عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله… من أجل تونس أرقى وأفضل وأعدل.. يتسع صدرها للجميع… |
TUNISTUNISNEWSNE
10ème année, N°3706 du 16. 07 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
ولضحايا قانون الإرهاب
كلمة:فرنسا ترفض الاعتذار عن احتلال تونس
حــرية و إنـصاف:بـــــريد المظالـــم
كلمة:تواصل الإستهداف للأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
حزب العمال الشيوعي التونسي:بيان :حياة الصحفي الفاهم بوكدّوس في خطر إثر إيقافه
عفاف بالناصر :لسنا للبيع ولا للشراء
زياد الهاني:الزّج بالفاهم بوكدّوس في السجن: يوم حزين في تاريخ الصحافة التونسية
مراسلون بلا حدود :عندما ينقلب العالم والعدالة التونسية رأساً على عقب
سفيان الشورابي:بعد اعتقال الفاهم بوكدوس: صحافيو تونس… الصمت أو السجن!
الأخبار:تونسي تائه في لبنان… خوفاً من «بوليس» دولته
كلمة:بسبب تجريدهم من أراضيهم أهالي من الرقاب يعتصمون
صلاح الدين الجورشي:منصف المرزوقي : شخص لا يرى إلا نفسه في المرآة
العربي القاسمي:يا أمّتــــــي …
الصباح:التونسيون بالخارج مشاكل وتذمرات بالجملة… ووعود بحلول قريبة
محمد العروسي الهاني:النية تتجه إلى تكوين جمعية عالمية تحمل اسم الزعيم بورقيبة العام القادم بحول الله
منير شفيق:المفاوضات بمناسبة «المونديال»
القدس العربي:تراشق اعلامي يصعد التوتر بين سورية ومصر صحف من البلدين تهدد بفتح ملفات الرؤساء
رأي القدس العربي:من نصدق واشنطن أم رام الله؟
ربيب أربكان ينقلب عليه … ويطمح لخلافة اردوغان!
الجزيرة.نت:أوروبا تواجه سنوات من ضعف النمو
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
ماي2010
https://www.tunisnews.net/18Juin10a.htm
فرنسا ترفض الاعتذار عن احتلال تونس
حرر من قبل التحرير في الخميس, 15. جويلية 2010 رفضت فرنسا رسميا حسب ما نقلت مجلة « لو بوان » الفرنسية على لسان وزير ثقافتها فريدريك ميتران الاعتذار عن احتلال تونس الذي امتد من سنة 1881 حتى 1956. جدير بالذكر أن بعض القوى السياسية التونسية طالبت فرنسا بتقديم اعتذار ودفع تعويضات للشعب التونسي لجبر الضرر الذي لحق به خلال 75 سنة من الاستعمار المباشر. في الوقت الذي ما تزال فيه بعض جرائم الحقبة الاستعمارية عالقة ولم تحسم بعد، من ذلك ما أقدمت عليه عصابة اليد الحمراء من تصفية للزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد، حيث شاهد الشعب التونسي أحد القتلة على قناة الجزيرة الفضائية يعتز بارتكاب الجريمة ويعبر عن استعداده لتكرارها. دون أن يكون للسلطة التونسية موقفا من الأمر وهي الخطوة التي أثارت استهجان الشعب التونسي وناشطيه الذين طالبوا بمحاكمة الجناة. يشار إلى أن كثيرا من القوى الاستعمارية قد اعتذرت عما ارتكب في حق الشعوب المستعمرة ودفعت تعويضات عن ذلك. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 جويلة 2010)
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 شعبان 1431 الموافق ل 16 جويلية 2010 بـــــريد المظالـــم
الموضوع رفع شكوى تونس في 13/07/2010 العارض: محفوظ بن بشير عمر العياري إني الممضي أسفله المواطن التونسي محفوظ العياري صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 08141722 وسجين سياسي سابق محكوم عليه بخمس سنوات مراقبة إدارية، أحيطكم علما بأنني أخضع للإمضاء اليومي في مركز شرطة حي النجاح رغم أن ذلك مخالف لقرار المراقبة الإدارية الذي يتمثل في تحديد سكني المحكوم به فقط ولا يحتوي على الإمضاء ورغم ذلك فإني أمضي يوميا. وقد طلبت منهم (الإدارة الأمنية) يوم 29/06/2010 السماح لي بالتوجه لمدينة الكاف مقر إقامة خطيبتي كي أقوم بالإجراءات اللازمة لإتمام الزواج الذي لم يبق له كثير من الوقت إلا أنه تم رفض مطلبي ووعدوني في الأسبوع القادم أن يسمحوا لي ولكن تم رفض مطلبي للمرة الثانية يوم 07/07/2010 وكذلك المرة الثالثة يوم السبت 10/07/2010 لذا فإنني أطلب من كل مدافع عن حقوق الإنسان الوقوف إلى جانبي في هذه المظلمة التي تشل حركاتي وتعطلني عن حياتي الطبيعية.
منظمة حرية وإنصاف
تواصل الإستهداف للأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف
حرر من قبل التحرير في الخميس, 15. جويلية 2010 جاء في بيان لمنظمة حرية وإنصاف الحقوقية أنه في تصعيد وصف بالخطير للاعتداءات المتكررة ضد الأستاذ المحامي محمد النوري وأفراد عائلته وانتقاما منه من أجل نشاطه الحقوقي كرئيس لمنظمة حرية وإنصاف وعضو لهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات . وفي خطوة عدائية غير مسبوقة عمدت السلطة السياسية ممثلة في عدد من أعوان البوليس السياسي ورئيس شعبة التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) بسليمان مصحوبين بعدد كبير من أعوان التراتيب البلدية إلى اقتحام ضيعة الأستاذ محمد النوري الكائنة بمدينة سليمان من ولاية نابل وذلك بعد خلع أقفال بابها الرئيسي الحديدي ودخلوها عنوة في غياب مالكها وذلك حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الأربعاء 14 جويلية 2010 وفي غياب الممثل القانوني للشركة الفلاحية المستثمرة لقطاع السمان، عمد الأعوان إلى الاستيلاء على كمية هامة من السمان المذبوح الطري الذي لم يمر على ذبحه أكثر من ساعة، وعند وصول الأستاذ طارق النوري المحامي ابن الأستاذ محمد النوري والمشرف على ضيعة والده حوالي الساعة التاسعة مساء وقع إعلامه من قبل أعوان الشرطة المرتدين للزي المدني والمرابطين أمام الضيعة بأن المجموعة المعتدية توجهت إلى مقر معتمدية سليمان فالتحق بهم للتوّ بغرض الاستفسار لكنه تعذر عليه الاتصال بهم إذ دام الاجتماع إلى ساعة متأخرة من الليل ودام إلى صباح يوم الخميس 15 جويلية 2010 ، وقد أعلم الأستاذ محمد النوري عميد المحامين ورئيس فرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين بالاعتداء الخطير على ضيعته وتقدم بشكاية لوكالة الجمهورية بقرمبالية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 جويلة 2010)
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 16 جويلية 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
تمكنت السيدة عفاف بن نصر، زوجة الصحفي الفاهم بوكدوس ، من زيارة زوجها الموجود منذ يوم أمس بالسجن المدني بقفصة وذلك بعد أن رفضت إدارة السجن تمكينها من ذلك في البداية. السيدة بن نصر أكدت أن الوضع الصحي للسيد بوكدوس مستقر لكنه قلق من تواجده بغرفة بها مساجين مدخنين وهو ما قد يؤثر سلبا على صحته حيث يشكو من مرض الربو. كما تمكن الأستاذ رضا الرداوي من مقابلة السيد بوكدوس بعد رفض أولي لذلك من إدارة السجن رغم حمله لبطاقة زيارة. للتذكير فان الأستاذ الرداوي قد تقدم بمطلب في إيقاف التنفيذ للوكيل العام لمحكمة الاستئناف بقفصة باسم هيئة الدفاع قبل سجن بوكدوس وذلك لوجود اخلالات إجرائية في الطورين الابتدائي ولاستئنافي. حسب هيئة الدفاع ، فان المحكمة الابتدائية لم تمكن المحامين ( الذين طلبوا جلب بطاقة سوابق المتهم ) من الترافع وفي طور الاستئناف لم يتمكن المحامون من الترافع نظرا لعدم وجود المتهم الذي يخضع للعلاج في المستشفى ورفضت المحكمة التأخير وأقرت الحكم دون حضور ه . وقد رفض المطلب ( إيقاف التنفيذ) باعتبار أن السيد بوكدوس قد أودع السجن. اللجنة الوطنية تجدد طلبها بإطلاق سراح الفاهم بوكدوس وحسن بنعبدالله وكل مساجين الحوض ألمنجمي ، كما تدعو لإصدار عفو يشمل كل الذين حوكموا على خلفية الاحتجاجات في المنطقة. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
بيان : حياة الصحفي الفاهم بوكدّوس في خطر إثر إيقافه
أقدمت قوات البوليس يوم أمس 15 جويلية 2010 على إيقاف الصحفي الحرّ مراسل قناة « الحوار التونسي » وموقع « البديل الالكتروني » الفاهم بوكدوس وأودعته السجن المدني بقفصة في مساء نفس اليوم. والصحفي الفاهم بوكدوس كان قد تعرّض للمحاكمة رفقة مناضلي وقادة انتفاضة الحوض المنجمي، إذ كان نصيبه الحكم عليه غيابيا بـ6 سنوات سجنا، وبعد الاعتراض على هذا الحكم، حوّلت محكمة قفصة محكوميّته في الطور الابتدائي إلى 4 سنوات سجنا وذلك في محاكمة أقرّ كل متتبعيها بأنها لم تحترم أبسط الإجراءات القانونية، وهو أمر تأكد مرة أخرى يوم 6 جويلية الجاري حين ثبّت الطور الاستئنافي الحكم الابتدائي رغم تعذّر حضور الصحفي المحال إذ كان محتفظا به في المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة بسبب أزمة ربو حادة، ورغم تقدم محاميه بشهادة إقامة بالمستشفى، فإن هيئة المحكمة أصدرت حكمها الجائر في تحدّ صارخ لأبسط مقوّمات المحاكمة العادلة وهو أمر لازال يثير سخط الرأي العام الحقوقي والصحفي والسياسي الذي يتابع أطوار هذه المحاكمة المهزلة. ورغم مغادرته المستشفى في حالة صحية سيئة، ورغم حاجته الملحة للرعاية والمتابعة الطبية الدائمة، فإن السلطة أقدمت على إيقافه والزج به في السجن وهو أمر يثير مخاوف جدية على حياته، إن حزب العمال الشيوعي التونسي، إذ يدين هذه المحاكمة الجائرة التي تقيم الدليل مرة أخرى على تبعيّة القضاء وتورّطه في انتهاك حقوق الناس، فانه: يحمّل السلطة التونسية مسؤولية كل ما يمكن أن يطال الصحفي الفاهم بوكدوس من أذى على صحته وحياته، يهيب بقوى المجتمع المدني المحلي والدولي أن تضاعف مجهوداتها من أجل إنقاذ حياة الصحفي الأسير في سجون الدكتاتورية الغاشمة. يتوجّه إلى كل فعاليات المجتمع السياسي والمدني التونسي أحزابا وجمعيات ونقابات من أجل تحمّل مسؤوليتها في إنقاذ حياة المناضل الفاهم بوكدوس من براثن الموت المحقق.
