TUNISNEWS
8 ème année, N° 2734 du 16.11.2007
حركة النهضة تتضامن مع الدكتور صادق شورو رئيس الحركة السابق وتطالب السلطة بوضع حد لمعاناته الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: البوليس السياسي يمعن في سياسة الإختطاف…! الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: بيـــــــــان
الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس: : الفرز الأمني إلى أين ؟ (2)
الأساتذة المطرودون عمدا: بيــــــــان بلاغ صحفي من الجامعة العامة ردا على بيان وزارة التعليم العالي رويترز: مدرسو الجامعات في تونس يضربون احتجاجا على ظروفهم المهنية جريدة « الصباح » :بيان وزارة التعليم العالي حول الاضراب الجامعي ليومي 19 و20 نوفمبر سفيان الشّورابي: تونس: معارضان يعلّقان إضرابهما عن الطعام صحيفة « الحياة »:بن علي يرفض الاعتماد كلياً على «الحلول الأمنية» وبان كي مون يتحدث عن «منعطف حاسم»… أخبار تونس:خطاب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي حول »الإرهاب: الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة » صحيفة « القدس العربي »:المغرب: الحكم بالسجن 21 عاما علي تونسي متهم بالإرهاب لشرق: تونس: مجلس أعلى للثقافة تقوده رموز فكرية صحيفة « الحياة » :ثقافات الصحراء تجتمع في تونس عبدالسلام الككلي: مشكلة الجامعة لا تحل بالبلاغات الداعية إلى تكسير الاضراب علي شرطاني: دور القضاء التابع في النظام العلماني المغشوش في تونس العروبة والإسلام (4/4) صالح بن عرفة: في خطاب الرّئيس بن علي : « اتجاهات التأويل »و »ندوات التفسير » عبد الرحمان الحامدي: رأي في تصريح رئاسي: (الجزء الأول) مراد علي: مواطن يحاول وصف حال رئيسه وينهيه بطلب عدنان الحسناوى: الشرط الأساسي لنجاح المعارضة في إنجاز التحول الديمقراطي بتونس جامعي و نقابي: إذا أردتم الدفاع عن طالح أو كالح فعليكم باستئجار بن صالح !! سفيان رجب:منع حمل عديد المواد الأساسية الاستهلاكية المدعمة خارج الوطن مجلة « حقائق »:في نادي «كتب وقضايا» بدار الثقافة ابن خلدون:الهادي البكّوش: «لا يمكن للاستعمار أن يُضِيع بين الأمس واليوم حقيقتَهُ البشعة…» مجلة « حقائق »:الاستاذ الصادق شعبان: «الفضائيات هدّدت الهُويّات واليسار مال إلى اليمين» مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات:المؤتمر الثالث و العشرين لمنتدى الفكر المعاصر حول:دور المؤسسات العلمية والمجتمع المدني في الحوار المتعدد الثقافات والتبادل المعرفي الأورو-مغاربي د. أحمد القديدي: كفاح أميليا روبنسن بالأمس والغد عمرو حمزاوي: لماذا تتعثّر الديموقراطيات خارج الدول الغربية؟ فهمي هويدي: تجليات مكر التاريخ فى إيران
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة مساجين حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم متواصلة منذ ما يقارب العقدين
نسأل الله لهم ولجميع مساجين الرأي في تونس فرجا عاجلا قريبا
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4- نورالدين العرباوي
5- عبدالكريم بعلوش
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبدالنبئ بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
21- رضا عيسى
22- الصادق العكاري
23- هشام بنور
24 – منير غيث
25 – بشير رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة تتضامن مع الدكتور صادق شورو رئيس الحركة السابق وتطالب السلطة بوضع حد لمعاناته
دخل السجين السياسي ورئيس حركة النهضة السابق الدكتور الصادق شورو في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الاثنين 12 نوفمبر 2007 للمطالبة برفع المضايقات التي يتعرض لها في سجن العزلة وتمكين زوجته و أبنائه من جوازات السفر واحتجاجا على حرمان شقيقه الدكتور عباس شورو من التدريس بالجامعة رغم الحكم الصادر لفائدته من طرف المحكمة الإدارية.
إن حركة النهضة تلفت الرأي العام لما يتعرض له الدكتور صادق شورو منذ إيقافه سنة 1991 إلى الآن،
ـ فقد تعرض للتعذيب الشديد أثناء فترة إيقافه كاد أن يودي بحياته.
ـ تنقل بين العديد من السجون وعاش في سجن العزلة أكثر من 14 سنة.
ـ حرم من أبسط حقوق السجين كحق التداوي وقراءة الصحف والكتب والكتابة.
ـ أمام ممارسات السلطة التعسفية المستمرة، شن الدكتور صادق شورو العديد من الإضرابات عن الطعام خلال سنوات سجنه دامت عدة أيام ولم تستجب السلطة لمطالبه ممعنة في سياسة التشفي التي اعتمدتها مع مساجين الحركة والتي ذهب ضحيتها عدد من المساجين غير آبهة بنداءات المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية الداعية إلى إطلاق سراح المساجين السياسيين.
إزاء كل ذلك فإن حركة النهضة:
ـ تتضامن مع الدكتور صادق شورو وتدعو السلطة لرفع كل المضايقات التي يتعرض لها هو وأفراد عائلته
ـ تطلب من أبناء الحركة القيام بحملة للتشهير بما يتعرض له الدكتور صادق شورو
ـ تناشد كل المنظمات والهيئات الحقوقية مواصلة ضغطها على السلطة لتفرج عن بقية المساجين السياسيين
قال تعالى » واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا » الطور 46
لندن
في 16 نوفمبر 2007
رئيس الحركة
الشيخ راشد الغنوشي
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 16 نوفمبر2007
البوليس السياسي يمعن في سياسة الإختطاف…!
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عددا من أعوان البوليس السياسي داهموا محل سكنى عائلة المشرقي بحي الانطلاقة، وقاموا باختطاف الشاب محمد مجدي المشرقي واقتياده إلى جهة مجهولة. و يذكر أن الشاب محمد مجدي المشرقي وهو طالب بالسنة أولى إعلامية كان قد تم اختطافه مرة أولى في 20 ديسمبر 2006 من مقر سكناه حينها بسجنان و لم يخل سبيله إلا في أكتوبر 2007. والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تسجل استمرار هذه الانتهاكات للدستور و القانون الوطني و للمعاهدات الدولية ، فإنها تدين تعمد أعوان البوليس السياسي ترويع العائلات عبر المداهمات الليلية واختطاف الأبناء أمام أعين والديهم ، كما تدعو السلطات المعنية إلى الكشف الفوري عن مصير الشاب المختطف و تمكين عائلته من زيارته و التعجيل بإطلاق سراحه ، وتحمل الجهات التي تحتجزه المسؤولية عن أي أذى يطاله . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية : الأستاذ سمير ديلو
القيروان في 16- 11- 2007 لرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان بيـــــــــان
وقع عشية اليوم إيقاف كلا من السيد توفيق العياشي و الآنسة حبيبة التليلي وهما صحفيان من قناة الحوار التونسي جاءا إلى القيروان لتغطية تجمع نقابي تضامني مع عملة الشركة الميكانيكية المغاربية المضربين منذ 05 نوفمبر 2007 احتجاجا على ظروف عملهم. وقد انزل الصحفيان من سيارة الأجرة في طريق عودتهما إلى تونس اثر التغطية واقتيدا إلى مركز الأبحاث العدلية التابع للحرس الوطني أين امضيا أكثر من ساعتين هناك بدعوى مخالفة القوانين الصحفية و »التصوير بدون رخصة ». وفرعنا الذي يندد بالمضايقات العديدة التي تتعرض لها قناة الحوار التونسي حيث يمنع مديرها المسؤول السيد الطاهر بلحسين من حضور التحركات التي ينظمها المجتمع المدني في تونس دون تقديم أية أسباب مقنعة لذلك ويتعرض صحافييها للاعتداء اللفظي والمادي من قبل قوات الأمن وكثيرا ما يقع إيقافهم وتفتيشهم دون موجب ، فانه يدعو السلطة لاحترام حرية الصحافة والقبول بالإعلام المستقل احتراما لدستور البلاد والتزاما بالمواثيق الدولية وتماشيا مع طموحات المواطنين الذين يتوقون لإعلام حر ومستقل ومتعدد ، وذلك حتى تخرج بلادنا من الواقع الإعلامي المتخلف الذي تعيشه منذ سنوات. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس:
تونس في 15 نوفمبر 2007
الفرز الأمني إلى أين ؟ (2)
قام أعوان أمن بالزي المدني بالتنسيق مع الأمن الجامعي بإيقاف المناضل الطلابي والعضو بالحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس بالقرب من مقر رئاسة جامعة المنار أمام ذهول العديد من الطلبة والموظفين وقد سبق ذلك منعه من الدخول إلى الكلية في مناسبات عدة، بعد حرمانه من مواصلة الدراسة في المرحلة الثالثة على خلفية نشاطه النقابي والسياسي داخل الجامعة.
والجدير بالذكر، في ما يخص حالة الطالب المذكور، أنه استوفى كافة الشروط التي وقع اعتماده لقبول زملائه من الطلبة الآخرين، فعدم قبوله يعد استثناءا « غريبا ».
وتأتي هذه الخطوة امتدادا للنهج الأمني الذي يهدف لتكميم الأفواه ومحاصرة الأصوات الحرة عن طريق تطويع الفرز العلمي لإقصاء النشطاء الطلابيين من فضاء الجامعة الذي أصبح يشكو من التصحر .
إن الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس :
– تعلن استنكارها لهاته الممارسات التي تستهدف المكاسب التي تحققت للجامعة بمفضل نضالات الحركة الطلابية.
– تؤكد على أن الفرز العلمي يشكل ركن أساسي لاستقلالية ومصداقية الجامعة وأن أي تلاعب بنتائجه قد يفقد الجامعة هيبتها.
– تدعو كل القوى الطلابية والجامعية لتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه القضايا التي تهم الشأن الطلابي
منسق الحملة
محمد الجدلاوي
تونس في 15/11/2007
بيــــــــان
نحن الأساتذة المطرودون عمدا، نتوجه إلى الرأي العام بالبيان التالي:
انتدبنا للعمل كأساتذة معاونين صنف أ (MACA) في العام المنقضي بعد خوض عديد النضالات على اثر إسقاطنا عنوة من قوائم الناجحين نهائيا في مناظرة « الكاباس » وذلك على خلفية نشاطنا السابق صلب الاتحاد العام لطلبة تونس. ورغم تميز أدائنا البيداغوجي و الإداري الذي تثبته تقارير السادة المتفقدين و المديرين إلا أن وزارة التربية و التكوين فاجأتنا يوم 11 سبتمبر 2007 بإعلامنا بعدم تجديد انتدابنا دون ذكر لأسباب أو مسوغات من أي نوع مما يؤكد قناعتنا بأن قرار الطرد جاء على خلفية مشاركتنا في إضراب 11 أفريل 2007 الذي شارك فيه 110 ألاف من مدرسي التعليم الثانوي و الأساسي بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، والذي كانت نتيجته نقل تعسفية ل 97 أستاذا معاون وطردنا نحن.
ورغم مساعي قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل و النقابة العامة للتعليم الثانوي، فان وزارة الإشراف واصلت ولا زالت سياسة المماطلة والتسويف رغم وعدها بالتفاعل الايجابي مع ملفنا مما يؤكد لدينا القناعة بأنها غير مستعدة لرفع هذه المظلمة، وتبعا لذلك فإننا قررنا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام منذ اليوم 15 نوفمبر 2007 بمقر النقابة العامة للتعليم الثانوي و في حضن منظمتنا النقابية العتيدة: الاتحاد العام التونسي للشغل. وفي هذا الإطار فإننا نتوجه:
– إلى النقابة العامة للتعليم الثانوي و النقابات الجهوية والأساسية و عموم الأساتذة من اجل القيام بدورهم كاملا في خوض هذه المعركة حتى استعادة حقوقنا ورفع المظلمة عنا.
– إلى الأخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وعلى رأسهم الأخ الأمين العام كي يشدوا أزرنا و يسندوا نضالنا المشروع من اجل حقنا في العمل والحياة بكرامة.
– إلى كل التشكيلات النقابية كي تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الحقوق المكتسبة وفي مقدمتها الحق النقابي و الحق في العمل كحقوق غير قابلة للتصرف .
– إلى كل القوى الديمقراطية ومكونات المجتمع المدني المناضلة كي تقف إلى جانبنا حتى رفع هذه المظلمة.
إننا نهيب بالجميع كي يتجند معنا دفاعا عن الحق النقابي و عن الحق في العمل و ضد اعتماد معايير الولاء السياسي في الانتداب والتشغيل.
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل مناضلا مستقلا ديمقراطيا
عاشت النقابة العامة للتعليم الثانوي نقابة نضال ودفاع مستميت عن حقوق الأساتذة
لنـــــدافع جمــيعا عـــن الحـــق النقـــــــابي
الأساتذة المطرودون عمدا:
– محمد مومني 98990003
– علي الجلولي 21460918
– معز الزغلامي 95373577
–
يمكن الاطلاع على المظلمة المسلطة على الاساتذة المطرودين عمدا من خلال الرابط:
http://moumni.maktoobblog.com
للمساندة و الاتصال
profexclu@yahoo.fr
بلاغ صحفي من الجامعة العامة ردا على بيان وزارة التعليم العالي
من تونس عبدالسلام الككلي على إثر صدور بلاغ عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا في الصحف في 16 نوفمبر 2007، أصدرت الجامعة العامّة للتعليم العالي والبحث العلمي عشية هذا اليوم بلاغا صحفيا ردا على ما أسمته بالمغالطات الواردة في البيان المذكوروقالت في بلاغها حول ما ذكرته الوزارة بخصوص اجتماع 1 نوفمبر 2007 أن الجلسة خلافا لما تدعيه الوزارة لم يتم بدعوة منها بل إثر مراسلتين من الجامعة العامّة حرصا منها على عدم قطع الحوار وأضاف بيان الجامعة أنه رغم إلحاحها إثر عدم التوصل إلى أي إتفاق خلال هذا الإجتماع على تسريع وتيرة الإجتماعات فإن الطرف الوزاري لم تكن له صلاحيات كافية حتى لضبط تاريخ الإجتماع القادم واكتفى بالوعد بعقد جلسة خلال ثمانية أيام وبالإتصال بالجامعة العامّة في الغرض لكنه لم يف بهذا الوعد مما اضطرها إلى توجيه برقية الإضراب الذي قرّره المجلس القطاعي منذ 8 سبتمبر 2007، مع العلم أن الوزارة اتصلت بلائحة المجلس القطاعي في الإبان وأكدت أيضا أن الوزارة وجهت مراسلة إلى الأمين العام المساعد المسؤول عن الوظيفة العمومية تتضمن دعوة إلى عقد جلسة مع الجامعة العامّة يوم 16 نوفمبر دون تحديد ساعتها، ورغم إصرار الأمين العام المساعد على ضرورة إشراف السيد الوزير على هذه الجلسة فإنّه تبيّن أنه لن يحضرها وأنّها ستقتصر على وفد بدون صلاحيات، ولم تعاود الوزارة الإتصال بالجامعة العامّة كعادتها لتأكيد الإجتماع وتحديد ساعته، وبالتالي وعكس ما تدعيه الوزارة فإن الجامعة العامّة لم تقطع الحوار من جانب واحد ومازالت مستعدة له ومازال هنالك فُرصة لإستئنافه قبل تنفيذ الإضراب إذا رغبت الوزارة في ذلك وأخيرا وضحت الجامعة للرأي العام الوطني وللجامعيين أيضا إن تزامن الإضراب مع انعقاد الأيام الوطنية للبحث العلمي لا يرمي إطلاقا إلى التشويش على هذه الندوة بدليل أنها لم تدعُ الأساتذة الذين سيحضرونها إلى مقاطعتها، بل إلى لفت إنتباه الباحثين والمشاركين إلى خطورة أوضاع قطاع التعليم العلمي والبحث العلمي في بلادنا وإلى تدهور أوضاع الأستاذ الجامعي المعيشية. كما ذكرت أخيرا أنها كانت السبّاقة إلى تنظيم الندوات حول واقع البحث العلمي ومشاكله ومشاغل الباحثين حرصًا منها على النهوض بمنظومة البحث العلمي .وتجدر الإشارة في هذا السياق أن البيان الصادر عن وزارة التعليم العالي يأتي في سياق حملة منظمة من أجل ثني الجامعيين عن تنفيذ اضرابهم وقد نشرته كل الصحف اليومية الصادرة اليوم كما قرئ بالإذاعةوالتلفزة . كما أن اجتماعات نظمت مع بعض الأساتذة لشرح موقف الوزارة. وتشير بعض التوقعات من أوساط نقابية جامعية أنه سيقع الالتزام بشكل عريض بنداء الإضراب الصادر عن الهيكل النقابي الذي ينضوي تحته الجامعيون بجميع رتبهم وأسلاكهم.
بيان وزارة التعليم العالي حول الاضراب الجامعي ليومي 19 و20 نوفمبر
تونس ـ الصباح : وجهت «الصباح» على اثر البرقية الواردة عليها من الاتحاد العام التونسي للشغل بخصوص الاضراب الذي دعت اليه الجامعة العامة للتعليم العالي يومي 19 و20 نوفمبر الجاري مراسلة الى الوزارة تسأل فيها عن موقفها من الاضراب. وقد وافتنا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالبيان التالي: «وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا خلال شهر اكتوبر الى الهياكل الجامعية الممثلة لمختلف اصناف مدرسي التعليم العالي بما فيها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي دعوة لمواصلة الحوار والتفاوض حول الطلبات النقابية المقدمة الى الوزارة.ا وعلى هذا الاساس انعقدت جلسة تفاوضية مع نقابات التعليم العالي يوم 1 نوفمبر 2007. وبناء على المطالب التي تقدمت بها احدى هذه النقابات وهي الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي خلال الجلسة التفاوضية، دعت الوزارة النقابة المعنية الى تحديد طلباتها المادية مع الاخذ بعين الاعتبار التحفيزات التي صدرت بالرائد الرسمي هذه السنة لفائدة المدرسين الباحثين، ومنها اقرار منح لفائدة الاساتذة المؤطرين ومضاعفة منح اعضاء لجان المناظرات والترقية والترفيع في قيمة الساعات الاضافية المؤمنة في الجامعات الداخلية. كما تمت خلال تلك الجلسة دعوة الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الى تدقيق مطالبها وتفصيلها لتمكين الوزارة من النظر في مجمل الطلبات بصفة متكاملة. ورغم ما ساد المفاوضات من روح ايجابية، دعت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الى تنفيذ الاضراب عن التدريس يومي 19 و20 نوفمبر 2007. ومما يلفت الانتباه أن التاريخ المعلن لهذا الاضراب يتزامن مع انعقاد الايام الوطنية للبحث العلمي والتجديد التكنولوجي بقصر المعارض بالكرم. وتمثل هذه الايام الوطنية للبحث العلمي والتكنولوجيا تظاهرة متميزة تتحدد مع نهاية كل عشرية لوضع خطط عملية قصد الارتقاء بمنظومة البحث العلمي وفق معايير الجودة المعتمدة دوليا. وان تطوير منظومة البحث العلمي والتجديد التكنولوجي يمثل اضافة نوعية ترمي الى الاستجابة الى تطلعات الباحثين والجامعيين، وخاصة الشبان منهم في تحسين ظروف البحث والتدرج المهني. ان الدعوة الى تعليق الدروس وتعطيل البحث بهدف عرقلة المجهود الجماعي الذي بذلته جميع المؤسسات والجامعات في اطار الندوات الجهوية والاقليمية التي جمعت اكثر من ألفي جامعي وباحث تمثل محاولة اهدار للنتائج والتصورات التي افضت اليها الاستشارات. ولذلك فان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا تعتبر دعوة الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الى الاضراب قطعا للحوار من جانب واحد، ومحاولة لاحباط تطلعات الاسرة الجامعية الى تطوير المنظومة البحثية، وتعول الوزارة بالمناسبة على شعور الجامعيين بالمسؤولية للمساهمة الفعالة في تحقيق الاهداف الوطنية الطموحة». » (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2007)
مدرسو الجامعات في تونس يضربون احتجاجا على ظروفهم المهنية
تونس (رويترز) – أعلنت النقابة العامة للتعليم العالي بتونس وهي واحدة من أكبر النقابات في البلاد الاضراب عن العمل يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين للضغط على الحكومة للزيادة في المنح والمطالبة بالحق النقابي. وقال الشاذلي السوقة المسؤول بنقابة التعليم العالي يوم الجمعة لرويترز « قررنا الاضراب عن العمل يومي 19 و20 نوفمبر الحالي نتيجة اصرار الوزارة على المماطلة في المفاوضات التي بدأت منذ عام دون تحقيق اي نتيجة ». وتطالب النقابة بزيادة منحة الانتاجية والحق في العمل النقابي داخل الجامعات. ويتوافق تاريخ الاضراب المقرر مع تنظيم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا لملتقى هام حول البحث العلمي والتجديد التكنولوجي لوضع خطط عملية لمزيد من الارتقاء بمنظومة الابحاث العلمية. وقال السوقة « اخترنا هذا التاريخ للاضراب لاشعار الرأي العام في تونس بأنه في الوقت الذي يعقد فيه ملتقى حول تطلعات البحث العلمي تبقى ظروف مدرسي الجامعات دون المأمول ». لكن بيانا لوزارة التعليم العالي قال ان الدعوة للاضراب محبطة لتطلعات الاسرة الجامعية ومعرقلة للمجهود الجماعي الذي بذلته الجامعات. ويقدر عدد الاساتذة الجامعيين في تونس بنحو 16 الف مدرس. وتسبب مثل هذه الاضرابات احراجا للحكومة التي تفاخر بأنها من بين افضل الدول في افريقيا في مجال التعليم. واقدم مئات الاساتذة منذ عامين على الامتناع عن تصحيح امتحانات نهاية السنة لاول مرة واتخذت الحكومة اجراءات عقابية ضد المحتجين بحرمانهم من الرواتب. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 نوفمبر 2007)
تونس: معارضان يعلّقان إضرابهما عن الطعام
تونس- من سفيان الشّورابي أعلن كل من الصحفي سليم بوخذير و المحامي محمد النوري مساء يوم الأربعاء 14 نوفمبر (تشرين الثاني) تعليقهما لإضراب الجوع الذي انطلقا فيه منذ أربعة عشر يوماً. وجاء في البيان الذي تحصلنا » على نسخة منه، أنهما يوقفان إضرابهما « مؤقتاً » لإفساح المجال أمام المبادرات الايجابية من أجل تمتيعهما بجواز سفريهما.وقالت مية الجريبي، نيابة عن لجنة المساندة « أنه مرة أخرى مواطنون يعرضون صحتهم للخطر من أجل مطالب بسيطة وهو لأمر محزن جداً، و يعبر على مستوى تدهور الأوضاع السياسية و الحقوقية في تونس ».و أضافت أن المنع من حق السفر يعاني منه الكثير من التونسيين من المعارضين. و قالت « إننا عازمون على مزيد النضال من أجل أن يسترد الجميع حقوقهم المسلوبة ».و كان بيان صادر صبيحة يوم أمس الأربعاء عن هيئة 18 أكتوبر (تشرين الأول) للحقوق و الحريات ناشد المضربيْن « بتعليق الإضراب عن الطعام مؤقتاً لترك المجال لحل هذه المسألة حلاً عاجلاً ». وهو ما ركزت عليه الجريبي بقولها أن لجنة المساندة « رصدت مؤشرات ايجابية من شأنها أن تؤدي إلى حل ايجابي و مشرف لهذه القضية ». و قال المحامي عياشي همامي عضو لجنة المساندة، من جهته، أن النوري و بوخذير « يعلقان إضرابهما بطلب منا و بإلحاح شديد منا و باقتناع كذلك » في انتظار النتيجة المنتظرة للوساطات الجارية الآن. و قد أعلن أيضاً « أن الوساطة التي نتحدث عنها هي من طرف عميد المحامين الأستاذ بشير الصيد ». و ذكر مصدر رفض ذكر اسمه، أن بشير التكاري وزير العدل و حقوق الإنسان، تقدم في وقت سابق إلى عميد المحامين للتوسط من أجل حل هذا الإشكال، واعداً بتمكين المضربيْن من جواز سفرهما في أقر وقت فور انهائهما إضرابهما. و كان سليم بوخذير و محمد النوري قد دخلا في إضراب جوع منذ 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري من أجل « أجل تمكينهما من حق السفر » الممنوعان منه منذ عدة سنوات. و ردت السلطات الرسمية حينها، بوصفها أنها « ادعاءات واهية، ولا أساس لها من الصحة ».و شكر محمد النوري جميع الذين تضامنوا معهم و ذكر منهم حزب العمال الشيوعي و الحزب الديمقراطي التقدمي و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وحركة النهضة و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و المجلس الوطني للحريات بتونس و جمعية مناهضة التعذيب و العديد من النقابات العمالية و هيئة 18 أكتوبر (تشرين الأول) و عمادة المحامين.و قال سليم بوخذير « أن هناك مؤشرات ايجابية على الاستجابة لمطالبنا خلال الأيام القليلة القادمة دون قيد أو شرط تدعونا للتعليق عن الإضراب عن الطعام مؤقتاُ و استعدادنا لاستئنافه فوراً بانقضاء هذه الآجال ».
