الجمعة، 28 يناير 2011

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3902 du 28.01.2011  

archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:تفريق المعتصمين بساحة الحكومة بالقصبة
رابطة اليسار العمالي:تونس ـ حكومة الجزارين حكومة المبزع والغنوشي وحلفائهما تكشف عن وجهها القمعي بحل الإعتصام بالقوة
المرصد التونسي:اعتداءات  خطيرة  تطال  المعتصمين في ساحة القصبة والمتظاهرين في شارع  الحبيب  بورقيبة
نقابي من القصرين:ميليشيات  تهجم على مقر الاتحاد الجهوي للشغل  بالقصرين  والجيش يستلم المقر

حــرية و إنـصاف:الشاب شهاب الدين البجاوي يفقد عينه وإدارة السجن تريد التبرؤ من الجريمة
كلمة:العفو الدولية تكشف عن نتائج فريق تقصي الحقائق في تونس

كلمة:وفد من الاتحاد الأوروبي في تونس

أ ف ب:مشاورات تحل محل الاحتجاج غداة رحيل ابرز رموز بن علي من الحكومة

بيان الأساتذة الجامعيين بصفاقس

التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:بيــــان

حركة التجديد:حتى تؤدي الحكومة المؤقتة مهمّتها كاملة تحت الرقابة الشعبية المتواصلة

أ ف ب:اسلاميّو تونس سجلو حصول تغيير في الحكومة

رويترز:المستيري: الغرب شجع تهميش الاسلاميين وراشد الغنوشي مثل أردوغان

زياد الهاني:النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:لائــحة

المدرسة الاعدادية بالكساسبة السواسي:مذكـــــــرة

أنور الغربي:أعود إلى تونس غدا وقلبي في مصر هناك

الشروق:خاص: ليلــــــــة القبض على قيــــــــس بن علـــــــــــــي

الشروق:شهادة تاريخية: الرئيس المخلوع كان المتصرف الوحيد في 26/26

القدس العربي:صاحب معهد تونسي يدعو سهى عرفات لمقاضاة الرئيس المخلوع وزوجته

أبوجعفرالعويني:يا نجيب الشابي لازم تنظمّ

بلقاسم الهماهي:حدود الثورة

الناصر الهاني:السياسي والعرافة قرّاية الكَفْ

لجنة التضامن مع تونس(فيينا):دعوة »إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلابد أن يستجيب القدر »

توفيق رباحي:بعد القحط الذي عاشوه أيام ‘الاخ الهارب’: انفلات اعلامي في تونس؟

صالح شكري:التعتيم الثقافي والإعلامي في العهد البائد (2)

الامجد الباجي:ثقافة بن علي الفن في خدمة الفاشية

منير حداد:هل كانت المؤشرات التنموية التونسية مزورة؟

كـوثر الزروي:ولوبعد حين

الجزيرة نت:تطورات الأحداث في مصر

خالد الشامي:زلزال سياسي واجتماعي في مصر.. وآلهة لا تفهم؟

رأي القدس العربي:التغيير في مصر بات وشيكا

الجزيرة.نت:مصر على مفترق طرق

طلال سلمان:مصر تستعيد روحها

زياد ابوشاويش:لك الله يا مصر ولابد أن يستجيب القدر

الجزيرة.نت:تجربة تونس تعجل مواقف الغرب بمصر

الجزيرة.نت:احتجاجات مصر.. فرص الاستمرار والانحسار

الجزيرة.نت:كما يراها موقع ستراتفور التداعيات الإستراتيجية لأحداث مصر


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 صفر 1432 الموافق ل 28 جانفي 2011

تفريق المعتصمين بساحة الحكومة بالقصبة


في خطوة تصعيدية جديدة ضد أبناء الشعب قامت قوات الشرطة مدعومة بعناصر مدنية تحمل هراوات وعصي واسلحة بيضاء بالهجوم على المعتصمين بساحة الحكومة بالقصبة مستعملة القنابل المسيلة للدموع مما تسبب في حالات اختناق كثيرة، وأمام هذا الهجوم المباغت تفرق المعتصمون داخل أنهج المدينة العتيقة أين تعرضوا للضرب والاعتقال، كما تعرضت عديد المحلات والمنازل إلى الاعتداء من قبل عناصر الشرطة، وعند استنجاد السكان بأحد ضباط الشرطة قال له  »لماذا لا تخرجون معنا للقضاء على هؤلاء المعتصمين ». وقد انتقلت ساحة المواجهة من أمام مقر الوزارة الأولى بالقصبة إلى شارع الحبيب بورقيبة وشارع باريس ونهج مرسيليا وشارع الحبيب ثامر، كما تم احتلال العاصمة طيلة ساعات الليل من قبل مجموعات مدنية تحمل هراوات وسكاكين مدعومة بقوات من الشرطة. وحرية وإنصاف: 1)    تدين بشدة استخدام الشرطة للقوة ضد المدنيين الأبرياء العزل الذين يعتصمون منذ أيام أمام مقر الحكومة للتعبير عن رأيهم دون أن يعرضوا أمن المواطن للخطر وتدعو إلى فتح تحقيق في ما جد من أحداث. 2)    تحذر من التراجع عن المكتسبات التي حققتها ثورة الشعب التونسي من مثل الحق في التظاهر السلمي والتجمع وحرية التعبير وتعتبر أن الهجوم على المعتصمين بساحة القصبة هو من ممارسات العهد البائد التي يجب أن لا تتكرر.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تونس ـ حكومة الجزارين حكومة المبزع والغنوشي وحلفائهما تكشف عن وجهها

القمعي بحل الإعتصام بالقوة وبإرتكاب مجزرة في حق المعتصمين في ساحة القصبة


 ها هي حكومة الجزارين حكومة المبزع والغنوشي ومعهما نجيب الشابي وأحمد إبراهيم والمسنودة من عبد السلام جراد وزمرته البيروقراطية حكومة الدم و المتراك و الكريموجان صنيعة وكيل الخارجية الأمريكية [فيلتمان] تكشف عن وجهها القمعي الدموي منذ اليوم الأول وبعد أقل من 24 ساعة من تنصيب نفسها وتعطي الإذن لقوات الجيش بالإنسحاب لتترك المجال لقوات البوليس التي تدخلت بعنف شديد لتفريق المعتصمين بالقوة مستعملة الهراوات والغازات بالاضافة الى الكلاب المدربة مرتكبة مجزرة في حقهم. حكومة المبزع الغنوشي لم يكفها حل الإعتصام بالقوة بل واصلت قمعها وتنكيلها بالمعتصمين وبكل من ساندهم فطاردتهم في وسط شوارعالعاصمة وفي أنهجها مستعملة الغاز السام والهروات. إن رابطة اليسار العمالي إذ تندد بهذه الهجمة على المعتصمين في ساحة القصبة وبحملة القمع التي ووجه بها المتظاهرون في شوارع العاصمة تونس إثرحل الإعتصام بالقوة فإنها تدعو كافة الشعب التونسي في كل البلدات والجهات للخروج غدا للتظاهر والمطالبة بسقوط حكومة المبزع والغنوشي ومن معهم من الإصلاحيين والليبراليين كما تدعو كل النقابيين في كل القطاعات والجهات المتمسكة بسقوط الحكومة الجديدة القديمة إلى تفعيل موقفها والتنسيق مع كل الهيئات والمنظمات والأحزاب السياسية ومواصلة التظاهر والإحتجاج حتى تحقيق مطالب ثورتنا.
 
لتسقط حكومة الجزارين حكومة المبزع والغنوشي وحلفائهما لنواصل التظاهر ولنتمسك بمطالب ثورتنا لنكنس بقايا نظام بن علي المجد لثورة الحرية والكرامة والخلود لشهدائها الأبطال ــــــــــــ رابطة اليسار العمالي 28 حانفي 2011


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 28 /01 / 2011

اعتداءات  خطيرة  تطال  المعتصمين في ساحة القصبة والمتظاهرين في شارع  الحبيب  بورقيبة


يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية  بانشغال  بالغ  إقدام عناصر من قوات الأمن  اليوم 28 / 01 / 2011 على استعمال القوة المفرطة  والهراوات  والقنابل المسيلة للدموع  والرصاص الحي  لتفريق  المعتصمين  والمتظاهرين سواء  في ساحة القصبة  او في شارع الحبيب  بورقيبة بالعاصمة  وهو ما خلف وقوع  عدد من الإصابات الخطيرة   بينهم .
إن المرصد يعبر عن  إدانته المطلقة لهذه الاعتداءات غير  المبررة  في مواجهة حركة احتجاجية سلمية  ويعتبر  ما  وقع انتهاك  خطير  لكل القوانين  والمواثيق  الوطنية والدولية,  وعلى هذا  الأساس  يطالب المرصد  بوقف  كل أشكال  العنف ضد الأهالي  والشباب  وفتح تحقيق سريع   في وقائع هذه  الاعتداءات الخطيرة  ومعاقبة  المتسببين  في فيها وفق ما يفرضه القانون كما يطالب  بضمان حق التظاهر السلمي  ,  وفي ذات الإطار يطلب  المرصد من كل الفعاليات النقابية والحقوقية والسياسية  التحرك الفاعل  والعاجل  لوقف  هذه الانتهاكات  والاعتداءات  وهو يحمل  الحكومة المؤقتة مسؤولية  ما يمكن أن يصيب  المعتصمين والمتظاهرين من أخطار كما يعتبر  ما وقع بداية غير موفقة لحكومة قدمت الكثير من الوعود  فيما  أفعالها   وقراراتها  معاكسة تماما . عن المرصد المنسق محمد العيادي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

ميليشيات  تهجم على مقر الاتحاد الجهوي للشغل  بالقصرين  والجيش يستلم المقر


تعرض الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين الى هجوم من مليشيات مسلحة بالعصي والسكاكين والسلاسل وهشموا الأبواب والزجاج وعاثوا في محتوياته وفي ملفات الشغالين وقد حاول بعض النقابيين التصدي لهم ومنعهم فهددوهم بالقتل وأسمعوهم من الكلام البذيئ مايمس من كرامتهم . وبإستفسار هؤلاء المتهورين تبين أنهم من العاطلين من أصحاب السوابق في السطو واستهلاك المخدرات وكان بعضهم مخمورا وفي هالة هستيرية غير عادية ، وقد اتهموا النقابيين بالخيانة والعمالة للنظام البائد ، وقد علمنا من بعض المصادر أن هؤلاء الحشاشين كانوا مدفوعين من قبل بعض بقايا النظام الفاسد من التجمعيين وعلى رأسهم كل من :
– يوسف المحمدي محامي تجمعي انخرط في الفساد والرشاوي والتلاعب بقضايا الناس وهو من أكثر المؤيدين للنظام البائد وله أعمال مشتركة مع عائلات بن علي والطرابلسي – توفيق اليحياوي وهو محام ومن أذرع التجمع حيث تولى في أحداث الحوض المنجمي الدفاع عن أعوان الأمن الذين اعتدوا على المتظاهرين وذلك بتكليف من وزارة الداخلية على عكس بقية المحامين الذين تولوا الدفاع عن قضايا الموقوفين في الأحداث في فريانة والرديف .
ـ الطيب غرسلي (المعروف بالجبري) وهو أمي لايفك الحرف وقد خدم العائلة الفاسدة فأغدقوا عليه برخص لحانة 20 مارس ومنها أصبح من أصحاب الأملاك فإمتلك فندق السلام في قلب مدينة القصرين وكذلك من قبل كل من : كمال الحمزاوي ـ عبد العزيز الرحموني صهر رئيس البلدية الفار ـ عبد العزيز الشعباني ـ عبد الرزاق الشعباني وهو عدل منفذ ومن أكثر أنصار النظام البائد وهو الذي صرح في اجتماع مع أحد الوزراء أنه يناشد زين العابدين بن علي الترشح الى انتخابات 2014 واذا لم يفعل فإنه مستعد الى السير من القصرين الى تونس من أجل ارغام الرئيس على ذلك .
هؤلاء الأشخاص من أنصار التجمع أغدقوا الأموال والخمر والمخدرات (الزطلة) على هؤلاء الشباب من المنحرفين وأصحاب السوابق وحرضوهم على اقتحام الإتحاد الجهوي للشغل بحجة أنه المسؤول عن التشغيل وتوزيع أموال التعويض ، فكان ما كان مما أجبر النقابيين على الإستنجاد بالجيش الذي تدخل واستلم المقر وأخرج الجميع معبرا عن عدم مسؤوليته على ما يحدث . نقابي من القصرين  

الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 صفر 1432 الموافق ل 28 جانفي 2011

الشاب شهاب الدين البجاوي يفقد عينه وإدارة السجن تريد التبرؤ من الجريمة


تم اعتقال الشاب شهاب الدين بن محمد بن خميس البجاوي بتاريخ 14/12/2010 في قضية حق عام بتهمة بيع مسروق ولا تزال القضية على ذمة التحقيق. وإثر الأحداث التي وقعت بتاريخ 14/12/2010 بالسجن المدني ببنزرت ومنذ ذلك التاريخ إلى غاية يوم 20/01/2011 بقي ينزف من عينه التي أصيبت بشظايا. ووقع نقله إلى المستشفى الجهوي ببنزرت بعد 6 أيام من إصابته حيث لم يتم قبوله وطلبوا إحالته على قسم العيون بمستشفى الهادي الرايس بتونس، وفي اليوم نفسه تم إرجاعه إلى السجن المدني ببنزرت وطلب منه مدير السجن المذكور في عملية مساومة مقابل علاجه بان يصرح عن سبب إصابته بأنه كان نتيجة انفجار مصباح كهربائي وإلا فإنه سيمكث في السجن وهو ينزف حتى يهلك، فوافق السجين مرغما وأمضى على ورقة لم يطلع عليها. وتمت مصاحبته إلى مستشفى الهادي الرايس بمعية 4 من أعوان السجن وقد حرصوا على أن لا يغير المتضرر أقواله. وفي التقرير الأولي للطبيب أقر بأن إصابته نتيجة انفجار مصباح كهربائي وبعد المعاينة الطبية أكدت الطبيبة أن السبب الحقيقي للإصابة هو شظايا رصاص كما هو مدون في التقرير الطبي. وقد تم الاتصال بعائلة المتضرر يوم 20/01/2011 من طرف إدارة السجن لإعلامهم بأن ابنهم أصيب بخدش بسيط في عينه وقد تم نقله إلى المستشفى المذكور. وقد اتصل والد المتضرر بحاكم التحقيق الثالث بالمحكمة الابتدائية ببنزرت لطلب إطلاق سراح ابنه ولكنه فوجئ بأن التهمة الموجهة إليه هي رئاسة عصابة قامت بحرق السجن مما تسبب في مقتل عونين من أعوان السجون. وحرية وإنصاف: تدين بشدة ما تعرض له الشاب شهاب الدين البجاوي من جريمة أفقدته عينه نتيجة إطلاق الرصاص عليه وهو في السجن وتدعو إلى تمكينه من حقه في العلاج وتعويضه عن هذا الضرر الفادح وفتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمرا وتنفيذا.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


العفو الدولية تكشف عن نتائج فريق تقصي الحقائق في تونس


حرر من قبل التحرير في الخميس, 27. جانفي 2011 كشف أمس الخميس فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة العفو الدولية الذي زار تونس من يوم 14 إلى يوم 22 جانفي الجاري في بيان صحفي عن أدلة وصفها بالمثيرة للقلق للأساليب الوحشية التي استخدمتها قوات الأمن في قمعها الاحتجاجات الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال النصف الأول من الشهر الماضي.
و قال فريق تقصي الحقائق إن قوات الأمن استعملت القوة غير المتناسبة لتفريق المحتجين و استعملت الرصاص الحي ضد المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي شهدتها تونس منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي.
و قالت اللجنة أن القتل كان متعمدا حيث تم إطلاق النار من الخلف على أشخاص هاربين في القصرين وتالة، كما تم إطلاق الرصاص على بعض المتظاهرين على مستوى الرأس و الصدر بما يشير إلى ان إطلاق الرصاص كان بقصد القتل.
وقالت حسيبة الحاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط و شمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية أن هذه الأدلة تبعث على الصدمة و تؤكد أن قوات الأمن استخدمت أساليب مميتة لقمع الاحتجاجات وتعبر عن الازدراء الصارخ بحياة البشر.
كما كشف فريق تقصي الحقائق عن حالات تعذيب تعرض لها موقوفون على خلفية الاحتجاجات، وذكر الفريق أن عددا من المعتقلين تم تعذيبهم بعد نجاح الثورة في مقرات الداخلية كما رحبت منظمة العفو الدولية بإعلان الحكومة المؤقتة عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان،وطالبت بالتحقيق الجدي و الفعال مع كل المسؤولين و إجبار الموظفين الرسميين على الإدلاء بإفادتهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 جانفي 2011)


وفد من الاتحاد الأوروبي في تونس


حرر من قبل التحرير في الخميس, 27. جانفي 2011 قال الاتحاد الأوروبي انه سيرسل وفدا رفيع المستوى إلى تونس للاطلاع بشكل أفضل على الأوضاع و سيترأس الوفد مدير هيئة العمل الخارجي الأوروبية المسؤولة عن علاقات الاتحاد الأوروبي مع منطقة شرق أوروبا و جنوب المتوسط  » هوج مينغارلي ».  
و من المنتظر أن يجري الوفد لقاءات مع السلطة الانتقالية و الأحزاب السياسية و ممثلي النقابات، كما أعلنت المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد  » كاثرين اشتون »ان الوفد سيعتني بصفة خاصة بالاتصال باللجان المسؤولة عن وضع اصلاحات سياسية ودستورية جديدة في البلاد. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 جانفي 2011)


مشاورات تحل محل الاحتجاج غداة رحيل ابرز رموز بن علي من الحكومة


حل التشاور محل الاحتجاج الجمعة في العاصمة التونسية غداة تركيبة جديدة للحكومة الانتقالية خلت من ابرز رموز آخر حكومة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ولكن تم التجديد فيها لرئيس الوزراء محمد الغنوشي الذي يتعرض لانتقادات.

وساد صباح اليوم هدوء غير معهود منذ بداية الاسبوع ساحة الحكومة بالقصبة في العاصمة التي يعتصم فيها مئات المتظاهرين. وبدات مشاورات بين مجموعات صغيرة منهم بشان مستقبل تحركهم، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وبعد مشاورات مكثفة استمرت ثلاثة ايام، استجاب الغنوشي للضغط الشعبي اليومي لالاف المتظاهرين، واعلن مساء الخميس عن تعديل وزاري واسع نال الموافقة المسبقة للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية القوية). وغادر الحكومة سبعة من وزراء آخر حكومة في عهد بن علي بينهم بالخصوص وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية. وحل محلهم تكنوقراط او مستقلون غير معروفين كثيرا لدى الراي العام. غير ان بقاء محمد الغنوشي آخر رئيس وزراء في حكومة بن علي والذي شغل هذا المنصب منذ 1999، في منصبه يظل موضع انتقاد المتشددين من المحتجين. وقال الطالب في كلية المهندسين في تونس خالد صالحي (22 عاما) الذي كان ضمن نحو 300 متظاهر في ساحة الحكومة، اغلبهم من اعماق البلاد ان « اغلب المتظاهرين يريدون الاستمرار حتى رحيل الغنوشي » مضيفا « الحكومة برمتها يجب ان تسقط بما في ذلك الغنوشي ». بيد انه غداة التعديل الوزاري لم تعد تسمع في ساحة الحكومة بالقصبة، الهتافات والشعارات المنادية باستقالة الحكومة التي لم يكف المحتجون عن تردادها خلال الايام الاخيرة. وكالعادة استيقظ المعتصمون الذين قدم معظمهم من داخل البلاد وانشدوا النشيد الوطني ورفعوا العلم التونسي في ساحة الحكومة، وبدأوا ضمن مجموعات صغيرة المشاورات حول الموقف الذي يجب اتخاذه من مواصلة حركة احتجاجهم بينما جلس البعض الاخر في المقاهي المجاورة. في هذه الاثناء اعلن الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد ان الغنوشي مستعد لاستقبال ممثلين عن المتظاهرين المعتصمين في ساحة الحكومة بالعاصمة، دون تحديد موعد لذلك. وقال جراد انه من الممكن ان يغادر المتظاهرون ساحة الحكومة اليوم، غير ان الامين العام للمركزية النقابية نفسه موضع احتجاج المتشددين من المتظاهرين. وقال الطالب في كلية المهندسين في تونس خالد صالحي 22 عاما ان « الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لا يمثل القاعدة. كان مع بن علي. المهم هو ما ستقوله الاتحادات الجهوية وخصوصا عمادة المحامين » التي تمارس سلطة معنوية على المتظاهرين في تونس. ومع ذلك يظل السؤال مطروحا بشأن رد فعل المناطق والمدن الداخلية التي كانت شهدت اندلاع « ثورة الياسمين ». وفي هذا السياق قال المولدي الجندوبي القيادي النقابي لوكالة فرانس برس « على النقابات والاحزاب ان تقوم بدورها في الاقناع بان رئيس الوزراء موجود فقط للفترة الانتقالية وانه بعد الانتخابات سيكون هناك رئيس وزراء آخر »، مضيفا « التحول تم ولدينا حكومة. اعتقد ان الموقف الافضل هو اعادة اطلاق الاقتصاد والعودة الى العمل ». في هذه الاثناء بدت حركة المرور خارج ساحة الحكومة، في شوارع العاصمة التونسية مزدحمة بالسيارات وفتحت المتاجر والمقاهي ابوابها، واتجه سكان المدينة الى شؤونهم المعتادة. ولم تسجل حتى بعيد الظهر اي تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة الشارع الرئيسي في العاصمة الذي كان يشهد يوميا تظاهرات منذ الصباح. وقال سائق سيارة اجرة « لن تقرر مجموعة صغيرة من المتظاهرين مصير البلاد. اعتقد ان غالبية التونسيين مرتاحة الان وتريد العودة الى حياة طبيعية ». بواسطة حسن الفقيه ونجاح المولهي (AFP) 
 
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 28 جانفي 2011)  


صفاقس في 28 جانفي2011 بيان الأساتذة الجامعيين بصفاقس  


نحن الأساتذة الجامعيّون المجتمعون بدار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وبعد تدارس الواقع السياسي بالبلاد  والتطورات التي شهدها المشهد  العام منذ اجتماعنا الأخير بوم 24/01 والذي تم فيه إقرار  الإضراب المفتوح الحضوري داخل المؤسسات الجامعيّة بجهة صفاقس نعلن عن ما يلي:
 – ندعو إلى الإسراع بانتخاب مجلس تأسيسي ذي تمثيلية حقيقية للشعب و المؤهل الوحيد بإعادة صياغة الدستور انسجاما مع الهوية العربية الإسلامية لتونس ويحذرون من أي التفاف على إرادة الشعب أو وصاية من أي  جهة غير ممثلة تمثيلا انتخابيا له لفرض رؤاها على المجتمع. 
– ندعو إلى التفكيك العاجل لمنظومة الاستبداد  انطلاقا من مصلحة الأمن السياسي وأمن الدولة التي أشرفت على التعذيب والقتل الذي تعرض له أبناء شعبنا ممن وقف في وجه الظلم والطغيان ووصولا إلى ممثلي الدكتاتورية ويدها الطولى في الولايات والمعتمديات والعمادات لطمأنة الشعب بأن الماسكين بالسلطة يقطعون فعلا مع النظام  الدكتاتوري البائد كما ندعو إلى حل الفوري لمجلسي النواب والمستشارين المنصبين عبر انتخابات مزورة والمشرّعين لقوانين الاستبداد وحماية الدكتاتورية من المحاسبة ونتساءل إن كان يعقل صرف جراية نواب التجمع من ميزانية الشعب بعد ثورته على حزب التجمع.
– انطلاقا من موقف المركزية النقابية من تركيبة حكومة الائتلاف الوطني الجديدة  وبالرغم من الاحتراز  الذي  عبر عنه جمهور الأساتذة الجامعيين  من بقاء بعض الوجوه التي طالبت الجماهير برحيلها وعدم الاستجابة للمطلب الشعبي بحل التجمع الدستوري أداة الاستبداد للدكتاتورية،  فقد  قرّر  الجامعيون بجهة صفاقس تعليق إضرابهم  المفتوح الحضوري داخل المؤسسات الجامعيّة مع المتابعة الدقيقة للتطورات القادمة ومع التأكيد على استعدادهم لتفعيل أشكال نضالية مختلفة للانتصار إلى مبادئ الثورة  وأهدافها. 
  الكاتب العام للفرع الجامعي عارف المعالج

