أطلق السيد أحمد الغزواني صرخة فزع و نداء استغاثة لكل الضمائر الحية بعد التدهور المتسارع للوضع الصحي لابنه غيث الغزواني الذي غادر السجن يوم 13 ديسمبر 2009 ليجد نفسه مجبرا على الخضوع لمدة 5 سنوات أخر لعقوبة تكميلية ممثلة في المراقبة الإدارية، وليتابع فحوصات طبية بسبب أعراض صحية خطرة أورثتها في جسمه سنين السجن، ومن تلك الأعراض: تساقط الشعر، الربو ، الحساسية، تسوس الأسنان ، الهبوط في النظر ، آلام في مستوى الظهر، وقد أجرى بعد أيام من مغادرته السجن فحوصات طبية أكدت أنه يعاني من مشكلات في كلتا رئتيه. وقد تردت حالة غيث الغزواني الصحية بصورة ملفتة حين أصبح يبصق دماً، وبدا الشحوب على وجهه، فاستأنف فحوصاته في 1 مارس 2010 بمستشفى عبد الرحمان مامي، حيث تبين أنه يشكو من مرض السُل ، ويتوجب عليه مراجعة الطبيب يوم 8 مارس 2010 لمتابعة الفحوصات والعلاجات ، غيرأنه فوجئ يوم 03 مارس 2010 بخمسة من أعوان البوليس السياسي يزورونه في محل سكناه طالبين منه مصاحبتهم لأمر يهمه لا يستغرق إلا دقائق..!! ، غير أن الأمر كان في الحقيقة استدراجا أحيل على إثره للتحقيق بتهمة « عدم الإشعار عن جرائم إرهابية « ، وهي التهمة التي أرجع بسببها إلى السجن كثير من الشبان الخاضعين للمراقبة الإدارية ممن سبقت محاكمتهم في السابق في قضايا ذات صلة بقانون مكافحة الإرهاب، والشاب غيث الغزواني من مواليد 1983.06.10 بتونس ، أوقف مرة أولى في 23 ماي 2005 ، ووجهت له تهم تتعلق بما يسمى » قانون مكافحة الإرهاب » فحكم عليه بأربعة سنوات ونصف سجنا مع خمسة سنوات مراقبة إدارية ، علما أن حاكم التحقيق الأول السيد عمر بن منصور، رفض عرضه على الفحص الطبي للتأكد من آثار التعذيب الذي أكد غيث تعرضه له في محلات وزارة الداخلية . وقد تعرض غيث الغزواني للإستفزاز في مناسبات متكررة من قبل رئيس مركز أريانة-المدينة، الذي هدده أكثر من مرة بإعادته للسجن..! و لم يستغرق تنفيذ التهديد سوى ..عشرة أسابيع … وإذ تدعو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إلى الإفراج الفوري عن غيث الغزواني ، فإنها تحمل السلطات المعنية المسؤولية كاملة عن المخاطر التي تتهدد حياته ( و هو الذي يفترض أن يكون يوم 8 مارس بين أيدي الأطباء لإستكمال الفحوصات اللازمة) ، كما تعبر عن عميق استهجانها لرفض أعوان البوليس وأعوان وزارة الداخلية تسلم الأدوية من عائلته، و تطالب بفصله عن المساجين المدخنين بسجن المرناقية ( حيث يقيم وسط 60من سجناء الحق العام ) ،
C’est l’éternel recommencement d’une lutte qui n’a jamais tari, contre vent et marée, contre la tyrannie, contre la béatitude générale de satisfaction de la spécificité tunisienne, encore une fois un rendez-vous avec l’histoire de ce pays qu’on a su adorer, aimer, défendre pour la vie et la liberté de mes compatriotes ; pour la vie et la liberté de Taoufik le Symbole. Adel Ghezala- Secrétaire général de la Fédération Tunisienne des Clubs de Cinéma A Toi, Taoufik, Je t’écris avec mes mots, je t’écris avec mon coeur, pour te dire mon amitié et mon admiration pour le poète que tu es, le rebelle que tu resteras. Tes articles et tes ouvrages nous parlent. tu nous parles. Tu es l’homme libre. La prison n’est pas pour toi! Sana ben Achour – Présidente de l’Association Tunisienne des Femmes Démocrates
إلى أخي و صديقي توفيق تحية نضالية لك مع إعتقادي الراسخ أن الظلم لا يدوم وأن الكلمة الحرة الخارجة من الأعماق هي الباقية، مثل كلماتك بالعربية و الفرنسية التي قدت من دمك و قلبك و جواجيك وأما رياح الدكترة فآيلة للزوال، طال الزمان أو قصر، كن نعيش مع أفكارك ومع كلماتك، فلتعش لنا ولتقاوم لحفاظ على صحتك لأننا في حاجة إليك و إلى قلمك٠ دمت كاتبا حرا ولتسقط الدكتاتورية جلول عزونه ـ رئيس رابطة الكتاب الأحرار Jalloul Azouna – Président de la Ligue des Ecrivains Libres إلى عائلة الصديق العزيز توفيق نحييى إضرابكم من أجل الحق ومن أجل الحرية و نسانده بصفة مطلقة ونعدكم بألا ندخر جهدا لحشد الدعم حوله وألا نكل حتى يطلق سراح توفيق لأنك يا توفيق رمز الكلمة الحرة و رمز النضال من أجل حرية التعبير فإن النضال من أجل إطلاق سبيلك هو نضال من أجل حق التونسين في حرية التعبير Maya Jeribi Secrétaire générale du PDP — مية الجريبي ـ الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي
Que te dire, le monde change, dans le mauvais sens, heureusement qu’il reste des gens comme toi pour essayer de l’orienter vers le bon sens. Tiens bon, le Monde arabe a besoin d’Homme comme toi. Sanhaja Akrouf – Militante Algérienne Internationaliste – Paris Dans ce pays on est toujours confronté aux idiots qui mènent la pays, désolé qui castrent le pays, et tout homme libre est attaqué par ce pouvoir; Personnellement par Ben Ali le grand égocentrique. Sois fort mon frère! Amicalement votre, Meddeb Adnen Etudiant en cinéma Membre du Bureau de La Fédération Tunisienne des Cinéastes Amateurs
اجتمع المجلس المركزي لحركة التجديد يوم الخميس 18 مارس 2010 وتداول حول المشاركة في الانتخابات البلدية وحول الأوضاع السياسية على ضوء الاحتفال بعيد الاستقلال وما حققته تونس من مكاسب وما يخيّم على مستقبل البلاد من غموض ومخاطر، واتخذ ما يلي من قرارات: 1 – مساندة كل المبادرات التي ترمي إلى تشكيل قائمات مستقلّة مفتوحة تتقدم إلى الانتخابات البلدية في إطار المواطنة وخدمة مصالح المتساكنين. 2 – المطالبة بالإفراج عن كل الطلبة والصحافيين المعتقلين وعن مساجين الحوض المنجمي وإرجاع المفرج عنهم إلى سالف عملهم وتمكينهم من كامل حقوقهم. 3 – توجيه نداء إلى كل القوى الوطنية للحوار الوطني الجدّي حول مستقبل البلاد وأحسن السبل للحفاظ على مكاسبها في نطاق مؤسسات الجمهورية. ومن جهة أخرى عبر المجلس عن شجبه للتصعيد الأخير للإستيطان وللقمع في القدس الشرقيّة وكافّة الأراضي الفلسطينية. وعن تضامنه الكامل مع نضالات الشعب الفلسطيني من أجل تحرّره الوطني وبناء دولته المستقلّة وعاصمتها القدس. عن المجلس المركزي الأمين الأول أحمد إبراهيم
تونس في 18 مارس 2010 نداء من أجل حوار وطني
تعيش بلادنا مرحلة دقيقة من حياتها السياسية بلغت فيها حالة الانغلاق والجمود درجة تبعث على عميق الانشغال زاد في حدتها الغموض الذي يحيط بالطريقة التي تعتزم السلطة التعاطي بها مع الاستحقاق الانتخابي لسنة 2014، في ظل الأحكام الدستورية القائمة التي لا تسمح للرئيس زين العابدين بن علي بالترشح لفترة رئاسية أخرى، كما لا تضمن عمليا تعدد الترشح، إضافة إلى غياب بوادر أي استعداد لإصلاح النظام السياسي والمنظومة الانتخابية بما يفسح المجال لمنافسة حقيقية بين المترشحين في انتخابات تحظى بالقدر الكافي من المصداقية. وقد نتج عن هذا الوضع تكاثر التساؤلات حول مستقبل بلادنا، ورواج الإشاعات خصوصا منها المتعلقة بـدور بعض مراكز القوى من خارج المؤسسات الجمهورية، وانتشار أجواء من الانتظارية والحيرة يغذيها غياب إعلام شفاف وموضوعي يقدر نضج المواطنين وذكاءهم فيوفر لهم المعلومة الصحيحة، كما يغذيها غياب الإطار السياسي التعددي الذي يسمح بمشاركة المجتمع ونخبه مشاركة حرة ومسؤولة في تقرير مصير البلاد وتجنيبها منزلقات التأزم ومخاطر السير نحو المجهول. إزاء هذا الوضع فإن حركة التجديد: – إيمانا منها بأن مستقبل بلادنا لا يجوز أن تنفرد بنحته السلطة والأوساط المحيطة بها بل يجب أن يكون للشعب، بوصفه صاحب السيادة والمؤتمن على مصير تونس وحظوظ تطورها نحو الأفضل، دور فعال في بلورة معالمه، كما يجب أن يضمن حق كل القوى الوطنية الحية السياسية والاجتماعية وكل الطاقات الفكرية، على اختلاف مواقعها وتوجهاتها، في المساهمة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم البلاد،
– فإنها تتوجه بنداء إلى جميع الأطراف السياسية الوطنية، سواء كانت في السلطة أو في المعارضة أو خارج إطارهما، وجميع المنظمات الاجتماعية والمدنية وكافة التونسيين والتونسيات، أيا كان موقفهم الفكري أو السياسي، لنعمل معا من أجل إرساء حوار وطني شامل ومسؤول بهدف التوصل إلى حلّ مؤسساتي لمسألة التداول على السلطة، وفتح أفق الإصلاح السياسي الذي يضمن حظوظ النجاح في عملية التنمية الشاملة والعادلة وينجز الانتقال الفعلي إلى الديمقراطية بوصفها ضرورة وطنية لم تعد تحتمل مزيد التأجيل. إن مستقبل تونس يهمنا جميعا بدون استثناء فلنفتح الحوار الجدي والصريح حوله حتى نتوفق معا إلى أحسن السبل لدعم النظام الجمهوري وحماية المكاسب الحداثية من مخاطر الارتداد، ولضمان استقرار البلاد ومناعتها ودعم استقلال قرارها وحظوظ تطورها، حتى يعيش جميع أبنائها وبناتها كمواطنين أحرار في مجتمع عادل. تحيى تونسنا العزيزة حرة مستقلة مزدهرة أبد الدهر! عن حركة التجديد الأمين الأول أحمد إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة تدعو الأمة لانتفاضة نصرة للأقصى
في مناخ من العجز العربي والتواطئ الدولي أقدم العدو الصهيوني على تدشين كنيس الخراب ـ خطوته قبل الأخيرة ـ لإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك الذي بدأ الاحتلال استهدافه منذ كارثة 1967، التي انتهت إلى كارثة أعظم بعقد النظام المصري لاتفاقية كام ديفد المشؤومة، انسحبت بمقتضاها أكبر دولة عربية من قضية فلسطين فانهار النظام العربي وتركت فلسطين للسرطان اليهودي يلتهمها . ولم تمض مقاومة منظمة التحرير بعيدا إذ استدرجت إلى الاستعاضة عن هدف تحرير الأرض بالدخول في مفاوضات عبثية استمرت أكثر من عقد ونصف بهدف مغشوش :إقامة سلطة في ظل الاحتلال ولحمايته ، أمدّته بالوقت الكافي ليواصل تنفيذ مخططه بضم الأرض وتهويد القدس والتخطيط لتقويض المسجد الأقصى أولي القبلتين وثالث المقدسات الإسلامية وتهويد الرموز التاريخية الإسلامية ، مثل اعتبار الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال آثارا يهودية وتوسع الاستيطان في القدس إلى درجة الاستيلاء على أحياء بكاملها ورمي سكانها في الطرقات. وأمام جرائم العدو الصهيوني المتعددة والمتواصلة فإن حركة النهضة: ـ تدين بشدة مخطط الاحتلال الصهيوني الرامي لتهويد فلسطين في تحد سافر لمشاعر مليار ونصف مسلم وفي استخفاف مستمر بكل القوانين الدولية. ـ تستنكر صمت النظام العربي الرسمي وتواطئ المجتمع الدولي مع العدو الصهيوني. ـ تطالب الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي بدعم ومساندة شعبنا الفلسطيني وكسر الحصار عن غزة ودعم المقاومة الفلسطينية للتصدي لغطرسة العدو الصهيوني. ـ تدعو كل القوى الإسلامية والقومية والوطنية والتحررية عامة أن لا تفلت هذه اللحظة التاريخية وأن تجمّع صفوفها متناسية خلافاتها من أجل وقف مخطط الخراب الذي تقوده الصهيونية اليهودية العالمية بكل الوسائل النضالية المتاحة ليس تضامنا مع قضية الامة المركزية وحسب بل وقوفا الى جانب الحق والعدل والحرية. قال تعالى : »إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم »
لندن في 18 مارس 2010 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي
بـــيــــان بمناسبة ذكرى الاستقلال
يحيي شعبنا العربي في تونس هذه الأيام ذكرى غالية في تاريخه هي ذكرى الاستقلال المجيد الذي طوى عهد الاحتلال والهيمنة البغيضة بفضل نضالات وتضحيات الأجيال المتعاقبة من الوطنيين المخلصين الذين أعادوا للوطن حريته وكرامته. إن احتفالنا بالذكرى الـ54 للاستقلال الوطني مناسبة ميمونة نجدد فيها العهد والوفاء لشهداء تونس ورموزها ونترحم فيها بخشوع وإكبار على من أوفوا بالعهد مع الله ومع الوطن، إخوة وأخوات ما ماتوا أبدا في قلوبنا وما رحلوا عن ذاكرتنا إنما هم الروح الطاهرة التي ترفرف في سماء تونس. إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إذ يجدد ولاءه للوطن ويعبر عن خالص الوفاء تجاه أجيال المقاومة والفداء والتضحية ورموز الحركة الوطنية ورجالات الوطن المخلصين في سعيهم لتحقيق الاستقلال والحفاظ عليه وتجذيره وتدعيم مكاسبه فانه: أولا: يسجل باعتزاز الانجازات الكبيرة التي تحققت لتونس في ظل دولة الاستقلال ويبرز تجذير حركة التغيير بقيادة الرئيس بن علي لقيم الوطنية وإعلاء شأن السيادة الوطنية وإعادة الاعتبار لرموز الحركة الوطنية وتضحياتهم الجسام. ثانيا: يؤكد أن رفعة المواطن من رفعة الوطن أرضا وشعبا وسيادة ويجدد بهذه المناسبة تنبيهه للأطراف المرتهنة للأجنبي تحت عناوين شتى، من العواقب الوخيمة لهذا التمشي المناهض لاستقلال الوطن والمشوه لنضالات شعبنا وتضحيات شهدائه الأبرار والمعوق لمسيرة التحديث والبناء الذاتي المستقل. ثالثا: يتوجه إلى بنات وأبناء وطننا من الأجيال الشابة الذين لم يكتووا بنار الجحيم الاستعماري ولم يشهدوا مرحلة الكفاح التحريري بأن يدركوا أن استرجاع الاستقلال الوطني الذي ينعمون به اليوم لم يكن هبة أو تنازلا من محتل بغيض بل كان انتصارا منتزعا مستحقا وبتضحيات باهظة، يتطلب منهم الحفاظ عليه وصيانته. رابعا: إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التزاما بثوابته الوطنية والقومية وإيمانا منه بأن البناء الوطني عملية متواصلة تمكّن من مراكمة الايجابيات والمكاسب فإنه يؤكد أن المشروع الإصلاحي لحركة التغيير ومرجعيته الوطنية تمثل دعامة بارزة للاستقلال الوطني ذو مضامين مستقبلية للارتقاء بتونس نحو عمق الديمقراطية المنشودة وتصليب وحدتها الوطنية على أرضية – عروبة الهوية الحضارية والانتماء- تقتضي من كل مكونات المجتمع التونسي ونخبه الوطنية تفعيل مضامينها ترسيخا للبناء الوطني المنشود صونا للمنجزات ومواجهة لكل التحديات. المجد والخلود لشهداء تونس والعزة كــــل العـــزة للوطـــن الأمين العام احمد الاينوبلي
المحامون الشبان الحسابات السياسية وتشتت الأصوات وراء فوز التجمعيين
اعتبر عدد من شيوخ المهنة أن الانضباط الذي رافق أعضاء قائمة «المحاماة أولا» هو الذي شكل الفيصل في حسم المسألة لصالحهم مبينين في هذا الاطار «أن القائمة الفائزة لم تكن لتنجح لولا توافق آراء أعضائها الذين اجمعوا على هدف موحد في حين أن بقية القائمات وبالرغم من تنوع مشاربها السياسية فقد اختلفت أهدافها واختلف أداؤها مما غيب التجانس في الحملة الانتخابية». وخلص هذا التحليل إلى القول «بان إحدى القائمات كان يمكنها أن تفجر التحالف الذي جمعها مع بقية الأطراف لو أنها وجدت منفذا لقائمة المحاماة أولا وهو ما يعني أن التحالف هش منذ إعلانه.» وتوقعت مصادرنا أن تشهد هذه التحالفات»القطيعة»في انتخابات العمادة في جوان المقبل ذلك أن «كل طرف فقد الثقة في الآخر». وفي تحليلهم لأسباب نجاح قائمة المحاماة أولا قال بعض من شيوخ المهنة «لقد أسهمت القائمة المحسوبة على العميد في تشتيت الأصوات إذ كان من المفترض أن تتوحد القائمة المهنية المستقلة وقائمة الوفاق غير أنه ولغايات سياسوية ضيقة حصل ما لم يكن في الحسبان وخسرت القائمتان». وأضاف: «بالعودة إلى الأصوات المصرح بها كان بإمكان عدد من عناصر القائمتين في صورة توحدهما من أن يكونوا حاضرين في المكتب الحالي وكدليل على هذا فقد تحصل الأستاذ ضياء الدين مورو على 712 صوتا تقريبا كأعلى نسبة من بين المترشحين من القائمتين في حين أن أقل عدد تحصل عليه مرشح قائمة المحاماة أولا كان للأستاذ الصادق بكور وهو 782 صوتا أما أكثر مرشح من قائمة الوفاق فقد تحصل على 350 صوتا وهنا ندرك أن الأصوات انقسمت بين القائمتين وبشكل لافت». كما عزت بعض الأطراف سبب نجاح القائمة إلى الدعم اللوجستي الذي توفر للفائزين من صور وطبع لبياناتهم الانتخابية وتعبئة أكثر ما يمكن من المنخرطين للتصويت على القائمة المذكورة. غير أن هذا الرأي وجد ما يفنده من قبل الأستاذ منير بن صميدة حيث نفى رئيس جمعية المحامين الشبان أن تكون قائمته الفائزة في انتخابات الجمعية الأخيرة قد تلقت دعما كما زعم بعض المحامين الذين واكبوا جل فعاليات المؤتمر. وبين بن صميدة أمس أن عملية الاقتراع وقعت على أسماء المحامين وليس على القائمات مؤكدا في ذات السياق» أن المؤتمرين اختاروا المترشحين الذين لهم أكثر إشعاعا وعلاقات ببقية الزملاء». الحناشي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 19 مارس 2010)
في ذكرى الاستقلال شباب يطالبون فرنسا بالاعتذار عن الحقبة الاستعمارية
تونس ـ الصباح « إن فرنسا مدعوة إلى تقديم اعتذار رسمي إلى تونس وإلى شعبها عن الحقبة الاستعمارية والتعويض عن كل الخيرات التي استنزفتها واستلبتها من البلاد خلال 75 سنة كاملة.. كما أنها مطالبة الآن وأكثر من أي وقت مضى بمحاسبة من أراق دماء الزعيم فرحات حشاد وغيره من الشهداء ».. هذا ما أجمع عليه عدد من الشبان التونسيين خلال لقاء بهم لمعرفة ماذا تعني لهم ذكرى الاستقلال.. وقال أحدهم: « إن الزعيم فرحات حشاد الذي قال ذات يوم » أحبك يا شعب » لم يمت.. ولن يموت.. لأنه في كل شاب تونسي ينبض قلب حشاد.. ». يرى الشاب نزار الزيتوني البالغ من العمر 24 سنة والحاصل على شهادة تقني مهني في الإلكترونيك وهو بصدد البحث عن عمل أن ذكرى الاستقلال ستبقى راسخة في الأذهان لأنها تعني سيادة البلاد وحريتها وتخلصها من الظلم والقهر والفقر والتخلف. وبين أن فرنسا التي استعمرت تونس زمنا طويلا استفادت كثيرا من خيرات البلاد لذلك هي مطالبة بإرجاع ما أخذته لأن الشباب التونسي في حاجة ماسة إليه.. وهو نفس ما أكد عليه الشاب طارق ضيفي البالغ من العمر 23 سنة وهو طالب في الصيانة الصناعية. وبين طارق أن ما حصلت عليه فرنسا ليس من حقها وعليها أن تعيده مع تقديم الاعتذار. وتحدث الشبان عن المعاناة التي عاشها التونسيون خلال الفترة الاستعمارية وقالت خديجة إن ما تعرفه عن الفترة الاستعمارية هو أن التونسيين كانوا مقيدين ويعيشون في حالة دائمة من الخوف والرعب.. وأن فرنسا استحوذت على أرزاقهم وأراضيهم وتركتهم يتخبطون في الفقر والجوع والمرض. وفي نفس السياق قال صابر الرياحي تلميذ الثالثة ثانوي إن السياسة التي اتبعها المستعمر الفرنسي جعلت التونسيين يعيشون سنوات طويلة يتخبطون في الجهل ويعتقدون في الأولياء الصالحين ويعانون من الفقر والجوع.. ويرى صابر أن الاستعمار جريمة ومن واجب فرنسا أن تكفر عن الذنوب التي ارتكبتها في حق التونسيين وأن تعتذر لهم حتى لا تذهب دماء الشهداء هدرا. وقال مروان السعيدي تلميذ في التكوين المهني والبالغ من العمر 18 سنة إن الاستقلال أعاد للتونسي كرامته وحريته. وذكر أنه كلما استمع للنشيد الرسمي عند رفع علم البلاد إلا وأحس برجفة في قلبه ورعشة في كامل جسده.. أعلام في البال لئن اتفق الشبان الذين تحدثنا إليهم على أنهم يعتزون بذكرى الاستقلال ويطالبون فرنسا بالاعتذار لتونس عن تلك الحقبة الاستعمارية ومحاسبة قتلة حشاد وغيره من الشهداء فإنهم اختلفوا بشأن من كانوا وراء الاستقلال.. وقال طارق إن الاستقلال يذكّره بأسماء خير الدين باشا؟ وعبد العزيز الثعالبي والحبيب بورقيبة.. وبين صابر أن الثعالبي وبورقيبة ساهما كثيرا في الحركة الوطنية. وفي نفس الصدد ذكرت رهام البالغة من العمر 20 سنة: « إن الزعيم الحبيب بورقيبة هو أكثر من ناضل من أجل استقلال تونس إلى جانب الشهيد فرحات حشاد وعبد العزيز الثعالبي ».. وذكر محمد أن الحبيب جاء وحدو هو المناضل الكبير الذي خلص تونس من الاستعمار؟ في حين لم يتذكر مروان إلا اسم علي بن غذاهم. وهناك فئة أخرى من الشبان بينوا أن ذكرى الاستقلال مرتبطة في أذهانهم بيوم عطلة.. وقالت عبير إن 20 مارس بالنسبة لها هو يوم « فيشتة » وهو نفس ما ذكره شاب أخر يدعى الهادي. سعيدة بوهلال (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 19 مارس 2010)
