الثلاثاء، 7 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2632 du 07.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

تأسيس رابطة الشباب القومي العربي الحوار.نت:ازعاج مستمر للسيد العجمي الوريمي السجين السياسي السابق الحوار.نت:حصـاد الأسبوع: للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » :تحيين 5 أوت 2007  عدد 4 للعريضة الوطنية المساندة  للنقابيين المحالين على لجنة النظام الوطنية  بالإتحاد العام التونسي للشغل موقع نهضة إنفو:ماذا بعد إطلاق دفعة من المساجين محمد الحمروني: تونس.. التحولات الإقليمية والدولية والعفو التشريعي العام وطن برس:أشار صاحب معهد ثانوي خاص في تونس إلى أنّ أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل السبب في إغلاق السلطات التونسية لمعهده رضا الرجيبي:في محراب الأمومة محمد العروسي الهاني:بورقيبة سيبقى صخرة التاريخ وفوق وأسمى من الشطحات والأراجيف أم أسيل: المكتبات للرؤوس وليست للكؤوس محمد الرصافي المقداد :رد على ما نشره نور الدين المباركي من بهتان:التشيع في تونس توضيح وبيان عامر عياد: المثقف بين الحرية و أغلال الايدولوجيا المنتدى الكتابي لموقع « الحوار.نت:مع الشيخ كمال بن عمارة إمام وخطيب مسجد أوسلو / النرويــج. الهادي بريك: وهل بمقدور الليبراليين العرب مناصرة الأمة المقاومة؟ زهير الشرفي : الإسلام « الأوروبي » و »المسلمون البيانيون

 »


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
بلاغ بسم الله الرحمان الرحيم « هذه أمتكم أمة واحدة »
 
من منطلق وعينا بتعاظم التحديات التي تواجه أمتنا العربية وتكالب عديد قوى الاستعمار والغدر وفي مقدمتها التحالف الامبريالي الصهيوني وفي ظل صمت الأنظمة العربية الرسمية تجاه ما يجري من تقتيل لشعبنا العربي في كل من العراق وفلسطين والصومال ولبنان والسودان وارتريا وغيرها من مناطق الجرح العربي ومحاولات ضرب كل مقومات الوحدة القومية العربية وتأبيد حالة الفرقة والتخلف والاقتتال بين الأشقاء،ومن منطلق يأسنا من الخيارات التي يطرحها النظام الرسمي العربي كمقولات أن السلام خيار استراتيجي ومفردات سلام الشجعان وغيرها من الوسائل الانبطاحية،ووعيا من بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة نعلن عن تأسيس رابطة الشباب القومي العربي تكون منارة من منارات العمل العربي المشترك ورافعة للنضال من أجل قضايا الوطن العادلة وفي مقدمتها قضية العرب المركزية  وهي القضية الفلسطينية وإننا إذ نعلن عن مشروعنا القومي هذا فإننا نهيب بمختلف الأطراف من شخصيات ومنظمات وأحزاب وهيئات في كافة أقطار الوطن لدعمنا ورفع راية الحق العربي عاليا. المجد للمقاومة الموت للخونة الخلود لشهدائنا الأبرار الحرية لأسرانا لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض عاشت الأمة عاش الوطن المنسق العام المناضل القومي عبد الرحمان الدر يدي

ازعاج مستمر للسيد العجمي الوريمي السجين السياسي السابق

 
خاص بالحوار.نت : أفادنا السيد العجمي الوريمي السجين السياسي المفرج عنه بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية في تونس والقيادي بحركة النهضة التونسية صباح هذا اليوم (الثلاثاء 7 أوت 2007، التحرير) بأنه يتعرض منذ خروجه من السجن لحراسة مشددة على مدار الساعة ليل نهار صباح مساء يقوم عليها ستة من أعوان الأمن السري بالزي المدني يتبعون خطاه حيث حل وإرتحل في أرجاء قريته الصغيرة  » شط مريم  » بضواحي مدينة سوسة الساحلية. إذا توجه تلقاء الشاطئ للسباحة بعد 17 عاما من السجن المضيق إقتفى أولئك الأعوان الستة أثره وإذا دخل مغازة لشراء هدية صغيرة لأبنة أخته كانوا معه وهو ما سبب قلقا شديدا وإزعاجا لعائلته وقرابته وجيرانه وأصدقائه سيما أنه يتهاطلون عليه بالمئات مهنئين. بالأمس توجه إلى الشاطئ كعادته وكان السيد شقيق رئيس الدولة في منزله فلما أخبر بأن ستة من الأعوان يتبعون أثر السيد العجمي الوريمي بعد إطلاق سراحه قبل أسبوعين تقريبا إنزعج بدوره وقال لمن أبلغه ذلك من الجيران بأن ذلك إجراء غير معقول ولا لائق بتونس ودولتها والأوفق إخلاء سبيل هذا الرجل بعد إحتجازه لمدة 17 عاما في السجن حتى يتمتع بحريته كسائر المواطنين. كما أفادنا السيد العجمي بأن المواطنين إستبشروا خيرا بهذا الإفراج في البداية ولكن ما إن رأوا بأم أعينهم الحراسة الأمنية المشددة على بيته وما أثار ذلك من سخط حتى لدى شقيق رئيس الدولة .. حتى قالوا بالحرف الواحد  » دار لقمان على حالها « . (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 أوت 2007)

حصـــــاد الأسبـــــــوع للصحفي المنفي في وطنه

عبد الله الزواري
 
الاثنين 06 أوت 2007  
1) علمت: 1 – عادة ما تقع نقل مديري السجون في بلادنا في أواخر شهر جويلية، و قد وقعت نقلة مدير سجن المرناقية و مساعده، و قد شهد هذا السجن عدة إضرابات عن الطعام في المدة الأخيرة احتجاجا على الإهمال الصحي و المضايقات المجانية التي يمارسها الأعوان للمساجين و عائلاتهم، و إن كان فرج الجامي وهو احد المضربين قد شمله التمتيع بالسراح الشرطي فإن عبدالكريم الهاروني و رضا البوكادي و لطفي السنوسي لا يزالون يقبعون وراء القضبان ينهش أجسادهم الموت البطيء.. ذكرنا نقلة المديرين لأن – مما جرت به العادة- لكل مدير تعليمات و قرارات بل و صرعات( مثل صرعات الموضة) في التعامل مع المساجين، وقد يجد هؤلاء أنفسهم في سلسلة جديدة من النضالات للمحافظة على » مكتسبات » كانوا حققوها بعد خوض عدة أشكال احتجاجية… 2) تدبرت: زئير الأسد لا يكفي لقتل الفريسة ! 3) سمعت: المسجد الجامع على طريق مدنين من بلدة جرجيس المعروف باسم جامع » ابن خضر » يمتد على فرابة عشرين مترا توازيا مع الطريق المعبد في اتجاه مدنين وعلى قرابة عشر أمتار توازيا مع طريق فرعية تتجه النية ( نية بعض القائمين عليه و….) إلى التفويت فيه إلى بعض الخواص و الباعث الظاهر على هذا عدم اتساع المسجد لرواده خصوصا يوم الجمعة لضيق مساحته و بناء مسجد جديد لا يبعد عنه كثيرا غير أنه يقع في مستوى ثان من الطريق العام و لا يتوفر إلا على أقل من عشرة أمتار كمدخل تربط ارض المسجد بالطريق… و يبدو أن البعض طالب بالإبقاء على المسجد (مسجد ابن خضر) كمدرسة قرآنية أو كتاب خصوصا و أن الإملاءات القرآنية التي أزمعوا القيام بها لم تبدأ إلى حد الآن لعدم وجود أمكنة لمثل هذا النشاط مع منع السلط « المختصة » إقامة هذه الإملاءات بالمساجد و المساحات المتصلة بها… لكن من هو هذا الذي يمكن أن يفوت له في المسجد؟؟ أيكون هنا مربط الفرس..؟؟؟ و أما قانون المساجد و فصله السابع الذي يقول: » تعتبر المساجد جزءا من الملك العام للدولة غير قابل للتفويت فيه و لا لسقوط الحق بمرور الزمن » فما لهذه المسائل صدر… و الملك العام للدولة أيسر اغتصابا من أي ملك آخر، و لكن الذين يغتصبون هذا الملك هم من طينة خاصة لا يطالهم قانون مهما علا… انظر صور المسجد.. 4) رأيت: الشواطئ عندنا تنقسم إلى قسمين: شواطئ السادة ذوي العيون الزرق و الشعور الشقر و الكاسيات العاريات المائلات المميلات و من لبس لبوسهم و ارتضى سلوكهم و أساليب عيشهم و ركن إليهم في الصغيرة و الكبيرة… و شواطئ ابناء البلد ( مجازا) أو الأهالي أو الرعاع أو الدهماء (أسماء يستنكف الساسة من استعمالها و يكرسونها في الواقع)… شواطئ يسعى مسؤولو الجماعات المحلية إلى تهيئتها منذ اوائل شهر جوان من كل سنة أما شواطئ الأهالي فلا حاجة لتهيئتها و على من يريد منهم الاستمتاع بالبحر فما عليه إلا أن يذهب إلى تلك الشواطئ الأخرى… 2 – مهرجان الاسفنج بجرجيس : انطلق المهلاجان المذكور يوم الأحد 30 جويلية 2007، و عملا باللامركزية كان من نصيب ضاحية حاسي الجربي تنظيم مسابقة الفروسية يوم الثلاثاء 31 جويلية… خصص المنظمون منصة للسلط المحلية(أو الجهوية) لكن يبدو أن هؤلاء لم يروا داعيا لحضور فعالية من هذا القبيل في الهواء الطلق بما يعنيه من حرارة طقس و غبار و شباب قد لا يبدون من الاحترام لهم ما يحسبون أنهم أهل له… كانت الفوضى سيدة الموقف، فرسان يتسابقون و بعضهم في حالة سكر واضح، أزياء يتبادلها الفرسان من سباق إلى آخر..و من حسن الحظ وجود سيارة إسعاف… 5): قرأت … … … … … 6) نقلت: غزة فى قلب العرب- أحمد فؤاد نجم الغنوه دي مش لغزة وأريحا تبع الرئيس الفلسطيني أبو حطه يابطة ودقن القطة . الغنوة دي عشان آلاف الشهدا من كل جنس ولون .. بنات وشباب .. نسوان ورجاله .. الغنوة دي عشان أطفال الحجارة اللي اصطنعوا القرف للصهاينة وفضلوا يرجموهم زيإبليس اللعين لحد ما دخل الرئيس أبو حطه عشان يحجز بين الطرفين وكأنه وسيط دولينمساوي الجنسية ! الغنوة دي عشان أي إنسان بيحلم وحلمه حلال بتحرير الإنسان الليحيحرر الأرض مهما طال الزمن . الغنوه دي _ وقولوا عني مجنون _ عن غزة بنت فلسطين العربية ، وأنا وانتووالزمن طويل ..

غزة فى قلب العرب

ناح الحمام في الدوح دمع البنفسج سال والورد مال مجروح من شكة الموال قال الحمام .. ياليل ويا عيني ع اللي إنقال مين يشتري الفيروز؟ غزه .. مع الدلال! من فين يا شابه النسب وبنت مين في الناس ؟ ومين في ناسك حسب وعطاكي.. للنخاس! بحرين عيونك أسى ساقيين .. قلوب الناس من فين يا شابه النسب وبنت مين في الناس !؟ قالت _ بلهجة عرب _ غزه .. في قلب العرب حره .. وأهلي عرب خالص وبنت حلال _ ألا أونا بنت العرب للبيع ومين قال كام ؟ سنيوره شبه القمر مصنوعه .. للأحلام يا حلال على المقتدر وع الغلابة حرام دق الجرس بالعدد واحد ومين قال كام ؟ البنت من بدعها ضحكت ومن قلبها عشقت ومن وجدها سمع الوجود زلزال _ لايا عديم التنا لاانت ولا البايعين سوق النخاسة جبر والأهل بالملايين أبويا باني الحرم وامي من القدسين ومصر فيها الهوى والعزوه في الشرقين حلفت بالمرحمه والدم والملحمة والفارس اللي حمى ما امشي ورا الأندال ما امشي ورا الأندال 7) دعــــــــــاء اللهم إنّي » أعوذ بك من فيح جهنم » عبدالله الــزواري abzouari@hotmail.com (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 أوت 2007)

 


 

تحيين 5 أوت 2007  عدد 4 للعريــــــضة الوطنية المساندة  للنقابيين المحالين على لجنة النظام الوطنية  بالإتحاد العام التونسي للشغل 160  إمضاء

 
    للتسجيل والإمضاء على العريضة يرجى إرسال مراسلة إلكترونية للعنوان التالي : Contre_tajrid@yahoo.fr مع ذكر بوضوح الإسم واللقب, القطاع, الجهة والمسؤولية النقابية إن وجدت. ملاحظة عدد 1: وقع استدعاء نقابي عدد 11 بقفصة للمثول أمام لجنة النظام الوطنية وهو الأخ إبراهيم الساعي كاتب عام النقابة الأساسية بالقصر بقفصة ملاحظة عدد 2 : كما وقع استدعاء 7 نقابيين من جهتي تونس وبن عروس وأريانة 6 من قطاع التعليم الأساسي إلى جانب الأخ الشادلي فارح كاتب عام النقابة الأساسية للإتحاد الدولي للبنوك بتونس وعضو الجامعة العام للبنوك والـتأمين نص العريضة نحن نقابيي ومناضلي الإتحاد العام التونسي للشغل الممضين أسفله تنديدا واستنكارا واحتجاجا لما يتعرض له النقابيون وخاصة نقابيو التعليم الأساسي في شخص الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي محمد حليم وكاتبها العام المساعد الأخ سليم غريس ودعوتهما للمثول أمام لجنة النظام الوطنية على خلفية الأحداث التي جدت بجهة القصرين وقفصة وما نشر من مقالات صحفية متعلقة بمطالب القطاع بالتوازي مع إعداد ملفات تأديبية من طرف وزارة الإشراف إضافة لدعوة 10 نقابيين من قفصة – 9 من التعليم الأساسي منهم 5 هياكل نقابية مع الكاتب العام للفرع الجامعي الأخ نوفل معيوفة للمثول أمام لجنة النظام الوطنية بقفصة يومي 21 و23 جويلية 2007 ، نعبر عن : -1- رفضنا لكلّ هذه الإحالات على لجنة النظام. -2- تمسكنا بما ورد ضمن اللائحة الصادرة عن الهيئة الإدارية الوطنية – النقطة 5 – -3- تمسكنا بحرية التعبير والصراع الديمقراطي داخل هياكل ومؤسسات الإتحاد. -4- تمسكنا بحرية وديمقراطية واستقلالية القرار النقابي واحترام قرارات هياكله المسيرة. ونحذر من : كلّ محاولات الإنقلاب على الهياكل الشرعية وتصفية نقابيي القطاعات المناضلة بما يستجيب لتطلعات أطراف معادية للعمل النقابي. كلّ محاولات الضغط قصد التفريط في مطالب ومكاسب قطاع التعليم الأساسي وغيرها من حقوق الشغالين. نعتبر : أنّ الإنخراط في هذا الخط هو تكريسا لسياسة الأعراف والدولة. التخلي عن إسناد النقابة العامة ومختلف هياكل القطاع والمعلمين والمطالب  انحرافا عن مبادئ وثوابت الإتحاد. نطالب : المركزية النقابية بحفظ كلّ هذه الملفات التأديبية. جميع القوى والقطاعات النقابية الديمقراطية إلى تعبئة كلّ إمكانياتها من أجل التصدي لكلّ محاولات ضرب استقلالية وديمقراطية المنظمة. عاش الإتحاد العام التونسي للشغل ديمقراطيا مستقلا ومناضلا       

العدد

الإسم واللقب

القطاع

الصفة

1

زهير اللجمي

الأشغال العمومية

نقابي وناشط حقوقي وطني ديمقراطي

2

عبد القادر المهذبي

الضمان الإجتماعي

عضو النقابة العامة للضمان الإجتماعي

3

عبد الواحد حمري

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالقصرين

4

نور الدين الورتتاني

التعليم العالي

كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

5

محمد المثلوثي

المالية

كاتب عام النقابة الأساسية للمالية بصفاقس

6

منذر زعتور

التعليم الثانوي

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية بجبنيانة

7

فتحي اللجمي

البنوك

كاتب عام النقابة الأساسية للبنك الفلاحي بصفاقس

8

بشير غالي

البنوك

كاتب عام البنك العربي الدولي بصفاقس

9

محمد قسيس

التأطير والإرشاد

كاتب عام الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

10

خليفة بن فجرية

التأطير والإرشاد

كاتب عام مساعد الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

11

زكية سويسي

التأطير والإرشاد

عضوة الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

12

سليم الطاهري

التأطير والإرشاد

عضو الفرع الجامعي للتأطير والإرشاد بصفاقس

13

عبد العزيز الغنودي

التأطير والإرشاد

كاتب عام النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد ببئر علي

14

علي العمامي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

15

عبد الحكيم العقربي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

16

محمد بلعالية

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

17

محمد بن ساسي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

18

محمد الجربوعي

الصحة

نقابي بالصحة

19

محمد فرج

المياه

كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بساقية الدائر

20

عبد الحميد بلعالية

المتقاعدين

نقابي متقاعد بصفاقس

21

محمد المعالج

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

22

محمد بن علي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

23

منجي الحمروني

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

24

ثابت دمق

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي وعضو الإتحاد المحلي بساقية الدائر

25

نعمان بن جمعية

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

26

عبد العزيز بوزيان

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بالعامرة صفاقس

27

فتحي الشفي

اتصالات تونس

نقابي باتصالات تونس بصفاقس

28

محمد القرقوري

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

29

عبد القادر القاسمي

ديوان المواني

نقابي بديوان المواني بصفاقس

30

محسن جراد

ديوان المواني

نقابي بديوان المواني بصفاقس

31

رشيد قاسم

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

32

الحبيب بوعوني

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

33

عمر قويدر

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بنفطة وعضو فرع توزر – نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

