الجمعة، 11 فبراير 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3916 du 11.02.2011  

archives : www.tunisnews.net


الجالية التونسية في السودان:رسالة إلى معالي وزير الداخلية بالجمهورية التونسية

كلمة:اعتصام مفصولين عن العمل أمام وزارة العدل:تعديل قانون العفو التشريعي العام

كلمة:إيقاف سيارة مسلحة في صفاقس

كلمة:محاولة مشبوهة لاقتحام مقر ولاية منوبة

الصباح:في لقاء حول الإصلاح السياسي:مقترحات بتجميد الدستور الحالي دون القفز على مبادئه الأساسية

الصباح:خاص :البشير الصّيد يكشف لـ«الصباح»نظام بن علي حاول اغتيالي ذبحا بمكتبي…

وات:مجلس الوزراء:آليات لاسترجاع الأموال والممتلكات المنهوبة والمهربة

منتدى الجاحظ:دعـــوة

وات:وزارة الداخلية: صفحة رسمية على « الفايس بوك »

ما لا يعرفه البعض عن الخلاف بين الرئيس المخلوع والسيد الهادي البكوش

كلمة:ألمانيا و فرنسا تعربان عن استعدادهما لمساعدة تونس

الصباح:ضابط أمن: بن علي سلّمني مسدّسا كاتما للصوت لتنفيذ اغتيالات في الخارج

يو بي أي:البحرية التونسية تحبط محاولة للهجرة غير الشرعية إلى إيطالية وتعتقل 195 شابا

جمعة شاوش (كاتب عام أسبق للجنة تنسيق الحزب الحاكم –سابقا – بالمنستير ومحافظ سابق بقفصة) يتحدث :    لم تكن لنا إنتخابات …حتى نتحدث عن التزوير

يو بي أي:تونس تعرب عن إكبارها لنضال الشعب المصري وإرتياحها لتنحي مبارك عن السلطة

يو بي أي:البهجة تغمر التونسيين في أعقاب تنحي حسني مبارك عن السلطة

بشير الحامدي:الثورة مستمرّة وحكومة الغنّوشي تتخبّط في الفراغ والشّعب يمارس إرادته

د.خــالد الطراولي:أيـام في حيـاتي الثورة مرت من هنـا [الجزء الثاني]

تيسيـر العبيدي:الترخيص للأحزاب في تونس أولى ثـمرات الانتـفاضة

عبد الرّؤوف  شويخة:من مقاصد انتفاضة الشعب التونسي

شكيب بن ميلاد:اعترافات عن وضع المكتبة الوطنية

حــرية و إنـصاف:تهنئة الشعب المصري الشقيق

حركة النهضة بتونس تهنئ الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية وكافة الأحرار في العالم بنجاح ثورة مصر

اللقاء الإصلاحي الديمقراطي:تحيـــا مصر

الحزب الديمقراطي التقدّمي:بــــــــــــــــلاغ حول انتصار الثورة المصرية

عماد الدين الحمروني:بسمه تعالى

القدس العربي:مبارك يستقيل ويكلف الجيش بتولي السلطة والفرحة تعم شوارع مصر

سويس انفو:مبارك يتنحّى عن الحكم ويكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة البلاد

قصيدة لفاروق جويدة: ارحـل

القدس العربي:مصريون يطالبون المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع مبارك وسليمان

عدي جوني:أهمية مصر الجيو إستراتيجية

الجزيرة نت:إسرائيل تدعو لتجنيب مصر « المتطرفين »

ياسر عامر:بعد ثورتي تونس ومصرأول حزب سياسي بالسعودية

الجزيرة نت:جمعة غضب باليمن اليوم

الأردن ينفي اتهامات بالفساد للملكة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010


الجالية التونسية في السودان  

رسالة إلى معالي وزير الداخلية بالجمهورية التونسية


بسم الله الرحمن الرحيم إلى معالي وزير الداخلية بالجمهورية التونسية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية اللائقة بمقامكم، نرفع إليكم هذه الرسالة المفتوحة باسم مجموعة من التونسيين المقيمين بالسودان، نعلمكم بأننا لازلنا إلى حد الآن ممنوعين من حقنا الدستوري في جواز السفر وذلك منذ قرابة 20 سنة. وقد استكملنا كافة الاجراءات المطلوبة لاستخراج الجواز لدى السفارة التونسية بالخرطوم بعد الثورة المباركة وذلك منذ ما يقارب أسبوعين.
وقد أفاد موظفو السفارة بأن الملفات أرسلت إلى وزارة الداخلية بتونس لإجراء اللازم، لكنهم اعتذروا بأنهم لا يعلمون شيئا عن تلك الملفات بعد إرسالها ولا حتى المواعيد المتوقعة لوصول الجوازات، مما أعطى انطباعا قويا بأن هناك مماطلة وتسويف من جهة ما.
ونحن لا نرى أي مبرر لمثل هذه الممارسات، خاصة بعد الثورة المباركة التي استعاد بها الشعب التونسي سيادته وحقوقه، ونحن جزء من هذا الشعب فَرض علينا الرئيس المخلوع أن نعيش20 سنة في المنفى ضريبة لرفضنا الظلم والاستبداد.

لذا نهيب بكم التدخل بوصفكم المسؤول الأول عن هذا الملف لإعادة الأمور إلى نصابها وتسليم الحقوق لأصحابها، حتى نتمكن من العودة لبلادنا الحبيبة.
ودمتم في خدمة تونس وثورتها المجيدة وشعبها الحر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   الخرطوم في: 11/2/2011 الجالية التونسية في السودان عنهم: د. بشير شمام


اعتصام مفصولين عن العمل أمام وزارة العدل

تعديل قانون العفو التشريعي العام


اعتصم أمس عدد كبير من المفصولين عن العمل ومساجين سياسيين أمام وزارة العدل وطالبوا بتفعيل قانون العفو التشريعي العام كما طالبوا بتشريكهم في صياغة هذا القانون وببعث لجنة وطنية لتتبع جلادي النظام السابق والمسؤولين عنهم في مسألة تعذيب السجناء السياسيين على غرار ما وقع في جنوب إفريقيا والمغرب وطالبوا بتعويضات عن الضررين المادي والمعنوي جراء ما تعرضوا له في السجون وطالبوا أيضا بضرورة النظر في ملفات المفصولين عن العمل من أساتذة ومعلمين من سجناء الرأي.  مفيدة القيزاني (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 فيفري 2011)


إيقاف سيارة مسلحة في صفاقس


حرر من قبل التحرير في الخميس, 10. فيفري 2011 أفاد شهود عيان أنه حوالي منتصف نهار يوم الخميس 10 فيفري، قامت قوات الجيش بإيقاف سيّارة مشبوهة رمادية اللون على مستوى طريق قابس كلم 6 صفاقس، حيث تم اعتراضها عن طريق طائرة هليكوبتر أجبرتها على التوقّف. وبتفتيشها وقع العثور على كمّية من الأسلحة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 فيفري 2011)


محاولة مشبوهة لاقتحام مقر ولاية منوبة


حرر من قبل التحرير في الخميس, 10. فيفري 2011 حاولت إحدى العصابات المتكونة من عشرة أشخاص و المسلحة بالهراوات والأسلحة البيضاء الاندساس وسط المواطنين المحتجين أمام مقر ولاية منوبة يوم الخميس 10 فيفري وحاولوا اقتحام مقر الولاية وإحداث حالة من الرعب و الفوضى بين المحتجين المصطفين لتقديم طلباتهم إلى والي الجهة،وقد تفطنت قوات الجيش للمهاجمين واستطاعت إحباط الهجوم واعتقال البعض منهم تم تسليمهم إلى قوات الأمن. من جهة أخرى علمنا أن حالة من الازدحام شهدتها ولاية منوبة أمام الأعداد الهائلة من المواطنين الراغبين في مقابلة الوالي لعرض مطالبه أدت إلى سقوط عدد من المسنين و النساء و هو ما اضطر الجيش إلى التدخل و إطلاق الرصاص في الهواء للسيطرة على الوضع . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 فيفري 2011)


في لقاء حول الإصلاح السياسي مقترحات بتجميد الدستور الحالي دون القفز على مبادئه الأساسية


قال السيد أحمد السنوسي الأستاذ في كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ورئيس مخبر البحث في القانون الدستوري إن الاستحقاق السياسي لثورة 14 جانفي يقتضي إعادة النظر في الدستور الحالي وذلك ليس من خلال تأسيس دستور جديد بل باحترام العقد الجمهوري القائم على فصل السلطات والتداول على السلطة واحترام حقوق الإنسان. وذكر أن الوضع الحالي يقتضي تكوين لجنة تسهر على حماية المبادئ الأساسية التي جاءت في دستور 1959 مع التخلي عن الآليات السالبة للحرية فيه. وبين خلال لقاء علمي انتظم مساء أول أمس بأحد مدرجات الكلية أنه لا بد من اعتماد مجلس يسهر على حماية المبادئ العامة للدستور الحالي ويتطلب هذا الأمر اتفاقية تأسيسية استثنائية تكون بمثابة توافق سياسي بين جميع الأطراف الممثلة للطيف السياسي في تونس. كما يقتضي اتخاذ إجراءات جوهرية تتمثل في تجميد العمل بالدستور الحالي خلال المرحلة الانتقالية.. وفي اعتماد نص انتقالي ينظم بصفة وقتية السلطات استجابة لضرورة استمرارية الحياة العامة إضافة إلى تأسيس مجلس سياسي أعلى يحظى بتمثيلية تتوافق والمشروعية الثورية ويراقب هذا المجلس كل الأعمال التي وجب القيام بها قبل الاحتكام إلى الشعب في إطار انتخابات نزيهة وشفافة. كما يجب أن يتمتع المجلس السياسي الأعلى على حد قوله بعلوية سياسية وصلاحيات تقريرية.. ويتعين إعادة النظر في كل الأطر القانونية للجان الثلاث من حيث تركيبتها وتسييرها ومهامها إضافة إلى القيام بإجراءات تخول للشعب التونسي  انتخاب مجلس قومي تأسيسي على أساس نظام انتخابي حر نزيه ليصوغ دستورا جديدا للبلاد. وأكد المحاضر على أهمية السلطة التشريعية واستقلاليتها ملاحظا أن المجلس النيابي يجب أن تمنح له صلاحية اتخاذ القرار وليس المصادقة على القوانين فحسب.. وبين أنه منذ 1956 صادق المجلس على 5 آلاف قانون لكنه لم يقترح أي واحد منها. وكان الجامعي قد تحدث في مستهل محاضرته التي استمع إليها عدد كبير من الأساتذة والطلبة عن مشروعية الثورة وبين أن هذه الثورة شكلت مشروعية جديدة وهي مشروعية شعبية متفق عليها.. ولاحظ أنه ثمة حالة قطيعة بين موجبات الواقع السياسي و موجبات النصوص القانونية ذات الطابع الدستوري خاصة الدستور وقانون الصحافة والقانون الانتخابي وقانون الأحزاب التي تبين بعد الثورة أنها نصوص تجاوزتها الأحداث.. استقلالية القضاء تعقيبا على محاضرة الأستاذ أحمد السنوسي نوه الأستاذ أحمد الرحموني رئيس جمعية القضاة التونسيين بثورة الشعب.. وبين أنها مكنت القضاة وجميع مكونات المجتمع المدني من ممارسة حرية التعبير والاجتماع.. وذكر أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة تحديات قضائية لأن القضاء هو الذي سيصدر الأحكام..وأضاف أن بناء قضاء مستقل يقتضي توفير ضمانات دستورية لذلك. وبين أن المنظومة القانونية الحالية ناقصة وفيها عدة ثغرات لأن المشرّع أقر مبادئ يمكن اختراقها بسهولة للحد من استقلالية القضاء وأكد أن الثغرات في الدستور الحالي مكنت السلطة التنفيذية الحالية من التغول مثلما تغولت في السابق ويبرز ذلك في عدم تشريكها للجميع ومنهم القضاة في عمليات اتخاذ القرار إضافة إلى تخفي المؤسسات الدستورية من مجلس نواب ومجلس مستشارين وتم عن طريق الحيل القانونية التفويض لرئيس الدولة المؤقت في اتخاذ مراسيم طبقا للفصل 28 من الدستور.. وبينت أستاذة القانون رشيدة النيفر واصفة وضع تونس الراهن أن السلطة التنفيذية هي بخير والثورة أيضا بخير، لكن النظام القانوني عليل ومريض بل في الإنعاش.. وذكر الأستاذ لطفي المشيشي عميد كلية الحقوق أن طريقة تسمية أعضاء لجنة الإصلاح السياسي لم ترق للحقوقيين وأكد على ضرورة أن تنبثق من هذه اللجنة ما من شأنه أن يكرس مبادئ الثورة. وأكد الأستاذ سامي العوادي الكاتب العام لنقابة التعليم العالي وهي التي أعدت لهذا اللقاء العلمي على أهمية تشريك الجامعيين والمختصين في القانون الدستوري في التفكير في سبل الإصلاح السياسي بتونس للوصول بالثورة إلى بر الأمان وتحقيق أهدافهـا.. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2011)


خاص :البشير الصّيد يكشف لـ«الصباح» نظام بن علي حاول اغتيالي ذبحا بمكتبي…


القوميون تعرضوا للتعذيب والقتل والتهجير من بن علي وبورقيبة « نظام الرئيس المخلوع حاول اغتيالي ذبحا، في مكتبي… وعانيت الأمرّين من نظامي بورقيبة وبن علي، وسلطت عليّ أنواع مختلفة من التعذيب والتّنكيل والحصار والتشريد »… هذا ما أكده لنا العميد والمناضل المعروف البشير الصيد، في حديث شامل لـ»الصباح» موضحا أن الوقت قد حان لكشف كل الحقائق والمستور وما أتاه نظام الدكتاتور المخلوع في حقّ الشعب التونسي بكل شرائحه، والفضل كل الفضل يعود إلى هذه الثورة المجيدة التي أحدثها الشباب التونسي، والتي علينا جميعا، كل من موقعه، الحفاظ عليها حفاظا محكما  أجرى الحوار: عمار النميري يقول العميد البشير الصّيد: »لا بدّ من الإشارة، أوّلا، إلى أن جمعا من القوميين التقدميين، أنا من بينهم، بادروا، مؤخرا، برفع ملف إلى وزارة الداخلية بغاية تأسيس حزب سياسي اتـّفقوا على تسميته بـ »الحركة الوحدوية التقدمية » ومن هنا، وبما أنـّي الناطق باسم هذه الحركة، وبصفتي الشخصية أؤكد أن القوميين في تونس يستمدّون شرعيتهم من نضالاتهم على مرّ السنين ومن الشعب… وهذه الحركة تضم تجارب للقوميين والوحدويين في تونس أذكر منها تجربة صوت الطالب الزيتوني، وتجربة اليوسفيين وتجربة التجمع القومي العربي، وتجربة التيار القومي التقدّمي، وتجربة الوحدويين الناصريين… وعليه عملنا جميعا على جمع هذه التجارب والمناضلين فيها ضمن حركتنا الجديدة… وما نريده اليوم هو العمل السياسي العلني في إطار القانون والدستور، لذلك تقدمنا بطلب التأشيرة التي نعتبر أننا جديرون بها… *واسأل العميد: هل لكم أن تذكروا لنا جملة من نضالات القوميين، وما عانوه وتعرّضوا إليه في فترة النظام المخلوع؟ ـ سلـّطت على القوميين في تونس أنواع كثيرة من التعذيب والقتل والتهجير والنفي، من طرف نظامي بورقيبة وبن علي، طوال مسيرة النضال، بداية من صوت الطالب الزيتوني، إلى حد يوم 14 جانفي 2011 تاريخ سقوط الرئيس الطاغية… فبالنسبة للحركة اليوسفية، فقد تم التنكيل بمناضليها بطرق مختلفة لاإنسانية، منها الإعدامات والاغتيالات إضافة إلى التعذيب بشتى أنواعه… وقد استشهد العديد منهم في السجون إبّان نظام بورقيبة… وتجدر الإشارة إلى أن إحداث انتفاضة الخبز في جانفي 1984، أطلق شرارتها القوميون، من حركة التجمع القومي العربي المحظورة آنذاك، وذلك بمدينة قفصة، إذ اتفقت مع الأستاذ ثابت عمر قويدر على أن يخرج في مسيرة شعبية رافعا خبزة… وقد استشهد خلال هذه الانتفاضة شابان من أبناء الحركة، إضافة إلى عدد رُمي بهم في غياهب السجون لسنوات، وتعرّضوا إلى أنواع مختلفة من القمع والتعذيب، والحرمان، وحتى من أبسط حقوقهم الأساسية والمدنية كالشغل والعلاج والتنقّل… * … ولماذا لم تقدّموا ملف طلب تأشيرة للنشاط علنيا وقانونيا؟ ـ فعلا، سعينا سعيا حثيثا وجادا، كقوميين على أن نتجمع في إطار حركة أو حزب سياسي علني، يمارس نشاطه في إطار الدستور والقانون، ولذلك طلبنا التأشيرة منذ حوالي 30 سنة… وطلبنا، سبق تاريخيا العديد من الحركات والأحزاب التي تم الاعتراف بها في بلادنا ومنحت التأشيرات، أو التي لم تتحصل على التأشيرة الا الحزب الشيوعي التونسي، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، فقد بادرنا في أفريل 1981 بطلب تأشيرة «للتجمع القومي العربي» ثم حوّزنا الطلب باسم «حركة التجمع الوحدوي الديمقراطي» تماشيا مع قانون الأحزاب الصادر في 3 ماي 1988، في عهد الرئيس المخلوع، لكن السلطة امتنعت عن إعطائنا التأشيرة… وهنا جدّ أمر على غاية من الأهمية، يتمثل في أن وزارة الداخلية لم تجبنا برفض التأشيرة بصفة رسمية، بل لجأت إلى الصمت، رغم أن الفصل 9 من قانون الأحزاب يقول: « يعتبر سكوت الإدارة، بعد مضي 4 أشهر بداية من يوم إيداع التصريح والنظام الأساسي، وفق الصيغ المبينة بالفصل 11 قبولا لمطلب تكوين الحزب، وفي هذه الحالة الحزب مكوّن، وله الأهلية القانونية حالما ينشر مضمونا بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ».. واستنادا للقانون، وبعد القيام بكل الإجراءات اللازمة، أصدرنا بيانا أعلنا فيه أن حركتنا أصبحت قانونية، وبناء على ذلك شرعنا في العمل السياسي العلني.. وعوض أن تمتثل السلطة للقانون الذي أصدرته، قامت بأمرين خطيرين، وعلى غاية من القمع والاستبداد، فقد استدعى «المخلوع» السيد عبد الرحمان التليلي وأخرجه من اللجنة المركزية للحزب الدستوري، وسلمه تأشيرة باسم القوميين، في إطار تكوين جهاز مخابراتي لضربنا وإبعادنا والركوب على نضالاتنا والقضاء علينا، وافتكاك اسم حركتنا كقوميين، « التجمع الوحدوي الديمقراطي ». *وردت كلمة «التجمع» مرارا عديدة في حديثك.. فما سر هذه الكلمة؟ – لهذه الكلمة قصة غريبة جدا، فبعد قمعنا وتشريدنا، استحوذ بن علي، على لفظ «التجمع» وأطلقه على الحزب الدستوري، فسماه التجمع الدستوري الديمقراطي، ثم افتك منا عبد الرحمان التليلي ومن معه اسم «التجمع الوحدوي الديمقراطي»، فسمّى الجهاز الذي كلف بتكوينه بـ»الاتحاد الديمقراطي الوحدوي»… وأؤِكد هنا أنـّنا الأسبق تاريخيا في الإتيان بكلمة «التجمع» للقطر التونسي، وهذا موثق بالأدلة والحجج، منها الجرائد والدوريات… * قلت أنّ السلطة قامت بأمرين خطيرين.. الأول عرفناه، فما هو الأمر الخطير، الثاني؟.. ـ ذلك ما لن أنساه أبدا… فقد عمد نظام الرئيس المخلوع، في خريف 1988 إلى محاولة اغتيالي ذبحا بمكتبي الكائن بنهج جمال عبد الناصر بالعاصمة، حيث أرسل لي عصابة، متكونة من خمسة أفراد اعتدوا عليّ بالسكاكين، محاولين قتلي، ومن ألطاف الله أن أقبل أحد المواطنين إلى مكتبي، ففرّ أفراد العصابة وتركوني أتخبط في دمائي… وتم نقلي إلى المستشفى من طرف بعض المناضلين… وبعد ذلك تواصلت تهديدات نظام بن علي، فقد كان أزلامه يتصلون بي، ويقولون لي: «ابتعد عن السياسة أو اعمل مع عبد الرحمان التليلي… وإلاّ سنذيقك الأمرّين من العذاب والقمع»… وبعد مدة، ومواصلة للتنكيل، زجّ بي في السجن في إطار افتعال قضية ضدي موضوعها، تكوين عصابة للاعتداء على الأشخاص والأملاك، وقد حكم عليّ بـ5 سنوات سجنا قضيتها كلها تقريبا، إذ أفرج عنّي بتدخل من اتحاد المحامين العرب ومن عديد المنظمات الحقوقية، ولم يبق لي من مدة العقوبة إلا 4 أشهر… ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعرضت إلى عديد الإيقافات، والمضايقات والملاحقات والتهديدات بمعية أصدقائي ورفاقي في النضال، كما حجّر عليّ السفر إلى خارج الوطن لمدة 18 سنة، وذلك من طرف نظامي بورقيبة وبن علي، إضافة إلى خلع مكتبي عديد المرات والاستحواذ على عدة وثائق ومخطوطات ثمينة… وهنا لا يفوتني أن أطالب وزارة الداخلية بأن ترجع لي ما حجزته، خلال المداهمات المتكررة لمنزلي ومكتبي… * وماذا تقول للشعب التونسي، وللقوميين بالخصوص، إثر الثورة المجيدة؟ ـ يشرّفني أن أتوجه بتحية نضالية وبتقدير عال إلى كل الذين قاموا بهذه الثورة، وأسقطوا نظام الدكتاتور بن علي، وفتحوا أبواب الحرية للجميع… وأثمّن عاليا ثورة الشباب وما قاموا به من نضالات كبيرة،  فكسروا أغلال القيود التي كانت تكبّل المجتمع، وأنهوا الظلم والاستبداد… وأحيّي، قبل ذلك، أرواح الشهداء البررة الذين قدموا أنفسهم ثمنا باهظا لتحرير الشعب التونسي بكل مكوناته وأطيافه كما أتوجه بالدعوة لكل القوميين الوحدويين التونسيين سواء داخل البلاد أو خارجها أن يتجمعوا ضمن الحركة الوحدوية التقدمية، من أجل العمل السياسي العلني والديمقراطي لمواصلة القيام بدورهم الوطني ورصّ صفوفهم لممارسة حقوقهم الوطنية والدستورية من أجل خدمة الشعب التونسي والأمة العربية والقيام بدورهم الطلائعي في النهضة الشاملة والمساهمة الفعالة في إرساء نظام سياسي ديمقراطي يضمن كافة الحقوق للجميع… وأؤكد أن الحركة الوحدوية التقدمية مفتوحة للجميع الذين يقتنعون بمبادئها وأهدافها وخطها النضالي. * هل حققت الثورة، في رأيكم، بعض المكاسب؟ ـ ثورتنا المجيدة لم تحقق مكاسب فعلية إلى حد الآن، سواء كان ذلك على الصعيد التشريعي أو الواقعي، وأيضا فالمطالب الشعبية لم تتحقق، ومازالت الحكومة المؤقتة تراوح، ولم يرتق أداؤها إلى طموحات الشعب، فالأمن لم يستتب بالكيفية اللازمة، والمطالب الشعبية، لم تتم تلبيتها… ومن هنا لا بد من العمل على تحقيق مطالب الشعب التي قامت من أجلها الثورة، حتى لا تبقى البلاد مهددة بالدخول في مرحلة عدم استقرار قد تؤدي إلى فوضى… وما ينبغي الانتباه إليه وتلافيه هو أن تدخل البلاد في فراغ تشريعي دستوري أصبح يلوح، لأن مدة انتخاب رئيس الجمهورية هي 60 يوما فقط مثل ما اقتضاه الفصل 57 من الدستور… * ما رأيكم في التفويض لرئيس الجمهورية المؤقت في اتخاذ مراسيم طبقا للفصل 28 من الدستور؟ ـ هذا التفويض باطل… وحتى إن سلمنا جدلا بصحته الشكلية/القانونية، فإن هذا التفويض من حيث المصداقية والمشروعية، لا يستند إلى أي أساس، لأن مجلسي النواب والمستشارين قد فقدا الشرعية القانونية والسياسية لأسباب جوهرية تتمثل أساسا، في أن رئيس مجلس النواب أصبح رئيسا للجمهورية، مؤقتا، ورئيس مجلس المستشارين استقال، ويخضع للإقامة الجبرية، كما أن الأغلبية المطلقة يمثلون «التجمع اللادستوري اللاديمقراطي» الذي صدر قرار بتجميد نشاطه وأن إرادة الثورة والشعب التونسي قد جردت المجلسين من كل مصداقية لانتماء أغلبية الأعضاء الى «التجمع»، وان انتخابهم كما انتخاب رئيسهم المخلوع، كانت مزوّرة… ولكل هذه الأسباب فإن قرار مجلسي النواب والمستشارين تفويض رئيس الجمهورية المؤقت بأن يصدر مراسيم باطل، وكل ما بني على باطل، فهو باطل… وهكذا يبقى الحل الصحيح الذي يجب اتباعه يتمثل في إجراء انتخابات لمجلس وطني تأسيسي يضم ممثلين عن كافة الأحزاب والمنظمات المعترف بها وغير المعترف بها لإصدار دستور جديد يؤسّس لنظام سياسي حديث يقطع مع العهد البائد، وينظم منظومة دستورية وقانونية للبلاد تلغي كافة «القواعد» القانونية المعرقلة لنظام ديمقراطي سليم يضمن الحقوق للجميع. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2011)


