الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

10ème année, N°3850 du 07.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمات حقوقية تونسية:دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس(تغيير في الوقت والمكان)

الحركة الإحتجاجيّة بالحوض المنجمي:عدنان حاجي:بــــيـــــان: 10ديسمبر إضراب جوع وطني

حــرية و إنـصاف:السجين السياسي السابق محمد عماريشن إضرابا مفتوحا عن الطعام

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: متى يتوقّف التّعذيب والمحاكمات الصّورية؟

كلمة:لجنة حماية الصحفيّين تدعو لإسقاط التهم الموجّهة ضدّ المولدي الزوابي

الرابطة التونسية  للدفاع  عن  حقوق الإنسان – فرع بنزرت:دعـــــوة

حركة النهضة تنعى الدكتور الشيخ عبد الرحمان الحفيان

كلمة:هدم مبنى على ملك عائلة السيد محمّد البوصيري بوعبدلّي

كلمة:وزير الشباب والرياضة يدشن مغازة تجارية لنادي رياضي

السبيل أونلاين:مسيرة عمالية كبري في ذكرى اغتيال الزعيم النقابي الشهيد فرحات حشّاد

المرصد التونسي:الاتحاد الجهوي  للشغل بسيدي بوزيد:بيان نقابي

الصباح:اصلاح أنظمة التقاعد:نهاية ديسمبر جلسة جديدة بين اتحاد الشغل و«الشؤون الاجتماعية»

المرصد التونسي:المربية  والنقابية سامية ساسي  تتعرض الى الشتم والتهديد  داخل المدرسة

الصباح:تونس تحتضن مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب

الصباح:تعقد الجمعة القادم:هيئة إدارية ساخنة لجامعة البريد

نورالدين الخميري:يوميات في زمن الرداءة

الشيخ:راشد الغنوشي:الانتخابات المصرية والإقصاء الكامل للإخوان

   فهمي هويدي: »تقفيل » مصر 

المصريون:بتهمة « إفساد » الحياة السياسية في مصر.. السادات يبحث مع مكتب محاماة بهولندا مقاضاة جمال مبارك وأحمد عز أمام الجنائية الدولية

 طلال أبوغزالة:العالم يشهد ميلاد نظام اقتصادي جديد 

محمد العلي:أسانج مؤسس ويكيليكس وفيلسوفه

القدس العربي:الشرطة البريطانية تعتقل أسانج وموقع ويكيليكس يؤكد أنه سيواصل العمل

نيويورك تايمز: حزب الله يملك 50 ألف صاروخ وقذيفة

القدس العربي:ويكيليكس: مزيد من التعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا لمكافحة تنظيم القاعدة

الجزيرة.نت:ويكيليكس: واشنطن حذرت دولا عربية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm

 


دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس


 ترتكب السلطة التونسية جريمة ممارسة التعذيب على المناضلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين والنقابيين، وهذا التعذيب المتواصل منذ عقود هو منهج السلطة  الثابت في التعامل مع المعارضين، لإسكات المناضلين وارهاب الناس،  وقد أدى  ذلك الى استشهاد عدد غير قليل من التونسيين. فخلال السنوات الاخيرة تعرض المئات من الشباب التونسي  الى تعذيب وحشي بحجة  مقاومة الإرهاب اعتمادا على قانون 10 ديسمبر 2003 سيء الذكر، كما تعرض الى ذلك أيضا مناضلو الحوض المنجمي، وكان آخر ما بلغنا تصريحات مفزعة لأحد ضحايا التعذيب في تونس الطالب علي بن عون.. الذي تعرض للتعذيب بتهمة « التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها »، هي حركة النهضة.
كما يتعرض مناضلو المعارضة والمجتمع المدني والاعلاميين الى البلطجة والمحاكمات الملفقة في محاولة لاسكات وارهاب كل الأصوات المطالبة بالحريات والحقوق، فقد حوكم الصحفي الفاهم بوكدوس بسبب تغطية احداث الحوض المنجمي واودع السجن رغم وضعه الصحي الحرج، كما يتواصل اعتقال المناضل حسن بن عبد الله و عدد من سكان المظيلة واعتقل السيدان علي الحرابي وعلي بن فرحات السجينان السياسيان السابقان واحيلا الى محاكمة صورية بحالة ايقاف بتهمة التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها، وتعرّض القاضي صالح بن عبدالله الى بلطجة وعنف من اعوان امن تحت اشراف رئيس مركز البوليس واعتقل واحيل الى المحاكمة الملفقة كذلك.
ان المناضلين التونسيين وكل احرار العالم يرفعون اصواتهم عاليا للتنديد بهذا العنف والتعذيب الذي ترتكبه السلطة التونسية ضد المواطنين العزل المطالبين بحقوقهم الاساسية.
و بمناسبة اليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان يعتزم جمع كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وأوروبا تنظيم:    وقفة احتجاجية
في ساحة حقوق الإنسان بباريس(1) Parvis des droits de l’Homme Place du Trocadéro – Paris – Métro Trocadéro  يوم الخميس 09 ديسمبر 2010 على الساعة16:00 h    
احتجاجا على ما يمارسه النظام التونسي من تعذيب واضطهاد مناف لكل القيم.   ان هذا التجمع الاحتجاجي يندرج ضمن سلسلة من التحركات للمطالبة بايقاف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في تونس.   لا للتعذيب…   نعم لكرامة الإنسان .. من  أجل الحقوق والحريات في تونس   الجمعيات المنظمة: جمعية التضامن التونسي جمعية الزيتونة منظمة صوت حر لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس اللجنة العربية لحقوق الإنسان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس س أو أس تونس / لجنة مساندة البروفيسور المنصف بن سالم المجلس الوطني للحريات بتونس جمعية ضحايا التّعذيب بتونس فدرالية التونسيين من أجل مواطنة للضفتين  

(1)  كان من المفترض أن ينظم أمام مقر رئاسة البرلمان الأوروبي ببروكسيل


بــــيـــــان 10ديسمبر إضراب جوع وطني


بمناسبة اليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان، ونظرا للإنتهاكات الخطيرة لهذه الحقوق والتّي ما انفكّت تمارسها السلطة على عموم الشّعب ولا سيما النشطاء الحقوقيين والديمقراطيين، وتواصل الاحتقان بمنطقة الحوض المنجمي عموما، وفي الرديف خصوصا، وأمام تعنّت السلطة في الإستجابة للمطالب المشروعة للأهالي وهي: –        إطلاق سراح المساجين حسن بنعبدالله، والفاهم بوكدّوس وعبد السلام هلالي، وبقيّة شباب المظيلة. –        إعادة المسرّحين من السجن إلى سالف شغلهم وتشغيل المعطّلين منهم. –        حقّ الجهة في التنمية العادلة والمستديمة.      فإنّي أدعو جميع الديمقراطيين وأصحاب الضمائر الحيّة من أبناء شعبنا الدّخول في إضراب جوع يوم 10/12/2010 احتجاجا على هذه المُمارسات ومن أجل تحقيق مطالبنا المشروعة.                           عدنان حاجي الحركة الإحتجاجيّة بالحوض المنجمي الرديف في 6 ديسمبر 2010  

الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في غرة محرم 1432 الموافق ل 07 ديسمبر 2010

السجين السياسي السابق محمد عمار يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام


بعد انسداد كل الأبواب في وجهه، قرر السجين السياسي السابق السيد محمد عمار الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام للاحتجاج على تدهور الوضع الاجتماعي الذي بات يهدد أفراد عائلته بالجوع والتشرد نتيجة عجزه عن الحصول على شغل يحفظ كرامته، رغم عديد المحاولات خاصة وأنه  اضطر منذ حوالي السنتين ونصف إلى الدخول في إضراب عن الطعام لمدة خمسة وأربعين يوما للمطالبة بحقه في الشغل اثر حصوله على رخصة سياقة سيارة الأجرة و لكن دون استجابة من الجهات المعنية لمطلبه المشروع.
وتجدر الإشارة إلى أن السيد محمد عمار قد قضى بالسجن ما يزيد عن عقد ونصف في إطار قضية حركة النهضة و هو أب لعديد الأبناء.
وحرية وإنصاف:
1) تعبر عن تضامنها مع المطلب العادل للسيد محمد عمار واستنكارها الشديد لما آل إليه وضعه الاجتماعي وأفراد عائلته من تدهور خطير يهدد مصيرهم لتستمر معاناتهم بعد سنوات طويلة وقاسية من السجن ثم من البطالة بحكم الصعوبات والعراقيل التي تعترض المسرحين في طريقهم إلى الاندماج في المجتمع والتمتع بحقوق المواطنة كاملة ومن بينها الحق في الشغل.
2) تطالب السلطة بتمكينه من حقه في العمل وفق مؤهلاته بصفته متحصلا على رخصة سياقة سيارة أجرة أو غيرها من المهن التي تحفظ كرامته وتضمن مورد رزق لعائلته.
3) تدعو الجمعيات والمنظمات الحقوقية والاجتماعية في الداخل والخارج إلى التضامن مع السيد محمد عمار وعائلته لإنقاذهم من الفقر والجوع بعد سنوات طويلة من السجن والخوف في إطار العمل على وضع حد لمعاناة المسرحين من المساجين السياسيين وأفراد عائلاتهم وتيسير اندماجهم في المجتمع.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 02084233070 -7903274826

متى يتوقّف التّعذيب والمحاكمات الصّورية؟


 قضت المحكمة الإبتدائية بتونس بسجن الأستاذين علي بن فرحات وعلي الحرابي 6 اشهر نافذة بتهمة المشاركة في تكوين جمعية غير مرخص لها فيما تراوحت الأحكام على بقية العناصر – أغلبهم في حالة فرار –  بين شهرين والسنة و 9 أشهر.   وإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس اذ تدين بشدّة التّعذيب الذي تعرض له المتهمون و ورد في الشهادة الشجاعة للطالب علي بن عون، فإنّها تؤكّد على صورية المحاكمة التي تأسست أحكامها الظالمة على اتهامات واهية تندرج في سياق المزيد من التضييق على المساجين السياسيين السّابقين، بحرمانهم من الزّيارات التي صارت تعد اجتماعا غير مرخص له، أو مجرّد الحديث عن تجربتهم السّابقة تحت طائلة الإتهام بالمشاركة في تكوين جمعية غير معترف بها.         عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة لندن  في 7 ديسمبر 2010  


لجنة حماية الصحفيّين تدعو لإسقاط التهم الموجّهة ضدّ المولدي الزوابي


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 06. ديسمبر 2010 أصدرت لجنة حماية الصحفيّين بنيويورك بلاغا بتاريخ 6 ديسمبر الجاري دعت فيه السلطات التونسية لإسقاط التهم الموجّهة ضدّ الصحفي المولدي الزوابي.
وقال البلاغ إنه « من المنتظر أن تصرح محكمة جندوبة يوم الإربعاء 8 ديسمبر الجاري في القضية الجنائية المرفوعة ضد الصحفي براديو كلمة المولدي الزوابي.
وأكّد البلاغ على كيديّة التهم الموجّهة ضدّه معتبرا أنها تندرج في إطار التضييق على الصحفيّين بافتعال القضايا ضدّهم.  
مفيدا أن « الوقائع تعود إلى غرة شهر أفريل الماضي حين أعلم الزوابي اللجنة بتعرّضه لاعتداء من قبل خليل المعروفي العضو بالحزب الحاكم الذي اتهم الزوابي بالخيانة واستولى على وثائقه ومنها بطاقة الصحافة الدولية وجهاز تسجيل، ورغم كون الزوابي الأسبق في تقديم شكاية لدى النيابة العمومية، إلا أنه الأوّل الذي تعرّض للاتّهام » .
 حسب ما جاء في البلاغ.
وأضاف البلاغ أن الزوابي قد عرف بتغطيته للواقع الاجتماعي والفقر والحرمان. وما محاكمته إلا الحلقة الأخيرة من سلسلة التضييقات التي بدأت منذ ثلاث سنوات ومنها المراقبة اللصيقة وقطع خدمات الانترنت عنه.
 وقد تمّ إيقافه سنة 2009 بمعيّة زميله عمر المستيري بعد قيامه بالتصوير خلال الانتخابات الرئاسية.
وقال السيد محمّد عبد الدايم منسّق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلجنة حماية الصحفيّين « إننا ندعو الحكومة التونسية لإسقاط التهم الموجّهة للمولدي الزوابي » مضيفا أن « فبركة القضايا الجنائية ضدّ الصحفيّين ممارسة قديمة عرفت بها الحكومة التونسية. ونحن لا نرى في هذا التمشّي إجراء قانونيّا وإنما حملة موجّهة من الدولة لملاحقة الصحفيّين بواسطة توظيف القضاء » (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 ديسمبر 2010)



الرابط التونسية  للدفاع  عن  حقوق الإنسان – فرع بنزرت
دعـــــوة  


الرابط التونسية  للدفاع  عن  حقوق الإنسان – فرع بنزرت , تحتفل بذكره ألإعلان العالمي  لحقوق الإنسان لعشرة ديسمبر 1948.  يوم  الجمعة  القادم  10 ديسمبر  الجاري علي  الساعة  الثالثة ضهرا (س 15 ) وذلك بمقر  الفرع الكائن بشارع  فرحات  حشاد  عدد  75  بنزرت.
 