34

أيمن رزقي

الصحافة

صحفي بقناة الحوار التونسية

35

الناصر بن رمضان 

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسوسة الرياظ

36

نبيل الحمروني

التعليم الثانوي

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بصفاقس الغربية

37

مجيد الكثيري

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بباجة

38

مصدق الشريف

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس وصحفي مستقل

39

قيس إسماعيل

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الدائر

40

صابر الزواري

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الدائر

41

مصطفى العقربي

التعليم الأساسي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة

42

سليم الزواري

التعليم الأساسي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الزيت

43

فتحي المستيري

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

44

عبدالله بن سعد 

الفلاحة

أستاذ جامعي باحث كاتب عام نقابة معهد المناطق القاحلة بقابس

45

محمد الهادي حمدة

التعليم الأساسي

نا شط نقابي وسياسي من جهة توزر

46

محمد بن حامد

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

47

نبيل الفراتي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

48

محمد المزوغي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

49

عبد المجيد بن عبد الله

الشباب والطفولة

كاتب عام النقابة الجهوية للشباب والطفولة بصفاقس

50

محمد المهدي بوشوشة

التعليم الثانوي

مندوب نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

51

عماد البكاري

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس 

52

رفيق المهيري

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

53

محمد العوادني

التأطير والإرشاد

نقابي بالتأطير والإرشاد بصفاقس

54

الحبيب الحاج طيب

ديوان التطهير

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية لديوان التطهير بصفاقس

55

عبد الرؤوف بن شعبان

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

56

لطفي الهمامي

 

مقيم بباريس

57

الطيب بوشليقة

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأسية للتعليم الثانوي

58

جمال التليلي

التعليم الثانوي

نقابي وأمين عام سابق للإتحاد العام لطلبة تونس – التصحيح-

59

منير خير الدين

التعليم الثانوي

نقابي وأمين عام مساعد سلبق للإتحاد العام لطلبة تونس

60

الأمين حامدي

التعليم الأساسي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسيدي حسين تونس

61

نور الدين التوجاني

التعليم الأساسي

عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بتونس وكاتب عام النقابة الأساسية

62

مصطفى الجويلي

التعليم العالي

عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

63

لطفي الساكت

التعليم العالي

عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

64

بشير الفريضي

التعليم العالي

عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

65

محمد الحمزاوي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس وعضو الرابطة التونسية للفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية

66

فيصل العبيدي

قطاع خاص

نقابي وناشط حقوقي وكاتب عام سابق للنقابة الأساسية لمؤسسة حلويات التريكي بصفاقس

67

محمد برك الله

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بساقية الزيت بصفاقس

68

فتحي زربوط

التعليم الأساسي

معلم

69

عبد المجيد غزية

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

70

صابر بن حسن

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

71

العيادي غزيل

التعليم الثانوي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي ببئر علي

72

رشيد شوشان

التعليم الثانوي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة

73

محمد الحمدي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

74

رضا بن فرج

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة

75

صالح خمار

التعليم الثانوي

نائب نقابي بالتعليم الثانوي بالحنشة

76

الهادي العزعوزي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بالحنشة

77

الحبيب بريش

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بالحنشة

78

نور الدين شراد

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الأساسي بالحنشة

79

الهادي العزعوزي

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة

80

رؤوف الغطاسي

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة

81

جمال الأمين

عملة التربية

عضو النقابة الأساسية ل عملة التربية بالحنشة

82

منذر الصالح

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالحنشة

83

جمال العياشي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بالحنشة

84

عبد العزيز بن سعد

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة

85

محمد نجيب جليل

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالحنشة

86

شكري عمار

المياه

كاتب عام النقابة الأساسية للمياه بصفاقس الجنوبية

87

محمد عمامي

مناضل حقوقي

نقابي سابق بالتعليم الأساسي

88

سالم بن خليفة

 

نقابي سوسة

89

خميس العرفاوي

التعليم العالي

عضو نقابة أساسية جندوبة

90

مراد الموسي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بفرنانة

91

علي المالكي

التعليم الثانوي

كاتب عام مساعد النقابة الجهوية بباجة

92

حسين الحسناوي

الصحة العمومية

نقابي بالصحة العمومية بباجة

93

حسين الجميلي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بباجة

94

عماد المديني

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بباجة

95

رضا الفرشيشي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي يياجة

96

منير الحسني

التعليم الثانوي

كاتب عام مساعد النقابة الجهوية بباجة

97

ليلى المرزوقي

التعليم الأساسي

نقابية بالتعليم الأساسي بباجة

98

شاكر المسعودي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بباجة

99

محمد الخميري

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بباجة

100

ناجح القرقني

التعليم الأساسي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمعتمدية صيادة لمطة بوحجر

101

محمد القرقوري

متقاعدي التعليم والتكوين

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية لمتقاعدي التعليم والتكوين بصفاقس

102

محمد البكوش

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

103

نجيب الشعيبي

التعليم الأساسي

عضو نقابة الأساسية للتعليم الأساسي بباجة

104

فاضل الغربي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بباجة

105

كمال المديني

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بباجة

106

عثمان بن يوسف

التعليم الأساسي

عضو نقابة الأساسية للتعليم الأساسي بباجة

 

107

لطفي الدخلي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بباجة

108

رشيد العمدوني

التعليم الثانوي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بباجة

109

الطيب البلاقي

التأطير والارشاد

كاتب عام النقابة الأساسية للتأطير والارشاد بباجة

110

عبد القادر غام

التعليم العالي

عضو النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

111

عبد القادر بوسلامة

التليم العالي

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بنابل

112

صالح الحمزاوي

التعليم العالي متقاعد

كاتب عام سابق النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي متقاعد – تونس

113

محمد بن عمار

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بتونس

114

علي عرايسية

التعليم العالي

نقابي بالمعهد الأعلى للفنون الجميلة بالقيروان 

115

فيصل شرادة

التعليم العالي

كاتب عام مساعد النقابة الأساسية للمعهد الأعلى للغات بتونس

116

نزار عمامو

البريد

كاتب عام مساعد للجامعة العامة للبريد والإتصالات

117

الشاذلي فارح

البنوك والتأمين

كاتب عام النقابة الأساسية للإتحاد الدولي للبنوك بتونس و عضو الجامعة العام للبنوك والتأمين

118

عادل غزالة

الشؤون الإجتماعية

كاتب عام النقابة الأساسية للإتحاد التونسي للتظامن الإجتماعي

119

جيلاني الهمامي

 

الكاتب العام السابة للجامعة العامة للبريد

120

حمزة الفيل

التعليم العالي والبحث العلمي

نائب أول بنابل

121

فتحي التواتي

التعليم العالي والبحث العلمي

نابل

122

حفيظ المشرقي

التعليم العالي

نقابي بالتعليم العالي بتونس

123

عزالدين زعتور

التعليم الثانوي

نقابي وأمين عام الإتحاد العام لطلبة تونس

124

فوزي الترخاني

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي  ببوسالم – جندوبة 

125

مصطفى شارني

التـأطير والإرشاد

كاتب عام النقابة الأساسية للموظفين بكلية الحقوق والعلوم الإقتصادية بتونس ومركز النشر وكاتبعام مساعد سابق لجامعة التأطير والإرشاد

126

محسن حجلاوي

الشؤون الإجتماعية – التعليم العالي

كاتب عام النقابة الأساسية للمعهد الأعلى للتكنولوجيات الطبية بتونس 

127

فوزي الفورتي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

128

منجي الغريبي

عملة التعليم العالي

كاتب عام مساعد للنقابة الجهوية لعملة التعليم العالي بصفاقس

129

رفيق الحاجي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

130

سليم النصري

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

131

محمد نجيب العمامي

التعليم العلي والبحث العلمي

 النقابة الأساسية لكية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة

132

الكافي العرفي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بالكبارية بتونس

133

 سليم الوصيف

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بصفاقس

134

الحبيب المشتي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بصفاقس

135

الحبيب لطيف

التعليم الأساسي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي ببئر علي بصفاقس

136

لطيف الحسيني

التعليم الثانوي

نقابي بمنزل شاكر بصفاقس

137

عقبة قادري

التأطير والإرشاد

نقابي بالتأطير والإرشاد

138

أنور الطياري

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي الرياظ بسوسة

139

عزالدين المهذبي

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالبقالطة بالمنستير

140

منير المهذبي

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بمنزل شاكر بصفاقس

141

محمد القاسمي

الفلاحة

عضو النقابة الأساسية بديوان الأراضي الدولية بمنزل شاكر بصفاقس

142

الناصر الحسيني

التعليم الأساسي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل شاكر بصفاقس

143

عزالدين الطياري

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل شاكر بصفاقس

144

محمد العفاس

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بساقية الدائر بصفاقس

145

رضوان قديش

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بساقية الدائر بصفاقس

146

ماهر حنين

التعليم الثانوي

نقابي بصفاقس

147

جمال بن عطوش

التعليم الأساسي

نقابي بصفاقس

148

علي الزيتوني

الكيمياء والنفط

نقابي بصفاقس

149

نجوى بوخريص

التعليم الأساسي

نقابي بصفاقس

150

سالم زيان

التعليم الثانوي

كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة

151

خالد الغالي

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بجبنيانة

152

منصف القابسي

التعليم العالي

نقابي بكلية الآداب بصفاقس

153

يوسف المؤدب

التعليم الأساسي

نقابي بالتعليم الأساسي بمنزل شاكر بصفاقس

154

محمود الشحيمي

قطاع الفلاحة

كاتب عام النقابة الأساسية للفلاحة بمنزل شاكر بصفاقس

155

سمير الجلاصي

التعليم الأساسي

عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بمنزل شاكر

156

منصف بن حامد

التعليم الثانوي

عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس وكاتب عام مساعد للإتحاد المحلي بساقية الدائر بصفاقس

157

بوراوي الزغيدي

البنوك

نقابي بقطاع البنوك بجبنيانة

158

محمد رضا محسوس

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بباجة

159

حسين غزي

التعليم الثانوي

نقابي بالتعليم الثانوي بباجة

160

عبد الحق العبيدي

التعليم الثانوي

عضو النقابة الأساسية للصحة بباجة 

 

 

 

 

 

 

 

 

(المصدر : الفضاء النقابي الديمقراطي « ضد التجريد » عدد 3 السنة الأولى  بتاريخ 6  أوت 2007)  


ماذا بعد إطلاق دفعة من المساجين السياسيين؟

 
بقلم: هيئة التحرير بموقع « نهضة إنفو » لم يكن إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من قيادات النهضة حدثا عابرا حتى وإن حرصت السلطة كعادتها على عدم إعطاء أي بعد سياسي للعملية واستمرار كل من سمح له بالتحدث من أطرافها بالإدعاء بأن القضية لا تعدو عفوا رئاسيا عن مجموعة من الحق العام. هذا الكلام الذي تردده السلطة بطريقة مباشرة وغير مباشرة يتجاهل الأمر الذي اجتمع الداخل والخارج التونسيون وغير التونسيين على اعتباره مظلمة يجب أن تنتهي في حق مجموعة من أبناء تونس الذين لم يكن خطأهم  سوى التعبير عن آرائهم وممارسة حقوقهم وأن ما تعرضوا إليه ولا يزالون من التدمير المنهجي والمحاصرة مأساة يجب أن تنتهي. السلطة نفسها تبدو مقتنعة بالضرر الذي يلحق صورتها بإصرارها على موقفها.ولكن لماذا هذا التحرك البطيء ولماذا سياسة التقطير والتقتير؟ إن ما يمكن ملاحظته أن موقف السلطة من قضية الانفراج السياسي ينبني حسب البعض على  تقدير عدم احتياجها للقيام بأي إجراء جاد للتنفيس عن  الوضع وهي الماسكة بزمام الأمور والقابضة على أوضاع البلاد دون منازع وأن القوى الحية المدنية والسياسية عاجزة عن فرض أي قدر من الإصلاح  عليها. والشعب في هذه المعادلة حسب هذا التقدير ضعيف مشتت مأسور بالجري وراء مقتضيات الحياة اليومية التي تتعقد يوما بعد يوم.يبدو إذن أن السلطة وإلى حد الساعة تتصرف على هذا المقتضى. الحريصون على مصالحهم في تونس من الأطراف الداخلية والخارجية يرون غير هذا ويرون أن حالة الانغلاق والاختناق والفساد السياسي والمالي وتفاقم التذمر المكتوم للشارع وترهل صورة السلطة لديه قد يدفع بالبلاد الى مجهول لا يمكن السيطرة عليه. ويرى أصحاب هذا التقدير أن على السلطة  » أن تتخذ من الإجراءات الضرورية ما تربح به ولا يلحقها منه ضرر » كما نسب قوله لأحد المسؤولين الغربيين.  أما حقائق الساحة  فإنها تقول بأن تونس والمنطقة برمتها تعيش تحولات عميقة في أوضاعها الثقافية والإجتماعية والسياسية وأن الأنظمة السياسية في المنطقة محكومة بالتأقلم لمواجهة هذه التحولات  وعليها أن تتخذ من الإجراءات التي تضمن بقاءها واستمرارها,علما أن السياسات الأمنية لم تكن في السابق ولن تكون في المستقبل وسيلة لفرض استمرار هذه الأنظمة التي تطرح أسئلة كثيرة حول شرعيتها وحول كفاءتها في تحقيق تطلعات شعوبها و الإستجابة لمطالب الأجيال الجديدة. السلطة في تونس محكومة بهذه المعطيات الجوهرية ووجودها مرتبط بمدى تأقلمها مع الظرف الراهن. القضية لاتتعلق بإنسانية زيد أو عمرو وبحسن نواياه حتى يطلق سراح المساجين ويرفع القيود عن حرية التنظم والتعبير وإنما تتعلق باحتياج البلاد لكل هذا من أجل إخراجها. من التردي الذي آلت إليه وأن على السلطة – إن كانت حريصة على مصلحة البلاد- الوعي بضرورة الاستجابة لمطالب النخبة والشارع في الإصلاح الذي من محاوره: – طي صفحة المظالم السياسية بإطلاق سراح المساجين وعودة المهجرين وسن عفو تشريعي عام. – إطلاق حرية التنظم والتعبير. – وضع حد للفساد المستشري في البلاد وكف يد دوائر النفوذ عن أملاك الناس وأرزاقهم. – الإنصات إلى صراخ ومعاناة الشباب العاطل عن العمل والذي أصابه الإحباط إلى حد الإلقاء بنفسه في قوارب الموت بحثا عن الرزق في الخارج. – إيقاف التدهور المتزايد للقدرة الشرائية و الانفلات الجنوني للأسعار. -إعادة الاعتبار للكفاءة والجهد كقيمة أساسية للتنمية وذلك بوضع حد صارم للمحسوبية والتمييز على قاعدة الولاء للسلطة والقرب من أصحاب النفوذ. – رفع الضغوط عن حرية التدين وممارسة الشعائر والكف عن أخذ الشباب بالظنة إلى غياهب السجون والتعذيب بدل المبادرة إلى إشاعة حرية الفكر ورفع وصاية الدولة على مساحات الثقافة والفكر والدين. وغير ذلك من مواطن الضعف التي يفترض أن تكون السلطة أكثر المطلعين عليها والتي من واجبها النهوض لإصلاحها وتعبئة الجهود كلها لذلك بدل صم الآذان والهروب إلى الأمام. لذلك فإن إطلاق سراح المساجين إجراء ما ينبغي أن يندرج في سياسة الإقصاء والتهميش بل في إطار إصلاح ما فسد و تقديرا للمصلحة العليا لبلادنا وهذا يقتضي أن يعزز المسار بتجاوز السلطة لحاجز الخصومة مع الإسلاميين وغيرهم من قوى المعارضة الوطنية الجادة والتعامل معهم على أساس الاعتراف والتعاون أو التنافس في ما فيه مصلحة البلاد, عندها يتحول القول بأن مساجين النهضة هم أهل الحق العام إلى الاعتراف بهم كرصيد إيجابي فاعل لتنمية الحياة العامة في البلاد..إن السلطة مطالبة  بأن تواكب الزمن بالتحول من عقلية الحزب الواحد الخائف من المعارضة إلى عقلية المجتمع الحر الذي تمثل المعارضة عنصر قوة ومناعة له. فالمعارضة  ممثلة في أهم أطرافها المجتمعين في هيأة 18 أكتوبر لم تطالب بأكثر من وضع البلاد على طريق الإصلاح الهادئ دون انتظار حدوث ما لاتحمد عقباه ومما هو نتيجة طبيعية لما عليه السياسات الحالية للسلطة. ومطالب الهيأة في متناول السلطة تحقيقها إن أرادت ودون انتظار مقابل لأن المقابل الوحيد هو إخراج البلاد من عنق الزجاجة وإرجاعها إلى وضع طبيعي تكون فيه الحقوق والحريات للجميع دون من ولا إطراء من أحد. وإن قال قائل أن الحقوق لا تهدى بل تكون مقابل تضحيات فالرد أن الشعب ونخبه دفعت ولا زالت تدفع بنضالاتها ثمنا غاليا والدليل هو استمرار العشرات بل المئات من المواطنين رهن الاعتقال والمطاردة ثمن الحرية, فهل المراد أن تسيل دماء التونسيين أنهارا حتى تقتنع السلطة بضرورة الإصلاح أم أن تتخلي المعارضة عن المطالبة وتعتمد سياسة التسول والاستجداء كما يرى ذلك البعض؟ الطرف الإسلامي وهو أحد العناصر الأساسية في المعادلة ممثلا في حركة النهضة قدم من علامات حسن النية الكثير في اتجاه تيسير طريق الإصلاح والمصالحة الشاملة. فرغم تقليل البعض من أهمية ذلك فقد قامت النهضة ومنذ مؤتمر 95 في المهجر بتقييم تجربتها وانتقدت ذاتيا أداءها وتحملت مسؤوليتها كاملة في حفظ البلاد من مخاطر الانزلاق نحو العنف وثبتت الحركة أقدامها على منهجها الأصيل في النضال السلمي المدني رغم ما كان يلاقيه مناضلوها وعائلاتهم من ألوان القمع والعسف. ونادت الحركة في مختلف المناسبات بالمصالحة الشاملة وردت بإيجابية على كل بادرة  ولو كانت ضعيفة في اتجاه طي صفحة الماضي وهؤلاء قادتها الخارجون للتو من سجون الموت يفتحون أملا جديدا مبرئين من كل حقد ورغبة في الانتقام مواصلين نفس نهج الدعوة إلى الإصلاح,ضمن منهج الوسطية والاعتدال الفكري والسياسي الذي تطور معها منذ النشأة. فماذا فعلت السلطة لتسير البلاد إلى حل جدي ينقذ البلاد مما هي فيه من احتقان؟ الخطاب السياسوي المبتذل والموغل في المديح الكاذب للسلطة لا يحل المشكلة فالمطلوب أن تواجه السلطة ورئيسها بحقيقة الأوضاع وبضرورة الإصلاح وأن تجند النخب طاقاتها في هذا المسار. المصالحة الوطنية الشاملة وما دونها من الإجراءات ضرورة وواجب وطني وستربح البلاد كثيرا بقبول السلطة بمقتضيات الإصلاح الحقيقي وتجنيبها لكثير من الطاقات والأموال والأنفس من الضياع, أما طريق التعنت والمغالبة الذي تمارسه السلطة فلن يزيد الأوضاع إلا تعقيدا. أما آن الأوان أن تنقاد السلطة إلى المصلحة العامة وأن تبادر وهي الطرف الماسك بزمام الأمور باتخاذ مبادرات جادة وقوية تطوي صفحة الماضي وتبسط مجالا للإصلاح والتنمية البشرية والسياسية والاقتصادية الهادئة في البلاد؟ (المصدر: موقع نهضة إنفو بتاريخ 7 أوت 2007) الرابط: http://www.nahdha.info/arabe/index.php