بن علي يرفض الاعتماد كلياً على «الحلول الأمنية» وبان كي مون يتحدث عن «منعطف حاسم»… شخصيات دولية تحض على حوار حضارات للتصدي للإرهاب
تونس – الحياة حذر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من «خطورة ما وصل إليه تنامي الكراهية والعداوة بين البشر»، مؤكداً أن «مشاعر الخوف والحذر التي أعقبت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 دفعت بالعلاقات القائمة بين المجتمعات العربية والإسلامية والمجتمعات الأوروبية والأميركية إلى وضع يسوده الشك وسوء الفهم». واعتبر في خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر الدولي حول «الإرهاب: الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة»، أمس، أن «عالمنا اليوم ليس على ما يرام بسبب تفاقم الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية بين دول الشمال ودول الجنوب، واتساع رقعة التوترات والنزاعات في العالم وعدم ايجاد حلول مشتركة ومنصفة للقضايا الدولية العالقة، إضافة إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه القضايا». وحضر المؤتمر الذي تنظمه الحكومة التونسية ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ويستمر يومين كل من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة واكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام لـ «الإيسيسكو» وممثلو منظمات دولية وإقليمية متخصصة. واتهم بن علي من سماهم بـ «المتطرفين من الجانبين» باستثمار الأوضاع الراهنة «لإثارة الأحقاد وتأجيج الفتن، فقامت الأصولية الغربية بتكريس كره الأجانب، والتنظير لصراع الثقافات وصدام الحضارات، وأوغلت الأصولية الإسلامية في الرجعية والتطرف، لتتصرف باسم الإسلام وهو منها براء، ولتفرض اتجاهاتها الفكرية والعقائدية بالعنف والإرهاب». ورأى أن النجاح في السيطرة على الإرهاب «يتوقف إلى حد بعيد على الأساليب التي نتوخاها في مكافحته، وأبرزها أن لا نقابل العنف بالعنف، وأن لا نعتمد كلياً على الحلول الأمنية التي تبقى ضرورية لكنها غير كافية، وأن لا نتهاون بسد الذرائع التي تتخذ منها الجماعات الإرهابية سبباً لمواصلة الترويج لخطابها التحريضي، وتعبئة النفوس على ردود الفعل المتطرفة». وشدد على أن أنجع علاج هو «العلاج الوقائي الذي يبدأ بالقضاء على الأسباب الدافعة إلى ظهور الإرهاب والظروف المهيئة لانتشاره». أما بان كي مون فجدد التزام الأمم المتحدة مكافحة الإرهاب في كل مناطق العالم، وتعهد في كلمته الإفتتاحية تنسيق الجهود الدولية لوضع حد لهذه الظاهرة وتعميق الحوار بين الحضارات. وقال «إن الأمر يتعلق اليوم بتطبيق الاستراتيجية في أبعادها كافة وبحلول ايلول (سبتمبر) المقبل علينا جميعاً (…) التوصل الى نتائج ملموسة». ووصف الاستراتيجية التي تبنتها الأمم المتحدة في أيلول 2006 بـ «المنعطف الحاسم»، واشار إلى أنها المرة الأولى التي تلتقي فيها 192 دولة عضواً في الأمم المتحدة حول «خطة مفصلة وجماعية ومصادق عليها في المستوى الحكومي لدحر الارهاب». وأضاف ان المجتمع الدولي متفق في الوقت نفسه على «وجود ظروف ملائمة لانتشار الارهاب» وعلى ضرورة التصدي لها. أما الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أوغلي فشدد على مبادئ التسامح والاعتدال التي قام عليها الإسلام. ورأى أن هناك «تطورات باعثة على الأمل في العالم». لكنه أكد أن «الحالة في العراق لا تزال تشكل مصدر قلق بالغ لمنظمة المؤتمر الإسلامي». وقال أن منظمة المؤتمر الإسلامي ستعلن قريباً مبادرة جديدة لتفعيل إعلان مكة المكرمة من أجل وضع حد للعنف الطائفي في العراق، تعزيزاً للمصالحة الوطنية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2007)
خطاب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي حول
« الإرهاب: الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة » (قرطاج، في 15 نوفمبر 2007)
بسم الله الرحمان الرحيم معالي السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، معالي السيد أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، معالي الدكتور عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، معالي الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أصحاب السعادة والفضيلة، ضيوف تونس الكرام، حضرات السادة والسيدات، أفتتح المؤتمر الدولي حول « الإرهاب: الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة »، مرحبا بالسيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة وبممثلي المنظمات الأممية والدولية والإقليمية والعربية المختصة، وبسائر الخبراء والمفكرين والباحثين والجامعيين من البلدان الشقيقة والصديقة، الذين نعتز بمشاركتهم في هذا المؤتمر، ونرجو لهم إقامة طيبة ببلادنا ؛ فتونس كانت وما تزال ملتقى الثقافات والحضارات، وجسرا مفتوحا على العالم للتواصل والحوار حول كل ما يخدم التقارب والتفاهم بين الأفراد والطوائف والشعوب والدول. وإذ أشكر السادة بان كي مون ، الأمين العام للأمم المتحدة، وأكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، على كلماتهم اللطيفة ومشاعرهم النبيلة نحو تونس وشعبها، فإني أنوه بهذه المناسبة بدور منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية المختصة، وفي مقدّمتها : منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة « اليونسكو »، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة « الإيسيسكو »، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الألكسو »، في سعيها الحثيث إلى تكريس الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان، وإشاعة القيم الكونية المشتركة بين الأمم. ونحن نعتبر انعقاد هذا المؤتمر ببلادنا، تجسيما لحرصنا جميعا على دعم كل المبادرات الإقليمية والدولية التي تعمل على إحلال الأمان والسلام في العالم. حضرات السادة والسيدات، ان تفاقم الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية بين دول الشمال ودول الجنوب واتساع رقعة التوترات والنزاعات في العالم وعدم ايجاد حلول مشتركة ومنصفة للقضايا الدولية العالقة علاوة علي ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه القضايا لمما يؤكد جليا ان عالمنا اليوم ليس علي ما يرام وان العلاقات الدولية في وضع يبعث علي الانشغال وعدم الاطمئنان. والمتأمل فيما يقع شرقا وغربا من حوادث تصدم الضمير الإنساني بعنفها وبشاعتها سرعان ما يدرك خطورة ما وصل إليه تنامي الكراهية والعداوة بين البشر. ذلك أن مشاعر الخوف والحذر التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001، قد دفعت بالعلاقات القائمة بين المجتمعات العربية والإسلامية والمجتمعات الأوروبية والأمريكية، إلى وضع يسوده الشك وسوء الفهم. واستغل المتطرفون من الجانبين هذه الأوضاع، لإثارة الأحقاد وتأجيج الفتن. فقامت الأصولية الغربية بتكريس كره الأجانب، والتنظير لصراع الثقافات وصدام الحضارات. وأوغلت الأصولية الإسلامية في الرجعية والتطرف، لتتصرف باسم الإسلام وهو منها براء، ولتفرض اتجاهاتها الفكرية والعقائدية بالعنف والإرهاب. إن الإرهاب سلوك عدواني مناف لكل المعايير الأخلاقية والدينية والاجتماعية والحضارية. وهو انتهاك سافر لسيادة الدول ولميثاق الأمم المتحدة ولجميع العهود والمواثيق الدولية. كما أنه ظاهرة مرضية لازمت تاريخ البشرية منذ القديم، لم يسلم منها مجتمع ولا حضارة، كما لم يختص بها دين بعينه ولم يعرف بها بلد دون غيره. وقد تحول الإرهاب في العصر الحديث إلى آفة عابرة للقارات، تربك العلاقات الدولية وتهدد الأمن والاستقرار في العالم. لذلك شرعت المجموعة الدولية خلال المدة الأخيرة في العمل على توحيد جهودها لمكافحة الإرهاب، واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع حدوثه وانتشاره. ونحن نعتقد أن تحقيق هذه الغاية، يتوقف إلى حد بعيد على الأساليب التي نتوخاها في مكافحة الإرهاب، وأبرزها: أن لا نقابل العنف بالعنف، وأن لا نعتمد كليا على الحلول الأمنية التي تبقى ضرورية لكنها غير كافية، وأن لا نتهاون بسد الذرائع التي تتخذ منها الجماعات الإرهابية سببا لمواصلة الترويج لخطابها التحريضي، وتعبئة النفوس على ردود الفعل المتطرفة. إن أنجع علاج في نظرنا، هو العلاج الوقائي الذي يبدأ بالقضاء على الأسباب الدافعة إلى ظهور الإرهاب والظروف المهيئة لانتشاره، بالاعتماد أساسا على تطوير حياة الإنسان اليومية نحو الأفضل، وذلك بنشر التعليم والثقافة، والنهوض بأوضاع المرأة والشباب، وتكريس حقوق الإنسان، وتوسيع مجالات الاستشارة والمشاركة، ومكافحة الفقر، وإشاعة التنمية الشاملة المستديمة بين كل الفئات والجهات. وقد بينت الأحداث، أن الإنسان الذي يفتقر إلى أبسط مرافق العيش، ويعاني الجهل والخصاصة والعزلة والتهميش، ويحاصره الشك والفراغ والإهمال والقهر، هو الذي يسقط غالبا فريسة سهلة للتطرف والعمل الإرهابي. لذلك اعتبرنا منذ الأيام الأولى من تحول السابع من نوفمبر 1987، أن صلاح شؤون وطننا يتوقف على صلاح أوضاعه التربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وإزالة مظاهر الحرمان والخلل التي ينجر عنها شعور بالظلم والحيف ونزوع إلى الإحباط واليأس. فاعتمدنا منذ البداية خطة وطنية طموحة للإصلاح والتطوير والتأهيل والتحديث تربط بين التقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي في سائر قطاعات التنمية، وتهيئ لشعبنا مقومات العزة والكرامة. لقد بادرنا بوضع قطاع التربية والتكوين في مقدمة اختياراتنا الوطنية، وجعلنا من التعليم حقا مشروعا لجميع التونسيين والتونسيات. وأقررنا إجباريته ومجانيته. وأقمنا أسسه على ثوابتنا الثقافية والحضارية والدينية، وعلى أنبل القيم الكونية. وحرصنا على أن نرسخ لدى ناشئتنا من خلال المواد التي يدرسونها الوعي بالحقوق والواجبات، وأن نعمق إدراكهم بفضائل الحوار واحترام الرأي المخالف، وأن نحفزهم إلى الاجتهاد وإعمال العقل، وإلى نبذ التعصب والعنصرية، وتوخي السلوك الحضاري، والاعتدال في المواقف وردود الفعل، واستيعاب معارف العصر وتقنياته. وأتحنا لهم الفرصة منذ مرحلة المدرسة الأساسية لحذق لغتين أجنبيتين تؤمنان لهم التواصل مع ثقافات العالم. وتندرج في هذا السياق، العناية التي أوليناها للشباب في اختياراتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فقد دأبنا على الإصغاء إليه بانتظام، لرصد مشاغله وطموحاته. وأشركناه في شؤون الحياة العامة، المحلية والجهوية والوطنية. وعمقنا الحوار معه بواسطة استشارات شبابية دورية، كما جرى سنوات 1996 و2000 و2005، حيث اعتمدنا نتائج هذه الاستشارات الثلاث في مخططاتنا التنموية. ووفرنا لشبابنا شبكات متنوعة من المراكز والنوادي والمؤسسات والمنشآت الثقافية والرياضية والترفيهية موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، حتى نحفظ له توازنه النفساني والاجتماعي، ونثري تكوينه التربوي، وندعم علاقاته بمحيطه. وجعلنا من التشغيل أولوية مطلقة في سياستنا، نسخر لها جميع ما لدينا من إمكانيات وآليات، لكي نضمن لشبابنا المستقبل الآمن والحياة الكريمة. واعتبرنا الثقافة سندا للمد الإصلاحي والتحديثي الذي نقوم به في مجتمعنا. وأحطنا المثقفين بالرعاية والعناية والتشجيع، بعيدا عن كل توجيه أو رقابة أو مصادرة. ورفعنا من ميزانية الثقافة لتبلغ حاليا 1% من ميزانية الدولة ولتصل إلى 1.5% سنة 2009. وجعلنا من الثقافة شأنا وطنيا يهم سائر الأفراد والفئات والجهات، بما نهيئ به شعبنا لمواكبة مستجدات العصر ومتغيراته، ونعدّه لرفع ما يواجهه من تحديات وكسب ما يطرح عليه من رهانات. ونحن نعتز بما تميز به مثقفونا من شعور عال بالمسؤولية المدنية بقي دائما حيا وقادا في نفوسهم وعقولهم، يعبرون من خلاله عن مشاغل شعبنا وطموحاته، ويدافعون عن قيمه الروحية والاجتماعية والحضارية. فأكدوا بذلك أن الحرية لا يمكن أن تكون حيادا أو استقالة، بقدر ما تكون التزاما وطنيا اختياريا يحفز المثقف إلى الاهتمام بالتحولات والتحديات التي يشهدها مجتمعه، وبالتوترات والأزمات التي تنتاب عالمه. لهذا أكبرنا موقف المثقفين التونسيين عندما هبوا في أواخر تسعينات القرن الماضي لمواجهة دعاة التطرف والعنف، بالرد عليهم، وتفنيد آرائهم، وفضح انحرافاتهم، والتنديد بما يمارسونه من إرهاب فكري ومادي. فأقاموا الدليل بهذه المواقف، على أن التصدي للتزمت والرجعية والتطرف، ليس مسؤولية الدولة وحدها، وإنما هو مسؤولية مشتركة بين سائر مكونات المجتمع المدني. ونعتقد أن تراكم المشاكل في عصرنا، وما رافقه من تطور اتصالي وتكنولوجي هائل، قد زاد في تعاظم دور المثقفين والإعلاميين، ودور الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والاتحادات المهنية، لكي يكونوا جميعا قدوة في التواصي بقيم الحرية والعدل والوفاق والتسامح داخل مجتمعاتهم، وفي إشاعة المبادئ الإنسانية المشتركة، والتصدي لمظاهر الغلو والتعصب والعنصرية. وكان رواد الإصلاح والتنوير وزعماء التحرير والتحديث ببلادنا، قد أدركوا منذ أوائل القرن الماضي، أن رقي الأمم لا يكتمل بدون النهوض بمنزلة المرأة وتطوير أوضاعها في الأسرة والمجتمع. وهو ما بادرت تونس بوضعه حيز التطبيق منذ السنة الأولى من الاستقلال، عندما أصدر الزعيم الحبيب بورقيبة « مجلة الأحوال الشخصية » في 13 أوت 1956، قاطعا بذلك الصلة بعهود التخلف الاجتماعي والثقافي، ومؤسسا لمرحلة وطنية جديدة تنصف المرأة، وتؤكد مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات. وقد قررنا في تحول السابع من نوفمبر 1987، حماية هذه المجلة وتطويرها وإثراءها. واتخذنا في 13 أوت 1992 مجموعة من الإجراءات التي ترفع عن المرأة كل مظاهر التمييز، وتدعم تماسك الأسرة واستقرارها، إضافة إلى التنقيحات التي أدخلناها في الغرض، على المجلة الجنائية، ومجلة الشغل، ومجلة الجنسية، وارتقائنا بمبادئ مجلة الأحوال الشخصية إلى مرتبة الدستور، وذلك إيمانا منا، بأن لا تقدم لأي مجتمع بدون وجود شراكة فاعلة ودائمة بين الرجل والمرأة في كل ميادين الحياة. وأصبحت المرأة التونسية اليوم وجها ناصعا من وجوه الحداثة في تونس، إذ هي حاضرة في سائر مجالات العمل والإنتاج والنضال. وتتحمل أعلى المناصب في المؤسسات التنفيذية والتشريعية والإدارية، وتتعاطى مختلف الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية، وتمارس شتى المهن الاقتصادية والعلمية والتقنية، وتباشر قسطها من المسؤولية داخل مكونات نسيجنا الجمعياتي. وهي تملك من الوعي وقوة الشخصية، ومن التجذر الأصيل في هويتها العربية الإسلامية، والمواكبة الرشيدة لعصرها، ما يؤهلها للمحافظة على مكاسبها، ولتكون عنصر استقرار وتوازن في مجتمعها، وحصنا حصينا أمام دعاة الردة والرجعية. ولا شك أنكم تدركون تشعب التحولات والمشاغل التي غيرت في عصرنا من دور الأب والأم في العديد من الوظائف بسبب ضغوطات الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بما لم يعد يسمح لهما غالبا بتخصيص الوقت الكافي لرعاية الأبناء والإحاطة بهم. وهو ما أصبح يستدعي منا جميعا تعميق التفكير في هذه المسألة، والبحث عن سبل التكامل الناجح بين أدوار المدرسة والأسرة ومكونات المجتمع المدني، حتى لا نترك لدعاة التطرف والعنف أي مجال لاستغلال هذا الفراغ لصالحهم. وحرصنا إلى جانب اهتمامنا بأوضاع شعبنا الاجتماعية، على الاهتمام بمنظومة حقوق الإنسان في أبعادها الشاملة لمختلف قطاعات التنمية، وكرسنا من خلالها حق كل التونسيين والتونسيات في التمتع بمرافق العيش الأساسية والحصول على أسباب الرزق والرفاه. فأنشأنا سنة 1993 « صندوق التضامن الوطني »، وسنة 1997 « البنك التونسي للتضامن »، وسنة 1991 « الصندوق الوطني للتشغيل »، وذلك قصد تنويع الآليات الكفيلة بتعزيز التآلف والتضامن بين سائر المواطنين والمواطنات، وتخفيف وطأة العيش على الفقراء منهم والمحتاجين، وتوفير أكثر ما يمكن من فرص المساعدة والمساندة أمام صغار الصناعيين والحرفيين والفلاحين لتحسين أوضاعهم المهنية، وفتح المزيد من الأفاق أمام حاملي الشهادات العليا لممارسة العمل الحر وإحداث المشاريع وإيجاد مواطن الشغل. كما استهدفنا أكثر من مليون تونسي بالمرافق الحيوية والتجهيزات الضرورية وما يتبعها من أسباب الإعمار والإنماء، فأخرجناهم من العزلة والتهميش، وحولنا مناطقهم إلى أماكن يطيب فيها العيش، وألحقناهم بالحياة النشيطة، وأدمجناهم في الدورة الاقتصادية. وساعدتنا هذه المبادرات والإنجازات، على تحسين مؤشرات التنمية البشرية ببلادنا على المستويين الكمي والنوعي، من أهمها: تجاوز نسبة تمدرس الفتيان والفتيات في سن 6 سنوات 99%، وبلوغ معدل الدخل الفردي للمواطن التونسي 4.384 د في السنة، وانخفاض نسبة الفقر إلى 3.8%، وتجاوز حجم الطبقة الوسطى نسبة 80%، وارتفاع التغطية الاجتماعية إلى ما يفوق 90%، وارتقاء مؤمل الحياة عند الولادة إلى أكثر من 74 سنة. وعملنا في نطاق ترسيخ هوية شعبنا والمحافظة على خصوصياته الثقافية والحضارية، على حماية ديننا الإسلامي من كل تحريف، وعلى نشر مبادئه السمحة وما تميزت به من حث على الاجتهاد وإعمال العقل، والتواصي بقيم الوسطية والاعتدال والتسامح، ونبذ الانغلاق والمغالاة والتعصب. ونشير في هذا السياق، إلى أن المبادئ التي جاء بها الإسلام، تشترك فيها معه الديانتان السماويتان اليهودية والمسيحية، مما يحمل القائمين على الأديان الثلاثة، مسؤولية تكريس الفضائل التي تجمع بينها، وتثبيت الحوار بين معتنقيها، في كنف الوفاق والتعايش والاحترام المتبادل. ولا بد أن نؤكد في هذا المقام أيضا، أن الجماعات الإرهابية المحسوبة على الإسلام، والتي هي بصدد إلحاق أفدح الإساءات بالإسلام والمسلمين، لا تمثل ديننا الحنيف في شيء، إذ هي ظاهرة شاذة، أفرزتها ظروف معينة في المجتمعات العربية والإسلامية، وستزول بزوال هذه الظروف. أما الدين الإسلامي، فلا علاقة له بالتطرف والعنف والإرهاب، لأنه دين وسطية وسلام وحوار وتسامح. وهو ما تجسّمه تجسيما قاطعا عدة آيات من القرآن الكريم، كقوله تعالى: « وكذلك جعلناكم أمة وسطا » و »لا إكراه في الدين »، و »ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة »، و »جادلهم بالتي هي أحسن »، و »إن جنحوا للسلم فاجنح لها » صدق الله العظيم… هذا علاوة على ما يحتوي عليه تاريخ المسلمين من فضائل ومآثر، تبرز سماحة الإسلام، ورفعة مقاصده، وبرّه بالإنسان والأخوة الإنسانية. وإذ تجدد تونس بهذه المناسبة تنديدها بالخلط السائد اليوم في الغرب بين الإرهاب والإسلام، وتعبر عن أسفها لما يتعرض له المسلمون من مضايقات وحملات تشويه غير مبررة، فإنها ستمضي قدما في تعزيز الحوار بين الشعوب والثقافات والحضارات والأديان، قصد الإسهام في الحد من سوء التفاهم ومظاهر التباعد والتباغض التي تسود العلاقات الدولية. وهو ما أصبح قاعدة ثابتة في توجهاتنا واختياراتنا، إذ أصدرنا في 21 أفريل 1995 وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) « عهد قرطاج للتسامح »، وأحدثنا في نوفمبر 2001 « كرسيا جامعيا لحوار الحضارات والأديان »، وأسسنا في ديسمبر 2002 « جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية » إثراء للفكر الاجتهادي في ديننا الحنيف. كما أنشأنا في ماي 2005 وبالتعاون مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي « منتدى تونس للسلام ». وأقمنا في جوان 2005 « مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة ». وأصدرنا في فيفري 2006 وبالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) « إعلان تونس من أجل التحالف بين الحضارات ». ولا تخلو سنة، دون أن تنظم فيها بعض المؤسسات والمنظمات والجمعيات المدنية التونسية، لقاءات وندوات حول الحوار بين الشعوب والثقافات والحضارات والأديان. وستثابر بلادنا على احتضان مثل هذه اللقاءات والندوات، لإيمانها العميق بدورها الأخلاقي على المستوى الدولي، وحرصها على أن تضم جهودها إلى جهود كل قوى الخير في العالم، من أجل تكريس ثقافة الحوار، وتعميمها وتعميقها وتوسيع مجالاتها، باعتبارها الأسلوب الأفضل والإطار الأسلم، للتخلص من تراكمات الأحكام المسبقة، والصور النمطية المألوفة، ومشاعر الكراهية والعنصرية التي يحملها كل طرف عن الآخر. ومن حسن حظنا، أن وسائل الاتصال الحديثة بمختلف شبكاتها ولاسيما منها الأنترنات، تتيح لنا اليوم المزيد من فرص التلاقي والتخاطب بشكل لم يسبق له مثيل، ويمكن متى غلبنا الجانب الأخلاقي في استخدامها، أن نسهم في إثراء مجالات التفاهم والتعاون فيما بيننا. وإذ نعرب عن ارتياحنا للوعي المتنامي بفضائل الحوار، محليا وإقليميا ودوليا، فإننا نرى أن هذا الحوار لا يكون مجديا إلا إذا حافظت جميع الأطراف على نزاهته ومصداقيته ونبل أهدافه، لكي يقودنا بعد ذلك إلى تحالف قوي ضد السلبيات والمظالم التي تهدد السلام والاستقرار في العالم. وكنا نادينا في هذا المجال، باعتماد مقاربة شاملة في العلاقات الدولية تقوم على التلازم بين السلم والأمن والتنمية. واقترحنا سنة 1989، إبرام عقد للسلم والتقدم بين دول الشمال ودول الجنوب. ودعونا سنة 2002، إلى إنشاء صندوق عالمي للتضامن ومقاومة الفقر، تم إقراره بالإجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإن تونس التي أدركت مبكرا مخاطر التطرف والإرهاب، كانت سباقة منذ تسعينات القرن الماضي، إلى التحذير من عواقب هذه الظاهرة وتبعاتها الوخيمة، ونادت بضرورة تكثيف التعاون للوقاية منها والقضاء عليها. كما أننا دعونا سنة 2003، إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لوضع إستراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه، وإعداد مدونة سلوك في المجال تلتزم بها جميع الأطراف. ونحن على يقين بأن وعي الدول اليوم بخطورة الإرهاب، وانخراطها في الاتفاقيات الأممية والقارية والإقليمية المتعلقة بمكافحته واجتثاث أسبابه، ولاسيما منها الاتفاقيات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات والمؤسسات الدولية المختصة، من شأنه أن يهيئ الظروف الملائمة لإرساء تعاون دولي شامل وناجع في مكافحة الإرهاب، وإقامة شراكة متضامنة ومتكافئة لتقليص الفوارق التنموية بين البلدان. كما أننا نؤمن إيمانا قويا بأن حدة الأوضاع العالمية الراهنة لا يمكن أن تنال من عزمنا على إصلاحها وتغييرها ودرء أخطارها، إذا ما تحلينا جميعا بالشجاعة اللازمة لإنهاء المظالم التي تعيشها بعض الشعوب وأشهرها مظلمة الشعب الفلسطيني الشقيق، وإذا ما حرصنا على توخي العدالة والشمولية في معالجة القضايا المطروحة دون انتقائية أو تفضيل لإحداها على أخرى. حضرات السادة والسيدات، إن أمن الدول واستقرارها وازدهارها، من أمن العالم واستقراره وازدهاره. وهو ما يجب أن يعمق البعد الكوني في تفكيرنا وسلوكنا، باعتبار هذا البعد التزاما أخلاقيا يكرس التواصل والتفاهم فيما بيننا، بقطع النظر عن تنوع خصوصياتنا الجنسية والدينية والثقافية، ودون اعتبار لمسافات التقدم والنمو التي تفصل بعضنا عن بعض؛ فالإنسانية وحدة لا تتجزأ، وعالمنا واحد، ومصيرنا واحد، ولا سبيل لنا غير التعاون والتضامن، لنواجه معا ما يتهددنا من أضرار ومخاطر ولنجلب معا ما نحتاج إليه من مصالح ومنافع. وفي الختام، أجدد لكم التحية والترحاب، راجيا لمؤتمركم كامل النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 15 نوفمبر 2007)