مجلس الوزراء آليات لاسترجاع الأموال والممتلكات المنهوبة والمهربة


تونس (وات) ـ عقد مجلس الوزراء امس الخميس اجتماعه الدوري برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت ونظر في جملة من القضايا العاجلة ذات الطابع الاجتماعي وأقر برنامجا لتفعيل الاجراءات التي سبق الاعلان عنها في ما يخص التعويض لعائلات الشهداء وضحايا الاحداث الاخيرة وكذلك التعويض لضحايا أحداث الحوض المنجمي وقوات الامن الداخلي. كما أقر مجلس الوزراء وفقا لبيان أدلى به لممثلي الصحافة السيد الطيب البكوش وزير التربية والناطق باسم الحكومة المؤقتة توسيع قائمة العائلات المنتفعة بمنح العائلات المعوزة المدرجة حتى اليوم ضمن السجل الخاص بهذه العائلات. وأضاف أن المجلس أقر أيضا في مجال دفع الاستثمار برنامج دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تواجه صعوبات ظرفية فضلا عن احداث صندوق للتنمية الجهوية وتطوير البنية الاساسية ومساعدة المؤسسات على احداث مواطن شغل بما يراعي أولويات المرحلة الراهنة. وبين الناطق باسم الحكومة أن الاجتماع نظر كذلك في أوضاع القطاعين الفلاحي والسياحي وقرر النظر في مجلس وزاري لاحق في الاجراءات الكفيلة بالنهوض بهذين القطاعين.  واعتبارا للظروف المناخية وتقلباتها قرر مجلس الوزراء في اجتماعه امس توقيف العمل بالاداء على القيمة المضافة المستوجب على المنتجات العلفية للحيوان. ومن ناحية أخرى أوضح السيد الطيب البكوش أن الاجتماع أقر كذلك وضع اليات عملية لتجسيم الاجراءات المتخذة قصد الاسراع باسترجاع الاموال والممتلكات المنهوبة في الداخل والمهربة الى الخارج وتوظيفها في خلق مواطن الشغل وتنمية الجهات المهمشة.  وعلى الصعيد الامني اتخذ مجلس الوزراء جملة من الاجراءات العاجلة  للحفاظ على مكاسب المجموعة وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على مكاسب الثورة وذلك في ضوء ما توفر لجهازي الامن والدفاع الوطنيين من معطيات حول العصابات والاطراف التي تقف وراء ترويع المواطنين وارباك المصالح العمومية.  كما قرر المجلس في اجتماعه امس احداث هيئة مهمتها الحفاظ على أخلاقيات المهنة الاعلامية تضم في عضويتها كفاءات وطنية وممثلين عن تنظيمات المجتمع المدني لمساندة هذا القطاع الهام (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2011)


منتدى الجاحظ
دعـــوة 


يتشرف منتدى الجاحظ بدعوتكم لحضور الندوة التي ينظمها تحت عنوان: العالم العربي بعد الثورة التونسية: الأفاق و التوقعات يقدمها المفكر العربي الدكتور  برهان  غليون . وذلك يوم السبت 12 فيفري 2011  على الساعة الثالثة  بمدينة العلوم  تونس (قاعة ابن خلدون). حضوكم إثراء للنقاش                                                                                                  عن الهيئة المديرة                                                                                                    الرئيس                                                                                                 صلاح الدين الجورشي

 


وزارة الداخلية: صفحة رسمية على « الفايس بوك »

     


   تونس 11 فيفرى 2011 (وات) – تيسيرا لتواصل المواطنين وممثلي وسائل الإعلام مع وزارة الداخلية وضعت خلية الإعلام والاتصال بالوزارة على ذمتهم بداية من يوم الخميس 10 فيفرى 2011 صفحة رسمية على الشبكة الاجتماعية فايس بوك تحت العنوان التالي: www.facebook.com/ministere.interieur.tunisie وتتضمن هذه الصفحة وفق بلاغ للوزارة عدة أركان خاصة بالأخبار والمستجدات حول أنشطة مختلف هياكل وزارة الداخلية والمناظرات التي تنظمها إلى جانب تسجيلات مرئية وصوتية وركن يمكن زوار الصفحة من طرح محاور النقاش التي يرغبون فيها.
 
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء بتاريخ 11 فيفري 2011)

 


(الكاتب ع. ب. ر) ما لا يعرفه البعض عن الخلاف بين الرئيس المخلوع والسيد الهادي البكوش  


في الوقت الذي تتنفّس فيه البلاد  الصعداء بعد أن دكت الثورة المباركة صرح الاستبداد والفساد وبعد ان انقشعت سحب الخوف والظلم نلاحظ حملة من التشكيك والإشاعات المغرضة ضد بعض الشخصيات الوطنية .

هذه الحملة ليست بريئة وليست للله ولا للوطن والحرية الوليدة في بلادنا يمكن ان يتسلل منها  بعض من الحاقدين والحاسدين وأصحاب المطامع لتصفية بعض الحسابات القديمة أو لتسلق سلم الثورة لاكتساب مواقع السلطة والنفوذ من جديد   والمواطنون لابد أنهم لاحظوا الحملة المغرضة المركزة  ضد السيد الهادي البكوش في الأيام الأخيرة .
وحتى لا ينخدع البعض بما يروّج في هذا الشأن يكون من المفيد التذكير ببعض الحقائق:
ان السيد الهادي البكوش هو وطني صادق جرّب فصحّ  إذ قضى عدة  سنوات في السجن ابان الحركة التحريرية ولم يكن قد تجاوز 18 عاما . كما وقع إيقافه وسجنه بباريس وهو طالب لمدّه يد المساعدة إلى مناضلي جبهة التحرير الجزائرية في كفاحهم ضد الاستعمار ولهذا السبب فهو  يحظى بتقدير كبير في الجزائر.
كما أمكنه خلال دراسته بالخارج من ربط علاقة صداقة متينة مع قادة الحركة التحريرية في المغرب حيث هو محل تبجيل واحترام . وقد أسهم السيد الهادي البكوش بعد استقلال بلادنا في بناء الدولة الحديثة في مسؤوليات مختلفة: كوال ورئيس مدير عام لمؤسسات عمومية وقنصل عام وسفير ووزير  ثم وزير أول.
والثابت انه ترك في كل مواقع المسؤولية التي تحملها أطيب الأثر من حيث الكفاءة والإخلاص للصالح العام ومن حيث حسن المعاملة . واختياره لتحمل تلك المسؤوليات  لم يكن من باب الصدفة بل كان بسبب  جملة من الخصال وقد وقع تعيينه في تلك الخطط الهامة من طرف رجال أفداد  لايشك في إخلاصهم للبلاد مثل الرئيس المغفور له الحبيب بورقيبة والمرحوم الهادي نويرة .  
وكان السيد الهادي البكوش طيلة مسيرته السياسية  منحازا إلى الطبقات الكادحة مؤمنا يقيم العدالة الاجتماعية حريصا على مقاومة سوء التصرف وهو ما سبب له الضغينة والحقد لدى بعض إفراد الحاشية المقربة من الحكم  في عهد الرئيس المغفور له الحبيب بورقيبة . الأمر الذي انتهى به إلى محاكمة جائرة في ذلك العهد والزجّ به في السجن.
وعندما اندلعت إحداث 26/1/1978 ودخل النظام في صراع دموي  مع اتحاد الشغل اختاره المرحوم الهادي نويرة وكان وزيرا أولا في ذلك العهد فعيّنه مستشارا                                                                             …/… ما لا يعرفه البعض عن الخلاف بين الرئيس المخلوع والسيد الهادي البكوش ـ  2 ـ
في ديوانه  وعندها تمكن السيد الهادي البكوش من إشاعة جو من الانفراج والتفتّح بعد فترة الصدام العنيف بين النظام   وبعد فترة الاحتقان  التي سادت في البلاد وهكذا تم إرساء نظام القائمات الموسعة في الانتخابات التشريعية بعد أن ساد طيلة عقود  نظام القائمات المغلقة في إطار حكم الحزب الواحد . وخلال مؤتمر الحزب الدستوري في خريف 1979 أمكن زحزحة المسيرين المتصلبين والمنظّرين لنظام  الحزب الواحد كإشارة لبداية مرحلة سياسية جديدة  وهو الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس المغفور له  الحبيب بورقيبة فما كان منه إلا  أن أذن بعزله من خطته كمستشار للوزير الأول وعيّنه قنصلا عاما في الخارج. وبعد 7 نوفمبر 1987 وخلال تحمّله لمسؤولية الوزارة الأولى أمكن للسيد الهادي البكوش من إحداث المجلس الدستوري وإلغاء محكمة أمن الدولة وتحرير الصحافة (ظهور جريدة الفجر) وتسريح المئات من المعارضين السياسيين ( إسلاميين وغيرهم)وتحديد الإيقاف التحفظي وتحسين العلاقات مع الدول المجاورة وقائمة الانجازات التي تحققت في الظرف الوجيز التي كان فيها بالوزارة الأولى (عشرين شهرا لا غير )  لا يمكن أن ينسى والتونسيون ما زالوا يذكرون جو الانفراج والحرية الذي عاشته البلاد في ذلك الوقت.  وفي الواقع فان تجاوزات بن علي بدأت بعد مغادرة السيد الهادي البكوش للمسؤوليات . ويمكن التأكيد أن أولى ضحايا الرئيس المخلوع هو السيد الهادي البكوش  نفسه الذي أقصاه الرئيس السابق من المسؤولية وأحاله على التقاعد  وبالتالي منعه من     المساهمة في الحياة العامة. وهكذا تنكر بن علي  للسيد الهادي البكوش وانقلب عليه فكانت القطيعة بين الطرفين هذه القطيعة  استمرت منذ خروج السيد الهادي البكوش من الوزارة الأولى إلى فرار الرئيس المخلوع من تونس. وكان السيد الهادي البكوش محل مراقبة لصيقة  وتنصت عليه  في الهاتف بل أن البعض من أقربائه تعرض إلى التنكيل. والرئيس المخلوع  لا بد ان يكون في الوقت الحاضر نادما أشد الندم على استبعاده للسيد الهادي البكوش وتفريطه في هذا المسؤول المقتدر والمتزن والمتفتح والذي يقدر المسؤولية حق قدرها ويعمل من أجل الصالح العام. ولا بد ان يكون الرئيس المخلوع في منفاه بالسعودية نادما اشد الندم على كونه  أحاط نفسه بحاشية من المتزلفين والفاسدين الذين ساهموا مساهمة كبيرة في تخريب البلاد وبالتالي ساهموا في تفويض سلطة بن علي من حيث  يشعرون أو لا يشعرون.                                                                        …/… ما لا يعرفه البعض عن الخلاف بين الرئيس المخلوع والسيد الهادي البكوش ـ 3 ـ وفي الحقيقة فان  الخلاف بين الرجلين كان بسبب إصرار الوزير الأول السابق على مقاومة الفساد والمحافظة على  الأموال العامة وتصديه للطامعين  والمفسدين الذي بدأ الرئيس المخلوع يحيط نفسه بهم ويتحالف معهم لتثبيت نفسه في السلطة بل وأيضا  سخّرهم الرئيس المخلوع ضد وزيره الأول. وهؤلاء المفسدون تطوعوا لمحاربة الوزير الأول الأسبق حتى  تتمركز كل السلط بيد الرئيس المخلوع ويستفردوا هم بالرئيس المخلوع لتطويعه لمآربهم الخاصة      ( وهذه صفحة أخرى من تاريخ العهد البائد   لا شك   ان  المؤرخين سوف يهتمون بها لاحقا ) والخلاف استفحل خاصة لإصرار الوزير الأول الأسبق على تكريس مبادئ بيان 7 نوفمبر على ارض الواقع.                              فبيان 7 نوفمبر كان ميثاق شرف بين الحكم في ذلك الوقت والمواطنين للخروج من المأزق الذي تردّت  فيه البلاد في آخر عهد الرئيس المغفور له الحبيب بورقيبة  ذلك البيان الذي حرره السيد الهادي البكوش شخصيا ودون تدخل من الرئيس السابق أو من أي طرف آخر كان يحمل تطلعات محرره  وأماله في مجتمع ديمقراطي  يشعر فيه المواطن بالكرامة  والاعتزاز وتتوفر فيه مقومات العيش الكريم لكل تونسي  في إطار التضامن والعدالة بين الجهات والفئات. والرئيس بن علي خان ذلك البيان وانتهك تعهداته أمام شعبه وبالتالي غدر بالسيد الهادي البكوش الذي حرر ذلك البيان وأوضح فيه الوزير الأول السابق ما كان يتمناه شخصيا  ويحلم به لشعبه وأمته . والرسالة المنشورة في الصحافة والتي وجهها الرئيس المخلوع إلى وزيره الأول قبل مدة وجيزة من إقالته خير شاهد على خيانة الرئيس المخلوع لتعهداته ومكره بوزيره الأول وخداعة الكبير له. والواضح أنه بعد ذهاب السيد الهادي البكوش  فتحت الطريق فسيحة أمام  المفسدين والطامعين لشن غارة على هياكل الإدارة والمؤسسات الاقتصادية فاستشرى الفساد والإثراء غير المشروع . وحتى يكون الطريق سالكة دوما أمام الطامعين اختلق أصحاب المصالح مآمرة مزعومة ضد أمن الدولة نسبوها للوزير الأول السابق  ولبعض المعارضين للنظام من مدنيين وعسكريين وهذه المؤامرة المختلقة هي موضوع كتاب صدر في الخارج  وكان محظورا في عهد الرئيس المخلوع والكتاب يتعرض بإطناب إلى ما كان يبديه الوزير الأول من تحفظات إزاء سياسة الرئيس المخلوع . وخلال مؤتمر للحزب الاشتراك الفرنسي كان قد استدعي إليه الوزير الأول السابق بعد خروجه من الوزارة الأولى وقع إعلام الرئيس المخلوع بان السيد الهادي البكوش
ما لا يعرفه البعض عن الخلاف بين الرئيس المخلوع والسيد الهادي البكوش                                         ـ  4 ـ أبدى تحفظا شديدا  إزاء نظام الحكم في تونس مع الاشتراكيين الفرنسيين فتكفلت بعض الجرائد المأجورة للنظام (جريدة الحدث) بشنّ حملة شعواء   ضد السيد الهادي البكوش . وفي الواقع فان الوزير الأول وقبل إقالته بأسابيع كان قد أبدى انتقادات نحو طريقة  تسيير  دفة الحكم وذلك خلال حديث   مع صحفي أجنبي  فنقل أصحاب المصالح أقواله إلى الرئيس السابق وهذه الحادثة كانت  بداية الخلاف بين الرجلين . وخلال تنظيم معرض صفاقس الدولي في صائفة  1989 ألقى السيد الهادي البكوش خطابا انتقد فيه بعض توجهات النظام  الاقتصادية منبها إلى عواقب انتهاج  سياسة ليبرالية مفرطة مثلما كانت بعض الأوساط المالية العالمية تنصح بها تونس وهي السياسة التي اقرّها الرئيس المخلوع استجابة لنصائح تلك الأوساط. وقد ألحّ السيد الهادي البكوش على ضرورة تعديل تلك الاختيارات بما يتماشى وواقع البلاد وقواعد العدالة الاجتماعية والتوازن الجهوي تقليلا من  الفوارق الاجتماعية وهذا الخطاب وقع نشره في الصحافة فكانت القطرة التي أفاضت الكأس  فقد وجد فيها الرئيس المخلوع فرصة ذهبية للتخلص من وزيره الأول . ومنذ تركه للمسؤولية أي منذ أكثر من عشرين عاما فان السيد الهادي البكوش لم يلتق على انفراد بالرئيس المخلوع وكانت لقاءاتهما بروتوكولية أي عابرة وفي المناسبات الرسمية والرئيس المخلوع لم يكن يشاور وزيره الأول في أي أمر وتعيين الوزير الأول السابق في مجلس المستشارين كان من باب التمويه فالكل يعلم ان ذلك المجلس  لم يكن له أي دور. وفي الواقع لقد  قرر بن علي إحالة السيد الهادي البكوش على التقاعد واستبعاده عن أي دور سياسي ومساعدو الرئيس السابق كانوا يطبقون قرار رئيسهم بمنتهى الدقة    » والأمانة  » ولا أدل على ذلك من ان الوزير الأول السابق كانت له نشاطات  في دول المغرب العربي والدول العربية وأوروبا وأمريكا حيث كان يحاضر مناديا بتحقيق وحدة المغرب العربي وضرورة التضامن بين الشعوب والتسامح والتفتح والاعتدال فكان نشاطه  مسكوتا عنه  من طرف الصحافة  التونسية تنفيذا للتعليمات . واللافت  للنظر أن السيد الهادي البكوش كان خارج السلطة عندما كانت البلاد  تعرف  هزات عنيفة وحوادث دموية ( 1978 ـ 1984) وكان يقع اللجوء إليه بعد تلك الهزات لقدرته على خلق جو من الانفراج بفضل مهارته في التوفيق بن الأطراف المتنازعة وميله إلى التوافق والاعتدال والتمسك بخدمة الصالح العام والثابت أن تلك الخصال هي التي تنغص على  البعض حياتهم  وتؤرقهم إذ يعتبرون أن الوزير الأول السابق كان دوما عائقا يحول دون استفرادهم بالسلطة.
ما لا يعرفه البعض عن الخلاف بين الرئيس المخلوع والسيد الهادي البكوش ـ  5 ـ والسلطة لم تكن في نظرهم وسيلة لخدمة الصالح العام بل آلة يسخرونها لمصالحهم الخاصة وربما يكون بعض التونسيين قد نسوا ان المرحوم الحبيب بورقيبة هو الذي عين بن علي وزيرا أولا (بتحريض من بعض حاشية المرحوم الحبيب بورقيبة : سعيدة ساسي بالأخص ) والإجماع كان حاصلا عام 1987 على انه لا مفر من تعويض الرئيس الحبيب بورقيبة في الحكم بسبب ما آلت إليه أمور البلاد في ذلك الوقت وبالتالي  فانه كان لا مفر من المرور عبر بوابة بن علي للتغيير  فبن علي كان حسب الدستور هو الوحيد المؤهل  للارتقاء إلى رئاسة الجمهورية أي إلى إحداث التغيير المنتظر والمؤمل في ذلك الوقت . وربما قد يكون البعض نسي ما ساد البلاد من انشراح وانفراج اثر تغيير 7 نوفمبر الذي تم في كنف الهدوء ودون إراقة دماء كما نسي مممزالبعض ما لاقاه بيان 7 نوفمبر من تأييد واسع. وقد لا يعلم البعض ان أحد المسؤولين  غداة 7 نوفمبر تحدث في جلسة خاصة عن تجسيد ما جاء في بيان 7 نوفمبر ملحا على ان الدور الأساسي في ذلك يقع على عاتق الوزير الأول  وان دور بن علي سوف يكون صوريا وعلى أساس ان الفارق بين الرجلين هو الفارق بين العقل الذي يبتكر ويبتدع ( الوزير الأول) والجسد الذي يقتصر دوره على التنفيذ ( الرئيس السابق) وذلك في إشارة واضحة إلى برنامج  تلفزي رائج في ذلك الوقت  ( La tête et le jambes) . وقد تطوع احد الوشاة من أصحاب المصالح بنقل ذلك الحديث إلى الرئيس السابق فاغتاظ وأمر في الحال بعزل المسؤول المذكور (وهذا المسؤول السابق ما زال شاهدا حيا على هذه الحادثة ). والثابت أن بن علي تنمّر بل استأسد بعد انتخابه رئيسا للجمهورية في افريل 1989 وقلب ظهر المجن لوزيره الأول السابق وتنكر لوعوده وعهوده إلى ان كان فراره المذل فاستحق بذلك لعنة شعبه ولعنة التاريخ .  


