس في 03 نوفمبر 2006 في إطار متابعة المطالب و الملفات التي قدمها الإتحاد إلى عديد الوزارات و المؤسسات العمومية، و سعيا منا إلى استيفاء كافة فرص الحوار و التفاوض معهم، توجه أعضاء الإتحاد إلى عديد الوزارات لتقديم مراسلات تتضمن مطالب للقاء مسؤولي الانتدابات بها.
و قد كان هذا التحرك الميداني على النحو التالي: § توجه الرفاق خميس المقصودي و عمر زغدود و وليد العزوزي يوم الإربعاء 01 نوفمبر 2006 إلى وزارة التشغيل و الإدماج المهني للشباب حيث تمكنوا من مقابلة السيد عبد الله رابح مدير مكتب العلاقات مع المواطن و الذي تعهد بحل كل الملفات التي لم يستطع مكتب تشغيل الإطارات الوفاء بها. § توجه الرفاق شريف الخرافي و فلة الرياحي و قيس عثماني يوم الخميس 02 نوفمبر 2006 إلى وزارة التعليم العالي لمتابعة الملفات و المراسلة التي سبق و قدمها الإتحاد دون أي رد، و قد تمت مقابلة السيد كمال المناعي أحد مسؤولي ديوان الوزير بعد تمسك الرفاق بحقهم في مقابلة المسؤولين ، حيث صرح أن الوزارة ب‘مكانها في المرحلة الراهنة ، تسوية وضعية ملفات المرسمين في الدكتوراه،متابعة بقية الملفات في مرحلة ثانية. § توجه الرفاق الحسن رحيمي و حافظ كريمي و الشادلي المؤدب، اليوم، الجمعة 03 نوفمبر 2006، إلى وزارة التجارة و الصناعات التقليدية، و قد قدموا لمدير عام ديوان الوزير مراسلة تعريفية بالإتحاد و مطلبا لتحديد موعد لمقابلة مسؤولي الانتدابات بالوزارة، و قد وعد مدير عام ديوان وزير التجارة و الصناعات التقليدية بدراسة المطلب و تحديد موعد في أقرب الآجال مع الوزير. § توجه الرفيقان مسلم الفرجاني و بلقاسم بن عبد الله، اليوم، الجمعة 03 نوفمبر 2006، إلى وزارة الشباب و الرياضة و التربية البدنية، حيث قدموا مراسلة للسيد خالد العباسي مدير مكتب العلاقات مع المواطن و الذي وعد بدراسة مطلب اللقاء مع مسؤولي الانتدابات بالوزارة و تحديد موعد لذلك في أقرب الآجال. § توجه الرفيقان عادل بن الحاج حسن و أنور العمدوني، اليوم، الجمعة 03 نوفمبر 2006، إلى وزارة الصناعة و الطاقة و المؤسسات الصغرى و المتوسطة أين قدموا مراسلة تعريفية بالاتحاد و مطلبا للقاء مسؤولي الانتدابات بالوزارة. § توجه الرفاق وليد الطرخاني و صلاح الخميسي و وليد العزوزي، اليوم، الجمعة 03 نوفمبر 2006، إلى وزارة شؤون المرأة و الأسرة و الطفولة و المسنين حيث قدموا مراسلة للتعريف باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل تتضمن مطلبا لتحديد موعد لمقابلة مسؤولي الوزارة، هذا و قد توجه الرفاق إلى وزارة السياحة بشارع الحبيب بورقيبة لنفس الغرض أين وجدوا قوات البوليس في انتظارهم حيث اعتدوا عليهم بالعنف الشديد أمام عموم المواطنين الذين برر لهم البوليس اعتداءه على المناضلين بأنهم « كانوا بصدد سرقة السيارات »، في محاولة لتشويه صورة المنادين بحقهم في الشغل و عزل المواطن عن مطالب أبناءهم المشروعة.
هذا، و يؤكد أعضاء اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل على: – تمسكهم بمنظمتهم المناضلة و بحقهم في الدفاع صلبها عن حقهم في الشغل قبل كل الحقوق. – تمسكهم بأسلوب الحوار البناء و عزمهم استيفاء كافة أشكال النقاش و التفاوض مع التأكيد على استعدادهم لتصعيد حركتهم النضالية و بكافة الأشكال المشروعة متى دعت الحاجة. – استنكارهم للتعامل الأمني الذي مازال يحكم بعض الوزارات و المؤسسات العمومية و دعوتهم المسؤولين الإداريين إلى التحلي بالمسؤولية تجاه قضايا بطالة أصحاب الشهادات في وقت لم تعد الأساليب الترهيبية مجدية بأي حال من الأحوال. التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المكلف بالإعلام الحسن رحيمي
24
ساعة من أجل حرية الإنترنت في تونس وبقية دول العالم
محرر صفحة 18 أكتوبر
تدعو منظمة مراسلون بلا حدود كل مستعملي الإنترنت في العالم إلى حملة احتجاج ضد 13 دولة الأكثر عداوة للإنترنت. تدوم الحملة 24 ساعة، حيث تنطلق يوم 7 نوفمبر على الساعة 11.00 و تستمرّ إلى يوم 8 نوفمبر الساعة 11.00 . على موقع مراسلون بلا حدود تجدون قائمة بأسماء الدول الثلاثة عشر الأكثر عداوة للإنترنت و التي من بينها تونس، و بالنقر على خارطة الدولة المعنية تساهم في سدّ الحفر السوداء للإنترنت، بكل عملية نقر على خارطة تونس يمكنك أن تعزز موقف منظمة مراسلون بلا حدود في إدانتها لتونس بسبب انتهاكاتها لحرية الرأي و التعبير فلا تبخل بذلك، صوّت أكثر من مرّة .
رجاء أرسل هذا الخبر إلى كلّ من تملك عناوينهم الإلكترونية
اللغات المعتمدة على صفحة الإنترنت لمنظمة مراسلون بلا حدود هي: الفرنسية و الإنقليزية و الإسبانية و تبعث خصّيصا يوم 7 نوفمبر صفحة بالعربية.
الدول الأكثر عداوة للإنترنت هي: تونس … مصر … الصين... المملكة العربية السعودية… سوريا… كوبا… إيران… ميينمار… كوريا الشمالية… تركمانستان… أوزباكستان…. روسيا البيضاء… فيتنام.
لمزيد من المعلومات رجاء زيارة موقعنا الإلكتروني :
www.aktion18oktober.com
أو موقع مراسلون بلا حدود :
www.reporter-ohne-grenzen.de
انتخابات صبيانية عاشت المدارس الابتدائية مؤخرا حركية غير عادية… فقد انتخب التلاميذ الصغار نوابهم في مجلس المؤسسة التعليمية. ولقد تابع الإعلام هذه الانتخابات بكامل العناية… فتحدث عن أجوائها وعن الهدف من تنظيمها والغاية. في ما يخصني ذكّرتني هذه الانتخابات بجل النظم العربية… أو ليست ديموقراطياتها ديموقراطيات ابتدائية؟! محمد قلبي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 نوفمبر 2006)
الرئيس التونسي يدعو لجعل حوار الحضارات من أولويات العمل السياسي
تونس (رويترز) – دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الجمعة قادة العالم الى اعتبار العمل من أجل تكريس حوار الحضارات من اولويات العمل السياسي بهدف تحقيق الاستقرار والامن في العالم وتحقيق طموحات الشعوب في النماء. وقال بن علي في خطاب بمناسبة افتتاح مؤتمر دولي بتونس حول البعد الحضاري في العلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين ان » الحوار بين الحضارات والثقافات هو خير درع للحفاظ على الثراء الانساني لتعزيز القيم المشتركة وحمايتها مما يتهددها من عوامل الانغلاق والتعصب ونزعات الارهاب والفتنة بين البشر في زمن انفتحت فيه الحواجز ». وأثارت انتقادات للدين الاسلامي من بعض الرموز السياسية والدينية في العالم في الاونة الاخيرة مخاوف من تزايد حدة الصراع بين الاديان والحضارات. وأضاف بن علي « نحن ندعو اليوم في هذه الندوة حول هذا الموضوع المصيري الى اعتبار العمل من أجل تكريس تنوع الحضارات وتعددها والحوار بينها من أولويات العمل السياسي ». ومضى يقول « ان الحضارة الانسانية ارث مشترك لكل الشعوب وهي في مضمونها ومحتوياتها تركيبة متكاملة من كل الحضارات والثقافات البشرية منذ انبلاجها ». واشاد الرئيس التونسي بالحضارة الاسلامية واسهاماتها في دفع الحضارة الانسانية المعاصرة قائلا انها مكنت الغرب من » الاستفادة مما وصل اليه العالم الاسلامي من معارف وعلوم في الرياضيات والطب والفلك والفلسفة والفنون ». وعمت العالم الاسلامي في وقت سابق من هذا العام احتجاجات عارمة بعد ما وصف بانه حملة على الاسلام عقب نشر صحيفة دنمركية رسوما مسيئة للنبي واقتباس بابا الفايتكان انتقادات للنبي محمد قال فيها ان النبي محمد نشر الاسلام بالسيف. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 نوفمبر 2006)
لأوّل مــــــــرّة:
عدد المعتمرين التونسيين في رمضان يتجاوز 10 آلاف
(أي أنه فاق حجم الحصة السنوية لتونس من الحجاج المقدرة بـ 9 آلاف حاج)
علمنا من مصادر قريبة من شركة الخدمات الوطنية والاقامات ان ما يزيد عن عشرة الاف معتمر تونسي قضوا العشر الاواخر من شهر رمضان المعظم بالبقاع المقدسة واحيوا ليلة السابع والعشرين منه بمكة المكرمة، وحضروا موكب ختم القرآن الكريم. وهي المرة الاولى التي تجاوز فيها عدد المعتمرين العشرة الاف في فترة واحدة مما استوجب استئجار فضاءات سكنية اضافية لاستيعاب كامل هذا العدد، وتدعيم برنامج النقل البري بتوفير عدد هام من الحافلات الاضافية وتسخير العدد اللازم من المؤطرين للاحاطة بالمعتمرين والسهر على ما تستلزمه هذه الفضاءات السكنية من متابعة دقيقة لشؤون الحياة اليومية داخلها كالنظافة وتغيير المفروشات ومراقبة التجهيزات الضرورية. وافادت نفس المصادر انه تم وضع برنامج جديد للاسكان والنقل يأخذ في الاعتبار الزيادة الهامة في عدد المعتمرين وهذا ما جعلهم يستفيدون، رغم تجاوز العدد لكل التوقعات، من الخدمات المقررة لهم والتي بلغت مرتبة مرضية. وثمنت نفس المصادر المجهود الاستثنائي الذي بذلته الخطوط التونسية في مجابهة الوضع بالتوسيع في برنامج رحلاتها الاضافية في غياب اي برنامج اخر لرحلات العمرة، وبسرعة التدخل لفض الاشكاليات الطارئة وخاصة فيما يتعلق بمجابهة كثافة برامج العودة لاخر الموسم. ومهما يكن من امر فان ما حصل من بعض الاضطرابات في نهاية الموسم هو شيء عادي لا يخلو منه اي برنامج مكثف للطيران في جميع مطارات العالم. وان ما يثلج الصدر حقا ويبعث على الاطمئنان في مثل هذه الحالات هو قدرة مؤسساتنا التونسية على مجابهة الاوضاع الصعبة بحكمة ودراية وبالنجاعة المطلوبة غايتها في ذلك صون كرامة التونسي اينما كان باعتبارها الكنز الثمين الذي لا يفنى. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 نوفمبر 2006)
مصرع ثمانية في حادث سير شمال تونس
تونس (رويترز) – قالت صحف محلية يوم الجمعة أن ثمانية أشخاص قتلوا في حادث سير في مدينة سليانة الواقعة شمالي العاصمة تونس عندما اصطدمت حافلة نقل بعربة. ونقلت الصحف التونسية الصادرة يوم الجمعة عن مصادر أمنية قولها أن عربة نقل اصطدمت بحافلة تقل طلبة بعد محاولة سائقها تجاوز السيارات الأخرى ليسقط ثمانية قتلى على الفور إضافة لإصابة تاسع بكسور خطيرة. ومعدل حوادث المرور في تونس من بين أعلى المعدلات في العالم بسبب رعونة القيادة. وشددت الحكومة إجراءات المراقبة على العربات وفرض استعمال حزام السلامة ومنع الهاتف المحمول أثناء القيادة. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 3 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
على بعد 7 كيلومترات من مدينة سليانة:
حادث مرور يخلّف 8 قتلى
تونس ـ الصباح جدّ في حدود الساعة السادسة وعشرين دقيقة من مساء اول امس الاربعاء على بعد حوالي 7 كيلومترات من مدينة سليانة حادث مرور أليم خلّف 8 قتلى على عين المكان وكسور خطيرة على مستوى الساقين لشخص تاسع. وتمثلت صورة الحادث حسب مصادر مطلعة على المستوى الجهوي والوطني ان سيارة نقل ريفي من نوع «ستافيت» كانت تقل 5 فتيات يعملن بأحد المعامل في مدينة سليانة اضافة الى موظف ومرافق وسائق السيارة (8 اشخاص) غادرت المدينة في اتجاه منطقة القابل التابعة لمعتمدية سليانة الجنوبية على الطريق الرابطة بين سليانة والوسلاتية وعلى مستوى تجمع القنطرة التي تبعد على مركز مدينة سليانة بحوالي 7 كيلومترات جد هذا الحادث. ويتمثل حسب مصادرنا في محاولة صاحب «الستافيت» مجاوزة سيارة خفيفة امامه.. وفي نفس الوقت كانت حافلة معدة لنقل التلاميذ تسير في الاتجاه المعاكس بعد أن اوصلت مجموعة من التلاميذ الى منطقة القابل بعد ان انهوا دروسهم في أحد معاهد مدينة سليانة. وحسب ذات المصادر حاول صاحب الحافلة الخروج الى اليمين والانحياز الى اقصاه حتى ان الحافلة خرجت تماما من المعبد في محاولة لتفادي «الستافيت» التي انحازت كثيرا الى اليسار.. ورغم هذه المحاولة فان الاصطدام قد حصل.. وكان مروعا حسب شهود عيان.. وخلف كما اسلفنا ذكره وفاة كل راكبي «الستافيت» (سيارة النقل الريفي) الثمانية على عين المكان ولحقت بسائق الحافلة كسور في ساقيه استوجبت نقله ليلا الى العاصمة. وقد علمنا انه تم امس دفن الثمانية قتلى.. ويبدو حسب التحقيقات الاولية ان سبب الحادث انحياز سيارة النقل الريفي الى اليسار والمجاوزة الممنوعة وعدم الانتباه والسرعة من طرف سائقها. ويذكر انه من مجموع المتوفين هناك فتاتين من عائلة واحدة. ومرة اخرى تتجدد مآسي الطريق نتيجة التهور وسوء تقدير عواقب السرعة والمجاوزة الممنوعة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 نوفمبر 2006)
الحجاب يثير صراعا بين الإسلام والحداثة في تونس
من هانز يوخن كافزاك تونس – أول تشرين ثان/نوفمبر 2006 (د ب أ)- ازدادت ظاهرة ارتداء الحجاب حتى في العاصمة تونس وأصبحت البنات اللاتي لا ترتدين الحجاب هن اللاتي يلفتن الانظار إليهن وأخذت الطالبات بصفة خاصة في التنافس لابراز أحدث أنواع موضة الحجاب التي عادت لتونس من جديد وبدأت في الاتساع خلال العامين الاخيرين. وتنظر الدولة في تونس بتشكك كبير تجاه تزايد الظاهرة التي وصفها الرئيس زين العابدين بن على بأنها » نزعة مستوردة » تتنافى مع التقاليد وقال إن اللباس التقليدي التونسي كفيل بضمان قيم الحياء والاحتشام. وعلى الرغم من أن تونس دولة إسلامية وكذلك رئيس جمهوريتها بطبيعة الحال إلا أن البلاد ترى نفسها « جنة السياحة » وتطلق على نفسها » بلد الانفتاح » عبر 50 عاما من الحداثة والانفتاح على العالم. ويحذر الهادي مهني الامين العام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم من الارتداد من خلال ارتداء الحجاب وأكد حرص الدولة على عدم السماح به وقال إن ترك الامور دون ضوابط يعني التخلي في المستقبل عن إنجازات وحقوق المرأة في العمل والتأهيل والانتخاب وستقتصر مهمتها فقط على الاعمال المنزلية وإنجاب الاطفال. وشدد المسئول التونسي على حرص القيادة السياسية على تطبيق القرار التاريخي للزعيم التونسي الراحل » الحبيب بورقيبة » والمعروف باسم المرسوم 108 لعام 1981 والذي يمنع ارتداء أي زي طائفي في المدارس والجامعات وأماكن العمل والاماكن ذات المصلحة العمومية. وتسعى السلطات إلى تطبيق المرسوم بقوة رغم الانتقادات « الاخوية » من قناة الجزيرة القطرية وشهدت الشوارع تدخل رجال الشرطة ضد السيدات اللاتي يرتدين الحجاب وبلغ الامر إلى نزع حجاب البعض في مدينة صفاقس. وتتعرض هذه الاجراءات لانتقادات ليس فقط من جانب المسلمين المعتدلين في دولة يمثل فيها الاسلام نسبة 99 بالمئة من السكان وإنما أيضا من جانب المعارضة التي ترى في منع الحجاب هجوما على الحرية والديمقراطية وهو الامر الذي أوقع الرئيس بن على بين شقي الرحى. ويعمل الرئيس بن علي /70 عاما/ بقوة للحفاظ على المكاسب التي حققتها البلاد عبر نصف قرن بعد إلغاء العمل بالشريعة الاسلامية وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة بشكل غير مسبوق في دولة عربية أخرى ودفع عجلة التنمية والطور. ويستخدم بن علي المهارة السياسية والعنف في بعض الاحيان لردع الاسلاميين مع التوجه بشكل أكبر اقتصاديا وتكنولوجيا نحو أوروبا مع إبراز مرونة فائقة في تحقيق الأهداف بحيث يسمح ببناء الكثير من المساجد التي تغلق في غير توقيت الصلاة. ويعلم الرئيس التونسي أن النساء في بلاده يريدون من خلال ارتداء الحجاب ليس فقط إظهار القيم الإسلامية أمام » التكبر الغربي » وإنما يبحثن في الوقت نفسه عن وقفة أو هدنة في بلد تسير بسرعة كبيرة في رأي البعض نحو الأفكار الغربية. (المصدر: تحقيق صحفي وزعته وكالة د. ب. أ DPA الألمانية بتاريخ 1 نوفمبر 2006)