المغرب: الحكم بالسجن 21 عاما علي تونسي متهم بالإرهاب
سلا (المغرب) ـ ا ف ب: اكدت محكمة سلا بالقرب من الرباط الاربعاء الحكم بالسجن لمدة 15 عاما الذي صدر في اذار/مارس بحق مواطن تونسي اقر بانه خطط لمشاريع ارهابية في المغرب وكذلك في الخارج، حسب ما ذكر مصدر قضائي. وبالاضافة الي التونسي محمد بن الهادي مساحيل (37 عاما)، اكدت المحكمة ايضا احكاما بالسجن لمدة عامين وعشرة اعوام بحق ثلاثة مغاربة وخففت احكاما عن اربعة اخرين. كما اكدت براءة متهم تاسع. وكان المتهم الاساسي الذي كان يعمل في مطعم بميلانو (ايطاليا) قد دخل الي المغرب في كانون الثاني/يناير 2006 علي متن سيارة سياحية. واقام هذا التونسي علاقات وثيقة في الدار البيضاء وفي سلا مع عناصر مفترضين من حركة اصولية تطوعوا جميعا للجهاد في العراق ، حسب ما جاء في التقرير الذي رفعته الشرطة. وتقيم هذه الحركة التي لها تشعبات في المغرب واوروبا، علاقات مع الجناح الجزائري لتنظيم القاعدة في المغرب العربي. وفي اذار/مارس الماضي، لم تقدم النيابة العامة امام محكمة سلا التي تنظر في قضايا الارهاب خطة او ادلة مقنعة للاتهامات التي وجهتها الي المتهمين الذين دحضوا التهم الموجهة اليهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2007)
تونس: مجلس أعلى للثقافة تقوده رموز فكرية
تونس – صالح عطية : يجري الإعداد حاليا في مستوى الحكومة التونسية، لمشروع قانون يقضي بإحداث « مجلس أعلى للثقافة »، كان الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي أعلن عنه قبل بضعة أيام، بمناسبة الذكرى العشرين لوصوله إلى الحكم. وسيتألف هذا المجلس، الأول من نوعه في تاريخ المشهد الثقافي التونسي، من شخصيات بارزة من مختلف حقول الثقافة والفن والإبداع، بغاية الإسهام في بلورة الأفكار والتصورات التي تساعد على تطوير هذه القطاعات، وتعزيز إشعاع الثقافة التونسية في المنابر الثقافية الإقليمية والدولية. وكان بن علي قرر، إلغاء الرقابة الإدارية على الكتب والمنشورات والأعمال الفنية عند الإيداع القانوني، وجعل هذه الرقابة وإصدار قرارات المنع من النشر، تقتصر على القضاء وحده. ومثّل موضوع إلغاء العمل بالإيداع القانوني، مطلبا أساسيا للنخب التونسية منذ فترة طويلة، باعتباره أحد معوقات الإبداع الفكري والثقافي والتنمية الثقافية في البلاد. وتأتي هذه الخطوة الجديدة على طريق إلغاء الرقابة على الكتب والمصنفات الأدبية والمعرفية، بعد سلسلة من الخطوات التي قطعتها الحكومة التونسية، خلال السنوات الماضية لحماية الملكية الفكرية وحقوق المؤلفين، فيما يرى بعض المثقفين أن حرية التعبير والإبداع هي المطلب الأكثر إلحاحا في المشهد الثقافي التونسي تسبق عملية تحرير الإيداع القانوني. ويأمل المثقفون في تونس، في أن يساهم المجلس الأعلى للثقافة في اتخاذ قرارات من شأنها التشجيع على مزيد من حرية الإبداع والتعبير في البلاد. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2007)
ثقافات الصحراء تجتمع في تونس
تونس – صالح سويسي تستعدّ مدينة دوز (بوابة الصحراء التونسية) لاحتضان الدورة الأربعين لمهرجان الصحراء الدولي الذي يبدأ في 26 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لمدة 3 أيام متواصلة، للاحتفاء بثقافات الصحراء. ويقول منظّمو المهرجان أن هذه الدورة ستكون استثنائية بكل المقاييس بدءاً من البرنامج الثريّ الذي حمل إضافات عدة، منها تكثيف عدد الدول المشاركة، مروراً بالسهرة الحدث التي أعدتها مصممة يابانية حيث ستكون الصحراء التونسية كرنفالاً من الأضواء والألوان، وصولاً إلى الندوة الفكرية الدولية الكبرى التي سيشارك فيها عدد كبير من الأسماء الفاعلة في مجال حوار الحضارات والأديان والثقافات من مختلف أرجاء المعمورة. وسيحافظ المهرجان على خصوصيته المتمثّلة في ترسيخ قيم التسامح والسلام منطلقاً من الصحراء التونسية كنقطة تقاطع والتقاء مع كل الشعوب. ويؤكد المنظّمون أن المهرجان يقدم المنتوج السياحي التونسي في أشكال جديدة، من خلال ما يقترحه على زوّاره من تونسيين وأجانب من مظاهر الثراء الثقافي والحضاري والتراثي الذي تزخر به الصحراء، إضافة إلى تقديم صور شتّى عن أوجه الحياة اليومية البدوية التي تميّز سكان الصحراء وبالتالي المساهمة في تفعيل عجلة السياحة الصحراوية والمضي قدماً نحو تأسيس مفهوم جديد لهذا النوع المميّز في مجال لسياحة. يتضمن البرنامج فقرات عدّة ستجعل بوابة الصحراء التونسية عروس أفريقيا على امتداد أيام المهرجان. وخصّص المهرجان حصّة مهمة للشعر تنتظم يومياً في ساحة «حنيش» حيث تلتئم «عكاظيات» للشعر الشعبي، بمشاركة شعراء من تونس والدول العربية والأوروبية. كما تلتئم وبالتوازي مع الأنشطة الثقافية، معارض تجارية وفنية وتراثيّة. وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع عدد من السهرات المفتوحة في عمق الصحراء بين «غوط الغول» وساحة «حنيش» حيث ستقدّم عروض لآلات النفخ في اعتماد كليّ على إيقاعات الصحراء، بمشاركة فرق من تونس والجزائر وليبيا ومصر، إضافة إلى مشاركة خاصة من إمارة دبي التي تدعم المهرجان مادياً، خصوصاً في سباقات الفروسية، كما تشارك دولة الكويت أيضاً. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2007)
مشكلة الجامعة لا تحل بالبلاغات الداعية إلى تكسير الاضراب
لم تعرف أزمة نقابية طولا واستفحالا كما عرفهما ما يسميه البعض » بأزمة التمثيل النقابي في الجامعة التونسية » ورغم أنه قيل الكثير وكتب الكثير حول هذه الأزمة إلا أنه يتضح لنا كلّ مرة يجمعنا فيها حوار مع بعض الأصدقاء النقابيين من غير الجامعيين أن تفاصيل هذه الأزمة تظل إما غامضة وغير معلومة بدقة لدى البعض أو مجهولة تماما لدى البعض الآخر. ولذلك ارتأينا تنشيطا للذاكرة والقطاع مقبل على إضراب له ربما هذه المرة دلالة خاصة لتزامنه مع الأيام الوطنية للبحث العلمي يومي 19و20 نوفمبر أن نستحضر في عجالة بعض أطوار هذه الأزمة التي اندلعت في ديسمبر 1999 . فلقد قرر الكاتب العام السابق للنقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في هذا التاريخ أن يمضي بمفرده وفي تحد سافر لإرادة القاعدة الأستاذية على اتفاق » تحصَل » الأساتذة الجامعيون بموجبه على زيادة في الأجور مقابل الزيادة في ساعات العمل ( حوالي 0/0 20 ). امضي هذا الاتفاق إذن رغم معارضة صريحة له في مستوى القاعدة الأستاذية التي قالت كلمتها في اجتماعات النقابات الأساسية الممثلة للأجزاء الجامعية وفي اجتماع مجلس الإطارات الذي انعقد قبيل ساعات من إمضائه. كانت النتيجة سنتين من الصراع عبَر فيها الجامعيون النقابيون عن غضبهم من استفراد الكاتب العام المذكور بالرأي ومن تلاعبه بمصالح القطاع ودعوا إلى سحب الثقة منه . وقد أسفر هذا التحرك عن مؤتمر محمد علي في 27 – 28 أكتوبر 2001 وهو المؤتمر الذي عمق الأزمة إذ أنه كان مؤتمر التزييف بامتياز. فلقد عاد إلينا الكاتب العام المذكور بعد أن ضخم نيابات التكنولوجيين لأغراض انتخابية وتلاعب بشكل صريح وسافر بمصالحهم وقادهم تحت ضغط الوعود الزائفة إلى المؤتمر نظرا لحداثة هذا السلك وهشاشة أوضاعه . ولما تيقن عدد هام من النقابيين من طبيعة هذا المؤتمر ولما فشلت لجنة فرزالنيابات في إقناع جل الحاضرين بسلامته من حيث تمثيليته الحقيقية لسلك المدرسين الباحثين وسلك التكنولوجيين انسحبوا معلنين بذلك عن طور جديد في هذه الأزمة. هنا طرحت لأول مرة مسألة تمثيلية المدرسين التكنولوجيين . كان مطلب الجامعيين حينذاك التريث قبل إدماج هذا السلك في نقابة التعليم العالي والاقتصار فقط على القارين دون المتعاقدين أو العرضيين وعدم استخدامه لجمع الأتباع والموالين وزرع الفتنة والاستيلاء بقوة التزييف والتلاعب على الهيكل النقابي. ولما استحال في ذلك الوقت القبول بنتائج مؤتمر 2001 المزيفة فقد تقدم المنسحبون منه بطعن في مقرراته وفي المكتب الانقلابي الذي أسفرت عنه انتخاباته. وبعد التثبت في الطعن من قبل لجنة النظام التابعة للاتحاد العام أبطلت أعماله ونتائجه على أساس أن ما بني على باطل فهو باطل. وحلَ مكتب السيد مصطفى التواتي وهو نفسه الذي أمضى على اتفاقية 1999 ونودي إلى مؤتمر جديد خاص بسلك المدرسين الباحثين وهو المؤتمر الذي انعقد في 15 جوان 2003 . وللتوضيح لم يكن موقف نقابة التعليم العالي والبحث العلمي في ذلك الوقت من المدرسين التكنولوجيين موقفا من هذا السلك بل رفضا للتمثيل الزائف. ولذلك كان أول عمل بادرت به النقابة الجديدة التي أفرزها مؤتمر 2003 والتي أشرف على كتابتها العامة الأخ أنور بن قدور والتزاما بمقررات مؤتمر الإتحاد العام في جربة سنة 2002 أن تسير نحو إيجاد حلَ لتشرذم القطاع وتعدد النقابات الممثلة له وسعت منذ صعودها إلى صياغة علاقة جديدة بين كل المنتسبين إلى القطاع من المدرسين الجامعيين . وبدأ التفكير جديا في خلق هيكل واحد موحد لهم جميعا وتمَ البدء في تنفيذ المشروع منذ 2005 وذلك بإنجاز مؤتمرات توحيدية على مستوى النقابات الأساسية تضم الأسلاك الثلاثة أي المدرسين الباحثين بدرجتيهم أ و ب وسلك التكنولوجيين بكل درجاته وسلك المبرزين الحديث النشأة بالجامعة. وبعد استكمال هذه العملية عرض مشروع التوحيد في صيغته النهائية على مجلس قطاعي أشرف عليه أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد العام فأقر المشروع ودعا إلى مؤتمر توحيدي أنجز في 15 جويلية 2006 . وانتخب لأول مرة في تاريخ الجامعة هيكل عصري مسؤول وناضج يضم كل الجامعيين الذين وقع تمثيلهم على قاعدة التمثيل النسبي لكل سلك. إذن تحقق المؤتمر التوحيدي في ظرف تمر فيه الجامعة التونسية بتحولات هيكلية مصيرية وتطرح فيه ملفات ذات أهمية قصوى من قبل منظومة إمد أو نظام الجودة أو ملف التربص والتأطير البيداغوجي ومسألة التقاعد وقبل ذلك مصير الجامعة العمومية في ظل سياسة الخوصصة وتحرير الخدمات. ورغم انجاز المؤتمر التوحيدي في كنف الشفافية والديمقراطية وبتأييد تام وواضح من قيادة الإتحاد وبمباركة صريحة من هيئته الإدارية الوطنية فإن الأزمة المفتعلة ظلت على حالها بل ازدادت تعقيدا إذ أصبح البعض يسعون في وضح النهار إلى تكوين نقابات مستقلة وهمية لا أساس تمثيلي لها وأصبح يسهل على أي كان لم يرض بقرار أو لم يفز في انتخابات أن يستقوي على الإتحاد ويحشر القضاء في شؤونه الداخلية . إننا لا نشك ونحن نستعرض أطوار هذه الأزمة الغريبة التي تأبدت في الطابع السياسي للمسألة ملحين على خطورتها لا بالنظر إلى الجانب القطاعي منها ولكن بالإلحاح على مساسها باستقلالية المنظمة أولا وأخيرا. ونحن نؤكد مرة أخرى على التمشي المسؤول الذي انتهجه المكتب التنفيذي للجامعة العامة من اجل تجاوز الأزمة ونثمن المساعي المحمودة التي بذلتها قيادة الاتحاد لمناصرتنا ولكنه يجب علينا ونحن على أبواب إضراب بيومين أن نلح على مجموعة من المسائل الجوهرية : 1) إن صبر الجامعيين قد نفد إذ أن الأزمة قد طالت، فمن غير المعقول ولا المقبول أن تدافع كل النقابات عن منظوريها وأن تدخل في مفاوضات مع وزارة الإشراف التي هي راجعة إليها بالنظر وان تحصل من المكاسب على الكثير أو القليل وأن يستثني من هذا التفاوض الهيكل النقابي الجامعي وذلك لمدة 8 سنوات، نعم 8 سنوات طويلة مضنية دون حوار ولا مكاسب رغم عديد النضالات والتضحيات الجماعية والفردية 2)إن استثناء الجامعة العامة مخطط يستهدف أساسا إسكات صوت الجامعي وتغييبه. وإن استبعاد الجامعة العامة لا يعني بالنسبة إلينا غير شيء واحد وهو الفراغ من ملفات إصلاح خطيرة دون شريك أو محاور وصياغة هذه الإصلاحات الهيكلية برؤية ضيقة وواحدة هي رؤية السلطة. وعوض أن تلجأ وزارة التعليم العالي إلى حلّ الإشكال وإدماج الطرف النقابي كمحاور مسؤول منتخب ديمقراطيا ومخول، فإنها تلجأ مرة أخرى إلى تسميم الأجواء وتعميق الشرخ بتحريك عناصر دخيلة على الاتحاد مناوئة له وتوظيفها من أجل افتعال قضايا ما إن تصل إلى العدالة حتى تتأبد ويؤجل النظر فيها مرة بعد أخرى من أجل أن تصير سيفا مسلولا على رقاب النقابيين. 3) إننا نرجو من قيادة الاتحاد أن تكون منتبهة إلى طبيعة الأزمة التي ليست موجهة ضد الجامعة العامة فحسب بل ضد الاتحاد العام . فهل يقبل الاتحاد بتاريخه المجيد أن يتطاول كل من تسول له نفسه ذلك على المنظمة وان يعطل ظلما التفاوض والحوار في قطاع ما بتعلة وجود قضايا في المحكمة ؟ 4) إن الجامعيين مقرون العزم على مواصلة النضال مهما كان حجم التضحيات تنفيذا لمقررات المجلس القطاعي الأخير يوم 8 سبتمبر2007 الذي صادق على مبدأ التحرك النضالي لتحقيق المطالب بداية من اكتوبر2007 وهو ما تحقق أولا من خلال رفع الشارة الحمراء يوم 5 أكتوبر ويتواصل من خلال إضراب الأسبوع المقبل يومي 19 و20. نوفمبر. نريد أخيرا أن نقول فيما يخص البلاغ الصادر عن وزارة التعليم العالي اليوم 16 نوفمبر والذي نشر بالصحافة الرسمية و قرئ في الاذاعة والتلفزة إن اجتماع 1 نوفمبر الذي يتحدث عنه البلاغ والذي يريد أن يوهم الرأي العام بأنه يدخل في نطاق سياسة الحوار التي تنتهجها الوزارة كان مضيعة للوقت والجهد ( شرحنا حيثياته في الإبان على صفحات تونس نيوز وبجريدتي مواطنون والموقف الصادرتين الأسبوع الماضي ) ونقول أيضا إن المشكلة التي نحن بصددها لا تحل بالبلاغات الداعية إلى تكسير الاضراب والى تحدي الاتحاد العام ممثلا في نقابة الجامعيين الوحيدة المنضوية في صلبه من خلال الحديث عن نقابات لا وجود لها إلا عند من مكنوا لها و فتحوا أمامها أبواب الوزارة وإنما بتنقية المناخ الاجتماعي بالجامعة .تلك هي الطريق السالكة أما غير ذلك فلا ينفع أحدا . عبدالسلام الككلي كاتب عام نقابة الجامعيين بآداب منوبة
دور القضاء التابع في النظام العلماني المغشوش
في تونس العروبة والإسلام (4/4)
– أصحاب الفضيلة
لقد حصل انقسام كبير وخطير في تركيبة المجتمع. وقد كان الإنقسام ناتجا عن ثلاثة عوامل تاريخية رئيسية:
1- عامل الإنحطاط الذي اقتضته سنة تداول الأيام بين الناس. وهو الذي حل بالأمة في آخر العهد العثماني لأسباب كثيرة ومتعددة ومتنوعة، كان على رأسها الإنقلاب على نظام الخلافة الراشدة وفرض نظام الملك العضوض منذ وقت مبكر من تاريخ الإسلام.
2- عامل الإستعمار والإجتياح الغربي الغازي لبلاد العرب والمسلمين وسائر شعوب وأمم الإستضعاف في الأرض.
3- عامل البديل الإستعماري الغربي الصليبي الذي فرضه في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين. وهو النظام المزيف والمغشوش للدولة العلمانية الحديثة، وإنهاء العمل بالنظام الإسلامي سواء على صورته الشورية الصحيحة أو على صورته الملكية المغشوشة في عالم:
أ- فقد فيه المسلمون زمام السيطرة والتفوق والنفوذ والمبادرة الحضارية.
ب- واستلم فيه الغرب الصليبي اليهودي الصهيوني قيادة العالم حضاريا وعلميا وعسكريا وثقافيا…
ج- وأصبح فيه لليهود بعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة دولة في أرض العرب والمسلمين.
د- وأصبح فيه للفرس مرة أخرى دولة مذهبية جعلت من الإسلام عنوانا لها وأصبح بها للشيعة لأول مرة
بعد الدولة الفاطمية والدولة الصفوية دولة قوية جاعلة من أوكد مهامها تصحيح عقائد الناس من غير الشيعة
والثأر لما يعتبرونه تاريخيا مظلومية أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهم الذين يعتبرون أنه
لا إسلام خارج التشيع. وليس مسلما من لم يكن شيعيا وعلى عقيدة أهل الشيعة.
وكان لكل هذه العوامل التأثير المباشر والبالغ على تركيبة المجتمع وعلى العلاقات التي تحكمه. ويكون
الإنقسام بقدر ما يكون التأثير والتأثر الثقافي والفكري في العلاقة:
1- بثقافة التغريب والإلحاق والتكفير التي اتخذت منها النخبة العلمانية اللائكية الهجينة في أوطان أمة العرب والمسلمين وأماكن سائر المستضعفين في الأرض ملاذها وحصنها الذي تتحصن به. وهي الثقافة التي أقامت عليها بدعم ومساندة ومساعدة من القوى الإستعمارية ومن الصهيونية العالمية نظام الحكم الذي ورثته عن هذه القوى نفسها.
2- وبقدر ما يكون التأثير والتأثر بالثقافة الأصلية الأصيلة التي هي الثقافة العربية الإسلامية التي هي ثقافة شعوب أمة العرب والمسلمين، وهم المدعوون شرعا للتمكين لها لتكون ثقافة العالم بمختلف شعوبه وأممه من خلال القيام بواجب الدعوة إلى الإسلام وإبلاغه لكل الناس المعنيين فيه بالخطاب والمدعوين ليكونوا على عقيدة التوحيد التي يريد الله من فوق سبع سماوات أن يكونوا عليها.
وتحت تأثير هذا الإنقسام الثقافي ببلادنا المدعومة فيها ثقافة التغريب والإلحاق الحضاري بالنظام السياسي العلماني المغشوش، والتي جعل منها مشروعه الثقافي، والمعرضة فيه الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة بمقتضى ذلك، وهي ثقافة الشعب والأمة، إلى الهدم والإستئصال والإلغاء وتجفيف المنابع من قبل الجهة التي من المفروض أنها ثقافتها، وهي المخولة والمكلفة بالحفاظ عليها والدفاع عنها وتطويرها والتمكين لها.وظل هذا الإنقسام في إطار هذه العوامل وتحت طائلة عاملي التأثير والتأثر بالمشروع الثقافي الإستعماري للنخبة العلمانية اللائكية الهجينة في نظام الدولة العلمانية الحديثة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين وفي العالم المستهدف بالإلغاء والإضعاف من قبل الدولة القطرية العلمانية اللائكية، والقوى الدولية الإستعمارية الغربية الصليبية والصهيونية العالمية ودولة الإسلام الشيعي نفسها، التي تجد نفسها أقرب إلى هذه القوى منها لقوى وتنظيمات ومكونات وفصائل الحركة العربية الإسلامية المكونة لحركة التحرر العربي الإسلامي في العالم اليوم.
– في ظل كل ذلك كان أصحاب الرذيلة من مختلف فئات ومكونات الشعب المنحازين عن قصد أو عن غير قصد، وعن وعي أو عن غير وعي، عن علم أو عن غير علم، للمشروع الثقافي للدولة العلمانية الإستبدادية الحديثة، وهم ضحايا ذلك المشروع، عرضة لتسليط القضاء التابع ولقضاة النار فيه عليهم وفق ما بيناه سابقا.
– وفي ظل كل ذلك، كان كذلك أصحاب الفضيلة من الشباب خاصة ممن يؤمنون بالعقل – في بلد أصبح لا كبير حاجة للإنسان فيه بعقله لما يجد عليه نفسه من حيرة وارتباك وتخبط حيث لا مكان لما هو عقلاني في إطار العقل، ولا مكان لما هو غير عقلاني في إطار اللاعقل، حيث الإرتباك والفوضى والإرتجال والعبث وعدم الإكتراث والإهمال واللامبالاة، وكل ما لا علاقة له بالعقل ولا بالعلم، في عصر يراد فيه للإنسان أن يؤمن بأن لا مكان فيه لشيء لا مكان ولا دور للعقل وللعلم فيه، فهو عصر العقل في مجال العلم والتقنية بدون منازع، وهو عصر الفوضى في الكثير من المجالات غيرهما – من ضحايا النظام وخياراته، وكان إيمانهم بذلك هو أحد جرائمهم، وممن يؤمنون بثقافتهم وهويتهم العربية الإسلامية وبعقيدتهم التي هي عقيدة التوحيد، وبذاتيتهم وخصوصيتهم، وبمقومات شخصيتهم الذاتية وبتميزهم الثقافي والحضاري والتاريخي، وكان ذلك أكبر جرائمهم في بلد يريد وكلاء وخلفاء الإستعمار أن تكون العلمانية الدخيلة الوافدة هي الأصل والإسلامية الأصلية الأصيلة هي الإستثناء. وفي بلد أصبح لا مكان فيه لغير المستبد والفاسد، ولغير قاضي النار في القضاء التابع غير المستقل مكانا.
– في ظل هذا الوضع شديد التعقيد والإنقسام الفكري والثقافي والسياسي والإجتماعي الذي تغذيه قوى الهيمنة الدولية مباشرة وعن طريق خلفائها وامتداداتها وأزلامها ممن لا دين ولا هوية ولا وطن لهم، ولا كرامة ولا قيمة إنسانية لهم، إلا القيمة التي يستمدونها من أوليائهم ومن إلغاء للمستضعفين من النساء والرجال والولدان واضطهادهم والتنكيل بهم سجنا وتشريدا وتعذيبا وتجويعا واستغلالا إلى حد الصخرة، يسام ضحايا مشاريع التغريب التي هي مشاريع السلطة ومكونات الطائفة العلمانية اللائكية خارجها، من شباب الفضيلة من أبناء شعب تونس العروبة والإسلام العذاب، ويتم إخضاعهم لمحاكمات جائرة بالوكالة عن الإستكبار العالمي الأمريكي باسم محاربة الإرهاب الذي هم في الحقيقة من ضحاياه، وبقانون الإرهاب وغسيل الأموال الصادر عن البيت الأبيض الأمريكي وعن المؤسسات التشريعية الأمريكية، وهم من الشباب الذي يجب أن لا يحاكم من أجل ذلك وتحت طائلة ذلك القانون، بل يجب أن يرشد ويوجه وأن يستفاد من طاقاته وقدراته ومهاراته وإبداعاته.
