الثلاثاء، 3 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2052 du 03.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


جمعية الحقيقة والعمل – سويسرا – بيـــــان الطاهر العبيـدي: هل أصبحت المعارضة التونسية مستهدفة على التراب الفرنسي؟ الهادي بريك:رسالة مفتوحة إلى علماء الامة بشأن العدوان على مقدسات الاسلام وثوابته في تونس  عبدالحميد العدّاسي: بسيّس لا يتمالك نفسه أمام الاستفادة اللذيذة

حيّان:  غريب أمرنا … والله غريب …

أبو عمر: هل الحجاب  فقط لباس طائفي؟؟

العربية.نت: شاب تونسي في الـ (25) يقترن بعجوز ألمانية تجاوزت الثالثة والثمانين

مرسل الكسيبي: لماذا يرتمي في أحضان جدته؟ ارحموا شباب تونس

في ذكرى إغتيال « شهيد الخبزة », الرفيق الفاضل ساسي –  رساله رقم 1
قدس برس: الحكم التونسي قيراط يعتزل التحكيم بعد تلقيه تهديدات بالقتل

الشروق: خـاص…قصة ملاكم تونسي من المجد والشهرة… الى التورط في جريمة قتل

القدس العربي: بانوراما ثقافة وفنون عام 2005 (تونس)

الحياة: الجزائر: ثلاثة قياديين في «الجماعة السلفية» يسلمون أنفسهم للاستفادة من تدابير المصالحة

الحياة: الجزائر: أنباء عن اعتقال «منسق القاعدة» في المغرب العربي

الحياة: حزب إسلامي مغربي: الحكومة تعاني أزمة هوية وتفتقر الى استراتيجية

القدس العربي: فرنسا: المعارضة تقود حملة لالغاء قانون تمجيد محاسن الاستعمار ومؤرخون يرفضون تدريس تاريخ رسمي لفرنسا

الامجد الباجي: الجنس والسياسة

  

محمود الـذوادي: ظواهر عربية بعيون العلوم الاجتماعية

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات: منبر نقاش حول :دور المسرح في مسار بناء الدولة الوطنية

  القدس العربي: ألمانيا تمنحه لقب رسول الثقافة العربية الإسلامية :نصير شمة: التكريم جاء تتويجا لمشوار شاق مع العود


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 تصحيح واعتذار
 
 
في الخبر الذي أوردناه في عددنا الصادر يوم 1 جانفي 2006 تحت عنوان « قناة الجزيرة تخضع للضغوط التونسية.. فأين المصداقية؟ » حصل تشويش في الفقرة الثانية منه حيث ورد أنه  « قبل سويعات من موعد بث البرنامج على الهواء – تم إعلام المشاركين ومن بينهم الشيخ محمد الهادي الزمزمي،.. بإلغاء الحصة تماما ».
 
والصحيح هو أن الشيخ الزمزمي كان مقترحا ليكون ضمن المشاركين المحتملين في الحصة وبما أن قناة الجزيرة قررت إلغاءها فلم يكن ضمن الأشخاص الذين تم الإتصال بهم لإعلامهم بإلغاء برنامج « ما وراء الخبر » الذي كان يفترض أن يُخصص لتصريحات وزير الشؤون الدينية التونسي المثيرة للجدل بشأن الحجاب.
 
لذا وجب التصحيح والتنويه والإعتذار للشيخ محمد الهادي الزمزمي وللسادة القراء الكرام.
 
هيئة تحرير « تونس نيوز »
3 جانفي 2006

جمعية الحقيقة والعمل – سويسرا: بيــــــــان
لقد تتالت أحداث الاعتداء على وجوه من المعارضة التونسية في باريس خلال الأيام الماضية، نخص بالذكر منهم الصحفي الطاهر العبيدي و السيد كمال الجندوبي وكذلك الأستاذ خميس الشماري وأحمد نجيب الشابي وآخرون. إننا في جمعية الحقيقة والعمل كما تابعنا التحرك الناجح الأخير الذي نظمته اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان من 12 إلى 16 ديسمبر 2005، نتابع عن كثب أحداث الاعتداء على السيد كمال الجندوبي رئيس اللجنة في أحد ضواحي باريس وندين هذه الأعمال بشدة. كما أن أسلوب التهديد الذي تعرض له الصحفي الطاهر العبيدي سوف لن يزيدنا إلا تمسكا بمنهجنا في الدفاع عن حق التعبير للجميع، ونحن نعبر عن تضامننا الكامل مع الصحفي المناضل، وكل الأصوات المعارضة التي تكمم في كل يوم بشكل أو بآخر، وإننا نعتبر هذه الحادثة سابقة خطيرة سوف نسعى بكل أساليبنا الحقوقية والقانونية لفضح ممارسات النظام التونسي لدى الهيئات الأممية والمنظمات الدولية وكل أصدقائنا في سويسرا وخارجها. كما نأسف للأساليب المبتذلة التي تعرض لها كل من الأستاذ خميس الشماري وأحمد نجيب الشابي بتوجيه رسائل شتم وكلام بذيء لهم من قبل « جهة مجهولة »، ونشد على أياديهم لمزيد العمل من أجل احترام وضمان حقوق الجميع. إن هذه الأحداث لهي خير دليل على مشروعية وصدقية نضال المعارضة التونسية من أجل أن تحترم حقوق الإنسان في الداخل والخارج، وهي دليل آخر يضاف إلى رصيد النظام التونسي في الاعتداء على حقوق الإنسان. وإننا في جمعية الحقيقة والعمل سوف نبذل كل جهودنا من أجل فضح هذه الممارسات، وندعو أصدقائنا في تونس وفي المهجر إلى التعاون وتنسيق الجهود من أجل تعرية النظام التونسي الذي ما فتئ يرمي المعارضة بشعارات التخوين وذلك بمزيد الضغط إعلاميا وحقوقيا وسياسيا على من يقف وراء هذه الأساليب. كما نطالب السلطة في تونس بالتوقف عن  مثل هكذا أعمال فإن ذلك لن يثني من عزم المدافعين عن حقوق الإنسان عن مواصلة مسيرتهم، ونطالب السلطات الفرنسية أن تحقق في هذه الاعتداءات وتوفر الحماية اللازمة إلى كل وجوه المعارضة التونسية في فرنسا. صفوة عيسى جمعية الحقيقة والعمل سويسرا في 3 جانفي 2006 الموقع: www.verite-action.org


 

مناورة سنوية

 

أجرى الجيش الوطني في غضون الأسبوع المنقضي مناورته السنوية، شاركت فيها وحدات من جيش البرّ ومن جيش الطيران مستعملة الذخيرة الحيّة ومعززة بالدبابات والطائرات والإسناد الصحي. كما تمّ تشريك عدد من المواطنين التابعين لجيش الاحتياط.

 

وأشرف على مرحلتها الختامية السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني، وهي تندرج في إطار تعهد الاستعدادات والأهبة العملياتية للقوات المسلحة، ونفذت في شكل عمليات دفاعية أساسها التكامل بين الجيوش وإحكام التنسيق بين مختلف الوحدات والوقوف على جاهزيتها.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 3 جانفي 2006)


الرئيس بن علي يستقبل الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للاقامات والخدمات (

المعروفة باسم منتزه قمرت)

العمل على توفير الإحاطة والرعاية الكاملتين لحجيجنا الميامين في البقاع المقدسة

اتجه اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله السيد محمود بللونة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للاقامات والخدمات لسير نشاط هذه المؤسسة ولاسيما ما تم اتخاذه من تدابير وإجراءات مادية من اجل ضمان أفضل الخدمات للمواطنين التونسيين المقبلين على أداء مناسك الحج وذلك من حيث تامين السكن اللائق والنقل المريح لفائدتهم.

وأوصى الرئيس زين العابدين بن علي بالعمل على توفير الإحاطة والرعاية الكاملتين لحجيجنا الميامين في البقاع المقدسة وخاصة علي مستوى الاستقبال والإقامة بما يمكنهم من أداء مناسكهم في أفضل الظروف.

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 3 جانفي 2006)

 

 
هجرة الادمغة احصت وزارة التعليم العالي 80 تونسيا بالخارج لهم كفاءات عالية يعملون في المجالات الاكثر قدرة على التجديد وذات الاقبال الكبير وهم يشتغلون في مختلف ميادين علوم الاعلامية بألمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا ونجد من بين هؤلاء اثنين مقيمين بالولايات المتحدة الامريكية و6 باليابان.

شبكة الديموقراطيين العرب

اعلنت مجموعة من الشخصيات السياسية والحقوقية من ثماني دول عربية، تأسيس «شبكة الديموقراطيين العرب» بغرض دعم جهود الاصلاح السياسي والسلمي في المنطقة العربية.. وتضم هذه الشبكة، نحو 60 شخصية سياسية وفكرية وثقافية من تونس والمغرب والجزائر والاردن ومصر واليمن والسعودية والسودان، وهي تضم اطيافا ليبرالية وعلمانية مختلفة. يذكر ان هذه الشبكة كان اعلن عن تأسيسها في المغرب في غضون الايام القليلة الماضية..

حول مصفاة البترول بالصخيرة

افادت مصادر مطلعة بوزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ان الاعلان الذي تم نشره بخصوص بعث مصفاة للبترول بمدينة الصخيرة قد لاقى اقبالا دوليا هاما، حيث وردت بشأنه عشرات الطلبات. وينتظر ان يتم خلال الايام القريبة القادمة النظر في هذه المطالب لاختيار اهمها بشكل اولي، ثم الدخول في المرحلة الثانية من المناقصة.

تأهيل مسالك التوزيع

ينتظر ان تشهد سنة 2006 انجاز اكبر اهم جزء من برنامج تأهيل مسالك توزيع منتوجات فلاحية الذي يمتد الى غاية سنة 2011 وتقدر تكاليف الانجاز بحوالي 170 مليون دينار ويغطي كامل البلاد مع الاشارة الى هذه المسالك تشمل مسالك توزيع منتوجات اللحوم الحمراء والخضر والغلال ومنتوجات الصيد البحري.

مواطن شغل في قطاع تعليب التمور

يوجد في قطاع تعليب التمور 46 مؤسسة مختصة في المجال تشغل كل واحدة منها عشرة افراد او اكثر، منها 34 مصدرة كلية مع وجود 37 وحدة صناعية للتعليب مصادق عليها للتصدير. وبصفة عامة فان القطاع يوفر حوالي 8300 موطن شغل وقد سجل في الفترة ما بين 2000 و2004 نموا ملحوظا على عدة مستويات حيث ارتفع عدد المؤسسات المصدرة كليا ليبلغ 34 سنة 2005. (المصدر: جريدة الصباح  التونسية الصادرة يوم3 جانفي2006 )

 


 

خاص بتونس نيوز

 

هل أصبحت المعارضة التونسية مستهدفة على التراب الفرنسي؟

 

الطاهر العبيـدي

tahalabidi@free.fr

 

توالت الأحداث هذه الأيام في فرنسا متشابهة من حيث التوقيت ومن حيث الاختيار، ومن حيث استهداف الناشطين الحقوقيين والإعلاميين الفاعلين على الساحة، ومن حيث تنوع الاعتداءات، حتى باتت كما أطلق عليها البعض حملة منظمة، تهدف إلى الانتقام من المعارضة التونسية في فرنسا، وتحديدا أولئك الذين كان لهم حضور ونشاط مكثف، في مساندة ما اصطلح على تسميته بحركة 18 أكتوبر، ومؤازرة الشخصيات التونسية التي أضربت عن الطعام مدة 32 يوما، من أجل تحقيق مطالب ثلاث- حرية التنظم – حرية الأعلام- والعفو التشريعي العام –

 

وكانت آخر هذه الأحداث الاعتداء على سيارة الأستاذ كمال الجندوبي، رئيس الشبكة  الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان، ورئيس اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، إذ قام مجهولين بتهشيم أبواب السيارة والنوافذ والأضواء وتكسير البلور والعبث بالكراسي، رغم وجودها في مربض للسيارات محمي، وقد فسّرت العديد من الجهات المهتمة، بأنه نوع من الاقتصاص السياسي، وقبلها تعرض الصحفي المستقل واللاجئ السياسي بفرنسا منذ 1993 الطاهر العبيدي إلى التهديد بالقتل، مرتين عبر هاتفه النقال، تزامن مع توزيع مناشير تشويهية ضد المحامي والأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي نجيب الشابي، والخبير الحقوقي الدولي خميس الشماري، والكاتب العام للرابطة التونسية لحقوق الإنسان خميس كسيلة، ومراقبة ورصد تحركات الكاتب والمترجم عبد اللطيف بن سالم، وقد توالت الشكاوي وتسجيل محاضر اتهام في الشرطة، وتعكف الدوائر الفرنسية الأمنية لمعرفة الجناة، وتتالت الاحتجاجات والعرائض، وتحّركت الأحزاب التونسية في المهجر والداخل، للتنديد والتعبير عن مساندة المتضررين، كما تحرّكت عدة شخصيات عربية وفرنسية لها حضورها على الساحة السياسية والحقوقية، لمطالبة السلطات الفرنسية بتحمل مسؤولياتها، والإسراع بالكشف عن الفاعلين، وحماية المعارضين التونسيين المتواجدين على أراضيها، مشيرة في أغلبها إلى اتهام البوليس التونسي،

 

وللتذكير فقد وقع في سنة 1995 اعتداء على المعارض الشرس المؤرخ الدكتور منذر صفر، حيث وقع تشويه وجهه على إثر نشره لرسالة موجهة للبابا، ينتقد فيها السياسة التونسية، وقد تناولتها الصحافة الإيطالية والفرنسية، وكان لها وقع إعلامي كبير، وفي نفس السنة تم الاعتداء مرتين متتاليتين على المعارض الدكتور أحمد المناعي، بعد نشره لكتاب بالفرنسية بعنوان الحديقة السرية للجنرال بن علي، مما جعله يدخل غرفة الإنعاش… وفي 17 ماي 2003 وقع اعتداء جسدي على الصحفي الطاهر العبيدي بعد نشر كتابه حفريات في ذاكرة الزمن…

 

وتعيش المعارضة التونسية في فرنسا حالة غضب وغليان، على إثر تجدد مثل هذه الاعتداءات، وكذلك المنظمات والجمعيات الدولية الحقوقية، التي عبرت عن قلقها الشديد، وتعاطفها الكبير مع المتضررين، وتنديدها بمثل هذه الممارسات، وتراصفت العرائض المساندة والردود الرافضة لمثل هذه الأساليب.

 

وقد ذهبت بعض الأطر الإعلامية، إلى التذكير بما حصل للصحافة الأجنبية من مضايقات واعتداءات، إبان القمة الأخيرة لمجتمع المعلومات أيام 16 إلى 18 تشرين 2005 التي احتضنتها تونس، معلقين إذا كان هذا حال الصحفيين الأجانب وهم ضيوف، في مناسبة عالمية تحت الأضواء المشعة، فكيف هو إذا حال الصحفيين التونسيين في الداخل والخارج؟ وكيف هو حال الرعية؟

 

وإلى أن يكشف التحقيق عن ملابسات هذه الأحداث المتعاقبة، تبقى الدعوات والنداءات متكررة من طرف الأطياف السياسية التونسية بفرنسا، للنشطاء باتخاذ الحيطة والحذر. 

 

رسالة مفتوحة إلى علماء الامة بشأن العدوان على مقدسات  الاسلام وثوابته في تونس

وجهت هذه الرسالة إلى كل من : ــ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ــ مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة ــ مشيخة الازهر الشريف سادتي الكرام علماء الامة الخاتمة يا ورثة الانبياء ومصابيح الدجى الوضع الاسلامي في تونس ليس خافيا عليكم من يوم تلطيخه بالتهجم على النبي محمد عليه السلام وعلى شعيرة الصيام في أواسط الستينات ثم في أواسط السبعينات من لدن الرئيس السابق إلى يوم فجر التسعينات الذي شهد تواصلا لذلك الهجوم على ذات النبي عليه السلام من لدن وزراء الشؤون الدينية السادة علي الشابي ثم خلفه السيد جلول الجريبي وفي الان ذاته تواصلا للهجوم على أكثر من معلوم من الدين بالضرورة من مثل الزي الاسلامي للمرأة من لدن ذات السادة الوزراء وكان آخرهم السيد الاخزوري وزير الشؤون الدينية الحالي  منذ أسبوع واحد ضمن حملة عاتية إستهدفت الفاروق عمر عليه الرضوان الذي وصفته السيدة منجية السوائحي أستاذة التفسير بالجامعة الزيتونية في تصريح لقناة لبنانية ـ أنب ـ بأنه  » أكبر عدو للمرأة في التاريخ « . إذ لم تكتف الحكومة بمنع الزي الاسلامي للمرأة عبر القانون ولا بملاحقة النساء حتى في منازلهن لنزعه من فوق رؤوسهم فضلا عن منع الطالبات والنساء العاملات من إرتدائه ومنع الحوامل منهن من وضع مواليدهن بالمستشفيات بسبب ذلك … بل أطلقت العنان لوزرائها للشؤون الدينية فضلا عن غيرهم للتهجم عليه بإعتباره ليس واجبا إسلاميا بل هو تقليد غريب وافد يثير التفرقة والكراهية والميز … وذلك رغم تأقلم المرأة هناك مع تلك القوانين الجائرة والتطبيقات التنكيلية الانتقامية في كيفيات تغطية شعر رأسها لتجنب السجن والتعذيب . كما لا يخفى عليكم سادتي العلماء بأن تونس تطبق خطة تجفيف منابع التدين منذ أزيد من عقد ونصف من الزمان وهي الخطة التي كرست لها الدولة بكل أجهزتها الحكومية والاعلامية   والتربوية  مشروعها الاوحد على مدى تلك الفترة بأسرها وربما لا تصدقون كما لا يصدق كل غير تونسي العواقب الاليمة جدا التي خلفها التطبيق الاعمى لتلك الخطة بعصا البوليس وجزرة الثقافة في كل مناحي الحياة في البلاد . لو لخص لكم الامر أديب أريب سادتي العلماء لقال بإختصار : الحريق في تونس يلتهم الثقافة الاسلامية والمأساة صارخة والحرب الضروس على أشدها ولكن كل ذلك يجري في صمت وبمباركة دولية وأحيانا عربية وإسلامية بمناسبة تشابك ظروف كثيرة معلومة . لن ينسى الشعب التونسي سادتي العلماء للمرحوم إبن باز إنتصاره له رفقة عدد من العلماء وذلك بإصدار فتوى جريئة مناسبة لحنق هجوم الرئيس السابق على الاسلام ونبيه وكتابه ومؤسساته . كما لن ننسى لكم سادتي العلماء بأن كثيرا منكم تألم للوضع الاسلامي المذبوح في تونس وكثير منكم قيد ذلك في بعض كتبه وتحدث عنه في محاضراته ومناشطه العلمية . أختم سادتي العلماء هذا النداء نذيرا من عريان بالمشهد التالي : نظمت الحكومة بمناسبة المولد النبوي الشريف إحتفالا بمسجد عقبة بمدينة القيروان في عام 1998 وحضر الموكب رئيس الدولة ووزراؤه والموظفون السامون وولاته ومفتي الجمهورية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد وقدم السيد العبدلي أستاذ اللسانيات بكلية الاداب بالجامعة التونسية محاضرة عن القرآن الكريم قال فيها بالحرف الواحد  » لا يطمئن الانسان إلى نسبة القرآن إلى الله بحكم إهتزاز البنية اللغوية في قصصه « . أجل ورب الكعبة المشرفة قال ذلك بحضرة أولئك جميعا بالحرف الواحد وعلى الهواء مباشرة وإني لاحتفظ إلى يوم الناس هذا بذلك مدونا في جريدة الصباح التونسية . سادتي العلماء الكرام : رجائي أن تأخذوا ندائي هذا بما يستحقه الاسلام منكم من تعزير وتمكين ودفاع ولعلي فيما أزعم أنقل إليكم ذات النداء من لدن أغلب أبناء الشعب التونسي الذي شرفته الخلافة الراشدة بالتحرير وبمعلم الزيتونة العظيم ونكبته خطة تجفيف منابع التدين في حاضر آمن ومستقبل واعد . عذرا سادتي العلماء عن إسهاب في موضع قصد أو قبض في موضع بسط أو سوء أدب بين يدي أهل الرسوخ في العلم أو إقتطاع كفل من وقت ثمين تصرفونه لخدمة الاسلام العظيم ودعوته . والسلام الهادي بريك ـ تونسي مقيم بألمانيا