هل للسلطة عذر هاته المرة ؟
لباس السفساري والملية والتخليلة يعوضان لباس الحجاب في المعاهد والكليات التونسية؟
في تحد لمنع السلطات التونسية الفتيات لباس الحجاب على إعتبار أنه لباس دخيل قادم من المشرق وأنه ‘زي طائفي’ :-/ – مع عدم منع الميني جيب و ال Top و Décolleté و Body و ال …2pièce القادم من الغرب— ودعوتها للإستعاضة عن ذلك باللباس الوطني التقليدي وفي خطوة غير منتظرة 🙂 قامت عدة طالبات من كلية الآداب بمنوبة بالحضور وهن مرتديات السفساري… و نفس الشئ في كلية الحقوق بصفاقس و كلية العلوم بقابس. أما في الساحل فقد ذكر لي أحد الثيقات أنه شاهد فتاة تلبس السفساري و تحمل محفظة مارة أمام محطة القطارات بمدينة سوسة بالساحل التونسي ، قال فتتبعها فوجدها تدخل كلية الفنون الجميلة القريبة من المحطة.. و أما في مدينة أريانة فقد تجمعت 8 فتيات من نفس المعهد ودخلن معهدهن بلباس السفساري التونسي – وهو لباس جميل الحقيقة:-) – و ذلك بعد أن خيرن بين نزع الحجاب او الطرد. و يبدو أن هاذه الظاهرة أصبحت تعم كل البلاد التونسية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب فشكر لكن بنات تونس الشريفات المتمسكات بشرفكن و دينكن فوالله إنكن لتثلجن صدور الرجال وربي يهدي كل تونسي شريف و لاحول و لا قوة إلا بالله. أعجبتنى هذه الفقرة عن أسماء القرقني: « … لقد تأذي أعداء الحرية من مظاهر الحشمة وأعجبتهم كثيرا مظاهر العراء والإنحلال والتفسخ وفرحوا بما تتعرض له المرأة التونسية من إستغلال ووحشية لاسابق لها والصحف اليومية شاهد على ذلك ومن لم يصدق فليفتح صفحاتها الوسطى وسيجد أن المرأة هي الضحية ( طلاق – إغتصاب –تحويل وجهة – قتل- خداع – إستغلال في العمل – إستغلال جنسي – دعارة … ) والمستور كان أعظم . المهم أن مثقفينا وبوليسنا وتقدميينا إتحدوا وصاحوا صيحة واحدة إحذروا إنهم قادمون … قادمات ….. فتيات محجبات …فتيات العذرية …فتيات العفاف …إنه التخلف والرجعية …لقد عاد أعداء المرأة للظهور …. » (المصدر: من تعليق نشره السيد حسونة ولد ميمونة يوم 31 أكتوبر 2006 على الساعة 8 و 38 دقيقة مساء في مدونة « تونس المستقبل » تعليقا على مقال بعنوان « تونس لا تريد ان تكون كطهران وكابول… ») الرابط:
http://www.maktoobblog.com/mourabet1?post=116701
طالبات ب لوك Look جديد واستثمار للزي التقليدي
بقلم: صابر إن المتأمل في المشهد الجامعي يشد انتباهه حضور ـ السفساري ـ في الأيام الأخيرة داخل الجامعة التونسية التي لم تشهد منذ تأسيسها حضورا لهذا الزي التقليدي وإن كان ـ السفساري ـ لباسا وطنيا وتقليديا اصيلا يحق لنا أن نفتخر به فهو لا يخلو من رمزية العودة بالمرأة إلى مرحلة ليست بالبعيدة مرحلة تميزت بنظرة دونية إلى المرأة كانت تحرمها من عدة حقوق ناضلت نصف قرن لنيلها وقد ناضل إلى جانبها رواد الفكر والتحرر ولعل أبرزهم الطاهر الحداد خاصة من خلال كتابه ـ امرأتنا في الشريعة والمجتمع ـ ويحق الواحد أن يتساءل عن سرّ عودة المرأة لهذا الزي الذي كبّلها طويلا وحرمها من حقوقها منزلتها المرتفعة التي تحظى بها داخل المجتمع منذ السبعينات. فهاته العودة وهذا الحنين لا ينبع من قناعة بجدوى هذا اللباس التقليدي الأصيل ولا تمسك بحضارة خافت المرأة على اندثارها. إنما فقط رد على رفض إدارات الكليات والمعاهد والمؤسسات العمومية ارتداء الحجاب لما يحمل من طائفية وما يخلفه من مشاكل داخل المجتمع وما هذا إلا اصرار على الجذب على الوراء والتمادي في طريق عواقبه مظلمة. وبهذا تصبح الجامعة إطارا للرجعية والسلفية بعد أن كانت منارة للعلم والديمقراطية ولا يخفى أن الجامعة مثلت منذ انبعاثها إطارا رحبا للاختلاف والتقاطع والعمل النقابي والسياسي وحمل الطلاب على عاتقهم مسؤولية توعية زملائهم وكانت هذه النخبة النيرة تواجه كل مظاهر الظلامية والسلفية والجذب للوراء ولعل أكبر دليل على ذلك حزم مواقفهم وإصرارهم على الوقوف في وجه كل المشاريع التخريبية حتى بعد تخرّجهم وانتقالهم إلى الحياة العملية والتحاقهم بالأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية أين واصلوا نضالهم وقوفهم المبدئي واللامشروط في وجه كل المشاريع التخريبية. هذه الفئة المسيّسة والنقابية عملت طويلا على نشر مبادئ الديمقراطية والحرية والانفتاح وشجعت الحوار داخل أسوار الجامعة وكشفت كل المشاريع التخريبية والدليل على ذلك فشل هذه المشاريع داخل الأجزاء الجامعية التي نشطت فيها الحركة النقابية ولكن للأسف وفي منتصف التسعينات صدر قانون منع تسييس الجامعة الذي فهم بشكل خاطئ ومغلوط وأدى إلى فرض حصار على الجامعة أضعف أداء النقابيين أهمل التثقيف والتكوين السياسي والنقابي مما ساهم في ظهور وتغلغل الفكر الديني المتطرف وغياب الحوار واهمال ملكة العقل وبالتالي انجذاب نسبة مرتفعة من الطلاب إلى المجموعات الدينية التي وجدت بدورها ضالتها وسط هذه النخبة الافتراضية التي تراهن عليها من أجل كسبها واعتمدها ورقة ضغط. ولئن مثلت هذه العودة للسفساري مجرد نتيجة لغياب الحوار وإعمال العقل وانعدام العمل السياسي الممنهج القائم على أسس ديمقراطية داخل الفضاء الجامعي فلا تظن البتة أن حاملاته مقتنعات بما تفعلنه إنما فقط تجارين نسق قد لا تقدرن على مجاراته قد يذهب حد العودة بالمرأة من أين أتت.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية التونسية، العدد 522 بتاريخ 4 نوفمبر 2006) الرابط:
http://www.elwahda.org.tn/wehda.php?link=10&id_article=1364
ما وراء الحجاب… معركة ضد التخلف
شوقي بن سالم فشلت قضية الحجاب في إخفاء التقاطع الايديولوجي بين اليمين المتطرف واليسار إذا احتلت المصالح السياسية فضاء الثوابت الفكرية وتزاحمت الرؤى المتناقضة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف لم يعد من الصعب استقراء غاياتها. ولا شك أن قضية الحجاب تتجاوز مجرد محاولة ارباك السلطة وإظهارها بمظهر المعادي للقيم الاسلامية والمعتدية على حق مواطنيها في اللباس وهو هدف بات مكشوفا ومفضوحا، فالبعد الآخر لهذه القضية يتمثل في حق الدولة حماية الإسلام من التوظيف السياسي وحقها في حماية الوحدة الوطنية من كل أشكال الفئوية دعما للاستقراء الاجتماعي وحفاظا على الوحدة بين مختلف الفئات الاجتماعية وتصديا أيضا للتقسيم الطائفي. إن استقراء المتن الديني يضع مسألة الحجاب في دائرة القضايا الخلافية فإذا كان بعض الفقهاء يعتبرون الحجاب فرضا على كل امرأة مسلمة. فالبعض الآخر يعتبره سلوكا ارتبط بفترة معينة من التاريخ الاسلامي ويقيمون أدلة شرعية تساند هذه القراءة. بمنأى عن تأويل النص الديني المختلف حوله أصلا في بعض المسائل فمسألة الحجاب أريد لها أن تسلك مسلكا سياسويا وتحوّل إلى قضية مجتمعية ولعل هذا ما يدعونا إلى محاولة تأصيل هذا البحث في الزوايا المظلمة لإدراك ما وراء الخطاب. نعتقد بدءا أن ثمة أسئلة في حاجة إلى النبش فيها وإيجاد أجوبة لها دون الاستئناس بمقولة المراجعة الفكرية… فالإرث الايديولوجي يحمل مواقف واضحة من الحجاب إذ يعتبر عنوانا من عناوين الظلامية الدينية وتعبيرة ثقافية متعارضة مع قيم العقل والتطور والحداثة وهي مقولات تستند إلى حجج عقلية لكن هذا الإرث تخلى فجأة عن مواقفه وسبح إلى الضفة الأخرى وقرن الحجاب بالحقوق الأساسية للمواطن. لكن في نفس الوقت تكشف مقولات الهوية الوطنية أن الحجاب لم يكن في أيّة لحظة تاريخية مرتبطا بالشخصية الوطنية المتسمة بالاعتدال والوسطية وعدم المغالاة في الأفكار والسلوك. ونحن نعتقد أن اللباس حق أساسي وجوهري من حقوق الإنسان وواجب الدولة هو حماية هذا الحق وصيانته وحمايته غير أن مقولات الدولة ووظائفها يكشفان أن حماية الحقوق الأساسية هدفه الأسمى نماء المجتمع والتحول له من فضاء الانغلاق إلى الفضاء المنفتح على الثقافات وعلى الذات الإنسانية. لكن الحجاب تحوّل عن هذه الوظيفة وأصبح أداة لتقسيم المجتمع طائفيا واستبطان أفكار متطرفة تبلغ حد تكفير المسلم وهو سلوك يؤكد الارهاب ونهايته الطبيعية هي انهيار المجتمع. لذلك فواجب الدولة هو حماية المجتمع وحفظ استقراره وتشجيع أفراده على الانتاج وتحقيق الرفاهية لكل مواطن وهذه أهداف يلغيها ما وراء الحجاب. فالقضية لم تعد مجرد حق في ارتداء لباس معين إنما في ما وراء هذا اللباس من أفكار وبرامج وأهداف. والعودة إلى بعض السياقات السياسية تكشف أن الزي الطائفي تغيرت رمزيته وتحول إلى مشروع سلفي تريد بعض المجموعات الدينية من خلاله السيطرة على الدولة وتوظيفها أصوليا وإذا فشلت في ذلك تمنح لنفسها حق تكفير الدولة. إن تكفير الدولة هو إعلان حرب عليها لتفكيكها وسلب أفرادها كل ما يملكونه من حقوق والقضاء على المكتسبات الحضارية والثقافية. فما وراء الحجاب إذا هو سلب كيان الدولة لفائدته مشروع سلفي مناف لقيم الحداثة وموغل في التخلف وهذا هو جوهر الاختلاف الحقيقي فالمسألة لا تتعلق بالحريات الفردية إنما بفكرة تحاول أن تجد لها في النصوص الدينية مرجعا وتسعى إلى احتكار الدين وفهمه وفق أطروحاتها والترويع لذلك ولو بالقوة المادية. خطى الحجاب هو في دعوته غير المصرّح بها والمصرّح بها إلى الطائفية المقيتة ووأد على إمكانات الرقي وإعادة استلاب المرأة وحرمانها من المشاركة الاجتماعية وتدنيس كيانها كإنسان والعودة بها إلى عصور الحريم والجواري وأيضا طمس كل القيم الديمقراطية لأن التيار الديني لم يتقبل في أية لحظة تاريخية مقولة الديمقراطية والتعددية السياسية داخل المجتمع. إن المعركة ليست ضد الحجاب كلباس عكس ما يروّج لذلك التيار الديني وأنصاره من اليساريين إنما ضد التخلف الفكري والرؤى المتحجرة الرافضة لقيم العدالة والديمقراطية والمعادية للتوافق الثقافي لمختلف الفئات الاجتماعية… والمعركة الحقيقية هي معركة ضد الاغتراب والانبتات للذات البشرية. ولا شك أن هذه المعركة هي مسؤولية كل القوى الرافضة للانغلاق والتخلف والطائفية والداعمة لمسارات التحول الديمقراطي وللمشروع الحضاري الوطني وهذه القوى التي شكلت العازل الفكري والايديولوجي للمشروع السلفي لازالت للأسف لم تلق آليات التحرك الناجعة، فالتعاطي الاعلامي مع الحدث كان دون ما هو مأمول ومطلوب لا سيما الاعلام السمعي البصري حيث ظل انفتاحه على غير الخطاب الرسمي محدود للغاية كما أن الخطاب الديني الرسمي بات غير قادر في هذه اللحظة على مواكبة التحولات لذا نعتقد أن تطويره والارتقاء به أصبح مسألة أساسية ومهمة. وثمة عديد المهام الموكولة لنا لانجازها في سياق ابراز تهافت خطاب الحجاب وهي مهمات تقتضي في نظرنا الحوار والنقاش وتوحيد الجهود دون خلفيات حزبية أو سياسية.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية التونسية، العدد 522 بتاريخ 4 نوفمبر 2006) الرابط:
http://www.elwahda.org.tn/wehda.php?link=10&id_article=1363
من يدق طبول الحرب على الهوية؟
سليم الزواوي يجرني الحديث بمناسبة تفجر قضية الحجاب عن مخاطر باتت تهدد ما يصطلح عليه الخطاب الرسمي بالهوية التونسية ولعل وجه المفارقة في هذه المسألة أن مصدر التهديد هذه المرة لا يأتي من دعاة الانتفاح على العولمة أو من المتحمسين للاندماج في الحضارة الكونية المطبوعة بثقافة الغرب ومشروعه الحداثي، بل يأتي التهديد من معسكر المدافعين عن مقولة الهوية والأنا الحضارية بتمركزها الديني واللغوي والثقافي. في السلطة هناك من يدافع عن هوية مختزلة في نطاقها القطري إلى حد ترادف في المشروع الثقافي والحضاري الذي تصنعه النخبة الحاكمة، وفي الجهة المقابلة يعمل الطرف الأصولي على انعاش وتوكيد هوية مختزلة بدورها في البعد الديني المؤول شكليا طبقا لقراءة حرفية موغلة في انكار متطلبات التكثيف والتطور والمعاصرة. هل نحن إذن إزاء قضية زائفة ومفتعلة أم أن الأمر جد خطير ونذرنا بعواقب وخيمة. في الحقيقة إن مسألة الهوية واحدة من القضايا الحضارية المهمة والتي يتعين مواجهتها بالجدية المطلوبة أمام ما يتهددها من مخاطر قائمة ومحتملة سواء جاءت من جهات أصولية ماضوية أمر من جهات المسخ العولمي. هذا اقرار بأهمية القضية من دون الدخول في تفاصيلها، ذلك أن أمورا أخرى لا بد من ترتيبها قبل مباشرة الصراع على الهوية أو بالتساوق معه. فالمسألة لا تحدد بمستواها الرمزي فحسب، أي أن نبقى محافظين على تونستنا أو عروبتنا أو اسلامنا، فقد كنا كذلك قرونا عديدة ولم تمنعنا أي من تلك الهويات التاريخية والانتماءات الحضارية من الوقوع في أزمة الظلام والجمود والتخلف وعصور الاستبداد والظلم والقهر. إن قضية الهوية لا تعالج بالرفع من منسوب الخوف عليها من أعداء حقيقيين أو مفترضين، وإنما بالعمل على إعادة تشكيلها بمعطيات العصر ومستجدات العولمة، على أن يكون هذا التشكيل نتاجا لجهد مجتمعي مؤطر بثقافة مستنيرة وسياسة متحررة وتوزيع عادل للثروة، من دن هذه المقدمات الأساسية ستبقى دائما هناك من يدقّ طبول الحرب على الهوية. (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية التونسية، العدد 522 بتاريخ 4 نوفمبر 2006) الرابط:http://www.elwahda.org.tn/wehda.php?link=14&id_watania=1291