– في هذه الظروف التي تعيشها البلاد ويشهدها العالم، يشن النظام العلماني اللائكي الأمريكي الغربي ااصهيوني في تونس حملة ضد أبناء الشعب العربي المسلم من أجل إيمانه وتمسكه بثقافة المقاومة والحق والعدل والحرية والأخوة والوحدة والفضيلة والتسامح والشهادة والإستشهاد، من أجل الأصالة والهوية والعقيدة والخلق القويم، ويصدر عليه قاضيا النار بالقضاء التابع، واستنادا إلى الشرائع الغربية الصليبية الصهيونية والشريعة الأمريكية تحديدا، أحكاما قاسية. وهي محاكمات لا مجال فيها للبراءة حتى لمن ثبت لهذا القضاء التابع الذي هو قضاء قاضيا النار ذلك، وقضت محاكمه في بعض قضاياهم مرارا بعدم سماع الدعوى وترك السبيل مثلما حصل في محكمة الإستئناف بقفصة يوم 03 مارس 2007 .
وإذا كانت محاكمات أصحاب الرذيلة من فئة الشباب خاصة الذين هم ضحية مشروع ثقافة الدعارة والرذيلة الذي هو مشروع وبرنامج مكونات الحركة العلمانية التكفيرية هي محاكمة ضحايا الإستبداد الذي ألقى بهؤلاء من شباب أبناء الأمة في وحل ومستنقع الرذيلة والفساد ثم يعاقبهم عليها، وهو المخطئ في حقهم وفي حق البلاد والشعب كله، وهو الذي من المفروض أن تحاكم عناصره ومكوناته، وتسلط عليهم أشد العقوبات، فإن محاكمات أصحاب الفضيلة من الشباب خاصة من أجل الفضيلة الذين هم كذلك ضحية نظام الإستبداد والظلم والقهر والفساد والإفساد، هي في الحقيقة محاكمة مشروع المقاومة والممانعة والصمود الذي هو مشروع المستقبل، وهو مشروع مستقبل البلاد والشعب والأمة والإنسان المستضعف أين ما كان ولو كره الظالمون والكافرون والمنافقون جميعا.وذلك وعد الله والله لا يخلف الميعاد.
– فإذا كان مشروع المهادنة الذي هو مشروع أصحاب الرذيلة، والذي يستهدفون به الشباب خاصة، وغيرهم من باقي مختلف العناصر في المجتمع، والذي هو مشروع السلطة الذين هم ضحاياه، والذين تعاقبهم عليه، كان من صناعة وصياغة النظام الإستبدادي، وهو الذي وفر له المؤسسات والساحات والفضاءات المنظمة على أساس الشريعة العلمانية والتشريع الغربي الصهيوني الأمريكي، فإن مشروع المقاومة والصمود والتصدي، هو مشروع أصحاب الفضيلة والذي أصبح عماده الشباب الذي هو شباب العروبة والإسلام في الحركة الإسلامية وخارجها، وهو مشروع الشعوب المستضعفة عموما والشعوب العربية الإسلامية في أوطان أمة العرب والمسلمين خاصة، في حركة التحرر العربية الإسلامية.فهو مشروع مستقبل الأمة والإنسان المستضعف.
– فهو مشروع معارضة السلطة والنظام الإستبدادي وحلفائه ومؤيديه والمتحالفين معه الهادمون لثقافة العروبة والإسلام التي هي ثقافة شعوب الأمة وثقافة شباب الفضيلة والمعارضة الصادقة الجادة للإستبداد والظلم والحيف والإستهتار، ومقاومة العدو والمحتل والغزاة بكل ما تحتمل كلمة الغزو من معنى.
– وهو المشروع الذي لم تكتف الطائفة العلمانية الهجينة المحتضنة للمشروع الثقافي العلماني الإستعماري الإستبدادي التكفيري بالعمل على إلغائه وهدمه كمضمون ثقافي وفكري نظري، وكإطار حضاري وكنمط مجتمعي، وكفهم ومجد تاريخي، بل تجاوز ذلك إلى هدم المؤسسات والفضاءات والساحات الحاضنة له، ومحاصرته ومراقبة كل ما بقي ممكنا التعويل عليه منها، وإلا ما فقد السيطرة عليه وما لا طاقة له بمصادرته أو مراقبته أو التضييق أو التأثير والضغط عليه.
فالمساجد مغلقة ومعطلة عن آداء الدور الذي أوجدها الله لتقوم به. والمضايقة الأمنية للشباب المرتاد لها مستمرة. وقد انتهت عملية الهدم المستمرة إلى قلب شروط الإمامة في الصلاة، باستبدال الشروط الشرعية بالشروط السياسية التي يتصدرها الولاء للسلطة والدعوة لمشاريعها الظلامية الظالمة المتناقضة مع الدين والمخالفة له المحلة لحرامه والمحرمة لحلاله، والمنقضة لعراه عروة عروة. حتى أصبح يشترط في الإمام أن يكون أولا وقبل كل شيء مخبرا، وإلا فهو غير المرغوب فيه وغير الموثوق في أمانته وصدقه وإخلاصه وولائه للطاغوت.وهو الذي لا مكان له بذلك في هذه الخطة…
– ومقاهي الأنترنات (شبكة المعلومات العالمية) تحت الرقابة البوليسية المشددة، وجل المواقع، خاصة تلك ذات الصلة بثقافة الأصالة والمجادلة بالتي هي أحسن، وخاصة تلك الأكثر اعتدالا وأكثر وسطية وأكثر تسامحا، مغلقة في وجه مرتاديها. ولعل بعض المواقع المشار إليها بالتطرف والعنف والإرهاب، هي التي يتم الإبقاء عليها أكثر قربا من قرائها ومحبيها ومتابعتها، لتكون مصيدة يسهل على البوليس اصطياد الشباب من خلالها، ليكون ذلك كافيا لتقديم من تثبت أو يشتبه في أي علاقة له بها للمحاكمة من أجل ذلك، محافظة من النظام الإستبدادي الفاشل على علاقة معينة، وارتهان لقوى الهيمنة الدولية التي يظل سعيدا بتقديم نفسه لها باستمرار على أنه في الموعد وعلى العهد دائما في مقاومة ما أسمته تلك القوى المعادية المعتدية الإرهابية، الإرهاب الذي أصبح لا معنى له غير الإسلام المعارض لأنظمة الإستبداد والفساد والمقاوم للإحتلال والغزاة والمنحاز للشعوب وللمظلومين والمضطهدين والمستضعفين.
وهو الذي أعد من الأطر القضائية في النظام القضائي التابع الذي لا يكون قضاته إلا قاضيان، واحد علم الحق ولم يعمل به وآخر لم يعلم الحق ولم يعمل به وهما في النار، ما يكفي لإلحاق البلاد بضرر لا يعادله ضرر. وليس ثمة من الأضرار ما هو أكبر وأشد خطرا على مستقبل أي بلد من إهدار طاقاته البشرية في ما لا طائل من ورائه، وفي مستوى شباب الفضيلة الذي كان من خيارات نظام الإستبداد والفساد ومن أولوياته تدميره وإلحاق أكثر ما يمكن من الأضرار والخسائر به…
علـــي شرطــــــاني
تـــــــــــونس
في خطاب الرّئيس بن علي : « اتجاهات التأويل »و »ندوات التفسير »
تميّزت التغطية الإعلامية لخطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى العشرين « للتحول المبارك » بجهد تأويلي و تفسيري يحسد عليه كبار المفكرين و الفلاسفة.فالقناة الوطنية تونس 7 ما انفكّت تعقد الندوات الواحدة تلو الأخرى،تدعو فيها بعض الوزراء و الصحفيين و رموز من المعارضة المسموح لها بالمعارضة التلفزيونية الناعمة. فقد تابعنا في هذا الأسبوع ندوتين على الأقلّ ،الأولى تناولت البعد القضائي و القانوني في خطاب رئيس الدولة، و الثانية تناولت البعد التربوي و التعليمي في هذا الخطاب،و ينتظر أن تخصّص تلفزتنا الموقّرة ندوات أخرى كثيرة عن البعد السياسي و البعد الاجتماعي و البعد الثقافي و البعد الاقتصادي و البعد الفلسفي و البعد الديني و البعد التاريخي و البعد الانثروبولوجي و البعد الاركيولوجي و البعد الرياضي و البعد الاولمبي و البعد الدولي و البعد المحلي و الجهوي و القومي و المتوسّطي و العربي و الإفريقي ………وبهذه الوتيرة يمكن لتلفزتنا الموقّرة أن تملأ الفراغ الفكري الذي تشكو منه و أن تتخّذ من خطاب رئيس الدولة مادّة إعلامية و ثقافية لا تنضب. الغريب في الأمر أنّ المدعوّين و المدعوّات ،حينما يتنافسون في استخراج المعاني و الدلالات العميقة لكلام الرئيس ، يحوّلون هذا الكلام- بوعي أو دون وعي- إلى ضرب من الخطاب المقدّس و الملغز و الحامل لكلّ خصائص الكتابة الفلسفيّة. و ليس في الأمر أدنى مبلغة، فقد كتب أحد أبرز أساتذة الفلسفة في الجامعة التونسية منذ أيام مقالا وصف فيه خطاب الرئيس بأنّه خطاب العقل و خطاب التحديث و خطاب التشبث بالهوية و الانفتاح. بالطبع لا أحد من هؤلاء الوزراء و الصحفيين والجامعيين يصدّق ما يقول أو مايكتب ومع ذلك لا يملّون و لا يتعبون في إتحافنا بما لا يصدّقه المواطن البسيط فما بالك بالمثقّف و المتعلّم.تذكّرنا هذه الندوات التلفزية بالندوات الدولية التي كان النّظام الليبي يعقدها حول الكتاب الأخضر.وقد كان يدعى إليها كتاب و سياسيون من كلّ أصقاع العالم تقريبا.و المؤكّد عندنا أنّ مثل التفاعل المفتعل مع خطاب الرئيس يدل على نجاح نظام بن علي في تحويل شريحة واسعة من المثقفين و الصحفيين إلى مستكتبين ومرتزقة و مبشّرين و فقهاء يبرّرون كلّ إجراء وكلّ اختيار.لقد تحوّلت هذه الممارسة « السياسوية »إلى ظاهرة لافتة للانتباه،بل إلى مدرسة لها رموزها و أعلامها ممّن يتقنون إمّأ فنّ التبرير و التزوير(تزوير الحقيقة) و على رأسهم الصحفي الذي خان قلمه :برهان بسيس،أو فنّ السّب و الشّتم و التّخوين و على رأسهم المستشار رضا الملولي الّذي اختصّ في تشويه كلّ من تجرّأ على نقد السلطة ، أو فنّ التملّق و النّفاق و على رأسهم فيلق كامل من سقط المتاع، متاع السياسة و الوصوليّة.كلّ هؤلاء يذكّروننا باسم كان لامعا في عهد »المجاهد الأكبر » و هو الصحفي محمّد رؤوف يعيش.و لسنا في حاجة إلى التأكيد على أنّ مصير جميع هؤلاء البائسين لن يكون أفضل من صاحب برنامج « توجيهات السّيد الرّئيس » . لقد خرس محمد رؤوف يعيش إلى الأبد ،و ستخرس هذه الألسن يوم أن يصبح « صانع التّغيير » جزءا من الماضي.لكن كم سينتظر التونسيون من الوقت حتى يلحقوا بركب الأمم التي تحرّرت فيها الكلمة و ألجمت فيها أفواه السّماسرة ؟. صالح بن عرفة.صفاقس.
رأي في تصريح رئاسي: (الجزء الأول)
بقلم عبد الرحمان الحامدي هذا الإنتاج يشتمل على على ثلاث حلقات أو أجزاء متتالية كأقصر مسلسل تلفزيوني في التاريخ تمتزج فيه الدراما بالنكتة الهادفة و الرأي الشخصي بالتحليل الثقيل [عفوا أقصد التحليل الرصين] وقع إخراجه بالإعتماد على وقائع حدثت في تونس أزعم أنها حقيقية فمشاهدة ممتعة [عفوا فقراءة ممتعة]. قرأت ما تفضلت بنشره وسائل الإعلام المختلفة حول ما صرح به الرئيس بن علي لمجلة لوفيقارو ماغازين الفرنسية وصدر بتاريخ 09 نوفمبر2007 و مما جاء في حديث الرئيس نقلا عن تونس نيوز[11-11-2007 ] و الحوار نت و تونس أون لاين نت و الوسط التونسية ما يلي: [أنقله كما ورد مع بعض التعاليق فمعذرة لمن لا تعجبه هذه الطريقة في عرض آراء الغير]. » إنه[ أي الرئيس التونسي] يرفض و صف بلاده بالدولة البوليسية. [هذه قاضية و بالتونسي: قالت لهم أسكتو]. .وقال: « إن بلاده لم ترفض النقد » « [ قال المصريون:أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب]. وأضاف في إشارة إلى الإنتقادات التي تصف تونس بالدولة البوليسية: »إن الأمن في تونس يسهر على سلامة المواطنين والزوار مثلما هو الحال في كافة دول العالم، لكن ذلك لا يجعل من هذه البلدان أو من بلدنا دولة بوليسية » [تسمع بيه دويـــــــــــو؟؟] أو بلغة فولتير: (Mon Oeil) وقال » ويمكننا التأكيد اليوم على أن إحترام حقوق الإنسان واقع يومي معيش غير أنه وكما هو الحال في كل بلدان العالم فإنه هناك دوما المزيد الذي يتعين إنجازه في هذا الميدان » [صدقت، فتونس على سبيل المثال لا الحصر كأوروبا تماما في مسألة حقوق الإنسان بل إن المزيد الذي يتعين على أوروبا القيام به في مجال حقوق الإنسان يفوق بكثير ذاك المزيد الذي يتعين على تونس بن علي إحداثه] [يقول إخواننا المصريون عند إستماعهم إلى مثل هذا الكلام: » ما تجيب غيرها يا راجل »]. كما قال[أي الرئيس]: » ولم يتم البتة في تونس ايقاف شخص واحد أو متابعته قضائيا من أجل آرائه » [إذا لم تستح فقل ما شئت]. وأضاف: » كما لم يتم إيقاف أو منع أي صحيفة عن الصدور منذ سنة[ 1987 ] » [ منع جريدة الفجر كمثال من بين أمثلة أخرى دليل على صدق ما تقول ياسيدي.] وعن الإجراءات المتخذة بهدف إثراء المشهد الإعلامي و تنويعه و مزيد حماية حرية الرأي و التعبيرقال الرئيس: »عدلنا مجلة الصحافة في أربع مناسبات في إتجاه أكثر تحررا سيما عبر إلغاء جريمة ثلب النظام العام….. »[ أكاد أقول الله أكبر إعجابا بالدرجة التي و صلت إليها حرية التعبير في العهد النوفمبري] وقال: » و شجعنا على بعث عديد الأحزاب » [صدقت و لكن على مقاس وعيك الأمني و السياسي]. كما قال: « غير أننا كنا نأمل في بروز معارضة بناءة وأكثر حيوية، ولكن للأسف لم تكن الحال كذلك دوما » [ للأسف فعلا، لن تبرز المعارضة التي تريدها بناءة و أكثر حيوية لأنها ببساطة، لاتجيد الركوع]. ويقول بخصوص مفهومه للتنمية: « وانتهجنا استراتيجية تنموية محورها الانسان ترتكز على التكامل بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وتحرص على مكافحة كل اشكال الإقصاء والتهميش سواء للافراد او الفئات الاجتماعية او الجهات »، موضحا أنّه « تمّ بذل جهود ضخمة من أجل تحسين البنى الأساسية الاقتصادية للجهات والمناطق الأكثر ضعفا ومن أجل تطوير المرافق والتجهيزات والخدمات الإجتماعية الأساسية فيها مما مكننا من تحقيق نتائج ملموسة على مختلف هذه الاصعدة عززت تماسكنا الاجتماعى ومن إقامة مجتمع أكثر توازنا ». [وبما أني لا أفهم في الإقتصاد و مشاريع التنمية فإني سأترك التعليق هذه المرة للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك صاحب شهادة المعجزة الإقتصادية التونسية [ و بالمناسبة و قبل أن أنسى أقول بأني مازلت أجهل موقف ساركوزي الرئيس الحالي لفرنسا من إستراتيجيا التنمية التونسية]. أواصل نقل أجزاء من الحديث الصحفي: ونفى الرئيس زين العابدين بن على أن تكون حقوق الانسان فى بلده تتعرّض لأي انتهاكات، قائلا « هذا غير صحيح ». [ لم يبق في جعبتي ما أعلق به أغيثوني يرحمكم الله] آه : تذكرت : يقول أحباب لي من المصريين إذا أعجبتهم فكرة أو مزحة وبصوت أجش و غليظ [حلوة دي]. و في الختام أقول: الحمد لله الذي جعل لي لسانا ومنحني قلما و خلق لي النكتة متنفسا و إلا إنفجر لي عرق في رأسي من زمان . ومعذرة مرة أخرى للقراء عن تعليقات قد لا تنسجم مع التحاليل الرصينة و الموضوعية. لكن ماذا أفعل لطبعي الذي يحتاج، لمواجهة المضحكات المبكيات، أن يروح عن النفس حتى تتغلب على كوارث من هذا القبيل[ ولم لا و لو مرة بالضربة القاضية]. لا تنسوأيها القراء الكرام بأن الترويح عن النفس ميكانيزم من ميكانيزمات الدفاع الذاتي التي جربتها فأثبتت نجاعتها وقد يكون هذا من بين أسباب السلامة من الأمراض و قصر الأجل و الأعمار بيد الله. فضلا، وهذا هو المهم، عن أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم قد نصح بها و عليه فإني أنصح نفسي و إياكم بها. هذه مقتطفات من حديث صحفي للسيد الرئيس إخترتها لأتناولها بالتحليل علها تساعد من يهمه الأمر على إعادة وضع الأفكار الواردة فيها موضع التساؤل بما يمكن من تجاوز خطابات نوفمبرية طالما و صفتها المعارضة التونسية بخطابات متخشبة لا تنفك تراوح مكانها منذ عقدين من الزمن. وإعتبرهاآخرون خطابات تستبله العقول و تضحك على الذقون. وأدرجها بعض المتطرفين [من أمثالي عافانا و عافاكم الله] ضمن إعلام الإستبقار ثم الإستحمار هداني الله وإياهم . ولم أشأ أن أنقل كامل التصريح إذ تجدونه بالفرنسية في تونس نيوز 09-11-2007 كما تجدون ملخصا له بالعربية في الوسط التونسية. بقي أن أشير فقط، و للأمانة، إلى أن الرئيس عدد، مجيبا على أسئلة الصحافي الفرنسي، إنجازات نظامه معتمدا على الأرقام وهو وحده يعلم صدقيتها من عدمها في غياب مراكز إحصاء مستقلة في البلد أو معاهد دراسات تؤكد أوتنفي ما قدمه من معطيات وقد شملت الأرقام نسبة النمو الإقتصادي وإرتفاع الدخل الفردي و إنخفاض نسبة الفقر و إتساع الطبقة المتوسطة و نسبة وجود المعارضة في البرلمان والمجالس البلدية و عدد الأحزاب المرخص لها بالعمل القانوني ناهيك عن عدد الجمعيات الأهلية أو المدنية كما أورد أرقاما عن نسبة مشاركة المرأة على مختلف الأصعدة العلمية و الإقتصادية و السياسية وتطور هذه النسبة بإطراد كما تحدث سيادته عن طموح نظامه في تحقيق نسب أعلى للنمو الإقتصادي.وإستشهد بتقييمات مؤسسات دولية منها صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و منتدى دافوس وقد بوأت إحداها تونس كما قال المرتبة[ 29 ] عالميا من حيث القدرة التنافسية. ثم تحدث عن إستراتيجية حكمه في مقاومة ما أسماه بالأصولية و التطرف في التسعينات ثم تحدث عن المواجهات المسلحة في تونس آخر سنة [ 2006] و أثار مواضيع دولية أخرى كالإرهاب والحرب على العراق و سياسة الكيل بمكيالين في معالجة قضايا العرب. أقول على بركة الله: إن الذي يطلع على الكيفية التي عرض بها الرئيس إنجازات السلطة بالأرقام يشعر بأن المهم لدى رموزها المظهر التراكمي للأعداد و ليس جدواها البراغماتية وفاعليتها العملية مما يجعلها، بزعمي،[إذا سلمنا بصحتها مائة بالمائة] أرقاما إستعراضية دعائية. تنظم إلى تلك القوانين « التقدمية » المصادق عليها في البرلمان و الغائبة عن التطبيق في أغلب الأحيان. فماذا أفاد على سبيل الذكر لا الحصر و جود تسعة أحزاب قانونية مرخص لها في فرض الحريات و حماية حقوق الإنسان وقد بحت أصوات المطالبين بها من أبناء تونس منذ عقدين من الزمن ؟؟ [أستثني من هذه الأحزاب الحزب الديمقراطي التقدمي وبعض الجمعيات المدنية المناضلة]. ماهي النضالات التي خاضتها معظم هذه الأحزاب من أجل تحسين المقدرة الشرائية للمواطنين و التأثير في السياسة التنموية لتقليص الفوارق الإجتماعية التي أكدت شهادات مضادة لمختصين في الإقتصاد أنها إستفحلت و ذوبت الطبقة المتوسطة في البلاد؟ إن الإجابة بالسلب عن هذين السؤالين قد يؤكد حقيقة ما أريد لهذه الأحزاب بشهادة منشقين عنها و ملاحظين محايدين وهي أن تكون أحزاب ديكور لتتغيب بصفتها تلك عن الإنخرط الإيجابي في سنة التدافع لكسب مزيد من الحريات و تحقيق التقدم والعدل و المساواة. وقد بينت التجربة طيلة عقدين من الحكم النوفمبري أن كل الإنتهاكات التي تلام عليها السلطة اليوم تزامنت مع وجودعدد من هذه الأحزاب على الساحة السياسية فلعب بعضها الدور المرسوم له منذ الترخيص لها بالوجود القانوني ولا يخفى على ملاحظ أن أي نشاز عن هذا الدور يعرضها إلى: ـ مؤامرات شق الصف من الداخل عبر مساومات رخيصة و تحالفات مشبوهة قامت السلطة بها مع أطراف من داخل تلك الأحزاب « المتمردة » [تجربة شق صف حركة الديمقراطيين الإشتراكيين و إقصاء قادة تاريخيين منها…] ـ سحب المقرات و الفضاءات و غلقها و تهديد ملاكها بخراب البيوت إن هم قبلوا تسويغها لتلك الأحزاب » الثائرة و الناكرة للجميل ». ـ تسليط [الفيسك] السلطة المالية و الجبائية للدولة وهو ما حدث لمؤسسات تجاريةعلى سبيل المثال فأفلست لأن أصحابها نقدوا رموز السلطة أوإعترضوا على سياساتها. ـ سحب الصحف من الأسواق ومنع بيعها والتسبب في أزمة مالية لمالكيها. ـ منع الحق في الطبع. ـ التسويف في منح رخص ووثائق قانونية مدنية تتوقف عليها مصالح أشخاص و هيآت و يصل الأمر إلى حد المنع النهائي من الحصول عليها. ـ منع إعطاء جوازات السفر لمنع رموزالمجتمع المدني من حضور قمم و مؤتمرات عالمية. ـ قطع أرزاق الأشخاص و تجميد الأرصدة المالية [ ماحدث لمنظمة عربية لحقوق الإنسان مقرها في تونس لم تكن السلطة راضية عن أداء أشخاص فيها[ نسيت إسمها]. ـ منع حق حرية التجول بمتابعة المعارضين في كل مكان أوحرمانهم أصلا من حق التنقل داخل البلاد. ـ الإعتداءات على الحرمة الجسدية و المعنوية للأشخاص بالإستعانة بالبوليس المتخفي بالأزياء المدنية أو بمنحرفي و منحرفات الحق العام [ لمن يريد أن يتعرف أكثر على قول القائل شر البلية ما يضحك في إستعمال السلطة لمنحرفي الحق العام و عاهراته للتصدي للمعارضة فليعد إلى مقالين لي حول الموضوع نشرا بتونس نيوز بتاريخ [10و16 ديسمبر 2006]…. ـ تلفيق التهم الأخلاقية أو تهم الخيانة العظمى للمعارضين. ـ الضغط على رموز المعارضة بإرهاب أفراد الأسرة و محاصرتهم في الرزق أو إحتجازهم في مراكز الأمن ومن ذلك الإعتداء الجسدي الأخير، [كمثال من بين مئات الأمثلة] على إبن المناضل الأستاد المحامي محمد النوري ـ الإغتصاب [ شهادات مواطنين و سجناء سياسيين تعرضوا لأعمال الإغتصاب البشعة على أيدي البوليس أومساجين الحق العام بتحريض و دعم من مسؤولي سجون تونسيين]. ـ محاكمات و إستصدار أجكام بالسجن و تنفيذها على الفور. ـ التضييق في السجن عبر التجويع و الضرب بالعصي و بالأسلاك الكهربائية و العقاب بالسيلونات الرطبة شديدة البرودة.و تسليط مختلف الإهانات الحاطة من الكرامة البشرية ـ ممارسة التعديب و تخليف العاهات ـ القتل في الأخير و أقسم بالله وهو على ما أقول شهيد لو كان هناك و سيلة أخرى أعلى درجة من القتل لمارستها سلطة بن علي في حالات معينة كل هذا و غيره قد يفسر إلى حد ما الحال الذي آلت إليه عدد من أحزاب المعارضة من إستقالة و خنوع بل و تواطئ في أحيان كثيرة جعلها لا تكسب من صفة المعارضة سوى اللقب ومن متاع الدنيا سوى مبلغ سنوي من مال الشعب تؤجرها به سلطة بن علي لتزيد؛بصمتها عن جرائمه، من كتم أنفاس شعب برمته و هو المقابل الذي وعدالرئيس تلك الأحزاب بالترفيع فيه هذه الأيام ليحفزها لعشريتين أخرتين من حكمه لا قدر الله على مزيد الإستمرار دون كلل و لا ملل في لعب دور الديكور والتستر على جرائم حقوق الإنسان. و لايفوتني أن أقدم لكم ما نقلته تونس نيوز بتاريخ[ 14-11-2007 ] عن المناضل القاضي الأستاد مختار اليحياوي الذي جمع لنا مشكورا نماذج تعبر عن نجاح تلك الأحزاب في ممارسة فن « الشحاتة » الذي إمتهنته لمدة عشريتين من الزمن عبر تسبيحها بحمد و لي نعمتها و تثمينها لما ورد في خطاب سيادته بمناسبة الإحتفالات الأخيرة و إليكم بعض النماذج نقلتها دون « رتوش » الأحزاب السياسية تثمن مضامين خطاب رئيس الجمهورية 2.حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تثمن الإجراءات التي تضمنها خطاب الرئيس زين العابدين بن علي 3.حزب الوحدة الشعبية : خطاب رئيس الدولة جاء في مستوى تطلعات المناضلين من أجل الديمقراطية والتقدم 4.حزب الخضر للتقدم: مضامين خطاب العشرينية تجسد تفاعل رئيس الدولة الايجابي والصادق مع المشاغل الحقيقية للبلاد 5 الحزب الاجتماعي التحرري: خطاب العشرينية ابرز مجددا الحرص الرئاسي على التقدم بالخيار الديمقراطي نحو أفق جديد أكتفي بهذه الحلقة و إلى الحلقة القادمة إن شاء الله (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 16 نوفمبر 2007)