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 16 جويلية 2010
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 جويلية 2009)
عفاف بالناصر : لسنا للبيع ولا للشراء
زُجَّ اليوم بزوجي في السجن بمرضه وعلله ليقضي عقوبة جائرة مدّتها أربع سنوات، وعلى الأرجح أن يتمّ نقله وفق العرف التونسي للتنكيل بعائلات المحكومين إلى سجن بعيد بما يخالف القانون. وفي الوقت الذي اشتدّت فيه حملات التشويه ضدّ زوجي وضدّ رفاقه في ما عُرف بالوفاق في قضيّة الحوض المنجمي، هذه الحملات التي وصلت حدّ التشكيك في انتمائه للحقل الصحفي من قبل مؤسسات رسميّة (بلاغ وزارة الخارجيّة التونسيّة) ومن قبل أقلام وأبواق مأجورة، أودّ الكشف عن فضيحة تليق بالنظام وخدمه وتتمثّل في: اتصال – وبعد ساعات من خروج زوجي من المستشفى في سوسة – من المدعو « نور الدين بن نتيشة » (وهو أحد المناضلين السابقين في الحركة الطلابية وقد سجن في التسعينات في قضية واحدة مع الفاهم) هاتفيا طالبا من زوجي اللقاء وبعد إلحاح (3 مكالمات متفرقة)، خرجت مع زوجي للقائه بأحد مقاهي سوسة تحت وجود أمني مكثف على الساعة الثامنة والربع صباح الخميس 15 جويلية، وجدناه وحيدا، ودخل مباشرة في أطوار القضية والحكم الصادر والتنفيذ وإمكانية إلغاء الحكم وتمكين زوجي من بطاقة صحافة وطنية، مقابل تحرير مطلب عفو إلي رئيس الدولة وأصرّ على أن يكون ذلك في كنف السرية التامة وأن يكون المطلب كتابيا بخط اليد وأضاف أن هنالك شخصا ينتظر في سيارته خارج المقهى يستطيع أن يوضّح جزئيات « الاتفاق » فردّ عليه الفاهم- زوجي- بأنه صحافي مستقل ومعترف به دوليا ولا يهمّه امتلاك البطاقة الوطنية للصحافة ولا يمكن أن يقبل مثل هكذا مساومات، عندها وإثر اتصال هاتفي مفاجئ من قبل نور الدين بن نتيشة. دخل المقهى المدعو برهان بسيّس. صافح وجلس وشرع في الحديث عن صحّة زوجي وتدهورها، وإمكانية علاجه في ظروف أفضل وإذا اقتضى الأمر في الخارج لما لا، وتمسّك بنفس العرض مع التلميح بالإمتيازات المالية وحياة الرفاهة منوّها بخصال الفاهم وصدقه وصداقاته مع جميع أطياف المجتمع المدني. فردّ عليه الفاهم قائلا انّه لن يتقدم بمطلب العفو وأنّ حريته ستكون ثمرة نضالات الحركة الديمقراطية في الداخل والخارج وأغلق الموضوع ووقفنا تاركين إيّاهما في المقهى. ومن المفارقات العجيبة أنه تمّ إيقاف زوجي بعد حوالي نصف ساعة من مغادرتنا المقهى – حيث كان السيد برهان بسيس يطرح في عرضه – من طرف الشرطة والبوليس السياسي بسوسة.. على هذه الشّاكلة تتصرّف السلطة وخدمها مع أحرار البلاد بغية شراء الذمم وإبعادهم عن شعبهم وقضاياه، وعليه رأيت أنه من واجبي نحو بلادي وشعبي كما أوصاني الفاهم قبل صعوده لسيّارة الشرطة قائلا لي: « افضحيهم »…
عفاف بالناصر
الخميس الساعة الواحدة ليلا 15 جويلية 2010
* الفاهم بوكدوس –زوجي- أعاقه الإيقاف من نشر وقائع هذا اللقاء… * وأما في ما يتعلق بي فقد تأخرت نظرا لمتابعتي وانشغالي بحيثيات إيقاف الفاهم أولا وثانيا كنت بصدد العودة من سوسة إلي قفصة، حيث مقر إقامتي وحيث السجن المدني الذي أودع فيه زوجي.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 جويلية 2009)
الزّج بالفاهم بوكدّوس في السجن: يوم حزين في تاريخ الصحافة التونسية .
سيظل الخميس 15 جويلية 2010 يوما حزينا في تاريخ الصحافة التونسية، ففي حدود الساعة التاسعة والنصف من صباح هذا اليوم تمّ اعتقال الزميل الفاهم بوكدّوس الصحفي بقناة « الحوار التونسي » أمام المستشفى بمدينة سوسة الساحلية ونقله إلى مدينة قفصة بالجنوب التونسي أين تمّ الزّج به في سجنها المدني. وذلك لتنفيذ عقاب صادر بسجنه مدة أربعة سنوات « لتورطه في جريمة الانخراط في عصابة إجرامية ومشاركته في نطاقها في التحضير لارتكاب اعتداءات على الأشخاص والأملاك, إضافة إلى التحريض على العصيان المدني والتصادم مع رجال الأمن ». و « نشر معلومات من شأنها تعكير صفو النظام العام والمشاركة في وفاق إجرامي ». حسب ما جاء في تصريح لناطق رسمي مجهول نشرته وكالة تونس إفريقيا للأنباء قبل يومين ردّا على الانتقاد الأمريكي الرسمي لهذا الحكم الذي طال صحفيا تشفيا منه لتغطيته الإعلامية الجريئة لانتفاضة الحوض المنجمي المجيدة. لم يشفع للزميل الفاهم بوكدّوس وضعه الصحي المتردي الذي استوجب الاحتفاظ به مدة طويلة في المستشفى ولا حملة التنديد الدولية التي أعقبت الحكم بسجنه، ليتم سوقه كما لو كان مجرما لتنفيذ الحكم الجائر الصادر ضده. البلاغ الرسمي المجهول المصدر أنكر على الفاهم بوكدوس أن يكون صحفيا. وهو إنكار لا يقل سخفا عن التهم التي وجّهت له، ويكشف الانفصال الكامل لأصحاب القرار عن الواقع وعزلتهم المتصاعدة في أبراجهم العاجية التي جعلتهم ربّـما يتوهمون سخرية الناس واستهزاءهم هتافا وتهليلا لعبقريتهم الفذة؟ كان واضحا منذ البداية أن الملف المفتعل للزميل الفاهم بوكدوس الذي يتحمل مسؤوليته المباشرة وزير العدل، سيمثّـل اعتداء صارخا على مبادئ الجمهورية ومصدر إساءة للمصالح العليا لبلادنا. وهو ما تأكد من خلال حملة التنديد الدولية التي أعقبت تأكيد الحكم بالسجن بعد أن كان الأمل معلّـقا على تغلّب الحكمة والعقل. لكن المصدر الرسمي انتهج سياسة النعامة في التعامل مع الانتقادات الدولية « الناعمة » متوهما أن اتهام الأطراف الدولية بالمغالطة أو الجهل سيمكنه من تبرئة ساحته من جريمة استخدام إمكانات الدولة الرهيبة بشكل غير مشروع للزج بصحفي أعزل في السجن انتقاما منه على كشفه لوقائع عملت السلطة على طمسها ومنع إظهارها للتونسيين وللعالم. ورغم هذا التطور المؤسف في قضية الزميل الفاهم بوكدّوس يبقى الأمل قائما في تدخل رئيس الدولة للإذن بالإفراج عنه بمناسبة الاحتفال بعيد الجمهورية يوم 25 جويلية. هذه الجمهورية التي ولدت بشكل مشوّه حوّلها إلى مجرد وهم وغطاء لحكم فردي مطلق مستند إلى مؤسسات صورية. وفي صورة عدم الإفراج عن الزميل الفاهم بوكدّوس بهذه المناسبة، فعلينا أن لا ننتظر خروجه من السجن في نعش بسبب تدهور حالته الصحية.. الفاهم بوكدّوس ليس مجرما ولم يطلق النار على المتظاهرين ولم يخلع المحلات التجارية للمواطنين ليسطو على ما فيها من مواد. الفاهم بوكدّوس لم يفجّـر انتفاضة الحوض المنجمي التي أشعلتها سياسية الفساد والمحاباة التي كانت تمارس بعلم كامل من السلطات العليا في الدولة وأولها مصالح الأمن.فهو لم يحرق ولم يدمّـر، بل قام بواجبه الطبيعي كصحفي في كشف كل التجاوزات الحاصلة ونقلها للرأي العام الوطني والعالم، وهو ما يجعلني أتشرف بأن أكون زميلا له في المهنة. لذلك فمكانه الطبيعي هو أن يكون وسط عائلته وبين زملائه ليمارس بنفس الروح الوطنية المتحررة واجبه المهني، لا أن يكون في السجن. في وقت يحتل فيه المجرمون الحقيقيّـون مراكز الجاه والنفوذ والسلطة وينهبون في ظل الحصانة الكاملة أموال الدولة، ويسخّـر القضاة التابعون لتبرئتهم من القضايا الإجرامية الدولية التي تورطوا فيها، وتوفّـر لهم كلّ إمكانات الدولة حتى يصبحوا رؤساء بلديات وأعضاء في البرلمان الموقّر؟ هذه تونس تونسنا، وهذه الجمهورية جمهوريتنا، وهذه الدولة دولتنا، وهذا الوطن العزيز وطننا نفتديه بأرواحنا. ونحن نردّد مع كل ولد في هذا الوطن واختار طواعية وحبّا وكرامة أن يحيا فيه ويموت، دون حاجة لشراء الملاذات في كندا أو شرم الشيخ وغيرهما من المراكز العالمية لتهريب المال العام: لا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها نـموت ونحـيا على عهدها حـياة الكرام ومـوت العظام أطلقوا سراح الزميل الصحفي الفاهم بوكدّوس.. رجاء.. زياد الهاني
مراسلون بلا حدود : عندما ينقلب العالم والعدالة التونسية رأساً على عقب تونس 15.07.2010