ماذا يعني التستر بالدين ولماذا؟ (الحلقة 3)
علي شرطـاني – قفصـة- تونـس … والذي نستطيع أن نؤكده من خلال كل ما تقدم، أن الإلتقاء « الاسلامي » الأمريكي لا يمكن أن يكون استراتيجيا، لأن الإسلام يأبي على المسلمين ذلك باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما في مستوى مراكز أخذ القرار تحديدا هو قوة شريرة وقد أثبت التاريخ الإستعماري القديم والحديث إذا كان من الجائز الفصل بين شيء اسمه الإستعمار القديم وآخر اسمه الإستعمار الحديث لا يؤتمن جانبهما أولا. ثم أن أمريكا تعلم جيدا أنه ليس من مصلحتها في شيء وعلى المدى البعيد على الأقل أن تراهن على تحالف استراتيجي مع ما يحلو لها غالبا أن تسميه ويسميه وكلائها وعملائها بالأصولية الإسلامية وأخيرا بالإسلام الفاشي على حد تعبير الأمبراطور الأمريكي جورج بوش الإبن في أحد تصريحاته وتنعته بالإرهاب وتشن حربا عالمية ضد الإسلام والمسلمين على قاعدة ما أسمته الحرب على الإرهاب. وإذا كان لابد أن ينقلب السحر على الساحر، فإن ذلك ما حصل في حرب الخليج الثانية، والتي اكتوى فيها نظام البعث في العراق بنار التحالف العسكري الغربي الذي كان لا يضن عليه بشيء يمكنه من تحقيق التفوق العسكري على إيران الثورة « الإسلامية ». وكانت النهاية أن الطرف الوحيد الذي آلت إليه كل الأوراق هو الطرف الأمريكي. والطرف الوحيد الذي بقي في المواجهة هو فصائل الصحوة الإسلامية التي تعلم أن الأنظمة العربية والأنظمة العلمانية في أوطان الشعوب الإسلامية التي كانت تستفيد من رغبتها في الإنخراط في مواجهة الجيوش والآلة العسكرية السوفياتية الغازية لبلاد المسلمين بأفغانستان، هي نفس الأنظمة التي أصبحت تشن ضدها حربا لا هوادة فيها في أوطانها. وإذا كان المجاهدون إنما يفعلون ذلك جهادا في سبيل الله تنفيذا لأمر الله بالجهاد في سبيله وقياما بواجب أوجبه الله على عباده المؤمنين حين وحيث يكونوا قادرين عليه، فإن الأنظمة العربية التي تنكر عليهم هذه الفريضة في أوطانهم وممارستها ضد أنظمة لا تختلف عن النظام الأفغاني الشيوعي في شيء، تدعوهم إلى ممارستها وتساعد على إعدادهم على القيام بها باعتبارها مطلبا إسلاميا. ولأنه سينالهم من خلال الإنخراط في المعركة رضا أسيادهم وأولياء نعمتهم من الأمريكان والصهاينة، وإلا فكيف يجوزون لهم من الإسلام على هذه الساحة ما لا يعتبرونه جائزا على ساحات أخرى مثلها ويقاتلونهم عليه فيها. ألم تنخرط هذه الأنظمة في معركة وجدت نفسها فيها مساندة لطرف لا يقول ولا يؤمن بفصل الدين عن السياسة وفي مواجهة لنظام سياسي مثلها من قناعاته ومن ثوابته فصل الدين على السياسة، وهو إنما يخوض في ذلك معركة ضد التطرف والتستر بالدين لأغراض سياسية تماما كالذي تفعله هذه الأنظمة ضد هذه الحركة الناشطة في أوطانهم. ألا يعتبر ذلك إقرار منها بصحة هذه القضية وإنكار منها لها على نفسها وعلى القائلين بها جحودا وتناقضا؟ إن الأسر الفكرية التقليدية والعلمانية الممثلة للبنى الفكرية والأسس النظرية لهذه الأنظمة وجدت نفسها تعيش تناقضا واضحا بين القول بالشيء وإقراره والقيام بنقيضه، وبين ما تقبل به لنفسها ولبعضها وما لا تقبل به لغيرها. وعوض أن تواجه هذه الأطراف المشكلة بجرأة وشجاعة، تراها سادرة في اللف والدوران، باحثة لنفسها عن مبررات عادة ما تكون فاقدة لأي سند عقلي أو قانوني أو شرعي أو منطقي. وجعلت من التضليل وقلب الحقائق سياسة وأسلوبا. واختارت أمام اشتداد الضغط الذي تحدثه عليها الصحوة الإسلامية والحرج الذي أوقعتها فيه أن تعتبر أن كل الترهات والمخالفات الشرعية والحلول والبرامج المستورة إنما هي اجتهادات في الإسلام، ومحاولات لفهمه على ضوء الواقع والزمان والمكان المتغيرين ومحدثات الأمور. وما أن حسبت أنها خرجت من حرج حتى تجد نفسها قد وقعت في حرج أكبر منه، باعتبار أن ذلك لا يلتقي ولا ينسجم مع مبدإ فصل الدين عن السياسة الذي تؤمن به، فتصر عليه ولم يعد لها بعده مبررا لاعتبار الحركة الإسلامية عاملة على حشر الدين في ما لا علاقة له به وفي تحميله ما لا يحتمله. وفي إثقاله بما ليس منه. ذلك أن الأنظمة السياسية في العالم الإسلامي عامة وفي المنطقة العربية خاصة قد كانت منقسمة على نفسها إلى مدرستين مختلفتين أو توجهين مختلفين: 1- أنظمة سياسية تقليدية: كانت إفرازا طبيعيا لما كانت القوى الإستعمارية الغربية تريد أن تبقي عليه الوضع في المنطقة بعد ما توصلت إليه من تحالف بينها وبين العرب والحركة الصهيونية في إطار ما اصطلح عليه من قيام الثورة العربية ضد الإستعمار التركي سنة1917 كما يزعمون، والذي كان يتحقق به الحلم الاستعماري الصهيوني في المنطقة وفي العالم الإسلامي بإمكانيات بشرية ومادية عربية وإسلامية في : أ) اعتبار الإستعمار والصهيونية قوى تحريرية وتحرير وحليفا صادقا. ب) إسقاط الخلافة الإسلامية رمز وحدة العرب والمسلمين وقوتهم والقبول بواقع التجزئة. ج) التمكين للحركة الصهيونية في إقامة كيان صهيوني لها في أرض المسلمين والعرب فلسطين. فكانت هذه الأنظمة تجد في الفكر التقليدي موطئ قدم لها. ولا تقول من خلال ذلك بفصل الدين عن السياسية. وهي تعتبر كذلك أنه لا مبرر لأي معنى لأي علاقة أخرى بين الدين والسياسة غير ما تقوم عليه هذه الأنظمة السياسية نفسها. بل كانت في مرحلة من المراحل المتقدمة لتاريخ الصراع بين الأنظمة العلمانية والحركة الإسلامية تجد نفسها معنية أحيانا بالتعاطف على الأقل مع الحركة الإسلامية المعاصرة ورموزه،ا إن لم يصل الأمر إلى حد اختلافها الكبير معها وإظهار عدائها للأنظمة المعادية للدين في جوهره، والقائلة بفصله عن السياسة وعلى غير المعنى الذي تقول به المدرسة التقليدية التي تجعل هذه الأنظمة من فكرها منطلقا لسياساتها. 2- أنظمة سياسة عصرية: وهي الأنظمة التي تتراوح بين التقدمية الثورية ذات المعنى القومي الاشتراكي والعلمانية المعتدلة ذات المنحى القومي كذلك وهي الأقرب في نظامها السياسي إلى المنهج الليبرالي الرأسمالي، وهي أنظمة في مجملها هجينه لا هي إسلامية كما تزعم لنفسها، ولا هي اشتراكية ولا هي ليبرالية رأسمالية. ولعلها وبحكم وجودها في هذه الوضعية قد اعتبرت ذلك اختيارا تقتضيه خصوصيتها العربية الإسلامية. وليس الأمر في الحقيقة كذلك، ولكنها الوضعية التي تجد فيها الأنظمة نفسها حين تنتهج سياسية الإسقاط، وتجاهل طبيعة الشعوب والأوطان وخصائصها. أما الأنظمة السياسية المعاصرة خاصة في المنطقة العربية، فقد كانت لها تجربة مبكرة في التصادم مع الحركة الإسلامية، كالتجربة الناصرية في مصر، وحزب البعث في سوريا والعراق والملكية في الأردن… وتلتها بعد ذلك في تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وغيرها. وقد كانت هذه الأنظمة ومازالت تعتبر أن الإسلام لا يمكن أن يقام على أساسه نظام سياسي قادر على مواجهة تحديات العصر والحضارة الغربية. وأن الصورة الوحيدة الممكن اعتمادها في التعامل معه هي الإبقاء عليه النحو الذي فهمه عليه الغرب وأراد لنا أن نحافظ على فهمنا له كذلك، وهو أن نعتبره مسألة شخصية بحثه لكل فرد الحرية التامة في ممارسة ما أراد من شعائره التعبدية أو تركها، واعتبار ما زاد على ذلك ليس من الإسلام في شيء على حد ما تريد هذه الأنظمة أن تقر عليه الشعوب. وهي تذهب في ذلك من النقيض إلى النقيض. فالإسلام تارة مسألة شخصية ولا شأن له في ما هو من مجالات السياسة وميادين فعلها وساحات عملها، وأخرى مدرسة فكرية وساحة ثقافية ورابطة عقائدية لاستلهام السياسات، ومصدر رئيسي من مصادر التشريع إلى ما هنالك من محاولات تأصيل هذه الأنظمة نفسها فيه. وهذه المساحة الواسعة من المناورة والتلاعب بمعنى الإسلام غالبا ما تلجأ إليه الأنظمة المستحكمة في رقاب الشعوب الإسلامية في المزايدة على بعضها بعضا حين يتعلق الأمر بالتسابق إلى إثبات الهوية وتأكيد الأصالة بين هذه الأنظمة كلها. وما أكثر ما تلتجئ إلى ذلك لشدة ما بينها من توتر وفرقة وتنازع، وخاصة بين الأنظمة التقليدية التي تعتبر نفسها الممثل الوحيد للإسلام والداعية له والمطبقة لقيمة ومبادئه وشرائعه، مثل الأنظمة الخليجية والعربية السعودية خاصة، وبين الأنظمة العصرية المعاصرة ذات النزعة العلمانية التي تعتبر نفسها راعية للإسلام وضامنة له ما يستحقه من قداسة بعدم الزج به في مستنقع السياسة القذر على حد زعمها، وعدم السماح بذلك لأي كان، ولكنها تأخذ منه حسب زعمها بين الفينة والأخرى ما تراه صالحا لسياستها التشريعية والثقافية والإجتماعية. وكان الإسلام الذي هو من وحي الله سبحانه وتعالى وهو الذي فوق كل ذي علم عليم، على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فيه ما هو صالح وما هو ضار أو على الأقل غير صالح لأهل هذا الزمان في هذا المكان »… أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون « . وإن ما أصبح يجمع بين هذه الأنظمة، على ما بينها من اختلاف وتناقض، وفي مرحلة أصبحت متقدمة من التاريخ، إلا العداء للصحوة الإسلامية المعاصرة وأداتها التنظيمية المتمثلة في الحركة الإسلامية بمختلف تياراتها وتنظيماتها، وعلى ما بين هذه التيارات والتنظيمات من تباين واختلاف يصل إلى حد التناقض في بعض القضايا والمواقف أحيانا. ولئن كان التيار الفكري التقليدي في البلاد العربية منقسما إلى فئتين إثنين: فئة قائمة على صياغة الأسس النظرية للأنظمة العربية التقليدية التي لا تقوم على أساس تصور أصولي للإسلام قوامه اعتماد المفاهيم الإسلامية انطلاقا من القرآن والسنة. وإنما تنحوا مجرد منحى إسلامي تجتمع فيه كل النقائص والإنحرافات التاريخية القديمة، إضافة إلى ما اعتبر من مستلزمات التواصل مع المستجدات الحضارية المعاصرة التي لم يقع إخضاعها للنظر الشرعي وفق منظومة فكرية إسلامية متطورة، وقراءة جديدة للواقع والنصوص الشرعية على مقتضى المستجدات والحوادث لاستخلاص الأحكام الشرعية لها من أدلتها الشرعية، فإن فئة أخرى من هذا التيار وجدت نفسها عديمة الجدوى والفاعلية في ظل أنظمة استبدادية لها نخبها العلمانية التي تمدها بكل ما تستحقه من تصورات وأفكار ومقترحات ووجهات نظر وبرامج، وليس مطلوب من النخبة التقليدية إلا تزكية هذه المشاريع بإبداء الرأي باتجاه الموافقة والتزكية، أو السكوت وعدم المعارضة. وباعتبارها لا تستشار ولا يطلب منها إبداء الرأي أو تقديم المقترحات، فإنه ليس مطلوب منها أكثر من ذلك. ولقد كانت هذه النخبة تتنازعها أهواء شتى، فمنها من ساير التيار التغريبي وجاراه رغم ثقافته التقليدية، ومنها من اعتبر نفسه في انسجام مع قناعاته وثقافته وهويته ومنزلا في إطاره الطبيعي حين يكون في ركب الحركة الإسلامية، فالتحق بها انتظاما وعضوية أو تعاطفا ومناصرة. ومنها من آثر الإنقطاع والإنكفاء على الذات ومغادرة الساحة بكل أبعادها الثقافية والفكرية والسياسية، ومنها من اختار الاستقلالية والاكتفاء بما هو متاح من الأنشطة بما لا يجعل لأحد عليه سلطان، وبما لا يجعله محسوبا على طرف دون آخر، وبما يجعل في كثير من الأحيان كل الأطراف تسعى إلى كسبه إلى جانبها، أو على الأقل تحييده والإبقاء عليه بعيدا على الجهة التي يسود الإعتقاد أنه الأقرب إليها، لما يبدو بينه وبينها من قواسم مشتركة ومن محاور ونقاط التقاء، وغالبا ما يكون هذا الطرف هو أحد تيارات الحركة الإسلامية، والتي غالبا ما كانت تلقى دعما وتأييدا ومساندة من كثير من عناصر هذه النخبة، والتي كانت تسارع للإنحياز إلى أنصار الأصالة والهوية والثقافة العربية الإسلامية، كلما كانت الفرصة سانحة. وهذا ما حدا بالنخبة العلمانية اللائكية التغريبية التكفيرية بتصنيفها حينما يتعذر عليها كسبها أو تحييدها خاصة، على أنها حليفا استراتيجيا للإسلاميين. وقد بدا ذلك واضحا في تونس مثلا بعد الضغط الشديد الذي أحدثته الحركة الإسلامية على نظام بورقيبة خلال عام 1987 وما قبله، والذي انتهي بإسقاطه، ولكن وللأسف، فإن ذلك لم يكن لصالح حركة الإتجاه الإسلامي آنذاك، ولا لصالح الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، أي لصالح الحركة الديمقراطية التي كان بالإمكان تشكيلها وإقامتها، ولكن الهدوء الذي خيم على الساحة إثر عاصفة سقوط بورقيبة، والخطاب السياسي الإستهلاكي الذي ميز تلك المرحلة من تاريخ البلاد، جعل كل ذي قناعة يزداد قربا من ذي قناعته ويلتحق بمن يشاركه ويلتقي معه في قناعاته، ويأمل أن تتحقق من خلاله أهدافه وطموحاته وأحلامه. في هذه الأثناء، خرج الكثير من هذه النخبة عن صمتهم تجاوزا لترددهم، وظهرت رغبتهم بوضوح في الإلتحاق بتيارات الحركة الإسلامية، مما جعل الطائفة العلمانية تطلق صرخة فزع، واعتبرت نفسها تواجه خطرا حقيقيا تعزز فيه تنظيم الحركة الإسلامية بالعديد من رموز النخبة الزيتونية التقليدية، معتبرة في النهاية أنه لا فرق بينها وهؤلاء. وأن بعضهم أولياء لبعض. وقد جاء في النص الكامل لمرافعة النيابة العمومية في محاكمة حركة النهضة الإسلامية سنة 1992 بجريدة الصباح الصادرة يوم الثلاثاء18 أوت 1992 بتونس قولها « … كما أن تمسك مجموعة الإنقاذ بانتمائها إلى الصوفية فهو من المفارقات العجيبة… إن ذلك يؤكد مرة أخرى أن التطرف ملة واحدة لا فرق بين فرقة وأخرى ومهما اختلفت الأسماء فالمسمى واحد وأن تنظيمات المتطرفين لا تغدو أن تكون روافد متضامنة تصب في بؤرة واحدة هي الإرهاب وإذكاء نار الفتنة » (1) على حد قوله. ومنا من أبي إلا أن يكون بوقا من بواق السلطة وفقيها من فقهاء البلاط تمرر عبره السلطة المدعومة بالتيارات العلمانية التغريبية التكفيرية، وإن بدت مختلفة أحيانا مشاريعها التي تستحق أحيانا أن تمر عبرهم، ولاعتبارات مختلفة. أما ما كان من النخبة العلمانية التغريبية بمختلف مشاربها وعلى اختلاف تصوراتها وأفكارها فهي فإن كانت قد اتفقت على شيء فليس أكثر من اتفاقها على معاداة الحركة الإسلامية ومعاداة الإسلام من خلالها والكيد له ولها. (1) جريدة الصباح يوم الثلاثاء 18 أوت 1992 عدد 14155
حق الرد، ردًا للحق-
بين مطرقة عبد العزيز الجريدي.. وسندان عمر المستيري.