بيــــان الجمعة 28 جانفي 2011 


·إنّ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات قد كان رفض في بيانه يوم الأربعاء 19 جانفي المشاركة في الحكومة الانتقالية لأنّ تركيبتها التي أعلن عنها الوزير الأوّل إذذاك قد حافظت على رموز العهد البائد التي رفضها الشعب وقدّم في سبيل تغيير المنظومة التي تُمثِّلها التضحيات الجسام.   ·إنّ التكتل الديمقراطي يعلم الرأي العام التونسي أنه لم يقع إشراكه من قِبَل الوزير الأوّل، ومنذ ذلك التاريخ، في مشاورات تشكيل الحكومة البديلة، بل اكتفى بعرض حقيبة الصحّة من جديد على الأمين العام للحزب هاتفيا في نصف الساعة الأخير قبل الإعلان عن تشكيلتها، مُعْلِما إياه أنّه تم الاستغناء عن الوزراء رموز العهد الماضي، دون الإفصاح عن بقية تركيبتها الجديدة. ومع هذا فإنّ التكتّل يسجِّل أن تركيبة هذه الحكومة الانتقالية البديلة التي تمّ الإعلام عنها مساء الخميس 27/1/2011 من طرف السيد الغنوشي تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح في هذه المرحلة الانتقالية والدقيقة التي يمرّ بها وطننا العزيز، وأنّ الإعلان عنها يمثل انتصارا أوّل ما كان يمكن أن يتحقّق لولا قيام ثورة الكرامة ولولا تواصل صمود أبطالها.   ·وإذ يعبِّر التكتل عن أسفه تجاه هذا الأسلوب في التعامل والذي غُيِّبت فيه قواعد الحوار والتشاور والاحترام، فإنّه يعتبر أن ّ الحكومة المؤقتة البديلة لا تكتسي صبغة حكومة وحدة وطنية، كما يُراد تمرير هذه الفكرة؛ كما يؤكّد أنّ حماية ثورة الكرامة، ثورة الشعب والشباب تحتاج ضرورة إلى مجلس أعلى يمثّل مكوِّنات الأطراف السياسية والمنظمات الاجتماعية الفاعلة والشخصيات التي برزت بنضالها خلال عقدي الاستبداد، ويضمّ من ناحية أخرى ممثّلين عن الجهات ممّن كان لهم دور بارز في تأطير الثورة وضمان نجاحها، خاصّة وأنّ المجالس الحالية من مجلس النوّاب ومجلس مستشارين ومجالس جهوية لا تمثِّل بأيّ شكل  إرادة الشعب كما يعرف القاصي والداني. كما يؤكد التكتل الديمقراطي مجدّدا على ضرورة استشارة أحزاب المعارضة الديمقراطية والمنظمات والجمعيات المستقلة وإشراكها، مع ممثلين عن الجهات، في عمل اللجان العليا الثلاث وعدم الاقتصار في تركيبتها على المختصين والفنّيّين.   ·وإنّ التكتل الديمقراطي إذ يتعلق دائما بإنارة الرأي العام التونسي حول حقيقة ما جرى وما يجري من تطوّرات، فإنه يؤكِّد أنه سيبقى وفيّا لثورة الكرامة ولهدفها الأسمى المتمثل في بناء تونس المواطنة والمساواة، تونس الديمقراطية والحرّيات، ويُنبِّه إلى أنّ قوى الردّة مازالت تترصد هذه الثورة من أجل الالتفاف عليها وإجهاضها.

ولذلك فإنّ التكتل الديمقراطي يدعو كلّ القوى الوطنية إلى ملازمة اليقظة وإلى دعم هذه الثورة من أجل تنظيمها والإبقاء على جذوة أهدافها النبيلة بعيدا عن أي توظيف أو التفاف.      عاشت الثورة، عاشت الجمهورية، عاش الشعب   عن المكتب السياسي الأمين العام د. مصطفى بن جعفر  

حتى تؤدي الحكومة المؤقتة مهمّتها كاملة تحت الرقابة الشعبية المتواصلة

بعد خروج الوجوه القديمة من وزارت السيادة والتحاق عدد من الشخصيات الوطنية المشهود بكفاءتها العليا ونزاهتها ونظافة يدها وعدم تورطها مع النظام السابق فإن حركة التجديد التي ناضلت ولا زالت تناضل من أجل القطع النهائي وبدون رجعة مع نظام الفساد والاستبداد ومن أجل الانتقال السلمي إلى نظام ديمقراطي ينعم فيه المواطن بالحرية والكرامة والشغل والعدالة الاجتماعية، وترجع الكلمة إلى الشعب عبر انتخابات حرّة، ديمقراطية وشفافة لا زيف ولا تزوير فيها تعتبر أن المهمة الأساسية لهذه الحكومة الانتقالية المؤقتة تتمثل في: – إنقاذ البلاد وقطع السبيل أمام كل محاولات التراجع والردّة والقضاء على جيوب الفساد وتخليص البلاد من بقايا الحكم البائد. – إرجاع أموال الدولة التي نهبتها الطغمة الحاكمة في نظام بن علي إلى الشعب. – محاكمة المتسببين في خراب البلاد من الرئيس المخلوع وعائلته وكل الذين خططوا للدمار والفوضى بعد رحيلهم وفرارهم. – اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لتنقية المناخ السياسي وتوسيع الاستشارة إلى كل الأحزاب والمنظمات والجمعيات المستقلة دون استثناء لطمأنة الشعب والمستثمرين ولإعادة الثقة في مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعودة الحركة الاقتصادية إلى النشاط المكثف حفاظا على أمن البلاد واستقرارها. – المبادرة بتقديم التعويضات العاجلة والمساعدات والمنح وتوفير الشغل وغيرها من التدابير العاجلة للتخفيف من وطأة الفقر والحرمان على أهالينا في المناطق التي حرمها النظام السابق من أدنى مقومات العيش الكريم لنتحلّ باليقظة ونمارس النقد حتى تكون الحكومة في مستوى انتظارات الشعب التحقوا بنا لنحمي معا مكاسب الثورة ونواصل الضغط من داخل الحكومة وخارجها حتى تتحقق كافة المطالب التي استشهد من أجلها شباب تونس عاشت تونس !  عاش شعب تونس وشبابها حركة التجديد – تونس في 28 جانفي 2011
 
 


اسلاميّو تونس سجلو حصول تغيير في الحكومة

الجمعة 28 كانون الثاني (يناير) 2011  


تونس: قال قيادي في حركة النهضة الاسلامية المحظورة في تونس الجمعة غداة الاعلان عن تعديل وزاري، ان الحركة « سجلت حصول تغيير » في الحكومة (مساء الخميس) « وتتعاطى بواقعية مع الوضع في البلاد » لتحقيق المطالب الشعبية.
واوضح علي العريض ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بشان الموقف من التركيبة الجديدة للحكومة الانتقالية التي اعلنت مساء الخميس في تونس « سجلنا حصول تغيير في عدد من الوزارات الهامة وخاصة السيادية وتراجع عدد الوزراء التجمعيين » اي اعضاء الحزب الحاكم سابقا.
واضاف « نحن بصدد التشاور مع بعض الاطراف السياسية بهذا الشان ».
وكان محمد الغنوشي الذي بقي في منصبه كرئيس للوزراء في تونس، اعلن مساء الخميس وبعد مفاوضات كثيفة عن تركيبة جديدة للحكومة الانتقالية استبعد منها وزراء فريق بن علي من المناصب الاساسية كالخارجية والداخلية والدفاع والمالية.
واضاف العريض « هدفنا الرئيسي هو ان نحصل على اكثر ما يمكن من الضمانات لتفي الحكومة بتعهداتها ولا يتم الالتفاف على الثورة ».
واكد « نحن نتعاطى بواقعية مع الوضع في البلاد من اجل تيسير تحقق مطالب الثورة الشعبية ».  
وكانت الحكومة التونسية الانتقالية التي تشكلت بعد ثلاثة ايام من سقوط بن علي في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير الحالي، اقرت مشروع قانون للعفو العام يشمل ايضا الاسلاميين.
 
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 28 جانفي 2011)  


المستيري: الغرب شجع تهميش الاسلاميين وراشد الغنوشي مثل أردوغان


 
تونس ـ رويترز: أعرب السياسي التونسي المخضرم أحمد المستيري عن أمله في أن يرأس ‘مجلسا للحكماء’ سيجري تشكيله لقيادة تونس إلى الديمقراطية بدلا من الحكم الشمولي الذي كانت عليه البلاد في عهد زعيمها المخلوع.

وقال المستيري الاربعاء إنه وشخصيتين من عهد الزعيم السابق الحبيب بورقيبة وهما أحمد بن صالح ومصطفى الفيلالي بادروا بفكرة المجلس لمواجهة أي فرصة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لاستغلال استمرار الاحتجاجات والاضرابات للعودة. وقال المستيري احد الشخصيات البارزة في الحزب الحر الدستوري الجديد الذي كان يتزعمه بورقيبة قبل أن ينفصل عنه في الثمانينات إن المجلس سيحمي الثورة التي اندلعت بشكل عفوي واضاف أن الوقت قد حان لتنظيم العملية. وأشار المستيري البالغ من العمر 80 عاما في مقابلة بمنزله في تونس إلى انه سيطرح نفسه رئيسا للمجلس بعد تشكيله.
وأوضح المستيري الذي ينظر اليه على انه شخصية مقبولة لدى الجماعات من مختلف الانتماءات السياسية أن المجلس سيضم شخصيات من الاتحاد العام التونسي للشغل ونقابة المحامين وجماعات المجتمع المدني والاحزاب السياسية. ولكن تشكيله في صورته النهائية لم يتم بعد.
وقالت الحكومة إن انتخابات جديدة ستجرى في غضون ستة أشهر ولكن المستيري قال انه لم يتضح ما اذا كانت هذه الفترة كافية لتنظيم انتخابات. وأعرب المستيري عن قلقه إزاء المستقبل قائلا ان هذا المستقبل قد يعاني من انتكاسة بسبب الفوضى وامكانية تأثر المؤسسات. وقال إن هناك أعداء داخل وخارج البلاد يعملون على اعادة حكم بن علي الجائر.
وحارب الجيش القوات الموالية لبن علي في الأيام التي تلت فراره إلى المملكة العربية السعودية يوم 14 كانون الثاني يناير. ويخشى كثيرون من أن تستغل خلايا أنصار بن علي احتجاجات الشوارع التي تهدف إلى تطهير الحكومة من الموالين لبن علي ربما بدعم من دول معارضة للتجربة الديمقراطية في تونس.
وكانت الحكومات العربية والغربية تساند لسنوات حكم بن علي الذي كان ينظر اليه باعتباره حصنا ضد الجماعات الإسلامية. وكانت العواصم الغربية تشيد بتونس باعتبارها قصة نجاح اقتصادي في العالم العربي رغم شدة جهازي الأمن والمخابرات اللذين استغلتهما الدولة في مراقبة أبناء البلد.
وقال المستيري انه واثق من أن الجيش يريد ان يبقى في الخلفية لضمان إجراء انتخابات حرة.
ودعا رشيد عمار قائد الجيش التونسي المتظاهرين للعودة إلى منازلهم وقال إن الجيش ‘سيحمي الثورة’ ولكنه حذر من أن الاحتجاجات تخلف فراغا خطيرا.
وأكد المستيري على تقدير دور الجيش حتى الآن في الاطاحة ببن علي وإجباره على الرحيل والفرار قائلا ان الجيش هب لحماية المواطنين.
وقال المستيري إن الجيش ليست لديه النية للقيام بانقلاب مشيرا إلى انه يعتقد أن الجيش لن يتجاوز دوره في دولة ديمقراطية حديثة. وفي ظل حكم بن علي جرى حظر حركة النهضة الإسلامية التونسية وسجن المئات من أتباعها أو فروا للخارج. ورحب المستيري بالإسلاميين وانتقد الحكومات الغربية لتشجيع تهميشهم على مر السنين. وقال إن زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي إسلامي عصري على غرار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
وأوضح المستيري انه لا يمكن اتهامهم بالإرهاب وان ما يطالب به هو تقصي الحقائق او معرفة ما في قلوبهم مشيرا إلى وجود جماعة الاخوان المسلمين في مصر وإلى وجودهم في البرلمان في الكويت والاردن وفي الأراضي الفلسطينية.
ولكن المستيري قال إن لديهم في تونس خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها. وقال انه شخصيا سن قانون الأحوال الشخصية وأرسى حرية المرأة مع بورقيبة في عام 1956. ورافق قمع بن علي للسياسة الإسلامية قوانين ولوائح علمانية تعوق الممارسات الدينية. وأشار المستيري إلى امكانية استمرار محمد الغنوشي الذي كان يشغل عددا من المناصب الوزارية في حكومات بن علي في منصب رئيس الوزراء للحكومة المؤقتة.
وكان الغنوشي هدفا دائما للمحتجين المطالبين بالتغيير الكامل للحرس القديم والتخلص من جميع شخصيات حزب بن علي الحاكم الذي غير اسمه الرئيس المخلوع من الحزب الاشتراكي الدستوري الى التجمع الدستوري الديمقراطي بعد أن اعلن نفسه رئيسا للبلاد قائلا ان الحالة الصحية لبورقيبة تجعله عاجزا عن الحكم عام 1987.
وقال المستيري انه لا يضمر عداء شخصيا تجاه الغنوشي مشيرا إلى انه شخص مهذب ومسؤول رفيع داخل دائرة الشؤون الإدارية ولكن ماضيه يعني أن الناس لن تمنحه ثقتها الكاملة.
وتابع المستيري قائلا انه يتطلع من خلال جهود العودة إلى الساحة أن يكون الغنوشي حلقة وصل للنظام الحالي وأن يساعد على تأكيد التغير من الديكتاتورية بطريقة حضارية.  

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 28 جانفي 2011)  


النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تونس في 26 جانفي  2010 لائــحة  

 نحن الصحافيين المجتمعين اليوم الأربعاء 26 جانفي 2010 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في جلسة عامة استثنائية ، بعد استعراضنا للمستجدات على الساحة المهنية والوطنية في تونس نؤكد ما يلي :   * في مستوى الشأن العام: – إكبارنا للثورة المجيدة التي خاضها الشعب التونسي بمختلف شرائحه و فئاته و نعلن وفاءنا لدماء الشهداء الذين سقطوا من اجل الحرية و الكرامة كما نعلن تجندنا الدائم للذود عن مكاسب الثورة مع كافة القوى الوطنية و الديمقراطية – نعتبر أن حرية الرأي والتعبير والنشر هي إحدى المطالب الأساسية للثورة لذلك نعلن أن أي تراجع عن هذا المطلب خيانة لثوابت الثورة. * وعلى المستوى المهني : ـ نظرا لما لوحظ من تجاوزات في ممارسة المهنة مثلما كان الأمر في العهد البائد فإننا نحيط الرأي العام علما بتكوين مرصد لمتابعة مدى الالتزام بقواعد المهنة وأخلاقياتها.
ونظرا لأوضاع العديد من الصحفيين فمن الحتمي العمل على إيجاد الحلول اللازمة لكل وضعيات الزميلات والزملاء المطرودين والعاطلين من مختلف المؤسسات الإعلامية وفي مقدمتها المؤسسات المهددة بالغلق مع منح الأولوية للوضعيات المستعجلة. *وعلى الصعيد التنظيمي:
ـ نعلن شرعية المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 13 جانفي 2008 ونفوّض له مهام القيام بكل الصلاحيات القانونية والتنظيمية والمالية وجميع ما يلزم لتسيير النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والتفاوض باسمها وتمثيلها حصريا لدى مختلف الهيئات الوطنية والدولية ذات العلاقة. ونعلم الحكومة المؤقتة أن نقابة الصحفيين هي مرجع النظر الوحيد للتفاوض في شأن الصحفيين والمهنة ونستغرب تناول الحكومة للشأن الإعلامي في غياب من يمثلها شرعيا. ـ تفويض المكتب التنفيذي لمسك وثائق النقابة وأختامها وماليتها والقيام بالإجراءات الترتيبية والإدارية اللازمة لذلك لدى السلط الإدارية والبنكية وغيرها. ـ تكليف المكتب التنفيذي بفتح باب الانخراط لسنة 2011 طبقا للآجال المنصوص عليها بالقانون الأساسي والنظام الداخلي ومراجعة انخراطات 2010 لتمكين كل من تتوفر فيه الشروط للتمتع بعضويته في النقابة . نعلن شرعية المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 13 جانفي 2008 ونفوّض له مهام القيام بكل الصلاحيات القانونية والتنظيمية والمالية وجميع ما يلزم لتسيير النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والتفاوض باسمها وتمثيلها حصريا لدى مختلف الهيئات الوطنية والدولية ذات العلاقة. مع دعوة أعضاء المكتب الأربعة الذين سبق لهم التقدم باستقالاتهم في 2009، إلى الالتحاق بالمكتب التنفيذي في أجل لا يتجاوز خمسة أيام من هذا التاريخ. ونعلم الحكومة المؤقتة أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هي مرجع النظر الوحيد للتفاوض في شأن الصحفيين والمهنة ونستغرب تناول الحكومة للشأن الإعلامي في غياب النقابة. ـ تفويض المكتب التنفيذي لمسك وثائق النقابة وأختامها وماليتها والقيام بالإجراءات الترتيبية والإدارية اللازمة لذلك لدى السلط الإدارية والبنكية وغيرها. ـ تكليف المكتب التنفيذي بفتح باب الانخراط لسنة 2011 طبقا للآجال المنصوص عليها بالقانون الأساسي والنظام الداخلي ومراجعة انخراطات 2010 لتمكين كل من تتوفر فيه الشروط للتمتع بعضويته في النقابة . ـ تكوين ما يلزم من لجان لإعداد المؤتمر القادم طبقا لما يتطلبه من شفافية وحرية وديمقراطية. ـ تفويض المكتب التنفيذي لمسك وثائق النقابة وأختامها وماليتها والقيام بالإجراءات الترتيبية والإدارية اللازمة لذلك لدى السلط الإدارية والبنكية وغيرها. ـ تكليف المكتب التنفيذي بفتح باب الانخراط لسنة 2011 طبقا للآجال المنصوص عليها بالقانون الأساسي والنظام الداخلي ومراجعة انخراطات 2010 لتمكين كل من تتوفر فيه الشروط للتمتع بعضويته في النقابة . ـ تكوين ما يلزم من لجان لإعداد المؤتمر القادم طبقا لما يتطلبه من شفافية وحرية وديمقراطية.               عن الجلسة العامة                     لجنة الصياغة ·       محمد بن صالح           ·       هشام السنوسي ·       سلمى الجلاصي                                  رئيس النقابة ·       عبد المجيد الحواشي                  ·       عبد الباسط الفريضي                           ناجي البغوري  وبذلك تكون تركيبة المكتب التنفيذي للنقابة كما يلي: رئيس: ناجي البغوري كاتب عام: سكينة عبد الصمد أمين مال: نجيبة الحمروني مكلف بالنظام الداخلي: منجي الخضراوي مكلف بالعلاقات الخارجية: زياد الهاني وبإمكان الزملاء سميرة الغنوشي وسفيان رجب وعادل السمعلي الالتحاق بالمكتب للمساهمة في إعداد المؤتمر القادم للنقابة، بعد تقديم استقالاتهم من المكتب المنبثق عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي. عاشت نضالات الصحفيين التونسيين عاشت النقابة الوطنية للصحفيين حرة مستقلة مناضلة.. زياد الهاني
 

المدرسة الاعدادية بالكساسبة السواسي مذكـــــــرة الكساسبة 27 جانفي 2011  

نحن أساتذة المدرسة الاعدادية بالكساسبة المجتمعين في إضراب حضوري بتاريخ 27 جانفي 2011 استجابة لبيان النقابة العامة للتعليم الثانوي الصادر بتونس في 24 جانفي 2011 نصدر البيان التالي: –        ندين الحملة الإعلاميّة الشرسة والممنهجة على المدرسيين. –        نعلن دعمنا لثورة الحرّية والمحافظة على مكاسبها. –   نطالب بإقالة كل رموز النظام البائد من الحكومة المتشبثة باغتصاب ارادة الشعب ومحاكمتهم محاكمة عادلة. –        نستنكر الحملة الممنهجة على الاتحاد العام التونسي للشغل ومقراته. –        ندين إقصاء الأطراف النقابية في البرامج المرئية والمسموعة والمكتوبة. –   نطالب بأكثر فعالية لدور الاتحاد في تحديد المسار الديمقراطي للفترة الراهنة والمقبلة. –   دعم مبادرة مجلس الهيئة الوطنيّة للمحامين حول حماية الثورة والمحافظة على مكاسبها. –   التصدي لكل الأطراف المندسة في المظاهرات والاعتصامات السلميّة لتشويه تحركات الشعب. –        ندين تعنت الحكومة المؤقتة في الاستجابة لمطالب الشعب. –   محاسبة قانونية لكل الرموز التي تأكدت إدانتهم في حق أموال الشعب وكرامته. –   التصدي بشدّة لإقصاء الكفاءات الوطنيّة من كلّ القطاعات في مؤسسات دولة المستقبل. –   المطالبة بتكوين دستور يضمن استقلال المؤسسات وحريّة الأحزاب والحريات العامة والخاصة ويتصدى لكل التجاوزات. –   المطالبة بتكوين جمهوريّة برلمانيّة تعطي فيها صلاحيات أكثر للبرلمان لذا نطالب بإعادة النظر في طرق انتخابه وتمثيلية في القاعدة الشعبية. عاشت تونس حرّة عاشت ثورة الأحرار عاش الاتحاد حرّا مستقلا
أساتذة المدرسة الاعدادية بالكساسبة – السواسي


جنيف في 28/01/2011

أعود إلى تونس غدا وقلبي في مصر هناك

كنت خرجت من بلدي تونس في صائفة 1991 على أمل أن أعود إليها خلال أشهر أو بضع سنوات أي إلى حين أن ترجع الحكومة عن سياسة تخويف واحتقار الجميع والزج بالمئات والآلاف إلى السجون والمنافي والتخفي داخل البلاد. مرت السنوات وكنا دائما نردد ونكرر ونلح على أن ساعة الخلاص قريبة. وهزأ منا البعض وأشفق علينا آخرون ولكن أثبت الشعب التونسي اليوم أننا كنا على حق لأننا وضعنا ثقتنا كاملة فيه بعد الله سبحانه، ومازال يثبث للعالم أن الشعوب لا تقهر. أرجع غدا السبت 29/01/2011 لأقول لشعبنا لا نامت أعين الجبناء وأن رهاننا عليه هو الأصح وأن الذين خونوه وحاولوا إذلاله وسرقوا ثرواته هم اليوم هاربون من العدالة الدولية ويعلم القاصي والداني أين تقع تونس وماذا فعل شعبها ومن هو الخائن ومن هو المجرم ومن هو السارق ومن هو الذليل…
خرجت وحيدا خائفا من تعقب ميليشيات بن علي وأرجع إليها بعائلة من 6 أفراد ووفد سويسري متكون من برلمانيين يمثلون الحزب الاشتراكي وحزب الخضر وحزب الشعب اليساري إضافة لأناس من مجال الفن والإبداع والإعلام وعدد من إخواني وأخواتي الذين بقوا على العهد ومنهم الأستاذ الكبير رضا العجمي الذي سارع ومنذ الأيام الأولى لهروب الطاغية لإيداع شكوى ومطالبا بالحجز على كل ممتلكات عائلات بن علي /الطرابلسي ومن لف حولهم. وقد تجاوبت السلطات السويسرية وأعلنت عن تجميد أرصدة هؤلاء ونعمل الآن على إعادة هذه الأموال إلى الشعب التونسي.
وفي الوقت الذي تطأ فيه قدماي أرض بلدي الحبيب بعد 20 سنة ينظم إخوة وأخوات لي اعتصاما حاشدا أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف لدعم ومساندة ثورة الشعب المصري العظيم حتى يتمكن المواطن العربي في هذا البلد الحبيب من العيش بكرامة.
وبعد تحرير جنوب لبنان وغزة وثورة تونس ومصر حان الوقت أن تأخذ الشعوب بزمام الأمور وتزيد من قبضتها على وكلاء أعداء الأمة. وإذا اشتدت قبضة الشعب على النظام المصري فإن المصير المحتوم هو الحرية والكرامة وتفتح أبواب مشرعة لجميع شعوب المنطقة ولكن وقتها بدون انتفاضات شعبية فسيهرب الخونة ويتركوا الشارع للأحرار.
أنور الغربي عائد إلى تونس بمشيئة الله يوم 29/01/2011
وسوف تكون الزيارة القادمة إلى مصر الحبيبة بعدما زرت جنوب لبنان بعد التحرير سنة 2001 وغزة الكرامة سنتى 2009 و2010.  