أحمد الكحلاوي في مؤسسة التميمي: مؤتمر نوفمبر 1955 كان منعرجا خطيرا في تاريخ تونس
في إطار سمينارات الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر التي تنظمها منذ عشر سنوات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، تم يوم 13 مارس الجاري الاستماع إلى الجزء الأول من شهادة الأستاذ أحمد الكحلاوي حول نقابة التعليم الثانوي ودوره النقابي والوطني . وقد افتتح هذا اللقاء الدكتور عبد الجليل التميمي الذي جدّد التأكيد بالمناسبة على أهمية ما أسماه « أرشيف الصدور » أي الشهادات الشفوية الحية، كأحد المصادر الأساسية في التاريخ المعاصر ليس فقط في تونس وإنما في العالم بأسره، مؤكدا أن الحقيقة التاريخية بالنسبة إلى مؤسسته العلمية والوطنية التي تمتلك رصيدا فريدا من نوعه من تلك الشهادات (حوالي 300 شخصية) هي فوق كل الاعتبارات والحسابات الحزبية والسياسية. وأشار إلى تنوع اهتمامات هذه السمينارات التي تشمل جوانب أخرى غير سياسية لتشمل ذاكرة التنمية الحقيقية الاجتماعية والثقافية بالبلاد. وذكّر بمسيرة ضيفه الأستاذ أحمد الكحلاوي كمناضل نقابي ولد بالمكنين سنة 1946 وتخرج من دار المعلمين العليا بتونس سنة 1970 ونشط في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس وتعرض للإيقاف في نهاية الستينات. وقد انتخب كاتبا عاما لنقابة التعليم الثانوي التقني سنة 1974 وقاد إضرابها سنة 1976 قبل أن يقع طرده من الاتحاد مع بقية أعضاء النقابة التي أغلق مقرها، ثم وقعت دعوته في سبتمبر من نفس السنة من طرف الحبيب عاشور لتنظيم ندوة حول قضية فلسطين قبل ذهاب السادات إلى القدس. وإثر إضراب جانفي 1978 تعرض للمحاكمة والسجن والطرد مع ثلاثين عضوا من أعضاء الهيئة الإدارية التي تمثل قيادة الاتحاد آنذاك. غير أنه أعيد انتخابه كاتبا عاما لنقابة التعليم التقني وشارك في إعادة هيكلة الاتحاد مقاطعا مؤتمر قفصة 1981 . وبعد سلسلة الإضرابات التي نفذتها نقابات التعليم الثانوي سنتي 1981 و 1982 ، تم انتخابه أول كاتب عام للنقابة العامة الموحدة للتعليم الثانوي سنة 1983. ودخل في صراع جديد مع الحبيب عاشور بسبب سياسة المهادنة تجاه حكومة مزالي، مما أدى إلى طرده من الاتحاد مع تجريد مئات النقابيين من طرف الحبيب عاشور إثر حوادث غرة ماي 1983 ببورصة الشغل. وقد شنّ الأستاذ أحمد الكحلاوي إضرابا سياسيا استنكارا لاغتيال الأستاذ فاضل ساسي بوسط العاصمة ثم اعتقل خلال أزمة الاتحاد ( الشرفاء) سنة 1985 وتعرض للمحاكمة والطرد من العمل لمدة ثلاث سنوات. ورغم ذلك أعيد انتخابه كاتبا عاما للنقابة العامة للتعليم الثانوي سنة 1988 ، إلا أنه دخل في صراع مع الأمين العام الجديد حينذاك إسماعيل السحباني الذي حلّ مكتب النقابة وطرد كاتبها العام ونصّب لجنة موالية. وقد شغل الأستاذ أحمد الكحلاوي منذ 1991 مهمة منسق الهيئة الوطنية لرفع الحصار عن العراق وتحمل مسؤولية نائب الامين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية ببغداد. وفي شهر فيفري 1994 قاد مظاهرة بتونس احتجاجا على مجزرة الحرم الإبراهيمي وحوكم بسببها 3 سنوات سجنا وطرد من عمله لمدة سبع سنوات. وقد انضم إلى المؤتمر القومي العربي سنة 1996 وانتخب عضوا بالأمانة العامة في مؤتمر الخرطوم في أفريل 2009 . الأستاذ أحمد الكحلاوي حرص في هذا اللقاء على التمهيد لشهادته المباشرة في مستوى العمل النقابي المحلي وكذلك العمل القومي العربي لمدة أربعة عقود بتقديم قراءة خاصة تمهيدية تستحضر الجذور والرموز التاريخية والمحطات التأسيسية والعلامات الفارقة في تاريخ الحركة النقابية والوطنية التونسية، قصد استخلاص الدروس والعبر. والملاحظة الأولى البارزة أنه كان في هذه القراءة التاريخية شديدا على الزعيم النقابي الراحل الحبيب عاشور الذي حمّله المسؤولية الأولى في تنظيم مؤتمر الحزب الحر الدستوري في 15 نوفمبر 1955 بصفاقس، باعتبار أن هذا المؤتمر في رأيه قد » فصل القطر عن جذوره ومحيطه وانحرف به بعيدا عن أمته وعن مساره الطببيعي » وقد عمل عاشور بواسطة نقابة البطالين في صفاقس التي وفرت إلى جانب جماعة الوردانية وحسن بن عبد العزيز حوالي 2000 شخص (من أصحاب العضلات والملاكمين) الكثير منهم مسلحين،على حماية هذا المؤتمر الذي أعطى لبورقيبة شرعيته وشرعية سياسته (الاستقلال على مراحل) مقابل تبني البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد، في حين غاب عن هذا المؤتمر صالح بن يوسف وأغلب الدساترة الذين التحقوا بالأمانة العامة. وفي هذا السياق ذكّر الأستاذ الكحلاوي بعمق العلاقة التي ترسخت لمدة عقود منذ 1945 بين الحبيب بورقيبة (الذي هرب بحرا إلى مصر عن طريق قرقنة) والحبيب عاشور، وفي المقابل حرص على إبراز ما يتعلق بالتأصيل (العروبة والإسلام) والاستقلالية كعنصرين أساسيين في مسيرة بعض الرموز الأخرى للحركة الوطنية والنقابية وتحركاتهم وخطاباتهم مثل الشيخ عبد العزيز الثعالبي والشيخ محمد الفاضل بن عاشور ومحمد علي الحامي وفرحات حشاد. فاختار مثلا بعض الفقرات من خطاب ألقاه مؤسس جامعة عموم العملة التونسية سنة 1924 في المتلوي لإبراز الجانب الديني (كنتم خير أمة…) الذي مثل التهمة الأساسية (التحريض والدعاية الدينية) التي لفقها له الاستعمار الفرنسي للحكم عليه بالنفي . ثم ذكر بنشأة الاتحاد العام التونسي للشغل بعد فشل بلقاسم القناوي سنة 1937 في التجربة النقابية الثانية بسبب تمسكه (رغم أنه دستوري) باستقلالية العمل النقابي عن العمل الحزبي أو السياسي ، معتبرا أن الشيخ الفاضل بن عاشور الذي كان مدرّسا زيتونيا قد لعب دورا هاما في تأسيس الاتحاد وأنشطته الأولى وليس دورا شكليا أو شرفيا كما تقول الرواية السائدة وبقي رئيسا فعليا للاتحاد لمدة سنتين مثلما كان له دور محوري بارز في مؤتمر ليلة القدر (أوت 1946 ) الذي طالب لأول مرة باستقلال تونس. وأشار إلى أن أولى النقابات التونسية المستقلة كانت الجامعة العامة للموظفين التونسيين (منذ 1936) وليس اتحاد نقابات الجنوب أو اتحاد نقابات الشمال (كما جاء في شهادة عبد العزيز بوراوي) اللذين تأسسا بمجهودات فرحات حشاد بعد خروجه عن النقابات الفرنسية (الكنفيدرالية العامة للشغل) التي بقي فيها عشر سنوات وكانت تميز بدورها بين الدفاع عن حقوق العمال الفرنسيين والعمال التونسيين (الثلث الاستعماري). و كان لرجال التعليم (ولا سيما مدرّسو جامع الزيتونة) دور ريادي في جامعة الموظفين التي كانت تضم قرابة 20 نقابة مثل نقابة العدلية ونقابة التعليم ونقابة البريد ونقابة الأشغال العامة… كما كان لها دور بارز في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ولم يحضر بورقيبة مؤتمر الاتحاد في جانفي 1946 ولا مؤتمر ليلة القدر الذي لم يكن مجرد مؤتمر حزبي بل مؤتمرا وطنيا كبيرا شاركت فيه جميع المنظمات والجمعيات التونسية وقد ترأسه الفاضل بن عاشور الذي سيطرد بعد ذلك من الديوان السياسي بإيعاز من بورقيبة الذي لم يحضر المؤتمر فقد كان حينذاك في القاهرة (حيث مكتب المغرب العربي) ولكن بلغته أنباء عن فاعلية الشيخ وتنامي إشعاعه. و في نفس السنة أسّس الحزب الشيوعي التونسي الذي لم يكن سوى فرع للحزب الشيوعي الفرنسي الاتحاد النقابي الخاص به. وأشار الأستاذ أحمد الكحلاوي إلى إشراف فرحات حشاد على إرسال متطوعين إلى فلسطين سنة 1948 ثم تزعمه لحركة المقاومة المسلحة سنة 1952 ، وقد تم اغتياله بقرار سياسي اتخذه رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك « بيني » في الوقت الذي كان فيه بيار منداس فرانس (صديق بورقيبة) مسؤولا حكوميا معتبرا أن هذا الأخير كان له دور « صهيوني » كبير وكان يقود مظاهرات في مرسيليا سنة 48 تأييدا لقيام دولة إسرائيل. واعتبر الأستاذ أحمد الكحلاوي أن استقلال 1956 لم يكن استقلالا تاما ( سيأتي بعد معركة رمادة ثم مجزرة بنزرت و الجلاء الزراعي سنة 1964) بل كان بمثابة مؤامرة على الوطنيين التونسيين. كما اعتبر ان اتحاد الشغل قد انحرف عن مساره وعن مبادئ التأسيسين الأول والثاني وسوف يتخذ وجهة أخرى بعد سنة 1955 وإقالة أحمد بن صالح سنة 1956 حين كان في طنجة يواصل مجهودات فرحات حشاد في توحيد نقابات المغرب العربي. وتساءل عن دواعي ما اعتبره تزييفا للتاريخ حين يقع وصف محمد علي الحامي مثلا بأنه اشتراكي أو شيوعي والتغاضي عن الاهتمام العربي لدى فرحات حشاد. وأشار إلى حل النقابة الشيوعية نفسها سنة 1956 ودعوة منخرطيها إلى الالتحاق بالاتحاد العام التونسي للشغل الذي سيشهد حسب رأيه فيما بعد التأثيرات السلبية لتلك العناصر اليسراوية التي سيقع توظيف بعضها لغايات غير وطنية. وألمح إلى ما تعرض له القوميون التونسيون على يد بورقيبة في الستينات من ملاحقات وتصفيات وصفها بالمجزرة. ولم يكن في اعتقاده إغلاق المكتب الصهيوني العالمي والبرنامج الإذاعي « صوت إسرائيل » في تونس سنة 1956 سوى مجرد حركات تمويهية من بورقيبة الذي سرعان ما أذن بنقل جثامين المقبرة اليهودية القديمة (حديقة الباساج بالعاصمة الآن) إلى إسرائيل سنة 1957 كما دعا إلى الإفطار في رمضان سنة 1963 وألقى خطاب أريحا سنة 1965، مما أسهم في عزل تونس عن محيطها العربي والإسلامي حينها. وكان يقول » مرسيليا أقرب إلى تونس من القاهرة » و » دعكم من المتنبي واقرؤوا فولتير » . واعتبر أحمد الكحلاوي كل ذلك كارثة استئصالية تغريبية » بدأها مؤتمر نوفمبر 1955 ولعب خلالها اتحاد الشغل دورا سلبيا. أما أحداث جانفي 1978 فلم تكن في رأيه محض مطالب اجتماعية وإنما كانت بالأساس حول خلافة بورقيبة وانحياز الحبيب عاشور لهذا الشق أو ذاك. هذا وقد أثارت مداخلة الأستاذ أحمد الكحلاوي جملة من الأسئلة والملاحظات التي تركزت حول البعد الايديولوجي الطاغي على هذه القراءة التاريخية بفعل الانتماء السياسي الذي تطور باتجاه قومي لم يكن بارزا في البداية عند دخوله إلى نقابة التعليم الثانوي. ولاحظ البعض أن التركيز على فقرات دون أخرى من خطابات محمد علي الحامي أو فرحات حشاد يمكن أن يميل بهما بالأساس في اتجاه العدالة الاجتماعية وربما التوجه الاشتراكي أو العمالي. أما خطورة مؤتمر 1955 فقد تكون أكبر على استقلالية المجتمع المدني التونسي والديمقراطية بعد الاستقلال منها على التوجهات العربية لتونس أو للاتحاد الذي لم ينفك مبادرا و مناصرا للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإن كان صحيحا أن ذلك لم يبرز مع الحبيب عاشور (الفرنكفوني حسب أحمد الكحلاوي) الذي كان أقرب للتوجه البورقيبي في هذا المجال. وقد أيّد أحد الحاضرين ما جاء في المداخلة بخصوص الاستقلال وتوجهات الزعيم بورقيبة حين ألمح إلى أن المفاوضات الحقيقية حول الاستقلال كانت تدور بمكتب أحد المحامين اليهود التونسيين في باريس. ولاحظ آخرون أن سطوة بورقيبة والحزب الدستوري على المنظمات والجمعيات قد بدأت منذ سنة 1937 ، كما تساءلوا عن أسباب عدم مساهمة فرحات حشاد والحبيب عاشور في تجربة « بلقاسم القناوي » إلى جانب ما يتردد عن علاقة حشاد بالأمريكان وعلاقة عاشور بالفرنسيين، وأكد أحد المشاركين في النقاش من النقابيين (عضو مكتب تنفيذي سابق) أنه بقدر ما يعترف مع آخرين للحبيب عاشور بأنهم تعلموا على يديه العمل النقابي في المدرسة النضالية الكبيرة التي يمثلها الاتحاد فإنه ينبغي الإقرار بأنه كان وهم معه في أغلب الأحيان الأداة الطيعة لبورقيبة ولم تكن الاستقلالية على لسانهم إلا مجرد شعارات. وشدد على أن الضربات التي طالت الاتحاد كانت من الداخل سواء سنة 1956 (أحمد التليلي والحبيب عاشور ضد أحمد بن صالح) و سنة 1963 (ضد أحمد التليلي) وسنة 1965 ( ضد الحبيب عاشور) … وغالبا ما تزامن رجوع عاشور مع تنظيم مؤتمر استثنائي لتغطية الأمور. ودعا الجيل الجديد من النقابيين إلى التعلم من أخطاء الجيل السابق الذي يمثله. و أشار أحد الجامعيين المتدخلين إلى أن الاتحاد ينظم سنويا ندوات حول تاريخه وهي لا تخلو بالإضافة إلى ما ينشر على صفحات جريدة الشعب من جرأة ونقد ذاتي وإعادة دائمة لقراءة التاريخ. وتدعيما لما ورد في مداخلة الأستاذ أحمد الكحلاوي حول دور المدرسين الزيتونيين ذكر الدكتور عبد الجليل التميمي أن محمد صالح النيفر كان من الفاعلين البارزين في المجتمع المدني التونسي (جمعية الشبان المسلمين) وكان أول من طالب بزيادة في أجور الأساتذة وقام بإضراب لتحقيق ذلك. وقد كان ضمن الهيئة الإدارية الأولى للاتحاد. كما ألمح إلى دور يوسف الرويسي في تأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد بعد الفراغ الكبير الذي تركه غياب الثعالبي عن تونس لمدة 13 سنة. وتعقيبا على بعض الأسئلة أوضح الأستاذ أحمد الكحلاوي أن فلسطين هي التي حملته إلى ما هو عليه الآن ملاحظا أن الصراع كان واضحا رغم التعتيم منذ السبعينات في تونس بين توجه قومي إسلامي وتوجه آخر. بعد أن تبيّن حسب اعتقاده أن « الأمة » خسرت كثيرا في فترات سابقة نتيجة الصراع الذي كان قائما بين العروبة والإسلام. أما في المستوى المحلي داخل القطر فذكر بأن بورقيبة كان يغذي التنافر بين قصر هلال والمكنين التي لم يكن يحبها وكانت محسوبة على « الغرانطة » أي الحزب الدستوري القديم. كما اعترف بأن لديه « حساسية » إزاء الحزب الشيوعي بتونس. بينما أكد أن استقلالية الاتحاد هي استقلالية تنظيمية وليست استقلالية أخرى، مشيرا إلى عدم نجاح التعددية النقابية في تونس من المحاولة المؤقتة للحبيب عاشور (بإيعاز من بورقيبة الذي أعطاه مفاتيح مقر نهج اليونان) سنة 1956 إلى عبد العزير بوراوي (الاتحاد الوطني في الثمانينات) وصولا إلى الطاهر الشايب ثم الحبيب قيزة في السنوات الأخيرة. بل اتهمها جميعا بأنها كانت « محاولات مدفوعة الأجر ». ومع كل ذلك اعتبر أن روح حشاد ودمه ما زالا يشدّان الاتحاد العام التونسي للشغل كلما تأزم الوضع إلى ما ينبغي أن يكون عليه من نضالية واستقلالية وأصالة متمسكة بالعروبة هذا وسيواصل الأستاذ أحمد الكحلاوي تقديم شهادته في جزئها الثاني بمؤسسة التميمي يوم 27 مارس القادم
عادل القادري ـ جريدة الوحدة
تونس: جدل حول شخصية اليهودي الطيب في فيلم «زرزيس»
المخرج الزرن: « لا أحكي عن اليهود بل عن مدينة جرجيس.. والفيلم يصحح صورة الغرب عن العرب »
تونس – المنجي السعيداني دافع المخرج التونسي محمد الزرن بشدة عن فيلمه الوثائقي الجديد الذي بدأ عرضه يوم الاثنين 15 مارس (آذار) الحالي في القاعات السينمائية التونسية. ويعرض فيلم «زرزيس» مجموعة من الشخصيات التي عاشت وتآلفت في مدينة جرجيس الواقعة على بعد قرابة 600 كلم عن العاصمة التونسية والتي تضم عائلات يهودية من أصول تونسية… فيلم «زرزيس» تعرض إلى الحياة اليومية لمجموعة من الشخصيات التي تدور أحداث حياتها في جرجيس ومن بينها على وجه الخصوص شخصية اليهودي شمعون حداد التي أبرزها المخرج التونسي كرمز للشعور بالسلم الذي تعيش فيه كل الشخصيات بما فيها شخصية شمعون. محمد الزرن قال لمجموعة الإعلاميين الذين حضروا العرض الأول للفيلم يوم 11 مارس الحالي «أنا لا أحكي عن اليهود في فيلم زرزيس، بل صورت مدينة جرجيس بمختلف الشخصيات التي تدور في فضائها، واليهودي شمعون من جملة مكونات ذاك الفضاء»… وعاد الزرن ليفسر من جديد «الغرب يعرض عن العرب والمسلمين صورة سوداء قاتمة لا يقبلون التعايش مع الآخرين وهذا الفيلم جاء من جانبه ليكذب هذه الفكرة… شمعون اليهودي نقطة التقاء مختلف شخصيات الفيلم ومن البديهي أن تكون شخصية محورية»… الناقد السينمائي حسن بن أحمد تساءل عن سر إيراد شخصية اليهودي الطيب في الفيلم والحال أن المخرج التونسي النوري بوزيد كان قد تعرض لحملة شعواء عندما أورد شخصية اليهودي في فيلمه «ريح السد» منذ قرابة 20 سنة، وتساءل إن كانت هذه أيسر السبل للدعاية للأفلام والحصول على جوائز في مهرجانات دولية تهلل لمثل هذه الأفلام التي قد تجد ربما رواجا حتى عند الصهاينة… الزرن رد على هذه التساؤلات بالقول: «إن صورتنا في العالم في الحضيض» على حد تعبيره، والتصوير تم لشخصية تونسية بقطع النظر إن كانت سيئة أم جيدة… وسأل الحاضرين من الإعلاميين لماذا تريدونني أن أصور اليهودي في صورة سيئة والحال أننا تعايشنا معه لعقود من الزمن دون أن نعيش في وضعية صراع… وعلى عكس كل التساؤلات التي تصب في باب نقد شخصية اليهودي في الفيلم، تنبأ المخرج الزرن أن يحاصر الفيلم الغرب قائلا «إنهم لا يريدون أن يرونا في صورة إيجابية ونغمة التعايش بين المسلمين واليهود قد لا ترضي الكثير من صناع القرار في الغرب»… من جانبه قال أحمد الورشفاني رئيس المكتب السياسي لحركة التجديد المعارضة، الذي حضر العرض، إن شمعون رجل يهودي مختلف عما يقال عن الديانة اليهودية، فهو صاحب دهليز من البضائع المختلفة ولكنه كذلك دهليز عميق من المعلومات التي خزنتها الذاكرة الشعبية في مدينة جرجيس… الفيلم امتدحه بعض الحاضرين واقترحوا عرضه في منظمة «اليونيسكو» وذلك بالنظر للكم الهائل من الأفكار الإنسانية التي يقدمها، فهو «عبارة عن رسالة مهمة إلى العالم»… ولئن صور المخرج التونسي محمد الزرن اليهودي شمعون كشخصية متوازنة تكاد تكون دون أخطاء، خلافا لبقية الشخصيات التي تتخبط في شتى المشاكل من بحث عن الهجرة وحالات انفصام عن الواقع المعاش، فإن الزرن عدد بلغة «الكاميرا» الكثير من الأخطاء التي لا تراها إلا عين الفنان قائلا «لقد رأيت في شخصية اليهودي شمعون أشياء لا يراها الآخرون وهي أشياء شخصية بالأساس»… «أيالت» ابنة اليهودي شمعون الحداد بطل الفيلم الذي قبل اكتمال الفيلم قالت في حوار خاطف وخاص بـ«الشرق الأوسط» إن أباها يحب كل الناس وهو سليل أربعة أجيال عاشت في المدينة… وأكدت أن والدها كان بالفعل يتألم لآلام الناس في جرجيس ويفرح لفرحهم»… الزرن قال إن الهدف من إنجاز هذا الفيلم الوثائقي الروائي هو «عرض الحراك العميق الذي تعيشه مدينة جرجيس وهو حراك يغذيه اليومي وتتفاعل معه خاصة مجتمعات جنوب الكرة الأرضية»… فيلم «زرزيس» صور كما قال المخرج شخصية شمعون «كنقيض للأطروحة السائدة»، وهو منفتح على الآخر لذلك يكون ملتقى لثلة من الشخصيات من بينها شخصية الطاهر التقدمي والطلائعي بالمفهوم الفوضوي ويؤدي تلك الشخصية الطاهر الزرن الأخ الشقيق لمخرج الفيلم… وتكون عطارة اليهودي مكانا مفضلا للهادي الفنان الفاشل المنبوذ من فرنسا، وفاطمة التي تكون حولها شبكة من العلاقات التي غالبا ما تثمر الزيجات، هذا إلى جانب شخصية البشير سائق التاكسي وكلها شخصيات تلتقي عند شمعون «الطيب» سواء للشراء أو كذلك للحديث عن مشاغلهم و«من أجل معرفة أفضل لمدينتهم وفهم أسلم للعالم» على حد تعبير مخرج الفيلم. (المصدر: « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) بتاريخ 19 مارس 2010)
وكالة تونس إفريقيا للأنباء : في انتظار الخمسينية عيد بأية حال عدت يا عيد !