ألمانيا و فرنسا تعربان عن استعدادهما لمساعدة تونس


حرر من قبل التحرير في الخميس, 10. فيفري 2011 أعربت » انجيلا ميركل » يوم الخميس خلال مكالمة هاتفية مع الوزير الأول بالحكومة المؤقتة عن استعداد ألمانيا لتقديم المساعدة لتعزيز الديمقراطية في تونس ، وقالت المستشارة الألمانية أن بلادها تنظر بلطف إلى تونس لا سيما طموحات شبابها في حياة كريمة، حرة. كما أعربت « ميركل »| استعداد ألمانيا المشاركة في مؤتمر دولي للمانحين لتقديم مساعدة عاجلة لتونس. من جهته رحب الوزير الأول التونسي بما يبذله الاتحاد الأوروبي من جهود لإنجاح الخطط الرامية إلى إجراء إصلاحات في تونس خلال الفترة الانتقالية،و أعلن نية بلاده تنظيم مؤتمر دولي.  في قرطاج حول الإصلاحات السياسية و الاقتصادية من جهة أعلن الرئيس الفرنسي » نيكولاي ساركوزي » خلال العشاء السنوي الذي أقامه المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوم الأربعاء عن دعم فرنسا اللامحدود لتونس و اعتبر أن مساعدة تونس في كفاحها من اجل الديمقراطية واجب على فرنسا دون تدخل في شؤونها الداخلية. وقال أن الثورة التونسية دعت إلى نفس القيم التي تؤمن بها فرنسا لذلك يجب دعمها.  يذكر أن الموقف الفرنسي تميز بالسلبية تجاه الثورة في تونس وكان مساندا بقوة للرئيس المخلوع وهو ما حدا بوزيرة الخارجية الفرنسية إلى اقتراح مساعدة أمنية لتونس للمساعدة في قمع الثورة وهو ما أثار غضب الشعب التونسي و نخبه السياسية والفكرية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 فيفري 2011)
 


ضابط أمن: بن علي سلّمني مسدّسا كاتما للصوت لتنفيذ اغتيالات في الخارج


23 سنة من العجائب والغرائب والجرائم عاشها الشعب التونسي بمختلف تصنيفاته… تلك هي فترة حكم الطاغية بن علي وعائلته… الشهادات على تلك الحقبة السوداء من تاريخ تونس بدأت تظهر وتنكشف من ذلك قصة السيد لطفي الحبيب درويش ضابط سابق بفرقة مقاومة الاجرام الذي وجد نفسه فجأة مبعوثا أمنيا في سفارة تونس بباريس اعتبرها في البداية مكافأة لكنها كانت مكافأة ملغومة الهدف منها تكليفه بعمليات اغتيال لعدد من الشخصيات. السيد لطفي زارنا في مقر «الصباح» وتحدث إلينا عن تلك الفترة الحالكة قائلا: « لقد سبق أن عملت في صفوف الامن التونسي منذ سنة 1970 في جهاز مقاومة الاجرام. بعد مدة من تواجدي بفرنسا اتصل بي كاتب الدولة للداخلية آنذاك هاتفيا ليشير لي بضرورة الحلول بتونس وبصفة متأكدة ومستعجلة للغاية ففعلت وقابلته بمكتبه حيث بين لي أن إيفادي إلى فرنسا الغاية منه قيامي بعدة مهام غير التي هي في نطاق اختصاصي في مجال الارشاد العدلي، وباستفساري إياه عن طبيعة الاعمال المنتظرة مني أستظهر لي في الحال بمسدس ناري كبير الحجم نسبيا غير متداول لدى أعوان الامن وأفادني بأنه كاتم للصوت وهو هدية لي من الرئيس الاسبق في إطار عمل سأتولى انجازه، وذكرني بحادثة اغتيال الايراني شهبور بختيار في تلك السنة والذي تمت تصفيته بواسطة المخابرات الايرانية بباريس وأكد عليّ بضرورة كتمان سر المهمة المطلوب مني إنجازها والمتمثلة في التخلص من بعض الوجوه المعارضة لبن علي على غرار أحمد بالنور، صالح كركر وأحمد المناعي. وقد أبديت استنكارا واضحا وشديدا لطبيعة الطلب وأكدت لكاتب الدولة بكوني أرفض المهمة قطعيا وأن المحاولات لاقناعي لن تجدي نفعا مهما كان مصدرها. وردّ القنزوعي بأن المهمة كانت بطلب من بن علي، وابدى تأييده له وتحمسه الكامل وواصلت الرفض وغادرت المكان حيث توجهت الى صديق لي وأعلمته بما جرى وقد تولى في الحين مخاطبة بن علي هاتفيا وأعلمه بما كان من طلب كاتب الدولة، مستنكرا بصفة كلية طبيعة الطلب ولست أعلم ما كان من رد بن علي على الهاتف، حيث أشار علي صديقي نسيان الامر كليا وبالعودة لعملي بفرنسا وكأن شيئا لم يكن وقد علمت منه لاحقا بعد مدة أنه قد يكون فهم من محاورته لبن علي بأن الاخير على علم بعرض كاتب الدولة اغتيال بعض الرموز. بقيت أتردد على تونس في بعض المناسبات وفي أحداها ولما حللت بالقاعة الشرفية بمطار تونس قرطاج لمحت ليلى الطرابلسي داخلها دون أن أعرف وجهتها بالضبط ولسبق معرفة بعضنا بالاخر  استفسرتني عن سبب تواجدي بالمطار وعن مكان عملي فأوضحت أني ملحق أمني بباريس وقد خشيت فعلا عواقب ذلك اللقاء اعتبارا أن ليلى الطرابلسي تعلم جيدا اني من بين الاشخاص غير المرغوب فيهم من جانبها باعتباري على دراية بماضيها قبل زواجها من بن علي ومن العارفين بعلاقاتها  السابقة والشبهات التي كانت تحوم حولها. وقد كانت خشيتي في محلها وتجسمت فعليا عندما اتصل بي كاتب الدولة لاحقا هاتفيا من تونس واستفسرني بلهجة كلها تحذير أن كنت اعرف ليلى الطرابلسي وقد نفيت ذلك عبر الهاتف واصررت على موقفي نظرا لأني كنت أتحسب لمكائد قد تحاك لي في المستقبل. وبالفعل بعد مدة أشير علي بالرجوع الى تونس مؤكدين لي انتهاء مهمتي بباريس حيث بمجرد عودتي وقع تعييني بإحدى الادارات مع تجميد كلي لنشاطي  وعملي، ثم وبعد فترة وجيزة وبكل بساطة ودون أسباب تذكر تمت إحالتي على مجلس الشرف وعزلي لاجل مخالفة التراتيب الادارية مثلما تثبته الوثائق وهو عزل تعسفي من الوظيف غير مؤسس بالمرة ولو على خطإ مهني بسيط. لقد مررت أثناء كل ما ذكر وبعده بتجارب مريرة جدا تخللتها المضايقات اليومية والتهديدات المستمرة عبر الهاتف والمراقبات الامنية حول المنزل وأثناء تنقلاتي واستمر الامر على ذلك الحال.  وقد عمدوا إلى الزج بي في السجن مرة أخرى بعد التآمر عليّ وافتعال قضية في حيازة عملة أجنبية مزيفة وقع دسها بسيارتي بإشراف من كاتب الدولة وبعلم بن علي وزوجته ليلى، حيث تمت إحالتي لاحقا على قاضي التحقيق الثامن السيد محمد كمون الذي اطلق سراحي من منطلق عدم اقتناعه بالتهم الموجهة إليّ وإدراكه التام لبراءتي وبحكم نزاهته وهو الذي يعتبر مفخرة للنظام القضائي إلا أن بن علي أصر على ملاحقتي حيث تم القضاء بسجني مدة سبعة أعوام وتم إيقافي مجددا وإيداعي السجن ووقع الحط من العقاب بعد الاستئناف إلى خمس سنوات لاجل جريمة مختلقة لم ارتكبها. داخل السجن كانت هناك تجربة متجدّدة تواصلت أثناءها المضايقات لافراد عائلتي ولي شخصيا وقد آل صمودي داخل السجن وعدم التزامي الصمت عن سياسة بن علي وحاشيته إلى اضطرار السلطة مكرهة إلى الافراج عني بعد أحد عشر شهرا من الاعتقال باطلا. أما الان وبعد المظالم التي تعرضت لها والجرائم المرتكبة من قبل من ذكروا بقيت عاطلا عن العمل ولا أتمتع بأي راتب شهري إضافة إلى غياب التغطية الصحية وما إلى ذلك من التداعيات المنجرة عن عملية الطرد من وظيفتي التي قضيت بها 25 عاما ». وأضاف محدثنا: «لا يفوتني أن أذكر المضايقات الفريدة من نوعها التي تعرضت إليها داخل السجن من خلال وضعي بالحبس الانفرادي والعزلة التامة التي فرضت عليّ قصد الحط من معنوياتي مما سبب لي مضاعفات نفسية كادت أن تودي بي إلى الانهيار العصبي الكلي من فرط ما تعرضت إليه من القهر. ومن جهة أخرى فإني مازلت أشكو من مخلفات عملية الايقاف في المراحل الاولى حيث أني تعرضت أثناء البحث إلى العنف الشديد مما تسبب لي في سقوط مستمر بكتفي، وتراجع حاسة السمع لديّ  وإصابتي بمرض السكري. أضف إلى ذلك وكما أسلفت الذكر ما كنت عرضة له بعد مغادرتي السجن من مضايقات يومية تتمثل في الحراسة المنتصبة أمام مقر سكناي  حيث كنت في بعض المناسبات أتعرض إلى هتك العرض والسب بصفة علنية، وكنت وثّقت جميع هذه المعطيات في رسائل وجهتها سنة 2001 إلى عدد من الهيئات الخصوصية. وكل هذا جعلني اليوم أقرر مقاضاة كل من بن علي وزوجته ومسؤول حكومي أسبق وأتمسك باسترجاع كافة حقوقي من وزارة الداخلية والتنمية المحلية أمام الطرد التعسفي الذي تعرضت له وبالتالي جبر جميع الاضرار المادية والمعنوية التي لحقتني ».  سفيان رجب  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 فيفري 2011)
 


البحرية التونسية تحبط محاولة للهجرة غير الشرعية إلى إيطالية وتعتقل 195 شابا


تونس, تونس, 11 (UPI) — أحبطت البحرية التونسية التابعة للجيش محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية إلى السواحل الإيطالية إنطلاقا من الشواطئ التونسية، واعتقلت خلالها 195 شابا.

وذكرت وكالة الأنباء التونسية مساء اليوم الجمعة أن عملية إحباط هذه المحاولة الجديدة تمت ليلة الخميس/الجمعة قبالة سواحل محافظة صفاقس الواقعة على بعد 275 كيلومترا جنوب تونس العاصمة.
وأشارت إلى أن البحرية التونسية قامت بسليم هؤلاء الحالمين بالهجرة إلى السلطات الأمنية لإجراء التحريات والإجراءات القانونية الضرورية. ولم تستبعد أن يكون ضمن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين البعض من « المشاغبين و الفارون من السجون خلال فترة الإضطرابات التي عرفتها تونس خلال الفترة الماضية ».
ويأتي الإعلان عن إحباط هذه المحاولة الجديدة للهجرة غير الشرعية، فيما أعلنت السلطات الأمنية الإيطالية عن وصول نحو 650 مهاجرا غير شرعي يُعتقد أنهم من تونس منذ مساء أمس الخميس إلى جزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية على متن ست مراكب صيد.  
وتواجه جزيرة « لامبيدوزا  » الإيطالية التي عادة ما يختارها المهاجرون غير الشرعيين كمحطة أولى لسفرهم بحرا ،بإعتبارها أقرب النقاط إلى الشواطئ التونسية،حيث لا تبعد عنها سواء 60 ميلا بحريا،موجة جديدة من المهاجرين الجدد منذ سقوط نظام بن علي وفراره إلى السعودية في الرابع عشر من الشهر الماضي.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 10 فيفري 2011)


خاص  جمعة شاوش (كاتب عام أسبق للجنة تنسيق الحزب الحاكم –سابقا – بالمنستير ومحافظ سابق بقفصة) يتحدث :


–        لم تكن لنا إنتخابات …حتى نتحدث عن التزوير –        التجمع أمم الحياة السياسية …ولابد من إعادة بنائه … –        علينا أن ندفع الثمن …ومستقبل الحزب الدستوري  في المعارضة …    شغل جمعة شاوش خطة كاتب عام للجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي -الحزب الحاكم طيلة حكم بن علي- من مارس 1988 إلى 1990ثم عين معتمدا أول بقفصة (1990-1992) لينتقل إلى الإدارة المركزية للتجمع لمدة لم تتجاوز الأربعة أشهر (؟)  ثم بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية لمدة ستة أشهر ، ليعين معتمدا أول بالكاف ( 1993- 1996) ثم إنتقل بمثل خطته إلى صفاقس إلى غاية سنة 2002 تاريخ تعيينه في سوسة بنفس الخطة،  وسنة 2004عين واليا ( محافظا) على قفصة( التي شهدت سنة 2008 إنتفاضة الحوض المنجمي) وهي الخطة التي شغلها إلى نهاية سنة 2005 تاريخ إقالته في ظروف غامضة على يد الطرابلسية … وعلى الرغم من ملازمة مسؤولي العهد السابق للصمت التام فإن جمعة شاوش لم يتردد في الحديث إلينا في هذا الحوار الخاص …   -بعد سقوط  نظام بن علي هل مازلت تجمعيا ؟   منذ غادرت المسؤولية سنة 2005 ثم إحالتي على التقاعد  لم أجدد إنخراطي في التجمع بل إني لم أتحصل حتى على بطاقة ناخب … أما اليوم وبعد الثورة التي حققها أبناء تونس الأحرار فإني أشعر بأني دستوري ومنتم للحزب الحر الأصيل كما بناه المناضلون المؤمنون بتونس حرة مستقلة … أقول هذا الكلام وأنا متقاعد لا طموح لي ولا أرغب في أي مسؤولية في المرحلة القادمة …   – هل يمكن إعادة بناء « التجمع الدستوري الديمقراطي »؟   طبعا ولاجدال في ذلك بل إن إعادة البناء ضرورية ولعلها مطلب وطني ولابد أن تكون إعادة البناء على قواعد نضالية صحيحة تعمل على إرسائها نخبة مؤمنة بالعمل الديمقراطي وهذا يلزمه وقت طويل …   – كيف ترى موقع الحزب بعد إعادة بنائه ؟   موقعه في المعارضة … وعلى أبناء الحزب المخلصين والشرفاء أن يكونوا مستعدين نفسيا لهذا الموقع … فهذا جزء من ثمن لابد من تسديده على ما مضى … ويهمني أن أؤكد على أن الثورة قد أطاحت بالإنتماء الحزبي الضيق مهما كانت أطروحاته وعلى كل الأحزاب إعادة صياغة  مفهوم الإنتماء الحزبي …   – يرى كثير من التونسيين أن التجمع لم يكن يوما حزبا بل هو أداة قمع في يد السلطة الحاكمة طيلة أكثر من عقدين …   من يقول هذا الكلام أظنه يرى تونس بلدا معلقا بين السماء والأرض … لا تنس أننا نعيش في محيط جغراسياسي عربي كل مكوناته من الأحزاب أو ما شابهها هي واجهة للسلطة وهذا أمر من طبيعة الأحزاب الحاكمة فهي تساند بالضرورة النظام القائم …   – هل تبلغ مساندة النظام الحاكم تزوير الإنتخابات وتزييف إرادة الشعب؟   لا يصح الحديث عن تزوير لأن الحديث عن الإنتخابات غير منطقي من الأساس…علينا أن نعترف بأنه لم تكن لنا يوما إنتخابات لا بلدية ولا تشريعية ولارئاسية… وهذا ليس شأنا تونسيا فقط بل إن إنتخابات العالم الثالث كله تقريبا مجرد ديكور للإستهلاك الخارجي « الناس الكل تعرف ما ثماش إنتخابات » والتوانسة الكل يعرفوا الحقيقة هاذي …   – وهل هذا وضع طبيعي ومقبول ؟   لا ولكن أنت سألتني وأنا أجبتك … ذلك هو واقعنا  الذي أرجو أن يتغير بفضل الثورة …    – من يضمن أن التجمعيين لن يلتفوا على هذه الثورة ؟ ماهي الضمانات ؟    المحاذير قائمة من الداخل ومن الخارج … ولكن علينا أن ندرك ان ما وقع هو ثورة حقيقية  وأنت تلاحظ الحراك الديمقراطي في العالم العربي ….آنظر إلى ما يحدث في مصر والأردن واليمن والجزائر … هناك حراك نحو الديمقراطية إنطلقت شرارته المباركة من تونس …ولكن علينا أن نحافظ على هذه الشرارة حتى لا يتكرر ما حدث في الجزائر التي إنتقلت من مجتمع مؤمم بالكامل إلى الإنفلات التام وما آل إليه الوضع من سنوات الإرهاب ألأعمى …
علينا ان ندرك ان ما حدث في تونس يستند إلى تراكمات أجيال وتضحيات كبيرة أطاحت برمز الديكتاتورية وفتحت الأفق واسعا  لبناء مجتمع ديمقراطي عصري   – يرى البعض أنه بفرار بن علي قطع رأس الأفعى ومازال جسدها فما هو رأيك؟   التخوف مشروع لكن النظرة الإستئصالية ظالمة ومتجنية وشكل من أشكال الديكتاتورية …   – ولكنكم مارستم الديكتاتورية كتجمعيين؟   لنتفق أولا ما معنى أن تكون تجمعيا؟ وهل يمكن وضع الكل في خانة واحدة »في شكارة واحدة »؟ هذا إجحاف في حق المئات بل الآلاف إذ لابد من التفريق بين التجمعي القاعدي ومن هو في القيادة « ثمة برشة موش عارفين علاش هوما في التجمع » هناك أناس إنضموا للحزب « باش يدبروا روسهم » وثمة آخرون يعتقدون أنهم يخدمون قراهم ومدنهم وجهاتهم وبلدهم في النهاية …الإنتماء للتجمع في المطلق ليس جريمة أو خيانة عظمى ليرجم الكل بالشكل الذي تتحدث عنه…كلنا أخطأنا …    – لماذا صمت التجمعيون إذن إن لم يكونوا مذنبين؟   لابد من الإعتراف بأن الحزب في حالة غيبوبة وهي حالة مفيدة وضرورية حتى يتمكن الحزب من مراجعة نفسه بما يستجيب لحياة ديمقراطية تعددية وأعتقد أن صمت التجمعيين خدم تونس لأنه جنب البلاد الدخول في صراعات إضافية لن تجدي شيئا … »على الأقل عاونا بالسكات »… – هل الصمت قرار مدروس؟   لا أدري ، »ما نعرفش » الأكيد أنه ثمة ذهول حد الغيبوبة ولكنه موقف ينسجم مع طبيعة المرحلة .
– هل إنتهى التجمع الدستوري الديمقراطي؟   بالشكل الذي كان عليه نعم إنتهى … لا معنى لحزب عدد منخرطيه بالملايين …حكاية فارغة …إنه نوع من تأميم الحياة السياسية …على أبناء الحزب الدستوري أن يعودوا إلى الميدان …الحزب عمل نضالي وليس عملا إداريا   – ماهو موقفك من الحكومة الإنتقالية؟   « ماعنديش رأي شخصي » فقد بلغنا مرحلة لابد من ان نتجاوز فيها الحكم على الأشخاص من هذا الفصيل او ذاك… المهم ان نستجيب لنبض الشارع الذي اصبح الكل ناطقا رسميا بإسمه ولكني مقتنع ان الشعب التونسي قد إتخذ قراره بالتوجه نحو ديمقراطية تعددية قريبة من النموذج الغربي فالتوانسة رواغوا الزعامات السياسية والنقابية وسبقوها بأميال ودور هذه القيادات اليوم ان تبلغ بنا شاطئ ألأمان بمساعدة الجماهير دون إحتوائها     -هل لك ثقة في الزعامات الحالية؟     نعم، لي ثقة في كل التونسيين ،التونسي الحقيقي يحب تونس ويفديها بحياته   – هل تقوم  بدورها في هذه المرحلة؟   أشعر بأنهم عموما لم يرتقوا إلى ممارسة رجال الدولة فأداءهم فيه كثير من التشنج وخاصة في الأيام الأولى التي تلت 14 جانفي …الحمد لله أن اللهجة تغيرت  وأرجو أن يكون الجميع أكثر إيجابية …     – هل تخشى من صناعة صنم جديد بعد 7نوفمبر؟   مطلقا لأن الشعب  إختار رمزه وإنتهى الأمر …رمز هذه الثورة هو الشهيد محمد البوعزيزي شاب كادح شريف عنفته إمرأة …وفي المقابل رئيس هارب عنفته إمرأة بطريقة أخرى ولم يستطع ردعها …   – هل لك طموح سياسي؟   ليس لدي أي رغبة في العودة إلى ميدان السياسة »خذيت وقتي »وحان الوقت ليجني الشباب ثمار ثورتهم … أما كمواطن فقد تجاوزت الغبن وكل طموحي أن أساعد أبنائي الشباب من الجيل الجديد ليكونوا في مواقع القيادة فهم وحدهم من صنعوا الحدث   – هل يمكن أن تكشف لنا سبب إقالتك قبل خمس سنوات؟   « الناس تعرف »…ولا أظن أنه من المناسب أن أتحدث اليوم عن سبب إقالتي …عودوا إلى صحف المعارضة والمواقع الألكترونية ستجدون كل شيء ( تتفق الروايات على أن إقالة المحافظ كانت بسبب رفضه الضغط على نادي قوافل قفصة للتنازل عن نتيجة مباراة مصيرية في كرة القدم ضد نادي حلق الوادي الذي كان يرأسه عماد الطرابلسي إبن شقيق ليلى الطرابلسي ، وجرت المباراة بين الفريقين وإنتهت بإنتصار قفصة وسقوط حلق الوادي إلى القسم  الثاني  وطبعا لم يغفر الطرابلسية عدم إنصياع المحافظ للتعليمات )     – كيف وجدت تعامل الناس معك بعد سقوط نظام بن علي ؟ هل كنت عرضة لتهجم منهم ؟   بالعكس…أنا أعيش في قريتي بين أهلي ومنذ إقالتي إخترت أن أعيش على مسافة من الكل حتى لا أحرج أحدا … خاصة واني في نظرهم مغضوب علي من النظام الذي كان قائما …اما بعد ثورة 14 جانفي فأحس بإعتزاز ابناء مدينتي الوردانين بي ورغبتهم في التحدث إلي … »لا سرقت لا خطفت والناس تعرف هذا »   – كيف ترى مستقبل تونس؟   لنحذر النعرات والعصبيات ولننتصر لصوت العقل والحكمة… فقد نقاد في غفلة منا إلى ما لا يحمد عقباه…تحت غطاء الحرية قد تعلو أصوات تروّج لطائفية بعنوان أمازيغية أو شيعية أو شعبوية أو عبادة الصنم أو قبلية وعروشية…هذا المجتمع المتحضر المتجانس المتماسك قد تُستهدف مقوّمات وحدته التي هي صمّام أمانه لاستكمال استحقاقات ثورته… »أليس الأفضل أن توقد شمعة من أن تلعن الظلام  » الذي كان يغطي سماءنا..أجل يجب أن نصرّ على محاسبة كلّ من استفاد من الظلام،إلا أنّ المحاسبة يجب أن تكون منصفة لا تُلحق أذى معنوي أو مادي بأي بريء مهما كانت قناعاته أو اجتهاداته …يجب أن نقتنع بأنّ حضن تونس الدافئ تطهّر اليوم من الخطيئة والهوان بفضل دماء شهداء أبنائه الزكية، كلّ شهدائه في كامل أرجاء الوطن بدءا بسيدي بوزيد والقصرين والوردانين وشرارة الحوض المنجمي ووصولا إلى انخراط الجميع في هبة شعبية رائعة أطاحت بالطغيان وصنعت ثورته على الطريقة التونسية الفريدة من نوعها.
القهر هو القهر، لكن مقاومته والانتصار عليه له دروب وشعاب شتى نتلمّسها بمصباح واحد اسمه: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر…لكنّ الطرق الوعرة التي نروم قطعها تستوجب وسائل متنوعة ومتباينة لا تنتجها غير شعوبها الخبيرة بشعابها-« أهل مكة أدرى بشعابها »-…ما يحدث اليوم-مثلا- في مصر يعتمد إرادة مماثلة لأرادة الشعب التونسي لكنه يبتدع وسائل نضاله الخاصة به التي هي ليست بالضرورة أدوات النضال التونسية…
لديّ اقتناع بأنّ الشعب التونسي وهو يصوغ ثورته على النحو الذي كانت عليه،كان يستحضر التاريخ من خلال تجاربه وتجارب غيره من الشعوب،فتعمد حرمان نخبه المناضلة من وضعها في واجهة الحدث التاريخي الذي اختار له رمزه شابا شريفا كادحا منحدرا من الطبقة الشعبية الأكثر تمثيلية للمجتمع،والأكثر تضررا من الاضطهاد والحيف (محمد البوعزيزي)،ثار الشعب من أجل البوعزيزي انحيازا وانتصارا لكلّ « بوعزيزي » في هذا الوطن،لكل عزيز بشرف العمل مهما كان متواضعا وبكل عزيز أثبت رفض الظلم بتقديم حياته قربانا للكرامة الإنسانية في أنبل وأسمى أبعادها … بطل الثورة روح تحلّق في سماء تونس لا شخصا يحيا بين الشعب يطالبه بحمله على أعناقه والتسليم له بالزعامة والتسبيح باسمه…فعلها شباب تونس،كما لم يفعلها غيره،حين راوغ نخبه ورموز نضاله فضلا عن جلاديه وبطانتهم والمستسلمين لهم،فصنع الحدث في غيبة البعض وغيبوبة البعض الآخر… لم يكن راغبا ولا محتاجا لقيادة توقّع على ثورته سوى روح البوعزي وبقية الشهداء لأنه كان يخشى أن تفرز له صنما يتحوّل إلى إله يعبده وهو الذي ثار من أجل التحرر من عبادة الأصنام واستبدادهم…فعلها الشعب فأجهض خطط  النخب السياسية في الحكم والمعارضة حتى لا ترتهنه فتستعبده،وفرض عليها،بكل مشاربها وأهوائها وإيديولوجياتها،أن تعترف أنها مهما ادّعت البطولات والتحديات هي ليست إلا انخراطا في مسار إرادته للحياة يتقدمها في الفعل التاريخي الحاسم ولا تتقدمه حتى لا تدّعي يوما أنّها صنعت ثورته وأنه لولاها ما كان ليثور على الاستبداد والفساد.
اختار الشعب أن يثور من أجل شاب كادح شريف لا علاقة له بالحراك السياسي في البلاد،شاب من رحم أغلبيته الساحقة قرر بقرار فردي أن يحتجّ على القهر والفساد والتهميش،أن يثور بإشعال النار في جسده أمام مقر السلطة الحاكمة مشهرا بامرأة هانته وعنفته بما يسمح بالإسقاط على تعنيف « حاكمة قرطاج » وحاشيتها لديكتاتور كان قادرا على قمع شعبه وعاجزا عن ردع زوجته. *محمد بوغلاب صحفي- تونس