بقلم شوقي الطبيب.
chawkitabib@yahoo.fr
شرع السيد عمر المستيري منذ أكثر من شهر في شن ما يشبه الهجوم المنظم على شخصي عبر سلسلة من المقالات نشرها بمجلة » كلمة
» ثم « Tunisnews » ليتم الاستناد إليها في مقال أخير في نفس الاتجاه حرره السيد خالد بن مبارك والسيد سليم بقة في افتتاحية العدد الأخير من مجلة « L’Audace » تحت عنوان:
La Tortiocratie face à la Tunisie militante
محور هذه الاتهامات هي أخبار حررها عمر المستيري حول ما أدعاه عينة من « مواقفي المتخاذلة » تجاه السلطة داخل اجتماعات مجلس الهيئة الوطنية للمحامين طمعا مني في أصوات التجمعين مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة لرئاسة فرع تونس للمحامين.
أجد نفسي مكرها على الرد على ما ورد بالمقالات المشار إليها آملا أن يتسع صدر القائمين على » كلمة » و
« L’Audace » لنشر دفاعي ولو من باب حق الرد.
و مكره أنا على الرد بحكم أن ما سأكتبه سيشكل حتما مادة دسمة لشماتة السلطة التونسية وحتى للتندر على معارضة تثبت يم بعد يوم أنها تحذق بالأساس نهش لحم بعضها البعض.
مكره أنا كذلك على الرد بحكم أني سأضطر للتعرض إلى مداولات اجتماعات مجلس هيئة وطنية للمحامين وإفشاء وقائع من المفروض « لو كان أعطى ربي » أن تبقى سرية.
مكره أنا أخيرا بحكم أنني سأرد على مقالات نشرت بمنابر إعلامية مناضلة يديرها صحافيون تونسيون مناضلون أكن لهم التقدير وتجمعني بالبعض » منهن » بالخصوص أواصر معزة كبيرة.
ولكن ما حيلتي وقد طفح الكيل وأصبحت بحكم تواتر المقالات وصمتي محل شبهة حقيقية توشك أن تُثبت التهمة في حقي وكانت موضوع تساؤلات حائرة وصلتني من أصدقاء وزملاء من تونس وفرنسا وحتى من كندا.
لذا أجد نفسي مجبرا على توضيح التالي:
أولا: للحقيقة.
استنادا إلى ما يبدو أنه « مخبر سري » داخل مجلس الهيئة الوطنية للمحامين يمده مباشرة » بأخبارطازجة وتفاصيل دقيقة »، تعرض لي عمر المستيري بالاسم في مقال أول نشر بمجلة « كلمة » مؤكدا أنني أتحمل المسؤولية في دفع المجلس لإصدار قرار بالعفو على الأستاذ محمد بكار وإعادة ترسيمه بالجدول في حين أن هذا الأخير حسب زعمه هو « مزور ومتحيل معروف » : مجلة » كلمة » بتاريخ 03 سبتمبر 2006 مقال بعنوان:
Le Conseil de l’ordre des avocats réhabilite un faussaire notoire
ثم تعرض لي مجددا في مقال ثان نشره بعد أيام قليلة من الأول مفاده أنني توليت تغيير وجهة المجلس و » دفعته بواسطة التهديد » إلى عدم مقاطعة حفل افتتاح السنة القضائية، موجها لي تهمة ثالثة بنفس المقال، مفادها أنني أصبحت معروفا داخل المجلس » بالتدخلات الهادفة للحد من تضامن الهيئة مع قضية المكتب الشرعي لجمعية القضاة « : كلمة عدد 46 بتاريخ أكتوبر 2006 مقال بعنوان:
La nouvelle vague fait échouer le boycott de Ben Ali
ونظرا لأنه يحجر علي التعاطي مع ملف الأستاذ بكار الذي يبقى أولا وأخيرا ملفا مهنيا شخصيا فاني لن أعلق على الخبر الذي يهمه مكتفيا بالتأكيد بأن قرار المجلس في شأنه صدر بما يشبه الإجماع بحكم انه لم يعترض على تمتيعه بالعفو سوى عضو واحد وأحتفظ ثان بصوته على الرغم من أن طلبه تم التداول فيه خلال اجتماعين انعقد الثاني تحت إشراف العميد بن موسى وذلك خلافا لما نقله للسيد عمر المستيري « مخبره » من داخل المجلس.
فيما يتعلق بقرار عدم مقاطعة افتتاح السنة القضائية فان موقفي كان فعلا في اتجاه حضور هذه المناسبة وذلك للاعتبارات التالية التي سبق أن شرحتها للمجلس:
* انه لا يمكننا كمجلس الهيئة أن نتوجه بتاريخ 27 سبتمبر 2006 إلى رئيس الجمهورية برسالة نطلب تحكيمه وتدخله في الأزمات الأخيرة التي واجهتنا مع وزارة العدل فيما يتعلق أساسا بمشروع معهد المحاماة وملف التغطية الاجتماعية وغيره ملتمسين منه قبول عميد المحامين حتى يتمكن من بسط موقفنا، ثم نصدر بتاريخ 07 أكتوبر 2006 أي بعد حوالي عشر أيام فقط، قرارا برفض دعوة رئيس الجمهورية لنا بحضور افتتاح موكب رسمي تحت إشرافه.
!!
* إن قرارا بهذه الحدة يفترض أن يكون محل وفاق واسع داخل المجلس ووسط المحامين بما يضمن لنا تحمل تبعاته وهو ما لم يكن متوفرا وما أمكن لي معاينته من خلال النقاش وما تثبته كذلك نتيجة التصويت ( 6/8).
* انه يتعين علينا في حال اتخاذ قرار بالمقاطعة أن نتبعه باستقالة جماعية
لأنه لن يكون بعده وما ستتبعه من قطيعة نهائية مع السلطة أي معنى لبقائنا على رأس هيئة مهنية نقابية دورها أن ترفع صوتها و تحتج، ولكن من ضمن مهامها أيضا تسيير الشؤون اليومية لحوالي ستة آلاف محام بما يفترضه ذلك من علاقة يومية مباشرة مع الهيئات القضائية والمؤسسات العدلية والإدارات التي تقع جميعها تحت نفوذ السلطة التي قاطعناها.
* انه لا يجب علينا بأية حال أن يقع على كاهلنا كهيئة محامين مسؤولية قطع » شعرة معاوية » مع السلطة لأن ذلك إقرار بفشلنا في معركة لم نخسرها بعد ومن شأنه أن يقيم علينا حجة أمام الرأي العام المهني والوطني والدولي.
* إن كانت الغاية من قرار المقاطعة هو تبليغ احتجاجنا على ما آلت إليه أوضاعنا نتيجة سياسات السلطة فان هذه الرسالة قد وصلت عبر نضالاتنا العديدة التي خضناها ولا نزال من مسيرات واعتصامات واضرابات عن الطعام وغيره… أما إذا كان الهدف منه كما ورد في مقالات السادة المستيري ومبارك وبقة هو » توجيه صفعة تاريخية للدكتاتورية الحاكمة » فدعوني أقول على مسؤوليتي أن دور هيئة المحامين ليس توجيه الصفعات لا للسلطة ولا لغيرها من الأطراف.
* زعم كذلك عمر المستيري أنني قمت بتهديد مجلس الهيئة لحمله على تغيير موقفه من المقاطعة مما يدفعني لسؤاله: كيف يمكن أن تصدق هذه الرواية السخيفة من « مخبرك السري » يا سي عمر؟ هل يعقل أن تتخيلني وأنا أصغر أعضاء المجلس » سن وقدر » بصدد تهديد عميد المحامين وزملاء لي بعضهم حين دخلت المحاماة سنة 1992، تولوا ترسيمي بجدول الهيئة بحكم أنهم كانوا آنذاك أعضاء في مجلس هيئة العميد منصور الشفي ؟ ثم كيف لتهديداتي أن تفعل فعلها في عميد ومجلس لم تخيفهم تهديدات بارونات السلطة ولا الاعتداءات المعنوية لأذنابها و البدنية لأجهزتها الأمنية ؟.
* فيما يتعلق بالموقف من جمعية القضاة، فان الضحك تملكني حين قرأت ادعاء عمر المستيري أنني أصبحت معروفا داخل المجلس بمواقفي الداعية إلى عدم مساندة نضالات مكتبها الشرعي وبحكم أنه من العيب أن أنبري في هذا المقام مذكرا بما فعلته حقيقة داخل المجلس وخارجه دفاعا عن استقلالية القضاء عامة وعن مكتب الجمعية الشرعي خاصة فاني أترك للتاريخ وللشرفاء من قضاة تونس ومحاميها ومناضليها مهمة دفع هذه التهمة السخيفة عني، سخافة اتهام عمر المستيري لي بمغازلة السلطة مما يؤكد في حقه مرة أخرى إما البلاهة السياسية أو سوء النية تجاهي، كيف لا وجميع المطلعين على الشأن التونسي يعلمون أن مصيبتنا هي عيشنا في ضل سلطة لا تعرف ولا تقبل.. أن تُغَازَل أو تُغَاِزل، منطقها إن لم تكن معي فأنت ضدي.
!!
ختاما: أسئلة لا بد منها:
حتى يكون لهذا السجال معنى أرى لزاما أن ألقي بهذه الأسئلة الحارقة على نخبنا بمختلف أطيافها:
سؤال أول:
ما هو كنه العلاقة و الحدود بين ما هو سياسي و نقابي أو جمعياتي، ما هو رأيكم على سبيل المثال، في المقارنة- المقاربة التي خلص إليها السيدان خالد بن مبارك وسليم بقة في مقالتهما بمجلة« L’Audace » بين شوقي الطبيب عضو مجلس هيئة المحامين وبين الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الحزب السياسي المعارض ؟.
سؤال ثان: هل أن السلطة وحدها التي يجب عليها أن تحترم استقلالية العمل النقابي والجمعياتي ولا تمارس الإرهاب النفسي والإعلامي على القائمين عليه وتبث حولهم الإشاعات و العيون والمخبرين.. لنفترض جدلا فيما يخصني أنني » نصف أو حتى ربع مناضل » وأنني طمعت أو خفت من السلطة بمناسبة احد مواقفي داخل هيئة المحامين، ألا يفترض بمناضل » كامل الصفات » كعمر المستيري أن يأخذ بيدي ويمنع سقوط » الربع النضالي » المتبقي عندي بدلا من » فرش حصيرتي بالحق وبالباطل » في الانترنت وإصدار الأحكام النهائية بالانتهازية والعمالة، فأجد نفسي مجبرا على السكوت ثم على الرد عليه وكتابة ما يكره؟.
سؤال ثالث: أليس من حقي أن أرد الصاع صاعين وأفضح » المخبر السري » لعمر المستيري داخل مجلس هيئة المحامين الذي أراد الزج ب » كلمة » في » عركة بين محامين » اشفاءا لغليله ولنفسيته المريضة التي تعاني منها المحاماة عامة والمحاماة المستقلة بالخصوص فأصبح عنوانا للفتنة والتفرقة ؟ ألا يجوز لي كذلك أن أشك أن عمر المستيري أراد بدوره من خلال مقالاته تصفية ما يظنه حسابات بيني و بينه على خلفية رفضي تزكية قرار هيئة الرابطة بدمج فرعي باب بحر و تونس المدينة الذي انتمي إليه وإسناده رئاسة الفرع الجديد. (غادرت يومها قاعة المؤتمر ولم تفلح اتصالات عمر المستيري الهاتفية معي بالعودة والتصويت، غير أنه يتعين التوضيح أن رفضي لقرار هيئة الرابطة بدمج الفرعين لا يعني التخلي عن مساندة نضالاتها من أجل حقها في العمل المستقل وتحميل السلطة المسؤولية الأولى عن أزمتها بدليل التحاقي مؤخرا باللجنة الوطنية التي تشكلت للدفاع عنها).
سؤال رابع: إعلاميا وأخلاقيا هل يحجر فقط على السلطة نشر الأخبار الزائفة والثلب والكذب ونصب المشانق الإعلامية لمعارضيها… أليس من حقي كمعني بما نشره عمر المستيري أن يحاول هذا الأخير الاتصال بي للتثبت أو أخذ رأيي والحال أن أرقام هاتفي وعنوان بريدي الالكتروني معلومة عنده ؟ .. ألا تفترض أخلاقيات العمل الصحفي النزيه والراقي الذي نطمح إليه ونلوم السلطة بخصوصه، أن يتم التثبت من الخبر قبل نشره ؟. ما الفرق إذن بين عمر المستيري من ناحية، وعبد العزيز الجريدي و صحيفة » الشروق » من ناحية ثانية، ولنأخذ ما حدث لي معهم جميعا كنموذج للتحليل:.. فالأول، أي المستيري، استند في التهجم علي وكيل التهم بالعمالة والانتهازية على مصدر وحيد ومغرض داخل هيئة المحامين بيني وبينه حسابات قديمة جديدة، أما الثاني، أي الجريدي، فلقد نشر منذ سنة تقريبا » خبرا » مفاده أن » توفيق بن بريك اغتصب قريبتي« ، أما » الشروق » فنعتني ب » قواد فرنسا » استنادا إلى تقرير أمني مفاده أنني شربت كأس شاي مع » دانيال ميتران » في بيت خديجة الشريف ؟.
سؤال خامس وأخير: قولوا لي بربكم، أليس من حقي أن أحمد الله أنه ليس لأمثال المستيري و » مخبره السري » داخل المحامين وكالة اتصال خارجي وإدارة سجون وفرق أمنية.. وإلا ماذا كانوا فاعلين بأمثالي ممن وجدوا أنفسهم بين مطرقة عبد العزيز الجريدي وسندان عمر المستيري؟ … نسأل الله السلامة.
ويل للقرضاوي وللجزيرة من رويبضة من تونس
الحلقة الاولــــــــــــى
كتب الدكتور الصادق كشريد ـ أستاذ بجامعة الزيتونة ـ مقالا مطولا بعنوان » إتق الله يا شيخ » على صفحات جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم الفاتح من نوفمبر 06 نقلته » تونس نيوز » كاملا على نشرتها لذات اليوم . رجائي من القارئ الكريم مراجعة المقال المذكور لئلا يقفو ما ليس له به علم. المقال المطول للدكتور تناول قضايا كثيرة تحتاج إلى وقفات متأنية إخترت أن أتريث فيها.