تونس.. التحولات الإقليمية والدولية والعفو التشريعي العام

 
بقلم: محمد الحمروني في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية من شمال إفريقيا إلى أقصى دول الخليج العربي والمناطق المجاورة لها تطورات مهمة باتجاه مزيد من الحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية على أساس المواطنة وحقوق الإنسان، تظل الأوضاع السياسية في بلادنا في حالة ركود تام ولا تزيد المبادرات التي تأخذها السلطة بين الفينة والأخرى إلا في جلب الانتباه إلى الحالة السياسية التي تعيشها بلادنا. فما هي أهم ملامح الوضع السياسي في المنطقة وما هي حدود تأثيرها على الوضع في بلادنا؟ فقد أعلنت السلطات الموريتانية نهاية الأسبوع الأول من شهر جوان الحالي عن الاعتراف بـ 18 حزبا من بينها حزب ذو خلفية إسلامية. وهذه المرة الأولى التي يقدم فيها الحكم في موريتانيا على الاعتراف بحزب إسلامي منذ 15 عاما أي منذ تجربة حزب الأمة. وسمّى الحزب نفسه « التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ».  وتأتي هذه الخطوة الانفتاحية على مختلف مكونات المجتمع المدني الموريتاني لتعزز الخطوات السابقة التي أقدم عليها العسكر بعد الانقلاب الذي قادوه للإطاحة بولد الطايع. فبعد إيفائها بوعدها بإجراء انتخابات نزيهة وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية ونجاحها في الإيفاء بهذا الوعد بشكل أزعج بعض الأنظمة في المنطقة، ها هي الحكومة الموريتانية تنجح في تجاوز مسالة الاعتراف بحق الإسلاميين في العمل القانوني. وشمال موريتانيا وفي المغرب تحديدا تستعد البلاد لخوض غمار انتخابات برلمانية تؤكد كل الدلائل على أن الإسلاميين سيكونون من اللاعبين الرئيسيين فيها. وسبق للإسلاميين في المغرب وبقيادة حزب العدالة والتنمية أن فازوا في الانتخابات البرلمانية السابقة ما أهلهم لأن يشكلوا ابرز الكتل البرلمانية في البرلمان المغربي. وفي الجزائر ورغم ما تعرفه مبادرة المصالحة من بعض التعثر فان السلطة ماضية في هذا النهج وإعلان العفو حتى عن الذين حملوا السلاح ضدها. وذلك على الرغم مما شهدته الشقيقة الجزائر من أحداث دامية أعقبت  انتخابات سنة 1990 البرلمانية التي فاز الإسلاميون من جبهة الإنقاذ بأغلب مقاعدها، ورغم القتلى والمفقودين إضافة الى مئات الآلاف من السجناء والمعتقلين تصر الجزائر حكومة ومعارضة على تجاوز آلام تلك الحقبة والاتجاه إلى المستقبل. وفي ليبيا ورغم ما قيل ويقال عن الحكم هناك عرفت البلاد في الآونة الأخيرة عفوا شمل مجموعة من الإخوان المسلمين. وتأتي هذه الخطوة في إطار جملة من التحولات التي تشهدها ليبيا ممثلة خاصة في إنهاء حالة الصدام مع الغرب والدخول في برامج شراكة اقتصادية واسعة. وينتظر أن يترافق هذا الانفتاح الاقتصادي مع انفتاح سياسي، ولو جزئي، ستفرضه الشراكة مع الغرب. هذا في المجال المغاربي وهو المجال القريب من تونس اما في المجال العربي والإسلامي الأوسع فان التحولات التي يشهدها هذا الحيز أهم واكبر. ففي مصر نجح الإسلاميون في الدخول إلى البرلمان بقوة. ونجحوا في تشكيل ثاني اكبر كتلة برلمانية بعد كتلة الحزب الحاكم، وذلك رغم ما شهدته الانتخابات البرلمانية الأخير في مصر من عنف ومحاولات واسعة للتزوير. أما في تركيا فان حزب العدالة والتنمية ذو الخلفية الإسلامية بقيادة طيب رجب اوردوغان حقق ابرز النجاحات في هذا الصعيد. فبعد معركة شرسة مع العسكر والقوى العلمانية المتحالفة معه. وبعد المعركة القانونية مع المحكمة الدستورية العليا  حول منصب الرئاسة، دعا اوردوغان –  في تحدّ واضح لخصومه وللجيش- إلى انتخابات مبكرة. وفي حين عمل دعاة العلمانية مدعومين بالعسكر على استغلال الفرصة لإزاحة « العدالة والتنمية »، اجتهد اوردوغان في جعل الانتخابات الأخيرة استفتاء على حكم الإسلام السياسي لتركيا ووجه بذلك صفعة مضاعفة لخصومه: فهو لم يكتف بان فاز فوزا ساحقا مكّنه من تشكيل حكومة بمفرده، بل انه جعل من هذه الانتخابات وهذا الفوز الكبير استفتاء غير مباشر على رئاسة الجمهورية. فالذين خرجوا في مظاهرات، بدت أنها مليونية،  للتنديد بترشح عبد الله غول لمنصب الرئاسة هم الآن محرجون أكثر من أي وقت مضى من الوقوف بوجه توليه للرئاسة، كما أنهم الآن اعجز من أي وقت مضى من أن يحشدوا تلك الأعداد التي تمكنوا من حشدها قبل الانتخابات الأخيرة قبالة سواحل أزمير. .. إسلاميون في السلطة وآخرون في البرلمان فيما يستعد آخرون للدخول في الحياة السياسية مثلما هو الحال في موريتانيا..وفيما يتحرك العالم كله نحو المصالحة مع هذه الفئة الأكبر تأثيرا والأوسع انتشارا في مجتمعاتنا تصر حكومة بلادنا على أن تمضي في نهجها المتصلب جدا في التعامل مع الإسلاميين. فبعد 17 سنة من السجن لا يزال ما يقرب من 30 من قادة الصف الأول لحركة النهضة في السجن على رأسهم الأخوين الدكتور الصادق شورور رئيس مجلس الشورى الأسبق والأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للطلبة المناضل الكبير عبد الكريم هاروني. وبعد 17 عاما من السجن في ظروف قاسية، وفي عزلة تامة ودون رعاية طبية لا تزال السلطة تعتمد سياسة القطرة قطرة في التعامل مع هذا الملف. وفي هذا الإطار تم مؤخرا الإفراج عن 22 من قيادات الحركة على رأسهم الإخوة عجمي الوريمي والدكتور احمد لبيض والصحبي عتيق ونور الدين العمدوني. ورغم أن الإفراج على كل سجين من أي تيار يعتبر انتصارا للبلاد وللمجتمع ورغم تثمين الإفراج عن هؤلاء الإخوة إلا انه يجب التذكير بجملة من النقاط تتمثل في : 1 – أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدا إضافة إلى كونها محدودة. فهذا التسريح كان يفترض أن يقع منذ ما لا يقل عن عشر سنوات. لأنه ليس هناك أي مبرر لسجن معارضين سياسيين كل هذه المدة إلا إن كان ذلك من باب التشفي. 2 – وهي خطوة ناقصة لأنها استثنت من تبقوا من أبناء الحركة داخل السجن. فبعد 17 عاما من المعاناة لهؤلاء وعائلاتهم وانعكاسات ذلك على المجتمع تصر السلطة على إبقائهم داخل السجون في إصرار واضح على مواصلة هذه التراجيديا التي لم يشهد لها العالم مثيلا قط؟ لذلك وجب القول أن المصالحة الحقيقية والكبرى التي ينتظرها أبناء شعبنا لن تكون عن طريق سياسة « القطرة قطرة ».. إن هذه المصالحة لن تكون إلا عن طريق عفو تشريعي عام يعيد الحقوق إلى أهلها ويرفع الظلم عن أبناء الحركة وعن كل العائلات السياسية والفكرية ببلادنا. إن عفوا تشريعيا عاما هي الطريق الوحيدة التي بإمكانها نزع الخوف من القلوب وإعادة الأمل للنفوس ورفع الاحتقان وحالة التباغض التي عاشتها بلادنا خلال ما يقرب من العشريتين. إن عفوا تشريعيا عاما يعيد للناس حقوقهم السياسية والمدنية ويعيد إليهم شيئا من كرامتهم التي سلبها الاستبداد هو الطريق الوحيدة لإعادة روح المبادرة للناس واستعادتهم روح المشاركة في الشأن العام بعد أن سادت روح اللامبالاة والانتهازية والفردية المقيتة. إن عفوا تشريعيا عاما هو الطريق الوحيدة التي يمكنها أن تمهد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ظروف عادية.. انتخابات يكون الأساس فيها المشاركة لا المقاطعة، و »السماح » لا المنع، ويكون فيها المواطن هو صاحب القرار. وباختصار فان عفوا تشريعيا عاما هو الوحيد القادر على إعادة الروح للحياة السياسية التي أضحت منذ سنة تسعين تعيش حالة من الموت السريري أو الإكلينيكي. واني إذ ادعوا إلى هذا العفو فلأني اقدر أن ظروفه الآن مهيئة اكبر من أي وقت مضى لكي يتحقق. فقد أحيينا منذ فترة قصيرة ذكرى مرور 50 سنة على الاستقلال وستعيش البلاد بعد فترة وجيزة ذكرى مرور 20 سنة على التحول. واعتبر أن هذه المناسبات فرصا تاريخية لإدخال تغييرات حقيقية على المشهد السياسي في البلاد. إضافة إلى ذلك فان الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي تتميز بتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب ارتفاع أسعار النفط، وتأثيرات أحداث سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى دخول الصين لمنظمة التجارة العالمية..هذه الصعوبات الاقتصادية تتطلب وحدة داخلية صلبة وتكاتف الجميع من اجل مواجهة تأثيراتها السلبية على البلاد. إن المصالحة الشاملة وتنقية الأجواء هي العوامل القادرة على خلق أجواء استثمار مناسبة. ويدعم هذا التوجه رأي عام دولي أصبح أكثر قبولا لفكرة إشراك تيارات الإسلام السياسي في العملية السياسية لان البديل عنها لن يكون إلا العنف ومزيدا من « الفوضى » التي تضرب دون تمييز. إن أوروبا وأمريكا وكل الدول والقوى الغربية أصبحت على قناعة تامة بان الإرهاب هو صنيعة الديكتاورية وان المدخل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة هو المشاركة..مشاركة تيارات الإسلام السياسي المعتدلة. إن ضرب الاعتدال لن ينتج إلا التطرف هذه قاعدة أظن أن الجميع أصبحوا مقتنعون بها فمتى يدرك أهل الحكم في بلادنا مثل هذه الحقائق. اننا اليوم وفي هذا الظروف الصعبة التي تواجه امتنا وبلادنا في أمس الحاجة إلى الارتقاء بوعينا وتجاوز ذواتنا الحزبية والشخصية الضيقة والنظر إلى التحديات التي تنتظر بلداننا ومجتمعاتنا، ولا يجب أن تركن السلطة الى ما يمكن أن يمثل تنفسا اصطناعيا للاقتصاد وبالتالي للسياسة، كما يجب على المعارضة أن لا تركن إلى الحالة « الصوتية » التي يمكن أن يحدثها هذا الموقف أو ذاك أو هذا الطرف الاقليمي أو الدولي أو ذاك. (*) صحافي وكاتب من تونس

 

أشار صاحب معهد ثانوي خاص في تونس إلى أنّ أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل السبب في إغلاق السلطات التونسية لمعهده

بعد إنشاء سهى عرفات لمعهد خاص منافس له في تونس مع شريكة لها

 
و فجّر محمد بوعبدلي صاحب معهد « باستور » التونسي الخاص قضية أثارت الجدل في تونس ، في مقابلة بثتها له فضائية تونسية معارضة أمس الأوّل ، قال فيها « إن وزارة التربية التونسية أقدمت على قرار إغلاق معهده بعد الإعلان عن بعث معهد « قرطاج » المنافس له لصاحبته سهى عرفات بالإشتراك مع أسماء محجوب »   . و يملك بوعبدلي منذ سنوات مدرسة خاصة شهيرة بوسط العاصمة فرنسية المناهج في إطار التعاون التعليمي التونسي الفرنسي. و منذ سنتيْن كانت السلطات أذنت له في إفتتاح نشاط معهد ثانوي خاص يحمل إسم معهد باستور، لكنّها مؤخّرا أعلمته بمنعه من العمل . و قال بوعبدلي لقناة « الحوار التونسي » المعارضة إنّه بعد ترخيص وزارة التربية له ببعث المعهد و شروعه في العمل منذ موسميْن « فوجئ بمراسلة من الوزارة تعلمه فيها بالتراجع عن الترخيص و منعه من تسجيل التلاميذ في الموسم الدراسي الجديد دون إعطائه أيّ مبرّر وجيه » ، حسب قوله . و تابع بوعبدلي بالقول « المسألة واضحة لقد أغلقوا معهدي ليُتيحوا الفرصة لمعهد قرطاج الذي تملكه سهىعرفات ليعمل دون منافس » . و قال بوعبدلي إنّ السلطات التونسية منحت الترخيص بإنشاء معهد قرطاج لسهى عرفات وأسماء محجوب مُعلنة عن ذلك في المدوّنة الرسمية للقرارت الحكومية و القوانين الجديدة التي تسمّى في تونس ب »الرائد الرسمي ». و أضاف لمحطّة « الحوار التونسي » إنّ إحداث المعهد الجديد جاء في إطار ردّ فعل « من العائلة » على « رفض مدرسته ترسيم إبنة من العائلة حصلت على 4 من 20 » ، دون أن يحدّد عن أيّ عائلة يتحدّث . لكنّ بوعبدلي عاد في جزء آخر من المقابلة ليُوجّه رسالة إلى الرئيس التونسي بن علي دون ذكره بالإسم بقوله « يا صاحب المُلك لن يدوم مُلكك » . من جهته أشار مصدر إعلامي في تونس لنا إلى أنّ أسماء محجوب شريكة سهى عرفات في المعهد هي من عائلة أصهارالرئيس التونسي . و كانت المدوّنة الرسمية التونسية أعلنت منذ 2006 حصول أرملة الرئيس الفلسطيني على الجنسية التونسية بشكل رسمي . وعُرفت سهى الطويل عرفات بإقامتها وإبنتها زهوة في تونس منذ رحيل زوجها في 2004 و بصداقتها بحرم الرئيس التونسي ليلى الطرابلسي . وفي 18 أوت – أغسطس 2006 ، كانت أرملة الرئيس الفلسطيني نفت نبأ زواجها من صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شقيق حرمه ليلى بن علي . وقالت في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية وقتها « إن ما نشر من إشاعات عن زواجي من بلحسن طرابلسي غير صحيح على الاطلاق وأنفيه نفيا قاطعا ». و تبثّ محطّة « الحوار التونسي » التونسيّة المُعارضة برامجها من الخارج على القمر « هودبارد » لمدّة ساعتيْن في الأسبوع مساء كلّ أحد . (المصدر : وكالة « وطن برس » للأنباء (فلسطينية – مستقلة) بتاريخ 2 أوت 2007) الرابط: http://www.watanpress.net/s/news/2981.html


 
بسم الله الرحمان الرحيم  والصلاة والسلام وعلى أفضل المرسلين                                                          الرسالة رقم 273                                                                 على موقع الأنترنات