تحتفل وكالة تونس أفريقيا للأنباء في غرة جانفي المقبل بالذكرى الخمسين لتأسيسها. في انتظار ذلك تعيش هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية العريقة وضعا « مأساويا » لم تشهده في تاريخها من قبل. أهم تجليات هذا الوضع هي اللأتي : ــ إدارة عامة مشلولة عاجزة تماما عن اتخاذ القرارات الملائمة و عن حل المشاكل و الإشكالات العالقة منذ سنوات و التي تزداد حدة يوما بعد يوم. تتعامل مع الصحافيين و الأعوان بقدر كبير من النفاق و الدهاء و المماطلة مع مزيج من الغوغائية و الإرتجال. ــ رئيس مدير عام يشتغل بنظام الحصة الواحدة و نصف الوقت. مهمته الأساسية تكاد تنحصر في السهر على بث الأخبار المتصلة بالنشاط الرئاسي بطريقة سليمة وـ بقدر الإمكان ـ بدون أخطاء لغوية أو مطبعية. ــ رئيس مدير عام يمارس بإتقان مذهل سياسة « فرق تسد » مستعينا ببعض الانتهازيين و أصحاب الطموح المتورم أو النفوس الضعيفة لإذكاء الخلافات و الضغائن مما أضفى على المؤسسة جوا من الاحتقان و الفوضى و التسيب و الانحلال و اللامبالاة. ــ سوء تصرف صارخ و مفضوح و مشين في الموارد البشرية و المادية للمؤسسة يتمثل أساسا في ما يلي : * تفريغ الوكالة من الطاقات و الكفاءات عبر تشجيع العديد من الصحافيين المتمرسين على مغادرة المؤسسة لإلحاقهم بدواوين وزارية لممارسة خطط وظيفية ، في حين أن كل مصالح التحرير تقريبا تشكوا من نقص حاد في الموارد البشرية و من تدني في الخبرة و المهنية . * إدماج عناصر خارجية دخيلة عن المهنة لا صلة لها بعمل الوكالة.من بين هؤلاء أحد جهابذة صحافة العار مختص في ثلب و هتك أعراض الحقوقيين و المستقلين تم إلحاقه مؤخرا بالوكالة مع عدم المباشرة، مكافئة له على إبداعاته المنشورة على أعمدة إحدى الصحف الصفراء. من بينهم كذلك رئيس ديوان لوزير سابق أسندت له رتبة مدير بدون حقيبة لا يقضي بالمؤسسة سوى ساعة أو ساعتين في اليوم مقابل امتيازات لا حصر لها بما في ذلك سيارة إدارية فاخرة تم اقتناءها له خصيصا. ناهيك عن الملحقين إسميا صلب الوكالة تحت عناوين مختلفة و الذين لا يعرفهم أحد و لا يعرف عددهم إلا الله و الراسخون في العلم. * استحواذ الرئيس المدير العام على 3 سيارات إدارية و تخصيص سيارة رابعة لتأمين التنقلات الحزبية و الشخصية لرئيس الشعبة المهنية في حين يشتكي الصحافيون يوميا من صعوبات في التنقل إلى أماكن العمل و لا يتحصلون في الغالب إلا على سيارات قديمة جدا مهترئة و متآكلة لا تليق بالدور الذي تضطلع به المؤسسة. * بعد سنوات طويلة ـ أكثر من 20 سنة ــ من الانتدابات العشوائية المخالفة للقانون الأساسي للوكالة على أساس المحسوبية والولاءات ، و من التمديد غير المبرر في الحياة المهنية لبعض الانتهازيين و المحضوضين ، تم في بداية هذه السنة إجراء مناضرة لإنتداب 9 صحافيين ، شابتها خروقات و تجاوزات عديدة تم التكتم عنها بشدة لضلوع بعض الأطراف المقربة من الإدارة فيها ، مما أجبر سلطة الإشراف على فتح تحقيق أفضى إلى إعادة بعض الإختبارات و إلى تأخير الإعلان على النتائج. ــ المناورات و الممارسات السياسوية للإدارة العامة الحالية فتحت الطريق أمام الحزب الحاكم لبسط نفوذه كليا على الخط التحريري للوكالة مما أدى إلى تغليب واضح للوظيفة السياسية على الوظيفة الإعلامية للمؤسسة التي أصبحت مجرد بوق دعاية سمجة تبث خطابا سياسيا ركيكا و مملا لا يستسيغه و لا يصدقه أحد بما في ذلك الأمين العام للتجمع نفسه. كما أصبحت الوكالة وصحفيوها محل استهجان و تندر في كل الأوساط الإعلامية و الشعبية داخل تونس و خارجها
يــــاســـر غضبــان
بحري العرفاوي (*) إذا أردت إيهام الآخرين بتقدميتك واستنارتك وعقلانيتك فعليك الإكثار من هذه المفردات حتى وإن لم تمتلك ما يؤكد كونك كذلك! يقال إن الحرص على تزيين المظهر هو بدافع عقدة قبح الجوهر. بعض «المستكتبين» من القاعدين دائما يصحون من حين لآخر كما النائم في محطة قطار يُجهدون أنفسهم في استجماع مفردات مغرية يغلفون بها أنفسهم وأخرى منفرة يلقون بها على غيرهم ثم يعودون إلى مراقدهم منتشين كما لو أنهم خاضوا معركة تاريخية وانتهوا منتصرين! ذاك ضربٌ من الكسل الذهني ومن العجز عن قراءة الواقع المتجدد قراءة هادئة واعية مُجهزة بآليات تحليل ومناهج نقد ورؤية عملية في الإصلاح والتغيير الدائم. هل تحتاج المجتمعات العربية عبقرية استثنائية تكشف لها حقيقة كونها غير متقدمة؟ هل تنتظر كاتبا « فحلا « يجرأ على القول بأن تاريخ العرب لا يتقدم بالسرعة الممكنة؟!. بعض الكتاب يشتغلون في «المناحات» الدائمة وفي عويل ثقافي مزعج وكئيب! لا يشيرون إلى حيث تجب الإشارة ولا يقوون على تحمل المسؤولية ولا على تحميلها لمن يجب أن يتحملها إنما يتكلمون كما «الجبرية» خارج الأسباب وخارج قانون التاريخ! هم معطوبون وعاجزون وخائفون ولكنهم يجرأون على تحميل غيرهم ممن لا يعرفون مسؤولية عيوبهم تلك! مازالوا يلطمون ملامحهم القديمة في ظلمة يتمنون لو أن فيها مقيمين حتى يجدوا من يشتمون! يبحثون كما الصاديين عن ضحايا في الهامش المدني من محدودي الدخل النظري ومن فاقدي السند المعرفي ومن القاصرين عن النشاط الذهني ينكلون بهم في نصوص تصنف كتابة وتدرج ضمن مشاغل العقل الفعال! أولائك المستثمرون في «المُبيدات المعرفية» يُعيقون العقول عن التجاوز يعقلونها إلى أوتاد قديمة ويصرفونها عن قضايا الناس العملية إلى تهويمات وخيالات وإلى فضاءات يُجيدون فيها ممارسة النكايات الإيديولوجية. مستكتبون كلما دُعوا لوجهة نظرـ ضمن مشروعِ إخصاب الحقل المعرفي ـ عاودتهم الأضغاث ومشوا نائمين إلى غير وجهة يقذفون ويهتفون ويرشفون مُدمنين سوائلَ من عصير الإيديولوجيات الصلبة… هم أشبه ما يكونون بأهل الكهف إذ ناموا والزمن لا يكف عن السيلان تتجدد فيه ملامحٌ وتتبدل فيه علاماتٌ وتتغير صورٌ وأشكالٌ وأحجامٌ… خرجوا على الناس بعد موتتهم الحضارية بعملةٍ قديمة يُريدون بها نصيبا من متطلبات الحياة ! يُريدُ المستكتبون أولائك أن يعتاشوا من لطم الظلمة حاضرة في عقولهم وأنفسهم يحسبون أن بها أجيالا من شركائهم في التراب وفي الكتب المدرسية وفي الأحرف والأناشيد. من اليسير جدا ممارسة جلد الذات ورجم الآخرين… ومن المُتاح جدا تصريفُ النرجسية والعقد النفسية في الكتابة، غير إنه من المكابدة تحميلُ الذات مسؤولية تجاه الوطن وتجاه أبنائه كلهم ـ باعتبار المواطنة ـ وتجاه الإنسانية. مجتمعاتنا ليست بحاجة لمن يلعنها ويتبرأ منها، ذاك عقوق بالمعنى الأخلاقي وذاك عطب بالمعنى النفسي والمعرفي، إنما تحتاج فوانيس وأدفاق ماء. أي مثقف ذاك الذي يستمد «مكانته» من التعالى على أبناء شعبه من محدودي الدخل المعرفي يصفهم بما لا يليق بمثقف قوله وبما لا أثر لهُ أحيانا ! أي معنى لثقافة ليست مثقِفة ولا فاعلة وأيّ استنارة لا تنيرُ وأيّ تقدمية لا تمارس غير مناحات على أطلال الإيديولوجيات الكسيحة؟ أي بطولة ينال شرفها من ينقضّ بغِلٍّ غير مدني ولا ثقافي على ملامح مجتمع يراها بشعة ولا يرى نفسه فيها؟ الثقافة مبدعة ومُحيية ومُنقذة ومُتفائلة وإنسانية ومُكابدة لا يدّعيها مُحتربون من عساكر اللطم المستمر… هل من فرق بين ثقافة لا تصنع سعادة وبين جهل يجلب شقاءً؟. (*) كاتب وشاعر تونسي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 19 مارس 2010)
ريح سموم قناة « نسمة «
منذ حوالي عشرة أيام عقد السيد نبيل القروي الرئيس المدير العام لقناة « نسمة تي.في » ندوة صحفية في تونس اعترف فيها بوجود تجاوزات في بعض برامج القناة، ومنها التحقيق الصحفي الذي وقع بثه يوم 10 مارس في برنامج «ناس نسمة» وتناول موضوع العلاقات بين الجنسين قبل الزواج، وقد عمدت القناة إلى التحيّل على من وقع استجوابهم فسئلوا عن العلاقات العاطفية قبل الزواج ليصبح كلامهم فيما بعد أجوبة عن سؤال صنع بشكل ما بعدي ويتعلق بالعلاقات الجنسية قبل الزواج . وتزامن هذا التحيّل مع »رد فعل »من قبل القناة على مقال كتبته الناقدة سميرة الدامي تعرضت فيه إلى ظاهرة المدح الذاتي الذي يلجأ له أصحاب بعض القنوات الخاصة من خلال استجوابات وحوارات تجريها معهم قنواتهم كما تعرضت فيه إلى مدى إقبال التونسيين على مختلف القنوات التلفزية من خلال التقنيات المستعملة لحساب درجة مشاهدة برامجها ورصد نتائج ذلك. ورأت الناقدة أن بعض القنوات الخاصة تشكو من قلة الإقبال على برامجها وهو ما يبرر في نظرها لجوء أصحابها إلى مدح النفس والرضا الزائف عنها . منشطة مسلحة بمكواة بالبخار فما كان من القناة إلا أن مكنت إحدى منشطاتها أن تكيل للصحافية شتيمة وسبابا مقذعين من النوع الشوارعي السوقي الذي تدحرج إلى مهاوي الانحطاط الأخلاقي الذي لا شك انه تتوفر فيه كل شروط الثلب وهتك العرض : من نوع أن تقترح علينا المنشطة الشابة أن نصاحبها إلى مقر دار لابراس وهي مسلحة بمكواة بالبخار لتزيل التجاعيد القبيحة من وجه سميرة الدامي ( هكذا !). هذا وقد تقدمت المعتدى عليها بقضية عدلية ضد القناة كما أصدرت النقابة الأساسية بمؤسسة سنيب-لابريس التابعة للنقابة العامة للثقافة والإعلام المنضوية تحت لواء المنظمة الشغيلة بيانا شديد اللهجة نددت فيه بما تعرّضت له سميرة الدامي من ثلب وتشهير واعتبرت أنّ تعمّد القناة بثّ هذه المهزلة لأربع مرات متتالية إنّما ينمّ عن إمعان المشرفين على القناة على الخطأ والسعي إلى الانتقام من كل من يتوجّه إليهم بالنقد الهادف إلى التطوير والتحسين، أو من يخالفهم الذوق والرأي. كما اعتبرت أن هذا التصرّف اللامسؤول لا يعدّ اعتداء على سميرة الدامي فحسب وإنما على الإعلاميين الساعين إلى تطوير مشهدنا الإعلامي من خلال إبداء الرأي والنقد البنّاء، كما رأت فيه اعتداء على الذوق العام وعلى حق المشاهدين في برامج هادفة ومحترمة تجتمع حولها الأسر المغاربية بكبارها وصغارها وتكون خالية من الابتذال والانتقام المجانيين والمستوى الأخلاقي الهابط. مؤسسة شبه مفلسة والملاحظ أن هذه القناة الترفيهية التي أنشئت في تونس سنة 2007 من طرف الأخوين التونسيين غازي ونبيل القروي، وهي موجهة لجمهور المغرب العربي.ومقراتها في باريس وتونس العاصمة هي ملك لشركة الإعلانات قروي وقروي. وقد شهدت القناة في بدايتها نجاحا نسبيا بفضل برنامجها ستار أكاديمي المغرب العربي ولكن كثرة مصاريف بعث القناة جعلتها في أزمة مالية خانقة دفعت بمالكيها الأخوين القروي بالبحث عن شركاء، وكان لهم ذلك بدخول المنتج السنمائي العالمي طارق بن عمار والشركة الايطالية ميدياسات المملوكة من طرف رئيس الوزراء والبليونير الإيطالي سلفيو برلسكوني في رأسمال القناة ب 25 % لكل طرف منهما مع الابقاء على 25 % لغازي القروي و 25 % لأخيه نبيل القروي.و تجدر الإشارة إلى أن ميدياسات الايطالية كانت قد استحوذت سابقاً على شركة أنديمول الهولندية المبتكرة لفكرة » تلفزيون الواقع في العالم » ببرنامجها الشهير » الأخ الكبير » كما أنها ابتكرت بعده برامج عديدة ومن بينها برنامج ستار أكاديمي. وتنوي ميدياسات من خلال شرائها ل25 % من رأسمال قناة نسمة دخول سوق المغرب العربي ذي ال90 مليون نسمة واستقطاب مشاهدين من الجالية المغاربية بإيطاليا وفرنسا والبالغ عددهم 9 ملايين مغاربي غير ان صحيفة «الشروق» الجزائرية، أكدت أخيرا أن الإعلام التونسي يشهد صفقةً تاريخية تجمع بين قناة نسمة وأحد أرباب « الإعلام » في العالم. ، وهو المستثمر روبرت ميردوخ، صاحب أكبر إمبراطورية إعلامية في العالم، ومؤسس شركة « نيوز كورب روبرت موردخ » الشهيرة… كما قادت الصحيفة حملة ضدّ القناة، بسبب تعاملها مع مستثمر أسترالي اتهمته بالعنصرية ومعاداة العرب. وميردوخ ـــــ حسبما ذكرت الشروق الجزائريةـــــ اشترى 49 في المئة من أسهم الشركة التي «تقترب من الإفلاس»، وتعاني أزمة مالية وضعف الإقبال على برامجها. كما ذكرت الصحافة الجزائرية ان القناة تواجه الى جانب القضية العدلية المذكورة سابقا قضايا أخرى في الجزائر منها قضية في حقوق المؤلف والحقوق المجاورة رفعها ضدها الديوان الوطني لحقوق المؤلف في الجزائر بسبب استغلال القناة أو صاحبها لأرقام خاصة بمؤسسة اتصالات الجزائر لاستعمالها في مسابقة القناة بالإضافة الى أغان تم استغلالها دون أخذ الموافقة من أصحابها الفرنكو عربي وعقدة اللغة تثير قناة نسمة حولها ومنذ تأسيسها كثيرا من الانتقادات تتصل »بالفرونكو عربي »الذي تروج له والذي تحول في عرف القائمين عليها إلى لغة جامعة بين أقطار المغرب العربي الذي لا تدخل ضمنه ليبيا إلا على سبيل الإيهام بوجود جامعة مغاربية إذ انه يعسر على المشاهد الليبي أن يتابع برامج بلغة هجينة فرنسية عربية يتعمد الجميع التكلم بها عن وعي و إضمار يشيعان ضربا من الإحساس بالتفوق أو عن مسايرة كثيرا ما تستعمل فيها اللغة العربية عند التونسيين خصوصا كمخرج من جملة فرنسية لا يتحكم فيها المتكلم فتنقذها لغته الأم التي يتركها لبعض كلمات فرنسية ثم سرعان ما يعود إليها لأنه في الواقع لا يتقن الكلام بغيرها. كل ذلك في جو يتنفس فيه الجميع عقدة اللغة الأجنبية المتفوقة. بل يضطر من لا يريد الحديث إلا بالعربية إلى الإشارة إلى ذلك وكأنه يطلب إجازة تمكنه من » وضع شاذ » كما فعل ذلك الممثل الشعبي الجسور لامين النهدي حال استدعائه في برنامج « ناس نسمة ». كما تثار حولها أيضا اتهامات ذات طابع أخلاقي تتصل بميلها إلى كل أنواع الإثارة ومنها الجنسية في مجتمعات تسير إلى شيء « من » الانغلاق الأخلاقي »فتجد متنفسا له في إغراءات اللغة والجسد العاري والمواضيع التي كثيرا ما يقع تناولها بكثير من الخفة والسطحية اللتين تستهدفان تحريك الشهوات أكثر من استنهاض العقول. بل قد يصل الأمر إلى ضرب من الفحش الذي لولا الحياء لكنا ذكرنا لقرائنا بعضا منه. كما أثارت القناة بعد حادثتي التحيّل والثلب النقاش الجديد القديم بين أنصار « الرقابة والتخلص نهائيا من البرامج المباشرة و بالتالي العودة إلى المسجل كمادة مصنصرة مسبقا بدعوى تفادي الأخطاء وكل الانزلاقات » وبين المدافعين عن الحرية القائمة على الحوار والنقد المسؤول بعيدا عن هتك أعراض الناس ثقافة اللامحاسبة واللاعقاب ودون إرادة الحسم في قضايا شائكة تحتاج إلى مساحة وجهد اكبر مما يتحملهما سياقنا هذا فإننا لا يمكن أن نفهم جزئيا على الأقل طبيعة التجاوزات الخطيرة التي سقطت فيها القناة وأصحابها خارج حالة الفوضى العارمة التي تعرفها البلاد فقد انتشرت ثقافة اللامحاسبة واللاعقاب و أصبح الثلب وهتك الأعراض قاعدة يشترك فيها السلطة التي تحرض على ذلك زبانيتها وكهان السوء الذين تستخدمهم للمسّ من معارضيها ومجموعة من المتنفذين الذين استغلوا هذه الفوضى ليحسّوا بوقوعهم فوق القانون ويستبيحوا لأنفسهم خداع المستجوب واستبلاهه والتهجم الوضيع على الصحافيين . إن الإعلام ككل شأن عام أو خاص آخر لا بد أن يكون تحت مراقبة السلطة القضائية التي تفقد هيبتها وطابعها الردعي حين تصير واقعة بالكلية تحت سلطة الاستبداد عبدالسلام الككلي جريدة الموقف العدد بتاريخ 19 مارس 2010
التفكير بالمطرقة في الكتابة النسويّة العربيّة: كتاب «حيرة مسلمة» نموذجا
مصطفى القلعي تشهد الساحة الثقافيّة، في تونس، خلال السنوات الأخيرة، حركيّة لافتة بفعل تواتر ظهور الكتب المهتمّة بالتفكير الإسلاميّ والشّأن الدينيّ. وللكاتبات والباحثات العربيّات نصيب في هذه الحركة. وقد أثار بعض الكتابات سجالات فكريّة أثرت المشهد الثقافيّ في تونس، وحرّكته. وقد يَعُدّ المثقّفون صدور كتاب «حيرة مسلمة»(1) مدرجا ضمن طموح الفكر النقديّ العربيّ إلى مساءلة تراثه ومحاورته. المفسّرون الإسلاميّون «عتاة» «معتدون»: إنّ قارئ هذا الكتاب لا يعسر عليه الظّفر بأطروحته المركزيّة المتحكّمة في مقولاته وآرائه أو بمنهجه. فجلّ حيرات الكتاب تفتتح بالنص موطن الحيرة ومبعثها. ثمّ تثنّى باستعراض نماذج من التفاسير التي «تتعسّف» على النص بشكل من الأشكال. وتثلّث بالنتيجة النموذجيّة المشتركة بين كلّ الفصول المتمثّلة في القول إنّ النص القرآنيّ أزليّ حكيم والتفاسير مغرضة متآمرة عليه وعلى الأمّة. ولابدّ من الإشارة إلى أنّ «حيرة مسلمة» كتاب عمل على أن تكون آراؤه ونتائجه عامّة تشمل كلّ المفسّرين وكلّ المذاهب لا يستثني مفسّرا ولا مذهبا. فالمدوّنة التي اشتغل عليها الكتاب منتقاة بدقّة متناهية لتحقيق هذه الغاية. فهي تشمل نماذج من المعتزلة (الزمخشري) ( 538 ) وأخرى من السنّة (مثل الطّبري)( ( 310 و(الرّازي) (606 ) وثالثة من الشيعة (الطّبرسي)(548) إنّ منطلق هذا الكتاب مردّه رأي إيمانيّ تبسيطيّ شائع منذ فجر الإسلام مفاده أنّ ما قبل الإسلام جاهليّة دينا ودنيا، ولا شعرَ هناكَ ولا شعراء، وأنّ العهد الإسلاميّ نور جهِد المفسّرون في إعادته إلى ظلام الجاهليّة وشوفينيّة القبليّة «إسقاطهم لتصوّراتهم الاجتماعيّة بل القبليّة على النصّ القرآنيّ العامّ والمتعدّد المعاني»(2). وهذا الرّأي لطالما ردّده الفكر الحداثويّ العربيّ واطمأنّ إليه وأخرجه من دائرة المفكّر فيه. نقرأ، مثلا، لعبد المجيد الشرفي كلاما يطابقه ما ورد في كتاب «حيرة مسلمة» أو يكاد، يقول: «كانت الغاية من التفسير تسييج الفهم والتأويل وحصرهما فيما ترتضيه الفرقة العقديّة والمذهب الفقهيّ المعتَرف بهما واللذين (كذا!!) ينتمي إليهما المفسّر. وبذلك يُغلق الباب دون الاجتهادات الحرّة الخارجة عن مجالات الاختلاف التي كرّسها التاريخ»(3). لكنّ كتاب «حيرة مسلمة» يؤكّد أنّ القرآن نصّ صالح لكلّ زمان ومكان وشعب. «وهذا ما يجعل باب الاجتهاد مفتوحا دوما على مصراعيه من جهة وما ينفي الرّأي الواحد النهائيّ من جهة أخرى.»(4) إنّ الإعلان عن فتح باب الاجتهاد الموارب مطلب رئيسيّ من مطالب الفكر العربيّ المعاصر. وهو إعلان يكشف عن إيمان بالفكر النقديّ. والثّابت أنّ الفكر العربيّ المعاصر قد وجّه جهدا كبيرا نحو إعلاء النقد وتمجيده وبيان مفهومه وآليّات عمله. ويمكن أن يلمح القارئ في هذا الإعلان، أيضا، جرأة وشجاعة ومساءلة عاتية للمسلّمات والمؤسّسات والسّلط. وهذا ما تصرّح به الصّرخات التي حفل بها النصّ الإشهاريّ المثبت في ظهر الكتاب. نقرأ، مثلا: «ما الذي جرى للمسلمين حتى يصير الإسلام رديفا للانغلاق والتشدّد؟ ما الذي جرى للمسلمين حتى يصبح الطّبري أو الرّازي في بعض الأحيان أكثر تفتّحا من مشايخ الأزهر أو سواه من المؤسّسات الرسميّة التي تحاول مأسسة دين لا يقوم إلاّ على علاقة فرديّة بين الإنسان وخالقه؟ ما الذي جرى لنا حتى نعبد الفقهاء والمفسّرين ونؤلّه كلامهم وننسى أنّهم مثلنا بشر يجتهدون فيخطئون ويصيبون؟ (…) وإنّنا نرفع صوتنا عاليا لنؤكّد أنّ القرآن وحده هو الصّالح لكلّ زمان ومكان أمّا قراءاته البشريّة فنسبيّة متّصلة بانتماءات أصحابها وأطرهم التاريخيّة وعقدهم النفسيّة». هذه الصّرخات العالية والأسئلة الحائرة المحرجة رسالة أو لنقل ميثاق شرف بين الكتاب وقارئه المفترض يعده بنصّ منشقّ عن السّائد مختلف عن الرّائج مخلخل للثوابت ناقد للواقع بحثا عن التّغاير مع القديم والتنامي معه انشغالا بالآن وفعلا فيه. غير أنّ الكتاب لا يفي بما يعد به قارئه من نقد ومساءلة وخلخلة. فهو يوهم بأنّ التفكير الحداثويّ العربيّ المعاصر قد شرع في ممارسة دوره النقديّ. فباشر اقتحام معاقل التفكير الفقهيّ «المعاصر» لمناقشة مسلّماته. ولكنّه، خلافا لما وعد به، ينخرط في السّائد ويختار من السّبل أبسطها فيعمد إلى تقرير البديهيّات مثل قوله: «ولكنّنا نودّ أن نشير إلى أنّ غياب حدّ قطعيّ وصريح للواط والسحاق في القرآن قد ولّد خلافا بين الفقهاء والمفسّرين.»(5) ويكتفي بعرض المواقف الخلافيّة في القضايا الكبرى عرضا خاليا من النّقد والتفكيك والتأويل. إنّ هذه المواقف ساكنة نائمة في مدوّنات الفقه والتّفسير. والمطلوب منها، في هذا الكتاب، أداء دور واحد يخدم هوى الفكر واستيهاماته: الإشهاد على «خطل» المفسّرين واعتدائهم على حكمة النصّ. نقرأ: «إنّ عموم القرآن الذي اختاره الله عزّ وجلّ وسكوت القرآن عن كثير من الفرائض الذي لا يمكن أن لا يكون لحكمة قد غدا مجالا لمزايدات وصراعات فرديّة لا تفسّرها إلاّ المصالح البشريّة الماديّة الدنيويّة.»(6) فهل تعني ممارسة فعل التفكير استلالَ المواقف والآراء الفقهيّة والشرعيّة وعرضَها في كتاب منفرد؟ وهل يعتبر هذا الكتاب علامة على تراجع الفكر الحداثويّ العربيّ عن منجزاته أم نحسن الظنّ به، على ما ألفنا من عادة، فنقول إنّه كتاب منشغل بالقارئ غير العربيّ يعطف عليه ويكفيه عناء تقصّي الفكر من المصادر والأصول، فيشير إليه غمزا بأنّنا قد شفينا من أهواء أجدادنا وصرنا من المتحضّرين!!؟ المحاسبة والمعاقبة: إنّ طموح كتاب «حيرة مسلمة» إلى محاسبة المفسّرين ومعاقبتهم اعتمد على أدوات ليست من حجم طموحه. من ذلك الاستشهاد بالخبر استشهادا مطمئنّا إلى كيد الرواة.. ولا قلق. فنراه يتّكئ على تمرير أخبار غير مثبتة تمريرا يفتقر إلى النقد. وهي أخبار في غاية الخطورة. نقرأ، مثلا، هذا الكلام في مسألة الزواج، وهو يتضمّن خبرا مسندا إلى الشيخ الطاهر بن عاشور: «ووجد نوع ثان من النكاح يسمّى نكاح الاستبضاع وهو أن يقول الزوج لامرأته إذا طهرتْ من حيضها: أرسلي إلى فلان فاستبضِعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسّها حتّى يتبيّن حملُها من ذلك الرّجل الذي تستبضع منه. فإذا تبيّن حملها أصابها زوجها. وإنّما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد.»(7) بهيمة هي المرأة، قبل الإسلام، يأتيها الذّكر أو تذهب إليه وقت الّلقاح فتلقح.. ولا قيم ولا أعراف ولا شعر ولا ثأر!! فإن كان مقام الخبر مقاما وجوديّا دالاّ على وعي العربيّ قبل الإسلام بخطر زوال الاسم والنسب فلابدّ من الحفاظ على المقام أو الإشارة إليه، على الأقلّ. أمّا السّكوت عن مقام الخبر، في هذا السياق، فيعدّ موقفا الغاية من ورائه ملتبسة. إنّ الفكر المتهافت سرعان ما يتداعى. ذلك أنّ الكتاب يعود لابن عاشور، مصدر خبر الاستبضاع السّابق، ويسند إليه كلاما ينقضه، إذ أنّه يدلّ على حرص العربيّ على امرأته باعتبارها «بيضة الدّار»(8) ومحلّ الشرف والعرض. وهما قيمتان الدّم دونهما. نقرأ: «لا شيء يحذره العربيّ من الحرب أشدّ من سبي نسوته.»(9) فكيف لهذا العربيّ، الذي يخشى على امرأته من السبي في الحرب، أن يطلب من زوجته أن تتبهّم(10) وأن تضرب في البيداء تهزّها الغلمة وعيناها تقطران شهوة بحثا عن ذَكَر يلقحها؟