هده الدعوة عامة فمرحبا بكم.                                                                              رئيس الفرع عـلـي  بـن ســالـم  


           بسم الله الرحمن الرحيم   

حركة النهضة تنعى الدكتور الشيخ عبد الرحمان الحفيان


تنعى حركة النهضة بقلوب ملؤها الأسى واللوعة، راضية بقضاء الله، الدكتور الشيخ عبد الرحمن الحفيان الذي وافته المنية يوم الأحد 5 ديسمبر 2010 عن سن تناهز 57 سنة إثر عودته من البقاع المقدسة بعد أدائه للحج.
والدكتور الشيخ عبد الرحمان الحفيان مدرس برابطة الجمعيات القرآنية وعضو في لجنة تصحيح المصاحف في تونس والخارج.
وقد خدم الفقيد القرآن الكريم كثيرا سواء من خلال المدارس القرآنية أو من خلال لجنة الامتحانات في حفظ القرآن الكريم أو من خلال الإملاء القرآنية في إذاعة الزيتونة.
وقد دفن الدكتور الشيخ عبد الرحمان الحفيان يوم الاثنين 6 ديسمبر 2010 بمقبرة الجلاز حيث حضر جنازته خلق كثير جدا. وإن حركة النهضة بين يدي هذا المصاب الجلل لتتقدم إلى عائلة الفقيد وكل تلاميذه ومحبيه بأحر التعازي راجية من الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فراديس الجنان.
 قال تعالى : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ». ( الأحزاب ـ 23).وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لندن في  07 ديسمبر 2010 رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي


هدم مبنى على ملك عائلة السيد محمّد البوصيري بوعبدلّي


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 06. ديسمبر 2010 أفادت مصادر مطّلعة أن السلطات التونسية هدمت مبنى على ملك عائلة السيد محمّد البوصيري بوعبدلّي صاحب مؤسسة معهد باستور. وقالت المصادر إن السلطات هدمت جدارا ومبنى صغيرا بمنطقة طبربة، مُعدّا للاستعمالات الفلاحيّة بضيعة على ملك عائلة بوعبدلّي.
وحسب ذات المصادر، فإنّ السيد بوعبدلّي استدعي يوم 2 ديسمبر الجاري من قبل الحرس الوطني لإعلامه بإجراءات الهدم دون أن يحدّد له موعد لمابشرة العمليّة التي تمّت يوم السبت 4 ديسمبر بدون أن يقدّم للمعنيّ قرار رسميّ بالهدم.
وحسب نفس المصادر، فإن عددا هامّا من أعوان الأمن بالزّي المدني والرسمي رافقوا العمليّة وحاصروا مكان الأشغال كما تعرّض عمّال الضيعة لتفتيش دقيق بحثا عن معدّات تصوير قد تكون بحوزتهم.
وتؤكّد المصادر أن قرار الهدم استهدف ضيعة بوعبدلّي دون أجواره، ولم يكن معهودا أن تعمد مصالح وزارة الفلاحة ووزارة التجهيز إلى خيار الهدم، وهو ما جعل بعض المصادر تعتبر أن المسألة ذات طابع سياسي في إيطار نزعة التشفّي لدى السلطة من خصومها.
وكان بوعبدلّي قد أصدر كتابا عنوانه « يوم اكتشفت أن تونس ليست بلدا حرّا » على إثر غلق معهده لويس باستور والجامعة الحرّة التي أسّسها بتونس للتخلص من منافسته بعد أن أصبحت زوجة الرئيس تستثمر في مجال التعليم الخاصّ، إضافة إلى ملاحقته جبائيّا، وهو ما كنّا تعرّضنا له في نشراتنا السابقة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 ديسمبر 2010)

وزير الشباب والرياضة يدشن مغازة تجارية لنادي رياضي


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 06. ديسمبر 2010 أشرف وزير الشباب والرياضة والتربية البدنيّة سمير العبيدي يوم الأحد 5 ديسمبر الماضي على حفل تدشين مغازة كبرى لبيع الملابس الرّياضيّة على ملك النادي الرياضي الساحلي بحضور عدد من مسؤولي النادّي وعدد من وسائل الاعلام.
وتجدر الاشارة أنّ النوادي الرياضيّة تخضع إلى قانون الجمعيّـات الّذي يحرّم عليها القيام بأيّ نشاط من شأنه منافسة قطاعات اقتصاديّة قائمة. ويؤكّد عدد من المهتمّين بالشّأن الرياضي أنّ حضور الوزير بالافتتاح هو اعطاء للشّرعيّة للنّشاط التجاري بالمغازة المزاحمة لعدد كبير من المؤسّسات الموجودة بالسّوق وهو أمر مخالف لقانون الجمعيات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 06 ديسمبر 2010)


مسيرة عمالية كبري في ذكرى اغتيال الزعيم النقابي الشهيد فرحات حشّاد


السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=7qEj9vLm1WM إنطلقت مسيرة عمالية كبرى غير مسبوقة ، بمناسبة ذكرى إغتيال الزعيم النقابي التاريخي فرحات حشّاد ، من المقرّ المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل بنهج محمد علي بالعاصمة تونس، وذلك يوم السبت 5 ديسمبر 2010 ، وجابت المسيرة : بطحاء محمد علي ، وشارع المنجي سليم ، وباب سويقة ،و باب بنات ، والقصبة .

واحتج المشاركون في المسيرة على ارتفاع الأسعار ، والرفع في سن التقاعد ، وتقدموا بمجموعة من المطالب منها الإفراج عن مساجين الحوض المنجمي ، وإعادة النقابيون المطرودين إلى سالف عملهم ، ورفع المشاركون العلم التونسي واللافتات وصور الشهيد حشّاد ، ورددوا شعارات منها :
– يا مواطن فيق فيق .. سرقوا فلوس الصناديق. – من جربة حتى المنستير.. الفصل العاشر لا تغيير – نرفض مشروع الحكومة حول التقاعد . – ياحشاد ياشهيد .. على دربك متحدين . – شادين شادين ..والتقاعد في الستين . – ياحكومة عار عار ..والأسعار شعلت نار . – التقاعد في الأجل ..والتشغيل هو الحل . – شادين شادين..في سراح المساجين . – يا بطّال يا مسكين .. الرشوة بالملايين . – لا للإنقلاب على الفصل العاشر ..
يذكر أن قناة الجزيرة بثّت في شهر ديسمبر الماضي شريط وثائقي حول عملية اغتيال فرحات حشاد من طرف « منظمة اليد الحمراء » الفرنسية ، وقال منفذ الجريمة أنطوان ميليور  » لقد تصرفت وفقا للتعليمات، وكان حشاد يمثل خطرا على فرنسا آنذاك » ، ورفعت عائلة الشهيد حشاد قضية في المحاكم الفرنسية ضد مرتكبي الجريمة وكل من شارك فيها لم يقع البت فيها بعد ، ولم تقم الحكومة التونسية بإي إجراء بعد هذا الإعتراف .
وتستذكر السيدة أم الخير زوجة فرحات حشّاد لحظة إستشهاده فتقول : »الكل كان يردد إنه مبتسم أنظروا إنه مبتسم » .
نشير الى أن الشهيد فرحات حشاد أغتيل وعمره 38 سنة ، وهو من مواليد 1914 ، أصيل منطقة العباسية (دوار البرابشة) بجزيرة قرقنة (ولاية صفاقس) ، وتتألف عائلته من 16 أخت و16 أخ ، حصل على شهادة ختم الدروس الابتدائية وانقطع عن الدراسة لضيق حال العائلة ، انتقل سنة 1930 الى سوسة الى جانب أخواله وعمل بشركة نقل فرنسية ، وتعلم الرقن على الآلة الكاتبة والعمل الاداري ، اخرط في النقابة التابعة للكنفدرالية العامّة للشغل – الفرع الاقليمي – وتولى الكتابة العامة لنقابة الشركة وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، وحرّر مقالات في جريدة «تونس الاشتراكية» بالفرنسية، وتدرّج في المسؤوليات النقابية داخل هذه الكنفدرالية بكلّ من سوسة ثمّ صفاقس التي نقل إليها تعسّفيا بغاية إبعاده عن العمل النقابي كي يصبح بداية من سنة 1940 سكرتيرا بالفرع الاقليمي للكونفدرالية بتونس العاصمة.
في مارس 1944، استقال من النقابة التابعة للكنفدرالية العامّة للشغل – الفرع الاقليمي – بسبب تحيزها ضد العمال التونسيين ، وعمل على تأسيس نقابة تونسية بدأت في نوفمبر 1944، واسمها « اتحاد النقابات المستقلّة لعمّال الجنوب التونسي » في صفاقس وترأّس هو أمانتها العامّة ، ومن رحم هذه النقابة سيولد « الاتّحاد العام التونسي للشغل » في 20 جانفي 1946 ، وكان حشاد يسير على خطى محمد على الحامي في العمل النقابي الوطني.
انضم سنة 1950 الى الكونفدرالية العالمية للنقابات الحرّة (السيزل) ، واكتسب شهرة عالمية وشارك في مؤتمر المنظّمة في ميلانو بإيطاليا في جويلية 1951 بوفد من الاتّحاد ، واختاره المؤتمر في عضوية نائب رئيس في المكتب التنفيذي للسيزل مكلّف بافريقيا ، وخطب في المؤتمر فقال : »نحن مصمّمون على التحرّر من عبوديتنا بالاعتماد على أنفسنا وعلى مجهوداتنا الخاصّة،..إنّ الأنظمة الاستعمارية الموجودة تعكّر هذا السلم لدى الشعوب المضطَهدة،..نحن في حالة حرب دائمة مع النظام الاستعماري لاستعادة حرّيتنا، وبدونها لا مجال للسلم، ..أظهرت تجربة عشرات السنين الماضية بوضوح أنّ الدفاع عن المصالح الاجتماعية للجماهير بغاية الارتقاء بالوضعية العمّالية، لا يمكن أن يعطي نتيجة إيجابية ما دامت بلداننا خاضعة للآلة الاستعمارية المجرمة ».
كما حضر مؤتمر سان فرانسيسكو في سبتمبر 1951 ، وزّع فيه على الحاضرين مذكّرة حول الأوضاع في بلدان المغرب العربي الثلاث، ومن أمريكا سافر إلى بروكسيل لحضور اجتماع المكتب التنفيذي (للسيزل) ، وتمكّن من إقناع بقيّة اعضاء المكتب بإصدار بيان يعربون فيه عن تضامن المنظمة مع الشعوب المستعمَرة التي تكافح من أجل تحرّرها، كما وافق المكتب على اقتراح حشّاد بفتح مكتب داخل المنظّمة خاصّ ببلدان شمال افريقيا وعلى بعث لجنة إلى المغرب الأقصى.
كان يدرك الشهيد حشاد أنه عرضة للإغتيال ، ففي يوم الأحد 30 نوفمبر 1952 ، أرسل عائلته إلى سوسة ، بعد شعوره بالخطر ، وحين عبّرت له زوجته عن تخوّفها ممّا آت وسألته إن كان مهدّدا بالدخول للسجن، فأجابها وهو يركبها سيّارة الأجرة بأن تقرأ له الفاتحة حتى يدخل السجن، لأنّه كان مدركا تمام الإدراك أنّ موته قريب كما قصّ لها حلمه وهو يشقّ الطريق الرابطة بين محطّة قطارات الضاحية الشمالية (ت.ج.م) وحلق الوادي لوحده على رجليه بين طابورين من الجند الفرنسي اللذيْن اصطفّا من أجله، كي يركب باخرة فرنسية راسية في ميناء حلق الوادي، وقد أسرّ إلى زوجته بأنّه ضحك في منامه متعجّبا من هذه القوّة الفرنسية الكبيرة من أجل شخص واحد سيركب إحدى البواخر الفرنسية .
أغتيل الشهيد فرحات حشاد ببرادس (الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس) يوم 5 ديسمبر 1952 ، ونقل جثمانه على متن بارجة حربية فرنسية راسية في ميناء حلق الوادي ، وسط اجراءات أمنية وعسكرية مشدّدة في ظلّ حالة الطوارئ إلى مسقط رأسه قرقنة كي يدفن هناك.
يذكر أن بيته الذي ترعرع فيه موجود إلى حد الآن ، وهو في حالة متردية جدا ويرثى لها بسبب الإهمال . صور تظهر الحالة المزرية لمنزل الشهيد فرحات حشاد :
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 07 ديسمبر 2010)

 


الاتحاد العام  التونسي للشغل الاتحاد الجهوي  للشغل بسيدي بوزيد بيان نقابي  


تعلم  النيابة  النقابية  للملكية العقارية بسيدي بوزيد  وعلى اثر جلسات عمل  انعقدت سابقا  والتي تم تداولها  بين الطرف النقابي  والطرف الإداري  دون وجود اي تغيير او تقدم  او مبادرة من الطرف الإداري . وحيث ان ظروف العمل  أصبحت أكثر تعقيدا  للأسباب التالية :  –         عدم  المساواة –         سياسة العقوبات الإدارية والمالية –         الحرمان من الحقوق المشروعة للموظفين –         اعتماد معايير مغلوطة ( ضرورة  العمل , احترام المدير الجهوي …) لتسليط العقوبات –         صمت الإدارة المركزية  عن معالجة المشاكل  المطروحة . أمام هذه المشاكل والتي اعلم بها كل من : –         السلط الجهوية –         الاتحاد الجهوي للشغل –         الادارة الركزية تستنكر  النيابة النقابية  كافة أشكال  الاستفزاز والعقوبات غير المشروعة  بشكل متواصل  وتحمل الإدارة  كل ما ينجر  عن ذلك من تداعيات . كما  تعلم عزمها  الدخول في إضراب مفتوح  سيقع تحديده لاحقا . وشكرا النيابة النقابية  للملكية العقارية بسيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


اصلاح أنظمة التقاعد نهاية ديسمبر جلسة جديدة بين اتحاد الشغل و«الشؤون الاجتماعية»