شكرا للاخ الحامدي    بورقيبة سيبقى صخرة التاريخ وفوق وأسمى من الشطحات والأراجيف

 
بقلم محمد العروسي الهاني تونس في 2007/08/07 طالعت يوم الاثنين 2007/08/06 عنوان كبير بجريدة الصباح الأسبوعي مع صورة الباي محمد الأمين متى سنكتشف 12 كنز من الجواهر والذهب المودوعة في خزينة الدولة..؟ نعود للسطر ذكر المؤرخ خالد عبيد في مجلة حقائق النصف شهرية بمناسبة عيد ميلاد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله قال وذكر أن الزعيم بورقيبة لا يحتاج إلى من يدافع عليه وهو من الحجم الكبير والزعماء العظام. أعود إلى السطر للردّ والتعقيب على الحوار الذي دار يوم الاحد 5 أوت 2007 في قناة المستقلة بين الأستاذ أحمد ونيس السفير التونسي الناجح والدكتور محمود الذوادي أستاذ في علم الإجتماع وعلى هامش الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية 25 جويلية1957  – 25 جويلية 2007. وعوض السمو بالحوار إلى أعلى درجات السمو الوطني والأخلاقي والتاريخي لابراز خصال ومناقب الزعيم العملاق الخالد على مر الزمان وعوض أن نتطرق للأسمى والأجدر  الأنفع للوطن وللتاريخ الذي صنعه القائد بدون منازع لكن انحدر الحوار ووصل إلى الأسفل وأصبح بورقيبة في قفص الاتهام يحاكم من أجل اختياره وتعيينه للوزير الاول والتهمة الانتماء للساحل .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أيها السادة الكرام قال الله تعالى : « يا أيها الذين اَمنوا  اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم. إن اختيار الزعيم الحبيب بورقيبة عام 1957 للسيد الباهي الأدغم في خطة كاتب الدولة للرئاسة والدفاع خطة الوزير الاول جاء تتويجا لحياة زعيم صامت ناضل وسجن وأبعد من أجل تونس ووقف مع الزعيم وقفة الصمود والرجولة والوفاء وبقي في خطته 13 سنة كاملة معززا مكرما و في سنة 1970 بعد وقفة التأمل للتعاضد فكر بورقيبة في مرحلة جديدة ورجل قوي في الاقتصاد والنظافة واختار الهادي نويرة محافظ البنك المركزي والاختيار كان على الكفاءة والقدرة والنظافة وفعلا أعطى الأستاذ الهادي نويرة دفعا جديدا للاقتصاد التونسي وتطور المجتمع ولو أطال الله عمره ولم يصب بجلطة لبقي إلى يوم وفاته رجل الدولة القوي. وبعد مرضه نتيجة اعتداء ليبيا على قفصة عام 1980  وأصبحت خطة الوزير الاول شاغرة فكر الرئيس بورقيبة في تكليف السيد محمد مزالي على أساس العروبة والخطابة والتحرك والحماس وجمع الشمل والأعداد لتوسيع الديمقراطية في نطاق الأحزاب. و في عام 1986 فكر الرئيس بورقيبة في تعيين السيد رشيد صفر رجل النظافة والكفاءة والقدرة على تطوير الاقتصاد ومعالجة الأوضاع الاقتصادية وفي اكتوبر 1987 والبلاد أصبحت في وضع أمني صعب والتاريخ لا يرحم المتطرفين و الطامعين في الحكم بالعنف والغدر اختار الرئيس بورقيبة الرجل القوي والفاعل السيد زين العابدين بن علي وزير الداخلية لتولي منصب الوزير الاول هذا هو تفكير الزعيم بورقيبة ليس على أساس جهوي أو عنصري أوحسابات كما ذهب خيال محمود الذوادي في تدخله التوريث. سامحه الله لو كان بورقيبة يفكر في التوريث لاختار نجله بورقيبة الابن لخطة الوزير الاول سامح الله محمود الذادي وللحديث بقية إذا كان في العمر عشية. قال الله تعالى : »هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » صدق الله العظيم ونرجو أن يرتفع الحوار إلى الاسمى   
محمد العروسي الهاني


 

المكتبات للرؤوس وليست للكؤوس

 

بقلم: أم أسيل

 

لا غرابة فيما نشهده اليوم ـ في عمق المجتمع ـ من كساد في « بضاعة  » الكتب فهو لا ينفصل عما في العقول من كساد..  ففي مجتمعنا الوعي  » متزايد  » وخاصة أثناء   الاستعداد للزواج ،فكم من ماعون تصرف عليه الأموال ليحتل في المكتبات مكان الكتب ولتستبدل القراءة بالفرجة لتكمل الفرجة على المسلسلات ـ وخاصة  المكسيكية ـ وليس حال الرجال في هذا المجال بأفضل من حال النساء ،فان كان وعي المرأة  » ماعوني  » فان الرجل ينفق من اجل  شرائه ، ويرصف معها الأطباق والكؤوس المذهبة  اللامعة ، وان طاوعته نفسه يوما واشترى كتابا فيتسلل به خشية تعليقات الزوجة التي  » تحرص على المصروف « . .

ولا يعني ما نقول أننا نتناسى أن الله جميل يحب الجمال ،أو نحرم على الناس زينة الله التي احل ، وإنما نروم في سلوكنا الحضاري والاجتماعي الاعتدال   » فلا تميلوا كل الميل  » ،  ولا يعني الانشغال بهذه  » الصغائر »  انشغال عن الكبائر   » فمن الصغائر تأتي الكبائر » . .

أما آن الأوان لإعادة الاعتبار لملء العقول ؟

أما  آن للمرأة أن تعي أن المكتبات للرؤوس وليست للأطباق والكؤوس ؟

أما آن للرجل أن يساعدها على وعي حقيقي مثمر للبلاد وللعباد ، وان كان هو لا يمتلكه فيساعد نفسه على الخروج من غيبوبة اللاوعي ..  

 

 

في محراب الأمومة

 
بقلم:رضا الرجيبي كم من الزّمن تراه يكفي كي أروي شوقي ولهفتي منك يا أمي,منذ سنوات وأنا أمنّي نفسي اللّهفى إليك بهذا اللّقاء,كنت أراه صعبا مستحيلا…بعد الويلات التي عشناها معا وبعد كؤوس القهر والضّيم التي شُرِِّبناها سويّا على نخب الوطن,ويسّر الله اللّقاء فالتقينا. كان لقاؤنا خلطة عجيبة من الأحاسيس و الانفعالات تدفقت كلها في آن حتّى كأنّي بها غمرت المكان والنّاس, وهم من حولنا يهمسون متفاعلين ومتأثّرين ومتسائلين وربّما منهم من نثر دُميعات شفقة من هذا المشهد. أمّا نحن فكلانا ذاب في حضن الآخر, نسجنا من شوقنا ولهفتنا معبدا اعتكفتُ فيه لحظات في محراب الأمومة أبثُّ إليك هموم سنوات الفراق ولوعة البِِِِِِِِِِعاد وأشكو لك قسوة الغربة ومعنى أن يكون الإنسان يتيما ووالداه أحياء على مرمى حجر منه. اختلطت الدّموع بالابتسامات بالشّهقات حتّى ارتفع صوتي بكاءً…آه يا أمي….. لحظات حلا فيها الاعتكاف فغبت فيها عن العالم من حولي نسيت النّاس ونظراتهم المشفقة وعباراتهم المتسائلة. اجتذبتني رائحة صدرك ودفء حضنك الذي أطللت منه على الذكريات ا لخوالي والسنوات العجاف حين كنتِ تقبضين معي على الجمر, تقاسمينني السّجن والتّعذيب والإهانة والحرمان والخصاصة و…. ثمّ أبيتِ إلاّ أن تقاسميني الغربة وحرقتها  فتطوين المسافات وتحلّقين في الفضاءات وتعبرين البحار وأنت المرأة البدويّة البسيطة التي لم تعرف من العالم سوى بيتها الرّيفيّ والمستوصف والسّجون الجاثمة على صدر الوطن. حين خرجتِ   بحثا عن ابن شرّدته الأيّام و السّنون وتقاذفته الأيادي الآثمة خلف البوابات السوداء فتناثر لحمه على موائد الجلاّدين. لفحتني رائحة الأمومة تعبق من جنان حضنك حبّا وعطاء تشحنني وتشدّ من أزري وتمحو عنّي آثار الفراق وترفع عنّي أثقال الغربة وتُحوِِّّلُ أيّامي الجدباء القاحلة إلى ربيع مورق مزهر. استنشقت روائح الرّيف البسيط المسحوق, رائحة الفلاّحين الذين يكدحون ويشقون نبشاً في الأرض ليناموا طاوين مهمومين يخشون طلوع يوم جديد محمّلا بالمشقّة والضّيق، رائحة المعذّبين في بلدي والمقموعين والمحرومين في كلّّّّّّّّّّّّّّ شرايين الوطن. أوصيتُ نفسي ألاّ أبكي كما علمِتني « أنّ الرّجل لا يبكي وإذا بكى أخفى دموعه » لكنّ العبرات خنقتني حتّى انتفض جسدي شهيقا وكأنّ مرجلا يغلي بداخلي فينضح دموعا. أعادني لطف حضنك إلى رحاب الطّفولة أبكي ويعلو نشيجي وأتشبّث بتلابيبك وكأني أخشى أن أفقدك وأنا ابن الأربعين, لكن يبدو أنّنا مهما كبرنا وعلا الشّيب رؤوسنا نبقى أطفالا في أحضان أمّهاتنا.