إنّ الإصرار على محاسبة المفسّرين دفع الفقه الحداثويّ إلى تسلّق جبل التفسير دون مِران ممّا أوقعه في مهاوٍ مهلكة. من ذلك اعتبار أنّ المفسّرين قد اعتدوا على «الحكمة الإلهيّة». فالمفسّرون «لا يجدون حرجا في مخالفة خيار الله تعالى أن يسكت عن حظّ الأنثيين. أليس كلّ ما يفعله الله تعالى مستندا إلى حكمة؟»(11) لكنّ الحكمة الإلهيّة المتجلّية في الصمت لا تطلب صمتا حيالها. بل إنّ الحكمة خطاب عقليّ رصين يخاطب العقل الواعي المسؤول ويستفزّه للجدل والحوار والتّفكير. لكنّ الفقه الحداثويّ يغضبه البحث في المسكوت عنه. فيتساءل مستنكرا: «لماذا لا نتعامل مع سكوت الله عزّ وجلّ عن حظّ الأنثيين باعتباره حكمة من حكمه؟»(12) إنّه لا يدرك الأشياء دون جسّ ومسّ، كما قال الشابي. فلو سكت المفسّرون عن حظّ الأنثيين، في الميراث، احتراما للحكمة الإلهيّة، كما يدعو إلى ذلك كتاب «حيرة مسلمة»، فكيف سيعالجون مسائل الميراث والتّركات المعقّدة؟ ماذا يقول القاضي للورثة الذين يستفتونه؟ إنّ الفقه الحداثويّ ينظّر للفوضى. ويدعو لهدم النّظام الفقهيّ الذي أسّسه المفسّرون والفقهاء وقد احترقوا كثيرا من أجل أن يوفّروا الأجوبة والحلول للحائرين والحائرات. إنّ قراءة المفسّرين الصّمت القرآني هي التي أطفأت حيرة السّائلين، ولو إلى حين.. إنّ قراءة الصّمت كفاءة عالية تمتّع بها المفسّرون المسلمون القدامى وافتقدها الفقهاء الحداثويّون. وقراءة الصمت القرآني ليست «تعدّيا على صمت الله الحكيم»(13)، كما يفتي بذلك كتاب «حيرة مسلمة». فلماذا التنظير للصمت والدعوة إليه وتقديسه، أيّها الفقه الحداثويّ؟ لقد ركّز كتاب «حيرة مسلمة» في حديثه عن الجنسيّة المثليّة على أنّ الفعل المتحكّم في حدّ اللواط والسّحاق هو الإيلاج. فالإيلاج الذي في الزنى قد يخلّف اختلاطا في الأنساب. أمّا في اللواط والسحاق فلا. ولذلك فإنّ الفقهاء والمفسّرين خفّفوا من حدّ اللواط والسحاق. بل إنّهم ينفون حدّ الرّجم دون نص شرعيّ (14). ونفي المفسّرين حدّ الرّجم هو بالضبط ما يستغربه الكتاب. لكنّ القراءة الوجوديّة التي لم يتمّ الالتفات إليها تدفعنا إلى الإقرار بأنّ اللواط والسحاق أخطر من الزنى لأنّهما يقطعان النّسل أصلا. ولهذا فإنّ المفسّرين كانوا على وعي بهذه الخطورة وهم يحدّون الحدود. وكانوا بدافع الغريزة والبقاء الإنسانيّين والوعي الحضاريّ يجتهدون من أجل بيان خطر الجنسيّة المثليّة وحدّها حدّا رادعا حتى وإن لم يكن فيها حكم نصيّ قرآنيّ صريح. لعلّه من البديهيّ القول بأنّ التفسير عمل إبداعيّ. وهو، كأيّ إبداع، لا يفهم خارج إطاره التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ الذي فيه نشأ، ولا يقيَّم خارجه. كما أنّ «التّفسير كان مكوّنا من مكوّنات منظومة كاملة يشدّ بعضها بعضا ولا يمكن سحب أحد عناصرها منها دون أن يهتزّ البناء برمّته»(15). أمّا استلال جهود المفسّرين في تفكيك النّصوص وتأويلها من إطارها فهو عمل غير منهجيّ، أوّلا، وغير منصف، ثانيا. فالتّفسير لم يكن اختيارا ولا لهوا ولا تسلية فراغ ولا استجابة لنزوة عابرة.. إنّه جهد وضنى ومكابدة ورشح جبين.. إنّه إعراض عن ملذّات الدّنيا، فلا وقت لها. إنّه دلالة دامغة على قيمة الإيثار التي تحلّى بها العلماء العرب المسلمون، وعلى اختيارهم الاحتراق شموعا يستنير بوهج علمها الآخرون.. إنّ التفسير مواجهة للتّاريخ بما هو منه.. بالتّاريخ أعني. عمل شاقّ، هو، تصدّى له رجال نذروا حياتهم للإنسان. خدمة عظيمة للنصّ القرآنيّ، هو، وتواصل معه.. وليس اعتداء عليه. إنّ الثابت المعروف أنّ طموحات عمر بن الخطّاب (ولهذا الكتاب مع عمر حكاية يرويها) في التوسّع الإمبراطوريّ تحقّقت بفضل الفتوحات التي شرّقت بالإسلام وغرّبت الأمر الذي خلق وضعين حضاريّين معقّدين؛ حضاريّ واجتماعيّ، فرضا على المفسّرين والعلماء مهمّات تاريخيّة كبيرة. فلقد انضمّت أمم وحضارات وأجناس وأعراق ولغات كثيرة ومختلفة إلى الإسلام. وهي، في الغالب، تجهل العربيّة ويعسر عليها استنباط الأحكام من النصوص الشرعيّة، بل يستحيل. كما استقرّ المسلمون في المناطق المفتوحة. وانتقل الوافدون على الإسلام إلى المدن والحواضر العربيّة الإسلاميّة، وأقاموا فيها. إنّ ما أتاح هذا الاختلاط العرقيّ واللغويّ والثقافيّ والحضاريّ هو الدين الإسلاميّ، دين التوحيد الذي تأسّس على نص مؤسّس هو القرآن. فكان التحدّي العظيم المطروح على المفسّرين هو إزالة «الحيرة» عن المسلمين وتيسير عمليّة اندماجهم في الفضاء الحضاريّ العربيّ الإسلاميّ. ولم يكن ذلك متاحا بغير توحيد الأحكام وبغير توفير الأجوبة عن أسئلة المسلمين وحيراتهم. لقد كان عمل المفسّرين شرطا ضروريّا لتنتظم الحياة في المدينة العربيّة الإسلاميّة النّاشئة. وهو عمل مقاوِم للفوضى. التّفسير هو من العوامل الحاسمة التي ضمنت للأمّة تماسكها حين نجح في أن يضمن للنصّ المؤسّس إثبات شموله ولاتاريخيّته. القَصاص من الرجال جميعا.. القصاص.. «حيرة مسلمة» كتاب مشقوق في الصميم بفكرة الأنوثة المضطهدة، كما لاحظنا، حتى إنّه يرسم للرجال جميعا صورة في غاية القتامة يظهرون من خلالها « قراصنة نساء» يستلذّون باصطياد المرأة لإذلالها واستعبادها واللهو بجسدها وانتهاك حقوقها. نقرأ: «إنّ الفقهاء والمفسّرين لم يدّخروا أيّ جهد في اعتماد الإجماع البشريّ أو بالأحرى الذكوريّ واعتماد أخبار الآحاد والقراءات الشاذّة حتى يغمطوا المرأة حقّها.»(16) ثمّة حرص شديد، في هذا الكتاب، على إعادة المجتمع القهقرى إلى العصر الذكوريّ وعلى التعامي عن الواقع حيث المرأة تحيا جنبا إلى جنب مع الرجل في كلّ المواقع والمسارب والثنايا. فمقارنة الزوجة بالعبد قائمة على نوع من المسكنة والمطالبة المبطّنة بالثّأر من الرّجال الظّلمة المعتدين. وصورة الزّوج، في هذا الكتاب، أشبه ما تكون بصورة عرفناها عند شكسبير؛ صورة «تاجر البندقيّة» اليهوديّ المرابي المتاجر في لحوم البشر. وإلاّ كيف نفهم هذا الكلام: «وإذا كان المبيع في عقد الزّواج هو فرج المرأة فإنّ الرّجل يشتريه لا بما يفرضه الزّواج من ضرورة إنفاق الزّوج على زوجته فحسب ولكن بما يدفعه لها من صداق»؟(17) إنّ بيع الفروج مهنة قديمة تتمّ في المواخير وبيوت الدعارة. وهي تجارة معروفة تشرف عليها الدولة بنفسها في أحيان كثيرة. وتحصل في المقابل على الضرائب من قبل البغايا. أمّا الزّواج فكرم متبادل بين الرجل والمرأة. إنّ كتاب «حيرة مسلمة» كثيرا ما يفقد توازنه. فهو كثيرا ما يخلص إلى نتائج ملتبسة. منها، مثلا، استنكار الإجماع واستفظاعه واعتبار ألاّ خير فيه حتى وإن كان إجماعا على الامتناع عن القتل. فالكتاب يثبت بالخبر والحديث أنّ السنّة تقضي بقتل الّلائط ومن يأتي البهيمة. لكنّ المفسّرين اجتهدوا فأجمعوا على إلغاء حكم القتل هذا. هذا الإجماع على إلغاء حكم القتل عن الّلائط هو ما استنكره الكتاب!! نقرأ: «فأمّا السنّة فيبدو أنّها تشير إلى بعض حدود من يعمل عمل لوط ومن ذلك ما ينسب إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من أنّه قد قال: «مَن وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» (…) وهذا ما يتلاءم مع حديث آخر للرّسول رواه أبو داود والتّرمذي والنسائيّ وغيرهم ورد فيه: «مَن وجدتموه قد أتى بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة» (…) فإذا ثبت حلول الإجماع محلّ القرآن فأولى أن يحلّ رأي المفسّرين محلّ قول الرّسول أحيانا. أ ليست السنّة النبويّة الأصل التشريعيّ الثّاني بعد القرآن.»(18) فهل يعني ذلك أنّ المفسّرين القدامى ألطف من الفقهاء الحداثويّين الجدد وأعقل وأكثر اعتدالا ووسطيّة وتسامحا؟ هل يسمح الفقه الحداثويّ لنفسه بأن يدين إلغاء حكم القتل عن اللوطيّين؟ هل يسمح لنفسه بأن يقبل، ولو جدلا أو فرَضا، الحكم بقتل الّلوطيّين؟ .. قتلهم؟ الجواب: نعم!! وهذا الدليل: «وحتى إن اندرجنا ضمن الرّأي المتشدّد الذي يرى ضرورة قتل كلّ الّلوطيّين أو رجمهم فلا بدّ من طرح التساؤل التالي: هل قتلنا كلّ الّلوطيّين سيقضي على الّلواط؟ وهل الّلواط شأنه في ذلك شأن ضروب السلوك الجنسيّ الأخرى اختيار عقليّ واع يكفي الرّدع للقضاء عليه؟»(19) إنّ الفقه الحداثويّ يمكن أن يقبل الافتراض!! وهو ما عمل المفسّرون والمجتهدون العرب القدامى على مقاومته. عمر رمز لا صنم: لقد ترنّح الفقه الحداثويّ، في هذا الكتاب. وترنّحه هو الذي جعله يشهر مطارقه عاليا ليهوي على الرموز متوهّما أنّها أصنام. على أنّه لا يضرب ضربة واحدة قاصمة. وإنّما يختار «الضربات الوقائيّة» التي تحقّق الهدف مع إمكانيّة الحدّ من الخسائر حدّا كبيرا. إنّ استعارة هذا القاموس العسكريّ ليست من باب الهزل. بل إنّه القاموس الأصلح لتفكيك شفرات الخطاب في هذا الكتاب. ففيه مواقف إدانة واتّهام مندسّة بين صفحات متباعدة موجّهة إلى عمر بن الخطّاب. لقد تنوّعت التّهم الموجّهة إلى عمر في هذا الكتاب. فمنها تهمة قتل العبد، وحرمان المرأة من الزواج، وحتى الفظاظة: «فابن الخطّاب يقتل العبد ويحرم المرأة من أيّ علاقة جنسيّة بقيّة حياتها. وهذا التشديد وإن تلاءم مع شخصيّة عمر الفظّة لاسيّما إزاء النساء…»(20). كما نعثر على تهمة التشديد على المرأة: «ولعلّ نيّة التشديد على المرأة (في موضوع العدّة) تبلغ أقصاها مع عمر بن الخطّاب.»(21) بل يدين الكتاب عمرَ بتعطيل الأحكام القرآنيّة وبالتجرّؤ على النصّ الأصليّ: «ولا ننسى أنّه سبق لعمر أن عطّل حكمين قرآنيّين صريحين وهما قطع يد السّارق ومنح الصّدقات للمؤلّفة قلوبهم. فإذا كان الرّجل قد تجرّأ على النصّ الأصليّ الذي حفظه الّله عزّ وجلّ من النّقصان والتّحوير فلِم نتعجّب من نهي عمر عن متعة سمح بها القرآن؟»(22) من خلال ما تقدّم، يجوز لنا أن نفهم أنّ كتاب «حيرة مسلمة» رسم استراتيجيا دقيقة لتدمير صورة عمر النموذجيّة. فعمر العادل الفاروق ما هو في الحقيقة سوى ظالم جائر، جاوز عدوانه على المرأة الحدود والأزمنة. وعمر الذي صارع الجبابرة وفتح الأمصار صرعته عقدة متعة المرأة!! لكنّ كتاب «حيرة مسلمة» لم يكفه أن يحمّل عمر جرائر الماضي. بل حمّله أيضا المسؤوليّة عن مصائب الحاضر، حاضرنا اليوم، نحن أبناء القرن الحادي والعشرين!! نقرأ: «لولا أنّ عمرا قد نهى عن المتعة لما وجدنا في مجتمعاتنا الإسلاميّة اليوم هذا العدد المهول من الشباب والفتيات يعانون من الحرمان العاطفيّ ومن الكبت الجنسيّ. إنّنا نفضّل على الأقلّ اعتبارا أن يولد أطفال في إطار زواج متعة فينسبون إلى آبائهم شرعا وقانونا على أن نرى هذا العدد المتزايد من الأطفال غير الشرعيّين لا يجدون في كثير من المجتمعات سندا ولا عائلا ولا اعترافا اجتماعيّا.»(23) هكذا يقرّر الفقه الحداثويّ؛ الكبت الجنسيّ عند الشباب (رمز الحاضر) وتشرّد الأطفال ( والطفولة رمز المستقبل) مسؤوليّة عمر بن الخطّاب لا أحد سواه لأنّه «قد نهى عن المتعة»، المتعة الجنسيّة طبعا. فلو أباحها ما وجدنا اليوم طفلا مشرّدا واحدا ولا مكبوتا واحدا. فهل سيل الأطفال المشرّدين في البرازيل، اليوم، مثلا، سببه منع عمر المتعة؟ هل يعرف البرازيليّون والتايلانديّون، مثلا، أنّ خليفة المسلمين الرّاشد الثّاني قد منع زواج المتعة، في مطلع القرن السّابع الميلاديّ، فكان سببا رئيسيّا في أحزانهم ونكدهم وتشرّد أطفالهم؟ لعمر بن الخطّاب شخصيّة كاريزماتيّة. وعليه إجماع تاريخيّ. فإليه يعود فضل توجيه طاقات الأمّة الداخليّة نحو الفتوحات الخارجيّة. وفي عصره ساد ازدهار اقتصاديّ كبير. وهو الوحيد من بين الخلفاء الرّاشدين الذي عرف عهده استقرارا سياسيّا تامّا. فأبو بكر واجه مشكلة الردّة. وعثمان واجهته قضيّة حرق المصحف التي انتهت بقتله. وعليّ وقع فريسة الفتنة الكبرى. فلماذا تمّ استهداف هذه الشخصيّة بالاتّهام والإدانة في كتاب «حيرة مسلمة»!! إنّ عمر رمز.. إنّه لن يتهدّم لأنّه يحيا في القلوب والأفئدة ويقيم في الذاكرة. وليس صنما منتصبا في الساحات العامّة. مواجهة التاريخ بالنزوات: في كتاب «حيرة مسلمة» إصرار عجيب على التعامي عن أسئلة العصر وقرار بالخروج منه بالبحث عن حلول لمشاكل غير موجودة في المجتمع موضوعِ الدراسة. والكتاب لا يفعل سوى أن يمعن في تغييب المتلقّي عن الأسئلة الحقيقيّة التي تُشْكِل عليه ويضنيه أمرها والزجّ به في متاهات فقهيّة سلفيّة خلافيّة لا تفيده في شيء. ومن الحلول التي يلحّ عليها الكتاب ويراها لازمة لإصلاح مؤسّسة الزّواج ضرورة تعديل شروطه. فيقترح أنّه «علينا أن نعيد النّظر في اعتبار البلوغ البيولوجيّ وحده منطلقا لإمكان الزواج.»(24) أمّا الشرط الرئيسيّ الذي لا مناص منه لذلك فهو ضرورة «تقنين السنّ الدّنيا للزواج بما يتلاءم مع طبيعة المجتمعات واختلاف قيمها وتصوّراتها عبر الأزمان.»(25) إنّ من يقرأ هذا الكلام يصيبه العجب!! فيعتقد أنّ تونس، مثلا، بلد يعيش «حالة زواج» وأنّ أهل هذا البلد مزواجون!! ممّا دعا الفقه الحداثويّ إلى أن يضطلع بدوره في الإفتاء والتفكير ويساهم في البحث عن الحلّ الملائم لهذه الحالة الوطنيّة الأزمة. ففي أيّ مجتمع يعدّ البلوغ البيولوجيّ وحده منطلقا لإمكان الزواج؟ هذا الكلام نظريّ. بل هو يهوّم في مدن الخيال. ولا علاقة له بالواقع، إذ أنّ سنّ الزواج متأخّرة جدّا في تونس، كما هو معروف لدى الجميع، مقارنة بباقي الدول الإسلاميّة. وليس مردّ الأمر فقهيّا مفاده التزام التونسيّين بفتاوى الفقهاء القدامى أو المحدثين أو عدم التزام. وإنّما السّبب واضح وبسيط ولا يحتاج إلى تنظير ولا إلى عبقريّة. فهو سبب اجتماعيّ بالأساس يتمثّل في ثقل وطأة مشكلة البطالة وفي صيغ الانتداب والتوظيف الحديثة التي لا توفّر الحدّ الأدنى الماديّ والنفسيّ اللّازمين للزواج، إضافة إلى غلاء المعيشة بفعل تسيّد رأس المال. وبالمناسبة، يروج أنّ جنازة كئيبة تعدّ لمؤسّسة الزواج قريبا، فلنطلب لها الغفران وللفقهاء الحداثويّين جميل الصّبر والسلوان. أمّا رأس المال فإنّه سيشرع في إقامة حفلات صاخبة ماجنة مبذّرة في أعلى قمّة جبل أولمب احتفالا بانتصاره على الحياة وتعبيرا عن نشوته بفتوحات الفقه العربيّ الحداثويّ. لقد أرّق الكبت الجنسيّ الفقه الحداثويّ في هذا الكتاب. ففكّر فيه. ثمّ صرّح بأنّه عثر على التّعويذة السحريّة لتمتيع البشر بولائم الحبّ والمتعة: إنّهما حلاّن بسيطان متاحان وغير مكلّفين؛ أوّلهما زواج المتعة الذي أقرّه القرآن!! نقرأ: «نعتقد أنّ إقرار القرآن بزواج المتعة من وجوه تيسير سبل العلاقة الجنسيّة.»(26)ويفتي الفقه الحداثويّ بأنّ «زواج المتعة لا يمسّ بالثوابت الاجتماعيّة للمجتمع الإسلاميّ القديم. إنّه لا يمسّ بالنّسب ولا يخرق النّسيج الاجتماعيّ»(27)، فلا ضير منه، ولا خطر فيه. وثانيهما الاستمناء. نقرأ الفتوى: «أَوَلاَ يكون الاستمناء الذي يمارسه عدد كبير من الشباب المسلم ضرورة يفرضها بؤس العلاقات الجنسيّة في مجتمعاتنا الإسلاميّة اليوم تصوّرا وممارسة؟»(28) بإباحة زواج المتعة يتوهّم الفقه الحداثويّ أنّه انتهى من تهديم الرّمز عُمرَ. وبالدعوة إلى ممارسة زواج المتعة تقتصّ المرأة لنفسها من الحرمان دهورا وتحلم بالوعد القريب؛ ولائم الغلمة وبحار المتعة. بزواج المتعة والاستمناء ينظّر الفقه الحداثويّ لتنظيم المجتمع الذي ينشد المعاصرة. بالاستمناء تبنى الأُسر وتحلّ مشاكل الشباب ويساهم العرب في بناء القيم الكونيّة. الزواج استعباد للمرأة. وزواج المتعة متعة وحريّة وكرامة لها. هذه هي البدائل الفكريّة التي يطرحها الفقه الحداثويّ العربيّ حلولا لأزمات هذه الأمّة. ————————————————— mustapha.kalii@yahoo.fr الهوامش: 1) د. ألفة يوسف: حيرة مسلمة في الميراث والزواج والجنسيّة المثليّة، دار سحر للنشر ط 1، أفريل 2008، تونس. 2) حيرة مسلمة، نفسه، ص 130. 3) عبد المجيد الشرفي: الإسلام بين الرسالة والتاريخ، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 2001، ص 174. 4) حيرة مسلمة، نفسه، ص 148. 5) حيرة مسلمة، نفسه، ص 205. 6) نفسه، ص 58. 7) نفسه، ص 125. 8) العبارة لمحمّد اليعلاوي: أدب أيّام العرب، حوليّات الجامعة التونسيّة، عدد20، 1981. 9) حيرة مسلمة، نفسه، ص 128. 10) اشتقاقا من لفظ «البهيمة»!! 11) حيرة مسلمة، نفسه، ص 30. 12) نفسه. 13) نفسه، ص 42. 14) نفسه، ص 208. 15) عبد المجيد الشرفي: الإسلام بين الرسالة والتاريخ، نفسه، ص 175 – 176. 16) نفسه، ص 57. 17) نفسه، ص 73. 18) نفسه، ص 213 – 214. 19) نفسه، ص 224. 20) نفسه، ص 131. 21) نفسه، ص 136. 22) نفسه، ص 99. 23) نفسه، ص 103. 24) نفسه، ص 123. 25) نفسه، ص 124. 26) نفسه، ص 103. 27) نفسه، ص 102. 28) نفسه، ص 155. http://www.echaab.info.tn أسبوعية الشعب، لسان الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت 6 مارس 2010
الاستبداد والحجاب
خلال متابعتي لبرنامج الملف على قناة الجزيرة الذي ناقش أوضاع المرأة المسلمة في الغرب وطرح منشط الحلقة أسئلة لإثارة الحوار: هل يعيق الحجاب فعلا الاندماج في المجتمع الغربي؟ لماذا صار النقاب بعد الحجاب مقلقا إلى هذا الحد؟ وأي شكل للحجاب يراد للمسلمة في دولة غربية؟ خطر بذهني بسرعة عفوية خبر الاعتداء على التلميذة تقوى الحسني وما تعرضت له من ضرب وجرّ أمام المعهد الثانوي الحرايرية بالعقبة من طرف عون أمن لأنها رفضت نزع الخمار وعندما أوصلها إلى المدير طلب منها الأخير نزع خمارها وهددها فامتثلت لأمره وأغمي عليها نتيجة العنف الشديد وترافق ذلك مع سب الجلالة والكلام البذيء والتهديد بالاعتداء على شرفها وتحريض عون الأمن على ذلك، وجاء في هذا الخبر الصادر بجريــدة الموقف عــ537ـدد بتاريخ 12 مارس 2010 أن التلامذة الحاضرين حرروا عريضة إدانة أمضى عليها أكثر من 30 تلميذ وأمام تصاعد الموقف احتج بعض أساتذتها ودخلوا في ملاسنة مع المدير وتقدم والد الفتاة بشكاية لوزارة التربية وللإدارة الجهوية للتعليم تونس2 ورفع قضية في المحكمة، وقد تبنت عدة جمعيات حقوقية مطلب التلميذة. هذا ما يجري للمحجبات في تونس فمنذ صدور المنشور 108 سنة 1981 الذي وصف الحجاب بالزي الطائفي والذي بموجبه مَنَعت السلطة المستبدّة التلميذات والطالبات من الدراسة والمعلمات والأستاذات من التدريس والموظفات في الإدارات والعاملات في المصانع من عملهن بل ذهب بهم الأمر أكثر من ذلك بكثير مثل اختطاف المحجبات من الطريق العام ووسائل النقل العمومية وجرّهن إلي مراكز الشرطة والتحرش بهن وإجبارهن على نزع الحجاب والإمضاء على التزام بعدم ارتدائه ومُنعن كذلك من العلاج في المستشفيات العمومية وبلغت الحملة ذروتها في عشرية التسعينات من القرن الماضي حتى انك لا ترى الحجاب في الشارع في كامل تراب الوطن رغم أن المنشور108 يتعارض مع دستور البلاد وقوانينها والمواثيق الدولية الداعمة لحرية المعتقد وحرّية اللباس وقد أثبت ذلك قرار قضائي عــ1\10976ــدد صدر عن الدائرة الخامسة للمحكمة الإدارية برئاسة القاضية سامية البكري ألغي بموجبه المنشور 108 المانع لارتداء الحجاب واعتبر القرار أنّ هذا المنشور غير دستوري وفيه تهديد للحريات الأساسية ومنها حرية المعتقد. وقالت الناشطة الحقوقية الأستاذة إيمان الطرقي في حوار خاص مع موقع إسلام أون لاين.نت في أكتوبر الماضي أن القضاء نافذة لوقف الظلم على المحجبات بتونس ودعت إلى توعية المحجبات المتضررات بطرق ووسائل التظلم لدى المحاكم، هل سينصف القضاء التونسي التلميذة تقوى الحسني؟ المرأة نصف المجتمع وهي أجمل ما فيه من حيث العواطف والمشاعر إن كانت أما أو أختا أو خالة أو عمّة أو جدّة أو زوجة أوبنت أو صديقة (أو صديقة في هذا العالم الافتراضي الفايس بوك) وموضوع المرأة وحقوقها دائما في صدارة أولويات الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والمفكرين من مختلف التوجهات الاديولوجية . وحققت المرأة العديد من المكاسب الايجابية مقارنة بعصور سابقة وهذا نتيجة التطور الطبيعي لحياة البشرية وكذلك نتيجة لنضال الإنسان ضدّ قُوى الاستبداد وأفكاره التي تراكمت وأفرزت قوانين ومواثيق أُممية التزمت بها كثير من دول العالم لحماية هذه المكتسبات. وبحجة أن الحجاب رمز ديني مثله مثل الصليب بالنسبة للمسيحيين والقلنسوة بالنسبة لليهودي أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) في شهرمارس 2004 وبأغلبية ساحقة قانون (منع الرموز والعلامات البارزة) في المدارس العامة في فرنسة وبموجب هذا القانون يمنع ارتداء الحجاب للفتيات المسلمات وهو قانون جائر عنصري ضد المسلمين، ويتنافى هذا القانون مع مبادئ حقوق الإنسان وحرية المعتقد لان الحجاب بنسبة للفتاة المسلمة الراشدة فرضًا دينيًا وليس رمزًا ويعتبر هذا القانون سابقة في الاتحاد الأوروبي تلاه قانون في سويسرا يحضر بناء المآذن واليوم كثر الحديث عن منع النقاب في الأماكن العامة رغم أن عدد المنقبات في الغرب قليل. والأصل أن العلمانية محايدة في التعامل مع الدين لا تحاربه ولا تُلزم به أحدًا لكن في السنوات الأخيرة ارتفعت أصوات سياسية عنصرية بشكل كبير ضدّ الإسلام والمسلمين لأغرض سياسية وانتخابية للوصل إلي مناصب متقدمة في الحكم ضاربين عرض الحائط بمواثيق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. ياسين البجاوي
الديمقراطية والمرجعية الإسلامية
19-03-2010(العرب-الدوحة)