علمت « الصباح » من مصادر وثيقة الإطلاع أن الجلسة القادمة بين وزارة الشؤون الاجتماعية واتحاد الشغل بشأن ملف إصلاح أنظمة التقاعد ستنعقد خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الجاري.
وحسب المعطيات المتوفرة لدينا ستعمل الجلسة على التقدم بالنقاش حول كافة جوانب الإصلاح المرتقبة بأنظمة التقاعد بمناقشة ملف الديون المتراكمة للصناديق الاجتماعية خاصة منها الديون المستحقة لصندوق الضمان الاجتماعي والتهرب من دفع المساهمات والتصريح الوهمي وخصم المساهمات، والتحيل في تصاريح التأجير، قبل المرور في جلسات لاحقة إلى محاور متصلة تراها الأطراف الاجتماعية متسببة في عجز الصندوقين، وستكون الحلول على غرار المساهمات المالية للأجراء والمؤجرين،  والترفيع في سن التقاعد من آخر المحاور التي سيتم  التطرق اليها. 
وكانت جلسة السابقة التي انعقدت قبل أسبوع تقريبا (يوم 29 نوفمبر المنقضي) تم خلالها التحاور بشأن العوامل التي أدت إلى عجز الصناديق الاجتماعية ووقوعها في أزمات متتالية، وكانت البداية بالمزج بين الضمان الاجتماعي والتضامن الاجتماعي الذي أثقل كاهل الصندوقين بمهمات ومصاريف اضافية لا علاقة لها بمهامها الأساسية.
اذ ترى الاطراف النقابية أن من أسباب عجز الصناديق الاجتماعية تنوع أعبائها ومهامها التي تدخل في باب التضامن الاجتماعي مثل صندوق النفقة المدمج ضمن مهام صندوق الضمان الاجتماعي، كما تتحمل الصناديق كلفة المسرحين من عملهم.
يذكر أن الجلسة الماضية سبقها جلسة جمعت الوزير الأول بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل تم خلالها الاتفاق على ضرورة مزيد تعميق التشاور بين جميع الأطراف وطرح ملف الصناديق الاجتماعية والتقاعد على طاولة النقاش بغاية الوصول إلى حلول جذرية تخرج الصناديق من الوضع الحالي. تجدر الإشارة أن اتحاد الشغل ما انفك يدعو إلى تخصيص مداخيل صندوق الضمان الاجتماعي للجرايات دون سواها والتخلي عن تحمل أعباء العملة المسرحين والبطالة الفنية لفائدة صندوق وطني لبطالة المسرحين، وآخرها جاء في شكل اقتراح جاء على لسان النائب والنقابي محمد الدامي في مجلس النواب في أكثر من مناسبة أثناء مداولات ميزانية الدولة للسنة المقبلة، كما طرحته المنظمة الشغيلة في عدة سياقات أخرى.  رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 ديسمبر 2010)
 


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 07 /12 /2010

المربية  والنقابية سامية ساسي  تتعرض الى الشتم والتهديد  داخل المدرسة


تعرضت  يوم أمس 06 / 12 / 2010 المربية  والنقابية سامية ساسي معلمة بمدرسة حي البساتين  ببنزرت إلى  الشتم والتهديد ومحاولة للاعتداء بالعنف المادي من طرف  معلم ينتمي إلى الحزب الحاكم  وذلك  داخل المدرسة . علما  إن المربية والنقابية  سامية ساسي  تلقت  في فترة سابقة  مجموعة من رسائل التهديد  مجهولة المصدر تطلب منها  التخلي عن انتمائها  النقابي كما تم توجيه رسائل مماثلة إلى المتفقد   تشكك في عملها وكذلك إلى الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل  ببنزرت  للتشكيك  في نزاهتها النقابية .
إن المرصد التونسي  للحقوق والحريات النقابية يدين بشدة هذا  الاعتداء ويعتبره انتهاكا سافرا لحرمة المدرسة  و كرامة  المربين والنقابيين وعلى هذا الأساس  يعبر المرصد عن تضامنه اللامشروط  مع المربية والنقابية سامية ساسي  ويطلب من السلط الادارية الجهوية فتح تحقيق  عاجل  في ملابسات هذا الاعتداء  ومعاقبة المعتدي وفق  ما يفرضه القانون .
عن المرصد المنسق محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تونس تحتضن مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب


تحتضن تونس المؤتمر الرابع والثلاثين لقادة الشرطة والامن العرب وذلك خلال يومي 8 و9 ديسمبر الجاري وسيفتتح المؤتمر السيد رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية.
كما سيتحدث في جلسة الافتتاح ايضا د.محمد بن علي كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب واللواء الركن حسين هزاع المجالي مدير الامن العام في المملكة الاردنية الهاشمية ورئيس المؤتمر. وسيشارك في هذا المؤتمر الذي ينعقد سنويا، كبار المسؤولين الامنيين في مختلف الدول العربية فضلا عن ممثلين عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الامنية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول(. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 ديسمبر 2010)

تعقد الجمعة القادم هيئة إدارية ساخنة لجامعة البريد


ينتظر أن تعقد الجامعة النقابية للبريد والاتصالات هيئة ادارية ساخنة يوم الجمعة المقبل لاتخاذ موقف بشأن عدة ملفات عالقة متصلة بالوضع الاجتماعي داخل مؤسسات القطاع وخاصة منها ما يهم ملف « اتصالات تونس ».
وصرح السيد منجي بن مبارك كاتب عام جامعة البريد والاتصالات في اتصال مع « الصباح » أن الهيئة الإدارية ستلتئم يوم 10 ديسمبر الجاري وستنظر في عدة ملفات منها ملف الإعداد لمؤتمر التعاونية، وكشف عن امكانية أن تتخذ قرارات صارمة بشأن ملفات أخرى منها ملف « اتصالات تونس »، وملف الوكالة التونسية للانترنيت.
وقال بن مبارك أن الجامعة تفاجأت في جلسة جمعتها مع « اتصالات تونس » خلال الأسبوع الماضي بمقترح تقدمت به الإدارة يتمثل في المغادرة الطوعية للعمل عبر تمكين الراغبين في ذلك  من نسبة من أجورهم الحالية إلى حين وصولهم إلى سن التقاعد مع منحة مغادرة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 ديسمبر 2010)
 


يوميات في زمن الرداءة


 » أصرخ اليوم و بأعلى صوتي لأقول  : هذه شهادتي عن رحلة العذاب والمعاناة في إحد مسالخ  صانع التغيير   … هكذا كان التعذيب ولربما أبشع في حالات كثيرة ، عندما تستمعون لشهادات ضحايا السجون  …..  « 
مجموعة من الذّكريات والآلام والمواجع ظللت أحملها لسنين طويلة ولم يتغيّر من جوهرها ومحتواها شيء ، وكلّما تتباعد عنها السّنين أخاف من ضياع حقيقتها أو أن يلفّها النّسيان .
لذا دفعتني رغبة ملحّة لتدوين تلك الأحداث التي مررت بها أثناء فترة الإعتقال لتبقى الحقيقة والذكرى شواهد حيّة على مظالم سلطة التغيير في بلدي   . وقد وضعت  جهد الإمكان تدوين تلك الحقائق والأحداث بكلّ دقّة  وأمانة بعيدا عن الإفتراءات والتهويل أوافتعال الأكاذيب ، لأنّي لا أروي هنا قصصا ولا أسرد أحداثا خياليّة بل أتحدّث عن مرحلة عصيبة ومأساة حقيقيّة عاشتها البلاد  مطلع التسعينات من القرن الماضي .
وقد اخترت أن أهدي وقائعها  لكلّ أحرار العالم  مع الإعتذار سلفا  لما ورد في أقوال أجهزة البوليس من عبارات بذيئة .   المشهد الأوّل : مراسم الإستقبال
كانت السّاعة تشير إلى الثانية عشر من شهر أكتوبر من سنة 1992 عندما أطبق عليّ مجموعة من عناصر أمن الدّولة  في إحدى شوارع المدينة بعد خروجي مباشرة من المعهد .
أمسكني أحدهم من عنقي بقوّة لينهال عليّ ثان بأخمص سلاحه على رأسي تاركا لي جرحا عميقا ينزف دما ،  في حين أشغل ثالث سيارة مدنيّة تابعة لإحدى المؤسّسات العموميّة من نوع  » Opel  » كانت في انتظاري لأحشر بداخلها  بقوّة  وأحمل إلى إحدى مراكز الإعتقال .
أدخلت إلى غرفة صغيرة  عبر ممرّ ضيّق ، فكان الإستقبال على أحسن ما يرام . ضربة باغتة كالصّاعقة من أحدهم أصابت نصف وجهي فأطرشت أذني وأردتني طريحا على الأرض لينهضني آخر بسحبة قويّة من قميصي الملطّخ بالدماء ويعيدني واقفا وهو يصرخ في وجهي بعصبيّة قائلا: خائن ، عميل ، جبان .
امتلكني شعور غريب من الخوف والرّهبة  لم أستطع معه الكلام ، وبينما أنا في تلك الحيرة من أمري أطلّ عليّ مجموعة أخرى من الأعوان ،  ليبادلني كلّ واحد منهم بالتحيّة …. ، إمّا بركلة على جسمي ، أو بصفعة على خدّي ،  أو بلكمة في وجهي مع بعض الكلمات البذيئة المشحونة بالغضب وروح الإنتقام .
كانت مراسم الإستقبال سريعة على غير عادة إخواننا في مباحث أمن الدّولة ليبدأ بعدها حفل التكريم .
المشهد الثاني : حفل التكريم
بادرني أحدهم بالسّؤال : هل أنت فلان ؟ فسارع ثان معلّقا بالقول  » هذا هوّ الكلب ، ليضيف ثالث سنقطع لحمك يا ابن القحـ……. كان المشهد مرعبا ، غير أنّي رحت أسبح بخيالي بعيدا ، فحالت بخاطري مجموعة من الأسئلة رحت أبحث لها عن إجابات …. هل هؤلاء الواقفوف أمامي آدميون  وأبناء بلدي ، أم أنّهم مرتزقة أوكلت لهم مهمّة تدمير الإنسان ؟؟؟؟    وماالذي يدفعهم إلى هذه القسوة والتوحّش وأعمال البطش والتنكيل ؟؟؟؟
أجهدت نفسي بحثا عن إجابات مقنعة ، غير أنّ عصى أحدهم التي نزلت على جسمي فجأة أوقفتني عن التفكير . صاح في وجهي ،  تكلّم يا ابن الكلب …. أين أصحابك ؟؟؟ وماذا كنتم تخطّطون ؟؟؟
تلعثم لساني غير أنّي تداركت الأمر بسرعة رغم شدّة الألم ، وأقسمت له بأغلظ الإيمان أنّي أحبّ بلدي  وليست لي علاقة لا بالعمالة ولا بالخيانة . لم تشفع لي  كلماتي البريئة بإقناع ذلك الوحش الهائج ، فراح يسدّد لي لكمات حادّة  في وجهي حتّى سالت الدّماء من فمي وهو يشتم شتما بذيئا ، ثمّ راح يقول : حدّثنا عن الخطط ؟؟  وعن محتوى الإجتماعات ؟؟؟ وعن الأشخاص الذين تعرفهم ؟؟؟ هل فهمت ؟؟؟ نظرت إليه وأنا أعتصر من شدّة الألم ثمّ قلت : صدّقني  ليس لي علاقة لا بهؤلاء ولا بأولئك .
ردّ بلهجة الحاقد : نحن لحدّ الآن لم نستعمل معك الأساليب الأخرى ، لكن يبدو أنّك حقير …. هيّا انزع ملابسك  … كلّ ملابسك  … اخلع ياكلب … ستقول الحقيقة .
ظللت جامدا في مكاني ، وأنا لا أصدّق ما يقول ، غير أنّ أحدهم جذبني من قميصي ثمّ جرّدني من  ملابسي  كلّها  ، وعلّقني باستعانة زميل له على شكل روتي  ويداي مشدودة إلى الخلف ثمّ انهال عليّ بالضرب .
كانت البداية ضربات حادّة على قدمي بإحدى العصى الغليضة استمرّت لساعات اختلطت فيها رائحة الدّماء السّائلة بالعرق الذي كان يتقاطر من جسمي ، ووسط ذلك القبو المظلم كنت أطلق صيحات استغاثة ، لكنّه لم يكن يسمعني أحد .
كنت أحسّ بأنّ كتفي كان يتمزّق ، ويكاد ينسلخ عن جسمي ، وبأنّ رأسي وعيناي يكادا ينفجرا من الألم ، وامتلكني دوار حادّ رحت بعده في غيبوبة تامّة لبعض الوقت لأفيق على صوت أحدهم وهو يقول : أنت ضيف عزيز علينا ، وهذه البداية وهناك المزيد .
تركاني أتدلّى كالشاة المذبوحة وسط أنين قاتل ، وبعد وقت غير قصير عاد إليّ  أحدهم ليسألني : هل أنت مصرّ على عدم الإعتراف ؟؟؟ قلت له وأنا أتمزّق من شدّة الألم : أنا لا أملك شيئا غير الذي قلته . وفجأة جاء صوت قبيح في نبراته غلظة وحشيّ كاسر ، وأخذ ما تبقّى من  قطعة سجائره الملتهبة ووضعها على  جسمي  المتدلّي ، فأطلقت صيحة كادت أن تهتزّ لها  أركان الغرفة ، وهو ما دفعه لمزيد الإنتقام .
نظر إليّ بسخريّة وخرج ، ثمّ عاد ومعه  عصى وهو يقول هذه هديّة منّي إليك يا ابن القحـ.. ، ثمّ أدخل تلك العصى في دبري بكلّ وحشيّة وانتقام ( صرّحت بهذا الكلام أما م القاضي أثناء المحاكمة سنة 1992 )  ، فصحت من شدّة الألم ، غير أنّه راح يسدّد لي اللّكمة تلوى الأخرى على أماكن مختلفة من جسمي .
وبعد ساعات من الألم والعذاب  أدخلت إلى زنزانة عاريّة من كلّ شيء ، وسط ظلام دامس لأقضي  بها ليلتي تلك  .
ومع بدايه طلوع الفجر سمعت أصوات وقع أقدام قادمة نحوي، فتح  باب الزنزانة بقوة  وقذف بأحد الشباب داخلها . سألني ذلك الشاب عند سماع أنيني المتقطّع : هل أنت إنس أم جان ؟؟؟ قلت إنس والحمد للّه
قال : وكيف أنت إنس ؟؟ قلت أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه ، ثمّ رحت أتلوا بعضا من آيات الذكر الحكيم .
حاول ذلك الشاب الإقتراب من مكان تواجدي وهو يستند إلى الحائط خوفا من التعثّر لشدّة سواد المكان ، ثمّ جلس بجانبي وهو يقول : واللّه بريء  ، واللّه بريء …
حاولت أن أستوضح منه الأمر ، غير أنّه ألحّ عليّ بمواصلة قراءة القرآن ، ثمّ أجهش بالبكاء.
وبينما نحن على تلك الحال وإذا بالباب يفتح ثانيّة ويؤخذ بتلابيب ذلك الشاب ويحمل إلى مكان مجهول ، وتبقى حكايته عالقة في ذهني إلى حدّ هذا اليوم . لم تمضي ساعات قليلة ، وإذا بي أسمع ضوضاء كبيرة ، فدقّ قلبي بسرعة واعترتني رعشة خفيفة أحسست معها بالخوف . فتح الباب من جديد ودخل عونان وأمسكاني بقوّة ، ثمّ حملاني إلى غرفة مجاورة يبدوا أنّها أعدّت للتحقيق .
وجدت نفسي محاط بعدد من مباحث أمن الدّولة ، ثمّ تتالت عليّ الأسئلة تباعا مع بعض اللّكمات الخفيفة والكلمات البذيئة .  وفجأة دخل علينا أحد الأعوان وهو يحمل معه تقريرا يبدوا أنّه  يحتوي على بعض المعلومات المهمّة
أخذه كبيرهم وغادر الغرفة ، ثمّ عاد إليها بعد وقت قصير وسدّد لي  لكمة حادّة في وجهي ثمّ أمر بتعليقي ثانية على شكل روتي وهو يقول : اعترف قبل أن تموت ، تكلّم يا ابن القحـ …. ، تكلّم …
ثمّ انهال عليّ بالضرب على كلّ جسمي دون مراعاة للخطر الذي قد يسبّبه .
كانت عمليّة التعذيب بشعة وكان الألم شديدا ممّا تسبّب لي في شلل نصفي ، نقلت على إثره للمعالجة في إحدى المصحّات هناك ، غير أنّ حالتي الصحيّة تعكّرت بشكل مزعج  ممّا دعاهم إلى نقلي  إلى المستشفى المحلّي ببوسالم .
وهناك أمر الطبيب ببقائي  في المستشفى لبضعة أيّام غير أنّ مباحث أمن الدّولة رفضوا طلبه بحجّة وجود تعليمات صارمة في الغرض . ناولني الطبيب  حقنة ،  ثمّ مدّني ببعض  الأدوية  ليعاد بي إلى زنزانتي من جديد .   يتبع   نورالدين الخميري ـ ألمانيا 
 