تونس تعرب عن إكبارها لنضال الشعب المصري وإرتياحها لتنحي مبارك عن السلطة


تونس, تونس, 11 (UPI) — أعربت الحكومة التونسية المؤقتة عن « إكبارها لنضال » الشعب المصري و »تضحيات شهدائه » من الشباب، وذلك في أول رد فعل رسمي في أعقاب الإعلان رسميا عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة.
وجاء في بيان وزعته مساء اليوم الجمعة وزارة الخارجية التونسية، أن الحكومة التونسية المؤقتة، و »باسم الشعب التونسي الذي أنجز ثورة الحرية والكرامة، تثمن « الروح الوطنية العالية التي أبداها الجيش المصري والدور الكبير الذي قام به في حماية مصر وأبنائها خلال الفترة العصيبة التي مرت بها ».
وأضافت الخارجية التونسية في بيانها أن الحكومة التونسية تلقت « ببالغ الإرتياح الإعلان عن تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصب رئاسة الجمهورية وانتقال صلاحيات السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ».
وأعربت في هذا السياق عن ثقة الحكومة التونسية « في قدرة مصر بفضل كفاءات أبنائها ووعيهم الوطني على تخطي هذه المرحلة البارزة من تاريخها بكل أمان واقتدار واستعادة قوتها وعافيتها ومكانتها المتميزة على الساحتين الإقليمية والدولية ».
كما أعربت عن ثقتها في أن « هذا الإنجاز الكبير سيساهم في تعزيز علاقات الأخوة والتعاون العريقة بين الشعبين التونسي والمصري ،وفي نصرة ودعم القضايا العربية ».
وأعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان اليوم الجمعة تنحي الرئيس حسني مبارك (82 عاما) وتسليمه السلطة التي إحتفظ بها طيلة 30 عاما للجيش.
وكانت تونس قد شهدت إحتجاجات إجتماعية في السابع عشر من شهر كانون ثاني/ديسمبر الماضي ،سرعان ما تحولت إلى ما يشبه الحركة الإحتجاجية الواسعة شملت مختلف أنحاء البلاد، إنتهت في الرابع عشر من الشهر الماضي بفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى السعودية.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 11 فيفري 2011)


البهجة تغمر التونسيين في أعقاب تنحي حسني مبارك عن السلطة


تونس, تونس, 11 (UPI) — عمّت البهجة التونسيين مساء اليوم الجمعة في أعقاب الإعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك تحت ضغط الشارع.
ولاحظ مراسل يونايتدبرس أنترناشيونال أن الزغاريد تعالت من شرفات المنازل في ضاحية الكرم شمال تونس العاصمة، فيما كان أصحاب السيارات يطلقون العنان لأبواق سيارتهم.
وأعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك (82 عاما) وتسليمه السلطة التي إحتفظ بها طيلة 30 عاما للجيش. وقال أستاذ التعليم الثانوي صالح الزغدوني(46 عاما) ليونايتدبرس أنترناشيونال « الله أكبر… الشعب العربي ينتصر من جديد ويطيح بديكتاتور آخر ».
ومن جهته، قال الطالب توفيق رياحي(22 عاما)،وهو يجلس داخل مقهى، « إنها إرادة الشباب، نعم إنها ثورة الشباب التي أستلهمت من تونس، ولكن المهم اليوم من هو التالي الذي يجب الإطاحة بنظامه ».
ولئن إمتنع لرياحي عن ذكر إسم الرئيس العربي الذي يقصده، قاطعه عادل لزرق الذي قدّم نفسه على أساس أنه عامل يومي،قائلا » الرئيس اليمني الرئيس اليمني،وأراهن على ذلك بعشرين دينارا ».
إلى ذلك، تجمع المئات من التونسيين أمام مقر السفارة المصرية بمنطقة « مونبليزير » وسط تونس العاصمة، وهتفوا بشعارات تمجد إرادة الشعب المصري،وتندد بالرئيس المتنحي.
وكانت تونس قد شهدت إحتجاجات إجتماعية في السابع عشر من شهر كانون ثاني/ديسمبر الماضي ،سرعان ما تحولت إلى ما يشبه الحركة الإحتجاجية الواسعة شملت مختلف أنحاء البلاد، إنتهت في الرابع عشر من الشهر الماضي بفرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى السعودية.  

(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 11 فيفري 2011)


الثورة مستمرّة وحكومة الغنّوشي تتخبّط في الفراغ والشّعب يمارس إرادته


 
لئن راهنت حكومة الغنوشي المبزع الثانية وشريكيْها الشابي و أحمد إبراهيم وكل المشاركين فيها ومسانديها من الإنتهازيين وعلى رأسهم بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل والتي هندسها مبعوث الخارجية الأمريكية « فلتمان » بموافقة فرنسية على الحصول على شرعية شعبية فإن رهانها سقط بعد أقل حتى من يوم واحد على تشكلها و بان بالملموس أنها حكومة إمتداد وتواصل لحكومة الغنوشي بن علي حين أذنت لقواة القمع بالتدخل بالقوة وفك إعتصام ساحة القصبة.
طبيعة هذه الحكومة وعداءها للثورة توضح أيضا عند تعينها للولاة حيث عينت أكثر من تسعة عشر منهم من حزب الفساد حزب التجمع حزب بن علي الدكتاتور الفار.
عداء هذه الحكومة للثورة يظهر كذلك في إغماضها للعين على حالة الفوضى والرعب والتقتيل والترهيب للمواطنين التي تبثها مليشيات التجمع وعصابات البوليس والمستمرة منذ إسقاط الدكتاتور.
حكومة الغنوشي المبزع حكومة العار حكومة القمع البوليسي التجمّعي بان بالملموس أنها حكومة تناوروتكذب وتقمع لإخضاع الشعب الثائر وإجهاض الثورة بإطلاقها ليد بوليسها ليقتل ويستعمل الرصاص ويسقط الشهداء كما وقع منذ أيام في مدينة الكاف حيث سقط خمسة شهداء بالرصاص في مظاهرة سلمية.
لاشرعية حكومة الغنوشي المبزع المستندة على قاعدة دستورية ساقطة يلفضها الشعب اليوم في كل شبر من تراب تونس برفض كل قراراتها ففي أغلب الولايات من سيدي بوزيد إلى القصرين وقفصة وتطاوين وباجة وجندوبة والكاف وسوسة والقيروان مازال الشعب يمارس إرادته وقد تصدى لمناورة الحكومة اللاشرعية وأطرد الولاة والمديرين الفاسدين الذين عينتهم كما أننا نشهد في كل يوم عمليات تطهير لمتنفذي حزب التجمع الدستوري من الإدارات والمصالح العامة والوزارات.
 ولئن لم يتمكن إلى اليوم هذه التوجه الشعبي الجذري لحماية الثورة والنابع من إرادة شعبية لتكريس شعارات الثورة ومطالب الشعب من أن يفض إلى تعيين مسؤولين وبطريقة ديمقراطية عبرالإنتخاب في هذه المصالح والإدارات التي أطرد منها رموز حزب الفساد فإن الوضع سائر لامحالة في إتجاه نضج هذا المسار وفرضه كواقع على الأرض تكريسا لشرعية الجماهير الثائرة شرعية الثورة.
إن دور اللجان الشعبية التي تشكلت أثناء الثورة وقادتها ليبرزالآن محدّدا في تواصل مسار التطهير هذا وتكثيفه والمضي فيه وتجذيره وتوسيعه ليشمل كل المصالح والإدارات العمومية والوزارات لتعميق حالة الفراغ من حول هذه الحكومة حتى إسقاطها وفرض سلطة الشعب سلطة الجماهير وشرعية الثورة ومسارها وطابعها العمالي الشعبي الديمقراطي الثوري.
إرادة الجماهير الثابتة في كنس التجمع الدستوري وبقايا الدكتاتورية وكل أجهزتها من الحياة السياسية هي مهمات لا يمكن إنجازها إلا بالإطاحة بحكومة الغنوشي راعية مراكز القوى المعادية للثورة والواقفة اليوم بذراعها المسلحة جهاز البوليس في وجه إرادة الشعب .
إن تعميق وتجذيرمسار الثورة ليس فقط مسؤولية اللجان الشعبية إنه مسؤولية كل مكونات جبهة الشعب العمالية الشعبية وهي المدعوة اليوم بعد أن أفرزالصراع الطبقي ومسار الثورة قطبي الصراع في المجتمع المتمثلين في جبهة الشعب من جهة وعلى رأسها اللجان الشعبية وجبهة 14 جانفي وكل القوى السياسية اليسارية الديمقراطية والنقابات التي لم تنخرط في مساندة حكومة الغنوشي وكل الجمعيات والهيئات المستقلة والرافضة لهذه الحكومة وجبهة أعداء الشعب المكونة من حكومة الغنوشي المبزع وحلفائها الإمبرياليين والمشاركين فيها حزب نجيب الشابي وحركة أحمد إبراهيم ومسانديها على مختلف أصنافهم وعلى رأسهم بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل هذه البيروقراطية التي تلعب اليوم دورا قذرا تتقنه دورا معاديا لمصلحة الشعب والعمال ولمصلحة الثورة.
تواصل مسار الثورة وإسقاط حكومة العار مشروط بتوحّد كل مكونات جبهة الشعب سياسيا وعلى الميدان والعودة إلى أسلوب التعبئة الميدانية وعدم التسليم بالأمر الواقع. إن الوضع الثوري وضع مازال قائما ولابد من تجاوز المراوحة والقطع مع الحلول المساومة على مطالب الثورة . إن جبهة الشعب بكل مكوناتها مدعوة لتجاوز حالة الإنتظارية بالحسم في الحلول والمناورات والسياسات والمواقف التي تستهدف وقف الثورة وقطع المسار الثوري ولن يكون ذلك إلا برفض كل مناورات بقايا الدكتاتورية وشركائها ومسانديها ووسطائها .
إن التمسك بمهمة إستكمال الثورة يمر عبر العمل على فرض المؤتمر الوطني لحماية الثورة والذي ستنبثق عنه حكومة مؤقتة تعلن إلغاء أجهزة الدكتاتورية وذلك بحل حكومة الغنوشي و مؤسسة الرئاسة و التجمع الدستوري والبرلمان ومجلس المستشارين وجهاز البوليس الفاسد وإلغاء دستور1959 المعتمد اليوم كقاعدة من طرف بقايا نظام بن على لمواصلة دكتاتوريتهم وترميم نظام الدكتاتورية البائد الفاسد وتطهير الإدارة العمومية مركزيا وجهويا ومحليا من بقايا التجمع ومحاسبة كل الفاسدين والمتنفذين من الذين أجرموا في حق الشعب طيلة حكم الدكتاتور. حكومة مؤقتة تحظر لإنتخابات مجلس تأسيسي وتتخذ وبشكل متزامن مع ذلك إجراءات فورية إقتصادية وإجتماعية في صالح الشعب تلبي مطالبه التي إستشهد في سبيل تحقيقها عشرات الشهداء.

بهكذا سياسة وبها فقط يمكن السير بالثورة إلى الأمام وإستكمال مهماتها دون التوقف في منتصف الطريق . إن إرادة الشعب الذي ثار وأطاح بالدكتاتور مازالت حية تتقد ولم تنطفئ و الجرأة والتصميم والإرادة والثبات مخزون لم بنضب في صفوف الشعب وشعار الثبات الثبات ضد حكم المافيات والذي ردّده الشّعب طيلة مسار الثورة قبل الإطاحة بالدكتاتور وبعده لم تنطفئ جذوته ومازال راهنا. ـــــــــــــــــــــــــ بشير الحامدي تونس 11 فيفري 2011  


أيـام في حيـاتي الثورة مرت من هنـا [الجزء الثاني]


د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr تركته شابا يافعا بهيّ الطلعة، أبيض البشرة، أصفر الشعر… كانت ملامحه الجديدة تعبّر عن مرور الزمن، عشرون عاما تقريبا، غزا الشيب شعره وذقنه، كهل في الأربعين يشير إليّ من بعيد…ذاك أخي الصغير الذي كبر في غفلة من الزمن، زمن الحيرة والألم…
كانت السيارة تطوي الأرض وكأنها تشاركنا لهفتنا في لقاء الأحبة، عشرون سنة مرت، حجر وشجر، قيل لنا من قبل أنها منجزات العهد البائد، كانوا يُذكّرونا بالمعجزة التونسية وكنا نجيب بأنها أكبر الافتراءات، وصور المآسي والفقر المدقع وقرى القصدير التي اكتشفتها الثورة أظهرت صدق ما نقول ولماذا قاومنا ولم ننتكس، زيادة أن ليس أعظم إنجازا من كرامة وحرية وحقوق الإنسان، حتى فاقت حرمته وكرامته حرمة الكعبة على مقامها ومنزلتها عند الله وعند الناس!

كانت في انتظاري على الباب…توقفت السيارة وتوقف الزمن…جثا التاريخ على ركبتيه احتراما لهذا الكائن الحي الذي يمشي على ثلاث…لحظة غاب فيها كل شيء، لم يبق في الكون بعد الله سواها…تلك أمي…
كان آخر لقاء جمعني بها بالأراضي المقدسة سنة 1995، كانت حجة الوداع، ثم افترقنا على ترتيلات جميلة…لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك… وغابت الصورة إلا من صوت رقيق يداعب سماعة الهاتف طيلة سنين، وأُحسُّ بانخفاضه مع مرور الزمن!
عقدان من الزمن مرتا، قرن ولى وآخر يطل، فقدت فيهما الوالد العزيز، وارتفعت روحه إلى السماء تشكو ظلم العباد، كانت من أمانيه الغالية أن يلقاني قبل الرحيل، كانت أمنيتي الغالية أن ألبي الطلب، وألقاه على هذه الأرض الطيبة لكن القدر أراد لقاء في السماء.
تقدمت إليها مطأطأ الرأس وكأني أحمل ذنب هذا الفراق..، لعلك يا نفس سلبت حقها في الأمومة، لعلك حرمتها حقها في أن تمسح على رأسك، أن تضمك إلى صدرها، أن تجدك إلى جانبها حين تمرض أو حين تحن إلى لقياك…
لست أدري من ضمّ الآخر إليه…دقائق تتوالى وأنا بين أحضانها، دقائق شعرت فيها أني طفل صغير يعود إلى حجر أمه الدافئ الممتلئ حنانا ورحمة… لم ترد تركي ولم أستطع التخلي عنها…كل شيء من حولي مفقود، الحياة انتهت أو تكاد…دموع تختلط، أياد تتشابك، أرواح تلتقي… »والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون »…قالت باكية كم تمنيت أن يراك « الحاج » لكنها إرادة الله! قلت لقد رأيته في المنام مرات ومرات، والحاج بخير…الحاج كان أبي وأبي الآن في السماء….
كانت ليلة من أحلى الليالي، كانت يوما من أيام الله…كان الصمت يزاحم الكلام، كان كلاما في نظرات، انظر إليها طويلا وتنظر إلىّ وكأنها تكتشفني وتراني لأول مرة، كانت بجانبي طوال ليلة قصيرة أحتضنها كل لحظة وكأني خائف أن تكون آخر ضمّاتي… ثم غلبها النعاس، كنت أسارع النوم حتى لا أنام، أنظر إليها وهي نائمة، أتحسس فراشها من بعيد وكأني أخاف أن تفارقني، وهو شعور غريب انتابني طيلة هذه الرحلة! كانت أمي جزءا من هذه الثورة المباركة، ككل الأمهات اللاتي صبرن على فقد الحبيب في المنافي أو في السجون، كان صبرهن  وإيمانهن بربهن تراكما لوعي الثورة، لم تيأس أمي يوما، لم تخنع يوما، لم تساوم يوما، ظلت صامدة لا تخفي انتسابها إلى هذا الابن المرمي من وراء البحار! كان صمودها مقاومة، وأملها مقاومة، ودعاءها مقاومة، وصبرها مقاومة ودمعات الفراق مقاومة…لقد رأيت الثورة في جسدها المقوّس، رأيت الثورة في عصاها التي تتوكأ عليها، رأيت الثورة في بقائها حية تُرزَق، فقد سقط الطاغوت وأمّي لم تسقط، لقد فرّ اللصوص وأمي لم تهرب، لقد مات الاستبداد وأمي لم تمت! ولعل صمودي من صمودها ولو سقطت لعلي سقطت…
للثورة أبواب، منها المعلن الذي دخله شباب أصيل، رافعا راية التحدي وعارضا صدره للرصاص، فدفع الثمن باهظا، في نفسه وجسده وأهله ولا يزال، ومنها المخفيّ الذي دخلته أنفس كبيرة منذ سنين، رفضت الانصياع والخنوع والمشي حذو الحائط، صرخت ولولت، منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر، بعضهم نُفيَ في أصقاع الأرض، وتوزعوا على أكثر من خمسين بلد، والبعض الآخر بقي متنقلا بين السجون والمعتقلات والعيش في السجن الكبير! كان وراء هذا الجمع الكبير أمهات وآباء، أبناء وبنات، زوجات وأخوات، جدات وجدات، فصيل كبير من المعذَّبين في الأرض، دخلوا الثورة من أبوابها الخفية حين كانت العاصفة تدك الأرض دكا ولم تترك أحدا…من هؤلاء كانت أمي وكثير من الصابرين والصابرات.
كان آذان الفجر ينطلق من المسجد الجامع مدويا « الله أكبر الله أكبر.. » معلنا انتهاء ليلة أو بدايتها، نهاية عهد أو بداية آخر، لست أدري فقد نسيت كل شيء، نسيت أن لي موعدا في الصباح مع وزارة الداخلية، حيث قيل لي سابقا أن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، ولكن هذه المرة الثورة مرت من هنا، وللثورة بصمات تركتها حتى على بوابة الوزارة… ـ يتبـــع ـ المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net الجزء الأول : www.liqaa.net/spip.php?article651  