 

بسيّس لا يتمالك نفسه أمام الاستفادة اللذيذة

كتبه: عبدالحميد العدّاسي.
بعد أن أنهيت قراءة مقال بسيس  » إسرائيل التي لا نعرفها..  » الوارد على صفحات تونس نيوز بتاريخ 31 ديسمبر 2005، طرق مسمعي صوت، ضيف محمد كريشان بقناة الجزيرة، الأستاذ محمد حسنين هيكل – وهو ينقل الكلام عن مُفاز الصهيوني الدموي – يقول: لم تكن إسرائيل أكثر أمانا ممّا هي عليه اليوم، ثمّ بيّن أنّ هذا الأمن يأتي من أنّ كلّ ما حول إسرائيل يعطيها ما تريد، وسرد بعضا ممّا يحدث في الأردن ومصر والعراق على وجه الخصوص، ولعلّه بعد ذلك – فقد أوقفت التلفاز – تحدّث عن بعض  » المثقّفين والإعلاميين والملمّعين  » العرب، فبيّن أنّهم ساهموا بقسط كبير في جلب الأمن لإسرائيل، إذ هم بلا شكّ من كتب واجتهد ودفع بكلّ ما يستطيع من أجل التطبيع والتهويد والتصهين. غير أنّ صاحبنا بعنوانه المحفّز للقارئ ( الذي لا يعرفه ) على الاستكشاف، يذهب إلى أبعد من جلب الشعور بالأمن للصهاينة: فهو قد جعل إسرائيل موجودة قبل احتلال فلسطين، وتلمَسُ ذلك في قوله: » لا شك أنّ إسرائيل تحتل بامتياز هذا الموقع( يعني الكره والرفض) في العقول والقلوب بالنظر لإرث العلاقة المعقّدة في الثقافة والدين التي لم تزدها قصة ( مجرّد قصّة )احتلال فلسطين سوى إثارة وتكثيفا لمشاعر الكراهية والرفض« ، وهو ما لم يسبقه إليه أحد، فهي تجري فيه جري الدم في العروق. و يصف هذا الكره والرفض بأنّه حماقة ضيّعت علينا معرفة هذا الكيان وإيجابياته النافعة للمنطقة و للـ » دين  » وللدنيا، وأعان عليها خطاب مخابراتي عربيّ متخلّف أمعن في تخديرنا بترديد شعارات لا طائل من ورائها كتلك المحدّثة برمي الدولة اللقيطة في البحر.
ثمّ يحتلّ بسيّس موقع المتفرّج، ليمدح لنا العقل الاسرائيلي، حيث يصفه بالنّجاعة والتقدّم الكبير على حساب العقل العربي المتخلّف محدود الإمكانيات، ويصف كتابات أفراده بالرفيعة ذات التحاليل الراقية والمهنية الفائقة التي تُهدي لأمثاله ممّن يقف على دقّة التحليل وذكاء الملاحظة استفادة لذيذة، ولكن دون أن يبيّن: هل أنّ العقل التونسي خرّيج مدرسة التغيير، البارز على الساحة اليوم، قد حافظ على طبعه العربي أم أنّه قد تطبّع اسرائيليّا بفعل التمرّغ المستمرّ في الزبالة  » الطهور  » للكيان الصهيوني المجرم…
هكذا إذن يتغزّل بسيّس بإسرائيل وصحافييها، مبهورا بالتحليل الراقي والكتابات الرفيعة ويتلذّذ الاستفادة منها وفيها، داعيا إيّانا إلى اكتشاف هذا  » الخير  » الذي ضيّعناه أو ضيّعنا بعضا منه ( فقد أخذ الكثير منه بطرف )، والإقلاع عن ترديد الشعارات الغوغائية الضيّقة التي لا تزيد إلاّ من عزلتنا. ويختم الكاتب، المتلذّذ من الصهاينة، ببثّ عنصر التشويق بقوله:  » تلك ملاحظة صنعتها مجرد اطلالة بسيطة على ركن صغير هو الإعلام أمّا عن بقية الأركان فتلك قصص من نوع آخر« .
أقول: نحن قوم نأخذ الحكمة أينما وجدناها. غير أنّنا نفعل ذلك دون تحقير ذواتنا أو ذبح إراداتنا أو تسليم رقابنا لأعدائنا. على أنّ الحكمة لم تكن يوما في احتلال أراضي الناس ولا في تدمير بيوتاتهم أو تشتيت شملهم أو اغتصاب نسائهم أو تكسير عظام أبنائهم أو اغتيال رجالهم صباح مساء. وقد كان يمكن لمن يبحث عن الحكمة و الاستفادة اللذيذة أن ينقّب في الأماكن الطاهرة فيجدها ويتلذّذها. ولكنّ صاحبنا – وقد تعوّد التنقيب في مناطق التصريف الصحّي، حيث تكثر الصراصير المتمعّشة من النجاسة – لا يجد الحكمة إلاّ مع كيان أصدقاء بلده الحاكم، دون مراعاة للعرب جميعا. فطموحه إلى المقامات  » الرفيعة  » تجعله لا يتردّد في التودّد إلى السيّد الكبير، سيّما وقد أخذ في ذلك التدريب الكافي عند السيّد الصغير. فقد انتصب مدافعا عن النظام التونسي ناصرا له ظالما أو مظلوما مستعملا لذلك أقدارا كافية من النّفاق الذي يعمي البصيرة و يغشّي القلب. ولعلّ في ذلك إماءة خفيّة ( فهو ذكيّ جدّا ) إلى القدر الكبير من التواصل بين تونس و الكيان الصهيوني البغيض، ولعلّ في ذلك كذلك تمهيد لتغيير موقعه. فخدمة لصاحب العقل النيّر أجدى وأنفع من خدمة لمتخلّف لا يتقدّم إلاّ بعد طول مصاحبة.
وأمّا ما يمكث عندي ويستقرّ إلى حين، فهو أنّ هذا الآدميّ لم يصدق مع نفسه حين صفّها مع المنافقين، ولم يصدق سيّده حين كذبه ردود الخبر، ولم يصدق مع بلده حين جعلها بتدخّلاته الرعناء عبر الكثير من المنابر الإعلاميّة حديث الخاصّ والعامّ، ولن يصدق الصهاينة إن وظّفوه لأنّ الذي يمدّ عينيه لا يمكن أن يقتع بشيء أبدا.. على أنّي أؤكّد له ولغيره من المطبّعين الأذلاّء أنّ الكثير منّا يعرف كلّ شيء عن إسرائيل وعن بانيها وحاميها ومشتهيها، وأنّنا لن نتلذّذ يوما رذيلة اغتسلت بالخطيئة واكتحلت بالبغض للإسلام والمسلمين والعرب وتجلببت بأشلاء أبنائنا وإخواننا ورتعت في قصور المخنّثين منّا…

هل الحجاب فقط لباس طائفي؟؟

أثار و مايزال يثير حوار وزير الشؤون الدينية التونسي بيومية الصباح التونسية أراء و أقوال متقاربة و متباينة، فمن وجد فيها فرصة في الطعن قي ثوابت الأمة الى من اعتبره استفزازا لمشاعر المسلمين و استهتارا من أعلى سلطة دينية في بلد مسلم مائة بالمائة، و من اطلع على الحوار يرى أن الوزير قد تعرض الى عدة قضايا في التدين التونسي، فمن هندسة المساجد الى فتاوي الفضائيات الى مراجعة و تطوير التعليم ( أو تجفيف التدين من المدارس ) مرورا بروض الأطفال أو الكتّاب وصولا للحجاب و اللحية.
و من خلال اجاباته يتضح لك و كأنه يتحدث عن اسلام غير الذي نعرف و ندين، و كأن تونس بلد لا يمت للعولمة بشيء، و كأنه يعيش في صراع مع المشرق الاسلامي بل مع بقية المسلمين، فأراد السيد الوزير أن ينقذ البلاد و العباد باستنساخ لهم اسلام يخرج من قصر قرطاج… كخرفان بانيورش…
الا أن موضوع الحجاب  و اللحية يعتبر رأس الحربة في الحوار لانه يدخل في الحرية الشخصية للفرد، و قد قال الوزير بان الحجاب دخيل علينا و سماه زي طائفي و اعتبره نشاز و غير مألوف في حين اعتبر اللحية تنبئ بانتماء صاحبها؟؟؟
    و اني لا أريد أن أناقش الوزير أو أحاججه من التاحية الشرعية حتى لا أكون كمن يريد أن يقنع غير المسلم في أن صلاة الظهر أربع ركعات أو أن الوقوف بعرفة احدى أركان الحج..
و انما سأنظر الى المسألة من الناحية الاجتماعية، و السؤال الذي يطرح نفسه هل أن الشعب التونسي ولد مع الميني والميكروجيب أم أنه ولد مع البدلة و الكسوة ؟ و هل يعتبر الدجينز وربطة العنق من الأصول التونسية؟
فلماذا سكتم عن هذا و منعتم ذاك؟
أوليست القبعة اليهودية تلبسه فقط الطائفة اليهودية في جربة؟ أوليس القميص الأسود يلبسه فقط الرهبان النصارى في شوارع تونس؟ فهل تَسامح الدولة التونسية لا ينطبق الا مع غير المسلمين؟ و لماذا اذا ما أرادت التونسية أن تلبس الميني جيب فلا يمنعها أحد و اذا أرادت أخرى أن تلبس ما يسترها اتهمت بالطائفية و النشاز؟ و لماذا اذا وضع التونسي حلقة في أذنيه أو عقدا في جيده لم يزجره أحد و ان أراد آخر أن يلتحي نعت بأنه يدعو الى انتماءا سياسيا؟؟؟بالرغم من أن اللحية لا تخص الاسلامي أو الملتزم فقط و انما حتى الشيوعي يلتحي و لماذا و لماذا …
فبربكم في أي بلد كانت اللحية دليل انتماء؟ و الحجاب دليل طائفية؟
و بربكم ايها يدعو للطائفية قبعة اليهودي و قميص الراهب أم حجاب المرأة في مجتمع سكانه كلهم مسلمون؟ ( مع العلم أني لست ضد اليهود أو النصارى في المواطنة و لكن بالمثال يتضح الحال )، و أيها النّشاز أن ترى خديجة و فاطمة و أسماء في شوارع تونس ترتدي الحجاب أم ترتدي الميني جيب؟ حتى ليخيل اليك أنك في شوارع لندن أو باريس.
و في انتظار أن تنجلي هذه الغمة عن الشعب التونسي، أود أن أهمس في آذان المجتمع المدني الذي لم نسمع له رأيا و لا اعتراضا على كلام الوزير أم أن أمر المحجبات في تونس لا يهمه، فبودنا أن نسمع رأي مختلف مكونات المجتمع المدني التونسي و بدون أن نذكر الأسماء. ايطاليا–أبو عمر
 

غريب أمرنا … والله غريب …

بقلم : حيّان من يجد الوقت المناسب ويقرأ كتاباتنا وتعاليقنا وغسيلنا الذي ينشر هنا وهناك، حول قضايانا وهمومنا اليومية، القطرية منها والعالمية، ربما أصابه الغثيان من شدة القرف والتوتر. وذلك أن الذين يصرحون ويكتبون كأنما هم يكلمون أنفسهم ويحدثونها بما يختلج في نفوسهم دون اعتبار كبير لمن يقرأ ما يكتب أو لمن يسمع ما يقال، وإن وقع اعتبار ذلك ففي الغالب يتم  في حدود الحسابات الشخصية والمنافع الذاتية. آخر ما تفتقت عليه قريحة الكاتبين والقائلين نعرة جلد الذات التي تمثلت في ثلاثة أمثلة : تصريحات وزير الشؤون الدينية التونسي، وتصريحات أستاذة تدرس في عقر الكلية الزيتونية ثم تصريحات محمد الطالبي صاحب الأربع سنوات بعد الثمانين من العمر. النقطة المشتركة بين تلك التصريحات هي جرأتها : ففي ظرف أسبوع واحد لا أطول من ذلك هاجم أحدهم الحجاب و »الهركة » بعنف شديد وبعزة نفس نادرة، ثم أطلقت الأستاذة الفهامة النار على عمر ابن الخطاب رامية إياه بالعدواة للمرأة ثم ختم السيد الطالبي بهجوم شرس على الشريعة وقال أنه لا بد من فصلها عن الدين الحق وترك العمل بالعقوبات الجسدية في الاسلام الغريب أن هذا الثالوث المتنور لم يجد سوى دين الإسلام كهدف لرمي قذائفهم ولفظ قيء بواطنهم الفكرية، وكأني بكل منهم قد نهض من مرقده  ذات صباح وتمطط ثم حكّ رأسه أو أسته ولم يجد ما ينوّر به قومه سوى عود يدقه في عين أمته ولغته ودينه،،، غريب أمرنا والله غريب ثم الأغرب منها الردود التي تلت، فهي توحي، وعذرا لدى القراء الكرام، بعاطفية ومراهقة فكرية هزيلة، قعقعة على الطبول ثم تسكن العاصفة وتمر السحابة وينسى الناس ويواصل الواقع المريض والمعتل دون حراك. وقسم من الذين يرفعون لواء الحريات غطوا رؤوسهم وما نبسوا ببنت شفة كدليل على الموافقة على ما يقال. لا بد من فهمائنا أن يتناولوا هذه القضايا بكل جدية و لا يتركوا الأمر أكلة سريعة للأهواء والمقالات الهدامة. ثم لا بد من القبول بالنقد دون خوف, إن صلابة مشروع الإصلاح لا يمر إلا عبر مشاركة كل مواطنينا أحببنا أم كرهنا وهذه المشاركة لا بد أن تكون في شكل صياغة رأي عام له حد أدنى من المبادئ والقيم المشتركة ينطلق منها. أدعو كل هواة نخر قواعد الدين أن يتقوا تقلبات التاريخ إن لم يتقوا ربا في دنياهم. وإذا كانوا لهم جرأة نادرة في طعن عقائدنا الإسلامية، وإذا كانوا فحولا حقا، فإني أتحداهم أن يفتحوا مناقيرهم لحظة واحدة ويعيروا قيم المجتمع الغربي أو يجاهروا بنكران الهلوكوست مثلا…. فهذه الأمور لها أصحاب يحمونها أما الإسلام المسكين فقد ذل أصحابه وصار كالجحش القصير ـ بتعبير أهل تونس ـ يركب على ظهره كل راكب … وإني أرى فئة من الناس بلغ بهم السقوط أن لم يكتفوا بالركوب على الظهر حتى رغبوا في شيئ آخر، يمنعني الحياء واحترام القراء من قوله، لكنكم فهمتموه.  

 

 

شبان عرب يلجأون للزواج من عجائز بغية « الإقامة » في دول غربية

شاب تونسي في الـ (25) يقترن بعجوز ألمانية تجاوزت الثالثة والثمانين

تونس – سليم بوخذير

 

يعيش الرأي العام الألماني هذه الايام على ايقاع قصة حب فريدة نشات بين فتى تونسي عمره 25 عاما وسيدة المانية عمرها 83 عاما، ومحل الغرابة في الحكاية هو ليس فقط فارق السن المهول بين طرفي العلاقة و الذي لا يقل عن 58 سنة بتمامها ، وانما الطريف اكثر في الموضوع هو الفتى التونسي والعجوز الالمانية ، افدما فعلا على الزواج وعقدا قرانهما التام الشروط

.

 

وتسلط هذه القصة على حالات كثيرة يلجأ في شباب عربي يحلم بالهجرة إلى الزواج من سيدات غربيات بهدف الحصول الإقامة والعمل في أوروبا آملين بـ »تحسين أوضاعهم » وتحقيق « أحلامهم » في الثراء وبحبوحة العيش بعيدا عن كابوس البطالة الذي يعانون منه في بلدانهم

.

 

ووفقا لما ورد في الصحافة الالمانية التي تداولت الخبر باهتمام ، فان عقد القران بين  » ايجوني عروس  » ( 83 سنة )  وخميس الكنزاري (25 سنة ) قد تم سرا منذ اذار/ مارس 2004، لكن السلطات الالمانية اعلمت السيدة الالمانية رسميا مؤخرا بـ »رفضها القطعي » لـ »شرعية » هذا الزواج

.

 

وقالت ايجوني غروس في مقابلة مع مجلة (دير شبيغل ) الالمانية في اواخر الاسبوع المنصرم (ديسمبر/ كانون الأول 2005) ، ان علاقتها بالشاب التونسي خميس الكنزاري هي « علاقة حب حقيقية » ووصفت زواجها به بانه « نهاية سعيدة لقصة حب صادقة

« ،

 

وتابعت تقول « ان هذه العلاقة العاطفية بثت دماء الشباب من جديد في عروقها

« .

 

وفي مراسلة رسمية صادرة في الفترة الاخيرة وجهتها السلطات الالمانية الى ايجوني، اعلنت الدوائر الالمانية المختصة تمسكها بـ »الطعن في شرعية الزواج » و شككت في « صحة ادعاء السيدة الالمانية بحب حقيقي نشأ بين عجوز في العقد التاسع من العمر بشاب في مقتبل العمر » ، و اعتبرت السلطات الالمانية ان عقد القران قد تم لسبب واحد وهو  » ايجاد مبرر قانوني لمنح حق الاقامة في المانيا لشاب عربي عجز عن الحصول عليه باي وسيلة اخرى

« .

 

ورفعت ايجوني مؤخرا قضية عدلية  ضد القرار الرسمي الالماني بشان رفض زواجها من الشاب التونسي ، وتنظر محكمة مدينة برلين في القضية في الايام القليلة القادمة من الشهر الحالي (جانفي 2006

).

 

ووفقا لتصريحاتها لمجلة « دير شبيغل  » ، فان الطاعنة في السن ايجوني ، كانت قد تعرفت على التونسي خميس الكنزاري لاول مرة عام 2002  في رحلة سياحية الى تونس ، عندما كان هو  يقوم بخدمتها بصفته نادلا بمطعم سياحي في مدينة الحمامات / 60 كلم جنوب العاصمة التونسية / ،

 

واضافت في مقابلتها مع « دير شبيغل » في شقتها بالمانيا ، ان « زوجها » التونسي ، انما « احبها فعلا منذ الوهلة الاولى » لانه « وجدها جميلة »، وقد الح في طلب الزواج منها وانها « لم تستجب للطلب الا بعد التاكد مليا من صدق المشاعر التي قادته الى هذا الطلب

« .