 
 


خاص: ليلــــــــة القبض على قيــــــــس بن علـــــــــــــي

تونس ـ الشروق ـ محسن عبد الرحمان
لن ينسى أهالي الوردانين ليلة السبت 15 جانفي 2011 ما حيوا. في تلك الليلة فقد الأهالي ستة من أبنائهم على إثر مجزرة ارتكبها عدد من المجرمين يقول الأهالي إنهم من جهاز الشرطة، كانوا يحاولون تهريب ابن شقيق الرئيس المخلوع، قيس بن علي. كانت الساعة في حدود الحادية عشرة وربع ليلا، يقول السيد جيلاني صالح من متساكني نهج العلماء بمدينة الوردانين، لما تقدمت أربع سيارات في وسط المدينة تتقدمها سيارة شرطة كبيرة (باقا) تتبعها سيارة من نوع «رينو إكسبريس» ثم سيارة شرطة، رباعية الدفع تسير خلفها سيارة «بارتنار». وكانت قد تجاوزت الحاجز الأول في مدخل المدينة حيث كانت ترابض «لجنة شعبية» من أهالي المدينة تطوعوا للحراسة بعد أن اختفى الأمن من المنطقة. اجتاز «الموكب» الحاجز الثاني، وكان الأعوان الراكبين في السيارات يقولون في كل مرة إنهم جاؤوا في مهمّة. ويسرد محدثنا أن الأهالي صدقوهم لوجود أعوان وكوادر أمن بينهم يعرفونهم جيدا، وخصوصا المدعوين «ع.ق» و«ب.ع» وهما من كوادر أو مسؤولي الأمن بالمنستير والوردانين. وفي الحاجز الثالث يذكر محدثنا أن الشك بدأ يتسلل إلى المتساكنين الذين كانوا يقومون بالحراسة، خصوصا وأن بعض الأعوان ممن كانوا يستقلون السيارات، معروفون في الجهة بالفساد والعلاقات المشبوهة بعائلة الرئيس المخلوع. وقتها اتصل أحد المتساكنين كان ضمن «لجنة الحراسة» بالجيش الوطني لإعلامه بما يحدث، فما كان من الجيش الوطني إلا أن طلب منهم إيقاف كل السيارات ومن عليها. في الأثناء استغل «الأعوان المتسللون» انشغال المتساكنين بمهاتفة الجيش الوطني، لاجتياز الحاجز الثالث. وفي الحاجز الرابع حيث كان يرابض محدثنا في الحراسة إلى جانب أبناء المدينة، سمعوا صوتا من الحاجز السابق يصيح «أوقفوهم، أوقفوهم، لا تدعوهم يمرون» ماذا حدث، وماذا تخفي هذه السيارات؟.

أعوان شرطة يهربون قيس بن علي

يؤكّد السيد فرج ساسي من متساكني مدينة الوردانين وكان شاهد عيان في الحاجز الرابع ليلتها، أن السيارات كانت تقل أعوان شرطة بالزي الرسمي. وأكثر من ذلك يضيف السيد جيلاني صالح أن من بين الأعوان الذين يستقلون سيارة الشرطة الكبيرة (باقا)، أعوان وكوادر شرطة معروفين في الجهة، ومن بينهم عون أمن يدعى «أ.ج» وإطار أمني بمركز شرطة بالجهة يدعى «ب.ع» وعون أمن في الشرطة العدلية بالجهة أيضا يدعى «نجيب» ويجزم السيد فرج ساسي، أنه يعرفهم جيدا وخصوصا الاطار الأمني الذي يعمل في أحد مراكز الشرطة بالجهة. وفي السيارة الثانية، وهي سيارة تجارية عادية من نوع «رينو اكسبرس»، يضيف السيد جيلاني صالح، كان يركب «منصف» وهو عون أمن سري يعمل بالساحلين، المدينة المجاورة للوردانين. أما سيارة الشرطة رباعية الدفع، يضيف محدثنا، فقد كانت تقل بدورها، أعوان أمن من بينهم رئيس منطقة شرطة بالجهة يدعى «ع.ق» وعون أمن يدعى «صالح» يعمل في المنستير، ولم تخل السيارة الرابعة من جهتها من أعوان الأمن بالزي الرسمي. ماذا يخفي كل هؤلاء الأعوان، وما هي المهمة التي قدموا من أجلها إلى الوردانين في وقت كانت فيه المدينة خالية من كل مظهر أمني رسمي بما في ذلك مركز الشرطة بالمدينة، الذي خلا من كل أعوانه منذ الليلة السابقة، ليلة فرار الرئيس المخلوع؟!!
المجزرة

ما إن وصل «حراس» الحاجز الثالث إلى نهج العلماء، حيث كان يجري التثبت من هوية هؤلاء المتسللين من عناصر الأمن وموضوع المهمة التي قدموا من أجلها، حتى صاح أحد المتساكنين يدعى معز بن صالح، لقي حتفه فيما بعد : «قيس بن علي، قيس بن علي» فقد اكتشف أن من بين الراكبين في سيارة الشرطة الأولى (الباقا) ابن شقيق الرئيس المخلوع، وكان يرتدي زي أمن رسمي، مثل بقية الأعوان المحيطين به في السيارة، ويذكر شقيق هذا الأخير، نجيب صالح، أن أحد الأعوان في السيارة عرض على شقيقه مالا، وذلك بعد أن تفطن إلى وجود قيس بن علي وأدرك أن المهمة التي قدم من أجلها كل هؤلاء الأعوان هي تهريب ابن شقيق الرئيس المخلوع. في الأثناء تجمع كل المتساكنين حول السيارات محاولين منعها من المرور. كما قاموا بثقب عجلات هذه السيارات. ولما افتضح أمر الأعوان وما كانوا يخططون إليه، سارع المدعو «ب.ع»، وهو مسؤول أمنيّ في الوردانين، إلى سحب مسدسه واطلاق النار على السيد معز صالح الذي توفي في الابان، كما سارع بقية الأعوان في السيارات الأربع، إلى سحب أسلحتهم مطلقين النار على المتساكنين الذين كانوا يحيطون بهم، فقتلوا ستة، وجرحوا 13. ويذكر السيد جيلاني صالح الذي كان حاضرا في الحادثة، أن الطلق الناري طال شابا كان بصدد تصوير ما يحدث، بجهاز هاتف (بورطابل) فشوه وجهه بالكامل وأرداه قتيلا.
 
ويضيف أن الفزع تملك كل متساكني مدينة الوردانين في تلك الليلة وخصوصا متساكني نهج العلماء الذين فروا خوفا من اطلاق النار الذي كان يروي في كل ركن وزاوية بالأنهج المحيطة… وما ان فر الأهالي يذكر محدثنا حتى انطلقت سيارات المجرمين مسرعة في اتجاه مدينة مساكن حيث لحق بهم الجيش الوطني، وقبض على عدد منهم في مدخل المدينة، فيما فر البقية. ويقول محدثنا إن من بين الذين ألقي عليهم القبض قيس بن علي وبعض أعوان الشرطة. ويؤكد السيد نجيب صالح شقيق القتيل معز صالح، أن هناك من الأعوان الذين شاركوا في المجزرة، عادوا إلى عملهم وكأن شيئا لم يحدث. ومن هؤلاء عون شرطة بالمنستير يحمل جراحا بعد أن أطلق عليه الجيش النيران في مدخل مدينة مساكن. ويعدد السيد نجيب صالح أسماء الشهداء الذين سقطوا في المجزرة ليلتها، وهم معز صالح ومحمد بن رضا زعبار، وناجح بن لحبيب زعبار وفيصل بن عاشور الشتيوي ومحمد سلام ومحمود الجبلاوي. أما الجرحى فقد بلغ عددهم 13، ومن بينهم مالك البكوش ومسلم قصد الله ونبيل منصور وحسني بن سالم وحمدي فرج الله، ومحمد علي الشتيوي ومحمد خليفة المبروك وفرج بن عون…
خوفا من التكتم على المجزرة

ويخشى السيد نجيب صالح الذي فقد شقيقه في تلك الليلة المرعبة من محاولة التكتم على المجزرة، التي تعرض إليها أهله لتورط أسماء من أجهزة الأمن فيها حاولوا تهريب ابن شقيق الرئيس المخلوع، فقتلوا أبناء الوردانين. ويذكر هذا الأخير أن عائلات الضحايا رفعوا شكاوى ضد المدعو «ب.ع»، ومسؤول الأمن في الوردانين لمشاركته في المجزرة وقتل وجرح العديد من متساكني المدينة. وقد تم رفع هذه الشكاوى إلى السيد وكيل الجمهورية بالمنستير، والسيد عميد المحامين بتونس، والسيد رئيس لجنة تقصي الحقائق.
ويهدد أهالي الوردانين منذ يوم أمس الخميس 27 جانفي 2011 بالتحول إلى مدينة المنستير للاعتصام أمام المحكمة من أجل محاسبة المجرمين الذين قتلوا أبناءهم. (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 جانفي2011)  

شهادة تاريخية: الرئيس المخلوع كان المتصرف الوحيد في 26/26

 
إن الأحداث التي تعيشها تونس منذ أكثر من شهر والتي أفضت إلى هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى الخارج أفرزت للملاحظ الرصين عدة حقائق لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها لما تحمله من دلالات خطيرة والتي يتعين كشف اللثام عنها حتى يكون المجتمع التونسي ومعه الرأي العام الدولي على بينة منها. إن ما يحدث في هذا المجتمع طيلة حكم زين العابدين بن علي على مدى ثلاثة وعشرين سنة من نهب وتزييف للحقائق وتضليل الرأي العام حول الحالة الاقتصادية والمالية والظروف الاجتماعية يدفعني من منطلق حبي لبلادي وحسّي الوطني أن أضع أمام شعبنا جملة من المعلومات التي يغلب عليها جانب كبير من المصداقية ولعل أبرزها ما يتعلق بصندوق 26/26 هذا اللغز الذي يحير العقول ويبعث على الريبة.
إن ما يعرفه الشعب التونسي على هذا الصندوق أنه يساهم إسهاما فاعلا في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود في مختلف الجهات من إصلاح الطرقات ومد شبكات النور والمياه وبعث بعض المشاريع في المناطق المحرومة حتى تعود بالنفع على سكان الجهات المعنية ولعل مما رسخ هذا الشعور لدى شرائح عريضة من المجتمع التونسي بمن فيهم النخبة المثقفة ما قامت به مختلف وسائل الاعلام من إبراز فوائد هذا الصندوق إلى درجة أن الاعلام الخارجي انساق في الترويج لمزايا هذا الصندوق واعتباره مثالا يقتدى به ودعوة المجتمعات الأخرى إلى النسج على هذا المنوال.

لكن الحقيقة غير ذلك إذ يتجلى بما لا يدع مجالا للشك أن ما قيل حول هذا الصندوق خدعة بمعنى أن المتصرف في هذا الصندوق هو الرئيس زين العابدين بن علي بإمضائه شخصيا على الصكوك التي بموجبها يقع سحب الأموال المرصودة بالحساب الجاري بالبريد التونسي تحت رقم 26/26. ويؤكد ذلك القانون المحدث لهذه الآلية في 1988.
ومن الغريب أن هذه الأموال لم تكن مراقبة لا من وزارة المالية ولا من القباضة العامة التونسية وبناء على ذلك فإنه لا أحد يستطيع أن يتفطن إلى هذه المناورات التي كان يقوم بها الرئيس السابق زين العابدين بن علي وأن الأشخاص الذين عينهم للاشراف على هذا الصندوق عبارة عن بيادق لا حول لهم ولا قوة بل كانت مهمتهم تقتصر على تدشين المشاريع التي كان يروّج لها بأنها مشاريع رئاسية وأن العارف بالأمور يدرك أنها ممولة من ميزانية الدولة والشركات الوطنية فذهب في شعور الشعب أن صندوق 26/26 رافد قوي في تحقيق عديد الأشياء التي كان يتطلع إليها الناس. وللتذكير فإن هذه المشاريع كانت تنجز في عهد المرحوم الهادي نويرة من ميزانية الدولة تحت غطاء التنمية الريفية.
إنني أصارح أبناء هذا الوطن أن هذا المال بالصندوق الكبير الأسود لا يصرف منه شيء على هذا الذي ذكرناه آنفا بل يتصرف فيه صاحبه زين العابدين بن علي لفائدته الخاصة. إنها لحظة تاريخية سقطت فيها الأقنعة ووقف الجميع على هذه المعرفة التي كان ينسج خيوطها زين العابدين بن علي وليعلم الجميع أن الأموال التي وقع رصدها طيلة المدة التي قضاها على رأس الدولة كانت متأتية من الطوابع البريدية ومن الطوابع التي توضع على جوازات السفر ومن النسبة المأوية على معلوم المراقبة الفنية على السيارات ووسائل النقل وهي تقدر يوميا بالمليارات ومن التبرعات التي يتولى السادة الولاة والمعتمدون على المستوى الجهوي والوطني جمعها من المواطنين حتى التلاميذ في المدارس الابتدائية والثانوية. لقد كان هذا الصندوق عبءا ثقيلا يتجرع مراراته الشعب التونسي على مدى 23 سنة من الحكم ولو كان هذا الصندوق قد خصص فعلا لاصلاح أوضاع المجتمع لتجلت آثاره في حياة الناس في معيشتهم ونمط حياتهم وأصبحت جميع المناطق المحرومة على أحسن حال حيث عبّر أهالي تلك المناطق أخيرا عن غضبهم وثورتهم.
ومن هنا ندرك جميعا أن هذه الثروة مصدرها هذا الصندوق العجيب الذي قدم تصوره في أول الأمر محمد الجريء مستشاره الخاص فعلى الشعب التونسي أن يطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى باسترجاع هذه الثروة التي انتزعت منه ظلما وغصبا وجعلها تساعد على التنمية الحقيقية وتطبيق سياسة العدالة الاجتماعية.
تلك هي الخطة الجهنمية التي وضعت منذ السنوات الأولى لما كان يسمّى التحول للحصول على الغنى الفاحش للرئيس ولكافة أفراد عائلته الذين قاموا بغطاء وتأييد منه بالسطو على أملاك الدولة وشركاتها وكذلك على رزق المواطنين بتكوين ثروات هائلة جعلت منهم قوة ضاربة في أغلب جهات الجمهورية وخاصة العاصمة وضاحيتها الشمالية. كيف تحولت هاته الأموال إلى الخارج؟
لكي يتم تحويل الكميات الهائلة لا بد أن يكون الدينار قد تغير في تونس إلى عملة أجنبية والبحث قد يثبت طرقا عديدة قد نصبت مثل : ـ التحويلات التي تقوم بها شركات الوساطة السياحية.
ـ التحويلات التي تقوم بها الشركات المستوردة للسيارات ووسائل النقل التي أصبحت كلها على ملك أفراد العائلة. ـ الشركات التجارية الكبرى إلخ…
تلك هي الملاحظات التي رأيت تقديمها كمساهمة مني للإضافة على بعض ما كان غير معروف من طرف الرأي العام ولجعل اللجنة القومية المكلفة بالبحث عن مواقع الفساد والمفسدين حتى تقع محاسبتهم والمتواطئين معهم ليكون ذلك في النهاية عبرة لمن يأتي بعدهم.
ملاحظة خاصة : لا أذكر اسمي تحت هذا، لا خوفا، بل لأنني لا أريد أن يقال بأنني مترشح لشيء ما والسلام. (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 جانفي2011)  


صاحب معهد تونسي يدعو سهى عرفات لمقاضاة الرئيس المخلوع وزوجته الانتربول يصدر مذكرات اعتقال دولية بحق بن علي و6 من أقاربه


2011-01-26 تونس ـ ‘االقدس العربي’ من سليم بوخذير:  أكدت الشرطة الدولية (الانتربول) امس الأربعاء أنها أصدرت أمر ملاحقة دولية لتحديد مكان تواجد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي واعتقاله بالإضافة إلى 6 من أقاربه بطلب من السلطات التونسية.
وأصدر الانتربول بياناً أكد فيه أن مكتبه في تونس أصدر أمر ملاحقة دولية يتضمن أسماء بن علي و6 من أقاربه وعممه على الدول الـ187 الأعضاء، ويشمل الطلب البحث وتحديد أماكن تواجد المطلوبين وإلقاء القبض عليهم احتياطياً لإعادتهم إلى تونس. وكان وزير العدل التونسي الأزهر القروي الشابي قال في وقت سابق امس ان السلطات القضائية أصدرت مذكرات توقيف دولية بحق بن علي وزوجته ليلى طرابلسي وعدد من أفراد عائلته .
وفي تونس انضم إلى الادعاء العام، صاحب معهد تعليم عال معروف في تونس اتهم بن علي بابتزازه لما كان رئيسا، داعيا أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، سهى عرفات، بدورها إلى مقاضاة بن علي وزوجته السيدة ليلى الطرابلسي.
وفي تصريح خص به ‘القدس العربي’ مساء أمس الأربعاء، قال محمد بوعبدلي: ‘نعم سأرفع دعوى ضد بن علي وزوجته بتهمة ابتزازي ومنعي من العمل وإلحاق الأذى بي’.
واشتهر اسم محمد بوعبدلي سنة 2007 في وسائل الإعلام عندما اتهم سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، هي وزوجة الرئيس التونسي المخلوع ليلى الطرابلسي، بأنهما كانتا وراء قرار وزارة التعليم في تونس بإغلاق معهد ‘باستور’ الذي أنشأه، إثر إنشائهما لمعهد موازٍ سمي معهد قرطاج. ويطبق المعهد المقصود برامج التعليم العالي الفرنسية.
لكن عند إنشاء معهد قرطاج فيما بعد على يد زوجة الرئيس التونسي المخلوع تمّ سحب اسم شريكتها سهى عرفات منه وسحب الجنسية التونسية منها إثر خلافها معها. وإثر ذلك أوضحت أرملة الزعيم الفلسطيني أنها بريئة من الضغوطات التي مورست على بوعبدلي.
وقال بوعبدلي أمس ‘لقد سبق لبن علي أن أراد ابتزازي في لقاء خاص معه عام 2002 حين اشترط، لمنحي ترخيص كلية للصيدلة أردت إنشاءها، أن أدفع له نصف رأسمالي مع نصف ايرادات الكلية’. وأضاف ‘رفضت بشدة فاستهدفني عقابه بعد ذلك’. وتابع: ‘لقد عانيت الكثير بعد غلق معهدي الثانوي وجامعتي وهي مظلمة تورط فيه وزراء التربية والتعليم العالي بهدف قطع رزقي. واليوم لن أتردد في رفع دعوى ضد بن علي وزوجته وضد الوزراء السابقين’.
وبوعبدلي هو رجل أعمال استثمر في التعليم فأنشأ مدرسة خاصة راقية بقلب العاصمة تدرس البرامج الفرنسية، وكانت حكرا على أبناء صفوة المجتمع وأثريائه، بمن في ذلك إحدى بنات الرئيس المخلوع.
وقال بوعبدلي متحدثا لـ’القدس العربي’ إنه علم بعد ذلك أن سهى عرفات هي نفسها كانت ضحية لليلى الطرابلسي التي انتزعت منها أموالا وافرة قبل طردها من تونس إلى مالطا وسحب الجنسية منها بعد ذلك وتحديدا في آب/أغسطس 2007. (المصدر : صحيفة « القدس العربي » (بريطانيا) بتاريخ 26 جانفي 2011) الرابط :  http://alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2011\01\01-26\26z47.htm

دعوة « إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلابد أن يستجيب القدر »

يسرنا ويسعدنا دعوتكم لحضور حفل تضامني مع تونس، يتخلل هذا الحفل مأكولات شرقية ومغاربية الزمان: يوم السبت 2011.01.29 بداية من الساعة الخامسة مساء 17:00. المكان: Kreitnergasse 4-6, 1160 Wien حضوركم دعم لثورة الحرية والكرامة بتونس لجنة التضامن مع تونس
 


يا نجيب الشابي لازم تنظمّ

يا نجيب الشابي لازم تنظمّ* للثورة و تنحاز للشعب المظلوم راهو الكرسي يزول  و مشوّه بالدمّ  هذا موش معقول اليوم كنّا انّادي بيك باش يزول الهمّ * سفّهت الأحلام اتزايد السوم انت و التجديد لمّدتوا ما ثمّ * قاعات و نفوذ حقّي عليك انلوم لهجتكم دستور لمّا تتكـلّم ** كأنّه الدستور حاكم صحّه النّوم شباب الاحرار حالف لا يسلّم**ايطيّح كلّ ازلام,النظام المهزوم                  لا ينسى الشهيد اللي روحه قدّم                            و يبري جرح  القلب اللي هو مكلوم كلّ الشعب اليوم متحمّل الهـمّ* و دمّ الشهداء لا يبقى مهضوم الغنوشي الوزيـر لا بدّ يفهم *يخرج ما نرضاه وخطابي مفهوم شكري للشبـاب والله ايسلّم *كلّ افراد الشعب مِ الظلم المسموم أبوجعفرالعويني28/01/2011
 
 


حدود الثورة

 


 

 

ما من شك في أن التحركات الشعبية الأخيرة في تونس قد أجمع الخبراء السياسيون و علماء الاجتماع في اوروبا على نعتها بصفة الثورة الشعبية. و إطلاق عبارة الثورة على أي تحرك يعطي ذلك التحرك صفة الشرعية لما فيه من إجماع عفوي وشعبي على الوسائل المتبعة و الأهداف المطلوب تحقيقها. [1] وهذا الإجماع على هده التسمية لم يحصل خلال سهرات خمرية ختمت ببيانات عنصرية و إنما جاءت بعد ملاحظات و متابعات ميدانية لمجريات الأحداث و المسار الذي اتبعته و المراحل التي مرت بها فليس هنالك إذا من يستطيع أن يغير اسم الثورة الشعبية التونسية إلى انتفاضة خبز أو أعمال شغب إلى غير ذلك من النعوت المحقرة لمجهود الشعب التونسي لأن مثل هده المحاولات لبخس الشعب التونسي حقه في الثورة إنما غايتها زرع الوهن في صفوف المناضلين الأحرار أينما كانوا وزعزعة ثقتهم في قدرة الشعوب على تحقيق الثورة الوطنية.