الانتخابات المصرية والإقصاء الكامل للإخوان

  


راشد الغنوشي الانتخابات الحرة التعددية النزيهة تعتبر أهم عناوين النظام الديمقراطي والآلية الفضلى التي توصل إليها العقل لبناء الدولة على أساس الإرادة الشعبية من طريق تعريض النخب بشكل دوري للمحاسبة والاختبار بما يحقق تجددها عبر المنافسة النزيهة، وتداول السلطة سلميا. فما موقع « الانتخابات » المصرية من هذا؟ وأين يتنزل موقف وإقصاء الإخوان منها؟
1-لئن كانت الانتخابات أبرز آليات وعناوين النظام الديمقراطي الحديث فإنها لا تستغرقه، بل تبقى جزءا من كل، من نظام عام يتوفر على جملة من ضمانات تكافؤ الفرص بين المتنافسين على السلطة في استخدام الإعلام فلا تحتكره جهة مثل الحزب الماسك بالسلطة، وضمان استقلال القضاء، ووجود توافق بين النخب المتنافسة على جملة قواعد العملية السياسية ومنها الآليات والضوابط والتراتيب التي ستحكم العملية الانتخابية فلا ينفرد الحزب الحاكم مثلا بوضع تلك الضوابط والتراتيب.
أما إذا انفرد بوضعها بما يضمن استمرار قبضته على الحكم فإن القبول بذلك مفض لا محالة إلى إفراغ العملية السياسية من كل محتوى ديمقراطي، لتتمحّض حكما دكتاتوريا طاغوتيا مستبدا، حتى ولو كان بقناع مخرّق من الديمقراطية، كذبا وبهتانا، وهو وضع أسوأ بكثير من الدكتاتورية السافرة، فالنفاق أسوأ من الكفر، وعدو ظاهر أقل خطرا من عدو بقناع صديق.
2- معظم النظام العربي قد انتقل من ديمقراطية جزئية قبل الخمسينيات إلى أنظمة دكتاتورية تحكم بنظام الحزب الواحد، بل الشخص الواحد، إلى تعددية شكلية هي مجرد قناع لنفس البضاعة السابقة الفاسدة، وظيفتها الأساسية ضمان شرعية شكلية، صالحة، خاصة لتصدير النظام القائم إلى السوق الدولي.
3- فما موقع النظام المصري من هذا النمط؟ وما حاله؟
أ- يعتبر النظام المصري نموذجا لتطور الأنظمة العربية إلى حكم شمولي سلطوي بغلاف ديمقراطي, وتمثل الانتخابات التشريعية الأخيرة تعبيرا فاقعا عن هذا التطور وهذا النمط الذي مثّل -حسب تعبير مراسل الغارديان (1/12)- مسخرة أو مهزلة ولك أن تقول مأساة، فهل بقي حزب في العالم يعمل ضمن نظام تعددي، يحقق نجاحا بنسبة 95%، ويجد من المثقفين الجامعيين من يتصدى للدفاع عن هذه النسبة المعرّة وعن نزاهة العملية التي أنتجتها؟!
إنه السقوط الرهيب الجامع بين المهزلة والمأساة. ولم يكن في ما حدث الكثير مما لم يكن منتظرا من قبل نظام أدمن على التزييف، وبدت منه مؤشرات واضحة على عزم منه أكيد ومصمم على الإجهاز على ما تبقى في النظام من عروق تنبض بالحياة، إذ أقدم على تحويرات دستورية تلغي ما كان من رقابة قضائية جزئية وتوكل أمر العملية الانتخابية برمّتها لأجهزته الأمنية والإدارية بدءا بالتحكّم في السجلات الانتخابية وحتى فرز الأصوات.
وأقدم قبل أيام معدودة من الحفلة الانتخابية التنكرية على القيام بمذبحة إعلامية لإخماد معظم الأصوات المعارضة، فكان الأمر في غاية الجلاء أنه متجه لارتكاب فاحشة التزوير، لا في غرف مظلمة كما قيل، فقد أتاها تحت الكاميرا، بما دلالته واضحة أنه لم يعد يبالي بممارسة فن التعرّي السياسي وارتكاب الفواحش على الملأ، فـ »من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ».
ب- هل كان النظام من أجل استمرار قبضته على الحكم محتاجا إلى الولوغ في الزيف وتحدي إرادة منافسيه وإشهاد الرأي العام عليه بهذه المستوى الغليظ؟ أما كان يكفيه الحصول على أغلبية بسيطة 51% أو مريحة، الثلثين، من أجل تمرير كل مشاريعه؟ ورغم أن الدكتاتوريات كلها غبية مغرورة مستهترة، فإنه يبدو جليا أن النظام إنما أقدم على هذا المستوى من العجرفة والاستهتار بسبب ما يستبد به ويتخبطه من شعور طاغ عارم بأنه مقدم على اجتياز امتحان مصيري، بل قل على خطر وجودي يتعلق ببقائه، ويتمثل في مواجهة تحدي استمرار الفرعون. الفرعون الأب خرج لتوه من المشرحة بوجه يشبه المحتضر وهو مصمم على نقل ملكه إلى فرعون وريث، وليس في النظام بكل مؤسساته القائمة وقوانينه ما يضمن انتقالا سلسا، وإذن فلا مجال للقبول بأي أصوات تشويش في المجلس القادم المعول عليه إنجاز المهمة، وليقل الآخرون بعد ذلك وخلاله ما يشاؤون!
ج- فضلا عن ذلك فإن الحكم في مصر كما في بلاد العرب تحول إلى غنيمة حرب بيد القطط السمان، الأثرياء الجدد الذين انتقلت إلى أيديهم باردة في سنوات معدودات الثروة العامة، مدّخرات الشعب ومكاسبه لعقود طويلة، تحت مسمى الخوصصة وإعادة هيكلة الاقتصاد بإشراف مؤسسات النهب الدولي. وأسوأ صور فساد الحكم اجتماع سلطة الحكم إلى سلطة المال، وهو ما جعل حصول أباطرة مافيا الحزب على مقعد في البرلمان أقرب طريق لتضخيم الثروة والدفاع عنها وتحصين النفس من كل متابعة، في بلد لا يزال فيه عرق قضائي ينبض بالحياة.
فكيف يمكن صد هذه المافيا عن التسابق إلى مقاعد البرلمان؟ وإذا كانت أعدادهم أكثر من جملة مقاعده فكيف يمكن إفساح مجال للمعارضة؟ بل كيف السبيل إلى ضبط تنافسهم دون إفساح المجال لحرب مفتوحة بينهم تبلغ حد القتل والبلطجة؟ وهو ما حصل في صورة عبثية غير مسبوقة. نحن أمام عصابة منفلتة اختطفت الدولة وارتهنت الشعب وحولت الجميع خدما وعبيدا. هذه حال النظام العربي. 4- هذا حال النظام ومشاغله فما حال قوى المعارضة؟
أ- إذا كنا صادقين في احترام اللغة والتعامل الجاد معها، فمن التضليل استدعاء مفهوم المعارضة عند الحديث عن النظام العربي وفي طليعته المصري باعتبار « المعارضة » ركنا أساسيا من أركان النظام الديمقراطي لا قيام له دونها فهي جزء من ماهيته، لدرجة أن لزعيم المعارضة وضعا يخوّل له عقد لقاءات دورية تشاورية مع زعيم الحزب الحاكم يطلعه على القضايا الكبرى ويتشاور معه، بينما في أنظمة النفاق الديمقراطي حقّ الحزب المعارض الرئيسي هو الإقصاء والنفي إن لم يكن الاستئصال، ويعامل على أنه ملف أمني مثل المخدرات، بل أخطر منها، وفي أفضل الأحوال كما هو الحال في مصر قد يعامل بغض البصر عنه حينا وبالقمع أحيانا، حتى غدا لا يتحدث عن الحزب المعارض الرئيسي (جماعة الإخوان) إلا بأنه « المحظورة ». مع أن هذه المحظورة تأسست قبل أن يستهلّ الرئيس صارخا.
ومعنى ذلك أننا في مثل هذه الأنظمة إذ نتحدث عن أحزاب معارضة فنحن نضع أنفسنا على أرضية غير أرضيتنا، فنضلّ ونضلّل، ونتوهّم ونوهم الشعب أننا إذ « نشارك » في السلطة، تشريعية كانت أم تنفيذية عبر « الانتخابات » ونسمي ذلك اعتدالا ووسطية في مقابل « المغالبة » وربما التشدد! فإن ذلك سيفضي مع التراكم إلى ما نرجوه من تغيير لهذا النمط السلطوي لحكم « رجال الإعمال » إلى نظام ديمقراطي! أي نظام في خدمة الناس وليس العكس، نظام يحقق لهم الأمن من الجوع والخوف ونرفض أن « نغالب » ونسمي ذلك وسطية! مع أن المغالبة والتدافع من سنن الكون والحياة، فإنما تؤخذ الدنيا غلابا » ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض » (سورة البقرة).
ب- تشهد تجارب المشاركة لأحزاب إسلامية وغير إسلامية في مثل هذا النمط من الأنظمة أنها لم تغير من طبائع هذه الأنظمة شيئا بل تراجعت في أكثر من بلد وأحيانا تمزقت، إن لم تتحول شاهد زور. ذلك أن صناديق الاقتراع ليس من مهمتها تغيير الأنظمة وإنما التغيير داخلها، عندما تكون ديمقراطية قابلة للإصلاح وقد اجتمعت نخبها على نمط مجتمعي توافقي وعلى آليات لإدارته بما يحقق التداول بينهم وينقل الصراع من المستوى الصفري غالب أو مغلوب إلى المستوى السياسي السلمي. وهو ما أنجزته الثورات الديمقراطية. وهذه المهمة لا تزال مطلوبة للإنجاز، أي مهمة التغيير الديمقراطي بصرف النظر عن هويته الثقافية إسلاميا كان أم علمانيا، فتلك مهمة تالية.
ج- لقد ظلت فكرة التغيير في مصر تتبلور في السنوات الأخيرة على يد جزء من النخبة أخذ وعيه يرتقي بأن البلد -من أجل وقف تدهوره ووضعه على طريق النمو الصحي والتعافي وإخراجه من حالة العطالة والهامشية والضياع واستعادة دوره وفعله التاريخي المتوقف- في أشد الحاجة إلى القطع مع وهم الإصلاح عبر المشاركة، بالإقدام على رفع شعار التغيير، فكانت « حركة كفاية » متشكلة من نخبة جريئة منحدرة من كل الأطياف، وتطورت السنة الأخيرة إلى الجمعية الوطنية للتغيير وخصوصا بعد عودة الدكتور البرادعي والتفاف قوى شبابية وحديثة حولها، وكان انضمام الإخوان إليها حدثا كبيرا أحيى الأمل في انطلاق مشروع التغيير المعطل وتحريك المياه الراكدة بسبب وزنهم وأثرهم الكبيرين.
د- كان واضحا انزعاج النظام من هذا المحور الجديد الذي أخذ يتشكل متجاوزا صراعات ثانوية عفا عليها الزمن بين إخوان وناصريين وإسلاميين وعلمانيين ومسلمين وأقباط. واجب الوقت ليس التنافس حول مغانم واقتسام سلطة فردية غير منقسمة بطبيعتها، وإنما إنقاذ شعب وأمة، وتحرير الإرادة الوطنية من قبضة عصابات النهب، وتعبئة كل القوى بمهام وطنية جامعة على أرضية المواطنة، ومساواة في الحقوق والواجبات.
هـ- كان الموقف من « الانتخابات » التي داهمت جمعية التغيير الوليدة امتحانا لها فشلت في الصمود أمامه وغلب منطق الربح والخسارة، فإذ أعلنت أطراف صغيرة في الجمعية موقف المقاطعة أعلن الإخوان أنهم سيقاطعون إذا قاطع الجميع، وبمجرد أن أعلن الوفد المشاركة وشاع على نطاق واسع أن صفقة عقدت معه على حساب الإخوان ليحل محلهم زعيما للمعارضة في المجلس أعلن الإخوان المشاركة، وما كان يناسب من يرى نفسه كبيرا ويعترف له الجميع بذاك أن يربط موقفه ويشرطه بموقف ذوي الوزن الخفيف، بل اللائق به أن يحدد هو موقفه في ضوء المصلحة الوطنية العامة ليضغط على الآخرين ويحملهم على موقفه أو يهمّشهم.
و- كانت صدمة المشاركين بنمط إدارة السلطة للعملية « الانتخابية » وبنتائجها كبيرة، بما دل على ضعف تشخيصهم لواقع السلطة وما يتخبطها من مطامع ومن فوضى واستهتار وهواجس البقاء التي أفقدتها توازنها لدرجة الهبل. لقد كانت المسافة بين بقية من حسن ظنهم في السلطة وبين حقيقة وضعية التخبط التي هي عليها وهواجس وكوابيس البقاء التي تحركها، هي ما يفسر صدمتهم، وحجم توهّمهم ، ومن ذلك توهّم حصول صفقة مع الوفد، بينما لم يثبت ذلك حتى الآن، سواء أكان الوفد مخدوعا مثل الآخرين إذ أحسن الظن في وعد من كاذب مزوّر أم لم يكن موعودا بشيء أصلا، ولذلك كان مفاجئا تدني ما حصل عليه كما كان مفاجئا إعلان انسحابه من المشاركة في الدورة الثانية، وهو موقف يحمد للإخوان المبادرة به، بل لم يبق لهم خيار غيره.
ز- لم تكن « المشاركة » تخلو من منافع للمشاركين، فالحياة قلّ أن تتمحض خيرا خالصا أو شرا صرفا، والحملة الانتخابية فرصة وبخاصة لحركة محظورة لإثبات وجودها تواصلا مع الناس محرومة منه، مع أن الإخوان وعموم الإسلاميين لم يعد وجودهم يحتاج إلى شهادة من أحد، شهادات ميلاد الحركات الجادة لا تمنح من خارج شعوبها وكذا وفاتها.
إن سلطة مستبدة فاقدة للشرعية هي المحتاجة إلى اعتراف حركة إسلامية تزعم وحق لها أنها أصدق تمثيلا للشعب. ولم يخطئ الإخوان كليا إذ اعتبروا أن مشاركتهم كان لها إسهام عظيم في فضح السلطة وإظهارها على حقيقتها دون تزويق، ولكنهم لم يشاركوا من أجل تحقيق هذا الهدف، وإنما بقصد الحصول على نسبة من المقاعد حتى وإن تكن أقل من سابقتها، والحقيقة أنهم حتى لو حصلوا على نسبة أعظم، ما كان ذلك ليغير من سياسات النظام الكبرى داخليا وخارجيا شيئا، فهل حدّت تلك المشاركة من نهب أقوات الشعب شيئا أو من انفلات قوات مسعورة تبطش بالناس، أو من رهن النظام لاستقلال البلد بالبنك الصهيوني الأميركي لضمان التوريث، أم هل أوقفت الحصار على غزة وتمدد الجدار الفولاذي اللعين حولها؟؟ لا شيء من ذلك حققته المشاركة.
إنه من الخطل توهّم أن سلطة الاستبداد قابلة للانقسام فطبيعة الملك أن يميل إلى الانفراد لا تمنعه من ذلك غير المطالبة القوية حسب تعبير ابن خلدون. السلطة في الأنظمة الفرعونية لا تنقسم.
5- لماذا كان إقصاء الإخوان بهذه الدرجة من الغلظة والحسم؟ ما من أحد ذي مسكة من حجر وإدراك لحجم الإخوان وعمقهم وامتدادهم يمكن أن يصدق أن شعبيتهم في انحدار بل بلغت كما يزعم سحرة الفرعون من المثقفين هذه الدرجة من الانهيار الكامل خلال سنوات قيادتهم للمعارضة في المجلس مع ما فرضوه على المجلس من حيوية، وما قادوه من فعاليات برلمانية. هم في الحقيقة حريّ بهم أن يقدموا لمهندسي إقصائهم بهذه الدرجة من الحماقة شهادة شكر تشاركهم فيها حركة التغيير، لأن إقصاءهم بهذه الدرجة صحيح أنه لن يدفعهم إلى العنف فهم أعقل من ذلك، ولكنهم مهما كظموا غيظهم فإن شعورهم بالمرارة ومبلغ الإهانة لا شك قائم، إن لم يكن ممضّا، وهو ما سيجعل فعلهم في مشروع التغيير والحضور في الشارع أعظم، فلم يبق لشيوخهم ما يهدهدون به حماس الشباب ويهدئون من روعه.
لو أن النظام منحهم حتى نصف ما كانوا عليه أو أقل لكان في يد شيوخهم ما يعللون به حماس الشباب وكبح اندفاعهم إلى الشارع. لماذا فعل النظام ذاك؟ حماقة؟ رشوة يقدمها إلى قادة الحرب على الإسلام لشراء صمتهم وضمان دعمهم للتوريث؟ كل ذلك وارد ولكنه يبقى في المحصلة قدر الله سبحانه الذي اقتضت رحمته أن الشر لا يأتي خالصا وكثيرا ما تأتي المنح في طي المحن، والشر لا يتبدد وينهار حتى يظهر بألوانه الطبيعية.
وهذه « المهزلة » الانتخابية قد حققت ذلك بما يؤهلها لأن تشكل رصيدا وأرضية لتحشيد قوى التغيير وراء مشروع جبهة وطنية واسعة تتبنى أهدافا وطنية عامة تخاطب أعماق وهموم الإنسان المصري وبخاصة الغلبان في العشوائيات والأرياف وأوسع القطاعات المتضررة من السياسات القائمة، سياسات المعاش، وسياسات الأمن القومي وبخاصة إزاء دعم قوى المقاومة في فلسطين وغيرها بما يستعيد عبر تحركات شعبية مدنية بعث مشروع وطني، تستعيد به الكنانة موقعها القيادي في الأمة.
إنه إذا كانت كل أرض العروبة والإسلام من صميم أوطاننا فإن لمصر في الأمة مكانا متميزا، بما يجعل أنظار الجميع ترنو إليها ترقب من وراء ظلمات ما حصل تباشير فجر جديد تعدّل موازين القوة في المنطقة والعالم لصالح الأمة « إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب » (سورة هود). (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 ديسمبر 2010)  