 

وتم عقد قران ايجوني وخميس بحضور شاهدين فقط فضلا عن موظف مصالح التزويج الذي يحق له ابرام عقد القران . ومنذ ذلك الحين وهي تطالب السلطات الالمانية بتشريع زواجها من « حبيبها »، و بالتالي السماح له بالاقامة معها في المانيا لانها مصابة بمرض مزمن في القلب يمنعها من

السفر في كل الاحوال الى تونس لممارسة « حياتها الزوجية مع زوجها » . و كانت ايجوني تتحدث مع  » دير شبيغل  » مباشرة بعد عودتها لتوها من تونس حيث زارت  » زوجها  » قبل موفى العام .

 

وحسب احصاءات نقلتها مجلة  » الوسط  » البحرينية عن مصادر المانية ، فان 60 الف زيجة تتم سنويا بين مواطنين المان واجانب ، من بينها ما لا يقل عن 3 الاف زيجة تعتبر زيجات عارضة أي انها تعقد اساسا من اجل حصول الطرف الاجنبي فيها على حق الاقامة بالمانيا فقط وليس بهدف

الزواج نفسه .

 

وقالت  » دير شبيغل  » ان المانيا تعج بظاهرة الزيجات « المشكوك فيها » بين اهل البلد والاجانب، وان عددا كبيرا منها يتم مقابل مبالغ مالية يمنحها الطرف الاجنبي للالماني بهدف تحصيل وثيقة الزواج التي تعد تاشيرة العبور للاجنبي لتحصيل الاقامة القانونية ، واكدت الصحفية

ان المبالغ المعروضة في مثل هذه الحالت تصل الى 10 الاف يورو للزيجة الواحدة ، فيما تتم الزيجات التي من هذا النوع.

 

وحسب « دير شبيغل »، فإن هناك حالات من الزيجات « الصورية » تتم بالمجان حيث يمنح بعض الالمان لبعض الاجانب توقيعاتهم على وثيقة الزواج دون مقابل وذلك  » شعورا منهم بالرافة  » على عدد من الاجانب من ذوي الاوضاع المادية والاجتماعية الصعبة بهدف مساعدتهم على بدء حياة جديدة في المانيا  » بعيدا عن سوء الاوضاع ببلدانهم الاصلية

 » .

 

وتنتشر في تونس منذ سنوات ظاهرة الشباب الحالم بالهجرة تحت شعار « مهما كان الثمن » الى اوروبا عموما و الى المانيا وفرنسا وايطاليا على وجه الخصوص ، وذلك حلما بالشغل ذي المردودية العالية بعد الارتفاع الكبير الذي سجلته نسب البطالة في  في تونس في السنوات الخمسة عشرة الاخيرة

.

 

ونظرا لصعوبة تمكن الشباب الحالم بالهجرة الى هذه البلدان من التاشيرة حيث صار الحصول عليها « شبه مستحيل »  في السنوات الخيرة في ظل السياسات الاوروبية الجديدة، فقد اصبح هناك طريقان يتخذهما الشباب التونسي العاطل الحالم بالسفر في السنوات الاخيرة ، فاما امتطاء ما يعرف بـ »مراكب الموت »  عبر البحر اابيض المتوسط لتحقيق الهجرة السرية الى اوروبا عن طريق سواحل جزيرة لمبادوزا الايطالية

.

 

 

واما ملازمة الفضاءات السياحية بمدن مثل الحمامات، او سوسة (130 كلم جنوب العاصمة ) ، أو بنزرت (60 كلم شمال العاصمة)، او جزيرة جربة (400كلم جنوب العاصمة)، من اجل استمالة الطاعنات في السن من السائحات الاوروبيات للزواج منهن مما يسمح لهم بالحصول على حق الاقامة ببلدان « زوجاتهم« .

 

(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 2 جانفي 2006)

 

لماذا يرتمي في أحضان جدته؟

ارحموا شباب تونس

 

مرسل الكسيبي (*)

reporteur2005@yahoo.de

 

لم يحصل لي الشرف وأنا الذي تشرفت بمخالطة الألمان ومقاسمتهم رغيف الخبز منذ عقد ونيف أن رأيت من هذا الشعب العريق والمعتد بأصوله وتفوقه العلمي والتقني عموما حرجا  أو قلقا من وجود مقيمين أجانب على أراضيه يحترمون القانون ويتعايشون معه في كنف الأمن والطمأنينة,ولكن الذي حصل صراحة هو ان التوظيف الاعلامي المغرض لجملة من الأحداث الاجرامية الأليمة والتي كانت أمريكا الدولة الأعظم مسرحا لها أو بعض دول الجوار الأوربي هو الذي دفع بكثير من الدوائر الاعلامية أو السياسية لتسليط الأضواء على حياة حوالي ثلاثة ملايين ونصف على الأقل من المسلمين يعيشون فوق أرضه وبين حدوده

 

لم يكن الزواج المختلط بين ألمان وعرب ومسلمين يثير على الاطلاق حفيظة أبناء هذا المجتمع ,ولعل ماتناقلته بعض وسائل الاعلام التونسية الرسمية أو المعارضة من قصة زواج نادر الحصول الم أقل لم يحدث فيما سبق لي من علم منذ ان عايشت حياة أهل هذه البلاد الأصليين ,كان صراحة من باب الرغبة في الاثارة الاعلامية التي يقصد منها الترويج للصحف الرسمية الكاسدة في سوق اشتدت فيه المنافسة اللاأخلاقية في زمن مزاحمة الفضائيات وشبكة الانترنيت وغياب حرية الاعلام الجادة

 

الحديث عن شاب تونسي في أواسط العقد الثاني أراد الاقتران مع عجوز ألمانية بلغت من العمر الثلاثة وثمانين سنة ,لا أظنه حدثا يثير اهتمام الألمان وهو ليس بخبر يمكن أن يتصدر اطلاقا صحفهم الجادة ,وباستثناء صحيفة واحدة تنتمي الى عالم صحافة الاثارة وهي صحيفة البيلد تسايتونغ فان بقية الصحف التي عرفت بسمعتها العالمية لايمكن أن تجعل من هذا الخبر موضوعا رئيسيا يتطرق اليه اعلامها

 

ولايغيب عني وأنا أتحدث عن الصحافة الألمانية والاعلام المتطور في متابعة الخبر السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي ورصده وتحليله في كثير من الموضوعية ,أن أنوه الى أن الخريطة السياسية عموما وفيما عدى الحزب الديمقراطي المسيحي لايمكن أن تجعل من هذه القصة الاجتماعية النادرة جدا حدثا ترتكز عليه في موضوع اسناد الاقامات أو رخص الضيافة,اذ أن السياسة في ألمانيا هذا البلد العملاق تحدد معالمها توازنات دولية استراتيجية ومراكز بحوث متخصصة ورأي عام يأخذ بعين الاعتبار عند الاستحقاقات الانتخابية الكبرى

 

وبناء عليه أعود بالموضوع لأحلله في سياق دلالاته الاجتماعية والسياسية التونسية حيث يكمن الخلل فيمن ضخم الحدث وأراد أن يجعل منه مربطا للفرسان

 

أولا هناك دلالة اجتماعية واقتصادية واضحة لمثل هذا الخبر ,حيث أن تفشي ظاهرة الفقر والحاجة والخصاصة والعطالة وضيق الأفق الاجتماعي هو الذي يدفع شباب تونس الى التسكع على شواطئ تونس قصد التعلق بأي امراة أوربية تحمله الى الضفة الأخرى من المتوسط

 

تعلق شباب تونس بأهداب الأوربيات في المراقص والفنادق والحانات هو ادانة للسياسات الاجتماعية والاقتصادية التي أقدمت عليها السلطة منذ زمن طويل , ومثل هذه السياسات أدت بشباب تونس الى الاقبال على زوارق وقوارب الموت ,وما قبورهم التي تعد بالمئات والالاف في جزيرة لامبدوزا الايطالية الا خير شاهد على ذلك

 

اليوم وقد شهد موضوع الهجرة السرية تنسيقا أمنيا مشتركا بين ضفتي المتوسط لم يعد أمام شباب المنطقة التي تعثرت سياساتها الاجتماعية والاقتصادية ,الا أن يتعلق باهداب الحلول البديلة حتى ولو كانت من قبيل المحرمات الأخلاقية والاجتماعية كحال صاحبنا المسكين والذي شهر به حتى أخاله لعن اليوم والمكان والزمان الذي عرف فيه هذه الألمانية

ثانيا ان تضخيم هذه الأحداث وجعلها مفتاحا لترويج الصحافة البائرة ,من شأنه أن يكشف عمق أزمة الاعلام في أوساطنا التونسية ,وانني أهيب بهذه الأقلام التي تصدت للموضوع في انتهازية غير مقبولة ومحمودة ,أن تجرئ أقلامها وأذهانها على التعاطي مع الأسباب الحقيقية لمثل هذه الظواهر الشاذة والتي لايقاس عليها ,اذ أنه لو كان الوطن فسيحا لمواطنيه وموفرا لحاجاتهم الأساسية وملبيا لطموحاتهم المشروعة لما أقدم هذا الشاب أو غيره من شباب  تونس على أن يرمي بنفسه في أحضان المذلة والمهانة أو أقول أحيانا في أحضان مستقبل مجهول العواقب والمناكب

 

ان التعاطي الاعلامي مع القضايا الاجتماعية الحساسة لابد أن يلامس أعماق المكبوت السياسي والاعلامي والثقافي والنفسي ,حيث يسود المواطن شعور باليأس والاكتئاب والهزيمة لا تجد له جوابا الا في كثير من الظواهر الاجتماعية الشاذة

 

وعلى هذا فلنقس ظواهر انتشار تعاطي المخدرات والاقبال على الكحوليات وتفشي ظاهرة السرقة والجريمة والاغتصاب والرذيلة في صفوف القاصرات,حيث لم يتعد دور اعلامنا مستوى الاخبار والتشهير والاثارة قصد ترفيع حجم المبيعات

 

أما عن الحلول العميقة والتي تقدم بلسما لجراحات هذا الشباب المحبط واليائس فلا مجال للحديث عنها,ولعل ماتقدمه قناة تونس سبعة بهذا الصدد ظل مبتورا ومنقوصا لأنه لم يلامس المكبوت الجنسي والسياسي والديني في واقع مجتمعنا التونسي ,حيث اقتصرت ندوات « المنظار » أو برنامج « قضايا ومجتمع » على تقديم الرؤى النفسية وعلم الاجتماعية دون أن يعطى للفضيلة والأخلاق والدين السمح ورجال السياسة المسؤولين عن هذه الظواهر بطريقة أو بأخرى مساحة لمعالجة هذه القضايا في بعدها التربوي والأخلاقي والاقتصادي والثقافي العميق ,واذا حصل واستدعي لذلك رجال سياسة او أنصافهم أو أشباههم فان المناقشة تتحول الى فولكلور يهمش قضايا الوطن الحقيقية

 

وعندئذ لم يبق لي الا أن أصرخ ومن ورائي مثل هذا الشاب وكل شباب تونس الذين تقطعت بهم السبل بعد أن ضاق عليهم الوطن بما رحب :ارحموا شباب تونس ,ارحموا شباب تونس ,ارحموا شباب تونس وكفى متاجرة بماسي الاخرين وقدموا حلولا جذرية وعملية للعاطلين والمحرومين والبالغين واليائسين وكل ابن سبيل لم ير في أرضه ووطنه مراغما وسعة

 

(*) اعلامي وكاتب مستقل

 

(المصدر: قائمة مراسلات 18 أكتوبر بتاريخ 3 جانفي 2006)


« 

ما تقولوش الفاضل مات

 »

تمر اليوم الذكرى 22 على إغتيال « شهيد الخبزة », الرفيق الفاضل ساسي،

تحية عطرة لروحه الزكية

إلى أصدقائه أهدي هذا القصيد لأحمد فؤاد نجم

 

القارئ المثابر

تونيزين

3 جانفي 2006

 

رساله رقم

1

 

كل ما تهل البشاير

من يناير كل عام

يدخل النور الزنازن

يطرد الخوف

والظلام

يا نسيم السجن ميل

ع الشجر وارمي السلام

زهر النوار

وعشش فى الزنازين

.. الحمام

من سكون السجن

صوتي

نبض قلبي

من تابوتي

بيقولولك يا حبيبتي

كلمتي

من بطن حوتي

سلمى لي ع الحبايب

يا حبيبتي

سلمى لي

كل حب

وله نصيبه من سلامي

بلغي لي

احضنى العالم عشاني

بين عيونك

وابعتى لي

نظره

منها اشوف حبايبي

واشفي قلبي

واساليلي

كل عالم فى بلدنا

كل برج وكل مادنة

كل صاحب من صحابنا

كل عيل من ولادنا

حد فيهم شاف علامه

من علامات القيامه

قبل ما تهل البشاير

يوم تمنتاشر يناير

لما قامت مصر قومه

بعد ما ظنوها

نومه

تلعن الجوع والمذله

والمظالم

والحكومه ؟

سلمى لي ع الولاد السمر

خضر العمر

فى عموم الحواري

سلمي لي ع البنات

المخطوبين فى المهد

لسرير الجواري

واساليلي بالعتاب

كل قاري فى الكتاب

حد فيهم

كان يصدق

بعد جهل

بعد موت

ان حس الشعب يسبق

واي صوت

هى دي مصر العظيمه

ياحبيبتي

هى مصر

اللي فضلتى ف هواها

عشنا

على الف قصر

هى دي يا عزة

مصر

معتقل طره

/ يناير 1977


زوبعة في فنجان الكرة التونسية

الحكم التونسي قيراط يعتزل التحكيم بعد تلقيه تهديدات بالقتل

تونس- قدس برس

 

أعلن الحكم الدولي التونسي هشام قيراط اعتزال التحكيم فورا، بعد تلقيه تهديدات جدية بالقتل.وكان الحكم يستعد لإدارة مباراة كرة القدم بين فريق حلق الوادي والكرم، ضواحي العاصمة التونسية، وفريق قوافل قفصة في الجنوب الغربي للبلاد، ولكنه تلقى مكالمات هاتفية تهدده بالقتل، إذا تحول إلى مدينة قفصة لإدارة المباراة، التي كانت مقررة يوم الأحد الماضي.

 

وفوجئ الجمهور الرياضي والإعلاميون بتغيير مفاجئ في خطط الحكام، إذ استبدل الحكم هشام قيراط بالحكم مكرم اللقام، وسرت شائعات عديدة حول سبب تغيبه، حتى كشف بنفسه السر، معبرا عن المرارة التي رافقت قرار الاعتزال، الذي قال إنه قرار لا رجعة فيه، بسبب تدهور وضع التحكيم التونسي، كما قال.

 

تهديد ووعيد

 

وأثارت الحادثة زوبعة كبيرة في الساحة الرياضية التونسية، لأنها تحدث لأول مرة، كما أنها جاءت بعد اتهامات عديدة لحكام معروفين بتلقي رشاوى كبيرة مقابل التلاعب في إدارتهم لبعض المباريات في كرة القدم.

 

وقال الحكم قيراط « لقد قضيت 22 سنة في ميدان التحكيم، وما كنت أتصور يوما أن يحدث لي، بسبب التحكيم، ما حدث في الآونة الأخيرة، حيث تلقيت على هاتفي الجوال ست مكالمات تضمنت ألفاظا نابية مشحونة بعبارات السبّ والشتم، وتحولت بعد ذلك إلى تهديدات صريحة بالقتل ».

 

وأضاف « نعم لقد هددوني بالقتل أمام الملعب، إن أنا نفذت تعيينات الجامعة، وتحولت إلى قفصة لإدارة لقاء القوافل ونجم حلق الوادي والكرم.. لقد سارعت إلى الاتصال برئيس الجامعة التونسية لكرة القدم حمودة بن عمار، ورئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم علي بن ناصر، فأمروني بالعدول عن الذهاب إلى قفصة، وطلبوا مني التحوّل إلى جربة لإدارة لقاء آخر ».

 

قرار نهائي

 

وأضاف الحكم أنه اتخذ قرار لا رجعة فيه باعتزال التحكيم نهائيا، معلقا على ذلك بالقول « وهل ما زال حكم مثلي قضى ثماني سنوات كاملة كحكم دولي، وأدار 72 مقابلة دولية بالتمام والكمال، يسمح لنفسه بأن يُواصل التحكيم في بطولة بلغت فيها الأمور إلى درجة التهديد بالقتل؟… ».

 

يذكر أن ملف التحكيم التونسي يشهد انتقادات كبيرة، كما تشهد مباريات كرة القدم بين الحين والآخر أحداث عنف خطيرة، انجر عنها في مناسبات عديدة تسجيل أضرار مادية وبشرية هائلة.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 2 جانفي 2006)


 

خـاص…قصة ملاكم تونسي من المجد والشهرة… الى التورط في جريمة قتل:

هكذا «تبخّرت» الزوجة والبنت… وانتهت الرحلة بين الزنزانة وأروقة المستشفى

 

* تونس ـ الشروق :

 

لم يكن بطل تونس في الملاكمة يعتقد ان تكون نهاية مسيرته النجومية بحجم التراجيديا الاغريقية وبعض تفاصيلها… فالرجل انتقل من الرفع على الأعناق الى الجلوس القرفصاء في زاوية من زوايا زنزانته بسجن تونس المدني لاتهامه بالمشاركة في قتل نفس بشرية، لكن الحكاية لم تبدأ من هنا.

أخذت البطولات الشاب اليافع الى «متاهات» النجومية وأصبح يُرفع على الاعناق حتى عانق بطولة تونس في الملاكمة ولعب مع أكبر وأشهر فرق العاصمة… ورفع راية البلاد في أكثر من مناسبة دولية، الى ان بلغ مراحل متطورة من حياته الاجتماعية والمادية فانتقل من العيش في تفاصيل أحد الأحياء الشعبية الواقعة غرب تونس الى أبرز النزل والمحلات الايطالية وأفخمها وواصل مسيرته البطولية، وانفرجت أمامه الأبواب وأصبح من أصحاب السيارات الفاخرة والمال الكثير.. وحقق جزءا هاما مما كان يطمح فيه ولم يطمح ولم يبق أمامه غير ما نسميه بنصف الدين.. انها المرأة.. او العائلة.

 

النصف الآخر

 

عاد الشاب البطل الى تونس بحثا عن هذا النصف وكانت كل الأعين تنظر اليه اعجابا او «حسدا». وتعرّف على فتاة قرّر الزواج منها… وأقيمت الأفراح وتجمع الأحباب والأصدقاء والأقارب.. وزفّ البطل الى زوجته، ثم حلّق في الجو الى روما… التي تؤدي الى كل الطرق!! واختار احدى المدن الايطالية، حيث أقام مع زوجته.. وكان كل شيء يوحي بالاستقرار والحب الى أن أثمرت هذه العلاقة بنية.