إن المتابعين لأوضاع الممالك و الجمهوريات العربية يلاحظون أن هناك نوع من الوهن أخذ يدب في مفاصل هده الأنظمة و لكن ألأكثر إصابة بهذا الوهن هي الخمس جمهوريات التالية:

1 ـ جمهورية اليمن: و كانت هي المصنفة الأولى لما فيها من حراك جنوبا و شرقا و قد زادتها الحركة الحوثية وهنا وكشفت ضعف النظام الإيديولوجي و المادي في المقاومة للاستمرار و قد عملت القوى العالمية مرارا على ضخ وسائل القوة في نظام اليمن ولكنه لم يستطع الوقوف على رجليه ولا حتى جمع الشعب حوله, فقد وهنت الإيديولوجيا بوهن جهاز القمع القائمة عليه

2 ـ جمهورية مصر العربية: وهي من أكبر الجمهوريات سكانا إلا ان هذا العدد الهائل من السكان أصبح لعنة على الحكام فعوض استغلاله في العمل وفتح فرص الإنتاج أمامه أصبح جزء كبير من هذا الجسم مشلولا عن الحركة فلم يجدوا له من وسيلة إلا تكبيله بأجهزة بوليسية أشد بشاعة من أجهزة بن علي تبعا لتوصيات الراحل بوش وقد زاد هذا الوضع تأزما مرض الرئيس الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية [2]

3 ـ الجماهيرية الليبية : بحكم ترهل زعيمها الأوحد منذ 1969 وغلق جميع منافذ التنفس أمام مؤسسات المجتمع المدني المستقلة عن اللجان الشعبية فقد أصبحت الوضعية مختنقة والصراع بدأ علنا أحيانا و خفية أخرى بين مختلف أبناء العقيد ونتمنى أن لا تحدث حربا بين مختلف الجيوش التي يمتلكها الأبناء قبل رحيل الأب [3]  

4 ـ الجمهورية الجزائرية

5 ـ الجمهورية التونسية

ولئن وضعنا تونس في المرتبة الخامسة فذلك لأنه لم يكن هناك أي مؤشر يمكتن أن يجعل المراقبين يتكهنون بهذه السرعة التي انطلق فيها الشعب لانجاز ثورته. كان هناك أصوات كثيرة تشير إلى تعفن الأوضاع في تونس و إلى ضرورة وضع حد لممارسات هذا الدكتاتور الفاسد ولكن لم يكن هناك تنبؤ بتاريخ سقوطه بهذه السرعة وذلك لقوة القبضة الحديدية التي أحكمها الدكتاتور على أجهزة الدولة و المجتمع حتى أن وزراءه لم يصدقوا رحيله و كانوا خائفين من الوقوف ضده لأنهم يعرفون ما فعله بالإسلاميين و غير الإسلاميين من المعارضين الوطنيين و لنا عودة للحديث عن أعمال هدا الطاغية[4].

هذه الجمهوريات كلها آيلة إلى التغيير ولكن متى و كيف فذلك لم يعد بعيدا. و لعل هذه بعض   الأسباب التي جعلت البعض  يقف موقف المناهض بل و المعادي لثورة الشعب التونسي إنه الخوف من العدوى, الخوف من خسران كرسي الحكم, عدم الثقة في الشعارات الجوفاء المرفوعة طيلة عقود, هذا الخوف الذي يشوبه انعدام الثقة في الشعوب هو بداية تزحزح عن المواقف الثورية المرفوعة آنفا من قبل هذا النظام  أو ذاك و لكن ما هي حدود الثورة التونسية؟

يجب التنبيه إلى :

 أولاـ أن الحدود الجغرافية لا دخل لها في إشعاع الثورة نظرا لتوسع شبكة الإعلام العالمية ودخول تقنيات حديثة تمكن من وصول المعلومة لمن يطلبها ولم تعد عبارات من قبيل أقاصي الأرض تصلح لأن الأرض نفسها فقدت انبساطها من عهد غاليليو فأصبحت معلومة الأركان محدودة المكان والشيء  إذا حدّ صغر.ومن هنا وجب أن يكون تأثير الثورة التونسية غير محدود وسيصل إلى كل أركان الأرض متى توفرت الظروف و المعلومة فالإشعاع عالمي

ثانيا ـ إن هذه الثورة هي اعلان عن وجوب بداية علاقات انتاج جديدة في تونس يصاحبها جملة من القوانين تسمح بسلسلة غير متناهية من المكاسب الشعبية وهذا يعني حتمية وصول الثمار المتنوعة للثورة إلى المواطن أينما كان زمانا و مكانا

ثالثا ـ إن هذه الثورة هي بمثابة الإعلان عن وجوب انطلاق علاقات جديدة نوعية بين الرأسمالية العالمية و الرأسمالية الوطنية لبلدان العالم الفقير وهو تغيير تحتمه مصلحة الرأسمال نفسه فالهيمنة العسكرية عن طريق أنظمة غير وطنية على العالم الفقير لم تعد ناجعة بل و إن التدهور ألقيمي الذي ظهر لدى الزمر الحاكمة شكل عقبة كأداء أمام محاولة التظاهر بنجاح تجربة مثل التجربة التونسية

نتيجة لذلك من المستحيل أن تترك الإمبريالية العالمية مثل هذه الثورات تنجح حاليا لأنها وزمرة مفكريها لم يصلوا بعد إلى ضبط نموذج اقتصادي وسياسي استغلالي جديد فالثورة أخذتهم على حين غرة و أحدثت لديهم ارتباكا في الفهم نتج عنه ارتباك في المواقف [5] وحلول تقليدية من قبيل إرسال فلتمان رجل الأمن الأمريكي المختص في شؤون الشرق الأوسط وصاحب المناورات العديدة في العراق و لبنان واسرائيل وهذا دليل على انعدام الفهم الصحيح لخصوصيات  الأوضاع في المغرب العربي من ناحية و من ناحية أخرى قد يدل على التسرع في أخذ المواقف وإن كانت خاطئة وضارة قبل فوات القطار ثم اللعب على عامل الزمن بعد ذلك لإصلاح هذه المواقف. لقد عرف الإستعمار بمواقفه المحافظة على ما هو موجود وعدم المخاطرة بالتعويل على ما هو آت باعتبار أن الموجود قد سبق التعامل معه ويصعب التخلص منه بسرعة ما لم يبرز خليفته في العمالة ومن هنا عملت القوى الأجنبية على مساندة الحكومة المؤقتة بكل قواها وتمسكت قدر جهدها لتظفر و لو برجل واحد على أن يكون له وزن مستمد من وزن الوزارة التي يتولى تسييرها

إن الرجة التي أحدثتها الثورة التونسية في مختلف الحكومات و الشعوب العربية رجة لم يحدث لها مثيل وشكلت في نخب هذه البلدان حلما واجب التحقيق

     

   بلقاسم الهماهي      


السياسي والعرافة قرّاية الكَفْ


الناصر الهاني كانت سيارته القديمة المتهالكة تطوي الأرض طيا لم يكن يعلم أنه يشرّق أو يغرّب فالمهم أنه استطاع تضليل البوليس الذي كان يتابعه وفجأة في مكان معزول وأرض قاحلة وبالقرب من شجرة كلابتوس مقطوعة حديثا قطعتها زوجة رئيس بلده لحماية مستخدمي الطريق من الحوادث  وبعدما أقنعت الرعيّة بأن الأشجار هي السبب في أنفلونزا الطيوروحينما اختارت مستشاري البلديات بكامل تراب الإيالة بدقة  وهذا الخشب الذي يقطع تبيعه وتخزن ملاليمه خشية حاجة أو فقر أوعوزالعائلة أوقف السيارة بجوار شجرة أعادت الظهور فوفّرت ظلا قصيرا أمكن له أن يحتمي به من الهجير وبمجرد أن لامست قدماه الأرض اندفع في اتجاه المحرك وفتح غطاء المقدمة ليتعرّف إلى سبب الدخان الكثيف المتصاعد لم يستطع أن يصلح كثير من الأعطاب لأن أصحاب الورش يرفضونه حتى لا تُغلق ورشهم تحت طائلة القوانين الجديدة، وقف ينظر إلى المحرك الثائر لم ينبس ببنت شفة في حين واصل المحرك حشرجته وازداد ثوران الماء المغمغم بأصوات تأنيب ورفض ، فهمها وبقي يفرك كفيه وبين لحظة وأخرى يلتفت في الأفق البعيد ولا سراب أوحتى طيف ، اتجه صوب الشجرة الغظة رأى على قاعها خربشات وكتابات متداخلة س +ر= حب إلى الأبد ،-  www.chabeb.com-ذكريات خالدة :صابر ولد الضاوية عيرود البلاد-……….، وتفاصيل أخرى ضجت بها رقعة الجذع المجدوع  وكانت كلها تبيّن أن الذين دونوا خطوطهم وجدوا الوقت الكافي ليكتبوا هذه الأسطر بكل وضوح  فكر للحظة أن يكتب مقولة لماوتسي تونغ أوغيفارا ليدونها علّ الطريق يهديها لقارئ أوتائه مثله ولكنه سرعان ما طرد هذا الطموح نهض من جلسته واتجه لمؤخرة السيارة وفتح الصندوق ليسحب علبة المفاتيح وخرقة لطالما احتاجها ليمسح أكفه بعد كل ترقيع أو فتح العجلات كلما اتجه للشمال الغربي -فحجارة طرقاته تعيب حتى المجنزرات لكنهم بشروا أخيرا قبل ست سنوات بأن ولي النعمة سيصدر مرسوما لإمكانية دراسة مشروع إقامة مسرب سريع -سحب كلاّبة وفك بها سلكا معدنيا كان قد لف به قطعة قرب المروحة وضع الخرقة في الماء الحار ولامسه فوجده حارقا لا يطاق فقرر أن يمهل المحرك فرصة أخرى فعاد إلى الظل الذي كان فيه بدأ الظل يتقلص، زحزح الصخرة التي كان يجلس عليها فرأى رزمة صغيرة تحتها ملفوفة في خيط أبيض فك القطعة فوجد فيها حبات شعير معدودات وشعرا طويلا أسود وقطع أظافر قهقه وانتصب قائما ليرمي هذه الرثاثة بعيداعنه إنها تميمة سحر في رقعة نائية وأعاد الجلوس وشرد فكره بعيدا ففكر في قصر حاكمه وتساءل كم من تميمة ينام عليها سيده .وبينما هو شارد الذهن رأى طيفا يدب من بعيد وتبدو الصورة كسراب يتنقل: قطعة ذات طول تسير وخلفها مستطيل أسود ويربط بين الكتلتين خط رقيق يميل إلى السواد الراقص في سراب الملح والحرارة، خمّن أهي سيارة؟ لكن تنقُّلها كان بطيئا !!أهي قافلة ؟فضحك ضحكا عاليا: لقد ولىّ زمن القوافل، وجذع الشجرة الرّقمي شاهد على ذلك فالشباب يتواصلون بالشبكة العنكبوتية فهم في راحة طويلة الأمد فلا عمل ولا توظيف واستدرك ليقول إن شركة « أورانج » مازالت لم تغطي هذه البقعة فمن أين لهم بالأنترنيت ؟!- كيف يمكن لمثل هذه المنطقة أن تستوعب مثل هذا المنتوج الحداثي فلقد رأى قبل أن يدخل في هذا الخلاء أكواخا طينية ورعاة حفاة وأطفالا شبه عرايا وإذا اتفق لطفلين أخوين أن لبسا فيتقاسمان لباسا واحدا فواحد منهما يغطي شماله  والثاني يغطي جنوبه وكلاهما يسخر من الثاني فمن غطى نصفه الأسفل « جنوبه » يعدّ ضلوع أخيه وصدره المتسخ بالرماد والريق الأبيض كملح مهروس ويضحك والذي غطى » شماله » ينظر لجهاز أخيه غير المختون ولعضلاته التي تشبه الحبل المفتول – ويا لحكاية الحبل فهو وسيلة الترفيه الوحيدة عندهم بعدما يسرقونه من مربط المعزاة ويصنعون به أرجوحة في القيلولة بعدما تنام الأمهات لشدة التعب بعدما يعدن من « الحصيدة » فنساء القرية كلهن يشتغلن كما يقلن في هنشير « المناضل » الذي كان يعمل في المانروج »اليد الحمراء »في زمن »العكري »وبعد الاستقلال سلموا له هنشيرا كبيرا يحيط بالقرية من كل جانب وأحفاد المناضل يسوقون السيارات رغم أنهم لم يتجاوزوا سن الثالثة عشرة احتراما للقانون  وبما أنهم كذلك فإذا رأوا دابة من دواب القرية داخل أرض جدهم يستنفرون قواهم وقد يمد الواحد من هؤلاء الصبية يده صافعا شيخا أوعجوزا »واللي عندو ريح يذريه » فالحبل هو « play station » إذا كان الحظ موفورا وإذا ضبطت المعزاة من السادة الصغار حفدة المناضل يتحول هذا الحبل إلى أداة عقاب وفَلْقَةٍ فالواحد من هؤلاء الصغار يمسك بالحبل في كل لحظة تسنح برغبة ورهبة – شرد ذهنه وبسرعة تفكر الطيف/ الشبح أو السراب الأسود اِلتفت فجأة فلم ير شيئا ،عندها فقط فكّر في الجنّ والعبابيث لكنه تذكّر دروس الفلسفة وخلوّ السماء والأرض ممّا ليس مُدْرَكًا وتاهَ مرّة أخرى وقف الآن واِتّجه صوب السيّارة وقبل أن يصل اِلتفت صوب جهة الشبح الأسود فرأى وبوضوح هذه المرة إمرأة تجرّ حمارا متهالكا وفوقه زنبيل فارغ وكانت تتجه نحوه وكان الحمار يعرُج إذا لامس حصى الإسفلت لأن حوافره اِهترأت والتي تجره من الإنس تزداد شبابا وصحّة وقف واستراح باله إذ سيسألها وتستبين له السبل وبدأت تقترب منه إلى أن وصلت وقفت قبالته كان رأسها مغطّى بلحاف أسود بلّلته بالماء واِنتعلت حذاء رجاليّا عسكريّا أبرص لم يتبقّ من سواده إلا لون الخيطين أمّا ملاءتها فتبدو في حالة جيدة وغرزت صدر ثيابها بخلالتين فضيتين رسمت على كل واحدة منهما يدان مشبوكتان »خمسة وخميس »فهي تخاف من العين والحسد بادرته بالسلام وقالت له دون أن تسمع جوابه »حويجة لربّي لميمتك » ضحك ،أحس من نبرة صوتها أنها أصغر منه بكثير ثم قال لها: »يابنيّتي دِلّيني ماذا يسمى هذا المكان »عندها فقط رفعت عن وجهها اللّحاف فظهر له وجه شِبْهُ مَلِيحٍ ورأى على صدرها مشبكا بصورة لرئيس الدولة تبسّم وسألها  عن سبب هذه الصورة فقالت له بصوت صاف « إيه بحياة رَاسْ الزّين هاني نُطْلُبْ ونقرا الكف وهاني في القوايل وفي الخلا وما نخاف من حد واللّي يجيبو النهار يكفيني رَانِي في الشُعْبَة ومِلِّي ولدت بِنْتْ الحِزْبْ »ثم استدركت وقالت له « انتم اللي لحستو القلم وقريتو تحسبوا كان إنتم تعرفوا وْرَاْس أُمَّة نعرف خِيرْ من دَكتور » أحس بنبرتها الهجومية واسترسالها في الحديث وجرأتها فأشار لها نحو ظل الشجرة فهمت إيماءته فتحركت بحمارها نحو سيارته وربطت حبله في حديدة المرآة الجانبية أراد أن يمنعها لكنه رأى عنادها فصمت توجهت نحوه ومدت له قارورة ماء بلاستيكية وقالت له « بِلْ رِيقِكْ » تأفف رغم عطشه لأنها سحبتها من عبّها مسك القارورة ولم يفتحها وافترشت هي بجنبه الأرض ودون استئذان مسكت يده اليسرى وقالت له سأنظر في كفك ومستقبلك وسعدك أراد أن يسحب يده لكنها ثبتتها بقوة، تفرّست في كفه وقالت متأوهة « هاك هارب وثمة حاجة ديمة تبع فيك ومشي مسيباتك والحاجة يقود فيها جن أزرق عندو في بالستوهاذي أكثر من عشرين سنة » قهقه حتى كاد يسقط على جنبه فظهرت على قسمات وجهها علامات الغضب فقالت له أتكذبني فقال لها « لا وشرف أمي كل ما تقولينه صائب » عندها تبسمت وتواصل هذيانها فمرة تزبد ومرة ترعد ويصفر وجهها وتنهّدت قائلة »هذا الجن سيريحك عما قريب لأن نهايته قريبة وكل ما فعله بك مش منو راهو متزوج جنية مشومة ملومة ماترتاح كان كيف تشوفو مْتَعِّبْ الإنس » حرك رأسه موافقا عندها قالت له »ستصبح صاحب مكانة وتدخل في جماعة جديدة مثلك ويعلو قدرك وتولي مشهور أما راك ماش تخدم مع جماعة من خدامة الجن هذا بعد ما يهرب واعرف انك ستتبدل ويبدلك الكِسْتِيمْ » غضب وسحب يده وقال لها أنا الغلطان لأني سمعت ترهاتك وانتصب قائما مبتعدا عنها فطلبت منه أجرها توجه صوب السيارة أغلق غطاء المحرك بدفعة غاضبةواتجه صوب الباب وفك حبل الدابةفتح الباب وجلس ليبحث عن بعض الصرف »الفكة » التي يضعها في درج قريب من لوحة العدادت وجد المفتاح مثبتا في مكانه فأداره واستجاب المحرك واندفعت السيارة نادته « هات عَرَقِي وأجرتي » فترك لها جزة من الدخان الكثيف وذهب لحال سبيله أطلقت عليه وابلا من الدعاء وكانت تنتف شعرها وبين الفينة والأخرى تقول مولولة « عريتلي وجهي يعري وجهك » انزاح الدخان فرأت دابتها قد تجاوزت الحافّة الأخرى من الطريق فأسرت للإمساك بالحبل وواصلت طريقها لتكمل عملها كما رسمت وذات يوم وصلت إلى مدينة أخرى بعد أن انقضي الصيف فنزلت ضيفة بقرية أحسن أهلها وِفَادَتَهَا وبعد العشاء فتحوا لها التلفاز فعرفت ساعتها أن البلد تشهد اضطرابات وقيل لها :إن الرئيس الذي تعلقين صورته قد فر بليل هذا الأسبوع فنزعت الصورة وقالت « عرانا الله يعريه » ضحك الحاضرون وناولتها ربة المنزل كأس شاي فكانت تشربه تحت اللحاف وبينما ترفع رأسها قالت للحاضرين « والله هذا المتكلم أعرفه »فازداد هرج الحضور ولغطهم وتكلم رب الأسرة قائلا :هذا الذي تتدّعين معرفته معارض وكان مطاردا وهاهو اليوم يدخل الحكومة وهو مُصِرٌّ على التشكيلة الحالية التي يقال إنّ الشعب لا يرضى عنها » استأذن ابنه وقال « لقد تبّدل تبدّلا عجيبا فبعدما كان معارضا أصبح يتكلم بلهجة أصعب ملهاربقال أبوه كلهم هكذاوأصرّت المرأة وقالت »ما نسامحوش في فلوسي »ثم استغرق الجميع في الضحك وتهامسوا بأنها مجنونة.                                    كتب مساء   : 28 /1/2011                  بمكان قريب من الجن الأزرق الفارّ     


بعد القحط الذي عاشوه أيام ‘الاخ الهارب’: انفلات اعلامي في تونس؟

2011-01-27  


توفيق رباحي  
مثلما يوجد الانفلات الأمني، هناك أنواع أخرى من الانفلات، بينها الإعلامي. سمعت هذا المصطلح أثناء متابعاتي للأحداث التي تعيشها تونس منذ فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. يبدو أن القحط الإعلامي والتلفزيوني الذي عاشه التونسيون مع ‘الأخ الهارب’ طيلة 23 عاما، أصابهم بحالة عطش يحتار بها الأطباء. هذا ما يفسر وجود هذا الانفلات الإعلامي الذي يعيشه التونسيون محاولين اغتنام كل لحظة وساعة وكأنهم يشعرون بأنه قد لا يدوم طويلا.