« تقفيل » مصر  


فهمي هويدي لا أعرف من أين يستمد الناس أملهم في المستقبل في ظل استمرار حملة « تقفيل » مصر التي بلغت إحدى ذراها في الانتخابات الأخيرة. (1) « التقفيل » مصطلح تتداوله الألسن في أيام الانتخابات، ومقصوده لا أصل له في المعاجم اللغوية إذ المراد به إغلاق الدائرة لحساب أناس معينين ومصادرة أصوات الناخبين فيها لصالحهم، دون أن يكون لإرادة أولئك الناخبين أي دور أو اعتبار. وقد شاع ذلك التقفيل في الانتخابات التشريعية الراهنة، حتى بات من سماتها التي انعقد الإجماع عليها (مع التزوير بطبيعة الحال). وكان التقفيل مبالغا فيه لصالح مرشحي الحزب الوطني. وليس واضحا الآن هل كان المراد بذلك إقصاء الإخوان واستبعاد الأصوات المزعجة من مجلس الشعب الجديد، أم أريد به أيضا توفير إجماع المجلس على تأييد مرشح الحزب للرئاسة في العام المقبل، الذي نعرف حتى الآن أنه الرئيس حسني مبارك.

علما بأن الذين أداروا العملية الانتخابية لم يكونوا مضطرين إلى ذلك الكم المشهود من التقفيل والتزوير، لأن الدستور المصري بعد تعديله اشترط في المرشح لرئاسة الجمهورية تأييد 65 من أعضاء مجلس الشعب له و25 من مجلس الشورى إضافة إلى عشرة أشخاص من المنتخبين في المجالس المحلية القائمة في 14 محافظة (المادة 76 من الدستور).
بكلام آخر فإن الحزب كان ضامنا في أسوأ الظروف لعدد مؤيدي ترشيح الرئيس القادم. لكن البعض ارتأوا فيما يبدو أن يكون ترشيح المجلس للرئيس عند الحدود القصوى وليس الدنيا. من باب إبراز الالتفاف الشعبي حوله للعالم الخارج. وهو يخوض انتخابات الرئاسة للمرة السادسة.
لكثرة ترديد مصطلح « التقفيل » في الفضاء المصري خلال الأسابيع الماضية. فقد بدا كأنه صار أحد أهم عناوين البلد. وللدهشة فإن المرء إذا ما تلفت حوله فسوف يكتشف أن تلك حقيقة وليست ادعاء. ذلك أن ثمة شواهد عدة تدل على أن دوائر وأنشطة عديدة في بر مصر قد تم تقفيلها لحساب النظام الحاكم وأركان حزبه وأن أذرع النظام لم تتوقف عن تقفيل كل ما طالته أيديها. (2)  لن نطيل الحديث عن تجربة الانتخابات التشريعية، بعدما أصبح قارئ الصحف اليومية على بينة مما جرى فيها، ولم يعد الأمر يحتاج إلى مزيد من الكلام. لكني أذكر فقط بأن التقفيل لم يكن مقصورا على ما تم لصالح الحزب الوطني في لجان الانتخابات، ولكنه طال عملية تغطية الانتخابات ومتابعتها إعلاميا. وتمثل ذلك في منع منظمات المجتمع المدني الجادة من مراقبة الانتخابات، وفي حجب بعض البرامج التلفزيونية وإقصاء مقدميها (إبراهيم عيسى وعمرو أديب مثلا) وتهديد وتخويف أصحاب القنوات الخاصة، وترويع مقدمي البرامج الحوارية من خلال الرقابة اليومية والإنذارات، فضلا عن إغلاق 12 قناة فضائية وإنذار فضائيات أخرى. وفي نفس الوقت التضييق على حركة المراسلين الأجانب وعدم السماح لمكاتب الفضائيات الخارجية باستخدام البث المباشر في متابعة الانتخابات أو أية أحداث أخرى تقع في الشارع، من خلال وضع شروط تعجيزية لذلك.
بين أيدينا نموذج طازج لحملة التقفيل لم يمض عليه أكثر من 48 ساعة. ذلك أن المحكمة الدستورية العليا عقدت جلسة يوم الأحد الماضي 5/12 (لم أتعرف على نتيجتها بسبب موعد تسليم المقالة) للنظر في طعن مقدم في قانون تنظيم الانتخابات النقابات المهنية رقم 100 الصادر في سنة 1993. وهو الذي سلب اختصاص النقابات في تحديد مواعيد فتح باب الترشيح لرئيسها وأعضاء مجلس إدارتها، وفي تحديد المقرات ومراجعة كشوف أعضائها. وأحال ذلك الاختصاص إلى رئيس محكمة جنوب القاهرة الابتدائية. وبمقتضاه لم تعد أي نقابة مهنية مخولة إجراء أي انتخابات إلا إذا صدر قرار بذلك من رئيس المحكمة المذكورة. وكان ذلك قيدا قانونيا أريد به شل حركة النقابات المهنية الفاعلة. وحين سلب اختصاص النقابات في إجراء انتخاباتها وأصبح ذلك مرهونا بقرار رئيس المحكمة، فإن العملية أصبحت خاضعة في حقيقة الأمر لتقدير الأجهزة الأمنية. وكانت نتيجة ذلك أن أهم ثماني نقابات مهنية في مصر لم تجر فيها أية انتخابات منذ فترة تراوحت بين 15 و19 سنة.
فإما أنها وضعت تحت الحراسة كما في نقابة المهندسين التي منعت فيها الانتخابات منذ 19 عاما، وإما أنه رفض إجراء انتخابات جديدة، كما في نقابة الأطباء التي يرأسها الدكتور حمدي السيد منذ 16 سنة. أما نقابات الصيادلة والبيطريين وأطباء الأسنان والمعلمين والتجاريين والزراعيين فقد وضعت تحت الحراسة منذ ذلك الحين وإلى الآن. ولم تسمح الأجهزة الأمنية بصدور قرارات إجراء الانتخابات إلا بالنسبة للممثلين والموسيقيين والممرضات والمرشدين السياحيين!
ليس ذلك أعجب ما في الأمر، لأن العجيب أيضا أن قانون تفعيل النقابات المهنية صدر في سنة 1993 خلال أربعة أيام. ولكن حين طعن فيه بالبطلان فإن تقرير مفوضي مجلس الدولة (الذي أيد البطلان) استغرق إعداده تسع سنوات كاملة، علما بأن رأي المفوضين استشاري وليس ملزما.
ما حدث مع النقابات المهنية تكرر مع أندية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، ذلك أنه حتى أواخر الثمانينيات كان أساتذة كل جامعة يختارون مجلس إدارة ناديهم، وكان يعقد كل سنة مؤتمر عام للأندية، ولكن دعاة التقفيل نجحوا في تأميم تلك الأندية من خلال إجراء انتخابات وهمية كتلك التي حدثت في مجلس الشعب. وحين استعصى ذلك فيما خص جامعة القاهرة. فإن محافظ الجيزة أصدر -لأول مرة في تاريخ التجربة- قرارا بحل مجلس للإدارة تم انتخابه في شهر أبريل/نيسان عام 2009، ونص القرار على إعادة الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول من السنة ذاتها.
وقبل الانتخابات الجديدة بأسبوع قامت وزارة التضامن بشطب أسماء المرشحين من أعضاء مجلس الإدارة السابق. ورغم أنهم حصلوا على حكم بحقهم في الترشح، فإن الحكومة رفضت تنفيذه. وأجريت انتخابات هزلية كانت نتيجتها لصالح خطة إحكام تقفيل نوادي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات. وإذا كان ذلك يحدث مع الأساتذة، فلك أن تتصور ما يحدث بالنسبة للاتحادات الطلابية.
هذا المناخ الضاغط على الجامعات الذي تقوم فيه الأجهزة الأمنية بالدور الرئيسي، حتى أصبحت لها كلمة في تعيين القيادات الجامعية خصوصا العمداء، هو الذي أفرز حركة 9 مارس التي تبنت الدعوة إلى استقلال الجامعات. وهي التي نجحت في كسب قضية إلغاء وجود الشرطة في الجامعة. ومعروف ما جرى لعدد من كبار الأساتذة الذين يمثلون الحركة حين ذهبوا إلى جامعة عين شمس لإطلاع طلابها على حكم المحكمة، فسلط عليهم نفر من البلطجية لإفساد مهمتهم. وحين حدث اشتباك في حرم الجامعة جراء ذلك، فإن رئيسها أصدر بيانا ندد فيه بزملائه من الأساتذة، ونشرت الصحف أن الأساتذة أحيلوا إلى التحقيق، ولم يحاسب أحد من البلطجية!
(3) حملة التقفيل لم يسلم منها القضاء، وإن اتبعت معهم أساليب أخرى نظرا لحساسية وضعهم. فمعروف مثلا كيف ضرب تيار استقلال القضاء، ولم يهدأ للأجهزة الأمنية بال و(الحكومة بطبيعة الحال) إلا بعد أن تم إقصاء رموز ذلك التيار من نادي القضاة. وإذا كانت الحيل القانونية والبلطجة قد استخدمت في اختراق النقابات المهنية والهيمنة على نوادي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، فإن « الغواية » كانت السلاح الذي استخدم لتحقيق المراد بالنسبة للقضاة. صحيح أن هذا الأسلوب لم ينجح مع بعضهم، إلا أنه لا ينكر أحد أنه حقق نجاحا مع آخرين.
كان الإغداق والتمييز المادي هو أهم سلاح اتبع « لتليين » بعضهم والربط بين درجة « مرونتهم » وبين ما يحصلونه من أجور ومكافآت تتحقق من خلال أبواب عدة. وهذه تتراوح بين الانتدابات في داخل البلاد وخارجها، وبين الإعارات وعضوية اللجان، غير المكافآت التي تصرف في المناسبات المختلفة، الانتخابات من بينها. وللعلم فإن بعض تلك المكافآت تصل إلى مئات الألوف من الجنيهات. وهذه تمنح للمرضي عنهم أولا وللمرشح لنيل ذلك الرضا ثانيا، ويحرم منها الذين يستعصي تطويعهم ويشك في « تجاوبهم ».
ثمة أسلوب آخر للإغواء يستخدم سلاح مد الخدمة بعد بلوغ سن التقاعد. وهو ما تلجأ إليه الحكومة في شغل بعض المناصب القضائية الحساسة التي يهمها أن تطمئن فيها إلى « رجالها ». ولا يزال القضاة يذكرون أن بعضا من أساطينهم رفضوا المد، في مقدمتهم المستشارون وجدي عبد الصمد ويحيى الرفاعي وفريد فهمي الجزايرلي. وما إن تركوا الخدمة حتى انفتحت سوق مد الخدمة على مصراعيها، بحيث إن القضاة الذين كانوا يحالون إلى التقاعد في سن الستين، أصبحوا الآن يحتفظون بوظائفهم إلى سن السبعين.
وإلى جانب هذا وذاك فإن الحكومة ظلت تعمل على توسيع صلاحيات وزير العدل في التعامل مع القضاة، بحيث أصبح نصف مصالحهم في مكتب الوزير -كما قال أحد كبار المستشارين- في حين أن كل أمورهم المادية أصبحت في يده.
(4)  لا يحتاج إلى بيان اختراق الأجهزة الأمنية للأحزاب التي توصف بأنها معارضة، مع أن أغلبها ليس أكثر من أجنحة للحزب الحاكم، ولا هيمنتها على الصحف القومية واختراقها للصحف الأخرى. أما حضورها في الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني فلا جدال فيه. ولم يعد سرا أن رأي تلك الأجهزة حاسم في تعيينات موظفي الحكومة خصوصا في الوظائف الحساسة أو التي لها صلة بالرأي العام. وأئمة المساجد ضمن الشريحة الأخيرة (قال لي أحد كبار المسؤولين في وزارة الأوقاف إن الأجهزة الأمنية اعترضت على تعيين بعض أئمة المساجد، وحين أبلغت بأن الوزارة بحاجة إليهم كان الرد أن لدى أمن الدولة 12 إماما جاهزين للعمل في أي لحظة).
يكمل الصورة ويوثقها ما ذكره المستشار طارق البشري في كتابه « مصر بين العصيان والتفكك » حين وصف الوضع الراهن في مصر بأنه نموذج لما أسماه « شخصنة الدولة » وعرف الشخصنة في هذه الحالة بأن: القائم عليها لا تربطه عائلة قبلية ولا نقابة أو جماعة دينية ولا حزب سياسي أو طبقة اجتماعية. وهو يسيطر بذاته على مفاتيح السلطة، وتصير آلة الحكم وأجهزته كلها تحت إمرته.. وهو يتغلب على ضغط عمال الدولة عليه بأن يشخصن الفئة المحيطة به من العاملين معه بإبقائهم في وظائفهم أطول مدة ممكنة، بحيث تحل العلاقات الشخصية محل علاقات العمل الموضوعية.. ومن ثم كان صفة لازمة للدولة المتشخصنة أن تسعى دائما إلى تثبيت الأمر الواقع ومقاومة التغيير حتى وإن ادعته.
في هذا السياق نبه المستشار البشري إلى ما ابتدعه قانون صدر في عام 1991 بشأن الوظائف القيادية في أجهزة الدولة المدنية، قرر أن يكون التعيين فيها عن طريق المسابقة وبشكل مؤقت لا يتجاوز ثلاث سنوات وقد يقل. وهو ما قد لا يخلو من مزايا، إلا أنه يهدر عنصر الكفاءة التي توفرها الخبرة والأقدمية، كما أنه يجعل مصير كل القيادات في البلد تحت رحمة رضا السلطة.
أضيف من جانبي أن ذلك يعني أن القيادات -وقد سلط على رقابها هذا السيف- سيظل شاغلها طول الوقت هو كيفية استجلاب ذلك الرضا بمختلف السبل. ولن يصبح أداء الموظف أو كفاءته أو استقامته هو المعيار لاستمراره في وظيفته، ولكن كلمة الأمن التي لا ترى غير الولاء ستظل العنصر الحاسم في ذلك.
هل بالغنا حين قلنا إننا بصدد تقفيل مصر كلها لصالح النظام القائم؟ وهل يدرك الذين يديرون العملية عاقبة ومخاطر ما يفعلون، خصوصا في أوساط الأجيال الجديدة التي من حقها أن تحلم بغد أفضل، وتكتشف أن أفق المستقبل مسدود وأن كل البلد صار رهينة لدى الحزب الحاكم؟ (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 ديسمبر 2010)