مواطن يحاول وصف حال رئيسه وينهيه بطلب
بقلم مراد علي إلى سيادة الرئيس قبل كل شئ اتركني سيدي أعبر لك عن مشاعري التي يعجز كل وصف في هذه الدنيا على تصويره سيدي الكريم قبل أن أخوض في مخاطبتك اتركني أقول لك يا حامي الحما والدين أيها البار أيها الرجل الفريد ما زلت أذكر ذلك اليوم لما رأيتك ترتدي لباس الاحرام في بيت الله كان ذلك في الايام الاولى من التغيير المبارك فالصورة مؤثرة جدا لاتكاد أن تفارق خيالي وكيف أنسى تلك العيون الخاشعة لله وجه كالقمر بدر من نور الايمان لا أكاد أبالغ إن قلت لك أنه كلما جالت بمخيلتي تلك الروحانيات التي رأيتها فيك إلا واغرورقت عيناي من البكاء على حالي سيدي الرئيس لقد قدمت كثيرا عشرون سنة من التغيير كانت بلادنا على وشك الانهيار كنا سنموت جميعا كنا سندخل عالم الفناء ولكن لولا تدخلك في اللحظة الحاسمة وهذا هو حال الابطال دائما يتدخلون في اللحظات الاخيرة فقبل الانهيار بدقائق إلا ويظهر السوبرمان ليبعث في الموات حياة لقد قدمت لشعبك كل الرقي والتقدم حتى صرنا محسودين من قبل الآخرين نعم يحسدوننا يا سيدي عليك إذ لم تنجب بلدانهم عباقرة مثلك فهل تعرف أنه صار يضرب بنا الامثال هل تعرف أن لاحديث إلا عن إنجازتك لقد توقفت الدنيا بأسرها صاغرة جلال لابداعاتك أيها السيد الرئيس إنجازاتك إنجازاتك إنجازاتك سمعت خطابك الاخير ومراهناتك عن التعددية والحرية هذا تفضل منك وتواضع يحسب لسماحة أخلاقك ولكن أعلم أننا نحن الشعب والمعارضة وحقوق الانسان وبان كي مون والعرب والعجم وبني ربيعة والعالم أجمع حتى الطير والحيوان لانريد غيرك ولانريد حرية بدونك لانريد لاديمقراطية ولاتعددية يكفينا أنك أنت رئيسنا أما هؤلاء الغوغاء المتآمرون أظن أنهم تمادوا واستغلوا طيبتك وديمقراطيتك إنهم يتآمرون على أمن البلد أقتلهم يا سيادة الرئيس نعم أقتلهم أرجوك أنقذ البلاد مرة ثانية لاتتركهم يتمادون أكثر يريدون أحزاب وهل هناك حزب غير حزبك يريدون حرية تعبير فهل هناك تعبير أكثر من تعبيرك يريدون عفو وهل في تونس مسجونين الشعب في رغد العيش أقاويل تقولوا بها علينا ولو أنهم راجعوا التقارير العالمية التي تشهد أننا دائما في الطليعة لما سولت لهم أنفسهم بما يقولون ولكن مذا أقول طيبتك هي السبب أيها السيد الرئيس إننا نحن الشعب نراهن ونستثمر في الانسان والانسان هو أنت لايوجد في بلادنا كثير موارد ولكن ما يجعلنا نصمد أمام التحديات العالمية هو رهاننا على عبقريتك التي لامجال للتنازل عليها أيها السيد الرئيس نم قرير العين الامن مستتب ولاأحد يجرأ على مخالفة أوامرك لاعنف بعد اليوم لاجرائم بعد اليوم لاسرقة ولارشوة ولافساد ولالالالا بعد اليوم أيها السيد الرئيس لم يبقى لي أن أسئلك هل تسمح لي سيادتك واعذرني على تطاولي هل تسمح لي أن أصبح تونسي هل تسمح لي أن أكون مواطنا أعرف أني أتمادى في طلبي هذا ولكن كرمك وطيبتك هو من شجعني على طلبي هذا وإذا رأيت بحكمتك أنت أن أبقى على حالي فأنت أعرف مني بحاجتي وسامحني مواطن بلا وطن (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 15 نوفمبر 2007)
الشرط الأساسي لنجاح المعارضة في إنجاز التحول الديمقراطي بتونس
إستحقاق 2009. نظام الرئيس بن على يريده موعد للمحافظة على المكاسب للموالين . و بعد الخطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة و النشاط السياسي في داخل و الخارج.رؤيته للمستقبل تقوم على إرادة في إقامة تعاون دولي في مجال مكافحة الإرهاب و النمو الإقتصادي لكن دون الإلتزام برفع سرعة نسق الإصلاح السياسي من أجل بناء الحكم الرشيد وفقا للمعايير الدولية بل العمل بأساليب معقدة و بعنون الخصوصية الحضارية و السيادة الوطنية على خلق بيئة يكون المواطن والعالم فيها أمام ضرورة الإختيار بين الإستبداد البارد أو الإرهاب و بالتالي سكوت المجموعة الدولية عن إنتهاك الحكومة المنهجي لحقوق الإنسان. أما المعارضة الوطنية بمختلف مكوناتها تطالب بالتعددية و الحريات لكن بدون برنامج واقعي و عقلاني به إلتزام واضح من الجميع بضمان العمل وفقا للإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس و خاصة تلك التي تتعلق بالحد من إنتشار السلاح غير التقليدي و مكافحة الإرهاب. وكما هم معلوم فإن الأمم المتحدة و مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى و الإتحاد الأوروبي و أمريكا و فرنسا و المؤتمر الإسلامي و الجامعة العربية ملتزمون بمكافحة الإرهاب و الجد من إنتشار السلاح غير التقليدي. و الأولوية لدى أمريكا و أوروبا هي الأمن ثم الديمقراطية. ولهذا أقترح تنظيم أحزاب المعارضة الوطنية لندوة حول « المبادىء العامة للسياسة الخارجية و الدفاع » وبهدف الوصول عبر الحوار إلى إصدار وثيقة توقع عليها كل مكونات المعارضة بها إلتزام بدون قيد أو شرط بمكافحة الإرهاب و الإلتزام بالحد من إنتشار السلاح غير التقليدي. وإنه لا ديمقراطية بدون أمن /و لا أمن دائم و تنمية مستديمة في ظل نظام انزلق نحو أزمة شرعية وعاجز لغياب الإرادة في أنجاز التحول الديمقراطي بعد 20 سنة. عدنان الحسناوى ليبرالي ديمقراطي و مدافع عن حقوق الإنسان الكونية. E-Mail :adnen_hasnaoui@yahoo.fr
تونس في 16 نوفمبر 2007
ردا على » غلام علي رمضان، الهمام، المدعو المنجي بن صالح !! » : دفاعا عن الإتحاد أم دفاعا عن مولاك و صاحب الفضل في نعمتك ؟؟ : إذا أردتم الدفاع عن طالح أو كالح فعليكم باستئجار بن صالح !!
سرب المرتزقة و المأجورين يغرد بصوت واحد لتشويه النقابيين الديمقراطيين و للدفاع عن سياسة البيروقراطية التخريبية و التفريطية و يستنبط تعريفا جديدا لحرية التعبير و الديمقراطية على مقاسها
بقلم : جامعي و نقابي
رغم أن القرائن و البراهين الساطعة و الكثيرة تثبت وجود صفقة مشبوهة بين السلطة و جزء متنفذ من البيروقراطية النقابية و على رأسه عبد السلام جراد و علي رمضان (لن نعود إلى وصف هذه الصفقة و نصيب كل طرف فيها و لكم الرجوع إلى كتابات النقابيين الديمقراطيين في الغرض…) و رغم أن تزامن حملات التطهير التي تقوم بها كل من السلطة و البيروقراطية النقابية ضد النقابيين الديمقراطيين على طول الأشهر الماضية يمثل في حد ذاته دليلا على وجود الصفقة ، فإن سرب المرتزقة و المأجورين مازال يغرد بصوت واحد لمحاولة تشويه النقابيين الديمقراطيين و محاولة بث الفرقة بينهم ، و قد لجؤوا إلى نعتهم بالفوضويين (!!) و المشبوهين (!!) و شككوا في نواياهم (!!) و تباكوا على مصلحة الإتحاد (!!) و على الإرباك الذي أصاب قيادته من جراء تحركات النقابيين الديمقراطيين للدفاع عن مطالب قطاعاتهم و رفض السياسة التفريطية للبيروقراطية و من جراء إصرارهم على ممارسة حرية التعبير و نضالهم من أجل فرض التسيير الديمقراطي داخل الإتحاد (!!).
إن إقفال جريدة الشعب في وجه النقابيين الديمقراطيين حتى لا يتوجهوا إلى الرأي العام النقابي و الضغط الذي مورس من الداخل على جريدة » مواطنون » حتى لا تنشر بقية حلقات الملف الموضوعي الذي أعدته بعد فسح المجال لكل الأطراف حتى تلقي الضوء على أسباب الأزمة النقابية و المتسبب الحقيقي فيها ، و الحملة المسعورة التي تشن في كل الجهات ضد الممضين على العريضة الوطنية لمساندة المحالين على لجان النظام و ضد نشريات » الديمقراطية النقابية و السياسية » و » البديل » و » ضد التجريد » يدلان على ضعف حجج البيروقراطية النقابية.
بعد تدخل علي رمضان شخصيا و المدعو خليل ، و هم أعضاء بالمكتب السياسي لحزب معروف، لإسكات صوت النقابيين الديمقراطيين و منعه من البروز على صفحات جريدة » مواطنون » فسح المجال ، من جديد ، لأحد مأجوري و غلمان علي رمضان المدعو المنجي بن صالح (و كان يجدر تلقيب هذا الغلام الهمام بالطالح لوضاعة ما يقدم عليه تجاه المناضلين الصادقين كلما طلب منه مولاه ذلك) صاحب السوابق في قلب الحقائق و تشويه المناضلين و شتمهم و محاولة إلقاء الشبهة عليهم و الذي نعت سابقا ، و بدون حياء، المعلمين بالغوغائيين و الفوضويين (!!)، بدعوى الدفاع عن الإتحاد (!!)، لكي يعيد الكرة و يتهجم على اليسار النقابي و النقابيين الديمقراطيين، و رغم أن مثل هذه الرهوط من التابعين و الغلمان لا تتقن خدمة أسيادها و لا تحسن الانضباط لقواعد المنطق الشكلي و استعمال مبادئ المنطق الجدلي فتكون كتاباتها مليئة بالمتناقضات (الشكلية) و هزيلة كالحساء و تنقلب ، على عكس ما ينتظرون، ضد مصلحة من أجروهم و دليلا على ارتزاقهم و وضاعتهم و عدم مبدئيتهم فيمر عليها الناس مر الكرام و لا يستسيغونها و لا يرون نفعا من تحمل جهد الرد على تفاهاتها، فأنني ارتأيت ، و بعد أسابيع من الصمت، أن أقدم هذا الرد للعديد من الأسباب و منها رفض جريدة » مواطنون » فسح المجال و تمتيع العديد من النقابيين الديمقراطيين، الذين طلبوا ذلك، بحق الرد، و لحصولي على براهين جديدة تثبت تورط زمرة عبد السلام جراد / علي رمضان في الإعداد و تنفيذ برنامج التطهير و الاستئصال ضد اليسار النقابي و النقابيين الديمقراطيين عموما ، و لكي أفضح الذين نصبوا أنفسهم ، زورا و بهتانا، للدفاع عن الإتحاد (اقرأ عن البيروقراطية داخل الإتحاد) و لتلقيننا دروسا في حرية التعبير و في الديمقراطية المفصلة على مقاس البيروقراطية النقابية.
1) المبدأ الأول في ديماغوجيا مأجوري و غلمان البيروقراطية النقابية : في التعسف على الواقع و على المفاهيم لخلق مساوئ غير موجودة و مهاجمة أصحابها المفترضين ثم الإتيان بأكثر منها في نفس المقال :
يلتحق الغلام المسمى المنجي بن صالح بزمرة عبد السلام جراد / علي رمضان و يسمي ممارسة النقابيين الديمقراطيين لحقهم في نقد السياسة النقابية للمكتب التنفيذي و المتنفذين فيه ، و هي شأنا عاما، و في فضح ما انزلقت إليه من تفريط في مكاسب العمال و الموظفين و في تنفيذ برامج السلطة التصفوية و التقاعس عن الدفاع عن مطالب العمال و محاولة جر القطاعات جرا إلى الإمضاء على اتفاقيات هزيلة …إلخ و ذلك عن طريق المقالات و الشعارات، و هو مجال يجب فيه تسمية الأشياء بمسمياتها للقول بأن فلانا قد تقاعس عن القيام بالمهام التي انتخب على أساسها أو أن فلانا قد خان قضية العمال…إلخ
و كما هو متعارف عليه في المجال السياسي و الجمعياتي و النقابي فكل النعوت هنا مسموح بها ما دمنا نتناول الشأن العام و ننقد أو نهاجم شخصا على أساس نشاطه كشخصية عامة و لم نمس من تصرفاته و حياته الشخصية أو الخاصة ، و من واجبه تحمل ذلك و الرضوخ لمحاسبة القواعد النقابية و لا يمكن بأي حال من الأحوال إلجام الأفواه و التذرع بأن ممارسة الإطارات النقابية لحقها في حرية التعبير و التواصل مع الرأي العام النقابي هو » تجريح و تخوين و مس من كرامة الأمين العام و المكتب التنفيذي (!!) » أو بأنه ثلب (!!) ، و قد أجبنا في مقالات أخرى الرفيق الأمين العام و نبهناه إلى أن الخطأ ليس فيه بل في الهيكلة الغير ديمقراطية للمنظمة التي وضعت كل السلطات بيده و بيد البيروقراطية بحيث أصبح يتصرف كالحكام في الدول الكليانية و الفاشية دفاعا عن سلطاته و فقد الارتباط بالواقع إلى درجة المطالبة بإحالة النقابيين المنتخبين على لجان النظام بتهمة » الثلب (!!) » (و هو هنا يقصد نقد ممارساته) و كأنه ملك أو رئيس في دولة كليانية و نحن » نحمد الله » على أن عقله المريض لم يوغل في هذا التصور و لم يخيل له ، في فترة انحسار نشاط النقابيين الديمقراطيين، بأنه ملك من ملوك العصور الوسطى أو نبيل من عصر الإقطاع فيطلب ممارسة » حق المفاخضة Droit de cuissage !! » صلب هياكل الإتحاد (!!).
و بعد اختلاق تلك المساوئ و تشويه النقابيين الديمقراطيين على أساسها يمر الغلام المنجي بن صالح إلى الشتم المجاني و يأتي بأكثر مما نسبه افتراضيا ، بعد أن فبركه، إلى النقابيين الديمقراطيين. فيعيد وصف النقابيين الديمقراطيين بالفوضويين و الغوغائيين (!!) و يصف دفاعهم ، على مواقع الأنترنات، عن المحالين على لجان النظام و المجردين و المستهدفين من طرف السلطة » بالهجوم على قيادة الإتحاد و بالحملة المشبوهة التي لا علاقة لها بالأهداف النقابية… (!!) ». و في موضع آخر يعفي نفسه من أي تحليل و يقفز ليستنتج (!!) » بأنه لا يمكنهم بأي شكل من الأشكال أن يخفوا دوافعهم الخطية و أغراضهم المشبوهة… (!!) »
2) المبدأ الثاني في ديماغوجيا مأجوري و غلمان البيروقراطية النقابية : الغلام الهمام المنجي بن صالح يعفي نفسه من أي تحليل و يحذو حذو زبانية السلطة فيحول نفسه إلى » عرافة أو تقازة » تكشف النوايا الخفية و الغيب و تقر بأن « …لا علاقة لنضالات النقابيين الديمقراطيين بالأهداف النقابية (!!) و بأنه » …لا يمكنهم بأي شكل من الأشكال أن يخفوا دوافعهم الخطية و أغراضهم المشبوهة … (!!) « ….إلخ و ذلك رغم وضوح و عدالة القضية التي يدافع عنها فسيفساء النقابيين الديمقراطيين :
رغم وضوح و عدالة و شرعية القضية التي يدافع عنها النقابيون الديمقراطيون و اليسار النقابي و ثراء و تعدد النصوص التي ينشرونها منذ شهر جويلية على صفحات نشريات » تونس نيوز » و » البديل » و الوليدتين » ضد التجريد » و » الديمقراطية النقابية و السياسية » ليعبروا عن طريقها عن برنامجهم النقابي و ليؤكدوا بأن القضية التي يدافعون عنها تتنزل في إطار المسألة الديمقراطية و لا يمكن اختزالها في إطار الدفاع الظرفي على قضية المجردين و المحالين على لجان النظام، ذلك أنها لا تعدو إلا أن تكون قطرة من فيض ضمن ما انزلقت إليه قيادة الإتحاد ،في السنوات الأخيرة، من تعسف و جور و تفريط في مكاسب العمال و الموظفين بعد أن مركزت كل السلطات بين يديها و قلبت الأمور رأسا على عقب لكي » تحاسب (!!) » الهياكل الوسطى و القاعدية عوض الرضوخ لمحاسبتها و لكي تصادر سيادتها على قراراتها و تدفعها إلى التنكر لمطالب منخرطيها …إلخ، فإن الغلام الهمام المنجي بن صالح يعفي نفسه من أي تحليل و يحذو حذو زبانية السلطة فيحول نفسه إلى » عرافة أو تقازة » تكشف النوايا الخفية و الغيب و تقر بأن « …لا علاقة لنضالات النقابيين الديمقراطيين بالأهداف النقابية (!!) و بأنه » …لا يمكنهم بأي شكل من الأشكال أن يخفوا دوافعهم الخطية و أغراضهم المشبوهة … (!!) « ….إلخ و ذلك رغم وضوح و عدالة القضية التي يدافع عنها فسيفساء النقابيين الديمقراطيين
ألا تمثل الدعوة إلى إصلاح الخلل و العودة بالإتحاد إلى هيكلته القديمة الديمقراطية أهدافا نقابية ؟؟ ألا تمثل الدعوة إلى إرجاع الإطارات النقابية المجردة التي تختلف في الرأي مع عبد السلام جراد و علي رمضان ، و التي تصدت في مؤتمر المنستير لمحاولتهم الانقلاب على قرار مؤتمر جربة بتسقيف الترشح للمكتب التنفيذي في حدود دورتين، إلى سالف نشاطها النقابي و رص الصفوف للدخول إلى المفاوضات الاجتماعية بقوة أهدافا نقابية ؟؟ ألا تمثل الدعوة إلى الكف عن مغازلة السلطة ، طمعا في دعمها و عطاياها، و الزج بالإتحاد في الصراع على السلطة بتزكية مرشح الحزب الحاكم لدورة أخرى خلال الانتخابات الرئاسية القادمة دفاعا عن استقلالية الإتحاد أهدافا نقابية ؟؟ ألا تمثل مسودة برنامج العمل المشترك التي نشرها بعض النقابيين الديمقراطيين على صفحات الأنترنات و أرضية العمل المشترك بين مكونات النقابيين الديمقراطيين و اليسار النقابي التي يتشاور حوله النقابيون بعلم و دراية البيروقراطية النقابية أهدافا نقابية ؟؟
أين الدوافع الخطية في أن يجتمع عشرات مناضلي التيارات الوطنية الديمقراطية (أكثر من فصيل سياسي) في شهر جويلية ليدافعوا عن نقابيي حزب العمال الشيوعي التونسي و الحزب الديمقراطي التقدمي و هم المتنافرون سياسيا و لا تجمعهم أي علاقة سياسية و ذلك بعلم علي رمضان الذي ابتدأ بالضغط على بعض العناصر منهم ثم استدعى رموزهم لكي يستفسر عن » سبب دفاعهم عن خصومهم السياسيين (!!) » ثم و بعد فشله في الحصول على نتيجة عمد إلى إنهاء تفرغ بعض المحسوبين عليهم ؟؟ أين الدوافع الخطية في أن يكبر عدد الممضين على العريضة الوطنية المساندة للمحالين على لجان النظام ليشمل رموز التيارات الوطنية الديمقراطية و حزب العمال الشيوعي التونسي و الحزب الديمقراطي التقدمي و القوميين…إلخ ؟؟ أين الدوافع الخطية في أن يكتسح تمرد الهياكل النقابية جل الاتحادات الجهوية و النقابات الجهوية لتتجاوز ردة الفعل بكثير مكونات اليسار النقابي و تتنزل في إطار أشمل و هو إطار النقابيين الديمقراطيين ؟؟
إن الإجابة واضحة وضوح الشمس و لن يصدق أحد من العقلاء » عرافة أو تقازة (!!) » الغلام الهمام المنجي بن صالح و هذا ما يقلقه و يقلق أسياده من مأجريه من البيروقراطية النقابية و يدفع بهم إلى محاولة تشويه النقابيين الديمقراطيين . إنه الخوف من تكون جبهة من النقابيين الديمقراطيين تقطع مع السكتارية و التناحر للتصدي للبيروقراطية و فرض الديمقراطية داخل الإتحاد.
3) المبدأ الثالث في ديماغوجيا مأجوري و غلمان البيروقراطية النقابية : في تحويل النتيجة ، و البرهان على القمع و منع حرية التعبير و التواصل مع الرأي العام النقابي، إلى سبب و محاولة التدليل عن طريق السفسطة بأن المبادرين إلى الكتابة و النشر من النقابيين الديمقراطيين المعروفين فردا فردا للعامة و الخاصة هم من أعوان البوليس و المخابرات المشبوهين لمجرد استعمالهم لأسماء مستعارة حتى لا يقع تجريدهم و تلفق ضدهم قضايا عدلية في الثلب بالاشتراك مع السلطة :
لا أحد داخل البيروقراطية النقابية و داخل السلطة و داخل الرأي العام النقابي يجهل الهويات الحقيقية للنقابيين الديمقراطيين الذين ينشرون على صفحات الانترنات و هم مناضلون نزهاء و صادقون و ملتصقون بهموم العمال و الموظفين ينتمي بعضهم إلى التيارات السياسية المذكورة أعلاه ، و الغير مذكورة و هي كثيرة، و لم ينتمي البعض الآخر فيهم تنظيميا يوما إلى أحد الأحزاب أو التيارات السياسية بل إنهم مكون فاعل من مكونات الحركة النقابية الديمقراطية . و رغم ذلك فإن صاحبنا مأجور علي رمضان أي الغلام الهمام المنجي بن صالح استغل اجبارهم من طرف البيروقراطية النقابية على عدم استعمال جريدتهم » الشعب » لأن أصواتهم مقلقة و كتابتهم على صفحات الأنترنات عبر أسماء مستعارة لكي يتجنبوا تجريدهم من طرف مأجره و لكي يتجنبوا أن تفبرك البيروقراطية النقابية و السلطة ضدهم ملفات قضائية في الثلب لكي يزعم بأن بعضهم من أعوان البوليس و المخابرات المشبوهين (!!). إن مثل هذا الهراء لا يستحق الرد و لكنني أود أن أقول لصاحبنا مأجور علي رمضان أي الغلام الهمام المنجي بن صالح » رحم الله الأيام الخوالي » و ليعش النضوج السياسي و الثقافي الذي بتنا عليه ، فلو بقينا متخلفين مثلك و مارسنا مثل هذه الصبيانيات لنحاول التخلص من خصومنا بنعتهم بالبوليس لكنا ، أيضا، بقينا غير ديمقراطيين و معادين لحرية التعبير و ممارسين للعنف عوض السجال الفكري، و لكنا، عندها، قطعنا لسانك المأجور و حطمنا قلمك المرتزق و هو أقل ما يجازى به غلام مثلك.