الترخيص للأحزاب في تونس أولى ثـمرات الانتـفاضة


بقلم: تيسيـر العبيدي   أولى ثـمرات الانتـفاضة في تونس صدور التراخيص الرسـمية لبعض الأحزاب السياسية، ومن الأمور التي لا يـخـتلف فيها اثنان أن الأحزاب هي أعظم نصيـر للتقدم والعمران، لذا، ما نرى من بلاد سرى فيها روح التمدن العصري، إلا وانتشرت بين المواطنين الأحزاب على مـختلف عقائدها وتفاوت أهدافها، تتـعاضد وتتـضافر على إعلاء شأن المـجتمع الإنسانـي.
وجدت الأحزاب في أوروبا في القرون الوسطى عندما شعر الإنسان بـحاجته للوحدة مع أخيه الإنسان في الوطن الذي يـجمعهما بـهدف التوصل إلى معرفة حقائق العلوم التي بواسطتها يتم إصلاح أوضاع مـجتمعهما.
والأحزاب في أوروبا تضم خليطاً من رجال ونساء يتشاركون بآرائـهم ومشاريعهم المفيدة للبلاد، ويتم ذلك بدعوة الأعضاء القانونيين للاجتماع في مكان مـحدد يتباحثون فيه طويلاً، في جلسات متـعددة، الأفكار والـخطط التنظيمية التي بواسطتها يـميزون بين النافع وبين الضار للبلاد وللعباد، وكان للنساء الممتازات مقاماً رفيعاً بين قادة الأحزاب في تلك الأمم المتمدنة.
كما اشتـهرت الأحزاب في أوروبا بـخططها المتنوعة الاختصاص في معظم الميادين الـحياتية،  واشتـهرت أيضاً بأنظمتـها الـجامعة للقوى المتفرقة، فهي منذ نشأتـها حتى يومنا هذا، تقيم المعسكرات التدريبية للشبيـبة من أجل تقوية مناقبهم الأخلاقية والـجسدية، وتشيّد الـجامعات والأندية باسـمها، وترعى المبدعين في العلوم والفنون، وتنشئ المؤسسات التجارية والإنـمائية، وتبني المدن السكنية الـجديدة، وفي مثل هذه الأنشطة تُـحسن في سياستها فـتزدهر فروعها في المناطق، وتزيد من استنارة العقل وتغيّـر العادات، وتـجـمع الأفكار والقلوب والسواعد حتى أصبحت تباري الدول بـمشاريعها الفكرية، الاقتصادية ، العسكرية والسياسية، ولا عجب إذا رأينا اليوم أن الأحزاب تـحكم أكـثر الدول الأوروبية.
أمّا نشأة الأحزاب في بلادنا العربية قبل القرن التاسع عشر فقلّ ما أنبأنا عنها التاريخ، بيد أنّه ما من أحد تصفح تاريخ العرب ووقف على ما كانت عليه الأحزاب زمن بني أمية، لـحكم على الفور بأنّه كانت هناك أحزاباً مـختلطة من الرجال والنساء تتخذ أهداف الدين الإسلامي غطاءً لمشاريعها الدينية، السياسية والاجتماعية، وتعتمد على الأدب والشعر والفنون كوسيلة لتحقيق أغراض وأهداف الـحزب، وكان للنساء أدواراً عظيمة في تلك التنظيمات الـحزبية.
على سبيل المثال لا الـحصر، كلنا نعلم ما كانت عليه النساء من الاحـترام عند الرجال، والإجلال الذي كان يقارب العبادة لسمو مراكزهن الأدبية، ففضلاً عن أنـهن كن قدوة في العفة، والاهتمام بشؤون بيوتـهن، كن يـمثلن للناظر في هدوهن ووقارهن عقيلات الرومانيات، أو نساء الغرب اليوم.
النساء كن يتقاطرن إلى المساجد ليسمعن خطب الـخلفاء والعلماء، ويتـعلمن الفقه والتفسيـر، ولم يقتصرن فقط على قواعد الشريعة، والأحاديث النبوية، بل رغبن في توسيع معارفهن فدرسن الشعر وفنون الأدب ، وبرعن في ذلك حتى صرن ينظمن الشعر، ويـخطبن الـخطب مثل أعظم الشعراء والـخطباء.
وقد جـعلت الممتازات منهن بـمعارفهن كسكينة بيوتـهن مراكز للأحزاب، حيث يـجتمع فيها الشعراء والعلماء، رجالاً ونساءً، ويـحيين مـجالسهن بـمناشدة الأشـعار والمباحثات العلمية والسياسية.
 مـما تقدم نستدل على أن المراكز الـحزبية المـختلطة ، كان الرجال والنساء ينتابونـها غيـر أنـها كانت تدعى بأسـماء النساء لأنـهن  قد أنشأنـها في بيوتـهن ودعين أهل الفضل للاشتراك معهن في المـجالس التي كان يتساوى فيها الرجل والمرأة، الرفيع والوضيع.
وكانت الغاية من تلك الاجتماعات بالإضافة إلى نشر راية العلم وتعزيز لغة الأعراب، استـعادة أدواراً سياسية انـتزعت منهم بالقتل والدسائس والفتن والـحروب.
وقد انـحطت منـزلة الأحزاب من ذلك الـحين، وأصبحت لا أثر لـها تذكر حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث وافانا الاستـعمار الغربي بأحزاب تابعة له لبث مبادئه في ديارنا العربية.  
في أوائل القرن العشرين ذهب بعض مفكري الغرب وساستـهم إلى أن الأحزاب المنظمة بين شعوب العالم العربي مستـصعبة ، لا بل مستـحيلة نظراً للتناقض السائد بين بقايا الأقوام التي سكنـته، والاختلاف المنتشر بين أديانـهم وعقائدهم الثقافية والاجتماعية.  
وقد تبع أولئك المفكرين والسياسيين نفرٌ من أولياء الأمر في داخل عالمنا العربي، وخارجه، وأيدوا مذهبهم توصلاً إلى بعض مآرب لا تتم لـهم إلا بتأييد الـخلاف، وبقاء الشعوب على ما هي عليه من الفوضى الفكرية، والبلبلة السياسية والاجتماعية، وقد أرادوا بذلك أن ينكروا على عالمنا كل قابلية للنظام، وكل استـعداد للوحدة والتقدم والإصلاح، ناسين ما للشعوب الـحيّة من التأثيـر، وفعلها في تنظيم القوى المتفرقة لإزالة كل خلاف وشقاق متى أرادت أن تـتـحرر.
كلنا نعترف بتأخر أحزابنا التونسية بالنسبة لباقي الأحزاب في الدول المتمدنة،  خاصة تلك التي تنفرد بـحصر نشاطها ضمن الاتـجاه الديني الواحد، أو القومي العربي، أو الأمـمي، وتلك التي جلّ غايتها إقامة المهرجانات الـخطابية وحشد الـجماهيـر لتقوم بـما عليها من واجبات الطاعة نـحو السلطة الـحاكمة طمعاً باكتساب النفوذ.
 وكلنا نتنصل من تبعة الأحزاب الـحاكمة التي تتـعدى على الناس، وتسلب حقوقهم ، وتستولي على الثروات الطبيعية معتقدة أنـها بـهذا العمل لا تؤثر شيئاً في عمران البلاد.
إنـما نعلم تـمام العلم أن تونس بـحاجة ماسة إلى أحزاب نـهضوية متـعددة تسعى في رفع الـحواجز الدينية، الاجتماعية، الاقتصادية والفكرية من بين جـميع فئات الشعب وتقنعهم أن نـهضة بلادهم لا تقوم إلا بالاتـحاد في جبهة عربية واحدة تعمل على أن مصلحة تونس فوق كل المصالـح. كما عليها أن تـحدث انقلابات في العقول والقلوب والسواعد من أجل تـجديد شباب بلادنا، وإحياء معالم تاريـخنا المضيئة.
وأجيال تونس الناهضة تفهم أن ناموس الأشياء في التنظيمات الـحزبية تبتدئ صغيـرة وتنتهي عظيمة خطيـرة إذا بذلت في تقدمها وإنـمائـها ما تـحتاج إليه من الـجهد المتواصل، ومن ضبط حال قوانينها بدقة واهتمام من مدبري شؤونـها.
هنا، أريد أن لا أبـخس بعض الأحزاب المعاصرة في تونس حقها في التنـظيم والإصلاح والتقدم، إنـما هذه الأحزاب نادرة، والنادر لا يقاس عليه، ولكن لا بأس أن نذكر أن أفضل برهان على أن الروح التي بثتـها تلك الأحزاب النادرة قد أصابت مرتعاً في جسم بلادنا، وأحيته حياة جديدة أمنت معه خطر الموت الذي كان يـهدد البلاد .
وقد جاء اليوم الذي سيـعلم به شعبنا الأبي أن الأحزاب المنـظمة هي حاجته الأولى، وبـها سعادتـه ومـجد مستـقبله، وسيفقه معنى الغاية التي وجدت لأجلها الأحزاب، وسوف يسرع بالانتماء إليها اغتناماً للراحة والسلام اللذين فقدهما زمناً طويلاً في فوضى وتـخلف  » المـجاهد الأكبـر »  واستبداد الطاغية بن علي  » زين الـهاربين ».  


من مقاصد انتفاضة الشعب التونسي


عبد الرّؤوف  شويخة   قد أظهر الشعب التونسي التهور والشجاعة لم يسبق لها مثيل منذ الاستقلال لتغطية حريتها وكرامتها ضد نظام استبدادي و فاسد إلى غاية الفساد. وقد هرعت أحداث الأيام الأخيرة بصفة سريعة إلى حد أن كثير من محللي السياسة و المختصين من الصحفيين فجوا فجوة بحتة. قد أظهر الشّعب التّونسي من الجرأة و الشجاعة ما لم يسبق لهما مثيل منذ الاستقلال لاستعادة حرّيّته و كرامته ضدّ نظام استبداديّ فاسد كلّ الفساد. و لقد تسارعت أحداث الأيّام الأخيرة بصفة جعلت محللي السياسة و المختصين من الصّحفيّين يفاجئون بالنّسق الّذي اتّخذته مجريات الأحداث.   والسؤال الذي يطرح نفسه هل انتهت حقا 55 عاما من الديكتاتورية و من انتهاك الحريات؟ من الصّعب الرّدّ بصفة إيجابية عن هذا السّؤال لأنّه يجب أوّلا تعديل الدّستور التّونسي تعديلا شاملا أو تعويضه بدستور جديد وكذلك ضمان شفافيّة الانتخابات و عدم تكرار أخطاء الماضي. . و ينبغي أن يساهم  لتسوية هذه الأمور كل الأطراف المعنية للشعب و ليس اللجان الخبراء فقط.      خلال بضع أيّام فقط أثبت الشّعب التّونسي قدرته على المثابرة و تحمّل مسؤوليّة مصيره. فقد استطاع بتضحية شبابه المتعطّش للحرّيّة و بدماء شهدائه التّخلّص من طاغية. و أظهر محمّد البوعزيزي لم  ضحّى بحياته أنّ الظّلم و التّعسّف و الاستبداد مآلهم إلا الزّوال. فهل كان هذا الشّابّ يتوقّع أنّ هذا النّظام الّذي عانت منه العديد من الفئات المهمّشة كان سينهار بهذه السّرعة الهائلة كبيت من ورق!   لقد كتب هذا الشّعب صفحة من أجمل صفحات تاريخه. و اظهر مرة أخري  قدرا من الشّجاعة و النّضج شرّفت بلادنا الّتي أهينت خلال سنوات من الدّكتاتوريّة. و قد عرف تاريخيّا هذا الشّعب بكرمه و بتسامحه العميق و بأفكاره المنفتحة و تفوّقه في العديد من الميادين الثّقافيّة و الأدبيّة و العلميّة…   و الأمثلة على ذلك كثيرة:
·ألغيت العبوديّة في تونس يوم 23 يناير 1846 من قبل أحمد باي في حين لم يتمّ إلغاؤها نهائيّا إلاّ سنة 1848 في فرنسا و سنة 1865 في الولايات المتّحدة الأمريكيّة ·في سنة 1861 تمّ اعتماد الدّستور الّذي ضمن الحرّيّة الدّينيّة و المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون و الضّرائب )المادّتين رقم 2 و (3 دون تمييز على أساس الجنسيّة أو الدّين أو العرق )المادّة رقم( 1                                                                                        ·  محمد الخضر حسين و هو أصيل مدينة نفطه بالجنوب التّونسي شغل منصب شيخ الأزهر المرموق بين 1952 و 1954 ·في سنة 1936 تخرّج أوّل طبيبة امرأة في العالم العربي و هي توحيدة ابن الشّيخ ابنة أخت الطّاهر بن عمّار الّذي وقّع البروتوكولات من أجل الاستقلال                                       ·وبرز العدد الأول من صحيفة الرائد التونسي بتاريخ 22 جويلية 1860 وهي من أول المجلات السياسية والثقافية التي أنشرت في العالم الإسلامي  و قد منع إصدارها من طرف الاستعمار الفرنسي من 1881 إلي 1885. · كما ساهمت العديد من الشّخصيّات البارزة مثل خير الدّين التّونسي و سالم أبو حاجب و عبد العزيز الثّعالبي و أبو القاسم ألشابي و غيرهم في انتشار الإشعاع الثّقافي لتونس و إثبات القدرات الإبداعيّة للتّونسيّين.   نقطة تحول تاريخية: يعيش الشّعب التّونسي إذن لحظات حاسمة في تاريخه فمستقبل ديمقراطيّتنا الوليدة يبنى اليوم في الشّارع و في النوادي و في الجامعات …و في ظلّ هذا الحماس العامّ و الغوغائيّة يجب أن نكون يقظين و واقعيّين في جو من الاحترام المتبادل.   هذه المرّة قرّر الشّعب أنّه يريد تغييرا حقيقيا و ليس مجرّد تعديلات أو توقيعات. و لقد أرسل إلينا العديد من الإشارات. رسالته واضحة لا لبس فيها:      * نحن لا نريد سلطة المركزية أو سلطوية في قبضة شخص واحد.      * نحن نرفض قبضة حزب حاكم على جهاز الدولة      * نريد ممثلين حقيقيين منتخبين على رأس الدولة والهيئات الحاكمة.      * نحن نريد الشفافية الكاملة في الانتخابات وفي اتخاذ القرارات.      * يجب أن نكافح و نعاقب جميع أشكال الفساد.      * ونطلب إجراءات جنائية ضد الفاسدين.   لتحقيق هذه الأهداف والتطلعات فمن المستحسن:      * تجنّب النّزعات الاستبداديّة الّتي تمثّل بدايات دكتاتوريّة قمعيّة و ذلك من خلال إيجاد معارضة تكون بمثابة قوّة ردع و توازن.      * تبنّي معارضة حقيقيّة لا صوريّة يمكن استغلالها من قبل السّلطة المركزيّة      * الشّروع في تنقيحات عاجلة للدّستور من أجل: 1) تحديد مجال صلاحيّات الرّئيس حتّى يكون مسؤولا أمام الشّعب و أمام ممثّلي الشّعب داخل البرلمان 2) الفصل بين السّلطات التّشريعيّة و التّنفيذيّة و القضائيّة حتّى يتمّ إنشاء رقابة صارمة .   كيفيّة تجنّب الوقوع في أخطاء الماضي! و من الأجدر أن ننظر نظرة متفحّصة في الماضي و في تطوّرات الأحداث لكي نتجنّب الوقوع من جديد في هذه الأخطاء. يجب علينا « الاستفادة من رماد الزّمان القديم لإحياء شعلة المستقبل » كما قال جان جوريس.  ومن المهمّ لتحديث ذاكرتنا أن نعود إلى الفترة الّتي سبقت عهد الحبيب بورقيبة.    بعد إعلان استقلال تونس يوم 20 مارس 1956 عمّت الشّعب التّونسي البهجة و الفرحة بعد أن نجح في استرجاع حرّيّته و عزّته و كرامته. و انتخب المجلس التّأسيسي بصفة ديمقراطيّة بحتة. رغم أنّ الاجتماع ضمّ داخله ممثّلين عن كلّ الحساسيّات النّقابيّة و السّياسيّة و الفكرية إلاّ أنّ حزب التّحرير « الدّستوري » فاز بجميع المقاعد. و كانت من مهامّ هذا المجلس العمل على وضع دستور عصري يرتقي لتطلّعات الشّعب. كانت المناقشات عاطفيّة تارة و ساخنة تارة أخرى و لكن سادها عموما جوّ جدّيّ و أخويّ. و لكن عند بداية النّقاش أراد بورقيبة أن يركّز الخطاب بشكل رئيسيّ على طبيعة النّظام الملكي و استنكاره الشّديد لهذا النّظام.   و من ضمن قرارات المجلس التي نعتز بها هو إصدار قانون الأحوال الشخصية، الذي الّتي أعطي للمرأة العديد من الحقوق. فقد كانت بمثابة الثّورة في العالمين العربي والإسلامي. و من الجدير بالذّكر أنّ قضيّة تحرير المرأة كانت قد طُرِحت عند خير الدّين التّونسي في كتابه  « أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك »  و الّذي قام بتطويره الطّاهر الحدّاد في ما بعد. و لكن في 30 مايو 1956 صوّت المجلس التّأسيسي بإلغاء امتيازات العائلة المالكة. و قد كان لمين باي في قصره بالمرسى و لم يساهم في اتّخاذ القرارات المصيريّة بالبلاد. فحكمه أصبح صوريّا. و في زيارة رسميّة إلى تونس في فبراير 1957 صُدِم عبد العزيز بن سعود عاهل المملكة العربيّة السّعوديّة من الطّريقة الّتي كان يُعامل بها نظيره التّونسي. و كان الحبيب بورقيبة يتصرّف كرئيس حقيقي للبلاد بعدما تم تعيينه وزيرا من قبل … الباي   
كيف نشأت الدّكتاتوريّة في تونس؟ في يوم 25 يوليو 1957 في قاعة العرش بقصر باردو و أمام جمهور موالي لبورقيبة ، ندّد هذا الأخير طيلة ساعتين بالعائلة الحاكمة و اتّهمهم « بالخسّة » و « بالخيانة ». و أنكر بالخصوص مساهمة الحسينيّين في الكفاح الوطني كالمنصف باي الّذي اعتقلته سلطات الاستعمار في المنفي.    و أنهى خطابه بهذه الكلمات:  » إنّ الشّعب التّونسي قد بلغ من النّضج ما يمكّنه من إدارة شؤونه بنفسه. أعرف المودّة الّتي يكنّها لي هذا الشّعب. اعتقد البعض أنّني أستطيع تقرير مصيرهم. و لكن احترامي للشّعب التّونسي يجعلني لا أقبل له سيّد و الخيار الوحيد هو خيار الجمهوريّة. » هذا الكلام يتناقض تناقضا واضحا مع نفيه التّطلّع للسّلطة و عدم احترامه للشّعب التّونسي. في الواقع كان يحبّ أن يقارن نفسه بماسينيسا الذي عاش قبل الميلاد و الذي فشل في توحيد القبائل البربرية. في يوم 25 يوليو 1957 كانت درجات الحرارة مرتفعة جدّا في تونس العاصمة. استغلّ بورقيبة فرصة غياب عدد من أعضاء المجلس و حضور الموالين له حتّى يلقي خطابا ملتهبا ضدّ دولة البايات. على إثر هذا الخطاب تمّ التّصويت بصفة متسرّعة على النّقاط التّالية:      * إزالة النظام الملكي      * إعلان بالجمهورية      * « انتخاب » بورقيبة كرئيس « موقت » لهذه الجمهورية   هكذا وُلد نظام استبدادي في تونس و أصبح الحكم تحت سلطة رجل واحد يتبوّأ حيث يشاء. هذه السّلطة جنحت بسرعة نحو الدّكتاتوريّة مع جميع انعكاساتها الطّبيعيّة : عبادة الشّخصيّة، القمع، الفساد، الظّلم …بهذه الطّريقة سُرِقت ثمرة انتصار التّونسيّين بعد كفاحهم و نضالهم من أجل الاستقلال والكرامة.  فتلاشت بسرعة آمال و أحلام و حماس هذا الشّعب. الاستقلال. بعد هذا التّصويت أصبح الباي مواطن عادي. و على الفور تمّ القبض عليه و على أقاربه ثمّ وُضِعوا قيد الإقامة الجبريّة في منّوبة. في أغسطس 1957 تمّت مصادرة ممتلكات عائلته من قبل الدّولة. و غرقت العائلة الحسينيّة في غياهب النّسيان، و للكثير منهم في الفقر. و أصبحت زوجة الباي معوقة بسبب سوء المعاملة و التّعذيب. هذه هي الطّريقة أللإنسانية و القاسية الّتي عوملت بها شخصيّات عريقة يعود سجلّهم التّاريخي في بلادنا إلى قبل 250 سنة. و في وقت لاحق تمّت أيضا محاربة المعارضين. هذه هي ولادة النّظام المستبد والقمعي الّذي تمّ بناؤه تدريجيّا و الّذي سيستمرّ طيلة   55 سنة. و بدأت السّنوات الأولى من عهد بورقيبة بمقاومة المعارضين و خاصّة بتصفية حركة صالح بن يوسف و أنصاره.فانتشر في شوارع العاصمة و في المدن الأخرى عشرات أو مئات القتلى. و انتهت هذه المرحلة بقتل زعيمهم صالح بن يوسف في  12 أغسطس 1961 ربما  بالتّعاون مع تواطئ السّلطات الفرنسيّة أو الألمانيّة.
كيف كان ينظر الحبيب بورقيبة إلى الشّعب التّونسي؟
يقول الحبيب بورقيبة : »إنّه لم يكن لديهم ( أي التّونسيّين ) المهارات اللاّزمة لفهم أمور الدّولة، و لا حتّى لفهم كيف يختارون الرّجال القادرة على الوفاء بمهمّتهم. » إذا سقط القناع! بعد أن أظهر الشّعب التّونسي بسالته و قدرته على الدّفاع عن كرامته بشجاعة ضدّ المستعمر الفرنسي، أصبح محتقرا و مهانا من قبل « المجاهد الأكبر ». عملية قمع اليوسفيين و كان النّزاع الّذي وقع بين الحبيب بورقيبة و صالح بن يوسف نزاعا بالغ الأهمّيّة لفهم أعمق لهذه المرحلة من تاريخ تونس و لجميع العواقب الّتي تلت بعد ذلك: اغتيالات، محاكمات سياسيّة، رقابة، تعذيب، … . وفي كتابهما « le syndrome autoritaire » V. Geisser et M. Camau, الّذي تناول السّياسة التّونسيّة من عهد بورقيبة إلى عهد بن علي استخدما مصطلح « مؤسّس الجريمة »مشيرا إلى اغتيال صالح بن يوسف على أيدي رجال بورقيبة.   نذكر في هذا السّياق ما ورد في كتاب عمر الخليفي ( صفحة 140 و ما يليها من كتاب « اغتيال صالح بن يوسف « : »الاختطاف من قبل المليشيات، انتشار اللّجان ، قيل لجان اليقظة، يعيثون فسادا في وضح النّهار تحت ذريعة دعم عمل الشّرطة…هذه الانتهاكات الخطيرة الّتي تقوم بها الأمانة العامّة لصالح بن يوسف و حزب الدّستور الجديد للحبيب بورقيبة في فجر تحرير وطنهم. (…) عشرات القتلى و عدد كبير من الجرحى ، هجمات يوميّة ضدّ مكاتب الحركتين المتعاديتين . النّاشطون اليوسفيّون يتعرّضون للتّعذيب في سجون خاصّة غير قانونيّة ، كالّتي كانت في بني خلاّد و الّتي أنشأها عمر شاشيّة » الّذي أصبح في وقت لاحق مفوّض حكومي لدى المحكمة العليا. في فترة تولّي الطّيّب المهيري مهامّ وزارة الدّاخليّة بين 1956 إلى 1965 شهدت تونس مرحلة من أشدّ المراحل سوادا في تاريخها:حملة بورقيبة على خصومه، انتشار التّعذيب و القتل … تشير نورا البرسالي في كتابها « مؤامرة ديسمبر 1962 : هل كان  يجب قتلهم ؟ » إلى ظروف احتجاز اليوسفيين في السّجون التّونسيّة و تنقل عن أحد المساجين قوله: « على مدى أكثر من سبع سنوات،  كنّا نعيش في الظّلام ليلا و نهارا. تنقل لنا نورا البرسالي قصّة أخرى : » عز الدّين عزّوز نفسه الذي اعتقل من دون محاكمة يسرد : » ( قصّة احتجازه من قبل أجهزة أمن الدّولة في روايته « التّاريخ لا يغفر، تونس 1938  1969 (إصدارات دار أشرف ، 1988″أيقظتني صرخات الأ لم الم برح من الغرف المحيطة. أدركت بسرعة أنّ الاستجواب اللّيلي قد بدأ… لا تستطيع الكلمات وصف ماسمعته في تلك اللّيلة: التّعذيب، أنين و صراخ الأ لم، ألفاظ و صراخ لاإنساني، صوت استعمال السّوط، الخنق بالم اء، الحرق بالسّجائر، الصّعق بالكهرباء، التّعذيب بالقمامة … لم أستطع أن أصدّق ما أسمع و لا أن أتخيّل أنّي أعيش في القرن العشرين ، في تونس الحديثة و ا  لمستقلّة برئاسة بورقيبة. »و قد زارهم بعض السّياسيّين منهم الطّيّب المهيري ، الباجي قائد السّبسي،محمّد فرحات ، الهادي البكّوش، الطّاهر بلخوجة و فؤاد المبزّع الّذي كان محافظ بنزرت في ذلك الوقت و الرّئيس الحالي للدّولة في الحكومة الانتقاليّة …   في كتابه  » اغتيال صالح بن يوسف » يقول عمر الخليفي عن الطيب المهيري : »حسب بعض المصادر المنشورة يبدو  بأن الشخصيات البارزة في اغتيال بن يوسف هم بورقيبة نفسه، وزوجته وسيلة، ومحمد المصمودي، وحسن بالخوجة و الطيب المهيري والذي لا مفر منه البشير زرق اللعيون « . بورقيبة كان يفتخر بنفسه و صرّح علنا في خطاب تلفزيوني عن تفاصيل تنفيذ تصفية صالح بن يوسف و أنّه قام بتوسيم القتلة الّذين كانوا على « حقّ » حسب قوله.   وفي عام 1965 وصف أيضا نور الدّين بن خضر الظّروف الغير إنسانيّة الّتي تلقّاها في السّجن بعد اتّصاله مع المجموعة الضّحيّة و مع اليسار المتطرف في تونس: »وجدنا في السّجن تونس كما كانت في القرون الوسطى: أقبية، الزّي الرّسمي، القيام باحتياجاتنا الطّبيعيّة على الأرض مباشرة. كان هناك عدد من السّجناء العمي قابعين في غرف تحت الأرض منذ بدء الحملة ضدّ الانقلاب سنة 1962 . كما تمّ حرماننا لشهور من الحقوق الأساسيّة مثل زيارة الأقارب و المطالعة و المراسلات مماّ دفعنا إلى الإضراب عن الطّعام لاسترجاع احترام و حقوق المساجين « .  لقد عاني جميع المعارضين (سواء كانوا سياسيين أو نقابيين) من هذه الفظائع. هذه المعاملة السّيّئة ضدّ المعارضة بلغت ذروتها ضدّ الإسلاميّين حيث مات العشرات منهم تحت التّعذيب منذ الثّمانينات. تفاصيل فنون التّعذيب المذكورة أعلاه تعطينا نظرة بعيدة و عامّة عمّا كان يجري حقيقة على أرض الواقع. و إثر انقلاب 7 نوفمبر 1987 و بعد فترة قصيرة أوهم فيها الشّعب بأنّها فترة انتقاليّة نحو مستقبل أفضل تسوده الدّيمقراطيّة و التّعدّديّة الحقيقيّة، تمّ تعزيز النّظام البوليسي و الاستبدادي من طرف زين العابدين بن علي مع جميع التّجاوزات المعروفة في جوّ من الفساد شمل جميع المجالات.   نحن الآن بحاجّة ماسّة إلى وضع حدّ لكلّ هذه التّجاوزات و لطيّ تلك الصفحات القاتمة الّتي أغرقتنا في ظلمتها طيلة 55 سنة من تاريخ تونس العزيزة و الغالية.  يجب العودة مثلا إلى روح دستور 1861 و يجب تظافر الجهود من أجل بناء تونس جديدة تضمن ضمانا كاملا حرّيّة التّعبير لجميع التّيّارات بغضّ النّظر عن انتماء اتهم السّياسيّة و الفكرية و الاجتماعيّة.  فعلينا أن نحيي تراثنا العلمي والثقافي و أن نراجع مبادي حضارتنا التي خلدت تونس و جعلتها مرموقة أمام كثير من دول العالم   