سألت زميلا تونسيا عاش ويعيش في قلب الحدث، وناله الكثير من بطش ‘الأخ الهارب’، فنفى وجود انفلات إعلامي، وقال إن هذا المصطلح من اصطناع الذين يحلمون بالعودة الى الوراء كي يستعملوه مبررا. ثم راح يسرد عليّ قائمة مما سماها التراجعات في مجال حرية التعبير والحريات السياسية، من خلال أشياء وقرارات داخل مبنى التلفزيون تخص طريقة تغطية واقع ما بعد الثورة. ودلّل على ذلك باستقالة مدير التلفزيون التونسي لطفي بن ناصر يوم الأحد.
لا أحتاج لأن أذكّركم بأننا نتحدث عن انجازات وتراجع عنها، وقد مر من عمر العهد الجديد أسبوعان لا أكثر! اشتكى بن ناصر من ‘جهات’ قال إنها تحاول التضييق على حرية عمل التلفزيون التي رافقت سقوط ‘الأخ’.
حرصت على متابعة التلفزيون التونسي منذ هروب ‘الأخ’ وأستطيع أن أجزم بأن وهج الحرية يتضاءل يوما بعد يوم. أو لنقل بدأ يأخذ منحى آخر حتى لا يتهمني أحد بالتشاؤم. قد يكون للأمر علاقة بتضاؤل وهج الثورة ذاتها، التي بعد أن كانت ثورة شعب ذهبت الى أقصى مداها، أصبحت ثورة فئات من المجتمع لا يعجبها بقاء الحكومة الانتقالية فتمارس حقها في التظاهر بينما تنصرف بقية المجتمع الى حياته العادية.
آخرون سيقولون إن الوهج لا يتضاءل بل يتعقل. هذه وجهات نظر فيها وعليها!
لكن الحقيقة الساطعة هي أيضا أن التلفزيون التونسي لم يعد مفتوحا لكل الناس، وخصوصا من كانوا يوصفون بالمعارضين الشرسين لـ’الأخ’ وحافظوا على نفس المسافة مع سلطة ما بعده. من هؤلاء الصحافي توفيق بن بريك ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ الذي حاول قبل أسبوعين أن يلقي خطبة عصماء في ‘الجزيرة’ موضوعها: لماذا لم تستضيفوني في الماضي من الزمن. أتمنى أن أكون مخطئا إذا قلت إنني في الأيام السبعة الأخيرة، لم أشاهد في التلفزيون التونسي نقاشا سياسيا جادا، أو وجها سياسيا معروفا بمواقف يتذكرها الناس والتاريخ. حتى الحكومة لا يبدو أنها تستعمل ‘كل حقها’ في هذا التلفزيون. فلا تظهر سطوتها ولا أعضاؤها إلا في الحد الأدنى وللضرورة.
يكتفي التلفزيون التونسي هذه الأيام، في الكثير من الأوقات، بإتاحة الفرصة للمواطنين العاديين يطرحون مشاكلهم اليومية، والصحافيين والسياسيين غير المشاكسين (حتى لو كانوا معارضين) يطرحون وجهات نظر لا تطعن في الحكومة الانتقالية. بعبارة أخرى هو مفتوح للناس الذين لا يتسببون في المزيد من الانفلات الإعلامي. وهو أمر فيه بعض بشائر ما سيكون عليه الحال في المستقبل. فإذا كان مفهوما كون مشاكل المواطن هي أساس وجوهر الثورة، وهي ما أشعلها، فلا يحق إهمالها تلفزيونيا، غير المفهوم هو ‘تقليم’ الأصوات التي تطالب برحيل الحكومة الانتقالية والتخلص من رموز الحزب الحاكم في المرحلة الانتقالية. لا أعتقد أنه من الحكمة ممارسة التضييق من الآن ـ مبكرا ـ قبل أن يروي الناس ضمأهم من سنوات عجاف، حتى إن كانت دواعي الأمن والاستقرار في هذه الظروف الحرجة من تاريخ البلاد معقولة ومفهومة.
نأخذ ما يجري الآن من محاولات توجيه الحقل التلفزيوني، ونحاول أن نتخيل واقع الحال، بعد أن تجري انتخابات وتستقر أمور السلطة وتضع لنفسها قانون إعلام يضبط عمل العاملين بهذا المجال.
قد لا تكون الأمور بنفس درجة الخنق الذي أبدعه ‘الأخ’، لكن الخنق سيكون حاضرا، ومعذرة منكم على هذا التشاؤم السابق لأوانه. مهم التنويه الى أنه أيا كان حال التلفزيون التونسي اليوم، فهو أفضل بسنوات ضوئية مما كان عليه قبل الجمعة المباركة المصادفة 14 كانون الثاني (يناير) 2011. لكن نصف الحرية أو الحرية الموجهة أو الحرية المسؤولة هي من ضروب التعبيرات التي يراد بها باطل. حتى ‘الأخ الهارب’ وجوقة المداحين الذي طبّلوا له، ظلوا يكررون على مسامع الناس أن الحال في تونس ليس قمعا، بل حرية إعلامية وسياسية مسؤولة.
المشهد التونسي حفل بمواقف أخرى تذكرني بالذي حدث (إعلاميا وتلفزيونيا) في الأيام والأسابيع التي أعقبت انتفاضة 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالجزائر. كنا صحافيين نذهب لتغطية أحداث من وحي تلك الانتفاضة فنجد أنفسنا، من دون قصد أو شعور، طرفا فيها ننحاز بسهولة للطرف الأضعف.. الى كل من وما هو خصم للسلطة وما يرمز إليها. كنا نتندر في التحرير بواقعة الزميل والصديق محمد علواش الذي ذهب لتغطية إضراب عمال شركة كابلات بالضاحية الجنوبية للعاصمة، فوجد نفسه يخطب في العمال محرضا إياهم على المزيد من التشدد في إضرابهم!
دام هذا الحال نحو سنة، ثم بدأ يستقيم شيئا فشيئا، الى أن أعلن اللواء خالد نزار (وزير الدفاع) في نهاية الاستراحة وخيّرنا، في بداية 1992، بين حذائه وسيف ‘البولحية’ بقيادة شبح اسمه عبد القادر زيتوني، ثم تلت ذلك أيام سوداء لا أريد أن أذكّر بها أحدا. في الأخير، كان لا بد أن يحفل ‘الفلتان الإعلامي’ بمواقف طريفة تعبر في عمقها عن مدى ما وصل إليه التونسيون في علاقتهم بنظام حكمهم وبتلفزيونهـ(م):
في الساعات القليلة التي سبقت هروب ‘الأخ’، استضاف التلفزيون التونسي، في إطار استجابته لخطاب ‘الأخ’ الليلة السابقة الداعي الى الحرية والانفتاح، صحافيا ليناقش أمورا سياسية، فاغتنم الفرصة وقال ما ظل يكتمه في صدره ـ أو يتمناه ـ سنوات طويلة. قال: بن علي الذي تعرفونه مات، لقد مات.. مات!
أُصيب المذيع بذعر، وكيف لا؟ فالحرية، ولو دعا إليها الرئيس شخصيا قبل أقل من 24 ساعة، ليست هكذا، فقاطع المتحدث متلعثما: يبدو هنا بعض التشنج، دعونا نستمع الى هذه الأغنية الوطنية ثم نعود.
لحسن حظ الجميع أن بن علي كرئيس كان قد انتهى، وأنه (والطرابلسية) لم يكونوا متفرغين لمتابعة ما يقال ويذاع، وإلا كنا الآن نقرأ الفاتحة ونترحم (وفي أحسن الأحوال نطالب بإطلاق سراح زميل سُجن عقابا له على كلمة (أو أمنية) قالها في برنامج تلفزيوني)!
وفي برنامج حواري آخر بقناة تلفزيونية خاصة مقربة من ‘الأخ’، اتصل مشاهد يطلب طرد شخص مشارك في النقاش، بحجة أنه من الحزب الحاكم ومن رموز الحكم البائد، ولأن الكلمة الأولى كانت للشعب السيد باعتباره هو صاحب الثورة، استجاب القائمون على البرنامج لطلب المتصل في سابقة فريدة من نوعها في العمل التلفزيوني.
ربما هذا ما جعل رئيس الحكومة محمد الغنوشي يقلل من ظهوره التلفزيوني. إذا كان مشاهد يتهم قاضيا أو موظفا بكونه من العهد البائد ويطلب طرده، فكيف سيتصرف (وآخرون) مع الغنوشي؟ ربما بزحف على مبنى التلفزيون.
ـ عجيب أمر هؤلاء الحكام العرب وزبانيتهم: كلهم اتفقوا على أن بلدانهم تختلف عن تونس. اليمن (الدولة الفاشلة بكل المقاييس)، المغرب، الجزائر، مصر، السعودية، الأردن.. جميعا رفضوا مقارنة بلدانهم بتونس. (هكذا قالوا أيضا عندما هزت الاقتصاد العالمي في 2008 أزمة عاتية أضعفت الاقتصادات القوية: نحن غير معنيين! وراح زبانيتهم يتفلسفون في شرح أسباب بقائهم في منأى عن أزمة عالمية).
ما قصده هؤلاء ولم يجرؤ أحدهم على قوله هو إن الملك محمد السادس وعلي عبد الله صالح والرئيس بوتفليقة والحاج محمد حسني مبارك والملك عبد الله (أو رئيس الحكومة زيد الرفاعي) والآخرين ليسوا زين العابدين بن علي.
حقيقة الأمر أن بلدانهم جميعا أسوأ من تونس، وهم من الرئيس المخلوع. لكن الزمن غدار فلا أحد يتمنى أن يُقارَن بـ’الزين’ في هذه الأيام الحالكة. للأمانة كانت تونس أفضل وأكثر استقرارا من هؤلاء جميعا، ورغم ذلك انظروا ماذا حدث لـ’الأخ’ هناك! ـ يا ناس ‘فرانس24’، بكل اللغات، يا قوم، يا إخوان: قررتم أن تغيّروا ترددات قناتكم على الساتل، طيب، حقكم وبصحتكم. لكن حقنا عليكم أن تدلونا على الترددات الجديدة. أذكر أنها كانت تُكتب على الشاشة قبل يوم الحسم، لكن لكثرة ما رأيتها آنذاك ولم يختف البث، ظننت أنهم ربما يمزحون أو أنني غير معني بالتغيير.
على الأقل ضعوها على موقعكم على النت في مكان يسهل على المشاهد رؤيتها من دون أن تتعب عيناه أمام الشاشة ومن دون أن يضطر لقراءة كل الأرقام (وما أكثرها) في الصفحة الرئيسية. لقد تعبت في موقع القناة، باللغات الثلاث، أبحث عمّا يدلني على الترددات الجديدة فلم أجد شيئا اللهم الا إذا كنت أعمى. إن مَن لا يضع معلومة بمثل هذه البساطة، في مكانها المفترض في هذا الزمن السريع، قد أخفق في جزء من مهمته.
على العموم أنتم الخاسرون! كاتب صحافي من أسرة ‘القدس العربي’ toufik@alquds.co.uk


التعتيم الثقافي والإعلامي في العهد البائد (2)

نواصل في هذه الورقة الحديث عن الوسط الإعلامي والثقافي الذي ارتكز على التعتيم وعلى ممارسة اللصوصية التي انتهجتها عصابات من المرتزقة في هذا الميدان والتي لا تفوق خطورة عن اللصوصية الاقتصادية بجكم أنها تشرع نظريا لهذه الأخيرة. وإن حصل أشباه المثقفين على الفتات مقارنة لما حصلت عليه عائلتا بن علي والطرابلسي، ولكن عملا بالمقولة المأثورة « كل قدير وقدره »، فقد غرفوا الأموال الطائلة من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، التي من المفترض أنها كانت مرصودة لتطوير المشهد لا لتسخيره للحمد والتسبيح  للسابع من نوفمبر ولصانعه إلى درجة أنهم جعلوا منه من كبار الفلاسفة والمفكرين.
وحتى يتسنى لهم ذلك، قاموا بالإيحاء للوزارة ولمن كان مستشارا للثقافة، صاحب الأطروحة عن كرة القدم، عبد الحميد سلامة، بل ربما هو الذي بادر بذلك، بتنظيم العديد من المائويات والمناسبات، حتى يبيع ما تنتجه شركته الخاصة للدهنيات غولدينا. وتتالت علينا المائويات والألفيات وغيرها من المناسبات.
وهذه قائمة هذه المناسبات. مائوية أبو القاسم الشابي، وهي التي لم يصدر عنها، بعد الموسوعة التي أصدرها الأستاذ الجليل، عميد المثقفين التونسيين، أطال الله في أنفاسه، أبو القاسم كرّو، أي جديد يمثل إضافة، ووقع الاقتصار على نهب الأموال المخصصة للذكرى فاقتسمها اللصوص في الرحلات والموائد وجلسات الخمر وفي اقتناء كتب مناسباتية أعيد طبعها العديد من المرات.
وهنالك أيضا ألفية ابن خلدون، التي ظلموا فيها هذا العلم وحقروا من شأنه، وهي فضيحة لا مثيل لها في عالم الفكر العربي الإسلامي، إذ اقتصرت هذه الألفية على إصدار نصف المقدمة والرحلة محشوة أخطاء في مستوى التحقيق والتي نشرتها دار العربية للكتاب بتواطئ الحرباء مصطفى عطية، وكان للأستاذ الجليل المنجي الكعبي بتصويبها والتعليق عليها مما جعلنا نقرّ بأن ما نشره إبراهيم شبوح ضحلا لا مندوحة فيها. والملاحظ أن إبراهيم شبوح قد فرّ بالمخطوطات التي جمعتها بيت الحكمة بعناء وامتنع عن إصدار بقية المقدمة والتاريخ ولم تقع محاسبته. كما لم تقع محاسبته وتتبعه لتهريبه وبيعه قطع من التراث في عهد وزارة المنجي بوسنينة وبمباركته.
ثم أتت ما سمي بالاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة العربية، التي حضرها الشيخ القرضاوي بدعوة من صخر الماطري. كانت هذه الاحتفالية باهتة، ويعرف القاصي والداني ما أفرزته هذه الاحتفالية من تجاوزات مالية أودت بحياة أهمّ عنصر منظم إثر خبر روّجه أحد مقربيه لمجلة الملاحظ. ولو عدنا إلى الكتب التي صدرت خلال هذه المناسبة هي إعادة طبع لما كان مطبوعا ولم يقع الالتفات إلى العديد من الدراسات حول القيروان من طرف العديد من العلماء العرب والمسلمين والتي كان من الجدير جمعها ونشرها حتى نستفيد منها، ولكن بما أنّ المشرفين على هذه الاحتفالية من الجهلة وأرادوا بإعادة نشر ما كان نشر الحصول على بعض النسب. أما الاحتفالية الفضيحة، فقد كانت مائوية الشاعر مصطفى خريف، وكنا تحدثنا عنها، وهي التي لم يقع بعد المشرفين عليها وقد قاطعها اتحاد الكتاب آنذاك، وانتقاما من مكتبه قام بعضهم، وخاصة محمد المي للمطالبة بسحب الثقة من مكتب الاتحاد، والحال أن هذا الأخير أقال رئيسته يوم 9 جانفي وساند في بلاغ الثورة القائمة آنذاك ولم يتخلى عن واجبه الوطني. ولكن محمد المي المساهم والمنتفع من سرقات محمد مواعدة العقعق… لأموال هذه الاحتفالية. ونسوق هنا استدراكا، وهو أننا ذكرنا في مقالنا السابق قمنا بكتابة اسم المي خطأ بإضافة المدّ بعد الميم، والحال أننا نقدر عائلة الماي التي أنجبت العديد من الأفذاذ ونعتذر لها عن هذا الخطأ غير المقصود.
وكذلك مائوية الشيخ الجليل الفاضل بن عاشور وقعت بطريقة باهتة، ولم يصدر عنها بمجهود شخصي سوى كتابي أبو زيان السعدي ومحمد المناعي. ولم تقم وزارة الثقافة بأي مجهود لفائدة هذا العلم الوطني. ولم يقتصر هؤلاء اللصوص القراصنة في الحقل الثقافي على هذا، بل واصلوا مشوارهم للاحتفاء بمائويات أخرى مثل مائوية محمد البشروش لا لشيء إلا لأنّ الوزير الذي أطرده موظفوه شرّ طردة، عبد الحميد سلامة، كتب عنه كتيب. وكانوا أيضا يعتزمون تنظيم مائوية محمود المسعدي واعتزام اللصوص لتبرئة عملهم وسرقاتهم إعادة نشر الأعمال الكاملة للمسعدي التي نُشرت في 2003.
وننتقل إلى عنصر آخر في هذا الشأن. فرغم ما نكنّه من احترام للعائلة الفذة ابن عاشور التي أنجبت أجيالا من خيرة البلاد نعتز بهم، فإن أحدهم كان بمثابة البيضة الفاسدة، ألا وهو محمد العزيز ابن عاشور، الذي تولى وزارة الثقافة والمدير العام الحالي للمنظمة العربية للثقافة والعلوم بتونس، والذي سخر مجلة هذه المنظمة لنشر صوره في كل صفحة، لا يذكر له الوسط الثقافي عندما كان وزيرا إلا نشره للأعمال الكاملة للحبيب بلخوجة، المنشورة سابقا في عدة أجزاء عن الدار العربية للكتاب. والحال أنه لا داعي علمي وثقافي لإعادة نشر هذه الأعمال، سوى السرقات. كما نشر شرح البردة للشيخ محمد الطاهر بن عاشور الأكبر، علما وأن مستشاره الأكبر في هذه الأمور اللقيط محمد المي، المسنود من عبد الوهاب عبد الله والذي كان عندما كان محمد عزيز ابن عاشور وزيرا يجري له الأحاديث الواحد تلو الآخر، بل أن محمد عزيز عاشور أخذه معه إلى باريس لحضور تظاهرة للمنظمة العربية للثقافة والعلوم لكي يقوم بتغطيتها في الملاحظ.
لقد وقع الحديث كثيرا عن القطع الأثرية التي وجدها المواطنون في قصور الطرابلسية وصخر الماطري. فلا ننسى بذلك الدور الذي لعبه الباجي بن مامي، المدير السابق لمعهد التراث لسنوات عديدة، والذي عينه في هذا المنصب، رغم معارضة زملائه من المعهد، عبد الحق الهرماسي عندما كان وزيرا للثقافة. وتمثل هذا الدور في التفريط في العديد من القطع الأثرية وفي تمكين الطرابلسية من رخص البناء في أراض أثرية وفي سيدي بوسعيد. ومكافأة له وقع تعيينه مستشارا في مجلس المستشارين، ثم وقعت تمكينه من منصب شيخ مدينة تونس. وأول ما بادر به في هذه المشيخة تمكين عماد الطرابلسي من قطعة أرض بشارع ليون حتى يقيم عليها مأوى للسيارات، وهو أمر مطروح للبحث والتقصي.
أما عبد الباقي الهرماسي الذي عاث في عهده الباجي بن مامي فسادا بعلمه وموافقته في التفريط في الآثار وذاكرة الوطن، فهو الذي كان يكتب خطب لصة اللصوص لوليتا وهو الذي نظم لها مؤتمر النساء العربيات باعتباره رئيس المجلس الأعلى للاتصال. وهو صاحب الخطاب المتخشب لليلى دجين. وهذه قطرة أخرى من محيط…..   صالح شكري    

 


ثقافة بن علي الفن في خدمة الفاشية

وضع بن علي مؤخرته على قلب البلاد وعلى مدى ثلاثة وعشرين سنة حول البلاد الى مؤخرة. دمر بن علي حياتنا.سوى الاسلاميين بالارض وحول جزءا من اليسار الى بوليس. ولكن اكبر انجازاته هو عصارة نفسه الذي احرق به الثقافة. لا يوجد في عهد بن على فنان برئ. وعندما اراهم اليوم يتظاهرون ينتابني حزن عميق كما لو اني ارى المهزلة تستمر. هؤلاء الذين لم يترك لهم بن علي وجوها بعد ان سلخ منها الجلود يتصرفون تماما كما علمهم بن علي ان يعيشوا بلا وجوه وبلا حياء. الفن بدون حياء بدون خجل هذا هو واقع ثبته بن علي وتحول الى خدمة اديولوجية تماما كما تقدم شركة الكهرباء خدماتها للمواطنين. كثر منهم يعتقدون ان هذه الثورة هي 7نوفمبر اخر.فغيروا اقنعتهم وخرجوا للتلفزات وللجرائد يطبلون ويساندون المتظاهرين حتى انهم في الايام التي عقبت سقوط بن علي وهروبه شاهدت بيت الموتى المسرحي لما يسمى المسرح الوطني في شارع باريس اكبر مظاهرات مومسي ومومسات الفن التونسي. وسارعوا بعد ان علموا ان بعض المدن احرقوا ديار التجمع فرفعوا سقوف التنديد مطالبين بالتوجه لاحراق دار التجمع بشارع محمد الخامس هذه الدار التي لطالما جمعتهم واوتهم وساندت تحركاتهم لتفسيخ ثقافة الشعب واخلاق الشعب التونسي. لقد عشت بينهم كل هذه العقود واعرفهم واحدا واحدا.وكنت في محنتي مع هذا النظام الفاسد الذي اتى على اغلى سنوات عمري رايتهم يتوارون ويناورون .رايتهم يتجهون تدريجيا الى هذا الظلام الموحش الذي يشع من نظام ذلك الرجل الجاهل الفاسد الذي تحول هتلر الى جانبه مجرد اضحوكة .وفي السنوات الاخيرة التي انهيت فيها قطيعتي مع نظام بن علي بدون رجعة رايتهم يتحولون قطعا متناثرة من الزبالة تناثرت في شارع البوليس. غريب ان ارى شخصا مثل فتحي الهداوي يتحدث الى الجزيرة وكانه احد صانعي هذه الثورة وهو لم ينته بعد من مسلسل كاكتوس وجلسات طرابلسية كاكتوس.غريب ان يقال ان شخصا فاسدا ومخربا من جلساء عبدالوهاب عبدالله وهو النوري بوزيد يقال عنه انه رجل مناضل ولست ادري اين ناضل وفي اية ماخور من مواخير تل ابيب. زبالة فرنسا واصدقاء فريديرك متيران الذين اجتمعوا في مراحيض اللواط استلهموا من قائدهم قائد الجهل زين عابدين الجيفة حتى يؤسسوا دولة ثقافة تقوم على اللاثقافة وعلى جر البلاد الى التطبيع والركوع للجنس السامي النقي جنس اليهود الذي استعمل بلادنا في 23 كما تستعمل المراحيض. وجود شخص خطير واجرامي في كواليس محمد الغنوشي مثل الهادي البكوش يعطيهم تطمينات ان دولة بن على لا تزال قائمة. وان استعادة وزارة الثقافة من قبل اللوطيين والسحاقيات والمرتبطين باسرائيل مسالة تحتاج الى ربح الوقت لا اكثر. وجود اناس مثل طارق بن عمار هذا الصهيوني البارز صديق مردوخ وحليف اللوبي اليهودي الصهيوني في كل بقاع الارض يسمح لهم بالاعتقاد بانهم في مامن من هذه الثورة وما عليهم الا ان يغيروا بعضا من ملامح اقنعتهم مؤقتا. فنانين تونس عليهم اللعنة هم حثالة البشر كلهم بدون استثناء مسرحيين وسنمائيين وشعراء مراكز الشرطة وكتاب التقارير البوليسية .ابصق على وجوههم .وليختفوا من غضب المستقبل. الامجد الباجي  