الصحبي عتيق* تمهيد: لقد تحقق الجانب النظري في الفكر السياسي لدولة الإسلام على أرض الواقع في مراحل محدودة من التاريخ فكانت التأسيس لنموذج للشورى والعدل يستلهم منه المسلمون المفاهيم والمناهج والرّوح والمقاصد لأن « الأشكال المؤسساتية والآليات الدستورية والاجتماعية والاجتهادات التشريعية والسياسية هي نتاج بشريّ محكوم بالسياق التاريخي والظروف الحضارية والمناخ الثقافي لعصرها « (والتعبير لطارق البشري) ولئن مثلت هذه المراحل نماذج راقية تجلت فيها القيم الإسلامية وتلاحمت فيها النصوص بالواقع فقد حصل الارتداد سريعا ولم تتطوّر الأنماط والأشكال بل تضاءلت مساحات الشورى والعدالة لتنتهي إلي ملك عضوض لا يعتمد على إرادة الشعب فحسب وإنما يقف موقفا متباعدا عن روح الإسلام وفلسفته ومقاصده في الحكم ويفتح المجال للوراثة والشورى الشكلية والإكراه في البيعة والتشريع للاستيلاء والغلبة والاستبداد والتنظير ل(إمارة الاستيلاء التي تعقد عن اضطرار ) مقابل (إمارة الاستكفاء بعقد عن اختيار ) كما ذكر الماوردي مماّ أثار الشكوك والالتباسات في القيّم الإسلامية المتعلقة بالنظام السياسي والحريات العامة والشورى ولقد فرض الظلم على الأمّة في أغلب مراحل الحكم على الرغم من مخالفته لنصوص الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة. يقول الدكتور أحمد الريسوني : »إن الفراغ التنظيمي والفقهي في مسألة إدارة الشورى وإدارة الاختلافات السياسية شكّل على الدوام سبب لتحكم منطق القوة والغلبة بكل ما يعنيه ذلك من فتن وصراعات وتصفيات دموية . » ورغم هذا الواقع فإنّ الإسلام لا يحمل أصولا مؤسِّسة للاستبداد في مفاهيمه ولا تشريعاته. ولقد كانت سلطة وضع القانون بيد العلماء إلى جانب استقلال القضاء و استقلال التعليم والثقافة وانتشار عدد من المؤسسات الأهلية المستقلة تأسسا وتمويلا كمؤسسات الأوقاف والمساجد والتعليم والنشر . المرجعية الإسلامية: لئن كانت الدولة في الفكر السياسي السنّي مدنية ،سندها الأمّة التي تستمدّ من إرادتها الحرّة سلطانها و شرعيّتها، ولئن كان نمط الحكم مجال نظر واجتهاد من حيث إدارة الدولة وشكلها وسياستها فإن ثوابت الإسلام وأحكامه ومقاصده تظلّ المرجع الأعلى والمصدر الرئيسيّ للتشريع إلي جانب الاجتهاد فيما وراء ذلك تأويلا وتجديدا وتنزيلا.وإن قيام الدولة علي مرجعية الإسلام لا يعني أنها تعرف نظاما من الكهنوت أو تملك سدنه من رجال الدين …فهذا مصطلح غريب عن روح الإسلام. وهذه المرجعية للدولة في الإسلام لا تتناقض مع ديمقراطية الدولة ولا تعني أن تتحول الدولة إلي دولة دينية وإنما هي تعبير واحترام لهويّة الشعب التي لا تقبل المراجعة .وإن كانت السلطة في الإسلام للوحيّ مع عدم انفكاك السياسة عن مقاصد التشريع ومع سعة مساحات الاجتهاد فإن هذه القداسة ليست وقفا علي الإسلام فكل دولة لها ثوابت ومرجعية لا تتجاوزها وهناك قداسات أخرى أكثر إعلاء وأشدّ تحكما في العقول وتغلغلا في النفوس وتستند إلي مرجعيات عليا كقيم الجمهورية والقانون الدولي وحقوق الإنسان والمصلحة الوطنية وقيم الحداثة …بل نحن اليوم أمام تقديس الأدوات المنهجية والأزمنة المعرفية التي عرفها المجتمع الغربي كالعلمانية والتاريخية (الأنسنة والعقلنة) ومحاولة اعتبارها مرجعية لتأسيس النهضة. إن هذه المرجعية العليا لا تمنع انفتاح المشروع الإسلامي على منجزات الحضارة الإنسانية إلي جانب ما يتيحه الواقع والعقل والمصالح من اجتهاد في تنزيل أحكام الوحيّ بحثا عن الحقيقة وطلبا للإضافات النافعة للبشرية فالحكمة ضالة المؤمن يأخذها أينما وجدها ،يقول ابن عقيل 🙁 السياسة ما كان فعلا يكون الناس فيه أقرب إلي الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرسول ولا نزل به وحي ) يقول ابن القيّم 🙁 وإذا ظهرت أمارات الحقّ وقامت أدلة العدل وأسفر وجهه بأيّ طريق كان فثمّ شرع الله ودينه …فأيّ طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين ليست مخالفة له) الديمقراطية المحررة من أوشاب العلمنة: لئن تبلورت الديمقراطية من خارج الثقافة الإسلامية فإنّها لا تعني العداء للدين،وبعيدا عن الحجاج في أساسها الفلسفي القائم على حرية تشريع الإنسان لنفسه -فهذا الأمر محسوم في الإسلام- إنّما هي « قريبة من جوهر الإسلام »بتعبير الشيخ القرضاوي من حيث اختيار الحاكم والانتخاب والتمثيل النيابي والتداول على السلطة واستقلال القضاء وحرية التعبير والتنظّم …فإن الديمقراطية » هي أحسن صورة ابتكرتها البشرية لتطبيق الشورى الإسلامية » وهذا الرأيّ هو السائد في دائرة الفكر الإسلامي المعاصر إلى جانب عدد من قدامي المفكرين من أمثال الكواكبي وخير الدين التونسي والشيخ بن عاشور القائل : » فلا ريب أن الحكومة الإسلامية حكومة ديمقراطية على حسب القواعد الدينية الإسلامية المنتزعة من أصول القرآن ومن بيان السنة النبوّية ومماّ استنبطه فقهاء الإسلام في مختلف العصور » ويقول المفكر الشيخ راشد الغنوشي: » ليس في الإسلام عند التأمل في تعاليمه ومقاصده وتجربة تطبيقه النموذجية في عصر النبوّة والراشدين ما يمنع الترتيبات التي جاء بها النظام الديمقراطي علاجا لآفة الدكتاتورية التي اكتوى بنارها معظم تاريخ الإسلام وبقية شعوب الأرض »وإلي جانب ما تتيحه الديمقراطية من نظم وآليات فإن الإسلام يثريها بقيم تعطيها السموّ الأخلاقي والعمق الإنساني الذي يحميها من سلبيات الرأسمالية المتوحشة والتلاعب بالضمائر والذمم والأصوات . ويطرح الشيخ القرضاوي في كتابه » الدين و السياسة »المواطنة كمفهوم بديل عن مفهوم « أهل الذمّة ».وكل هذه المسائل تحتاج إلى مزيد التأصيل بحثا عن شرعية مقنعة في مصادرنا بعيدا عن التلفيق والإسقاط والله أعلم. ————————– *كاتب و باحث من تونس
أين منظّمة المؤتمر الإسلامي؟
بقلم: الشيخ راشد الغنوشي ما داهمت الأمّة مصيبة ألاّ والتفتت الى المؤسسات التي لا تزال تحمل عنوانا تمثيليا لها مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تستصرخها، فإذا لم تجد لاستغاثتها صدى، صبّت جام غضبها على تلك المؤسسات وعلى القائمين عليها، ونادت بحلّها وطيّ صفحتها فما دلالات ذلك؟ وما الجدوى منه؟ لم يكن منتظرا من مجموع دول تابعة ضعيفة أن تلد كيانا دوليا عملاقا، لا سيما وأن موازين القوّة الدّولية مختلة لصالح القوى الغربية منذ قرنين على الأقل، وكان من ثمار ذلك هدم آخر شكل للوحدة الإسلامية السياسية (1924) وتمزيق شمل المسلمين وفرض التجزئة عليهم ،وحراسة تلك التجزئة بقوة الأساطيل، وحراستها كذلك بأنظمة فاسدة دكتاتورية معزولة عن شعوبها، تولت القوى الغربية دعمها وتسليطها على شعوبها للقيام بمهمة الوكيل على حراسة المصالح الغربية في عالم الإسلام، وقمع كلّ توجه لدى تلك الشّعوب صوب نهوض حقيقي يتأسس على إحياء مقوّمات الشّخصية الإسلامية واستعادة الوحدة المغتالة. فذلك خط أحمر دونه خرط القتاد. وتأبيدا لهذه التجزئة، تم تصدير نموذج الدّولة القطرية إلى العالم الإسلامي لتقويض كل توجه صوب الوحدة مجددا ، بما استحداث مفاهيم جديدة للأمّة على أنقاض المفهوم الإسلامي الجامع، تم ربطها بتواريخ وثقافات ما قبل الإسلام ذاته كالآشوريين والفنيقيين والفراعنة..لا يترددون حتى في اختلاق تلك التواريخ، لتأثيث وملء فراغات الأمة المستحدثة..التونسية والمغربية والقطرية والسودانية..لها رموزها وراياتها وتاريخها الخاص بها، وحتى إسلامها ورزناماتها للأعياد الدينية…!! إلا أنه مع كل الجهود التي بذلت من قوى التبعية والتخريب داخل عالم الإسلام مدعومة بالقوى الأجنبية لإجتثاث مفهوم الأمّة الجامع – أمة العرب والمسلمين – من القلوب، وزرع المفاهيم القطرية المستحدثة للأمّة بديلا، لا يزال المسلمون ينظرون إلى أنفسهم أنهم أمّة واحدة تخترق كل الجدران المصطنعة مهما سمقت او غاصت في اعماق الأرض، ويشتد ويتأجج ذلك الشعور بالإنتماء الى جسم واحد خاصة كلما داهمت المصائب قطرا من أقطار الأمة، فترى الأمّة وكأن ما يحدث في البوسنة أو الشيشان أو غزة أو كشمير أو التركستان يحدث في كل بيت مسلم، وليس في دولة و أمة أخرى. وذلك هو الذي حدث مثلا سنة 1969عندما أقدم الصهاينة – بعد احتلالهم القدس – على إحراق المسجد الأقصى المبارك فانتفض عالم الإسلام وكأنه جسم واحد، الأمر الذي حرك جلاميد الصّخر الحاكمة، واضطرّها إلى الإجتماع وتأسيس رمز الوحدة الإسلامية « منظمة المؤتمر الإسلامي »، ولأنها منظمة تترجم إرادة حكومات لا تترجم هي بدورها شعوبها إلا بشكل جزئي، فكذلك هي المنظمة، وإن عّبرت عن أشواق شعوب أمتنا إلى الوحدة، فهي عاجزة أن يكون ذلك التعبير حارّا قويّا سريعا كما يعتمل في أفئدة الشّعوب، ولذلك لم تفعل تلك المنظمة شيئا مذكورا في القضية التي تأسست من أجلها قضية القدس، ولا كان فعل اللّجنة المنبثقة عن هذه المنظمة لجنة القدس فعلا مشهودا يوقف المخطط الصّهيوني الذي يجري على قدم وساق لتهويد القدس والإستيلاء على المسجد المبارك تمهيدا لهدمه أو اقتسامه لزرع أسطورة هيكل مزعوم على أنقاضه، بل إنّ رئيس لجنة القدس كان إسهامه في عملية التطبيع الغاصب غير قليل. وليس ذلك وحسب، بل إنّ أعظم دول العرب التي كان معوّلا عليها قيادة الأمة لتحرير فلسطين ورد الهجمة الغربية الجديدة كما فعلت أيام الصليبيين والتتر، هي أوّل المتخاذلين « وَلاَ تَكُنُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِه » / البقرة 41 /، بما فتح أبوابا للشر على الأمّة، وأبوابا للتمدّد الصّهيوني في المنطقة والعالم. (المصدر: مجلة الأمة (السعودية)، العدد37) الرابط: http://alummahmag.com/alummah/index.php?option=com_content&view=category&layout=blog&id=49&Itemid=113
الكتاب السنوي لمدينة المنستير :
المـنستيـــــــــــــــــر
سنـــة 1430 هـــ – 2009 م
( الكتاب الثاني )
تمهيـــد :
إن حفظ ذاكرة أي مدينة و حمايتها من الإهمال و الإندثار هو واجب يتطلب بصفة متواصلة رصد مختلف الأحداث و التحوّلات الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية و السياسية التي يمرّ بها المجتمع لأنه لا مستقبل لمن لا يعي واقعه و يستحضر تاريخه القريب و البعيد و من أهمّ ما سجّلته ذاكرة مدينة المنستير سنة 2009 هو مواصلة قطاع التعليم في تحقيق نتائج متميّزة في حين تدهورت القدرة الشرائية للمواطن و أثقل كاهله التداين و ازداد تدهور الأداء البلدي و تراجعت صادرات قطاع النسيج كما تواصل إقصاء و تهميش نخب المدينة ….
و لعلّ أبرز ما ميّز سنة 2009 حدثان رئيسيان : سياسي وهوالإنتخابات التشريعية و الرئاسية و رياضي تمثّل في بلوغ فريق الإتحاد الرياضي المنستيري الدور النهائي لكأس تونس في كرة القدم
الإنتخابات التشريعية و الرئاسية :
انتظمت يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 الإنتخابات التشريعية و الرئاسية في ظل لامبالاة شعبية واسعة حيث شهدت مراكز الإقتراع إقبالا ضعيفا من المواطنين و بدت هذه المكاتب شبه خالية منذ افتتاحها على الساعة الثامنة صباحا و حتى انتهاء فترة التصويت على الساعة السادسة مساء … و يرجع عدم مشاركة المواطنين بكثافة في الإنتخابات إلى عدة أسباب و منها عدم حصول نسبة كبيرة منهم على بطاقة الناخب – و هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك – فضلا عن وجود قناعة تامة لدى الناخبين المفترضين بأن نتائجها معلومة مسبقا في ظل انعدام أبسط شروط المنافسة المتكافئة و غياب قائمات مستقلّة و إقصاء للعديد من الكفاءات و كذلك بسبب عدم حياد الإدارة التي ينتمي أغلب أعضائها للحزب المهيمن على الحياة السياسية بالبلاد منذ أكثر من نصف قرن حيث سخّر التجمع الدستوري كل إمكانات الدولة لخدمة حملته الإنتخابية في الوقت الذي خصّصت فيه مساحات محدودة للمعلقات الإشهارية لقائمات أحزاب المعارضة وتمّت محاصرة و منع العديد من أنشطتها ….
و كان يمكن لهذه المحطّة السياسية أن تمثّل نقلة نوعية في الحياة السياسية بالبلاد و لكنّ ذلك لم يحدث
يذكر أن عدد المواطنين الذين هم في سنّ الإنتخاب في مدينة المنستير يتجاوز الـــ 72 ألـــف و ذلك اعتمادا على ما نشره المعهد الوطني للإحصاء في 8 ديسمبر 2009 من معطيات عامة حول السكان و التوزّع النسبي للسكان حسب الفئة العمرية ( 24,2 في المائة فقط من السكان تحت سنّ الــ 14 في سنة 2008 وهو بصدد الإنخفاض سنويا بمعدل نصف نقطة و اعتمادا على ذلك فإن نسبة من بلغوا عام 2009 سنّ الــ 18 فما أقلّ – وهو السنّ القانوني للإنتخاب – لا تتجاوز 30 في المائة )
الحياة السياسية :
تكاد تكون ميّتة و قد اقتصرت على أنشطة التجمع الدستوري الديمقراطي في الوقت الذي أوصدت فيه الأبواب أمام التيارات السياسية الأخرى و مكوّنات المجتمع المدني فلا اجتماعات و لا محاضرات و لا ندوات و كأن السياسة حكر على البعض و لا دخل للآخرين فيها و هو منطق يريد البعض – و بتعال و سلطويّة – تكريسه و فرضه عنوة على المجتمع الذي يزخر بالطاقات العلمية و الفكرية و السياسية ….
و قد انعكس ذلك على طبيعة اهتمامات و خطاب عموم الناس حيث أن النقاشات و الحوارات في المجالات السياسية و الثقافية و الفكرية لا تكاد تبلغ معشار ما يحصل في المجال الرياضي و خاصة كرة القدم ….
الحرب على غزّة ( ديسمبر 2008 – جانفي 2009 ) و تفاعل المواطنين معها :
مثّل العدوان الهمّجي الصهيوني على قطاع غزّة مناسبة لتحرّك مكوّنات المجتمع المدني بتنظيم تحركات شعبية تعبّر من خلالها عن حقيقة مشاعر جماهير المدينة من العدوان و رغبتها في نصرة أهالينا في فلسطين المحتلّة و لكن بسبب منع المسيرات و مختلف التحركات الأخرى لم يحصل ذلك في حين بادر تلاميذ المعاهد الثانوية و المدارس الإعدادية – بكل تلقائية و عفوية – إلى التظاهر و رفع شعارات المساندة لشعبنا الفلسطيني في غزّة و التنديد بمجازر الصهاينة و جرائمهم البشعة
كما قام الإتحاد الجهوي للشغل بتنظيم مسيرة مساندة لغزة و التنديد بحرب الصهاينة عليها و لكن غابت عن هاته المسيرة المشاركة الجماهيرية و تم تقزيمها من خلال تحديد المسلك الذي سارت فيه لبضع مئات من الأمتار من قبل السّلط المحلية و الجهوية بحيث لم تكن في مستوى الحدث ….
و من الشعارات التي تم رفعها في مسيرات المعاهد و اتحاد الشغل :
– خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود
– عملاء الأمريكان شركاء في العدوان
– حكومات عربية عملاء الصهيونية
– بان كي مون يا جبان ، شعب فلسطين لن يهان
– يا للعار ، يا للعار باعوا غزّة بالدولار
– غزّة … غزّة …. رمز العزّة
– جهاد … جهاد …. نصر أو استشهاد
– يا صدّام يا شهيد … عن دربك لا نحيد
– يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان
– يا بوش يا جبان الشعب العربي لن يهان
– شعب عربيّ … واحد … جيش عربيّ …. واحد
– لا إله إلا اللّه و الشهيد حبيب اللّه
و قد اقترح بعض المثقفين و المهتمين بالشأن السياسي – في خضمّ الأحداث التي عاشتها غزة و تفاعل معها سكان المدينة – توأمة المنستير مع غزّة كشكل من أشكال المساندة على غرارما قامت به عشرات البلديات التركية ….
الواقــــع الديمغرافـــي :
ازداد التوسّع العمراني سنة 2009 و معه التزايد السكاني و خاصة في أحياء » الفرينة » و » العقبة » و » حي الرياض ( الديس ) » ليتجاوز عدد السكان عتبة المائة ألف لأول مرة
مع الإشارة إلى أن عدد العائلات في أفريل 2004 وفقا للتعداد العام للسكّان و السكنى قد بلغ 423 19 أسرة أما عدد المساكن فقد بلغ 920 24 ( أي كان هناك فائض بـــ 5500 مسكن بالمقارنة مع عدد الأسر )
و لا زال عدد كبير من أبناء المدينة مقيمين في الخارج و يتواجد الجزء الأكبر من الجالية في فرنسا حيث لا يقلّ عددهم عن العشرين ألف من ضمن قرابة المليون تونسي متواجدين على التراب الفرنسي
عدد السكـــّــان : 103 ألف نسمة ( ديسمبر 2009 )
مع العلم و أنه و حسب الإحصاءات السابقة للتعداد العام للسكان و السكنى فقد كان تعداد سكان مدينة المنستير كالتالي :
1984 : 000 36 نسمة
1994 : 000 51 نسمة
2004 : 546 71 نسمة
التوقّّعــات الديمغرافيــة :
2010 : 000 106 نسمة
2014 : 000 120 نسمة
الطقـــس :
سجّلت درجات الحرارة في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر 2009 ارتفاعا غير مسبوق في مثل تلك الفترة من العام محطّمة كل الأرقام السابقة ببلوغ الحرارة 30 درجة و كان الطقس أشبه بفصل الربيع حتى أن هناك من قصد البحر للإستحمام و لم يحصل ذلك منذ عقود
من ناحية أخرى و أمام ارتفاع درجات الحرارة كان من الطبيعي أن تنخفض كميات الأمطار إلى حدود الإنتفاء ففي العادة تتراوح كميات الأمطار في شهر ديسمبر ما بين 40 و 60 ملم و لكن حصيلة ديسمبر 2009 كانت ضئيلة جدا و لم تتجاوز 10 ملم وهو ما اعتبر بوادر و مؤشرات على موسم جفاف ….
التعليــــم :
بلغ مجموع التلاميذ خلال السنة الدراسية الحالية 2009 – 2010 في المراحل التعليمية الثلاث ( الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي )472 15 تلميذا بزيادة 381 تلميذا عن السنة الفارطة و توزع هؤلاء على النحو التالي :
– الإبتدائــــــي : 039 7
– الإعـــــدادي : 142 4
– الثانــــــــوي : 291 4
و يوجد بمدينة المنستير ثلاث معاهد ثانوية وهي :
معهد بورقيبــــة : 091 2
معهد فطومة بورقيبـــة : 718 1
المعهد النموذجــــي : 482
و ينتظر أن ينضاف إليها معهد رابع بعد سنتين فقط و يتعلّق الأمر بالمدرسة الإعدادية الهادي خفشة التي شرع تلامذة السنوات الأولى ثانوي الدراسة بها خلال السنة الدراسية الحالية 2009 – 2010 و تمّ بموازاة ذلك حذف سنوات السابعة أساسي منها
كما بلغ عدد التلاميذ الذين التحقوا بالسنة أولى ابتدائي 183 1 تلميذا
أما عن عدد المعلمين فقد انخفض عن السنة الفارطة حيث بلغ خلال السنة الدراسية الحالية 393 معلما من ضمنهم 316 معلمة أي بنسبة 80,41 في المائة
أما أساتذة الإعدادي فقد بلغ 348 و أساتذة الثانوي 378
و بذلك يكون مجموع المعلمين و الأساتذة 119 1 بزيادة 118 عن السنة الفارطة
و ذلك من ضمن 779 135 مدرّس في الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي في كامل أنحاء البلاد ( 099 61 معلم و 680 74 أستاذ ) يباشرون عملهم سنة 2008 – 2009
المـــدارس الإعداديـــة :
1- المدرسة الإعدادية الهادي خفشّـــة : 848
2- المدرسة الإعدادية » الإمتيــــاز » : 831
3- المدرسة الإعدادية علي بورقيبـــة : 781
4- المدرسة الإعدادية مفيدة بورقيبــة : 641
5- المدرسة الإعدادية النموذجيـــــــة : 541
6- المدرسة الإعدادية المنستيـــــــــر : 276
7- المدرسة الإعدادية نهج سالم بشيـر : 224
و كان آخر تلميذ تم قبوله في المدرسة الإعدادية النموذجية بالمنستير- وهو رقم 204 – قد تحصّل على معدّل 16,90 من 20 في مناظرة السنة السادسة للإلتحاق بالمعهد النموذجي الذي ترشح للإلتحاق به أكثرمن 2000 مترشح في حين أنّ آخر تلميذ تم قبوله بالمدرسة الإعدادية النموذجية سنة 2008 كان معدّله 15,15 من 20
– باكالوريا جوان 2009 :
– للسنة الثانية على التوالي حقق المعهد النموذجي بالمنستير نتائج ممتازة في الباكالوريا حيث حصل إثنان من الناجحين فيه على المرتبة الأولى على المستوى الوطني و هما :
– سهيـــل الدهمانــــي : شعبة الإعلامية بمعدّل 19,09 – وهو أصيل قصر هلال –
– مروان بن رمضــان: شعبة التقنية بمعدّل 18,90 – وهو أصيل قصيبة المديوني –
كما حقق العديد من التلاميذ الآخرين معدلات مرتفعة جدا و نذكر منهم :
– أسماء بلال و نجحت بمعدّل 19,61 ( الأولى على مستوى ولاية المنستير ) و قد التحقت بكلية الصيدلة
– سيرين قلالة و نجحت بمعدل 18,46 ( علوم تجريبية ) وهي تواصل دراستها في الهندسة بألمانيا
– أميرة أمل الزرافي و نجحت بمعدل 17,37 ( علوم تجريبية ) وهي تدرس بكلية الصيدلة بالمنستير
– درّة فرشيــو و نجحت بمعدّل 17,11 ( علوم تجريبية ) و هي تدرس بكلية الصيدلة بالمنستير
و كدليل على المستوى المتميّز لتلاميذ المعهد النموذجي و تفوّقهم يمكن الإشارة إلى أنه تم قبول 40 ممّن نجحوا في الباكالوريا في كلية الطب بالمنستير و 7 في كلية الصيدلة
مدينــــة جامعيــــة :
تضمّ مدينة المنستيرعشرة مؤسسات جامعية درس بها خلال السنة الجامعية 2008 – 2009 ما مجموعه 719 19 طالب موزعين على النحو التالي :
1 – كلية العلوم : 309 5
2 – المعهد العالي للإعلامية و الرياضيات : 100 2
3 – المعهد العالي للبيوتكنولوجيا : 000 2
4 – المعهد التحضيري للدراسات الهندسية : 762 1
5 – كلية الطب : 525 1
6 – كلية الصيدلة : 501 1
7 – كلية طب الأسنان : 484 1
8 – المدرسة العليا لعلوم و تقنيات الصحّة : 490 1
9 – المدرسة الوطنية للمهندسين : 417 1
10 – المعهد العالي لمهن الموضة : 131 1
و تبلغ نسبة الفتيات 56،37 في المائة من مجموع الطلبة
و كان عدد الطلبة خلال السنوات الفارطة على النحو التالي :
2005 – 2006 : 352 17
2006 – 2007 : 007 18
2007 – 2008 : 217 19
2008 – 2009 : 719 19
ملاحظة : تبلغ ميزانية التصرّف في كلية العلوم أكثر من 7 مليارات
محطّات من التاريـــخ :
تمّ في شهر جوان سنة 1944 تنظيم مناظرة وطنية للدخول إلى ترشيح المعلّمين ( تكوين مدرّسي التعليم الإبتدائي ) و قد تقدّم للمناظرة عدد كبير من المترشّحين من مختلف أنحاء البلاد نجح منهم عشرة فقط منهم أربعة من مدينة المنستير ( من جملة خمسة شاركوا فيها ) وهم فرج الشاذلي – محمد عامر مراد – محسن البوّاب – علي بوسلامة في حين لم ينجح المازري بسباس و كان يشترط في المتقدّم للمناظرة ( هذا زمن الإستعمار الفرنسي ) حفظ عشرة ( 10 ) أحزاب من القرآن الكريم ….
الصحـّــــة :
المستشفى الجامعي فطومـــة بورقيبـــة :
مرّت يوم السبت 13 فيفري 2010 الذكرى المائوية الأولى لتأسيس المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة الذي يحتوي على 22 قسم إستشفائي و يبلغ عدد إطاراته حاليا 1528 في حين تبلغ ميزانية التصرف المخصّصة له سنة 2010 ما مقداره 18 مليارا و 150 مليون من المليمات
و يستقطب المستشفى الجامعي كفاءات طبية ذات خبرة و مستوى عال مكّنتها من تحقيق نجاحات و إنجازات طبية مرموقة و لكنه في نفس الوقت يشكو من نقص في العديد من التجهيزات الهامّة و منها و خاصة جهاز الفحص بالرّنين المغناطيسي
و يوجد بالمنستير 27 اختصاص طبّي سواء في طب الخواصّ أو في المستشفى الجامعي و المستوصفات و المصحّات الخاصّة
و يزداد عدد أطباء الإختصاص من سنة إلى أخرى حيث ارتفع عددهم إلى أكثر من 300 سنة 2009 :
أمراض القلب و الشرايين :
1 – محمد الناصر طبقة – 2 – عبد الحميد شعيب – 3 – فاخر نعيجة – 4 – محمد أمين المجدوب- 5 – فتحي بتبوت ( المستشفى الجامعي )- 6 – فوزي معتوق ( المستشفى الجامعي )- 7 – حبيب قمرة ( المستشفى الجامعي )- 8 – فوزي عدّاد ( المستشفى الجامعي ) ….