بعد ولادة البنت ولدت علاقة جديدة وبدأ التوتر يتسرّب الى هذه العائلة الصغيرة وانطلقت الهزات فاستغلت الزوجة غياب الزوج أحيانا عن المنزل او انشغاله بتمارينه وعمله. فتحول العديد من المبالغ المالية لفائدتها الشخصية، كما كانت تتعمّد تبذير المال تذيرا وتواصل هذا السلوك لفترة زمنية طويلة نسبيا.. حتى أفلس الزوج ودخل مرحلة الصعوبات المادية.. عندها تخلت عنه زوجته التي كافأته بالتسلل تحت جنح الظلام والفرار بالبنت ثم الضياع بين تفاصيل ومتاهات روما لتتركه وحيدا شريدا لا زاد له غير برد المدينة وبعض الذكرى والأحلام المنهارة… بحث عن ابنته وزوجته حتى أصابه العياء وتلبسه اليأس.. فحنّ الى صدر الأم وخبز الأم وقهوتها… فأخذ متاعه وعاد الى البلاد، حيث استقر بالحي الشعبي الذي انطلق منه… ومن فرط الألم والحسرة مرض واشتد به الألم النفسي حتى أودع مستشفى الأمراض النفسية والعصبية وظل هناك مدة من الزمن قبل ان يغادره ويستقر ثانية بمنزل والديه.

 

المأساة والجريمة

 

تبدّل سلوك هذا الشاب الذي لم يتجاوز العقد الرابع من عمره وأصبح ميالا أكثر للانطواء والعزلة وتغيّر تغييرا جذريا فانقطع عن الرياضة وأدمن المسكرات وبلغ حالة من الضعف والوهن اضافة الى المرض والألم والذكرى الحزينة والادمان على التدخين…

يوم الواقعة، كان البطل السابق جالسا بإحدى زوايا بيته النائي عن المنزل وكانت الساعة ليلا.. قبل ان يتقدم منه شخص من متساكني نفس الحي غرب العاصمة وتبادلا الحديث الا ان أحكام الصدفة تحضر أحيانا، اذ اختلفا حول أمر ما فتولى الزائر استفزاز الملاكم السابق فتطور هذا الاختلاف الى خلاف تبادلا أثناءه الشتائم حسب الرواية الواردة بملفات القضية فإنه أثناء هذه الفوضى الكلامية والصراخ كان صهر الملاكم وهو المتهم لاحقا مارا من المكان فحاول فض النزاع لتبدأ معركة جلبت الاهتمام والانظار وكان أثناء ذلك أحد الشبان من نفس الحي يبدو ان له أغراضا شخصية سابقة مع «الزائر» وهو الهالك لاحقا، فتقدم منه وصفعه بعدد من الصفعات ثم تبادلا العنف الى ان أخذ الشاب الاخير منفضة سجائر من الحجم الكبير وأصاب بها غريمه على مستوى الرأس فأغمي عليه قبل ان يقع نزع فتيل المعركة ثم ينقل المصاب الى منزله.. وقد نشبت معركة أخرى بعد ذلك اذ جاء أصدقاء المتضرر وقاموا بالاعتداء على من حضر بمكان الواقع الى ان فضت المسألة مؤقتا وتوجه كل الى منزله.

بعد أيام قليلة تعكرت صحة المصاب فنقل الى أحد مستشفيات العاصمة حيث احتفظ به تحت العناية الطبية المركزة وكانت الصدمة قوية عندما صعق الجميع بنبأ وفاته.

 

الملهاة والسجن

 

أبلغت النيابة العمومية بالموضوع وتم الاذن بالتحقيق في القضية فانطلقت التحريات وتمكن أعوان الامن من القاء القبض على الملاكم وصهره والشاب الثالث وتم ايقافهم وايداعهم السجن المدني بتونس وتواصل الايقاف زهاء الثمانية أشهر قبل ان يطلق سراح الصهر واعتباره شاهد عيان في القضية ثم قرر قاضي التحقيق بالاعتماد على تقارير طبية الاذن بإيداع الملاكم بمستشفى الامراض النفسية والعصبية وأودع بأحد مستشفيات العاصمة حيث خضع للعلاج فيما تواصلت الاجراءات القانونية للقضية.

طعنت دائرة الاتهام في قرار قاضي التحقيق وقررت احالة الملاكم والشاب الآخر على الدائرة الجنائية لمقاضاتهما من أجل ارتكاب جريمة العنف الشديد الناجم عنه الموت حسب أحكام الفصل 208 من المجلة الجنائية والمشاركة في ذلك.

في أثناء ذلك أفرج المستشفى عن الملاكم بعد ان تحسنت حاله واستقرت صحته واستجاب للعلاج، وقد وجهت النيابة العمومية استدعاء للمتهم الى المستشفى الا ان ذلك لم يتم لعدم البلوغ في الوقت الذي كان فيه المتهم خارج السجن وخارج المستشفى.

 

هزّات ارتجاجية

 

انتصبت المحكمة في جلسة جنائية وقررت ادانة المتهمين وسجنهما من اجل ما نسب اليهما لمدة سبع سنوات وقد قضي في شأن المتهم الاول بالنفاذ العاجل فيما صدر الحكم على المتهم الثاني وهو الملاكم غيابيا.

بعد مدة تم ابلاغه بأن حكما قضائيا يقضي بسجنه قد صدر ضده غيابيا لذلك كلّف محاميا وقام بالاعتراض على هذا الحكم لدى الدائرة الجنائية الثالثة بالمحكمة الابتدائية بتونس وطلب المحامي بعد قبول مطلب الاعتراض الذي تقدم به عرض منوّبه على الفحص الطبي من قبل لجنة طبية مختصة للنظر في مدى تحمّله المسؤولية الجزائية خاصة وان قاضي التحقيق اتجه هذه الوجهة فيما رفضت ذلك دائرة الاتهام ومحكمة الحكم المعترض عليه.

الدائرة الجنائية الثالثة رأت عرض المتهم على الفحص الطبي فيما لا تزال نتيجة الاختبار لم تصدر بعد ومن المنتظر أن تنظر المحكمة في باقي أطوار القضية خلال أحد الأيام القليلة المقبلة، لتتواصل الهزات الارتدادية لزلزال مآسي أحداث روما فهل ستقضي المحكمة بالادانة والسجن من جديد أم أنها ستبرّئ شابا تصدّعت ذاكرته حتى كأننا به أحد أبطال أثينا القديمة أرادت له الأقدار ان يكون مختلفا سيرة ومسيرة فسريرة وصيرورة.

 

* منجي الخضراوي

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 3 جانفي 2006)

 


بانوراما ثقافة وفنون عام 2005 (تونس):

 

فعاليات عربية ودولية أبرزها القمة الدولية لمجتمع المعلومات .. وبناية جديدة لدار الكتب الوطنية .. ومؤتمر حاسم لاتحاد الكتاب .. ودورة استثنائية لايام قرطاج المسرحية .. ورحيل العروسي المطوي .. وحصول عز الدين المدني على جائزة العويس.

 

تونس ـ القدس العربي ـ من شمس الدين العوني

 

شهدت سنة 2005 في تونس، عددا من الفعاليات والاحداث والتظاهرات الثقافية التي اتصلت بشتي الاصناف الابداعية في الداب والمسرح والسينما والموسيقي وبقية الفنون، كما عرفت رحيل عدد من المبدعين منهم بالخصوص شيخ الادباء محمد العروي المطوي والمسرحي علي مصباح والفنان التشكيلي الكبير فوزي الشتيوي.

 

الحدث الابرز هو انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مرحلته الثانية بعد جنيف بتونس حيث حضر عدد من قادة العالم والمهتمين بشأن المعلومة والفجوة الرقمية وعلي رأسهم كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة.

 

الحدث الاخر علي النطاق الوطني هو انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب التونسيين الذين جاء بعد سنوات من التجاذبات والاحتجاجات في اوساط الادباء تجاه قرارات الهيئة المريرة بخصوص تأجيل المؤتمر وانحسار دور الكاتب في المجتمع فضلا عن تقلص فعاليات هذا الهيكل الثقافي الذي بعث في التسعينات، ولكنه حاد عن برامجه وشهد انسحاب عدد من الكتاب واستقالات جماعية متتالية بعد عريضة ضمت مطالب لقيادة الاتحاد بمراجعة قراراتها شارك فيها 102 من الكتاب خصوصا بعد طرد عدد من الاعضاء، ولعل هذه الاحداث التي شهدتها فترة الميداني بن صالح رئيس الاتحاد قد عمقت ازمة الاتحاد الامر الذي خيم علي اشغال المؤتمر الاخير المنعقد مؤخرا والذي تمخض عن هيئة مديرة برئاسة الروائي وعضو البرلمان صلاح الدين بوجاه كما اوصي المؤتمرون بمراجعة قوانين الاتحاد واستعادة دور الكاتب في محيطه الاجتماعي فضلا عن الاقرار بتخطي الازمة والانطلاق مجددا نحو آفاق اخري ضمن مشروع للتجاوز والمصالحة.

 

وقد حسم المؤتمر قضايا عالقة منها المشاكل التي ادت الي طرد الكتاب والاستقالات ففي بداية الاشغال، أقر المؤتمرون عودة المطرودين والمستقيلين للاتحاد معززين مكرمين وهو اقرار آخر بأزمة الاتحاد التي انجزت عن فردانية التسيير والتأثير التي طبعت مرحلة الاتحاد مع الميداني.

 

وقد خرج المؤتمرون برغبة في التجاوز والإصلاح والمصالحة وهو ما عبر عنه الدكتور محمد العزيز بن عاشور وزير الثقافة والمحافظة علي التراث في كلمته لدي اشرافه علي المؤتمر السادس عشر لاتحاد الكتاب التونسيين الذي رأي أهمية الانطلاق نحو مرحلة اخري فيها الكثير من الود والابداع بين الادباء ضمن مصالحة ترتقي بأداء الاتحاد مبديا استعداد الوزارة لدعم الاتحاد ضمن شراكة ثقافية في مختلف الجهات والفعاليات حتي يستعيد الاتحاد حيويته ويخرج من طوره القديم الي اطوار اخري ضمن العطاء الثقافي والادبي التونسي، وقد حضر الدكتور علي عقلة عرسان الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العرب هذا المؤتمر كضيف شرف فيما ترأس الاشغال الدكتور حسين فنطر.

 

وقد شهدت الهيئة الجديدة خروج كل من سوف عبيد وعثمان بن طالب والشويلي بو جمعة وانضمام اصوات اخري منها خالد الغريبي ومنصور مهني وعبد الله مالك القاسمي بالاضافة الي الشاعر عبد السلام لصيلع الذي أيده الكثيرون لانه ساهم في حركة الاحتجاج منذ سنتين ضد قرارات الميداني، كما كان من بين الموقعين علي العريضة الشهيرة التي مثلت 102 من الكتاب في وقوفها ضد قرارات تأجيل المؤتمر.

 

من ناحية اخري، وفي المجال المسرحي، مثلت ايام قرطاج المسرحية منعرجا اخر في سياق هذه التظاهرة من حيث حضور عدد من الاعمال التجريبية الجديدة من بلدان عربية واوروبية كما تطرقت ندوة المجالس لموضوع الانفتاح بمعني انفتاح المسرح كفعل ابداعي علي غيره من الفنون، وهو ما اثار جملة من الآراء والتساؤلات حول بعض الاعمال المقدمة ومنها عرض بخّارة للسعد بن عبد الله الذي رآه البعض عملا كوريغرافيا صرفا كما تحدث بول شاوول عن مسألة غياب النص في بعض الاعمال وبين ان هذا يحيل الي مصادرة المعني باعتبار ان النص اساسي في العمل المسرحي. وقد حجبت من هذه الدورة فقرة الجوائز وفق رؤية لهذه الهيئة تقول بأن الاهمية تكمن في الابداع والالتقاء وليس في الجوائز فكل المجهودات تستحق التتويج وقاطع عدد من الفنانين هذه الفعاليات منهم الفاضل الجعايبي. وعموما يمكن تسمية هذه الدورة بدورة الجدل والاختلاف وهذا مهم في قطاع حيوي مثل المسرح وخصوصا في تعدد الرؤي والتجارب المسرحية التونسية الحديثة.

 

وفي المسرح، نسجل عددا من الاعمال الجديدة منها مسرحية الكرنفال لحمادي المزي اضافة الي ومن العشق ما قتل لمحمد العوني و أهل الهوي لعبد الوهاب الجميلي و هيروسترات للمنصف السويسي فضلا عن عروض دولية لمسرحية جنون بكوريا واليابان وبروز نجم المسرحي محمد علي بن جمعة الذي عرف ببطولة مسرحية جنون منذ سنتين فضلا عن مشاركاته في اعمال اخري درامية وتلفزية وسينمائية.

 

في المجال الموسيقي عرفت الساحة الموسيقية والغنائية في تونس نشاطا اخر مهما برز مع اعمال جديدة للفنان الكبير لطفي بوشناق ضمن اشعاعه العربي والدولي كما شهدت فعاليات مهرجان الاغنية التونسية جدلا اخر بخصوص واقع الاغنية التونسية وآفاقها من خلال هذا البروز للموجة الجديدة للاغنية السريعة والمصورة امام تراكم موسيقي مهم اسس له رواد منهم الهادي الحويني وصليحة ويوسف التميمي والصادق ثريا. وادارت هذه الدورة الفنانة القديرة والمبدعة سنيا مبارك التي سعت الي بعث نفس جديد للمهرجان الذي ما زال يبحث عن خصوصياته وقد توج خلاله الفنان مقداد السهيلي عبر تقديمه لعمل موسيقي فرجوي ضمن مسابقة الاعمال المتكاملة.

 

وفي مساكن بالساحل التونسي اثارت ندوة المهرجان الموسيقي مسألة الموسيقي التونسية حيث شارك عدد من الاكاديميين والنقاد في هذا المهرجان الذي يحمل اسم الموسيقار الشاذلي انور ملحن رائعة بني وطني التي عرفت بها المطربة الراحلة علية، وفي الساحة الموسيقية واصل الفنان الطربي نور الدين بن عائشة عروضه الناجحة التي سعي من خلالها الي ابراز العمق الفني والطربي لاعمال فنية خالدة تونسيا وعربيا وكان عرضه الخاص بمهرجان قرطاج في قصر العبدلية مميزا.

 

في السينما، برزت اعمال سينمائية جديدة منها اللمبارة لعلي العبيدي و خشخاص لسلمي بكار كما نظمت دار الثقافة المغاربية ابن خلدون اسبوعا للسينما الايرانية شهد اقبالا خاصا من قبل جمهور السينما وذلك للمكانة التي حازتها السينما الايرانية خصوصا بعد سنوات من تتويجها في مهرجان كان السينمائي العالمي. وفي قليبية، انطلقت دورة اخري من المهرحان الدولي للسينمائيين الهواة التي شهدت مشاركات واسعة عربية واوروبية كما تم تكريم السنيما الفلسطينية والعراقية.

 

معرض تونس الدولي للكتاب شهد مشاركة ناشرين عرب ومن دول اخري اوروبية واسيوية وافريقية كما انتظمت خلاله ندوة حول الكتاب والوسائط الرقمية كما شهد تظاهرات اخري تعني بكتاب الطفل والملتيميديا اضافة الي اللقاءات الادبية والشعرية.

 

وبخصوص الاصدارات الجديدة فقد تعددت بين الرواية والشعر والموسوعات منها تلك التي اصدرتها المنظمة العربية

للتربية والثقافة والعلوم حول الاعلام العربي والمسلمين في الادب والفكر وقد اقيمت بالعاصمة ندوة حول هذه الاصدارات التي ارادت من خلالها الالسكو ابراز التراث الحضاري العربي والاسلامي من خلال المعمار والتراث والفكر والفنون والاداب.

 

الحدث الاخر هو تدشين المقر الجديد لدار الكتب الوطنية بتونس من قبل رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي وذلك بحضور وزير الثقافة والمحافظة علي التراث الدكتور محمد العزيز بن عاشور، هذا المقر يتسع لعدد من القاعات الكبري وقاعات العرض وفضاءات لتعهد وصيانة الكتب والمخطوطات النادرة اضافة الي وحدات للاعلامية للمساعدة علي حفظ الكتب وترتيبها وتصنيفها. وتتسم البناية الجديدة بالروح المعمارية التونسية الاصيلة وتمثل دار الكتب هذه قبلة للباحثين والدارسين والمختصين التونسيين وغيرهم من البلدان العربية ومن بقية انحاء العالم، وهكذا يتسع المجال اكثر للعمل والبحث بعد ان كان المقر القديم بالاسواق التونسية العتيقة، يكاد يضيق بزائريه لمحدودية المساحة والوسائل ايضا.

 

المركز الثقافي التونسي في ليبيا أقام عددا من الفعاليات الادبية منها ندوة خاصة عن ادب البشير خريف كما نظم عددا من المعارض التشكيلية واللقاءات الشعرية ويدير هذا المركز الكاتب احمد السالمي.

 

الشاعر يوسف رزوقة ترجمت بعض اعماله الي اللغة الاسبانية كما انجز عملا ادبيا مشتركا مع الفرنسية شانتال موركريت وصدرت له دواوين شعرية بالفرنسية منها ابن العنكبوت .

 

الاديب عز الدين المدني حصل علي جائزة سلطان العويس لسنة 2005 وهو مسرحي وناقد وعرف بثورة الزنج والانسان الصفر ضمن منحي الادب التجريبي وهذه الجائزة مثلت اهم تكريم يحظي به كاتب تونسي منذ القرن الماضي نظرا للقيمة المعنوية والمادية للجائزة.

 

كما منحت جائزة البنك التونسي التي تحمل اسم ابي القاسم الشابي، للروائية الاردنية سميحة خريس وهي جائزة تمنح كل سنة لصنف ادبي ويشارك فيها كتاب عرب الي جانب التونسيين.

 

دار التوباد للشاعر خالد النجار تواصل اصداراتها ومنها كتب وترجمات حول ايتيل عدنان وهنري ميشو ولوران فسبار وسان جون باريس وذلك في طباعة انيقة واخراج جيد.

 

هذا الي جانب الاصدارات الاخري ومنها منشورات وكتب بين الشعر التي صدر ضمنها ترجمات مختارة من الشعر العالمي لحسونة المصباحي وديوان شعري ترجمه الهادي خليل لكاترين سيمون ستول، الشاعرة الفرنسية.

 

كما صدرت للشاعرة المميزة آمال موسي، مجموعتها الشعرية الثالثة بعنوان يؤنثني مرتين بالاضافة الي مشاركتها في عدد من الفعاليات الشعرية العربية والاوروبية.

 

في مهرجان الشعر العالمي بلودييف الفرنسية شاركت الشاعرة المبدعة نجاة العدواني صاحبة جذور لسمائي وغيره من الدواوين. كما صدر للشاعر حافظ محفوظ ديوان شعري جديد بعنوان مكعب الحكمة اضافة الي رواية فازت بجائزة المدينة بالحمامات. ومن جهته، انجز الشاعر الهادي الجزيري عملا فرجويا بعنوان طبيبي عديتو فيه تقاطعات جمالية بين الشعر والموسيقي والفن التشكيلي وعرض هذا العمل بعدد من الفضاءات الثقافية بمدن تونسية مختلفة.

 

الملتقيات الادبية تواصلت من خلال مهرجان بنزرت للشعر الحديث والمتلوي والجديد وقد حافظت هذه الفعاليات الادبية وغيرها علي جانبها الدراسي بخصوص الشعر، اضافة الي تلك الندوات التي تنظمها الكليات مثل كليتي منوبة وسوسة حيث حضر ادونيس في لقاء تكريمي للمفكر الطاهر لبيب، وفي سوسة حضر عدد من الشعراء العرب ندوة شعرية ضمن الايام الشعرية التي نظمتها كلية الاداب ونسقها الشاعر والناقد حاتم الفطناسي.