أخصص الحلقة الاولى للقضية اللغوية التي مرق منها الدكتور مروق السهم من الرمية وذلك بسبب أنه خصص ما لا يقل عن ثلث مقاله المطول لمؤاخذة الشيخ القرضاوي على سقوطه في شرك عدم التمييز بين الحجاب والخمار . كما بنى الدكتور حججه العلمية على قواعد لغوية. لو لم يتدثر الرجل بشهادة علمية عليا في مستوى » الدكتوراه » يحاج بها في تحريرات علمية دقيقة أسها لغة شهرها القرآن الكريم سلاح تحد في وجه أربابها الاقحاح .. لما عوتب . وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه كما قال الشاعر الحكيم.
قال الدكتور في مقاله ناعيا على بعض أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بضاعتهم المزجاة في علوم الدين : » منهم من لا نعرف لهم باعا في العلوم الشرعية إنما هو مدع متعالم لم يتخصص في المعارف الاسلامية « . إذا بلغ التبرج العلمي بحضرة الدكتور دركا سحيقا فإنه لا ضير علي في إهدائه سقطاته اللغوية الفاضحة لعله يرعوي أو يزدجر.
لو ترفق الدكتور بالناس ـ سيما من هم في وزن الشيخ القرضاوي تراثا علميا وجهاديا ـ لأهدانا جرعة سكينة تهدأ فيها نفوسنا في هذه الجولات الاخيرة من معركة حريات سياسية عامة وشخصية خاصة أناخت بباب تونس تؤز الناس بخيلها ورجلها وجلبها.
أحصيت للدكتور المنافح عن الوحي العربي سقطات كثيرة أكتفي هنا ببعضها :
1 ــ كتب الدكتور وهو يورد قوله سبحانه في الاية رقم 31 من سورة النور » وليضربن بخمورهن على جيوبهن « . والصحيح هو : » وليضربن بخمرهن على جيوبهن « . لم تشذ عن ذلك قراءة من القراءات المتواترة المعلومة. 2 ــ كما كتب موردا قوله سبحانه في الاية رقم 53 من سورة الاحزاب » ذلكم أظهر لقلوبكم وقلوبهن » . والصيحح هو : » ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن « . وذلك فضلا عن كلمة » يستـــحي » التي يرسمها في ذات الاية بصيغتين مختلفتين. 3 ــ كما كتب موردا الحديث النبوي الشريف : » إنما الأعمال بالنيات وإن لكل إمرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه « . والصحيح هو : » إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه . ». نسب الدكتور الحديث إلى الامام مسلم في حين أنه متفق عليه بين الشيخين البخاري ومسلم والأولى بالدكتور المتعجل أن ينسب الحديث إلى الامام البخاري أولا ولا تخفى عليه القيمة العلمية لذلك التخريج. كما لا يخفى عليه الفرق المعنوي لتتابع أداة الحصر » إنما » لتشمل العمل والعامل معا ولا الفرق بين الهجرة لله وبين الهجرة إليه سبحانه. الامانة العلمية و الادب مع النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام يقتضيان التبين ويتأكد ذلك في الحجاج العلمي. 4 ــ كتب الدكتور ما نصه : » ونحن نعي أن بعضهم قد إتخذوا من زي المرأة … ». الصحيح هو: » .. أن بعضهم قد إتخذ .. ». 5 ــ كما كتب ما نصه : » دعوى القياس على الصلاة باطل« . الصحيح هو : » دعوى القياس على الصلاة باطلة « . 6 ــ كما وقع الدكتور في أخطاء تعبيرية وتركيبية كثيرة يربأ بها عن نفسه من هو أدنى منه منزلة علمية وذلك من مثل قوله :
ــ » الواجب الإتباع » و » الآنف الذكر « .الصحيح هو » واجب الإتباع » و » آنف الذكر « . أو » الواجب إتباعه » و » الآنف ذكره ». ــ ومن ذلك أيضا قوله : » البعض » و » الجميع « . والصحيح هو: » بعض » و » جميع » . ــ ومن ذلك إستخدام خطاب عامي مثل قوله : » الاإرادي » والصحيح هو : » غير الارادي « . ــ ومن ذلك قوله متحدثا عن المرأة : » وتغيب منزلتها كإنسان « . والصحيح هو : » وتغيب منزلتها إنسانا » أو » بوصفها إنسانا » والتعبير الاول أبلغ .
7 ــ كما يجمع الدكتور مفرد كلمة » خمار » على » خمور » . والصحيح هو » خمر ». 8 ــ يستخدم الدكتور تعابير لا تليق برجل مثله سيما في وثيقة يدافع بها عن الاسلام بأسلوب علمي محرر فمن ذلك قوله : » مفبركة » وهو يتحدث عن برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة . ولا يشفع له خرص دهماء المثقفين عندما يزعمون أن مثل تلك العبارات تعربت. 9 ــ ومن الممجوج في حقه قوله : » تربطهم وإياهم « . والصحيح : » تربطهم بهم ». أو » تربطهم معهم « . 10 ــ إنظر إلى هذا التعبير : » ومن حسن النية تحسين ظن المسلم بأخيه بأن يثمن جهده … ».ثم إنظر إلى التعبير الآخر وهو يتحدث عن تونس : » فمنذ إستقلاله سنة 1956 أي منذ خمسين سنة هو ينعم .. ». سماجة غريبة تحكي عجمة عيية. 11 ــ ومما يؤكد تشبع الدكتور بالخطاب التشريعي قوله : » والدين مبني على المساهلة لا على العسر « . ليس مقبولا ممن في وزنك مقابلة العسر بالمساهلة ونصوص الوحي ـ قرآنا وسنة ـ تطفح بمصطلحات اليسر طفحا حتى عد اليسر أصلا أصيلا ومقصدا ظليلا. 12 ــ طرح الدكتور سؤالا ولكن تملكه التعجل وإستبد به التهافت فلم يصبر على إستكماله وذلك عندما كتب : » وهنا لا بد من طرح السؤال التالي : هل أن آية الخمار وهي قوله تعالى .. » ثم ذكر الاية رقم 31 من سورة النور وبها عقد كلامه وقفل حديثه. 13 ــ سيلفى القارئ بيسر بأني تجاهلت ما يمكن أن يعد زلات مطبعية وهي كثيرة وذلك من مثل قوله : » بضع الاختصاصات » ولعله يقصد » بعض الاختصاصات » . وكذا قوله » يؤمها » في موضع غير مناسب بكل وجه. كما تغافلت عن تعابير أخرى لا تليق لا به ولا بالموضع العلمي الذي تصدى له وذلك من مثل قوله في أكثر من موضع : » بلدا إختزل علما غزيرا « .
كان يمكن التغاضي عن كل ذلك ومثله لو أن الدكتور تمالك نفسه وكظم غيظه فبذل للقرآن الكريم الذي يزعم الدفاع عنه ما يستحق من توقير وللسنة النبوية التي يهاجم بها أهل الذكر من العلماء الراسخين فضلا وللعربية التي خاض في يمها الطامي خوض الكلاب في دجلة كما قال الشاعر الحكيم كفلا ولتحرير نفائس العلم جأشا.
لن يكون عسيرا أبدا على القارئ أن يكتشف أن الدكتور من خلال قالته الطويلة تعجلته مهاوي الطمع الفاضح فشد رحله في إثر المهرولين إلى القصر الطامي بجرارهم .
كما لن يكون عسيرا على من له أدنى صلة بتحرير المسائل الشرعية بأن الدكتور لفرط غربته عن ذلك ينكث بعيه أقحوانة البيان العربي الحر ويطمث بسفسافه قحاحة البحث العلمي.
وإلى حلقة تالية أجادل فيها الدكتور بما هو به قمين أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه.
الهادي بريك ــ ألمانيا
« الجزيرة » في عيد ميلادها العاشر
إذا أتتك مذمتي من ناقص …
الحبيب أبو وليد المكني
شكلت قناة الجزيرة منذ اليوم الأول من ظهورها قبل عشر سنوات نقلة نوعية في الإعلام العربي لأن الإرادة التي تقف وراء تأسيسها كانت صادقة مع الجماهير العربية ، وليس غريبا بعد ذلك أن يشهد لها الجميع بالمصداقية إلى درجة أنها رفعت عاصمة عربية هي الدوحة إلى محط أنظار أغلب الناطقين بالعربية حكاما ومحكومين عندما يتعلق الأمر بمتابعة الأخبار العربية و الدولية و توجهات الرأي العام العربي و الدولي و آراء النخب بتنوع اتجاهاتها في تلك الأحداث و شرح أسبابها و استشراف المستقبل من خلالها، و يرجع الفضل لهذه القناة في التحسن الواضح الذي طرأ على مختلف أجهزة الإعلام العربية الأخرى التي أدرك القائمون عليها أن زمان اعتماد اللغة الخشبية قد ولى وانتهى و أن عليها أن تتأقلم مع الواقع الجديد فصار شغلها الشاغل هو التوفيق بين خطابها الإعلامي القديم القائم على فنون المدح و التمجيد و مؤانسة » أهل الحل و العقد » وضرورة التجديد بما تسمح به هامش حرية التعبير ،و أكاد أجزم أنه ليس هناك إعلامي عربي واحد لا يحتفظ في رأسه بنموذج الجزيرة مهما كان رأيه فيها ، نموذجا يقيم به أداءه الإعلامي و آفاق نجاحه وفشله ،
و كان لا بد أن تتفاعل الأنظمة العربية مع الحدث الإعلامي التي لم تكن ترغب فيه ـ وأقول الأنظمة وليس الأفراد مهما كانت مواقعهم لأن هؤلاء قد تفاعلوا إيجابا مع القناة الجديدة ـ فقام بعضها ببعث فنوات فضائية إخبارية مثل مصر و السعودية و الإمارات العربية المتحدة كان نجاحها أو فشلها بمقدار الاقتراب أو الابتعاد عن منهج الجزيرة ، فحازت » العربية » مثلا على ثقة الجمهور في بداية نشاطها لكنها فقدت جانبا كبيرا من مصداقيتها عندما تبين أنها تغلب وجهة نظر على أخرى بشكل لا تخطئه عين المتابع العربي الذي ظن البعض أن من السهل مغالطته ولكنه أثبت أنه مرهف الحس و الإدراك عندما يتعلق الأمر بمصداقية الكلمة و الصورة التي يتابعهما …
وليس معنى هذا أبدا أن هذه القناة خالية من الحسابات السياسية ،وليس معنى ذلك أنها أيضا لا تخضع إلى منطق التجاذب والتدافع بين القوى و الاتجاهات الفكرية و العقائدية ، ولكن نقطة قوتها تتمثل في أن هامش الحرية فيها هو الأوسع منه في أي قناة عربية أخرى شرقا و غربا ،
إن هامش الحرية الذي يتمتع به العاملون في هذه القناة هو العامل الأكبر الذي يفسر النجاح الباهر الذي تحققه هذه القناة عربيا و دوليا أو العامل الثاني فهو الإرادة السياسية التي تمسكت بها الجهة الممولة التي لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتوجه لها بأحسن عبارات الشكر والتقدير ،
كلمات بهذه المناسبة لخصوم الجزيرة
لا أريد في هذه المناسبة أن أدخل في نقاش مع أولئك الذين يحترفون ترويج ثقافة الهزيمة بيننا بالاعتداء على كل شيء جميل عندنا والانتقاص منه باعتماد معايير لا تتناسب مطلقا مع الواقع العربي أو أولئك الذين ينطلقون في حملاتهم الرخيصة من حسابات شخصية أو فئوية ضيقة كانوا يسعون لتحقيقها لكنهم اصطدموا بقوى أخرى أفسدت عليهم حساباتهم و أعادتهم إلى حجمهم الحقيقي ، وكان يجدر بهذه التيارات أن تقدم نموذجا آخر في حرية التعبير و الإفادة و التكوين وصياغة الرأي العام يعتمد معايير الحداثة التي تؤمن بها و يفتح المجال أمام كل الاتجاهات السياسية و الفكرية والعقائدية أن تعبر عن نفسها ويكون الفيصل هو الحجة و البرهان و المصداقية و المساهمة في صنع الواقع العربي الجديد ، بيد أنها للأسف وضعت نفسها في خدمة قوى عالمية قد تتعارض مصالحها مع مصالح الأمة العربية و الإسلامية أو أنها فعلت ما هو « أشوم » وهو وضع نفسها رهن إشارة أنظمة الاستبداد بحجة مقاومة الخطر الأصولي أو لأسباب أخرى أكثر انتهازية وأشد تهافتا و انعزالية يحسن أن لا نتعرض لها بالتفصيل ..
و يكفي أن ننظر في مضامين الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها جملة من الأقلام التونسية على الجزيرة هذه الأيام لنكتشف قيمة البضاعة التي يدخل بها هؤلاء لسوق الإعلام المتحرر ـ جزئيا على الأقل ـ من الوصاية و الرقابة إذ نجد كلاما عن بث الفتنة و الدعوة عن الفوضى و قصد الإساءة للوطن لمجرد أن أحد الوجوه المعارضة وهو الدكتور المرزوقي دعا المواطنين في بلده إلى ممارسة حقوقهم في الاعتراض على السلطة بداية من أضعف الإيمان وهو وضع شارة سوداء على الكتف إلى مختلف أشكال العصيان المدني . فالجزيرة هنا لم تفعل غير تمكين الطرف الآخر من المجتمع التونسي من إبلاغ موقفه و التعبير عن رأيه و الوصول إلى مواطنيه ، وكان يسعد المرزوقي و غيره من زعماء المعارضة أن تكون لهم الفرصة في أن يعبروا أن أنفسهم من خلال وسائل الإعلام المملوكة للشعب التونسي..
نجد في هذه المقالات ـ وكثير منها غير ممضاة ـ إسفافا لا يليق بصحفي حر لأن أصحابها يخشون من » قائلة غدوة » أو أنهم أول من يعرف أن ما يحبرونه هو هراء في هراء ولكنه أكل العيش و سخرية قدر ، كلام يقدح في شخصية من هو نار على علم في الصدق الاعتدال و الوسطية واحترام الآخر هو الدكتور القرضاوي حفظه الله يصدق عليه قول الشاعر المتنبي » إذا أتتك مذمتي من ناقص :: فهو الشهادة لي بأني كامل ، لأنه مهما كان خلافنا مع رأي الشيخ القرضاوي فلا يجب أن تدخل معه في متاهات الخطاب السياسوي الرخيص و الرجل ليس خصما لأحد إلا من كان عدوا لأمته ودينه بائن العداوة واضح الكفر ، و أن مكانته الرفيعة لدى قطاعات واسعة من المسلمين في كل بقاع العالم تجعل محاولة النيل منه بهذا المستوى الذي ظهر على صفحات الشروق و الصباح … دعاية سلبية لتونس وشعبها .
ولكي أختم المقال أحب |أن ألفت انتباه الذين يكتبون عن الجزيرة في تونس ما يرضي الأسياد وقد يغضب رب العباد أنكم لا تقدحون فقط في قناة قطرية تخشون سطوتها على عقول مواطنيكم ولكنكم كذلك تقدحون في فريق من الصحفيين التونسيين الأكفاء ممن شهد العرب بمستواهم الحرفي و جرأنهم وشجاعتهم في الوصول إلى مناطق الأحداث وصناعها نذكر منهم السادة محمد كريشان و غسان بن جدو و الحبيب الغربي و ليلى الشايب وعادل المالكي و عذرا لأمثالهم كفاءة واقتدارا من مختلف البلدان العربية ..
أما حديثكم المتكرر عن اهتمام قناة الجزيرة بتغطية الأحداث التي يصنعها الإسلاميين فالرد المناسب عليها فهو سؤال واضح وصريح ، لماذا لا تفعلون أنتم ما امتنعت الجزيرة عن فعله من تغطية الأحداث التي يصنعها حلفاؤكم من خصوم الإسلاميين في إندونيسيا و الشيشان و أفغانستان و إيران و العراق و فلسطين ولبنان ؟؟ ؟؟؟
أما غيظكم من التواجد المؤثر للكفاءات الإعلامية من ذوي الميولات الإسلامية في القناة بما يوازي دور هذا التيار في صناعة القرارات والأحداث والآراء العربية ، و بما يوازي عطاؤهم في الدفاع عن الأمة ونصرة قضاياها العادلة فهو علامة ضعف وخوف أمام خصم لم تستطيعوا مواجهته في ساحات التدافع الشريفة فصور لكم خيالكم أن نجاحكم الظرفي وراء حدودكم الضيقة في إقصاء أكفائكم سيسري مفعوله على بقية البلاد ، و لكن خاب ظنكم و بطل سحركم و انكشفت مؤامراتكم وضاعت هيبتكم .