طـــب الأسنـــان :
1 – سنية البنزرتي غديرة – 2 – سعيدة حميدة الغمراسي – 3 – لطيفة جراح قلالة – 4 – عبد الرؤوف الدبابي
5 – حبيب محلّة – 6 – وسيلة منصور الزرافي – 7 – ريم الشايب البحوري – 8 – خالد مخلوف – 9 – كوثر المناري
10 – محمد علاق – 11 – إيمان غديرة – 12 – محمد سهيل القطاري – 13 – وداد مصباح البوّاب – 14 – إيمان محلة بن رمضان – 15 – نورز وجدان سعيدان – 16 – علي المهدي بوصفّارة – 17 – ريم كمّون حرم خليفة
18 – ابتسام بلّوط – 19 – جمال الحبيب – 20 – منية عبيد ( المستشفى الجامعي ) – 21 – دليلة الدوس ( المستشفى الجامعي ) – 22 – فوزية فنطر عزيّز ( المستشفى الجامعي ) ….
طــــبّ العيــــــون :
1 – كريم شاوش – 2 – طارق الهدّار – 3 – هدى مزالي حرم محلة – 4 – سنية عطية – 5 – منصف خير اللّه ( المستشفى الجامعي ) ….
طــــبّ الأطفـــــــــال :
1 – عفيف بسباس – 2 – شكري شوشان – 3 – محمد فوزي السخيري – 4 – خالد باشا – 5 – هدى بن علي
6 – محي الدين رضوان – 7 – ليلى غديرة ( المستشفى الجامعي ) – 8 – محمد ناجي قديش ( المستشفى الجامعي )
9 – شبيل بن مريم ( المستشفى الجامعي ) ….
طــــــبّ النفـــــس : الأمراض النفسية و العصبية و تخطيط الدماغ
1 – خليفة خليفة – 2 – لطفي قحّة ( المستشفى الجامعي ) – 3 – فريد زعفران ( المستشفى الجامعي )
4 – جينيفييف الخياري ( المستشفى الجامعي ) ….
جراحــــة العظــــــام و المفاصل :
1 – رياض الحيزم 2 – محمد إلياس بوزقرّو – 3 – كمال السطمبولي – 4 – مراد الشعبوني ….
الجراحــــة العامـــــة :
1 – محمود الخيري – 2 – محمد الحبيب الهادي طبقة – 3 – خديجة الزواري – 4 – محمد قطاطة – 5 – فوزي نعمان ( المستشفى الجامعي ) – 6 – محمد نصر( المستشفى الجامعي )- 7 – عبد العزيز حمدي ( المستشفى الجامعي )….
روّاد في الطـــب :
في الكتاب الذي أصدره الصحفي محمد البرقاوي » الطب و الأطبّاء في تونس : من قرطاج إلى اليوم » تم ذكر 6 أطباء من الروّاد أصيلي مدينة المنستير و هم :
1 – سالـــم الشاذلـــي : يعتبر أول طبيب نفساني تونسي
ولد يوم 24 فيفري 1896 بالمنستير و زاول تعليمه الإبتدائي بالمدرسة العربية الفرنسية ثم أرسله والده أحمد إلى تونس لمواصلة دراسته في المعهد الصادقي حيث تحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1917 ثم سافر إثر ذلك إلى فرنسا و التحق بكلية الطب بباريس أين تخرّج سنة 1926 بحصوله على ديبلوم طبيب مختصّ في الأمراض المعدية و ديبلوم الطب الشرعي و الأمراض النفسية و كان الرئيس المؤسّس لجمعية الطلبة المسلمين بشمال إفريقيا سنة 1927 كما أسّس جمعية » الكشّاف المسلم » سنة 1936 و قد تولى الإشراف على أحد أقسام مستشفى الأمراض النفسية بمنّوبة سنة 1934 و في نفس السنة انخرط في حزب الدستور الجديد و لم يتردّد الدكتور سالم الشاذلي في كتابة رسالة في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى الرئيس الأمريكي ويلسن يطالبه فيها بـــ » حق التونسيين و بقية شعوب شمال إفريقيا في الحريّة » كما أنه لم يتردد في مراسلة الأمانة العامة للأمم المتحدة في اليوم نفسه الذي تم فيه إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 10 ديسمبر 1948 ) و تقديم شكوى ضد السلطات الإستعمارية الفرنسية بسبب » التجاوزات ضد المرضى التونسيين المقيمين في مستشفى منوبة »
توفي – رحمه اللّه – يوم 11 جوان سنة 1954 بعد حياة حافلة بالنشاط الصحّي و العمل الوطني
2 – عمــــر الشاذلــــي : مؤسّس كلية الطب بتونس التي انطلقت الدراسة بها في أكتوبر سنة 1964
ولد في 14 ماي 1925 بتونس العاصمة و كان جدّه أحمد الشاذلي شغوفا بتعليم أبنائه و لذلك قرّر شراء منزل في تونس العاصمة لتمكينهم من مواصلة دراستهم التي لا تتوفر آنذاك في مسقط رأسه المنستير و من بينهم والده حسن الشاذلي الذي أصبح فيما بعد متصرّفا في المعهد الصادقي . سار عمر الشاذلي على خطى عمّه سالم في التفوّق و تخرّج من كلية الطب بسترازبورغ بفرنسا و قد تولى سنة 1962 إدارة معهد باستور بتونس و كان الطبيب الشخصي للرئيس الحبيب بورقيبة طيلة ثلاثة عقود ( 1959 – 1987 )
و قد بلغ عدد منشوراته العلمية 180 ما بين كتب و أبحاث و دراسات و سجّلته منظمة الصحة العالمية سنة 1976 ضمن قائمة أخصائييها في مجال مرض السرطان ….
3 – محمــد الناصـــر الحـــدّاد : ولد يوم 8 سبتمبر 1920 بالمنستير
تحصّل عل شهادة الباكالوريا بأحد معاهد » سانت ايتيان » بفرنسا ثم التحق بكلية الطب بمدينة » ليون » أين سبقه شقيقه الأكبر – انخرط في المقاومة ضد النازيّين مع مجموعة » جان مولان » و ألقي عليه القبض و لكنه استطاع الهرب بحيث لم يزجّ به في معسكرات الإعتقال الرّهيبة – بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استأنف دراسته في الطب و تخرّج من كلية الطب بليون – وهو أحد الأعضاء المؤسّسين – سنة 1957 – لجمعية الهلال الأحمر التونسي – كاتب عام للجمعية التونسية للعلوم الطبية سنة 1961 – له 80 عنوان منشور في اختصاصات طبية مختلفة –
له بنتان – نادية و منية – و كلتاهما طبيبتان . توفي – رحمه اللّه – في 2 جويلية 1980
4 – رضـــا مبـــروك : ولد في 13 ماي 1921 بالمنستير
التحق في طفولته بالكتّاب و حفظ نصيبا من القرآن الكريم تحت إشراف المؤدّب عامر بوزيتون – شارك في مظاهرات 9 أفريل 1938 مما تسبّب له في الطرد من المدرسة الصادقية أين كان يزاول تعليمه الثانوي – تحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1940 من معهد » كارنو » ثم التحق بكلية الطب بالجزائر و تخصّص في طب العيون –
افتتح سنة 1955 عيادة له في نهج باب منارة بتونس العاصمة و مارس اختصاصه في مستشفى » شارل نيكول » و مستشفى طب العيون – شارك في عدد كبير من الملتقيات و المؤتمرات داخل البلاد و خارجها و له منشورات عديدة و مساهمات في العديد من المراجع العلمية و الطبية ….
5 – العروســي المكّـــي : ولد بالمنستير في 19 أكتوبر 1930
هاجر في طفولته المبكّرة مع عائلته إلى تونس العاصمة و استقرّوا في » حيّ العمران » ( فرانس فيل ) أين تلقّى تعليمه الإبتدائي ثم التحق بالمعهد الصادقي و منذ شبابه وعى مظالم المستعمر الفرنسي و قد اتّصف بالجرأة و المبادرة و لم يمنعه الواقع الصعب من المساهمة في بناء جامع حي العمران تحت إشراف الشيخ عمر الركباني وهو أحد الوطنيين الأوائل من أبناء المنستير – سافر إلى باريس لمواصلة دراساته العليا في كلية الطب ثم لاحقا في معهد العلوم السياسية و لم ينقطع نشاطه الوطني هناك حيث شارك في تأسيس الإتحاد العام لطلبة تونس مع عبد المجيد شاكر و فؤاد المبزّع و الصادق بن جمعة و الحبيب بولعراس و لم يتوقّف نشاطه الغزير في الدفاع عن القضية الوطنية بل امتدّ ذلك إلى دعم جبهة التحرير الوطنية الجزائرية و كاد بسبب ذلك أن يتعرّض للقتل – ساهم في تأسيس مستشفى الأمراضي الصدرية عبد الرحمان مامي بأريانة و اشتغل فيه لسنوات طويلة كما ساهم في تكوين عشرات الأطباء و لم ينس له الجزائريون دعمه لجهاد بلادهم في سبيل الإستقلال حيث قام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة شخصيا بتوسيمه يوم 29 جوان 2005 بمدينة تلمسان تقديرا لنشاطه في سبيل تحقيق إستقلال دول المغرب العربي – أسّس الجمعية المغاربية للأمراض الصدرية سنة 1984 – له من الأبناء اثنان فتحي و سامي و كلاهما طبيب مختصّ في الأمراض الصدريّة
توفّي – رحمه اللّه – يوم 18 جوان 2007
6 – سعيـــدة الدوكــــي : ولدت بحي الطرابلسية بالمنستير يوم 27 ديسمبر 1948
تابعت دراستها الثانوية بمعهد الفتيات بسوسة أين تحصلت على شهادة الباكالوريا بملاحظة حسن جدّا في شعبة الفلسفة ثم التحقت بكلية الآداب بتونس و لكنها بعد ثلاثة أشهر فقط قرّرت تحويل وجهتها الدراسية فالتحقت بكلية الطب بتونس- واصلت دراستها في اختصاص طب النفس بكلية الطب بباريس سنة 1973 -عضومؤسّس للجمعية التونسية لطب النفس سنة 1993- تترأس جمعية أطباء النفس العرب منذ سنة 2001- لها أكثرمن 200 منشورو إصدارو بحث- أصبحت سنة 1988 رئيس قسم في المستشفى الجامعي بمنوبة » الرازي »خلفا للبروفيسورسليّم عمّار
المساجد بمدينة الرباط :
ما يلاحظ في بناء المساجد الجديدة في مدينة المنستير هو استنساخ نمط و شكل معماري معيّن ليس فيه إبداع و تطوير في التصميم و الهندسة بخلاف ما يتمّ في جهات عديدة من البلاد و قد تطاول البنيان في العديد من أنحاء المدينة و تهاوت معه تعلّة عدم السماح بتشييد مآذن المساجد إلى علوّ شاهق » خشية اصطدام الطائرات بها » …
كما أنّ تكريس المفهوم الخاطئ القائل بأن المساجد مخصّصة فقط لإقامة الصلاة لا زال سائدا في حين يجب أن يكون المسجد مقصد طلاب العلم و كذلك لتحفيظ القرآن و تعليم الناس أمور دينهم من فقه و حديث و حضارة و …. وهو مركز الحياة الإجتماعية و يتم فيه إبرام عقود الزواج ذلك الرباط المقدّس الذي جعله الإسلام ميثاقا غليظا
و قد تخرّج من المساجد – في مختلف الأزمنة – ثلة مرموقة من الشيوخ و العلماء و المؤلفين خلدت أسماؤهم في كتب التاريخ و السير و كان للمسجد و لازال دور هام في الحفاظ على النسيج الإجتماعي
و كان يمكن للمساجد المنتشرة في المدينة أن تلحق بها العديد من المؤسسات الوقفية التي لعبت في سالف الأزمان دورا هاما في خدمة المجتمع كمساعدة التلاميذ و الطلبة و المقبلين على الزواج و الفقراء و المحتاجين ….
قائمــة بالمساجــــد في مدينــة المنستيـــر :
1 – الجامع الكبير – 2 – الجامع الحنفي ( جامع بورقيبة ) – 3 – مسجد الشراقة – 4 – مسجد والي – 5 – مسجد » جلّولية » – 6 – مسجد باب الغربي – 7 – مسجد سيدي عبد السلام ( الربط ) – 8 – جامع الحي السادس – 9 – جامع سطح جابر – 10 – جامع البساتين – 11 – جامع » العقبة » – 12 – جامع » الفرينة » – 13 – جامع » سيدي نصر » – 14 – جامع » العمران » – 15 – جامع الإيمان » غرس اللّوزة » – 16 – جامع الصيّادي – 17 – جامع » المشرف » – 18 – مسجد التقوى – 19 – جامع السواني – 20 – جامع التوبة – 21 – جامع الغفران – 22 – جامع الهداية » الديس » – 23 – جامع السواني 2 : في طور البناء – 24 – مسجد الحي الرابع : في طور البناء – 25 – جامع عبد الرزاق الحلارة : في طور البناء – 26 – مسجد معهد الذكور : مغلق
رمضان 1430 هـــ :
أقبل الناس عل شهر الصيام بكل شوق و عمّروا المساجد التي امتلأت بالمصلّين في شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار ، تصفو فيه النفوس و تشعر بالسكينة و الراحة النفسية و تتوطّد فيه الأواصر العائلية و تتكثف الزيارات و أعمال الإحسان و تتجمع فيه العائلات حول مائدة الإفطار
و من غرائب الأمور التي حصلت في الشهر الكريم التنبيه – من خلال الدروس التي ألقيت على روّاد المساجد – على عدم السماح بالإعتكاف فيها و كانت التعلّة الواهية التي تم تقديمها هي أن العديد من المصلين ينامون في المساجد مما يجعلها عرضة للأوساخ ….
من ناحية أخرى تفنّن بعض القائمين على المساجد في غلقها – خلال شهر رمضان – مباشرة إثر الصلوات عوضا عن تركها مفتوحة أمام روّادها لقراءة القرآن و الإكثار من النوافل و التهجّد و الإعتكاف في مخالفة صريحة لسنّة النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرته العطرة
كما لم يتم تجهيز المساجد – خلافا لبعض السنوات الفارطة – بالعديد من الضروريات و لوحظ نقص كبير في المفروشات ( الحصر ) و لا زال الحظر مفروضا على الكتب و المراجع الدينية من كتب التفسير و الحديث و السيرة و الفقه بعد أن تمّ إزالتها من مكتبات المساجد بحيث لا يستطيع روّادها تعلم شؤون دينهم فضلا عن أن الحظر لا زال يشمل الحلقات و الدروس اليومية التي تعتبر الوسيلة الرئيسية الأولى للتفقّه في الدين الإسلامي على أيدي العلماء و الفقهاء
صلاة عيد الفطر :
أقيمت صلاة عيد الفطر في أغلب المساجد على الساعة السابعة إلا الربع صباحا ( س 6 و 45 د ) أي بعد شروق الشمس بحوالي 45 دقيقة
و قد حصل اكتظاظ كبير إثر صلاة العيد حيث تجمّع ما لا يقلّ عن 20 ألف مواطن في المقبرة و محيطها للترحّم على الموتى و تجمّع آلاف السيارات في مساحة لا تتجاوز الكيلومتر مربّع و تسبب ذلك في اختناقات مرورية تعطلت خلالها حركة السير لما يقرب من الساعة و قد نتج ذلك بسبب قلة التنظيم و إغلاق المنفذ الرئيسي المؤدي للمقبرة حيث تم وضع سلسلة كبيرة منعت مرور السيارات وهو ما لم يحصل سابقا و هكذا تقوم البلدية – كعادتها – بتعقيد الأمورعوضا عن تيسيرها …
كما أصبحت المدينة صباح يوم العيد متسخة بشكل مقرف بسبب عدم رفع بقايا المعرض التجاري الذي تم تنظيمه طيلة النصف الثاني من شهر رمضان و قد انتشرت الأوساخ بشكل مريع خاصة في محيط السوق المركزية ( المارشي ) و في » حومة الطرابلسية »
مناسك الحجّ و العمرة :
شعر مئات المواطنين بالغبن و الغضب بعد الإعلان بصفة رسميّة عن إلغاء موسم الحجّ لسنة 1430 هجريّة بتعلّة حماية الحجّاج من الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير وهذا الإجراء لم يحصل إلا في تونس و من دون بقية البلدان الإسلامية و رغم ذلك فقد تمكّن قرابة العشرة من أبناء المنستير من أداء فريضة الحجّ بطرقهم الخاصّة ….
يذكر أن الشيخ الدكتور يوســف القرضــاوي أفتى بأن » انفلونزا الخنازير ليست كالطاعون و تعطيل فريضة الحج بسبب المرض غير مقبول شرعا » ( قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 13 سبتمبر 2009 )
رأي للإمام المازري :
كان الإمام المازري فقيها أصوليا مفتيا و قد عدّ من أول شرّاح صحيح مسلم و قد أسمي كتابه » المعلم في شرح صحيح مسلم » لأن غايته انصبّت على شرح الأحاديث الواردة في صحيح مسلم و التعليق عليها لغويّا و فقهيّا و كلاميّا بشكل أبرز عمق ثقافته اللغوية
و نظرا لوقوع عدد من حالات الإنتحار المؤسفة خلال السنوات الفارطة و كانت إحداها سنة 2009 من المفيد ذكر رأي للإمام المازري في المنتحر :
قال الإمام المازري : » و مالك يجيز الصلاة على قاتل نفسه ، و يصحّ حمل الحديث ( المذكور ) أنه إنما ترك الصلاة هو بنفسه خاصة ليكون في ذلك ردع للعصاة كما لا يصلي الإمام على من قتل في حدّ » و هذا مذهب الإمام ابن تيمية و الخطابي
الثقافـــــــة :
لم يرتق النشاط الثقافي إلى مستوى الرسالة النبيلة الهادفة إلى تثقيف الناس و الإرتقاء بأذواقهم بل غلب عليه الجانب الإستعراضي و التهريج و حتى الإسفاف وهو يكاد يقتصر على مهرجانات الغناء…
و ما أحوج المنستير إلى إنتاج أشرطة مصوّرة عن المدينة و تراثها في شكل أشرطة مضغوطة تقدم صورة دقيقة ومفصّلة عن ثراء المدينة وخصوبتها الفكرية و الثقافية و السياسية..ثم أين هي حركة النشر هل جفّت الأقلام؟
من ناحية أخرى يتواصل تشويه العديد من المعالم التاريخية دون أن تحرّك جمعية صيانة المدينة ساكنا و كأنّ الأمر لا يهمّها أما البلدية فهي غائبة عن الوجود إن لم تكن متواطئة و كمثال صارخ على ذلك تتواصل عملية تشويه السور حيث ارتفعت العديد من البنايات فوق مستواه بشكل بشع أفقده رونقه و هيبته ….
الإقتصاد :
تعتبر مدينة المنستير قاطرة التنمية في الولاية التي تحمل إسمها و في هذا الخصوص تحتل ولاية المنستير المرتبة الخامسة من حيث قيمة الصادرات و المرتبة الرابعة من حيث عدد المؤسسات الناشطة في مجال التصدير و ذلك على المستوى الوطني …. و قد بلغت قيمة الصادرات بولاية المنستير خلال الـــ 10 أشهر الأولى من سنة 2009 ما يعادل 323 1 مليون دينار وهو ما يمثل 8,2 في المائة من إجمالي عائدات الصادرات التونسية مقابل 421 1 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2008
و يعتبر الإقتصاد اللامادي من أكثر المجالات الواعدة القادرة على تشغيل أصحاب الشهادات العليا و البنية التحتية في مدينة المنستير مهيّأة لذلك إذا ما تم حسن استخدامها لتشغيل المئات بل الآلاف من هؤلاء …
القطـــاع البنكـــي :
يعتبر القطاع البنكي من أنشط القطاعات الإقتصادية في المدينة و يوجد بالمنستير 13 فرع بنكي وهي :
1 – البنك المركــــزي
2 – البنك التونســــي
3 – الشركة التونسية للبنك
4 – البنك الوطني الفلاحي
5 – الإتحاد الدولي للبنوك
6 – بنك تونس العربي الدولي
7 – البنك التونسي للتضامن
8 – البنك العربي لتونس
9 – التجـــــاري بنـك
10 – بنـك الإسكـــان
11 – بنك الأمــــــان
12 – الإتحاد البنكي للتجارة و الصناعة
13 – الشركة التونسية السعودية للإستثمار و التنمية » ستوسيد بنك »
السياحة :
تعتبر المنستير رابع أهم مدينة سياحية في البلاد بعد سوسة و الحمامات و جربة على مستوى السياحة الداخلية و الخارجية حيث يزورها سنويا – و خاصة خلال فصل الصيف – أكثر من مليون سائح و قد تخصّصت منذ سنوات عديدة في سياحة المؤتمرات كما أن العديد من الفرق الرياضية التونسية و العربية – و خاصة الخليجية – دأبت على القيام بتربّصاتها بالمنطقة السياحية مستفيدة من البنية التحتية الرياضية الجيّدة و المناخ الملائم
و يوجد بالمنستير عدد كبير من النزل السياحية بلغ تعدادها 48 نزلا بطاقة إيواء تجاوزت 575 23 سريرا و لا زال البعض الآخر من النزل في طور الإنشاء ….