اعترافات عن وضع المكتبة الوطنية


إنّ التوضيح الذي أتى به سفيان علوي، حافظ المكتبات غير المرسم ردا على ما أردناه في تونس نيوز يوم الخامس من فيفري 2011 يؤكد ما ذهبنا إليه في تقييم ما يجري في دار الكتب الوطنية. وإن أردا الدفاع عن النقابة فهذا شأنه لأنه يريد الحصول مستقبلا على مساندتهم عندما يريد مثل غيره أن يتقدم بملفه للترسيم. وفي نفس الوقت يلقي بالورود للمديرة ألفة يوسف التي اعتبرها أنها ردت الاعتبار إلى العمل النقابي، وذلك حتى لا تقرر وضع ملفه في سلة المهلات. هذا أمر شرعي من قبل سفيان العلوي، ولكن لم يوضح كيف أعادت ألفة يوسف الاعتبار للنقابة. هل بمنحهم مكاتب ودرجات وظيفية لا يستحقونها لا من حيث الشهادات العلمية ولا من حيث الخبرة؟ وأي منتدى فكري المسمى بمنتدى « الحوار » الذي بعثت به لتشريك النخبة الثقافية؟ ألم يتساءل سفيان العلوي عن غايات هذا المنتدى؟ ومن المشرف عليه؟ لعلم سفيان العلوي، أنذ هذا المشرف، الذي يتقاضى معلوما ماليا على حساب ميزانية المكتبة، هو عفيف البوني، أحد قدماء البعثيين الذي تلون على كل لون والذي باع كل أسرار حزبه لمحمد علي القنزوعي، أما المشاركون أو المحتفى بهم فصديقتيها في الفسق رجاء بن سلامة وأمال قرامي، وأستاذها عبد المجيد الشرقي. لقد كانت تريد من خلال هذه اللقاءات تلميع صورتهم، وذلك بدعوة الصحافيين لتغطية هذه المنابر، حتى يجدون حظوة لدى لوليتا االطرابلسي.
لقد أقر سفيان في رده بأن ألفة يوسف همشت الإطارات اعتمدت على من دونهم كفاءة، مثل سائقها الخاص شمس الدين والمصور ماهر، والتي تختلي بهما لساعات طويلة في مكتبها، محجمة عن إدارة شؤون المكتبة. كما اعترف أيضا « بضعف خبرتها الفنية التوثيقية وضعف اتصالها الدوري المباشر بالمصلح الفنية »، مما « أوجد مناخا سلبيا من اللامبالاة ومن تداخل الصلاحيات ».
لكن الأمور التي لا يعرف سفيان العلوي، والخطيرة بمكان، هو لماذا وقع تعيين ألفة يوسف على رأس دار الكتب الوطنية، وهي الصبية الصغيرة التي تتباهى بأنها مدللة التجمع ومسنودة من قبل مجموعة éبسمة » والسيدة العقربي وبالأخص لوليتا الطرابلسي الكبرى، إلى درجة أنها أصبحت في الأوساط الثقافية تدعى بلوليتا الصغرى. بل ذهب بها المر إلى إفشاء أسرار إدارية في الفيس بوك متحدية بذلك الوزير الأسبق معبرة عن نيتها تقديم الاستقالة. كان ذلك في ديسمبر الماضي. ولكن يظهر أن لوليتا الكبرى عقلتها، لأن الحجامة وضعتها على رأس المكتبة الوطنية لنهب المخطوطات، وقد اكتشف البعض منها، والحال أننا نعرف أن المكتبة الوطنية التي هي ذاكرة الوطن وقلعة من قلاع العلم والمعرفة لا يعين عليها إلا المشهود لهم بالمعرفة والإضافة الفكرية. فبعد أن عرفت المكتبة على رأسها كبار المؤرخين، مثل عثمان الكعاك وعز الدين بشاوش والمفكرين عز الدين قلوز وغيرهم، تأتي الصبية المستهترة لوليتا الصغرى، التي يعترف لها سفيان العلوي بعدم الكفاءة والتي لم تساهم في الحقل الثقافي إلا بحيرة تشرع فيها للواط والسحاق متبجحة بذلك في الفايس بوك. وهذا ما يجعلنا نتساءل عما يجمع أستاذة بحجامة سوى العهر المبرح والفسق والفساد.
ملاحظة أخرى في شأن ألفة يوسف، وهي أنها منذ أن استحوذ صخر الماطري على جريدة « الصباح » دأبت لوليتا الصغرى على الكتابة باستمرار في هذه الجريدة. ولكن منذ 14 جانفي 2011 انقطعت عن الكتابة
والأخطر من ذلك أقدمت في هذه المرحلة العصيبة على غلق أبواب المكتبة، لأنّ العملة والموظفين أرادوا لفت الانتباه إلى أوضاعهم المتردية، مساهمة بذلك عن قصد في الثورة المضادة لحساب التجمع والسيدة العقربي وصخر الماطري والحجامة لوليتا الكبرى، وذلك بغية إرباك مسار الثورة وإشاعة الفوضى، وهو أمر يحاسب عليه سياسيا.   شكيب بن ميلاد             


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 06 ربيع الأول 1432 الموافق ل 11 فيفري 2011

تهنئة الشعب المصري الشقيق


على إثر سقوط رمز الاستبداد في مصر ونجاح الشعب الشقيق في تحقيق ثورته، تتقدم منظمة حرية وإنصاف بأحر التهاني وأخلص التباريك للشعب المصري الشقيق الذي تمسك بمطلبه وناضل من أجله، كما تترحم على أرواح شهداء الحرية والانعتاق وتدعو للجرحى بالشفاء العاجل وللمعتقلين بمعانقة الحرية مجددا.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


 بسم الله الرحمان الرحيم  بيان


إن حركة النهضة بتونس تهنئ الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية وكافة الأحرار في العالم بنجاح ثورة مصر العظيمة وتترحم على كافة الشهداء الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الحرية والانعتاق من الاستبداد و الفساد. فقد جاء سقوط هذا النظام ثمرة لنضالات خاضها الشعب المصري بكافة قوّاه بحثا عن الكرامة والعدالة والحرية التي صادرها نظام الحكم الفردي والحزب الواحد. وتثمّن بصفة خاصة دور الشباب وما عبر عنه الشعب بصفة عامة من تضامن وتماسك كما تنوّه بدور الجيش المصري في حماية الثورة ومساعدة الشعب في تحقيق طموحاته و تجسيد سيادته و اختيار من يحكمه بكل حرية.
وتدعو حركة النهضة قوى الشعب المصري إلى مزيد التضامن ومواصلة النضال لحماية مكاسب الثورة وترجمة شعاراتها الإنسانية في العدل و الحرية و دولة القانون. كما تدعو جماهير الشعب المصري إلى مواصلة الثورة حتى تستعيد مصر مكانتها الريادية في قيادة المنطقة العربية في خوض قضايا الوحدة وتحرير فلسطين وطرد السفارة الإسرائيلية من مصر وتطهير الأراضي العربية من الاستبداد والفساد ودعم قضايا التحرر في العالم. عاشت الثورة في مصر عاشت الثورة في تونس
 11 فيفري 2011 حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي    


بسم الله الرحمان الرحيم
اللقاء الإصلاحي الديمقراطي تحيـــا مصر


ويتواصل المشوار الثوري وفعلها المصريون، سقط الطاغوت وارتفعت مصر، يوم من أيام الله الخالدة، إرادة شعب تتحقق، زحفت مصر بكل طوائفها، قالت للإستبداد لا، قالت للقهر لا، قالت نحن هنا، ثمانية عشر يوما وميدان التحرير بقاهرة المعز لم يفرغ، ملايين رفضت الخنوع والانسحاب، جيل جديد يتحرك ليكتب على ورق مقوى قصة نهاية عهد وسقوط طاغية وبداية مستقبل واعد على أكثر من باب. إن مصر اليوم وهي أم الدنيا، مجازا في الأمس وحقيقة يلمسها القريب والبعيد اليوم، تحمل مع تونس آمالا عريضة وبابا مفتوحا على مصراعيه لكل الشعوب العربية، إن السؤال الجميل الذي يفرض نفسه اليوم هو: من التالي. لقد أصبح يوم الجمعة كابوسا يرهبه الطغاة والمستبدون، أيام خالدة تتوالى على هذا الشعب العربي العظيم من محيطه إلى خليجه، شعوب أرادت في لحظة تاريخية الحياة فاستجاب لها القدر. إن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي وهو يتابع بكل فرح وإعجاب وتقدير هذه الثورة المباركة، فإنه : – ينحني إجلالا لأرواح شهداء الأمة الذين دفعوا بدمائهم الزكية من أجل استعادة كرامة الوطن. – يهنئ شعب مصر الكبير وشبابه الواعي على هذا اإنجاز الرائع الذي له ما بعده في مستوى التغييرات الداخلية والإقليمة والدولية. – يدعو الشعب المصري بكل فئاته من مسلمين وأقباط إلى التماسك والتضامن والتكاتف، فالوطن واحد والهم واحد والعدو واحد.  – ينبّه كل الأطراف من نخبة وعامة إلى الحذر من الالتفاف على ثورتهم ويدعوهم إلى التشبث بمطالبهم حتى لا يقع التفويت في دماء الشهداء بثمن بخس، فالاستبداد لا يزال رابضا بالباب تحميه مصالح وأجندات وأطماع داخلية وخارجية. إن كابوسا رهيبا قد رفع ولا شك عن شعب مصر، ونظاما بوليسيا قد هوى، ولكن تحديات اللحظة والمستقبل لا تزال قائمة، وإن ثقتنا في شباب مصر الحبيبة وأهلها الطيبون من كل الطوائف، يجعلنا نأمل بمستقبل واعد لمصر وللعالم العربي والإسلامي في ظل ديمقراطية سليمة وإطار من الحرية من أجل كرامة الإنسان مهما شرقت أو غربت سفينته. هنيئا لمصر مجددا، هنيئا لشعبها، هنيئا لتونس ففرحتها مضاعفة، هنيئا للأمة فقد بدأت خيوط عالميتها الثانية تنسج على نار هادئة.
اللقاء الإصلاحي الديمقراطي عن المكتب السياسي د.خالد الطراولي تونس 11 فبراير 2011  

الحزب الديمقراطي التقدّمي بــــــــــــــــلاغ حول انتصار الثورة المصرية  


حقق الشعب المصري اليوم 11 فيفري 2011 انتصارا تاريخيا عظيما سيكون له الأثر البالغ على مستقبل المصريين وكافة أقطار الأمة العربية. لقد أطلق الشعب المصري العظيم مسيرته من أجل الحرية والكرامة ودفع في سبيل ذلك الثمن باهظا حتى حمل الطاغية على التنحي والاستجابة لإرادة الشعب التي لا تقهر فحقق حلما راود المصريين عقودا طويلة عانوا فيها من ويلات الظلم والاستبداد والفساد المالي والسياسي. إنها صفحة جديدة من تاريخنا العربي ستضع الديمقراطية في قلب التطورات المستقبلية وتُعيد للشعوب السيادة والكرامة والعزة.
والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يهنئ الشعب المصري ويبارك ثورته العظيمة ويقف إجلالا لشهدائه الأبرار فإنه يعبر عن ثقته الكاملة في أن تتمكن مصر ثورة 1919 وثورة 23 يوليو ومصر العبور التاريخي في حرب رمضان من أن تجعل هذه الفترة الانتقالية جسرا لوضع أسس حكم مدني ديمقراطي يقوم على العدل والحرية وتكون فيه الكلمة الفصل للشعب. المجد لشهداء مصر، الأبواب والحرية للأمة العربية 11 فيفري 2011 الأمينة العامة مية الجريبي
 


بسمه تعالى


بمناسبة انتصار الثورة المجيدة للشعب المصري العظيم، تتقدم جمعية أهل البيت الثقافية تونس بأسمى آيات التهنئة و أرفع آيات التبريك للنصرالكبيرالذي حققه الشعب المسلم في مصر، بفضل ثباته ووحدة كلمته ودماء شهدائه الأبرار.
تحية إلى عوائل الشهداء والجرحى ومرّة أخرى ينتصرالدم على السيف، كما إنتصر في تونس الخضراء و يرتفع العلم المصري ليعانق العلم التونسي صارخا:
إذا الشعب يوما أراد الحياة  فلا بد أن يستجيب القدر عاشت مصر حرة مستقلة، العزة والمجد للشهداء، والخزي والعارللعملاء، جمعية أهل البيت الثقافية تونس السيد عماد الدين الحمروني  


مبارك يستقيل ويكلف الجيش بتولي السلطة والفرحة تعم شوارع مصر


2011-02-11 القاهرة – اعلن اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر التنحي و »كلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون لبلاد ». وقال سليمان في بيان مقتضب: « بسم الله الرحمن ايها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان ». لوح مئات الالوف من المحتجين المصريين بالاعلام وبكوا وهتفوا وعانقوا بعضهم البعض اليوم الجمعة لدى الاعلان عن تخلي الرئيس حسني مبارك عن رئاسة البلاد. وهتف المحتشدون في ميدان التحرير « الشعب اسقط النظام. » وقال الناشط المصري وائل غنيم بعد تنحي مبارك: « مبروك لمصر.. المجرم غادر القصر » (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 فيفري 2011)


مبارك يتنحّى عن الحكم ويكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة البلاد