فألف تحية لقناة العرب الأولى في عبد ميلادها العاشر و المجد و الخلود لكل العاملين المخلصين من رجالها ونسائها …
Benalim17@yahoo.fr
ما الذي أضافته ” الجزيرة ” للعرب والعالم ؟
بقلم : نور الدين العويديدي تحتفل قناة “الجزيرة” هذه الأيام بعيد ميلادها العاشر. خلال الأعوام العشرالماضية سجلت القناة نجاحات كبيرة، لمتسبقها إليها أي وسيلة إعلام عربية علىالإطلاق. لكن “الجزيرة”، رغم نجاحاتها، أو ربما بسبب تلك النجاحات، أثارت حولها جدلا كبيرا لا يكاد يتوقف. فما الذي أضافته القناة للعالم العربي وللعالم خلال عمرها العامر بالكثير من الإنجازات وبالكثير من الجدل المثار حولها منذ انبعاثها؟. أضافت “الجزيرة” للعالم العربي: – قدرا غير مسبوق من الحريات. فقد مثل تاريخ ميلاد القناة تاريخ ميلاد أعلى قدر من الحريات تعرفه الشاشات العربية الصغيرة.إذ كانت التلفزيونات العربية تلفزيونات رسمية، تسبح بحمد الحكام وتلهج بالدعاء لهم، حتى جاءت “الجزيرة”، فلم يعد خبر الرئيس أو الملك أو الأمير هو الخبر الأول في نشرة الأخبار، وصار العالم أكبر من الأقطار الصغيرة وأمرائها وحكامها، وبات بوسع المرء أن يرى ويسمع أخبار الشعوب، في سرائها وضرائها. كما بات بوسعه أن يسمع نقدا، لاذعا في كثير من الأحيان، للحكومات والحكام، ولم يكن العرب يعرفون من تلفزيوناتهم من قبل، إلا الإنجازات العظيمة، التي لم يجد بها الزمان سوى على أمة العرب في هذا الزمان. – أطلقت “الجزيرة” حركة إعلامية وإخبارية عربية جديدة، قامت على أسس غير الأسس التقليدية للإعلام العربي. فالجزيرة أم الفضائيات العربية الإخبارية كافة، بهذا المعنى، والجميع قلد “الجزيرة” وحاول استنساخ تجربتها. وعلى الرغم من أن سقف الحرية في معظم القنوات العربية الأخرى، أدنى من سقفها في “الجزيرة”، إلا أن الجميع كان ينحت تجربته وأمامه تجربة “الجزيرة”، يقيس عليها، يقترب منها ويبتعد. لكن لم يعد ممكنا بعد “الجزيرة” العودة إلى ما كان قبلها. حتى القنوات الرسمية العربية أخذت من “الجزيرة”، وحاولت أن تقلدها، رغم هجماتها المتكررة عليها. – أثارت “الجزيرة” نقاشات وجدالات واسعة في النخب العربية حول أوضاع العرب المختلفة. وصار بوسع المشاهد العربي أن يرى على الشاشة اتجاهات فكرية وسياسية وعقائدية مختلفة. ولم يعد مع “الجزيرة” ثمة مكان للرأي الواحد. وكان برنامج “الاتجاه المعاكس”، وخاصة في بدايته، بمثابة ثورة في عالم الإعلام العربي. فمع هذا البرنامج ومع برامج أخرى في القناة، صار ثمة اعتراف بالاختلاف والتعدد. وأصبح لتيارات ورموز فكرية وسياسية لم يكن يعرفها المشاهد العربي من قبل من خلال وسائل الإعلام حظ في إعلام الصورة والصوت، بعد أن كان محرما عليها من قبل. – مع “الجزيرة” أيضا صار الصحفي سلطة حقيقة، واحتل الإعلام موقع السلطة الرابعة، التي لم يعرفها العرب من قبل، مثلما لم يعرفوا السلطة الثانية والثالثة، واكتفوا بالسلطة التنفيذية المهيمنة على كل شيء، وأعيد الاعتبار للصحفي العربي، باعتباره يمثل المشاهد، ويساعد في الوصول إلى الحقيقة، بخلاف الصحفي الرسمي، المكلف عادة بمهمة التلميع والتمجيد والمدح والثناء. فمع حوارات أحمد منصور وفيصل القاسم وسامي حداد وآخرين من محاوري “الجزيرة” ومذيعيها، صار المسؤول العربي يقف متوجسا “خائفا”، ولم يعد كما كان يستغل ظهوره الإعلامي للتفاخر بإنجازات لا يراها المواطنون على أرض الواقع. – ومع “الجزيرة” صارت أخبار العرب تسلط عليها الأضواء بأيدي مهنيين عرب، بخلاف ما كان حاصلا في السابق، حين كان العالم العربي مجرد موضوع للأحداث، وموضوعا للأخبار التي تنتجها وكالات الأنباء الغربية. فمع “الجزيرة” صار العالم العربي موضوعا للأخبار، وذاتا منتجة لها في ذات الوقت. وهذا تطور كبير لم يقدّره الكثير من المراقبين من العرب والأجانب حق قدره. مع “الجزيرة” تحقق هذا الإنجاز، وهذا واحد من أهم إضافات القناة، التي ولدت كبيرة، وبلغت سن الرشد قبل أن تقفل سنتها العاشرة. – أما على الصعيد العالمي فإن ما أضافته “الجزيرة” أنها أسمعت العالم صوتا لم يسمع من قبل. أسمعت “الجزيرة” العالم صوت العرب، وقدمت له رؤيتهم في تناول شؤونهم وقضاياهم. وكان هذا أحد أهم أسباب تميز القناة، وسبب تفوقها على الكثير من منافساتها من القنوات العربية والدولية. لقد مثلت “الجزيرة” صوتا بكرا لم يعرف من قبل، فمثلت للكثير مدعاة للتفاجئ بل والصدمة، فمن لا صوت لهم صار لهم مع “الجزيرة” صوت، ومن كانوا مجرد موضوع صاروا ذاتا، لها رؤية ووجهة نظر. – ما أضافته “الجزيرة” أيضا على الصعيد العالمي أن الحروب “النظيفة” لم تعد نظيفة، وهل توجد في الواقع حروب نظيفة؟ قبل “الجزيرة” كان المشاهدون لا يرون من الحروب إلا حركة الجيوش المنظمة، وابتسامات السياسيين الصفراء أو تهديداتهم، وإطلاق الصواريخ وإلقاء القنابل وانفجارها، ولكن عن بعد، وهي انفجارات تكاد تشبه الألعاب النارية، التي اعتاد عليها الناس في المناسبات العامة والأعياد. ومع “الجزيرة” صار بإمكان المشاهد أن يرى الدماء والأشلاء والدمار والخراب، الذي لا ينفك عن الحروب، ويجعل الحرب بشعة على الحقيقة. وعندما وقعت مجزرة قانا الثانية في الحرب الإسرائيلية على لبنان، الصيف الماضي، كنت أتابع قناة “بي بي سي وورد سارفيس”، وبعد تنبيهات على المشاهدين تحذرهم من رؤية مشاهد مؤلمة، لم أر في تقرير القناة بخصوص المجزرة سوى شخص ميت على حمالة، وجهه مغطى، ويده تتدلى. أما في “الجزيرة” فرأيت ما تشيب لهوله الولدان من قتلى بالعشرات ومصابين ودمار هائل وأشلاء ودماء. وعلى الرغم من أن كثيرين يجادلون بأن مشاهد القتلى والأشلاء والدماء والدمار صور ليست مناسبة للعرض أمام الناس، وفيهم المرأة الرقيقة المشاعر والشيخ والطفل، إلا أن ذلك هو السبيل الوحيد، كما يقول المدير العام لشبكة “الجزيرة” السيد وضاح خنفر، أو هي الطريق الأقصر لوضع حد للحروب، بإظهار بشاعتها أمام الناس على “الجزيرة” مؤاخذات كثيرة، وقد تكون مؤاخذات متناقضة، بحسب تناقض القوى والمصالح. إذ يرى البعض أن “الجزيرة” أعطت للتطبيع معنى ودفعا جديدا لم يكن له من قبل.. فمعها صار الكثير من السياسيين الإسرائيليين ضيوفا يدخلون البيوت العربية، دون استئذان. ومعها أيضا فقدت بعض القيم معناها، حتى صارت الخيانة الموصوفة وبيع الضمائر مثلا في العديد من حوارات “الجزيرة” مجرد وجهة نظر.. لكن “الجزيرة” فضحت الكثير من المخبوء، وجرمت الاستبداد العربي، وقدمت جرائم الأمريكان والإسرائيليين وبشاعات جيشهم على الهواء، وعرضت وحشيتهم على أوسع نطاق، حتى قال المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة إنه لو كان في العالم فضائيات، من نوعية “الجزيرة”، في فترة النكبة عام 1948، ما كان بوسع الإسرائيليين أن يدمروا 500 قرية فلسطينية، ولأمكن حماية مئات القرى من التدمير والخراب والتهجير.
(المصدر: الجزيرة.تاك بتاريخ 31 أكتوبر 2006) الرابط:
http://www.aljazeeratalk.net/jaz10/
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في 02/11/2006
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة – رحمه الله
الرسالة 157 على موقع الأنترنات تونس نيوز
الحلقة الثالثة للضرورة
الرسالة المفتوحة لسيادة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة عشرة للتحول للتاريخ و الذكرى
أواصل على بركة الله الكتابة حول إحياء الذكرى التاسعة للتحول و قد توقفت يوم 1 نوفمبر 2006 عند الحديث عن دعم العناية بالجوانب التنموية و دعم مناطق الظل و الحديث على التقسيم الترابي و التنظيم الإداري المقترح و المطلوب و الضروري و الذي يعتبر من أهم مشاغل المواطنين في الجهات النائية مثل الحنشة و جبنيانة و منزل شاكر و الغرابة بولاية صفاقس الجهة الشمالية و الغريبة و السخيرة و بئر علي بن خليفة و المحرس من الجهة الجنوبية و الجم و السواسي و أولاد الشامخ و هبيرة و شربان و بومرداس و كركر بولاية المهدية و جومين و غزالة و سجنان و ماطر بولاية بنزرت و تاكلسة و منزل بوزلفة و بني خلاد و سليمان و بوعرقوب و قرمبالية بولاية نابل و اشرت في مقالي إلى ضرورة التقسيم الترابي
و إحداث خمسة ولايات جديدة
و اليوم أستكمل المقال الذي إخترت أن يكون حول ستة مواضيع هامة تشغل بال الجميع و قد شرحت في المقال الأول يوم 01/11/2006 إلى 7 نقاط هامة و اليوم أورد 6 نقاط المتبقية
ثامنا : ضرورة تطوير منحة المناضلين و المقاومين :
فلا يعقل أن تكون منحة المناضل أو المقاوم الذي كافح الاستعمار الفرنسي و ضحى بالنفس و النفيس من اجل إستقلال تونس و سيادتها و حريتها و لولا هؤلاء الابطال ما جلسنا نحن على كرسي الحكم من المسؤولية المحلية إلى أعلى سلطة و من المخجل أن تكون منحة المناضل الشهرية 140 دينارا أي 4650 مليما في اليوم معلوم كسكروت و قهوة و صحيفة و معلوم النقل بينما هناك أصناف ثمن فنجال القهوة صباحا بخمسة دنانير و لدوا بعد الاستقلال بعشرة أعوام عام 1966 و كانوا في الجامعة من المشوشين و من الإتجاه الشيوعي و اليوم هم اصحاب الكلمة و يتكلمون في الصحافة و التلفزة كأنهم هم الذين صنعوا الاستقلال و ركزوا الدولة العصرية
تاسعا: ضرورة الترفيع في منحة العائلات المعوزة حيث أنّ المنحة التي تسند إليهم لا تغني و لا تسمن من جوع و بعض هذه العائلات ليس لها مدخول آخر فكيف تعيش بـ145 دينار طيلة 3 اشهر بمعدل 1.600 مليم يوميا لا تكفي حتى إلى الرغيف الضروري و إلى الخبز الشائح و الماء
و ليس من المعقول أن تبقى هذه الشريحة مهمشة و كأنها تأخذ في الصدقات و المنّ و الشهرة و هناك نسبة 50 بالمائة من العائلات المعوزة غير مدرجة في قائمة هذه المنحة و تعيش من الصدقات التي توزع في شهر رمضان و الاعياد الدينية بحوالي 25 دينارا في كل مناسبة أي 75 دينارا في العام و بعض المواد الغذائية تجمع من التجار و أهل البرّ و الإحسان و بعضهنّ من العجائز أو بعض الشيوخ من يبتسم له الحظ يوم عيد الإضحى و يتسلم خروف صغير تبرع به أهل الفضل و الإحسان و تحضر التلفزة قصد التصوير و الإشهار و الرياء بينما الصدقات تعطى في الخفاء و اليد اليسرى لا تعلم بما أعطته اليد اليمنى حسب حديث رسولنا صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى : و الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين على الناس صدق الله العظيم
حتى تصبح المنحة على الاقل 300 دينار كل 3 اشهر و متى تضاف 50 الف أسرة جديدة للحصول على هذه المنحة الضرورية التي من واجب الدولة و من مشمولاتها رعاية هذه الشريحة
عاشرا : التأكيد على تجسيم الشعار الكبير تونس لكل التونسيين بدون استثناء
و انّ إسناد الرخص لتحسين العيش الكريم للجميع دون استثناء لكن في التطبيق هناك شريحة محرومة من الشغل بعد البحث الإداري و البحث الطويل و يشمل البحث أصحاب الدكتوراء و الاطباء و المحامين و الاساتذة و غيرهم حتى يصل إلى العامل المتواضع و لو في التنظيف البلدي و هذا الإجراء الإداري حرم العديد من اصحاب الكفاءات و بقي الظل يلاحقهم طيلة 17 عاما من عام 1989 إلى اليوم بينما شعارنا تونس لكل التونسيين بدون استثناء و أحيانا يعطل البحث حتى رخصة بيع الدواجن أو الغلال و الخضر لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم قال الله تعالى : … تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّا في الارض و لا فسادا و العاقبة للمتقين صدق الله العظيم
إحدى عشر : التاكيد على ضرورة تطوير مفهوم المواطنة و إعطائها المنزلة الكبرى.
حيث لا يخفى أنه ليس من المعقول أنه كل من أدلاء برأي حرّ أو حديث بفضائية تلفزية أو كتب مقالا في صحيفة أو ساهم في موقع الأنترنات مثل موقع تونس نيوز يصبح في نظر بعضهم معارضا أو مخالفا أو منعوت بشتى النعوت أو يصبح في نظرهم خائنا أو مشاكسا أو معاديا لمجرد مساهمته برأي ربما يتعارض مع رأي المجموعة المشار إليها و هذا خطر و غير دقيق فالمواطن حرّ وولد حر و يموت حر » و يغسل حرّ و يقبر حرّ و يدفن حرّ و الله هو الذي يحاسبه يوم الفزع الأكبر يوم الحاقة و الندامة.
أما في الجنة أو في السعير الإنسان مهما كانت درجته فإنه يعامل الناس معاملة إنسانية و بعدل و إحسان و لطف و و يحسن الظن بالآخرين و كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه متى إستعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا و قال حكمة أخرى إذا دعتك قدرتك لظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
و قال الله تعالى: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إنّ الله سريع الحساب صدق الله العظيم سورة غافر الآية 15 و 16.