في 15 تموز/يوليو 2010، أقدمت الشرطة التونسية على توقيف الصحافي فاهم بوقدوس حوالى الساعة التاسعة والنصف صباحاً في باحة مستشفى فرحات حشاد في سوسة بينما كان برفقة زوجته ونقل إلى مكان لا يزال مجهولاً. تمت عملية الاعتقال هذه إثر مصادقة محكمة الاستئناف في قفصة في 6 تموز/يوليو 2010 على الحكم الصادر بحق الصحافي والقاضي بسجنه لمدة أربعة أعوام مع النفاذ. وقد صدر هذا الحكم بينما كان يرقد في المستشفى التي نقل إليها منذ الثالث من تموز/يوليو لمعاناته مشاكل في الجهاز التنفسي. خرج الصحافي حوالى الساعة الثانية عشرة والنصف من يوم 14 تموز/يوليو من المستشفى وقضى الليلة عند بعض الأصدقاء في سوسة ليعود إلى المستشفى في 15 تموز/يوليو لاستعادة ملفه الطبي. تلاحق السلطات التونسية فاهم بوقدوس منذ عامين لتغطيته تظاهرات شعبية انطلقت في حوض قفصة المنجمي في العام 2008. ومراسلون بلا حدود في غاية القلق عليه لأنه يعاني مشاكل في الجهاز التنفسي ولا يزال يخضع للعلاج الطبي مع الإشارة إلى أن الأطباء طلبوا منه إجراء فحوصات جديدة في 23 آب/أغسطس المقبل. إن هذه القضية لتشكل مثلاً إضافياً يبيّن مدى تصلّب نظام الرئيس زين العابدين بن علي حيال الصحافيين المستقلين. فالسلطات مستعدة لانتهاك قواعد القضاء نفسه لتبلغ غايتها (راجع البيان الصحافي السابق). منذ إعادة انتخاب الرئيس بن علي في تشرين الأول/أكتوبر 2009، عززت البلاد صورتها كدولة شرطة مع تعرّض الصحافيين والمدوّنين لتنكيل فعلي يومياً. ومؤخراً، تبنّى البرلمان مشروع قانون يهدف إلى تجريم نشاطات التوعية التي يقوم المدافعون عن حقوق الإنسان التونسيون بها مدّعماً بهذا الجهاز القانوني المكرّس لقمع الحريات الأساسية. تاريخ القضية في 5 كانون الثاني/يناير 2008، نشرت شركة فوسفات قفصة التي تعدّ أبرز مشغّلي العمال في منطقة تشهد ارتفاعاً في معدل البطالة نتائج التوظيف فيها. وإثر اعتبار سكان منطقة الرديف أن النتائج مزورة، قرروا التنديد بسياسة التوظيف التي تعتمدها الشركة والمحسوبية والفساد. في 7 نيسان/أبريل 2008، تم اعتقال حوالى 30 من المضربين، مما أثار تظاهرات احتجاجية. وإذا بحملة قمع تنقض على الشباب والناشطين في المنطقة الذين أخذوا يصعّدون وتيرة التجمعات. وقتل ثلاثة من المتظاهرين الشباب مع الإشارة إلى أن اثنين منهم أرديا بالرصاص في 6 حزيران/يونيو 2008. قام فاهم بوقدوس بتغطية هذه التظاهرات الشعبية لقناة الحوار التونسي. وهو يعمل منذ العام 2006 في هذه الفضائية الخاصة التي انطلقت في العام 2002 من فرنسا1. تتولى مؤسسات إعلامية عربية مهمة إعادة بث الصور التي التقطها فاهم بوقدوس وعرضها على مواقع تبادل التسجيلات شأن يوتيوب وديلي موشن الخاضغين للرقابة في تونس. وفي 5 تموز/يوليو 2008، وخوفاً من تعرضه للاعتقال، قرر فاهم بوقدوس الاختباء. في 4 كانون الأول/ديسمبر 2008، افتتحت « محاكمة الـ 38 » المتهمين بالتآمر الجنائي من أجل ارتكاب جرائم ضد الأشخاص والممتلكات والتمرّد المسلح من تنظيم أكثر من عشرة أشخاص واضطرابات للنظام العام. وفي نهاية محاكمة 11 كانون الأول/ديسمبر، حكم على 33 شخصاً بعقوبات بالسجن تتراوح بين عامين مع وقف التنفيذ وعشر سنوات وشهر مع النفاذ. وأفرج عن خمسة أشخاص فيما صدر الحكم في غياب الدفاع واستجواب المتهمين. أمّا فاهم بوقدوس فحكم عليه غيابياً في المحكمة الابتدائية في قفصة بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة « تكوين وفاق إجرامي من أجل الاعتداء على الأشخاص والممتلكات » و »نشر أخبار من شأنها أن تخل بالنظام العام » على أساس المادتين 131 و121 من قانون العقوبات التونسي. افتتحت محاكمة الاستئناف في 13 كانون الثاني/يناير 2009. وفي 5 شباط/فبراير 2009، صادقت محكمة الاستئناف على إدانة فاهم بوقدوس بالسجن لمدة ست سنوات مع النفاذ. وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، مثل الصحافي حراً في محكمة قفصة واضعاً حداً لحوالى 17 شهراً من التخفّي. وبما أن فاهم بوقدوس كان غائباً في أثناء المحاكمة، فقد اعترض على الحكم. وإذا بالإجراءات تعود إلى نقطة الصفر مع إبطال القرارات القانونية السابقة ضده. في 13 كانون الثاني/يناير 2010، حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات للوقائع نفسها المنسوبة إليه في كانون الأول/ديسمبر 2008. ومنذ ذلك الحين، تم تأجيل الجلسة غير مرة. قضيتان على الطلب في 14 تموز/يوليو 2010، أعلنت المحكمة الناحية في جندوبة تأجيل محاكمة مراسل راديو كلمة المولدي الزوابي إلى الرابع من آب/أغسطس المقبل. في حين أن المولدي الزوابي كان يتوقع استدعاءه كمدعٍ في قضية قام فيها خليل معروفي المقرّب من أجهزة الشرطة بالاعتداء عليه، تلقى في 7 تموز/يوليو 2010 استدعاء للرد على اتهام « أعمال العنف المشددة والشتائم العامة » ضد المعتدي عليه. في الأول من نيسان/أبريل 2010، تعرّض الصحافي للاعتداء أمام مقر الشرطة المركزي في جندوبة على يد خليل معروفي، مدير مقهى يقع مقابل قصر العدل في جندوبة (200 كلم غرب تونس). روى المولدي الزوابي ما تعرّض له على النحو التالي: « خرج الرجل من السيارة وسألني ما إذا كنت أدعى المولدي الزوابي. وما لبثت أن أجبته بالإيجاب حتى انقض عليّ ضرباً وإهانات. فكسر نظارتي وانتزع أوراقي. أخذ كل شيء، بطاقة هويتي وبطاقتي الصحافية الصادرة عن الاتحاد الدولي للصحافيين وبطاقتي المصرفية وترخيص السوق ومسجل صوتي ووثائق شخصية أخرى ». تقدّم المولدي الزوابي بشكوى لدى النيابة العامة في جندوبة بعد أن عاينه طبيب منحه شهادة طبية تفيد بتعرّضه لجروح من جراء الاعتداء. اليوم، أبطلت الشكوى لـ »عدم كفاية الأدلة » وأخذ الجاني يلاحقه على خلفية الوقائع التي وقع بنفسه ضحيتها. في الأول من تموز/يوليو 2010، قام رجال شرطة تونسيون بلباس مدني بمهاجمة الصحافية زكية ضيفاوي العاملة في مواطنون في نانت بينما كانت تشارك في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان. فتقدّمت بشكوى في الاعتداء. ولدى عودتها إلى تونس في 6 تموز/يوليو 2010، تعرضت لتفتيش جسدي مهين. فى بيان صحافي مشترك صدر في 17 حزيران/يونيو 2010، سارعت مراسلون بلا حدود ومرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو برنامج مشترك بين الاتحاد الدولي للجان حقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والشبكة الأورو – متوسطية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش إلى إدانة تبنّي البرلمان التونسي في 15 حزيران/يونيو 2010 مشروع قانون يهدف إلى تجريم أنشطة التوعية التي يتولاها المدافعون عن حقوق الإنسان التونسيون (http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31797). في 8 تموز/يوليو 2010، تم توجيه رسالة إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي للفت انتباهه إلى عواقب تبنّي تعديل مماثل على النشاطات التي يقوم بها المدافعون عن حقوق الإنسان التونسيون بغية حماية حقوق الإنسان وتعزيزها، ومطالبته بإلغاء هذا التعديل.
نقلا عن البديل عادل
بعد اعتقال الفاهم بوكدوس: صحافيو تونس… الصمت أو السجن!
سفيان الشورابي كما كان منتظراً، ألقت السلطات التونسية القبض أمس على الصحافي الفاهم بوكدوس (الصورة) فور مغادرته «مستشفى فرحات حشاد» في مدينة سوسة الساحلية (تونس) حيث كان يخضع للعلاج… وفور خروجه، تعرض الصحافي الذي كان برفقة أصدقائه لمراقبة دقيقة من عناصر شرطة في زي مدني، قبل إلقاء القبض عليه. ويأتي ذلك إثر صدور حكم يقضي بسجنه أربع سنوات بتهمة تأليف «عصابة إجرامية من شأنها الاعتداء على الأشخاص وممتلكاتهم وبث معلومات من شأنها تعكير صفو الأمن العام». ولعلّ السبب الحقيقي لمعاقبة بوكدوس كان بثّه تقارير على قناة «الحوار التونسي» الفضائية الممنوعة، تناولت احتجاجات سكان مدينة قفصة الجنوبية على حالتهم الاجتماعية عام 2008. وفي وقت أكّد فيه الطبيب المشرف على بوكدوس أن صحته لا تزال تستوجب العلاج، قالت زوجته عفاف بن ناصر لـ«الأخبار» إنّه إثر عودتها معه لإحضار وثيقة تثبت وضعه الصحي «جرى اعتقاله في ردهات المستشفى وحمله إلى وجهة مجهولة». وبعد تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن «قلق الولايات المتحدة حيال تراجع الحريات السياسية، وخصوصاً القيود الشديدة على حرية التعبير في تونس»، ردّت وزارة الخارجية التونسية بأنّ بوكدوس ليس «صحافياً». وهو ما كان قد نفاه الفاهم بوكدوس الذي أثبت أنه عضو في «الفيدرالية الدولية للصحافيين» … قضيّة بوكدوس ليست حادثاً فردياً. فقد مثل الصحافي المولدي الزوابي قبل يومين أمام محكمة مدينة جندوبة (شمال غرب تونس) بتهمة الاعتداء على أحد أعضاء الحزب الحاكم. وقد قررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في القضية حتى آب (أغسطس) المقبل، لإيداعها أمام الدائرة الصيفية المتخصصة بالقضايا المستعجلة والخطيرة. وهذه الخطوة توحي بمحاكمة سريعة يواجه خلالها الزوابي خطر السجن ثلاث سنوات. وتعود القضية إلى أشهر خلت، حين قام أحد الأشخاص المقربين من الحزب الحاكم بضرب الزوابي، ووصفه بـ«الخائن للوطن» الذي «يشوّه صورة البلاد». وفي اليوم ذاته، تقدّم الزوابي بشكوى إلى «النيابة العمومية» لكنها حُفظت «لعدم كفاية الحجة»… وها هو المعتدي يلاحقه الآن قضائياً! (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2010)
تونسي تائه في لبنان… خوفاً من «بوليس» دولته
النوي بن مصطفى ضو «معارض» تونسي، يعيش في لبنان خوف الترحيل إلى بلده نظراً إلى «العذاب» الذي ينتظره على يد النظام «البوليسي». يقول إن دولته حرمته من جواز سفره فبات عاجزاً عن تجديد الإقامة. ينفي السفير التونسي كلام مواطنه ولا يرى فيه سوى «ترهات وكلام فاضي» قبل نحو 22 عاماً، فُصِل التونسي النوي بن مصطفى ضو (45 عاماً) من عمله في مؤسسة تابعة لوزارة الفلاحة التونسية، وذلك لأنه «لم يكن مرغوباً فيه هناك وربما لأنه كان ملتحياً، ومتهماً بالانتماء إلى حركة النهضة المعارضة». هذا ما رواه الرجل التونسي لـ«الأخبار»، كان يتحدث عن قصته «المأسوية» وما آلت إليه أخيراً، علّ السلطات الرسمية في تونس أو في لبنان، أو أي من المنظمات المعنية، تجد له حلاً.