و ينطلق الموسم السياحي بصفة فعلية في 1 أفريل و ينتهي – عادة – في أواخر شهرأكتوبر و في بعض الأحيان يمتدّ إلى أواخر شهر نوفمبر وهو بالتالي يتواصل قرابة 7 أو 8 أشهر سنويا
– تميّز الأسبوع الأخير من شهر جويلية 2009 و بداية أوت بالقدوم المكثّف للأشقّاء الجزائريين و قد سجّلوا حضورهم في كل الأماكن و المواقع …. و قد عاد وجودهم بالمدينة بالفائدة على متساكنيها حيث وصل ثمن كراء المنازل و الشقق و الإستوديوهات إلى ما بين 40 و 70 دينارا في اليوم الواحد و ساهموا كذلك في تنشيط الحركة التجارية حيث أقبلوا على شراء تقريبا كل الأصناف من المواد الغذائية : الطماطم المصبّرة ، الحلوى الشاميّة ، التوابل بمختلف أنواعها بل إن البعض منهم قد حمل كميات هامة من المواد الغذائية ثم قفل راجعا من جديد إلى المنستير
و تحسّبا لتراجع السياحة بسبب تزامن حلول شهر رمضان المبارك ( 9 أو 10 أوت ) مع ذروة نشاط القطاع السياحي و عزوف الأسر التونسية – و كذلك الليبية و الجزائرية – عن التنقّل و الحرص على اغتنام الأجواء العائلية الدافئة و التمتّع بالأجواء الروحية الرمضانية تسعى إدارات النزل إلى ضبط برامج تنسجم مع أجواء الشهر الكريم و ذلك بهدف تحفيز السياح على الإقبال عليها و الإقامة فيها طيلة الشهر المعظّم
النقــــل الجــــوّي :
انطلق نشاط مطار الحبيب بورقيبة الدولي بالمنستير سنة 1968 و تبلغ مساحته الجمليّة 199,5 هكتارا و هو يبعد عن وسط المدينة 8 كلم
و قد شرعت الشركة التركية » تاف » في استغلاله بداية من 1 جانفي 2008 لمدّة أربعين سنة ( أي إلى حدود 31 ديسمبر 2048 )
و قد سجّل مطارالمنستير سنة 2008 مرابيح بلغت أكثرمن 60 مليارا كمداخيل صافية … و تراوح عدد المسافرين في تلك السنة ما بين 4,5 و 4,8 مليون مسافر
و توصّل مطار المنستير خلال سنة 2009 إلى استقبال أكثر من 3 ملايين و 500 ألف مسافر و كانت ذروة نشاطه في فصل الصيف بمعدّل 29 ألف مسافر يوميا و تحققت الأرقام القياسية للرحلات أيام الثلاثاء و ذلك بتسجيل 136 رحلة انطلاق و 136 رحلة وصول
و من جملة 30393 سفرة حطّت بالمطار سنة 2009 كان هناك 23012 سفرة » شارتار »
و أمّنت كل هذه الرحلات 106 شركة طيران من 53 وجهة دولية
كما سجّل المطار ارتفاعا غير مسبوق في نسبة المسافرين المحليّين حيث بلغت 64 في المائة
أما على مستوى الحركة التصديرية فقد كانت خلال سنة 2009 هامة حيث بلغت حمولة المواد المصدّرة انطلاقا منه 150 ألف طن من مختلف السلع وهو رقم مرشّح للإرتفاع بنسبة 30 في المائة خلال السنوات القادمة
من ناحية أخرى التزمت شركة « تاف » التركية- و حسب اتفاق مبرم مع وزارة النقل والمواصلات- بأن لا ينزل عدد المسافرين عبرمطارالمنستير- بعد دخول مطارالنفيضة طورالعمل- تحت سقف المليون ونصف المليون مسافر
و تجدر الإشارة إلى أنه سيتمّ مع موفّى سنة 2011 ( أي بعد أقلّ من سنتين ) العمل بنظام » تحرير الأجواء » بحيث تفتح كل المطارات التونسية أمام جميع شركات الطيران العالمية وهو ما سيساهم في بروز أصناف جديدة من شركات الطيران تستعمل » التكلفة المنخفضة » ممّا سيؤجّج نار المنافسة التي ينتظر أن تعود بالنفع على المطارات التونسية و منها مطار المنستير مع العلم بأن عمليات بيع تذاكر السفر ذات التكلفة المنخفضة تتمّ فقط عبر الإنترنت و دون اللجوء إلى وكالات السفر المختصّة
آفـــاق واعــــدة:
1 – أعلنت شركة الطيران البريطانية » فات 2 كوم » خلال صائفة 2009 عن إطلاق خط جوّي مباشر جديد بين مدينتي المنستير و » نيوكاسل » الإنقليزية و ستنطلق رحلات هذا الخطّ المباشر يوم الأحد 23 ماي 2010 أي في بداية ذروة الموسم السياحي و يقدّر ثمن الرحلة بــ 70 دولارا ( حوالي 90 دينارا تونسيا ) بما في ذلك جميع تكاليف الضرائب و تعتبر شركة » فات 2 كوم » المتمركزة بمطار منشستر الإنقليزي من بين شركات الطيران للخطوط منخفضة التكلفة و قد قامت بإطلاق عدد كبير من الخطوط المباشرة في تركيا و قبرص و اليونان و مصر …
2 – برمجت مجموعة » توماس كوك » البريطانية رحلات جوية أسبوعية ( أيام السبت ) مباشرة من مطار » أبردين » في اسكتلندا باتجاه مطار المنستير و ذلك في الفترة من يوم السبت 26 جوان إلى 24 جويلية 2010
و تعتبر » أبردين » ثالث مدينة في اسكتلندا و توجد في شمال شرق بريطانيا العظمى و تعتبرعاصمة أوروبا في ميدان البترول المستخرج من الساحل البحري
ملاحظة : تبلغ المسافة بين المنستير و باريس جوّا 1608 كلم
المجال القضائي و القانوني :
– توجد بمدينة المنستير 4 محاكم : ناحية – إبتدائية – إستئناف ( تشمل ولايتي المنستير و المهدية ) و عقارية
أما عن رجال القانون العاملين في المجال القضائي فيتوزّعون على النحو التالي :
– 151 محامـــي
– 71 عــدل تنفيـــذ بدائرة محكمة الإستئناف بالمنستير
– 83 عــدل اشهـــاد بدائرة محكمة الإستئناف بالمنستير
– 104 خبيــر عدلـــي بدائرة محكمة الإستئناف بالمنستير
محطّات من التاريــــخ :
تمّ سنة 1944 تنظيم مناظرة » الحاكميّة » ( لتكوين قضاة ) و قد شارك فيها عشرة مترشّحين نجح منهم خمسة فقط منهم أربعة من أبناء مدينة المنستير
البلدية :
تواصل تذمّر المواطنين و المتساكنين من أداء البلدية حيث تصاعدت الشكاوي من كلّ حدب و صوب و أمعن رئيس البلدية و بقية المسؤولين فيها في الهروب من مواجهة المواطنين و المشاكل التي يطرحونها متعلّلين باجتماعات فعلية أو وهميّة وهو ما حدا بسكان المدينة إلى المطالبة بكل الوسائل القانونية و الإعلامية إلى رفع الغطاء عن الفساد الذي ينخر المدينة و محاسبة المسؤولين عنه و فتح الأبواب المغلقة
و من المهم القول بأنه لا يمكن أن يتصدّى للعمل البلدي إلا من كان مقتنعا حتى النخاع بحبّ مدينته و استعداده الدائم لخدمة متساكنيها بكل تفاني و إخلاص من دون أن يبغي من وراء ذلك جزاء و لا شكورا و يكون كذلك عارفا بمشاكلها الحقيقية و إمكانيات حلّها أما من يتمّ إسقاطهم من فوق وهم أجهل ما يكونون بأهمية و قيمة العمل البلدي في تيسير معيشة المتساكنين فإن القانون الذي يحكمهم هو الولاء قبل الكفاءة و لا يأتون إلا للتمعّش و خدمة مصالحهم الخاصّة و مصالح أقربائهم و عشيرتهم و في ذلك خيانة و أي خيانة للمدينة و أهلها
و إزاء ما تعانيه المدينة و أهلها من أداء البلدية تطرح عدة أسئلة لم تجد إلى حد الآن أجوبة عنها :
– لماذا ميزانية البلدية هزيلة و لا تتجاوز 7 مليارات ؟
– أين تذهب موارد كراء العقارات المملوكة للبلدية في الحي السادس و في الأحياء الأخرى … لماذا لا يقع إطلاع المواطنين و سكان المدينة – وفي إطار الشفافية – على تفاصيل ذلك
– أين الأداءات الموظفة على النزل التي يبلغ عددها 47 ؟ – أين مختلف الرسوم ؟
– التعويض على الأراضي- إن تم ذلك وهوغيرحاصل في أغلب الأحيان- يتم بثمن بخس و يتعلّل المجلس البلدي بقلة الإمكانيات وعدم وجود الأراضي للقيام بالتعويض في حين أنه يقوم بتسليم العديد منها إلى المتنفذين وأصحاب الجاه
– القرار البلدي : كيف يتم اتخاذه و تنفيذه و ما هي الآليات ؟
– هل يتم اعتماد الإجراءات القانونية العادية أم تتم العديد من التجاوزات بسبب جهل بعض المواطنين للقوانين ؟
– من يقف وراء السماح للبناء الفوضوي في » غرس اللّوزة » ؟ أين المراقبة البلدية ؟
– العديد من الباعثين العقاريين يتجاوزون المتساكنين و يعتدون على حقوقهم و على القانون و مع ذلك تلتزم البلدية الصمت المطبق إن لم يكن هناك تواطؤ من بعض المتنفّذين
لماذا لا تقوم البلدية بالبحث عن تطوير علاقتها مع محيطها القريب و البعيد و البحث عن توأمات و شراكات مع مدن عربية و أوروبية و في جنوب شرق آسيا تعود بالنفع على المتساكنين و يعتبر هذا الأمر طبيعي جدا في البلدان الأخرى و لكن يشترط في ذلك العمل الدؤوب و تقوية شبكة العلاقات خاصة و أن المنستير يزورها سنويا آلاف الشخصيات الإدارية و العلمية و السياسية الأجنبية و لكن تهاون القائمين على البلدية و عدم حرصهم يفوّت العديد من الفرص الذهبية
و من غرائب الأمور – و يمكن اعتبارها حتى من الفضائح – أن أكبر مؤسستين ذات طابع خدماتي في المدينة ليس لهما موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت و يتعلق الأمر بالبلدية و المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة في حين أن بلديتي المكنين و قصر هلال لهما موقعان إلكترونيان منذ زمان …. فهل أن وراء ذلك قرار سياسي أم إداري أم الإثنين معا ؟
– موقع معمل النسيج تحوّل إلى منطقة سكنية من خلال تشييد عمارات جديدة فهل أن المدينة في حاجة إلى مواطن شغل أم إلى مساكن إضافية ؟
الرياضة :
كأس تونس لكرة القدم :
أهم حدث رياضي في سنة 2009 كان بلا منازع ترشح فريق الإتحاد الرياضي المنستيري لخوض نهائي كأس تونس لكرة القدم و ذلك لأول مرة في تاريخه
و في تعبئة و هبّة لم تشهد لها مدينة المنستير مثيلا في تاريخها الحديث تدفّق على ملعب رادس أكثر من22 ألــــف مساند منهم قرابة الـــ 5 آلاف من تونس العاصمة و ضواحيها كما وقع تخصيص عدد كبير من وسائل النقل لتمكين أنصار الإتحاد من حضور المقابلة في ملعب رادس بحيث بلغ عدد السيارات ما لا يقلّ عن 5 آلاف سيارة إضافة إلى 50 حافلة كما قدم الأنصار حتّى من خارج البلاد و ذلك على متن أربع طائرات جاءت من ألمانيا و فرنسا و إيطاليا
و كان أداء حكم المقابلة سليم الجديدي مشبوها فيه حيث تغاضى عن عديد الأخطاء و المخالفات التي ارتكبها لاعبو النادي الصفاقسي في حق لاعبي الإتحاد في محاولة للتأثير منذ البداية على سيرالمقابلة كما لم يحتسب هدفا شرعيّا للمهاجم السيفي وأعلن عن ضربة جزاء بعد انتهاء الوقت البديل من الحصّة الإضافية الثانية لفائدة النادي الصفاقسي و قام بإقصاء المدافع خالد الهماني في وقت حسّاس من المقابلة
و قد أثارت مقابلة نهائي الكأس حقيقة مرّة وهي الفساد الذي ينخر الوسط الرياضي و خاصة قطاع التحكيم في كرة القدم حيث برعت العديد من الفرق في شراء ذمم الحكام و التأثير عليهم بمختلف الطرق اللامشروعة و أكبر دليل على ذلك التصريح المدوّي الذي أدلى به رئيس لجنة التحكيم عبد السّلام شمّام و أكّد فيه امتلاكه لتسجيلات صوتية تورّط العديد من الحكام و المسؤولين عن الفرق الرياضية ( الصباح بتاريخ 25 جويلية 2009 ) كما أكد عديد الحكام القدامى و المسؤولين النزهاء أن هناك على الدوام مكالمات بين حكام و مسيرين للتلاعب بنتائج المباريات و خاصة لصالح الفرق الكبرى
فهل نسيت أم تناست أم تغافلت جامعة كرة القدم عن كون الحكم المعيّن متزوّج من امرأة أصيلة مدينة صفاقس و يعمل بــ » بنك تونس العربي الدولي » و يعلم الجميع أن نسبة هامة من المساهمين فيه أصيلي صفاقس و مع ذلك تدّعي الجامعة بأنها تحرص على التمحيص الدقيق عند اختيار حكام المباريات لدرجة أن صلة القرابة أو أي شبهة أخرى من أي نوع كان تعتبر كافية و سببا في عدم تعيينه …..
محطات رياضية أخرى :
– خلال مقابلة الإيّاب في إطار بطولة الأندية العربية لكرة القدم و التي جمعت بين » وفاق سطيف » الجزائري و الإتحاد الرياضي المنستيري تنقّل يوم الإربعاء 18 مارس 2009 وفد الإتحاد على متن طائرة خاصة مباشرة من مطار الحبيب بورقيبة الدولي بالمنستير إلى مطار 8 ماي 1945 الدولي بمدينة سطيف الجزائرية و الذي تم افتتاحه للرحلات الجوية الدولية في 1 أفريل 2006 …. و كان انطلاق الرحلة على الساعة الحادية عشرة صباحا و الوصول على الساعة 12 و 15 دقيقة و قد ضمّت الرحلة 148 مسافرا من بينهم 104 من أنصار الفريق و قد انتهت المقابلة التي جمعت بين الفريقين يوم الجمعة 20 مارس بفوز الفريق المحلّي بثلاثة أهداف مقابل واحد و انسحب الإتحاد – تبعا لذلك – من تصفيات البطولة العربية
– أقامت بعثة تضم عددا من اللاعبين الذين ينتمون لأداني الإتحاد الرياضي المنستيري في منطقة » مونيزا » بالولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في دورة » شومياز » الدولية المقامة هناك خلال شهر جويلية و قد ترأس البعثة المنصف الدبابي بمساعدة محمود شعبان و قد تكفل أولياء اللاعبين بتكاليف السفر و متطلباته إلى أمريكا في حين تكفل المنظمون بالإقامة وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها أشبال هذا الصنف في هذه الدورة …
ملحق بأهم الأحداث و التطوّرات :
– السبت 6 ديسمبر 2008 : وفاة فرج البنزرتي عن سنّ تناهز 92 سنة ( مولود سنة 1916 ) إثر صلاة العشاء . ومن مآثر الفقيد رحمه اللّه بناؤه لمسجد جامع في حي » سهلول » بسوسة
و قد سبق للفقيد أن طالب البلدية و الولاية خلال السبعينات من القرن الماضي بتمكينه من قطعة أرض في مدينة المنستير لبناء جامع و لكنّ طلبه قوبل بالمماطلة و التسويف ثم بالرفض ….
– الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 : توقيع إتفاقية شراكة علمية بين مدينة العلوم بتونس و قصر العلوم بالمنستير . و تهدف الإتفاقية إلى تفعيل التعاون القائم بين مدينة العلوم بتونس و قصر العلوم بالمنستير من خلال تنظيم أنشطة مشتركة و العمل على تكثيف التشاور للإقتناء المشترك للمعارض العلمية و إحكام التنسيق لاستضافة الشخصيات العلمية المرموقة
– السبت 3 جانفي 2009 : انطلاق مسيرة من مقرّ الإتحاد الجهوي للشغل بالمنستير للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزّة شارك فيها مئات النقابيين و عدد من المواطنين و عند وصولها إلى مستوى مقرالولاية تصدّى لها البوليس فقام المتظاهرون برفع شعار » بالرّوح بالدم نفديك يا غزّة » كما رفعوا النشيد الوطني » حماة الحمى » ….
– الثلاثاء 3 فيفري 2009 : اعتقل البوليس كلا من الشاب علاء الدين الحرباوي ( بائع خضر ) و الشاب وجدي الأكحل طالب سنة رابعة بالمدرسة الوطنية للمهندسين و تم اقتيادهما إلى جهة مجهولة علما بأن والدة علاء الدين الحرباوي قد شلّت بمجرد سماعها اعتقال ابنها
– الإثنين23 – الثلاثاء 24 – الإربعاء 25 فيفري 2009 : احتضن قصر العلوم بالمنستير فعاليات الملتقى الدولي الأول للكيمياء الحديثة الذي نظمته جامعة المنستير بالإشتراك مع فرع الوسط للجمعية الكيميائية التونسية . و قد شارك في هذه التظاهرة خبراء من 7 دول هي اليابان و ألمانيا و إيرلندا و سويسرا و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى تونس ، و قد توزعت أشغال الملتقى على ثلاثة أيام و تضمنت مداخلات مكتوبة في 7 جلسات علمية إلى جانب 20 مداخلة شفوية ….
– الإثنين 9 مارس 2009 : بلغت كميات الأمطار التي تهاطلت على مدينة المنستير نسبة هامة غيرعادية و سجلت يومذاك رقما قياسيا حيث وصلت إلى حدود 28 ملم
– الإثنين 16 مارس 2009 : فوز الطبيب عمر مزالي بجائزة مسابقة اللغة الفرنسية التي نظمتها القناة الفرنسية » فرنسا 3 » من خلال برنامج » أسئلة إلى بطل » الذي يختص في الثقافة العامة و تشارك فيه – عادة – المعاهد العليا و المدارس الكبرى إضافة إلى عدد كبير من المثقفين و المتضلّعين في عدد من الإختصاصات العلمية و الفكرية وقد وضع الدور النهائي ممثل تونس في مواجهة ممثلة إيطاليا و تسلم الجائزة من يدي الرئيس السينغالي السابق و الأمين العام الحالي لمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف في أجواء احتفالية تكرر فيها اسم تونس عشرات المرات و رفرف فيها العلم الوطني في استوديوهات القناة الفرنسية
و قد شارك في الدور التمهيدي الذي انتظم في المدرسة الدولية بقرطاج 180 مترشح تونسي فاز منهم أربعة ببطاقة العبور إلى الأدوار النهائية وهم آمال المنكبي و وليد السلامي و شيراز العنّابي و كان عمر مزالي في المرتبة الأولى ضمن المشاركين التونسيين
و لم يحضر أي مبعوث أو ممثل للسفارة التونسية بباريس لحضور حفل تتويج المرشح التونسي
يبلغ عمر مزالي 62 سنة وهو طبيب أسنان و حفيد الوزير الأول الأسبق محمد صالح مزالي ( 2 مارس – 16 جوان 1954 ) الذي تولى الوزارة سنة 1954
– الخميس 19 مارس 2009 : انعقاد المؤتمر التاسع للإتحاد الجهوي للشغل بالمنستير بدار الإتحاد الجهوي تحت شعار » في وحدتنا ضمان لنجاحنا » و قد بلغ عدد النواب ( 100 ) مائة نائب و بلغ عدد المترشحين ( 16 ) ستة عشر مترشحا و قد حضر جلسة الإفتتاح أعضاء المكتب التنفيذي الوطني و عدد من الكتاب العامين للإتحادات الجهوية للشغل و الجامعات و النقابات العامة و عدد من الضيوف . و لدى إشرافه على افتتاح أشغال المؤتمر » حيّا الأمين العام للإتحاد عبد السلام جراد النقابيين و الشغّالين و أهالي المنستير مؤكدا أن هذه الجهة تعتبر إحدى القلاع النقابية و الوطنية مستعرضا مكانة ولاية المنستير على المستوى الوطني و ما قدمته للوطن أثناء فترة الإستعمار و كذلك عند قيام الدولة التونسية الفتية » و قد تم انتخاب ( تزكية ) سعيد يوسف الكاتب العام المتخلي لمدة جديدة يكمل بها ربع قرن من الهيمنة على الإتحاد الجهوي ….
– الأحد 22 مارس 2009 : مقابلة هامة في كرة القدم بين الإتحاد الرياضي المنستيري و الترجي الرياضي التونسي حضرها جمهور غفير – كالعادة – انتهت بفوز الترجي بهدف وحيد سجله المدافع خالد الهماني خطأ في مرمى فريقه و قد رصدت هيأة الإتحاد مكافأة مالية هامة بــ 6 آلاف دينار كانت ستسند للاعبين في صورة فوزهم على الترجي الرياضي و كانت المكافأة موضوعة في حقيبة في حجرات الملابس قبل انطلاق المقابلة
– الثلاثاء 24 مارس 2009 : وفاة الطالب ناعـــم الجيلانـــي على الساعة الثانية فجرا بعد أن قضّى قرابة الــ 30 ساعة في قاعة العناية المركّزة بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير و كان ناعم قد تابع يوم الأحد 22 مارس من على المدارج المكشوفة بملعب مصطفى بن جنات المقابلة التي جمعت الإتحاد الرياضي المنستيري و الترجي الرياضي و انتهت بفوز هذا الأخير بهدف مقابل صفر و قد تأثر كثيرا بالمنحى الذي أخذته المقابلة و خاصة المردود المهزوز للحكم عصام الرحموني فتوترت أعصابه و سقط مغشيا عليه فتم حمله إلى سيارة إسعاف و نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي فتبين أنه أصيب بنوبة قلبية لم تمهله كثيرا و توفي فجرالثلاثاء . و قد تم دفنه عصر نفس اليوم في مقبرة الإمام المازري بالمنستير و حضرت جنازته جموع كبيرة من المشيّعين كان من بينهم اللاعبون و الإطار الفني و الهيئة المديرة لفريق الإتحاد
مع العلم بأن ناعم الجيلاني لم يتجاوز عمره 25 سنة و كان يدرس بالسنة الثانية من التعليم العالي اختصاص إلكترونيك بسوسة و له 4 إخوة و أخوات … رحمه اللّه رحمة واسعة و إنا للّه و إنا إليه راجعون
– الأحد 12 أفريل 2009 : اقتلاع الرياح العاتية جدا لجانب من سقف المسبح البلدي ( حوالي الثلث ) و ذلك في الوقت الذي كانت تنتظم فيه نهائيات مراكز النهوض بالسباحة بمشاركة حوالي 200 شاب من جميع أنحاء البلاد حيث فوجئ الحاضرون بالحادث المريع و من ألطاف اللّه أنه لم تحدث أضرار بشرية تذكر ….
– الأحد 12 أفريل 2009 : غرق في حدود الساعة التاسعة من صباح الأحد مركب صيد من نوع الـــ » بلانصي » قبالة جزيرة » قوريا » و ذلك على بعد نحو عشرة أميال بحرية ( 18 كلم ) من ميناء الصيد البحري بالمنستير و قد تمكن أعوان الحرس البحري – و رغم سوء الأحوال الجوية – من إنقاذ ثلاثة بحارة تم نقلهم إلى ميناء الصيد البحري بسوسة في حين ظل ثمانية في عداد المفقودين …. و كان طاقم المركب ( مالكه من صفاقس ) أصدر نداء استغاثة و نجدة بعد مواجهته لصعوبات بسبب سوء الأحوال الجوية و هبوب رياح عاتية أكد مصدر من المعهد الوطني للرصد الجوي أن سرعتها تراوحت بين 50 و 70 كلم في الساعة و تجاوزت مؤقتا الـــ 90 كلم في الساعة ….
– الأحد 19 أفريل 2009 : خلال الجلسة العامة الإنتخابية للجامعة التونسية لكرة السلّة و التي حضرها 49 ممثلا و مندوبا عن الجمعيات تم انتخاب علـــي البنزرتـــي للمرة الثانية على التوالي رئيسا للجامعة و يضم المكتب الفيدرالي 12 عضوا من بينهم – إضافة إلى علي البنزرتي – محمد حرزاللّه
– الإثنين 20 أفريل 2009 : توجه المواطن محمد بن الطيب بن رمضان قاطن بنهج أبو العتاهية بدار شعبان الفهري – عبر صحيفة » الصباح الأسبوعي » – بنداء إلى وزير الداخلية يناشده فيه التدخل لإنصافه بسبب المظلمة التي حصلت له من قبل بلدية المنستير و يقول في رسالته : » إنني نقّاش على الحجر وهي مهنتي التي أقتات منها و عائلتي ، كنت قمت بأشغال » حجر منقوش » لفائدة بلدية المنستير بعد أن اتفقت على معلوم الأشغال مع رئيس البلدية شخصيا ، إلا أنني و بعد انتهاء الأشغال فوجئت بالبلدية تنقص من الأجر فاتصلت بالمسؤولين فأفادني الكاتب العام أنه قد وقع الحطّ من الأجر بدون أي سبب مقنع و بدون إعلامي طبعا . و بعد مفاوضات شفوية و بعد أخذ و ردّ ماراطوني ، و شعورا مني بالظلم شكوت الأمر إلى الولاية فأبدت تفهّما و أنصفتني و أشارت عليّ بالإتصال بالبلدية مجدّدا للخلاص لكنني وجدت الصدّ في انتظاري . عندئذ و بدون تردّد قمت بقضية استعجالية لدى محكمة الناحية بالمنستير التي أنصفتني و أصدرت حكما لفائدتي فاتصلت بعدل تنفيذ لتنفيذ الحكم فأعلمني أنه لا يمكنه تنفيذ الحكم على البلدية فبقيت ماسكا بوثيقة الحكم بين يديّ لا أدري ما العمل و ما المصير » ….
– الجمعة 24 – السبت 25 أفريل 2009 : احتضنت مدينة المنستير أشغال أول مؤتمر عالمي التقى فيه الأطباء المختصون في أمراض القلب و رؤساء المخابر في البيوتكنولوجيا المختصة في القلب و كان محور أعماله حول آخر التطورات البيوتكنولوجية في أمراض القلب و الشرايين و شارك في هذا المؤتمر عدد هام من الأطباء المنتمين لدول رائدة في مجال طب القلب على غرار أمريكا و كندا و سويسرا و فرنسا و بريطانيا و البرتغال و إيطاليا و اليونان و سلوفاكيا و هولندا فضلا عن ليبيا
و يعود اختيار المنستير لاحتضان هذا المؤتمر إلى عدة أسباب منها أنها تضم قطبا جامعيا طبيا هاما و فيها قسم لأمراض القلب و الشرايين حقق إنجازات طبية هامة على المستوى المحلي و الدولي إضافة إلى أنها تضم قطب بيوتكنولوجي و كليات طبية و شبه طبية
– السبت 25 أفريل 2009 : احتضنت كلية طب الأسنان بالمنستير الدورة 17 للمداولات العلمية لطب الأسنان و ذلك بحضور خبراء و جامعيين من تونس و الخارج …
– السبت 9 ماي 2009: قام أعوان البوليس بترصّد النساء و الفتيات المحجّبات في » سوق السبت » الأسبوعي و قاموا بالتثبّت من هويّاتهنّ و تحذيرهنّ من مواصلة ارتداء الحجاب …
– الأحد 25 ماي 2009: مقابلة الدور النهائي لكأس تونس في كرة القدم بين الإتحاد الرياضي المنستيري و النادي الصفاقسي انتهت بفوز هذا الأخير بهدف مقابل صفر و قد شهدت ردهات المقابلة مظالم تحكيمية فاضحة كانت سببا رئيسيا في إخفاق الإتحاد في الحصول على أول كأس له ….
– السبت 30 ماي 2009 : على منبر منتدى الذاكرة الوطنية لمؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات تحدث الوزير الأول الأسبق محمد مزالي عن بدايات إنشاء التلفزة الوطنية و قد أكد مزالي على أن التلفزة لم تعرف الرقابة ( الصنصرة ) في بدايتها لأن كل برامجها كانت تبثّ على المباشر و ذكر بأن هدف بورقيبة من إنشاء التلفزة هو الإتصال بالشعب … فقد كان يرغب في دخول بيوت كل التونسيين و الحديث إليهم و توعيتهم و بيّن مزالي بأنه تم تعيينه على رأس الإذاعة و التلفزة سنة 1964 و كانت أهم الصعوبات التي اعترضته في عملية إنشاء التلفزة عدم توفر الموارد البشرية المؤهلة و قال بأنه تقرر أن يكون البث التلفزي لمدة ساعتين باللغة العربية و ساعة باللغة الفرنسية و ذلك من السابعة مساء إلى العاشرة مساء و كانت أول حصة للبث التجريبي يوم 7 جانفي 1966 ….
– الأسبوع الأوّل من جوان 2009 : حملة تفتيش ( رافــل ) طالت عشرات الشبان و أجبرت العديد منهم على الإختفاء و عدم ارتياد المقاهي و عدم الخروج إلى الشارع ….
– الجمعة 26 جوان 2009 : مرور 3 سنوات على اعتقال الأستاذ الجامعي محفـــوظ بن عمر الصيّــادي الذي يقضّي عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة » الإنتماء إلى جمعية غير مرخّص فيها و عقد اجتماعات و …. «
و كان الأستاذ محفوظ يدرّس بالمعهد العالي للإعلامية و الرياضيات بالمنستير
– الإثنين 29 جوان 2009 : وفاة الشيخ المولـــدي الدبّابـــــــــي القائم على خدمة الجامع الحنفي ( جامع بورقيبة ) و قد قضّى- رحمه اللّه – أكثر من نصف قرن في خدمة بيت اللّه و كانت البداية أثناء تولّي الإمامة فيه الشيخ محمد الزيلي و قد تم دفنه في جنازة مهيبة حضرها عدد كبير من المصلّين و بصفة خاصة روّاد المسجد الحنفي يوم الثلاثاء 30 جوان
– الخميس 2 جويلية 2009 : وفاة عبد السلام غديرة – رحمه اللّه – و كان واليا على سوسة لسنوات طويلة – له من الأبناء نجاة و بشير و نائرة و نعيمة و منير و حبيب و جلال و حاتم و عبد اللطيف
– الإثنين 6 جويلية 2009 : تنظيم اليوم الإعلامي الخاصّ بتوجيه الطلبة الجدد و الذي نظّمته جامعة المنستير بكلية الصيدلة بالمنستير و قد توافد المئات من الناجحين الجدد في الباكالوريا للحصول على مختلف المعلومات و التوضيحات حول التوجيه الجامعي و شروط القبول في المؤسسات الجامعية و الإختصاصات المتوفّرة فيها …
– السبت 18 حويلية 2009 : انعقاد جلسة تقييمية لفريق الإتحاد الرياضي المنستيري بقصر الرباط حضرها جمهور غفير مع العلم أن زهير شاوش تولّى رئاسة الفريق خلفا لفرج المؤدب يوم 17 فيفري 2009 …
– الخميس 13 أوت 2009 : هبوب رياح قوية مساء هذا اليوم تسببت في اقتلاع عدد من الأشجار و لاقطات البث التلفزي ( بارابول ) في صقانس و ظهور زوابع رعدية و هبوب رياح قوية حاملة معها الأتربة و الرمال و ظهور سحب رعدية مصحوبة بأمطار خفيفة …
– السبت 22 أوت 2009 : دخول شهر رمضان المبارك لسنة 1430 هجرية و قد تزامنت بداية الشهر الكريم في أكثر من 40 بلد عربي و إسلامي
– الثلاثاء 25 أوت 2009 : يوم حرّشديد و هبوب رياح ساخنة قوية في اليوم الرابع من شهررمضان( ريح سموم )
– الخميس 27 أوت 2009 : حسب الموقع المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية :
www.alexa.com
فقد بلغ ترتيب موقع فريق الإتحاد الرياضي المنستيري 253751 على المستوى العالمي و 425 على المستوى المحلّي من ضمن 230 مليون موقع ضمتها الشبكة العنكبوتية وهو يعتبر ترتيب متقدم جدا
– الجمعة 28 أوت 2009 : حملة على المحجّبات قام بها البوليس السياسي في السوق الأسبوعي » سوق السبت » و أجبر العديد منهنّ على امتطاء الحافلة التابعة لهم وذلك في محاولة لترهيبنّ و دفعهنّ لنزع الحجاب …
– الإثنين 31 أوت 2009 : ذكرى مرور 56 سنة على استشهاد المناضل الوطني عبـد السّـــلام تريمـــش أحدرموز المقاومة السرّيّة ضدّ المستعمر الفرنسي و قد اعتقلته دوريّة عسكرية فرنسية يوم 31 أوت 1953 بينما كان يشتغل ليلتها – كعادته – بمخبزة نويرة ( كوشة نويرة ) بـــ » حيّ الربط » وهي قريبة من منزله وقد قام العساكر الفرنسيون باغتياله غدرا في تلك الليلة و تمّ دفنه على الساعة السادسة من صباح يوم 1 سبتمبر 1953 رفقة الشهداء الثلاثة الآخرين سعيـــد المرشـــاوي و مصطفــى بن جنّــــات و أحمـــد الغنـــدري في المقبرة الإسلامية بالمدينة رحمهم اللّه جميعا رحمة واسعة و تقبّلهم في الصّالحين مع الأنبياء و الشهداء و الصّدّيقين
– الإثنين 7 سبتمبر 2009 : بداية الدراسة في المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بالمنستير
– الأحد 20 سبتمبر 2009 : عيد الفطر المبارك ( 1 شوّال 1430 هــ ) و قد حدّد مقدار زكاة الفطر بــ 1300 مليم
– الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 : افتتاح السنة الجامعية بالنسبة للكليات و المعاهد العليا ….