إثنى عشر : المصالحة الوطنية ضرورة حتمية لو تقع المبادرة يوم 7 نوفمبر 2006 بدعوة كل الأطراف الممضاة على الميثاق الوطني و كل الآراء المتباينة في كل شرائح المجتمع المدني بدون استثناء في لقاء عائلي وودي رائع بشمولية الاب الروحي في الذكرى التاسعة عشر و بعطف و حسّ مرهف و نظرة شاملة و برعاية أبوية و حنان و لفتة أبوية كريمة أعتقد أنّ الأمور تتغيّر و يحصل الاتفاق و تزول نسبة 80 بالمائة من الغموض و التهويل بفضل الإتصال المباشر و الإصغاء بدون وساطة أو ترجمان و أعتقد أن سرّ الاتصال المباشر الذي إكتشفه زعيمنا الأكبر و عملاق التاريخ الحديث المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة في بداية الثلاثينات و اثمر و جاء بالعجب العجاب هو نفس المنهج الذي لو سرنا فيه اليوم لحصل الاتفاق في جل الإشكاليات و لذاب الثلج و هذا لا محال يضجع السماسرة و التجار لأنّ لو حصل هذا التقارب و تم الحوار و زال الضباب و إتضحت الرؤية و إنبلج الصبح يخسر السماسرة و يقع فطمهم على الرضاعة و يسحب البساط من تحت أقدامهم و تشرق الشمس في ربيع شهر مارس و يضع الجميع اليد في اليد من أجل تونس و يعود الصفاء و الصراحة طبعا وقتها تتضح الاشياء بعين بصيرة و يذوب الجليد و تطفىء النار التي يوقدها الآخرون لغاية في نفس يعقوب و من أجل المال و البروز و الشهرة لأنهم كانوا نسيا منسيا و لا رصيد لهم و لا ماضي تليد و جاؤوا من تالي و قالوا يا مالي و المثل يقول ضربني و بكى و سبقني و شكى … و كذلك هناك مثال آخر يقول : قالو أيّ نوليو شرفاء قالوا حتى يموتوا كبار الحومة
لأنهم يعرفون كل شىء و كل من هبّ و دبّ هذه بعض الخواطر و المقترحات أقدمها بمناسبة الذكرى التاسعة عشر للتحول و هي تتمة للحلقتين السابقتين عسى ان تنير السبيل و تساهم في توضيح الطريق و هذا من حقنا في بلادنا الحرة و بيان السابع من نوفمبر 1987 اكدّ على ذلك و قال البيان بالحرف الواحد أنّ الشعب التونسي بلغ من النضج و الوعي ما يأهله للممارية حقوقه السياسية و ها نحن نساهم بالراي الحر في هذه الذكرى و أختم بالآية التاسعة عشر في الذكرى التاسعة عشر و ذلك 3 في الحلقة الأولة و 12 في الحلقة الثانية و الأربعة في الحلقة الأخيرة الجملة 19 آية حسب سنوات التغيير قال الله تعالى : فستذكرون ما اقول لكم و افوّض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد صدق الله العظيم
ثلاثة عشر : إقتراح التمديد في أجال العفو الجبائي إلى موفى السنة الحالية 31/12/2006 حيث لا يخفاكم أن شهري سبتمبر و اكتوبر 2006 هما شهري المصاريف الكبرى و النفقات للعودة المدرسية 2006/2007 و رمضان المبارك و مصاريف العيد السعيد و هما شهران نفذت فيهما ذخيرة المواطن …و في هذا المجال ارى ضرورة طرح الجبائية مستقبلا على كل اسرة مدخول سندها أقل من 2880 دينار سنويا أي الاجر الأدنى المضمون 240 دينار شهريا
هذا الصنف ينبغي ان يعفى من الآداء على الضريبة الشخصية في إطار إصلاح المجلة الجبائية و في نطاق العدالة الإجتماعية و الأخذ بيد ضعاف الحال و هؤلاء الشريحة يجب أن تعفى من الخطايا و الآداء البلدي حتى تشعر بأنها في قلب و ضمير الأمة لأنّ هذا المدخول لا يفي بالحاجة الضرورية للعيش الضروري للرغيف بدون لحم و سمك و لا غلال و لا فواكه إلا مرة في العام…ربي يعطيهم الصبر
عاشت تونس حرة منيعة مستقلة و عاش الفكر الحرّ شامخا شموخ العظماء و الله أكبر
قال الله تعالى : و لله العزة و لرسوله والمؤمنين.
هذه المقالات ستكون مرجعا لكل التونسيين بدون إستثناء .
ملاحظة هامة : أبعث اليكم ضمن هذا المقال نسخة تاريخية حول نشاط الزعيم المرحوم الهادي نويرة 1971 للعبرة و الدرس.
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة – رحمه الله
الجوال 22.022.354
مقتطفات من مسرحية « كلام الليل » لتوفيق الجبالي
الديموقراطية الديموقراطية هي: كيف الشمس تولي تزرق في العشية و اصحاب البيبان ينقصوا من الدقان و تكييف الدخان الضو الاحمر ياقفوا فيه البوليسية و يتقطعوا كلاسط البشكير من البلاد و تنقص العباد من ماكلة الفول في قالب كمية سكروا علينا القوالب و حلوا البلاد للعمي و الصنافة و اعطيوا شارات للحوافة و اقلبوا علينا ها الصحن
الإنتخابات أوّل مناسبة تجي، نجبدلو وخلّي فين ترصّي ترصّي. حاجة كيف هاذي ما نسكتش عليها… آه ما ثمّاش … أوّل مناسبة تجي نجبدلو نقلّو: بجاه الّلي يعز عليك و ما تاخوش في خاطرك منّي … أعفينا من هاذي هدرة الإنتخابات … ماسطة موش متاعنا ما يخرجش علينا و ما هيش في سبرنا و عوايدنا إشنية هي تونس؟ … أربع حيار والنّاس الكل تعرف بعضها … حتّى الّلي يغضب و إلّا يعنطز ما عندو وين يمشي …ما إيلو :ان إللّي هو … موت … عيد … وطيّة … ألصغير يكب على الكبير، هكّة نعرفو احنا من أوّل الدّنيا « هيّا تره بوس عمّك يزّي بلا ركاكة » … و لذا أنا أوّل مناسبة تجي نجبدلو. نقلّو أعفينا من هاذي هدرة الإنتخابات … و إلّا أنت عمروش انسان جاء يتشكّى، وإلاّ سأل حد على حاجة اسمها انتخابات و إلأ وينكم أشبيكم لتوة النّهار راح على الإنتخابات و لا هم يحزنون … و لذا فاش قام ها البورقة الّلي تحلتلنا؟ و زيد على هذا و دونو اشكون ريت فينا برّاني، تبارك الّله، نحمدو ربّي و نشكروه، بكلنا توانسة، عرب، مسلمين، سنّة بين بعضنا، نركّبو الكيف. :كسكسي بالفول راس العام، صحفة عصيدة في المولد، العيد الكبير هذاكة زايد نحكيلك ما هو يا جزّار و يا عمّار اذبحو بالرّاحة. لا الحق حتى الإذاعة موش مقصرة معانا بالكل، كل عام هاذيكة هي الندّابة … عاد أمّلة فاش قام حملة و لافتات و كراهب تزمّر و تلفزة محلولة و هذاكة يفرش في هذاكة و هذاكة يتشومت في الآخر و زيدني دقيقة توّة نورّيكم فيه، و ما تسمعوش كلامو راهو يكذب و فضايح و حالنا مكشوف قدّام الخاص و العام و اللي يسوى واللي ما يسواش و هوما من أصلهم يسالونا مغيرفة أسمع ياللي ما سمعتش هوكة العرب عمرهم ما يتفاهمو بين بعضهم و النّهار الكل و هوما يتناحرو واحنا موش ناقصين فضايح. بحيث أنا أوّل مناسبة تجي نجبدلو. منّي ليه، نقلّو باسم تونس، و مصلحة تونس، و مستقبل تونس، و طقس تونس، و بيبان تونس، و جو تونس و مهرجان البركوس متاع تونس … أعفينا من هاذي الانتخابات. خلّينا من آش يقولو علينا. هات ناخذوها من النّاحية الاقتصاديّة البحتة، التّبذير والمصروف الزّايد جاك شويّة؟ هاو غيرة باش تلصّق هاك الوريقات و اللافتات في الشّارع والأنهج … و صنادق و مسامر و كوب و شقلالة … و زيد هذا موش صنيدق و إلّا اثنين … هاذي الآلاف المؤلّفة من الصّنادق. احسب أنت إذا كل صندوق ياكلّك كذا مسمار و كذا لوح و كذا دهن … هاي ولّات حثيلة و هاك المدارس اللي يتحلّو و آش ينظّفهم من هاك الغبابر و القماش الأكحل و شويّة قهاوي فيلتر للجماعة … آه؟ أمّالة، عيب مخرّج العباد من الفجّاري على ريقهم، بالقليلة قهيوة فيلتر … موش حسبة ولّات؟ و لواش هذا بكلّو؟ باش يجي واحد تونسي عربي مسلم سنّي يعفّس في خوه المسلم السنّي العربي التونسي. يا أخي حط سمّي الفرادي من الأول و سيّبو داخ و طاح راح و يا ناس ما كان باس … قعيدة صبحيّة في قهوة … نقدّمولكم سي فلان … آشكون باش يقول لا … النّاس بوجوهها … و يا أخي انت لازم اليوم، ماو مرّة عندي و مرّة عندك. بحيث أنا أوّل مناسبة تجي نجبدلو. و هات هاك الأربع صوردي نقضيو بيهم مصلحة، نعملو بيهم مشروع … أما خير و إلّا يمشيوفي المسامر المصدّدة و الغيرة الفارغة. ]ا أخي ابني بيهم حمّام … حاجة تعود بالنّفع على المجموعة … يا سيدي لواش حمّام، بالك يقلّك بورجوازيّة و صابون و نظافة و كذا. نعملو بيهم … ما نعرفش أنا، معمل شيش يا رسول الّله … النذاس باش تتفلق من قلذة الجبّادات و أنت تقلّي انتخابات … عيب. كيف نوفّرو لأولادنا و فلذات أكبادنا بعض التجهيزات الأساسيّة التّرفيهيّة اللي طال الزّمان أو قصر كذا و شيء و حاجة و إلّا ما نخمّمو كان في كروشنا … أمّالة لواش التكعرير، هاني أنا على الأقل تكلّمت و قمت بواجبي و هاو تشوفو إذا أوّل مناسبة تجي و ما نجبدلوش نقلّو بالحرف الواحد مصلحة تونس أبجل و فك علينا من الانتخابات … آه؟ تخاف لا ربّما يكعرروا الكعرارة؟ هاك اللي ما يعجبهم حتّى شيء؟ يا سيدي خلّيلهم الدّيموقراطيّة و نحّي علينا الانتخابات. الدّيموقراطيّة كل حد يدبّر راسو أما الانتخابات، هاذي أمور تتكلّف غالي على الدّولة و ربّي يهدي ما خلق و هذا آش يقول ابن آدم.
(المصدر: مدونة « مواطن تونسي » بتاريخ 2 نوفمبر 2006) الرابط:
http://mouwatentounsi.blogspot.com/index.html
مؤتمر الأمم المتحدة السادس عن الديموقراطية:
إجماع حول الحاجة للإصلاح السياسي.. خلافات حول سياسات أمريكا وإسرائيل
البيان الختامي يرفض النماذج الجاهزة المفروضة من الخارج
رغم الخلافات الحادة التي برزت طوال أعمال المؤتمر الدولي السادس عن الديموقراطيات الذي نظمته الامم المتحدة في الدوحة طوال الايام الاربعة الماضية بمشاركة مئات من ممثلي الحكومات والبرلمانيين ونشطاء المجتمع المدني في العالم فقد نجح منظمو المؤتمر في اليوم الاخير في استصدار قرار حكومي ساند مقترح قطر باحداث لجنة ثلاثية دائمة من ممثلي الحكومات والبرلمانات والمجتمع المدني كلفت بمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمرات الاممية الست عن الديموقراطية والاصلاح كما عكست بعض لوائح المؤتمر انتقادات حادة لاسرائيل وللسياسة الامريكية في الشرق الاوسط .. وكشف المؤتمر وفاقا حول الاصلاح الديموقراطي والحاجة الى توسيع هامش حرية التفكيروالتعبير من جهة.. مع اختلافات واضحة في تقييم المشروع الامريكي للشرق الاوسط الجديد.. السيد محمود العريان نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان (التي تتخذ من دمشق مقرا لها) أورد في تصريح للصباح أن من «أوكد أولويات منظمته الدفاع عن حقو الشعوب المحتلة وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا.. حيث تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي اغتصاب الاراضي وانتهاك أبسط حقوق الانسان العربي.. أي حق العيش في بلده دون احتلال». الافراج عن السجناء والاسرى ومن بين المطالب التي رفعتها هذه المنظمة الحقوقية العربية وعشرات من نشطاء المجتمع المدني العرب الذين شاركوا في المؤتمر الدولي السادس للديموقراطية من تيارات مختلفة «الافراج عن كل السجناء والاسرى في العالم العربي وخاصة في سجون الاحتلال .. بدءا من النواب والوزارء الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي». وقد تبنت ورشة البرلمانات العالمية كثيرا من هذه المطالب ومنها مطلب اطلاق سراح الوزراء والنواب الفلسطينيين الذين اعتقلت اسرائيل أغلبهم خلال الاسابيع القليلة الماضية.. « احتجاجا على اسر عناصر من «حماس» لجندي اسرائيلي ».. مقاطعة ورغم تغيب عدة حكومات عربية منها سوريا ولبنان والعراق عن المؤتمر، وضعف مشاركة جل الحكومات العربية والإسلامية فيه بسبب مشاركة وفد اسرائيلي في الجلسات الحكومية ، فقد نجح البرلمانيون والحقوقيون المعارضون للسياسة الامريكية والاسرائيلية في أن تتضمن اللوائح الختامية عن الجانب غير الحكومي للمؤتمر على مطالب اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ومن بينهم وزراء «حماس» ونوابها في المجلس التشريعي الفلسطيني وعلى راسهم عزيز الدويك رئيس المجلس.. والنواب التابعين لفتح والجبهة الشعبية و«حماس» الذين انتخبوا وهم في زنزانات الاحتلال.. الاستقرار شرط لنجاح الديموقراطية كما انتقدت بعض لوائح الجانب الحكومي بطريقة غيرمباشرة سياسات اسرائيل اتجاه الفلسطينيين والمشاريع الامريكية لفرض الديموقراطية بقوة السلاح على بعض دول المنطقة.. وأكد البيان على احترام الخصوصويات الثقافية ودعا الى احترام سيادة الدول ونبذ الانقلابات والتحركات العسكرية الاجنبية التي اعتبر أنها تساعد على نشر الارهاب والتطرف والفوضى.. في اشارة ضمنية الى ما يجري في العراق وافغانستان وفلسطين.. كما قدم ممثلو عدد من بلدان افريقيا وامريكا اللاتينية واسيا شهادات عن مضار التوترات العسكرية والقلاقل الحربية وانعكاسات اللاستقرار سلبا على أي جهود للاصلاح السياسي وتكريس الديموقراطية.. «الوفد الاسرائيلي معزول» ولم يستغرب رئيس المجلس التشريعي بالنيابة احمد بحر- وهو من نواب «حماس» – في تصريح للصباح – مساندة مؤتمر الدوحة في شقه غير الحكومي والبرلماني لمطلب اطلاق سراح النواب والوزراء من حركة «حماس» وبقية الاسرى الفلسطينيين.. استجابة لنداء تقدم به الوفد البرلماني الفلسطيني الذي ضم 4 عناصر بينها عضوين من فتح وثالث من الجبهة الشعبية ورابع من «حماس».. وقد بررت أميراد عون الناطقة باسم الخارجية الاسرائيلية الغاء مشاركة وزيرة الخارجية الاسرائيلية في المؤتمر الاممي بـــ«مشاركة ممثل ل«حماس» فيه» أي أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالنيابة.. و«هو ما يتعارض مع قرارات اللجنة الرباعية الدولية التي تصنف حركة «حماس» ضمن الحركات الارهابية لأنها لا تعترف بشرعية دولة اسرائيل وتعمل على تدميرها.. » فيما برر أحمد بحر تغيب الوزيرة الاسرائيلية قائلا: «لقد أدركت أن الغالبية الساحقة من البرلمانيين ونشطاء المجتمع المدني الدولي ومن ممثلي الحكومات ضد جرائم اسرائيل المتجددة في فلسطين المحتلة.. وأنهم بحضور الوزيرة أو بدونه سيعلنون مساندتهم للمطالب العادلة لشعبنا الصامد.. ولعائلاته المنكوبة التي تقتل اسرائيل يوميا عددا من الابرياء من ابنائها بدعم امريكي مفضوح». كما ربط عدد من ممثلي البرلمانات العربية في تصريحات لـ«الصباح» بين زيارة الوزيرة ليفني و«محاولة تل ابيب فرض أجندا وشروط اسرائيلية على مؤتمرات الامم المتحدة مثل عدم الاعتراف بنواب «حماس» وممثلي حكومتهم المنتخبة».. إلا أن السفير الاسرائيلي في قطر روعي روزنبيلت نفى في تصريح صحفي مثل هذا الاتهام.. معترفا بكون الدول العربية والاسلامية في مؤتمرات الامم المتحدة مؤثر أكثر بحكم عددها المرتفع (أكثر من 20 دولة عربية و 55دولة اسلامية ).. الشفافية وقد صدر إعلان الدوحة بالاجماع.. كما قدم ممثل كل طرف تقريراً موجزاً عما تم إنجازه خلال أيام المؤتمر وما دار من حوارات ومناقشات حول المواضيع المدرجة على جدول الاعمال إضافة إلى المقترحات والتوصيات وخطط العمل خلال السنوات الثلاث المقبلة. وقد أصدر البرلمانيون في ختام اجتماعهم إعلانا أكدوا فيه على المبادىء والقيم الأساسية للديموقراطية باعتبارها قيما ومبادىء عالمية من حيث نطاقها ولا تقبل المساومة. ونوهوا بضرورة أن تصبح عملية صنع القرار أكثر شمولية وممثلة للجميع. دور الامم المتحدة كما تطرق الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر الدكتور علي بن صميخ المري في كلمته إلى دور الأمم المتحدة في دعم الممارسة الديموقراطية وتقديم المساعدات الانتخابية وحماية حقوق الإنسان واعتبر أن الديموقراطية تحظى اليوم باحترام واسع النطاق لقدرتها على تشجيع الحكم الرشيد والإسهام الفاعل في السياسات والاستراتيجيات الإنمائية للدول من خلال توفير الشرعية للحكم وتشجيع الناس على المشاركة في صنع القرارات المتعلقة بالمساعي التي تؤثر في حياتهم. ونبه إلى أن المؤسسات والممارسات الديموقراطية تنمي المساءلة والشفافية من أجل ردع الجريمة والفساد على الصعيدين الوطني وغير الوطني والاستجابة في ذات الوقت إلى الاهتمامات الشعبية في مجالات التنمية. كمال بن يونس (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 3 نوفمبر 2006)