 

الروائي ظافر ناجي فاز بالكومار الذهبي وهي جائزة تمنحها مؤسسه اقتصادية مالية للرواية وذلك عن عمله الروائي حاجب المقام ، كما صدر للشاعر عبد السلام لصيلع ديوان شعري جديد بعنوان مطر علي قرطبة .

 

وتواصلت الاستعدادات حثيثة في الاوساط الثقافية للاحتفاء بابن خلدون سنة 2006 عبر عدد من الفعاليات الثقافية ويندرج ذلك ضمن اقرار هذا الحدث بمناسبة مرور 600 سنة علي وفاة هذا العلامة والمفكر صاحب المقدمة انطلاقا من قرار رئاسي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة لسنة 2005.

 

كما واصل وزير الثقافة والمحافظة علي التراث الدكتور محمد العزيز بن عاشور سلسلة لقاءاته بعدد من رجالات الثقافة والابداع والمنتمين لقطاعات ثقافية وفنية مختلفة قصد التشاور والاطلاع علي سير النشاطات واحتياجات هذه القطاعات والفعاليات الثقافية.

 

في المحرس، شهدت الدورة الاخيرة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية، حضور عدد من التشكيليين والنقاد والباحثين وذلك ضمن فعاليات تم التطرق خلالها وفي الندوة الخاصة الي موضوع سوق الفن، كما فقدت الساحة التشكيلية احد مبدعيها وهو الفنان فوزي الشيتوي الذي عرف بابداعاته التشكيلية عربيا وعالميا ومن ناحية اخري زار الامين العام للامم المتحدة ضمن حضوره قمة المعلومات، فضاء الفن التشكيلي المعروف برواق حديقة بضاحية فمرت كما تم بعث فضاءات اخري للعروض التشكيلية مثل البال آر بجهة المنزه.

 

وانتظمت دورة 2005 للمعرض السنوي للفنون التشكيلية بعدد من الفضاءات منها دار الثقافة ابن خلدون ومتحف قصر خير الدين والطاهر الحداد والبالماريوم.

 

وشهدت جزيرة الاحلام جربة اول مهرجان لها للفنون التشكيلية بحومة السوق بمشاركة رسامين عرب واجانب من اوروبا، كما احتضنت مدينة سوسة دورة جديدة من المهرجان المتوسطي للفنون التشكيلية انتظمت خلالها معارض في شتي الاجناس التشكيلية وندوة حول الفنون.

 

وفي سوسة اعلن الفنان التشكيلي الطيب بلحاج احمد عن بعث متحف خاص بالفن يضم مختلف اعماله في الرسم والنحت والخزف وفيه قاعة كبري للمعارض لمختلف الفنانين التشكيليين وقد تطلب الاعداد لهذا المتحف الكبير سنوات من العمل.

 

كما يعقد اتحاد الفنانين التشكيليين التي يديره الفنان سامي بن عامر، جلسته العامة لانتخاب مكتبه الجديد.

وفي دار الثقافة ابن خلدون، انتظمت فعاليات مختلفة منها سهرة الدراما التلفزيونية التي عالجت بالنقاش والحوار عددا من الاعمال الدرامية التي قدمتها فضائية تونس وقناة حنبعل الجديدة وقناة 21.

 

كما خصت مجلة الحياة الثقافية الاديب الراحل محمود المسعدي بعدد فيه حوار نادر اجراه معه رئيس تحريرها الروائي حسن بن عثمان وتواصل هذه المجلة اهتمامها بالاداب والفكر والثقافة التونسية والعربية من خلال ما تنشره كل شهر.

 

المهرجانات الصيفية عرفت عودة مهرجان قرطاج الي عاداته التي حبذها الجمهور وذلك بتخصيص سهراته وعبر فضاءات مختلفة للفنون والاداب وللطرب الاصيل وشكلت عودة الفنان رؤوف بن عمر اهمية في انقاذ هذا المهرجان الدولي العريق، ولكن هذا لم يمنع ـ رغم نجاح الدورة ـ من حدوث بعض الهنات خصوصا في ما قدمه الفاضل الجزيري في سهرة الافتتاح وكذلك سهرة لطيفة العرفاوي الا ان ادارة المهرجان قد عملت علي احداث نقلة في مستوي تنوع الفقرات، فكانت هناك عروض ناجحة مثل سهرة الفنانة باتريسياكاس وسهرة عدنان الشواشي ونور الدين بن عائشة وسهرة مارسال خليفة وامسية محمود درويش.

 

مهرجان الحمامات الدولي حافظ علي خصوصياته وكانت الدورة متميزة التقت فيها عروض مختلفة فيها المسرح والموسيقي والسينما.

 

مهرجان الجم الدولي للموسيقي السيمفونية وفي دورته العشرين، كرم مؤسسة محمد الناصر في ليلة خاصة اقامت فيها الفنانة العالمية باربارا هيدريكس عرضا فنيا رائعا حضره جمهور غصت به مدارج مسرح الجم الروماني كما افتتحت هذه الدورة بعرضها التقليدي لفرقة اوبرا فيينا لتتواصل العروض مع فرق موسيقية سمفونية من ايطاليا والمانيا وروسيا وغيرها.

 

هذا وتشهد مدينة دوز هذه الايام فعاليات مهرجانها الدولي للصحراء بحضور مبدعين عرب واجانب. هذا وقد اعلن وزير الثقافة عن مواصلة اشغال بناء مدينة الثقافة، هذا المركب الثقافي الكبير الذي انتظره المبدعون لسنوات. كما كرمت الوزارة عددا من المبدعين في مجالات الاعلام والثقافة والابداع بعد نخبة اخري تم تكريمها في اليوم الوطني للثقافة.

 

خلال هذه الفعاليات والاحداث الثقافية لسنة 2005، فقدت الساحة الادبية عددا من الادباء والشعراء نذكر منهم العروسي المطوي وعبد الحميد خريف وعبد الرحيم صمادح وسلوي الفندري.

 

ومن الاحداثات الجديدة التي تربط بالقطاعين الاعلامي والثقافي، اعلن الرئيس بن علي عن بعث اذاعة ثقافية تختص في بثها بالشأن الثقافي ومختلف اعتمالاته ونشاطاته وقضاياه. وقد استبشر المثقفون كثيرا بهذا المولود خصوصا وان القناة الرئيسية تونس 7، لا تخصص حيزا كبيرا للثقافة فأغلب البرامج الثقافية يشاهدها الناس بعد أو في حدود منتصف الليل علي غرار برنامج آدم فتحي الادبي وبرنامج خميس الخياطي السينمائي.

هذه ابرز ملامح الحصاد الثقافي في تونس لسنة نودعها آملين ان تكون سنة 2006 حافلة بالابداع ومباركة علي جميع المثقفين والمبدعين اينما كانوا.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 3 جانفي 2006)

 


 

الجزائر: ثلاثة قياديين في «الجماعة السلفية» يسلمون أنفسهم للاستفادة من تدابير المصالحة

الجزائر – محمد مقدم    

 

أفادت مصادر أمنية أن ثلاثة من أبرز قيادات تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سلموا أنفسهم إلى السلطات الأمنية بهدف الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وقال مصدر بارز لـ «الحياة»، مساء أمس، ان «قيادات الجماعة سلموا أنفسهم لقناعتهم بجدوى مسعى السلطات لإنهاء الأزمة الدامية». وكشف أن بين الذين سلموا انفسهم المكلف بالعلاقات الخارجية على مستوى القيادة الوطنية للتنظيم الذي كان على اتصال وثيق بـ «أمير منطقة الصحراء» مختار بن مختار (الأعور). وتعتقد السلطات بان الاخير أصبح خلال السنوات الأخيرة إحدى حلقات الصلة مع تنظيم «القاعدة».

 

كما تضم المجموعة المدعو «أبي عمر عبد البر» مسؤول في القيادة الوطنية للتنظيم، وهو كان تولى منصب «رئيس ديوان أمير الجماعة» سابقاً ومسؤول اللجنة الإعلامية. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع معلومات عن اعتقال السلطات لمسؤول بارز في تنظيم «القاعدة» مكلف تنسيق العمليات على مستوى افريقيا والمغرب العربي ومساعدين له خلال عمليات مداهمات ومراقبة للطرقات شرق العاصمة.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 3 جانفي 2006)


 

حجز محطة إرسال واستقبال إلكترونية وكميات من العملة الصعبة …

الجزائر: أنباء عن اعتقال «منسق القاعدة» في المغرب العربي

الجزائر – محمد مقدم     

 

أفادت مصادر إعلامية أن قوات الأمن الجزائرية اعتقلت ناشطين بارزين في تنظيم «القاعدة» خلال عملية دهم الأسبوع الماضي في منطقة شرق العاصمة. ولم ترد تأكيدات رسمية من السلطات الأمنية لهذه العملية التي جاءت بالتزامن مع لجوء «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى تنفيذ سلسلة اعتداءات وأعمال عنف.

 

ونقلت يومية «لوجون أنديبوندون» عن مصادر أمنية تأكيدها أن بين المعتقلين «أبو بلال الألباني» الذي يُعتقد أنه ممثل تنظيم «القاعدة» في منطقة إفريقيا والمغرب العربي، إضافة الى إثنين من مساعديه. ولم يتسن تأكيد أو نفي هذه المعلومات التي عادة ما تعلن عنها السلطات بعد فترة من حصولها.

 

وقال المصدر الإعلامي ذاته أن العملية التي قامت بها أجهزة الأمن أفضت أيضاً إلى حجز ملايين من العملة الصعبة (اليورو) ونحو بليوني دينار جزائري كانت مخبأة داخل سيارة، فضلاً عن محطة راديو للإرسال والاستقبال مجهزة بأحدث التقنيات الإلكترونية عُثر عليها في بيت مهجور قرب مرتفع جبلي في منطقة الأخضرية بولاية بومرداس (75 كلم شرق العاصمة). واضاف المصدر ان هذه المحطة كانت تُستعمل أيضاً على ما يبدو للتنصت على اتصالات أجهزة الأمن. وبحسب «لوجون أنديبوندون» فإن عملية اعتقاa مساعدي «أبو بلال الألباني» تمت على حاجز مراقبة نصبته قوات الأمن خلال انتقالهما على متن سيارة خاصة.

 

وباشرت قوات الأمن عمليات تمشيط واسعة قرب جبال بني عمران القريبة من موقع حجز معدات الناشطين المفترضين في تنظيم «القاعدة» في محاولة لمحاصرة الناشطين الجزائريين الذين كانوا يوفرون لهم الدعم والمساندة.

 

إلى ذلك، أصيب خمسة أفراد من الحرس البلدي بجروح متفاوتة الخطورة في كمين نصبته مجموعة مسلحة في منطقة «بني سردون» الواقعة بين بلديتي عين قشرة وأم الطوب غرب ولاية سكيكدة (550 كلم شرق). وذكرت مصادر محلية أن الاعتداء تم صباح الجمعة بواسطة قنبلة فُجّرت عندما كانت سيارة للحرس البلدي مارة في المكان، تتقدم دورية لأفراد الجيش، وتم إطلاق وابل من الرصاص على الدورية قبل أن يدخل الطرفان في اشتباك مسلح أجبر المسلحين على الفرار. وتمكن أفراد الجيش الجزائري من تطويق المكان. ونقل المصابون إلى المستشفى العسكري بديدوش مراد في ولاية قسنطينة (360 كلم شرق) بينما باشرت قوات الأمن المشتركة عملية تمشيط للمنطقة بحثاً عن المعتدين.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 3 جانفي 2006)


 

حزب إسلامي مغربي:

الحكومة تعاني أزمة هوية وتفتقر الى استراتيجية

 

الرباط – محمد الاشهب    

 

انتقد زعيم حزب «العدالة والتنمية» المغربي الدكتور سعد الدين العثماني أداء الحكومة، واصفاً إياها بأنها تفتقد الى الرؤية والاستراتيجية. وقال العثماني لدى رئاسته المجلس الوطني للحزب في نهاية الأسبوع الماضي ان الحكومة «تعاني من أزمة هوية سياسية واضحة وتفتقر الى رؤية عميقة واستراتيجية، ما انعكس على أدائها المتسم بالعجز». وخلص الى ان حكومة رئيس الوزراء ادريس جطو «فشلت في وضع البلاد على سكة الاصلاحات الكبرى التي تحتاجها»، في إشارة الى الآمال التي كانت معقودة على انجاز الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في مواجهة انتشار البطالة والعجز التجاري والمعضلات الاجتماعية.

 

وقال العثماني ان البلاد قطعت أشواطاً في تحسين سجل المغرب في حقوق الانسان، غير انها «ما زالت في حاجة الى المزيد لترسيخ التوجه الديموقراطي وتحصين دور المؤسسات وحمايتها من أي انزلاق أو ردة تعود بها الى الوراء»، مؤكداً ان هناك تراجعات تسجل بين الفينة والأخرى، ما فُهم انه موجه ضد التعاطي الأمني وتداعيات الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء (عام 2003) التي قادت الى اعتقال مئات الأشخاص جرى العفو عن بعضهم في وقت سابق. وانتقد الزعيم الحزبي التقارير الصادرة عن هيئة الانصاف والمصالحة التي عرضت الى انتهاكات حقوق الانسان خلال الفترة من بداية الاستقلال الى عام 1999 وكشفت وجود مقابر جماعية في أحداث القلاقل المدنية التي شهدتها البلاد، إضافة الى كشف مصير «مختفين». وقال في هذا الصدد ان الهيئة «لم تعط الأهمية الكافية للانتهاكات التي وقعت ما بين 1956 و1960» التي تميزت باحتدام الصراع على السلطة، لكنه دعا الى «تجاوز فترة الصراع على الحكم التي شكلت جوهر أزمة البلاد لعقدين من الزمن، وتأكيد الاجماع على أن التنافس يجب أن يكون في اطار احترام الثوابت التي تخص العقيدة ووحدة البلاد والملكية الدستورية».

 

أما الزعيم المؤسس لـ «العدالة والتنمية» الدكتور عبدالكريم الخطيب الذي اعتزل العمل السياسي، فدعا الى الدفاع عن فكرة الإمامة، وحض مناصري الحزب على التنسيق مع «حزب المواطنة» والانفتاح على الدول الافريقية، في اشارة الى بوادر تحالفات تسبق الاستحقاقات الاشتراعية لعام 2007، خصوصاً ان أصواتاً عدة انتقدت إمكان التحالف بين الاتحاد الاشتراكي و «العدالة والتنمية»، ما أثار جدلاً نظراً الى الفرق بين هوية الطرفين، أحدهما إسلامي والآخر اشتراكي. لكن زعيم «حزب المواطنة» رجل الأعمال عبدالرحمن الحجوجي قال ان «العدالة والتنمية» أصبح مؤهلاً لأن يتحمل المسؤولية بعد انتخابات 2007. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يشير فيها زعيم سياسي ليبرالي الى إمكان انتقال الحزب الاسلامي الى تحمل المسؤولية الحكومية. ومعلوم ان «العدالة والتنمية» كان مسانداً لحكومة رئيس الوزراء السابق الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي خلال سنواتها الأولى، قبل انتقال الحزب الإسلامي الى المعارضة.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 3 جانفي 2006)


 

فرنسا: المعارضة تقود حملة لالغاء قانون تمجيد محاسن الاستعمار ومؤرخون يرفضون تدريس تاريخ رسمي لفرنسا

باريس ـ القدس العربي ـ من شوقي أمين

 

مازال قانون 23 شباط/فبراير الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي وفيه مادة تمجد محاسن الاستعمار ، يلقي بظلاله علي الحياة السياسية الفرنسية اذ سارعت أحزاب المعارضة بقيادة الحزب الاشتراكي (أكبر قوة سياسية) الي القيام بحملة لجمع ألف توقيع من أجل الغاء المادة الرابعة من القانون المذكور، وهي المادة التي توصي بتدريس الدور الايجابي للاستعمار في منطقة شمال افريقيا ومنطقة ما وراء البحار.

 

في هذا السياق، بدت تلوح في الأفق فكرة تنظيم مظاهرات في كامل التراب الفرنسي تقودها مختلف الجمعيات والأطياف السياسية من أجل ابطال تلك المادة. وتعالت أصوات كثير من الشخصيات ذات الوزن والتأثير تنادي الرئيس شيراك بالتدخل شخصيا واستعمال كل الوسائل الدستورية المتاحة له لالغاء تلك المادة.

 

ومن بين المبادرين وزير الاقتصاد السابق وأحد الشخصيات المرشحة لرئاسة الجمهورية، دومينيك ستروس خان، الذي طلب من الرئيس جاك شيراك اعلان عدم العمل بتلك المادة خلال تقديمه التهاني بمناسبة السنة الجديدة كحد أقصي. ولكن شيراك تفادي في كلمته الحديث عن هذه القضية تاركا الأمر لرئيس حكومته الذي فيما يبدو يحاول ايجاد ثغرة قانونية يستغلها في ابطال القانون، وأيضا لتمكين اللجنة المتعددة الأطراف التي أنشأت باقتراح منه ويترأسها جون لويه دوبريه، رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، لتقديم تقريريها في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

في مقابل ذلك، تحرك حوالي 42 مؤرخا فرنسيا من أجل دق ناقوس الخطر في ما أسموه الاستعمال (في صيغة الجمع) العمومية للتاريخ .

 

واوضح المؤرخون في بيان طويل أن التاريخ يدرّس من منطلق علمي وقرائن دامغة، وليس من منطلقات ايديولوجية أو سياسية ، معلنين عن انشاء لجنة يقظة لمنع أي تداول مغرض للتاريخ و قطع الطريق أمام من يصطادون في المياه العكرة ويحاولون تلويث المعرفة التاريخية بالأحكام المسبقة والاسقاطات الواهية لتبرير ما يستحيل تبريره .

 

وفي حمي الرفض المتصاعد للقانون، نادي ائتلاف مكون من ثلة من المؤرخين المعروفين المتمتعين بصدقية عالية بالغائه لأنه يسيء الي العمل التاريخي الذي تكفله أخلاقيات علمية وانسانية لا يمكن تجاوزها أو اختراقها . وطالبوا بانشاء لجنة متعددة الأ طراف لتقييم ومراقبة عمل النواب في البرلمان في مجالي الذاكرة والتاريخ ، رافضين جملة وتفصيلا أية دعوة مبطنة لتدريس تاريخ رسمي لفرنسا .

 

وكان المؤرخون كلود ليوزو، جيلبار مينار، جيرارد نواريال، نشروا بيانا في احدي الصحف الفرنسية عبروا فيه عن امتعاضهم من الاستخدامات المشينة لقضايا تاريخية في غاية الأهمية ، محذرين من عـــودة الدكتاتورية الفكرية من خلال تدريس تاريخ رسمي لفرنسا .