بسم الله الرحمان الرحيم

رد على ما نشره نور الدين المباركي من بهتان التشيع في تونس توضيح وبيان

 
محمد الرصافي المقداد- قابس – تونس    لا تزال بعض فئات شرائح هذه الأمة،ممن حسبوا على الثقافة والعلم،يتراوحون في أماكن أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة،ولم تخرج حركاتهم ولا صيحاتهم ولا كتاباتهم عن دائرة اللاوعي،غير ذات جدوى،لم تستقر يوما في محصلة العقول المستنيرة الواعية،معتبرين إياها جعجعة بلا طحن. تصفحت أسبوعية(الوطن)لسان حال (الاتحاد الديمقراطي الوحدوي)فاستغربت من وجود صورتي في أعلى الصفحة الأولى،وفي الصفحة الرابعة،وزاد استغرابي من الصورة البشعة،التي توسطت العنوانين البارزين،لملف كشف صاحبه منذ الانطلاق،أن غايته من وراء الحديث عن الشيعة والتشيع غير بريئة بالمرة،جعله منطلقا لاستدراج واستفزاز الشيعة ومخالفيهم على حد سواء،وبدون إذن يليق بكل من يعرف أدب الاستئذان،انطلق في نشر ملفه عن الشيعة بأسلوب بعيد عن العلم والبحث النزيه الخالي من مقدمات الإيعاز،ومضمون التحريض،وخاتمة الاركاس في الفتنة الطائفية،التي نحن في غنى عنها. نور الدين المباركي في محصل ما تفتقت به قريحته،كأولئك الذين يمموا وجوههم شطر العراق يريدون جهاد المحتل الأمريكي،فإذا هم يساقون لقتل الأبرياء العراقيين بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، المقصد في ظاهره مشروع وجميل، لكن النتيجة جرائم يندى لها جبين البشرية. لم يقرأ للشيعة الامامية الاثني عشرية كتابا،ولا نراه من خلال ما ضمنه ملفه،مميز بين عصمة الأئمة الاثني عشر،وعدالة ولي الفقيه الجامع لشرائط الفقه،فقرن العصمة بولي الفقيه ولست أدري من أين جاء بهذا الخلط الدال على عدم معرفة بأبسط  المفاهيم الشيعية.. أجهد كاتب المقال نفسه،في العثور على دليل يورط الأشخاص الذين تحدث عنهم ونشر صورهم،كأنما  يريد أن ينبه المجتمع التونسي إلى شيء ما تعلق بهؤلاء(إذا كانت صحيفته تمتلك المصداقية والعمق الشعبي)وحاول أن يمسك بخيط يوصله إلى إثبات وجود علاقات سياسية تنظيمية بين الجمهورية الإسلامية في إيران،وبين هؤلاء الأشخاص،فلم يجد شيئا يذكر سوى ما حاول الإيهام به من أن التشيع في تونس خارجي النشأة. وما أتاه صاحب المقال ليس مستغربا،بل هو منتظر ومتوقع من صحافة مبتذلة منجرة وراء عاطفة الانتماء الفكري المتعصب،مستعملة أسلوب الإقصاء والاتهام والتهميش والتواطؤ. اختلطت أوراق الصحفي،فلم يعد يدري ما ينشره عن الشيعة في تونس،والتشيع عموما،لكنه في ذات الوقت وعى وجهة واحدة ساق قلمه إليها،وهي محاولة إظهار التشيع في أسوء صورة.. والشيعة في أبشع مظهر،كأنما هو يتحدث عن طائفة من الأمة الإسلامية انقرضت واندرست آثارها،ولم يعد هناك من يدافع عنها. بداية،استرعي انتباهي الحيز الضئيل الذي خصصه للتعريف بالتشيع،فثمانية أسطر من أعمدة الصحافة،لا يمكن أن تعطي صورة واضحة عن معتقدات طائفة منتشرة في كافة أصقاع العالم،أسست بنيانها على إتباع النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الهداة من أهل بيته. مما زاد تأكيدا على أن كاتب المقال سعى جاهدا لتشويه صورة التشيع،بعدما تناهى إليه خبر المد الشيعي،الذي دقت من أجله جامعة الدول العربية ناقوس الخطر،وصدرت من خلالها توصيات وقرارات،لن تستطيع أن تطفئ نور الله . الباحث النزيه الذي ينشد الوصول إلى غايته وهي موضوعية البحث،لابد له من أن ينظر أولا في محتوى أمهات مصادر الطائفة التي يريد مناقشة أفكارها ومعتقداتها،ثم يمكنه بعد ذلك الالتفات إلى من سبقه في مجرى النقد والطعن،وأرى أن كاتب المقال لم يسلك الوجهة الصحيحة،ولا أخاله قرأ كتابا شيعيا واحدا كاملا. لذلك أقول مختصرا: الشيعة لغة من شايع مشايعة بمعنى اتبع،أما اصطلاحا فتطلق على المسلمين الذين اتبعوا عليا وأهل بيته عليهم السلام،وتشيع هؤلاء هو في حقيقته موالاة لعلي والأئمة من ذريته عليهم السلام،امتثالا للنصوص الصحيحة والمستفيضة،التي صدرت عن الوحي،كقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: »سيكون عليكم اثنا عشر خليفة من بعدي. »وخلفاء النبي كما يعتقد به الشيعة،هم الأئمة الاثني عشر الذين أوكلت إليهم مهمة حفظ الدين وجمع الأمة على أحكام الله تعالى بعد مرحلة النبوة،وهم تباعا الإمام علي ثم الإمام الحسن ثم الإمام الحسين ثم الإمام علي بن الحسين ثم الإمام محمد بن علي ثم الإمام جعفر بن محمد ثم الإمام الإمام موسى بن جعفر ثم الإمام الإمام علي بن موسى ثم الإمام محمد بن علي ثم الإمام علي بن محمد ثم الإمام الحسن بن علي ثم الإمام الإمام محمد بن الحسن المهدي عليهم السلام. يبقى أن نشير هنا إلى أن الشيعة الامامية الاثني عشرية،هي الفرقة الوحيدة التي تمسك بأسماء قادتها كاملة،بينما لم تهتد البقية إلى  خلفائها طبق العدد،وزيادة في إثبات الحجة بأن الوحي نص على من سيلي قيادة الأمة بعد النبي(ص)لا بأس من ذكر أهم النصوص المشيرة إلى ذلك،كحديث الغدير،وحديث الثقلين،وحديث المنزلة،وبقية الأحاديث والآيات التي جاءت في حق علي وذريته الهداة عليهم السلام،والتي لم تجد بقية الفرق المخالفة للشيعة بدا من إخراجها في أمهات كتبها،كالمجاميع الروائية الستة المعروفة بالصحاح،اعترافا منهم بصحة صدورها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولعل الاستدلال الشيعة على ما اصطلح عليه بالسنة- لأننا نؤمن بأن السنة الصحيحة التي لم تنفذ إليها الإسرائيليات والموضوعات،والتي لم تحترق بأيدي الخليفتين الأولين،كما نص على ذلك ابن سعد في طبقاته الكبرى،هي عند أئمة أهل البيت عليهم السلام- واحتجاجهم عليهم من كتبهم،هما العاملان الرئيسيان اللذان جعلا المسلمين يقتنعون بوجاهة الحجة وقوتها،وكيف لا تكون كذلك وهي مخرجة من كتب المخالفين للشيعة. انزلق كاتب المقال في مستنقع الاستخفاف بعقيدة المهدي المنتظر،والحال أن الفريقين اختلفا في عدة مسائل في الفروع والأصول،واتفقا في عدد آخر،منها صحة الاعتقاد بخروج مصلح في آخر الزمان،بشر به النبي (ص) بقوله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي بواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. سنن أبو داود كتاب المهدي ح3733 و3736/سنن ابن ماجة كتاب الفتن ح4072 مسند أحمد أحاديث8758/10780/10791/10887 /10898/11061/11238/ 13866 كتاب باقي مسند المكثرين. وقد اتفق السنة والشيعة،على الإقرار بوجود المهدي المنتظر عجل الله فرجه،والإيمان به كمنقذ للدين في آخر الزمان،وقد استفاض في إخراج أحاديث الإمام المهدي حفاظ السنة قبل حفاظ الشيعة،كل ما في الأمر أن المهدي المنتظر الذي يؤمن به الشيعة مولود،والذي يعتقده السنة سيخرج في آخر الزمان،كما في النصوص عند كليهما،الاختلاف بسيط، والاتفاق على أن المنقذ واحد. وقد ألف السنة والشيعة على حد سواء،كتبا مستقلة عن الإمام المهدي المنتظر عليه السلام،وهي منتشرة بالعشرات في المكتبات.ولا أرى عاقلا ينتمي إلى الإسلام لا يؤمن بهذا الرجل المصلح،الذي سيأتي منقذا للأمة ودينها من إفساد المفسدين،وعرقلة الظالمين،وجور الطواغيت والمستكبرين،لأن عقيدة المهدي المنتظر هي قرآنية قبل أن تكون تفسيرا نبويا، لقوله تعالى: »هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. » سورة التوبة الآية 33 وهذه الآية إخبار غيبي لم يتحقق في عهد النبي (ص) الشيعة يعتقدون أن الدين ينقسم إلى قسمين عقيدة وشريعة، أما العقيدة فهي خمسة أركان وهي العبادات القلبية التي يتأسس عليها الاعتقاد الصحيح،أولها الإيمان بوحدانية الله بديع السماوات والأرض وخالق الكون الحياة،والإقرار به واحد أحد فردا صمدا ليس كمثله شيء، واعتبار الصفات التي وصف ذاته المقدسة بها هي يعن ذاته ونفي كل صفة سلبية عنه، وانه لا يرى في الدنيا كما لا يرى في الآخرة، لقوله جل من قائل: » لن تراني. » ولن هنا تفيد التأبيد. الركن الثاني من عقيدة الشيعة هو العدل وهو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى عادل في حكمه وتصرفه،بمعنى أنه لا يمكن أن يدخل المستحق للعذاب إلى الجنة،والمستحق للجنة إلى النار، وعدالته جل شانه اختزلها قوله تعالى : » ومن يعمل مثقال درة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. »وغير الشيعة يقولون خلافهم وينسبون القبح والشر لله تعالى. أما الركن الثالث فهو الاعتقاد بأن الله تعالى جعل بينه وبين خلقه أنبياء ومرسلين،ليكونوا واسطة وسببا،حملهم كلامه ورسالاته،وسددهم بالعصمة فهم لا يخطئون،لا في التبليغ ولا في غيره من أوجه الحياة،لأن الدين أساسا جاء ليصلح أمر الدنيا،والعلاقات الإنسانية قبل الآخرة،ومن يعتقد بعدم عصمة الأنبياء عندهم فهو ناقص في عقيدته،ولو عاد ما يسمى بأهل السنة إلى ما اصطلحوا عليه بالصحاح،لوجدوا افتراءات كثيرة على النبي(ص)،هيئت أسباب تطاول أعداء الإسلام على النبي(ص)،وبلغ الأمر بالمسلمين المحسوبين على السنة،أن يقبلوا تطاول عمر على النبي(ص)واتهامه بالهذيان في مرضه الذي مات فيه،ولا يقبلوا أن يستنكر أحد على عمر فعلته الشنيعة تلك. أما الركن الرابع وهو الإمامة فقد أشرت إليه قبلا. بقي الركن الأخير وهو مما لا حاجة إلى الحديث عنه،لأنه مجمع عليه من كافة الفرق الإسلامية،وهو المعاد. أما في ما يخص أصول الفقه عند الامامية الاثني عشرية،فهي أربعة:القرآن الكريم،والسنة النبوية المطهرة المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام،والإجماع،والعقل. أما الفقه والاجتهاد،فان الامامية الاثني عشرية قد أولوا الفقه عناية كبرى،فأنشئوا له الحوزات العلمية المستقلة،التي تدار من طرف علماء معروفين،ومشهود لهم بالكفاءة والمقدرة،فتخرج من تلك المجاميع العلمية،آلاف العلماء والمجتهدين والمراجع،وبقي الفقه الامامي الاثني عشري حيا،وبقي باب الاجتهاد مفتوحا إلى اليوم،بينما الناظر إلى حال بقية الفرق،يتأسف على المآل الذي أفضت إليه،تعصب وجهل وتطرف وإرهاب وتفاهة،أقلها الدكتور أحمد جمعة يفتي بجواز التبرك ببول النبي،فهل ترون تفاهة أحط من هذا الكلام، وفي هذا العصر بالذات.  أما دعوى سب الصحابة،التي عادة ما يرفعها المحاربون للشيعة،فهي محض افتراء،ولو كانت عقيدتهم فعلا هي الغيرة على السلف الذي اختلط الطالح فيه بالصالح،فلماذا لم يحركوا ساكنا من الذين أسسوا أساس سب علي وأهل بيته عليهم السلام،من على منابر المساجد،لعل أشده وطأة منبر النبي(ص) ومسجده،طيلة فترة الحكم الأموي،فتربت على ذلك السب ثلاثة أجيال من الأمة،والسنة عند هؤلاء لم تجمع،في عصر امتلأ بالسب والسبابين تقربا وتزلفا للسلطان ، وما حفزهم عليه من أعطيات وجوائز،لماذا غضوا الطرف عن السبابين للنبي (ص)وتمادوا في موالاتهم وطلب الرضا من الله لهم كمعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وغيرهم؟ ونحن نعلم إن الساب لعلي عليه السلام هو ساب للنبي (ص) بلا فصل لقوله صلى الله عليه وآله:من سب عليا فقد سبني.ومقابل ذلك أصروا على التمسك بفرية سب الصحابة،لمجرد ذكر ما سجله التاريخ والسيرة عنهم،ومن نفس المصادر التي أنشأت معضلة تقديس الصحابة،وإحلالهم محل أهل البيت عليهم السلام،وهو كما ترون إجراء سياسي أسسه بنوا أمية،من أجل تثبيت حكمهم باعتبارهم طبقة من أصحاب النبي (ص)  أما ادعاءه بأن الدافع لتشيع كثير من الناس هو زواج المتعة،فهي دعوى غير مؤسسة على منطق وبينة،لأن الذي تحركه شهوته،ويبحث عن اللذة من أقرب أبوابها،سوف لن يشيعه الزواج المذكور،لأنه محكوم بعقد ومهر ومدة،تليها عدة تعتدها المرأة بشهرين كاملين،وهذا الزواج شرع في عهد النبي ونزلت في خصوصه آية وهي قوله تعالى: »فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم في ما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما. » سورة النساء الاية24 لقد  جاء الإسلام فيما جاء،لينظم العلاقات الجنسية لدى المسلمين،تعظيما لتلك العلاقات ونأيا بها عما كان عرب الجاهلية يقومون به تحت مسمى زواج،والزواج المؤقت حلال لم تنزل آية تحرمه،ومات النبي وهو على تلك الحال كما في النصوص التي أخرجها أرباب الصحاح كالبخاري ومسلم،ومن قال بتحريمه استدل بنصوص اختلفت في توقيت النسخ اختلافا شديدا دل على أنها موضوعة،وان واضعيها كانوا متباعدين في الزمان والمكان،في مقابل نصوص أخرى بقيت على حلية الزواج المذكور،في هذه الحال لا يمكن أن تنسخ السنة القرآن،كما لا يمكن الاستدلال بأن النسخ جاء من آية: »والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم .. » فهو استدلال باطل،لأن السورة بكاملها مكية،ولا يمكنها أن تنسخ المدني،والسابق كما هو معروف لا ينسخ اللاحق،ولأن الزواج المؤقت هو زواج في حد ذاته ولا يمكن تصنيفه خارج الإطار المخصص له في الفقه،وهو حل مؤقت لمن لا يستطيع الزواج الدائم،وفي الزواجين المذكورين شبه بالطهارة والوضوء،فمن لم يجد ماء للطهارة،فانه يتيمم حتى يجد الماء،ورب زواج مؤقت تحول دائما ورب زواج دائم صار مؤقتا. هذا وأحيل الباحث عن حقيقة حلية زوج المتعة،إلى تفسير التحرير والتنوير للشيخ الكبير الطاهر بن عاشور عالم بلادنا الفذ،فهو مع الرأي القائل ببقاء حلية هذا الزواج،ومن أراد التحقق فليعد إلى تفسير الآية من موسوعته التفسيرية.        وأتعجب من منطق الرجل،وما تختزل شخصيته من كره وبغض وعداء لرمز كبير من رموز الشيعة،فلم ينقل عن الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه مؤلفاته الذائعة الصيت في شتى العلوم والمعارف الإسلامية كالعرفان،لم يتحدث عنه كرجل مفجر لثورة إسلامية،دكت عرش أسوا إمبراطورية في التاريخ،وأقضت مضجع الاستكبار العالمي(أمريكا والكيان الصهيوني)،ولم يتحدث عنه كمصلح جاء ليجمع شتات الأمة على التوحيد والقرآن،داعيا كبيرا من دعاة الوحدة الإسلامية،ومؤسسا لجيش تحرير القدس،لتطهير فلسطين من الصهاينة،ولا أشار إليه كعابد منشغل عن الدنيا ولذاتها ببديع السماوات والأرض،ولا أشاد به منقذا للشعب الإيراني من فساد الأسرة البهلوية العميلة لأمريكا وإسرائيل،ولا رجعت به الذكرى عندما تناقلت وكالات الأنباء،صورا حية عنه وهو يصلي في المشفى،بعد خضوعه لعملية جراحية،إحدى الصلوات،وبعض الأجهزة الطبية لا تزال عالقة بجسده،ولا فهم المباركي من خلال جنازة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه،أن الرجل الذي هب اثنا عشر مليون شخص لوداعه،لا يمكن أن يكون كما حاول الإيهام  به. كلما قدر عليه المباركي هو نقل فرية ألصقت بالإمام الخميني طيب الله ثراه،صاغتها أياد وهابية،أخرجت كتاب(لله ثم للتاريخ) مدعية أنه من تأليف حسين الموسوي والذي أخرج باسمه كتابا في بداية الثمانينات بعنوان (الثورة البائسة) يقصد بها ثورة الإمام الخميني،وما هو في الحقيقة غير شخصية وهمية،لا وجود لها،ولا أثر على أرض الواقع . المتصفح للكتاب المذكور-لو كان له عقل يزن الأشياء بموازينها- يستطيع أن يخلص إلى الدافع الحقيقي من وراء تأليفه،والعجيب أن المباركي ترحم على الشخصية الوهمية حسين الموسوي،وادعى بأنه قتل،ولم يترحم على الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه،وفي ذلك ما فيه من الجهل والتحامل وإستبطان الشر. والذي نقله عن كاتب لله ثم للتاريخ، لا يمكن أن يأتيه محترف الإجرام في كل عصر،فضلا عن فقيه كرس حياته في خدمة الإسلام والمسلمين،فعمر الإمام الخميني في فترة إقامته في العراق،كان بين 61 و75 سنة.ولو صحت فرية المدعي لدونها في كتابه السابق الثورة البائسة،أما تفاصيل الفرية فإنني استحي من ذكرها حتى كتهمة زائفة عن الإمام رضوان الله تعالى عليه،وأترك القارئ النزيه ليدحضها بعقله. أما الروايات التي نقلت حلية الزواج بالصبية المميزة،فان النبي (ص) تزوج من عائشة بنت أبي بكر،وهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها،وقد كان ذلك جائزا،بل كان من يرى أن الخير للبنت أن تتبعل بعد حيضتها الأولى،وذلك طلبا للولد في ذلك العصر،وحفظا لها من مراهقة غير مأمونة،وقد تكون البنية الجسمية أيضا غير التي نرى عليها بناتنا اليوم،هذا ما جاء شرعا،وما كان السلف يقوم به،فماذا نشهر به الآن وهو لا يطبق في أي بلد شيعي؟    أما ادعاء كاتب (لله ثم للتاريخ)،بأنه من أقرب تلاميذ الإمام طيب الله ثراه،فانه قد أوقع نفسه بنفسه،وفضح الكذبة التي أطلقها،لأن تلامذة الإمام المقربين معروفين جميعا،وبقوا على حالهم في القرب والتقديم،لأن الإمام لا يقرب إليه عادة،سوى المتفوقين من طلبة المرحلة الثالثة من العلوم الحوزوية وهم من العلماء،وهؤلاء لم يجد التاريخ الشيعي،برجل منهم ارتد عن مبادئه التي ارتبط بها،من جهتين العلم والانتماء العقائدي. التشهير بالشيعة،وإلصاق الأكاذيب بهم ليس جديدا،فهو قديم قدم الخط الذي قطع على نفسه عهد محاربة الشيعة بكل الوسائل،بدأ من مؤسس الحكم الأموي،ومرورا بأنظمة الظلم والجور،وانتهاء بأمريكا والصهاينة وأزلامهما من أعداء الإسلام المحمدي الأصيل. العالم اليوم يشهد تحولات كبرى،منها ما هو من صنع إرادة الشعوب،ومنها ما هو مخطط له من طرف الاستكبار العالمي،كالشرق الأوسط الجديد الذي تبشر به أمريكا،ويكون فيه الكيان الصهيوني المهيمن على الشعوب العربية ومقدراتها. إرادة الشيعة في إيران أبت غير ذلك،ومنذ أن انتصرت على الطاغوت،وهي في حركة دءوبة لا تهدأ،وتحد كبير للزمن،من أجل امتلاك العلوم والتكنولوجيا،وقد حقق شيعة إيران في زمن قياسي ما لم يحققه أي شعب على الإطلاق،فلم تمر 28 سنة على انتصار الثورة الإسلامية المباركة،حتى وصلت إيران التشيع إلى مصاف منافسة أقطاب العالم،في امتلاك تكنولوجيا الاستنساخ،والذرة،والصناعات الثقيلة العسكرية والمدنية،وتطوير برامج الصواريخ المختلفة،حتى التي تحمل أقمارا صناعية،وانتهاء بصناعة الغواصات،والمدمرات البحرية والطائرات العسكرية. أما في ما يخص الديمقراطية والحرية في إيران،فان شيعتها قد أعطوا درسا للعالم في الديمقراطية،لا يمكن أن يأتيه شعب آخر،فقد تداول على رئاسة الجمهورية  6 رؤساء خلال 28 سنة،وذلك ما لم يتحقق في الدول التي تدعي تطبيق الديمقراطية. كل ذلك لا يساوي شيئا،إذا كان الشيعة في إيران لا يملكون أسس السماحة ومكارم الأخلاق،ولو سألت العرب القادمين من إيران التشيع،عن أهل ذلك البلد،لأكدوا جميعا أنهم يشعرون بالنقص والخجل،من رفعة أخلاق الشيعة هناك،وطواعيتهم في خدمة ضيوفهم. أولئك هم شيعة إيران،قد رفعوا رؤوسنا شامخة،وأعادوا العزة لأنفسهم ولنا،وستبقى الدولة الإسلامية الوحيدة التي أغلقت بابها في وجه الاستكبار والصهيونية العالمية. أما شيعة لبنان،وخاصة جنوبه المقاوم،فهو ليس معدا للسياحة والمتعة،كما ادعي (فريد المسعودي) بل لعل متعة الطلائع المؤمنة فيه،مقارعة العدو الصهيوني بالقذائف والصواريخ،وبعزيمة الشباب المؤمن الفولاذية،التي تكسرت عليها غطرسة الجيش الذي لا يقهر،فانسحبت فلوله مهزومة مخزية،وتحطمت أسطورة الدبابة (ميركافا )،وسقطت نجمة داود من علياء الجبروت،تحت أقدام شيعة جنوب لبنان،في عيتا الشعب،ومارون الراس،وغيرها من الأماكن التي انطبعت أسماءها في ذاكرة كل رجل،وما أقل الرجال في هذا العصر. وتحقق الحلم العربي وأصبح واقعا ملموسا،وأنجز حزب الله الشيعي ما عجزت عنه الحكومات العربية  مجتمعة،ولولا الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه،وثورته المباركة لما حصل من ذلك النصر شيء. أما شيعة الجزائر الذين أرجع كاتب المقال تشيعهم إلى الرغبة في زواج المتعة،فانه لم يصب شيئا من الحقيقة، لأن الجزائريين حسب معرفتي رجال ، ورجال بأتم معنى الكلمة، دوي مواقف وبطولات ، فهم أحفاد المليون ونصف شهيد، لم يتشيعوا إلا مثلما تشيعنا إتباعا لأوامر النبي (ص)التي أهملها غير الشيعة في حق أهل البيت عليهم  السلام. أما في فلسطين،فقد وقفت الجمهورية الإسلامية في إيران منذ أن انتصرت  مع الشعب الفلسطيني،وأحلت ممثليه في عقر السفارة الصهيونية بطهران،بعد أن أطردت دبلوماسييها شر طردة. والآن،وفي أجواء المحنة والحصار،والتآمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة،لإجباره على المضي في اتفاقات مذلة مع العدو،أبت إيران إلا أن تقوم بواجب الأخوة الإسلامية،للممثلين الشرعيين والحقيقيين للشعب الفلسطيني،الذين أفرزتهم صناديق الانتخاب بكل شفافية وديمقراطية،بعد أن افتضحت ممارسات المتاجرين بالقضية الفلسطينية. هذا على مستوى واقع معاش في العصر الحديث،أما على الصعيد التاريخي،فان التشيع هو الامتداد الطبيعي للإسلام المحمدي الأصيل،نبوي التكوين،عربي النشأة، انتقل به العرب الفارون من الظلم والإرهاب الأموي،إلى خراسان وغيرها من البلاد الفارسية. أما الشيعة الأوائل،فقد كانوا السباقين إلى اكتساب العلوم والآداب،وعلى سبيل الذكر لا الحصر،نورد عددا من أسماء فطاحل العلوم والآداب الشيعة،كدليل نسوقه موضحا أن ما قدمه الشيعة للأمة الإسلامية يفوق بكثير ما قدمه البقية:أول عظماء الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله بلا شك الإمام علي عليه السلام،الذي قال فيه النبي(ص):أنا مدينة العلم وعلي بابها. »والذي ارجع ابن أبي الحديد المعتزلي وغيره،كافة العلوم الشرعية إليه،باعتباره أصلها الثابت وفرعها النامي،والبقية آخذون عنه مباشرة أو بالواسطة،وبعده يأتي الأئمة الهداة من ولده عليهم السلام،الذين أوصلوا لنا الدين بأمانة وصدق،ومن بعدهم يأتي جهابذة الشيعة من أمثال سلمان،وعمار،وأبو ذر،والمقداد،وابن عباس،وسعيد بن جبير،وأبي الأسود الدؤلي، والخليل بن أحمد الفراهيدي،وجابر بن حيان،وابن سينا،و،وابن السكيت،وصدر المتأهلين الشيرازي،وغيرهم،أما فيما يخص الشعر والأدب،فان أغلب كبار شعراء العرب هم شيعة،كمهيار الديلمي،وأبي فراس الحمداني،والكميت الاسدي،والصاحب بن عباد،ودعبل الخزاعي،والعبدي الكوفي،وأبي تمام الطائي،وابن الرومي،وأبي الفتح كشاجم،والشريف الرضي،والفرزدق،وكثير عزة،وكعب بن زهير،وأبي العلاء المعري،والبحتري،والبديع الهمداني،وديك الجن وغيرهم. لم يكن التشيع التونسي،ولا جاء المتشيعون الأوائل بالتشيع من إيران ولا العراق،فالقناعة الفكرية قد تحصل لأي شخص من خلال مناقشة جادة ونزيهة، في أي مكان،يعرف من خلالها الحقيقة فيتبناها ويدافع عنها،ومحاولة إلصاق التشيع بجهات خارجية،محاولة قذرة قذارة عقول المطبلين لها.   كلمة حق يجب أن تقال: 1-محنة الشيعة تحدث عنها المؤرخون فابن الأثير الجرزي وابن خلدون التونسي،وابن عذارى المراكشي،ممن أستحضرهم تحدثوا عن إبادة الشيعة في مختلف مناطق تونس،في بداية القرن الخامس هجري،والتنكيل بالشيعة أسسه كما أسلفنا الذكر بنو أمية،فقد تتبع هؤلاء الشيعة بعد مقتل الإمام الحسن بن علي عليه السلام،وثم ازداد الأمر تفاقما بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام،والصفوة من ذريته وأصحابه في كربلاء،فجاءت وقعة الحرة بالمدينة، حيث استبيحت مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام،فعل فيها الجيش الأموي ببقية أهل البيت عليهم السلام ،بقية الصحابة وأبناءهم وبناتهم الأفاعيل،ولو أكمل المباركي مقال التشيع في تونس،لوجد في ذيله مصادر البحث.     2-إن الشيعة لم ساهموا في إسقاط النظام البورقيبي،لأنه لم تقع ثورة شعبية حتى يكونوا طرفا فيها،حتى الذين قاموا بإزاحة بورقيبة في 7/11 /87 لا يوجد فيهم شخص واحد شيعي،مع العلم أن الشيعة في تلك الفترة،كانوا لا يتجاوزون العشرات،والأخ عماد كان في بداية تشيعه. 3-لا علاقة بين الدارسين في الحوزات العلمية في إيران وسوريا،والمتشيعين في تونس،وإن حصل ذلك، فهي لا تتعدى العلاقات الفردية،المحكومة بالقرابة،والصحبة،والجيرة. 4-لا نعتقد أن ما نقل عن التيجاني السماوي،بخصوص عدد أفراد الشيعة في تونس صحيحا،فمئات الألوف التي وردت في التصريح المنسوب إليه،قد تكون زلة لسان،أو تحريف متعمد ممن يريد أن يسيء إلى الشيعة في تونس. 5-عدد الشيعة تقريبا تعرفه السلطات التونسية،فلا حاجة لأحد كي يركب على هذه المعلومة،ولا نرى العدد يتعدى البضع مئات من المحبين لأهل البيت عليهم السلام،أما الشيعة حقيقة من أمثال أبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،وعمار بن ياسر،والمقداد بن الأسود،ومالك الأشتر، ومحمد بن أبي بكر، وقيس بن سعد بن عبادة،وعبد الله بن عباس…فنحن نبحث عنهم،وقد لا يكون لهم وجود في الواقع التونسي المليء بالمزايدات. 6-تعمد كاتب المقال نشر العنوان الالكتروني خاطئا للحيلولة دون رجوع القراء إليه، والعنوان الصحيح هو.aqaed.com   وفي الختام أتساءل:لماذا كل هذا التشويه؟ أليس القصد واضح وجلي من وراء المقال وهو ضرب الشيعة والتشهير بهم، باستعمال أحط أساليب الكذب والبهتان؟ ولماذا يساءل كاتب المقال عن تشيع من تشيع تحت أي عنوان وبأي دافع، ولا يتساءل عن عدم تسنن الشيعة؟ ولا يستغرب لو كان باحثا منصفا عن سبب عدم تشيع من عرف التشيع حقيقة، ولم  يتشيع؟ وأقول أخيرا،إن التشيع عقيدة وقفت على نصوصها من البخاري،ومسلم،والترمذي،والنسائي ،وابن ماجة، وأبو داود،ومسند أحمد بن حنبل،ولو لم أجد تلك النصوص في ما ذكرت من كتب،لما أمكنني أن اجتاز الخط الأحمر  لمعتقدي الموروث،لأن المسالة غير موقوفة بهذه الدنيا، فهي أعمق وتتعلق بالجزاء والعقاب، بالجنة والنار، والمسألة كما ترون مصيرية وليست بالأمر الهين حتى يزايد عليه أي كان،ومن أراد أن يناقشني فأنا مستعد لذلك. 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