بعد فصله من العمل، بدأت المضايقات «البوليسية» تنهال عليه من كل حدب وصوب، تنوعت المضايقات بين تحقيقات مستمرة ودسائس واعتقالات وما شاكل. ضاق ذرعاً بهذه الحال، فسافر إلى ليبيا، لكن الحال لم تكن فيها أفضل. قصد تركيا ثم سوريا، والمضايقات لم تنته، إلى أن أخبره البعض بأنه ليس لك سوى لبنان «بلد الحريات»، فجاء إلى بلاد الأرز.
يقيم النوي في لبنان بطريقة شرعية منذ نحو 20 عاماً، وقد عمل في أكثر من مؤسسة ذائعة الصيت، ولم تُسجّل في حقه أي مخالفة تُذكر. احتاج قبل أشهر إلى تجديد الإقامة، كما فعل سابقاً لأكثر من مرة، لكن المسؤولين في الأمن العام أعلموه بضرورة تجديد جواز السفر التونسي لكي يجددوا له الإقامة. قصد سفارته في بيروت، وقدم كل المستندات اللازمة لإنجاز هذه المعاملة الإدارية السهلة. غير أن 4 أشهر مضت، من دون أن يحصل على «حقه» في أن يكون مواطناً ينتسب إلى دولة عربية، ويحمل جواز سفرها.
يقول النوي إنه راجع سفارة بلاده واستسفر عن سبب التأخير، فأجابوه بأن «الأمر يتعلق بالإدارة في تونس والمعاملة عالقة هناك، فراجعهم أنت شخصياً في الأمر أو اتصل بهم». وهكذا، اتصل بوزارة الداخلية في تونس وسأل عن جواز سفره، لكن الجواب الذي سمعه وقع على رأسه كالصاعقة… «أنت خائن وعميل، وأمثالك لا يستحقون حمل الجنسية التونسية».
طلب منه الأمن العام تجديد جواز السفر التونسي ليجددوا له الإقامة
يقول النوي «كأني اليوم بلا جنسية، تائه لا أعرف إلى أين أذهب، خائف من أن يرحّلني الأمن العام إلى بلدي، وهناك قد يسلخون جلدي عن عظمي»، يضيف مكابراً، يخنق الدمع في عينيه «قصدت مفوضية اللاجئين، لكنهم طلبوا مني إثبات أني لاجئ حتى يعطوني بطاقة لجوء، ولكن كيف ذلك، هل أقول للنظام التونسي أعطوني مستنداً يؤكد أني لاجئ؟». يشيد النوي بالمسؤولين في الأمن العام اللبناني «الذين تعاملوا معي بإيجابية بالغة، وقالوا لي فقط جدّد جواز سفرك وستأخذ الإقامة من عندنا مباشرة، ولكن بغير هذه الحالة لا يمكننا فعل شيء، سنضطر إما إلى خيار السجن أو الترحيل». من جهته، يشيد مدير المؤسسة التي يعمل فيها النوي بموظفه، الذي «نأتمنه» منذ 16 عاماً، لكن لا يمكنه الاستمرار في العمل بلا إقامة.
إذاً، ضاقت بالمواطن التونسي السبل، فهو اليوم يعيش الخوف كل لحظة، الخوف من السجن أو الترحيل، والخوف من طرده من السكن الذي تؤمنه له المؤسسة التي يعمل لديها، فيصبح شريداً في الشوارع بلا مأوى.
اتصلت «الأخبار» بسفير تونس في لبنان سمير عبد الله، واستفسرت منه عمّا قاله النوي، وعن سبب حرمانه من جواز سفره، فأجاب السفير عن الأسئلة، لكنه قبل ذلك أشاد بـ«فرادة العلاقات التونسية ـــــ اللبنانية». اعترف بأن النوي قد تقدم إلى السفارة بطلب تجديد جواز السفر في شهر نيسان الماضي، وأنه أحيل إلى الإدارة المعنية في تونس لبتّه، مشيراً إلى أن الكلام على منع جواز السفر عن النوي مجرد «كلام ترهات». ولكن ما سبب التأخير؟ يجيب السفير بإجابة غير واضحة: «هو كسائر المواطنين، يتقدم بطلب ونحيله إلى تونس، ليس لدينا خلفية سياسية عنه، وغير ذلك كلام فاضي، الرد عليه سيكون على مستوى إداري بحت». يستفيض السفير في شرح سياسة عمل السفارة في لبنان، فيؤكد أن «التعامل هو مع مواطنين، لا مع توجهات سياسية، نحن ننطلق من مفهوم المواطنة بتونس». اتصلت «الأخبار» بالمسؤولة الإعلامية في المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين، لور شدراوي، وسألتها عن سبب عدم منح اللجوء للمواطن التونسي المذكو. لفتت شدراوي إلى أن سياسة المفوضية تقتضي عدم نشر تفاصيل أي طلب لجوء يصل إليها. وكان النوي قد عرض على «الأخبار» نسخة من وثيقة مؤقتة حصل عليها من المفوضية سابقاً، من دون أن تمنحه المفوضية لاحقاً بطاقة لجوء رسمية.
تشرح شدراوي الآليات المعتمدة في منح بطاقات اللجوء أو رفضها، فتشير إلى مقابلات يجرونها في المفوضية مع طالب اللجوء، يُسأل فيها بضعة أسألة للتأكد إذا كان ينطبق عليه «تعريف اللاجئ». وخلاصة هذا التعريف أن الإنسان لا يكون قادراً على العودة إلى بلده، لسبب ما يعرضه للاضطهاد، إما بسبب ديني أو رأي سياسي أو بسبب جنسه أو لأنه ينتمي إلى فئة اجتماعية معينة. سياسة «كمّ الأصوات»
صدر قبل 3 أيام تقرير عن منظمة العفو الدولية، وجاء في مقدمته أنه «يوثّق المعاناة اليومية التي يكابدها التونسيون، ممن يقدمون على انتقاد السلطات، بما في ذلك اختراق جماعات حقوق الإنسان ومضايقة النشطاء». التقرير الذي حمل عنوان «تكميم الأصوات المستقلة في تونس» إلى قيام السلطات التونسية بـ«تفتيت منظمات حقوق الإنسان في تونس، ومنظمات مستقلة قد تعرضت لعمليات انقلابية نظمها مؤيدو الحكومة». وقالت حسيبة حاج صحراوي، المسؤولة في المنظمة الدولية، إن «هذه الأساليب التخريبية تحظى بالموافقة والقبول، على ما يبدو، من أعلى المستويات في تونس. ويُتهم نشطاء حقوق الإنسان والمعارضون بعدم الوطنية وبالتخلي عن شرف الانتماء إلى تونس، ثم يتعرضون بعد ذلك للمضايقة والترهيب». لقطة
توفّي والد النوي عام 2005، فقرر المغامرة والسفر إلى تونس للمشاركة في العزاء. يروي أن الأجهزة الأمنية استقبلته في المطار بتحقيقات موسعة، وقد بقيت أغراضه محتجزة في المطار مدّة 4 أيام. ومنذ وصوله إلى المنزل، بدأ يرى رجال الأمن يراقبونه لحظة بلحظة في كل حي وزقاق، وقد اقتيد إلى التحقيق أكثر من مرة، وأخيراً اعتقل لأيام حيث «سرق» رجال الأمن منه مبلغ 10 آلاف دولار كان بمثابة «تحويشة العمر». لم يستطع النوي الخروج يومها من تونس إلا من خلال «رشوة» أحد الأمنيين، الذي سهّل له المرور من المطار إلى لبنان، بعد مكوثه في زنزانة المطار الانفرادية مدّة 3 أيام. يناشد النوي بن مصطفى ضو اليوم المنظمات المعنية والجمعيات الأهلية، ويطلب المساعدة والحماية، و«إن كان لا بد من الترحيل، فإلى أي بلد سوى تونس». (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2010)
بسبب تجريدهم من أراضيهم أهالي من الرقاب يعتصمون
حرر من قبل التحرير في الخميس, 15. جويلية 2010 يتواصل اعتصام أكثر من 20 عائلة موسعة في مدينة الرقاب بخيام نصبت منذ يوم 23 جوان الفارط و ذلك احتجاجا على تجريدهم من أراضيهم الفلاحية، وأعلنوا عن دخولهم في اعتصاما مفتوح إلى حين الاستجابة الى مطالبهم. جدير بالذكر أن أزمة الفلاحين انطلقت منذ أكثر من سبع سنوات حينما تمتع عدد منهم بقروض عقارية و فلاحية من البنك الفلاحي و ذلك لاقتناء أراضي و الاستثمار في المشاريع الفلاحية بمقتضى التسهيلات التى أقرتها الحكومة لتشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي مع تسديد الديون عن طريق سندات بيع مؤقتة بنسبة فائض تقدر ب19% . ولكن سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الوقود وعوامل أخرى حالت دون تمكن الفلاحين من سداد ديونهم، فسارع البنك إلى إجراء عقلة وعرض الأراضي للبيع لاستخلاص الديون . و قد عرض الفلاحون على البنك سداد 20 في المائة من القرض و جدولة باقي الدين, إلا أنهم جوبهوا برفض قاطع من البنك. و قد شكك عدد من الفلاحين في الاجراءات القانونية للعملية مما رجح إمكانية وقوف بعض الأطراف النافذة التي حاولت من قبل تملك هذه الأرض دون وجه حق, مستغلة قرابتها من السلطة.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 جويلة 2010)
منصف المرزوقي : شخص لا يرى إلا نفسه في المرآة
صلاح الدين الجورشي
منذ أن حصلت أزمة الرابطة عندما كان المنصف المرزوقي رئيسا لها وأنا أتحاشى الدخول في جدل حول تلك المرحلة بالذات، والسبب أن الرجل ذاتي حتى العظم، ولا يتحمل أي نقد مهما كان حجمه. فهو من الذين لا يرون إلا أنفسهم في المرآة. أما البقية فهم حواشي أو مجرد نقاط على الأحرف. وهذا الطبع هو الذي جعله يفشل في مسيرته السياسية إلى حد كبير رغم التضحيات المقدرة التي قدمها. لأن من صفات السياسي الفاشل : الانفعال الشديد، وأن يخزن الضغينة لمن يخالفوه، وأن تكون الأنا متضخمة عنده أكثر من اللزوم، وأن يقفز على الواقع، ولا يحسن اختيار التوقيت لإدارة معاركه الشخصية والسياسية. كل واحدة من هذه الصفات يمكن أن تضر بصاحبها، فما بالك إذا اجتمعت في شخص واحد !.