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 3 جانفي 2006)


 

الجنس والسياسة   (1  )

 

 

منذ متى صار  العراء والتسيب الجنسي عنوانا للتقدم  الحضاري وشارة الانخراط في المجتمعات الغنية  ورمزا  للرقي الاجتماعي ؟

 

 لا احد يستطيع القول متى بالضبط . ولكن   بعد الحرب العالمية الاولى انفجرت قنبلة الجنس   وتطايرت شضايا  العراء واللواط والسحاق   لتغزو  اوساط النخب الاوروبية والامريكية   وصار متداولا في بعض الاوساط مقولة  الانفتاح الجنسي و   ينعت في المواقع الخاصة كل  من هو ضد   الحرية الجنسية  بالمحافظ قبل ان يخرج ذلك نهائيا الى الشارع والمواقع العمومية  ويتحول الى تيار سياسي قوي و بدا  التجار  والبنوك يستثمرون في نتائجه  العملية    وبدا يدر الارباح الطائلة على المستثمرين في مقولاته  في السنما والمسرح وكل اشكال الادب  والفنون الجميلة وخصوصا في  الاشهار .

 

ورغم اني لا اعرف  كاتبا اوروبيا  كبيرا   من عيار دستوفسكي او كافكا  او ستاندال   كانوا وراء هذا الانفجار الهائل  للغدد الجنسية .بل ربما العكس من ذلك هؤلاء  العظماء يمكن تصنيفهم من ضمن المحافظين    لو اخذنا بعين الاعتبار   معايير هذا الزمن.وحتى كتاب    وشعراء من درجة   ثانية وربما ثالثة   كانوا  على صلة بممارسات جنسية   مشبوهة او معقدة ولكن نادرا ما قاموا باشهار  لذلك  .

          السنوات العشرين وحدها بدات في افراز هذا النوع من المتحررين الذين غزوا الادب والشعر والمسرح والسنما  حتى تفشت افكارهم   وصارت عنوان  التميز  الشخصي  والتمايز الحضاري  وتلاصقت الصورة  بمظهر الثراء  بعد ان انخرطت البورجوازية    تقريبا نهائيا  في مقولات التحرر الجنسي  تماما كما لو ان هذا جزءا من الرفاهة المادية التي تنعم بها .

 

ثم ان نظريات  تحضى بشبه احترام علمي  مثل الفرودية  والماركسو فرودية جاءت لتدعم هذه الرؤية وتؤكد _ كما كان يفعل منظري القرن التاسع عشر عندما كانوا يعممون رؤاهم_   على اعتبار نتائجها ملزمة لكل البشرية   لانها حسب معتقداتهم السائدة انذاك  دليل على     خط    تطور البشرية نحو الافضل ونحو المعقول.

 

لماذا وباية سحر  تحول  الجنس الى تعبيرة  واداة  تفصل بين  من يدعون انهم  التقدميين وبين  من يطلق عليهم   صفة المحافظين او كما يحلو لبعضهم  بتسميتهم بالرجعيين؟؟؟ 

 

وقبل ان نبحث عن اجابة  لهذا السؤال   . لنسال  عن الاسباب التي تجعل من المحافظين على غاية من التشدد تجاه الفعل الجنسي؟

لماذا   عمدت مجتمعات  متعددة ومختلفة  في العقائد والتقاليد  على  فرض قيود على الحياة الجنسية  وعلى مظاهرها

الخارجية؟

 

 سوف ندع اختلاف مظاهر  تلك القيود  ونهتم بما يجمع بينها .

لقد وضعت المجتمعات التقليدية جملة من القيود على الحياة الجنسية . اهمها  منع عراء الجسد في المواقع العمومية  الا عند الاضطرار مثل الاستحمام العمومي. تحديد ضوابط للنشاط الجنسي ومنعه خارج اطار الزواج.منع الرجل من  التزوج من الاخت والام واخت الاب واخت الام. منع اللواط والسحاق.

هذه اهم  الظوابط التي وضعتها مجتمعات     فيها من لم يكن على اتصال تام بالاخرى على مدى الاف السنين مثل سكان امريكيا الاصليين او سكان استراليا  او سكان  المناطق الثلجية. ثقافات كانت متباعدة   ومنقطعة عن بعضها البعض الا انها افرزت تقريبا نفس القوانين.

كيف حدث هذا وما هو سر   هذا الاتفاق  بين المجتمعات الانسانية  على وضع ضوابط صارمة للفعل الجنسي ؟

 

سوف نترك جانبا كل ما قيل عن هذا الموضوع  لان  الجزء الاكبر مما قيل يدخل في اطار التلفيق  والكذب .

الحقيقة التارخية الوحيدة  الماثلة امامنا والتي  يمكن التثبت منها علميا  هي ان  هذه المرحلة من تاريخ البشر هي نتيجة

صراع  طويل  دام عمر تطور الانسان  من كائن قابع في كهوف الخوف الى  كائن قوي  صار بفضل ملكاته   يسيطر على جزء هام من محيطه الطبيعي . هذا الصراع هو  صراع واحد  مهما تباعدت المجتعات  الانسانية واختلفت . انه صراع جمع

بين المراة والرجل .

انه الصراع الوحيد الذي تغافل عنه اصحاب النظريات العرجاء  رغم انه  اهم صراع     يستحق الدراسة المعمقة .وربما لا يوجد صراع   في عمق الشهادة التارخية  كان وراء اهم التحولات الثورية  في تاريخ الانسانية يستحق   كل العناية اللازمة مثلما هي المعارك الدامية  التي دارت و تدور رحاها بين الرجل والمراة وهذا منذ   على الاقل عشرة الاف سنة .

ورغم ذلك ارى من موقعي هذا من يهز  كتفه معتبرا ان هذا تخريف وان كل الذي سيقال  هو من باب التسويف   الباطل وان

المراة والرجل سمن على عسل  وربما لا يحتاج اختلافهما البيولوجي لينتهي  الاعندما يندثر المناوؤين حتى يتاكد انه لا اختلاف ولا خلاف بين الرجل والمراة .

ورغم ذلك .فالصراع كان ولا يزال  قائما . وكل تلك الممنوعات التي وضعتها المجتمعات التقليدية حول الفعل الجنسي  هي جملة من  المعاهدات والاتفاقيات  يلتزم بها كل الاطراف  من اجل التخفيف من حدة هذا الصراع على السلطة وعلى الثروة .

ان منع العراء  وكل  الخوف المتاتي من الاشهار بالجسد والاستدعاء للشهوات الجنسية  كان محل اتفاق بن الرجال من جهة والنساء   من جهة اخرى قصد انهاء كل حالات التوتر من حياة جنسية غير منطمة تقود عادة  الى خلط الاوراق  ونشوب

صدامات جربت الشعوب القديمة  اهوالها  وتم التوصية   بالابتعاد عما تصنعه  من فعل سلبي في تنظم المجتمع.   

 

عشرة الاف   سنة من الصراع وبالتحديد منذ  بدا  الرجال يعلمون ان  الفعل الجنسي هو  مصدر  التناسل والانجاب  وكانت تلك اولى  الاكتشافات التي  ثورت حياة البشرية ودفعت  في اتجاه  ذلك الصراع على السلطة والثروة بين الرجال والنساء.عشرة الاف سنة  لم تبقى  فيها المراة  على ماكانت عليه من سلطة ومن قوة  ولم يبقى فيها الرجل  كما  كان.فلقد كان متداولا لدى   الشعوب البدائية ان ريح الشمال هي التي كانت تحبل المراة .ويقول روبار قرافز  ان النساء كن يوهمن الرجال بانهن يلدن من مصدر الريح فكن يذهبن الى الاعالي في الشتاء ويعرضن   مؤخراتهن للريح . ولكن اكتشاف الرجال  ومعرفتهم بان مضاجعة النساء هي المصدر   الذي منه تاتي خصوبتهن.كان ذلك اولى مصادر انقلابات ثقافية كبرى  من اهمها الصراع الذي بقي قائما اكثر من ستة الاف سنة على استبدال  الالهة  من انثى الى ذكر .لقد عبرنا فترات لم يبقى لنا منها ذاكرة ولكن  ما بقي محفوضا في الاساطير وفي بعض الشهادات الصورية القديمة يعطي شيئا ما فكرة عن التقاتل بين عصابات النساء واولى تشكلات الرجال .هناك براهين علمية على ممارسات  على غاية من الوحشية كانت تقوم بها  كهنة المعابد النسوية لتكسير شوكة   تمرد الرجال  من بينها  حق المراة في قتل الرجل الذي يضاجعها  مباشرة حتى لا يبقى له حق  في المطالبة بارث ابناءه.

وتطور ذلك الى الخصي  وهناك قرائن في عديد الاماكن من العالم مورس فيها خصي الرجال  واستعمال اجهزتهم التناسلية  المقطوعة  لتخصيب الارض   وذلك بردمها في التراب .ولقد كانت النساء في القديم وهذا ايضا موثق    تنظم الرجال في شكل حريم    بحيث ان تعدد الزوجات سبقه لدى المجتمعات الامومية  تعدد الازواج وهناك شهادات على التضحية بالرجال في كل ليلة اكتمال القمر  ولقد تم  تعويض  ذلك  بالتضحية بالابن الكبر عندما تقدمت المعارك  وتمكن الرجال من تحقيق بعض الانتصارات .ثم عوض ذلك نهائيا بتضحية رمزية عندما في  الالفية الثانية قبل التاريخ اتفق نهائيا على تقهقر مواقع المراة وبروزالديانات التوحيدية التي  ارست  نهائيا    صفة المذكر   للالهة التي كانت على مدى الاف السننين   اما قديمة لاتا   تانيتا .

    

.

لنفصل معا الدوافع  التي تقف خلف   الممنوعات الجنسية الكبرى.

اولا لماذا منع العراء وخصوصا عراء المراة.؟

اغلب المجتمعات الانسانية سواء كانت ذات تقافة دينية توحيدية  او وثنية   منعت عراء المراة .

لقد  ادخل اكتشاف اللباس  منظومة جديدة لدى البشر تتمثل في  رمزية الموقع الاجتماعي من خلال اللباس .وكان لا بد

من المحافظة على السلم الاجتماعية   التي كانت تفصل بين المنتصرين والمهزومين .ودون الدخول في تفاصيل هذه المقولة  فان   تاكيد المجتمعات التقليدية على  منع العراء في المواقع العمومية  هو انهاء  لوضعية بدائية كانت  تقوم على التشابه في العراء  للذين لا يمكنهم ان يتشابهوا لا في القوة ولا في الثروة.وتحول هذا المنع مع الزمن الى الزام  طالما انه دليل على قبول واقع الهزيمة  من قبل المراة  .ان وظيفة اللباس التي تعززت مع الوقت   باختراعات  اللباس العسكري وكل ما يحتويه من مواد واقية كان ولا يزال   الشهادة  الجلية على القوة لما يتوفر فيه من حماية للجسد.لذلك  تعمدت المجتمعاد التقليدية على تغطية جسد المراة  بكل انواع الملابس والحلي   حتى توفر لها تلك الحماية الضرورية  لكائن  خسر حروبا كثيرة وصار غنيمة سهلة  للاعداء .هذا لا يعني ان  المراة فعلا خسرت كل حروبها ضد الرجل . ولكن اللباس دخل في ستراتجية الحرب النفسية  التي  كونت بيداغوجيا للاذلال .

ولقد كان الشعر يقوم بوظيفة الحماية لدى الشعوب والكائنات البدائية . وهناك معارك  حول   احقية اكتساب الشعر   بين الرجال والنساء   وحتى عندما تطور اللباس بقي  اكتساب الشعر او  غيابه مركز اهتمام   على غاية من الاهمية الى يوم الناس هذا يفرق بين القوي والضعيف      . حتى ان  المتظاهرين في باريس   غداة انتصار الحلفاء في الحرب الكونية الثانية   لم يكن لديهم علم  انهم يمارسون طقوسا بدائية   على غاية من القدم عندما عمدوا الى قص   شعور النساء    اللاتي تعاملن مع  الالمان خلال فترة الاحتلال. لقد كانوا يفعلون ما كان يفعله الرجال في بابل   وفي اماكن اخرى من العالم كلما انتصر الرجال في معارك ضد   الجيوش التي كانت تقودها كهنة عشتروت  من النساء . 

 

ثانيا لماذا منع النشاط الجنسي خارج الزواج؟

الزواج هومعاهدة بين الرجل والمراة  على طريق التناسل والانجاب .وفيه قوانين تهم الورثة والتوريث.

ولقد منع النشاط الجنسي خارج اطار هذه المعاهدة  درءا لما تسببه فوضى الانجاب من خلط لاوراق التوريث واقتسام الثروة والسلطة .

وهذه القوانين تصلح ايضا للتحريم الذي الذي جاء في حق التزوج من الام و العمة اوالخالة .

 

ثالثا لماذا منع اللواط والسحاق ؟

اللواط والسحاق مورسا في المجتمعات البدائية على اوسع نطاق  وعل مدى مرحلة تارخية شاسعة .وهي طقوس جنسية جاءت في اطار  التجاذب بين الرجل والمراة ولقد استعمل كحجة للتدليل على ان الجنسين ليسا في حاجة الى بعضهما.وكان التحريم  الذي جاء في حق اللواط والسحاق  كاعلان  على  الانتصارات التي حققتها المجتمعات الرجولية  على استبدال الالهة التي كانت غالبا انثى بالهة   من جنس الذكور .ويمكن  وضع تاريخ لهذا التحريم  في حدود القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وهو تاريخ  يتساوى مع عصر النبي  ابراهيم . ولكن هذا لم يمنع  من  تواصل طقوسه في عديد المناطق .

فالقبائل التي هاجرت من ايران الى اليونان رغم انها حملت معها الهة من صنف الذكور الا انها  بقيت تمارس اللواط على اوسع نطاق  وبقيت اثاره على مجتمع اثينا المتحضر جدا حتي الى حدود القرن الاول قبل الميلاد.

 

ما نستشفه من هذه التفسيرات   التي اقدمنا عليها هوان  هذه الممنوعات تتصل بعلاقة  تجاذب قوية بين الرجل والمراة .

ولا يمكن باية حال من الاحوال ان نفهمها الا اذا ما تعمقنا في دراستها . وهي ممنوعات امنت للمجتمعات الانسانية جزءا هاما من استقرارها .واذا كانت تبدو  موجهة   للمراة اكثر من غيرها فلان هناك اثار معارك  ووقع صدام صار بين الرجال من جهة وبن النساء من جهة اخرى .

ومن المؤكد ان الفهم الدقيق لهذه الممنوعات  واعتبارها  نتيجة  تطور   الانسانية لا يمكن قياسه بالسنوات بل بالقرون .فانه من العبث  تفسيخها كما لو انها  قرارات ادارية نبتت من راس  مجنون .ولا يمكننا تجاوزها حقيقة  اذا كنا نريد ان نكون حولها فرصا للتجاوزالا اذا ما اقدمنا عل دراستها دراسات  معقولة  وان نفهم   كيف جاءت الى هنا .علينا ان نفهم انه لا يوجد ممنوع لا تختفي وراءه اثار حرب واقتتال . ومفاهيم مثل العار والحياء هي عناوين كبيرة لاتفاقيات ابرمت  قصد  حقن  الدم  لتتحول منطقيا  في المجال العمومي  الى حقن ماء الوجه . انها ضوابط وضعتها مجموعات متناحرة ولا يحق للافراد تجاوزها  والا فانهم مهددون بالاقصاء من تراص  مجموعاتهم وتكتلاتهم .

ان الصدام بين الرجال والنساء لا يزال متواصلا .رغم انه اخذ اشكالا جديدة . فالمراة فقدت منذ اماد مراجعها الاديولوجية للمطالبة  بتميز اجتماعي . بينما يمتلك الرجال   نصوصا دينية    تعطيهم الحق على  المراة .وكل هذا يتم في عهد بدات تزحف فيه كلمة ديمقراطية   على العقول وبدات فكرة المواطنة تغلب على كل المقولات القديمة .

 

هذا يقودنا الى الاجابة عن السؤال المركزي.

 

متى وكيف اختلطت فكرة  الحرية الجنسية  بالتقدم الحضاري؟

 

لقد فتحت الثورة الفرنسية ابواب   التقدم الحقيقي  للانسانية .معلنة عن عهد جديد  يقوم فيه العقد الاجتماعي على  مبدا المساوات بين البشر.ولقد عرف القرن التاسع  عشرة  انفجارا هائلا للحريات   الفردية كان خلف كل هذا التقدم الهائل والعملاق  لكل المنظومات الانسانية .وكان من النتائج الاولى لانتصاب مبدا المساوات ان بدات حملة مراجعة  كل الدلالات التي كانت تقوم بتعريف الجسد و موقعه في السلم الاجتماعي التقليدي فبدا اللباس  يتصدر  اهتمام الباحثين وعرف النصف الاول من القرن التاسع عشر  ثورات  متعددة في اللباس  ادت رويدا رويدا الى تحريره من المعتقدات القديمة الصارمة واختفت وراء حركة الموضة ارادة قوية  حولت  رمزية اللباس من  ميدان دلالات الاختلاف الطبقي والجنسي الى ميدان القناعات الشخصية والالتزامات  العملية والمهنية .  ولكن قوى رهيبة متشبثة بالماضي وبحلول الماضي  بدات تشيع الشكوك حول هذه الحرية وخلقت   حالة من  التازم المفتعلة  تقودها عناصر متصلة بالكنائس  والرهبنة المضللة  واحبار مغلفون في ثياب عصرية  واستغلت الصراعات القبلية  بين الدول الاوروبية  ادت الى حدوث كارثة الحرب العالمية الاولى.فلقد سادت في تلك الفترة حالة من الياس الفكري  المفتعل ادت الى  انتشار الافكار المعادية للحضارة والتصنع  اختتمها شبنقلر بنظرياته حول انحطاط الحضارة .كانت  عمليات  فكرية في العمق تستهدف استئصال الحرية الفكرية التي كانت تنعم بها الشعوب والنخب في القرن التاسع عشرفي اوروبا.

لقد  كانت الحملة على الافكار والمفكرين   مختفية داخل غشاوة افكار ومفكرين جدد هم كانوا في الحقيقة حفارة قبور للتفكير الحر .ولقد فهمت تلك القوى ان مقاومة هذا المد التحرري امر ميؤوس منه  فعمدت على الانخراط فيه قصد احتواءه من الداخل  وذلك بدفع دينامكيته الى اقصى حدودها   فبدات تنتشر  مقولات حول العودة الى  التحوش والبدائية والى براءة الانسان البدائي على انها جوهر  فكرة المساوات  هذه العملية كان القصد منها زرع الرعب في نفوس      الطبقات التي تبحث عن  رفع مكانتها  بالعلم والعمل  مستغلة بذلك تناقضا داخل  النظام الراسمالي  يقضي بان الانسان  يتساوى مع الانسان في نفس الوقت الذي  تفتح له حريته افاق  المبادرة لتجميع الثروة والجاه قصد الارتفاع في  السلم الاجتماعي .

 لقد كانت الاسئلة المحرجة والعميقة التي  استفزها  القرن التاسع عشر منعرجا  على غاية من الخطورة بالنسبة  لاشخاص وعائلات  مصالح ومافيات مختفية منذ قرون تبتز الارض والكون والعالمين .فنفثت تلك القوى سمها  في الخلق وادعت كما يفعل الامريكان الان  انهم حماة الحرية  وهم في الحقيقة قبارين الحرية  وخططوا  لتحويلها عن وجهتها فاختزلوها في  ما يسمونه في نداء الاعماق  او نداء الغرائز  وتم تلخيصها  في حاجتنا للنكاح او  تعرية النهود  والفرائج..