المثقف بين الحرية و أغلال الايدولوجيا

 
بقلم : عامر عياد في مجتمعنا وهو مجتمع محكوم بنسق متسارع للتنمية بالياتها الاقتصادية والاجتماعية و التاريخية ثمة على صعيدي  » الثقافة » و  » المثقف » ظاهرتان هما الأكثر جدارة بالتأمل ، الأولى هي شيوع  ظاهرة  » الكاتب الأيديولوجي » الذي يهبط بالمهمة الثقافية من مستواها الحضاري المقترن بحرية التفكير و موضوعية التأمل ، إلى مستوى الدعاية و التحريض المطلوبين سواء من قبل السلطة المهيمنة أو بعض منظمات المجتمع المدني.  وفي أحيان كثيرة لا تعوز هذا الكاتب الأقنعة و المصطلحات و الادعاءات التي تؤهله لاحتلال موقع المثقف  » التقدمي و  » الطليعي ». ففي كل مجتمع مكون من طبقات و فئات اجتماعية تلعب الايدولوجيا السائدة دور تبرير و تسويغ هيمنة الطبقة السائدة اقتصاديا و سياسيا و تصور مصالح هذه الطبقة على أنها مصالح الأمة جمعاء.. وبغض النظر عن ماهية الأفكار و التصورات الضمنية أو المعلنة و الفكرية أو الأدبية أو الفنية أو الفولكلورية ، فان الايدولوجيا السائدة تلعب دور هيمنة الطبقة السائدة و حليفتها. و الكاتب الإيديولوجي مثقف مرجعي لا يستطيع التفكير خارج إطار مراجعه و لذلك نستطيع معرفة آراءه مقدما إذا ما توفرنا على تلك المراجع، وهو في هذه النقطة الجوهرية  يختلف عن المثقف الحر الذي لا يحتاج المراجع دائما إلا إذا كانت ثمة ضرورة لذلك.فبالنسبة إليه تصبح ظواهر الحياة ذاته هو المراجع فهو مثقف داخل إيقاع التجربة الإنسانية و ليس بين صفحات الكتب، وهو مثقف مختلف من حيث هو يؤسس لفكر أخر مرتبط بالحياة وحركة ظواهرها و ليس الايدولوجيا و مراجعها ذات الطبيعة المحدودة و القسرية في الغالب. إن المثقف الحر يختلف عن الكاتب الإيديولوجي على صعيدي أسلوب العمل و الهدف منه، فالثقافة عند الأول هي بحث عن معنى الظاهرة و سياقها و لماذا اتخذت هذا الشكل دون ذاك ، والحرية بالنسبة إليه مشروطة بظروف المجتمع و استعداده لاستقبال حقائق و أفكار معينة بينما الأمر يختلف عند الثاني فهو يتحدد  في طريقة تكييف الحقائق و الأفكار لمصلحة برنامج الحزب أو توجهات الدولة ، ولما كانت هذه العملية مستحيلة بغض النظر عن  » النجاح » الجماهيري المؤقت فان الكاتب الإيديولوجي هو مثقف فاشل وهو بات يعرف هذه الحقيقة أكثر من سواه و من هذه الحقيقة ذاته يأتي توتره و قمعيته. ليس الكاتب الإيديولوجي ظاهرة طارئة ، بل هو نتاج مراحل اجتماعية منكفئة، لا تحتاج إلا إلى  » ثقافة » هشة و سطحية و دون فعل تاريخي حقيقي ، وحين نتأمل في « ثقافة اليساريين و القوميين في بلادنا خلا النصف القرن الماضي ، سنجد أنفسنا أمام هذا البؤس المحزن وجها لوجه.  إن اخطر علامات هذا البؤس لا تتمثل في سقوط هذه الثقافة و اندحارها غير المأسوف عليه، بل في النتيجة الرئيسية التي تركتها هذه  » الثقافة » ونقصد بذلك غياب الحوار الديمقراطي وهذه هي الظاهرة الثانية فعبر العقود الماضية ، عقود الثقافة الإيديولوجية شاعت و تكرست حالة الخندقة الفكرية تاركة أثارها بالتدريج على التكوين النفسي و السلوكي لهؤلاء الكتاب ، مما خلق جدارا بين الثقافة و الحوار الذي هو سر تطورها، فالواقع الثقافي ظل على هيئة مجلات وجرائد و إصدارات تضخ إلى جماعات متباينة التوجهات مجموعة من المفاهيم و التعاليم التي غالبا ما تقع خارج اهتمام الجماعات الأخرى، فهي ثقافة لا تنتمي للحياة والمستقبل بل لجماعة معينة ومنمطة فكريا ، والصراع-وليس الحوار-الذي يدور بين هذه الجماعات يتسم عادة بالتشنج و الرغبة بدحض  » الآخر و إعلان إفلاسه أو التشهير به. إن العشرات من الكتاب الايديولجيين  في البلاد العربية كان يمكن أن تتخذ حياتهم مسارات أفضل مما هي عليه، لكنهم ، بإرادة منهم أو بدون إرادة ، كانوا ضحايا لواقع بائس سرعان ما تحولوا أدوات لبؤسه، مما جعلهم أيضا ضحايا لبعضهم البعض. وليت الأمر اقتصر على ذلك، إلا أن الضرر الأكبر الذي سنظل نعاني منه لاحقا ، إن الثقافة  ذاتها كانت أولى الضحايا ، وهذه هي النتيجة التي ما تزال مستمرة التأثير لحد الآن. لقد ساد الكتاب الإيديولوجيين لفترات طويلة وما زال البعض يطل برأسه بين الحين والآخر عبر بعضا من الصحافة الحزبية المعارضة و لاتهم بفشلهم الذي أثبتته وقائع الحياة ، قد حولوا الثقافة ذاتها إلى ضحية فقد كانوا بعملهم هذا ، احد أهم أسباب الانحدار السياسي و الثقافي الذي يتصدون لنقده والدعوة للنهوض عليه؟؟ إن منطق الايدولوجيا يؤدي في أحسن الأحوال إلى الانحدار الذاتي لان التجاوز لا يعرف نهاية حتمية(انجلز وصف الجدل انه على حق لأنه لا يعترف بكل ما هو ثابت و مقدس ونهائي) إن كل ما يؤسس التصور الإيديولوجي من تمثلات حول العالم يجب أن ينهار حسب نفس المنطق ، أمام هذا التناقض ألصميمي ، تعجز الوظيفة الإيديولوجية عن ترميم منطقها الخاص..لكن صيرورة الأحداث تفجر هذا التناقض. ليست الايدولوجيا اعترافا بالذات بل هي رفض لها باستمرار..الايدولوجيا ترفض كل شيء حتى ذاتها هي رغبة في الخلاص من الآن الذي جمده التمثل.


 