لقد جمعتنا في الثمانينات أجواء صحيفة المستقلة. ورأيت فيه ولا أزال مثقفا طموحا، وكاتبا متميزا في أسلوبه وطريقة معالجته للقضايا. ولا أزال أحترم فيه نظافة اليد، وشجاعته التي كلفته ثمنا باهضا. واستمرت العلاقة بيننا يسودها الاحترام المتبادل، إلى تاريخ اندلاع أزمة الرابطة، وحصول ذلك الانقسام الحاد والمأساوي في صفوف أعضاء الهيئة المديرة. لقد ارتكبنا جميعا أخطاء متفاوتة ليس هنا مجال استعراض تفاصيلها، لكن الجميع تجاوزوا أجواء تلك الأزمة وتداعياتها، إلا السيد المرزوقي، الذي بقي مسكونا بتفاصيلها. ولعل ذلك يعود إلى أن تلك الأزمة هي التي قذفت به في بحار السياسة رغم أنه لا يحسن السباحة فيها، حيث انسحب فجأة من أشغال مؤتمر الرابطة قبل حتى مناقشة التقرير الأدبي، ليختفي ثم يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، وهو ما فاجأ حتى الذين ساندوه طيلة الأزمة. رغم أني حاولت شخصيا التوفيق بين الفريقين، كما كنت مدركا بأن السلطة لم تعد مستعدة لتحمل المرزوقي على رأس الرابطة، لكني كنت مقتنعا أيضا بأنه قد فقد القدرة على تحقيق الانسجام الرابطي في حده الأدنى، وهو شرط أساسي لإدارة منظمة حساسة وتعددية مثل الرابطة، تمثل معظم الطيف السياسي، وتشقها تجاذبات واستقطابات شتى، وهو ما لم يدركه بشكل جيد ولم يحسن التعامل معه، مما حوله من رجل الوفاق إلى مصدر من مصادر الاختلاف والتوتر . ولأني لم أسانده في تلك الأزمة بالطريقة التي كان يراها اتخذ مني موقفا سلبيا، وصنفني ضمن من » خانوه « . وقد جاءت المناسبة ليرد الفعل بشكل عنيف وغير مبرر في رده على جزء من مقال لم يتضمن أي إساءة لشخصه.
كنت أنوي غض الطرف كما فعلت مع غيره، لكن التعقيب الذي أطلعني عليه بعض الأصدقاء، وكتبه المرزوقي تحت عنوان » تكذيب قطعي » دفعني دفعا نحو تجاوز هذا التعهد الذي ألزمت نفسي طيلة السنوات التي خلت. لقد عقب على مقال غير موجه ضده، لأنه كان في سياق تصحيح معلومات يروجها شخص آخر ربما هو ذاته الذي وصفه بالصديق وأحال عليه مقالي وألح عليه بالرد حتى يستكمل تصفية حسابه لأهداف مجهولة ومشبوهة عن طريق المرزوقي الذي سرعان ما وقع في فخ الانفعال كعادته. أي أنه قام بالنيابة عن أحد العناصر الرديئة بحركة النهضة ليشترك في اشتباك سياسي من الدرجة الثالثة. تهاني له بهذه الصداقة، ولكل أجل كتاب.
المهم أنه بدل أن يجيب على النص – الذي أطلعه عليه صديقه – بهدوء يليق برئيس سابق للرابطة، أصر منذ البداية أن يسيء الأدب مع من كان من بين الذين ساعدوه ليرتق إلى رئاسة الرابطة. فبعد قبول المرحوم محمد الشرفي منصب الوزارة، انحصر التنافس يومها لخلافته على رأس الرابطة بينه وبين الصديق توفيق بودربالة الذي بأدبه المعهود سألني عن رأيي ونحن بسيارته قبل انعقاد الاجتماع الذي سيبت في مسألة ملئ الشغور عن طريق التصويت، فنصحته بترك المهمة للمرزوقي، وقد كان ذلك رأي العديد من بين أعضاء الهيئة المديرة آنذاك، والذين اختلف أغلبهم معه بعد ذلك. وفي تلك الجلسة أعلن بودربالة عن تنازله لصالح المرزوقي. وبالمناسبة، فإن السلطة في تلك الظروف كانت مهيأة للتعامل مع رابطة يترأسها المرزوقي، وهناك من مهد الطريق وعمل على تحقيق ذلك. وقد تعددت بعد ذلك لقاءات المرزوقي ببعض المسؤولين، وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى اللقاء الفجئي الذي جمعه بوزير الداخلية السابق المرحوم عبد الحميد بالشيخ، والذي وصفته مجلة حقائق بأنه كان ( لقاء غير مبرمج وودي لكنه صريح )، وهو اللقاء الذي كان سعيدا به المرزوقي، والذي كلف خلاله السيد ناصر رمضان البركاوي بأن يكون المخاطب الرسمي للرابطة.
بدأ المرزوقي تعقيبه المشين بقوله » لا اقرأ أبدا للسيد الجورشي ولا أهتمّ بما يكتب « . وطبعا هو حر في ذلك، ولمعلوماته فأنا أبادله نفس الموقف. لقد أصبحت – مثل الكثيرين – غير مهتم بالسيد المرزوقي ولا أقرأ له منذ فترة طويلة لأسباب ليس هذا مجال شرحها، ربما أحدها أني لا أحسن المشي فوق سطح القمر (! ). لكنه لم يكتف بذلك بل أضاف بتعال وعجرفة معروفة عنه عند الغضب قائلا أن صمته » لا يمكن أن ينطبق على مقال الرجل وهو يكذب بصفاقة على إحدى أهم مراحل تاريخ بلادنا وفي موضوع من أكثر المواضيع حساسية ألا وهو الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا للاستبداد ومن أبشع مظاهره التعذيب « . لقد تجاوز المرزوقي بهذه العبارات حده بكثير، وهو ما يفرض علي أن أجيبه على قدر صفاقته.
أولا : غضب صاحبنا لأني أشرت عرضا في مقالي إلى استقبال رئيس الدولة له ( هذه المعلومة في حد ذاتها مستفزة له ). وتوقف عند الجزء الأول من الجملة ( الإجراءات الحازمة التي اتخذها لإيقاف التعذيب ). ورأى في ذلك دليلا على تلبسي بجريمة تبييض ملف السلطة من انتهاكات التعذيب، متعمدا غض الطرف على بقية الجملة التي أكدت أن » الأحداث قد توالت في الاتجاه السلبي « . وهي الجملة التي تعني ما رددته الرابطة طويلا وأجمعت عليه منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية حول » عمق الفجوة القائمة بين الخطاب والممارسة « . إذ بالرغم أن ممارسة التعذيب قد خفت قليلا في تلك الأيام، وعملت السلطة على درء ما يمكن درؤه واحتواء مآسي عائلات الضحايا عن طريق الاتصال بها، إلا أن التعذيب استمر دون توقف. هذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أي ناشط حقوقي يحترم نفسه. لكن ما نسيه المرزوقي أو تناساه أنه اعتبر في اجتماع الهيئة المديرة اللقاء الرئاسي بأنه » كان إيجابيا « . وقد أسس ذلك على تكليف الرئيس بن علي مستشاره الصادق شعبان لمتابعة الملفات مع رئيس الرابطة، بدلا عن وزير الداخلية آنذاك عبد الله القلال. وهو ما جعلنا متفائلين إلى حد ما بإمكانية تشكيل لجنة تنظر في الظروف التي حفت بموت المعتقلين الذين ذكرت أسماؤهم في بلاغ الرابطة. وهو نفس الانطباع الذي نقله إلينا سي حسيب بن عمار رحمه الله. فما هي الجريمة التي ارتكبتها عندما ذكرت ذلك، وهل ما قلته فيه تجن على التاريخ والشعب والأمة وضحايا التعذيب ؟ عيب ؟؟؟.
نأتي الآن إلى النقطة الثانية في الرد » التاريخي » للسيد المرزوقي. قلت في مقالي » وقد تم الرد على مختلف التهم – بما في ذلك العلاقة بملف الإسلاميين – في نص مطول تحت عنوان » دفاعا عن الرابطة » كان لي الشرف بأن قمت بصياغته، وتولى د المرزوقي قراءته في جلسة رهيبة من جلسات المجلس الوطني للرابطة « . علق على ذلك بأن ( ما لم يقله الجورشي أن النص الذي كان له « شرف صياغته » هو تلخيص جملة من الأوراق التي كان الاتفاق يتم عليها في الهيئة المديرة ثم تعطى لأي متطوع لوضعها في جمل سليمة ). عزيزي تتهمني بالكذب وتأتي بمثله.
عندما كتبت المقال الذي رد عليه المرزوقي لم تكن في نيتي التبجح بما فعلت داخل الرابطة أو المزايدة على أحد، أو التقليل من دور أصدقائي بالهيئة المديرة بما في ذلك رئيسها. إنما كنت أرد على من يريد أن يحملني دماء من أزهقت أرواحهم بسبب أخطاء قام بها آخرون، وأن يتهمني ويتهم الرابطة بالتقصير في حق ضحايا التعذيب. وبما أنك مصر على ادعائك، أؤكد لمن يريدون الـاريخ لتلك المرحة بأن نص » دفاعا عن الرابطة » اشترك في إعداده طرفان، القسم السياسي كتبت مشروعه الأولي وأحتفظ بنسخة منه بخط يدي. أما الجزء القانوني فقد أنجزه الصديق توفيق بودربالة، وقد أيدني في ذلك عند كتابة هذا الرد، كما يشهد به أصدقاء آخرون مثل خميس الشماري وفرج فنيش وغيرهم الذين يعلمون بأن دوري في الهيئة المديرة لم يكن مجرد مصحح لغوي في » مؤسسة على ملك السيد المرزوقي » !!.
نأتي أخيرا، لمسك الختام. إنك مصر على تجديد الإهانة لي بعد تلك الجلسة البائسة التي لا تزال تتهمني فيها بعد حوالي 18 عاما بأني حذفت من التقرير الأدبي كل ما يتعلق بالتعذيب. حرام عليك، فرئاسة الرابطة أخلاق أو لا تكون.
لقد كلفتني الهيئة المديرة بإعادة صياغة التقرير الأدبي وتركيب أجزائه المتفرقة. وقد قمت أنت بجمع ما ورد في بيانات الرابطة. وكل ما فعلته في النسخة التي تعبت في إعدادها أني تخليت عن بعض التفاصيل التي رأيتها غير مفيدة، وأبقيت على الجوهر، بما في ذلك أسماء الذين تعرضوا للتعذيب. ولمن يريد التأكد من ذلك، فما عليه إلا أن يعود إلى نص التقرير، فهو في متناول الباحثين.
أخيرا، نصيحتي للسيد المرزوقي، أنه » إذا جاءه فاسق بنبإ فعليه أن تبين « ، وإذا خاصمت فلا تفجر، ولا تعتبر نفسك المناضل الأوحد من أجل الديمقراطية ومناهضة التعذيب. فتونس بها نساء ورجال يشاركونك هذا النضال ليس من حقك أن تشكك في نزاهتهم، أو تقلل من جهودهم مهما كان خلافك معهم. ولعلمك، فإن الرابطة لم تمت كما زعمت في ردك، لأنك لازلت تعتقد بأن الرابطة جسم وأنت روحه، وعندما انفصلت عنها تحولت إلى جثة. هذا دليل آخر على سوء تقديرك للمناضلات والمناضلين الذين اختاروا طريقا غير طريقك. صحيح انخفض أداء الرابطة، ولكن ذلك لا يعود إلى غيابك عن قيادتها، ولكن لأن شروط العمل قد تغيرت وساءت أوضاع الحريات بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه في مطلع التسعينات.