لقد تعمد  من تعمد خلط الاوراق في هذا الاتجاه حتى صار  قادة التحرر الجنسي ينامون في فراش  تجار البغاء الجنسي  وكان القصد  من خلف ذلك تشويه سمعة الحرية الحقيقية وتقديمها  للشعب الكادح على انها  طريق مسدودة منذ الاف السنين باعتبار

انها لا تقود الا الى تلك الهاوية المضللة  والى جحيم  البغي  الذي يحكمه  سماسرة الاجساد ونخاسي المومسات   وهذا كل ما يريد الشعب ان يبتعد منه وهو الذي يبحث عن طريق   تجعل منه ماضيا   بلا عودة .

لقد صار اليوم  امرا بديهيا   القول ان جسد المراة عاريا هو استفزاز للغرائز .فكلمة غرائز هذه صارت على كل الالسن تبريرا

لمن يرفضون تحرير الحياة الجنسية  باعتبار ان  هذه الغرائز لا اول لها ولا اخر  وهي على غاية من الخطورة  واذا اطلقنا لها العنان فانها قادرة على تدمير  توازن المجتمعات . وهي ايضا  على لسان التحرريين  مفتاحا لتبرير  كل الخروقات والاختراعات التافهة التي لا تتعدى مستوى المسرحة البسيطة  المسطحة للحياة.

ولكن الحقيقة البسيطة هو اننا صرنا في الحياة غير قادرين على تصور  الجسد بدون الثياب .تماما مثلما لم يعد ممكنا تصور الانسان بدون حضاراته .وان العراء الذي يحيلنا دائما الى   عهد لم نعد نسكنه . صار حالة  مؤقتة لا تدوم الا لحضات نتكشف فيها على جسد اخر  كان بامكانه ان يكون لنا .ولكنه جسد مختلف على اية حال .ان ما يثيرنا في ذلك الجسد العاري ليس  ما يحتويه العراء.  فالعراء عراء ولا يوجد في الجسد نداء ولا صوت يستفزنا الا احساسنا باقتراب الخلوة بذلك الجسد  طالما ان العراء  هو التقاء فيما نعرفه عن اجسادنا   بالاجساد الاخرى . فالجسد العاري في الساحة العمومية هو جسد ملك لكل الساحة

العمومية . طالما وقعت عليه الاعين .  لذلك  يصير عرضة لكل انواع الانتهاك  .حتى اذا صب عليه البصاق  والشتيمة فان

صاحبه عرضه الى  الاختراق لانه نزع  عنه هالة اللباس  وحوله الى قلعة بدون اسوار.

لقدهيمنت ولا تزال تهيمن على العقول مقولات الغرائز واكاذيب البواطن واللاشعور واللاوعي  وهي رؤية ادت الى تدمير هائل للحرية . فهذه المقولات  يؤدي الاعتراف بها  الى تسليم بسيط ومقنع  بان  الانسان محكوم بقوى لا قدرة له على التحكم فيها  او حتى لو قدر له ان يتحكم  فانه في حاجة الى ادوات  ومسؤلية خارجة على نطاقه ونطاق ارادته .وهي في ذلك تعيد الى الاذهان الدور الذي لعبته الاديان عندما  اقرت ببطلان حرية الانسان في الكون ووفرت للشعوب قادة روحانيين يلتجا اليهم لحل مشاكله .ان خطاب نداء الغرائز ونداء اللاشعور  وكل تلك الالاعيب هيات القرن العشرين لكي يكون قرن الفاشية وتدمير الحريات بكل اشكالها .وفي منطقتنا العربية   التي بدات تناشد منذ القرن التاسع عشر  بمجهودات جبارة مقولات تحديث المجتمع   وتعصيره  اصتدمت على دخول الاستعمار الذي عطل تلك المجهودات   واعاد الى الاذهان  والحياة العملية والسياسية  قرون الحروب الدينية خصوصا بعد اقدام الغرب على  مساندة  قيام دولة دينية يهودية في المنطقة   عمدت على استفزاز المشاعر الدينية  وحرضت عدوانيتها المتواصلة على مدى  خمسين سنة على عودة  الروح لحركة اسلامية  متشددة .فاختلطت مفاهيم التقدم  مع مفاهيم الاستعمار  وارتبكت مشاعر العرب والمسلمين امام مظاهر التسيب الجنسي الذي حملته وسائل الدعاية والاشهار  وسقطت كل  الجوانب الايجابية التي احثدتها   التطورات  الميدانية في الغرب  لتختفي وراء   احاسيس البغي والعار  من التشبه بالغربيين .وبات التلاعب على مسالة الحرية  يخضع الى قواعد  السياسة فتهيات ارضية  صلبة  لنظم سياسية فاشية دكتاتورية تتدعي انها بنفس القبضة  تغلق المناقذ على الفساد الجنسي  وتقدم نفسها على انها حامية لاخلاق ومعتقدات شعوبها  في نفس الوقت الذي تمنع فيه مجئ  حركات دينية  يتمثل خطرها في  عزل بلداننا عن حركة التقدم التي يشهدها العالم .ولكن هذه الانظمة التي كما يقال لا شرقت ولا غربت  تحولت الى   اجهزة لانتاج  انواع من البشر المهتزين   غير قادرين  على تنظيم حياة جنسية معقولةفبات المظهر الرئيسي  للفعل الجنسي  هو الاغتصاب    واخذ الزواج اشكالا من المزايدات  دمر  جزءا هاما من  محاولات البناء الاجتماعي  سواء على النمط  التقليدي او على الانماط المستحدثة . وربما   تبدو الانظمة التي تتدعي انها قطعت شوطا كبيرا في  تحديث المجتمع وتحرير المراة هي اخطر  الانظمة لانها  باتت تعتقد انها صاحبة  رؤية  وانها قامت بذلك  متحدية ارادة  شعبها   الذي حسب زعمها يركن الى التخلف وان هذه ذريعة  لتبرير كل انواع التنكيل والانتهاكات   لحرية ذلك الشعب

 

ان الخوف من عراء الجسد  وعراء الشعر  وعراء الروح  لا يقابله   في البلاهة الا ايمان بعضهم ان تلك هي الحرية  ومراد الانسان الحر .فقطعة الجسد التي تلهب المشاعر  وتحرك الحاجة الى الجنس  لم تكن يوما سببا هدد بنيان الحضارة على الاطلاق  طالما اننا نعلم انها قطعة من جسد حي  يمتلكها كائن يمتاز عن بقية الخلق بان له عقل وملكة تفكير .وكان لنا علم بان ذلك الكائن  ذا حرمة محمية بذلك العقل  وتلك الملكة .اذ لا شئ  مستباح خارج نطاق الاختيار الحر.اما ان نجد تبريرا لكل

مشاعر  الابتزاز خلف مقولات الغرائز  فذلك  وحده كفيل باعداد جيوش من الحيوانات  تقودها قوى خفية يسمونها الغرائز .

ويمكنا ان  نحدث في الحضارة جرحا لن يداوى  بان نقدم الاعتذارات  لكل اشكال الاغتصاب ويصير المغتصب على حق والضحية هي السبب .وهذا  الجرح في حضارتنا هيا  لاضفاء المشروعية على  كل اشكال الاستبداد والاضطهاد والحكام المغتصبين الجائرين .

  وبالمقابل فان الجسد  اذا تعرى  فهو لا يتعرى الا  ليحرر صاحبه  من هويته  المؤقتة  التي  وضعتها له المجموعة البشرية ولكنه  حتى ان كان عاريا فان الناس  سوف  لن تتركه الا بعد ان تسلمه بطاقة هوية جديدة  وعليه عندئذ ان  يواصل طريقه داخل المجموعة  البشرية  بهوية جديدة   ولكن هذا لن يجديه نفعا  لانه في حاجة لتغطية جسده عندما يشتد البرد وعليه ان يتسلق الشجرة من جديد  لجني  اكله   واذا ما حاور الناس فان الناس لا تنظر الا  لعلامات وجهه وحراك فمه وما تحتويه عيناه من افكار.ويمكن ان  يقبل الناس عراءه  واذا استضافوه فاكثر الظن انهم يرافون بحاله لان  عراءه يجعله عرضة  لكل انواع الاحتكاك على الاجساد الصلبة التي يمكن ان تحدث فيه الجروح . وكل هذا لا يصنع  شيئا ولا يفتح على شئ غير تلك اللحظة التي تتغير فيها الهوية .فانسانيته وحريته الحقيقية  تكمن  خارج كل هذا.

 

ان المعارك التي تدور رحاها اليوم حول  حجب جسد المراة وشعر المراة من الساحة العمومية  والتلاعب السياسي  الذي يتبعه  يوهم بان  كل الحرب القائمة اليوم  على السلطة والسلطان تمر عبر  هذه النقطة المركزية . وكانما  صارت الحروب الدينية  والعقائدية  لا هدف لها الا    تغطية جسد المراة والغاءها من المجتمع .وبالمقابل  ظهرت  حركة تحديث المجتمع على انها بوابة لاعداد ماخور  عظيم  يستبد فيه البغاء والفساد الجنسي  كاديولوجية للدولة . وسواء من هذه الجهة او تلك  لا احد يعبا برائ المراة .طالما انه  اتفاق حاصل على ان الساسة  سواء ارتكزوا على  النصوص الدينية ام قوانين  تفريق الدين  عن الدولة ليسوا معنيين  برائ المراة وقامت مناوراتهم  على استعمالها  كادات لتجييش  الرائ العام  في اتجاه    البقاء في السلطة او السطو عليها . وهذا وحده يكفي  لاعطاء فكرة عن رداءة وتصحر  الصراعات الاديولوجية  ودليل على الفقر الفكري الذي بدا يهدد كيان الحضارة  عندما تطغى الفاشية على  العقول والمؤسسات .

 

ان الخطر الاكبر الذي يهدد المجتمعات هو عندما  تتحطم قواعد الجدل والحوار لتتحول اللغة الى نهر  من الخطاب الواحد الاوحد الذي لا ينضب. هذا النهر اللغوي  الذي يملا مدارسنا ومعاهدنا ووسائل اعلامنا   وينام على رفوف مكتباتنا  وفي غرف نومنا  وهو عبارة على اربعة او خمسة افكار  تعيد نفسها   في سيلان مرضي   عوضت ملكة التفكير  التي هي  اعظم كنز حصلنا عليه  من هذا الكون الى  مجرد  جعجعة لغوية وتراص لبلاغة لا مبلغ لها  غير الحفاظ على   موقع ملك عجوز تهرات افخاذه  من كثرة المشي الى المراحيض .فصار صوت احتكاك افخاذ ذلك الملك القمامة اكثر الاصوات  التي تصلنا في دهاليز وحدتنا وعزلتنا بعضناعن بعض   وكانما هو احتكاك سيوف تبرى  وتصقل لذبحنا  على معابد حرية  مزيفة لم يبقى منها الا  الاسم حيا يرن  . لذلك ترى المهرولين  يهرعون حتى الى تغيير اسمها.ويضعون اموالا ومعاهد دراسات ولكل من يجد لها مرادفا   يحمي افخاذ  الملك  من  الاحتكاك الدامي .

لن اجد شيئا اقوى من ذلك الحديث عن لقاءنا  اذا كان لنا لقاء حتى ذاك الذي بشرت به الانبياء المهم ان يكون لقاء ا.

وبدون ان يحدث ذلك اللقاء فنحن لاشئ.لذلك استوجب علينا ان نجتهد بكل ما اوتينا من قوة على الابتعاد عن بعضنا .فابتعادنا وقدراتنا على تحمل الانفصال  وقطع اللحم بالسكين  هو الضامن الوحيد على صحة بلاغتنا  وعلى اننا لا نخاف من حريتنا التي هي  منفانا   وارض ميعادنا في نفس الوقت.

لقد قيضت الارض تحت كل من يخاف على البشر ان يكونوا الا   جزرا منفصلة . وحتى الماء والملح لن يكون   امتدادنا الحقيقي. فنحن لا نرى الاشياء الا بالشمس. هنا ربما على ضوء هذا الاحتراق الكوني  يمكننا ان نتواصل .

 

ورغم ذلك فنحن ودون علمنا منجذبون الى بعضنا باللحم الحي واللحم الميت . وفي ثنايا اجسادنا توجد  علامات لاجداد ماتوا منذ الاف السنين  ولكن لا احد بقي منهم حيا ليقول لك  انظر هذه معجزة  انه يتكلم كما كان يتكلم جده منذ الاف السنين .وتوجد لدينا قدرات على الاتصال ببعضنا لن يقدر علم معقول على استكناه سرها . وعندما ننام ونتقلب في الفراش تتقلب معنا كل الارض وهذا ليس شعرا وانما حواسنا المربوطة بالف رباط تتحدث كما يتحدث اللسان . اننا معجزة هذا الكون  لذلك كان علينا ان ننحني امام هذه المعجزة  عوض ان نرميها بالموت كما يفعل الامريكان اليوم في العراق .وحياتنا الجنسية مهما اقتربت من الحيوانات او تشبهت في بعض ملامحا  فانها مختلفة .ولا اعتقد ان علما مثل ذلك النفسي التحليلي  استكنه اسرارها الحقيقية .

ولكنها ايضا هي ابسط ما نمتلك في  بوابة الاسرار . فهي تقوم على قانون الجاذبية  ولكنها جاذبية معقدة او جاذبية بالمقلوب . وربما كان  مجهود استخراج الماء  من الارض  اقرب صورة لتلخيصها .

 

الامجد الباجي


ظواهر عربية بعيون العلوم الاجتماعية

محمود الـذوادي  (*)

 

ينتقد بعضهم علم الاجتماع باعتبار أنه علم تغلب عليه الأفكار المجردة شأنه في ذلك شأن الفلسفة. فهو يدرس قضايا معقدة مثل صراع الطبقات وظاهرة النخب في المجتمعات ومسألة التنمية والتحديث… ويميل في كل هذا وغيره إلى إنشاء الأطر النظرية لفهمها وتفسيرها كما فعل عالم الاجتماع الأميركي الشهير طالكوت بارسنز في تنظيره حول ما يسميه «العمل الجماعي». ولا عجب إذن أن يجد الطلبة الجامعيون في السنة الأولى صعوبة أكثر في تعريف علم الاجتماع منها في تعريف علم النفس، وهذه الحال لا تنطبق على طلبتنا في الجامعات العربية فحسب، بل لاحظناها أيضا لدى طلبة الجامعات الأميركية والكندية. ولا بد أن يكون ذلك راجعا إلى عوامل تساهم أكثر في تقريب علم النفس من تجربة الشخص العادي . فالناس عموماً تعترضهم مشاكل سلوكية في حياتهم أو عند الآخرين الذين تربطهم بهم علاقات معيّنة. وعند الشعور بالحاجة إلى المساعدة يكون علم النفس الأول على قائمة الاستنجاد. والإحصاءات من المجتمعات المتقدمة تفيد أن نسبة لذين يذهبون إلى العيادات النفسية سنويا في ازدياد. كما أن صدور المجلات الشهرية المبسطة لهذا العلم (مثل مجلة Psychology Today في الولايات المتحدة) ومجلة Psychologies في فرنسا) يساعد على التعريف بهذا العلم لدى العامة، فيما لا توجد أي مجلة شهرية من هذا القبيل مبسطة ومتخصصة في علم الاجتماع.

 

هذه بعض العوامل التي أدّت إلى وجود جهل أكبر بين العامة والخاصة في المجتمعات الصناعية والنامية على حد سواء بطبيعة علم الاجتماع ومدى إمكان استفادة الفرد والمجتمع من المعرفة التي جمعها هذا العلم منذ أن كتب ابن خلدون مقدمته المشهورة.

 

وشعورا بهذا القصور سعت، مثلا، الجمعية الأميركية لعلم الاجتماع الى تقريب معرفتها من المواطن العادي. فبدأت منذ 2002 اصدار مجلة فصلية تسمى Contexts  تنشر مقالات مبسطة لفهم سلوكات الناس في محيطاتهم الاجتماعية وتفسيرها. كما نشرت إحدى مجلات الجمعية ندوات حول موضوع تقريب علم الاجتماع من عامة الناس.

 

ومن بين الوسائل الأخرى التي تساهم في اختصار المسافة بين العامة وعلم الاجتماع أن يكثف المختصون العرب والعجم من دراساتهم للسلوكات الاجتماعية الشائعة بين معظم فئات مجتمعاتهم. وهي ما نطلق عليه في علم الاجتماع السلوكات الجماعية، أي تلك الظواهر السلوكية ذات الجذور الاجتماعية والوا سعة الإنتشار في المجتمعا ت البشرية. وبسبب انحدارنا من المجتمع التونسي واكتسابنا لمعرفة مهمة لعدد من الظواهر الاجتماعية والسلوكية في هذا المجتمع، وفي نظيريه الجزائري والمغربي، رأينا من المناسب إلقاء الضوء على بعض تلك الظواهر بمنظور علم الاجتماع من أجل تقريبه من الإنسان العربي العادي كعلم يمكن أن تكون له تفسيرات ذات صدقية في عدد من الظواهر في المجتمعات العربية.

 

وسعيا الى تقريب عالم الاجتماع ورؤاه التحليلية من المواطن العربي العادي نركز على فهم ظاهرة اجتماعية لغوية هي ظاهرة «الفرنكوأراب» المنتشرة في المجتمع التونسي والجزائري والمغربي، ولنا أن نسأل: لماذا يفضل التونسيون، مثلا، استعمال الفرنسية بالنسبة لذكر الأرقام والتواريخ أثناء الحديث بالعامية التونسية؟ هذا واحد من أمثلة عدة يمزج فيها التونسي والجزائري والمغربي حديثه بكلمات وعبارات فرنسية. فـ»الفرنكوأراب»، إذن، ظاهرة سلوكية لغوية جماعية، وعالم الاجتماع لا يمكن أن ينظر اليها على أنها أتت من «باب الصدفة». فالروح العلمية تقول إن لكل شيء سببا أو أسبابا.

 

«الفرنكوأراب» وقانون الغالب والمغلوب

 

لا بد ان الشعور بالدونية لدى الإنسان المغاربي أمام المستعمر الفرنسي القديم سبب مهم في تفسير ظاهرة «الفرنكوأراب» كمظهر تقليد لغوي وثقافي للغة المستعمر/ الغالب وثقافته. وعلى رغم أن ابن خلدون لم يشر إلى ظاهرة التقليد اللغوي بالاسم، إلا أن ما جاء في المقدمة عن أسباب التقليد بين الشعوب لا يستثني هذه الظاهرة. فقول صاحب المقدمة «في أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده» قانون عام حول ظاهرة التقليد بكل أنوعها ومظاهرها. ويرجع ظاهرة التقليد بين الشعوب وبين الأفراد إلى علاقة عدم التوازن والتساوي بين الغالب والمغلوب «والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد بالكمال في من غلبها وانقادت إليه». وهكذا يبدو أن عامل الشعور بالدونية – نتيجة التجربة الاستعمارية الفرنسية – في صلب شخصية الفرد المغاربي المقهور تفسير رئيس لظاهرة الفرنكوأراب الشائعة في مجتمعات المغرب العربي المعاصرة. أما انعدام وجود مثل هذا الشعور لدى الفرد الاسكندينافي حيال الإنكليزي والأميركي فأدى إلى ندرة المزج اللغوي كظاهرة اجتماعية لغوية في المجتمعات الاسكندينافية. ففيما العلاقة بين المغاربي والفرنسي هي علاقة المستعمر بالمستعمر والتابع بالمتبوع، تبتعد علاقة الاسكندينافي بالإنكليزي أو الأميركي عن أن تكون كذلك، اذ ان ظروف تعلّم الإنكليزية في المجتمعات الاسكندينافية تختلف عن تلك التي تعلمت فيها الأجيال المغاربية الفرنسية. فهذه الأخيرة تعلّمها ويتعلمها معظم المغاربيين على أنها لغة الغالب والتقدم والعلم والحداثة، فيما يتعلم الكثير من هؤلاء العربية (اللغة الوطنية) قبل الاستقلال وبعده على أنها لغة التراث. وفي المقابل يتعلم الاسكندينافيون الإنكليزية باختيارهم ولأسباب عملية من دون أن يمس ذلك لغات هذه المجتمعات بأي نوع مشوب بالدونية.