و في هذا الإطار لا أنسى تلميحك إلى التقاءنا المفترض مع أنصار السحباني ( متناسيا أنه قد خرج من ضلع المتنفذين الحاليين داخل المكتب التنفيذي (!!)) بقولك أو نصيحتك التي تقول فيها : » …إنه إذا أردتم التخلص من السيستاني فعليكم النفخ مجددا في صورة واحد من منتسبي آل السحباني (!!) » و نحن نرد عليك ،و على من أجروك داخل البيروقراطية النقابية و ربما داخل السلطة، نصيحتك و نقول لك و لهم : » إذا أردتم الدفاع عن طالح أو كالح فعليكم باستئجار الغلام الهمام بن صالح (!!) »
4) المبدأ الرابع في ديماغوجيا مأجوري و غلمان البيروقراطية النقابية : في لعب مسرحية التباكي على مصلحة الإتحاد و التخويف بفزاعة الغول الخارجي فيما هم يخربونه و ينفذون برنامج السلطة عبر حملة تطهيرية لاستئصال مناضلي اليسار النقابي و النقابيين الديمقراطيين لضرب كل نفس نضالي و كل حركة مطلبية تمهيدا للمفاوضات الاجتماعية :
فيما تثبت الأحداث يوما بعد يوم تورط البيروقراطية النقابية في صفقة مشبوهة مع السلطة للحصول على دعمها في سعيها إلى الانقلاب على الشرعية و العودة إلى » التوريث » مقابل تكفلها بضرب كل نفس نضالي و تلجيم الحركة المطلبية بتنفيذ برنامج السلطة بتطهير الساحة النقابية الداخلية من مناضلي اليسار النقابي و النقابيين الديمقراطيين و مقابل دفع الإتحاد إلى تزكية إعادة ترشيح ممثل الحزب الحاكم لدورة جديدة خلال الإنتخابات الرئاسية لسنة 2009 …..، يواصل مأجوري البيروقراطية النقابية و غلمانها لعب مسرحية قديمة جديدة و هي مسرحية التباكي على مصلحة الإتحاد و التخويف بفزاعة الغول الخارجي مستهزئين بوعي العمال و الموظفين و محتقرين لقدرتهم على التحليل و فصل الغث عن السمين.
و هكذا و بجرة قلم تتحول محاولات النقابيين الديمقراطيين صد البيروقراطية النقابية و منعها من تصفية خيرة مناضلي الإتحاد و التفريط في ما تبقى من مكاسب العمال و الموظفين و محاولة منعها من مواصلة نهجها التفريطي و تحالفاتها المشبوهة مع السلطة و الأعراف ضد مصالح العمال و الموظفين و محاولة تقويم وضع الإتحاد، قبل فوات الأوان، بالمطالبة بإعادة إرساء هيكلة جديدة تضمن التسيير الديمقراطي للمنظمة الشغيلة و سيادة القطاعات على قراراتها و إنهاء المركزة المشطة لسلطة القرار بيد البيروقراطية النقابية التي مكنتها من التفريط في مكاسب العمال و الموظفين و الارتزاق بمصالحهم و الإستثراء الفاحش عن طريق تبادل الخدمات مع السلطة و الأعراف، إلى فوضى و أعمال مشبوهة تربك قيادة الإتحاد و تصب في مصلحة المعادين للعمل النقابي (!!) و تتذكر البيروقراطية النقابية بأن هناك عدوا خارجي متكون من السلطة و الأعراف يستعد للانقضاض على النقابيين و تستعمله كفزاعة لتخويف النقابيين و منعهم من رد الفعل فيما تتحالف هي معه (النظام) و تدافع عن مصالحه و تنفذ برامجه على حساب مصالح العمال و الموظفين . كما تتذكر نفس البيروقراطية النقابية بأن هناك مفاوضات اجتماعية قادمة يجب التحضير لها برص الصفوف فيما تستأصل على أرض الواقع خيرة مناضلي الإتحاد و تصم آذانها عن دعوة جمهور من الإطارات النقابية يتعاظم يوما بعد يوم يدعو إلى إيقاف الحملة ضد النقابيين الديمقراطيين و إرجاعهم إلى سالف نشاطهم النقابي و رص الصفوف ، حقيقة، قبل الدخول في المفاوضات الاجتماعية. لا أعتقد بأن هناك بين النقابيين من ما زال تنطلي عليه مثل هذه الخدع و السخافات أو يتأثر بدموع تماسيح البيروقراطية النقابية إلا من انخرط في صفوفهم أو من يمني نفسه بنيل عطاياهم أو الانضمام يوما إلى صفوفهم.
5) المبدأ الخامس في ديماغوجيا مأجوري و غلمان البيروقراطية النقابية : في لعب دور المسيح المظلوم و الغير مفهوم و التزين بمسوح حرية التعبير و الديمقراطية من طرف البيروقراطية النقابية فيما يحاول مأجوريها و غلمانها ، بدون حياء، إعطاءنا دروس في حرية التعبير و الديمقراطية بتقديم تعريف مبتذل لهما و محاولة إقناعنا بمفهوم و بتصور لحرية التعبير و للديمقراطية تستحي حتى السلطة من تقديمه و لا يرتقي حتى إلى مستوى » الديمقراطية المركزية » التي قطعت غالبية مكونات اليسار الاشتراكي معها و لفظتها :
لقد امتلأت صفحات جريدة » الشعب » بمحاولات زبانية عبد السلام جراد / علي رمضان ،من مرتزقة و مأجورين و غلمان، إقناعنا بأن قيادة الإتحاد تضمن حرية التعبير و الديمقراطية و لا تتعدى عليهم رغم حملة تجريد المخالفين لرأيهم و رغم ما سمعناه من تصور الأمين العام للديمقراطية و قد وصل به الأمر إلى حدود مراسلة الوزارات لسحب التفرغات من بعض النقابيين بدون أخذ رأي الهياكل التي ينتمون إليها و بدون استشارة المكتب التنفيذي ثم ابتزاز هذا الأخير بإعلامه بأنه لن يتراجع حتى و إن صوت ضده 12 من 13 من جملة المكتب التنفيذي إلا إذا أجبروه على الاستقالة !!
و رغم ذلك انضم صديقنا مأجور علي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح لكي يغرد مع السرب و يدافع عن ديمقراطية القيادة النقابية و ضمانها لحرية التعبير فما هو مفهومه و مفهومهم لهذين الحقين الطبيعيين الذين يعلون على الدساتير و على القوانين و الأنظمة الأساسية و لا يمكن إلغاءهما بحذفهما منها أو بالتضييق على ممارستهما ؟؟
إن ما تضمنه كل العهود و المواثيق الدولية من حق الاختلاف و حق التعبير و هما أساس الممارسة الديمقراطية ينبع من أن الاختلاف ثروة تنم عن ديناميكية و حيوية المجتمعات البشرية و لكن صديقنا مأجور علي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح ينظم إلى منظري البيروقراطية النقابية لكي يندد بحق التجمهر و التجمع لممارسة حق حرية التعبير و الإصداع بالاختلاف مع الآخر و لكي يقر ، بطريقة غير مباشرة ، بموافقتهم على أن حق التعبير غير مسموح به إلا في ظلمة و عتمة اجتماعات الهياكل النقابية التي تسيرها و تلجمها البيروقراطية النقابية مما يحرم منه الغالبية العظمى من القواعد و الإطارات و مما يحكم عليه بأن لا يتواصل أبدا مع الرأي العام النقابي للفعل فيه و التفاعل معه و ينته أمره إلى الصدور فقط في » اللوائح الداخلية » (!!) الموجهة إلى القيادة النقابية حتى تكون الخصم و الحكم (!!).
و إذا تركنا جانبا الإرث الثقيل للستالينية و لبعض القراءات الأخرى للماركسية حول » الديمقراطية المركزية (!!) » التي قطعت مع المفهوم الأصيل للاشتراكية و وضعنا أنفسنا في إطار ما انتهى له لينين مع أواخر حياته و في مسار حركة التاريخ و مسار التجديد الذي تشهده النظرية الاشتراكية في أيامنا حتى تتعض من دروس انهيار النظام السفياتي الكلياني و تعود إلى الحياة و الفعل في الواقع بإعادة تبني مبدأ حرية التعبير و الديمقراطية فإننا لن نختلف على أن هذه الأخيرة تعني أساسا بأن تنبع القرارات و تأخذ من الأسفل إلى الأعلى و على أن تخضع كل قيادة إلى محاسبة القواعد التي انتخبتها و على أن تضمن للأقلية حق الاختلاف و التعبير بكل حرية عن اختلافها و محاولة التأثير و التأثر بالرأي العام المعني مقابل تنفيذها لرأي الأغلبية إلى أن تتحول هي نفسها إلى أغلبية.
إن ما يفضح صديقنا مأجورعلي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح و يدلل على تبنيه مفاهيم البيروقراطية النقابية لحرية التعبير و الديمقراطية الكاذبة و المفصلة على مقاسهم هو محاولته ، في معرض تعقيبه على رد الرفيق المنذر الخلفاوي و الذي قارن و ساوى فيه بين ما اشترك فيه صاحبنا بن صالح في مؤتمر المنستير للإتحاد الجهوي للشغل في مارس 2005 و ما قام به النقابيون الديمقراطيون في قفصة من رفع للشعارات احتجاجا على منعهم من مقابلة الأمين العام و على عدم مؤازرتهم من طرف الإتحاد في الدفاع عن مطالبهم و في ما تعرضوا إليه من عنف بوليسي في مقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين، تبرير ساحة الأمين العام كلفه ذلك ما كلفه إلى حد نفي التساوي بين الممارستين رغم عدم اختلافهما نوعيا و استنباط مقاييس مشبوهة و على مقاسه و مقاس البيروقراطية لكي يستنبط لنا بعقله البيروقراطي » عفوا العبقري !! » حيزا زمنيا ليتحول فيه رفع الشعارات و ترديدها ، بقفزة نوعية مفاجئة (إنه يؤمن بالطفرات على الأقل (!!))، من ممارسة لحق الاختلاف و حرية التعبير و الديمقراطية إلى فوضى و إرباك لقيادة الإتحاد (!!) . هكذا و بدون حياء يزعم صديقنا مأجور علي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح بأنه هو و جماعته لم يرددوا الشعارات إلا لمدة 10 دقائق مما أبقاهم في حدود ممارسة حرية التعبير و الديمقراطية (!!) فيما ردد النقابيون الديمقراطيون شعاراتهم لمدة نصف ساعة ( يا للهول!!) مما أخرجهم من تلك الحدود (!!) و مما أضجر الرفيق الأمين العام و جعله ينسحب (!!) متناسيا بأن هذا الأخير رفض طلب الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بقفصة عبر الميكروفون باستقبال وفد من الغاضبين و رمى بالميكروفون في وجهه و دفعه و أسمع الحضور ألفاظا نابية قبل أن ينسحب (!!).
6) المبدأ الرابع في ديماغوجيا مأجوري و غلمان البيروقراطية النقابية : في تدحرج صاحبنا مأجور علي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح إلى مرتبة الدون و الهوان بانقلابه حتى على ما قاله بنفسه في مقلله السابق وتحامله على بعض النقابيين الديمقراطيين ليجرهم إلى الرد عليه و تحقيره ليجلب الانتباه و يكسب عطف السلطة و البيروقراطية النقابية :
في المقال السابق (المقال رقم إثنين على جريدة مواطنون بتاريخ 17 أكتوبر 2007) لصاحبنا مأجور علي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح و المعنون » دفاعا عن الإتحاد العام التونسي للشغل- شتان بين النقد البناء و بين العمل التخريبي و التصرفات المشبوهة » حاول بكل خبث أن يقسم النقابيين الديمقراطيين فأثنى على الرفيق « نقابي و جامعي » و على « النقابي من قطاع التعليم العالي » بسبب عمق تحليلهم لما لم يستطع أن ينكره من انزلا قات خطيرة داخل المنظمة الشغيلة و صب جام غضبه على مناضلي حزب العمال الشيوعي التونسي لينعتهم بكل النعوت ، و ها هو يعود في العدد الأخير من جريدة مواطنون بتاريخ 14 نوفمبر 2007 لكي ينسى ما قاله في المرة الأخيرة و لكي يختار البعض من الأسماء المستعارة التي ينشر بها أحد النقابيين الديمقراطيين الذي سماه سابقا بالرفيق (جامعي و نقابي و هو نفسه النقابي من قطاع التعليم العالي و النقابي القبايلي و جوبا الأول و ماسينيسا و الكاهنة… و ذلك بمعرفة غلامنا و أسياده…) ، وهو مناضل وطني ديمقراطي يعرفه غلامنا الهمام أشد المعرفة ، اختاره من بين عشرات الأسماء المستعارة الأخرى لأنه يعرف جيدا عن من يتحدث و لأن مولاه و سيده قد تضايق من كتاباته فيصب عليه جام غضبه و تأخذه غريزة التقازة التي ورثها من قديم الزمان لكي يعبر عن ظنه بأن يكون من البوليس و المخابرات و نظرا لإجابتي على هذا الموضوع و نظرا لمعرفة الجميع لهويتي الحقيقية فلا أظن أنني سأعود للحديث في الموضوع على الأقل قبل أن أعقب على مقالة غلامنا الجديدة، و لكنني منذ الآن ألفت نظر القراء إلى أنها أشبه بتقرير بوليسي نظرا لأن غلامنا فعل كل ما يستطيع لكي يرشد السلطة و البيروقراطية النقابية إلى أن الهوية الحقيقية للرفيق » نقابي يساري من التعليم الثانوي » هو فلان … و الذي يتخفى خوفا من أن لا تعيد له البيروقراطية النقابية تفرغه…إلخ و عليه فإن غلامنا مرشد في خدمة السلطة و البيروقراطية النقابية.
أما من ناحية أخرى فلم أجد من سبب يدفعه إلى مثل ذلك التطاول و التحامل إلا تدحرج صاحبنا مأجور علي رمضان الغلام الهمام المنجي بن صالح إلى مرتبة الدون و الهوان بانقلابه حتى على ما قاله بنفسه في مقاله السابق وتحامله على بعض النقابيين الديمقراطيين ليجرهم إلى الرد عليه و تحقيره ليجلب الانتباه و يكسب عطف السلطة و البيروقراطية النقابية. و لكن هيهات فقد كنا سنقول له ، إذا كانت فعلته الأولى، « إذا عدتم عدنا إليكم بالنعال!! » و لكن صاحبنا متعود على صنيعه هذا و لا تخيفه النعال و هو المتمرس في الوضاعة بحيث اكتسب قيمة النعال و لم يعد ينفع معه لا قذفه بها و لا تمريغ أنفه في التراب و في هذه الحالة فلن يقينا من شره إلا أن يسرع سيده في إطعامه و شد وثاقه.
و إلى مقالة أخرى حتى نواصل معكم إثبات تورط البيروقراطية النقابية مع السلطة في الإعداد و تنفيذ برنامج التطهير النقابي.
جامعي و نقابي
المصدر : نشرية » الديمقراطية النقابية و السياسية » عدد 40 بتاريخ 16 نوفمبر 2007
Lien 1 : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/
Lien 2 : http://groups.google.com/group/democratie_s_p/
منع حمل عديد المواد الأساسية الاستهلاكية المدعمة خارج الوطن
مدير عام الديوانة:«الإجراء يخص الاجانب والتونسيين الذين يعمدون إلى الاتجار في هذه المواد وذلك حماية للسوق المحلية» تونس ـ الصباح: فوجئ عدد من المسافرين والمغادرين لأرض الوطن في المدة الأخيرة بمنعهم من حمل عديد المواد الأساسية الاستهلاكية التي تعودوا على حملها وشمل هذا الاجراء الأجانب وكذلك التونسيين وخاصة العمال التونسيين بالخارج وبالخصوص من كان يحمل كميات كبيرة من هذه المواد من ذلك الكسكسي والزيت والتمور ومشتقات القمح والحبوب وغيرها. ويتفاجا كل مغادر لأرض الوطن وخاصة عبر ميناء حلق الوادي بإجراءات الحجز من قبل أعوان القمارق لعدة منتوجات تعود البعض كلما حل بأرض الوطن حملها معه إلى بلاد الغربة وكذلك حملها للأهل والأصدقاء وأبناء البلد حيث تمثل هذه المواد جزء من معيشة التونسيين هناك وتعتبر مواد أساسية على مائدتهم تغنيهم في عديد الأحيان عن الأكل الغربي أو الشرقي وتذكرهم بريحة البلاد ومذاق « الطاولة التونسية ». وقد استغرب البعض مثل هذا الإجراء مؤكدا أنه وطيلة سنوات تعود وكلما حل بأرض الوطن خاصة بسيارته على حمل ما يكفيه طيلة سنة من المنتوجات الاستهلاكية التونسية سواء منها المصنعة أو ما نعبر عنه ب »العولة »…كما أشار البعض الآخر إلى تعوده على حمل حاجاته وحاجات أقربائه ومعارفه من أهل البلد من الحاجيات الغذائية التونسية لكن تفاجأ هذه المرة بمنعه من حمل ما تعود على حمله دون سابق إعلام أو علم بذلك. الاجراء تأمين للسوق الوطنية « الصباح » اتصلت بالسيد سليمان ورق مدير عام الديوانة التونسية الذي أكد وجود مثل هذا الإجراء الذي يهم خاصة المنتوجات المدعمة من قبل صندوق الدعم والتعويض , لكنه نفى أن يكون هذا الإجراء قد مس بحاجيات أبنائنا التونسيين العاملين بالخارج أو بالتونسيين بصفة عامة الحاملين لكميات استهلاكية معقولة من المواد الغذائية الأساسية المدعمة. وبخصوص تفاجئ بعض المسافرين بهذا الإجراء نفى محدثنا ذلك مؤكدا أن العمل بمنع تصدير المواد الاستهلاكية المدعمة تم بصفة تدريجية مع الإعلام المسبق بذلك منذ مدة عبر المعلقات والمطويات التي وزعت على الوافدين على المطارات والموانئ التونسية منذ فترة سابقة عن الصيف عند الدخول والخروج من والى نقط العبور الحدودية. اجراء لا ينسحب على الاستهلاك العادي للتونسيين وقال السيد مدير عام الديوانة أن الإجراء ينسحب على الأجانب ولا ينسحب على التونسيين باستثناء أولئك الذين يعمدون إلى حمل كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية الغذائية الأساسية بغرض المتاجرة بها. مؤكدا أن البعض يعمد إلى ملء سيارات من نوع « ستافات » بهذه المنتوجات ليتولوا بيعها في مغازات على ملكهم بأسعار مضاعفة ثلاثة وأربعة مرات وهذا غير معقول باعتبار أن صندوق الدولة دفع في هذه المنتوجات ليخفف العبء عن جيب المستهلك التونسي. وأضاف السيد سليمان ورق أن الاجراء لا يقتصر على الديوانة التونسية بل حتى القمارق الاوروبية تمنع دخول المنتوجات الاستهلاكية الغذائية وتقوم بحجزها في نقطها الحدودية. وذكر بأن الإجراء هو تأمين للسوق الوطنية في ظل الارتفاع المهول لأسعار أغلب المنتوجات العالمية وارتفاع سعر الصرف وتواصل قيام صندوق الدعم والتعويض بمهامه حماية لجيب المستهلك التونسي ومحافظة على قدرته الشرائية. سفيان رجب
في نادي «كتب وقضايا» بدار الثقافة ابن خلدون:
الهادي البكّوش: «لا يمكن للاستعمار أن يُضِيع بين الأمس واليوم حقيقتَهُ البشعة…»
تحت شعار «عشرون سنة من التغيير، وفاء دائم لصانع التغيير» انطلقت انشطة نادي كتب وقضايا بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون. فاتحة هذه الانشطة كانت مع السيد الهادي البكّوش الوزير الاوّل السابق وعضو مجلس المستشارين بمناسبة صدور كتابه «إضاءات على الاستعمار والمقاومة في تونس وفي المغرب الكبير» وقد تولّى الاستاذ رضا الملولي عضو مجلس المستشارين والمشرف على انشطة النادي تقديم هذا الاثر. هذا اللقاء حضره جمهور غفير من كلّ الأجيال والأعمار، كما حضره مناضلو الأحزاب وبعض النقابيين وجامعيون مهتمون بالتاريخ الوطني: رشيد صفر الوزير الاول السابق ورئيس مجلس النواب السابق وعضو مجلس المستشارين، الحبيب عمّار الوزير السابق وعضو مجلس المستشارين، المنصف الماطري، آمنة صولة، سمير عبد اللّه، أعضاء المجلس حبيبة المصعبي النائبة الثانية لرئيس مجلس النواب، الصادق شعبان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الشاذلي النفاتي الأمين العامّ المساعد بالجامعة العربية، كمال الحاج ساسي الأمين العام المساعد بالتجمع الدستوري، أساتذة المعهد الأعلى لتاريخ الحركةالوطنية يتقدمهم السيد نبيل قريسة مدير المعهد وجمع غفير من المناضلين كالصادق بن جمعة، علي المهذبي، محمّد مواعدة وغيرهم. الوطنية والسيادة اشار مقدّم الكتاب الأستاذ رضا الملّولي إلى بعض الاشكالات التي تثيرها مثل هذه الكتابات في أذهان المؤرّخين من قبيل: – هل يمكن ادراجها ضمن المشاغل التاريخيةومواصفاتها العلمية؟ أيمكننا أن ننفي قدرة البعض على تكبيل تاريخ الحركة الوطنية، المكبّل بدوره وفي عديد مفاصله نتيجة ندرة المصادر الارشيفية إن لم نقل انعدامها وخصوصا فيما يتصل بالأرشيف الأمني الذي حمله المستعمر معه؟! أما الإشكال الثالث فهو المتصل بنسبيّة المعرفة التاريخية و«سي الهادي» ليس مؤرّخا بل كان مساهما في صياغة الواقع السياسي إن لم نقل مؤثرا في مجرياته؟! وأكّد المقدّم على موضوعية المؤلف وخصوصية ما كتبه لا بوصفه معاينا للأحداث بل باعتباره مساهما فيها لا من المتطفلين عليها.. حديث المؤلّف عن المقاومة والاستعمار أخذ حيّزا كبيرا في التقديم، كما أنّ انتصار الهادي البكوش للمقاومة هو في حقيقته انحياز لأسئلة الدّم المهدور وللتضحيات التي جعلت من شرف الأرض عنوانا على الوجود برمّته وقد عقد المؤلف مقارنة معبّرة بين الدّعاوى التي تجعل من المستعمر رافعا للواء العلم والمدنية وبين حقيقة الواقع التعليمي إبّان الفترة الاستعمارية وبعدها. وغير خفيّ طبيعة الأزمة التي اندلعت مؤخرا بين فرنسا والجزائر ومحاولة المستعمر القديم سنّ قانون يمجّد الاستعمار (هكذا) في البرامج المدرسيّة!! وتساءل المقدّم في سياق تعليقه على المحاضرات التي خصصّها المؤلف للزعيم بورقيبة: ألم تكن شخصنة الحكم وبالا على البلاد وأدّت إلى خلق طبقة من المنافقين كان همّها التكالب على السلطة وهذا ما أدّى إلى وهن الدّولة، هو ذاته الوهن الذي اصطبغت به الدّولة الحسينية وتسبّب في احتلال البلاد من قبل فرنسا؟! وأضاف: لا يمكن نكران الدور التاريخي للزعيم ابان معركة التحرير وبعدها ابان تأسيس الدولة الوطنية وحين تكون قامتك قصيرة وتخاف أن يحجب عنك الآخرون الرؤية، عليك امّا السّير في مقدّمة الصف وامّا الصعود فوق أكتاف الآخرين، لتتمكّن من رؤية ما يحدث امامك وحواليك بوضوح. ذلك ما ادركه بورقيبة على الارجح منذ البداية واذ رفع فوق الاعناق بعد أن أكمل خطابه في دار بن عيّاد بعد اعلان تأسيس الحزب الجديد فقد فهم ذلك أنّ عليه أن يسير منذ تلك اللحظة في المقدّمة. نضالية وواقعية وقد أخذ الكلمة الاستاذ الهادي البكوش ليتولّى بسط مضامين المحاضرات التي احتواها كتابه وعبّر في البداية عن امتعاضه ممّا تسلكه بعض القوى الاستعمارية عندما تساند أنظمة الحكم عندنا وتتعاون معها حفاظا على مصالحها وتتوخّى سياسة اللعب على حبلين: تمدّ يدها للمعارضات إن لم تكن وراء بروزها ودون تقييم لتمثيلها واشعاعها، تقيم معها علاقات مشبوهة وتغرّ القائمين عليها فتجرّهم إلى التنكر للقيم الاخلاقية والمبادئ الوطنية. وأكدّ المؤلف على الدّور التّاريخي الذي اضطلع به منذ 1934 الحزب الحرّ الدستوري الجديد، مشيرا إلى أنّ ما عرضه من أحداث قد يكون متأثرا بالمحيط الذي عاش فيه والمسؤوليات التي تقلّدها: «قد أكون شديد الوفاء والالتزام بنضال وطني يصعب عليّ التخلّص منه، رغم ما أصابنا من أذى، كان لبطانة الزعيم بورقيبة دور كبير فيه وقد تحمّلته صابرا». من جهة اخرى، استعرض السيد البكوش فصولا من تاريخ المقاومة الوطنية نافيا أن يكون الاستعمار موازيا للمقاومة، فتلميع صورة الاستعمار في رأيه وتمجيد عهوده ينافي الحقيقة التاريخية ويرجع بنا إلى مقولات استعمارية باطلة. وأضاف أنّ بعض قادة الحزب كانوا لا يؤيدون نظاما رئاسيا مشخصا لأنّهم يخشون تسلط رئيسهم عليهم مع أنّهم يكبرون زعامته الفذة وهكذا كان الأمر فيما يخصّ الخلافة، فعند شغور الرئاسة لا يتولاّها رئيس مجلس النواب المنتخب من الشعب بل الوزير الأوّل المعيّن من الرئيس وكذلك كان الأمر بالنسبة إلى الاجراءات التي اتخذت لإدماج الحزب الحاكم في صلب الدولة وهو خلط غير ديمقراطي بين هياكل الدولةوهياكل شعبية وكذلك الأمر بالنسبة إلى منح الزعيم بورقيبة الرئاسة مدى الحياة والحال أنّه سبق له أن رفضها. وقد كان التحوّل الذي أحدثه الرئيس بن علي ثورة حقيقية قوّمت ما لحق الدستور من انحرافات وابطلت الخلافة الآلية واعطت دفعا جديدا للتعددية. مطالبة أثناء النقاش، طالب عديد المتدخلين المحتفى به بكتابة مذكّراته لحاجة المؤرخين الشديدة اليها. كما ركّز متدّخل آخر على مفهوم التاريخ، معتبرا أنّ له معنيين اثنين: ما وقع للانسان في الماضي وما دوّنه الانسان عن ذلك الماضي، فالتاريخ معرفة لمادة معينة وهو أيضا مادة لتلك المعرفة، متسائلا عن طبيعة النظرة التي يحملها المؤلف عن التاريخ. وعن المغرب العربي، طرحت تساؤلات عديدة، حول كلفة اللاّمغرب والعراقيل القائمة وانعدام التشريعات الموحدة واختلاف النظرة إلى الانسان والتي تجعل المشروع المجتمعي ذاته المعبّر عنه في كلّ قطر مغاربي على حدة مختلفا تماما من قطر إلى آخر. علي القاسمي (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس)، بتاريخ 1 نوفمبر 2007)
الاستاذ الصادق شعبان: «الفضائيات هدّدت الهُويّات واليسار مال إلى اليمين»
طرح الاستاذ الصادق شعبان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي على منبر نادي كتب وقضايا بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون عدة اشكاليات هامة حول تونس التغيير بين نهاية قرن وبداية قرن جديد وقدم له الاستاذ رضا الملولي عضو مجلس المستشارين.. الاستاذ الصادق شعبان تسلح بخبرته الميدانية وخاصة اشرافه على معهد الدراسات الاستراتيجية اضافة الى مروره بعدة وزارات منها العدل والتعليم العالي مع اعتماده على الانترنات كمصدر معلوماتي مهم حيث اكد المحاضر الباحث على اهمية هذه الوسيلة الحديثة في الثورة المعلوماتية. ومن القضايا التي طرحها الاستاذ الصادق شعبان مسألة انتصار النمط التحرّري في الاقتصاد كما في السياسة حتى اصبحت التيارات السياسية الاشتراكية واليسارية تنسج على منوال التيارات الليبيرالية وتغير من مواقفها ليتخلص من التأكيد على ان اليسار قد مال إلى اليمين. في النمط التحرّري وهذا النمط الليبرالي التحرري قد انعكس بالاساس على عولمة الاقتصاد والمبادلات التجارية حيث فتحت البلدان حدودها امام التواصل التجاري السلعي والاستهلاكي مع تطور النقل السريع لرأس المال حيث تكون تكلفة الانتاج زهيدة بالنظر الى تدني الاسعار والاجور والمواد الاولية. واتجه العالم حسب المحاضر إلى التكتل الاقتصادي والتوحد السياسي في الأداء والمواقف رغم أن العامل الاقتصادي هو الأهم في عمليات الانصهار في أوروبا خاصة ومع الاسف ان دول المغرب العربي لم تقطع الاشواط الضرورية والعملية نحو هذا الاتحاد المغاربي ونحن نقف الآن على كلفة اللامغرب أو اللااتحاد. وقد تفرعت عن هذا النمط التحرري العالمي العام عدة اشكاليات تخص الاجتماعي كما السياسي ومن ذلك الهجرة بين المنع والانتقاد. اضافة الى ازدياد موجات التعصب وصعود اليمين المتطرف. وتهديد الفضائيات للهويات. وتوقف الاستاذ الصادق شعبان عند مسألة القيادة الرشيدة والترتيب السياسي والاقتصادي التي لها تأثير على تصنيفات المنظمات الدولية وانعكاسات على حياة الدول واستقرارها السياسي وتدفق الاستثمارات الخارجية. الا أنه لاحظ وجود هيئات محكمة مثل مؤتمر دافوس لرجال الاعمال وهياكل أخرى ذات مرجعية موضوعية في حين أن هياكل مؤثرة كانت مصداقيتها محل نظر وقد تكون التصنيفات التي تقدمها غير موضوعية تستند فيها الى آراء منظمات من المجتمع المدني ليس لها حضور ميداني فكيف يكون التعامل مع هذه ا لتصنيفات؟… تمويل الجمعيّات وتحدث السيد الصادق شعبان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي عن ضعف تأطير الاحزاب لصالح النسيج الجمعياتي وتجد هذه الجمعيات التمويل الخارجي وهذا التمويل قد لايقاس بدرجة الفعالية ولا عدد المنخرطين. وذكر أن تمويل حزب قانوني معترف به يصل الى 500 ألف دينار في حين ان جمعية ما تم تمويل نشاطها من جهات خارجية بما يفوق المليار أورو وهذا في اطار عولمة المجتمع المدني. وفي خصوص الفضائيات التي تغذي انشطة المجتمع المدني اوضح المحاضر أن هذه الفضائيات تهدد كل الهويات واستشهد في ذلك بالملابس الدخيلة على عادات المجتمع التونسي وتقاليده واصبح كل شاب او شابة يلبس حسب البارابول الموجّه إليه. وأكد السيد الصادق شعبان على ضرورة حسن الاستعداد للمرحلة المقبلة بكافة رهاناتها الاقتصادية والسياسية وتوظيف كل الامكانيات المتاحة للالتحاق بالبلدان المتقدمة علما وأن الامكانية متوفرة اذا ما استمرت نسبة النمو على ما هي عليه الآن. وتحدث السيد سمير عبد الله عضو مجلس المستشارين عن تحدي التشغيل خاصة وأن 71% من شبابنا يرغب في الهجرة وتحدي تفعيل دور احزاب المعارضة. اما السيد عبد الرحمان كريم الوجه الحقوقي فقد تساءل: هل أن بلدان الجنوب امام تحدي الاستعمار الجديد؟ إضافة إلى جلسة كتب وقضايا حضرها السيد كمال الحاج ساسي الامين العام المساعد للتجمع الدستوري الديمقراطي المكلف بالشباب والتربية والثقافة الى جانب السيد محمد مواعدة الامين العام السابق لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين ناجح مبارك (المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس)، بتاريخ 1 نوفمبر 2007)
مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات و سفارة بلجيكا بتونس
تنظمان : المؤتمر الثالث و العشرين لمنتدى الفكر المعاصر حول: دور المؤسسات العلمية والمجتمع المدني في الحوار المتعدد الثقافات والتبادل المعرفي الأورو-مغاربي
06-07-08 ديسمبر/كانون الأول 2007 * * * مؤسسة التميمي عمارة الامتياز –المنطقة العمرانية الشمالية تونس 1003 الهاتف : 71751164 (00216) / 71231444 (00216) الفاكس : 71236677 (00216) البريد الإلكتروني :: temimi.fond@gnet.tn الموقع على الإنترنت (عربي) : www.temimi.refer.org (Français)
. من أجل تحديد للحوار والرهانات العلمية المستقبلية والثقافية والأور-مغاربية أ. د. عبد الجليل التميمي تبنت مؤسستنا منذ عدة سنوات تنظيم حوارات دولية مع الأتراك والبريطانيين والإسبان والخليجيين والألمان والهولنديين, وها هي اليوم تنظم مؤتمرا بالشراكة العلمية مع سفارة بلجيكا بتونس لمعالجة إشكاليات بحثية آنية, إذ الجميع يطمح لحوار موسع بين الباحثين على اختلاف جنسياتهم وتوجهاتهم الفكرية والإيديولوجية لمعالجة الرهانات المستقبلية, مؤملين أن يكون حوارنا رفيع المستوى, ومستندا على القيم الإنسانية والتعايش السلمي والشراكة البناءة غير المتعجرفة وعلى الخصوص حوار يحترم شركاءه على اختلاف أديانهم ولغاتهم وأصولهم وخصوصياتهم الحضارية… وهذا هو الدرس الرائع والمشرف والذي يطالب ويدافع عنه الجميع ممن يكافحون من أجل استتباب السلم بين الشعوب والأفراد. وقد بدا لنا الأمر أساسيا وضروريا للقيام بمراجعة دقيقة لهذا الإرث التاريخي والعلمي الأورو-مغاربي والأور-عربي الثقيل, وهو الذي كان انطلاقا من العصر الحديث وإلى اليوم, وراء سوء الفهم والخلافات وسوء التقدير التي كانت جميعها وراء بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة اليوم في كلا الجانبين. إن وظيفتنا ليست بالهينة كما يخيل للبعض, ولا هي صعبة الإنجاز, على أن الأمر يتطلب منا تبني استراتيجية تحرك مستقبلي فاعل, بادئين بتنقية (نعم تنقية) هذا الإرث الذي مازال يؤثر سلبا على تعليمنا وعلى رؤيتنا وسبل تعايشنا, وعلى الأخص تأثيره المباشر على حاضرنا, وحيث استوجب تحررنا من كل الأفكار المسبقة عبر سلوكنا وذهنياتنا ومواقفنا المبدئية الأور-مغاربية. إن إلقاء 22 محاضرة, مقسمة على ثماني جلسات علمية, بحضور وزراء سابقين وباحثين مشهورين ذوي خبرة مغاربية وعربية ودولية, هو علامة قوية على عزمنا على تفعيل الحوار والتبادل العلمي الحقيقي والأور-مغاربي-عربي, والمحمل برسالة انفتاح وتفاهم وصدق إلى الجميع. ليتفضل سعادة السيد ميشال كارليي, سفير بلجيكا بتونس وكذا الحكومة البلجيكية, بتقبل امتناننا العالي لدعمهم ومساندتهم الذكية لعقد المؤتمر الثالث والعشرين لمنتدى الفكر المعاصر حول هذا الملف الدقيق. شكرا أيضا إلى كل الباحثين الذين تفضلوا بقبول الدعوة الموجهة إليهم وحضورهم بيننا, الأمر الذي نقدره عالي التقدير, وهو ما أثلج صدورنا. فمؤسستنا تعد بشهادة الجميع, المؤسسة الأكاديمية الأولى المستقلة علميا وماليا بتونس بل والمغرب العربي, وسوف نعمل من خلال تعدد أنشطتها الأكاديمية المتواصلة والمنتظمة وباسم المجتمع العلمي, الرفع من جدلية الحوار الهادف والبناء, وهو ما تترجم عنه عزيمتنا الصادقة على خدمة إشعاع تونس والوطن العربي وموقعتهما على الخريطة الدولية, وتلك هي الرسالة التي نود دوما إبلاغها إلى الجميع رغم المصاعب التي مازالت تعترضنا إلى اليوم. تونس في 08/11/2007 أ. د. عبد الجليل التميمي *** برنامج المؤتمر يوم الخميس 06 ديسمبر/كانون الأول 2007 الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة الأستاذ المتميز د. عبد الجليل التميمي (بالعربية والفرنسية)9.30-10.00 كلمة سعادة السيد ميشال كارليي, سفير بلجيكا بتونس 10.00-10.15 كلمة د. بوزيد بومدين باسم المشاركين (بالعربية والفرنسية)10.15-10.30 استراحة10.30-11.00 الجلسة العلمية الأولى الرئيس : أ. د. عبد الجليل التميمي11.00-11.30 – محاضرة مفتاحية يلقيها د. زروالي وارثي, نجيب (وزير التعليم العالي سابقا, وسفير المملكة المغربية بتونس حاليا) : « مستقبل الحوار الثقافي والعلمي الأورو-مغاربي »11.00-11.30 : – فريعة, أحمد (أستاذ بالمدرسة العليا للمهندسين بتونس) : « أهمية التبادل العلمي الأورو-مغاربي في العهد الرقمي »11.30-11.50 – د. بومدين, بوزيد (قسم الفلسفة, كلية العلوم الاجتماعية, جامعة وهران) : « الذاكرة والتواصل الثقافي دراسة أسس الفضاء الأورو-مغاربي الجديد »11.50-12.10 – أونغينا, يولندا (مركز Cidob ببرشلونة) : « من تعدد الثقافات : كيفية التفكير في التنوع الثقافي »12.10-12.30 مناقشة المحاضرات المقدمة في الجلسة الأولى12.30-13.30 غداء13.30-14.45 الجلسة العلمية الثانية الرئيس أ. د. سلوى الشرفي – د. الباشا, فائزة (كلية القانون, جامعة الفاتح, طرابلس): « ثقافة التسامح والاعتراف المتبادل ودورها في تحقيق السلم والأمن المجتمعي »14.45-15.00 – د. شعبان, عبد الحسين (باحث عراقي مقيم ببيروت) : « التسامح والاعتراف بالآخر »15.00-15.20 -د. جدي, أحمد (جامعة سوسة) : « القانون الأساسي وأدوار وآفاق المجلات الجامعية المغاربية بفرنسا : حالة مجلة ‘آفاق مغاربية maghrébins Horizons الصادرة بجامعة تولوز » 15.20-15.40 مناقشات 15.40-16.40 استراحة16.40-17.00 الجلسة العلمية الثالثة الرئيس : أ. د. شعبان عبد الحسين – د. بشروش, توفيق (جامعة تونس) : « التعاون العلمي الأورو-مغاربي : رهان ذو حدين »17.00-17.20 – خشانة, رشيد (مجلة الموقف ومراسل جريدة الحياة اللندنية –تونس) : « هل من دور لمراكز البحوث الأجنبية في تطوير المغرب العربي ؟ »17.20-17.40 -د. زواوي, رايس (كلية الآداب والعلوم الإنسانية, سيدي بلعباس) : « سعي المؤسسات العلمية والمجتمع المدني الأورو-مغاربي للبحث عن القيم17.40-18.00 مناقشات18.00-19.00 يوم الجمعة 07 ديسمبر/كانون الأول 2007 الجلسة العلمية الرابعة الرئيس : أ. د. يولندا أونخينا – أبو الطيب, بلقاسم (المغرب) : « الحوار الثقافي والهويات المتكاملة : حالة المغرب الأقصى في الإطار الأورو-مغاربي »9.00-9.20 – د. شرفي, سلوى (معهد الصحافة وعلوم الإخبار, تونس) : « وسائل الإعلام الإضافية والعوائق للحوار »9.20-9.40 – د. الصديقي, سعيد (جامعة سيدي محمد بن عبد الله, كلية الحقوق, فاس) : » دور الجامعات المغاربية في الدبلوماسية الثقافية » 9.40-10.00 -د. الذوادي, محمود (جامعة تونس) : « مساهمة عربية إسلامية مؤسَسة في علوم الاجتماع الثقافي »10.00-10.20 مناقشات10.20-11.20 استراحة11.20-11.40 الجلسة العلمية الخامسة الرئيس : أ. د. بلقاسم أبو الطيب -د. دقي, سليمان (باريس) : « المؤسسة العلمية الفرنسية-الإسلامية لمستشفى ابن سيناء ببوبنيي تاريخه من 1935 إلى 2007″12.00-12.20 – د. بكوش, عيسى (جامعة بول سيزان – آكس, فرنسا) « أوربا والمغرب :خطوط التماس أو التباين »12.20-12.30 – د. كريم, مصطفى (الجامعة التونسية) : « مآزق العلاقات المغاربية مع أوربا »12.30-12.40 مناقشات12.40-13.40 غداء13.40-15.00 الجلسة العلمية السادسة الرئيس : د. بوزيد بومدين – أحراس, خالد (تونس) : « الفلاحة البيولوجية من أجل صحة جيدة : التبادل الحالي التجاري والعلمي الأور-مغاربي »15.00-15.20 « – د. التركماني, عبد الله (باحث سوري مقيم بتونس) : « ما بعد الحداثة وتعدد الثقافات »15.20-15.40 – د. العلاني, علية (كلية الآداب بمنوبة- تونس) : « إشكاليات التبادل الثقافي بين أوربا والمغرب العربي »15.40-16.00 مناقشات16.00-17.00 استراحة17.00-17.30 الجلسة العلمية السابعة الرئيس : د. فائزة الباشا – د. بوعدة, حسينة (جامعة مستغانم – الجزائر) : « دور المجتمع المدني في الاتصال الثقافي : مقاربة اجتماعية لجمعية (القارئ الصغير) »17.30-17.50 – د. خضر, محسن (جامعة عين شمس, كلية التربية, القاهرة): « دور التربية في حوار الثقافات بين العرب والأوربيين »17.50-18.10 – د. أبو حميد, محمد خليل (المؤسسة الفلسطينية للبحوث والدراسات – فلسطين) : « الحفاظ على التراث والذاكرة الجماعية الفلسطينية, مسؤولية من ؟ »18.10-18.30 مناقشات18.30-19.30 يوم السبت 08 ديسمبر/كاون الأول 2007 قراءة ومناقشة البيان الختامي9.00-10.00 سمينار موسع مع أ. د. عبد الحسين شعبان الخبير العراقي في القضايا الإستراتيجية والتنمية حول : شروط التنمية الحقيقية وآليات تطبيقها والتعاون العلمي الأورو-مغاربي10.00-13.00 * * * منشورات المؤسسة حول : ندوات الحوار المسيحي-الإسلامي والحوار العربي التركي والحوار البريطاني-المغاربي والحوار الإسباني-المغاربي والحوار الخليجي المغاربي : 1 – أعمال المؤتمر العالمي الثاني حول : المسلمون والمسيحيون في عصر النهضة الأوربية، 360ص، (بالعربية والفرنسية) مارس/آذار 1997, ر.د.م.ك 9-68-719-9973. 2 – أعمال المؤتمر الثالث حول : مقاربات جديدة للعلاقات الإسلامية – المسيحية في عصر النهضة الأوربية، 257ص، (بالعربية والفرنسية), زغوان ماي/أيار 2000, ر.د.م.ك 9-99-719-9973. 3- أعمال المؤتمر الرابع حول : الشرق والغرب في جذور الحوار الإسلامي-المسيحي في عصر النهضة خلال القرون 16-19، (بالعربية والفرنسية), 200 ص، منشورات المؤسسة, زغوان, أوت 2002 , ر.د.م.ك 3-026-32-9973. 4 – دراسات في الحوار الثقافي العربي- الأوربي : الكتب العربية الأولى المطبوعة بأوربا، 167 ص، مؤسسة التميمي، زغوان (بالعربية والفرنسية والإنڤليزية) , 1992, ر.د.م.ك 7-24-719-9973. 5 – أعمال المؤتمر الأول للحوار العربي-التركي حول : الكمالية والكماليون، (بالفرنسية والعربية والإنقليزية)، 320 ص، منشورات المؤسسة، زغوان، أفريل / نيسان 1999, ر.د.م.ك 7-86-719-9973. 6 – أعمال المؤتمر العالمي الثاني للحوار العربي التركي حول : التحديث والحداثة في البلاد العربية وتركيا في القرن العشرين، 260 ص، (بالعربية والفرنسية والإنڤليزية) زغوان، جوان 2001, ر.د.م.ك 0131-32-9973. 7- العلاقات العربية التركية ودور النخب في التحديث, 347 ص, بالفرنسية والانقليزية والعربية, منشورات المؤسسة , 2003, ر.د.م.ك 6-033-32-9973. 8 – أعمال مؤتمر حول : وضعية الدراسات عن الشرق الأوسط، 264 ص، (بالانقليزية والعربية) منشورات المؤسسة، زغوان، 1994, ر.د.م.ك x-28-719-9973. 9 – أعمال المؤتمر البريطاني المغاربي الأول حول : بريطانيا والمغرب العربي : حالة الأبحاث والعلاقات الثقافية, 375 ص (بالعربية والفرنسية والإنڤليزية), منشورات المؤسسة, جانفي 2002, ر.د.م.ك 0-01-32-9973. 10- أعمال المؤتمر الثاني للحوار البريطاني-المغاربي المنعقد بجامعة إكستير فيما بين 14-17 سبتمبر / أيلول 2002 حول : حركة البشر والأفكار بين بريطانيا والمغرب العربي, تحت إشراف أ. 8- د. عبد الجليل التميمي ود. محمد صالح العمري، أكتوبر/ تشرين الأول 2003, 268 ص، ر.د.م.ك. 2-035-32-9973. 11 – أعمال المؤتمر الأول للحوار الإسباني-المغاربي المنعقد بالمؤسسة فيما بين 6-9 ماي / آيار 2002 حول : العلاقات الإسبانية المغاربية : ماضيا وحاضرا ومستقبلا, 244 ص, بالعربية والإسبانية، سبتمبر/ أيلول 2003, ر.د.م.ك. 4-034-32-9973. 12 – أعمال المؤتمر الثالث للحوار العربي-التركي المنعقد باستانبول فيما بين 22-26 ماي / آيار 2002 حول: العلاقات العربية التركية ودور النخب في التحديث, 350 ص, تحت إشراف أ. د. عبد الجليل التميمي وسعادة السفير ڤونار أزتاك، أوت 2003, بالعربية والانقليزية والفرنسية, ر.د.م.ك. 6-033-32-9973. 13- أعمال المؤتمر العلمي الخليجي المغاربي الأول حول : العلاقات بين دول الخليج والمغرب العربيين:الواقع والمستقبل, ر.د.م.ك. 4- 051-32-9973, ماي 2005. 14- أعمال المؤتمر العالمي الثامن عشر لمنتدى الفكر المعاصر حول : الأنسنة والمعرفة ومستقبل الإنسانية في القرن الحادي والعشرين, 420 ص, ر.د.م.ك. 7-053-32-9973, ماي 2006 (بالعربية والفرنسية والإنقليزية).