 


بتهمة « إفساد » الحياة السياسية في مصر.. السادات يبحث مع مكتب
محاماة بهولندا مقاضاة جمال مبارك وأحمد عز أمام الجنائية الدولية

كتب مصطفى الطنطاوي (المصريون):  
 
كشف النائب البرلماني السابق محمد أنور عصمت السادات، أنه سيبحث مع مكتب للاستشارات القانونية الدولية بهولندا إمكانية رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يختصم فيها كلاً من جمال مبارك أمين السياسات بالحزب « الوطني »، وأحمد عز أمين التنظيم، بتهمة « إفساد الحياة السياسية » في مصر, لدورهما المفترض في أعمال العنف والتجاوزات التي شابت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة. ويقول السادات، إن جمال وعز هما المسئولان الأساسيان عن تنظيم وإدارة العملية الانتخابية لمرشحي الحزب الحاكم، وبالتالي يقفان وراء عمليات « التزوير » و »البلطجة » التي شهدتها الانتخابات لضمان نجاح مرشحي الحزب فيها. ويعتبر المرشح على مقعد العمال بدائرة تلا بالمنوفية، إن ما حصل خلال الانتخابات الأخيرة من أعمال « تزوير وعنف » على نطاق واسع « يضرب بإرادة الشعب الحقيقية عرض الحائط »، و »إفساد للحياة السياسية » حمل كلاً من القياديين بالحزب الحاكم المسئولية المباشرة عنه, بحسب اتهامه. ووصف هذا الأمر بأنه « يعد جريمة في حق الإنسانية حيث تم حرمان شعب بأكمله من ممارسة حقوقه السياسية، مما يعد مخالفة صريحة للعهد الدولي لحقوق الإنسان الذي وقعت عليه مصر »، معربا عن اعتقاده بأن هذا يندرج تحت الجرائم التي يحق للمحكمة الجنائية الدولية النظر فيها، باعتبارها « جريمة في حق الإنسانية »، على حد تعبيره. وكان السادات تقدم قبل ببلاغ إلى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام يتهم فيه هيئة أعضاء مكتب الحزب « الوطني » والمهندس أحمد عز أمين التنظيم بصفتهم المسئولين عن إدارة العملية الانتخابية داخل الحزب، يتهمهم فيه بالمسئولية عن « التزوير والبلطجة » في الانتخابات لضمان نجاح مرشح الحزب. وقال إن هؤلاء ومن خلال سعيهم الدؤوب قاموا بـ « بتهميش جميع القوى الوطنية وافتعال حالة من الفراغ السياسي تعطل مسيرة التحول إلى الديمقراطية الحقيقية،. وتزيد من حدة العنف بين مختلف طوائف المجتمع التي تشعر بتهميشها وانعدام دورها فى إدارة شئون بلادها ». وطالب البلاغ النائب العام اتخاذ ما يلزم مع هؤلاء الأشخاص لإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي, ودعا جميع القوى الوطنية للتضامن معه في بلاغه، خاصة أعضاء الحزب « الوطني » المستبعدين من الانتخابات. وقال إن هؤلاء المستبعدين « ذاقوا الأمرين، وفي النهاية تم استبعادهم وحرمانهم من تنفيذ الأحكام القضائية التي أقرتها المحاكم لصالحهم بإعادة إدراجهم فى كشوف الناخبين، وذلك لأن مصر لن يحكمها عصابة من المنتفعين وستظل دوما ممتلئة برجال يرفعون كرامتها عاليا في السماء »، بحسب تعبير السادات. (المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 7 ديسمبر2010)  