هل كانت المؤشرات التنموية التونسية مزورة؟

منير حداد GMT 12:55:00 2011 الخميس 27 يناير7Share حتى الانتفاضة الأخيرة، كانت التحاليل الاقتصادية و الاجتماعية للواقع التونسي تقدم صورة شبه وردية لدولة استثنائية تعيش في محيط عربي و إسلامي غارق في التخلف و الفقر. لكن الصورة التي شاهدناها مؤخرا على شاشات التلفزيون من بطالة و فقر مدقع، خصوصا في مناطق الوسط الغربي و الجنوب، يبدو أنها هزت هذه الصورة الوردية عند الكثيرين، مما أعاد إلى الأذهان إمكانية أن تكون المؤشرات التي اعتمدت عليها التقارير السابقة عن التنمية التونسية مزورة، أي أن البيانات الرسمية المعتمدة لم تكن تعكس الواقع المعاش للتوانسة. فهل هذا أمر وارد؟
أول هذه المؤشرات تخص نسبة النمو الاقتصادي، إذ حقق النمو المسجل معدل 5% سنويا على المدى الطويل. و هذه النسبة مشكوك في تزويرها بحكم أنها نسبة محدودة مقارنة مع ما سجلته النمور الآسيوية (7%) و ما تحققه الصين و الهند خلال الفترة الأخيرة (ما يقارب 10%). كما من المهم التنويه بوجود مؤشرات أخرى يتم الرجوع إليها لاعتماد نسبة النمو الاقتصادي، مثل نسبة زيادة الواردات التي يمكن التثبت فيها من خلال الرجوع إلى بيانات صادرات الدول الأخرى (خصوصا دول الاتحاد الأوروبي بالنسبة لتونس).
على هذا الأساس، فان أرقام معدل الفرد من الدخل القومي الحالي ما هي إلا نتيجة لهذه الزيادة التي تراكمت على مدى عقود طويلة، و عدم إمكانية التزوير في النسب السنوية يعني عدم إمكانية التزوير في النتيجة النهائية لمعدل دخل الفرد. لذلك يجب أن نصدق بيانات معدل الفرد من الدخل القومي، بعد الأخذ بعين الاعتبار الفارق في مستوى الأسعار بين الدول (مضاعفة معدل الدخل في الدولة التي تكون أسعارها نصف المستوى الأمريكي، على سبيل المثال). و هذه البيانات (مقومة بالمقدرة الشرائية للدولار الأمريكي) تعطي 9500 دولار للمواطن التونسي مقابل 6200 دولار فقط للمواطن المصري. و لا غرابة في هذا الفارق إذا ما أدركنا أنه يأخذ بعين الاعتبار عدد السكان، و هو رقم منخفض نسبيا في تونس نتيجة السياسة الحازمة لتحديد النسل التي اتبعتها الدولة منذ حصولها على الاستقلال.
أما المجموعة الثانية من المؤشرات فهي تخص ظروف عيش المواطن و في مقدمتها المؤشرات الصحية، مثل نسبة الإنفاق العام على الصحة من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ 17% في تونس، مقارنة بأقل من 6% في كل من المغرب، مما مكن 93% من سكان تونس من الحصول على الخدمات الصحية، مقارنة بنسبة 70% في المغرب. و ينعكس هذا على تحسن الوضع الصحي للمرضى، و من أهم مؤشراته معدل وفيات الأمهات (لكل 100 ألف مولود حي) الذي يبلغ 18 حالة وفاة في تونس، مقابل 59 في مصر و 227 في المغرب. و هذه أرقام يتم استخراجها من بيانات الحالة المدنية و المستشفيات، لذا سوف يكون من الصعب تزويرها.
و أما المجموعة الثالثة فهي تخص التعليم، حيث تم تعميم التعليم الأساسي كما تم تمكين نسبة 85% من التعليم الثانوي و نسبة 31% من الشباب التعليم العالي، مقارنة بنسب 56% و 11%، على التوالي في المغرب. و هذه البيانات تأتي من عدد الطلبة المسجلين في المدارس و الجامعات، لذا يسهل الكشف عن أي تزوير فيها. و لا نعتقد أن منظمة اليونسكو، على سبيل المثال، سوف تعتمد أية أرقام لا علاقة بالواقع التونسي.
خلاصة ما سبق إن الأرقام و المؤشرات التنموية التي تم اعتمادها في تونس لم تكن مزورة، أو على الأقل لم تكن مزورة بالقدر الذي يجعلها تحجب الواقع المعاش للمواطنين، كما يدعي كثيرون هذه الأيام. و الصورة الوردية التي بنيت على هذه المؤشرات لا تتناقض مع وجود بعض مظاهر الفقر المدقع في بعض الأقاليم و الأحياء المعوزة لأنها ببساطة مجرد معدلات قومية. لكن مع رأيي بعدم القدرة على تزوير البيانات بالقدر الكافي الذي من شانه تمكين النظام التونسي السابق من تقديم صورة مغايرة للواقع تماما، اعتقد أن بعض البيانات الرسمية قد لا تعكس كامل الحقيقة، مثل نسبة التضخم التونسية التي تقل عن 3% سنويا و التي يمكن التلاعب بها بإعطاء المواد الاستهلاكية المدعومة من الحكومة وزنا اكبر من اللازم في سلة المستهلك.
كذلك ربما كان هناك بعض « الكذب الإحصائي » في عرض البيانات مثل نسبة 31% من الشباب المسجلين في التعليم العالي، إذ أن المعلوم أن نصفهم على الأقل يحصلون على تكوين ضعيف لا يتلاءم إطلاقا مع احتياجات سوق العمل. و من ثم فان اعتبارهم طلبة تعليم عالي يجافي الحقيقة إلى حد كبير.
خلاصة القول إذا و بالرغم من بعض التحفظات ، لا يمكن اعتبار الصورة الوردية للتنمية التونسية التي حملتها لنا البيانات الرسمية و التقارير الدولية التي بنيت عليها، مجرد صورة مشوهة للواقع نتيجة تزوير حكومي مدبر من طرف النظام السابق. و يعني هذا أن الانتفاضة الشعبية الأخيرة قد وقعت رغم التنمية التي تحققت في البلاد، خلال العقود الستة الماضية، أو أنها نتيجة هذه التنمية التي جعلت نظام حكم الفرد غير ملائم لما بلغه الشعب التونسي من تطور و حداثة في المجالات الاجتماعية و العلمية و الاقتصادية، أو أن الثورات تقع لأسباب سياسية لا علاقة لها بالتنمية و الظروف المادية للمواطن. وللحديث بقية… M5432112@hotmail.com   (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 28 جانفي2011)  


ولوبعد حين  

كان القطار يطوي الأرض طيا، يسابق الأشجار و الدور و الحقول الحافة جانبي السكة، حين كانت نظرات  الخالة محبوبة تحدق بفتاة تجلس قبالتها. شابة في مقتبل العمر انسدل شعرها الكستنائي على كتفيها ونسمات الهواء تعبث من حين لآخر بخصلات شعرها. كانت الخالة محبوبة تراقب الفتاة وتحدث نفسها: يا إلهي كأنها هي، تسريحة شعرها، لون بشرتها، نظرات عينيها، رشاقة قوامها. لقد ترددت مرات في أن تبادر الفتاة بالكلام، لم يمنعها سوى انشغال الشابة بشيء تسمعه ورؤية خيوط السماعات تنسدل من أذنيها. أحجمت الخالة محبوبة عن الكلام وأطلقت ذاكرتها تجوب متاهات الماضي البعيد، حين استيقظت ذات صباح على طرق عنيف لباب بيتها، فانطلقت فزعة تتعثر في ثوبها الذي تلبسه على عجل. من الطارق ؟ نجيب إفتحي الباب خيرا ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ هل نوارة عندك؟ لا لم أرها منذ أيام ماذا جرى أخبرني؟ نوارة يا محبوبة نوارة! ماذا بها؟ أرادت أمي أن توقظها في الصباح كعادتها فلم تجدها، بحثت عنها في كل الغرف،  في الحديقة، فوق السطح لا أثر لها. هل اتصلتم بصديقاتها؟ نعم لا أحد رآها أو يعرف مكانها! انتظر سآتي معك.   استقبلتهما الأم عند باب البيت متلهفة لمعرفة  مصير نوارة فجاءها الجواب عندما رأت ابنتها محبوبة تسير خلف نجيب. دخل نجيب البيت قلقا متجهما يجوب أرجاء البيت يضرب حينا جبينه بكفه وحينا  يضرب الجدار بقبضة يده، أما محبوبة فذهبت تبحث وتقلب في أوراق نوارة عساها تعثر على شيء. بدد صوت محبوبة الصمت المخيم على البيت حين بدأت تنادي: أبي … أمي … نجيب … ثم دخلت عليهم غرفة الجلوس وفي يدها ورقة مطوية، أنظروا رسالة من نوارة. لم يطق نجيب صبرا فخطف الرسالة من يدها وقرأها بسرعة: « …..سامحوني ظروف قاهرة اضطرتني للسفر إلى القلعة ».   أضاءت الرسالة أملا جديدا لأسرة نوارة فعم جو من الارتياح لم يعكره سوى ضرب عنيف لباب البيت كأن أحدهم يريد كسره، خرج نجيب مسرعا ليفتح الباب، فإذا جمع من الرجال دفعوه حتى سقط على الأرض واقتحموا البيت. نادى الوالد من الداخل بصوت مرتعش: ما هذه الضوضاء من الطارق يا نجيب؟ لم يتم الشيخ كلامه حتى انتصب أمامه أحد الرجال المقتحمين للبيت قائلا: شرطة نريد نوارة أين أخفيتموها؟ تردّ الأم: لقد غادرت البيت ولانعلم إلى أين تكلّم أحدهم في وقاحة وتعال: لاتقلقي سنبحث عنها بطريقتنا الخاصة وسنجدها حتما، توزع أفراد المجموعة في كل أرجاء البيت كالجراد المنتشر لاتقع أيديهم على شيء إلا قلبته رأسا على عقب ولا تنطق ألسنتهم بشيء إلا آذى مسامع من حولهم. عثر أحدهم على الرسالة فقدمها لسيده وكأنه حصل على كنز ثمين قائلا: أنظر ياسيدي ويدّعون أنهم لايعلمون عنها شيئا وليس لديهم ما يخفون.   تركوا البيت وكأن إعصارا عصف بأرجائه وأخذوا معهم والد نوارة وأخاها. كانت محبوبة تترجاهم أن يتركوا الوالد المسن لأنه مريض ولايتحمل الانفعال، ولكن هيهات أن يسمع مثل هؤلاء لتوسلات محبوبة وأمها.   خيم الصمت على البيت ووجمت الوجوه كئيبة حزينة تنتظر ما سيأتي به الغد، كانت أم نوارة وأبناؤها يعدون ساعات الليل التي لا تكاد تتزحزح إلابشق الأنفس. وحين بزغ ضوء الفجر، طرق الباب طرقا خفيفا هرعت على إثره محبوبة إلى الباب لتفتحه فإذا هو والدها وشقيقها نجيب، يسلمان ثم يسيران بخطى متثاقلة إلى الداخل، فعم السكون للحظات وكأن الخوف مما سيفصح عنه نجيب ووالده قد أخرس كل الأفواه، ثم بادرت محبوبة بالسؤال: ماذا جرى يا أبي؟ هل وجدوها؟ يرد نجيب بنبرة حزينة ممزوجة بارتياح خفي: لا يا محبوبة لم يجدوها وقد اتصلوا بفرقهم المختصة في « القلعة » ليبحثوا عنها فلم يجدوها كما قاموا بعدة اتصالات أخرى، لكن دون جدوى، وأخيرا تأكد لديهم أنها غادرت البلاد.   صدم الجميع بهذا الخبر، وكانت محبوبة  أشدهم صدمة لأنها لم لم تطق مفارقة صنو طفولتها وشبابها وتوأم روحها، كانتا اختين متحابتين رغم المشاجرات التي تقع بينهما من حين لآخر.    بدأ القدر في التفريق بين اللأختين منذ أن قطعت محبوبة دراستها وتقدم شاب من أقاربها لخطبتها ثم تزوجت. أما نوارة فلم يزدها فراق أختها سوى مزيدا من التعلق بها والمحبة لها. رغم انشغالها بالدراسة الثانوية ثم الجامعية.   كان الأمل لايفارق محبوبة أبدا أنها سترى أختها رغم توالي السنين على فراقهما وكانت لها رغبة تدفعها دائما إلى النظر في وجوه المارة في الشارع أو الركاب في قطار عساها تعثر عليها يوما ما.   انتبهت الخالة محبوبة من شرودها إلى أن القطار يوشك على الوصول إلى حيث تريد، فأخذت حقيبة يدها وسارت في اتجاه الباب،أما الفتاة التي كانت تجلس قبالتها فأجرت مكالمة قصيرة على هاتفها الجوال ثم لملمت أغراضها وسارت في اتجاه الباب كذلك.   نزلت الخالة محبوبة من القطار تشق جموع الناس تنظر في الوجوه كعادتها فلاح لها وجه أخيها نجيب من بعيد، فتمتمت قائلة: يا إلهي للتو كنت أفكر به، فإذا هو ماثل أمامي، اقتربت منه وسلمت عليه ثم سألته: ماذا تفعل هنا؟ فبادرها بدوره بالسؤال: ما الذي جاء بك إلى هنا؟ لقد أفسدت كل شيء، اندهشت من كلامه فردت عليه: عما تتحدث؟ وما الذي أفسدته؟ أفسدت المفاجأة أي مفاجأة؟  أرجوك تكلم بوضوح، أشار نجيب بسبابته نحو فتاة قادمة من بعيد تحمل حقيبة سفر وتسير نحوهما وكانت كلما اقتربت أكثر انتاب الخالة محبوبة شعور غريب لاتعرف له سببا، ولما وصلت بالقرب منهما رمت حقيبتها على الأرض  فسلمت على نجيب بحرارة فاحتضنها طويلا والدموع تفيض من عينيه ذهلت الخالة محبوبة قائلة في نفسها: ياإلهي إنها الفتاة التي كانت تجلس أمامي في القطار، ثم صاحت: نجيب أخبرني ما الذي يجري أرجوك أخبرني أجابها نجيب وهو يكفكف دموعه: إنها أريج ابنة نوارة لقد وعدتني بهذه الزيارة منذ أن زرتهم قبل سنوات احتضنت مجبوبة ابنة أختها بجنون والدموع تنهمر من عينيها وصوت نحيبها يعم أرجاء المحطة.  مشهد مثير حرك فضول الناس من حولهم  فكانت نظراتهم تطرح ألف سؤال وسؤال.   كـوثر الزروي 4 نوفمبر 2010  


تطورات الأحداث في مصر


تشهد عدة مدن مصرية احتجاجات عارمة يشارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين يطالبون بتغيير النظام ورحيل الرئيس المصري حسني مبارك. وفي ما يلي آخر التطورات التي حدثت في بعض المدن: – مراسل الجزيرة: دوي انفجار قوي قرب المقر الرئيسي للحزب الوطني في القاهرة. – مراسلة الجزيرة: آلاف المتظاهرين في شوارع السويس وسماع دوي طلقات نارية. – وكالة الأنباء الفرنسية: شركة فودافون تقول إن جميع شركات الهاتف تلقت أوامر بقطع الاتصالات في مصر. – الرئيس المصري يقرر فرض حظر التجول في جميع محافظات البلاد من الساعة السادسة مساء إلى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (من الرابعة مساء إلى الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش). – رويترز: عدد الجرحى بين المتظاهرين المصريين اليوم الجمعة بلغ أكثر من 400 جريح بعضهم أصيب بالرصاص. – أسوشيتد برس: متظاهرون يحاولون اقتحام مبنى وزارة الخارجية ومبنى التلفزيون في القاهرة. والتفزيون ينفي محاولة اقتحام مبناه. – رويترز عن شهود عيان: سماع أصوات إطلاق رصاص قرب البرلمان ومقر رئاسة الوزراء ومقرات حكومية في القاهرة. – رويترز عن شاهد عيان: مسلحون يجبرون ضباطا وجنودا بقسم شرطة في سيناء على الاستسلام. – مراسل الجزيرة: إعادة إطلاق قنابل الغاز المدمع في القاهرة. – مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي تقول إن السلطات المصرية اعتقلت أكثر من ألف شخص خلال المظاهرات الحاشدة. – رويترز عن شاهد عيان: عشرات المحتجين يتسلقون مركبات الجيش في السويس والجنود يحاولون إبعادهم. – رويترز عن شاهد عيان: محتجون يشعلون النار في استراحة محافظة الأقصر ومقر الحزب الوطني فيها ومقر المجلس الشعبي المحلي. – رويترز عن شاهد عيان: سماع صوت إطلاق نار في شوارع وسط القاهرة بعد بدء حظر التجول. – مراسل الجزيرة: إشعال النيران في قسم شرطة الأزبكية في القاهرة. – مراسل الجزيرة: إحراق مزيد من سيارات الأمن في القاهرة. – اشتعال النيران في المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم الواقع في كورنيش النيل بالعاصمة المصرية. – إشعال النيران في سيارات للشرطة في ميدان الشهيد عبد المنعم رياض بالقاهرة. – شهود عيان: إضرام النار في مبنى محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة. – مراسلة الجزيرة: وحدات من الجيش المصري تنزل إلى شوارع مدينة السويس شرق القاهرة، والمتظاهرون يؤكدون أنهم لن يستجيبوا لقرار فرض حظر التجول ولن يتواجهوا مع الجيش. – أعداد كبيرة من المصريين في شوارع القاهرة بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ (من الرابعة مساء إلى الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش). – متظاهرون يحرقون سيارة شرطة على جسر السادس من أكتوبر في القاهرة. – سيارات تابعة للجيش المصري تنزل إلى شوارع القاهرة والمتظاهرون يرحبون بها. – مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية: المظاهرات تعم كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غرب المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع. – مراسل الجزيرة نت بالإسكندرية: المتظاهرون يسيطرون على أغلب شوارع المدينة، وقوات الأمن تتراجع أمامهم. – مراسل الجزيرة نت بالإسكندرية: أفراد من الأمن المركزي يستسلمون للمتظاهرين ويسلمونهم بنادقهم وملابسهم العسكرية. – مراسل الجزيرة نت بالإسكندرية: إحراق العديد من السيارات التابعة للأمن في مناطق المنشية ومحرم بيك والمنتزه. – مراسل الجزيرة نت بالإسكندرية: إحراق مبنى المحافظة واقتحامه وإحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين. – مراسل الجزيرة: قوات الأمن تنسحب من ميدان التحرير بالقاهرة وتتوقف عن التصدي للمتظاهرين. – مراسل الجزيرة: قوات من الأمن المركزي تتبادل التحية مع أعداد من المتظاهرين في ميدان التحرير.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2011)


زلزال سياسي واجتماعي في مصر.. وآلهة لا تفهم؟


خالد الشامي هل اندلعت في مصر الانتفاضة التي طالما حذرنا وحذر المراقبون منها؟
لقد تحرك قطار التغيير ولا ريب، ولن تعود مصر ابدا كما كانت قبل 25 كانون الثاني/يناير، مهما حدث او لم يحدث، طال الزمن ام قصر قبل ان تتحق كل المطالب المعلنة لهذه الهبة التاريخية. لقد قال الشعب المصري كلمته عالية واضحة، وانصت اليها التاريخ جيدا، كما فعل دائما، رغم التعتيم الاعلامي على الانتفاضة، الذي تعددت اسبابه وحساباته داخل مصر وخارجها. اصدر هذا الشعب المكافح الاصيل حكمه بعد ان طال صمته، وظن البعض ان قدرته على الصبر ضعف واستكانة، او تصديق لحالة مرضية تسمى في علم النفس (الخنوع الجمعي) وهي التي تنتج عن العيش لزمن طويل تحت الحكم الديكتاتوري، واستشهد بها تقرير التنمية البشرية الخاص بالعالم العربي في العام 2004.
وليست هذه النظرية الوحيدة التي اثبتت الانتفاضة المصرية عدم دقتها، بل ليس من المبالغة القول ان اولئك الشباب والكهول الشيوخ والنساء، الذين تدفقوا كالغيث من كل حدب وصوب، وغالبيتهم الساحقة يخرجون في مظاهرة للمرة الاولى في حياتهم، اعادوا رسم الخريطة السياسية في مصر، وفرضوا اجندتهم الخاصة على النظام والمعارضة معا، عبرهتافاتهم التلقائية، وقدرتهم المدهشة على هدم جدار الرعب التاريخي في مواجهة ماكينة القمع الجبارة للحكم.
وليس هذا الصمت الرهيب الذي خيم على الساحة السياسية المصرية في ذلك اليوم التاريخي، باستثناء بيان من وزارة الداخلية في تأكيد جديد لمفهوم الدولة البوليسية، سوى انعكاس لمشاعر الذهول وعدم التصديق، التي تملكت المتحصنين في قصورهم والمتشبثين بمناصبهم لعقود ومن يدور في فلكهم من منافقين، بل ان قوى المعارضة نفسها، وقد اخذها التحرك الجماهيري على غرة، بدت لاهثة وهي تحاول صياغة مطالب ترتقي الى مستوى الانتفاضة. وقد اعرب عدد من المتظاهرين انفسهم عن دهشتهم من حجم التحرك وصلابته، وهم يرون عشرات الالاف يخرجون في مدينة صغيرة، بالمقاييس المصرية، كالمحلة الكبرى. انه زلزال اجتماعي وثقافي بقدر ما هو سياسي، يفتح صفحة جديدة في علاقة المواطن المصري التاريخية والمعقدة مع الفرعون. ويخطأ بعض ‘الخبراء الجدد’ في الشأن المصري عندما يقارنون انتفاضة 25 يناير بانتفاضة 18 و19 يناير في العام 1977، التي اسماها الرئيس الراحل انور االسادات ‘انتفاضة الحرامية’، حيث ان تلك الانتفاضة ارتبطت بحدث معين هو رفع جزئي للدعم الحكومي عن بعض السلع الرئيسية، وانتهت بتحقيق هدفها، عندما تراجع السادات عن قراراته خاضعا لشرط الجيش للنزول الى الشوارع لاستعادة النظام. اما هذه الانتفاضة فقد تحدثت للمرة الاولى في التاريخ عن ضرورة رحيل الفرعون نفسه، بل وتغيير النظام، كما جاء في الهتاف الذي كان الاكثر شيوعا في ميدان التحرير، مساء الثلاثاء، الا وهو (الشعب يريد تغيير النظام)، فليس مقبولا ان يرحل شخص وتبقى ‘جوقة التوريث والفساد’ التي اوصلت البلاد لهذا الانفجار. ومن هنا فاننا امام انتفاضة غير مسبوقة في حجمها وطبيعتها ومطالبها في التاريخ المصري، حديثه وقديمه معا.
وليس السؤال ان كان الحكام الذين حولهم طول البقاء في السلطة والصلاحيات المطلقة الى اشباه الهة، قد تبلغوا الرسالة، ولكن ان كانوا فهموها بما يكفي ليجنبوا انفسهم والبلاد السيناريو التونسي؟ ورغم ان مصر مازالت ‘في غرفة الولادة’ وليس واضحا الى اي مدى ستذهب هذه الانتفاضة في اعادة تكوين المشهد السياسي، الا انها نجحت بالفعل في خلق حقائق جديدة على الارض بينها. اصبح ضروريا على كافة مكونات النظام السياسي، اعادة النظر في استراتيجيته، ليحجز مكانا في هذه الرمال المتحركة، ثم يضبط ايقاعه على الدينامية الجديدة التي خلقتها الانتفاضة. ولا يستثنى من ذلك احد سواء في المعارضة او الحكم.
ان الحديث حول ان جماعة الاخوان هي اكبر قوى المعارضة، اصبح شيئا من الماضي بعد ان تحرك الساكنون وتكلم الساكتون، فتوارت العناوين السياسية، وتهمشت الكيانات التنظيمية على اختلاف احجامها واوزانها. ان النظام في مصر، ليس انفعاليا مثل نظام بن علي، ومن غير المرجح ان يرتكب الاخطاء نفسها التي عجلت برحيل الرئيس التونسي، كاالمسارعة الى التخلي عن رموز الحكم، وسيعمل غالبا على احتواء الصدمة قبل ان يتخذ اجراءات متوازية على المسارين الامني والاقتصادي، لتخفيف الاحتجاجات حتى تهدأ تلقائيا، الا ان هذا لن يعفيه من الاجابة عن السؤال الصعب الذي تطرحه حول مستقبل الرئاسة، ولن يضمن له النجاح في مواجهة شارع اصبح خبيرا في خدع ‘الالهة’ ومماطلاتها.
ان رحيل الرئيس المصري، الذي هو قاعدة النظام، اصبح المطلب الجامع لهذه الانتفاضة والمكون الرئيسي لها منذ يومها الاول، ما يعني ان محاولة الالتفاف عليها باجراءات جزئية او فئوية، كعلاوات او تخفيضات في الاسعار لن تجدي.
ان قيام الانتفاضة بقيادة (الشارع) في مصر بعد تونس، يكرس ايضا نمطا ثوريا جديدا لا يحتاج الى قيادة تنظيمية، ويستند الى وسائل التنظيم التي يوفرها الاعلام الجديد، خاصة الفيس بوك، ما يقوض الجدل حول الاسماء والاشخاص، الذي طالما استهلك طاقات النخبة، واستفز خلافاتها من دون طائل.
ان المعارضة مطالبة بتوفير المعطيات اللازمة لهبوط آمن يجنب البلاد الوقوع في فراغ دستوري، ناهيك عن الفوضى التي اصبحت ‘التعريف الرسمي’ الذي اقره النظام لهذه الانتفاضة. ان اهمية التغيير المرتقب في مصر لخصه دبلوماسي امريكي عندما اشار الى ‘ان السياسية الامريكية في الشرق الاوسط ترتكز على النظام المصري خلال الاربعين عاما الماضية’، وهو ما يبرز الفارق عن التغيير في تونس، رغم اهميته. وليس من المبالغة القول ان تغييرا ديمقراطيا حقيقيا في مصر قد يفتح الباب امام سلسلة تغييرات اقليمية قد تعيد رسم الشرق الاوسط.
ان الولايات المتحدة ابدت تمسكها بمصر كحليف استراتيجي، الا انها بدت اقل حرصا على مصير النظام الحاكم، الذي بدا التمسك به في هكذا اجواء نوعا من الانتحار السياسي. وفي حال استمر النظام في اصراره على اعتبار الانتفاضة ‘فوضى’ فان السؤال ليس ان كان التغيير سيحدث، لكن متى وبأي ثمن.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جانفي 2011)  