كفاح أميليا روبنسن بالأمس والغد
د. أحمد القديدي (*) تبلغ السيدة الأمريكية الفاضلة (أميليا روبنسن) اليوم سن السادسة والتسعين وهي رفيقة كفاح شهيد قضية الحقوق المدنية للسود القس (مارتن لوثر كنج) والزعيمة التي لا تلين لها هامة أو همة في النضال المستمر ضد العنصرية والاستعمار واليوم ضد دعاة احتلال العراق والعدوان على ايران وقمع الشعب الفلسطيني واذلال أفغانستان في صلب الادارة الأمريكية أو اللوبيات اليهودية المتطرفة. والسيدة (أميليا روبنسن) صديقة كريمة عرفتها منذ حوالي عشرين عاما عن طريق صديقنا المشترك المرشح الأسبق للرئاسة الأمريكية (ليندن لاروش) في واشنطن، ثم التقيتها في عديد المؤتمرات الدولية في عواصم كثيرة من العالم، وفي سبتمبر الماضي جمعنا مؤتمر ألمانيا حول التأسيس لعالم أفضل ثم لقيتها في باريس هذا الأسبوع وهي تقدم كتابها الذي يترجم لحياتها المشحونة بالكفاح العادل وقد صدر باللغة الفرنسية. هذه السيدة بدأت نضالها السلمي الطويل والمضني مع صديقتها السيدة (روزا باركس) عام 1955 في عز الميز العنصري الذي كان عاديا في كل الولايات المتحدة حين رفضت المواطنة الأمريكية السوداء السيدة (روزا) ترك مقعدها في الباص لمواطن أبيض كما تريد الأعراف العنصرية المشينة التي كان معمولا بها وسائدة في أمريكا. مجرد رفض للتخلي عن المقعد بالباص للرجل الأبيض الذي كان يعتقد ببلاهة وغباء وتعال أنه هو السيد في الباص وفي المجتمع وأن المرأة السوداء هي العبد. مجرد حركة شخصية وعفوية وغاضبة ولكن هادئة دشنت مرحلة العصيان المدني في كل المدن الأمريكية وهنا دخلت على خط الكفاح السيدة (أميليا روبنسن) وراء القس المسالم الذي تحول الى أسطورة (مارتن لوثر كنج) الذي اشتهر بكلمة بسيطة ألقاها عام 1958 وهي: لدي حلم! وبالفعل بدأ المواطنون السود يضربون عن استعمال وسائل النقل العام ويمتنعون عن شراء البضائع الأمريكية ما دام هناك ميز، الى أن اضطرت الحكومة في عهد الرئيس جون كنيدي الى التعجيل بازالة الفوارق العنصرية ولم يعد العالم يرى رموز العار في يافطة على واجهة مقهى أو مطعم مكتوب عليها بصفاقة: (محل ممنوع عن السود وعن الكلاب) أو عبارة (للبيض حصريا فقط) ولم يكن ذلك التحول ممكنا لولا كفاح مستميت لأمرأة مثل أميليا ومثل روزا ورجل مثل لوثر كنج. وقالت لي السيدة الفاضلة أميليا روبنسن إن كفاحها لم ينته لأنها تعتبر أنه ما دام في العالم ظلم وجور فلابد أن يقابله صمود ويواجهه تحد. وهي تحدثت مع الشباب الفرنسي وطالبته بالوقوف في وجه العنصرية الجديدة التي أدانتها منظمة الأمم المتحدة في فرنسا بالذات، تلك العنصرية التي نعتها تقرير أممي بكونها لئيمة وخبيثة أي أنها لا تستعمل القانون لتكريس التمييز، لكنها تعشش وتفرخ في أذهان وعقول العنصريين المتطرفين ويجدون لها وسائل للتعبير عن بشاعتها برفض وظيفة لمواطن فرنسي من أصول مغاربية أو افريقية أو حرمانه من حقه المدني في الدراسة والسكن والصحة والتدريب والتأهيل لا لسبب شرعي أو قانوني ولكن بسبب لون بشرته أو اختلاف عرقه أو أصوله المهجرية. ان كفاح السيدة أميليا خارج حدود الولايات المتحدة وخارج إطار الحقوق المدنية في أمريكا يزيد من تقديرنا لهذه المناضلة التي أصبحت جزءا مضيئا ومشرفا من تاريخ حركات السلام العالمي بفضل الطابع السلمي والمثمر لهذا الصنف من الكفاح بعيداً عن الايديولوجيات والتحزبات والاقصاءات، فهو كفاح انساني شامل بلا حدود تماما كانسانية الإنسان الذي كرمه القرآن الكريم وحفظت ذاته الكتب السماوية والشرائع البشرية كخليفة لله جل وعلا في الأرض. وحين سألت السيدة أميليا عن حكمة حياتها المناضلة الطويلة في عبارة قالت لي: ان مسيرة الحق والعدل تبدأ لحظة يشعر فيها المظلوم بأنه مظلوم ويعي أنه بامكانه أن يقهر ظالميه. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2007)
لماذا تتعثّر الديموقراطيات خارج الدول الغربية؟
عمرو حمزاوي (*)
تتمثل احدى الإضافات الحديثة نسبياً للنقاشات العربية حول ملف التحول الديموقراطي في محاولة الانفتاح والاطلاع المنظم على الخبرات العالمية الناجحة للانتقال من نظم حكم سلطوية أو شبه سلطوية إلى حكومات ديموقراطية منتخبة في أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية وافريقيا جنوب الصحراء، للإفادة منها في فهم طبيعة اللحظة السياسية التي تمر بها بعض الدول العربية اليوم كالمغرب والجزائر ومصر والأردن واليمن ومن ثم البحث في معوقات اكتمال التحول الديموقراطي في هذه البلدان استناداً إلى تحليلات تقارن بين ما حضر هناك وغاب هنا. وواقع الأمر أن أهمية المقاربة المقارنة، التي يعمل عليها بالأساس في سياق مؤتمرات وورش عمل تجمع أكاديميين على دراية بالخبرات الناجحة مع نظراء لهم من العالم العربي، إنما تكمن من جهة في كونها تتجاوز الطرح الشائع حول الاستثناء العربي بمعنى استحالة أن تتبع مسارات التطور السياسي لدينا خطوطاً موازية لتلك التي تبلورت في دول أخرى، ولا تقع بالتبعية أسيرة للقراءة غير المنهجية الزاعمة أن استعصاء التحول الديموقراطي عربياً يرتبط بخصائص ذاتية ثابتة لا تتغير في مجتمعاتنا تباعد بيننا وبين حلم الديموقراطية. من جهة أخرى تُخرج المقاربة المقارنة ملف التحول الديموقراطي بعيداً عن ثنايا العلاقة المتأزمة مع الغرب وبمعزل عن الشكوك المشروعة في الأهداف الحقيقية وراء تواتر أحاديث دعم الديموقراطية في عواصمه، بل وحدود احتمال الولايات المتحدة وأوروبا لممارسة شيء من الديموقراطية في العالم العربي حينما تتعارض الحصيلة الفعلية أو المتوقعة مع مصالح استراتيجية حيوية. لقد شاركت خلال الأسابيع القليلة الماضية في سلسلة من هذه الحوارات عقدت جلساتها في عواصم أوروبية وعربية ورمت نقاشاتها الى الوصول إلى تحديد دقيق لماهية العناصر الرئيسية التي دفعت نحو تحولات ديموقراطية ناجحة في دول كالمجر وبولندا وتشيلي وجنوب افريقيا وغانا. ومن دون الولوج إلى تفاصيل عديدة ومحطات تاريخية متعاقبة تعني ولا شك الباحث المختص في حين قد تذهب باهتمام عموم القراء وتحد من صبرهم على استكمال مطالعة هذه المقالة، يمكن الإشارة إلى عناصر خمسة رئيسية: 1 – تبلور قناعة لدى النخب السلطوية الحاكمة، أو على الأقل لدى أجنحة مؤثرة بداخلها، بحتمية تغيير نمط توزيع وممارسة السلطة السياسية على نحو يسمح بتداولها من خلال انتخابات دورية حرة ونزيهة. 2- توافق المعارضة، أو على الأقل فصائلها الفاعلة، على قبول الشراكة مع النخب الحاكمة. 3- توفر المعارضة على رؤية استراتيجية وتكتيكية واضحة لإدارة عملية التحول الديموقراطي على مراحل والتعامل الفعال مع أزماتها وانتكاساتها. 4- تماسك التكوينات المؤسسية بخاصة تلك المرتبطة بالسلطات التشريعية والقضائية وقدرتها على تغيير أدوارها وممارساتها لتتواكب مع التحول نحو الديموقراطية وحكم القانون. 5- الحضور الإيجابي للعامل الدولي متمثلاً في تبني الدول الكبرى سياسات مؤيدة لتداول السلطة والشراكة بين نخب الحكم والمعارضات. فعلى سبيل المثال بدأ المسار الفعلي لعملية التحول الديموقراطي في المجر مع النصف الثاني من الثمانينيات بتنامي وزن الجناح الإصلاحي داخل الحزب الشيوعي الحاكم الداعي لتحرير الحياة الاقتصادية من أعباء التخطيط المركزي وللشروع في الدمج التدريجي لحركات المعارضة المدنية والدينية في النظام السياسي. ثم تواكب ذلك من جهة مع أزمة اقتصادية خانقة رتبت تصاعد معدلات الاحتجاج الشعبي ومكنت الجناح الإصلاحي داخل الحزب الشيوعي من حسم نتائج انتخابات القيادة الحزبية في 1986 لصالحه، ومن جهة أخرى مع توافق المعارضة بعد شد وجذب بين حركاتها القوية على قبول منهجية الدمج التدرجي والشراكة الجزئية مع نخبة الحكم. إلا أن تجربة التحول نحو الديموقراطية في المجر وعلى الرغم من زخمها الذاتي في الداخل ما كان لها أن تنجح لو لم يتوفر عامل خارجي مساعد تجلى في عدم معارضة الاتحاد السوفياتي السابق في لحظة بريسترويكا غورباتشوف للتعديلات الدستورية والانتخابات الحرة وكذلك في الدعم الغربي، خاصة الأميركي والألماني، للإصلاحيين داخل الحزب الشيوعي وللمعارضة اليمينية المعتدلة وتقديم سلة من الحوافز السياسية والاقتصادية (تمثل أهمها في الوعد بعضوية حلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي) لحثهم على المضي قدماً في إجراءات التحول الديموقراطي. كذلك تدلل خبرة جنوب أفريقيا في الانتقال من نظام التمييز العنصري (الأبارتايد) بأقليته البيضاء الحاكمة إلى تقنين كامل الحقوق السياسية للمواطنين السود وصعود نيلسون مانديلا الرمز التاريخي لـ «المؤتمر الوطني الأفريقي» إلى موقع الرئاسة في 1994 على مركزية العناصر ذاتها في نجاح عملية التحول الديمقراطي. فمع بداية التسعينيات كان تطور مواقف القوى الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة وبريطانيا، من رفض المشاركة في فرض عقوبات اقتصادية وتجارية ومالية حقيقية على حكومة الأقلية البيضاء إلى الموافقة عليها قد أسفر عن أزمة حادة رفعت كثيراً من كلفة نظام «الأبارتايد» ودفعت بعض العناصر المتعقلة حول رئيس جنوب أفريقيا آنذاك فريدريك دي كليرك إلى إدراك استحالة استمرار الأوضاع على ما هي عليه وتفضيل البحث عن شراكة سلمية مع الأغلبية السوداء. واجادت قيادة المؤتمر متمثلة بمانديلا ورفاقه القراءة الاستراتيجية للعامل الدولي المؤاتي ولتبلور الإرهاصات الأولية لقناعة نخبة الحكم بحتمية التغيير فقدمت عرضها التاريخي بالتفاوض مع دي كليرك في 1990 وقبلت في سبيل تهدئة مخاوف الأقلية البيضاء وفتح الباب أمام انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة تقديم العديد من الضمانات. مكن هذا الوضوح الاستراتيجي مانديلا من الإدارة الناجحة لعملية التفاوض الشائكة مع دي كليرك والتي استغرقت بين 1990 و 1994 وضمن استمرارية الزخم الإيجابي للحظة التحول الديموقراطي على الرغم من تردد الأقلية البيضاء والدعوات الراديكالية لأجنحة نافذة داخل «المؤتمر الوطني الأفريقي». يشكل إذاً تواكب مجموعة عناصر، أهمها استعداد نخب الحكم للتغيير والنضج الاستراتيجي والتكتيكي للمعارضات مع تماسك التكوينات المؤسسية للمجتمع المعني والدور الدولي الإيجابي، الظرف الموضوعي للتحول الناجح نحو الديموقراطية خارج الغرب، في حين يفسر غياب هذه العناصر إن بصورة كاملة أو جزئية، تعثر الديموقراطية عربياً خاصة في الدول التي دشنت خلال العقدين الماضيين ممارسات تعددية وسمحت بمساحات متفاوتة لمشاركة المعارضة. فنخب الحكم في المغرب ومصر على سبيل المثال ما لبثت على قناعتها بإمكانية إدارة الحياة السياسية بمنطق يضمن استمرارية أدوارها المركزية من دون منازعة ويضع سقفاً أعلى لفعل حركات المعارضة يباعد بينها وبين تداول السلطة أو الشراكة فيها. وقد يضاف إلى ذلك في حالات الجزائر والأردن واليمن الضعف الشديد للمؤسسات التشريعية والقضائية واختراقها من جانب السلطة التنفيذية وتشرذم المعارضة وهشاشة قدراتها الاستراتيجية. أما عن غياب العامل الدولي المؤيد بفاعلية للتحول الديموقراطي في العالم العربي بل وممانعته البينة في بعض الحالات فحدث ولا حرج. (*) باحث مصري بمؤسسة كارنيغي لدراسات السلام – واشنطن (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 نوفمبر 2007)
تجليات مكر التاريخ فى إيران
فهمي هويدي (*) من المفارقات التى تحسب لمكر التاريخ أن الإدارة الأمريكية بإصرارها على حصار إيران وإسقاط نظامها، فإنها قدمت أكبر خدمة للتيار المحافظ هناك. حين قوت من ساعده ودفعت الناس للالتفاف حوله والاحتماء بتشدده. (1) عند المقارنة يمزح بعض المثقفين فى طهران قائلين إن العون الذى قدمه الأمريكيون من حيث لم يحتسبوا للمحافظين الإيرانيين لم يكن الوحيد فى بابه، لأن الأقدار بدورها ساعدتهم وجاملتهم – يدللون على ذلك بأنه فى حين شحت الأمطار وضرب الجفاف محافظتي سيستان وبلوشستان فى عهد الرئيس السابق (الإصلاحى) محمد خاتمى، فإن الأمطار لم تتوقف فى المنطقة ذاتها إبان عهد الرئيس أحمدى نجاد القادم من عمق المحافظين. وإذ وصل سعر برميل النفط إلى 8 دولارات فى عهد الأول، فإنه تجاوز تسعين دولاراً وبصدد الوصول إلى رقم مائة فى عهد الثانى. وهى الملاحظة التى يعتبرها المثقفون من قبيل المصادفات السعيدة، فى حين يأخذها بعض اهل الحوزة فى «قم» على محمل الجد، ويعتبرونها من بركات وكرامات المحافظين. أول انطباع خرجت به من الزيارة التى حضرت خلالها مؤتمراً عن « التضامن » فى العالم الإسلامى، أن ثمة انتعاشاً وثقة مخيمين على معسكر المحافظين، يقابلهما ارتباك وقلق بين الإصلاحيين. بل لعلي لا أبالغ أذا قلت إن المرء لا يكاد يسمع ذكراً للإصلاحيين إلا فى أوساط المثقفين. أما المحافظون فهم الحاضر الأكبر فى الشارع وفى الإدراك العام، لسبب جوهرى هو أنهم أصبحوا يتصدرون الواجهات فى مختلف قطاعات الدولة ومؤسساتها، التنفيذية والتشريعية والقضائية. « لا غرابة فى ذلك، فهذا زمانهم ». هذه العبارة تكررت فى العديد من المجالس التى شهدتها. والذين يقولون بذلك يشرحون وجهة نظرهم على النحو التالى: رغم أن الحاصل هو من قبيل تداول السلطة، الذى يعد مؤشراً إيجابياً بحد ذاته. إلا أن ذلك التداول فرضته ظروف كان بعضها داخلياً والبعض الآخر خارجياً. من الظروف الداخلية أن الإصلاحيين انقسموا على أنفسهم فتشتتوا وضعفوا، فجماعة الشيخ هاشمى رفسنجانى (كوادر البناء) وقفوا فى جانب، وجبهة المشاركة التى وقفت وراء السيد خاتمى وقفت فى جانب آخر، وفى المسافة بين الفريقين تناثرت عناصر القوى الإصلاحية. من تلك الظروف أيضاً أن الرئيس خاتمى اهتم بالتنمية السياسية وبالحريات العامة ولم يهتم بالتنمية الاقتصادية، الأمر الذى رفع من درجة المعاناة بين الناس وأشعرهم بأن أوضاعهم لم تعد أفضل فى ظل حكم الإصلاحيين. من تلك الظروف كذلك أن السيد خاتمى الذى ظل طوال سنوات رئاسته (من 1997 إلى 2005)، يحسن من صورة إيران فى الخارج ويمد جسور التفاهم مع العواصم الغربية، رافعاً رايات الدعوة إلى حوار الحضارات، لكن هذه التحركات لم تسفر عن شئ يذكر، إذ حسنت الصورة ولم تحسن الحال. بل إن حكومة خاتمى حين ذهبت فى عام 2001 إلى مدى بعيد فى التعاون مع الولايات المتحدة بوجه أخص، وساعدتها فى إسقاط حكومة طالبان التى ناصبت طهران العداء، فإن واشنطن ردت عليها بإهانة لا تنسى. اذ كافأتها بأن ضمتها إلى « محور الشر » الذى تحدث عنه الرئيس بوش فى عام 2002. (2) الضغوط والعوامل الخارجية كان لها دور أكبر فى ترجيح كفة المحافظين واستدعائهم. ذلك أنه كلما اشتد الحصار الأمريكى والضغط الغربى على إيران، وحين يتصل الأمر بكرامة البلد وكبريائه الوطنى، فإن الناس يقابلون المهانة والحصار بمشاعر التحدى والرفض. وهذه المشاعر تدفعهم إلى الانحياز إلى القوى المخاصمة للغرب والأمريكان، باعتبار أن التطرف الغربى ينبغى ألا يقابل بتسامح إيرانى. وإنما يرد عليه بتشدد مماثل، حيث لا يفل الحديد إلا الحديد. صحيح أن الذين مارسوا تلك الضغوط، أمريكيين كانوا أم أوروبيين ما تمنوا خيراً لا للمحافظين ولا للإصلاحيين، وإنما أرادوا هدم البنيان على كل من فيه، إلا أن المقادير أرادت شيئاً آخر. فالسهام التى لم يكفوا عن إطلاقها تحول بعضها إلى مكافآت وهدايا قدمت بالمجان للمحافظين الأشد خصومة لهم، فى حين أصاب البعض الآخر « أصدقاءهم » فى معسكر الإصلاحيين، الذين فقدوا أغلبيتهم فى الانتخابات النيابية التى جرت عام 2003، كما خسروا رهاناتهم على الانتخابات الرئاسية فى عام 2005 فقد كان التصويت لصالح أحمدى نجاد والخسارة التى منى بها الشيخ هاشمى رفسنجانى، هما الرد الإيرانى على تعنت وصلافة المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة. إذ حين تصبح القوات الأمريكية مرابطة على الحدود الإيرانية فى أفغانستان شرقاً، وفى العراق غرباً، وحين تصر واشنطن ودول الرباعية الدولية على حرمان إيران من حقها فى تخصيب اليورانيوم، ومن ثم المضى فى برنامجها النووى السلمى، وحين تحاصر إيران اقتصادياً وتجمد أموال مؤسساتها وأرصدة أربعة من مصارفها الكبرى، فلا غرابة فى ان يذهب صوت المواطن الإيرانى إلى القوى المناهضة لكل هؤلاء. وهى القوى التى لم تكف منذ بداية الثورة على استمطار اللعنات على الأمريكيين ومن لف لفهم، بالهتاف الشهير « مرك بر امريكا »، أو الموت لأمريكا، الذى صار جزءاً من طقوس صلاة كل جمعة. إزاء استمرار هذه الأجواء، وفى ظل التصعيد الأمريكى الذي لا يكف عن التلويح بالحل العسكرى والتخويف من حرب عالمية ثالثة، فإن نتائج الانتخابات التشريعية التى ستجرى فى شهر مارس فى العام القادم (2008) تصبح شبه محسومة لصالح المحافظين. وما لم يحدث متغير جوهرى، فإن الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى العام الذى يليه ستكون لصالحهم أيضاً. وهذا التفاؤل يكمن وراء مشاعر الثقة والاطمئنان التى تسود أوساط المحافظين. فى مواجهة هيمنة المحافظين، فإن الإصلاحيين يحاولون فى الوقت الراهن لملمة صفوفهم، ويتناقل المثقفون أخبار « التفاهمات » التى جرت مؤخراً بين أقطابهم رفسنجانى وخاتمى وكروبى (رئيس مجلس الشورى السابق). وهناك اتفاق على أن تلك التفاهمات وثيقة الصلة بمحاولة ترتيب الأوراق قبل إجراء الانتخابات البرلمانية التى تجرى بعد أربعة أشهر. وفى هذه الأجواء (فى 26/10) عقد حزب جبهة المشاركة المعارض مؤتمره السنوى. وكان السيد محمد خاتمى على رأس الحاضرين فى جلسة الافتتاح، كما ظهر معه عدد من الوزراء السابقين. وفى كلمته انتقد الأمين العام للحزب محسن ميردامارى بشدة أداء حكومة الرئيس الحالى، فوصف سياسته الخارجية بالطائشة. وسياسته الداخلية بالقمعية. أما السيد خاتمى فإن نقده جاء مبطناً وغامزاً فى أحمدى نجاد. حيث ندد بالذين يعتبرون أنفسهم « رسلا من السماء ». فيستلهمون سياساتهم من الغيب متجاهلين خرائط الواقع وتعقيداته. (3) رياح الخطر التى تهب من الخارج صرفت الانتباه عن هموم الداخل. إذ حين تتحدث وسائل الإعلام كل صباح عن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، والتطورات الحاصلة فى الملف النووى الذى تحول إلى قضية شاغلة للرأي العام وجارحة للشعور الوطنى، فإن المشكلات الحياتية للناس تتراجع أولويتها. ولا يتاح للمرء أن يتلمس أبعادها الحقيقية إلا إذا خرج من محيط المثقفين ونزل إلى الشارع. حدث ذلك معى، حين وقعت على سائق للتاكسى يعرف بعض المفردات العربية والإنجليزية، ولا حظ السائق اننى أتجول بعينى متطلعا إلى غابة الأبراج العالية التى لم أرها من قبل فى شمال طهران. فأشار بأصبعه إلى بناية تجاوز ارتفاعها خمسين طابقاً، وقال إن هؤلاء هم « المستكبرون الجدد ». وأخبرنى بأن البناية تحمل اسم البرج الدولى، وأن ملاكها من كبار رجال الأعمال، وعلمت منه أن ثمة برجاً آخر بارتفاع 70 طابقاً أقامته بلدية طهران للمكاتب التجارية، وأطلقت عليه اسم « ميلاد النور »، وأن أسعار الشقق فى أمثال تلك الأبراج أصبحت تقدر بملايين الدولارات، حيث وصل متوسط سعر المتر الواحد فى المساكن الجديدة إلى خمسة آلاف دولار. اثارت انتباهى ملاحظات الرجل، وحديثه عن المستكبرين الجدد. وحين تحريت الأمر وجدت أن طبقة رجال الأعمال والتجار الكبار انتعشت فى السنوات الأخيرة، مع الاتجاه إلى الخصخصة وبيع الوحدات المملوكة للدولة. وأن ذلك الانتعاش انعكس على الانفجار العمرانى وغابة الأبراج التى ظهرت فى شمال العاصمة. فى حين أن الأحياء الشعبية فى الجنوب بقيت كما هى. إذ باستثناء محلات البقالة الكبيرة (السوبر ماركت) التى غزت منطقة الجنوب، فإن الأبنية المتواضعة والمتراصة بقيت على حالها. ولأن أغلبية الإيرانيين (70%) يعيشون فى بيوت مملوكة وليست مستأجرة – وذلك تقليد ينفردون به – فإن الأجيال الجديدة من الشبان أصبحت عاجزة عن الحصول على المسكن المناسب. فلم يعودوا قادرين على الشراء، ولأن المعروض للإيجار من المساكن قليل فى حين أن الطلب أكثر من العرض، فإن الإيجارات أصبحت فوق طاقتهم. وأصبح الإيجار بالرهن أحد الحلول المؤقتة للمشكلة، بحيث يدفع الشاب كل مدخراته للمالك (20 أو30 ألف دولار مثلاً) بحيث يسكن بالمجان لمدة سنة أو اثنتين، وفى نهاية المدة يحصل على المبلغ الذى دفعه كما هو. ويفترض فى هذه الحالة أن الطرفين استفادا، فالمالك حصل على مبلغ يمكن استثماره فى السوق بما يحقق له عائداً قد يتجاوز قيمة الأجرة الشهرية. أما المستأجر فإنه سكن بالمجان خلال تلك الفترة، ثم استرد ما دفعه بعد ذلك. إلى جانب مشكلة السكن فهناك شكوى شديدة من الغلاء الذى أصبحت الطبقات المتوسطة والفقيرة تعانى منه بشدة. فالتضخم الذى وصلت نسبته طبقاً لتقديرات البنك المركزي إلى 13.5% فى مارس الماضى، زاد إلى 15.8% فى أكتوبر، وهذه النسبة ارتفعت إلى 18 فى المدن، وإذا كان الريف بحكم طبيعته الزراعية يعانى من البطالة المقنعة، فإن المشكلة أكثر ظهوراً فى المدن التى أصبحت بطالة الشباب فيها ظاهرة مرئية فى الشوارع. ولم تنجح الحكومة فى حلها. (4) منذ تولى أحمدى نجاد منصبه فى عام 2005، فإنه ظل يصطحب مجلس الوزراء بكامل هيئته ليقضى كل شهر أسبوعاً فى إحدى المحافظات للاطلاع على مشكلات الناس على الطبيعة ومحاولة حلها. وقد أكمل حتى الآن زيارة المحافظات الثلاثين فى البلاد، وفهمت أنه يستعد لجولة ثانية مع بداية العام الجديد. لكن من الواضح أن زياراته مكنته من التعرف على المشكلات، التى كانت فوق قدرته على حلها. وفى الوقت الراهن فإنه إذا كان عدم اليقين يخيم على الأفق السياسى بسبب التهديد بالحرب لوقف المشروع النووى، فإن شبح الركود الاقتصادى يكاد يمشى على الأرض بعدما تزايدت ضغوط المقاطعة الاقتصادية التى لابد لها أن تؤثر سلباً على انطلاقة الصناعة فى إيران، بعدما شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهي الورقة التى يستخدمها الإصلاحيون فى تكثيف هجموهم على حكومة أحمدى نجاد لكسب جولة الانتخابات البرلمانية. الأمر الذى يعنى أن الرجل يخوض معركته على جبهتين، داخلية وخارجية. الأولى يدافع فيها عن سياسته والثانية يدافع فيها عن بلده. وحتى الآن فإن الاحتشاد وراءه على الجبهة الثانية أقوى وأكبر من الاحتشاد الذى حققه على الجبهة الأولى. والمعركة الأولى إيرانية بامتياز، لكن الصمود أو كسب المعركة الثانية أمر وثيق الصلة بالأمن القومى العربى، رغم أن البعض منا عميت أبصارهم عن تلك الحقيقة. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 نوفمبر 2007)