العالم يشهد ميلاد نظام اقتصادي جديد

حاوره بأبو ظبي: جهاد الكردي  
أكد طلال أبو غزالة رئيس مجموعة أبو غزالة الدولية، رئيس الائتلاف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة، أن منطقة الخليج مقبلة على طفرة جديدة من الرخاء، مشيرا إلى أنها لم تتأثر تأثرا كبيرا بتداعيات الأزمة المالية العالمية بسبب قوة أسسها الاقتصادية ونعمة النفط. ولفت في حوار مع الجزيرة نت على هامش اجتماع الدورة الرابعة للائتلاف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية في أبو ظبي الذي انعقد يومي 5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى أن العالم يشهد حاليا ميلاد نظام اقتصادي عالمي جديد لا تهيمن عليه أميركا وأوروبا ويبزغ فيه نجم مناطق ودول صاعدة مثل الصين والهند ودول الخليج، موضحا أن مجموعتي السبع الكبار والعشرين ليس لها فاعلية حاليا.
كما توقع أن يشهد العقد الجاري ميلاد عملة عالمية جديدة بديلة للدولار. وفيما يلي نص الحوار:
كيف ترى اقتصاد دول الخليج العربي بعد مرور عامين على الأزمة المالية العالمية؟
في رأيي لقد انتهت الأزمة المالية العالمية، ودخلت الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي مرحلة الأزمة الاقتصادية وهو ما نشاهده حاليا من انهيارات متتالية لاقتصادات دول غربية. لكن في منطقة الخليج بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة لم ولن تتحول الأزمة المالية إلى أزمة اقتصادية. وأعتقد أن أساسيات اقتصادات الخليج قوية بل إن بعض دوله ستحقق نموا غير عادي في العام المقبل مثل قطر، حيث من المتوقع أن تزيد نسبة النمو عن 20% وهي نسبة أعلى بأضعاف من نسب النمو في دول كأميركا أو أوروبا.   ولا أزال أعتقد أن دول منطقة الخليج مقبلة على عهد جديد من الرخاء بسبب البترول. وعندما أكدت منذ أربع سنوات أن سعر برميل النفط سيصل عام 2010 إلى 100 دولار كان الجميع ينظر إلى بدهشة واستغراب، ولكن ما تنبأت به يتحقق حاليا إذ وصل سعر البرميل أول أمس إلى 92 دولارا، وأعتقد أن هذه البلدان ستوجه جزءا كبيرا من إيراداتها إلى التعليم والصحة ومشاريع البنية التحتية مما يضمن ازدهارا لها خلال السنوات القليلة المقبلة.   كما أعتقد أن ثقل الدور التنموي والسياسي لدول الخليج على المستوي العربي والعالمي سيتزايد خلال السنوات المقبلة، ولا بد لهذه الدول بفضل ما لديها من إمكانات ومن خلال حسن إدارتها لثروتها أن تجعل من محيطها العربي قوة اقتصادية وسياسية مهمة وذلك عبر الوصول إلى إطار عربي أوسع يستطيع أن يخدم تنميتها.   قد أصبحنا نرى بعضا من دول مجلس التعاون تقوم بدور أساسي في قضايا مهمة عربيا وعالميا، والدليل على ذلك دور قطر والسعودية، كما أعتقد أن لهذه الدول دورا كبيرا في توطيد علاقة العالم العربي بالصين القوة الصاعدة الأقوى في النظام الاقتصادي العالمي الجديد. وأعتقد أن السنوات المقبلة ستشهد إحياء لما يعرف بطريق الحرير وذلك من خلال سوق اقتصادي يربط دولنا العربية بالصين مما يدفع لإنشاء تكتل اقتصادي مهم للغاية. وأنا من المؤمنين بأن الخير يأتينا من الشرق.    لكن اقتصادات وتجارة وعملات دول الخليج العربية ما زالت مرتبطة بأميركا وأوروبا، وقد كشفت الأزمة المالية العالمية تضرر بلدان الخليج بسبب هذه العلاقة الوطيدة.   يجب أن نؤمن بأن عالمنا منذ 15 سبتمبر/أيلول 2008 قد تغير كليا، فلم يعد النظام الاقتصادي العالمي القائم على هيمنة أميركا وأوروبا على العالم متواجدا بل انتهى كليا إلى غير رجعة. والشاهد على ذلك هو أن الانكماش بل والانهيار الذي يعيشه اقتصاد أميركا والعديد من بلدان أوروبا لم نشهد له مثيلا في بلدان الخليج أو الصين أو الهند. نعم، تأثرت نسب النمو في هذه الدول لكن لم نشهد انهيارها كما كان يعتقد سابقا، كما تغيرت نظرة قادة أميركا بصورة جذرية للعالم حيث سمعنا الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول منذ أيام أثناء زيارته لكوريا إن ازدهار أميركا يعتمد على ازدهار آسيا. كما أكد سابقا أن ازدهار أميركا يتوقف على ازدهار الصين.   وبلا شك هذه ثقافة اقتصادية جديدة تناقض الثقافة الاقتصادية التي كانت سائدة أيام بوش الابن الذي قال في أواخر أيام فترته الرئاسية « لا يجوز ترك أي دولة تخرج مستفيدة من الأزمة المالية العالمية ».   وأعتقد أن مجموعة السبع الكبار عفا عليها الزمن ودخلت في ذمة التاريخ، فكيف يكونون كبارا ومؤثرين وبينهم ثلاث دول متعثرة واقتصاداتها معرضة للانهيار. كما أعتقد أن مجموعة العشرين لن تكون مؤثرة حيث كوّنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن على عجلة من أمره.   والأمر المثير للعجب أن أسس نهوض وقوة الدول والأمم تتغير حاليا بشكل كبير. فخلال السنوات الماضية كان الاعتقاد السائد أن الدول ذات الكثافة السكانية الأعلى مثل الصين والهند لن تحقق صعودا بسبب كثرة عدد سكانها، لكننا سمعنا أخيرا لمدير صندوق النقد الدولي كلاما جديدا يناقض ذلك ويؤكد أن قوة البلدان خلال السنوات المقبلة لا تعتمد على إمكانياتها الصناعية بل تعتمد بشكل رئيسي على عدد سكانها. وأكد أن الاقتصادات الواعدة خلال السنوات المقبلة هي اقتصادات البرازيل والصين والهند ودول الخليج حيث إن مواردها البشرية تعد المحرك الأساسي في نموها الكبير. واليوم نري غالبية أجهزة الحاسوب مصنعة في الصين والهند، ولتجارة هذه الدول أسواق ضخمة سواء في داخل بلدانها أو في أميركا وأوروبا أو في آسيا وأفريقيا. ولن تستطيع أميركا مهما أوتيت من قوة أن تقف ضد صادرات الصين سواء في أميركا نفسها أو في أية بقعة أخري من العالم، الأمر الذي يؤكد لنا أننا أمام نظام اقتصادي عالمي جديد لا تهيمن عليه أميركا وأوروبا.   وعلينا نحن العرب والخليجيين أن ننتبه لذلك مبكرا ونوثق علاقتنا مع الصين بشكل أكبر, خاصة أنني أتوقع أن تستمر تأثيرات الأزمة المالية الخطيرة على أميركا وأوروبا لعدة سنوات مقبلة. وينبغي أن لا نأمل في انتعاش قريب لهم مطلقا.   وأعتقد أن ما نسمعه عن انتعاش في الغرب هو مجرد تمنيات، فعجز الموازنة يتزايد بشكل لا مثيل له في تاريخه، وكذلك عجز مماثل في الميزان التجاري والحساب الجاري وزيادة ضخمة في المديونية وارتفاع البطالة.    ألا تعتقد أن رؤيتكم المتفائلة جدا إزاء أوضاع اقتصادات دول المنطقة تتناقض مع ما نعيشه حاليا من حالة شبيهة بالكساد في بعض دولها وتراجع كبير في أسواق المال والعقار؟   أنا أؤكد أن بلدان الخليج تأثرت بالأزمة المالية العالمية لكن لا بد أن نفرق في حديثا بين الضرر على مستوى الاقتصاد الحقيقي أو الإنتاجي، وبين الاقتصاد المالي أو الافتراضي الذي يتمثل بصورة أساسية في أسواق المال والمصارف.   ودعني أسألك هل أدت الأزمة المالية العالمية إلى توقف المصانع والشركات في الخليج؟ وهل سمعنا عن ظواهر إفلاس لشركات ومصارف كما حدث في أميركا وأوروبا؟ نعم، لا خلاف على أن أسواقنا المالية تراجعت بشكل كبير لكن أسواق المال لا تشكل أية إضافة حقيقية للدخل القومي ولو ارتفعت الأسواق أو انخفضت بمليارات الدولارات فإنها لا تؤثر في الدخل القومي لأية دولة.   وينبغي أن نضع الأمور في نطاقها الصحيح، فدبي فقط هي التي تأثرت وتضررت بشكل أكبر بالأزمة المالية العالمية، والسبب في ذلك هو أن دبي تعد الآن واحدة من أكبر المراكز المالية الخمسة في العالم وبالتالي اهتم بها العالم من هذه الزاوية فقط. لكن على مستوى اقتصاد دبي الحقيقي فإن الوضع لم يكن سيئا جدا كما صوره الإعلام الأجنبي ولم نسمع عن حالات إفلاس وانهيار لبنوك وشركات، ولم نسمع عن تزايد مخيف لمعدلات البطالة أو عجز فادح في الميزانية أو مدينونية ضخمة يستحيل سدادها. وبكل تأكيد فإن الأساسيات الاقتصادية لم تتأثر وما عليك إلا أن تنظر للبنية الاقتصادية العامة وليس إلى قطاعي العقار والمال فقط، وما نراه حاليا هو مشكلة نقص في السيولة لدى بعض البنوك والمؤسسات والشركات العقارية، كما أن مشتري الوحدات العقارية لديهم صعوبات في سداد قيمة وحداتهم التي تراجعت قيمتها كثيرا. وإن كانت القيمة لا تزال في حالات كثيرة أعلى من سعر الشراء لكن الأفراد يقارنون بأعلى سعر وصلته أيام المضاربات ويعتبرون أنفسهم خاسرين، لأن قيمة الوحدات أقل من تلك الأسعار الوهمية. وفي الحقيقة هم ما زالوا رابحين مقارنة بسعر الشراء وهذه حقيقة يعرفها الجميع.   وأعتقد أن الحملة الإعلامية الغربية التي تعرضت لها دبي كانت مقصودة، لأن الغرب وأميركا لا يريدون لأي نموذج عربي أو إسلامي أن يبزغ.   وقد أكدت الأزمة المالية أن الغرب هو الغرب ولا يحب لنا النهوض. فعلى الرغم من أن دولنا كانت هي الضحية للأزمة المالية العالمية التي لم نصنعها بل وردتها لنا أميركا والغرب، فقد هاجمونا أشد هجوم مؤكدين أن استثماراتهم تعرضت لخسائر فادحة ونسوا أن هذه الاستثمارات في مراحل سابقة أيام الازدهار كانت تحقق أرباحا خيالية. وهذا يؤكد أن الغرب ينظر لمنطقتنا كمصدر للربح وسوق لاستثماراتهم وليس شريكا اقتصاديا حقيقيا.   أكدتم سابقا أن العالم مقبل على عملة جديدة بديلة الدولار، فهل تعجل الأزمة المالية العالمية بتأثيراتها على اقتصادات غالبية دول العالم بهذه العملة؟   أعتقد أن العقد الحالي من القرن الحادي والعشرين لن ينتهي إلا بظهور العملة الجديدة. وقد أثبتت الأزمة المالية العالمية بما لا يدع مجالا للشك أن الدولار كان وبالا على العالم وفي مقدمته أميركا. واليوم داخل أميركا نسمع ونشاهد خبراء أميركيين يطالبون بالعملة الجديدة، وأعتقد أنه لا يوجد بديل أمام أميركا خلال السنوات العشر المقبلة إلا العملة الجديدة، ويعتبرها هؤلاء الخبراء في مصلحة الاقتصاد الأميركي لأن تجربة الأزمة المالية العالمية أثبتت لهم أنه طالما كان الدولار عملة الاحتياط والأسعار والتعامل الرئيسية فإن انخفاضها سيكون مأساويا على الاقتصاد الأميركي نفسه، وهو ما حدث بالفعل لأنه لو لم تكن هناك عملة الدولار المهيمنة على العالم اليوم لما شهدت أميركا هذا التراجع السريع.   ومن المهم التأكيد على أن المطالبة بالعملة الجديدة لم تكن وليدة الأزمة المالية العالمية الراهنة، بل نادت بها بريطانيا خلال محادثات بريتون وودز قبل نحو 65 عاما، وبعدها بسنوات طويلة ظهرت حقوق السحب الخاصة. وأعتقد أن العملة الجديدة ستكون شبيهةً بها مع التأكيد على أن اليورو يستحوذ حاليا على 30%، واليوان الصيني على 20% من إجمالي التعاملات العالمية، مما يعني أننا نسير تدريجيا نحو تجزئة العملات حاليا، وهذا أمر جيد ويشجع على ظهور العملة الجديدة.    ترأستم اجتماعات الدورة الخامسة للائتلاف العالمى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم  المتحدة في أبو ظبي، فكيف ترى المنطقة الخليجية اليوم في مضمار تكنولوجيا المعلومات؟   هذا الائتلاف تأسس عام 2006 بدعم من الأمم المتحدة بوصفه منبرا عالميا لوضع رؤية مؤتمر القمة العالمي حول مجتمع المعلومات موضع التنفيذ العملي، وطالبني الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ ثلاثة أيام بأن أستمر في رئاسته لتنفيذ مشاريعه التقنية وأبرزها مشروع المعاون الإلكتروني الذي سيتم نشره بالمجان على العالم خلال شهر مارس/آذار المقبل. وأعتقد أن المنطقة العربية تحقق حاليا إنجازات كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وعلى سبيل المثال نحقق حاليا أعلى مستويات النمو في الدخول إلى الإنترنت حيث سجل المعدل زيادة تصل إلى خمسة أضعاف مقارنة بمعدلات الزيادة العالمية خلال العشر سنوات الماضية حيث ارتفع عدد المواطنين العرب الذين يتصلون بالإنترنت من 20 مليون شخص عام 2000 إلى 65 مليون شخص عام 2010. وأعتقد أن ما ينقصنا هو الإرادة. كما أعتقد أننا بحاجة ملحة إلى زيادة الإنفاق على البحث العلمي في المنطقة العربية حيث إن هذه النسبة حاليا أقل من 1% من الناتج الإجمالي بينما تصل في الدول الأورةبية إلى 10% في المتوسط.   سيتم خلال الأسبوع الحالي إطلاق المنظمة العربية للبحث العلمي والتعليم تحت مظلة الجامعة العربية.   ولا بد أن نهتم بالتعليم حيث إن الدول العربية بحاجة ملحة إلى اختراع نظام تعليمي جديد يصلح للمجتمع الرقمي. وينبغي أن نعطي أهمية لقطاع تكنولوجيا المعلومات ونزيد استثماراتنا فيه حيث إن هذا القطاع يعد الوحيد الذي لم ينكمش خلال الأزمة المالية العالمية بل حقق تباطؤا محدودا في النمو وعاد مؤخرا إلى نموه السابق ومن المتوقع أن تتضاعف الاستثمارات الموجهة إليه. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 ديسمبر 2010)  


أسانج مؤسس ويكيليكس وفيلسوفه

محمد العلي-الجزيرة نت  
أخرج صاحب موقع ويكيليكس الصحفي الأسترالي جوليان أسانج الولايات المتحدة الأميركية عن طورها يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد نشره وثائقها الدبلوماسية الموصوفة بالسرية.
الكونغرس الأميركي سارع لبحث الأضرار الناجمة عن النشر, وكلف الرئيس باراك أوباما خبير مكافحة الإرهاب راسل تريفرز بتحديد الإصلاحات الهيكلية المطلوبة بعد التسريبات, في حين دعا سياسيون إلى اعتقاله، وطالب آخرون صراحة بقتله بدون محاكمة.  
ثمة دول حليفة كالسويد عبرت عن مؤازرتها واشنطن وأصدرت عبر الشرطة الدولية (إنتربول) مذكرة اعتقال بحقه لاستجوابه بشأن ما وصفت بأنها جريمة جنسية.
لكن الصحفي المهدد في سلامته الشخصية ما زال متواريا عن الأنظار في بريطانيا ينتظر جلاء الغبار الناجم عن أخطر عاصفة تهز الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
فمن هو ذلك الصحفي الذي جرح كبرياء واشنطن وعرى دبلوماسيتها في ما وصف بأنه أخطر عمل تجسسي تشهده القوة الأعظم؟ الصحفي الأسترالي -كما تظهر معلومات الإنترنت عن نشأته واهتماماته- هو نتاج طبيعي للمزاوجة بين الشغف بالعلم والغوص في عالم الإنترنت وممارسة الصحافة الاستقصائية.
أسانج الشغوف منذ الصغر بالرياضيات والفيزياء بدأ نشاطه على الإنترنت بالقرصنة (هاكرز) منفردا ثم شكل مع اثنين من نظرائه ما عرف بجماعة المخربين العالمية.
وما لبث هذا الفتى الأسترالي المولود في مقاطعة كوينزلاند عام 1971 أن حوّل الصراع مع صديقته السابقة على حضانة ولدهما إلى قضية عامة حيث شكل بالتعاون مع أمه مصرفا دوليا للمعلومات الخاصة بالسجل القانوني لحالات حضانة الأطفال بأستراليا.
 