التغيير في مصر بات وشيكا


رأي القدس العربي تواصلت الاحتجاجات الشعبية طوال اليومين الماضيين وامتدت الى مناطق عديدة من العمق المصري، اي انها لم تقتصر على المدن الكبرى مثل القاهرة والاسكندرية، مما يعني انها يمكن ان تتحول الى انتفاضة شاملة في الايام القليلة المقبلة.
مظاهرات اليوم التي من المتوقع ان تنطلق بعد صلاة الجمعة قد تأتي بمثابة التيرمومتر لقياس حركة القاع المصري بالشكل الصحيح، اللهم الا اذا فرضت السلطات المصرية حظر التجول لمنع الاحتجاجات من التوسع، وهذا امر غير مستبعد بالنظر الى حالة الارتباك التي تعيشها حاليا.
الشعب المصري بدأ يتخلص من ثقافة الخوف مثله مثل نظيره التونسي، فلم يعد يخشى دبابات الامن المركزي ولا عصي جنوده الغليظة، وبات يستنشق دخان القنابل المسيلة للدموع بمتعة غير عادية، وكأنها اغلى انواع البخور واطيبه.
النظام المصري يترنح.. قبضته الحديدية على مجريات الامور بدأت تضعف وتتآكل امام زخم الاحتجاجات وشعاراتها القوية التي تطالبه بالرحيل، وتندد بالفساد والقمع ومصادرة الحريات، لا نعرف كم سيصمد، ولكن ما نعرفه ان الانتفاضة الشعبية الحالية مختلفة عن كل نظيراتها السابقة، كما ان حجم المعاناة المتضخم الذي ادى الى انفجارها مختلف ايضا.
اربعون مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، وهذا لا يعني ان ظروف من يعيشون فوقه افضل كثيرا، وباستثناء، حفنة صغيرة تشكل بطانة النظام وقاعدته الاساسية، وتتعيش من ضرع فساده، يمكن القول ان الغالبية الساحقة من المصريين تعيش ظروفا مغرقة في السوء.
اعداد شهداء هذه الانتفاضة ما زال محدوداً بالمقارنة مع نظيراتها في تونس واليمن، ولكن مؤشرها البياني في ارتفاع مطرد ربما لأن رجال الامن المركزي الذين يفوق تعدادهم المليون لا يريدون سفك دماء مواطنيهم واهلهم، وهذا توجه على درجة كبيرة من الاهمية يمكن ان تكون له انعكاساته في المستقبل القريب، من حيث تسارع انحياز الامن المركزي الى الشعب في نهاية المطاف حقنا للدماء، وافساح المجال امام قيادة جديدة تمسك بزمام الامور، وتعيد للبلد كرامته وعزته ودوره الذي افتقده طوال السنوات الثلاثين الماضية، عربيا واقليميا ودوليا.
من حق واشنطن ان تقلق، فانهيار النظام المصري هو انهيار لكل سياساتها الخارجية في الشرق الاوسط، وفشل حربها على الارهاب، وتصعيب موقف قواتها في كل من العراق وافغانستان، فالادارات الامريكية المتعاقبة استثمرت الكثير من الجهد والمال لترسيخ دعائم هذا النظام، ليس حبا به وانما حرصا على تأمين حدود اسرائيل، واستمرار دوران عجلة العملية السلمية معها بغض النظر عن اعطائها النتائج المرجوة ام لا.
من المؤكد ان الاسرائيليين يعيشون حالة من الرعب والهلع، وهم يتابعون التطورات في مصر، فلن يأتي نظام مصري افضل بالنسبة اليهم من النظام الحالي، يوفر لهم الحماية والأمن مقابل مكاسب ميكروسكوبية قليلة. ولعل دول الاعتدال العربي التي تعتبر النظام المصري محورها تقف امام مفترق صعب، بعد ان خسرت حلقة تونس المهمة، وباتت على وشك ان تخسر الحلقة المصرية الاهم.
المخاض المصري بدأ، وولادة عملية التغيير باتت وشيكة جدا، وبات رحيل النظام مسألة وقت، ولا نستبعد ان يكون بعض عناصره قد هرب فعلا بحثا عن امان، ولكن لا امان لمن سرقوا عرق الشعب وثرواته.
 

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جانفي 2011)



مصر على مفترق طرق


أربعة أيام لم تشهد الدولة المصرية مثيلا لها منذ استقلال البلاد، الشارع ملتهب في مصر والأحداث تتطور سريعا، المظاهرات في جميع أرجاء البلاد تعلن الغضب الجارف الذي لا يريد أن يهدأ حتى تتحقق مطالب القوة الجديدة.   لم يفلح أحد في تعرف حجم هذه القوة الجديدة، أما هي فإصرارها مستمر ومطالبها صريحة ومقاومتها واستعصاؤها على الاحتواء حقيقة أمام الأعين، وهي مع محاولات قوة الأمن في محاصرتها في كر وفر، تشتبك مع قوات الأمن وتلتف على محاولة جيوش جرارة لهذه القوات التي تنسحب أخيرا، المشهد يذهل الجميع.  الجزيرة نت تجمع آراء بعض من رموز العمل السياسي في مصر في محاولة لقراءة مقاربة لما يحدث مع استعصاء البيان الشافي. مصطفى الفقي (عضو الحزب الوطني ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى وسكرتير الرئيس المصري للمعلومات سابقا): بلغنا نقطة يجب عندها أن نفكر بطريقة مختلفة. لا يمكن للأمن أن يخمد ثورة في الدنيا كلها، الحل الأمني وحده ليس كافيا، والرئيس وحده ولا أحد غيره يستطيع إيقاف ما يحدث، أدعو الرئيس مبارك للتدخل، فالأمن لا يمكنه التعامل وحده مع الموقف. دعونا لاتخاذ إجراءات فورية لتدارس الموقف. وحمل الفقي الحكومة الحالية والحكومات السابقة مسؤولية ما يجري.   محمد البرادعي (رئيس الجمعية الوطنية للتغيير): إن مصر تقف عند مفترق طرق خطير، وقد جئت للمشاركة مع الشعب المصري. الرغبة في التغيير يجب أن تحترم، وعلى النظام المصري ألا يستخدم العنف في المظاهرات، مستعد لقيادة المرحلة الانتقالية في مصر إذا طلب مني ذلك.   سامح عاشور (النائب الأول لرئيس الحزب الناصري): الحكومة الآن تدفع ثمن صم الآذان والتعالي والكبر على مطالب الإصلاح السياسي.. الآن تغيرت قواعد اللعبة السياسية، ولن يقبل أحد أن يظل الحزب الوطني يحكم إلى الأبد وتظل المعارضة تعارضه إلى الأبد، وآن الأوان لكي يعود الحزب الوطني إلى حجمه الطبيعي. عصام العريان (عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين): ما يجري هو تعبير عفوي عن حالة احتقان شعبي كبير. وهذا يتطلب من الرئيس مبارك أن يخرج للناس ويخاطبهم، لأن الأمر وصل حد تأثر البورصة المصرية. وأعتقد أن الناس قد يقبلون منه أن يعلن أنه لن يترشح لا هو ولا ابنه للانتخابات الرئاسية المقبلة.   كمال الهلباوي (باحث إسلامي): النظام المصري سقط فعليا ورموزه سقطوا كذلك، ولا حل لديهم للمشكلات التي يعيشها المصريون، واللغة الخشبية لدى الإعلام الرسمي تراجعت أيضا، وهذا دليل واضح على عملية السقوط، ولم يبق أمام المصريين سوى أن يدفنوه في مظاهرات اليوم الجمعة (28/1) ».   الغرب لا يزال مترددا في الموقف من المظاهرات الجماهيرية التي عمت مختلف المدن المصرية، والمصريون والعرب يدعون أميركا إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا، وأوروبا لا تزال ممسكة بالعصا من الوسط من خلال المطالبة بإصلاحات سياسية وعدم التعاطي مع المظاهرات بشكل عنيف، وهذه كلها مواقف لا ترقى لمستوى الحدث على الأرض.  البابا شنودة (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية): طالب البابا الأقباط خلال عظته التي جاءت تحت عنوان « القلق »، بضرورة الالتزام وعدم الخروج عن الشرعية وعدم المشاركة في المظاهرات.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2011)


مصر تستعيد روحها

طلال سلمان
…   وها هي مصر تستعيد روحها، وتعود إلى وعيها وإلى دورها بعد طول غياب. وقد تسبق الأحداث هذه السطور فيحمل بشارة التغيير المرتجى إلى الناس في مختلف أرجاء الوطن العربي الذي أفقده غياب بل تغييب مصر توازنه ثم وزنه بعد افتقاد «مركز الثقل» فيه.
وبالتأكيد فإن أخطاء النظام المثقل بخطاياه، والتي توالت في الفترة الأخيرة عبر تزوير الانتخاب، والإصرار على شطب المعارضة بتلاوينها المختلفة، وتجاهل ظلامة شريحة وازنة من المصريين، والإصرار على تأسيس «عائلة حاكمة» بحصر خيار الشعب بين الأب وابنه رئيساً للجمهورية الملكية المستولدة حديثاً، وقد أجّجت الغضب ودفعت بالناس إلى الشارع، إذ لم يتبق لهم غيره مساحة للتعبير عن رفضهم هذا الإذلال. لكن جوهر الاعتراض يتجاوز، في أساسه، الأزمة المعيشية الخانقة وطوابير العاطلين عن العمل وهم بالملايين، بينهم مئات الألوف من خريجي الجامعات، والتدهور في مستوى التعليم الرسمي، ونهب القطاع العام الذي كان يوفر دورة إنتاج متكاملة تغطي معظم احتياجات المواطن العادي، إضافة إلى توفيره مئات الآلاف من فرص العمل.
كذلك فهو يتجاوز «الداخل» بفضل هذا النهب المنظم والمحمي نتيجة الشراكة التي توطدت أركانها في الحقبة الأخيرة حيث بات من يسمون «رجال الأعمال» أصحاب قرار في سياسات الدولة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ليرهن مصر اقتصادياً للخارج، وليفرض عليها من ثم «شراكة» غير متكافئة مع العدو الإسرائيلي. إن ثروة مصر الوطنية منهوبة.
وكرامة مصر الوطنية ممتهنة بالإذلال الأميركي ـ الإسرائيلي، الذي فرض عليها ليس فقط الخروج من الصراع العربي ـ الإسرائيلي بذل اتفاق الصلح المنفرد، بل كذلك أن تقدم بعض ثرواتها الوطنية من النفط والغاز لإسرائيل ـ غصباً ـ وبأبخس الأثمان.
لقد أخضعت مصر لهيمنة أميركية، سياسياً وعسكرياً، كما أخضعت لشروط استعمارية إسرائيلية جائرة: فأعداد القوات المسلحة، بأفرعها المختلفة محددة ومحدودة، وأسلحتها أميركية المصدر دفاعية ومتخلفة عما تملكه إسرائيل، والضباط يدرَّبون في الولايات المتحدة وتقتطع نفقات تدريبهم من «المساعدات الأميركية»، أما تثقيفهم حول العدو فيشطب إسرائيل بل يتجرأ فيكاد يحتسبها «صديقاً» حتى يتجنّب كلمة «الحليف». والجيش ممنوع من دخول سيناء، وبالتالي ممنوع من الدفاع عن أرضه ومياهه، والبوارج والغواصات الإسرائيلية تعبر قناة السويس من البحر الأبيض المتوسط إلى خليج إيلات على البحر الأحمر، وممنوع الاعتراض! كذلك فإن الجيش ممنوع من التواصل مع الجيوش العربية الأخرى، وبالذات مع شريكه في حرب تشرين ـ أكتوبر المجيدة، حيث لاحت فرصة نصر عزيز ثم ضيّعها أنور السادات كرمى لعيني كيسنجر الذي لم يصدّق آنذاك ما تسمعه أذناه.
بالمقابل تمّ تعزيز قوات الأمن المركزي (حوالى مليون!) لحماية النظام، ممّا حوّلها إلى مشروع قوات قمع مستنفرة باستمرار، فإذا ما تحرّك مئة مواطن للتظاهر وجدوا أنفسهم محاصرين بألف من لابسي الخوذ والقمصان السوداء وفي أيديهم العصي وقنابل الغاز تتكفل بإصابة هؤلاء المخلين بالأمن بما يشبه العمى والاختناق.
ثم إن لكل سلعة حيوية في مصر محتكر واحد أو بضعة محتكرين لهم في السلطة من يحميهم، وثمة قائمة من المحتكرين الذين باتوا شركاء لأهل النظام أشهرهم «عز ملك الحديد»… وقد تقدم هؤلاء فباتوا في موقع القرار السياسي: في الحزب الحاكم وفي الحكومة… ونالوا مجموعة من الامتيازات المذهلة كهبات ومنح وقروض من المصارف الحكومية يسهلالتزوير فيها حتى لا ترد، وأقطعوا مساحات شاسعة من الأراضي المستصلحة فأقاموا فوقها الفنادق وعشرات المدن السياحية وباعوا مساكنها بالمليارات..
ثم إن هؤلاء دخلوا السلطة من بابها العريض، فبات «رجال الأعمال» أصحاب دور حاسم في القرار: هم الأقرب إلى الرئاسة، وهم في مواقع القيادة في الحزب الحاكم، وهم مركز الثقل في القرار خصوصاً أنهم يتمتعون بثقة ولي الأمر الأميركي، وليسوا «متعصبين» أو منغلقين في موضوع التعامل مع إسرائيل.
وهكذا صار أصحاب السلطة في مصر أشبه بالعصابة، تتقاسم خيرات مصر، ويشارك بعضها بعضاً في القرار السياسي تحت مظلة الهيمنة الأميركية ـ الإسرائيلية. ولقد زيّن هؤلاء للرئيس أن يمدّد مرة بعد مرة، ثم أن يعدّل الدستور بطريقة همايونية ليحصر الترشيح في شخصه، فإذا كان قد تعب أو انتقل إلى رحمته تعالى فالمؤهل الوحيد هو نجله «جمال» الذي حاول جاهداً تقديم نفسه للإدارة الأميركية بوصفه رجل التجديد والانفتاح على العصر.
لقد اختطفوا مصر وصادروا قرارها وغيّبوها عن دورها ونهبوها فأفقروها، ثم إنهم انحرفوا بها ـ سياسياً ـ عن مسارها الطبيعي فأعطوا ذريعة لمن يريد الهرب من مواجهة المشروع الإسرائيلي بالتذرع بضعفه للهرب من الميدان وإغلاق بلاده في وجه الشعب الفلسطيني.
لقد نجحوا في أسر مصر، وفي إلزامهم بالتخلي عن دورها العربي الذي كان يشكّل قيمة مضافة تزيد من خطورة قرارها، وبالتالي فقدت تأثيرها في محيطها الأفريقي الذي كان يتطلع إلى دورها القيادي الشرعي بكثير من الأمل ويرجع إليها في مختلف شؤونه… والآن يتلطى نظامها وراء خوفه وبعض الدول الأفريقية المستنبتة والتي صادرت إسرائيل قرارها فيكاد يفقد حصته الشرعية المثبتة باتفاقات دولية من مياه النيل. لقد تحمّل شعب مصر من العنت والعسف ومصادرة الرأي وإلغاء الدور أكثر ممّا يجوز… وهكذا كان انفجاره حتمياً، حتى وهو يفتقد القيادة المؤهلة التي يمكن أن تقوده إلى غده الأفضل. ولقد جاءت تجربة تونس لتحفزه إلى حسم قراره بالانتفاض والبقاء في الشارع حتى إسقاط النظام، واثقاً من أن لديه ـ بين مستنيريه ومفكريه والمبدعين من أبنائه ـ من يمكنه أن يتولى إخراجه من العتمة إلى النور حيث يمكنه أن يقرّر مصيره بإرادته.
وستظل تجربة تونس النور الهادي لشعب مصر، وربما لشعب اليمن، وشعب السودان وسائر الشعوب العربية التي تتطلع إلى التغيير مع استعدادها لتحمّل مخاطر المغامرة، خصوصاً أن أسوأ الاحتمالات سيكون أفضل من الوضع القائم… وهو قاتل!
(صحيفة « السفير » – بيروت- الجمعة 28/1/2011) http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1757&ChannelId=41225&ArticleId=2788&Author=  

لك الله يا مصر ولابد أن يستجيب القدر

بقلم: زياد ابوشاويش

حين تعم المظاهرات كل المحافظات المصرية، وتستمر الاحتجاجات والمطالبات لعدة أيام فإن أحداً لا يمكن أن يصف الأمر بمجرد هبة شبابية غير مسيسة، أو أن المسألة مجرد حالة غضب يتم تنفيسها بهذه الطريقة، كما أن الشعارات والمطالب التي يرفعها الجميع لا تقتصر على المطالب الاقتصادية، بل تطول النظام الحاكم برمته، وقد استمعنا للمتظاهرين يطلبون رحيل النظام. وفي سياق البحث عن سمات محددة لهذه الثورة إن جاز لنا تسميتها بذلك سنجد أنها للمرة الأولى تشمل معظم الأحياء في العاصمة المصرية، الفقيرة منها والغنية، كما يشارك فيها فئات اجتماعية مختلفة كالفنانين والصحفيين والمحامين، ناهيك عن الطلاب والعمال والموظفين والعاطلين عن العمل بكل مستوياتهم التعليمية، كما تشارك فيها المرأة على نطاق واسع.
الاتساع الكبير والسريع لرقعة المظاهرات مترافقاً مع التطور المثير للشعارات التي بدأت بمطالب اقتصادية وديمقراطية لتصل بسرعة لشعار إسقاط النظام يمثل تطوراً نوعياً في الحياة السياسية المصرية رغم أن شعار إسقاط النظام رفعته سابقاً قوى وأحزاب سياسية كثيرة بمصر غير أن هناك فرقاً بين شعار يرفعه حزب سياسي صغير أو حركة صغيرة ولا تعمل من أجل تحقيقه وبين شعار ترفعه جماهير غفيرة على مستوى مصر كلها، تتمترس في الشارع ومستعدة للموت من أجل تحقيقه. السمة الجديدة والنوعية كذلك أن أحزاب وحركات المعارضة على اختلاف توجهاتها تشارك في هذه الانتفاضة وتجتهد في اللحاق بحركة الشباب التي انتظمت عبر وسائل الاتصال الحديثة. الجديد هنا أن هذه الأحزاب لم تُجمِع سابقاً على تكتيك واحد أو حتى شعار واحد، بينما نراها اليوم تتفق على تبني كل مطالب الثورة دون تعديل، وفي سياق هذه الظاهرة برزت ظاهرة أخرى أكثر دلالة وتحمل مضامين عديدة باتجاه تفهم مطالب الناس إن لم نقل تبنيها، هذه الظاهرة ترتبط بحديث مسؤولين في الحزب الحاكم عن ضرورة الموافقة على مطالب المتظاهرين وتلبية احتياجاتهم حيث استمعنا لصفوت الشريف أمين عام الحزب يقول : « مطالب هؤلاء الشباب نضعها فوق رؤوسنا »، أما التصريح الأهم لأحد قيادات الحزب فقد أتى على لسان السيد مصطفى الفقي الذي طالب الرئيس حسني مبارك بالتدخل العاجل لمخاطبة الشعب والقبول بتغييرات نوعية غير مسبوقة في النظام وليس مجرد إصلاحات سياسية أو تلبية مطالب اقتصادية. النظام المصري يتعامل حتى اللحظة مع هذه الحالة بمنطق الاستخفاف والمعالجة الأمنية دون أن يرى فيها خطراً عليه، ولا نعرف مصدر وخلفية إحساس النظام بالطمأنينة كي لا يخرج الرئيس أو من يمثل الحكومة ليقدم للناس معالجات شافية لمطالب الثائرين الغاضبين. كما أن انخفاض مستوى العنف في هذه التظاهرات لا يمكن أن يشي بالقادم منها حيث المقدمات والخلفية التي نعرفها عن هذه الحالة تقول بأن المسألة مخيفة ولا تدعو للارتياح أو الطمأنينة. منذ مدة طويلة تعاني جماهير الشعب المصري من عدة أزمات ومشاكل ترتبط بكل مناحي حياتها ففي الجانب المعيشي الذي عادة ما يكون الشرارة التي تشعل الغضب نجد كماً هائلاً من الضغط الذي يتحمله المواطن المصري وخاصة من الفئات الدنيا التي تشكل ما نسبته 25% من مجموع الناس على الصعيد الوطني العام.  إن حالة الإفقار التي أنتجها النظام المصري عبر سياسات قصيرة النظر وترتهن لتعليمات صندوق النقد الدولي كما الإدارة الأمريكية أدت لتحول قسم كبير من مثقفي البلد ومتعلميها إلى باحثين عن لقمة العيش في مجالات ليس لها علاقة بقدراتهم أو تخصصاتهم ومغمسة بالذل والمهانة. إن دولة لا تحترم عقول أبنائها ومشاعرهم ستجد من الصعب عليها ترميم علاقة متردية وتخربت على مدار سنوات طويلة بعمر النظام، والحال أن الدولة في جمعها بين النخبة السياسية الحاكمة والنخبة المسيطرة اقتصادياً في توليفة لا توصف إلا بالفاشية أقصت كل من يمكنه خلق التوازن الضروري لبقاء النظام وتطور الدولة. البطالة وانخفاض الأجور وغلاء الأسعار والاحتكار وغيرها هي ظواهر لأزمة مستفحلة امتدت لعقود حاولت فيها السلطة إظهار الجانب المضيء في إنجازات التحول الدراماتيكي للنظام الرأسمالي عبر بيع القطاع العام بأبخس الأسعار، وتجاهلت عن عمد أو عن جهل التغيرات السلبية في بنية المجتمع المصري وفي قيمه الجامعة التي دمرت بطريقة منهجية أوصلت البلد لحالة من الضياع والارتهان للطغمة الحاكمة، الأمر الذي تراكم لينتج حالة من الاحتقان والغضب نبه الكثير من المراقبين بأنها تقترب من الانفجار. لقد سألني العديد من الأصدقاء حول الحالة في مصر سواء في غزة أو دمشق كوني مكثت فيها شهرين ونصف وقد أجبتهم بوضوح أنني أخشى على مصر من الانفجار القادم وأن هناك ناراً تتأجج تحت الرماد ستكون مدمرة إذا لم يتم تنفيسها بطريقة صحيحة وعادلة. مصر هي مركز الشرق ودرته الأهم، وهي محط أنظارنا جميعاً، وبدون مصر قوية لا يمكن للأمة العربية أن تحقق أي نصر على العدو أو تتقدم للأمام، هذا الدور المنوط بمصر تاريخياً يجعلنا جميعاً ننظر باهتمام بالغ لما يجري في مصر وندعو الله أن لا تصل الأمور حد الاحتراب في الشارع أو اشتعال الحريق المدمر والذي كنا نخشاه وننبه له. إن نظرة النظام الاستعلائية للحالة الراهنة لن تفيده أو تفيد مصر العربية، بل عليه أن يبادر اليوم لإجراء تغييرات واسعة في كل الجوانب وعلى رأسها الجانب السياسي المرتبط بدور مصر وموقعها العربي، وعلى رأس الخطوات فك الارتباط بالولايات المتحدة ومساعداتها، واستعادة الدور المصري في كل قضايا الأمة بالابتعاد عن إسرائيل، وإذا كانت اتفاقات كامب ديفيد تلزم مصر بعدم محاربة إسرائيل إلا أنها لا تلزمها بإبقاء السفارة المصرية بتل ابيب أو إبقاء السفارة الإسرائيلية بالقاهرة. إن الشعور الوطني والقومي لدى المصريين قد تأذى كثيراً خلال الفترة السابقة ويشكل سبباً جوهرياً لانتفاضة الشعب المصري الراهنة وحان الوقت كي تستعيد مصر كل ما كانت تمثله بعد ثورة يوليو المجيدة وقبل اتفاقات كامب ديفيد المهينة. لك الله يا مصر، وكل العرب معك على قلب واحد، يتمنون لك السلامة، والخير للشعب المصري الحر الأبي، ونرجو أن يجري التغيير في أرض الكنانة بالطرق السلمية، وأن ينتبه حكام مصر لمطالب ومشاعر الشعب المصري قبل فوات الأوان. Zead51@hotmail.com  
 