إن ما أقدم عليه المرزوقي من ثلب في حقي لا يخدم الحقيقة ولا يساعد على تنقية مناخ مأزوم بطبعه، وبالتأكيد لن يحسب في كفة حسناته، ومن شأنه أن يوسع من دائرة معارك طواحين الهواء التي تعددت في الساحة التونسية نتيجة الفراغ وعمق الأزمة التي تمر بها النخبة. ومع ذلك سأبقى أنظر إليه رغم عيوبه كأحد الذين حاولوا أن يجدفوا ضد التيار في مرحلة صعبة من تاريخ بلادنا. أما الذين فرحوا بما كتب المرزوقي فمشكلتهم أنهم أصيبوا بعمى الألوان، بعد أن فقدوا المشروع وضيعوا البوصلة وعجزوا عن الفعل، ولم يبق لهم إلا إشعال الحرائق والعيش على فتاة المعارك التافهة على حساب وطن أسهموا في إنهاك قواه، وأدخلوه في مأزق صعب، وهم يظنون بأنهم كانوا يحسنون صنعا.
يا أمّتــــــي …
نامت عيون العرب و الإسلام مغتصَب و المسلمات تساق سبايا إلى المحن عاثت بهن يد الأوغاد في صلـــف و النّازلات تصبّ على الأوطان في سكن أهل الصّليب تداعوا لا حبّا و لا كرما بل لليهود رفيدا في تركيعك وطني فأنزلوا الجند في أرجائك ملــــلا باسم الإغاثة قد سجّوك للكفن و جمّعوا الزّاد و الأتمار باليــــة و حدثوا عنها في السّر و في العلن بئس الإغاثة إن كانت لمفخــــرة على المغاث و فيها العجب و المنن فهي الدليــل على لؤم المغيث و إن زاد العطاء فزال البؤس و الحزن يا أمة الخير ما للقحط يغمــــرك و قوم سوء يجرّوك إلى الفتن؟ يذلّ شعبك و الإعراب لاهـــــية و خيرك منهوب من فاسٍِ إلى عدنِِِ قد استباح حماك في الضحى نفــر ساموا الشعوب شديد البأس و المحن و صدّروا العقم في أرحامك نكــدا و ميعوا الشعب في الأرياف و المدن دكّوا « حماة » و فيها خير من ولــدت تلك الربوع فلم تخضع و لم تلن و قادة مصر لا حسن و لا بركــة قبح و جرم وفسق، كلهم شيِن أرض الكنانة ثوري و اقذفي حممــا على الطغاة و سيري على خطى حسن يا قرّة العين يا خضراء ما لـي أرى كلومك تزداد و يزداد بها العفن و أرض ابن باديس في أجوارك نُقلت لها المكائد فاشتدّت بها الإحن لا غوث يأتيك، لا زاد و لا مــدد شدّي العزائم آن الصبح أن يحن يا إخوة الدّرب لا كلّ و لا مــلل ففي السجون دعاة و في القضا خون يا إخوة الدّرب لا قول بلا عمــل فقد قضى شهب في فدا وطني كرّ و فرّ و كيد ثمّ ملحـــــمة تفني الطغاة بلا رفق و لا وهن لا ينفع « الشعر » و الأوطان خاضعة داس الطغاة حماها من كذا زمن لكن أضعف ما في المرء من قيّـم ألاّ يعيش كما الكتكوت في القنن يا أمّة العلم ما للجهل يقصـــمك و خير هديك في القرآن و السّنن؟ يا أمّة العدل ما للجوْر كبّــــلك ألا « شريح » و لا ابن خطاب لذ الدّخن؟ أجفّ نبعك أم خارت عزائـــمك تطاول الظلم فيك دون أن يُدن؟ ما أغرب الدّهر إذ جار الغراب على نسر الجبال و ذلّ البحر للسفن هل تنجبين فروقا مؤمنا ورعـــا يعيد مجدك رغم العسر و الحزن؟ لا…لن تذلي ففي إذلالك نكـــدي لا… لن تموتي ففي أكفانك كفني إن مِتِ متّ و إن رمت الفـــداء سالت دمائي في أورادك حقن العربي القاسمي ـ سويسرا
التونسيون بالخارج مشاكل وتذمرات بالجملة… ووعود بحلول قريبة
عبّر المواطنون بالخارج أصيلو ولاية تونس عن تذمرهم من طول الإجراءات مع الديوانة والإشكاليات المتعلقة برخص البناء وتسهيل انتصاب المشاريع، الفلاحية خاصة. ووعد السيد منذر الفريجي والي تونس بالوقوف شخصيا على كل مشاغل الجالية ممن ينتمون إلى ولاية تونس، وذلك خلال الندوة الجهوية التي انعقدت صباح أمس بمقر الولاية, بحضور مختلف الإطارات الجهوية. ولدى أشرافه على افتتاح هذه الندوة، أشار الوالي إلى المكاسب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للتونسيين بالخارج التي ما فتئت تتعزز عبر ما تخصّصه الدولة من اعتمادات لتدريس اللغة العربية في بلدان الاقامة، ومن خلال إثراء البرامج الثقافية والتربوية والدينية الموجهة لأبنائنا بالخارج وكذلك عبر تمثيلهم في مجلس النواب ومجلسي المستشارين واللّجنة المركزية وتدعيم النسيج الجمعياتي والناشطين صلبه وإفراز الحوافز والتشجيعات لحثهم على الاستثمار بتونس. إلى جانب حماية مصالحهم الاجتماعية بإبرام اتفاقيات ثنائية مع بلدان الاقامة في مجال الضمان الاجتماعي. وقد شملت اتفاقيات تونس في هذا الخصوص أهم البلدان الأوروبية وبعض البلدان العربية وخاصة المغاربية وتأوي البلدان التي تم التوصل الى ابرام اتفاقيات معها حوالي 90 بالمائة من مجموع أفراد التونسيين بالخارج. وحرص السيد منذر الفريجي على فسح المجال للنقاش والحوار لمزيد تعميق النظر في مختلف المواضيع المتصلة بالجالية وتقديم المقترحات والتوصيات في شأنها. ذكرى بكاري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 جويلة 2010)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على افضل المرسلين
تونس في :09/07/2010 بقلم محمد العروسي الهاني
كاتب تونسي الرسالة 835 الحلقة 11 انطبعات عائد من فرنسا وسويسرا النية تتجه إلى تكوين جمعية عالمية تحمل اسم الزعيم بورقيبة العام القادم بحول الله
ان زيارتي الى فرنسا وسويسرا خلال شهر جوان 2010 كانت هامة وثرية.. اكتشفت فيها معلومات ومعطيات دقيقة.. وتعرفت فيها على شخصيات عربية مرموقة.. واعضاء جمعيات مدنية عالية.. وتحاورت مع عناصر لها اشعاعها في شتى المجالات.. لرفع قيمة الانسان العربي والاسلامي.. وضمان حقه في الحياة العصرية ومقتضيات العصر الحديث.. وخاصة في مجال حقوق الانسان والدفاع عن المكاسب والحقوق. وقد كانت زيارتي القصيرة ايجابية ومفيدة.. مكنتني من زاد معرفي هام في مجال اوسع وارحب واعمق واشمل. والحمد لله.. بفضل العلاقات الاخوية الحميمية.. والمكاسب والخبرة التي اثرت ونمت وازدادت لدى ابنائنا وفلذات اكبادنا.. نالنا شرف معرفة الرجال الذين هم اكبر كنز. وان الاطلاع على العالم.. وما يجري من حوارات ونقاشات في منبر الامم المتحدة بجنيف.. هو بحق مدرسة لممارسة الديمقراطية.. وتعلم الحوار.. وفهم طرح المواضيع باسلوب ذكي.. وبلغة معتدلة.. وبحكمة.. وبالحجج الدامغة.. والمعلومات الصحيحة.. والمعطيات الدقيقة.. وتلك هي ثقافة حقوق الانسان… لا بالتهريج.. والتصفيق.. والتشويش.. وحشو المعلومات الواهية.. وباسلوب مكشوف.. ودوافع شخصية… قلت بحق ان منبر الامم المتحدة بجنيف هو مدرسة كبرى لتعليم الحوار الديمقراطي الرفيع.. وقد قلت لمرافقي لو فكرت في تاسيس جمعية المحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ورموز الحركة الوطنية في الخارج لكان لها صداها العالمي.. فهي تخدم الاهداف النبيلة للانسانية جمعاء. ولمست مدى صدى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.. وتفاعل السلك الدبلوماسي وجمعيات المجتمع المدني.. وتاثرهم الايجابي بخطاب الزعيم بورقيبة الذي القاه يوم 3 مارس 1965 باريحا فلسطين.. وهو مرجع أساسي ووثيقة هامة لكل قادة العرب واحرار الامة. وفي حوار مع ثلة من المسؤولين على هامش الدورة التي انعقدت بجنيف حول حقوق الانسان في فلسطين المحتلة كان التجاوب والتناغم حول اهمية خطاب الزعيم التاريخي.. الذي سلط فيه الأضواء على قضية فلسطين.. و اقترح بشجاعة التمسك بالشرعية الدولية وقرار التقسيم الاممي.. الذي يعطي حق فلسطين في بناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة على اراضي فلسطينية تفوق 50% من الاراضي المحتلة قبل عام 1948 وعلى المقاومة العربية الفلسطينية استرجاع حقها بالكامل حسب التجربة التونسية.. وبسياسة المراحل البورقيبية.. حتى أن الشعار التي نادى به المتظاهرون في تونس اثر عودة الرئيس بورقيبة عام 1965 .. بعد الزوبعة والمسرحية والعاطفة العربية.. التي أدت إلى الفشل الذريع بعد عامين.. نتيجة عدم الوعي بالواقع العالمي المؤلم وهو السائد إلى اليوم ؟؟؟؟؟؟ قلت كانت شعارات المتظاهرين: « فلسطين عربية والسياسة بورقيبية.. ..فكرة تكوين جمعية للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة في سويسرا وفي مقر الأمم المتحدة بجنيف.. لها صداها.. وربما يقع السعي إلى تكوينها بسهولة.. وخاصة المقيمين بسويسرا وفرنسا من الأحرار التونسيين الذين يعترفون بخصال ونضالات ومواقف زعيمهم الراحل.. و يدركون أهمية تأسيس الجمعية ودورها الفاعل ضمن الجمعيات العربية المتعددة.. ولها دورها وصداها وإشعاعها وحريتها واستقلاليتها.. وربما تكون جمعية لرصيد الزعيم العالمي.. تخدم أهداف الأمة العربية.. بعكس ما يروجه الحاقدون والناعقون. ..