بقلم :  همام سرحان – القاهرة أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المصري قبل قليل إعلان الرئيس حسني مبارك التنحي عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد . وقال سليمان في كلمة بثها التلفزيون المصري « في هذه الظروف العصيبة أعلن الرئيس تنحيه عن السلطة ». ويأتي قرار مبارك بالتنحي عن السلطة بعد 17 يوما من الاحتجاجات المليونية شهدتها القاهرة وعددا من المدن المصرية تطالبه بالرحيل و التنحي عن الحكم . وكانت مصادر رسمية قالت في وقت سابق إن مبارك غادر هو وعائلته من العاصمة القاهرة إلى شرم الشيخ لقضاء فترة نقاهه . وفور الإعلان عن سقوط نظام حسني مبارك تعالت أصوات المتظاهرين بعبارات النصر و  » ارحل ارحل  » وعمت الفرحة المحافظات المصرية . وكان الرئيس المصري اعلن مساء الخميس تفويض سلطاته الى نائبه عمر سليمان بعد ان طلب من مجلس الشعب اجراء تعديلات دستورية تستهدف خصوصا رفع القيود التعجيزية المفروضة على الترشح لرئاسة الجمهورية ووضع حد اقصي لمدة البقاء في الرئاسة. وخرجت حشود غير مسبوقة بعد الصلاة بعد ظهر الجمعة في معظم مدن مصر للمطالبة برحيل مبارك ونظامه معلنين ان تفويضه سلطات غير كاف. وفي محاولة لتهدئة الغضب الذي اثاره خطاب مبارك، اصدر الجيش المصري قبيل ظهر الجمعة بيانا اكد فيه انه « يضمن » الاصلاحات السياسية التي اعلنها مبارك، غير ان هذا البيان زاد المحتجين احباطا على احباط. وتشهد مصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي تظاهرات غير مسبوقة تطالب برحيل مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود. وسقط قرابة 300 قتيل عندما حاولت قوات الامن قمع التظاهرات في ايامها العشرة الاولى. ومنذ الثالث من فبراير الجاري، تتيح قوات الجيش المنتشرة في الشوارع للمحتجين التظاهر بشكل سلمي من دون تدخل. محاولة للإجابة عن سؤال محير وقبل ساعات من الإعلان عن تخليه عن الحكم، ظل المصريون والعرب والمراقبون في شتى أنحاء العالم يتساءلون في حيرة: لماذا يصر الرئيس المصري محمد حسني مبارك على التمسك بالسلطة، رافضًا التنحي عن الحكم، رغم مطالب المصريين له في الداخل والخارج بترك الحكم، ورغم ندءات حلفائه في الولايات المتحدة وأوروبا له بتسليم السلطة، وسط إصرار ملايين الشباب الذين أطلقوا الثورة في 25 يناير 2011، متخذين من ميدان التحرير نقطة ارتكاز لثورتهم التاريخية؟ وفي محاولة للتوصل إلى إجابة عن هذا السؤال – اللغز؛ التقت swissinfo.ch صباح الجمعة 11 فبراير 2011 في القاهرة (أي قبل فترة وجيزة من إعلان عمر سليمان عن تخلي مبارك عن الحكم) كلا من الخبير النفسي الدكتور محمد المهدي؛ أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، والدكتور مصطفى كامل السيد؛ أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ مدير مركز بحوث التنمية بالعالم الثالث، والدكتور محمد البلتاجي؛ العضو السابق بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، وعضو البرلمان الشعبي لائتلاف المعارضة، والكاتب الصحفي أسامة سرايا؛ رئيس تحرير صحيفة الأهرام، والخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أركان حرب دكتور زكريا حسين؛ الرئيس الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والدكتور عبد الله الأشعل؛ المساعد الأسبق لوزير الخارجية، والخبير في القانون الدولي… فكان هذا التحقيق الذي أصبح بعد لحظات من نشره جزءا من التاريخ المتحرك لمصر في هذه الأيام. لأنه.. عنيد ومتوحد مع الكرسي! في البداية؛ يقدم لنا الدكتور محمد المهدي قراءة تحليلية للسلوك النفسي لشخصية الرئيس مبارك؛ فيوضح أن « الرئيس لديه درجة عالية من العناد تلازمه طوال فترة حكمه، وقد ظهرت هذه الصفة في أقصى درجاتها اليوم بعدما توحد مع كرسي الحكم، لمدة ثلاثين عامًا، حتى أصبح جزءًا منه »؛ مشيرًا إلى أنه « لا يسمع إلا صوته، ولا يرى إلا رأيه، ويسير دومًا عكس إرادة الشعب، ويصدر من القرارات دومًا ما لا يرغب فيه الشعب ولا يتمناه؛ وذلك في كل القضايا الداخلية والخارجية ». ويقول المهدي؛ أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر؛ في تصريحات خاصة لـ » swissinfo.ch »: « فإذا ما انتظر الناس رحيل وزير ما، بعدما أذاقهم الويلات تمسك الرئيس به، معاندًا؛ حتى أنك لتجد عددًا كبيرًا من الوزراء والمسؤولين والوجوه المبغوضة شعبيًا قد عمّرت طويلا في فترة حكمه؛ فهذا وزير منذ عشر سنوات، وذاك منذ 15 سنة وذلك أمضى قرابة ربع قرن في منصبه، والأمثلة على ذلك كثيرة، فهذا صفوت الشريف (رئيس مجلس الشورى، والأمين العم السابق للحزب الحاكم)، وذاك حبيب العادلي (وزير الداخلية السابق)، وهذا فاروق حسني (وزير الثقافة السابق)، ….إلخ ».   ويضيف المهدي: « كما أنه يحتقر الشعب، ويتعالى عليه بشده، وينظر إليه على أنه قاصر، لايعرف مصلحته، وأنه الوحيد دون غيره الذي يعرف المصالح العليا للوطن، وهي سمات نفسية، وطباع شخصية نشأ عليها وترسخت بداخله، وعززتها ظروف الحياة المصرية، والعقلية القديمة التي كانت تميل إلى تأليه الحكام، ثم استقرت وتصلبت بشكل شديد »؛ معتبرًا أنه « يتعامل مع كرسي الحكم كوظيفة، ومن ثم فهو لا يرغب في تركها، ويتشبث بها لآخر لحظة، كما تساوره التساؤلات حول: ماذا بعد ترك الكرسي؟، أين سأذهب؟، وهل سيحاسبني الشعب؟، وأين سأعيش بعد ترك السلطة؟، …إلخ، فهو يرى أن كل ماكان يفخر به يطير في الهواء كالدخان، فكم ادعى أنه خدم الوطن، وها هو يسمع بأإذنه الشعب يصرخ مطالبًا أياه بالرحيل ».   ويختتم المهدي حديثه قائلا: « الرئيس اليوم في مرحلة حرجة من عمره؛ وهو يرى تاريخه كله يحترق أمام عينيه، ويشعر بهذ الكم الكبير من الكراهية، وربما يشعر الرئيس اليوم أن نجله (جمال) وأصدقاءه وبطانته قد ورطوه في موقف لا يحسد عليه، خاصة وأنه قائد عسكري من الصعب عليه أن يعترف بالهزيمة، ومن ثم فهو يريد أن يستبقي شيئًا يحفظ به تواجده؛ ويريد أن يرسل رسالة للداخل والخارج بأنه يرتب البيت من الداخل؛ فيعدل بعض مواد الدستور، وينفذ أحكام القضاء بشأن بطلان عضوية بعض النواب، ويصدر القرارات لمحاسبة الفاسدين، حتى وهو مهزوم يرى أنه ما زال القائد المسيطر على الأمور، وهو وهم كبير »؛ مؤكدا أنه « لا يفعل ذلك حبا في الوطن، وإنما حبا لذاته، ونرجسيته المتضخمة »؛ ومعتبرًا أن « هذه التركيبة النفسية هي ما تفسر تشبثه بالسلطة وتمسكه بالكرسي حتى آخر نفس، ومن ثم لا بد من إبعاده لأنه لن يبتعد من تلقاء نفسه ». لأنه.. ليس رجل سياسة!! متفقًا مع الملامح النفسية التي رسمها المهدي؛ يرى الدكتور مصطفى كامل السيد أن: « الرئيس مبارك متشبث بالسلطة لأنه في الأصل ضابط طيار، فهو رجل عسكري يعتبر أن المواجهة مع الشعب هي معركة حربية، ومن ثم فإنه لا يريد أن ينسحب من المعركة مهزومًا، وهذا يعود إلى تركيبته النفسية الخاصة كرجل عسكري »؛ مشيرًا إلى أن « الأمر كان سيختلف لو كان مبارك رجلا سياسيًا؛ لأن الرجل السياسي دبلوماسي بطبعه، يؤمن بالحوار والتفاوض، ولا يرى حرجًا أن يقدم بعض التنازلات خلال التفاوض ».   ويقول السيد؛ أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ في تصريحات خاصة لـ » swissinfo.ch »: « شخصية الرئيس مبارك تؤكد أنه يحتفظ بردود فعل العسكريين، وهو مغرم بالمفاجأة، يحتفظ بقراراته بعيدًا عن الآخرين، ودائما لا يبادر وإنم ينتظر اللحظة الأخيرة، وقراراته ردود أفعال، كما أن خبرتنا به طوال الثلاثين عامًا أنه لا يتشاور مع أحد، وإنما يأخذ قراراته بنفسه »؛ معتبرًا أن « الرئيس له تصور عما يعتبره سيادة وطنية، ومن ثم فهو يرى أن قبول طلب الخارج بالتنحي عن السلطة نوع من التنازل عن السيادة الوطنية!، رغم أن مطالب الخارج هذه المرة جاءت متوافقة مع مطالب الملايين من أبناء الشعب الذين يصرون منذ 17 يومًا على تنحي الرئيس عن منصبه ».   ويضيف السيد الذي يشغل منصب مدير مركز بحوث التنمية بالعالم الثالث أن « الرئيس مبارك يتصور أن لعبه على الجانب العاطفي للشعب المصري سيصرف غالبية الشعب عما يطالب به الثوار المتظاهرون في ميدان التحرير، بعدما يستدر عطفهم ببعض العبارات الجياشة؛ لكنني لا أعتقد ان الوقت ليس في صالح الرئيس؛ لأنه كلما طال الوقت كلما زادت الضغوط، وتنوعت الأساليب، خاصة بعدما شعر المتظاهرون أنهم يحققون في كل يوم نصرًا جديدًا؛ ولهذا أستطيع أن أؤكد لكم أن العلامة النهائية ستكون رحيل مبارك عن السلطة إلى الأبد »؛ متوقعًا أن « المواجهة ستستمر؛ والضغوط ستتواصل وتتزايد من الداخل والخارج؛ وكلما زاد الضغط كلما ضعفت عزيمة الرئيس، وكلما اقترب موعد التنحي ». لأنه.. يخشى المحاسبة والمحاكمة! متفقًا مع السيد والمهدي فيما ذهبا إليه؛ يرى الدكتور محمد البلتاجي أن « الرئيس مبارك معزول عن شعبه، لا يستمع لنصائح من نصحوه بالتنحي عن السلطة، من الداخل أو الخارج؛ كم لم تصله رسالة الشعب، أو أنها وصلته لكنه لم يستوعبها جيدًا، أو أنه لا يقدر خطورة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في البلاد جراء عناده »؛ متعجبًا من أنه « مازال يراهن على إمكانية عودة عقارب الزمان إلى الوراء، وتحديدا إلى ما قبل يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 ».   ويقول البلتاجي؛ العضو السابق بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين؛ في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: « الرئيس يخشى المحاكمة على ما اقترفه في حق الشعب، على مدى 30 عامًا، قاسى خلالها من مرارة الفقر والبطالة والمرض والتعذيب، كما أنه يخشى المحاسبة على الثروات الطائلة التي جمعها خلال فترة حكمه، امتصاصًا من دم الشعب الذي يعاني الأمرّين، وعما اقترفه وزراؤه ورجال الأعمال الذين أطلق يدهم في البلد يعيثون فيها فسادًا »؛ مشيرًا إلى أن « الشعب المصري اليوم يصر في لغة واحدة على تغيير النظام بأكمله، وتغيير النظام لن يكون إلا برحيل الرئيس مبارك عن سدة الحكم ».   ويختتم البلتاجي؛ عضو البرلمان الشعبي حديثه قائلا: « الجيش المصري يؤيد مطالب الشعب ويراها مشروعة، وهو حتى الآن في موقف محايد، وقد جاء بيانه الثاني والذي أكد فيه أنه ضامن لإلغاء حالة الطوارئ وتنفيذ أحكام القضاء بشأن النواب المطعون في شرعيتهم، وإجراء التعديلات الدستورية بردًا وسلامًا على الشعب، لكن عليه الآن أن يتدخل لمصلحة الوطن، ويجبر الرئيس على التنحي عن السلطة »؛ مشيرًا إلى أن « الملايين يتدفقون اليوم (الجمعة 11 فبراير) على ميدان التحرير، وهناك تجمع كبير يقترب من العشرين ألفًا يتظاهر أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بمنطقة ماسبيرو، وتجمع آخر أمام قصر الرئاسة بمصر الجديدة، كرمزين للنظام، ولن يبرح المتظاهرون الميدان حتى يتنحى الرئيس ». لأنه.. محاط بكل مظاهر القوة! متفقًا مع البلتاجي والسيد والمهدي؛ يرى اللواء أركان حرب زكريا حسين أن « الرئيس مبارك يتشبث بالسلطة لأنه يستشعر أنه محاط بكل مظاهر القوة؛ التي يمكنها أن تثبت دعائم حكمه، وتعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل الخامس والعشرين من يناير؛ فإلى جانبه كل أجهزة المخابرات، وعلى رأسها رئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء عمر سليمان، الذي قربه منه بتعيينه نائبًا له، وفوضه مؤقتًا بالقيام باختصاصاته، فضلا عن المؤسسة العسكرية؛ التي هي أكبر قوة حقيقية بمصر، وعاشر قوة عسكرية على مستوى العالم »؛ معتبرا « أنهم جميعًا يدينون له بالولاء، وهو يحركهم كما يريد، هذ بالطبع إلى جانب جهاز الشرطة وفي مقدمته قطاع أمن الدولة ».   وأضاف الدكتور حسين؛ الرئيس الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا؛ في تصريحات خاصة لـswissinfo.ch: « كما قام الرئيس بخطوة استباقية؛ بضمه الفريق أحمد شفيق؛ وزير الطيران في الحكومة السابقة إليه بتعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وشفيق كان قائدًا لسلاح الطيران، وتربطه علاقة قوية بكل قيادات سلاح الطيرن، بما له من قوة وقدرة على السيطرة على الأوضاع، وقد ظهر هذا من خلال استعراض القوة بإطلاق عدة طلعات جوية تحوم في سماء ميدان التحرير، فوق ؤوس المتظاهرين ».   وقال حسين: « مبارك بقوته هذه يواجه شبابًا أعزل، وهذا ما يجعله يرفض التنازل عن السلطة، ويصر على المقاومة، لأن التنازل يقتضي أن يكون هناك توازن في المواجهة، مع تفوق لطرف على آخر، فيقوم الطرف الأضعف بالتنازل للطرف الأقوى، ومن ثم فإنه لن يتنازل ما دام يشعر بأنه الطرف الأقوى »؛ مذكرًا بأنه « سارع إلى الإجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إبان انطلاق الثورة، ليضمن ولاء المؤسسة العسكرية، التي ينتمي إليها، وقد استطاع الرئيس أن يكسب مزيدًا من الوقت؛ حتى تتمكن القوات المسلحة من الإنتشار في كل أرجاء الوطن، وبعدها يتمكن من السيطرة على الموقف ».   ويختتم حسين حديثه بقوله: « الرئيس مُصِرٌ على تنفيذ أجندته الخاصة، ورغم ما يقال فإن عناصر القوة المحيطة به تجعله ثابتًا بعض الشيء، غير متعجل في اتخاذ قرار التنحي الذي يطالب به الشعب من الداخل، ويلمح له حلفاؤه من الخارج »؛ مشيرًا إلى أن « الرئيس يعلم أن قرار الرحيل ستتبعه قرارات أخرى، كالمحاسبة والمحاكمة، خاصة وأنه يستشعر أنه غير مرغوب فيه، لكنه ينتظر اللحظة المناسبة لكي يرحل رحيلا آمنًا، يحول دون متابعته ومحاسبته وربما محاكمته ». لأنه.. لا يتخيل نفسه بعيدًا عنها! في سياق متصل ومتفقًا مع حسين والبلتاجي والسيد والمهدي؛ يرى الدكتور عبد الله الأشعل أن « الرئيس مبارك يتشبث بالسلطة لأنه أدمن الجلوس على الكرسي، حتى أصبح من الصعب عليه أن يتخيل نفسه بعيدًا عن السلطة؛ ولأن هذه السلطة هي التي أتاحت له الثراء الفاحش، حيث تشير التقارير إلى أن ثروته تتراوح بين 40 – 70 مليار دولار (!!)، في وقت يعيش فيه قرابة 60% من الشعب تحت خط الفقر »؛ معتبرًا أنه « يراوده الأمل أن يمتد الحكم إلى أسرته، وأن يورث نجله السلطة ».   وقال الأشعل؛ المساعد الأسبق لوزير خارجية مصر؛ في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: « ما قام به الرئيس من تغييب لنجله جمال عن المشهد السياسي المتأزم، وإبعاده عن الحزب، ما هي إلا إجراءات تكتيكية؛ الهدف منها امتصاص غضب الشعب، على أمل أن تهدأ الأمور، ويتمكن من الإمساك بزمام السلطة من جديد، ليعيد كل شيء إلى وضعه القديم، ويعيد ترتيب الأوراق لتصعيد نجله جمال »؛ مشيرًا إلى أن « كل هذه مناورات، وتلك هي طبيعة الرئيس مبارك، فهو في الأول والأخير رجل عسكري، وطيار حربي، يجيد المناورة وتبديل الأوراق، كما أنه لم يف يومًا بما وعد الشعب به، طوال ثلاثة عقود، هي فترة حكمه ».   ويضيف الأشعل؛ الخبير في القانون الدولي أن « الرئيس يتشبث بالسلطة لأن نظامه ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين رتبتا مصالحهما على وجوده هو اليوم، ونجله جمال من بعده غدًا، غير أن الإنفجار المفاجئ للثورة الشعبية أدى إلى إرباك حساباته، ودخول الولايات المتحدة وإسرائيل في « حسبة برمة »، وهو ما دفعهما إلى إعادة ترتيب الأوراق من جديد لمرحلة ما بعد مبارك »؛ مؤكدًا أن « إسرائيل تلح على أمريكا لعدم مواصلة الضغط على مبارك بالرحيل ».   ويختتم الأشعل حديثه مع swissinfo.ch قائلا: « أما الولايات المتحدة فترى أن مبارك قد انتهى فعليًا، وأن نظامه قد انهار، وأنه لم يعد صالحًا للمرحة المقبلة، ولهذا فمن غير المنطقي المراهنة عليه مجددًا، كما أنها ترى أن نائبه السيد عمر سليمان هو الأجدر بتحقيق مصالحها، ومصالح ربيبتها إسرائيل، لتاريخه الطويل معهما »؛ معتبرًا أن « الرئيس يريد أن ينتقم من الشعب، ولذا فهو يحاول ان يكسب الوقت بقدر المستطاع أملا في حدوث ضغوط من الشعب على المتظاهرين ليتراجعوا، ثم يأمر أجهزته الأمنية بالإنقضاض على الشباب المتظاهرين والقضاء عليهم ». فعليًا.. الرئيس خارج السلطة!! مختلفًا مع كل من سبقوه؛ يرى الكاتب الصحفي أسامة سرايا؛ رئيس تحرير الأهرام القاهرية، أن « الرئيس مبارك لم يستمسك بالسلطة، وإنما يتمسك بالشرعية، خوفًا على مصر من الفوضى، وحتى يضمن أمن مصر واستقرارها، وقد أعلن الرئيس منذ بداية الأزمة أنه لا يتمسك بالسلطة، وأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية لقادمة، المقررة في سبتمر من العام الجاري »؛ معتبرًا أنه « من الناحية العملية فالرئيس مبارك خارج السلطة منذ يوم 10 فبراير، كما أنه فوض نائبه السيد عمر سليمان في القيام بالإختصاصات الرئاسية، تلبية لرغبات الشباب الذين يصرون على تنحي الرئيس عن منصبه ».   وقال سرايا؛ القريب من النظام الحاكم؛ في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: « الرئيس استجاب لكل ما طلبه الشباب المتظاهرون، في ميدان التحرير، من حيث المضمون، وهو التخلي الفعلي عن السلطة، ولكنه كان حريصًا على أن تتم المطالب وفقًا للدستور؛ فهو قد نفذ جوهر المطلوب وإن لم يكن بالشكل المطلوب »؛ مشيرًا إلى أن « الرئيس تحمل على نفسه كثيرًا، وقد كان بوسعه أن يفعل مثلما فعل غيره (في إشارة منه إلى هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي) ».   وأضاف سرايا أن « الرئيس تعامل مع الموقف كربان سفينة، وآل على نفسه أن يتحمل كل هذه الضغوط؛ من الداخل والخارج، ليصل بالسفينة إلى بر الأمان، فهو لم يفكر مطلقا في ذاته، ولا تنس أنه في الأساس قائد عسكري وطيار حربي »؛ مختتمًا بقوله: « إنه يمتاز بالحكمة في الفعل، والإتزان الانفعالي في ردود الفعل، وهي خصائص وسمات أساسية يجب أن تتوفر فيمن يقود طائرة فما بالك بمن يقود أمة تربو على الثمانين مليونًا ». (المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 11 فيفري 2011)
 


ارحـل  


قصيدة لفاروق جويدة إرحل كزين العابدين وما نراه أضل منك إرحل وحزبك في يديك ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك إرحل فإني ما ارى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك لا تنتظر اما تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك إرحل وحزبك في يديك إرحل بحزب إمتطى الشعب العظيم وعثى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك ارحل وفشلك في يديك إرحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك كم من شباب عاطل او غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك كم من نساء عذبت بوحيدها او زوجها تدعو عليك إرحل وابنك في يديك إرحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل او يبيح البشر ضاقت من وجودك. هل لإبنك تستريح؟ هذي نهايتك الحزينة هل بقى شىء لديك ارحل وعارك أي عارْ مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى.. وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟! ولمن يكونُ الاعتذارْ؟ لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ للشواطئِ.. للقفارْ؟! لعيونِ طفلٍ مات في عينيه ضوءُ الصبحِ واختنقَ النهارْ؟! لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار لمواكبٍ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟! لمن يكون الاعتذار؟ ** ارحل وعارك في يديكْ لا شيء يبكي في رحيلك.. رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ لا شيء يبدو في وجودك نافعا فلا غناء ولا حياة ولا صهيل.. مالي أرى الأشجار صامتةً وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف.. مالي أرى الأنفاسَ خافتةً ووجهَ الصبح مكتئبا وأحلاما بلون الموتِ تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ ماذا تركتَ الآن في ارض الكنانة من دليل؟ غير دمع في مآقي الناس يأبى ان يسيلْ صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ.. بؤسُ أطفالٍ صغارٍ أمهات في الثرى الدامي صراخٌ.. أو عويلْ.. طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ عن بيتٍ توارى يسأل الأطلالَ في فزعٍ ولا يجدُ الدليلْ سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ هل تُرى شاهدتَ يوما.. غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟! الآن ترحلُ عن ثرى الوادي تحمل عارك المسكونَ بالحزب المزيفِ حلمَكَ الواهي الهزيلْ.. *** ارحلْ وعارُكَ في يديكْ هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليل تبحر في الضياع لا أمانَ.. ولا شراعْ تمضي وحيدا في خريف العمرِ لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سندا.. ولا أتباعْ كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ وأنت تنتظرُ النهايةَ.. بعد أن سقط القناعْ البلد في عينيكَ ك  

 


 

مصريون يطالبون المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع مبارك وسليمان


2011-02-11 لاهاي ـ­ طالب « مواطنون مصريون » المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع الرئيس المصري حسني مبارك بتهمة ما أسموه جرائم ضد الإنسانية. وتوجهت « مجموعة من المصريين » الجمعة إلى المحكمة الكائنة في لاهاي بالتماس للتحقق مما إذا كان مبارك وأفراد في حكومته قد قمعوا المظاهرات الشعبية في مصر وما إذا كان من الممكن مقاضاتهم لهذا السبب. وطلبت المجموعة من رئيس الإدعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو التحقبق في الطريقة العنيفة التي استخدمت ضد المتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات في مصر الشهر الماضي. وذكر الالتماس أن المئات لقوا حتفهم خلال هذه الاحتجاجات كما تم اعتقال المئات دون وجه حق بالإضافة إلى « اختفاء » بعض العناصر. وجاء في الالتماس: »رأى العالم كيف قام نظام بوليسي مدعوم من المخابرات بانتهاك كافة القيم الإنسانية ».وطالب الالتماس بمحاسبة مبارك ونائبه عمر سليمان . وتحفظ مقدمو الالتماس عن الكشف عن أسمائهم لـ »أسباب أمنية » فيما لم تعلق المحكمة بعد على الأمر. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 فيفري 2011)