الشرق الأوسط الجديد في التصور الأميركي الصهيوني
عبد الوهاب المسيري (*) تردد في الآونة الأخيرة مصطلح « الشرق الأوسط الجديد » وهو سليل مجموعة من المصطلحات الأخرى مثل « النظام العالمي الجديد، الشرق الأوسط الكبير ». وقد ظننا أن مثل هذه المصطلحات قد دفنت بلا رجعة. ولكن بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان في الحرب الأخيرة، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية أن الشرق الأوسط الجديد سيولد من رحم هذه الحرب. فما هو هذا الشرق الأوسط الجديد؟ هل هو بالفعل جديد؟! يمكن القول بكثير من الاطمئنان إن الإستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي منذ منتصف القرن التاسع عشر تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه. وقد غُرست إسرائيل في قلب هذه المنطقة لتحقيق هذا الهدف. فعالم عربي يتسم بقدر من الترابط وبشكل من أشكال الوحدة يعني أنه سيشكل ثقلا إستراتيجيا واقتصاديا وعسكريا، ويشكل عائقا أمام الأطماع الاستعمارية الغربية. وفي إطار الوحدة والتماسك تشكل إسرائيل جسما غريبا تلفظه المنطقة مما يعوق قيامها بدورها الوظيفي، كقاعدة للمصالح الغربية. اما في إطار عالم عربي مقسم إلى دويلات إثنية ودينية بحيث تعود المنطقة إلى ما قبل الفتح الإسلامي، أي منطقة مقسمة إلى دويلة فرعونية في مصر وأخرى أشورية بابلية في العراق وثالثة آرامية في سوريا ورابعة فينيقية في لبنان، وعلى القمة تقف دولة عبرية متماسكة مدعومة عسكريا من الولايات المتحدة في فلسطين. ففي إطار التقسيم تصبح الدولة الصهيونية الاستيطانية، المغروسة غرسا في الجسد العربي، دولة طبيعية بل وقائدة. فالتقسيم هو في واقع الأمر عملية تطبيع للدولة الصهيونية التي تعاني من شذوذها البنيوي، باعتبارها جسداً غريباً غرس غرساً بالمنطقة العربية. وكما قال شمعون بيريز: لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن، فليجربوا قيادة إسرائيل إذن. وهذه هي الرؤية التي طرحها برنارد لويس منذ السبعينيات وتبناها المحافظون الجدد، وتدور السياسة الأميركية في إطارها. ويبدو أن الولايات المتحدة بعد أن ذاقت مرارة الفشل في العراق وأفغانستان قررت أن تعهد لإسرائيل بتنفيذ مخططها الاستعماري بحيث تقوم بتدمير لبنان وحكومتها فيتحول لبنان إلى بلد ديمقراطي على الطريقة العراقية، أي يدور في فلك المصالح الأميركية. وتتساقط قطع الدومينو العربى، الواحدة تلو الأخرى، كما تنبأ برنارد لويس، وقد أكد وليام كريستول (من المحافظين الجدد) أن هذه فرصة للولايات المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة مرة أخرى في المنطقة. وفي مقال بعنوان « الولايات المتحدة متواطئة مع إسرائيل في تحطيم لبنان » يقول المعلق الأميركي بول كريغ روبرتس (الموقع الإلكتروني 25 يوليو/ تموز 2006) إن ما نشاهده في الشرق الأوسط هو تحقق خطة المحافظين الجدد في تحطيم أي أثر للاستقلال العربي الإسلامي، والقضاء على أي معارضة للأجندة الإسرائيلية. وهذا التصور للشرق الأوسط ينطلق من تصور أن التاريخ متوقف تماما بهذه المنطقة، وأن الشعب العربي سيظل مجرد أداة بيد معظم حكامه الذين ينصاعون انصياعا أعمى للولايات المتحدة. وأن هذا الشرق العربي مجرد مساحة أو منطقة بلا تاريخ ولا تراث مشترك تقطنها جماعات دينية وإثنية لا يربطها رابط وليس لها ذاكرة تاريخية ولا إحساس بالكرامة، فالعربي مخلوق مادي اقتصادي تحركه الدوافع المادية الاقتصادية. هذا هو الإطار الذي يتحرك داخله رالف بيترز، وهو ضابط متقاعد يحمل رتبة مقدم، وضع مخططاً لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (في مقال نشر بمجلة القوات المسلحة الأميركية في عدد يونيو/ حزيران 2006، نقلا عن مقال لبيان الحوت « الشرق الأوسط الجديد مشروع أميركي محكوم بالفشل » 9/8/2006). ولا تعود أهمية المقال إلى عمقه أو إمكانية تحققه، وإنما إلى أنه يبين ما الذي يدور في خلد دعاة الشرق الأوسط الجديد، خاصة وأن الذي كتبه شخص مسؤول كان يعمل بالاستخبارات العسكرية الأميركية. ينطلق بيترز مما يسميه الظلم الفادح الذي لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط أوائل القرن العشرين (يقصد اتفاقية سايكس بيكو) مشيرا إلى هذه الأقليات « بأنها الجماعات أو الشعوب التي خدعت حين تم التقسيم الأول » ويذكر أهمها: الأكراد، والشيعة العرب. كما يشير إلى مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين والإسماعيليين والنقشبنديين. ويرى بيترز أن ثمة كراهية شديدة بين الجماعات الدينية والإثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، حتى يعود السلام إليه. (والنموذج الكامن هناك هو الدولة الصهيونية القائمة على الدين والقومية وامتزاجهما). ثم يقدم بيترز خريطته للشرق الأوسط الجديد فيتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، دولة كردية بالشمال، ودولة شيعية بالجنوب، ودولة سُنية بالوسط ستختار الانضمام إلى سوريا مع مرور الزمن. ويصف المقدم المتقاعد السعودية بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة حتى تنشأ فيها « دولة إسلامية مقدسة » على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلي الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أي أن يكون المجلس نوعا من « فاتيكان إسلامي أعلى ». كما يقترح إضافة الأرض المقتطعة من شمالي السعودية إلى الأردن، وأن تقتطع أرض من جنوبي البلاد كي تضاف إلى اليمن، وأما شرقي البلاد فلن تسلم أيضا من المقص، إذ تقتطع منها حقول النفط لمصلحة دولة شيعية عربية. أما المملكة الأردنية الهاشمية فستحتفظ بأراضيها وتضاف إليها أرض من شمالي السعودية، كما سيرتبط « مستقبل الضفة الغربية بها ». أما الإمارات فيطلق السيد بيترز عليها اسم « الدولة المدينية » (تشبها بالمدن اليونانية قديما) وقد يُدمج بعضها مع الدولة العربية الشيعية التي تلتف حول الخليج الفارسي، وستصبح قوة توازُن مقابل الدولة الفارسية لا حليفا لها. أما دبي، فيتكرم عليها بالسماح كي تبقى مسرحا للأغنياء الفاسقين (كما ورد) وأما عُمان والكويت، فتحتفظ كل منهما بأراضيها. ويفترض أن إيران، وفقا لهذا المشروع الجهنمي، ستفقد الكثير من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة، وكردستان الحرة، والدولة الشيعية العربية، وبلوشستان الحرة، لكنها تكسب أراضي من أفغانستان حول هيرات. ويطرح رالف بيترز تصوره بأن إيران سوف تصبح في النهاية بلدا إثنيا فارسيا من جديد. ينتهي السيد بيترز إلى أن تعديل الحدود بناء على رغبات الناس قد يكون مستحيلا، لكنه من الممكن أن تنشأ حدود جديدة مع الزمن. فتعديل حدود الشرق الأوسط الأكبر، بناء على روابط الدم الطبيعية والعقيدة الدينية، ضرورة ملحة لحقن الدماء!! ومن هنا مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها! ويختتم الرجل مخططه بقوله « سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها ». وهذا التصور للشرق الأوسط الجديد لصيق للغاية بالرؤية الصهيونية منذ بدايتها، فقبل إنشاء الدولة الصهيونية بعدة أعوام قال بن جوريون « إن عقب أخيل (أي نقطة الضعف) في الائتلاف العربي هى سيادة المسلمين في لبنان فهى سيادة زائفة، يمكن بسهولة قهرها ». وبدلاً من ذلك ستقوم دولة مسيحية تكون حدودها الجنوبية على نهر الليطاني، وستكون الدولة الصهيونية على استعداد لتوقيع معاهدة مع هذه الدولة. « وبعد أن نكسر الفيلق العربي ونضرب عمان بالقنابل، سوف يكون بإمكاننا إزالة دولة الأردن، وبعد ذلك سوف تسقط سوريا، وإذا اجترأت مصر على محاربتنا فسوف نقصف بورسعيد والإسكندرية والقاهرة، وهكذا ننهي الحرب ونقضي قضاء مبرماً على مصر، وآشور بالنيابة عن أسلافنا ». وقد حاول شارون وضع الجزء الخاص بلبنان في هذا المخطط موضع التنفيذ عام 1982، ولكن المقاومة اللبنانية اضطرته للانسحاب إلى الجنوب ثم إلى الدولة الصهيونية! ولكن شارون نجح بالآونة الأخيرة في تحقيق التطابق الكامل بين السياسة الإسرائيلية والسياسة الإمبراطورية الأميركية بإعلان حرب لا نهاية لها ضد الإرهاب، كما نجح في الجمع بين سياسة التوسع الاستيطاني وضم الأراضي ونهج الفصل العنصري ووافقته الولايات المتحدة على ذلك ودعمته. وقد أعطى هذا دفعة للأوهام الإسرائيلية مرة أخرى. انظر علي سبيل المثال إلى موقف جيورا آيلاند رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي سابقاً، والرئيس السابق لمجلس الأمن الوطني المسؤول عن وضع الإستراتيجية الأمنية للدولة الصهيونية. فقد طرح خطته لإعادة تنظيم الشرق الأوسط (في حديث له مع آري شفيط من صحيفة هآرتس) فاقترح ضم 12% من الضفة الغربية (600 كلم2) إلى الدولة الصهيونية و600 كلم2 أخري من مصر تُضم إلى قطاع غزة ويوطن فيها مليون نسمة (لإقامة ميناء بحري ومطار دولي) على أن تعطى مصر 150 كلم2 في النقب تعويضاً لها ». وقد قام عبقري آخر وهو جاي بخور (في يديعوت أحرونوت يوم 27/7/2006) بتقديم خطته لإعادة صياغة الشرق الأوسط. والخطة لا تعدو أن تكون شكلا من أشكال الأحلام المتورمة، ولكنها مع هذا تعطينا فكرة عما يدور في خلد الولايات المتحدة وإسرائيل. فالمقال يزعم أن هذه الحرب تدافع عن « جوهر » الغرب، دون أن يذكر لنا ما هو هذا الجوهر؟ وهل الهدف من هذه الحرب هو إقامة العدل وتحقيق السلام أم فرض الهيمنة ونهب الشعوب؟ يبدأ المقال بالقول إنه يجب عدم العودة للشرق الأوسط القديم الذي يصفه الكاتب بأنه « توجد فيه دولة ذات نظام مجنون تتسلح بسلاح ذري وتسلح رفيقاتها (وهذا بطبيعة الحال لا يعني إسرائيل) والعراق غارق في حرب أهلية، ومنظمات راديكالية تسيطر علي حكومات ونظم حكم، وهذه بدورها تمنح جماعات مخربين مسلحة دعماً قوياً وعلاقة متسامحة. ثم يستأنف العبقري الحديث قائلا: ثمة حاجة إلى تغيير جوهري، فلم تنجح هذه الدول في منح مواطنيها حياة ثقافية كاملة، ومعظم شعوبها فقيرة، وهي دول تتسم كلها بالطغيان ولا تُنطق كلمة الديمقراطية ولو في دولة واحدة، وإذا ما تمت محاولة ديمقراطية في بعضها، فإن النتيجة تكون تولي نظم إرهابية إسلامية أو فوضى ». (ولنلاحظ التناقض الذي يقع فيه هذا العبقري، فهو يرفض الطغيان العربي، ولكنه يجد أن الديمقراطية تؤدي إلى الإرهاب الإسلامي). ولعلاج هذا الوضع يقترح جاي بخور « أن يُقسم العراق إلى ثلاث دول، بحسب مقياس طائفي: سُنية في الوسط والغرب، وشيعية في الجنوب، وكردية في الشمال، كما يجب إنهاء نظام سوريا وإعادة الأكثرية السُنية إلى الحكم. وعلي الأردن أن يتحمل المسؤولية عن الضفة الغربية، وبهذا ينشأ كيان فلسطيني واحد فينتشر الفلسطينيون إلى الشرق (بعيدا عن إسرائيل بطبيعة الحال) لا إلى الغرب في اتجاه الدولة الصهيونية والمطالبة بحق العودة. أما مصر فستصبح مسؤولة عن قطاع غزة، وهو شيء –حسب تصوره- أصبح يحدث في الواقع أكثر فأكثر. ويجب إعاقة إيران بواسطة نظام عقوبات شامل، ويجب أن يقوم في لبنان نظام دولي جنوب الدولة وشرقها، لمنع عودة الأصولية الشيعية أو غيرها. وماذا عن شعوب المنطقة؟ هل هي مستعدة لتقسيم جديد (سماه المفكر الإستراتيجي العربي منير شفيق سايكس بيكو الثاني: تقسيم ما هو مقسم وتجزئة ما هو مجزء)؟ يري هذا العبقري الجهبذ أن الشعوب سترحب أيما ترحيب بهذا، بينما سيعارضه الحكام وحدهم. « فسكان العراق يشتاقون إلى الاستقرار، ومن المؤكد أن الأكثرية السُنية في سوريا تطمح إلى إنهاء سلطة القلة العلوية، وفي الأردن 80% في الأصل من السكان فلسطينيون، والملك متزوج بفلسطينية، وأبناؤه نصف فلسطينيين. وسيفرح سكان الضفة الغربية أيضاً بإنشاء دولة فلسطينية كبيرة. وفيما يتعلق بمصر، من المعقول أنها تدرك اليوم أن غزة الفائرة تعني سيناء الخطرة، وتهديد السياحة والاستقرار السياسي والاجتماعي كله. ثم يختم جاي بخور حديثه بالقول إنه إزاء تفشي الراديكالية الخطرة للتدين المتشدد الإسلامي، يجب على العالم الغربي أن يستيقظ وأن يفهم أن الحديث ليس عن الشرق الأوسط أو إسرائيل فقط، بل عن جوهر وجوده. إن مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف. ولكن كما يقول كريغ روبرتس فى مقاله الذى أشرنا له من قبل « هل يمكن لخمسة ملايين إسرائيلي، حتى مع دعم الولايات المتحدة لهم، أن ينجحوا إلى الأبد في إذلال ملايين المسلمين الذين يغلون غضبا بسبب هذا الإذلال الذي لحق بهم ». إن هذه وصفة للصراع المستمر ولدمار إسرائيل في نهاية الأمر.. إن حرب بوش ليست حربا ضد الإرهاب، وإنما هي عباءة يغطي بها خداع المحافظين الجدد، فهي ليست حربا ضد الإرهاب بل هي حرب ضد الدول الإسلامية التي لا تحكمها « دمى أميركية ». ومن حقنا أن نتساءل: هل لا تزال الولايات المتحدة الأميركية والدولة الصهيونية غارقين فى الأحلام المتورمة الخاصة بالشرق الأوسط الجديد، بعدما حدث فى لبنان؟.. والله أعلم (*) كاتب ومفكر مصري (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 2 نوفمبر 2006)
Home – Accueil – الرئيسية