وقد تفاعل شاب تونسي مقيم بالخارج مع مآثر ومواقف الزعيم الراحل واتصل ببعض الشخصيات العربية المعتدلة والتي لها مكانتها الدينية والأخلاقية.. وطلب منهم إيقاف هجمات وسموم بعض المغرضين الذين لم يسلم منهم الزعيم بورقيبة حتى بعد رحيله بالايذاء.. والإساءة المغرضة.. والفتاوى التكفيرية للمصلح الكبير.. الزعيم الراحل بورقيبة.. فقال احد العلماء النزهاء في المملكة العربية السعودية النزهاء: والله عيب على كل من نعت الزعيم بأشياء مجهولة أو ملفقة والحقيقة لا يعلمها إلا الله.. والزعيم بورقيببة رجل مصلح كما قال الشيخ عباسي مدني المناضل الجزائري في جبهة التحرير الوطني: والله عيب أن يقول احدهم من أصحاب الاتجاه الإسلامي التونسي المحظور كلام لا يليق بسمعة زعيم عربي مسلم.. ضحى من اجل تحرير وطنه.. وضحى من اجل القضايا العربية في المغرب العربي الكبير.. وهو زعيم عالمي باتم معنى الكلمة .. وهذا اكبر عيب أن يتجرا احدهم بعدم الترحم عليه يوم وفاته.. وهذا يعتبر عقوقا للوالدين.. وعدم اعتراف بالجميل.. هذه شهادة مناضل من الحجم الكبير للزعيم العربي الحبيب بورقيبة رحمه الله.. وان النية بحول الله تتجه إلى تكوين جمعية عالمية تحمل اسم الزعيم في غضون العام القادم.. ويكون مقرها ان شاء الله جنيف في ذكرى وفاته 6 افريل 2011 بحول الله.. وان أهل العزم والوفاء والعرفان بالجميل مستعدون لدعم هذا المولود الثقافي والسياسي والإرث الوطني الغزير.. وأبناء تونس في سويسرا وفرنسا كلهم استعداد لدعم هذه الفكرة الرائدة.. وهذا دور المجتمع المدني للتعبير وتأسيس الجمعيات ذات الطابع الوطني والنضالي والفكري. قال الله تعالى « سيجعل الله بعد عسر يسرا » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني 22022354
المفاوضات بمناسبة «المونديال» 15 Jul 2010
منير شفيق
بمناسبة شهر «المونديال» وانتشار لغة كرة القدم والتعليقات على الفرق واللاعبين والحكام ومراقبي الخطوط الجانبية ماذا يمكن أن يُقال في المباراة الدائرة حول المفاوضات بين فريقي نتنياهو وعباس والحَكَم الأميركي ومراقبي الخطوط الجانبية من الرباعية؟ فريق عباس بلا حارس مرمى وبلا خطوط دفاع وهجوم، فيما الحَكَم الأميركي يقوم مقام نتنياهو بتسجيل الأهداف على المرمى المنتهكة شباكه. أما الرباعية فمؤيِّدة للحَكَم تنتظر إشارته لتسير بموجبها. طبعاً إذا كان الأمر كذلك فالمباراة مهزلة. ومع ذلك ثمة إصرار عجيب على إدخالها في «المونديال». وهذا ما جرى بعد لقاء نتنياهو-أوباما، وإعلان الأخير عن تبنيه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة قبل نهاية شهر سبتمبر. لأن نتنياهو لا يستطيع مواصلة الوقف الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية رسمياً، ولو كان قراره بعيداً من التطبيق العملي. والسؤال الذي لا يريد أن يجيب عنه الذين تبنوا استراتيجية التسوية والمفاوضات وبالرعاية الأميركية والتغطية الرباعية، ومن بعد بتغطية لجنة متابعة «مبادرة السلام العربية» في الجامعة العتيدة هو ما السبب في وصول التسوية والمواقف الأميركية والأوروبية والفلسطينية – العربية الرسمية إلى هذا المستوى من التآكل حتى بالنسبة إلى القرار 242؟ وقد بدأ هذا التآكل المريع عملياً مع مؤتمر مدريد ثم اتفاق أوسلو، ثم مؤتمر أنابوليس، وأخيراً وليس آخراً مع عهد إدارة أوباما ومشاريع جورج ميتشل المتآكلة بدورها. وذلك بمعنى المتنازلة إلى المستوى الراهن والمتجهة، بالتأكيد إلى المزيد من التنازل – التآكل. التنازل الأول بالرغم مما غُلف به في حينه من تشدد بدأ مع برنامج النقاط العشر 1973/1974، ثم القرار العربي في غسل اليدين من خلال شعار «م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني 1974»، ثم قرار إعلان الاستقلال في المجلس الوطني في الجزائر 1988 حيث تضمن الاعتراف الفلسطيني بالقرار 242، وأصبح مشروع «إقامة دولة فلسطينية» في «حدود» 4 يونيو 1967، على أولوية البرنامج الفلسطيني فالعربي فالدولي. ثم جاء الإقرار بمبدأ المفاوضات تحت الرعاية الأميركية في مؤتمر مدريد 1991/1992، ثم جاءت الضربة القاضية للمرحلة السابقة من خلال توقيع اتفاق أوسلو 1993 حيث فتح الباب للمفاوضات المباشرة الفلسطينية – الإسرائيلية، والتخلي التدريجي عن حق العودة، وعن المقاومة وعن عدد من الحقوق والمبادئ التي تضمنها ميثاق م.ت.ف لعام 1968 (لعبة تعديل بعض البنود) ثم المدى الذي وصلته مفاوضات كمب ديفيد، حيث أخذت تمس حتى المسجد الأقصى وغالبية القدس. وهنا أفشل الرئيس ياسر عرفات المفاوضات وبدأ يغير عملياً في استراتيجية اتفاق أوسلو، ولا سيما حين دعم الانتفاضة وحتى المقاومة المسلحة مما أدى إلى انقسام ضده بزعامة محمود عباس، ثم استشهاده اغتيالاً على يد شارون، وبتواطؤ إدارة بوش الابن، ولا يجب إعفاء بعض القادة العرب من التواطؤ كذلك. ثم بدأ مسلسل المزيد من التنازلات الخطيرة مع الانقسام الفلسطيني حين سُلمت الحكومة الفلسطينية لسلام فياض، وأُعيد تنظيم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية من خلال كيث دايتون. أما على المستوى السياسي فقد أرسى مؤتمر أنابوليس مستوى أدنى للتفاوض المباشر حوله. ففي هذه المرحلة أصبح علامة الموقف الأميركي – الأوروبي – الروسي – الأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة من خلال الرباعية التي تبنت خريطة الطريق. وهذه ربطت حلّ القضية بالمفاوضات، مع وضع حتى قرار 242 وقرارات دولية أخرى على الرف، ولكن أسمتها مرجعية لكي تغطي شكلياً على الموقف الفلسطيني والعربي الذي قبل بهذا المستوى الفاضح من التنازلات. منذ مجيء أوباما أخذ يتراجع أمام نتنياهو خطوة بعد خطوة من دون أن يكلفه ذلك شيئاً من الجانب العربي – الفلسطيني. وقد وصل الآن إلى دعم مطالبة نتنياهو بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة من دون وقف الاستيطان. وهنا لا بد من العودة للسؤال: ما السبب في وصول عملية التسوية والمواقف الأميركية – الأوروبية – الفلسطينية والعربية الرسمية إلى هذا المستوى من التآكل في تسليم مستقبل كامل القضية الفلسطينية للمفاوضات برعاية أميركية مباشرة أو غير مباشرة، وقد تماهت مع الموقف الصهيوني، فيما المفاوض وراعيه الموقف المصري وصلاً إلى مستوى من الضعف والوهن إلى حدود ما كان لأحد أن يتصورها أو يتفهمها؟ الجواب ببساطة: إلى جانب الطمع الصهيوني غير المحدود في ابتلاع المزيد فالمزيد من الأرض الفلسطينية، وتهجير المزيد فالمزيد من الفلسطينيين ممن بقوا فيها، وإلى جانب التواطؤ العالمي مع السياسات الإسرائيلية، فإن ما أبداه المفاوض الفلسطيني والعربي من استعداد للتنازل عن سقفه المتدني السابق، مرة بعد أخرى، يتحمل مسؤولية إضافية بتغذية هذا الطمع وذلك التواطؤ، وإلى أطول مدة ممكنة، ما دام كل تعثر سيُحل بتنازل عربي – فلسطيني جديد. بكلمة أخرى إن سياسة التراجع الفلسطيني – العربي المتواصل وبلا توقف، وبلا غضب ولو لمرة واحدة فقط هي التي زادت طمع نتنياهو ومن قبله أولمرت وليفني وشارون وباراك وبيريز بالمزيد فالمزيد من التنازلات الفلسطينية. ثم لماذا لا يتراجع أوباما حتى في القضايا الإجرائية أمام ضغوط اللوبي اليهودي الأميركي، ما دام المعنيون من القادة العرب والفلسطينيين لن يُحرجوه، أو يكلفوا أميركا خسارة واحدة. وبهذا يكون المتهافتون على التسوية فلسطينياً وعربياً هم الأكثر مسؤولية في التنازلات الأميركية والدولية عن مواقف سابقة تمس القضية الفلسطينية، وقد شجعت عملياً على الوضع الاستيطاني والتهويدي في القدس والضفة الغربية. وبلغة المونديال هل يلام هدافو الخصم حين ينهون المباراة بـ12 هدفاً مقابل صفر، لينتهوا بحرق قميص القضية الفلسطينية إذ أصبحت بلا حارس مرمى أو خطوط دفاع؟
المصدر: م. ف. إ. عن الشرق القطرية
تراشق اعلامي يصعد التوتر بين سورية ومصر صحف من البلدين تهدد بفتح ملفات الرؤساء
7/16/2010 لندن ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر واحمد المصري: انهارت الهدنة الاعلامية بين مصر وسورية بعد نشر صحيفة ‘المصري اليوم’ المصرية ملفا هاجمت فيه الرئيس السوري وفترة حكمه، واجرت مقابلة مع السيد عبد الحليم خدام الذي انشق عن النظام السوري ويقيم حاليا في باريس. وهددت صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من النظام بفتح ملفات حكم الرئيس المصري حسني مبارك كرد على ما وصفته بـ’التهجم على سورية’. وكشفت الصحيفة ان السفير المصري في دمشق احتج على مقال نشر فيها وانتقد ‘الحصار المصري على قطاع غزة’.
وشنت صحيفة ‘الوطن’ السورية امس الخميس هجوماً عنيفاً على النظام المصري والحكومة المصرية والإعلام المصري على خلفية ملف لصحيفة ‘المصري اليوم’ قالت ‘الوطن’ السورية انه يتعرض لمكانة الرئيس السوري بشار الأسد وللشعب السوري وتاريخه ورموزه، وفيما وصفت ‘الوطن’ الشعب المصري بأنه عظيم وله مكانته واحترامه عند كل السوريين، ذهبت إلى حد القول ‘ان القافلة السورية تسير وستبقى الكلاب تنبح بغض النظر عن جنسياتها وتمويلها وولائها، ولا بد أن تجد في بعض الصحف الموجهة منابر لها لنشر سمومها’.