– الخميس 1 أكتوبر 2009 : حصول جامع » الرزّاق » على رخصة البناء و الشروع في أشغال التشييد و قد أوصى ببنائه المرحوم عبد الرزّاق الحلارة – رحمه اللّه – و يوجد المسجد قبالة المدرسة الوطنية للمهندسين
– الخميس 1 أكتوبر 2009 : افتتاح فرع جديد لمزوّد خدمات الإنترنت » توب نات » – شارع المجاهد الأكبر – عمارة الحبيب بشير …. و هو الفرع الثامن الذي يتم افتتاحه بعد حيّ النصر بتونس و المرسى و باردو و مونبليزير و صفاقس و سوسة و نابل
– السبت 31 أكتوبر 2009 : وفاة المربي محمد محسن البوّاب على الساعة السابعة مساء هذا اليوم عن سنّ تناهز 84 عاما . ولد المربّي محسن البوّاب في 20 أوت 1925 بالمنستير و تعلم بالمدرسة القرآنية ثم بالمكتب العربي الفرنسي بالمنستير – تلقّى تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية و بالكلية الزيتونية و دار المعلمين بتونس – متحصّل على الشهادة الإبتدائية و شهادة الأهلية و شهادة الكفاءة البيداغوجية – نشط في ميدان المسرح منذ الصّبا و تابع نشاطه في جمعية الشباب الأدبي المنستيري و جمعية البعث المسرحي – ألّف عديد المسرحيات بالفصحى و العامية و أخرج مسرحيات عديدة من أبرزها » أوديب الملك » و » العبّاسة أخت الرشيد » مع الشبيبة المدرسية للمعهد الثانوي للذكور بالمنستير – شغل مناصب عدّة في الحقل التربوي من سنة 1948 إلى سنة 1985 و رأس عديد المنظمات الثقافية و الإجتماعية – صدر له » مبتدأفي انتظار الخبر » و » من وحي الأصيل » و » تطريبة » …
– السبت 7 نوفمبر 2009 : انطلاق خدمة البثّ الحيّ لإذاعة المنستير عبر شبكة الإنترنت :
www.radiomonastir.net
– السبت 7 نوفمبر 2009 : قام فريق كرة السلّة الأمريكي الشهير » لي هارلام » بإجراء مقابلة استعراضية بالقاعة المغطاة 7 نوفمبر بالمنستير في حضور جمهور كبير كان يتطلع لمشاهدة العروض الفنية المتميّزة للفريق الرياضي الأمريكي مع العلم بأن » لي هارلام » سبق لهم زيارة مدينة المنستير سنة 1993
– الإثنين 9 نوفمبر 2009 : قضت الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بالمنستير بإدانة 12 متهما في جريمة القتل التي جدّت يوم 28 أوت 2008 في حدود الساعة الثانية و النصف بعد منتصف الليل بكورنيش المنستير و ذهب ضحيتها كهل في الثامنة و الأربعين من عمره و أب لستة أطفال و يدعى لطفي الصّيد
و قد نال القاتل – وهو أصيل مدينة سيدي علوان من ولاية المهدية و كان يشتغل وكيلا بمقهى » نادية » على ملك والده و يبلغ من العمر 24 سنة – حكم عليه بالسجن لمدة 18 سنة في حين قررت المحكمة سجن 10 متهمين لمدة 3 سنوات لكل واحد منهم و سنة واحدة لمتهم آخر في حين قضت بعدم سماع الدعوى فيما يخص متهما واحدا
و قد تواصلت جلسة المحاكمة ست ساعات أي من التاسعة صباحا إلى الثالثة مساء
– الخميس 19 نوفمبر 2009 : سجّلت إصابتان بمرض إنفلونزا الخنازير في » مدرسة السعادة » بالمنستير و أفاد محمد صالح الزيدي مدير المؤسسة أنه بمعية إطارات المدرسة و الطبيبة المشرفة على الطب المدرسي اكتشفوا في بداية الأسبوع ثلاث حالات غير عادية لتلاميذ المدرسة مما استوجب التأكد من سلامتهم الصحية و ذلك بنقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى حيث تبيّن إصابة تلميذين بإنفلونزا الخنازير و قد تمت معالجتهما و الإحتفاظ بهما داخل منزليهما لإتمام العلاج ….
– السبت 21 نوفمبر 2009 : تعيين فـــوزي البنزرتـــي مدربا للفريق الوطني خلفا للبرتغالي كويلهو و قد جاء هذا التغيير في الإشراف إثر الهزيمة القاسية أمام الموزمبيق و التي أزاحت الفريق الوطني عن المشاركة في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا
– الإربعاء 25 نوفمبر 2009 : وقوع حادث مريع على مستوى الطريق الجهوية رقم 100 الرابطة بين المنستير و الوردانين التي طالت الأشغال فيها أكثر من اللزوم و تفتقد لإشارات المرور و علامات الأشغال التي كانت أحد أسباب الحادث الذي راح ضحيّته ثلاثة قتلى . و قد تمثلت صورة الحادث – الذي جدّ على الساعة الخامسة مساء – في وقوع اصطدام بين سيارة خفيفة و شاحنة لنقل المحروقات كانتا تسيران في اتجاهين متعاكسين أسفرت عن وفاة راكبي السيارة الخفيفة الثلاث على عين المكان مع العلم أن أحدهم أصيل جمّال و الإثنين الآخرين أصيلي المنستير
– الجمعة 27 نوفمبر 2009 : عيد الإضحى المبارك ( 10 ذي الحجّة 1430 )
– الخميس 3 ديسمبر 2009 : للمرّة الثانية يتم – عبر جريدة الصباح اليومية – إعلان طلب عروض لــ » إحالة مؤسسة الشركة المنستيرية الدولية للنسيج للغير » و قد يكون ذلك بسبب عدم إقبال الراغبين في شرائها
و كانت المرة السابقة لنشر الإعلان يوم الجمعة 20 نوفمبر 2009
– الإربعاء 16 ديسمبر 2009 : انعقاد الجلسة العامة الإستثنائية الإنتخابية للإتحاد الرياضي المنستيري على الساعة الرابعة و النصف مساء بقصر البلدية و قد أفضت إلى تولي ريـاض البحـــوري رئاسة الجمعية خلفا لزهيرشاوش كما تمت تزكية فتحي حرز اللّه كنائب أول لرئيس الجمعية
و جاء في التقرير المالي الخاص بالفترة من 1 جويلية 2008 إلى 30 جوان 2009 تفاصيل المداخيل و المصاريف التي كانت على النحو التالي :
– المداخيـــــــــــل : ملياران و 212 مليون و 379 دينارا و 321 مليما
– المصاريـــــــف : ملياران و 512 مليون و 905 دينارا و 81 مليما
و بلغ العجز المسجل في ذات الموسم 309 ملايين و 526 دينارا و 81 مليما
أما الديون المتخلدة بذمة الجمعية فتقدر بـــ 878 مليونا و 682 دينارا و 710 مليما
و قد جاءت تركيبة الهيئة المديرة على النحو التالي التالي :
– رئيس : رياض البحوري
– نائب أول للرئيس : فتحي حرز اللّه
– كاتب عام : فرج الصيادي
– أمين مال : محمد الرقيق
– ناطق رسمي : عماد الهدّار
– نائب رئيس مكلف بفرع كرة السلة : رؤوف الركباني
– رئيس هيئة الأحباء : مراد اللطيّف
– رئيس لجنة التنظيم : الناصر العويتي
و بقي رئيس الجمعية مشرفا على فرع كرة القدم
و قد تم الإعلان عن تعويض المدرب البلجيكي هنري ديبيريي بالممرن لطفي رحيم
من ناحية أخرى تم تعيين محمد صالح محلّة في خطة مدير رياضي للتنسيق بين مختلف فروع كرة القدم
– الجمعة 18 ديسمبر 2009 : دخول شهر محرّم لسنة 1431 هجرية و قد أعلن مفتي الجمهورية بأن نصاب الزكاة للسنة الهجرية الجديدة يبلغ 3800 دينارا
– الإثنين 28 ديسمبر 2009 : وفاة الحبيب بورقيبة الإبن نجل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عن سنّ تناهز 82 عاما إثر مرض عضال
زاول بورقيبة الإبن دراساته العليا في الحقوق بفرنسا قبل أن يلتحق بسلك المحاماة بتونس في 1953 – تقلّد عديد الوظائف الدبلوماسية بعد الإستقلال حيث شغل على التوالي خطّة سفيرلتونس بكل من روما وباريس و واشنطن و أوتاوا و مكسيكو و قد تولّى منصب وزير للشؤون الخارجية ( سنة 1969 ) و وزيرللعدل (1970 ) قبل أن يتولّى الإشراف على بنك التنمية الإقتصادية للبلاد التونسية الذي هو مؤسّسه و ذلك إلى غاية سنة 1988
و قد تزوّج نائلة زويتن وهي ابنة المناضل ضد الإستعمارالفرنسي الشاذلي زويتن الذي تقلّد منصب أول رئيس للجامعة التونسية لكرة القدم و حمل اسمه أقدم ملعب في تونس العاصمة » ملعب الشاذلي زويتن «
له من الأبناء معزّ و مهدي و مريم ( زوجها قيس العويتي )
أسّس في فيفري 1987 المدرسة الوطنية لعلوم الإعلامية و كذلك المعهد الإقليمي للعلوم الإعلامية و الإتصالات
و قد تمّ دفنه يوم الثلاثاء 29 ديسمبر بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى
– الإربعاء 30 ديسمبر 2009 : شهدت مدينة المنستير تحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة القصوى في فصل الشتاء حيث بلغت 30 درجة لتزيح بذلك الرقم القياسي السابق الذي سجّل يوم 30 ديسمبر 1996 و قد بلغ 27 درجة
– الخميس 31 ديسمبر 2009 : شهد ميناء المنستير البحري حدث احتراق مركب صيد كبير ( بالانصي ) و ذلك بعد أن تسرّبت إليه النار من موقد أشعله أشخاص كانوا بصدد احتساء الخمرة و لم يتمكن رجال المطافئ من إخماد الحريق إلا مساء الجمعة في حدود الساعة الخامسة وقد شبّ الحريق في البداية في قارب صغير ثم انتقلت ألسنة اللّهب إلى المركب الكبيرالمحاذي له في حدود الساعة السابعة و النصف مساء ( 19.30 ) وتواصل اشتعال النيران فيه حتى مساء الجمعة ( 17.30 ) و قد عاود رجال المطافئ عملهم يوم السبت بعد ظهور ألسنة الدخان المنبعثة من » البالانصي » و تم – في الأثناء – إيقاف أربعة أشخاص على ذمّة التحقيق . مع العلم بأن ( البالانصي ) يقدّر ثمنه بأكثر من مليار وهو راسي في ميناء المنستير منذ سنوات عديدة و كان قد تعرّض للغرق في ميناء حلق الوادي …
إصدارات :
– « الطـــب و الأطبـــاء في تونـــس : من قرطـــاج إلى اليوم » ( باللغة الفرنسية – 254 صفحة من الحجم الكبير ) – تأليف الصحفي محمـــد البرقـــاوي ( أصيل المنستير و مولود بسوسة سنة 1949 ) – صدر في ديسمبر 2009 وهو باكورة منشورات » برق »
Medecine et Medecins de Tunisie – de Carthage a nos jours
و قد تناول فيه المؤلف سيرة و إسهامات عدد من الروّاد الأوائل في الطب في تونس و منهم 6 أطباء أصيلي مدينة المنستير
– » روسبينـــا الملاحـــم ( ألفية المنستيـــر ) » – تأليف عبد الوهاب بوزقرّو – الطبعة الأولى 2006 – نشر دار سيبويه للنشر و التوزيع : 8 باب الكرم المنستير 5000 – طبع المطبعة العصرية بالساحل – صيادة –
– » المنستيــــر : أرض من تونـــس » – تأليف قويـــدو مدينـــة – تعريب صالح مزالي و محمد البدوي – صدر في ربيع 1999 – طبع دار المعارف للطباعة و النشر – سوسة –
– » شجــرة النــور الزكيّــة في طبقـــات المالكيــة » ( مجلّدان ) : تأليف العلامة الجليل الشيخ القاضي محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف ( 1280 – 1360 هــ ) الموافق لــ ( 1863 – 1941 ) – طبعة القاهرة سنة 1937 و الطبعة الحديثة الأولى 2003 م – إصدار دار الكتب العلمية : بيروت – لبنان
و يعدّ الكتاب – الذي استغرق إعداده قرابة ربع قرن – موسوعة تراجم لطبقات أعلام المذهب المالكي ، وهو مرجع معتمد ضمن مناهج الدراسة بالجامعة التونسية ، و نظرا لأهميته اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم » اليونسكو » كأحد أهم الموسوعات العربية ليصبح بذلك مرجعا عالميا
– » المبتـــدأ فــي انتظـــــار الخبـــــر » : تأليف المربّي محمد محسن البوّاب ( ولد بالمنستير سنة 1925 ) – دار المعارف للطباعة و النشر – سوسة 1997 –
– » مراســــلات و إرساليــــات « : تأليف الأستاذ الحبيب نويرة ( ولد بالمنستير سنة 1925 ) – طبع الشركة التونسية لفنون الرسم – صدر في سنة 1998-
– » عبد الســـلام تريمــــش … حياتـــه و نضالـــه » : تأليف منيرة تريمش ( ابنة الشهيد ) – الطبعة الأولى 2002
– » نجيـــع الـــدم » – مجموعة شعرية – محمد كمال السخيري – جانفي 2006 –
– » قراءات نفسجديــة لنصــوص إبداعيــة » – محمد كمال السخيري – صدر سنة 2005 –
ولد محمد كمال السخيري بالمنستير في 29 سبتمبر 1963 وهو متخرّج من دار المعلّمين بقابس سنة 1983 – عضو باتّحاد الكتّاب التونسيين منذ سنة 1991 و عضو مؤسّس لفرع اتحاد الكتّاب بالمنستير – له دراستان حول الشاعر » أبي القاسم الشّابّي » تعتبران أثرا و مرجعا بالجامعة التونسية و هما : » البؤس و الألم عند الشّابّي » و » ظاهرة الموت عند الشّابّي »
– » الهــــادي نويـــرة : مسيرة مثقـــف مناضـــل و رجـــل الدولـــة » : تأليف أحمد خالد – منشورات زخارف ( شركة بوبليغراف ) – الطبعة الأولى – جانفي 2006 –
ولد الهادي ابن عميرة نويرة عام 1911 بالمنستير و توفي في 26 جانفي 1993 و قد تولى رئاسة الحكومة من سنة 1971 إلى سنة 1980 و قد عرف الإقتصاد التونسي خلال فترة توليه المسؤولية انتعاشة و نسبة نموّ مرتفعة
– » كتاباتــــــي « : تأليف الدكتور محمد ابن الشيخ محمد الصالح ابن أحمد عبّاس ( 1933 – 1996 ) – طبع شركة المطبعة الفنية ، طريق المنستير سيدي عبد الحميد – سوسة – الثلاثية الأخيرة من سنة 2006
– » نصيبـــي مـن الحقيقـــــة » : تأليف رئيس الحكومة و الوزير الأسبق محمد مزالي – إصدار دار الشروق – القاهرة – سنة 2008 –
ولد محمـــد مزالـــي بالمنستير سنة 1925 و تولّى عدة مناصب وزارية كان آخرها منصب الوزير الأول من سنة 1980 إلى سنة 1986
مراجع مهمّة تتناول تاريخ المدينة :
الكتـــــب :
– » المنستير : دراسة للتاريخ الإجتماعي في القرن 19 » – الدكتور محمد الصالح الصيادي –
– » المنستير عبر مواقع التجذير و التحرير في النصف الأول من القرن العشرين » – محمد الطاهر عقيــر –
– » الذاتية التاريخية لمدينة المنستير » – الدكتور محمد الصالح الصيادي – منشورات نادي الرباط بالمنستير – تونس 1979 –
البحـــــوث :
– » تاريخ المنستير » – عثمان الكعّاك – نشر بصحيفة » العمل » بتاريخ 23 مارس 1958 –
– » نبذة من حياة الشيخ محمود موسى شاعر المنستير » – عبد اللّه الزنّاد – وهو مخطوط –
– » ومضة من نشاط المحامي الحبيب بورقيبة » – الدكتور محمد صالح الصيادي – وثائق من الأرشيف – مجلة ليث الرباط – اللجنة الثقافية الجهوية بالمنستير –
المحاضـــــرات :
– » شهادات أدبية و أثرية على المنستير العتيقة » – الدكتور نبيل قلالة –
– » رباط المنستير من خلال فتاوي الإمام المازري « – الدكتور محمد الصالح الصيادي –
– » دور المنستير في ثورة الساحل » – الدكتور خليفة الشاطر –
مقــــــــالات :
– » حديث صحفي مع محمد مزالي : » ندمت على اشتغالي بالسياسة « – جريدة الصباح بتاريخ الثلاثاء 27 جانفي 2009
– » الإتحاد المنستيري ، تداخل بين الرياضي و السياسي » : المصدر : موقع مجلة » كلمة » الإلكترونية ( محجوبة في تونس ) بتاريخ 8 مارس 2009
– » مؤتمر الإتحاد الجهوي للشغل بالمنستير : تواصل سياسة التذيّل للسلطة و الأعراف » – المصدر : » البديل عاجل » ( قائمة مراسلة موقع حزب العمّال الشيوعي التونسي ) بتاريخ 31 مارس 2009
– » المنستير : رئيس لفرقة مقاومة الإرهاب… أم لممارسة الإرهاب… » – عادل البنزرتي – » تونس نيوز » – 2 سبتمبر 2009 –
– » المنستير : مئات الملايين من المال العام المهدور بسبب عدم دفع قيس بن علي الأداءات البلدية » – عادل البنزرتي – » تونس نيوز » – 5 سبتمبر 2009 –
– » المنستير : آخر إنجازات السلطة و آخر هداياها لمتساكنيها : تقليص نشاط مطار الحبيب بورقيبة الدولي » – عادل البنزرتي – » تونس نيوز » – 18 سبتمبر 2009 –
– » المنستير : إصابتان بإنفلونزا الخنازير في مدرسة إبتدائية » – عامر سكمة – جريدة الصباح بتاريخ الجمعة 20 نوفمبر 2009
– » معالم في بلادي : رباطات المنستير حمت سواحلنا من الأعداء » – المنجي المجريسي – جريدة الشروق بتاريخ الجمعة 20 نوفمبر 2009
– » المنستير : تطاول الفاسدين و تعدّي على الدين » – محمد بوزقرّو- » تونس نيوز » – العدد 2294 بتاريخ 2 سبتمبر 2006 –
– » يكفي مدينة المنستير ما نالها من القهر و الغبن » – جريدة » الموقف » عدد 367 و » تونس نيوز » – العدد 2233 بتاريخ 3 جويلية 2006 –
– » معامل تفلّس و معالم تدنّس » – محمد محسن البوّاب –
– » تصفية شركة سقانص للأثاث بالمنستير : الجريمة الموصوفة » – المصدر : البديل الأسبوعي عدد 2 بتاريخ 10 أكتوبر 2005
مواقع مفيدة على الشبكة العنكبوتية :
www.um.rnu.tn 1 – جامعة المنستير
www.jcemonastir.o 2 – الغرفة الإقتصادية بالمنستير :
www.monastirairport.com 3 – مطار الحبيب بورقيبة الدولي بالمنستير
www.habibbourguibaairport.com
www.radiomonastir.com.tn 5 – إذاعة المنستير
www.radiomonastir.com 6 – موقع محبّي إذاعة المنستير
www.technopole-monastir.rnrt.tn 7 – القطب التكنولوجي بالمنستير
www.asvm.net 8 – جمعية صيانة مدينة المنستير
www.clubmonastir.com 9 – نادي الشبان و العلم بالمنستير
www.pilotemonastir.co.cc 10 – المعهد النموذجي بالمنستير
www.musee-ribat-monastir.com 11 – متحف الفنون الإسلامية برباط المنستير
www.psm.rnu.tn 12 – قصر العلوم بالمنستير
www.psy.monastir.org.tn 13 – قسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي
www.usmonastir.com 14 – الإتحاد الرياضي المنستيري
www.tcmonastir.com 15 – نادي التنس بالمنستير
www.elmestir.net
www.bourguiba.com
www.investir-monastir.net
26 ربيع الأول 1431 هـــ الموافق لـــ 12 مارس 2010
مركــز الربــاط للإعــلام و التوثيــق و البحــوث و الدراســات
المنستير – لندن – باريس
العاملون بالموقع الالكتروني اسلام أون لاين يواصلون الاضراب احتجاجا
القاهرة (رويترز) – قال صحفيون في الموقع الالكتروني اسلام أون لاين ان مئات العاملين في مكاتب الموقع بالقاهرة واصلوا يوم الخميس احتجاجهم على اجراءت قالوا انها مجحفة من الجمعية الداعمة للموقع ماليا والتي تتخذ من قطر مقرا لها. ومنذ يوم الثلاثاء أضرب العاملون الذين يصل عددهم الى 350 عن العمل واحتلوا المكاتب قائلين ان المجلس التنفيذي في مجلس ادارة جمعية البلاغ الثقافية أوفد محامين للتحقيق مع نحو 200 صحفي أبدوا تضررا من قرارات بتغيير السياسية التحريرية للموقع يقولون ان المجلس التنفيذي اتخذها بدون التشاور معهم. وقال رئيس تحرير الخدمات الاستشارية في الموقع عبد الهادي أبو طالب لرويترز « شعرنا بأن هناك تيارات سلفية منغلقة وراء ما يجري. » وأضاف أن الادارة الجديدة للجمعية تحدثت عن عدم رضا عن السياسات التحريرية للموقع « بدون أن تناقشنا وكان هذا مبعث احتجاجنا. » وتبدو القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية التي يطرحها الموقع ومنها مشكلات المثليين جنسيا وضحايا الاعتداءات غير متوافقة مع اتجاه جمعية دينية كما يقول محللون. لكن صحفيين في الموقع يقولون انهم يردون على استشارات ترد اليهم بشأن هذه الموضوعات في نطاق سياسة تحريرية معتمدة من مجلس ادارة سابق وانهم لم ينفردوا بتقرير السياسة التحريرية للموقع الذي يعمل منذ نحو عشر سنوات. وتشكل مجلس ادارة جديد للجمعية في مايو أيار الماضي وقال صحفيون في الموقع ان البادي من المجلس التنفيذي فيه أنه يريد تغيير اتجاه الموقع كاملا. ويرأس مجلس ادارة الجمعية الشيخ يوسف القرضاوي. وقال أبو طالب « حدث اهتزاز في ثقة العاملين » بعد قرار الجمعية احالة رؤساء التحرير الثلاثة للموقع الى أعمال استشارية. وللموقع رئيس تحرير عام ورئيس تحرير لمادته المنشورة باللغة العربية ورئيس تحرير لمادته المنشورة باللغة الانجليزية. ولم يتسن على الفور الاتصال بأي من علي العمادي المدير العام للجمعية أو ابراهيم الانصاري نائب رئيس مجلس الادارة اللذين يقول صحفيون في الموقع انهما وراء الموقف الجديد من الادارة التحريرية للموقع في العاصمة المصرية. وقال أبو طالب ان القرضاوي قرر مساء الاربعاء « بعد شكاوى تلقاها من أعضاء في مجلس الادارة والجمعية العمومية (لجمعية البلاغ الثقافية) » وقف العمادي والانصاري عن العمل وتعيين مريم ال ثاني مديرة للجمعية ومريم الهاجري مشرفة فنية على الموقع وألغى القرارات التي صدرت بحق العاملين في مكاتب القاهرة. وأضاف أنه يتعين على الجمعية العمومية لجمعية البلاغ الثقافية النظر في قرارات القرضاوي خلال أسبوعين على الاكثر. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 مارس 2010)
أحمد الطيب شيخا للازهر الشريف
القاهرة (رويترز) – ذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن الرئيس المصري حسني مبارك أصدر يوم الجمعة قرارا بتعيين رئيس جامعة الازهر أحمد الطيب شيخا للازهر خلفا لشيخ الازهر الراحل محمد سيد طنطاوي الذي توفي في السعودية ودفن بها الاسبوع الماضي. والطيب (66 عاما) أستاذ في العقيدة الاسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والانجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع الفرنسية الى اللغة العربية وعمل محاضرا جامعيا لبعض الوقت في فرنسا. وينتمي الطيب وهو من محافظة قنا في صعيد مصر لاسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل. ويقول علماء في الازهر انه واسع العلم ولم يدخل من قبل في مناقشة قضايا خلافية ولم يصدر حين كان مفتى مصر فتاوى تثير الجدل. ويرأس الطيب لجنة حوار الاديان في الازهر وهو عضو في مجمع البحوث الاسلامية أعلى هيئة علماء في الازهر وسيرأس المجلس بعد تعيينه شيخا للازهر. ويمر مبارك (81 عاما) بفترة نقاهة في ألمانيا بعد عملية جراحية لازالة الحوصلة المرارية وورم حميد في الاثنى عشر قبل نحو أسبوعين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 مارس 2010)