وهل بمقدور الليبراليين العرب مناصرة الأمة المقاومة؟

 
الهادي بريك – ألمانيا كتب خالد شوكات مقالا بعنوان  » هل بمقدور الإسلاميين العرب التوقيع على ميثاق أردوغان  » حشاه بالخلط الفكري الشنيع وفاحت منه رائحة التحامل على المشروع الإسلامي المعاصر ولمن أراد التأكد من ذلك الرجوع إلى المقال المذكور. إذا فشل الإستنساخ مادة فإنه في حقل التغيير والإصلاح أشد فشلا : عمد شوكات إلى السؤال الساذج الذي طرحه كثير من المسلمين غداة فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا قبل أسبوع تقريبا .. وصاغه بطريقة تحريضية ضد الإسلاميين العرب متجاهلا ما حملته التجارب والأيام بينهم من فرز واسع وكبير. السؤال الساذج هو : كيف نستنسخ تجربة أردوغان هنا أو هناك لنجني الربح الذي جناه؟ كان جديرا بشوكات ألا يكدس التجارب الإسلامية العربية كلها في سلة واحدة هي أقرب إلى سلة إبن لادن بحسب ما عيرها هو كما كان قمينا به أن يبين أن إستنساخ التجارب الإصلاحية أمر منكور حتى في القطر الواحد أحيانا بين مقاطعة وأخرى أو بين عقد وآخر فكيف إذا كان بين ظروف شديدة الإختلاف بمثل ما عليه تركيا ومصر أو تونس أو المغرب مثلا أو الخليج أو حتى البلاد الإسلامية غير العربية. من مظاهر التمايز التي تفرض الإجتهاد لا الإستنساخ بين تركيا وسائر بلاد العرب والمسلمين : 1 ـ العلمانية في تركيا بند دستوري مفروض بالقانون في أعلى مصادره من ناحية أولى وهو أمر تعايشت معه تركيا على مدى عقود طويلة من ناحية ثانية وهي علمانية دستورية يحميها العسكر بالقوة المادية محافظة على الإرث الكمالي من ناحية ثالثة. كل ذلك يجعل من التجربة الإصلاحية التركية سواء كانت على خلفية إسلامية أو ليبرالية أو إشتراكية أو قومية .. حبيسة ذلك النظام الذي يتمتع بكل صفات وشروط النظام العقائدي بسبب تغلغل أثر العوامل الثلاثة آنفة الذكر أي مميزات العلمانية التركية. وبذلك تغدو تجربة أربكان ومن بعده أردوغان حتى على إختلافهما في قضايا قومية ودولية كبيرة وكثيرة تجربة رائدة حكيمة تعكس حسن فقه الواقع الشاخص كما هو معيشا لا كما هو منتصبا حلما في أذهان المتعجلين حتى لو كانوا مخلصين أو أصليين غير مغشوشين. تلك الحكمة هي من مشكاة الحكمة النبوية العظيمة في كل منعرجات التغيير والإصلاح في عهده عليه الصلاة والسلام في العهدين المكي والمدني تعاملا مع المشركين ومع أهل الكتاب ومع المنافقين ومع المسالمين ومع المحاربين ومع الإمبراطوريات المحيطة بالجزيرة العربية. وليس هنا مجال للإطناب في ذلك. بينما تكون العلمانية في كل البلاد العربية والإسلامية الأخرى مفروضة عملا لا قانونا دستوريا أعلى ودون تعهد عسكري قوي بحمايتها ولكن الأهم من ذلك كله هو أن : العلمانية في تلك البلاد ليست علمانية وطنية أي محلية أي لم تأت بها حركة تغييرية محلية بمثل ما وقع في تركيا مع إنقلاب مصطفى كمال هناك على الهوية الثقافية للأمة التركية. العلمانية في تلك البلاد كانت دوما مفروضة في إثر الغزوات الفكرية والثقافية الغربية القاسية سواء سبقت الإحتلال العسكري أو جاءت صدى له بعد رحيله. حتى في تونس التي تعد بحق أول تجربة علمانية عربية كاسحة غير مسبوقة فإن بطلها بورقيبة إختار النفاق الثقافي بدل المواجهة المعلنة فمصطفى كمال كان عسكريا إنتصر لتجربته العسكرية الإنقلابية وبورقيبة كان على النقيض من ذلك لا يحبذ الأجهزة العسكرية سيما إذا تدخلت في الدولة فكان بحق غربيا خالصا يؤمن بالتغيير الفكري والثقافي في الأصل رغم تورطه الشنيع في إضطهاد كل نفس معارض من اليوسفية والزيتونية حتى الإسلامية مرورا بالشيوعية والليبرالية والنقابية وذلك هو ما جعل بعض الناس حتى من المثقفين الإسلاميين يخلطون في تجربته بين الإصلاح على أساس إسلامي وبين الإفساد على أساس غربي قح ولكن بخلق العرب الجديد : النفاق الماكر. وذلك هو ما جعل بعض البلدان العربية والإسلامية تعارض إنضمام تركيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي يوم كانت للعرب بقية باقية من الحمية للأساس الذي من أجله قامت تلك المنظمة أي حرق المسجد الأقصى وذلك بسبب تصريح الدستور التركي في بنده الثاني على علمانية البلاد دينا مدينا وليس خيارا طارئا أو متحولا قابلا للمراجعة ولا يبعد بطبيعة الحال أن تكون بعض تلك المعارضات تنافسا غير شريف بين العرب على قيادة تلك المنظمة بما يخدم مصالح تلك البلدان المعارضة لعضوية تركيا كما لا يبعد تدخل العامل العرقي القومي في المسألة ولكن كان الغطاء الديني دوما جاهزا كالعادة يسترون به العورات الفاحشة المغلظة. 2 ـ الجهاز العسكري هناك قيوم على حراسة العلمانية وصون الإرث الكمالي وليس ذلك تطوعا ولا على هامش المؤسسات الحاكمة في البلاد ولكن بتمركزه في قلب مجلس الأمن القومي وتعبيره عن تلك الحراسة عمليا بالقيام بأكثر من إنقلاب عسكري ضد إرادة الشعب كلما قدر هو أن الإرث الكمالي العلماني مهدد. ذلك يعني أن العسكر في تركيا مؤسسة حاكمة عليا ومستقلة في الآن ذاته وهي أمر شبيه مؤسساتيا وعمليا بمؤسسة المرشد العام ـ ولي الفقيه ـ في إيران فذاك بسلطة الدين والمذهب الشيعي الإثنا عشري وهذا بسلطة القوة وسلطة الإستئمان على الإرث العلماني الكمالي. ذاك أمر لا يتوفر في أي بلد عربي أو إسلامي آخر. ففي الجزائر مثلا حتى مع تنفذ العسكر الذي يدعي حماية الثورة الجزائرية وإستقلال الجزائر فإن نفوذه لا تزيده الأيام إلا تقلصا و إرتهانا لمتغيرات محلية ودولية أخرى كثيرة فضلا عن أن تدخلاته غير دستورية في الأصل ولكن يحكمها منطق القوة وتوازن القوى. وليس هناك بلاد عربية أو إسلامية أخرى يحتل فيها العسكر منزلته في الجزائر تقريبا سوى أن بقية أخرى كبيرة من تلك الدول إستبدلت الجهاز العسكري بالجهاز الأمني المتغول الحامي من إحتجاجات الشعوب الشريك في الحكم تحت الظل. 3 ـ البعد القومي وهو محل خلاف كبير بين أربكان وأردوغان في الحالة الراهنة وهو قبل ذلك وبعده مكون أساسي مكين في الهوية الإسلامية التركية يعمل التاريخ على تأجيجها عند الفريقين الإسلامي والقومي ولكن بزيت المشكاة ذاتها : الخلافة العثمانية التي لم تكن تكن كبير عناية باللغة العربية التي ترطن بها كل  » المماليك  » العربية التابعة لتلك الخلافة وكان ذلك بحسب الباحثين المعاصرين وغيرهم سببا كبيرا ساهم في تدحرجها. ذلك هو ما يفسر إلى حد بعيد إقبال أربكان مباشرة بعد تمكنه على إنشاء السوق الإسلامية المشتركة وفيها من كل القوميات الإسلامية بينما توجه أردوغان إلى بوابات أخرى محلية ودولية ـ ومنها الإسرائيلي نفسه ـ ولكن ليس من تلك البوابات معدل تبادل تجاري كبير مع الدولة العربية مقارنة على الأقل. والحاصل هنا هو أن الهوية التركية لئن إحتكرها الإسلام قطعا فإن دائرة الولاء القومي فيها واسعة متجذرة ولذلك يصرحون دوما ـ وهو أمر عشته شخصيا مع أربكان نفسه فضلا عن أركان حزبه ـ بأن الخلافة التي سقطت من تركيا لا مناص لها إلا أن ترجع من هنا مجددا. البعد القومي في أمة العرب هو على خلاف ما تصوره الحركة القومية العربية سيما في عصور تعلمنها بالكامل وحشوها بالإشتراكية والشيوعية والليبرالية في جفاء مع المكون الإسلامي عقيدة وفكرا. البعد القومي في أمة العرب أخف بكثير مما هو عند الأتراك ومما هو عند الفرس. ولقد أبدع المفكر أبو يعرب المرزوقي حينما قال قبل سنوات بأن الطائر الإسلامي المعاصر لا مناص له للإقلاع مجددا من الإعتماد على القلب العربي والجناح الأيمن الفارسي والجناح الأيسر التركي. أما بدون قلب أو بدون جناح أيمن أو أيسر فلا طمع إلا في مزيد من الركود والخنوع والقعود. البعد القومي هناك دائرة ولاء تنسجم مع الولاء الأكبر للإسلام أما هنا فهو إما دائرة خصومة أو عدم ترحيب مصطنع بين القومية وبين الإسلام من جانب المتطرفين من الفريقين : القومي والإسلامي أو دائرة هامشية كثيرا ما تموت وتغيب عند الإسلاميين العرب. وذلك هو معنى الإختلاف القومي بين الأتراك وبين العرب. 4 ـ الخيار السياسي الديمقراطي في تركيا هو خيار متين وعتيد شبيه جدا بالتجربة الغربية الديمقراطية رغم ما إقترفه العسكر من إنقلابات ضد الإسلاميين أو ما كان متعلقا بالمعارضة الكردية واليسارية في بعض الأحيان ولكنه في كل الأحوال غير قابل للمقارنة مع المسوخات العربية البائسة التي تنتسب إلى الديمقراطية زورا وبهتانا. وتلك ميزة من أكبر ميزات التجربة التركية بما يجعلها تستوعب المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية ويكون صندوق الإقتراع فيها هو الحكم بين الناس والشعب يختار حكامه دون خوف من تزوير ولا من عقوبة بعد الإنتهاء من فرز الأصوات. 5ــ التجربة التركية الإسلامية المعاصرة من أربكان سليل التجربة الصوفية النقشبندية التي حفظت للأمة التركية خميرة هويتها تحت رماد الحرب ضد الإسلام ونار الإستعداء ضده .. حتى أردوغان .. ظلت واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار من حيث منهج التغيير المعتمد لديها فلم تسجل حادثة إنقلاب واحدة ضده ولذلك لم يوجد في قاموسها ما هو معهود عندنا من مثل حادثة معزولة أوغير ذلك. كون التجربة الإسلامية التركية هي من أصلت واقعا لا تنظيرا المنهج الديمقراطي السلمي في التغيير الإسلامي أمر لا يحتاج إلى برهان حتى لو تجاهل الكتاب والمؤلفون ذلك ونسبوه إلى غير التجربة التركية. التجارب العربية لم تسلم من الشبه المتعلقة بها حتى لو أول ذلك بحوادث معزولة أو إصطنعها الخصم لخلط الأوراق وتشويه السمعة والجر إلى مستنقع العنف ليسهل الإنقضاض وما إلى ذلك. تلك مثالب في التطبيق لم تنزل بساحة التجربة التركية لا من قريب ولا من بعيد. وبذلك فإن التجربة التركية هي أم التجربة الإسلامية الديمقراطية بحق ومن المفارقات في ذلك أن غيرها يكثر من التنظير لذلك حتى ليبني به أكواما مكومة ولكن تلك التجربة لم يؤثر عنها تأليفا في ذلك التنظير الديمقراطي ولكنها بصبرها على ذلك عقودا طويلة في إثر عقود رغم حالات الإنقلابات العسكرية ضدها هو الذي جعلها تتبوأ ذلك المكان دون ضجيج أيديولوجي كثيف. ذلك أمر لم يتسن لأي تجربة عربية إسلامية تقريبا إلا قليلا جدا إذ تورط كثير منها في الوقوع في العنف حتى لو برر ذلك بالتجاوزات الفردية أو برد الفعل لحماية الحركة أو غير ذلك فكانت الحصيلة هي أن الحركة الإسلامية العربية في مجملها دون تفصيل لم تختر العمل الديمقراطي السلمي والتغيير الشعبي البطيء بصبر جميل على مكاره الطريق عن روية وثبات وثقة ولكن ظلت تتأرجح بين الصبر على السلمية وبين الوقوع في نعرات العنف حتى إذا شب عودها وحنكتها التجارب ثبتت على المنهج السلمي ثباتا نهائيا وبعضها فعل ذلك بعد فوات الأوان. يمكن لك أن تبرر ذلك بإختلاف الخيار السياسي للدولة التركية حيال المعارضة مع الدولة العربية. ولكن يظل ذلك التبرير غير مقنع لأن المنهج السلمي عندما يكون راسخا ثابتا يكون كذلك ومطارق النار تصليه من كل جانب أما تبني السلمية في مناخات غير بالغة السوء فليس شيمة من شيم الوسطية والإعتدال يتباهى بها. لتلك الأسباب وغيرها مما لم يذكر هنا إذن يظل الأمل في إستنساخ التجربة التركية على الواقع العربي حديث نفس أو لهو أطفال سرعان ما يلسعهم حر الشمس فيؤوبون إلى الظل متهافتين. فضلا عن أن تجارب التغيير والإصلاح تتأبى كما لا يتأبى شيء مثلها عن ذلك ولذلك لم يأت في الشريعة الإسلامية منها سوى ما هو ثابت من أصول ومقاصد ومبادئ أخلاقية وعلى الناس ملء تلك الفراغات ومناطق العفو الفسيحة بما يصلح له زمانهم ومكانهم وحاجتهم وعرفهم. عندما تستبد البغضاء بصاحبها تكون المقارنة عرجاء : عمد شوكات إلى المقارنة بين الأحزاب السياسية الإسلامية العربية وحزب العدالة والتنمية التركي بزعامة أردوغان فكانت النتيجة عنده أن الأولى لا تحسن غير تسويق الشعارات الجوفاء بينما ركز الأخير على القضية الإقتصادية للناس. وقبل الولوج في يم المسألة لا بد من التذكير بأن المقارنة عملية عقلية قوامها إتحاد المتماثلات في جملة من الشروط وهي من جنس القياس العقلي أو الشرعي. هل من المقبول عقلا مثلا أن تقارن بين تجربة محمد علي في مصر وبين المهدي بن تومرت؟ طبعا لا بسبب إختلاف المعايير والمقاييس في التجربتين. وفي صورة الحال فإنه حتى مع الإقرار بتفوق حزب العدالة والتنمية وبجوانب قصور شديدة في الحركة الإسلامية العربية المعاصرة فإن المقارنة بين حزب في السلطة يحكم بالأغلبية وبين أحزاب أكثرها مقموع لا يجد مكانا يحتضنه سوى السجون والمنافي وحلقات التنكيل والتزوير والمضايقة .. عملية ظاهرها عقلي وباطنها لا يقوم على أساس من أسس الحكمة في إجراء المقارنات فضلا عما تفوح منها من روائح الكراهية والبغضاء والإدانة للتجربة بالجملة أي توخي النظرة المنوية فإما خير مطلق وإما شر مطلق. ينتهي شوكات من حيث لا يدري بتحليله إلى أن العقل التركي قريب من الكمال بطبعه أما العقل العربي فهو قرين الإفلاس وصنو العجز. كذلك هم الأطفال دوما عندما يستبد بهم العجب بشيء ينسيهم ما كان منهم قبل ذلك. ميثاق أردوغان على حكمته الكبيرة ليس منزها عن الخطإ ولا قابلا للنمذجة : حول الكبار يتقاتل الصغار دوما. من علامات عظمة الرجل الكبير أن تلفى الصغار من حوله في عصره أو بعد موته يختلفون فيه إلى حد الإقتتال وهو ما وقع للإمام علي عليه الرضوان ولإبن تيمية عليه الرحمة وقد يلتحق بهما أردوغان بسبب أن نجاحه وجد له صدى عند كل العائلات الفكرية والسياسية في العالم العربي. فهو ليبرالي عند الليبرالي وهو علماني عند العلماني وهو إسلامي عند الإسلامي .. وهو محافظ عند المحافظ وهو عقلاني عند العقلاني الخ … تلك قمة النجاح السياسي حقا. وبمثل ذلك في الدائرة الإسلامية تجد من يكيل المديح له ولتجربته حتى يكاد يطير بها إلى الخلافة الراشدة في عهد الفاروق عليه الرضوان كما تجد بجانبه من يعتبره كافرا مارقا مرتدا وبين الإتجاهين مسالك لا تكاد تحصى. وهو أيضا مظهر من مظاهر النجاح. لكن الملفت للنظر أن شوكات يعتبر أن من بين بنود الميثاق الإردوغاني الذي تنكب عنه الإسلاميون العرب بحسب رأيه .. عمله على تنمية العلاقة مع إسرائيل وهو دأب الليبراليين العرب الذين خرقوا ما بقي من الإجماع العربي قبل سنوات في قضية المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني من خلال تجمعهم فيما يحسن أن نسميه  » إسطبل كوبنهاقن  » وهي من المحاولات العربية الليبرالية الأولى التي إخترقت الحس العربي والإسلامي نحو بناء علاقة مع الكيان الصهيوني المغتصب من لدن مثقفين عرب كان من المفترض أن يكونوا رأس الحربة في تفعيل المقاومة الثقافية ضد العدو المحتل لفلسطين. يمكن أن يختلف الناس في نظرتهم للزيارات المتكررة من لدن أردوغان وصاحبه للكيان الإسرائيلي في ضوء التقديرات للميزان الدولي العام ولكن الذي ما يجب أن يختلف عليه المخلصون لهذه الأمة أن التطبيع بكل أشكاله مع القوة الصهيونية الغاصبة تعويق للمقاومة الفلسطينية في كل الأحوال حتى عندما يضطر هذا أو ذاك إلى إقتراف شيء منه. أما أن يعتبر ذلك عملا شجاعا جريئا يستحق الحمد والثناء بمثل ما يفعل الليبراليون العرب فتلك هي النكبة التي يريد أولئك أن يجروا الأمة إليها بإسم العقلانية والواقعية. أما عندما يرسم شوكات الميثاق الإسلامي العربي كما يتصوره هو فإنه يرسم صورة لمجموعات من الناس ملؤوا تطرفا و إرهابا وغربة عن واقعهم ليس لهم من العقل الفطري البشري حبة خردل فهم في نظره أعداء للسياحة ولحريات الناس وكل الديار عدا دارهم هي دار حرب. هل إطلع هذا الليبرالي على ما يجتهد فيه الناس نظرا في تراثهم وواقعهم الجديد حتى يرسم تلك الصورة البغيضة؟ إذا كان شوكات مازال يعتز بعروبته على الأقل فهل يعامل الرجل الشهم قومه حتى لو كانت تلك هي خصالهم فعلا بمثل ما يفعل هو أم هي الديانة الليبرالية الجديدة التي لا ترضى دون الرضوخ للصهيونية والخنوع للصليبية وإعدام كل محاولة للإصلاح الإسلامي وليس ذلك غريبا عنه بعدما طلع علينا بفتوى تحرم تشكيل أحزاب وحركات سياسية إسلامية تحريما دينيا وصاغ فتواه بعبارات دينية وهي لعمري أثمن هدية لحكام الجور والفساد لو كان ممن يعتد بكلامه في السياسة أو في الدين. الإسلاميون العرب من أهل الوسطية والإعتدال ليسوا سذجا حتى يستنسخوا تجربة أردوغان لأنهم على قصورهم في جوانب كثيرة مهمة يعلمون أن الإستنساخ فاشل في دنيا المادة فأنى له أن يكون ناجحا في تجارب الإصلاح والتغيير. فهل بمقدور الليبراليين العرب أن يتخلصوا من عقدة الخصومة مع عقيدة الأمة وحضارتها فلا يتقدموا قافلة خذلانها في معركتها ضد الإستبداد الداخلي ولا في معركتها ضد المحتل الصهيوني والأمريكي؟ (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 أوت 2007)


مع الشيخ كمال بن عمارة إمام وخطيب مسجد أوسلو / النرويــــج.