وكشفت ‘الوطن’ السورية في افتتاحيتها أمس الخميس التي كتبها وضاح عبد ربه وجاءت بعنوان مصري اللهجة حمل اسم ‘حتوتة الإعلام المستقل’ عن لقاء السفير المصري بدمشق وزير الإعلام السوري محسن بلال للاحتجاج على مادة نشرت في صفحة الرأي بـ’الوطن’ تطرق كاتبها إلى الرئيس حسني مبارك ودوره في حصار غزة وقتل مئات من الأطفال والنساء وكبار السن، وانتقدت عدم قيام السفير المصري بالرد على الصحيفة بالشكل القانوني، وأشارت ‘الوطن’ السورية إلى ملف أصدرته صحيفة ‘المصري اليوم’ يتعرض لمكانة الرئيس السوري بشار الأسد وللشعب السوري وتاريخه ورموزه، متمنية ألا يكون سفير دمشق لدى القاهرة قد اتصل بوزير الإعلام المصري للاحتجاج كما يفعل نظيره في دمشق، بل اكتفى بالضحك لأن ما نشر في هذا الملف يثير فعلاً الضحك، حسب تعبير ‘الوطن’ السورية.
وتابعت بأن الصحيفة المصرية اعتمدت فيما أعدته على كلام لمعارضين للنظام في سورية، وكانت ‘المصري اليوم’ عقدت لقاء مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري الأسبق والذي انشق ويقيم حالياً في فرنسا، وشددت ‘الوطن’ على أنه لا يوجد في مصر ما يسمى ‘صحافة مستقلة بل صحافة موجهة وممولة تعمل لخدمة النظام المصري وأهدافه، وأن ‘المصري اليوم’ التي نشرت الملف المذكور عن سورية هي نموذج فاضح لهذه الصحافة الممولة من قبل الأجهزة المصرية وتدعي الاستقلالية’.
وسخرت ‘الوطن’ ممن وصفتهم بـ’الأشقاء’ في الحكومة المصرية بأن رسالتهم عن (الدماء والطغيان) مضحكة وأنها نشطت الذاكرة السورية تجاه دماء غزة والقمع الرسمي المصري بحق 80 مليون مواطن، وتحدثت ‘الوطن’ عن السجون والاعتقالات والانتهاكات التي تمارسها الاستخبارات المصرية بحق المصريين.
يشار إلى أنه لا توزع أي من الصحف السورية اليومية الخاصة أو الرسمية في الأراضي المصرية وذات الشيء ينطبق على الصحف السياسية المصرية التي لا توزع في الأراضي السورية.
ونبهت ‘الوطن’ السورية ما سمته ‘مصر الرسمية’ إلى أن لعبة الإعلام المستقل والإعلام الرسمي التي تحاول ممارستها لا تنفع، وزادت بأن السوريين يعرفون حق المعرفة كيف يدار الإعلام في مصر وطالبت سفير مصر في سورية بألا يتصل بعد نشر هذه المقالة بالدكتور محسن بلال للاحتجاج لأننا في سورية مستقلون بكل المقاييس حسب قول الصحيفة، وأشارت إلى أن السوريين احترموا الهدنة الإعلامية التي سادت بعد قمة سرت العربية، ‘لكن إذا كان لا بد من استئناف التراشق الإعلامي فليتأكد المسؤولون في مصر بأننا على أهبة الاستعداد – لا بل متعطشون – للرد على السموم التي تنشرها الصحافة المصرية، ولدينا ما يكفي من ملفات لفتحها، وخاصة ملف حكم الرئيس حسني مبارك للأعوام الـ29 الأخيرة، مؤكدة أن الرئيس بشار الأسد يحظى بتأييد 20 مليون سوري في الداخل وذات العدد في الخارج’.
وختمت الصحيفة السورية بالقول: ‘مبارك لسورية رئيسها ومبارك للشعب المصري وجود زعيم عربي اسمه بشار الأسد قادر على الدفاع عن حقوق كل العرب أينما كانوا’.
والجدير بالذكر ان الرئيس المصري استقبل العديد من الزعماء العرب عقب عودته من رحلته العلاجية، وكان لافتا ان العاهل السعودي لم يكن اولهم الامر الذي اثار العديد من التكهنات حول وجود توتر في العلاقات بين الرياض والقاهرة.
وكان وزير الاعلام السوري رفض زيارة مصر والمشاركة في اجتماعات وزراء الإعلام العرب، بسبب رفض سورية مجمل المواقف والسياسات المصرية التي تباعدت كثيرا عن المواقف والشأن العربي، حسب تعبير الوزير.
وكانت القاهرة ابدت انزعاجها من تصريحات وزير الإعلام السوري محسن بلال، الذي وجه انتقادات حادة ولاذعة لمصر وسياستها الخارجية وقياداتها، عندما تحدث لوسائل إعلام ومحطات تلفزة سورية ولبنانية، ووجه الوزير السوري انتقادات حادة لمجمل السياسات التي تعادي سورية، بحجة استقبال مصر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، والذي تصنفه دمشق على رأس قائمة المعارضة اللبنانية ضد سورية.
وقالت مصادر سياسية مصرية ان هذه التصريحات احدثت شرخا جديدا في العلاقات، حيث لم تكن تتحسب القاهرة لمثل هذه التصريحات من قبل مسؤولين سوريين، وأنها لا تعكس وجهة نظر الوزير بلال وحده، وإنما تعكس مواقف الحكومة والقيادة السورية. وتوقف الكثير من المراقبين عند زيارة جعجع الى القاهرة واستقبال الرئيس مبارك له، الامر الذي اعطى رسالة ذات مغزى كبير للرئيس السوري تفيد بان القاهرة مازالت تدعم بقوة التيار اللبناني المعادي لسورية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلة 2010)
من نصدق واشنطن أم رام الله؟
رأي القدس العربي
عندما يعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان حكومة بلاده ‘شديدة الثقة’ باستئناف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية في رام الله والجانب الاسرائيلي، فان علينا ان نتوقع بدء هذه اللقاءات في غضون اسابيع معدودة، ان لم تكن في غضون ايام. فالناطق الامريكي لا ينطق عن هوى، ولا بد انه يملك المعلومات المؤكدة عن قبول الطرفين المعنيين بالانتقال الى المفاوضات المباشرة، وان المسألة مسألة ‘اخراج’ وتهيئة الظروف الملائمة، وربما الرأي العام الفلسطيني ايضاً، لمثل هذه النقلة الجديدة مثلما جرت العادة. المتحدثون باسم السلطة في رام الله قالوا انهم لن يذهبوا الى المفاوضات المباشرة، الا اذا جرى تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة، وردت الحكومة الاسرائيلية بشكل ايجابي على تفاهمات، جرى التوصل اليها في زمن حكومة ‘كاديما’ برئاسة ايهود اولمرت حول حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة، وأكدوا انهم لم يتلقوا اي رد في هذا الصدد، مثلما لم يتم تحقيق اي تقدم في المفاوضات غير المباشرة. الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد بعد لقائه مع بنيامين نتنياهو في البيت الابيض قبل عشرة ايام على ضرورة الانتقال الى المفاوضات المباشرة، متبنياً دون مواربة مطالب ضيفه الاسرائيلي، ومؤكداً في الوقت نفسه على معارضته اي خطوة، يمكن ان تلحق الضرر بأمن اسرائيل. وكان لافتا ان الرئيس الامريكي اتصل بالرئيس محمود عباس في رام الله بعد لقائه بنتنياهو، وطالبه ولا نقول أمره، بالعودة الى المفاوضات المباشرة، مشددا في الوقت نفسه على التزامه بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. لا نعتقد ان الرئيس عباس يستطيع ان يرفض طلبا او امرا للرئيس الامريكي، لان هذا الرفض يعني نهايته وسلطته، ووقف كل انواع الدعم المالي والسياسي لها. فالدول المانحة تقدم مساعداتها للسلطة بالقطارة، بحيث تدفع رواتب جيش موظفيها شهرا بشهر، واي تأخر في دفع الرواتب، يعني اشعال نار انتفاضة في الشارع ضدها، وانضمام نصف او حتى اكثر من ثلاثة ارباع موظفيها الى حركة ‘حماس’ فالسلطة لم تعد سلطة ‘تحرير’ وانما سلطة دفع رواتب، تماما مثلها مثل وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) التابعة للامم المتحدة، مع فارق بسيط وهو ان وكالة الغوث تتبع المنظمة الدولية، والسلطة تتبع واشنطن واللجنة الرباعية. التحركات التي ستتم في الايام القليلة المقبلة ستنصب حول كيفية ايجاد ‘المخرج’ للسلطة للعودة الى المفاوضات المباشرة، تماما مثلما مهدت لجنة متابعة السلام العربية الطريق لها، اي للسلطة، للانخراط في المفاوضات غير المباشرة دون تلبية شروطها في وقف الاستيطان وهدم البيوت في القدس المحتلة. السناتور جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي وصل بالامس الى المنطقة، ولا بد انه يحمل في جعبته عدة ‘صيغ’ لانقاذ ماء وجه السلطة ورئيسها، وتسهيل نزوله من على الشجرة التي صعد اليها برفضه المفاوضات المباشرة. ولا بد ان اللقاء المتوقع بين الرئيس عباس ونظيره المصري حسني مبارك في شرم الشيخ يوم الاحد (اذا سمحت صحة الاخير بذلك) سيبارك المطلب الامريكي، وقد يوعز لوزير خارجيته احمد ابو الغيط للدعوة لاجتماع طارئ لوزراء خارجية لجنة المتابعة المذكورة لمباركة العودة الفلسطينية ‘غير الحميدة’ للمفاوضات المباشرة. دار ابي سفيان ما زالت على حالها، ولم يتغير اي شيء، فاسرائيل تطلب، وواشنطن تأمر، والعرب يوفرون الغطاء، والسلطة تنفذ.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جويلية 2010)
أوروبا تواجه سنوات من ضعف النمو
قال المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان إن الاقتصاد الأوروبي مقبل على عدة سنوات من ضعف النمو الذي يهدد بارتفاع معدل التضخم وضعف قوة إنفاق المستهلكين. وصرح ستراوس كان لمحطة تلفزيون إخبارية فرنسية بأن هناك خطورة من أن تتعرض أوروبا لعدة سنوات من ضعف النمو، رغم الانتعاش الاقتصادي في آسيا وأفريقيا والولايات المتحدة. وأوضح أن هذا يعني انخفاض القدرة على الإنفاق ووجود مشكلات في نظام التقاعد والرعاية الصحية وارتفاع معدلات البطالة. وأضاف أن أوروبا ليست المكان الوحيد في العالم الذي يواجه مشكلات، لكن هناك مشكلة بالفعل في النمو الاقتصادي في هذه القارة. ورغم هذه التوقعات قال ستراوس كان إنه لا يرى أي احتمال للعودة إلى ركود كامل مرة أخرى في القارة. وكان صندوق النقد قد رفع في الأسبوع الماضي توقعاته للعام 2010 في العالم، وقال إن اقتصاد العالم سينمو بنسبة 4.6% هذا العام، لكنه أبقى على توقعاته لأوروبا عند 1%. وقال الصندوق يوم الأربعاء الماضي في تقرير آخر إنه يتوقع نمو اقتصاد اليابان -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- بنسبة 2.4% هذا العام و1.8% في العام القادم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 جويلة 2010)
Home – Accueil – الرئيسية