 

ويفسر مفهومنا السوسيولوجي «التخلف الآخر» ظاهرة «الفرنكوأراب». فهذا المفهوم يؤكد أن التخلف في مجتمعات العالم الثالث ذو رؤوس متعددة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل تشمل أيضا الأبعاد اللغوية والثقافية (عدم استعمال اللغة الوطنية في كل قطاعات المجتمع والنظر اليها والى ثقافتها بالدونية) والأبعاد النفسية (الشعور بتحقير الذات أمام الغرب والتلهف لتقليده). وأطلقنا على تلك الأبعاد اللغوية الثقافية النفسية في مجتمعات الجنوب مصطلح «التخلف الآخر»، وهو أخطر أنواع التخلف، لأنه يمس، من جهة، أهم العناصر المكونة لهوية الشعوب وشخصيتها، ومن جهة أخرى فإن عمر هذا الصنف من الاحتلال اللغوي الثقافي النفسي مديد ولا ينتهي بمجرد نيل الشعوب استقلالها عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

 

«الفرنكوأراب» الأنثوية

 

من ملاحظاتنا المتكررة إلى ظاهرة مزج العامية العربية بالفرنسية عند النساء في المجتمع التونسي تبيّن أن الجنس الأنثوي، بخاصة المتعلّم والمثقف منه، يخلط عاميته العربية بكلمات وعبارات فرنسية، وينتظر أن يكون الأمر كذلك في المجتمعين الجزائري والمغربي. ويتضح من الدراسات أن الميل الأكبر للأنثى المغاربية المتعلمة والمثقفة إلى اللجوء إلى الفرنسية ممزوجة بالعامية العربية أو منفردة الاستعمال يعود أساسا إلى تحقير مزدوج تعيشه وتشعر به. فهناك، من جهة، الشعور بالدونية أمام المستعمر الفرنسي (علاقة الغالب بالمغلوب) التي يشترك فيها الرجال مع النساء. وهناك، من جهة أخرى، شعور المرأة، بخاصة المتعلمة والمثقفة، بالدونية مقارنة بالرجل الذي تسمح له تقاليد هذه المجتمعات بلعب أدوار أهم. ويتمتع الرجل أيضا بقسط أوفر من الحرية التي هي من أهم إفرازات التعلم والتثقف بخاصة إذا كانا غربيي النمط. فالدراسة والتعلم في المدارس الغربية أو المتأثرة بالنمط الغربي تغرب المتعلم والمتعلمة المغاربيين عن لغتهما وثقافتهما وتخلق فيهما شعورا محقرا لثقافتهما ولغتهما العربية. ومثل هذا التكوين اللغوي الثقافي يضع المرأة المغاربية في تناقض غير سهل. فهي تريد، من جهة، تلبية رغبات الحداثة بمعناها الغربي، لكنها، من جهة أخرى، تجد نفسها غير قادرة فعلا، لاصطدام ذلك مع قوى وعوامل حضارية وتقاليد اجتماعية في هذه المجتمعات. ومن هنا اتخذت ظاهرة «الفرنكوأراب» الأنثوية طابعا خاصا بها. فاللجوء إلى المزج اللغوي الأكثر «تفرنساً» عند المرأة المغاربية المتعلمة والمثقفة حل تعويضي لكسب رهان المساواة مع الرجل المتعلم والمثقف الذي لا يزال يتمتع بامتيازات عدة في كل من المجتمع الجزائري والتونسي والمغربي. فالفرنسية كسلاح رمزي عند هؤلاء النساء تقوم بوظيفتين: (1) محاولة الاقتراب من صورة ومكانة الغالب (الفرنسي) وذلك باستعمال لغته قصد التخلص من الشعور بالدونية، (2) الفرنسية سلاح رمزي يستعمله الجنس اللطيف كعملية احتجاج سلمية على عراقيل كثيرة تقف أمام مساواة الرجل بالمرأة.

 

وهكذا يتضح أن الفرنكوأراب الأنثوية ليست بالنسبة لعالم الاجتماع مجرد ظاهرة لغوية صرفة، وإنما هي ظاهرة ذات مدلولات اجتماعية نفسية حسّاسة تأتي في طليعتها إشكالية مساواة المرأة بالرجل. فالرغبة للاتصاف بالحداثة الغربية لا تقتصر على استعمال الفرنكوأراب الأنثوية عند المرأة المغاربية بل تتعداه إلى ميادين سلوكية أخرى مثل حرص النساء أكثر من الرجال على الاحتفال بأعياد ميلادهن وميلاد طفالهن. ويمكن القول، من وجهة نظر العلوم الاجتماعية، أن الهوية الثقافية العربية الإسلامية للمرأة المغاربية العصرية ستبقى أكثر عرضة للاستلاب اللغوي الثقافي المتغرب ما لم تحسم، من جهة، قضية المساواة مع الرجل في مجتمعها وما لم تصبح، من جهة أخرى، مجتمعات المغرب العربي ذات قدرة ذاتية للمساهمة – لا للاستيراد كما هو الحال الآن – في إنتاج رموز الحداثة كبقية المجتمعات المتقدمة.

 

(*) عالم اجتماع، جامعة تونس

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 3 جانفي 2006)

 

 

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات

 

العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس

 

الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677

البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn

 

الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org

(site en français) www.temimi.refer.org

 

 

مـنـبـر نـقـــاش حول :

دور المسرح في مسار بناء الدولة الوطنية

 

 (السبت 7 جانفي 2006)‏‏ مع السادة محمد إدريس ومحمد رجاء فرحات والطاهر بوسمة

 

عديدة هي السمينارات ذات الطابع السياسي أو النقابي والتي تم تنظيمها على منبر المؤسسة, إلا أننا نادرا ما أولينا أهمية إلى الفنون التشكيلية أو السينما أو المسرح أو الأغاني الوطنية أو التربية والتعليم. وعلى ضوء ذلك تبنينا منذ عدة أشهر مبادرة جديدة تقضي بفتح هذه النافذة الجديدة, لإيماننا المطلق بأهمية مساهمة الفنون والمسرح والسينما والأغاني الوطنية للارتقاء بالمجتمع التونسي وغرس فضائل التسامح والفضائل والإحساس بالقيام بالواجب الوطني, ولا شك أن المسرح شكل رافدا جوهريا وفاعلا في هذا البناء الاجتماعي المنشود.

 

ولتأطير تطور الحركة المسرحية ببلادنا, دعونا لهذا المنبر ثلاث شخصيات وهم : الطاهر بوسمة والي الولاة سابقا, حيث انبعثت على يديه ثلاث فرق مسرحية عندما كان واليا بالكاف ثم قفصة ثم القيروان, وقد حباها بعطفه ودعمه وهذا باعتراف المسرحيين أنفسهم والذين عدوا ذلك الأرضية الأولى لانطلاقة المسرح وتكوين الأطر الفاعلة منذئذ, وهذا هو السبب الذي جعلنا نقترح على سي الطاهر تفضله بالإدلاء برأيه حول بدايات الحركة المسرحية في تلك الجهات ومناخ انطلاقتها وظروف نشأتها.

 

أما الشخصية الثانية التي ستشرفنا بالحضور, فهو الأستاذ محمد إدريس, مدير المسرح الوطني التونسي منذ سنة 1988 حتى اليوم.

 

وأراني عاجز تماما على حوصلة السيرة الذاتية لسي محمد إدريس, هذا الوجه المسرحي ذي السمعة العربية والدولية. وبادئ الأمر كان تكوينه جامعيا ومتنوعا وأصيلا ومنفتحا على العديد من الفنون : شهادات في الآداب العربية من السربون ثم أخرى عن المسرح والجماليات والمناهج والتمثيل الصامت وتحليل الحركات والجوق التراجيدي والكوميديا والرقص والفن المهرج. وقد صاحب كل ذلك دورات تدريبية في جامعة مسرح الأمم المتحدة (اليونسكو) ومدرسة جاك لوكوك بباريس, الأمر الذي أهله للمساهمة في تكوين وتنشيط العديد من الفرق والمؤسسات المسرحية التونسية والإشراف المباشر على ورشات عالية في فنون الحركة والصورة والجسد والتعبير الشفاهي والإرتجال, وقد كان مستشارا وخبيرا لعدد من المنظمات العربية والدولية, وتوج ذلك بجوائز تونسية وفرنسية ويابانية وإيطالية ليختمها بجائزة 7 نوفمبر للإبداع سنة 2004. وقد كان عضوا في عدد من الهياكل المسرحية وعلى رأسها اللجنة التنفيذية للمعهد الدولي للمسرح (اليونسكو) ومدير مكتب الاتصال لمراكز البحر الأبيض المتوسط ومدير الدورة الثانية عشرة لأيام قرطاج المسرحية.

 

أما إبداعاته فحدث ولا حرج إذ منذ سنة 1964 وإلى اليوم وبدون انقطاع, أثرى الساحة الفنية بعديد المسرحات والتي عكست عمق تشربه بفنه وانغماسه المطلق فيه وقيامه بالدور الفاعل فيه : إنشاء وابتكارا وكتابة وتجسيدا على الركح مع تونسيات وتونسيين ودوليين. فالأستاذ محمد إدريس هو مدونة مسرحية متألقة أعطت أفضل ما لديها للفن المسرحي, وأنه ليسعد المؤسسة أن تستضيفه لينقل إلينا هاته التجربة الغنية بالصوت والصورة والعراقيل التي اعترضته والنجاحات الجوهرية التي سجلها من خلال مسيرته الفنية ثم المشاريع الفنية التي يحلم بإنجازها وهل من مقاربة مع الفضاءين المغاربي والعربي ؟

 

أما الشخصية الثالثة : رجاء فرحات فهو رجل الآداب والاتصال وله تكوين جامعي في الفنون والآداب, أحد طلبة معهد Piccolo للمسرح بميلانو, ثم تابع حلقات التدريس في علم الاجتماع والفلسفة بجامعتي Grenoble قرنوبل وباريس الثالثة, وواصل حلقة التكوين في الإدارة الثقافية والاتصالات بإيطاليا ثم بكيباك بكندا وفرنسا.

 

وخلال 25 سنة, كان أحد المهندسين والمنشطين لبرامج التعاون الثقافي, وهو أستاذ الفن الدرامي بتونس والمدير المؤسس لمسرح الجنوب ومدير دار الثقافة والرواق الوطني للفنون بتونس. كما تحمل مسؤوليات عديدة بتونس وفي  العالم العربي وأوربا, وهذا بالإضافة إلى أنه خبير لدى المؤسسات الثقافية بالمغرب العربي وأوربا, منشط الشبكة العالمية لمسرح المتوسط بمدريد, وهو مؤلف ومخرج ومترجم حوالي 40 عملا مسرحيا وأدبيا, ومعرب لمسرحيات : Goldoni, Ruzzante, Molière, Strindberg, Brecht ومخرج سلسلة مدن الشرق في عشرة أفلام, وأول فيلم له كان عن فرحات حشاد سنة 2003, وثاني أفلامه أهداه إلى الرئيس بورقيبة.

 

كما تحصل على ميدالية الفنون والآداب من فرنسا 1995 والميدالية الثقافية التونسية سنة 1999.

 

لقد استمد رجاء فرحات من والده الصحبي فرحات ليس فقط الأنفة والكرامة والمروءة, ولكن على الخصوص الوطنية الصادقة والصارمة والتي لا تقبل المساومة, وهي خصال جيل آخر وعصر مغاير…

 

وسوف نكون ممتنين لسي رجاء أن ينقل إلينا شهادته حول مسيرته الفنية والمسرحية الغنية جدا وأن الجميع ينتظرون ذلك بشوق.

 

والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله.

 

وشكرا على عنايتكم واهتمامكم.

 

الأستاذ عبد الجليل التميمي

 

(المصدر: مراسلة إلكترونية صادرة عن مؤسسة التميمي يوم 29 ديسمبر 2005 )     

 

ألمانيا تمنحه لقب رسول الثقافة العربية الإسلامية

نصير شمة: التكريم جاء تتويجا لمشوار شاق مع العود

 

القاهرة ـ القدس العربي ـ من عمر صادق

 

حصل عازف العود العراقي نصير شمة علي وسام الجزائر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الذكري الـ50 لاندلاع ثورة التحرير التي تم الاحتفال بها أوائل نوفمبر الحالي وقدم خلالها نصير شمة حفلا فنيا وتسلم الوسام تقديرا لما قدمه للجزائر كما جاء في حيثيات الفوز.

 

قبلها بأيام حصل نصير شمة علي لقب رسول الثقافة العربية الإسلامية في الغرب بعد انتهي من جولته الفنية طاف خلالها في 150 مدينة ألمانية.. ويطير بعدها إلي مونتريال بكندا للمشاركة في مهرجان الموسيقي العربية الثامن وبصحبته فرقة عيون والمطربة المصرية ريهام عبد الحكيم التي سوف تقدم ليلة كلثومية يطير بعدها شمة إلي بروكسل للمشاركة في حوار فني بعنوان حوار الشرق والغرب بين مجموعة من الموسيقيين العرب والأجانب منهم سعيد شرايبي من المغرب ومارسيل خليفة من لبنان والعديد من الأسماء الموسيقية اللامعة.

 

ماذا يمثل لك التكريم في المنطقة العربية خاصة وأوروبا بشكل عام؟

 

التكريم مرحلة لا يصلها أي فنان إلا إذا تمكن من أدواته وقدم جديدا يتفاعل به الناس.. وعلي المستوي الشخصي أستطيع أن أذكر أنني بذلت مجهــــودا كبيـــرا في توصيل آلة العود إلي كل المتلقــــين سواء بالداخل أو الخـــارج… ولا يزال للمدرسة التي أنشأتها بدار الأوبــــرا المصرية صدي طيب بالخارج عن طــريق تعليم العازفين مهارة آلة العود.. وأستطيع أيضـا أن أقول أنني فعلت شيئا مهما في نطاق هذه الآلة العربية.

 

نلاحظ اهتمامك الكبير بتعليم الآخرين علي حساب حفلاتك؟

 

طالما عثرت علي مجموعة من الشباب الذين لديهم الأمل والأدوات فلن أتقاعس عن مهمتي حتي لو جاءت علي حساب نفسي.. فأنا عندما أري شبابا طموحا لديه الرغبة في العلم والتزود من اجل تعلم العود فلن أقف موقف المتفرج بل سوف اساعدهم حتي يقفوا علي أقدامهم ويثبتوا أنهم أهل للعلم.

 

ما هي أهم المشاكل التي تصطدم بها مع الدارسين؟

 

بعض الدارسين تعلم العزف بأساليب خاطئة لذلك فهم يحتاجون إلي وقت لإصلاح الأخطاء علي عكس الدارس المبتدئ الذي يلقن الأساليب الصحيحة في العزف.. وهناك مشكلة أخري أواجهها وهي تسرع العازفين في معرفة كل شيء عن أسرار العود هذا من وجهة نظري شيء طيب ولكني أرفض مبدأ التسرع لأن عواقبه وخيمة وتؤثر علي مسيرة العازف في المستقبل.

 

ما رأيك في مستوي العازفين وبخاصة آلة العود علي مستوي الوطن العربي؟

 

نحن نعيش عصرا ذهبيا نظر لتوافر المعاهد المتخصصة إلي جانب وجود عازفين يكتبون لآلة العود بصفة عامة.. وأري أن المنطقة العربية حافلة بالتواجد ليس علي مستوي المنطقة فحسب ولكن علي مستوي العالم أيضا.

برغم مهاراتك في العزف علي العود إلا أنك لم تحقق طموحاتك في مجال التلحين فما السبب؟

تجربتي مع التلحين اعتبرها تجربة خاصة جدا لأنها لا تعتمد علي التجارة.. فأنا قدمت نماذج مختلفة اعتمدت فيها علي تحويل النصوص الشعرية إلي نصوص موسيقية وقدمت هذه التجربة بأصوات عربية مثل إبراهيم النفاوي من مصر ومحمد الجبالي من تونس.

 

ولكن حجم أعمالك في التلحين قليل بالقياس إلي موهبتك في مجال التلحين؟

 

أريد صوتا جيدا أتعاون معه لخلق هذا الخط ولن أقدم ألحاني لمطربين أنصاف مواهب.

 

ما الفارق بين مدارس العود المختلفة؟

 

كل مدرسة لها بصمة مختلفة في المؤلفات والرموز وأسلوب العزف واستخدام الريشة.. المدرسة الشرقية تمثلها مصر وسورية وأهم رموزها السنباطي والأطرش وجورج ميشيل وفريد غصن وهي تمتاز بالطرب والقفلات التي تلهب مشاعر الجمهور لكنها لم تقدم الكونسيرت الكامل.. المدرسة العراقية قدمت الكونسيرت الكامل ولها مؤلفات ومن رموزها منير بشير وجميل بشير والشريف محي الدين حيدر أما المدرسة التركية تمتاز بالتأمل والروحانيات العالية والبطء الشديد في العزف.

 

في رأيك من هم أهم العازفين الحاليين علي الساحة ويمثلون المدارس السابقة؟

 

في مصر حسين صابر وممدوح الجبالي وعاطف عبد الحميد وعمار الشريعي الذي يمتلك نكهة خاصة تعتمد علي أسلوب الريشة المتواصلة لذلك ميزت صوت عوده عن الآخرين وفي العراق هناك خالد محمد علي وسالم عبد الكريم.

عازف العود نصير شمة.. بعد 4 سنوات علي تجربة بيت العود العربي بدار الأوبرا المصرية.. كيف تري حصاد هذه السنين؟

حققنا ما يصعب تحقيقه في أي معهد متخصص.. بدأنا بـ30 عازفا والآن وصلوا إلي 100 علي مستوي الاحتراف وأنا سعيد بهذا الإنجاز وفخور به أيضاً.

 

ما طبيعة الدراسة في معهد بيت العود وهل هي دراسة عملية فقط علي العود؟

بالقطع لا.. فإلي جانب الدراسة العملية يحصل الدارس علي دروس أسبوعية علمية ونظرية تتناول كل النظريات الموسيقية والصولفيج والثقافة الموسيقية العامة وكل ما يتعلق برموز الموسيقي في الشرق والغرب حتي يلم الدارس بكل العلوم الخاصة بهذه الآلة.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 3 جانفي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

5 mai 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1446 du 05.05.2004  archives : www.tunisnews.net لجنة الصحافيين: دعـــوة – الصحافة الالكترونية في تونس

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.