 
حاوره : الهادي بريك ـ ( الحوار.نت ). من هو الشيخ كمال بن عمارة ؟ ـ تاريخ الميلاد : 13/05/69 في صفاقس ـ الجمهورية التونسية ـ . ـ متزوج وأب لــ : ثلاثة أطفال: بنتين وولد. ـ إمام وخطيب بــ : مسجد الرابطة الاسلامية في أوسلو. ـ إجازة في الشريعة ودراسات عليا في الفلسفة. نص الحوار : الحوار.نت : مرحبا بك شيخ كمال ضيفا كريما على موقعنا الحوار.نت. أشكر لكم إتاحة الفرصة لي للتواصل معكم وأدعو الله أن يبارك في جهودكم. الحوار.نت : شيخ كمال بداية هل يمكن لقرائنا أن يتعرفوا منك على الوجود الإسلامي في النرويج أي عدد المسلمين ونسبتهم من مجموع السكان الأصليين وعدد المسلمين النرويجيين وعدد المراكز الإسلامية أو المساجد وغير ذلك مما يعطي فكرة ضافية شاملة قريبة إلى الدقة عن واقع الوجود الإسلامي بالنرويج. الشيخ كمال :بدأ دخول الإسلام إلى النرويج بشكل ملحوظ في بداية الستينات حيث كانت النرويج بحاجة إلى أيد عاملة فكان العمال الباكستانيون وبعض العرب من أوائل المهاجرين المسلمين الذين دخلوا النرويج . ثم توالت جنسيات أخرى كالأتراك والبوسنيين والألبان والصوماليين والعراقيين ليصل عدد المسلمين الى ما يقارب 150 ألفا من مجموع 4.5 مليون نسمة هو تعداد السكان في النرويج . وقد تم إنشاء أول مسجد في مدينة أوسلو عام 1974 ثم توالت الجمعيات والمساجد لتصل اليوم الى الخمسين في العاصمة فقط ما بين مصلى ومسجد، خمسة منها مراكز إسلامية كبيرة تشتمل على مرافق دعوية وثقافية عديدة وتعلو ثلاثةً منها قببٌ ومنارات . وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أن الرحالة المسلم ابن فضلان قد وصل أرض النرويج في القرن العاشر الميلادي بصحبة مجموعة من القراصنة الـ (Viking) فإن صح هذا فقد يكون هو أول مسلم يطأ أرض النرويج . كما تشير التقارير التي نشرت في السنوات الأخيرة إلى أن الشاعر والأديب النرويجي المعروف، مؤلف النشيد الوطني والمشرف على وضع أول دستور للبلاد Henrik Vergeland قد دخل الإسلام في بدايات القرن التاسع عشر (حوالي 1820) وأنه قد مات مسلما . ويعتبر هذا الأديب من أكبر الأدباء النرويجيين على الإطلاق . أما كيفية تعرفه على الإسلام قبل أن يكون في النرويج مسلمون فتشير التقارير إلى أنه كان قد درس الإسلام من بعض الكتب التي كانت متوفرة في المكتبات التي كان يعمل بها . وقد كان مما كتبه لوالده قبيل وفاته : إنني أموت وأنا أؤمن بالإله الواحد . وعند أول قراءة لهذا الخبر ظننت أنه من مبالغات المسلمين، ولما تحريت علمت أنه وارد في بعض الدراسات الأكاديمية التي تناولت حياته. أما عدد المسلمين النرويجيين فليس له إحصاء دقيق غير أنهم في ازدياد مستمر ولله الحمد والمنة حيث لا يخلو شهر تقريبا من معتنق جديد للإسلام، هذا في مركزنا وحده والأمر كذلك في سائر المساجد بحسب تقديري. الحوار.نت : شيخ كمال هل يمكن لنا أن نتعرف منك على مشاكل وتحديات الدعوة إلى الإلتزام بالإسلام في صفوف المسلمين من خلال تجربتك الطويلة في أكبر مسجد ( مركب ثقافي كامل ) بالعاصمة النرويجية أوسلو؟ الشيخ كمال : يمكن أن نجمل التحديات التي تعترض دعوة المسلمين إلى الالتزام بالإسلام في الغرب في ما يلي : 1/ نقص الطاقات الدعوية وغياب الكفاءة والتأهيل في كثير من العاملين في حقل الدعوة والتوجيه مما أفسح المجال لكثير من المتفيهقين والمتطفلين للتصدر في هذا المجال. وقد نتج عن ذلك من الآفات والطامّات ما لا يتسع المجال لذكره. 2/ تصادم ـ وأحيانا تناحر ـ الرُّؤى الفكرية والهياكل التنظيمية لأخذ الريادة والمبادرة في توجيه المسلمين وإدارة المؤسسات الإسلامية في الغرب. 3/ ضعف إلمام كثير من القائمين على الدعوة في الغرب بثقافة ولغة البيئة التي يتحركون فيها. 4/ تأثر بعض المسلمين بالدعاية المضادة للإسلام وربطه بالإرهاب مما عطل التواصل معهم. الحوار.نت : شيخ كمال ما هو رأيك في حركة إعتناق الإسلام من لدن النرويجيين في السنوات الأخيرة وهل لك أن تقارنها بما يقع من ذلك في بعض البلدان الأسكندينافية خاصة والأروبية عامة؟ ما هي الفئة الأكبر إقبالا على الإسلام : المرأة أم الرجل ؟ الشاب أم الكهل والشيخ ؟ المثقف أم العامي ؟ وما هي أسباب كل ذلك في رأيك وإنعكاساته ؟ الشيخ كمال : أظن أن حركة اعتناق النرويجيين للإسلام أبطأ من تلك التي تشهدها السويد مثلا أو البلدان الغربية الكبرى لعراقة الإسلام فيها وكثرة عدد المسلمين وخبرة المؤسسات الدعوية، غير أن هذا لا ينفي أن حركة الإقبال على الإسلام في النرويج في تقدم مستمر وبخاصة في السنوات الأخيرة. وأكثرالفئات إقبالا على الإسلام هما فئتا النساء والشباب. أما النساء فأغلبهن يتعرف على الإسلام من خلال الزواج بالمسلمين، وأما الشباب فيقودهم إلى الإسلام توقهم إلى البحث عن الحقيقة وحبهم للتغيير وتحررهم من قيود التقليد وأواصر العلاقات الاجتماعية في بيئتهم النرويجية. الحوار.نت : شيخ كمال ما هو تأثير نوع من التسامح من لدن الحكومة النرويجية بحسب ما نقرأ في وسائل الإعلام في العلاقة مع القضية الفلسطينية بالمقارنة مع بقية السياسات الخارجية للبلدان الأروبية عامة؟ هل هو تأثير إيجابي على المجتمع النرويجي وهل هو كذلك على الوجود الإسلامي هناك؟ هل يمكن لقرائنا أن يتعرفوا على أسباب ذلك التسامح ـ تسامح بالمقارنة طبعا ـ . الشيخ كمال : لا شك أن للمواقف الإيجابية الأخيرة للحكومة النرويجية من القضية الفلسطينية دورا إيجابيا في تدعيم جسور الثقة والتعاون بين الوجود الإسلامي والسلطات الرسمية في النرويج، رغم أن هذه المواقف لا ترقى إلى المستوى المأمول من الوضوح والجرأة في الحق. أما تأثير هذه المواقف على المجتمع النرويجي فهو ـ بنظري ـ محدود لأن هذا المجتمع محكوم بتوجهات إعلامية وتوازنات حزبية ليست في صالح المسلمين وقضاياهم. علما أن الحكومة الحالية قائمة على ائتلاف حزبي ثلاثي استطاع إقصاء الحزب اليميني المتطرف الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث الحضور البرلماني والثقل الانتخابي. ولا يفوتنا هنا أن ننوه ببعض الأصوات الجريئة على الساحة السياسية النرويجية ومن أبرزها kristin Halvorsen وزيرة المالية وزعيمة أحد أحزاب الائتلاف الحاكم (حزب اليسار الاجتماعي ) التي تبنت مواقف واضحة في دعم القضية الفلسطينية ورفض العدوان الأمريكي على العراق,، وقد أعلنت على الملإ أنها ملتزمة شخصيا بدعوة قسم الشباب في حزبها إلى مقاطعة البضائع الصهيونية مما هيج ضدها حملات اللوبي المتصهين في النرويج واحتجاج الإدارة الأمريكية. الحوار.نت : شيخ كمال هل يمكن أن تقدم لنا تجربة عملكم في مركبكم الكبير لعل غيركم يستفيد من تجربتكم في مجالاتها الناجحة؟ كيف تتعاملون مع المرأة في مناشطكم داخل المركب ومع الطفل ومع الجيل الثاني والثالث ومع قضية حفظ الهوية ومع ثقافة الإندماج الإيجابي المسؤول أو المشاركة ومع الخطاب الذي توجهونه إلى الناس هناك من خلال خطب الجمعة والدروس والمواعظ والحوارات والمحاضرات وغير ذلك. الشيخ كمال : تعد الرابطة الإسلامية من أهم وأكبر المؤسسات الإسلامية في النرويج. وقد يسر الله تعالى لها بعد عقدين من العطاء الدعوي شراءَ مركز كبير في وسط العاصمة أوسلو يحتوي على مسجد ومدرسة ومرافق أخرى عديدة تتوزع على مساحة تقارب 3000 متر مربع . ونعمل اليوم جاهدين لتسديد القسط الأخير من ثمنه بحلول السنة القادمة إن شاء الله تعالى. والحقيقة أن هذا المشروع قد حاز الجانب الأكبر من الجهد والوقت لقناعتنا بأهمية الاستقرار وتجاوز حالة الإيجار والترحال في خدمة مشروعنا الدعوي. ونحاول اليوم جاهدين أن يكون هذا المركزملاذا لكل الفئات حيث خُصِّصت أقسام للنساء والشباب وأفسح المجال لهم للاستقلال بالعمل تنظيما وتنزيلا. أما خطابنا الدعوي فنركز فيه على الآتي : – ترسيخ دعائم الإيمان وعوامل الاعتزاز بالانتماء. – التفقيه في الدين. – الدعوة إلى الفعالية والإيجابية وتجاوز حالة العطالة والركود التي ابتلي بها كثير من المسلمين في الغرب. – ربط المسلمين بقضايا أمتهم وتبصيرهم بالتحديات المطروحة عليهم. – التبشير بالإسلام باعتباره دين العقيدة الصافية والكلمة الطيبة والعمل الصالح وتبديد قلق النرويجيين من وجوده وانتشاره. الحوار.نت : شيخ كمال ما هو رأيك من موقع الإمامة والخطابة في أروبا في هذا الزمن بالذات وبالنظر إلى التحديات التي تواجه الوجود الإسلامي هنا .. في الدور الذي يجب أن يؤديه الإمام بصفة خاصة والجمعية الثقافية التي يعمل فيها بصفة عامة؟ أي ما هي المشاكل الحقيقية التي تعيق ذلك الدور وما هو المطلوب منه تحديدا وهل لك من أفكار يمكن أن تساهم في تحسين ذلك الأداء وتفعيل ذلك الدور خدمة للدعوة الإسلامية في هذا الزمان والمكان وفق المنهج القرآني الكريم  » أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن  » و  » قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني « ؟ الشيخ كمال : إن للمؤسسات الإسلامية في الغرب دورا محوريا يتجاوز الرسالة العبادية أو الوعظية البحتة ليشمل القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها، فهي مكان للعبادة وهيئة لحل المشاكل ومنتدى لصياغة المواقف السياسية وجسر للتواصل مع غير المسلمين، وهي تقترب بذلك من رسالة المسجد كما كانت في عهد الإسلام الأول. وللإمام في هذا الخضم دور لا يخلو من الدقة حيث تتطلع إليه أنظار المسلمين لاستلهام التوجيه الشرعي وتتوجه إليه أعين الرصد لتتبع العثرات. لذلك وجب عليه أن يتحلى بالحكمة وأن تتضح لديه الأولويات ويميز بين الثوابت والمتغيرات فيكون مبدئيا في غير مغالاة، واقعيا في غير تميع. إن المسجد هو القلب النابض في كل تجمع إسلامي. ويزداد دوره أهمية في البيئة الغربية حيث كثرة التحديات وتعدد الشبهات وتنوع المغريات وقلة المنتديات النظيفة التي تستطيع أن تستوعب الجاليات المسلمة وحاجياتها. أما العوائق التي تعترض رسالة المسجد في الغرب فهي في أغلبها ـ وللأسف ـ ذاتية نابعة من مرتاديه والقائمين عليه، من بيئاتهم التي أتوا منها وعاداتهم التي تربوا عليها والمصالح الفئوية التي يعملون لها. وإن كنا لا ننكرالتضييق والتشديد الذي تمارسه السلطات الرسمية في كثير من البلدان الغربية. ربما يكون هذا الكلام قاسيا لكن هذا ما لاحظته من خلال تجربتي الخاصة في الغرب. وإذا أردنا أن نحافظ على رسالة المسجد ودوره في هذه البيئة الواعدة وجب علينا أن نرتفع به عن الأمور الخلافية والنعرات المذهبية وألا نتعصب لوجهة نظر محدودة أو نحصر مهمته في خدمة دعوة حزبية. يجب على المسجد أن يعكس أخوتنا وتآلفنا وتفانينا، أن يكون إطارا يُعرضُ فيه الإسلامُ عقيدةً صافيةً، خُلُقا سمحا وعملا صالحا. عند ذلك تسقط منابر الضرار، منابر الريبة والتفريق. الحوار.نت : شيخ كمال هل لديكم هناك في أسلو تحديدا وفي النرويج عامة صحوة إسلامية يصنعها الشباب من الذكور والإناث إلتزاما بالإسلام عقيدة وخلقا وعبادة ومعاملة على غرار ما هو موجود منذ سنوات في أكثر العواصم الأروبية؟ كيف تتعاملون مع تلك الصحوة الجديدة؟ هل ترون أنكم قادرون على إستيعابها بما يناسب حجمها وهل تلبون لها حاجياتها؟ ما هي أسبابها في رأيك في زمن يزداد فيه الضغط على الإسلام وأهله حتى لتتنافس القنوات الفضائية والإلكترونية على تصوير المسلم بعبعا مخيفا أو قنبلة حارقة قابلة للإنفجار في كل وقت وحين؟ الشيخ كمال : تعتبر الصحوة الإسلامية الشبابية اليوم ظاهرة عالمية ونحن نشهد في النرويج إحدى تجلياتها، والأمر كما وصفتَ. والحقيقة أن هذه الصحوة مبعث للعمل بقدر ما هي مصدر للأمل. أمل في أن الله ناصر دينه ومعز جنده وخاذل أعداءه مهما بلغت قواهم وكبرت مؤامراتهم. وعمل من أجل استيعاب هذه الصحوة وترشيدها. ولا يخفى عليك أن الصحوة الشبابية في بلداننا العربية والإسلامية قد تجاوزت كل الأطر الرسمية من مؤسسات وهيئات وشخصيات لأنها لم تجد فيها الكلمة الصادقة والموقف الثابت، بل لهَجاً بذكر السلطان وتسبيحاً بحمده، فحاولت أن تسترشد بما يروجه شُذّاذ الآفاق وصائدو العقول على مواقع الانترنت وفي الزوايا المظلمة فوقعت في المحذور وكثر فيها الدَّخَن. فوجب على المؤسسات الإسلامية والقائمين عليها في الغرب أن يستفيدوا من مساحة الحرية والاستقلال المتاحة فيه وأن يستوعبوا الشباب توجيها وتفعيلا ويفسحوا لهم مجالات التحصيل والتأثير، وهذه مهمة مازلنا مقصرين في أدائها تمام الأداء في مؤسستنا ـ والله المستعان ـ الحوار.نت : شيخ كمال هل لك من كلمة أخيرة تريد توجيهها إلى الشباب أو إلى الصحوة أو إلى أي فئة معينة من الناس بإعتبارك أحد الأئمة الذين يباشرون دور التوجيه والإرشاد والوعظ والمساهمة في تسيير دفة الدعوة الإسلامية في أروبا من موقع العطاء الميداني. الشيخ كمال : أنصحهم ونفسي بتقوى الله في السروالعلن والإخلاص في العمل وتحري السداد ومقاربته، وأن نلزم الحق والصبر ونتواصى بهما رغم كثرة التحديات والمؤامرات وألا نغفل ملامح العناية الإلاهية بهذا الدين وأهله. يروي لنا من عاش في هذه البلاد قبل ثلاثة عقود أن المجاهرة بالمعاصي والبعد عن الدين كان ديدن المسلمين، ومن كان يصلي منهم فعلى خوف واستحياء أما اليوم فمظهر التزام النساء بالحجاب ـ مثلا ـ في أسلو وغيرها من مدن النرويج لا تخطئه عين، والمساجد عامرة بالمصلين والوافدون الجدد على الإسلام في ازدياد ولله الحمد … ومن المفارقات أن ما بني ووُقِف من المساجد والمؤسسات في هذه السنوات الخمس الأخيرة فاق الستة وهي الأكبروالأضخم بين عشرات المساجد المنتشرة في النرويج، في حين أنه لم يُتح للمسلمين بناء غير مسجد واحد طيلة عقود طويلة من الوجود الإسلامي في هذه البلاد. وقد دأبنا ـ عندما نذكرإقامتنا في هذا المُنتأى في أقصى القارة الأوربية والذي يحد القطب المتجمد شمالاـ على استحضار قول الرسول صلى الله عليه وسلم [ لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل] صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحوار.نت : شكرا للشيخ كمال بن عماره على ما أولانا به من حوار شامل. (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 7 أوت 2007)


 

الإسلام « الأوروبي » و »المسلمون البيانيون »  

 

   إن الحديث حول انبعاث إسلام أوروبي لا يمكن فصله عن الحديث حول انبعاث إسلام جديد حضاري كنقيض لإسلام التقليد و إسلام الطقوس: إسلام جديد يكون نتيجة لنجاح المسلمين في أنسنة الفكر الإسلامي بواسطة العقل الحر وقيم حقوق الإنسان وأدوات العلوم والتقنية الحديثة. تسمية  » إسلام أوروبي » بهذا المعنى لا تدل على شيء سوى أن الإسلام الجديد والحضاري قد لا يمكن ظهوره وظهور مؤسساته إلا في أوروبا بسبب وجود حرية الفكر والمعتقد فيها، تلك الحرية الغائبة تماما في كامل البلدان الإسلامية: حيث وصل تحكم الإسلام السياسي، الرسمي والمعارض معا، بمصير النخبة وعامة الناس إلى الحد الذي جعل عامة المسلمين يرفضون الآخر المختلف في قناعاته إلى حد الكراهية وإمكانية الاعتداء عليه، وإلى الحد أيضا الذي جعل النصيحة والفهم السليم للتراث الديني لا تصدر عادة إلا عن هؤلاء « الغرباء وسط أهلهم » والسجناء وحدهم داخل قيم الصدق والجد والموضوعية والمنعوتين بنعوت التطفل على الدين وعلى الفكر الديني إن لم ينعتوهم بالكفر والخيانة.

 

   القضية في الأصل هي قضية ظهور إسلام عصري لا يتعارض مع القيم الإنسانية للعصر ولا مع حقوق وحرية بقية الشعوب والأديان في العالم. إلا أن هذا الإسلام العصري قد يكون أوروبيا بالمنشأ بسبب خصوصيات تتوفر في أوروبا دون غيرها.

  أردت أن أقول أنه توجد في أوروبا الشروط التي تسمح بقيام مؤسسات الإسلام العصري. أما بقية بلدان العالم الإسلامي فلا يسمح فيها بقيام لاهوت ديني جديد ولا أشكال عبادة ومؤسسات دينية جديدة تعتمد على العصرنة وقيم الحرية والمساواة.

  لعلني لا أخطئ عند القول بأن اللاهوت الجديد قد انطلق في أوروبا بالبيان الّذي أصدره السيد عبد النور بيدر من أجل إسلام أوروبي، ولعلني لا أخطئ أيضا عندما أتوقع أن تنطلق  المؤسسات الجديدة للإسلام العصري في أوروبا أيضا. ولعلنا سنشاهد قريبا جمعيات ومساجد لهذا الإسلام « الأوربي » الذي أعلن عنه بكثير من الجدية والجرأة السيد عبد النور بيدر:

 

1. – Refonder tous les principes de l’islam, y compris les prescriptions de la loi religieuse et la lettre du Coran, à la lumière des droits de l’homme. Ne rien laisser hors de portée de l’esprit critique. Déclarer caduc tout élément du texte sacré, de la pratique, des coutumes, qui serait en contradiction avec les valeurs de liberté individuelle, d’égalité des sexes, de laïcité, de tolérance entre les peuples et les religions. En quelques mots : affirmer le droit de chaque musulman à choisir lui-même le contenu de son identité musulmane, qu’il soit pratiquant ou non, croyant ou non (reconnaître pour cela que l’identité musulmane peut être culturelle et non religieuse), refuser toute imposition d’un prétendu « vrai islam » ou islam officiel qui viendrait des imams, des théologiens, des représentants institutionnels ; affirmer que les femmes sont les égales des hommes en tous points, bannir les habitudes de domination masculine et éradiquer par une éducation appropriée tout comportement machiste ; affirmer que nous reconnaissons la laïcité comme une valeur universelle, et non une lubie française ; garantir la visibilité sociale de l’islam ; affirmer que tous les êtres humains sont nos frères et nos égaux, en éliminant toute idée de supériorité des musulmans sur les autres, toute idée que l’islam, en tant que dernière révélation historique, viendrait « abolir » les précédents messages religieux, et en éliminant toute trace d’animosité envers les juifs, les chrétiens, les athées.

2. – Privilégier en toutes circonstances, dans tout acte et tout discours, un islam profondément respectueux de l’environnement culturel européen. S’interdire tout type de revendication ou d’action qui ferait du musulman un « cas à part » dans la société globale. Obéir aux règles qui s’appliquent à tous. S’imposer à soi-même une civilité exemplaire, ce qui passe par une attitude de discrétion, de modération, de tolérance, de respect de la différence. Respecter les lois de l’Etat de droit avec la conviction profonde qu’elles donnent à chacun les moyens et les garanties de vivre selon ses convictions. Cela ne signifie pas que l’islam doive devenir « invisible », simple affaire privée. Mais sa visibilité légitime (droits publics d’expression, d’association, de réunion, de culte) doit veiller à ne jamais dégénérer ni en affichage ostensible ni en communautarisme. Non à l’affichage ostensible : bannir tout discours, signe, attitude, manifestant dans l’espace public une identité culturelle susceptible de provoquer l’incompréhension d’autrui, d’exciter des réactions de rejet. Non au communautarisme : refuser d’entrer dans une logique de revendication de « droits spéciaux » pour les musulmans, d’ouverture d’écoles religieuses, d’appel à des mariages intracommunautaires et tous les cloisonnements visant à instaurer une sorte de « développement séparé » pour la population musulmane.

3. – Refuser toute idée de jihad (guerre prétendument sainte). L’islam européen sera celui de la paix ou ne sera pas. Plus précisément, il doit enfanter en lui-même, à travers ses conduites et ses discours, une réconciliation concrète et vivante des valeurs modernes et musulmanes. L’hypothèse du choc des civilisations doit trouver son démenti dans notre capacité quotidienne à harmoniser la culture musulmane et la culture européenne. La responsabilité des musulmans européens est ici engagée : c’est à nous qu’il revient d’être les adversaires les plus résolus du jihad engagé par les fanatiques ; à nous qu’il revient de prouver en acte que l’opposition entre modernité et islam n’a rien d’absolu. Pour cela, il nous faut travailler sans relâche à « compatibiliser » les valeurs des deux mondes, avec cet objectif unique de donner à la « dignité de la personne humaine », valeur la plus précieuse de la civilisation, une richesse et une force plus grandes en associant à son service toutes les réserves humanistes des Lumières et du Coran.

 

  هذا البيان كوني ويعني كل المسلمين في العالم وإن كان في فقرته الثانية يخاطب المهاجرين بصفة خاصة.

  الإسلام »الأوروبي » والإسلام العصري قد انطلقا بعد بهذا البيان ولم يبقى سوى قيام قوى الحضارة والسلم في العالم بالواجب في مساعدة »المسلمين البيانيين » وحماية مؤسساتهم.

  ويبقي سؤال لا بد أن تجيب عليه الإدارات الأوروبية : ألا ينبغي أن يُمضي الإسلاميون الأصوليون المتمتّعون بمنح اللجوء السياسي على البيان لكي يتوقفوا عن الشتم والتكفير ونشر الكراهية؟

 

   زهير الشرفي – 8-8-2007.

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

18 août 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1915 du 18.08.2005  archives : www.tunisnews.net الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات: بيان مساندة للقضاة الحياة:

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.