أهمية مصر الجيو إستراتيجية


عدي جوني-الجزيرة نت  تتمتع مصر بموقع جيو إستراتيجي مميز مكنها من لعب دور هام في صياغة السياسات الإقليمية والدولية حربا وسلما، وأعطاها مكانة مختصة في العالم بملتقاه الآسيوي والأفريقي فضلا عن كونها من اللاعبين الكبار بمنطقة الشرق الأوسط بتاريخه المعقد والمأزوم منذ عقود طويلة. وتستند الأهمية الجيو إستراتيجية لمصر على أربعة محاور رئيسية: الموقع الجغرافي والقوى البشرية الهائلة والثروات الاقتصادية والتراث الحضاري التاريخي العريق الذي يعود لآلاف السنين. الجغرافية تقع جمهورية مصر العربية في أقصى الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، يحدها من الشمال الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط ومن الشرق الساحل الشمالي الغربي للبحر الأحمر، وتتبع معظم أراضيها قارة أفريقيا غير أن جزءاً من أراضيها -وهي شبه جزيرة سيناء- يقع في قارة آسيا. تشترك مصر بحدود من الغرب مع ليبيا، ومن الجنوب مع السودان، ومن الشمال الشرقي مع فلسطين المحتلة وقطاع غزة، وتطل على البحر الأحمر من الجهة الشرقية، تمر عبر أرضها قناة السويس التي تفصل الجزء الآسيوي منها عن الجزء الأفريقي وتعتبر واحدا من أهم الممرات المائية في العالم. تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع، وتنقسم تضاريسها لأربعة أقسام هي وادي النيل والدلتا والصحراء الغربية الجزء الواقع داخل حدود مصر من الصحراء الأفريقية الكبرى ممتدا ما بين وادي النيل بالشرق حتى الحدود الغربية، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الحدود الجنوبية، ثم منطقة المنخفضات والصحراء الشرقية ما بين وادي النيل غربا والبحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء شرقا، ومن حدود الدلتا شمالاً حتى حدود مصر الجنوبية حيث تمتد بطولها سلسلة جبال البحر الأحمر الغنية بالموارد الطبيعية. وأخيرا شبه جزيرة سيناء الجزء الآسيوي من مصر، وهي على شكل مثلث قاعدته تطل على البحر المتوسط شمالاً ورأسه إلى الجنوب ما بين خليج السويس غربا وخليج العقبة شرقا. القوة البشرية وفقا لتعداد عام 2009، بلغ عدد السكان 67 مليونا بينهم ما يقارب أربعة ملايين خارج البلاد، وقدرت الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة بنحو 1.3% وبالتالي تحتل مصر المركز الـ16 عالميا من حيث تعداد السكان والثالث أفريقيا والأول عربيا والمركز الـ24 عالميا بالنسبة للكثافة السكانية. وبفضل تمتعها بسواحل طويلة على البحرين الأبيض والأحمر، يوجد 32 ميناءً بحريا تمثل في مجموعها النافذة التجارية الهامة استيرادا وتصديرا فضلا عن أن قناة السويس تمثل همزة الوصل بين الشرق والغرب حيث تقوم بدورها في انتعاش حركة التجارة الدولية، وتعتبر أول مورد رئيسي للنقد الأجنبي لمصر فتدر يومياً بخزانة الدولة حوالي 5.5 ملايين دولار، وتستوعب قناة السويس 8% من حركة التجارة العالمية وتوفر نحو 40% من طول ونفقات الرحلة بين شرق آسيا وأوروبا. كما تعتبر مصر من الدول المنتجة للبترول والغاز حيث تشكل محافظة البحر الأحمر المصدر الرئيسي، وتقدم ما نسبته 75% من النفط المنتج محليا، وسط تقارير علمية جيولوجية تؤكد وجود مكامن ضخمة من الغاز بالمياه الإقليمية بالبحر الأبيض المتوسط. وفي هذا السياق، أكد تقرير حكومي أن مصر حققت خلال العام المالي 2009/2010 أعلى معدل لاحتياطي البترول والغاز الطبيعي بواقع 18.3 مليار برميل مكافئ أي بزيادة وقدرها سبعة مليارات برميل عن المعدل المسجل قبل عشر سنوات، وسط توقعات تفيد بارتفاع المعدل الاحتياطي إلى عشرين مليار برميل خلال عامي 2010-2011. وكانت هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية قد أصدرت تقريرا أول أغسطس/ آب الماضي أكد وجود احتياطيات من الغاز والبترول والمكثفات داخل المياه الدولية لمصر بالبحر المتوسط، تبلغ نحو 223 تريليون قدم مكعب من الغاز وثمانية مليارات برميل من البترول والمكثفات، لافتاً إلى أن منطقتي المياه الدولية لمصر وخليج المكسيك تعتبران من أكبر مناطق احتياطي الغاز بالعالم. الأهمية الجيو سياسية يعبر مصطلح الجيو إستراتيجية عن الجغرافية السياسية لمنطقة ما عبر إدراك وفهم واستغلال خصائص الجغرافيا للعب دور يتجاوز حدود الدولة ويساعدها على التأثير في السياسات الإقليمية أو الدولية، فضلا عن استفادتها الخاصة من مزايا موقعها الجغرافي في تعزيز عملية التنمية والتطوير. وبما الإنسان هو مولد الثروة والتكنولوجيا، تعتبر القوة البشرية عاملا أساسيا في منح عناصر القوة للدولة سواء على الصعيد المدني بشقه السياسي والاقتصادي أو العسكري. وفي هذا السياق تعتبر مصر من الدول الرئيسية المصدرة لليد العاملة وإن كان هذا المقياس يؤشر إلى ضعف الاقتصاد المحلي وارتفاع نسبة البطالة حتى في صفوف الخريجين الجامعيين، وهذه واحدة من أهم الانتقادات للأداء الحكومي منذ سنوات رغم الوعود المأمولة بأن تساعد سياسة الانفتاح التي بدأها السادات إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطن العادي. ويتفق الباحثون بهذا المجال على أن المواقع الجيو إستراتيجية عادة ما تعكس ثلاثة مستويات وهي الدولي والإقليمي والمحلي، كما هو حاصل بمنطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مصر من أهم اللاعبين فيه سلما وحربا باعتبار أنها كانت وما تزال طرفا بمعادلة الشرق الأوسط وتداعيات الصراع العربي الإسرائيلي. واستنادا لتاريخها الموغل في القدم والتي عرفت فيه أشكالا مختلفة من أنظمة الحكم، كانت مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا عاملا مؤثرا في محيطها الأفريقي أولا ثم في جوارها الآسيوي عبر شبه جزيرة سيناء، والتاريخ يؤكد الغزوات المصرية العسكرية لمنطقة بلاد الشام بأكثر من مناسبة. ولعل التاريخ الحديث يحمل ما يؤكد هذه الأهمية الجيو سياسية -حتى قبل افتتاح قناة السويس- عندما حاول محمد علي باشا الانفصال عن الحكم العثماني ووصول قواته إلى أبواب عكا في فلسطين. الصراع العربي الإسرائيلي شاركت مصر في الحروب العربية الإسرائيلية 1948 و1967 و1973 وكانت في صلب الصيغة الإقليمية التي رسمتها دوائر ومراكز صناعة القرار المعنية بالشرق الأوسط في معادلة ثنائية الحد مفادها « لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا ». لهذا السبب ولثقل مصر الإستراتيجي بالشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، كان لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 بعهد الرئيس الراحل أنور السادات سببا مباشرا في تجميد هذا الصراع وخلق حالة عجز قسمت العالم العربي قسمين: قسم يؤيد عملية السلام وآخر يرفضها. ومع انكفاء دورها القومي الذي بدأ مع حركة يوليو/ تموز 1952 وتجسد عمليا في الوحدة مع سوريا 1958، انتقل الدور الإستراتيجي لمصر إلى مساحة أخرى جلبت لها العديد من الانتقادات دون أن يلغي ذلك من فاعلية هذا الدور على الساحة العربية في دعم وتقوية الأنظمة الموصوفة بالمعتدلة. وبعيدا عن الصراع العربي الإسرائيلي، كانت مصر وما تزال واحدة من الدول المؤثرة في تحقيق الأمن والسلام الإقليمي بالنسبة للعديد من الفضاءات المجاورة: أولها وادي النيل الذي يعد ركنا أساسيا للأمن الإستراتيجي. ولا يمكن أن نتجاهل أن مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لعبت دورا في دعم حركات التحرر العربي والأفريقي من الاستعمار والثورة الجزائرية مثال واضح، كما لعبت دورا بالتدخل العسكري المباشر لتغيير بعض الأنظمة كما حدث باليمن ضد الحكم الإمامي في ستينيات القرن الماضي. وعلى الساحة الدولية وبعد افتتاح قناة السويس يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 1869، تحولت مصر إلى موقع اهتمام دولي كونها تستضيف واحدا من أهم الممرات المائية والدليل على ذلك أنها كانت واحدة من الدول في قلب الصراع بالحرب العالمية الأولى بين دول الوفاق الثلاثي روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والتحالف الثلاثي النمسا والمجر وإيطاليا (التي انسحبت وحلت محلها تركيا) والحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء. وكان قرار عبد الناصر عام 1956 تأميم قناة السويس سببا لاتفاق فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على شن العدوان الثلاثي، ولعل التصريحات الأميركية الأخيرة القلقة من احتمال إغلاق القناة بسبب انتفاضة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 وتداعيات ذلك على أسعار النفط يعطي صورة إضافية للأهمية الجيو سياسية لمصر. القوة الناعمة كل هذه الخصائص -التي تتمتع بها مصر على الصعيد الإقليمي والعالمي- أفرزت بدورها عناصر من القوة الناعمة مكنت الحكومات المصرية من خلق مساحة واسعة من التأثير المباشر خارج الحدود القومية. فقد استقطب عبد الناصر-بصفته زعيما ثوريا ومناهضته للأحلاف الغربية مثل حلف بغداد- نسبة كبيرة من الشعوب العربية التواقة للوحدة والعدالة الاجتماعية في إطار النظام الاشتراكي، وهذا ما ساهم في خلق تيارات سياسية بتلك البلدان معارضة لحكوماتها وشكل قوى فكرية عززها التأثير الإعلامي المصري عبر أدواته المعروفة. كما لعبت مصر دورا كبيرا في تشكيل الثقافة والفن العربي فترة طويلة واستقبلت جامعاتها طلابا من جميع الدول العربية، كما ساهمت في تطوير النظام التعليمي العربي عبر بعثاتها التدريسية، فضلا عن الدور الكبير الذي كان وما يزال يلعبه الأزهر الشريف في العالم الإسلامي.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 فيفري 2011)


إسرائيل تدعو لتجنيب مصر « المتطرفين »


دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس العالم إلى « تشجيع » التغيير في مصر ومنح هذا البلد مزيدا من الوقت حتى لا يقع في أيدي « المتطرفين » وحذر من انتخابات على المدى القصير يفوز بها الإخوان المسلمون، في تعليق أعقب خطابا للرئيس المصري حسني مبارك تمسك فيه بمنصبه، مع تفويض صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان. وقال باراك متحدثا لقناة أي بي سي في نيويورك « دور بقية العالم هو أن يقولوا (للمصريين) صراحة، لكن وراء أبواب مغلقة وفي مكان آمن نحن مستعدون لنكون معكم إذا تحركتم فعليا وبشكل منطقي على طريق التغيير ». وأضاف « نحترم رغبتكم في تجنب الوقوع في أيدي المتطرفين. نفهم حاجتكم إلى بعض الوقت ». وحسب باراك فإن أي انتخابات تنظم على المدى القصير « ولنقل خلال 90 يوما مثلا » سيفوز بها الإخوان المسلمون. وقبل ذلك قال باراك للصحفيين بعد لقاء بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون « الشعب المصري هو من تقع على كاهله مهمة تحديد طريقهم، وفعل ذلك حسب دستوره ومبادئه وتقاليده ». وقال باراك عن نفسه إنه غير متشائم مما يحدث في مصر وبلدان أخرى. وقبل عشرة أيام دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل المجموعة الدولية إلى إلزام أي نظام جديد في مصر باحترام اتفاقية كامب ديفد. وألقى مبارك البارحة خطابا قال فيه إنه سيبقى في منصبه حتى نهاية فترته الرئاسية في أيلول/سبتمبر القادم، مع تفويض صلاحياته الرئاسية إلى نائبه عمر سليمان، وهو خطاب قوبل برفض عدد كبير من المحتجين الذين يريدون تنحيه فورا.    (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 فيفري 2011)


بعد ثورتي تونس ومصر أول حزب سياسي بالسعودية


ياسر باعامر – جدة فتحت الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر ملف ما يوصف بالتجاذب السياسي في السعودية، حينما رفعت أمس الأربعاء مجموعة من النشطاء السياسيين والقانونيين ورجال الأعمال طلبا للديوان الملكي بالسماح لهم  « بترخيص حزب » أطلقوا عليه حزب الأمة الإسلامي. وتعد هذه أول خطوة معلنة في خانة المطالب الشعبية السياسية، لكن خبر تأسيس الحزب، لم يعلن رسميا على وكالة الأنباء الرسمية السعودية. وحتى أمس لم تشر الصحافة السعودية إلى ذلك ضمن إصداراتها في وقت كان للأوساط الإلكترونية السبق في انتشار خبر الحزب. ولم يصدر عن الأوساط الحكومية حتى الآن أي ردّ سواء بالسلب أو الإيجاب من « طلب التأسيس ». بيان تأسيسي وخلت أسماء الهيئة التأسيسية التي وقعت على بيان « الحزب » الأول، من أي أسماء من منطقة الحجاز، وجاءت أغلبيتها من المنطقة الجنوبية، تليها الوسطى (نجد)، ثم شمال المملكة، وهي من الشخصيات غير المعروفة إعلاميا أو حتى شعبيا. وقال عضو اللجنة التنسيقية للحزب الشيخ محمد بن غانم القحطاني –وفقا لبيان التأسيس- إن الإعلان عن الحزب « جاء استجابة طبيعية لتطور الأوضاع السياسية في المنطقة وتطور العمل السياسي في المملكة ». وأضاف أنه « آن الأوان لإقرار الحقوق السياسية وإطلاق الحريات العامة والمسارعة لإقرار حق الشعب في انتخاب مجلس الشورى وتهيئة التشريعات لتنظيم كافة هذه الحقوق السياسية ». ولم يتسنّ للجزيرة نت الاتصال بأحد أعضاء الهيئة التأسيسية، إلا أن شخصية اعتبارية دينية –فضلت عدم ذكر اسمها- قالت في حديث للجزيرة نت إن « هناك إسهاما واضحا في تأسيس الحزب، ولهجته السياسية، من قبل رئيس حزب الأمة الكويتي الدكتور حاكم المطيري، والحزب السعودي نسخة كربونية من الكويتي ». والأمر الجديد بخصوص هذا الحزب، هو توفره على موقع له على الإنترنت، انطلق متزامنا مع طلب الترخيص، ولم تقم الجهات المختصة حتى كتابة التقرير، بحجبه مما يعطي دلالات وتساؤلات مهمة. وحسب الموقع فإن إمكانية الانضمام متاحة للجميع، إلا أن الوضع السعودي يمنع إقامة الأحزاب السياسية، بل إن الرأي الشرعي الرسمي يحرم « نظام الأحزاب »، ويعتبرها فكرة « ديمقراطية غربية ». توقيت واعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور خالد الدخيل في حديث إلى الجزيرة نت أن « هناك ذكاء في التوقيت السياسي من قبل مقدميه، وأنهم استفادوا من المناخ السياسي العام الذي أحدثته ثورتا تونس ومصر، كنوع من الضغط على الحكومة ». وأضاف أن خطوة هذا الحزب ليس لها ما أسماه بـ »السند الاجتماعي والسياسي، الذي يعطيها الحماية كما هو حاصل في الاحتجاجات المصرية حينما كانت هناك دعوة من قبل الشباب على الإنترنت وجدت لها صدى اجتماعيا وسياسيا كبيرا في الشارع من جميع المناطق والأطياف ». وقال إن ذلك « لا يتوافر حاليا في المجتمع السعودي الذي لا يزال الانتماء الجهوي والقبلي يلعب فيه دورا مهما في صياغة قراراته الاحتجاجية »، مستبعدا في الوقت نفسه ذلك « التوافق المجتمعي في لحظته الراهنة ». ومن جهته توقع الناشط الحقوقي والسياسي الدكتور باسم عالم أن يقابل الطلب بحالة « تشنج غير طبيعة من قبل الوسط الرسمي السياسي »، مضيفا أن هناك احتمالا كبيرا لـ »رفض السلطات لتأسيس الحزب نظرا للظرف السياسي الراهن ». وقال للجزيرة نت بخصوص هيكلية الحزب إن » لهجته السياسية غير واضحة، وعامة، إلى جانب افتقاده لبرنامج سياسي ».    (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 فيفري 2011)


جمعة غضب باليمن اليوم


تجري الاستعدادات في اليمن للخروج في مسيرات احتجاجية في إطار الدعوة إلى « جمعة الغضب » التي تنطلق اليوم في بعض مناطق جنوب البلاد. واستبق الحراك الجنوبي المسيرات التي تنطلق اليوم بمظاهرات حاشدة في مناطق مختلفة من الجنوب أمس ضمت آلاف الأشخاص للمطالبة بفك ما سموه الحصار العسكريالجائر الذي تفرضه الحكومة. كما طالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف محاكمة قياديي ونشطاء الحراك، صاحب الدعوة إلى جمعة غضب في جميع المحافظات الجنوبية. ورفعت الحشود صور الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض، وصور عدد من المعتقلين. وذكرت مصادر استخبارية أن الحكومة اليمنية تواجه أخطر تهديد منذ الحرب الأهلية عام 1994. وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي قد استبعد أن تشهد بلاده انتفاضة شعبية كالتي حدثت في دول عربية أخرى مثل تونس ومصر، مؤكدا أنه لا يجوز وضع الدول العربية المختلفة على مستوى سياسي واحد.  واستبعد القربي أيضا في تصريحات له يوم الأربعاء الماضي احتمال أن يشهد اليمن -الذي كان مقسما إلى دولتين حتى الحرب الأهلية عام 1994- انفصالا مماثلا لما حدث في السودان الذي صوتت المناطق الجنوبية منه للاستقلال في استفتاء حق تقرير المصير الأخير. ودعا السفير الأميركي في اليمن السبت الماضي الأحزاب المعارضة إلى « تجنب الأفعال الاستفزازية » والاستجابة بصورة بناءة لوعود الرئيس علي عبد الله صالح بإجراء تغيرات سياسية. وكان صالح قد تعهد في خطاب برلماني له بأنه لن يسعى للفوز بفترة رئاسة أخرى، وبتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/ نيسان المقبل حتى انتهاء المحادثات مع المعارضة حول الإصلاحات في النظام الانتخابي.  يشار إلى أن عبد الله صالح (68 عاما) موجود في السلطة منذ عام 1978. وانتخب مباشرة لأول مرة عام 1999، وأعيد انتخابه لفترة ولاية ثانية مدتها سبع سنوات عام 2006. ومن المقرر أن تنتهي ولايته الحالية عام 2013.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 فيفري 2011)


الأردن ينفي اتهامات بالفساد للملكة


نفى الأردن اتهامات بالفساد وصفها بأنها خطيرة وملفقة تضمنها تقريران بثتهما وكالة الأنباء الفرنسية ضد الملكة رانيا عقيلة ملك الأردن عبد الله الثاني. وجاء في بيان أصدره أمس الديوان الملكي أن هذه « التقارير الإخبارية » اعتمدت بشكل كبير على بيان كان قد أصدره 36 شخصا أردنيا قدمتهم مديرة مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان رندة حبيب على أنهم « كبار شيوخ العشائر », موحية بأنهم يمثلون العشائر الأردنية. وأضاف البيان أن « الأشخاص الذين أصدروا البيان ليسوا قادة وشيوخ العشائر التي ينتمون إليها, ولا يمثلون عشرات الآلاف من أبناء هذه العشائر العريقة, التي لطالما كرست نفسها لما فيه خير المملكة الأردنية ». وجاء في البيان أن « التقرير زعم أن أراضي ومزارع تعود ملكيتها إلى الشعب الأردني أعطيت لعائلة الملكة رانيا عائلة الياسين. ورغم أن السجل العقاري هو سجل عام في الأردن, لم تقم وكالة الصحافة الفرنسية بالتحقق من هذه المزاعم ». جنسية للفلسطينيين ونفى البيان أن مكتب الملكة ساعد أكثر من 78 ألف فلسطيني في الحصول على الجنسية الأردنية، معتبرا أنه « اتهام باطل ». وقال الديوان الملكي إن التقارير التي بثتها الوكالة « مبنية على إشاعات وأقاويل, ولا تستند إلى أية حقائق »، مشيرا إلى أنه يحتفظ بحقه في اتخاذ إجراءات قضائية ضد الوكالة, وضد رندة حبيب. ويعيش عدد كبير من الفلسطينيين في الأردن التي يبلغ عدد سكانها نحو 6.3 ملايين نسمة، الأمر الذي يثير مخاوف الأردنيين من خطط إسرائيلية لجعل الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين. على حساب الفقراء وإلى جانب الاتهامات بالفساد، جاء في بيان شيوخ العشائر الذي نشرته الوكالة الفرنسية أن حفل الملكة بعيد ميلادها الأربعين في سبتمبر/أيلول الماضي بوادي رم كلف مبالغ ضخمة « على حساب خزينة الدولة والفقراء ». ونقلت الوكالة في تقريرها عن محلل سياسي أن « حالة الخوف التي يشترك فيها كل العرب تقريبا بسبب الأنظمة الدكتاتورية، قد غيرت مكانها لتصبح اليوم بملعب الرؤساء » في إشارة إلى الأحداث في تونس ومصر « التي أعطت للأردنيين جرعة من الشجاعة للبوح علنا بما كانوا يتهامسون به قبل حين ».  يذكر أن الملكة رانيا مولودة بالكويت وهي من أصل فلسطيني. وقد غادرت عائلتها الكويت بعد الغزو العراقي في 1990 لتستقر بالأردن حيث تزوجت الملك عبد الله عام 1993 وكان وقتها أميرا. وقد صنفت الملكة أكثر من مرة على أنها إحدى أبرز النساء المؤثرات في العالم.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 فيفري 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.