عالم القرصنة
بدأ أسانج حياته العملية مطلع تسعينيات القرن الماضي مبرمجا في إحدى شركات الاتصالات في ملبورن، وشارك بصفة باحث في تأليف كتاب عن عالم القرصنة على الجبهة الإلكترونية.
وفي عام 1999 سجل باسمه عنوان « ليكس دوت أورغ » دون أن يقدم شيئا من خلاله. ومدفوعا بشغفه بالرياضيات والفيزياء انضم بين عامي 2003 و2006 إلى ست جامعات أسترالية وكان يدرس أيضا الفلسفة وعلم الأعصاب.
عند تأسيسه موقع ويكيليكس عام 2006 كتب شارحا الفلسفة الكامنة وراءه بالقول « لتغيير سلوك الأنظمة, علينا أن نكون متأكدين مما إذا كنا قد أدركنا بالفعل حقيقة أنها لا تريد أن تتغير. وعلينا أن نفكر في ما وراء ما فكر فيه أولئك الذين سبقونا إلى اكتشاف التغييرات التقنية التي حددت لنا طريقا للتحرك باتجاهات لم يسبقنا إليها الأجداد ».
وفي مدونته كتب أسانج قائلا « إن المنظمات الأكثر سرية أو جورا هي تلك التي تقلق التسريباتُ قيادتها وصناع قرارها. وبما أن الأنظمة الجائرة تغري بطبيعتها الخصوم، وبما أن لديها اليد العليا في أمور كثيرة، فإن التسريبات تتركها مكشوفة أمام أولئك الباحثين عن أشكال للحكم تتميز بالانفتاح ». وفي ترجمة لهذه الرؤية نشر أسانج وثائق تتعلق بقتل قضاة في كينيا، وأخرى تتناول دفن نفايات سامة على سواحل بعض الدول الأفريقية، وثالثة عن الإجراءات المتبعة في معتقل غوانتانامو، مما أهله للفوز بثلاث جوائز صحفية إحداها مقدمة من مجلة إكونومست والثانية من منظمة العفو الدولية.
استهداف الصحفيين
لكن رؤيته لنفسه بوصفه خصما لما وصفها بالأنظمة الجائرة دفعته في أبريل/نيسان الماضي إلى نشر فيديو يظهر مروحية أباتشي أميركية تطلق نيرانها على صحفيين عراقيين.
وخلال العام الجاري تابع هجومه على هذا « النظام » عبر نشر يوميات الحرب الأميركية بأفغانستان ثم أتبعها بالوثائق الخاصة بحملتي الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق عبر وسائل إعلامية بينها الجزيرة, قبل أن يصل إلى ضربته الصاعقة للهرم الدبلوماسي الأميركي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
المعركة بين ويكيليكس والنظام الذي وصفه أسانج بالجائر لم تنته بدليل تأكيده أنه رغم الحملة عليه يعتزم نشر وثائق تخصّ عالم الشركات، وهو ما أثار الرعب في قلب عالم المال في الولايات المتحدة.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 ديسمبر 2010)  


الشرطة البريطانية تعتقل أسانج وموقع ويكيليكس يؤكد أنه سيواصل العمل


2010-12-07 لندن- ألقت الشرطة البريطانية (اسكوتلاند يارد) الثلاثاء القبض على الأسترالي جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس الإلكتروني، في لندن بناء على مذكرة الاعتقال الأوروبي الصادرة بحقه على خلفية اتهامه في قضية اعتداء جنسي بالسويد، فيما أكد الموقع أنه سيواصل العمل على النحو المعتاد بعد اعتقال مؤسسه. وأعلنت اسكوتلاند يارد أنه تم اعتقال أسانج عندما وصل إلى لقاء متفق عليه بمركز شرطة العاصمة لندن، لافتة إلى أن أسانج سيمثل أمام أحد القضاة في العاصمة البريطانية في وقت لاحق الثلاثاء ليقرر ما إذا كان سيتم تسليمه للسويد. وأصدرت السويد الجمعة الماضية مذكرة اعتقال أوروبي بحق أسانج. ووفقا لبيانات محامي أسانج في لندن، مارك ستيفينز، من المفترض أن يتم استجواب موكله في السويد حول اتهامات امرأتين له بالاعتداء الجنسي عليهما، مبينا أنه ليس هناك دعوى قضائية ضد موكله. ويرجح أسانج أن تكون الحكومة الأمريكية وراء أمر الاعتقال. ويشار إلى أن أسانج أثار ضجة على المستوى العالمي خلال الفترة الماضية بسبب نشره عشرات الآلاف من الوثائق الأمريكية السرية على موقع (ويكيليكس)، آخرها كانت برقيات أمريكية دبلوماسية من أنحاء العالم. وتلقت الشرطة البريطانية مذكرة اعتقال من السويد بحق أسانج نهاية تشرين ثان/ نوفمبر الماضي، الا أنها لم تقبض عليه في ذلك الوقت لأن المذكرة كانت تتضمن أخطاء في الصياغة. وكان أسانج (39 عاما) في جنوب أنجلترا، بحسب تقارير إعلامية. وقد أكد المحامي أكثر من مرة أن موكله أعطى عنوانه للشرطة. وفي السياق، قال موقع ويكيليكس الثلاثاء إنه سيواصل العمل على النحو المعتاد بعد اعتقال مؤسسه جوليان أسانج في بريطانيا. وقال كريستن هرافنسن المتحدث باسم الموقع « ويكيليكس يعمل.. نحن مستمرون على نفس المسار الموضوع سلفا ». وأضاف: أي تطور يخص جوليان أسانج لن يغير خططنا فيما يتعلق بعمليات النشر اليوم وفي الأيام القادمة، لافتا إلى أن عمليات الموقع ستديرها مجموعة من الأفراد من لندن وأماكن أخرى.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 ديسمبر  2010)

نيويورك تايمز: حزب الله يملك 50 ألف صاروخ وقذيفة


2010-12-07 واشنطن- نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الثلاثاء عن مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ان حزب الله يملك حوالى خمسين ألف صاورخ وقذيفة ما يزيد من مخاوف وقوع نزاع أكبر مع إسرائيل.
وأعرب المسؤول الذي لم يكشف اسمه عن قلقه من ترسانة الحزب اللبناني الشيعي ردا على تسريبات موقع ويكيليكس عن مضمون برقيات دبلوماسية أمريكية.
وتنتقد هذه البرقيات انتشار الأسلحة في المنطقة خصوصا انطلاقا من سوريا، بحسب الصحيفة.
وأكد المسؤول عن الدفاع أن ترسانة حزب الله تضم أربعين إلى خمسين صاروخا من طراز فاتح 110 قادرة على بلوغ تل أبيب ومعظم الأراضي الاسرائيلية وعشرة صواريخ سكود دي.
وكتبت الصحيفة انه من هذا المنطلق تبرز مخاوف من تحول نزاع جديد محتمل بين حزب الله وإسرائيل، إلى حرب تندلع في كل المنطقة. وكشفت البرقيات أن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية السورية نفى أن تكون بلاده تزود حزب الله بمثل هذه الأسلحة.
وخلال الحرب بين حزب الله وإسرائيل صيف 2006 أطلق حزب الله أكثر من أربعة آلاف صاروخ على شمال إسرائيل.
وأوقع النزاع أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين و160 في الجانب الإسرائيلي بحسب أرقام رسمية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 ديسمبر  2010)  

ويكيليكس: مزيد من التعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا لمكافحة تنظيم القاعدة


2010-12-07 باريس- أوردت وثائق دبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة لوموند مساء الاثنين أن مزيدا من التعاون يتم بين فرنسا والولايات المتحدة منذ عام بمبادرة من باريس للتصدي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وفي نهاية الصيف، أقرت فرنسا رسميا بهذا التعاون من دون أن ترشح أي معلومات حتى الآن عن الاجتماعات بين الفرنسيين والأمريكيين. وذكرت وثيقة أمريكية اثر اجتماع بين مستشارين للرئاسة الفرنسية ومسؤولين أمريكيين انه في نهاية 2009، خلص الفرنسيون إلى انهم يخسرون المعركة بين تنمية هذه الدول والتهديدات الأمنية المتعاظمة.
واضاف الفرنسيون إن الارهاب بات نظريا على بابنا.
وبعد أقل من عام على هذا الكلام، وتحديدا في 16 ايلول/ سبتمبر، خطف خمسة فرنسيين وتوغولي وملغاشي في شمال النيجر. وهم محتجزون حاليا في شمال شرق مالي من جانب القاعدة في المغرب الاسلامي.
وقال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العام 2009 إن بعض المنشات الفرنسية مهددة بهجمات ارهابية، وخصوصا في الشمال. وفي كانون الثاني/ يناير 2010، عقد اجتماع آخر، وأورد تقرير للسفارة الأمريكية أن الفرنسيين يشددون على تحسين التنسيق في مجال المساعدة العسكرية وتقاسم المعلومات ومشاريع التنمية.
وبحسب وثائق أمريكية أخرى، فان البريطانيين استنفروا بدورهم لمواجهة الارهاب في منطقة الساحل منذ قتل الرهينة ادوين داير في حزيران/ يونيو 2009 في مالي، لكنهم أقروا بأن « المسؤولية الفرنسية تشكل أولوية على هذا الصعيد ». وجاء في برقية سرية أرسلتها من لندن جانيت دوغلاس، المسؤولة عن قسم افريقيا في وزارة الخارجية البريطانية ان « عمل الفرنسيين في مجال دفع الديمقراطية في غرب افريقيا لم يكن ناجحا ». وأقرت بضرورة التنسيق موضحة أن الكثير من المشاكل تأتي من ذهنية تسيطر على الحكومة المركزية. وجاء في برقية أخرى انه بالنسبة للأمريكيين « من المهم أن يكون التصدي للارهاب متمثلا بوجه محلي ». واضافت « بالتركيز على عوامل خارجية في المنطقة هناك خشية من التنكر للفاعلين الرئيسيين في الساحل وابعد من مساعدة تنظيم القاعدة في جهوده لجمع مقاتلين وأموال ». وأشارت البرقية ان الفرنسيين كانوا من هذا الرأي.
وفي برقية أخرى تعود إلى شباط/ فبراير 2010، أعرب ستيفان غومبرتز، مدير قسم افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية، عن قلقه وقال إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ينمو حتى شمال بوركينا فاسو وهو يجمع مقاتلين في السنغال وسيجد بعض الضعف في شمال نيجيريا، ودائما حسب دبلوماسيين أمريكيين.
وتحدثت برقيات أخرى عن دور مالي في التصدي للارهاب في دول الساحل والصحراء.
وفي العام 2009، كتبت السفيرة الامريكية في باماكو غيليان ميلوفانوفيتش بالنسبة للرئيس المالي امادو توماني توريه « يمكن الاعتماد عليه، عنده القوات للقيام بالعمل.
وأشارت البرقية إلى انه بعد عدة اشهر، كانت هناك شكوك حول تدريب القوات المالية. فكل جندي اطلق ألف طلقة خلال الاسابيع الخمس من التدريبات أي ربما أكثر ما سيطلقه أي عسكري مالي خلال خدمته العسكرية.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 ديسمبر  2010)

ويكيليكس: واشنطن حذرت دولا عربية


لمنعها من دعم حماس وحزب الله كشفت إحدى الوثائق التي سربها موقع ويكيلكيس أن واشنطن تدخلت بشكل سري للضغط على العديد من الدول العربية لمنعها من دعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني، مستخدمة لذلك معلومات استخباراتية إسرائيلية.
فقد نشرت جريدة غادريان البريطانية اليوم الثلاثاء -نقلا عن برقيات دبلوماسية أميركية حصل عليها موقع ويكيليكس- أن الولايات المتحدة عملت بشكل سري لمنع وصول إمدادت أسلحة إيرانية وسورية لحماس وحزب الله.
ومن الوثائق التي كشفها الموقع برقيات للخارجية الأميركية تظهر أن واشنطن حذرت السودان في يناير/ كانون الثاني 2009 من السماح بتسليم أسلحة إيرانية لم يكشف عنها كان من المتوقع تمريرها لحماس إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتحدثت الوثائق عن أن الخارجية الأميركية طلبت من دبلوماسييها التعبير عن « قلق غير عادي » إلى السلطات السودانية. ضغوط وتشير وثيقة ويكيليكس أيضا إلى أن الإدارة الأميركية أبلغت السعودية والإمارات وسلطنة عُمان وتشاد بشحنة الأسلحة الإيرانية الموجهة لحماس، وحذرت الدول المعنية من أن تسليم أي أسلحة يعتبر انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التي تحظر صادرات الأسلحة الإيرانية.
يُذكر أن محطة (سي بي إس) التلفزيونية الأميركية تحدث في مارس/ آذار 2009 عن قيام مقاتلات إسرائيلية بمهاجمة قافلة داخل الأراضي السودانية كانت تهرب أسلحة إلى حماس.
وحول هذه التفاصيل، تكشف الوثائق أن الخرطوم اتهمت بعد ذلك واشنطن
بشكل غير علني بشن هجومين جويين شرقي السودان الأول في يناير/ كانون الثاني 2009 أودى بحياة 43 شخصا ودمر 17 مركبة، والثاني في العشرين من فبراير/ شباط من نفس العام وقتل فيه 45 شخصا ودمرت 14 مركبة. منع طائرات وفي مارس/ آذار 2009 -كما تقول الوثائق المسربة التي نشرتها صحيفة غادريان- أخطرت الولايات المتحدة الأردن ومصر بخطط إيرانية جديدة لإرسال شحنة من « معدات عسكرية قاتلة » إلى سوريا تمهيدا لنقلها إلى السودان ومن هناك إلى قطاع غزة.
وطلبت واشنطن في حينه من الدول المعنية إجبار الطائرات على الهبوط للتفتيش أو عدم منحها إذنا بالتحليق في أجوائها.
وفي أبريل/ نيسان من نفس العام، تتحدث برقيات دبلوماسية أميركية أن وزير الداخلية المصري حبيب العادلي كان وراء تفكيكك خلية لحزب الله في سيناء وخطوات أخرى « لوقف تدفق أسلحة إيرانية من السودان عبر مصر إلى غزة ».
وفي نهاية الشهر المذكور -وفق البرقيات الدبلوماسية الأميركية- أبلغ مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مسؤولين أميركيين أن مصر نجحت في منع إيران من تمرير دعم مالي إلى حماس.
ونسبت الوثيقة الدبلوماسية للوزير سليمان قوله إن القاهرة وجهت رسالة واضحة لطهران « إذا تدخلتم في مصر فسنتدخل في إيران » موضحة أن سليمان أكد أن جهاز المخابرات المصري بدأ بالفعل تجنيد عملاء بالعراق وسوريا.    المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 ديسمبر  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.