تجربة تونس تعجل مواقف الغرب بمصر

يبدو أن الدول الغربية استفادت من الدرس التونسي والنقد الواسع الذي تعرضت له بسبب تأخر ردها عما كان يجري من احتجاجات أدت في النهاية إلى خلع الرئيس زين العابدين بن علي، حيث إن ردود أفعالها إزاء الاحتجاجات المتصاعدة في مصر أخذت تتوالى منذ اليوم الأول. فمع دخول المظاهرات الشعبية يومها الرابع احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وللمطالبة بإصلاحات سياسية، تصاعدت الضغوط الدولية على مصر لمطالبة حكومتها باحترام حرية التعبير والاستجابة لمطالب الشعب، وتجاوزت بعض تلك الردود الإطار التقليدي وعبرت عن إدانتها الصريحة لسقوط قتلى في هذه المظاهرات. الأمم المتحدة رغم تأخر الأمم المتحدة في التعليق على الأحداث في مصر فإن أمينها العام بان كي مون تحدث أخيرا في مؤتمر صحفي في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، حيث دعا إلى تجنب مزيد من العنف، وحث السلطات على النظر إلى ما يجري باعتباره « فرصة لمخاطبة شكاوى شعبها المشروعة ». الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي دعا في وقت مبكر الحكومة المصرية إلى الاحترام الكامل لحقوق المواطنين بتنظيم مظاهرات سلمية، وأعربت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد كاثرين آشتون عن قلقها إزاء استخدام العنف ووجود عدد كبير من الجرحى والمعتقلين. كما قالت المتحدثة باسمها مايا كويانغيتش إن الاتحاد يراقب الوضع في مصر عن كثب، واعتبرت أن المظاهرات إشارة إلى تطلعات الكثير من المصريين بعد أحداث تونس التي أدت إلى خلع بن علي. الولايات المتحدة الرئيس الأميركي باراك أوباما حرص في أول تعليق له بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات على تجنب أي إشارة إلى تخليه عن الرئيس حسني مبارك، لكنه أوضح تعاطفه مع المتظاهرين الذين قال إنهم يعبرون عن « إحباطات مكبوتة لعدم حدوث تغيير ذي معنى ». وحث الحكومة المصرية والمحتجين على ضبط النفس. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بدورها عبرت عن قلق كبير من استخدام قوات الشرطة والأمن للعنف ضد المتظاهرين، ودعت الحكومة المصرية إلى بذل ما بوسعها لضبط قوات الأمن، كما دعت بالمقابل المتظاهرين إلى البعد عن أشكال العنف والتعبير عن أنفسهم سلميا. وأكدت كلينتون في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة على تأييد حق التعبير والاجتماع، وحثت السلطات المصرية على السماح للمواطنين بالتظاهر وإعادة الاتصالات وخدمات الإنترنت، كما طالبتها بضرورة الإسراع في تحقيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية تلبي مطالب الشعب. كما عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي اليوم عن القلق من انقطاع خدمات الاتصالات في مصر وبينها الإنترنت، مؤكدا أن الإدارة الأميركية تتابع الوضع عن كثب وتواصل حث السلطات على التحلي بضبط النفس والسماح بحصول مظاهرات سلمية وتحقيق إصلاحات. بريطانيا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أكد حق الشعب المصري في التظاهر سلميا، وطالب السلطات بالامتناع عن استخدام العنف والقوة ضد المتظاهرين، معتبرا أن ما يحدث الآن فرصة هامة لتحقيق إصلاحات جذرية تستجيب لمطالب المواطنين. كما حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الحكومة المصرية على احترام حرية التجمع والتعبير, معتبرا أن « من العبث محاولة قمع هذه الأمور ». وعبر عن أسفه الشديد لوقوع خسائر في الأرواح، مؤكدا أنه ينبغي على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس وتجنب العنف. وعبر المتحدث باسم الخارجية باري مارست في حديث للجزيرة اليوم عن قلق بريطانيا البالغ من الأحداث الجارية في مصر، معتبراً أن الوضع مؤسف لكن لا يمكن لبريطانيا أن تقترح أي حل. وحث الحكومة على الاستماع لشكاوى المواطنين بطريقة هادئة وحضارية، والتحرك أكثر نحو الديمقراطية والانفتاح. ألمانيا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حثت الرئيس المصري على السماح « بالتظاهر والاحتجاج السلمي »، وطالبت بإنهاء العنف في مصر، معتبرة أن الاستقرار فيها مهم ولكن ليس على حساب حرية التعبير والكلام. كما حث وزير الخارجية غيدو فيسترفيله السلطات المصرية على احترام حقوق وحريات مواطنيها، وعبر عن القلق البالغ إزاء الأحداث الجارية في مصر، داعيا إلى مزيد من الديمقراطية والحوار الاجتماعي وحرية الصحافة والتجمع وإتاحة التواصل بين الجمهور عن طريق شبكة الإنترنت وعدم تعطيلها. إيطاليا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني حث بدوره على دعم مبارك، ولكنه حث أيضا على دعم الإصلاحات، في تكرار للسياسة الأميركية بشأن مصر، معتبراً أن الوضع في مصر مختلف عنه في تونس، لأن في الأولى حريات مدنية لكنها ليست نسخة من النموذج الأوروبي. فرنسا فرنسا أدانت على لسان وزيرة خارجيتها ميشال أليو ماري سقوط قتلى في احتجاجات يوم الثلاثاء ودعت إلى مزيد من الديمقراطية، مؤكدة أن « موقف فرنسا الدائم هو أن من حق الناس أن يتظاهروا دون أن يتعرضوا للعنف، ناهيك عن الموت ». إسرائيل إسرائيل بدورها فضلت عدم التعليق على الأحداث، لكنها أكدت أنها تراقبها بدقة شديدة، في حين أعرب سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أمله بألا تؤثر الاضطرابات في مصر على علاقاتها « الجيدة التي تربطها بإسرائيل منذ أكثر من 30 عاما ». مفوضية حقوق الإنسان المفوض السامي لحقوق الإنسان -التابعة للأمم المتحدة- نافي بيلاي حث مصر على إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ 30 عاما، معتبراً أنه أحد الأسباب الرئيسية وراء الإحباط والغضب الذي انفجر أخيرا في الشارع المصري. ودعا بيلاي الحكومة المصرية إلى اتخاذ تدابير ملموسة لضمان الحق في حرية التجمع السلمي والتعبير، بما في ذلك استعادة حرية استخدام الهواتف النقالة والشبكات الاجتماعية. منظمة العفو الدولية حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية حثت السلطات المصرية على كبح جماح قوات الأمن لمنع مزيد من الوفيات بين المتظاهرين، مُدينة استخدام الرصاص الحي والقوة المميتة ضدهم. كما استنكرت تعطل خطوط الاتصالات وشبكة الإنترنت في الكثير من المناطق المصرية، والاعتماد على قانون الطوارئ لفرض حظر شامل على المظاهرات العامة ومنح صلاحيات واسعة لقوات الأمن. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2011)  


احتجاجات مصر.. فرص الاستمرار والانحسار


نبيل الفولي فرص الاستمرار والتمدد فرص الانحسار والتوقف لا يبدو أن ما أثارته الثورة التونسية في نفوس الشعوب من توق إلى الحرية وكراهية للأنظمة المستبدة ومطالبتها بالتنحي أنه سيتوقف قريبا، خاصة بعدما أكدت ثورة التونسيين عمليا أن وصول الشعوب إلى هذه الأهداف ليس مستحيلا، كما كان يفرض عليهم الإحباط بسلطانه الكئيب. وقد كانت مصر في صدارة الدول التي توقع المحللون أن تمتد الشرارة إليها، ولم يخب هذا التوقع منذ وقت مبكر من أحداث تونس، حين خرج عشرات المصريين في مظاهرة احتفالية عند السفارة التونسية بالقاهرة عقب الإعلان عن هروب « بن علي »، مهنئين أشقاءهم ومطالبين بأن يسري عليهم ما سرى على الشقيقة العربية الصغيرة والرائدة. وتلت ذلك وقفات وأيام احتجاج وغضب مصري ضيق وواسع. غير أن فرص الاستمرار والانحسار في هذه المرحلة من الاحتجاجات المصرية العارمة تبدو بحاجة إلى قراءة، بحثا عن احتمالات النجاح والفشل في وصول المصريين إلى أهدافهم. فرص الاستمرار والتمدد أول ما يدعم من يصرخ في وجه الظلم هو الحالة النفسية الإيجابية التي يعيشها، لا فرق في هذا بين فرد وجماعة. وأصعب ما يمكن أن يعيشه مهضومو الحقوق هو أن يصير الاستيلاء على حقوقهم وانتهاب لقمة عيشهم أمرا طبيعيا في نظرهم، وأن يستقر في خلدهم أن القوة والسلطان تعطي لأصحابها الحق في الاستيلاء على ما ليس لهم، وأنهم هم أنفسهم لو كانوا أقوياء لفعلوا فعلهم! حتى يبدو الظلم في نظرهم دائرة مغلقة تفرض ضرورتها أن يتسلط طرف ويخضع الباقون. وقد تفرض الهزيمة النفسية على المظلوم شعورا قاتلا بعدم جدوى مقاومة الظالمين، إذ إن فارق القوة قد يسد أبواب الأمل أمامه، فيغفل عن مواضع قوته التي تبدأ من نقطة أساسية لا تغيب، وهي أنه « صاحب حق »، وأن الله تعالى مع « صاحب الحق ». ولا يبدو أن الشعب المصري قد تحوّل كله عن حال الإحباط الذي كان سائدا منذ وقت قصير إلى فتح باب الأمل على مصراعيه، إذ ما زال هناك مصريون يرون أن لا جدوى من مقارعة النظام الحاكم الذي لم ترتخ -في ظنه- يده القابضة على مقاليد الدولة بعد. ولعل من مصلحة النظم المستبدة أن تشيع مثل هذه الأفكار بين جماهيرها المغلوبة على أمرها حتى تمعن في السيطرة عليها. ومع هذا، فإن الحدث التونسي الكبير قوّى كثيرا جدا من آمال المصريين، وأنعش لديهم أحلام العيش في وضع سياسي واقتصادي وثقافي وتعليمي يلبي طموحاتهم، ويتيح للساعين والطموحين منهم إظهار مواهبهم والتنفيس عن طاقاتهم التي ناءت بثقل الاستبداد والبطالة والمحسوبية وضيق ذات اليد. ومع أن الحدث الثوري التونسي لم يصل إلى غايته الكاملة حتى الآن، فإن ما مضى من فصوله ما زال يلهم الجماهير في مصر وغيرها، ويدغدغ مشاعرها الحالمة باقتراب الفجر، ويحيي آمالها. ويكفي أن تستحضر الذاكرة من أحداث تونس مشاهد الكر والفر بين الجماهير والشرطة ورفع الرايات التونسية الحمراء بقمرها الناصع وهلالها القاني، لكي تستعيد الجماهير نشاطها وحيويتها من جديد. ومن العوامل التي يمكن أن تدعم المد الثوري في مصر كذلك: الثراء السياسي الذي تتمتع به الحياة المصرية، فرغم ضعف الأداء السياسي للأحزاب فإن أطيافا سياسية كثيرة تعمل في الحياة المصرية، ولم يلغ دورها عدم اعتراف الحكومة بكثير منها، كما أن الذي أضعف الأحزاب التي تعترف بها الحكومة هو تدخل الأجهزة الأمنية الرسمية فيها سعيا إلى تخريبها وتفريغها من مضمونها. وإذا كان الحدث التونسي ثورة لا رأس لها، أو كيانا هلاميا انضوى في عباءة شعب بأكمله، بحيث لم يستطع النظام البائد أن يحدد من يتربص به لأن الكل يتربص به، ولا من يثور ضده لأن الجميع يفعلون ذلك.. إذا كان الأمر هكذا في تونس، فإن مصر تملك البعدين الجماهيري والنخبوي، وهذا يعني أن ترك القيادات الوطنية طليقة سيتيح مزيدا من تثوير الشارع، واعتقالها لن يجهض الحركة الجماهيرية التي تأخذ شكلا لا يستطيع النظام التحكم فيه. وفائدة التنوع والثراء السياسي في الشارع المصري تكمن في أن الظروف متاحة لكي يثبت كل تيار سياسي وجوده في الساحة، بالمشاركة المباشرة في الاحتجاجات أولا، ثم بتوظيف طاقة الجماهير ثانيا، مستغلا الوضع النفسي الذي خلفته ثورة تونس، وكذلك التذمر الجماهيري المكتوم من كثير من القضايا والمواقف الحكومية. وهذا الأخير جانب آخر يدعم بقوة فرص امتداد الاحتجاجات المصرية واتساعها، وربما يحوِّلها إلى ثورة حقيقية، وأعني به ثقل تركة الأخطاء التي ينوء بها النظام المصري الحاكم في نظر الغالبية الساحقة من أبناء الشعب، سواء تناولنا السياسة الداخلية أو الخارجية للنظام، فالشعب يحمّل الحكومة مسؤولية تردي الأوضاع الداخلية بسبب سياساتها المتبعة في إدارة شؤون البلاد، سواء تردي المستوى المعيشي لغالبية أبناء الشعب، أو ضعف رواتب موظفي الدولة، أو الفساد الاقتصادي المستشري لحساب رجال الأعمال الموالين للنظام، أو تردي أحوال التعليم، أو تزوير الانتخابات وتسلط الأجهزة الأمنية على المواطنين، أو ضعف الاهتمام بالجيش واستبعاد الكفاءات منه. كما يحمّل الشعب المصري حكومته مسؤولية الأداء الضعيف في السياسة الخارجية المصرية طوال ثلاثة عقود، حتى توارت مصر خجلا في كثير من القضايا الإقليمية التي كان لها فيها حل وعقد، كالقضية الفلسطينية بتشعباتها، والحصة المصرية من مياه النيل، والسودان والحفاظ على وحدته.. إلخ. والملاحظ أن هذه الشكاوى والمواقف الناقدة لسياسات النظام في القاهرة شملت في تنوعها كل فئات الشعب المصري وتياراته تقريبا، من نقابيين وممثلي المجتمع المدني وحقوقيين وصحفيين وإسلاميين ومسيحيين وشباب الجامعات، بل حتى بدو سيناء. ولعل هامش الحرية الكلامية التي أتاحها النظام المصري للناس كنوع من التنفيس عن الغضب، حتى وصل النقد إلى رأس النظام نفسه.. لعل هذا يمثل وقودا إيجابيا لامتداد الاحتجاجات، إذ ليست هناك محرمات في نقد النظام منذ البدء، ولهذا لم تستثن مطالب الجماهير من البداية حتى المطالبة بإلغاء الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتنحّي الرئيس نفسه. ولا يخفى تعاظم دور وسائل الاتصال الإلكتروني ودور الإعلام المؤثر بقوة في المشهد المصري الحالي. وإذا كان الإعلام هنا سلاحا ذا حدين، أي أنه قد يعمل لصالح المحتجين وقد يعمل ضدهم، فإن وسائل الإعلام ذات المصداقية عند أغلبية المصريين ليست منها وسائل إعلام الدولة التي لم تهمل الأحداث الأخيرة كالعادة في مثيلاتها، لكنها غطتها تغطية قلقة متواربة. فرص الانحسار والتوقف لا شك أن المحتجين في مصر لن يكونوا وحدهم المستفيدين من الثورة التونسية بفصولها المتتابعة، بل سيستفيد منها النظام الحاكم كذلك وبكل تأكيد، خاصة بسعيه لتجنب وصول الاحتجاجات إلى مستوى اللاعودة، والحرص على ولاء قيادات الأجهزة التي تمثل ذراع الدولة القوية. وتبدو أخطاء « بن علي » هنا أجراس إنذار معلقة تدق بقوة فوق رأس النظام في القاهرة وشرم الشيخ، كاستهانته بمظاهرات الجماهير في بدئها حتى عجز عن صدها، وعجزه عن امتصاص غضب الشارع في الوقت المناسب وبالوسائل المناسبة، وظهوره ضعيفا جدا في خطاباته التلفزيونية الأخيرة. وبهذا تجمع القاهرة في تعاملها مع المتظاهرين بين العصا والجزرة، فتواجه المظاهرات بيد حديدية، وتضيق على وسائل الاتصال خشية اتساع الاحتجاجات فوق الحد، وتتخذ في الوقت نفسه بعض الإجراءات الإصلاحية الفعلية في السياسة والاقتصاد. غير أن نهم الجماهير التي انطلقت في احتجاجاتها قد يعقّد حسابات الحكومة أكثر، خاصة عند تفسير الناس لهذه الإجراءات على أنها تنازلات دفع إليها الضعف، وأن مزيدا من الضغط قد ينتج مزيدا من التنازل. ومع هذا كله، فإن العامل الذي يتوقع أن يكون مؤثرا بقوة في تقرير مصير الاحتجاجات الشعبية المصرية الحالية ولو مؤقتا، قد يكون عاملا خارجيا، وذلك أن الثقل الخاص لمصر إقليميا جعلها محط أنظار الدول الكبرى التي هزتها أحداث تونس. وإذا كانت فرنسا قد تأخرت عن التدخل في تونس لإنقاذ نظام « بن علي »، فإن عنصر المباغتة وعدم التوقع هو الذي أدى إلى هذه النتيجة، في حين أن الحالة المصرية تبدو من البداية مكشوفة تماما أمام نظر الأميركيين ووكلائهم في تل أبيب. ويبدو أن خطر هذا العنصر الشديد لا يهدد مصير الاحتجاجات الحالية وحدها، بل يُخشَى أن يؤدي إلى فوضى جامحة في بلد يضم 80 مليونا من البشر، وأحسب أن النظام الجريح قد لا يخجل من طلب المساعدات قبل أن تعرض عليه. غير أن هذا العامل نفسه قد يدفع بالأمور إلى حل وسط أيضًا، وذلك من خلال « النصائح والتوصيات » القادمة من واشنطن ونيويورك وباريس ولندن وبرلين وغيرها بالاستجابة لمطالب الجماهير الغاضبة، إلا أن المفتاح يبقى -حتى في هذه الحال- في أيدي الجماهير، ويتوقف تطور الأمور على مدى استعدادها لقبول حل وسط يبقى فيه النظام في مواضعه مع إدخال إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة أو صغيرة، أو قبول حل « الكل إلا واحدا »، أي بقاء النظام مع حذف شخصية الرئيس فقط. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2011)


كما يراها موقع ستراتفور التداعيات الإستراتيجية لأحداث مصر


قدم موقع ستراتفور الإلكتروني المتخصص في تحليل الشؤون الدولية تحليلا للآثار الإستراتيجية المترتبة على الاستقرار في مصر بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام. فبينما تشهد مصر -حليفة أميركا- أشد المظاهرات خلال 34 عاما، تدعو الولايات المتحدة حكومة الرئيس حسني مبارك إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية، غير أن الموقع يشير إلى أن تلك الإصلاحات ربما تجلب قوى سياسية لا تتواءم مع المصالح الأميركية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد دعت الحكومة المصرية يوم الأربعاء إلى الانخراط في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية كجزء من الجهود الرامية إلى الاستجابة لمطالب الشعب المصري. ويلفت ستراتفور إلى أن المظاهرات التي تشهدها مصر حاليا تختلف عن تلك التي وقعت عام 1977 حين خرج المصريون احتجاجا على ثمن رغيف الخبز، ويشير إلى أن المتظاهرين اليوم يسعون لإسقاط الحكومة المصرية بينما يمر النظام بمرحلة انتقالية نظرا لتقدم مبارك في السن واعتلال صحته. سر الاهتمام ويقول الموقع الإلكتروني إن اهتمام أميركا الجوهري ينطوي على مدى احتفاظ القاهرة بموالاتها للغرب والسلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه من غير الواضح أن مصر ما بعد مبارك ستصبح معادية لأميركا وإسرائيل، أو أن الوضع الراهن في القاهرة سيبقى كما هو في مرحلة ما بعد مبارك. ويرى ستراتفور أن ما سيحدث سيعتمد على قدرة الجيش المصري على منع وقوع تغييرات جوهرية في السياسة بصرف النظر عما إذا كان الحزب الوطني الحاكم سيبقى في السلطة من عدمه. ورغم أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تعارض علنا حملة التغيير نحو الحكم الديمقراطي في مصر –لأسباب تتعلق بالعلاقات العامة- فإنها لا تريد أن تجد نفسها في وضع شبيه بما وقع عام 1979 عندما تم إسقاط شاه إيران من السلطة وجاء نظام يشكل أكبر تحد للمصالح الأميركية في المنطقة. ففي الوقت الذي تستعرض فيه إيران قوتها بالمنطقة، فإن غياب الاستقرار في مصر سيفاقم المشاكل الأميركية في الشرق الأوسط. ويرجح ستراتفور أن ينعكس تغيير النظام في مصر على الاستقرار في الدول الرئيسية بالمنطقة مثل إسرائيل وسوريا والأردن واليمن. ويختم بأن الولايات المتحدة -شأنها في ذلك شأن باقي دول العالم- تراقب عن كثب ما يجري في مصر، مشيرا إلى أن كل شيء سيعتمد على ما إذا كان سيتم تغيير النظام من عدمه.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 جانفي 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

5 avril 2005

Accueil TUNISNEWS 5 ème année, N° 1781 du 05.04.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: المحامون التونسيون

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.